إسبال المطر على قصب السكر [مسألة في
معرفة الأنساب والألقاب:]
تضمنها قولنا:
(177) ومثلها الأنساب والألقاب ...
في كثرة يعرفها الطلاب
(178) إلى البلاد أو إلى القبائل
... أو وطن أو صنعة فسائل
هو ما عناه الحافظ بقوله وكذا الأنساب وهي تارة تقع على
القبائل وهي في المتقدمين أكثر بالنسبة إلى المتأخرين وتارة
إلى الأوطان وهذا في المتأخرين أكثر بالنسبة إلى المتقدمين
والنسبة إلى الوطن أعم من أن تكون بلادا أو ضياعا أو سككا أو
مجاورة وتقع إلى الصنائع كالخياط والحرف كالبزاز ويقع فيها
الاتفاق والاشتباه كالأسماء وقد تقع الأنساب ألقابا كخالد بن
مخلد القطواني وكان يغضب منها انتهى ومن هنا يعرف معنى قولنا:
(179) أو ضيعة أو حرفة أو سكة ...
أو غيرها من صاحب أو جيرة
(180) وربما فيها أتى اتفاق ... أو
اشتباه فيه وافتراق
(181) وربما قد وافقت ألقابا ...
واعرف لكل ما ترى الأسبابا
قال الحافظ أي الألقاب والنسب التي باطنها على خلاف ظاهرها
انتهى.
(1/385)
قلت جعلها النووي نوعا فقال النوع الثامن
والخمسون النسب التي على خلاف ظاهرها قال السيوطي قد ينسب
الراوي إلى نسبة من مكان أو وقعة به أو قبيلة أو صنعة وليس
الظاهر الذي يسبق إلى الفهم من تلك النسبة مرادا فال النووي
كأبي مسعود البدري لم يشهدها في قول الأكثرين بل نزلها وعد من
هذا أمثلة وممن ذكر سبب تلقيبه بلقب صاعقة محمد بن عبدالرحيم
لقب به لشدة حفظه ومنه بندار محمد بن بشار شيخ الشيخين قال ابن
الصلاح قال الفلكي لقب به لأنه كان بندار الحديث أي حافظه ومنه
غنجار قال ابن الصلاح لقب به لحمرة وجنتيه وعد من الألقاب التي
على خلاف ظاهرها معاوية الضال ضل في طريق مكة وكان رجلا عظيما
وعبدالله بن محمد الضعيف كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه وقد عد
ابن الصلاح جملة من ذلك.
[مسألة في معرفة الموالي:]
شملها قولنا:
(182) ثم الموالي كن بهم ذا عرف
... بالرق والإسلام أو بالحلف
(183) من أسفل أو أعلى وكن بالإخوة
... والأخوات عارفا ذا فطنة
(1/386)
هو إشارة إلى ما أجملة الحافظ وفصله ابن
الصلاح فقال النوع الرابع والستون معرفة الموالي من الرواة
والعلماء وأهم ذلك معرفة الموالي المنسوبين إلى القبائل بوصف
الإطلاق فإن الظاهر في المنسوب إلى قبيلة كما إذا قيل فلان
القرشي إنه منهم صليبة فإذن بيان من قيل فيه قرشي من أجل كونه
مولى لهم مهم واعلم أن فيهم من يقال له مولى فلان أو لبني فلان
والمراد به العتاقة وهذا هو الأغلب في ذلك ومنهم من أطلق عليه
لفظ المولى والمراد به ولاء الإسلام وعد جماعة منهم البخاري
فإنه مولى الجعفيين لأن جده أسلم على يد اليمان بن أخنس الجعفي
ومنهم من هو مولى بولاء الحلف والموالاة وعد جماعة من ذلك ثم
قال روينا عن الزهري قال قدمت على عبدالملك بن مروان قال من
أين قدمت يا زهري قلت من مكة قال فمن خلفت بها يسود أهلها قلت
عطاء بن أبي رباح قال فمن العرب أم من الموالي قلت من الموالي
قال فبم سادهم قلت بالديانة والرواية قال إن أهل الديانة
والرواية لينبغي أن يسودوا فمن يسود أهل اليمن
(1/387)
قلت طاوس بن كيسان قال فمن العرب أم من
الموالي قلت من الموالي قال وبم سادهم قلت بما ساد به عطاء قال
إنه لينبغي فمن يسود أهل مصر قلت يزيد بن أبي حبيب قال فمن
العرب أم من الموالي قلت من الموالي قال فمن يسود أهل الشام
قلت مكحول قال فمن العرب أم من الموالي قلت من الموالي عبد
تولى عتقه امرأة من هذيل قال فمن يسود أهل الجزيرة قلت ميمون
بن مهران قال فمن العرب أم من الموالي قلت من الموالي قال فمن
يسود أهل خراسان قلت الضحاك بن مزاحم قال فمن العرب أم من
الموالي قلت بل من الموالي
(1/388)
قال فمن يسود أهل البصرة قلت الحسن بن أبي
الحسن قال فمن العرب أم من الموالي قلت من الموالي قال ويلك
فمن يسود أهل الكوفة قلت إبراهيم النخعي قال فمن العرب أم من
الموالي قلت من العرب قال ويحك يا زهري فرجت عني والله ليسودن
الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها قال
قلت يا أمير المؤمنين إنما هو أمر الله ودينه من حفظه ساد ومن
ضيعه سقط انتهى وقولنا وكن بالإخوة 000إلى آخره هذا إشارة إلى
نوع عده الحافظ جعله النووي الثالث والأربعين معرفة الإخوة قال
هو أحد معارفهم أفراده بالتصنيف علي بن المديني ثم النسائي ثم
السراج وغيرهم مثال الأخوين في الصحابة عمر وزيد ابنا الخطاب
وعبدالله وعتبة ابنا مسعود ومن التابعين عمرو وأرقم ابنا
شرحبيل ومثال الثلاثة في الصحابة علي وجعفر وعقيل بنو أبي طالب
وسهل وعثمان وعباد بنو حنيف ثم ذكر مثال الخمسة والستة والسبعة
وزاد السيوطي
(1/389)
مثال الثمانية والعشرة أولاد العباس بن
عبدالمطلب وأما الأخوات فقال النووي في التابعين اثنتين فقط
وهي كثيرة لمن تتبع.
[مسألة في آداب الشيخ والطالب:]
(184) كذاك آداب شيوخ العلم ...
وطالب العلم وسن الفهم
إشارة إلى قول الحافظ ومن المهم أيضا معرفة آداب الشيخ والطالب
وسن التحمل والأداء انتهى ولذا قلنا:
(185) للحمل عنه والأدا ولتعرف ...
.....................
قال الحافظ إنه يشترك الشيخ والطالب في تصحيح النية والتطهر من
أعراض الدنيا قلت أما هذا فعام لكل علم لحديث من تعلم علما مما
ينبغي به وجه الله لا يتعلمه إل ليصيب به عرضا من الدنيا لم
يجد عرف الجنة أخرجه القاضي عياض في الإلماع قال الحافظ وتحسين
الخلق
(1/390)
وينفرد الشيخ بأن يسمع إذا يسمع احتيج إليه
ولا يحدث ببلد فيه من هو أولى منه بل يرشد إليه ولا يترك إسماع
أحد لنية فاسدة وأن يتطهر ويجلس بوقار ولا يحدث قائما ولا عجلا
ولا في الطريق إلا إن اضطر إلى ذلك وأن يمسك عن التحديث إذا
خشي التغير أو النسيان لمرض أو هرم وإذا اتخذ مجلس الإملاء أن
يكون له مستمل يقظ وينفرد الطالب بأن يوقر الشيخ ولا يضجره
ويرشد غيره لما يسمعه ولا يدع الاستفادة لحياء أو تكبر ويكتب
ما سمعه تاما ويعتني بالتقييد والضبط ويذاكر بمحفوظه ليرسخ في
ذهنه انتهى وقال النووي وقريب منه لابن الصلاح علم الحديث شريف
يناسب مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم وهو من علوم الآخرة من حرمه
حرم خيرا عظيما ومن رزقه نال فضلا جسيما ثم ذكر قريبا من كرم
الحافظ السابق وقولنا وسن الفهم للحمل إلمام بقول الحافظ ومن
المهم أيضا معرفة سن التحمل والأداء والأصح اعتبار سن التحمل
بالتمييز هذا في السماع وقد جرت عادة المحدثين بإحضارهم
الأطفال مجالس الحديث ويكتبون لهم أنهم حضروا ولابد في مثل ذلك
من إجازة المسمع والأصح في سن الطالب بنفسه أن يتأهل لذلك ويصح
تحمل الكافر أيضا إذا أداه بعد الإسلام وكذا الفاسق من باب
الأولى إذا أداه بعد توبته وثبوت عدالته وأما حالة الأداء فقد
تقدم أنه لا اختصاص لها بزمن معين بل بعد الاحتياج والتأهل
لذلك وهو مختلف
(1/391)
باختلاف الأشخاص انتهى وقد وسع النووي في
آداب الشيخ والطالب بما يطول.
[مسألة في كتابة الحديث:]
أفادها قولنا:
.......................... ...
كتب الحديث مثل كتب المصحف
كتب المصحف فإنه مصدر كتب وذلك بأن يكتب الحديث مبينا موضحا
ومفسرا يشكل المشكل منه وينقطه كذا قال الحافظ وغير هذا مما
استوفى في المطولات واستوفيناه في شرح التنقيح.
[مسألة السماع والإسماع والعرض
وغير ذلك:]
مما يشمله قولنا:
(186) ثم سماع ما ترى سماعه ...
وعرضه إن شئت واستماعه
(187) ورحلة الطالبة والتصنيفا ...
على المسانيد أو التأليفا
(188) فيه على الأبواب أو على
العلل ... وإن يشأ تأليف الاطراف فعل
هذه الثلاثة الأبيات إشارة إلى خمسة أنواع من أنواع علوم
الحديث
(1/392)
قال الحافظ وصفه عرضه أي ومن المهم معرفة
صفة عرضه وهذا أولها وهو مقابلته مع الشيخ المسمع أو مع ثقة
غيره أو مع نفسه شيئا فشيئا والثاني صفة إسماعه أي الطالب بأن
لا يتشاغل بنسخ أو حديث أو نعاس والثالث صفة استماعه أي الشيخ
كذلك أي بأن لا يتشاغل إلى آخره وأن يكون ذلك من أصله الذي سمع
منه أو من فرع قوبل على أصله فإن تعذر فليجبره بالإجازة لما
خالف إن خالف والرابع صفة الرحلة فيه قال الحافظ حيث يبتدي
بحديث أهل بلده فيستوعبه ثم يرحل فيحصل في الرحلة ما ليس عنده
ويكون اعتناؤه بتكثير المسموع أولى من اعتنائه بكثرة الشيوخ
والخامس صفة تصنيفه وهو على أربعة أنواع إليها الحافظ كلها
الأول على المسانيد بان يجمع مسند كل صحابي على حدة فإن شاء
رتبه على سوابقهم وإن شاء رتبه على حروف المعجم وهو أسهل
تناولا قال السيوطي قال الدارقطني أول من صنف مسندا نعيم بن
حماد النووي فيجمع في ترجمة كل صحابي ما عنده من حديثه صحيحه
وضعيفه وعلى هذا له أن يرتبه على الحروف أو على القبائل فيبدأ
ببني هاشم ثم الأقرب فالأقرب نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم أو على السوابق فالعشرة ثم أهل بدر ثم الحديبية ثم
المهاجرين ثم أصاغر الصحابة ثم النساء
(1/393)
قال الحافظ في الثاني أو على الأبواب
الفقهية أو غيرها بأن يجمع في كل باب ما ورد فيه مما يدل على
حكمه إثباتا ونفيا والأولى أن يقتصر على ما صح أو حسن فإن جمع
فليبين علة الضعيف وأشار إلى الثالث بقوله أو تصنيفه على العلل
فيذكر المتن وطرقه وبيان اختلاف نقلته والأحسن أن يرتبها على
الأبواب ليسهل تناولها قال النووي ومن أحسنه أي التصنيف تصنيفه
معللا بأن يجمع في كل حديث أو باب طرقه واختلاف رواته الرابع
قال الحافظ أو يجمعه على الأطراف فيذكر طرف الحديث الدال على
بقيته ويجمع أسانيده إما مستوعبا وإما مقيدا بكتب مخصوصة وقد
أشرنا في الأبيات إلى الأربعة المذكورة.
[مسألة في معرفة أسباب الحديث:]
(189) ويعرف الأسباب للحديث ...
فإنه عون على التحديث
(1/394)
(190) وغالب
الأنواع فيها ألفوا ... والكل نقل ظاهر معرف
(191) ليس بمحتاج إلى التمثيل ...
ولا إلى التكثير والتطويل
يقيد معنى قول الحافظ ومن المهم معرفة سبب الحديث وقد صنف فيه
بعض شيوخ القاضي أبي يعلى الحنبلي العكبري وقد ذكر الشيخ تقي
الدين بن دقيق العيد أن بعض أهل عصره شرع في جمع ذلك وكأنه ما
رأى تصنيف العكبري المذكور وصنفوا في غالب هذه الأنواع كما
أشرنا إليه غالبا وهي أي هذه الأنواع المذكورة في هذه الخاتمة
نقل محض ظاهرة التعريف مستغنية عن التمثيل فليراجع لها
مبسوطاتها ليحصل الوقوف على حقائقها والله تعالى الموفق
والهادي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب وحسبنا الله ونعم
الوكيل والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله
وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا طيبا انتهى آخر النخبة متنا
وشرحا وقد تضمنها النظم وشرحه مع زيادات وهاهنا نكتة ساقها
السيوطي بسنده إلى البخاري وقد ذكرها القاضي عياض وأنا أنقل
لفظ القاضي وهوأنه قصد البخاري من يريد أخذ الحديث عنه فقال له
البخاري يا بني لا تدخل في أمر إلا بعد معرفة حدوده والوقوف
على مقاديره فقلت عرفني رحمك الله حدود ماق صدتك له ومقادير ما
سألتك عنه فقال لي اعلم أن الرجل لا يصير محدثا كاملا في حديثه
إلا بعد أن يكتب أربعا مع أربع مثل أربع عند أربع بأربع
(1/395)
على أربع عن أربع لأربع وكل هذه الرباعيات
لا تتم إلا بأربع مع أربع فإذا تمت له كلها هانت عليه أربع
وابتلى بأربع فإذا صبر على ذلك أكرمه الله في الدنيا بأربع
وأثابه في الآخرة بأربع قلت له فسر لي رحمك الله ما ذكرت من
أحوال هذه الرباعيات من قلب صاف بشرح كاف وبيان شاف طلبا للأجر
الوافي قال نعم أما الأربعة التي يحتاج إلى كتبها فهي أخيار
الرسول وشرائعه والصحابة ومقاديرهم والتابعين وأحوالهم وسائر
العلماء وتواريخهم مع أسماء رجالها وكناهم وأمكنتهم وأزمنتهم
كالتحميد مع الخطب والدعاء مع الترسل والبسملة مع السور
والتكبير مع الصلوات مثل المسندات والمرسلات والموقوفات
والمقطوعات في صغره وفي إدراكه وفي كهولته وشبابه وعند فراغه
وعند شغله وعند فقره وعند غناه بالجبال والبحار والبلدان
والبراري على الأحجار والأصداف والجلود والأكتاف إلى الوقت
الذي يمكنه نقلها إلى الأوراق عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن
هو دونه وعن كتاب أبيه تيقن أنه بخط أبيه دون غيره لوجه الله
طالبا لمرضاته والعمل بما وافق كتاب الله منها ونشرها بين
طالبيها ومحبيها والتأليف في إحياء ذكره بعده ثم لا تتم هذه
الأشياء إلا بأربع التي هي من كسب العبد أعني معرفة الكتابة
واللغة والصرف والنحو مع أربع التي هي من عطاء الله أعني
القدرة والصحة والحرص والحفظ فإذا تمت هذه الأشياء هان عليه
أربع الأهل والولد والمال والوطن
(1/396)
وابتلي بأربع شماتة الأعداء وملامة
الأصدقاء وطعن الجهلاء وحسد العلماء فإذا صبر على هذه المحن
أكرمه الله في الدنيا بأربع بعز القناعة وبهيبة اليقين وبلذة
العلم وحياة الأبد وأثابه في الآخرة بأربع بالشفاعة لمن أراد
من إخوانه وبظل العرش حيث لا ظل إلا ظله ويسقي من أراد من حوض
نبيه وبجوار النبيين في أعلى عليين في الجنة فقد أعلمتك يا بني
مجملا جميع ما كنت سمعته من مشائخي متفرقا فاقبل الآن على ما
قصدتني إليه أو دع انتهى من الإلماع بلفظه وإنما نقلناها ليعرف
طالب هذا الشأن أنه أمر عظيم وخطر خطير أجره كبير وتحصيله عسير
إلا لمن يسره من كل شيء عليه يسير وهو على كل شيء قدير.
وقولنا:
(192) والحمد لله على ما أنعما ...
علمنا ما لم نكن لنعلما
حمدا لله وثناءا على جزيل إفضاله بما علم مما لولاه لما علمنا
(1/397)
وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله قال
الله ممتنا على رسوله صلى الله عليه وسلم {وَعَلَّمَكَ مَا
لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ
عَظِيمًا} وقال تعالى {وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ
وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا} وقال {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ
كُلَّهَا} وقالت الملائكة {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا
عَلَّمْتَنَا} فكل علم وتعليم فهو من الله قال في الكتابة
{أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ} وقال
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ}.
وقولنا:
(193) أحمده فلم يزل إلينا ...
مواصلا إفضاله علينا
بيناه بقولنا:
(194) علمني وكنت قبل جاهلا ...
طوقني منه وكنت عاطلا
قال الله تعالى {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ
أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ
السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ} وهذا تحدث بنعم الله قال تعالى {وَأَمَّا
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} وقال صلى الله عليه وسلم (أنا
سيد ولد آدم ولا فخر وقال سليمان نبي الله {عُلِّمْنَا
مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا
(1/398)
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ
الْفَضْلُ الْمُبِينُ} وقال نبي الله يوسف الصديق {رَبِّ قَدْ
آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ
الْأَحَادِيثِ} إلى قوله {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي
بِالصَّالِحِينَ} ويأتي من الآثار عن السلف في شرح البيت
الثاني ما يزيد هذا بيانا فلذا قلنا اعترافا لله بعطاياه وشكرا
لما أسداه ما لا تحصيه الأقلام ولا الأفواه
(195) كنت فقيرا فأتاني بالغنا ...
أغنى وأقنى فله كل الثنا
قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم {وَوَجَدَكَ عَائِلًا
فَأَغْنَى} أخرج البيهقي عن الحسن قال أكثروا ذكر هذه النعم
فإن ذكرها شكرها وأخرج أيضا عن أبي الحواري قال جلس فضيل بن
عياض وسفيان بن عيينة ليلة إلى الصباح يتذكران النعم أنعم الله
علينا في كذا أنعم الله علينا في كذا وأخرج الطبراني عن أبي
الأسود الديلي وزاذان الكندي قالا قلنا لعلي حدثنا عن أصحابك
فذكر مناقبهم قلنا فحدثنا عن نفسك قال مهلا نهى الله عن
التزكية قال له رجل فإن الله يقول {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ فَحَدِّثْ} قال فإني أحدث بنعمة ربي "كنت والله إذا
سئلت أعطيت وإذا سكت ابتديت
(196) وكنت فردا فأتاني بالولد ...
أسأله صلاحهم إلى الأبد
خصصنا هذه الهبة لأن إبراهيم الخليل كان
(1/399)
يطلب الولد فقال {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ
الصَّالِحِينَ} قال الله تعالى {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ
حَلِيمٍ} وقال {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى
الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ} وقال زكريا {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي
الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} الآية وقال
تعالى عن آدم وحواء {لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ
مِنَ الشَّاكِرِينَ} وبشر الله مريم البتول بالولد {إِنَّ
اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ}
الآية والولد الصالح أحد ما بقي للميت يجري له أجره بعد وفاته
وسؤال صلاحهم اقتداء بما حكاه الله من قول عباد الرحمن {هَبْ
لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}
وقوله حاكيا عمن بلغ أشده وبلغ أربعين سنة أنه قال {وَأَصْلِحْ
لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ} وغير ذلك وقوله إلى الأبد
سؤال لصلاح من تناسل وأدمج فيه سؤال أن لا ينقطع نسله.
وقولنا:
(197) علمني سنة خير الرسل ...
المصطفى أصلي وأصل نسلي
(1/400)
.
فيه اعترف بنعمتين عظيمتين يقصر عن شكرهما كل لسان ويعترف
بشرفهما الثقلان الإنس والجان الأولى تعلم السنة النبوية وهذا
تخصيص لها بعد التعميم بقولنا علمني وكنت قبل جاهلا وقولنا
علمنا ما لم نكن لنعلم وذلك لشرفها على كل علم فإنها الوحيان
فالقرآن داخل في سنة خير المرسلين لأن السنة الطريقة والطريق
التي أتى بها صلى الله عليه وسلم وهدى إليها هي طريق كتاب الله
وسنته صلى الله عليه وسلم وإن كان لفظ السنة إذا أطلق يتبادر
منه أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وغيرها
والسنة النبوية هذه أحد الوحيين فإنه تعالى قال {وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}
واعلم أن الله وله الحمد والثنا في الآخرة والأولى من علي أعظم
منة وهداني إلى علم السنة وفطرني فطرة على محبتها والارتداء
بحلتها والإتباع لنحلتها والاستيطان لمحلتها والتفيؤ في ظلها
الظليل والإيثار لأقوالها على جميع الأقاويل والميل بالكلية
إليها وحث العباد بكل ممكن عليها مع أن الأوطان التي نشأت بها
ودرجت والربوع التي حللت بها وولجت والأرض التي هي أول أرض مس
جلدي ترابها ليس لهذا الفن فيها ذكر ولا لطائره فيها وكر ولا
لكتبه بها طي ولا نشر وقد أغلق عن ذكره كل باب فلا يفتح فيها
له كتاب ولا يخوض في بحره ذوو الأباب ولما جبلت على حبه ولم
أجد مساعدا ولا معينا ولا عاضدا بل وجدت بعضهم عدوا وحاسدا
وسمت قول من قال
(1/401)
إن علم الحديث علم رجال ... تركوا الابتداع
للإتباع
فإذا جن ليلهم كتبوه ... وإذا أصبحوا غدوا للسماع
قلت:
قد أردنا السماع لكن فقدنا ... من يفيد الأسماع بالإسماع
فرجعنا إلى الوجادة لما ... لم نجد عارفا به في البقاع
فلسان الكتاب يملي وعنه ... يتلقى سراً لسان اليراع
ثم قبض الله بعد ذلك الأخذ عن أفواه الشيوخ لبعض كتب السنة
والإجازة لنا فيها لما رحلنا إلى مكة المشرفة ثم شرعنا في نشر
ذلك والدعاء إليه من سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف فشن علينا
غارات الملامات أقوام وسعوا بنا إلى خلفية عصرنا الإمام
المتوكل على الله القاسم بن الحسين رحمه الله بأنا خالفنا
المذهب وكان منه الإرسال إلينا والعتب علينا ثم سد سمعه عن
اللائمين وأعرض عن خوض الخائضين ومازال اللوم من كل من درج ودب
ونحن صابرون وعلى ربنا متوكلون ومتكلون وفوضت إلى الله الأمر
وعذت به من شر كل ذي شر فكفانا وله الحمد وكلانا وكل بلاء حسن
أبلانا كما قلنا
(1/402)
(198) وذاد عني
كيد كل كائد ... ورد شر كل شر قاصد
فإنها ما زالت عقارب ذوي الشر تدب وأفاعي مكائدهم تثب تارة
بالهجاء بالأشعار وتارة بالتهديد بالقتل وإلهاب كل نار ففي سنة
خمس وخمسين ومائة وألف وكنا ندرس في التفسير في جامع صنعاء
الكبير ونمزجه بالوعظ والتذكير والدعاء إلى سنة البشير النذير
وكان الإملاء على الكرسي وبحضرة جم غفير من أعيان العلماء
والكبراء وكل كبير وصغير فترسل علينا جماعة وأبلغوا إلى خليفة
عصرنا المنصور بالله الحسين بن القاسم المتوكل على الله رحمهما
الله تعالى تلك الرسالات وطلبنا إلى حضرته وأمدنا الله وله
الحمد بنصرته حتى تبين للخليفة خطأ المترسلين فمزق إحداهما
بيده وأمرني بالجواب على الأخرى وأجبنا برسالة سميناها السهم
الصائب في نحر القول الكاذب وآخر المكائد وأعظمها في سنة ستة
وستين ومائة وألف وكنت أخطب في جامع صنعاء من ستة إحدى وخمسين
ومائة وألف فتجمع أعيان من الكبراء وبيت الملك وممن ساعدهم
وقصدوا إزهاق روح الخطيب واشتعلت نار الفتنة وعظمت فألهم الله
المدافع عن الذين آمنوا أن ألقى في قلب خليفة عصرنا المهدي
(1/403)
لدين الله العباس بن المنصور بالله أصلح
الله له وبه أمور الجمهور إيداع الخطيب وجماعة من آل الإمام
السجن فسكنت تلك النار وأطفئت شرر الأشرار وما قلته في السجن
تحدثا بالنعمة:
شكر لربي دائما ... أبدا وحمدا
شكرا لما لا أستطي ... ع لعشره حصرا وعدا
جاء العدا وتجمعوا ... لأذيتي بغيا وحسدا
وأرادوا الأمر العظي ... ـم جهالة منهم وحقدا
سفك الدم المعصوم بال ... إيمان عدوانا وعمدا
فكفى إلهي شرهم فله ... الثنا ما عشت يهدا
يا أيها الإخوان إني ... ما أتيت بخطبتي إمرا وإدا
لم أنه إلا عن مخالفة ... الرسول وآله العالين جدا
فهم النجوم لمهتد ... وهم الرجوم لمن تعدا
ونهيت عن جمع الصلا ... ة بخارج الأوقات عمدا
ونهيت عن بدع القبور ... ونداء من قد حل لحدا
وعن النجوم وإن فيـ ... ها عندهم نحسا وسعدا
قل للمنجم ما الذي ... تغني النجوم إذا تردا
عرفتكم سنن الهدى ... وأبنتها رسما وحدا
وعلى المنابر والكرا ... سي لم أدع للنصح جهدا
(1/404)
أملي الكتاب وسنة الـ ... مختار تفصيلا
وسردا
ومفسرا لكلام ربـ ... ـي من به البلغاء تحدا
أبرزت فيه نفائسا ... أوضحتها حلا وعقدا
ومزجته بالوعظ حتـ ... ـى لان قلب كان صلدا
ومبلغا عن أحمد ... خير الورى علما وزهدا
حتى ملأت بسنة الـ ... مختار أغوارا ونجدا
تبع السعيد طريقتي ... فنجا ونال هدى ورشدا
كان الحديث بأرضكم ... مستغربا والله جدا
حتى نشرت فنونه ... وجلوت منه ما تصدا
فلدرسه ولأخذه ... من بعدنا كل تصدا
وتنافس الكبراء في ... كتب الحديث هوى ووجدا
هذا بتنسيخ وذا ... بشرائها بالمال نقدا
ما قلت ذا فخرا ولا ... أرجو بنشر العلم جدا
بل قلته متحدثا ... بنعيم من أعطى وأجدا
رب السماوات العلا ... من كلنا آتيه فردا
بالله قل لي يا عذول ... علام تعذلني مجدا
أعلى الرسول وحبه ... وهدايتي حراً وعبدا
أم لم نشرت حديثه ... وعلى سواه طويت بردا
أم لم نهيت عن القبائـ ... ـح من بها جهلا تردا
أم لم أزهد في الدنا ... وأصد عنها الناس صدا
أم لم نهيت عن ابتدا ... ع هد ركن الدين هدا
(1/405)
لم كيف شئت فقد سددت ... مسامعي عن ذاك سدا
كافوا بترك ملامتي ... إن لم يكن شكرا وحمدا
من لامني من بعد ذا ... كافيته عكسا وطردا
بيني وبين عواذلي ... إتياني الرحمن وفدا
ومساق من هو مجرم ... لجهنم والله وردا
فلديه يجتمع الخصو ... م وكل خاف فيه يبدا
وهناك ألقى أحمد الـ ... مختار أوفى الخلق عهدا
فأبث شكوى ما لقيـ ... ـت لأجله ممن تعدا
صلى الإله على الرسول ... وآله الزاكين مجدا
ما صافحت نسمات ... نجد في الربا وردا ورندا
والثانية الاتصال نسبا بأشرف من أخرجه الله إلى الدنيا وأفضل
من أسرى به على البراق إلى السموات العلى فالاتصال به منة تقصر
عنها المنن ونعمة يعرف قدرها كل من كان من أهل الفطن فأخرج
الطبراني في الكبير والحاكم وصححه والبيهقي عن عمر بن الخطاب
مرفوعا كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي
(1/406)
وأخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس
مرفوعا وأخرج أحمد والحاكم من حديث المسور مرفوعا فاطمة بضعة
مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها فإن الأنساب تنقطع يوم
القيامة غير نسبي وسببي وصهري وشرف الاتصال به صلى الله عليه
وسلم أمر لا يجهله أحد من العباد ويقر بشرفه أهل الأغوار
والأنجاد وقولنا
(199) والمرتضى جدي ولي في مدحه
... نظم بديع قد أتى بشرحه
إخبار بمبدأ سبب الاتصال بالنسب النبوي والمرتضى لقب لعلي عليه
السلام مشهور يقال محمد المصطفى وعلي المرتضى وإنما كان أولاده
أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخرجه الطبراني في
الكبير عن جابر بن عبدالله مرفوعا إن الله جعل ذرية كل نبي في
صلبه وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب وأخرجه أيضا الخطيب من
حديث ابن عباس وثبتت تسميته صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين
بأنهما ابناه في روايات صحيحة ومنها في الحسن إن ابني هذا سيد
الحديث وثبت أنهما دخلا مسجده وهو على منبره فنزل وحملهما وتلا
قوله تعالى {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}
(1/407)
وقولنا ولي في مدحه000 إلى آخره إشارة إلى
الأبيات التي مدحنا بها أمير المؤمنين عليه السلام المسماة
بالتحفة العلوية وشرحناها بالروضة الندية وتسمى أيضا بالنفحة
المسكية وقولنا
(200) بيني وبين الحاسد المعاد ...
والمصطفى والمرتضى أشهاد
تفويض إلى عالم السرائر والمطلع على الضمائر ولذا قلنا
(201) فإنها تبلى به السرائر ...
ويبرز المكنون والضمائر
فإنه قد رمانا الباغض بالنصب ومخالفة أهل البيت بكل حجر ومدر
أمكنه
(202) ثم صلاة الله والسلام ...
على الذي للأنبيا ختام
هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فإنه ليس للأنبياء ختام
وخاتم سواه قال الله تعالى (وخاتم النبين) ووقع إجماع الأمة
أنه لا نبي بعده كما وردت به النصوص النبوية فالتعبير عنه بما
ذكرنا مغن عن التصريح باسمه قولنا
(203) وآله وأسال الرحمانا ... حسن
ختام يدخل الجنانا
عطف على الذي فالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وعلى آله هي
التي ورد بها حديث التعليم في الصحيحين وغيرهما فمن يصلي عليه
صلى الله عليه وسلم دون آله كما
(1/408)
هو واقع في كتب كثيرة من كتب الحديث وعند
إملاء الكثير من العلماء ليس هو المأمور به ولا الذي علمه صلى
الله عليه وسلم أصحابه لما قالوا له كيف نصلي عليك بل حذف الآل
بدعة ومخالفة لأمره صلى الله عليه وسلم حيث قال قولوا اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد الحديث وقد اعتذرنا للمحدثين في حواشي
شرح العمدة بما نرجو أنه مرادهم وأما المتأخرون فلا أجد لهم
عذرا من علماء الحرمين ومصر والشام وغيرها فإن الخطباء
والمحدثين لا يصلون عليه صلى الله عليه وسلم الصلاة التي أمر
بها ولا تجد أحدا يصليها منهم ولا ناصحا يناصحهم بل قد دخل
الغش في الأديان من كل عالم في كل مكان ولذا أقول من أبيات:
فقد غش في الأديان من كان عالما ... وصوب من أخطا الصواب وسلما
وقد أخذ الرحمن جل جلاله ... على من حوى علم الرسول وعلما
بنصح جميع الخلق فيما ينوبهم ... ولا سيما فيما أحل وحرما
فناصح بني الدنيا بترك ابتداعهم ... فقد صيروا نور الشريعة
مظلما
وقد فتحوا باب العداوت بينهم ... على بدع كل بها قد تحكما
فجانب مهاوي الابتداع متابعا ... لما سنه المختار فيها مسلما
فما الحق إلا ما أتى عن محمد ... فصلى عليه الله عز وسلما
وصل على الآل الكرام فإنه ... بهم قد أتانا في الصلاة معلما
كما قد روى الشيخان هذا وصححا ... فتابع في هذا البخاري ومسلما
وقد حذفوا في اللفظ والخط آله ... فهل نسخوا ما في الصحيحين
محكما
(1/409)
والحمد لله رب العالمين حمدا يدوم بدوام
الله على جمع نعم الله عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته ورضا
نفسه وصلاته وسلامه على رسوله المختار وعلى آله الأطهار كلما
ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وسبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال المؤلف حفظه الله وأمتع بحياته وبارك في أيامه وأوقاته ما
لفظه انتهى ما أردت شرحه من نظم نخبة الفكر صباح الأربعاء سابع
عشر شهر رجب سنة ثلاثة وسبعين ومائة وألف.
(1/410)
|