حاشية السندي
على سنن ابن ماجه [كِتَاب تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا] [بَاب
الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى
لَهُ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَاب تَعْبِيرِ
الرُّؤْيَا بَاب الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا
الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ
3893 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنِي إِسْحَقُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنْ الرَّجُلِ
الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا
مِنْ النُّبُوَّةِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (جُزْءٌ. . . إِلَخْ) حَقِيقَةُ التَّجَزِّي لَا
تُدْرَى وَالرِّوَايَاتُ أَيْضًا مُخْتَلِفَةٌ وَالْقَدْرُ
الَّذِي أُرِيدَ
(2/447)
إِفْهَامُهُ هُوَ أَنَّ الرُّؤْيَا لَهَا
مُنَاسَبَةٌ بِالنُّبُوَّةِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا
اطِّلَاعٌ عَلَى الْغَيْبِ بِوَاسِطَةِ الْمَلَكِ إِذَا
كَانَتْ صَالِحَةً.
(2/448)
3894 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ
الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ
جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ»
(2/448)
3895 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ عَنْ فِرَاسٍ
عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ «عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
رُؤْيَا الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ
سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) فِي الزَّوَائِدِ فِي
إِسْنَادِهِ عَطِيَّةُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَوْفِيُّ
الْبَجَلِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(2/448)
3896 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْحَمَّالُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ
الْكَعْبِيَّةِ قَالَتْ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَهَبَتْ النُّبُوَّةُ
وَبَقِيَتْ الْمُبَشِّرَاتُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ) أَيْ: سَتَذْهَبُ
بِوَفَاتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَإِنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ
(وَبَقِيَتِ الْمُبَشِّرَاتُ) أَيِ: الصَّالِحَاتُ مِنَ
الرُّؤْيَا، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ
رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
(2/448)
3897 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ
جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ»
(2/448)
3898 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ «سَأَلْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِ
اللَّهِ سُبْحَانَهُ {لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64] قَالَ هِيَ
الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى
لَهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (أَوْ تُرَى لَهُ) عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ.
(2/448)
3899 - حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ
إِسْمَعِيلَ الْأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ
عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «كَشَفَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
السِّتَارَةَ فِي مَرَضِهِ وَالصُّفُوفُ خَلْفَ أَبِي
بَكْرٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ
مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا
الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةَ) كَأَنَّ
الْمُرَادَ أَنَّهَا لَمْ تَبْقَ عَلَى الْعُمُومِ،
وَإِلَّا فَالْإِلْهَامُ وَالْكَشْفُ لِلْأَوْلِيَاءِ
مَوْجُودٌ.
(2/448)
[باب رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ]
3900 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ أَبِي
الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ «عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ رَآنِي فِي
الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ عَلَى صُورَتِي»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَقَدْ رَآنِي فِي الْيَقِظَةِ) أَيْ:
فَرُؤْيَاهُ حَقٌّ بِحَيْثُ كَانَ رُؤْيَتُهُ تَلْكَ
رُؤْيَةٌ فِي الْيَقِظَةِ (لَا يَتَمَثَّلُ) أَيْ: لَا
يَظْهَرُ بِحَيْثُ يَظُنُّ الرَّائِي أَنَّهُ النَّبِيُّ -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قِيلَ: هَذَا
يَخْتَصُّ بِصُورَتِهِ
(2/448)
الْمَعْهُودَةِ فَيُعْرَضُ عَلَى
الشَّمَائِلِ الشَّرِيفَةِ الْمَعْرُوفَةِ فَإِنْ
طَابَقَتِ الصُّورَةُ الْمَرْئِيَّةُ تَلْكَ الشَّمَائِلَ
فَهِيَ رُؤْيَا حَقٍّ، وَإِلَّا فَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِذَلِكَ، وَقِيلَ: بَلْ فِي أَيِّ صُورَةٍ كَانَتْ وَقَدْ
رَجَّحَهُ كَثِيرٌ بِأَنَّ الِاخْتِلَافَ إِنَّمَا يَجِيءُ
مِنْ أَحْوَالِ الرَّائِي وَغَيْرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ،
قِيلَ: وَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَظْهَرُ الِاسْمِ الْهَادِي؛
وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52] وَالشَّيْطَانُ
مَظْهَرُ الْمُضِلِّ، وَالْهِدَايَةُ وَالْإِضْلَالُ
ضِدَّانِ فَمُنِعَ الشَّيْطَانُ عَنْ ظُهُورِ صُورَتِهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(2/449)
3901 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ
الْعُثْمَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبِي حَازِمٍ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَآنِي
فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا
يَتَمَثَّلُ بِي»
(2/449)
3902 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ
أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ رَآنِي فِي
الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي
لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي»
(2/449)
3903 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ
عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ «عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي
فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ
لِضَعْفِ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ، وَابْنِ
أَبِي لَيْلَى وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
(2/449)
3904 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ
صَالِحٍ اللَّخْمِيُّ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي
عِمْرَانَ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ
«عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي
الْيَقَظَةِ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ
يَتَمَثَّلَ بِي»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ
أَبِيهِ) فِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ؛ لِأَنَّ
صَدَقَةَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَةَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ.
(2/449)
3905 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ أَبُو عَوَانَةَ
حَدَّثَنَا عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَمَّارٍ هُوَ الدُّهْنِيُّ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) فِي الزَّوَائِدِ فِي
إِسْنَادِهِ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ وَهُوَ مُتَّهَمٌ.
(2/449)
[باب الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ]
3906 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ فَبُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَحَدِيثُ
النَّفْسِ وَتَخْوِيفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى
أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ
وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى
أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ)
(2/449)
أَيْ: فَمِنْهَا بُشْرَى، أَيْ:
فَأَحَدُهَا بُشْرَى (وَلْيَقُمْ يُصَلِّي) أَيْ:
لِيَطْرُدَ الشَّيْطَانَ، وَفِي الزَّوَائِدِ فِي
إِسْنَادِهِ هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ
هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَعَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ ضَعِيفٌ
وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الْبُخَارِيِّ مَا عَدَا
قَوْلَهُ: فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا. . .
الْحَدِيثَ.
(2/450)
3907 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
عَبِيدَةَ حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُسْلِمُ
بْنُ مِشْكَمٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ «عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ
الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنْ الشَّيْطَانِ
لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ
الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ
وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ
النُّبُوَّةِ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ نَعَمْ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مِنْهَا أَهَاوِيلُ) جَمْعُ أَهْوَالٍ هُوَ
جَمْعُ هَوْلٍ كَأَقَاوِيلَ جَمْعُ أَقْوَالٍ جَمْعُ
قَوْلٍ، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ
ثِقَاتٌ.
(2/450)
[باب مَنْ رَأَى رُؤْيَا يَكْرَهُهَا]
3908 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ
أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِذَا
رَأَى أَحَدُكُمْ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَبْصُقْ
عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ
الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ
الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا) أَيْ:
يَطْرُدُ الشَّيْطَانَ.
(2/450)
3909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرُّؤْيَا مِنْ
اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا رَأَى
أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ
يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثَلَاثًا وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ
جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ
الشَّيْطَانِ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ الرُّؤْيَا
وَالْحُلْمُ عِبَارَةٌ عَمَّا يَرَاهُ النَّائِمُ فِي
نَوْمِهِ مِنَ الْأَشْيَاءِ، لَكِنْ غَلَبَ الرُّؤْيَا
عَلَى مَا يَرَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّيْءِ الْحَسَنِ
وَغَلَبَ الْحُلْمُ عَلَى مَا يَرَاهُ مِنَ الشَّرِّ
وَالْقَبِيحِ، وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَفِي غَرِيبِهِ
وَاعْلَمْ أَنَّ الرُّؤْيَا وَالْحُلْمَ وَاحِدٌ غَيْرَ
أَنَّ صَاحِبَ الشَّرْعِ خَصَّ الْخَيْرَ بِاسْمِ
الرُّؤْيَا وَالشَّرَّ بِاسْمِ الْحُلْمِ.
(2/450)
3910 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْعُمَرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَتَحَوَّلْ
وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَسْأَلْ
اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا)
فِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ الْعُمَرِيُّ وَاسْمُهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعُمَرِيِّ ضَعِيفٌ.
(2/450)
[باب مَنْ لَعِبَ بِهِ الشَّيْطَانُ فِي
مَنَامِهِ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ]
3911 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ
حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ
رَأْسِي ضُرِبَ فَرَأَيْتُهُ يَتَدَهْدَهُ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمِدُ
الشَّيْطَانُ إِلَى أَحَدِكُمْ فَيَتَهَوَّلُ لَهُ ثُمَّ
يَغْدُو يُخْبِرُ النَّاسَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (ضُرِبَ) عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ
(يَتَدَهْدَهُ) أَيْ: يَتَدَحْرَجُ وَيَضْطَرِبُ (ثُمَّ
يَغْدُو) أَيْ: ذَلِكَ الْأَحَدُ (يُخْبِرُ النَّاسَ)
مُضَارِعٌ مِنَ الْإِخْبَارِ قَالَهُ فِي قَصْدِ
الْإِنْكَارِ بِالْإِخْبَارِ بِمِثْلِهِ وَإِنَّهُ لَا
يَنْبَغِي لَهُ الْإِخْبَارُ، إِنَّمَا يَنْبَغِي لَهُ
السُّكُوتُ وَالْإِعْرَاضُ عَنْهُ، وَفِي الزَّوَائِدِ
إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
(2/451)
3912 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ «أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ وَهُوَ يَخْطُبُ
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا
يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ عُنُقِي ضُرِبَتْ وَسَقَطَ
رَأْسِي فَاتَّبَعْتُهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَعَدْتُهُ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ فَلَا
يُحَدِّثَنَّ بِهِ النَّاسَ»
(2/451)
3913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ
أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلَا
يُخْبِرْ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي
الْمَنَامِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِذَا حَلَمَ) بِفَتْحِ اللَّامِ مِنَ
الْحُلْمِ بِمَعْنَى مَا يَرَاهُ النَّائِمُ، وَالْمُرَادُ
مَا يَكْرَهُهُ كَمَا تَقَدَّمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(2/451)
[باب الرُّؤْيَا إِذَا عُبِرَتْ وَقَعَتْ
فَلَا يَقُصُّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ]
3914 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ
يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ
الْعُقَيْلِيِّ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ «أَنَّهُ
سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ
تُعْبَرْ فَإِذَا عُبِرَتْ وَقَعَتْ قَالَ وَالرُّؤْيَا
جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ
النُّبُوَّةِ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ لَا يَقُصُّهَا
إِلَّا عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (رِجْلِ طَائِرٍ) بِكَسْرِ الرَّاءِ كَأَنَّهَا
مُعَلَّقَةٌ بِطَائِرٍ، قِيلَ: هَذَا مَثَلٌ، وَالْمُرَادُ
أَنَّهَا لَا يَسْتَقِرُّ قَرَارُهَا (مَا لَمْ تُعَبَّرْ)
عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا
يُقَالُ عَبَرَ الرُّؤْيَا بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ
إِذَا فَسَّرَهَا (وَادٍّ) اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الْوُدِّ
كَالْحُبِّ لَفْظًا وَمَعْنًى إِلَا عَلَى حَبِيبٍ، (أَوْ
ذِي رَأْيٍ) أَيْ: لُبٍّ.
(2/451)
[باب عَلَامَ تُعَبَّرُ بِهِ الرُّؤْيَا]
3915 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ
يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اعْتَبِرُوهَا بِأَسْمَائِهَا وَكَنُّوهَا بِكُنَاهَا
وَالرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (اعْتَبِرُوهَا) أَيِ: الرُّؤْيَا قَالَ
الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ
الرُّؤْيَا إِدْرَاكَاتٌ يَخْلُقُهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي
قَلْبِ الْعَبْدِ عَلَى يَدِ الْمَلَكِ، أَوِ الشَّيْطَانِ
إِمَّا أَدَاءً مِثَالًا بِكُنَاهَا وَإِمَّا تَخْلِيطًا
اهـ، قِيلَ: مَعْنَى اعْتَبِرُوهَا بِأَسْمَائِهَا
اجْعَلُوا أَسْمَاءَ مَا يُرَى فِي الْمَنَامِ عِبْرَةً
وَقِيَاسًا كَأَنْ يَرَى رَجُلًا يُسَمَّى سَالِمًا
فَأَوَّلَهُ بِالسَّلَامَةِ وَغَانِمًا فَأَوَّلَهُ
بِالْغَنِيمَةِ، أَوْ رَأَى غُرَابًا فَأَوَّلَهُ
بِالرَّجُلِ الْفَاسِقِ فَقَدْ سُمِّيَ الْغُرَابُ فِي
الْحَدِيثِ فَاسِقًا وَرَأَى ضِلْعًا فَعَبَّرَ
بِالْمَرْأَةِ لِتَسْمِيَتِهَا فِي الْحَدِيثِ ضِلْعًا
وَنَحْوِ ذَلِكَ وَكَنُّوهَا بِكُنَاهَا، قِيلَ: الْكُنَى
جَمْعُ كُنْيَةٍ مِنْ قَوْلِكَ كَنَنْتُ عَنِ الْأَمْرِ
وَكَنَوْتُ عَنْهُ إِذَا وَرَّيْتُ عَنْهُ بِغَيْرِهِ
وَأَرَادَ مَثِّلُوا لَهَا أَمْثَالًا إِذَا
عَبَّرْتُمُوهَا وَهِيَ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا مَلَكُ
الرُّؤْيَا لِلرَّجُلِ فِي مَنَامِهِ؛ لِأَنَّهُ يُكَنَّى
بِهَا عَنْ أَعْيَانِ الْأُمُورِ كَقَوْلِهِمْ فِي
تَعْبِيرِ النَّخْلِ إِنَّهَا رَجُلٌ ذُو إِحْسَانِ
الْعَرَبِ، وَفِي الْجَوْزُ إِنَّهَا رِجَالٌ مِنَ
الْعَجَمِ (لِأَوَّلِ عَابِرٍ) أَيْ: أَنَّهَا إِذَا
احْتَمَلَتْ تَأْوِيلَيْنِ، أَوْ أَكْثَرَ فَعَبَّرَهَا
مَنْ يَعْرِفُ عِبَارَتَهَا وَقَعَتْ عَلَى مَا أَوَّلَهَا
وَانْتَفَى عَنْهَا غَيْرُهُ مِنَ التَّأْوِيلِ، وَفِي
الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ يَزِيدُ بْنُ أَبَانَ
الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(2/452)
[باب مَنْ تَحَلَّمَ حُلُمًا كَاذِبًا]
3916 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَيُّوبَ
عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَحَلَّمَ
حُلُمًا كَاذِبًا كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ
شَعِيرَتَيْنِ وَيُعَذَّبُ عَلَى ذَلِكَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مَنْ تَحَلَّمَ) أَيْ: تَكَلَّفَ فِي
الْحُلْمِ، أَيْ: أَتَى فِيهِ بِشَيْءٍ لَمْ يَرَهُ
فَكَمَا أَنَّهُ نَظَمَ غَيْرَ الْمَنْظُومِ وَعَقَدَ
بَيْنَ الْكَلِمَاتِ الْغَيْرِ الْمُرْتَبِطَةِ كَذَلِكَ
يُكَلَّفُ بِالْعَقْدِ وَالرَّبْطِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ
الَّتِي لَا يُمْكِنُ الْعَقْدُ بَيْنَهَا لِيَكُونَ
الْعِقَابُ مِنْ جِنْسِ الْمَعْصِيَةِ، ثُمَّ مَعْلُومٌ
أَنَّهُ لَا يَعْقِدُ بَيْنَهُمَا أَصْلًا وَقَدْ جَاءَ
بِهِ الرِّوَايَاتُ أَيْضًا فَيَمْتَدُّ عِقَابُهُ بِهَذَا
التَّكْلِيفِ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، أَوْ يَدُومُ إِنْ
كَانَ كَافِرًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(2/452)
[باب أَصْدَقُ النَّاسِ رُؤْيَا
أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا]
3917 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ
الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا
الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرُبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ
رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا
أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ
سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِذَا قَرُبَ الزَّمَانُ) قِيلَ: أَيْ
(2/452)
قَرُبَ مِنَ الِاعْتِدَالِ، وَقِيلَ:
قَرُبَ مِنَ الِانْقِضَاءِ بِإِقْبَالِ السَّاعَةِ قَالَ
ابْنُ الْعَرَبِيِّ وَالْأَوَّلُ لَا يَصِحُّ إِذِ
اعْتِدَالُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَا أَثَرَ لَهُ فِي
ذَلِكَ وَلَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مَعْنًى إِلَّا مَا
قَالَتْهُ الْفَلَاسِفَةُ مِنْ أَنَّ اعْتِدَالَ
الزَّمَانُ يَعْتَدِلُ بِهِ الْأَخْلَاطُ، وَهَذَا
مَبْنِيٌّ عَلَى تَعْلِيقِ الرُّؤْيَا بِالطَّبَائِعِ
وَهُوَ بَاطِلٌ، وَأَيْضًا كَلَامُهُمْ مَخْصُوصٌ
بِالرَّبِيعِ وَالْقُرْبُ فِي الْحَدِيثِ إِذَا حُمِلَ
عَلَى الْقُرْبِ مِنَ الِاعْتِدَالِ فَهُوَ يَعُمُّ
الرَّبِيعَ وَالْخَرِيفَ قَالَ بِخِلَافِ الْقُرْبِ مِنَ
الْقِيَامَةِ فَإِنَّهَا الْحَاقَّةُ الَّتِي فِيهَا
الْحَقَائِقُ فَكُلُّ مَا قَرُبَ مِنْهَا فَهُوَ أَخَصُّ
بِالْحَقَائِقِ وَنَقَلَ السُّيُوطِيُّ فِي حَاشِيَةِ
أَبِي دَاوُدَ عَنْ مَجْمَعِ الْغَرَائِبِ أَنَّهُ
يَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ قُرْبُ الْأَجَلِ وَهُوَ أَنْ
يَطْعَنَ الْمُؤْمِنُ فِي السِّنِّ وَيَبْلُغَ أَوَانَ
الْكُهُولَةِ وَالْمَشِيبِ فَتَكُونُ رُؤْيَاهُ أَصْدَقُ
لِاسْتِكْمَالِهِ تَمَامَ الْحِلْمِ وَالْأَنَاةِ.
(2/453)
[باب تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا]
3918 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ
الْمَدَنِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ
الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مُنْصَرَفَهُ مِنْ
أُحُدٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي
الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ سَمْنًا وَعَسَلًا وَرَأَيْتُ
النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا فَالْمُسْتَكْثِرُ
وَالْمُسْتَقِلُّ وَرَأَيْتُ سَبَبًا وَاصِلًا إِلَى
السَّمَاءِ رَأَيْتُكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ بِهِ
ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَكَ فَعَلَا بِهِ ثُمَّ
أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ فَعَلَا بِهِ ثُمَّ أَخَذَ
بِهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ فَانْقَطَعَ بِهِ ثُمَّ وُصِلَ لَهُ
فَعَلَا بِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ دَعْنِي أَعْبُرُهَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اعْبُرْهَا قَالَ أَمَّا
الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ وَأَمَّا مَا يَنْطُفُ مِنْهَا
مِنْ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَهُوَ الْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ
وَلِينُهُ وَأَمَّا مَا يَتَكَفَّفُ مِنْهُ النَّاسُ
فَالْآخِذُ مِنْ الْقُرْآنِ كَثِيرًا وَقَلِيلًا وَأَمَّا
السَّبَبُ الْوَاصِلُ إِلَى السَّمَاءِ فَمَا أَنْتَ
عَلَيْهِ مِنْ الْحَقِّ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَا بِكَ ثُمَّ
يَأْخُذُهُ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ
آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ ثُمَّ
يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ قَالَ أَصَبْتَ بَعْضًا
وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَقْسَمْتُ
عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي
أَصَبْتُ مِنْ الَّذِي أَخْطَأْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُقْسِمْ يَا أَبَا
بَكْرٍ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ
الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا
أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ ظُلَّةً بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ تَنْطِفُ سَمْنًا وَعَسَلًا
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مُنْصَرَفَهُ) بَعْدَ زَمَانِ انْصِرَافِهِ
(ظُلَّةً) بِضَمٍّ فَتَشْدِيدِ لَامٍ، أَيْ: سَحَابَةً
(تَنْطِفُ) كَنَصَرَ وَضَرَبَ، أَيْ: تُمْطِرُ
(يَتَكَفَّفُونَ) أَيْ: يَأْخُذُونَ بِأَكُفِّهِمْ
(فَالْمُسْتَكْثِرُ) خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ، أَيْ: فِيهِمْ،
أَوْ مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ الْكَثِيرَ (سَبَبًا) أَيْ:
حَبْلًا (وَاصِلًا) قِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى الْمَوْصُولِ
كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، أَيْ: مَرْضِيَّةٍ. قُلْتُ: هَذَا
إِذَا كَانَ مِنَ الْوَصْلِ، وَأَمَّا إِذَا كَانَ مِنَ
الْوُصُولِ فَلَا حَاجَةَ إِلَى ذَلِكَ، بَلْ لَا يَصِحُّ
(فَانْقَطَعَ بِهِ، ثُمَّ وَصَلَ لَهُ) قِيلَ: هُوَ
إِشَارَةٌ إِلَى قَتْلِ عُثْمَانَ وَوَصْلِ الْخِلَافَةِ
لِعَلِيٍّ، وَهَذَا مَحَلُّ الْخَطَأِ فِي تَعْبِيرِ
الصِّدِّيقِ حَيْثُ قَالَ فِي التَّعْبِيرِ، ثُمَّ يُوصَلُ
لَهُ وَلِي فِي الرُّؤْيَا لَهُ؛ وَلِذَلِكَ لَمْ تُوصَلِ
الْخِلَافَةُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ،
وَإِنَّمَا وَصَلَتْ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى
عَنْهُ وَرَدَّ بِأَنَّ لَفْظَةَ لَهُ ثَابِتَةٌ فِي
رِوَايَةِ مُسْلِمٍ. قُلْتُ: وَهِيَ ثَابِتَةٌ فِي
رِوَايَةِ الْكِتَابِ أَيْضًا وَمَعَ قَطْعِ النَّظَرِ
عَنْ لَهُ يَرُدُّهُ رُجُوعُ ضَمِيرِ فَعَلَا بِهِ إِلَى
ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي انْقَطَعَ بِهِ إِلَّا أَنْ
يُقَالَ ضَمِيرُهُ يَرْجِعُ إِلَى الَّذِي وُصِلَ لَهُ،
وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ ثُمَّ قَالَ فَالْوَجْهُ أَنَّ
مَعْنَاهُ أَنَّ عُثْمَانَ كَادَ أَنْ يَنْقَطِعَ مِنَ
اللِّحَاقِ بِصَاحِبَيْهِ بِسَبَبِ مَا وَقَعَ لَهُ فِي
تَلْكَ الْقَضَايَا الَّتِي أَنْكَرُوهَا فَعَبَّرَ
عَنْهَا بِانْقِطَاعِ الْحَبْلِ، ثُمَّ وَقَعَتْ لَهُ
الشَّهَادَةُ
(2/453)
فَاتَّصَلَ بِهِمْ فَعَبَّرَ عَنْهُ
بِأَنَّ الْحَبْلَ وُصِلَ لَهُ فَاتَّصَلَ فَالْتَحَقَ
بِهِمْ كَذَا ذَكَرَهُ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي شَرْحِ
الْبُخَارِيِّ (أَعْبُرُهَا) مِنْ عَبَرَ كَنَصَرَ
(وَأَمَّا مَا يَنْطُفُ) أَيْ: يَسِيلُ حَلَاوَتُهُ
وَلِينُهُ فَشُبِّهَ بِالسَّمْنِ فِي اللِّينِ
وَبِالْعَسَلِ فِي الْحَلَاوَةِ فَظَهَرَ فِي عَالَمِ
الْمِثَالِ بِالصُّورَتَيْنِ جَمِيعًا وَهُوَ وَاحِدٌ،
وَقِيلَ: بَلْ هُوَ مَوْضِعُ الْخَطَأِ، وَإِنَّمَا هُمَا
الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْحَقُّ تَرْكُ التَّعَرُّضِ
لِمَوْضِعِ الْخَطَأِ فَإِنَّ مَا خَفَى عَلَى أَبِي
بَكْرٍ لَا يُرْجَى لِغَيْرِهِ فِيهِ الْإِصَابَةُ،
وَاللَّهُ أَعْلَمُ (لَا تُقْسِمْ) مِنَ الْإِقْسَامِ أَيْ
لَا تَحْلِفْ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَقْسَمْتُ
عَلَيْكَ قَسَمَ الْقَائِلِ.
(2/454)
3919 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ
عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ «كُنْتُ غُلَامًا
شَابًّا عَزَبًا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ أَبِيتُ فِي
الْمَسْجِدِ فَكَانَ مَنْ رَأَى مِنَّا رُؤْيَا يَقُصُّهَا
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقُلْتُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ خَيْرٌ
فَأَرِنِي رُؤْيَا يُعَبِّرُهَا لِي النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ
مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي فَانْطَلَقَا بِي فَلَقِيَهُمَا
مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لَمْ تُرَعْ فَانْطَلَقَا بِي إِلَى
النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ
وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُ بَعْضَهُمْ فَأَخَذُوا
بِي ذَاتَ الْيَمِينِ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ
لِحَفْصَةَ فَزَعَمَتْ حَفْصَةُ أَنَّهَا قَصَّتْهَا عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ
يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنْ اللَّيْلِ» قَالَ فَكَانَ عَبْدُ
اللَّهِ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنْ اللَّيْلِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (عَزَبًا) بِفَتْحَتَيْنِ مَنْ لَا أَهْلَ لَهُ
(لَمْ تُرَعْ) مِنْ رَاعَ يَرُوعُ، أَيْ: لَمْ تُخَفْ.
(2/454)
3920 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ
بَهْدَلَةَ عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ خَرَشَةَ
بْنِ الْحُرِّ قَالَ «قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ
إِلَى شِيَخَةٍ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى
عَصًا لَهُ فَقَالَ الْقَوْمُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ
إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى
هَذَا فَقَامَ خَلْفَ سَارِيَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ
فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ
كَذَا وَكَذَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْجَنَّةُ لِلَّهِ
يُدْخِلُهَا مَنْ يَشَاءُ وَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رُؤْيَا رَأَيْتُ كَأَنَّ رَجُلًا أَتَانِي فَقَالَ لِي
انْطَلِقْ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَسَلَكَ بِي فِي نَهْجٍ
عَظِيمٍ فَعُرِضَتْ عَلَيَّ طَرِيقٌ عَلَى يَسَارِي
فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْلُكَهَا فَقَالَ إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ
أَهْلِهَا ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ طَرِيقٌ عَنْ يَمِينِي
فَسَلَكْتُهَا حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ
زَلَقٍ فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَّلَ بِي فَإِذَا أَنَا
عَلَى ذُرْوَتِهِ فَلَمْ أَتَقَارَّ وَلَمْ أَتَمَاسَكْ
وَإِذَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ فِي ذُرْوَتِهِ حَلْقَةٌ
مِنْ ذَهَبٍ فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَّلَ بِي حَتَّى
أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ فَقَالَ اسْتَمْسَكْتَ قُلْتُ
نَعَمْ فَضَرَبَ الْعَمُودَ بِرِجْلِهِ فَاسْتَمْسَكْتُ
بِالْعُرْوَةِ فَقَالَ قَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَأَيْتَ خَيْرًا
أَمَّا الْمَنْهَجُ الْعَظِيمُ فَالْمَحْشَرُ وَأَمَّا
الطَّرِيقُ الَّتِي عُرِضَتْ عَنْ يَسَارِكَ فَطَرِيقُ
أَهْلِ النَّارِ وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا وَأَمَّا
الطَّرِيقُ الَّتِي عُرِضَتْ عَنْ يَمِينِكَ فَطَرِيقُ
أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَمَّا الْجَبَلُ الزَّلَقُ
فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ وَأَمَّا الْعُرْوَةُ الَّتِي
اسْتَمْسَكْتَ بِهَا فَعُرْوَةُ الْإِسْلَامِ
فَاسْتَمْسِكْ بِهَا حَتَّى تَمُوتَ فَأَنَا أَرْجُو أَنْ
أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِلَى أَشْيِخَةٍ) أَيْ: طَائِفَةٍ
(2/454)
مِنَ الشُّيُوخِ (فَقَالَ الْحَمْدُ
لِلَّهِ) أَيْ: لِشَهَادَةِ الْمُسْلِمِينَ بِالْخَيْرِ
لِمَا جَاءَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ شُهَدَاءُ اللَّهِ، أَوْ
أَنَّهُمْ إِذَا شَهِدُوا بِشَيْءٍ يُرْجَى ذَلِكَ
الشَّيْءُ (فَعُرِضَتْ) عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ، أَيْ:
أُظْهِرَتْ (جَبَلٌ زَلَقٌ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيِ الَّذِي
لَا يَثْبُتُ عَلَيْهِ الْقَدَمُ (فَزُجِلَ بِي)
بِالْجِيمِ (اتِّقَارٌ) مِنَ الْقَرَارِ (فَأَنَا أَرْجُو)
أَيْ: لَا أَجْزِمُ بِذَلِكَ وَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ عِنْدَ
اللَّهِ.
(2/455)
3921 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ
غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا
بُرَيْدَةُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى «عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ
إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى
أَنَّهَا يَمَامَةُ أَوْ هَجَرٌ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ
يَثْرِبُ وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ
سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ
مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ثُمَّ هَزَزْتُهُ
فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ
اللَّهُ بِهِ مِنْ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ
وَرَأَيْتُ فِيهَا أَيْضًا بَقَرًا وَاللَّهُ خَيْرٌ
فَإِذَا هُمْ النَّفَرُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ
وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْخَيْرِ
بَعْدُ وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بِهِ
يَوْمَ بَدْرٍ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِنِّي أُهَاجِرُ) مِنَ الْمُهَاجَرَةِ
(وَهَلَى) بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْهَاءِ مَعًا، أَوْ
بِسُكُونِ الْهَاءِ، أَيْ: وَهْمِي (أَنَّهَا يَمَامَةٌ)
بِفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ، قِيلَ:
هِيَ بِلَادٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْيَمَنِ (أَوْ هَجَرَ)
بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالْجِيمِ مَعًا غَيْرُ مُنْصَرِفٍ
قَاعِدَةُ أَرْضِ الْبَحْرَيْنِ، أَوْ بَلَدٌ بِالْيَمَنِ
(أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا) بِزَاءَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ،
أَيْ: حَرَّكْتُهُ (فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبُ. . . إِلَخْ)
قِيلَ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ مِنْ ضَرْبِ الْمَثَلِ
وَلَمَّا كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَصُولُ بِأَصْحَابِهِ عَبَّرَ عَنِ السَّيْفِ بِهِمْ
وَبِهَزِّهِ عَنْ أَمْرِهِ لَهُمْ بِالْحَرْبِ وَعَنِ
الْقَطْعِ فِيهِ بِالْقَتْلِ فِيهِمْ، وَفِي الْمَرَّةِ
الْأُخْرَى لَمَّا عَادَ إِلَى حَالَتِهِ مِنَ
الِاسْتِوَاءِ عَبَّرَ بِهِ عَنِ اجْتِمَاعِهِمْ
(2/455)
وَالْفَتْحِ عَلَيْهِمْ.
(2/456)
3922 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ فِي يَدِي سِوَارَيْنِ مِنْ
ذَهَبٍ فَنَفَخْتُهُمَا فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَيْنِ
الْكَذَّابَيْنِ مُسَيْلِمَةَ وَالْعَنْسِيَّ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَيْنَ الْكَذَّابَيْنِ)
أَوَّلَ السِّوَارَ بِذَلِكَ بِوَضْعِهِمَا فِي غَيْرِ
مَوْضِعِهِمَا؛ لِأَنَّ الذَّهَبَ مِنْ حِلْيَةِ
النِّسَاءِ دُونَ الرِّجَالِ وَكَذَلِكَ الْكَذَّابُ
يَضَعُ الْخَبَرَ فِي غَيْرِ مَحِلِّهِ.
(2/456)
3923 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ
عَنْ سِمَاكٍ عَنْ قَابُوسَ قَالَ قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ
«يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي
عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ قَالَ خَيْرًا رَأَيْتِ تَلِدُ
فَاطِمَةُ غُلَامًا فَتُرْضِعِيهِ فَوَلَدَتْ حُسَيْنًا
أَوْ حَسَنًا فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمٍ قَالَتْ
فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ فَبَالَ فَضَرَبْتُ
كَتِفَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَوْجَعْتِ ابْنِي رَحِمَكِ اللَّهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَتُرْضِعِيهِ) مِنَ الْإِرْضَاعِ مُقْتَضَاهُ
أَنَّهَا هَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَفِي
الزَّوَائِدِ رِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ
مُنْقَطِعٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ وَالْأَطْرَافِ رَوَى
قَابُوسٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ.
(2/456)
3924 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ
أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
«عَنْ رُؤْيَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ
الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ حَتَّى قَامَتْ
بِالْمَهْيَعَةِ وَهِيَ الْجُحْفَةُ فَأَوَّلْتُهَا
وَبَاءً بِالْمَدِينَةِ فَنُقِلَ إِلَى الْجُحْفَةِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (بِالْمَهْيَعَةِ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ
الْهَاءِ وَفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ وَالْعَيْنِ
الْمُهْمَلَةِ هِيَ الْجُحْفَةُ مِيقَاتُ أَهْلِ الشَّامِ
(وَبِالْمَدِينَةِ) قَالَ الْأَصْمَعِيُّ لَمْ يُولَدْ
هُنَاكَ أَحَدٌ فَعَاشَ إِلَى أَنْ يَحْتَلِمَ إِلَّا أَنْ
يَتَحَوَّلَ مِنْهَا.
(2/456)
3925 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ
أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ الْهَادِ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ «أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَكَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا فَكَانَ أَحَدُهُمَا
أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ الْآخَرِ فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ
مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ
سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ قَالَ طَلْحَةُ فَرَأَيْتُ فِي
الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا
أَنَا بِهِمَا فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ
لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا ثُمَّ خَرَجَ
فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ
فَقَالَ ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ
فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا
لِذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ مِنْ
أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ
هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ
اسْتُشْهِدَ وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً
قَالُوا بَلَى قَالَ وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ
وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ
قَالُوا بَلَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا
بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (تُوُفِّيَ الْآخِرُ) بِكَسْرِ الْخَاءِ، أَيِ:
الزَّمَانُ الْمُتَأَخِّرُ (لَمْ يَأْنِ) أَيْ: يَحْضُرْ
وَقْتُ دُخُولِكَ الْجَنَّةَ (بَعْدُ) أَيْ: إِلَى هَذَا
الْحِينِ، وَفِي الْحَدِيثِ فَضْلُ طُولِ
(2/456)
الْحَيَاةِ مَعَ الْأَعْمَالِ
الصَّالِحَةِ، وَفِي الزَّوَائِدِ رِجَالُ إِسْنَادِهِ
ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ قَالَ عَلِيُّ بْنُ
الْمَدِينِيِّ وَابْنُ مَعِينٍ: أَبُو سَلَمَةَ لَمْ
يَسْمَعْ مِنْ طَلْحَةَ شَيْئًا.
(2/457)
3926 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ
عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَكْرَهُ الْغِلَّ وَأُحِبُّ الْقَيْدَ الْقَيْدُ ثَبَاتٌ
فِي الدِّينِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (أَكْرَهُ الْغُلَّ) بِضَمِّ الْغَيْنِ
الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ مَا يُقَيَّدُ بِهِ
وَالْقَيْدُ يَكُونُ فِي الرِّجْلِ فَيَدُلُّ عَلَى
الثَّبَاتِ.
(2/457)
|