الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح رحمه الله تعالى النوع الخامس: معرفة
المتصل
ويقال فيه أيضا الموصول ومطلقه يقع على المرفوع والموقوف وهو
الذي اتصل إسناده فكأن1 كل واحد من رواته قد سمعه ممن فوقه حتى
ينتهي إلى منتهاه.
مثال المتصل المرفوع من الموطأ مالك عن ابن شهاب عن سالم بن
عبد الله عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومثال المتصل الموقوف مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر قوله
انتهى.
وشرطه أن يتصل إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى أحد
من الصحابة ولا يسمون ما اتصل بأقوال التابعي متصلا.
وقوله: ومطلقه يقع على المرفوع والموقوف أي بخلاف ما إذا قيد
المقطوع فإنه جائز وواقع في كلامهم كقولهم هذا متصل إلى سعيد
بن المسيب أو إلى الزهري أو إلى مالك ونحو ذلك.
__________
1 في ش وع: "فكأن" وضبطت النون هناك بالتشديد.
(1/138)
النوع السادس: معرفة
المرفوع
وهو ما أضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ولا يقع
مطلقه على غير ذلك نحو الموقوف على الصحابة وغيرهم ويدخل في
المرفوع المتصل والمنقطع والمرسل ونحوها.
فهو والمسند عند قوم سواء والانقطاع والاتصال يدخلان عليهما
جميعا1.
وعند قوم يفترقان في أن الانقطاع والاتصال يدخلان على المرفوع
ولا يقع المسند إلا على المتصل المضاف إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
وقال الحافظ أبو بكر بن ثابت المرفوع ما أخبر فيه الصحابي عن
قول الرسول صلى الله عليه وسلم او فعله فخصصه بالصحابة فخرج
عنه مرسل التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت ومن جعل من أهل الحديث المرفوع في مقابلة المرسل فقد عني
بالمرفوع المتصل انتهى
المشهور في المرفوع أنه ما أضيف إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قولا أو فعلا سواء أضافة صحابي أو تابعي أو راو بعدهما
سواء اتصل أم لا ويدخل فيه ما قاله المصنف والمعضل أيضا.
__________
1 في حاشية خط: "وفي كتاب "العلل" لابن المديني تسمية قول
الحسن البصري قال رسول الله عليه وسلم مرفوعا".
(1/139)
|