(قَوْلُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ سُورَةُ كهيعص)
سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَهِيَ
لَهُ بَعْدَ التَّرْجَمَةِ وَرَوَى الْحَاكِمُ مِنْ
طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ الْكَافُ مِنْ
كَرِيمٍ وَالْهَاءُ مِنْ هَادِي وَالْيَاءُ مِنْ
حَكِيمٍ وَالْعَيْنُ مِنْ عَلِيمٍ وَالصَّادُ مِنْ
صَادِقٍ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدٍ نَحْوَهُ
لَكِنْ قَالَ يَمِينُ بَدَلَ حَكِيمٍ وعزيز بَدَلَ
عَلِيمٍ وَلِلطَّبَرِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سعيد
نَحوه لَكِن قَالَ الْكَاف من كَبِير وَرَوَى
الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ كهيعص قَسَمٌ
أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ وَهُوَ مِنْ أَسْمَائِهِ وَمِنْ
طَرِيقِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ قَالَتْ كَانَ
عَلِيٌّ يَقُولُ يَا كهيعص اغْفِرْ لِي وَقَالَ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ هِيَ اسْمٌ
مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاس
أسمع بهم وَأبْصر الله يَقُوله وهم الْيَوْم لَا
يسمعُونَ وَلَا يبصرون فِي ضلال مُبين يَعْنِي قَوْله
أسمع بهم وَأبْصر الْكفَّار يَوْمئِذٍ أسمع شَيْء
وأبصره وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن جريج عَن
عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
عَنْ قَتَادَةَ أَسْمِعْ بهم وَأبْصر يَعْنِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ زَادَ الطَّبَرِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ
عَنْ قَتَادَةَ سَمِعُوا حِينَ لَا يَنْفَعُهُمُ
السَّمْعُ وَأَبْصَرُوا حِينَ لَا يَنْفَعُهُمُ
الْبَصَرُ قَوْلُهُ لأرجمنك لأشتمنك وَصله بن أَبِي
حَاتِمٍ بِإِسْنَادِ الَّذِي قَبْلَهُ وَمِنْ وَجْهٍ
آخر عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الرَّجْمُ الْكَلَامُ
قَوْلُهُ وَرِئْيًا مَنْظَرًا وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ
مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن
عَبَّاسٍ بِهِ وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
أبي ظبْيَان عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الْأَثَاثُ
الْمَتَاعُ وَالرِّئْيُ الْمَنْظَرُ وَمِنْ طَرِيقِ
أَبِي رَزِينٍ قَالَ الثِّيَابُ وَمِنْ طَرِيقِ
الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ الصُّوَرُ وَسَيَأْتِي
مِثْلُهُ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ وَقَالَ أَبُو
وَائِلٍ إِلَخْ تَقَدَّمَ فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء
قَوْله وَقَالَ بن عُيَيْنَة تؤزهم أزا تُزْعِجُهُمْ
إِلَى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا كَذَا هُوَ فِي تَفْسِير
بن عُيَيْنَةَ وَمِثْلُهُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
وَذَكَرَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ
سَعْدٍ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ عَنْ
سُفْيَانَ وَهُوَ الثَّوْرِيُّ قَالَ تغريهم إغراء
وَمثله عِنْد بن أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَلْحَةَ عَن بن عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِ
السُّدِّيِّ تُطْغِيهِمْ طُغْيَانًا قَوْلُهُ وَقَالَ
مُجَاهِدٌ إِدًّا عِوَجًا سَقَطَ هَذَا مِنْ رِوَايَةِ
أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ
طَرِيقِ بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ
قَوْلُهُ وَقَالَ بن عَبَّاسٍ وِرْدًا عِطَاشًا
تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ قَوْله أثاثا مَا لَا
وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ
عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَة أحسن أثاثا ورئيا قَالَ
أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَحْسَنُ صُوَرًا قَوْلُهُ
إِدًّا قولا عَظِيما وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ
طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ
قَوْلُهُ غَيًّا خُسْرَانًا ثَبَتَ لِغَيْرِ أَبِي
ذَرٍّ وَقَدْ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس وَقَالَ
بن مَسْعُودٍ الْغَيُّ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ بَعِيدُ
الْقَعْرِ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَالطَّبَرِيُّ
وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ مِثْلَهُ وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي أُمَامَةَ
مَرْفُوعًا مِثْلَهُ وَأَتَمَّ مِنْهُ قَوْلُهُ ركزا
صَوتا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَعِنْدَ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَهُ وَقَالَ
الطَّبَرِيُّ الرِّكْزُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ
الصَّوْتُ الْخَفِيُّ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ
بُكِيًّا جَمَاعَةُ بَاكٍ هُوَ قَوْلُ أَبِي
عُبَيْدَةَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ قِيَاسَ جَمْعِ بَاكٍ
بُكَاةٌ مِثْلُ قَاضٍ وَقُضَاةٍ وَأَجَابَ
الطَّبَرِيُّ بِأَنَّ أَصْلَهُ بُكُوًّا
(8/427)
بِالْوَاوِ الثَّقِيلَةِ مِثْلُ قَاعِدٍ
وَقُعُودٍ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِمَجِيئِهَا
بَعْدَ كَسْرَةٍ وَقِيلَ هُوَ مَصْدَرٌ عَلَى وَزْنِ
فُعُولٍ مِثْلُ جَلَسَ جُلُوسًا ثُمَّ قَالَ يَجُوزُ
أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْبُكِيِّ نَفْسُ
الْبُكَاءِ ثُمَّ أُسْنِدَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَرَأَ
هَذِهِ الْآيَةَ فَسَجَدَ ثُمَّ قَالَ وَيْحَكَ هَذَا
السُّجُودُ فَأَيْنَ الْبُكَاءُ كَذَا قَالَ وَكَلَامُ
عُمَرَ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ الْجَمَاعَةَ أَيْضًا
أَيْ أَيْنَ الْقَوْمُ الْبُكِيُّ قَوْلُهُ صِلِيًّا
صَلِيَ يَصْلَى هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَزَادَ
وَالصِّلِيُّ فُعُولٌ وَلَكِنِ انْقَلَبَتِ الْوَاوُ
يَاءً ثُمَّ أُدْغِمَتْ قَوْلُهُ نَدِيًّا وَالنَّادِي
وَاحِدٌ مَجْلِسًا قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ وَأَحْسَنُ
نَدِيًّا قَالَ مَجْلِسًا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ
فِي قَوْلِهِ وَأحسن نديا أَيْ مَجْلِسًا وَالنَّدِيُّ
وَالنَّادِي وَاحِدٌ وَالْجَمْعُ أَنْدِيَةٌ وَقِيلَ
أُخِذَ مِنَ النَّدَى وَهُوَ الْكَرْمُ لِأَنَّ
الْكُرَمَاءُ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ ثُمَّ أُطْلِقَ
عَلَى كُلِّ مجْلِس وَقَالَ بن إِسْحَاقَ فِي
السِّيرَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَلْيَدْعُ
نَادِيَةَ النَّادِي الْمَجْلِسُ وَيُطْلَقُ عَلَى
الْجُلَسَاءِ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ فَلْيَمْدُدْ
فَلْيَدَعْهُ هُوَ بِفَتْحِ الدَّالِ وَسُكُونِ
الْعَيْنِ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ بِلَفْظِ
فَلْيَدَعْهُ اللَّهُ فِي طُغْيَانِهِ أَيْ يُمْهِلُهُ
إِلَى مُدَّةٍ وَهُوَ بِلَفْظِ الْأَمر وَالْمرَاد
بِهِ الْإِخْبَار وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ فِي حَرْفِ أُبَيِّ
بْنِ كَعْبٍ قل من كَانَ فِي الضَّلَالَة فَإِنَّ
اللَّهَ يَزِيدُهُ ضَلَالَةً
(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ عز وَجل وَأَنْذرهُمْ يَوْم
الْحَسْرَة)
ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ فِي ذَبْحِ
الْمَوْتِ وَسَيَأْتِي فِي الرِّقَاقِ مَشْرُوحًا
وَقَوْلُهُ فِيهِ فَيَشْرَئِبُّونَ بِمُعْجَمَةٍ
وَرَاءَ مَفْتُوحَةٍ ثُمَّ هَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ ثُمَّ
مُوَحَّدَةٍ ثَقِيلَةٍ مَضْمُومَةٍ أَيْ يَمُدُّونَ
أَعْنَاقَهُمْ يَنْظُرُونَ وَقَوْلُهُ أَمْلَحُ قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ أَنْ يُجْمَعَ
بَيْنَ صِفَتَيْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ
السَّوَادُ وَالْبَيَاضُ قَوْلُهُ ثُمَّ قَرَأَ
وَأَنْذِرْهُمْ فِي رِوَايَةِ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ
عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ فِي آخِرِ
الْحَدِيثِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ
انْتِفَاءُ الْإِدْرَاجِ وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْأَعْمَشِ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ
قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْم الْحَسْرَة فَقَالَ
يُؤْتى بِالْمَوْتِ الخ
(8/428)
! !
(قَوْلُهُ بَابُ)
[4731] قَوْلِهِ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ
رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا
وَمَا بَين ذَلِك قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا
الْآخِرَةُ وَمَا خَلْفَنَا الدُّنْيَا وَمَا بَيْنَ
ذَلِكَ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ قَوْلُهُ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِجِبْرِيلَ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا رَوَى
الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق الْعَوْفِيّ وبن
مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ
سعيد بن جُبَير كِلَاهُمَا عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ
احْتَبَسَ جِبْرِيلُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وبن
أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ أَبْطَأَ
جِبْرِيلُ فِي النُّزُولِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَقَالَ
لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَا جِبْرِيلُ مَا نَزَلْتَ حَتَّى اشْتَقْتُ إِلَيْكَ
قَالَ أَنَا كُنْتُ أَشْوَقَ إِلَيْكَ وَلَكِنِّي
مَأْمُورٌ وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى جِبْرِيلَ قُلْ
لَهُ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْر رَبك وروى بن
مَرْدَوَيْهِ فِي سَبَبِ ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ زِيَادٍ
النُّمَيْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سُئِلَ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْبِقَاعُ
أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ وَأَيُّهَا أَبْغَضُ إِلَى
اللَّهِ قَالَ مَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ فَنَزَلَ
جِبْرِيلُ وَكَانَ قَدْ أَبْطَأَ عَلَيْهِ الحَدِيث
وَعند بن إِسْحَاق من وَجه آخر عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ
قُرَيْشًا لَمَّا سَأَلُوا عَنْ أَصْحَابِ الْكَهْفِ
فَمَكَثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لَا يُحْدِثُ
اللَّهَ لَهُ فِي ذَلِكَ وَحْيًا فَلَمَّا نَزَلَ
جِبْرِيلُ قَالَ لَهُ أَبْطَأت فَذكره وَحكى بن
التِّينِ لِلدَّاوُدِيِّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
كَلَامًا فِي اسْتِشْكَالِ نُزُولِ الْوَحْيِ فِي
الْقَضَايَا الْحَادِثَةِ مَعَ أَنَّ الْقُرْآنَ
قَدِيمٌ وَجَوَابُهُ وَاضِحٌ فَلَمْ أَتَشَاغَلْ بِهِ
هُنَا لَكِنْ أَلْمَمْتُ بِهِ فِي كِتَابِ
التَّوْحِيدِ تَنْبِيهٌ الْأَمْرُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ
مَعْنَاهُ الْإِذْنُ بِدَلِيلِ سَبَبِ النُّزُولِ
الْمَذْكُورِ وَيَحْتَمِلُ الْحُكْمُ أَيْ نَتَنَزَّلُ
مُصَاحِبِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ عِبَادَهُ بِمَا
أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ أَوْ حَرَّمَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ
يَكُونَ الْمُرَادُ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ
عِنْدَ مَنْ يُجِيزُ حَمْلَ اللَّفْظِ عَلَى جَمِيعِ
مَعَانِيهِ
(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ
بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالا وَولدا)
قِرَاءَةُ الْأَكْثَرِ بِفَتْحَتَيْنِ
وَالْكُوفِيِّينَ سِوَى عَاصِمٍ بِضَمٍّ ثُمَّ سُكُونٍ
قَالَ الطَّبَرِيُّ لَعَلَّهُمْ أَرَادُوا
التَّفْرِقَةَ بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ لَكِنَّ
قِرَاءَةَ الْفَتْحِ أَشْمَلُ وَهِيَ أَعْجَبُ إِلَيَّ
[4732] قَوْلُهُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى
كَذَا رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ مُوسَى وَغير وَاحِد عَن
الْحميدِي وَأخرجه بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ
عَنِ الْحُمَيْدِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فَقَالَ
عَنْ أَبِي وَائِلٍ بَدَلَ أَبِي الضُّحَى
وَالْأَوَّلُ أَصْوَبُ وَشَذَّ حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ
فَقَالَ أَيْضًا عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ
وَأخرجه بن مَرْدَوَيْهِ أَيْضًا قَوْلُهُ جِئْتُ
الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ هُوَ وَالِدُ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ الصَّحَابِيُّ الْمَشْهُورُ
وَكَانَ لَهُ قَدْرٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَمْ يوفق
للأسلام قَالَ بن الْكَلْبِيِّ كَانَ مِنْ حُكَّامِ
قُرَيْشٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ أَنَّهُ أَجَارَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
حِينَ أَسْلَمَ
(8/429)
وَقَدْ أَخْرَجَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ هَذِهِ
الْقِصَّةَ مُطَوَّلَةً وَفِيهَا أَنَّ الْعَاصَ بْنَ
وَائِلٍ قَالَ رَجُلٌ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَمْرًا
فَمَا لَكُمْ وَلَهُ فَرَدَّ الْمُشْرِكِينَ عَنْهُ
وَكَانَ مَوْتُهُ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَهُوَ
أَحَدُ الْمُسْتَهْزِئِينَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَمْرٍو سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ عَاشَ أَبِي خَمْسًا
وَثَمَانِينَ وَإِنَّهُ لَيَرْكَبُ حِمَارًا إِلَى
الطَّائِفِ فَيَمْشِي عَنْهُ أَكْثَرُ مِمَّا يَرْكَبُ
وَيُقَالُ إِنَّ حِمَارَهُ رَمَاهُ عَلَى شَوْكَةٍ
أَصَابَتْ رِجْلَهُ فَانْتَفَخَتْ فَمَاتَ مِنْهَا
قَوْلُهُ أَتَقَاضَاهُ حَقًّا لِي عِنْدَهُ بَين فِي
الرِّوَايَة الَّتِي بعد هَذِهِ أَنَّهُ أَجَّرَهُ
سَيْفًا عَمِلَهُ لَهُ وَقَالَ فِيهَا كُنْتَ قَيْنًا
وَهُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ
بَعْدَهَا نُونٌ وَهُوَ الْحَدَّادُ وَلِأَحْمَدَ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْأَعْمَشِ فَاجْتَمَعَتْ لِي
عِنْدَ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَرَاهِمُ قَوْلُهُ
فَقُلْتُ لَا أَيْ لَا أَكْفُرُ قَوْلُهُ حَتَّى
تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ مَفْهُومُهُ أَنَّهُ يَكْفُرُ
حِينَئِذٍ لَكِنَّهُ لَمْ يُرِدْ ذَلِكَ لِأَنَّ
الْكُفْرَ حِينَئِذٍ لَا يُتَصَوَّرُ فَكَأَنَّهُ
قَالَ لَا أَكْفُرُ أَبَدًا وَالنُّكْتَةُ فِي
تَعْبِيرِهِ بِالْبَعْثِ تَعْيِيرُ الْعَاصِ بِأَنَّهُ
لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَبِهَذَا التَّقْرِيرِ يَنْدَفِعُ
إِيرَادُ مَنِ اسْتَشْكَلَ قَوْلِهِ هَذَا فَقَالَ
عَلَّقَ الْكُفْرَ وَمَنْ عَلَّقَ الْكُفْرَ كَفَرَ
وَأَجَابَ بِأَنَّهُ خَاطَبَ الْعَاصَ بِمَا
يَعْتَقِدهُ فَعَلَّقَ عَلَى مَا يَسْتَحِيلُ
بِزَعْمِهِ وَالتَّقْرِيرُ الْأَوَّلُ يُغْنِي عَنْ
هَذَا الْجَوَابِ قَوْلُهُ فَأَقْضِيكَ فَنَزَلَتْ
زَاد بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ
الْأَعْمَشِ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ
قَوْلُهُ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَحَفْصٌ
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ
أَمَّا رِوَايَةُ الثَّوْرِيِّ فَوَصَلَهَا بَعْدَ
هَذَا وَكَذَا رِوَايَةُ شُعْبَةَ وَوَكِيعٍ وَأما
رِوَايَة حَفْص وَهُوَ بن غِيَاثٍ فَوَصَلَهَا فِي
الْإِجَارَةِ وَأَمَّا رِوَايَةُ أَبِي مُعَاوِيَةَ
فَوَصَلَهَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ بِهِ وَفِيهِ
قَالَ فَإِنِّي إِذَا مُتُّ ثُمَّ بُعِثْتُ جِئْتَنِي
وَلِي ثَمَّ مَالٌ وَوَلَدٌ فَأُعْطِيكَ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا
إِلَى قَوْله ويأتينا فَردا وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَةِ
أَبِي مُعَاوِيَة
(قَوْلُهُ بَابُ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ
عِنْدَ الرَّحْمَن عهدا)
قَالَ مَوْثِقًا سَقَطَ قَوْلُهُ مَوْثِقًا مِنْ
رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَسَاقَ الْمُؤَلِّفُ
الْحَدِيثَ مِنْ رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ وَقَالَ فِي
آخِرِهِ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَن عهدا قَالَ
موثقًا وَكَذَا أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ
فِيهِ
[4733] قَوْلُهُ لَمْ يَقُلِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ
سُفْيَانَ سَيْفًا وَلَا مَوْثِقًا هُوَ كَذَلِكَ فِي
تَفْسِيرِ الثَّوْرِيِّ رِوَايَةُ الْأَشْجَعِيِّ
عَنْهُ