المتواري على
أبواب البخاري (18 - كتاب الْجَنَائِز)
(65 - (1) بَاب ذكر شرار الْمَوْتَى)
فِيهِ ابْن عَبَّاس: قَالَ أَبُو لَهب للنَّبِي [صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم] : تَبًّا لَك سَائِر الْيَوْم، فَنزلت:
{تبت يدا أبي لَهب وَتب} [المسد: 1] .
إِن قلت: هَل أَرَادَ فِي التَّرْجَمَة الْعُمُوم، حَتَّى
فِي الْفَاسِق، وَالْكَافِر أَو الْخُصُوص بالكافر؟ .
قلت: يحْتَمل أَن يُرِيد الْخُصُوص، فتطابق الْآيَة
التَّرْجَمَة. وَيحْتَمل أَن يُرِيد الْعُمُوم، قِيَاسا
لمُسلم المجاهر بِالشَّرِّ على الْكَافِر، لِأَن الْمُسلم
الْفَاسِق لَا غيبَة فِيهِ. وَقد حمل بَعضهم على
البُخَارِيّ، أَنه أَرَادَ الْعُمُوم، فَظن بِهِ النسْيَان
لحَدِيث أنس الْمُتَقَدّم: " مر بِجنَازَة ". الحَدِيث.
(1/122)
وَقَالَ: هَكَذَا كَانَ أولى بالترجمة من هَذَا الحَدِيث
الَّذِي تضمنه. وَالظَّاهِر أَن البُخَارِيّ جرى على
عَادَته فِي الاستنباط الْخَفي، والإحالة فِي الظَّاهِر
الْجَلِيّ على سبق الأفهام إِلَيْهِ، على أَن الْآيَة
مرتبَة. وَهِي تَسْمِيَة المذموم والغيبة وخصوصاً فِي
الْكتاب الْعَزِيز الَّذِي يبْقى وَلَا يفنى آخر الدَّهْر. |