التاج
والإكليل لمختصر خليل [خِطْبَة الشَّارِح]
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) بِاَللَّهِ أَسْتَعِينُ وَهُوَ
حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى
(1/5)
اسْتِخْرَاجِ نُصُوصٍ أُقَابِلُ بِهَا
مَسَائِلَ مُخْتَصَرِ خَلِيلٍ، يُسْتَعَانُ بِهَذِهِ النُّصُوصِ عَلَى
فَهْمِهِ، وَتَكُونُ شَاهِدَةً
(1/6)
عَلَى نَقْلِهِ، فَآتِي بِلَفْظِ خَلِيلٍ
بِنَصِّهِ، ثُمَّ أَنْقُلُ
(1/7)
بِإِزَائِهِ نَصَّ غَيْرِهِ، وَأَتَخَيَّرُ
مِنْ النُّصُوصِ مَا يَكُونُ أَقْرَبَ لِلْفَهْمِ
(1/8)
وَأَوْجَزَ فِي اللَّفْظِ، وَلَا أَزِيدُ
عَلَى مَا شَهَرَ إلَّا لِأَمْرٍ مَا أَوْ يَكُونُ
(1/9)
مُضَاهِيًا لَهُ فِي الشُّهْرَةِ أَوْ
أَشْهَرَ وَأَكْتَفِي بِالنَّقْلِ دُونَ التَّنْزِيلِ
(1/10)
عَلَى اللَّفْظِ إذْ الْمَقْصُودُ كَشْفُ
النُّقُولِ كَمَا قَالَ السَّيِّدُ مُفْتِي تُونُسَ
(1/11)
نَفَعَ اللَّهُ بِهِ.
فَمَنْ اكْتَفَى بِنَقْلِي فَعَلَى عُهْدَتِهِ
(1/12)
وَإِنْ تَشَوَّفَتْ هِمَّتُهُ لِتَحْقِيقِ
الْمَنَاطِ
(1/13)
أَعْنِي تَنْزِيلَ النَّقْلِ عَلَى
اللَّفْظِ
(1/14)
فَمَا أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْ غَيْرِي
كَانَ شَيْخِي ابْنُ سِرَاجٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - يَقُولُ
(1/15)
فِي مِثْلِ هَذَا: الْفِقْهُ أَنْ تَقْرَأَ
أُمُّ خَلِيلٍ اكْتَفِ
(1/16)
بِالْفِقْهِ تَنْتَفِعُ وَيُحْكَى عَنْ
سَيِّدِي ابْنِ عَلَاقٍ عَنْ كِتَابِهِ فِي الْقَضَاءِ
(1/17)
وَيَقُولُ فِي هَذَا الْمَعْنَى: إنْ
تَتَبَّعْت الْأَلْفَاظَ فِي الْأَلْفَاظِ تَمُوتُ
(1/18)
وَيُنَاسِبُ عَلَى هَذَا أَنْ أَقُولَ مَا
قَالَ سَيِّدِي ابْنُ عَلَاقٍ
(1/19)
أَيْضًا عَنْ كِتَابِهِ فِي الْقَضَاءِ:
(1/20)
إنَّ النَّاظِرَ فِيهِ إذَا وَقَعَ عَلَى
لَفْظٍ مُشْكِلٍ
(1/21)
أَوْ عَلَى خَلَلٍ نَظَرَهُ فِي
مَظَانِّهِ،
(1/22)
وَمَنْ سَهُلَ بِهِ أَنْ يَكْتُبَ نَصَّ
(1/23)
الْمُؤَلِّفِ بِصِبْغٍ يُخَالِفُ لَوْنُهُ
لَوْنَ نَقْلِي أَوْ يَكْتُبُهُمَا بِقَلَمَيْنِ
(1/24)
مُخْتَلِفَيْنِ فِي الْغِلَظِ
وَالرِّقَّةِ، فَبَلَّغَهُ اللَّهُ قَصْدَهُ لِأَنَّ لِي فِي هَذَا
مَقْصِدًا.
(1/25)
وَأُسَمِّي تَأْلِيفِي هَذَا (بِالتَّاجِ
وَالْإِكْلِيلِ لِمُخْتَصَرِ خَلِيلٍ) قَالَ ابْنُ رُشْدٍ فِي مَسْأَلَةٍ:
إنَّ ابْنَ أَبِي زَيْدٍ نَقَلَهَا بِالْمَعْنَى نَقْلًا غَيْرَ صَحِيحٍ
قَالَ: فَلِذَلِكَ رَأَى الْفُقَهَاءُ قِرَاءَةَ الْأُصُولِ أَوْلَى مِنْ
قِرَاءَةِ الْمُخْتَصَرَاتِ ابْنُ شَاسٍ
(1/36)
فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ أَحَدَ عَشَرَ
بَابًا:
الْأَوَّلُ: فِي أَحْكَامِ الْمِيَاهِ.
الثَّانِي: فِي أَحْكَامِ النَّجَاسَاتِ وَإِزَالَتِهَا.
(1/37)
الثَّالِثُ: فِي الِاجْتِهَادِ بَيْنَ
الطَّاهِرِ وَالنَّجِسِ.
الرَّابِعُ: فِي الْأَوَانِي هَذِهِ الْأَرْبَعَةُ أَبْوَابٌ مُقَدَّمَاتٌ
وَالسَّبْعَةُ
(1/46)
الْبَاقِيَةُ مَقَاصِدُ.
الْبَابُ الْأَوَّلُ مِنْ السَّبْعَةِ الْبَاقِيَةِ: فَرَائِضُ الْوُضُوءِ
وَسُنَنُهُ وَفَضَائِلُهُ
الثَّانِي: فِي الِاسْتِنْجَاءِ
(1/47)
الثَّالِثُ: فِي مُوجِبَاتِ الْوُضُوءِ.
الرَّابِعُ: فِي الْغُسْلِ.
الْخَامِسُ: فِي التَّيَمُّمِ.
السَّادِسُ: فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ.
السَّابِعُ: فِي الْحَيْضِ وَالنِّفَاس.
(1/56)
|