الكتاب: البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل
المستخرجة
المؤلف: أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (المتوفى: 520هـ)
حققه: د محمد حجي وآخرون
الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان
الطبعة: الثانية، 1408 هـ - 1988 م
عدد الأجزاء: 20 (18 ومجلدان للفهارس)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
عن المؤلف:
ابن رشد (450 - 520 هـ = 1058 - 1126 م)
محمد بن أحمد بن رشد، أبو الوليد: قاضي الجماعة بقرطبة. من أعيان
المالكية. وهو جد ابن رشد الفيلسوف (محمد بن أحمد)
ولد في قرطبة ، وبها نشأ وتعلم على يد أعلام علماء الأندلس :
- كفقيه قرطبة أبي جعفر بن رزق (ت 477)
- والفقيه الحافظ أبي عبد الله محمد بن خيرة الأموي المعروف بابن
أبي العافية (ت 487)
- والمحدث المسند أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري الدلائي (ت
478)
- وإمام اللغة في الأندلس أبي مروان عبد الملك بن سراج
- وزعيم المفتين بقرطبة أبي عبد الله محمد بن فرج المعروف بابن
الطلاع (ت478)
- ورئيس المحدثين بها أبي على حسين بن محمد الغساني الجياني (ت
478) . وغيرهم من كبار الشيوخ.
وأخذ عنه عدد لا يحصى من طلبة الأندلس والمغرب، من أشهرهم :
- قاضي الجماعة بقرطبة محمد بن أصبغ الأزدي (ت536)
- وجامع نوازل ابن رشد الفقيه أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن
المعروف بابن الوزان (ت543)
- والقاضي عياض بن موسى السبتي (ت544)
- والمحدث الفقيه أبو مروان عبد الملك ابن مسرة اليحصبي (ت552)
- والمحدث محمد بن يوسف ابن سعادة مؤلف كتاب شجرة الوهم (ت566)
- والحافظ المفسر أبو الحسن علي بن عبد الله الأنصاري المعروف بابن
النعمة (ت567)
- والمؤرخ خلف بن عبد الملك ابن بشكوال صاحب الصلة (ت578).
كان محمد ابن رشد ـ بإجماع من ترجموا له ـ ناسكاً عفيفاً، كريم
الخلق سهل الحجاب، كما كان أستاذاً بطبعه، يحب التدريس ويحسن طرق
التبليغ، تسعفه مادة غزيرة، وتفكير منظم، وعبارة منطلقة، وحرص على
نفع الطلبة. ولم ينل ابن رشد تقدير الأوساط العلمية ببلده وكفى، بل
أجله الناس في العدوتين، حتى أمير المسلمين ملك المرابطين في
مراكش، واعتقده أهل قرطبة بصفة خاصة وأحبوه لأنه كان إمامهم
وخطيبهم في الجامع الأعظم الذي كان يسع أهل المدينة جميعاً، ورأوا
فيه العالم بالشريعة المتحلي بها، إياه يستفتون في مسائل دينهم
ودنياهم، وإليه يفزعون فيما يلم بهم من ريب الدهر ونوائبه.
مؤلفاته :
- البيان والتحصيل (ط)
- المقدمات الممهدات (ط)
- نوازل ابن رشد، في مجلد ضخم، جمعها تلميذه أبو الحسن ابن الوزان
( وتسمى أيضاً الفتاوى، والأجوبة) .
- اختصار المبسوطة ليحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى الليثي (ت303) .
- تهذيب مشكل الآثار، لأحمد الطحاوي الحنفي (ت231) .
- النوادر .
- المسائل الخلافية .
- حجب المواريث .
- اختصار الحجب على مذهب مالك بن أنس مما روي عن زيد بن ثابت .
- فهرسة .
* وقد نسب بعضهم - خطأ - إلى محمد ابن رشد الجد كتاب بداية
المجتهد، وهو مطبوع معروف النسبة لابن رشد الحفيد.
[هذه الترجمة مختصرة من مقدمة كتاب «البيان والتحصيل»]
عن
الكتاب:
[البيان والتحصيل - ابن رشد]
1- اسم الكتاب: البيان والتحصيل.
2- اسم المؤلف: ابن رشد.
3- تصنيف الكتاب: فقه.
4- مذهبه: مالكي.
5- التعريف بالكتاب: كتاب " البيان والتحصيل والشرح والتوجيه
والتعليل في مسائل المستخرجة " كتاب حافل تناول فيه مؤلفه بالشرح
والبيان مسائل كتاب المستخرجة " العتبية " للإمام محمد العتبي, وهو
كتاب جمع فيه مؤلفه سماعات تلاميذ الإمام مالك منه وأسمعة تلاميذهم
منهم, وقد كان الفقهاء من أهل الأندلس والمغرب يعتنون بالمستخرجة
أتم عناية, ويقطعون أعمارهم في حفظها وتدارسها, وجاء الإمام ابن
رشد وهو من كبار أئمة المذهب فحرر بالشرح والتوجيه والتعليل
مسائلها, وحل مشكلاتها, وهذب عويصها, ونقد فروعها, فبين الصحيح من
الضعيف منها وميز بين المعتمد وغيره, والكتاب يعد من أمهات الكتب
الحافلة في مذهب المالكية.
* * *
[تعريف بالكتاب مختصر من مقدمة تحقيق كتاب «البيان والتحصيل» :]
- طاف الإمام محمد بن أحمد العتبي (ت 255 هـ) يسمع من تلاميذ
الإمام مالك، ما رووه عنه من المسائل، فسمع بالأندلس من «يحيى بن
يحيى الليثي» (تلميذ الإمام مالك) و «سعيد بن حسان» (راوية أشهب) ،
ورحل إلى الشرق فسمع من «سحنون» و «أصبغ بن الفرج» تلميذي ( «ابن
القاسم» و «ابن وهب» و «أشهب» ) وكلهم من أصحاب مالك
- ثم ألف كتابه «المستخرجة» أو «العتبية» أودعها ما سمعه تلاميذ
الإمام مالك منه وما سمعه تلاميذهم منهم، وتوسع في الرواية فلم
يستبعد المتروكة والشاذة منها، إذ «كان يوتى بالمسألة الغريبة فإذا
أعجبته قال: أدخلوها في المستخرجة» (1)
- وحدث في صدر عام 506 هـ أن جماعة من فقهاء جيان أصحاب ابن رشد
جاؤوه وبعض الطلبة من أهل شلب يقرأ عليه في كتاب الاستلحاق من
«العتبية» ، فمر بمسألة أشكلت على القارئ والحاضرين، فشرحها لهم
بما أزال غموضها، ورغبوا إليه أن يتتبع عويص هذا الكتاب بالشرح
والبيان، فرد عليهم ابن رشد بأن العتبية كلها بحاجة إلى توجيه
وتوضيح، ضارباً لهم المثل بأول مسألة فيها تتعلق بالوضوء، تبدو
وكأنها لا غبار عليها مثيراً حولها أحد عشرا سؤالاً لم يحيروا لها
جواباً، «فتنبهوا لذلك وشرهوا إليه وحرصوا عليه» واشتد إلحاحهم،
فلم يجد ابن رشد بداً من إسعافهم والشروع في تحرير كتاب البيان
والتحصيل مرحلة مرحلة، حتى أتمه رحمه الله، ثم طُلِب منه أن يمهد
له بمقدمات تنبئ عن مسائله، فرأى أن يكتفي بالمقدمات الممهدات التي
كان يوردها أثناء تدريسه للمدونة بعد أن هذبها ورتبها، لتشابه
أبواب المدونة والمستخرجة.
- فجاء كتاب «البيان والتحصيل، والشرح والتوجيه والتعليل، في مسائل
المستخرجة» ، كتابا حافلا من أمهات كتب الفقه المالكي، يطابق اسمه
مسماه بياناً وتحصيلاً وشرحاً وتوجيهاً وتعليلاً لمسائل كتاب
«المستخرجة» . استغرق تأليفه اثنتي عشرة سنة، وأودعه ابن رشد جميع
معارفه الفقهية التي اكتسبها من دراساته الواعية المستوعبة للمدونة
وما كتبه عليها أئمة المذهب في نحو سبعة أجيال من شروح واختصارات
وتعليقات، ومن تأملاته وتجاربه الشخصية في التدريس والإفتاء
والقضاء، فجاء «البيان والتحصيل» خلاصة وافية محيطة بالفقه المالكي
عباداته ومعاملاته، في أسلوب جزل سلس مشرق حبا الله به علماء
الأندلس وأدباءها
__________
(1) وقد تضاربت آراء الفقهاء المعاصرين للعتبي في المستخرجة
فانتقدها من أهل الأندلس محمد بن وضاح القرطبي وتلميذه أحمد بن
خالد، ومن أهل مصر محمد بن عبد الحكم الذي قال: «رأيت جلها كذوبا
ومسائل لا أصول لها» في حين تقبلها الجلة بقبول حسن لاستيعابها
وشمولها، وتصدر ابن لبابة الذي دارت عليه الأحكام بقرطبة نحو ستين
سنة لإقراء المستخرجة، فأخذها عنه خلق كثير، وتبارى الناس في
روايتها عنه وحفظها، وقال له يوماً أحمد بن خالد: تقرأ هذه
المستخرجة للناس وأنت تعلم من باطنها ما تعلم؟ قال إنما أقرؤها لمن
أعرف أنه يعرف خطأها من صوابها.
والواقع أن العتبي حفظ في المستخرجة ـ فضلاً عن الروايات المشهورة
ـ سماعات كثيرة من مالك وتلاميذه لولاه لضاعت، إلا أنه لم يتمكن من
تمحيصها وعرضها على أصول المذهب ومقارنتها بالروايات الأخرى، حتى
جاء محمد بن رشد فقام بهذه العملية النقدية في البيان والتحصيل،
وأصبحت المستخرجة ـ بعد أن تميز فيها الصحيح من السقيم ـ خيراً
وبركة وزيادة في فروع المذهب المالكي، وجزءاً لا يتجزأ من البيان
والتحصيل أحد الكتب المعتمدة في الفتوى بالأندلس وسائر بلاد الغرب
الإسلامي.
[ فهرس الكتاب -
فهرس المحتويات ] |