الكتاب: الرسالة
المؤلف: الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن
عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي
(المتوفى: 204هـ)
المحقق: أحمد شاكر
الناشر: مكتبه الحلبي، مصر
الطبعة: الأولى، 1358هـ/1940م
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
عن
المؤلف:
الشافعي
(150 - 204هـ، 767 - 820م).
محمد ابن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع القرشي بن عبد
المطلب بن عبد مناف وينسب إلى شافع فيقال له الشافعي، كما ينسب
إلى عبد المطلب فيقال المطلبي، كما ينسب إلى مكة لأنها موطن
آبائه وأجداده فيقال له المكي، إلا أن النسبة الأولى قد غلبت
عليه. ولد بمدينة غزة بفلسطين، حيث خرج والده إدريس من مكة
إليها في حاجة له، فمات بها وأمه حامل به، فولدته فيها ثم عادت
به بعد سنتين إلى مكة. حفظ القرآن بها في سن السابعة وحفظ موطأ
مالك في سن العاشرة. اختلط بقبائل هذيل الذين كانوا من أفصح
العرب فاستفاد منهم وحفظ أشعارهم وضرب به المثل في الفصاحة.
تلقى الشافعي فقه مالك على يد مالك. وتفقه بمكة على شيخ الحرم
ومفتيه مسلم بن خالد الزنجي، المتوفى سنة 180هـ، وسفيان بن
عيينة الهلالي، المتوفى سنة 198هـ وغيرهما من العلماء. ثم رحل
إلى اليمن ليتولى منصبًا جاءه به مصعب بن عبد الله القرشي قاضي
اليمن. ثم رحل إلى العراق سنة 184هـ، واطلع على ما عند علماء
العراق وأفادهم بما عليه علماء الحجاز، وعرف محمد بن الحسن
صاحب أبي حنيفة وتلقى منه فقه أبي حنيفة، وناظره في مسائل
كثيرة ورفعت هذه المناظرات إلى الخليفة هارون الرشيد فسُرَّ
منه. ثم رحل الشافعي بعدها إلى مصر والتقى بعلمائها وأعطاهم
وأخذ منهم. ثم عاد مرة أخرى إلى بغداد سنة 195هـ في خلافة
الأمين. وقد أصبح الشافعي في هذه الفترة إمامًا له مذهبه
المستقل ومنهجه الخاص به. واستمر بالعراق مدة سنتين عاد بعدها
إلى الحجاز بعد ما ألّف كتابه الحجة الذي رواه عنه أربعة من
تلاميذه في العراق وهم: أحمد بن حنبل، وأبو ثور، والزعفراني،
والكرابيسي، ثم عاد مرة ثالثة إلى العراق سنة 198هـ وأقام بها
أشهرًا ثم رحل إلى مصر سنة 199هـ أو سنة 200هـ على قول بعض
المؤرخين، ونزل ضيفًا عزيزًا على عبد الله بن الحكم، بمدينة
الفسطاط، وبعد أن خالط المصريين وعرف ما عندهم من تقاليد
وأعراف وعادات تخالف ما عند أهل العراق والحجاز. فكرَّ في
إعادة النظر فيما أملاه البويطي، والمزني، والربيع المرادي
بالعراق. وظل بمصر إلى أن توفي بها سنة 204هـ وضريحه بها
مشهور. وقد رتب الشافعي أصول مذهبه كالآتي:
كتاب الله أولاً وسنة الرسول ثانيًا، ثم الإجماع والقياس
والعرف والاستصحاب. وقد دون مذهبه بنفسه. فقد ألّف في مذهبه
القديم كتاب الحجة، وهذا الكتاب لم يصل إلينا بعينه، حيث أعاد
النظر فيه وجاء منه ببعض المسائل في مذهبه الجديد في كتاب الأم
الذي أملاه على تلاميذه في مصر. ولم يصل إلينا كتاب الأم إلا
برواية الربيع المرادي. فهي المطبوعة الآن في سبعة أجزاء.
يعد الشافعي أول من ألّف في علم أصول الفقه، ويتضح ذلك في
كتابه المسمى الرسالة وقد كتبها في مكة وأرسلها إلى عبد الرحمن
بن مهدي ـ حاكم العراق حينذاك ـ مع الحارث بن شريح الخوارزمي
البغدادي، الذي سمي بالنقال بسبب نقله هذه الرسالة. ولما رحل
الشافعي إلى مصر، أملاها مرة أخرى على الربيع بن سليمان
المرادي. وما أملاه على الربيع يسمى بالرسالة الجديدة وما
أرسله إلى عبد الرحمن بن مهدي يسمى بالرسالة القديمة. وقد ذهبت
الرسالة القديمة، وما بين أيدينا هو الرسالة الجديدة، التي
أملاها على الربيع، وقد انتشر مذهب الشافعي في الحجاز والعراق
ومصر والشام وفلسطين وعدن وحضرموت، وهو المذهب الغالب في
إندونيسيا وسريلانكا ولدى مسلمي الفلبين وجاوه والهند الصينية
وأستراليا.
نقلا عن
الموسوعة العربية العالمية http://www.mawsoah.net
عن
الكتاب:
[الرسالة للشافعي]
يعد هذا الكتاب أقدم ما دُون في أصول الفقه، أراد الشافعي -
رحمه الله - بتأليفه هذا الكتاب أن يضع الضوابط التي يلتزم بها
الفقيه أو المجتهد لبيان الأحكام الشرعية لكل حديث ومستحدث في
كل عصر.
وجاء في موقع الوراق، ما يلي:
أول كتاب ألف في أصول الفقه وأصول الحديث أيضاً. ونجد فيه
بالتفصيل كل ما يتعلق بمكانة السنة في التشريع الإسلامي. قال
الفخر الرازي: (واعلم أن نسبة الشافعي إلى علم الأصول كنسبة
أرسطو إلى علم المنطق) . والمشهور أن الشافعي كتب الرسالة
مرتين، الأولى: ألفها في مكة استجابة لطلب الإمام عبد الرحمن
بن مهدي (ت198هـ) وكان سأله وهو شاب أن يضع له كتاباً في معاني
القرآن، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب
الرسالة، وأرسلها إليه مع الحارث بن سريج النقال، الذي لقب
بالنقال بسبب حمله الرسالة إليه. وضاعت هذه الرسالة، فليس في
أيدي الناس اليوم إلا الرسالة الجديدة التي كتبها بمصر. ونبه
أحمد شاكر في مقدمة نشرته إلى أهمية أصول علم مصطلح الحديث
المبثوثة في فصول الرسالة قال: (وهذه المسائل عندي أدق وأغلى
ما كتب العلماء في أصول الحديث) . قال الجاحظ وكان معاصراً
للشافعي، إذ توفي الشافعي وعمر الجاحظ (41) سنة: (نظرتُ في كتب
هؤلاء النبغة الذين نبغوا في العلم، فلم أر أحسن تأليفاً من
المطلبي (أي الشافعي) كأن لسانه ينظم الدر) . وقال المزني:
(أنا أنظر في كتاب الرسالة منذ خمسين سنة، ما أعلم أني نظرت
فيه مرة إلا وأنا أستفيد شيئاً لم أكن عرفته) (طبقات السبكي 2/
99) . ولكتاب الرسالة عدة شروح، ذكر أحمد شاكر خمسة منها ثم
قال: (ولكن هذه الشروح لم أسمع عن وجود شرح منها في مكتبة من
مكتبات العالم) . أما عن مخطوطة الكتاب فقال: (لم أر نسخة
مخطوطة من كتاب الرسالة إلا (أصل الربيع) ونسخة ابن جماعة.
ولكن نجد في السماعات أن أكثر الشيوخ وكثيراً من السامعين كانت
لهم نسخ يصححونها على أصل الربيع) والمراد بأصل الربيع: رواية
الربيع المرادي لكتاب الرسالة، وقد وصلنا بخطه في (124) صفحة،
عدا أوراق السماعات، وفي آخرها إجازة بخطه أيضاً تاريخها: في
ذي القعدة سنة (265هـ) انظر كلام أحمد شاكر على أهمية هذا
الأصل في تاريخ الخط العربي، ومحاولة المستشرقين تزييفه. وكان
أصل الربيع هذا ملكاً لأهل دمشق حتى عام (656هـ) ولا يعرف من
ملكه فيما بعد حتى آل إلى مكتبة الأمير مصطفى باشا فاضل،
وانتقل مع مكتبته كلها إلى دار الكتب المصرية. وقد طبع الكتاب
ثلاث مرات قبل نشرة أحمد شاكر، أولها نشرة الجزماوي (المطبعة
العلمية سنة 1312هـ) وللعلامة محمد أبو زهرة كتاب (الشافعي:
حياته وعصره) اشتمل على وصف مسهب للرسالة. |