اقتضاء العلم العمل (ط. المكتب الإسلامي،
الرابعة) بَابُ ذَمِّ طَلَبِ الْعِلْمِ
لِلْمُبَاهَاةِ بِهِ، وَللْمُمَارَاةِ فِيهِ وَنَيْلِ الْأَغْرَاضِ،
وَأَخْذِ الْأَعْوَاضِ عَلَيْهِ
(1/64)
100 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ
بْنِ حَرْبٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ الدَّارِسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ طَلَبَ
الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ
السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ، فَلَهُ مِنْ عِلْمِهِ
النَّارُ»
(1/64)
101 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّاهِرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَحْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ،
ثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّلْحِيُّ، ثنا
عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا أَبُو هَاشِمٍ الرِّمَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ،
أَوْ يُكَاثِرَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ
النَّاسِ إِلَيْهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»
(1/65)
102 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَنَا أَبُو عُمَرَ
الزَّاهِدُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ
بْنُ زِيَادٍ الْبَزَّارُ، ثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا
فُلَيْحُ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا
يُبْتَغَى» يَعْنِي: بِهِ وَجْهَ اللَّهِ «لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا
لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرَفَ الْجَنَّةِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ» يَعْنِي رِيحَهَا "
(1/65)
103 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
بِشْرَانَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وأَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ
الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ مَاهِبَزْدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
حَدَّثَنَا، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ شَابُورَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، ثنا مَخْلَدُ
بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ ابْتِغَاءَ
الْآخِرَةَ أَدْرَكَهَا وَمَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ ابْتِغَاءَ الدُّنْيَا
فَهُوَ حَظَّهُ مِنْهُ» وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: فَذَاكَ حَظُّهُ مِنْهَا
(1/66)
104 - أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرْبِيُّ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ
يُوسُفَ الشَّكَلِيَّ، حَدَّثَهُمْ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَاهَانَ، نا
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ [ص:67]، قَالَ: سَمِعْتُ
وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ، يَقُولُ: " ضُرِبَ مَثَلُ عَالِمِ السُّوءِ
فَقِيلَ: مَثَلُ الْعَالِمِ السُّوءِ كَمَثَلِ حَجَرٍ وُقِعَ فِي
سَاقِيَةٍ، فَلَا هُوَ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ، وَلَا هُوَ يُخَلِّي
عَنِ الْمَاءِ فَيَحْيَى بِهِ الشَّجَرُ، وَلَوْ أَنَّ عُلَمَاءَ
السُّوءِ نَصَحُوا لِلَّهَ فِي عِبَادِهِ فَقَالُوا: يَا عِبَادَ
اللَّهِ اسْمَعُوا مَا نُخْبِرُكُمْ بِهِ عَنْ نَبِيِّكُمْ وَصَالِحِ
سَلَفِكُمْ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى أَعْمَالِنَا
هَذِهِ الْفَشِلَةِ فَإِنَّا قَوْمٌ مَفْتُونُونَ، كَانُوا قَدْ
نَصَحُوا للَّهِ فِي عِبَادِهِ وَلَكِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَدْعُوا
عِبَادَ اللَّهِ إِلَى أَعْمَالِهِمُ الْقَبِيحَةِ فَيَدْخُلُوا
مَعَهُمْ فِيهَا "
(1/66)
105 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْإِيَادِيُّ نا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْأَبْهَرِيُّ، ثنا
عُثْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الشَّامِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: «قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ
السَّلَامُ» : «يَا عُلَمَاءَ السُّوءِ جَعَلْتُمُ الدُّنْيَا عَلَى
رُؤُوسِكُمْ وَالْآخِرَةَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ، قَوْلُكُمْ شِفَاءٌ
وَعَمَلُكُمْ دَاءٌ مَثَلُكُمْ مِثْلُ شَجَرَةِ الدَّفْلِي تُعْجِبُ
مِنْ رَآهَا، وَتَقْتُلُ مَنْ أَكَلَهَا»
(1/67)
106 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ
الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى
الْمَرْزُبَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
الْمَكِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ خَلَّادٍ، نا عَبْدُ
الْغَفُورِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، «أَنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ» قَالَ:
" وَيْلُكُمْ يَا عَبِيدَ الدُّنْيَا، مَاذَا يُغْنِي عَنِ الْأَعْمَى
سَعَةُ نُورِ الشَّمْسِ، وَهُوَ لَا يُبْصِرُهَا كَذَلِكَ لَا يُغْنِي
عَنِ الْعَالِمِ كَثْرَةُ عِلْمِهِ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِهِ، مَا
أَكْثَرَ أَثْمَارَ الشَّجَرِ وَلَيْسَ كُلُّهَا يَنْفَعُ وَلَا
يُؤْكَلُ، وَمَا أَكْثَرَ الْعُلَمَاءُ وَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَنْتَفِعُ
بِمَا عَلِمَ فَاحْتَفِظُوا مِنَ الْعُلَمَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ
عَلَيْهِمْ لِبَاسُ الصُّوفِ مُنَكِّسِينَ رُؤُوسَهُمْ إِلَى الْأَرْضِ
يُطْرِفُونَ مِنْ تَحْتِ حَوَاجِبِهِمْ، كَمَا تَرْمُقُ الذُّبَابُ،
قَوْلُهُمْ مُخَالِفٌ فِعْلَهُمْ، مَنْ يَجْتَنِي مِنَ الشَّوْكِ
الْعِنَبَ وَمِنَ الْحَنْظَلِ التِّينَ؟، كَذَلِكَ لَا يُثْمِرُ قَوْلُ
الْعَالِمِ الْكَذَّابِ إِلَّا زُورًا، إِنَّ الْبَعِيرَ إِذَا لَمْ
يُوثِقْهُ صَاحِبُهُ فِي الْبَرِيَّةِ نَزَعَ إِلَى وَطَنِهِ
وَأَصْلِهِ، وَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِهِ صَاحِبُهُ
خَرَجَ مِنْ صَدْرِهِ، وَتَخَلَّى مِنْهُ، وَعَطَّلَهُ، وَإِنَّ
الزَّرْعَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِالْمَاءِ وَالتُّرَابِ، كَذَلِكَ لَا
يَصْلُحُ الْإِيمَانُ إِلَّا بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَيْلُكُمْ يَا
عَبِيدَ الدُّنْيَا: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ عَلَامَةً يُعْرَفُ بِهَا
وَتَشْهَدُ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ وَإِنَّ لِلدَّيْنِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ
يُعْرَفُ بِهِنَّ الْإِيمَانُ وَالْعِلْمُ وَالْعَمَلُ "
(1/68)
|