فصول البدائع في أصول الشرائع

الفصل العاشر في حكم المشكل


وهو الطلب ثم التأمل أي النظر في محامله صم التكليف في الفكر ليميز مراده الداخل في أشكاله أما الغموض في المعنى نحو: {أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] فطلب أنه يجيء بمعنى من أين نحو: {أَنَّى لَكِ هَذَا} [آل عمران: 37] وبمعنى كيف نحو: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ} [مريم: 20].
ثم تأمل أن المراد ليس الأول ليباح الدبر لأنه موضع الفرث لا الحرث والفرث أذى أصلي فبالأولى أن يحرم ويؤيده سبب النزول فتعين الثاني المفيد في الإطلاق في الأوصاف أعني قاعدة ومضطجعة ومستدبرة وإما لاستعارة بديعة نحو: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان: 16] فطلب حقيقتها ومجازها وتأمل أن لا صحة لها فتعين هو وقد مرت أمثلته.