ألفية العراقي المسماة بـ: التبصرة والتذكرة في علوم الحديث ألفية الحافظ العراقي في علوم الحديث
مضبوطة بالشكل
ضبطها الشيخ ماهر ياسين فحل
(/)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
[مقدمة المحقق]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم.
وبعد:
فقد مَنَّ الله علينا بإكمال تحقيق كتاب " شرح التبصرة
والتذكرة " للإمام الحافظ العراقي، بعد أن بذلنا فيه جهداً
جهيداً، وعملاً طويلاً، حتى كنا نقف عند ضبط بعض الكلمات ساعات
طويلة، وأيام غير قليلةٍ، حتى خرج بحلة ترضي كل محبٍّ للسنة،
وقد عنينا عناية بالغة بضبط النص وتحقيقه على أفضل النسخ
الخطية، وقابلنا موارد الكتاب التي استقى منها المؤلف العراقي
- رحمه الله - وعنينا عناية خاصة بضبط أبيات الألفية فقابلنا
الكتاب على ثلاث نسخٍ خطية عتيقةٍ متقنةٍ زيادة على نسخ الشرح
الخطية، وكذلك النسخ المطبوعة للشرح، ثم قابلنا المتن على
النفائس إذ أن متن الألفية كان أحد الكتب التي أدخلت فيه،
وقابلنا المتن أيضاً على " فتح المغيث " - الطبعة العلمية -
والنص في كلا الكتابين فيه من التصحيف والتحريف والسقط
والزيادة ما لا يخفى على من يراجع كتابنا هذا. ومما سبق يُدرك
أنَّ متن الألفية لم يضبط ضبطاً جيداً فيما سبق لا في الشرح
ولا في غيره بل ولا في شروح الألفية الأخرى؛ لذا رأينا أن يفرد
المتن بالطبع فاستللناه من تحقيقنا للشرح، وأعدنا النظر فيه
خشية أن يخرج فيه ما يشينه من خطأ أو وهم، وقد أبقينا الفروق
كما هي كي يستفيد منها القارئ، وعلّقنا على بعض المواطن التي
تستوجب التعليق كي يزداد النفع بالكتاب.
وكانت النسخ التي اعتمدناها في تحقيق الشرح، وفي تحقيق متن
الألفية أيضاً تسع نسخ هي:
1 - مخطوطة متن الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم:
(8 / 2899 مجاميع) ورمزنا لها بالرمز (أ) .
2 - مخطوطة متن الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم:
(2818) ورمزنا لها بالرمز (ب) .
3 - مخطوطة متن الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم:
(1 / 2955 مجاميع) ورمزنا لها بالرمز (جـ) .
4 - مخطوطة شرح الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم:
(2490) ورمزنا لها بالرمز (ن) .
5 - مخطوطة شرح الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم:
(2889) ورمزنا لها بالرمز (ق) .
6 - مخطوطة شرح الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم:
(2951) ورمزنا لها بالرمز (ص) .
7 - مخطوطة شرح الألفية المحفوظة في مكتبة أوقاف بغداد برقم:
(3318) ورمزنا لها بالرمز (س) .
8 - مطبوع شرح الألفية المطبوعة بفاس سنة 1355 هـ ورمزنا لها
بالرمز (ف) .
9 - مطبوع شرح الألفية المطبوعة بدار الكتب العلمية ورمزنا لها
بالرمز (ع) .
ولم نفصّل الكلام عن هذه النسخ ولا صورها؛ لأننا قد أشبعنا
القول فيها من خلال تحقيقنا للكتاب الأصل " شرح التبصرة
والتذكرة " فلا داعي لإعادته وتكراره، وعلى هذا فنحن لم نذكر
مصادر لهذا الكتاب في الخاتمة كي لا يطول الكتاب ويخرج عن
مقصوده، وقد ذُكِرَت كل التفصيلات في الكتاب الأصل.
وبعد:
فهذا متن الألفية المسمى بـ: " التبصرة والتذكرة " نقدمه لمحبي
سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - السائرين على هديه،
الراجين شفاعته يوم القيامة، وقد خدمناه الخدمة التي توازي
تعلقنا بنبينا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد
بذلنا فيه ما وسعنا من جهد، ولم نبخل عليه بوقت ولا مال، ولقد
لمسنا من البركة فيهما، ما دعانا إلى الاستمرار في تحقيق ما
سوى هذا من الشروح والمتون، ونحن سائرون في هذه الطريق، راجين
منه جل ذكره العون والسداد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المحققان
(/)
[مقدمة المصنف]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
1 - يَقُوْلُ رَاجِي رَبّهِ المُقْتَدِرِ ... عَبْدُ الرَّحيمِ
بنُ الحُسيْنِ الأَثَريْ
2 - مِنْ بَعْدِ حَمْدِ اللهِ ذي الآلاءِ ... على امْتِنَانٍ
جَلَّ عَنْ إحْصَاءِ
3 - ثُمَّ صَلاَةٍ وسَلامٍ دَائِمِ ... على نَبِيِّ الخَيْرِ
ذِي المَرَاحِمِ
4 - فَهَذِهِ المَقَاصِدُ المُهِمَّهْ ... تُوْضِحُ مِنْ
عِلْمِ الحدِيْثِ رَسْمَهْ
5 - نَظَمْتُهَا تَبْصِرَةً لِلمُبتَدِيْ ... تَذْكِرَةً
لِلْمُنْتَهِي والْمُسْنِدِ
6 - لَخَّصْتُ فيهَا ابْنَ الصَّلاحِ أَجْمَعَهْ ...
وَزِدْتُهَا عِلْمَاً تَرَاهُ مَوْضِعَهْ
7 - فَحَيْثُ جَاءَ الفِعْلُ والضَّميْرُ ... لِواحِدٍ وَمَنْ
لَهُ مَسْتُوْرُ (1)
8 - كَـ (قَالَ) أوْ أَطْلَقْتُ لَفْظَ الشَّيْخِ مَا ...
أُرِيْدُ إلاَّ ابْنَ الصَّلاحِ مُبْهَمَا
9 - وَإِنْ يَكُنْ لاثْنَيْنِ نَحْوُ (الْتَزَمَا) ...
فَمُسْلِمٌ مَعَ البُخَارِيِّ هُمَا
10 - وَاللهَ أرجُوْ في أُمُوْرِي كُلِّهَا ... مُعْتَصَمَاً
في صَعْبِهَا وَسَهْلِهَا
أَقْسَامُ الْحَدِيْثِ: الصحيح
11 - وَأَهْلُ هَذَا الشَّأْنِ قَسَّمُوا السُّنَنْ ... إلى
صَحِيْحٍ وَضَعِيْفٍ وَحَسَنْ
12 - فَالأَوَّلُ الْمُتَّصِلُ الإسْنَادِ ... بِنَقْلِ عَدْلٍ
ضَابِطِ الْفُؤَادِ
_________
(1) معنى البيت لا يكتمل إلاّ بالبيت الذي بعدهُ، وهو عَيْبٌ
عند العروضيين ويُسَمَّى بـ (التضمين) .
(1/93)
13 - عَنْ مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَا
شُذُوْذِ ... وَعِلَّةٍ قَادِحَةٍ فَتُوْذِي
14 - وَبالصَّحِيْحِ وَالضَّعِيفِ قَصَدُوا ... في ظَاهِرٍ لاَ
الْقَطْعَ، وَالْمُعْتَمَدُ
15 - إمْسَاكُنَا عَنْ حُكْمِنَا عَلى سَنَدْ ... بِأَنهُ
أَصَحُّ مُطْلَقاً، وَقَدْ
16 - خَاضَ (1) بهِ قَوْمٌ فَقِيْلَ مَالِكُ ... عَنْ نَافِعٍ
بِمَا رَوَاهُ النَّاسِكُ
17 - مَوْلاَهُ وَاخْتَرْ حَيْثُ عَنْهُ يُسْنِدُ ...
الشَّافِعِيُّ قُلْتُ: وعَنْهُ (2) أَحْمَدُ
18 - وَجَزَمَ ابْنُ حنبلٍ بالزُّهْرِي ... عَنْ سَالِمٍ أَيْ:
عَنْ أبيهِ البَرِّ
19 - وَقِيْلَ: زَيْنُ العَابِدِيْنَ عَنْ أَبِهْ ... عَنْ
جَدِّهِ وَابْنُ شِهَابٍ عَنْهُ بِهْ
20 - أَوْ فَابْنُ سِيْريْنَ عَنِ السَّلْمَاني ... عَنْهُ أوِ
الأعْمَشُ عَنْ ذي الشَّانِ
21 - النَّخَعِيْ عَنِ ابْنِ قَيْسٍ عَلْقَمَهْ ... عَنِ ابْنِ
مَسْعُوْدٍ وَلُمْ مَنْ عَمَّمَهْ
أَصَحُّ كُتُبِ الْحَدِيْثِ
22 - أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ في الصَّحِيْحِ ... مُحَمَّدٌ
وَخُصَّ بِالتّرْجِيْحِ
23 - وَمُسْلِمٌ بَعْدُ، وَبَعْضُ الغَرْبِ مَعْ ... أَبِي
عَلِيٍّ فَضَّلُوا ذَا لَوْ نَفَعْ
24 - وَلَمْ يَعُمَّاهُ ولكن قَلَّمَا ... عِنْدَ ابْنِ
الاخْرَمِ مِنْهُ قَدْ فَاتَهُمَا
_________
(1) في النفائس: ((خُصّ)) والوزن بها مستقيم.
(2) ما أثبتناه من جميع النسخ الخطية والمطبوعة ونسخ الألفية
والنفائس، والوزن غير مستقيم فالأولى حذف الواو، وكذا صنع
السيوطي في شرحه ص 101.
(1/94)
25 - وَرُدَّ لكن قَالَ يَحيَى البَرُّ ...
لَمْ يَفُتِ الخَمسَةَ إلاَّ النَّزْرُ
26 - وَفيهِ مَا فِيْهِ لِقَوْلِ الجُعْفِي ... أَحْفَظُ
مِنْهُ عُشْرَ (1) أَلفِ أَلْفِ
27 - وَعَلَّهُ أَرَادَ بِالتَّكرَارِ ... لَهَا وَمَوْقُوْفٍ
وفي البُخَارِي
28 - أَرْبَعَةٌ آلافِ والمُكَرَّرُ ... فَوْقَ ثَلاثَةٍ
أُلُوْفاً ذَكَرُوا
الصَّحِيْحُ الزَّائِدُ عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ
29 - وَخُذْ زِيَادَةَ الصَّحِيْحِ إذْ تُنَصُّ ... صِحَّتُهُ
أوْ مِنْ مُصَنِّفٍ يُخَصُّ
30 - بِجَمْعِهِ نَحوَ (ابْنِ حِبَّانَ) الزَّكِيْ ... (وَابنِ
خُزَيْمَةَ) وَكَالمُسْتَدْرَكِ
31 - عَلى تَسَاهُلٍ - وَقَالَ: مَا انْفَرَدْ ... بِهِ
فَذَاكَ حَسَنٌ مَا لَمْ يُرَدّْ
32 - بِعِلَّةٍ، وَالحقُّ أنْ يُحْكَمْ بِمَا ... يَليْقُ،
والبُسْتِيْ يُدَانِي الحَاكِما
الْمُسْتَخْرَجَاتُ
33 - وَاسْتَخْرَجُوا عَلى الصَّحِيْحِ (كَأَبي ... عَوَانَةٍ)
(2) وَنَحْوِهِ، وَاجْتَنِبِ
_________
(1) في (جـ) والنفائس - بفتح العين -، وما أثبتناه من بقية
النسخ وهو الصواب.
(2) صُرِف لضرورة الوزن.
(1/95)
34 - عَزْوَكَ ألفَاظَ المُتُونِ لَهُمَا
... إذْ خَالَفتْ لَفْظاً وَمَعْنىً رُبَّمَا
35 - وَمَا تَزِيْدُ (1) فاحْكُمَنْ بِصِحَّتِه ... فَهْوَ
مَعَ العُلُوِّ مِنْ فَائِدَتِهْ
36 - وَالأَصْلَ يَعْني البَيْهَقي وَمَنْ عَزَا ... وَلَيْتَ
إذْ زَادَ الحُمَيدِي مَيَّزَا
مَرَاتِبُ الصَّحِيْحِ
37 - وَأَرْفَعُ الصَّحِيْحِ مَرْويُّهُمَا ... ثُمَّ
البُخَارِيُّ، فَمُسْلِمٌ، فَمَا
38 - شَرْطَهُمَا حَوَى، فَشَرْطُ الجُعْفِي ... فَمُسْلِمٌ،
فَشَرْطُ غَيْرٍ يَكْفي
39 - وَعِنْدَهُ التَّصْحِيْحُ لَيْسَ يُمْكِنُ (2) ... فِي
عَصْرِنَا، وَقَالَ يَحْيَى: مُمْكِنُ (3)
حُكْمُ الصَّحِيْحَيْنِ والتَّعْلِيْق
40 - وَاقْطَعْ بِصِحَّةٍ لِمَا قَدْ أَسْنَدَا ... كَذَا
لَهُ، وَقِيْلَ ظَنّاً وَلَدَى
41 - مُحَقِّقِيْهِمْ قَدْ عَزَاهُ (النَّوَوِيْ) ... وَفي
الصَّحِيْحِ بَعْضُ شَيءٍ قَدْ رُوِيْ
42 - مُضَعَّفاً (4) وَلَهُمَا بِلا سَنَدْ ... أَشْيَا فَإنْ
يَجْزِمْ فَصَحِّحْ، أو وَرَدْ
43 - مُمَرَّضاً فَلا، وَلكِنْ يُشْعِرُ ... بِصِحَّةِ الأصْلِ
لَهُ كَـ (يُذْكَرُ)
_________
(1) في أوب وج: ((يزيد)) .
(2) في نسخة ق وس وع: ((ممكن)) ، وما أثبتناه من بقية النسخ.
(3) في نسخة ق وس وع وف: ((يمكن)) ، وما أثبتناه من ص ون، وشرح
السيوطي، وهو الذي اتفقت عليه جميع النسخ الخطية للألفية، وهو
كذلك في النفائس، وهو الصواب.
(4) أثبتناه من نسخة ب والشروح، وفي بقية نسخ الألفية:
((مُضعفٌ)) بالرفع، وما أثبتناه أصحّ؛ لأنّ الضمير: ((هو))
العائد على: ((بعض)) ، هو نائب الفاعل في: ((روي)) . وقد ذكر
ناسخ ق أن في نسخة: ((مضعفاً)) . ورجَّح البقاعي في النكت
((مضعفٌ)) بالرفع، وقال: ((ولو قيل: (مضعفاً) بالنصب لطرق
احتمال أن يكون المعنى: روى حال كونه منبهاً على ضعفه أ. هـ))
، وهذا احتمال وإن ورد غير لازم.
(1/96)
44 - وَإنْ يَكُنْ أوَّلُ الاسْنَادِ
حُذِفْ ... مَعْ صِيغَةِ الجَزْم فَتَعليْقاً عُرِفْ
45 - وَلَوْ إلى آخِرِهِ، أمَّا الَّذِي ... لِشَيْخِهِ عَزَا
بـ (قالَ) فَكَذِي
46 - عَنْعَنَةٍ كخَبَرِ المْعَازِفِ ... لا تُصْغِ (لاِبْنِ
حَزْمٍ) المُخَالِفِ
نَقْلُ الْحَدِيْثِ مِنَ الكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ
47 - وَأخْذُ مَتْنٍ مِنْ كِتَابٍ لِعَمَلْ ... أوِ احْتِجَاجٍ
حَيْثُ سَاغَ قَدْ جَعَلْ
48 - عَرْضَاً لَهُ عَلى أُصُوْلٍ يُشْتَرَطْ ... وَقَالَ
(يَحْيَى النَّوَوِي) : أصْلٌ فَقَطْ
49 - قُلْتُ: (وَلابْنِ خَيْرٍ) امْتِنَاعُ ... جَزْمٍ (1)
سِوَى مَرْوِيِّهِ إجْمَاعُ
القِسْمُ الثَّانِي: الْحَسَنُ
50 - وَالحَسَنُ المَعْرُوْفُ مَخْرَجاً وَقَدْ ...
اشْتَهَرَتْ رِجَالُهُ بِذَاكَ حَدْ
51 - (حَمْدٌ) وَقَالَ (التّرمِذِيُّ) : مَا سَلِمْ ... مِنَ
الشُّذُوْذِ مَعَ رَاوٍ مَا اتُّهِمْ
_________
(1) كذا في جميع نسخ شرح الألفية، ونسخة ب وج من متن الألفية،
وفي نسخة أوالنفائس وشرح السيوطي: ((نَقْلٍ)) .
(1/97)
52 - بِكَذِبٍ وَلَمْ يَكُنْ فَرْداً
وَرَدْ ... قُلْتُ: وَقَدْ حَسَّنَ بَعْضَ مَا انفَرَدْ
53 - وَقِيْلَ: مَا ضَعْفٌ قَرِيْبٌ مُحْتَمَلْ ... فِيْهِ،
وَمَا بِكُلِّ ذَا حَدٌّ حَصَلْ
54 - وَقَالَ (1) : بَانَ لي بإمْعَانِ (2) النَّظَرْ ... أنَّ
لَهُ قِسْمَيْنِ كُلٌّ قَدْ ذَكَرْ
55 - قِسْماً، وَزَادَ كَونَهُ مَا عُلِّلا (3) ... وَلاَ
بِنُكْرٍ أوْ شُذُوْذٍ شُمِلاَ
56 - وَالفُقَهَاءُ (4) كلُّهُمْ يَستَعمِلُهْ (5) ...
وَالعُلَمَاءُ الْجُلُّ مِنْهُمْ يَقْبَلُهْ
57 - وَهْوَ بأقْسَامِ الصَّحِيْحِ مُلْحَقُ ... حُجّيَّةً
وإنْ يَكُنْ لا يُلْحَقُ
58 - فَإنْ يُقَلْ: يُحْتَجُّ بِالضَّعِيْفِ ... فَقُلْ: إذا
كَانَ مِنَ المَوْصُوْفِ
59 - رُوَاتُهُ بِسُوْءِ حِفْظٍ يُجْبَرُ ... بِكَوْنِهِ مِنْ
غَيْرِ وَجْهٍ يُذْكَرُ
60 - وَإنْ يَكُنْ لِكَذِبٍ أوْ شَذَّا ... أوْ قَوِيَ
الضُّعْفُ فَلَمْ يُجْبَر ذَا
61 - أَلاَ تَرَى الْمُرْسَلَ حَيْثُ أُسْنِدَا ... أوْ
أرْسَلُوا كَمَا يَجِيءُ اعْتُضِدَا
62 - وَالحَسَنُ: الْمشهُوْرُ بِالعَدَالَهْ ... وَالصِّدْقِ
رَاوِيهُ، إذَا أَتَى لَهْ
63 - طُرُقٌ أُخْرَى نَحْوُهَا مِن الطُّرُقْ ... صَحَّحْتُهُ
كَمَتْنِ (لَوْلاَ أنْ أَشُقْ)
64 - إذْ تَابَعُوْا (مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو) ... عَلَيْهِ
فَارْتَقَى الصَّحِيْحَ يَجْرِي
_________
(1) في النفائس: ((قد بان)) ، وفي جميع النسخ: ((وقال بان)) ،
وهو الصحيح؛ لأن: ((ذكر)) في نهاية البيت بصيغة الغياب، وقال
مشعرة به، على العكس من: ((قد)) .
(2) في نسخة ب وج من متن الألفية: ((بإمعاني)) .
(3) في ع: ((علا)) ، وهو تحريفٌ قبيحٌ.
(4) انظر: النكت الوفية (65 / ب) .
(5) في نسخة أمن متن الألفية، وشرح السيوطي: ((تستعمله)) ،
وكلاهما جائز.
(1/98)
65 - قَالَ: وَمِنْ مَظِنَّةٍ لِلحَسَنِ
... جَمْعُ (أبي دَاوُدَ) أيْ في السُّنَنِ
66 - فإنَّهُ قَالَ: ذَكَرْتُ فِيْهِ ... ما صَحَّ أوْ قَارَبَ
أوْ يَحْكِيْهِ
67 - وَمَا بهِ وَهَنٌ شَدِيْدٌ قُلْتُهُ ... وَحَيْثُ لاَ
فَصَالِحٌ خَرَّجْتُهُ
68 - فَمَا بِهِ وَلَمْ يُصَحِّحْ وَسَكَتْ ... عَلَيْهِ
عِنْدَهُ لَهُ الحُسْنُ ثَبَتْ
69 - و (ابْنُ رُشَيْدٍ) قَالَ -وَهْوَ مُتَّجِهْ- ... : قَدْ
يَبْلُغُ الصِّحَّةَ عِنْدَ مُخْرِجِهْ
70 - وَللإمَامِ (اليَعْمُرِيِّ) إنَّما ... قَوْلُ (1) (أبي
دَاوُدَ) يَحْكي (مُسْلِما)
71 - حَيثُ يَقُوْلُ: جُمْلَةُ الصَّحِيْحِ لا ... تُوجَدُ
عِنْدَ (مَالِكٍ) وَالنُّبَلا
72 - فَاحْتَاجَ أنْ يُنْزَلَ في الإسْنَادِ ... إلى (يَزيْدَ
بنِ أبي زيَادِ)
73 - وَنَحْوِهِ، وإنْ يَكُنْ ذُو السَّبْقِ ... قَدْ فَاتَهُ،
أدْرَكَ بِاسْمِ الصِّدْقِ
74 - هَلاَّ قَضى عَلى كِتَابِ (مُسْلِمِ) ... بِمَا قَضَى
عَلَيْهِ بِالتَّحَكُّمِ
75 - وَ (البَغَوِيْ) إذْ قَسَّمَ المَصْابحَا ... إلى
الصِّحَاحِ والحِسَانِ جَانِحا
76 - أنَّ الحِسَانَ مَا رَوُوْهُ في السُّنَنْ ... رَدَّ
عَلَيهِ إذْ بِهَا غَيْرُ الحَسَنْ
77 - كَانَ (أبُوْ دَاوُدَ) أقْوَى مَا وَجَدْ ... يَرْوِيهِ،
والضَّعِيْفَ حَيْثُ لاَ يَجِدْ
_________
(1) في نسخة ب من متن الألفية: ((جَمْعُ)) وما أثبتناه من شروح
الألفية وبقية نسخ المتن
(1/99)
78 - في البَابِ غَيْرَهُ فَذَاكَ عِنْدَهْ ... مِنْ رَأيٍ
اقوَى قَالهُ (ابْنُ مَنْدَهْ)
79 - وَالنَّسَئي (1) يُخْرِجُ مَنْ لَمْ يُجْمِعُوا ...
عَليْهِ تَرْكَاً، مَذْهَبٌ مُتَّسِعُ
80 - وَمَنْ عَليها أطْلَقَ الصَّحِيْحَا ... فَقَدْ أَتَى
تَسَاهُلاً صَرِيْحَا
81 - وَدُوْنَهَا في رُتْبَةٍ مَا جُعِلاَ ... عَلى
المَسَانِيْدِ، فَيُدْعَى الجَفَلَى (2)
82 - كَمُسْنَدِ (الطَّيَالَسِيْ) و (أحْمَدَا) ... وَعَدُّهُ
(لِلدَّارِميِّ) انْتُقِدَا (3)
83 - والحُكْمُ (4) لِلإسْنَادِ بِالصِّحَّةِ أوْ ...
بِالْحُسْنِ دُوْنَ الحُكْمِ لِلمَتْنِ رَأَوْا
84 - وَاقْبَلْهُ إنْ أَطْلَقَهُ (5) مَنْ يُعْتَمَدْ ...
وَلَمْ يُعَقِّبْهُ بضَعْفٍ يُنْتَقَدْ
85 - وَاسْتُشْكِلَ الحسْنُ مَعَ الصِّحَّةِ في ... مَتْنٍ،
فَإنْ لَفْظاً يَرِدْ فَقُلْ: صِفِ
86 - بِهِ الضَّعِيْفَ، أوْ يَرِدْ مَا يَخْتَلِفْ ...
سَنَدُهُ، فَكَيْفَ إنْ فَرْدٌ وصِفْ؟
87 - وَ (لأبي الفَتْحِ) في الاقْتِرَاحِ ... أنَّ انفِرَادَ
الحُسْنِ ذُوْ اصْطِلاَحِ
88 - وَإنْ يَكُنْ صَحَّ فَليْسَ يَلْتَبِسْ ... كُلُّ
صَحِيْحٍ حَسَنٌ لاَ يَنْعَكِسْ
89 - وَأوْرَدوا مَا صَحَّ مِنْ أفْرَادِ ... حَيْثُ
اشْتَرَطْنَا غَيْرَ مَا إسْنَادِ |