اقتضاء العلم العمل ط. المعارف ص -64-
باب ذم طلب العلم للمباهاة به والمماراة فيه ونيل الأغراض وأخذ الأعواض
عليه
100- أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأ أبو سهل أحمد ابن محمد بن عبد
الله بن زياد القطان ثنا محمد ابن غالب بن حرب ثنا بشر بن عبيد الدارسي
ثنا محمد بن سليم عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن ابن يزيد عن أبيه عن
حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف وجوه
الناس فله من علمه النار".
101- أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال: أنبأ أبو بحر
محمد بن الحسن بن كوثر ثنا محمد بن يونس ثنا أبو يوسف يعقوب بن القاسم
الطلحي ثنا عثمان بن مطر ثنا أبو هاشم الرمائي ما عن أنس بن مالك قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
100- إسناده ضعيف جدا، وآفته الدراسي هذا، قال ابن عدي: "منكر الحديث
عن الأئمة، بيّن الضعف جدا". وكذّبه الأزدي.
101- إسناده ضعيف من أجل عثمان بن مطر، قال الذهبي في "الضعفاء":
"ضعّفوه".
ص -65-
"من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه
الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار".
102- أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق قال: أنا أبو عمر الزاهد
محمد بن عبد الواحد فال ثنا أحمد بن زياد البزاز ثنا سريج بن النعمان
ثنا فليح يعني ابن سليمان عن أبي طوالة عن سعيد بن يسار عن أبي هريره
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من تعلم علما يبتغى يعني
به وجه الله لا يتعلمه لا إلا ليصيب أن به عرضا من الدنيا لم يجد عرف
الجنة يوم القيامة يعني ريحها".
103- أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران
القرشي قال: أنبأ أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وأنبأ علي
بن المحسن التنوخي قال: ثنا عبد الله ابن أحمد بن ماهبرذ على الأصبهاني
قال: عبد الله حدثنا، وقال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
102- حديث صحيح. وقد أخرجه أحمد 2-338: ثنا يونس وسريج بن النعمان
قالا: ثنا فليح به/ وأخرجه أبو داود وابن ماجه وابن حبان 89- موارد،
والحاكم وابن عبد البر في "الجامع 1- 190، من طرف عن فليح به. وقال
الحاكم: "صحيح على شرط البخاري ومسلم" ووافقه الذهبي وهو كما قالوا،
غير أن فليحا وإن احتج به الشيخان ففي حفظه ضعف، لمنه قد توبع عند ابن
عبد البر، مع شاهد الذي قبله عن أنس، وله شواهد أخرى في "الترغيب" 1-
68،.
ص -66-
الزهري: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن شابور ثنا أبو نعيم الحلبي ثنا
مخلد بن الحسين قال: حدثنا هشام بن حسان قال: سمعت الحسن يقول: "من طلب
العلم ابتغاء الآخرة أدركها ومن طلب العلم ابتغاء الدنيا فهو حظه منه
وقال: الزهري فذاك حظه منها".
104- أخبرني أبو محمد الحسن بن أحمد الحربي الخطيب قال: أنا أحمد بن
جعفر بن حمدان أن العباس بن يوسف الشكلي حدثهم ثنا محمد بن ماهان ثنا
محمد بن يزيد بن خنيس قال: سمعت وهيب بن الورد يقول: ضرب مثل عالم
السوء فقيل: "مثل العالم السوء كمثل حجر دفع في ساقية فلا هو يشرب من
الماء ولا هو يخلي عن الماء فيحيي به الشجر ولو أن علماء السوء نصحوا
الله في عباده فقالوا: يا عباد الله اسمعوا ما نخبركم به عن نبيكم
وصالح سلفكم فاعملوا به ولا تنظروا إلى أعمالنا هذه الفشلة الله فإنا
قوم مفتونون كان* قد نصحوا الله** في عباده ولكنهم يريدون أن يدعوا
عباد الله إلى أعمالهم القبيحة فيدخلوا معهم فيها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في أ "كانوا".
** في نسخة الأصل: "الله".
ص -67-
105- أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الإيادي ثنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري ثنا عثمان بن علي ثنا عبد الرحمن بن
الشامي ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: سمعت ابن عيينة يقول قال: عيسى
عليه السلام: "يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم والآخرة تحت
أقدامكم قولكم شفاء وعملكم داء مثلكم مثل شجرة الدفلي قال: تعجب من
رآها وتقتل من أكلها".
106- أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أنبأ محمد بن عمران بن موسى
المرزباني ثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي ثنا محمد بن القاسم بن خلاد
ثنا عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه عن وهب بن منبه أن عيسى بن مريم
عليه السلام قال: "ويلكم يا عبيد الدنيا ماذا يغني عن الأعمى سعة نور
الشمس وهو لا يبصرها عن كذلك لا يغني عن العالم كثرة علمه إذا لم يعمل
به ما أكثر أثمار الشجر وليس كلها ينفع ولا يؤكل وما أكثر العلماء وليس
كلكم ينتفع بما علم فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم لباس
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدفلي: شجر من أخضر حسن المنظر دائم الأزهار. يكثر في الأودية.
ص -68-
الصوف
منكسين رؤوسهم إلى الأرض يطرفون من تحت حواجبهم كما ترمق الذباب قولهم
مخالف فعلهم من يجتني من الشوك العنب ومن الحنظل التين كذلك لا يثمر
قول العالم الكذاب إلا زورا إن البعير إذا لم يوثقه صاحبه في البريه
نزع إلى وطنه وأصله وان العلم إذا لم يعمل به صاحبه خرج من صدره وتخلى
منه وعطله وإن الزرع لا يصلح إلا بالماء والتراب كذلك لا يصلح الإيمان
إلا بالعلم والعمل ويلكم يا عبيد الدنيا إن لكل شيء علامة يعرف بها
وتشهد له أو عليه وإن للدين ثلاث علامات يعرف بهن الإيمان والعلم
والعمل. |