حاشية السيوطي
على سنن النسائي (كِتَاب الْعَقِيقَةِ)
[4212] عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ قَالَ فِي
النِّهَايَةِ يَعْنِي مُتَسَاوِيَتَيْنِ فِي السِّنِّ
وَقِيلَ مكافئتان
(7/162)
أَيْ مُتَسَاوِيَتَانِ أَوْ
مُتَقَارِبَتَانِ وَاخْتَارَ الْخَطَّابِيُّ الْأَوَّلَ
وَاللَّفْظَةُ مُكَافِئَتَانِ بِكَسْرِ الْفَاءِ يُقَالُ
كَافَأَهُ يُكَافِئُهُ فَهُوَ مُكَافِئُهُ أَيْ مُسَاوِيهِ
قَالَ وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ مُكَافَأَتَانِ
بِالْفَتْحِ وَأَرَى الْفَتْحَ أَوْلَى لِأَنَّهُ يُرِيدُ
شَاتَيْنِ قَدْ سُوِّيَ بَيْنَهُمَا أَيْ مُسَاوًى
بَيْنَهُمَا وَأَمَّا بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاهُ
مُسَاوِيَتَانِ فَيُحْتَاجُ أَنْ يُذْكَرَ أَيُّ شَيْءٍ
سَاوَيَا وَإِنَّمَا لَوْ قَالَ مُتَكَافِئَتَانِ كَانَ
الْكَسْرُ أَوْلَى وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ لَا فَرْقَ
بَيْنَ الْمُكَافِئَتَيْنِ وَالْمُكَافَأَتَيْنِ لِأَنَّ
كُلَّ وَاحِدَةٍ إِذَا كَافَأَتْ أُخْتَهَا فَقَدْ
كُوفِئَتْ فَهِيَ مُكَافِئَةٌ وَمُكَافَأَةٌ وَيَكُونُ
مَعْنَاهُ مُعَادِلَتَانِ لِمَا يَجِبُ فِي الزَّكَاةِ
وَالْأُضْحِيَّةِ مِنَ الْأَسْنَانِ وَيُحْتَمَلُ مَعَ
الْفَتْحِ أَنْ يُرَادَ مَذْبُوحَتَانِ مِنْ كَافَأَ
الرَّجُلُ بَيْنَ بَعِيرَيْنِ إِذَا نَحَرَهُمَا مَعًا
مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍ كَأَنَّهُ يُرِيد شَاتين يذبحهما
فِي وَقت وَاحِد
(7/163)
وَأَمِيطُوا أَيْ نَحُّوا
[4214] عَنْهُ الْأَذَى قَالَ فِي النِّهَايَةِ يُرِيدُ
الشَّعْرَ وَالنَّجَاسَةَ وَمَا يَخْرُجُ عَلَى رَأْسِ
الصَّبِيِّ حِينَ يُولَدُ يُحْلَقُ عَنْهُ يَوْمَ سابعه
(7/164)
[4220] كُلُّ غُلَامٍ رَهِينٌ
بِعَقِيقَتِهِ أَيْ أَنَّ الْعَقِيقَةَ لَازِمَةٌ لَهُ لَا
بُدَّ مِنْهَا فَشُبِّهَ فِي لُزُومِهَا لَهُ وَعَدَمِ
انْفِكَاكِهِ مِنْهَا بِالرَّهْنِ فِي يَدِ الْمُرْتَهِنِ
قَالَ الْخَطَّابِيُّ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي هَذَا
الْحَدِيثِ وَأَجْوَدُ مَا قِيلَ فِيهِ مَا ذَهَبَ
إِلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ هَذَا فِي
الشَّفَاعَةِ يُرِيدُ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَعُقَّ عَنْهُ
فَمَاتَ طِفْلًا لَمْ يَشْفَعْ فِي وَالِدَيْهِ وَقيل أَنه
مَرْهُون بأذى شعره
(7/165)
[4222] لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ
الْفَرَعُ أَوَّلُ مَا تَلِدُهُ النَّاقَةُ كَانُوا
يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ فَنُهِيَ الْمُسْلِمُونَ
عَنْهُ وَقِيلَ كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا
تَمَّتْ إِبِلُهُ مِائَةً قَدَّمَ بِكْرًا فَنَحَرَهُ
لِصَنَمِهِ وَهُوَ الْفَرَعُ وَقَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ
يَفْعَلُونَهُ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ نُسِخَ
وَالْعَتِيرَةُ شَاةٌ تُذْبَحُ فِي رَجَب إِذا اسْتَجْمَلَ
بِالْجِيمِ أَيْ صَارَ جَمَلًا وَبِالْحَاءِ أَيْ صَار
بِحَيْثُ يحمل عَلَيْهِ
(7/167)
[4283] تَحْتَ نَضَدٍ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ
السَّرِيرُ الَّذِي تُنْضَدُ عَلَيْهِ الثِّيَابُ أَيْ
يُجْعَلُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ وَهُوَ أَيْضا مَتَاع
الْبَيْت المنضود
(7/170)
إِهَابٌ قَالَ فِي النِّهَايَةِ هُوَ
الْجِلْدُ وَقِيلَ إِنَّمَا يُقَالُ لِلْجِلْدِ إِهَابٌ
قَبْلَ الدَّبْغِ فَأَمَّا بعده فَلَا
(7/171)
فليمقله أَي ليغمسه الْمِعْرَاضُ
بِالْكَسْرِ سَهْمٌ بِلَا رِيشِ نَصْلٍ وَإِنَّمَا يُصِيب
بعرضه دون حَده
(7/179)
[4284] مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا نَقَصَ مِنْ
أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ قَالَ الرُّويَانِيُّ
فِي الْبَحْرِ اُخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِهِ فَقِيلَ
يَنْقُصُ مِمَّا مَضَى مِنْ عَمَلِهِ وَقِيلَ مِنْ
مُسْتَقْبَلِهِ قَالَ وَاخْتَلَفُوا فِي مَحَلِّ نَقْصِ
الْقِيرَاطَيْنِ فَقِيلَ يَنْقُصُ قِيرَاطٌ مِنْ عَمَلِ
النَّهَارِ وَقِيرَاطٌ مِنْ عَمَلِ اللَّيْلِ وَقِيلَ
قِيرَاطٌ مِنْ عَمَلِ الْفَرْضِ وَقِيرَاطٌ مِنْ عَمَلِ
النَّفْلِ وَقَالَ النَّوَوِيُّ الْقِيرَاطُ هُنَا
مِقْدَارٌ مَعْلُومٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَالْمُرَادُ
نَقْصُ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ عَمَلِهِ وَأَمَّا
اخْتِلَافُ الرِّوَايَةِ فِي قِيرَاطَيْنِ وَقِيرَاطٍ
فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ أَرَادَ نَوْعَيْنِ مِنَ الْكِلَابِ
أَحَدُهُمَا أَشَدُّ أَذًى مِنْ الْآخَرِ أَوْ لِمَعْنًى
فِيهِمَا أَوْ يَكُونُ ذَلِكَ مُخْتَلِفًا بِاخْتِلَافِ
الْمَوَاضِعِ فَيَكُونُ الْقِيرَاطَانِ فِي الْمَدِينَةِ
خَاصَّةً لِزِيَادَةِ فَضْلِهَا وَالْقِيرَاطُ فِي
الْبَوَادِي أَوْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي زَمَنَيْنِ فَذَكَرَ
الْقِيرَاطَ أَوَّلًا ثُمَّ أَرَادَ التَّغْلِيظَ فَذَكَرَ
الْقِيرَاطَيْنِ قَالَ وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي
سَبَبِ نُقْصَانِ الْأَجْرِ بِاقْتِنَاءِ الْكَلْبِ
فَقِيلَ لِامْتِنَاعِ الْمَلَائِكَةِ مِنْ دُخُولِ
بَيْتِهِ بِسَبَبِهِ وَقِيلَ لِمَا يَلْحَقُ الْمَارِّينَ
مِنَ الْأَذَى بِتَرْوِيعِ الْكَلْبِ لَهُمْ وَقَصْدِهِ
إِيَّاهُمْ وَقِيلَ إِنَّ ذَلِكَ عُقُوبَةٌ لَهُ
لِاِتِّخَاذِهِ مَا نُهِيَ عَنِ اتِّخَاذِهِ وَعِصْيَانِهِ
فِي ذَلِكَ وَقِيلَ لِمَا يُبْتَلَى بِهِ مِنْ وُلُوغِهِ
فِي غَفْلَةِ صَاحِبِهِ وَلَا يَغْسِلُهُ بِالْمَاءِ
وَالتُّرَابِ إِلَّا ضَارِيًا قِيلَ هُوَ صِفَةٌ
لِلْكَلْبِ أَيْ كَلْبًا مُعَوَّدًا بِالصَّيْدِ يُقَالُ
ضَرَّى الْكَلْبَ وَأَضْرَاهُ صَاحِبُهُ أَيْ عَوَّدَهُ
وَأَغْرَاهُ بِهِ وَيُجْمَعُ عَلَى ضَوَارٍ وَقِيلَ صِفَةٌ
لِلرَّجُلِ الصَّائِدِ صَاحِبِ الْكِلَابِ الْمُعْتَادِ
لِلصَّيْدِ فَسَمَّاهُ ضَارِيًا اسْتِعَارَةً ذَكَرَهُ
النَّوَوِيُّ قُلْتُ فَعَلَى الْأَوَّلِ يَكُونُ
الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ قَوْلِهِ كَلْبًا وَعَلَى الثَّانِي
مِنْ قَوْلِهِ مَنِ اقْتَنَى وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ عُطِفَ
عَلَيْهِ هُنَا قَوْلُهُ أَوْ صَاحِبَ مَاشِيَةٍ
وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ أَنَّ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ
إِلَّا كَلْبًا ضَارِيًا
(7/187)
الشَّنَائِيُّ بِفَتْحِ الشِّينِ
الْمُعْجَمَةِ وَالنُّونِ وَهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ نِسْبَة
إِلَى أَزْد شنوأة وَيُقَالُ فِيهِ الشَّنُوئِيُّ بِضَمِّ
النُّونِ عَلَى الْأَصْلِ
[4285] لَا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا وَلَا ضَرْعًا قَالَ
النَّوَوِيُّ الْمُرَادُ بِالضَّرْعِ هُنَا الْمَاشِيَةُ
كَمَا فِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ وَمَعْنَاهُ اقْتَنَى
كَلْبًا لِغَيْرِ زَرْعٍ وماشية
[4292] وَمَهْرِ الْبَغِيِّ هُوَ مَا تَأْخُذُ
الزَّانِيَةُ عَلَى الزِّنَى سَمَّاهُ مَهْرًا لِكَوْنِهِ
عَلَى صُورَتِهِ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ هُوَ مَا
يُعْطَاهُ عَلَى كِهَانَتِهِ يُقَالُ مِنْهُ حلوته حلوا
إِذَا أَعْطَيْتُهُ قَالَ الْهَرَوِيُّ وَغَيْرُهُ
أَصْلُهُ مِنَ الْحَلَاوَةِ شُبِّهَ بِالشَّيْءِ الْحُلْوِ
مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ يَأْخُذُهُ سَهْلًا بِلَا كُلْفَةٍ
وَلَا فِي مُقَابَلَتِهِ مشقة
(7/188)
[4294] وَكَسْبُ الْحَجَّامِ أَخَذَ
بِظَاهِرِهِ قَوْمٌ فَحَرَّمُوهُ وَحَمَلَهُ الْجُمْهُورُ
عَلَى التَّنْزِيهِ وَالِارْتِفَاعِ عَنْ أَدْنَى
الِاكْتِسَابِ والحث على مَكَارِم الْأَخْلَاق
[4295] نَهَى عَنْ ثَمَنِ السِّنَّوْرِ قَالَ النَّوَوِيُّ
هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا يَنْفَعُ أَوْ عَلَى أَنَّهُ
نَهْيُ تَنْزِيهٍ حَتَّى يَعْتَادَ النَّاسُ هِبَتَهُ
وَإِعَارَتَهُ وَالسَّمَاحَةَ بِهِ كَمَا هُوَ الْغَالِبُ
فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّا يَنْفَعُ وَلَوْ بَاعَهُ صَحَّ
الْبَيْعُ وَكَانَ ثَمَنُهُ حَلَالًا هَذَا مَذْهَبُ
الْعُلَمَاءِ كَافَّةً إِلَّا مَا حُكِيَ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ
وَالْكَلْبِ إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَخَذَ بِهَذَا
الِاسْتِثْنَاءِ قَوْمٌ فَأَجَازُوا بَيْعَ كَلْبِ
الصَّيْدِ وَالْجُمْهُورُ عَلَى الْمَنْعِ وَأَجَابُوا
عَنْ هَذَا بِأَنَّ الْحَدِيثَ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقِ
أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ
[4296] كِلَابًا مُكَلَّبَةً هِيَ الْمُسَلَّطَةُ عَلَى
الصَّيْدِ الْمُعَوَّدَةُ
(7/189)
بالاصطياد وَالَّتِي قد ضريت أَوَابِدَ
جَمْعُ آبِدَةٍ وَهِيَ الَّتِي قَدْ تَأَبَّدَتْ أَي توحشت
ونفرت من الْإِنْس
(7/190)
[4304] فَأُذَكِّيهِ بِالْمَرْوَةِ هِيَ
حَجَرٌ أَبْيَضُ بَرَّاقٌ وَقِيلَ هِيَ الَّتِي يقْدَح
مِنْهَا النَّار
(7/191)
[4309] مَنْ سَكَنَ الْبَادِيَةَ جَفَا
أَيْ غَلُظَ طَبْعُهُ لِقِلَّةِ مُخَالَطَةِ النَّاسِ
وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفُلَ بِضَمِّ الْفَاءِ وَمَنِ
اتَّبَعَ السُّلْطَانَ افْتُتِنَ أَيْ أَصَابَته فتْنَة
الْقَاحَةِ بِالْقَافِ وَحَاءٍ مُهْمَلَةٍ وَصَحَّفَ مَنْ
رَوَاهُ بِالْفَاءِ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ
وَالْمَدِينَةِ عَلَى ثَلَاثِ مراحل مِنْهَا
الْمُجَثَّمَةُ بِالْجِيمِ وَالْمُثَلَّثَةِ كُلُّ
حَيَوَانٍ يُنْصَبُ وَيُرْمَى لِيُقْتَلَ إِلَّا أَنَّهَا
تَكْثُرُ فِي الطَّيْرِ وَالْأَرَانِبِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ
مِمَّا يَجْثِمُ بِالْأَرْضِ أَيْ يَلْزَمُهَا
وَيَلْتَصِقُ بِهَا وَجَثَمَ الطَّائِرُ جُثُومًا وَهُوَ
بِمَنْزِلَةِ البروك لِلْإِبِلِ وَشِيقَةً بِفَتْحِ
الْوَاوِ وَكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَقَافٍ هِيَ
أَنْ يُؤْخَذَ اللَّحْمُ فَيُغْلَى قَلِيلًا وَلَا
يُنْضَجَ وَيُحْمَلَ فِي الْأَسْفَارِ وَقِيلَ هِيَ
الْقَدِيدُ وَقد وَشقت اللَّحْم وأشقته وَتجمع على وشق
ووشاق
(7/195)
[4354] عِيرَاتِ قُرَيْشٍ جَمْعُ عِيرٍ
يُرِيدُ إِبِلَهُمْ وَدَوَابَّهُمُ الَّتِي كَانُوا
يتاجرون عَلَيْهَا
(7/196)
[4358] بقرية النَّمْل هِيَ مَسْكَنهَا
وبيتها
(7/210)
[4362] مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا
يَقْلِمْ مِنْ أَظْفَارِهِ وَلَا يَحْلِقْ شَيْئًا مِنْ
شَعْرِهِ فِي عَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ هَذَا
النَّهْيُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ نَهْيُ تَنْزِيهٍ
وَالْحِكْمَةُ فِيهِ أَنْ يُبْقِيَ كَامِلَ الْأَجْزَاءِ
لِلْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَقِيلَ للتشبيه بالمحرم
مَنِيحَةً الْمَنِيحَةُ وَهِيَ النَّاقَةُ أَوْ الشَّاةُ
تُعْطَى لينْتَفع بلبنها ثمَّ يردهَا
(7/212)
[4369] الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا بِفَتْحِ
الظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ اللَّامِ هُوَ الْعَرَجُ
وَالْكَسِيرَةُ الْمُنْكَسِرَةُ الرِّجْلِ الَّتِي لَا
تَقْدِرُ عَلَى الْمَشْيِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ
الَّتِي لَا تُنْقِي أَيِ الَّتِي لَا نَقْيَ لَهَا أَي
لَا مخ لَهَا لِضعْفِهَا وهزالها والعجفاء هِيَ المهزولة
(7/213)
[4372] أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن نستشرف الْعين وَالْأُذن
أَي نتأمل سلامتهما مِنْ آفَةٍ تَكُونُ بِهِمَا وَقِيلَ
هُوَ مِنْ الشُّرْفَةِ وَهِيَ خِيَارُ الْمَالِ أَيْ
أَمَرَنَا أَنْ نَتَخَيَّرَهَا وَأَنْ لَا نُضَحِّيَ
بِمُقَابَلَةٍ هِيَ الَّتِي يُقْطَعُ مِنْ طَرَفِ
أُذُنِهَا شَيْءٌ ثُمَّ يُتْرَكُ مُعَلَّقًا كَأَنَّهُ
زَنَمَةٌ وَاسْمُ تِلْكَ السِّمَةِ الْقُبْلَةُ
وَالْإِقْبَالَةُ وَلَا مُدَابَرَةٍ هِيَ أَنْ يُقْطَعَ
مِنْ مُؤَخَّرِ أُذُنِ الشَّاةِ شَيْءٌ ثُمَّ يُتْرَكَ
كَأَنَّهُ زنمة
[4373] وَلَا شَرْقَاءَ هِيَ الْمَشْقُوقَةُ الْأُذُنِ
بِاثْنَيْنِ شَرَقَ أُذُنَهَا يَشْرُقُهَا شَرْقًا إِذَا
شَقَّهَا وَاسْمُ السِّمَةِ الشَّرَقَةُ بِالتَّحْرِيكِ
وَلَا خَرْقَاءَ هِيَ الَّتِي فِي أذنها ثقب مستدير
(7/216)
[4377] بأعضب الْقرن هِيَ الْمَكْسُورَة
الْقرن عَتُودٌ هُوَ الصَّغِيرُ مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ
إِذَا قَوِيَ وَرَعَى وَأَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَالْجَمْعُ
أَعْتِدَةٌ
(7/218)
[4386] بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ
الْأَمْلَحُ الَّذِي بَيَاضُهُ أَكْثَرُ مِنْ سَوَادِهِ
وَقِيلَ هُوَ النَّقِيُّ الْبَيَاضِ وَقِيلَ الَّذِي
يُخَالِطُ بَيَاضَهُ حُمْرَةٌ وَقِيلَ الْأَسْوَدُ
تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ أَقَرْنَيْنِ الْأَقْرَنُ الَّذِي لَهُ
قَرْنَانِ مُعْتَدِلَانِ وَانْكَفَأَ أَيْ مَالَ وَرَجَعَ
وَإِلَى جُزَيْعَةٍ قَالَ فِي النِّهَايَةِ بِالْجِيمِ
وَالزَّايِ مُصَغَّرًا هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْغَنَمِ
تَصْغِيرُ جِزَعَةٍ بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْقَلِيلُ مِنَ
الشَّيْءِ يُقَالُ جَزَعَ لَهُ جِزْعَةً مِنَ الْمَالِ
أَيْ قَطَعَ لَهُ مِنْهُ قِطْعَةً هَكَذَا ضَبَطَهُ
الْجَوْهَرِيُّ مُصَغَّرًا وَاَلَّذِي جَاءَ فِي
الْمُجْمَلِ لِابْنِ فَارِسٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِ
الزَّايِ وَقَالَ هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْغَنَمِ
كَأَنَّهَا فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَمَا
سَمِعْنَاهَا فِي الْحَدِيثِ إِلَّا مُصَغَّرَةً فَحِيلٍ
بِفَتْحِ الْفَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ
الْمُنْجِبُ فِي ضِرَابِهِ وَقِيلَ الَّذِي يُشْبِهُ
الْفُحُولَةَ فِي عِظَمِ خلقته
(7/219)
[4390] يَمْشِي فِي سَوَادٍ وَيَنْظُرُ فِي
سَوَادٍ وَيَأْكُلُ فِي سَوَادٍ قَالَ النَّوَوِيُّ
مَعْنَاهُ قَوَائِمُهُ وَبَطْنُهُ وَمَا حول عَيْنَيْهِ
أسود
(7/221)
[4395] فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ بِضَمِّ
الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ هُوَ هَانِئ بن نيار
الْأنْصَارِيّ فَإِن عنَاقًا عِنْدِي جَذَعَةٌ قَالَ
الْكَرْمَانِيُّ هِيَ صِفَةٌ لِلْعَنَاقِ وَلَا يُقَالُ
عَنَاقَةٌ لِأَنَّهُ مَوْضُوعٌ لِلْأُنْثَى مِنْ وَلَدِ
الْمَعْزِ فَلَا حَاجَةَ إِلَى التَّاءِ الْفَارِقَةِ
بَيْنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَلَنْ تَجْزِيَ
بِفَتْحِ التَّاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ بِلَا هَمْزَةٍ أَيْ
تَقْضِيَ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ وَبَنُو تَمِيمٍ
يَقُولُونَ أَجْزَأَتْ عَنْكَ شَاةٌ بِالْهَمْزَةِ فَعَلَى
هَذَا يَجُوزُ ضَمُّ التَّاءِ وَبِهِمَا قُرِئَ لَا
تُجْزِي نَفْسٌ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ قَالَ
الْكَرْمَانِيُّ هَذَا مِنْ خَصَائِصِ أَبِي بُرْدَةَ
كَمَا أَنَّ قِيَامَ شَهَادَةِ خُزَيْمَةَ مَقَامَ
الشَّهَادَتَيْنِ مِنْ خَصَائِصِ خُزَيْمَةَ وَمِثْلُهُ
كَثِيرٌ فِي الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَقَالَ
الْخَطَّابِيُّ هَذَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَخْصِيصٌ لِعَيْنٍ مِنَ الْأَعْيَانِ
بِحُكْمٍ مُفْرَدٍ لَيْسَ مِنْ بَابِ النَّسْخِ فَإِنَّ
الْمَنْسُوخَ إِنَّمَا يَقَعُ عَامًّا لِلْأُمَّةِ غير
خَاص ببعضهم
(7/223)
[4400] أَنَّ ذِئْبًا نِيبَ فِي شَاةٍ أَيْ
أَنْشَبَ أَنْيَابَهَ فِيهَا وَالنَّابُ السِّنُّ الَّذِي
خَلْفَ الرَّبَاعِيَةِ
[4401] أَنْهَرَ الدَّمَ الْإِنْهَارُ الْإسَالَةُ
وَالصَّبُّ بِكَثْرَةٍ شَبَّهَ خُرُوج الدَّم من مَوضِع
الذّبْح يجرى المَاء فِي النَّهر
(7/225)
[4405] فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةِ بِكَسْرِ
الْقَافِ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ بِالذَّالِ شفرته هِيَ
السكين العريضة
(7/227)
[4422] مَنْ آوَى مُحْدِثًا قَالَ فِي
النِّهَايَةِ يُرْوَى بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا عَلَى
الْفَاعِلِ أَوِ الْمَفْعُولِ فَمَعْنَى الْكَسْرِ مَنْ
نَصَرَ جَانِيًا وَآوَاهُ وَأَجَارَهُ مِنْ خَصْمِهِ
وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْ يُقْتَصَّ مِنْهُ
وَبِالْفَتْحِ هُوَ الْأَمْرُ الْمُبْتَدَعُ نَفْسُهُ
الَّذِي لَيْسَ مَعْرُوفًا فِي السُّنَّةِ وَيَكُونُ
مَعْنَى الْإِيوَاءِ فِيهِ الرِّضَا بِهِ وَالصَّبْرُ
عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِذَا رَضِيَ بِالْبِدْعَةِ وَأَقَرَّ
فَاعِلَهَا وَلَمْ يُنْكِرْهَا عَلَيْهِ فَقَدْ آوَاهُ
مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ قَالَ فِي النِّهَايَةِ
الْمَنَارُ جَمْعُ مَنَارَةٍ وَهِيَ الْعَلَامَةُ تجْعَل
بَين الحدين
(7/232)
[4431] دَفَّتْ دَافَّةٌ بِالدَّالِ
الْمُهْمَلَةِ وَالْفَاءِ هِيَ قَوْمٌ مِنَ الْأَعْرَابِ
يُرِيدُونَ الْمِصْرَ حَضْرَةَ الْأَضْحَى بِتَثْلِيثِ
الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ إِنَّمَا نَهَيْتُ لِلدَّافَّةِ
الَّتِي دَفَّتْ يُرِيدُ أَنَّهُمْ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ
عِنْدَ الْأَضْحَى فَنَهَاهُمْ عَن ادخار لُحُوم
الْأَضَاحِي ليفرقوها
(7/235)
[4439] أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ يُرِيدُ
أَنْ يُحْبَسَ مِنْ ذَوَات الرّوح شَيْء حَيا ثمَّ يرْمى
حَتَّى يَمُوت غَرضا بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالرَّاء أَي
هدفا عج أَي رفع صَوته الْجَلالَة
(7/238)
هِيَ الَّتِي تَأْكُل الْعذرَة |