مسند الإمام أحمد بن حنبل

حَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهَا (2)
26751 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِنِسَائِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ "، قَالَ: فَكُنَّ كُلُّهُنَّ يَحْجُجْنَ إِلَّا زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، وَكَانَتَا تَقُولَانِ: وَاللهِ لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ أَنْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَتَا: وَاللهِ لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ ". وَقَالَ يَزِيدُ: بَعْدَ إِذْ (3) سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ
__________
(1) في (م) زيادة: زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2) قال السندي: زينب بنت جحش، أمُّ المؤمنين رضي الله عنها، هي أَسَدِيَّةٌ، تزوَّجها النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، ونزلت بسببها آيةُ الحجاب، وفيها نزلت: (فَلَمَّا قضى زيدٌ منها وَطَراً زَوَّجْنَاكَها) [الأحزاب: 37] ، وَصَفَتْها عائشة بالوَرَع، وكانت تَفْخَرُ على نساء النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنَّها بنتُ عمِّته، وبأنَّ اللهَ زوَّجها له، وهنَّ زَوَّجَهُنَّ أولياؤهن، وجاء أنها كانت صالحةً صوَّامةً قَوَّامَةً، وكانتِ امرأةً صَناع اليد، فكانت تدبُغُ وتخرز، وتتصدَّق به في سبيل الله، وهذا مصداق حديث: "أسرعُكن لَحاقاً بي أطولُكن يداً" [مسلم (2452) ] ، فكنَّ يتطاولن أيَّتُهن أطولُ يداً، فظهر بعد موت زينبَ أنها هي، فإنها كانت تعملُ بيدها، وتتصدَّق، فَعَرَفْنَ أنه أراد بطول اليد الصدقة، ماتت في خلافة عمر رضي الله تعالى عنهما. وانظر (24899) .
(3) في (م) : أن.

(44/332)


رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
26752 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ (3) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَتْ (4) مَرَّةً: " كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مِخْضَبٍ مِنْ صُفْرٍ " (5)
__________
(1) إسناده حسن، وهو مكرر (9765) دون زيادة قول زينب بنت جحش وسودة. وشيوخ أحمد هنا هم: حجاج: وهو ابن محمد المِصِّيصي، ويزيد بن هارون وإسحاق بن سليمان.
وأخرجه الحارث (358) (زو ائد) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى (7158) من طريق إسحاق بن سليمان، به.
وأخرجه ابن سعد 8/207-208، والطبراني في "الكبير" 24/ (89) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/126 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.
قال السندي: قوله: "هذه " أي: حَجَّتُكُنَّ هذه أو: هذه حَجَّتُكُنَّ.
"ثم ظهورُ الحُصُر" أي: ثم الاولى لكُنَّ لزوم البيت، والحُصُر بضمتين، وتسكَّن الصاد تخفيفاً: جمع ححير يُبسط في البيوت، ولعل المراد به تطييب أنفسهن بترك الحج بعد أن لم يتيسر، أو جواز الترك لهنَّ على المعنى الذي ذكرنا، لا النهي عن الحح، والله اعلم.
(2) جاء في (ظ2) و (ق) و (م) : عُبيد الله، مصغراً، وصوابه: عبد الله، مكبّر، كما هو فى (ظ6) و (هـ) ونسختين من "أطراف المسند" فيما أشار إليه المحقق، وكذلك هو عند الرازي في "العلل" 1/59.
(3) في (ظ6) : ترجِّلُ رأس.
(4) في (ظ6) و (ظ2) : وقال.
(5) إسناده ضعيف، لضعف عبد الله بن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات=

(44/333)


26753 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ فِي مِخْضَبٍ مِنْ صُفْرٍ " (2)
__________
=غير إبراهيم بن محمد - وهو ابن عبد الله بن جحش - فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: صدوق.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3094) عن المغيرة بن عبد الرحمن، وأبو يعلى (7157) عن عُبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، كلاهما عن عبد الله العمري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2083) من طريق معاوية بن صالح أن عبد الله بن عمر بن حفص حديه عن محمد بن عبد الله بن جحش، عن أبيه، عن زينب بنت جحش.
وانظر الحديث بعده.
(1) في (ظ6) : عبد الله.
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الدَّرَاورديُّ - وهو عبد العزيز بنُ محمد - يغلط في أحاديث عبد الله بن عمر العمري، فيجعلها عن عُبيد الله بن عمر. قال الإمام أحمد: ربما قلبَ حديث عبد الله بن عمر، يرويها عن عُبيد الله بن عمر. وقال النسائي: حديثه عن عُبيد الله منكر. ثم إنه اضطرب فيه:
فرواه علي بن بَحْر - كما في هذه الرواية - عنه، عن عُبيد الله بن عمر، عن محمد بن إبراهيم، عن زينب بنت جحش ... ، فقلب اسم إبراهيم بن محمد إلى: محمد بن إبراهيم، ولم يقل: عن أبيه، قلنا: ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 1/320 أن إبراهيم بن محمد رأى زينب بنت جحش. وقال ابن حبان في "الثقات" 6/5: وقد قيل: إنه رأى زينب بنت جحش، وليس يصحُّ ذلك عندي.=

(44/334)


26754 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ
__________
=ورواه سعيد بن منصور- فيما أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" - عنه، عن عبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن زينب بنت جحش.
وذكر: عن أبيه.
ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب - فيما أخرجه ابن ماجه (472) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3093) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (139) و (144) - عنه، عن عبيد الله بن، عمر، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن زينب بنت جحش، أنه كان لها مِخْضبٌ من صفْر، قالت: كنت أَرَجِّل رأسَ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه. ولم يذكر الوضوء. ويعقوبُ بن حميد بن كاسب صاحبُ أوهام.
ورواه إسماعيل بن أبي أويس - فيما أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/320- عنه عن عُبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد بن جحش، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً
ورواه محمد بن عمر وابن أبي مذعور- فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 215- عنه، عن عبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن جحش، عن زينب لنت جحش. قالت: كان رسول الله ... وقال الدارقطني:
لا أعلم رواه عن عبيد الله غير الدراوردي. وقال أيضاً: وهو شديد الاضطراب.
وانظر الحديث قبله.
ووضوء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بآنية الصُّفر له شاهد من حديث عبد الله بن زيد، عند البخاري (197) .
وآخر من حديث عائشة، سلف برقم (25179) وهو حديث صحيح.

(44/335)


تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو عند عبد الرزَّاق في "مصنفه" (12130) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (812) و24/ (140) .
وهو عند مالك في "الموطأ" 2/597، وأخرجه من طريقه الشافعي في "الأم" 5/230- 231، وفي "المسند" 2/61- 62 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1282) و (5335) ، ومسلم (1487) ، وأبو داود (2299) ، والترمذي (1196) ، والنسائي في "المجتبى" 6/201-202، وفي "الكبرى" (5727) ، وأبو يعلى (7156) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/76، وابن حبان (4304) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (812) و (24/ (140) ، والبيهقي في "السنن" 7/437، والبغوي في "شرح السنة" (2389) .
وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24092) .

(44/336)