اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف

مجلس آخر أملي يوم السبت السادس عشر من ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال:
[7] باب ذكر إسناد آخر من الأسانيد التي روي قلبها وعكسها يلحق بما تقدم من نوعه وهو
رواية مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
191- أخبرنا [أبو منصور عبد الرحمن] بن محمد بن عبد الواحد القزاز رحمه الله ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، حدثني أبو القاسم الأزهري، (ح) وأخبرناه عالياً إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم قالا: ثنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني، ثنا محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل أملاه علينا في مجلس أبي محمد [بن] البربهاري، ثنا أبي أحمد بن صالح، حدثني جدي أحمد بن حنبل رحمه الله، ثنا روح بن عبادة، عن مالك، عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد)) .
قال الدارقطني: هكذا ثنا به هذا الشيخ، وإنما يعرف هذا الحديث عن روح، عن ابن جريج، ليس فيه مالك ولا الثوري، قال أبو بكر بن ثابت: لم أر هذا الحديث من رواية أحمد بن حنبل، عن روح بن عبادة، عن ابن جريج، لكن حدثنيه الحسن بن علي بن محمد الواعظ لفظاً قال: ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها بنحو معناه. [ص:121] قال الإمام أبو موسى حفظه الله: رواه أبو أحمد بن عدي عن هذا الشيخ أبي جعفر محمد بن أحمد بن صالح فخالف في الإسناد قال: أخبرني محمد بن أحمد، حدثني جدي صالح، ثنا أبي، ثنا روح.
والحديث صحيح، له طرق مخرجة في الصحاح.

(1/120)


رواية ابن جريج عن سفيان الثوري عن مالك
192- أخبرنا الشيخ النبيل الصالح أبو بكر محمد بن [أبي القاسم بن] جنة الصوفي المقري وأبو الفرج بن أبي الرجاء [بن] أبي منصور رحمهم الله قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا نوح بن حبيب القومسي، ثنا عبد الرزاق، ثنا ابن جريج، (ح) وأخبرنا أبو الخير عبد السلام بن محمود بن أحمد الحسناباذي رحمه الله واللفظ له، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج، عن سفيان الثوري، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن سعيد بن المسيب: أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في الملطاة -وهي السمحاق- بنصف ما في الموضحة.
(ح) قال عبد الرزاق: ثم قدم علينا سفيان فسألناه عنه فحدثنا به عن مالك، ثم لقيت مالكاً فقلت: إن سفيان الثوري ثنا عنك، عن ابن قسيط، عن [ابن] المسيب: أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في الملطاة بنصف الموضحة، فقال: صدق؛ حدثته به قلت: حدثني. قال: ما أحدث به اليوم، قال له مسلم بن خالد: عزمت عليك [يا] أبا عبد الله إلا حدثته به، قال: نعم، تعزم علي، لو كنت محدثاً به أحداً اليوم لحدثته به، فقلت: فلم لا تحدثني به، وقد حدثت به غيري، قال: إن العمل عندنا على غيره، ورجله ليس عندنا هناك أو بذاك يعني ابن قسيط.
رواه عن مالك أيضاً عبد الله بن الحارث، ورواه عن ابن جريج محمد بن بكر أيضاً.
والسمحاق: جلدة رقيقة فوق عظم الرأس تحت اللحم، وكذلك [الملطا و] الملطاة.
والمعنى: أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا فيمن يشج رأس غيره حتى تبدو [ص:122] هذه الجلدة أن عليه نصف ما يجب في الموضحة أن يدفعه إلى المشجوج.
والموضحة: هي الشجة التي توضح عظم الرأس وتبديه فيجب فيها خمس من الإبل، فعلى هذا يجب في الملطاة نصف ذلك.
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وزيد بن ثابت ومعاوية وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم: أن الواجب في الملطاة أربعة من الإبل.
والذي عليه العمل عند أهل المدينة والبصرة والكوفة وعند الشافعي وأحمد رحمهما الله: أن فيها حكومة غير مقدرة شرعاً؛ لكون هذه الروايات عن الصحابة غير ثابتة عندهم، فالله تعالى أعلم.
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/121)


مجلس آخر أملي يوم السبت الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال:
رواية شعبة بن الحجاج عن مالك بن أنس رحمهما الله
193- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة خمس وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، (ح) وأخبرنا أبو علي بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة ست، ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز وحفص بن عمر الرقي قالوا: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر رضاها سكوتها)) .

(1/122)


194- أخبرنا [به] محمد بن أبي القاسم بن جنة وسعيد بن أبي الرجاء رحمهما الله قالا: ثنا أبو طاهر بن محمود الثقفي، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا غيلان بن [ص:123] أحمد المصري، ثنا أحمد بن يحيى بن الوزير، ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا شعبة، عن مالك بالحديث نحوه.
هذا حديث صحيح ثابت مشهور من حديث نافع، ومن حديث عبد الله رواه عن مالك الجم الغفير من أقرانه فمن دونهم.
ورواه عن شعبة بشر بن عمر وأبو داود، وروي عن غندر أيضاً عن شعبة، أخرجه مسلم في صحيحه من حديث مالك وزياد بن سعد عن نافع.

(1/122)


195- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، أنا عبد الوهاب بن محمد بن مهرة، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا بشر بن موسى، أنا عمرو بن حكام، ثنا شعبة، عن مالك، عن عمرو بن مسلم الجندي، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخلت العشر من ذي الحجة فمن أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره)) .
هذا حديث مشهور من حديث شعبة، عن مالك، رواه عنه أصحابه كذلك، غير أن غندراً قال عنه: عمرو أو عمر بن مسلم، وقال ابن وهب، عن مالك: عمر بن مسلم، وكذلك رواه سعيد بن أبي هلال، عن عمر بن مسلم نفسه، ورواه محمد بن عمرو بن علقمة، عن عمرو بن مسلم نفسه، ورواه عثمان بن عمرو بن وهب، عن مالك موقوفاً، ورفعه عثمان بن صالح، عن ابن وهب، وروي عن غندر أيضاً، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن يحيى بن معمر من قوله، وأورده مسلم في الصحيح من حديث شعبة، عن مالك ومن طرق سواه.

(1/123)


196- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات بمصر، [ص:124] ثنا محمد بن سعيد بن محمد الترخمي بمصر، ثنا ربيعة بن الحارث الجبلاني، ثنا حيوة بن شريح، ثنا بقية، عن شعبة، عن مالك بن أنس، عن أبي بكر العمري، عن سعيد بن يسار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير)) .
هذا حديث صحيح وهو في الموطأ، عن مالك، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر هكذا. ورواه جماعة عن مالك هكذا مع اختلافهم في اسم شيخه ونسبه. ورواه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وإسحاق بن عيسى عن مالك، عن أبي بكر، عن سعيد، عن أبي هريرة بدل ابن عمر.
أخرجه البخاري ومسلم من حديث مالك، [وأخرج مسلم أيضاً حديثاً آخر في معناه من حديث مالك] أيضاً، عن عمرو بن يحيى، عن سعيد، عن ابن عمر.
والترخميون -بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها، والخاء المعجمة- قبيلة من حمير، وقيل من يحصب.

(1/123)


197- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني، ثنا الحسين بن صفوان البرذعي، ثنا جعفر بن أحمد بن الخليل، (ح) قال الدارقطني: وحدثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي الهمذاني، ثنا محمد بن أيوب الرازي قالا: ثنا محمود بن غيلان، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت قائمة سيف عمر رضي الله عنه فضة، قال: وكان ابن عمر يتقلده.
لا أعرف لشعبة، عن مالك غير هذه الأحاديث الأربعة.

(1/124)


رواية مالك عن رجل عن شعبة
198- أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ، ثنا عبد الوهاب المعلم، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، (ح) قال سليمان: وثنا موسى بن هارون، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ، ثنا عبدان وأبو صخرة ومحمد بن محمد قالوا: ثنا إسحاق بن موسى [ص:125] الخطمي، ثنا معن بن عيسى، ثنا مالك، ثنا عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه: أنه قال لابن مسعود، ولأبي الدرداء أو لأبي ذر رضي الله عنهم: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأحسبه قال: إنه لم يدعهم يخرجوا من المدينة حتى تابوا.
هذا لفظ أحمد وفي رواية أبي الشيخ: عبد الله بن مسعود بدل أبي ذر رضي الله عنهما.
وفي بعض الروايات: أنه حبس أربعة غير مسميين، ولم نكتبه من حديث مالك إلا من رواية إسحاق، عن معن عنه.
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.

(1/124)


مجلس آخر أملي يوم السبت سلخ ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال:
رواية يحيى بن أبي كثير عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري رحمهما الله
199- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله في جمادى الأولى سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله في شوال سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا أحمد بن يحيى بن أبي العباس الخوارزمي، ثنا أحمد بن منصور المروزي، ثنا عمرو بن يونس، ثنا سليمان بن أبي سليمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن الزهري، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا نذر إلا فيما أطيع الله تعالى فيه، ولا يمين في غضب، [ولا عتاق ولا طلاق فيما لا يملك)) .
هذا حديث غريب إسناداً ومتناً، وقوله: ((لا يمين في غضب)) ] غريب جداً لم يروه عن يحيى إلا سليمان، تفرد به عمر بن يونس.

(1/125)


200- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري رحمه الله إذناً، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي، ثنا أبو طاهر بن السرح، ثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن الزهري، عن نافع مولى أبي قتادة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كيف بكم إذا نزل [بكم] ابن مريم وإمامكم منكم)) .

(1/126)


201- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي، ثنا أحمد بن الحسين بن [أبي] عباد النسائي، بنان، ثنا محمد بن يزيد بن سنان، ثنا يزيد يعني ابن سنان، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن مسلم الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أيما عبد مملوك له مال باعه سيده فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع)) .

(1/126)


202- أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز وغيره إذناً رحمهما الله أن أحمد بن عبد الله أخبرهم، ثنا محمد بن المظفر، ثنا عبد الله بن إسحاق، ثنا أبو فروة يزيد بن محمد [وهو ابن يزيد] بن سنان، ثنا أبي، ثنا أبي، ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا ابن شهاب الزهري: أن عباد بن أوس حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تفضل صلاة الجماعة على صلاة الوحدة خمساً وعشرين درجة)) .
كذا رواه يزيد بن سنان، عن يحيى قال: عن ابن شهاب الزهري، وخالفه شيبان النحوي.

(1/126)


203- أخبرنا عبد الكريم بن أبي الفتح الصوفي رحمه الله قرأته عليه، عن كتاب أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الفريابي يعني جعفر بن محمد، ثنا عثمان هو ابن أبي شيبة، ثنا حسن بن موسى الأشيب، عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة: أن عباد بن أوس أخبره: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه.
ولا أعرف ليحيى بن أبي كثير عن الزهري غير هذه الأحاديث.

(1/127)


رواية الزهري عن رجل عن يحيى بن أبي كثير
204-أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الفقيه، ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، (ح) قال علي: وحدثنا محمد بن مخلد وآخرون قالوا: ثنا عبد الله بن شبيب قالا: ثنا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر بن [أبي] أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم أن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة حدثه، أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا نذر في معصية الله عز وجل وكفارته كفارة يمين)) .
تفرد به عن الزهري هكذا هذان الرجلان. ورواه عقيل ويونس عن الزهري، عن أبي سلمة مرسلاً.

(1/127)


رواية شعبة عن يحيى بن سعيد الأنصاري
205- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن مهرة رحمه الله، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عبد الله بن أبي إسحاق الجوهري، ثنا بدل بن المحبر، ثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أنساً رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في كل دور الأنصار خير)) . [ص:128] هذا بعض من حديث اتفق أئمة الحديث على ثبوته وإخراجه في كتبهم من حديث يحيى، عن أنس.

(1/127)


206- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو عمر، ثنا سليمان، ثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، ثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، ثنا محمد بن بكر البرساني، ثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنه قد سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة فإياكم أن تضلوا يميناً وشمالاً، وقد علمت أن أناساً سيقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله عز وجل الجلد، ولولا أن يقول الناس: أثبت عمر بن الخطاب في القرآن ما ليس فيه لأثبتها فيه: ((إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما)) . لشعبة عن يحيى أحاديث صالحة.

(1/128)


رواية يحيى عن رجل عن شعبة
207- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد بن حفص، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج من أصله، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني يحيى بن سعيد، عن محمد بن إسحاق، عن شعبة بن الحجاج، عن هشام بن زيد بن أنس قال: سمعت جدي أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بجارية من الأنصار قد رضها يهودي بين حجرين فقتلها وانتزع حليها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تتهمون؟)) ، قالوا: نتهم رجلاً من اليهود، فأتي باليهودي ورجلين من اليهود معه، فدعا أحد الرجلين اللذين لم يكن يتهم بقتلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية، وبها رمق: ((أهذا قتلك؟)) ، فأشارت برأسها أي: لا، ثم أتي بالآخر فقالت مثل ذلك، ثم أتي باليهودي [الذي] اتهم بها. فقالوا: هذا قتلك؟ فأشارت برأسها: نعم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل اليهودي، فرض بين حجرين ونحن قعود.
رواه عامر بن سيار، عن إسماعيل.

(1/128)


208- أخبرنا به عالياً أبو علي الحداد: ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا هاشم بن مرثد الطبراني، ثنا محمد بن سعيد بن عياش، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إسحاق، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً من اليهود رض رأس جارية من الأنصار وأخذ حلياً لها، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرض رأسه.
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن إدريس وغندر وغيرهما، عن شعبة، وليحيى عن أنس أحاديث سمعها من أنس، وفي هذا الحديث بين يحيى وبين أنس ثلاثة رجال.
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/129)


مجلس آخر أملي يوم السبت السابع من شهر الله المحرم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
رواية سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري رحمهما الله
209- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله، أنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله الثاني، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد رحمهما الله، ثنا أبو نعيم الحافظ قالا: ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، (ح) قال أبو نعيم: وثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحضرمي يعني محمد بن عبد الله، ثنا سعيد بن الأشعثي قالا: ثنا سفيان بن عيينة، (ح) قال أبو نعيم: وثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، (ح) قال: وثنا الطبراني، ثنا معاذ بن المثنى، قالا: ثنا محمد بن كثير، قالا: ثنا سفيان بن سعيد الثوري، قال: ابن عيينة: وهذا أجود شيء وجدناه عنده قال: أخبرني بكير بن عطاء الليثي، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحج عرفات، الحج عرفات، من أدرك عرفة قبل الفجر فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة من تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه)) . [ص:130] هذا لفظ رواية الحميدي طريق أبي علي وطريق أبي غالب مختصر.
والحديث رواه وكيع وغيره عن الثوري، ورواه شعبة عن بكير أيضاً، ورواه عن ابن عيينة غير واحد.

(1/129)


210- أخبرنا جعفر بن عبد الواحد، والحسن بن أحمد رحمهما الله قالا: أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا سفيان بن محمد المصيصي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحج عرفات)) .
فقيل لسفيان: سمعته من بكير بن عطاء فقال: من خير الناس في الحديث، قالوا: سفيان الثوري قال: فالثوري حدثني.

(1/130)


211- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو محمد بن صاعد، ثنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبد الله المخزومي، ثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، والثوري، وغيرهما، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العربي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((قدمنا رسول الله [أغيلمة] بني عبد المطلب في ضعفة أهله من المزدلفة إلى منى وجعل يلطح أفخاذنا ويقول: ((أبيني لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس)) .
هذا الحديث محفوظ من حديث الثوري، رواه محمد بن كثير وأبو نعيم وغيرهما عنه.
واللطح -بالحاء المهملة-: ضرب ليس بالشديد، قال أبو عبيدة: لطحت به الأرض أي ضربته على الأرض، وقال أبو عبيد: هو الضرب ببطن الكف.
قال: وأبيني: تصغير بني، وذكر بعض النحويين أن أصله عند سيبويه، أبينين، وهو جمع أبنى على وزن أعمى، اسم مفرد يدل على الجمع، والجموع إذا صغرت يصغر آحادها، ثم يجمع بالواو والنون إذا كان مذكراً، وبالألف والتاء إذا كان مؤنثاً، فأبنى إذا صغر قيل: أبين، على وزن أعيم، ثم يجمع في الرفع بالواو والنون، وفي النصب [ص:131] والجر بالياء والنون قال الشاعر في الرفع:
زعمت تماضر أنني أما أمت ... يسدد أبينوها الأصاغر خلتي
وقال في الجر:
إن يك لأساء فقد ساءه ... ترك أبينيك إلى غير راع

(1/130)


212- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي ومحمد بن علي الصائغ قالا: ثنا محمد بن أبي عمر العدني، ثنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، (ح) قال الطبراني: وحدثنا معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ، ثنا أبي، ثنا أبي، (ح) قال الطبراني: وثنا حفص بن عمر الرقي، ثنا قبيصة قالا: ثنا سفيان، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل قال: أتيت شبيبة بن عثمان رضي الله عنه فجلست معه فقال: جلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه مجلسك هذا وقال: لقد هممت أن لا أدع في البيت صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين، قلت: ما أنت بفاعل، قال: لم؟ قلت: لأن صاحبيك لم يفعلا، فقال: هما الميزان يقتدى بهما.

(1/131)


213- أخبرنا [به] أبو غالب الكوشيذي وأبو بكر القصار ونوشروان الديلمي رحمهم الله قالوا: ثنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا حفص بن عمر، ثنا قبيصة، (ح) قال الطبراني: وثنا أحمد بن عمرو، ثنا العدني، ثنا ابن عيينة قالا: ثنا سفيان بالحديث.
وهذا حديث صحيح، رواه أبو إسحاق الشيباني وشعبة عن واصل الأحدب. وأخرجه البخاري في الصحيح عن قبيصة هذا، عن سفيان، ونازلاً من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، ومن حديث شعبة عن واصل.
وهذا ما أعرفه في الوقت من حديث ابن عيينة عن الثوري.

(1/131)


رواية سفيان الثوري عن رجل عن ابن عيينة
214- أخبرنا أبو الشيخ إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، [ص:132] أنا أبو الحسين بن المظفر إجازة، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا إبراهيم بن سعيد، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، وجعفر الثقفي قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن أيوب البغدادي، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن حسان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ويعزروه} قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذاك؟)) قلنا: الله تعالى ورسوله أعلم، قال: (لتنصروه)) .
رواه الدارقطني، عن محمد بن داود النيسابوري، عن أحمد بن محمود الهروي ومحمد بن عمير الرازي جميعاً، عن محمد بن حماد المصيصي، عن إبراهيم بن عثمان المصيصي، عن إبراهيم بن سعيد فمن سمعه مني فكأنما سمعه من الدارقطني وتوفي هو رحمه الله سنة خمس وثمانين وثلاثمائة نحواً من ثلاث وستين ومائة سنة.
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/131)


مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع عشر من شهر الله المحرم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
رواية عوف الأعرابي عن شعبة
215- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي وأبو بكر محمد بن أبي القاسم القصار وغيرهما رحمهم الله قالوا: أنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، (ح) وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري القاضي بالنصرية من غربي بغداد واللفظ لروايته رحمه الله، أنا أبو إسحاق بن عمر بن أحمد [ص:133] البرمكي، أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا فاروق بن عبد الكبير، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا الأنصاري وأبو عاصم قالا: ثنا بهز بن حكيم، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا أبو بكر النقاش محمد بن الحسن بن محمد، ثنا أبو الحسين أحمد بن عمران القاضي بسارية، ثنا أبي، ثنا عيسى بن محمد السلمي، ثنا عوف الأعرابي، عن شعبة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: ((قلت: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك، [قال:] قلت: ثم من؟ قال: ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب)) .
هذا حديث مشهور ثابت من حديث بهز بن حكيم [بن معاوية بن حيدة] القشيري، عالٍ من رواية أبي عاصم الأنصاري عنه، وقع لي عالياً من وجوه سواه، غريب جداً من حديث شعبة، عن بهز، وغريب أيضاً من حديث عوف، عن شعبة لا أعرفه إلا من هذا الوجه، كأن الدارقطني رحمه الله في روايته من هذا الطريق سمعه مني.
وروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه رضي الله عنهم.

(1/132)


216- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا محمد بن أحمد، أنا الدارقطني، ثنا أبو بكر النقاش، ثنا أحمد بن عمران، ثنا أبي، ثنا عيسى، ثنا عوف، عن شعبة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليدخلن الله تعالى أقواماً النار بذنوب اكتسبوها، حتى إذا صاروا حمماً أخرجوا منها، فيدخلهم الجنة فيقال: هؤلاء الجهنميون)) .
قال النقاش: أفادني هذين الحديثين جعفر بن عبد الرحمن الحافظ بسارية.
هذا حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، غريب في مسند معاوية بن حيدة، فرد من حديث شعبة عن بهز لا أعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لشعبة عن بهز غيرهما.

(1/133)


سماع شعبة من رجل عن عوف
217- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الحافظ حدثني محمد بن مظفر، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا يحيى بن حكيم قال: سمعت أبا بحر البكراوي قال: قال لي شعبة: حدثني عن عوف بحديث وأحدثك عن الحكم بحديث فما زلت أحدثه عن عوف بحديث ويحدثني عن الحكم بحديث.

(1/134)


رواية شعبة عن سفيان بن عيينة
218- أخبرنا هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي رحمه الله بكرخ بغداد، أخبرنا أحمد بن علي بن مهدي، أنا أبو طالب بن بكير، أنا أبو حامد أحمد بن الحسين الهمداني، أنا أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، ثنا الحسن بن عمر الرقي، ثنا يحيى بن السكن البصري بالرقة، ثنا شعبة، حدثني سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((رأيت رسول الله وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما يمشون أمام الجنازة)) .
رواه الفضل بن معمور الهروي، عن الحسن بن عمر.

(1/134)


219- أخبرنا الحسن بن محمد بن إبراهيم الحافظ رحمه الله، أنا غانم بن عبد الواحد بن عبد الرحيم، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر المفيد بجرجرايا، ثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء الأنباري، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا عثمان بن عمر، عن شعبة، عن سفيان يعني ابن عيينة، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة قاطع)) .
هذا حديث صحيح من حديث ابن عيينة عن الزهري، أخرجه مسلم في صحيحه، غير أن سعيداً وهم في قوله يعني ابن عيينة في هذا الإسناد، وإنما روى شعبة هذا الحديث [ص:135] عن سفيان بن حسين الواسطي، عن الزهري.

(1/134)


220- أخبرنا [به] أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أبو الوليد، (ح) قال الطبراني: وحدثنا معاذ بن المثنى، ثنا محمد بن كثير قالا: ثنا شعبة، عن سفيان بن حسين، عن الزهري به مثله سواء.
ففي هذا الإسناد كأن الحسن بن محمد شيخي سمع الحديث الأول مني.

(1/135)


221- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري وأبو الفضل جعفر بن عبد الواحد [بن] محمود قالا: ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحافظ أبو الشيخ، ثنا عيسى بن محمد الوسقندي، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، ثنا أبو جابر، عن شعبة، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد قال: حدثني عين، عن عكرمة -كذا في نسختي وإنما هو: حدثني عين يعني عكرمة-، عن ابن عباس رضي الله عنهما في الرجل يذبح ولا يسمي قال: ((لا بأس به)) .
رواه غير واحد عن أبي مسرة، ورواه أبو أحمد بن عدي، عن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، عن أبيه، عن أبي جابر مثله.

(1/135)


222- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق القزاز ببغداد رحمه الله، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن مهدي الخطيب الحافظ، أنا الحسن بن أبي بكر، ثنا عبد الصمد بن علي، ثنا عبد الله بن محمد بن صالح السمرقندي، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن هو الدارمي، ثنا العباس بن سفيان هو الدبوسي، عن حرمي بن عمارة، عن شعبة، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه قال: ما سمعت عمر رضي الله عنه قط يقرءوها إلا ((فامضوا إلى ذكر الله)) .
كذا رواه العباس عن حرمي، رواه غير واحد، عن عبد الله بن محمد بن صالح. ورواه غيره أيضاً عن الدارمي، وقيل: إنه غلط.

(1/135)


223- أخبرنا بذلك أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن علي المقري، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، ثنا أبو علي صالح بن محمد، ثنا عبيد الله بن واصل، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بإسناده نحوه.
قال أبو علي: إنما هو حرمي، عن سفيان بن عيينة، يعني ليس فيه شعبة، ولشعبة عن ابن عيينة أحاديث غير هذه.

(1/136)


رواية ابن عيينة عن رجل عن شعبة
224- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الكاتب، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني الحافظ، ثنا إسماعيل بن محمد وحمزة الدهقان قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا علي بن المديني، ثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة:
لو شئت كنت ككرز في تعبده ... أو كابن طارق حول البيت في الحرم
قد حال دون لذيذ العيش خوفهما ... وسارعا في طلاب الفوز والكرم
قال سفيان: فحدثت به ابن المبارك، فقال: حدثت به شعبة، فقال: لو كنت في بني يشكر لأتيتك حتى أسمعه منك.

(1/136)


225- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو أحمد في كتابه، حدثني عبد الرحمن بن الحسن، حدثني أبو جعفر النيسابوري، ثنا الصلت بن مسعود، [ثنا ابن عيينة] قال: سمعت ابن شبرمة، يقول: قلت لابن هبيرة:
لو شئت كنت ككرز في تعبده ... أو كابن طارق حول البيت في الحرم
قد حال دون لذيذ العيش خوفهما ... وسارعا في طلاب الفوز والكرم
فقال لي ابن هبيرة: من كرز ومن طارق؟ قال: قلت: أما كرز فكان إذا كان في سفر واتخذ الناس منزلاً اتخذ هو منزلاً للصلاة، وأما ابن طارق فلو اكتفى أحد بالتراب كفاه كف من تراب. قال أبو حفص: ذكروا أن ابن طارق كان يقدر طوافه في اليوم عشرة فراسخ.
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/136)


مجلس آخر أملي يوم السبت الحادي والعشرين من شهر الله المحرم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
رواية أبي حنيفة النعمان بن ثابت عن سفيان الثوري
226- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد سنة ست وخمسمائة وجعفر بن عبد الواحد سنة ست عشرة رحمهما الله قالا: أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ واللفظ له قال: ثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن الحسن الخلال بالبصرة من أصل كتابه، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا أبو يحيى الحماني، ثنا أبو حنيفة، (ح) وأخبرنا به عالياً الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق (ح) قال سليمان: وثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، (ح) قال: وثنا ابن أبي مريم، ثنا الفريابي قالوا: عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ مرة مرة)) .
قال علي بن عمر: لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ، وكان ثقة، وكان في أصل كتابه هكذا. قال علي: وحدثناه أحمد بن محمد بن سعدان، ثنا شعيب، ثنا أبو يحيى، عن سفيان [الثوري] بهذا، لم يذكر أبا حنيفة. هذا حديث صحيح من حديث سفيان أورده البخاري في كتابه عن محمد بن يوسف الفريابي هذا عن سفيان.

(1/137)


رواية الثوري عن رجل عن أبي حنيفة
227- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا جعفر بن محمد بن نصير، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، ثنا عامر بن إسماعيل، ثنا مؤمل، ثنا سفيان حدثني عباد بن كثير قال: قلت لأبي حنيفة: رجل قال: أنا أعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم حق وأنه رسول الله -وذكر كلمة أخرى- أمؤمن هو؟ قال: نعم مؤمن.

(1/138)


رواية مالك عن عبد الله بن لهيعة
228- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني رحمه الله بشرقي بغداد، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا إسحاق بن عيسى أخبرني مالك، أخبرني الثقة، عن عمرو بن شعيب، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد سنة ست وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ سنة ست وعشرين وأربعمائة، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، أنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا محمد بن خالد، حدثني الوليد بن مسلم، حدثني ابن لهيعة، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد، أنا علي بن عمر، ثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النسائي بمصر، ثنا محمد بن سعيد التستري، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني النضر بن سلمة الخراساني، ثنا محمد بن معاوية النيسابوري، حدثني مالك بن أنس، ثنا عبد الله بن لهيعة المصري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن بيع العربان)) .
رواه الحسن بن سوار عن مالك، عن الثقة، ولم يسمه أيضاً. ورواه الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمرو بن شعيب.

(1/138)


229- وقال إسحاق الحنظلي بالإسناد الذي ذكرته عنه: أنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت محمد بن جعفر يحدث، عن زيد بن أسلم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العربان فقال: ((هو حل)) .
قال الإمام: والعربان والعَربون والعُربون: هو أن يدفع المشتري إلى البائع قبل المبايعة شيئاً على أنه إن تم البيع بينهما حسباه من الثمن، وإن لم يتم البيع كان للبائع، ولا يرجع المشتري فيه.

(1/139)


رواية ابن لهيعة عن رجل عن مالك
230- أخبرنا أبو الخير عبد السلام بن محمود الحسناباذي رحمه الله، أنا أبو الحسن ابن أبي عيسى الحسناباذي، أنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، أنا محمد بن مخلد، أنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا يحيى بن بكير المصري، أخبرني من سمع ابن لهيعة قال: قدم أبو الأسود بمصر فقيل له: من تركت بالمدينة يفتي فإن ربيعة ويحيى بن سعيد بالعراق؟ قال أبو الأسود: فتى من ذي أصبح يقال له: مالك بن أنس.
أبو الأسود: اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، وقد رواه غيره، عن الرمادي فسمى شيخه إبراهيم بن أبي زرعة، وقد خولف في شيخ ابن لهيعة في هذه الحكاية.

(1/139)


231- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم التاجر رحمه الله، أنا أحمد بن الفضل الكاتب وغيره، قال: أخبرنا الحسين بن علي بن الحسن الهمداني، ثنا أبو بكر محمد بن علي الفافا، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: ذكره أبي، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني عبيد بن حبان أو غيره، عن ابن لهيعة قال: قدم علينا بكر بن سوادة فقلت له: من خلفت يعلم أهل الحجاز؟ قال: غلام من ذي أصبح، يعني: مالك بن أنس.

(1/139)


رواية ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن مالك بن أنس
232- أخبرنا هبة الله بن عبد الله الواسطي بكرخ بغداد من غربيها قرأته عليه، أنا [ص:140] أحمد بن علي بن مهدي، أنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر، أنا أبو الفتح الأزدي الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الهيثم المصري بالموصل، ثنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم العلاف بمصر، عن أصل كتابه، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، أخبرني مالك بن أنس فتى أصبح، عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول: ((إذا فاتتك الركعة فاتتك السجدة)) .
لا أعرف لربيعة عن مالك غير هذا، ولم أكتبه إلا من حديث محمد بن أحمد بن الهيثم.

(1/139)


رواية مالك عن رجل عن ربيعة
233- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا [أبو محمد عبد الله] بن الهيثم [بن] خالد الطيني، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج قال: سمعت موسى بن محمد القرشي مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت مالك بن أنس رحمه الله قال: قال لي سليمان بن بلال: دخلت على ربيعة بن أبي عبد الرحمن فوجدته يبكي، فقلت: لم يا أبا عثمان، ما يبكيك؟ قال: أبكي والله أن هذا العلم تناوله من لم يكن من أهله.

(1/140)


234- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، أنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب الطلحي، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد، ثنا أبو عمر محمد بن أحمد البركاني القاضي قال: سمعت أبا زرعة الرازي قال: قدم ذمي مسلماً إلى عيسى بن أبان القاضي، فوجبت اليمين على المسلم فقال عيسى للمسلم: قل والله الطالب الغالب، فقال الذمي: أحلفه بالخالق فإنه إذا حلف بالاسم ذهب مالي باطلاً، قال: كيف؟ قال: قولك القرآن مخلوق، وأسماء الله عز وجل في القرآن، وإذا حلف بالمخلوق ذهب مالي باطلاً.
قال أبو زرعة رحمه الله فكان الذمي أعلم بالله عز وجل من عيسى.
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/140)


مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن والعشرين من شهر الله المحرم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
رواية شعبة عن سفيان الثوري رحمهما الله
235- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله، أنا أبو بكر محمد بن [عبد الله بن] ريذة، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد في المعجم، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عمرو بن الناقد، (ح) وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله غير مرة، ثنا أبو نعيم الحافظ وأبو عمر بن مهرة قالا: أنا أبو القاسم الطبراني في المسند، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب قالا: ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثني شعبة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا أبو قلابة، ثنا سعيد بن عامر، ثنا شعبة، عن سفيان الثوري، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا آكل متكئاً)) .
هذا حديث صحيح ثابت رواه عن علي بن الأقمر مسعر وشريك ومنصور ورقية بن مصقلة وزكريا بن أبي زائدة. ورواه عن شعبة أيضاً روح بن عبادة، أورده البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما.

(1/141)


236- أخبرنا به عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة قالا: أنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، (ح) وأخبرنا أبو غالب، أنا أبو بكر، أنا الطبراني، ثنا علي، ثنا أبو نعيم، ثنا مسعر، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن عمر بن يزيد، ثنا بكر بن بكار، ثنا مسعر كليهما عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا آكل متكئاً)) .
فعلى هذا كأني سمعت الأول من الطبراني وأبي الشيخ رحمهما الله.

(1/141)


237- أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ وأبو الفضل بن أبي منصور قالا: أنا محمد بن أحمد الكاتب، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا قاسم بن زكريا المطرز، ثنا أحمد بن عبد الله بن كردي، [ثنا غندر] ، ثنا شعبة، عن سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن رافع رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل في قسم الغنائم عشراً من الشاء ببعير)) .

(1/142)


238- أخبرنا [به] أبو علي الحداد قال: ثنا عبد الوهاب بن محمد المعلم، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا عمرو بن العباس، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن سعيد بن [مسروق بحديث] فيه هذا الذي ذكرناه، ثم قال في آخره: قال شعبة: وحدثنا سفيان عنه.
فكأن شعبة سمعه عن سفيان عن أبيه، ثم سمعه عن أبيه.

(1/142)


239- أخبرنا أبو الفضل بن أبي منصور والحسن بن أحمد قالا: أنا أبو طاهر الكاتب، أنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا مؤمل بن إهاب، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا شعبة، ثنا سفيان الثوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن يزيد بن وهب، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أكلتنا الضبع يعنى السنة، فقال: ((أنا لغير ذلك أخوف، أن تفتح على أمتي الدنيا فياليت أمتي لا يلبسون الذهب)) .
هذا حديث مشهور من حديث [سفيان، غريب من حديث] شعبة عنه.

(1/142)


240- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن مخلد، ثنا أحمد بن منصور، ثنا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد قال: كنت أمسك على أبي المصحف فمر بهذه الآية: { [قل] هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} قلت: هم الحرورية، قال: لا، هم أهل الكتاب، أما اليهود كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى كفروا بالجنة، قالوا ليس فيها طعام ولا شراب، قال: والحرورية: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} قرأ إلى: {هم الفاسقون} ، وكان سعد يسميهم: الفاسقين. [ص:143] فقال شعبة: فكنا عند منصور يوماً أنا وسفيان الثوري، فقال: أبلغكم في هذا شيء؟ فحدثته أنا بهذا، وحدثه سفيان عن علي بن الأقمر، عن مصعب بن سعد، وحدثنا هو عن هلال بن يساف، عن مصعب بن سعد بنحوه.
رواه وهب بن جرير، عن شعبة، عن سفيان مختصراً.

(1/142)


241- أخبرنا جعفر والحسن رحمهما الله قالا: أنا أبو طاهر، أنا أبو الشيخ، ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة، ثنا أحمد بن يحيى الجلاب، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا شعبة، ثنا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: قالت أم أيمن رضي الله عنها يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم: أبكي على انقطاع خبر السماء، فلما مات عمر رضي الله عنه قالت: اليوم وهى الإسلام.
وهذا أيضاً مشهور عن سفيان، غريب من حديث شعبة عنه. ولشعبة عن سفيان روايات صالحة من موقوفات وكلمات في أحاديث.

(1/143)


رواية سفيان عن رجل عن شعبة
242- أخبرنا الأصيل الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن أبي عبد الله رحمهم الله فيما كتب لي إذنه، (ح) وحدثني عنه من سمع قراءته عليه، أخبرنا أحمد بن الفضل المقرئ، أنا أحمد بن موسى، حدثني محمد بن حميد بن سهيل، ثنا أحمد بن خالد بن عمرو الحمصي، ثنا أبي، ثنا محمد بن حمير، ثنا سفيان الثوري، عن شريك، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي: أن رجلاً سأله عن الوتر فقال: إنه تطوع، ولكنه أشرف التطوع.
غريب لم أعرفه إلا من هذا الوجه.

(1/143)


رواية مالك بن أنس عن سفيان الثوري رحمهما الله
243- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا محمود بن علي بن عبيد الهروي، (ح) [ص:144] وأخبرناه نازلاً أستاذنا الإمام الحافظ قوام السنة أبو القاسم إسماعيل بن محمد، وأبو المظفر عبد الواحد بن محمد المقري رحمهما الله قالا: أنا عمر بن أحمد الفقيه، ثنا محمد بن علي الحافظ، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثني الحسن بن سهل، ثنا محمد بن يحيى بن ضرار المازني التستري قالا: ثنا محمد بن خليد الحنفي، ثنا مالك بن أنس، عن سفيان الثوري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه كذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اطلبوا الخير عند صباح الوجوه)) .
قال الدارقطني: وحدثني به محمد بن عمر بن محمد، ثنا محمد بن عمر بن حمدويه بالدينور من كتابه، ثنا عباد بن عمرو التيمي، ثنا مالك بن سلام، ثنا مالك بن أنس، عن سفيان الثوري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التمسوا الخير عند حسان الوجوه)) .
رواه التستري وتفرد به عن قبيصة عن سفيان، وقال أيضاً: عن أبي هريرة. وروي عن يزيد بن هارون، عن طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه.
وللحديث طرق وفيها اختلاف، والمحفوظ من حديث سفيان عن طلحة، عن عطاء مرسلاً.
ولمالك عن الثوري حديث آخر تقدم ذكرنا له.

(1/143)


رواية الثوري عن رجل عن مالك
244- أخبرنا الحسن بن محمد بن إبراهيم أبو نصر اليونارتي الحافظ، ثنا غانم بن عبد الواحد بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الرباطي، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا، ثنا سعيد بن عبد الله بن عجب الأنباري، ثنا إسحاق بن البهلول، ثنا قبيصة، (ح) وأخبرناه عالياً عبد الكريم الصوفي وغيره وأجدادنا رحمهم الله: [ص:145] أن طلحة بن عبد الرزاق أخبرهم، أنا محمد بن إسحاق الحافظ، أنا أحمد بن مهران الفارسي بمصر، ثنا جامع بن سوادة بمصر، ثنا خالد بن عبد الرحمن، عن سفيان الثوري، عن المغيرة، وقال خالد: عن شيخ من النخع يقال له: المغيرة، عن مالك بن أنس، عن هانئ بن حزام –وقال خالد: حرام أو حذام- قال: كنت عند عمر رضي الله عنه فجاءه كتاب عامل من عماله يسأله عن رجل وجد مع امرأته رجلاً فقتله؟ فكتب إليه عمر رضي الله عنه في السر: يعطي الدية، وكتب إليه في العلانية: أقد منه.
مغيرة هو: أبو النعمان النخعي، كوفي.
وقد رواه أبو عاصم، وأبو حذيفة عن سفيان، مثله.
وهانئ: قيل: هو ابن حزام بالزاي وأن الراء فيه تصحيف من عبد الرحمن بن مهدي، وقيل: إن مالك بن أنس هذا نخعي، كوفي، وليس بمالك بن أنس المدني. غير أن أبا أحمد بن عدي الحافظ أورده في مسند مالك بن أنس المدني.

(1/144)


245- أخبرنا الشريف الزاهد أبو محمد بن حمزة بن العباس العلوي، بانتقاء الإمام الحافظ قوام السنة أبي القاسم رحمهما الله، أنا الحسين بن عبد الله بن المرزبان، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، حدثني عبد الله بن جابر، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن، ثنا سفيان الثوري قال: وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام.

(1/145)


246- وأخبرنا حمزة هذا، ثنا الحسين، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا محمد بن المرزبان بمكة قال: سمعت علي بن محمد القاضي، قال: سمعت أبا عبيد المحاملي يقول: سمعت ابن أبي عوف يقول: أنا منذ عشرين سنة كلما قدمت بغلتي لأركبها أقول: اللهم اكفني شر من أحسنت إليه.

(1/145)


247- أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز رحمه الله بقراءتي عليه، أنا عبد الرحمن بن أحمد الإمام، قال: سمعت محمد بن الحسين، عن علي بن سعيد الرازي، عن أبي محمد الجريري، قال: كان في جوار الجنيد رجل مصاب في خربة، فلما مات الجنيد رحمه الله، ودفناه ورجعنا من جنازته، تقدمنا ذلك المصاب، فصعد موضعاً رفيعاً واستقبلني وقال: يا أبا محمد، أتراني أرجع إلى تلك الخربة وقد فقدت ذلك السيد، ثم أنشأ يقول: [ص:146]
وا أسفى من فراق قوم ... هم المصابيح والحصون
والمدن والمزن والرواسي ... والخير والأمن والسكون
لم تتغير لنا الليالي حتى ... توفتهم المنون
وكل جمر لنا قلوب ... وكل ماء لنا عيون
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/145)


مجلس آخر أملي يوم السبت السادس من صفر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
رواية مسعر عن سفيان الثوري رحمهما الله
248- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله بقراءة والدي عليه رحمه الله سنة ست، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري واللفظ لهذه الرواية، (ح) وأخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الحرقي رحمه الله إذناً: أن أبا نعيم أجاز له، ثنا علي بن محمد بن إسحاق أبو الحسن الطوسي بمكة، ثنا إسماعيل بن محمد بن سنان الشيزري، ثنا الحسين بن السميدع، ثنا موسى بن أيوب، ثنا وكيع، ثنا مسعر، عن سفيان الثوري، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أشرب وأنا حائض من الإناء، فيأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب.

(1/146)


249- وبه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت آخذ العرق وأنا حائض فأنهس منه، ثم يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فينهس منه. [ص:147] قال وكيع: ثنا مسعر عن سفيان من كتابه. ورواه مسعر عن المقدام نفسه. قال أبو نعيم: تفرد به موسى عن وكيع.
قال الإمام حرسه الله: هكذا رواه، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم في كتابه، عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي خيثمة، عن وكيع، عن مسعر وسفيان معاً، عن المقدام وهو الصحيح.

(1/146)


250-وأخبرنا أبو الفتح السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا محمد بن مخلد، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ثنا شهاب بن عباد، ثنا محمد بن بشر، عن مسعر، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه قال: سألت أبياً رضي الله عنه عن النبيذ، فقال: اشرب العسل، اشرب السويق، اشرب الماء، اشرب اللبن الذي نجعت به، ثم قال عن الخمر تسألني.
هذا الحديث مشهور بهذا الإسناد من حديث جعفر الصائغ.

(1/147)


رواية سفيان عن رجل عن مسعر
251- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه سنة ثمان رحمهما الله، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي إذناً، أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق الحافظ، ثنا علي بن عبد الله المروزي بمرو، ثنا محمد بن يوسف الرازي، ثنا أشعث بن عطاء، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: جاءني أبو حنيفة يوماً فقال لي: يا أبا عبد الله مررت برجل يقال له مسعر فسمعته يقول: ثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البزاق في المسجد خطيئة، وكفارته دفنه)) .
فقلت له: إن هذا الحق كما أن هذا النهار حق. قال أبو بكر: سمعت أبا عبد الله يقول: هذا حديث غريب من حديث أبي حنيفة والثوري جميعاً.
هذا حديث صحيح اتفق الأئمة على ثبوته، وأخرجوه في كتبهم الصحاح من عدة طرق.

(1/147)


252- أخبرنا به عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، ثنا عبد العزيز القرشي، ثنا مسعر، ثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه [يرفعه] قال: ((البزاق في المسجد لخطيئة، وكفارتها أن تواريه)) . ساوى الحافظ أبا عبد الله في روايته.

(1/148)


رواية محمد بن إدريس الشافعي عن أحمد بن حنبل رحمهما الله
253- قرأت على أبي القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي بكرخ بغداد في درب السلولي من غربي بغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن مهدي، أنا أبو بكر الخرشي، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، (ح) قال أحمد: وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن الإستراباذي ببيت المقدس، ثنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان المرادي، أنا الشافعي، أنا الثقة -زاد أبو سعد: وهو أحمد بن حنبل ثم اتفقا- عن عبد الله بن الحارث -إن لم أكن سمعته من عبد الله-، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن قسيط، عن سعيد بن المسيب: أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في الملطاة بنصف دية الموضحة.

(1/148)


254- وأخبرنا هبة الله، أنا أبو بكر، أنا أبو سعيد الصيرفي، ثنا الأصم، ثنا الربيع، أنا الشافعي، أنا الثقة من أصحابنا، عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة.
قال أبو بكر: قال لي أبو الفضل بن الفكهي الحافظ: الذي لم يسمه الشافعي هو: أحمد بن حنبل.

(1/148)


255- أخبرنا به عالياً الحسن بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن محمد المعلم سنة خمس [ص:149] وعشرين، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن عمرو القطراني، ثنا سليمان بن حرب، (ح) قال سليمان: وثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، (ح) قال: وثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق قالوا: ثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: أمد أهل الكوفة أهل البصرة من نهاوند وكان على أهل الكوفة عمار بن ياسر رضي الله عنهما، فأراد أن يشاركهم في غنائمهم، فقال رجل من بني عطارد: يا جدع تريد أن تشاركنا في غنائمنا، فقال حين أدنى: سببت، وكانت أذنه جدعت في سبيل الله، فكتب في ذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكتب عمر: إن الغنيمة لمن شهد الواقعة.
فعلى هذا كأني سمعت الأول من الأصم.

(1/148)


رواية أحمد بن حنبل عن رجل عن الشافعي رحمهم الله
256- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله، أنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين الرازي الزاهد السمان قدم علينا، قال: قرأت على أحمد بن محمد بن محمود البزار بتستر، حدثكم الحسن بن أحمد بن المبارك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا محمد بن إدريس الشافعي، ثنا يحيى بن سليم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن الشمس كسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في كل ركعة ركوعين.

(1/149)


257- أخبرنا به الإمام أبو نصر أحمد بن عمر الحافظ قرأته عليه، أنا مسعود بن ناصر السجستاني الحافظ، أنا أبو الحسن [علي بن بشري الليثي السجستاني، ثنا أبو الحسن] محمد بن الحسن العاصمي، ثنا أبو الوفا المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس إملاء في داره بنيسابور، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، أخبرنا الشافعي، أنا يحيى بن سليم الطائفي بمعنى هذا الحديث في الكسوف.

(1/149)


258- وأخبرنا أبو علي الحداد فيما أذن، أن أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ كتب إليه من قزوين، ثنا أحمد بن محمد بن عمر الزاهد بنيسابور، ثنا عبد الملك بن عدي، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، ثنا محمد بن إدريس الشافعي، ثنا ابن سليم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الخوف ركعتين، كل ركعة بركوعين وسجدتين.
قال الخليل: تفرد به الشافعي عن يحيى، وتفرد به يحيى عن عبيد الله، قال [ص:150] الخليل: أنا الحسن بن عبد الرزاق بن محمد، ثنا علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي وأنا سألته، حدثني سليمان بن داود الهاشمي، ثنا الشافعي بإسناده، مثله.
كذا قال: صلاة الخوف، ولعله كان في بعض النسخ صلاة الخوف، وكانت السين ممدودة بلا أسنان فصحف بالخوف.

(1/149)


259- أخبرنا أبو منصور [بن] زريق القزاز ببغداد رحمه الله، أنا أبو بكر بن ثابت الخطيب، ثنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا علي بن عبد العزيز البردعي، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا إبراهيم بن خالد الرازي، قال: سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت أبا الوليد الجارودي يقول: قدم علينا الشافعي رحمه الله [فقال] : ما خلفت بالعراق رجلين أعقل منهما: سليمان بن داود، وأحمد بن حنبل رحمهما الله.

(1/150)


260- (ح) قال: الخطيب، أنا علي بن طلحة المقري، أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أنا محمد بن محمد بن داود الكرخي، ثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: بلغني عن ابن مسلم بن وارة قال: سمعت سليمان بن داود الهاشمي يقول: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات.

(1/150)


261- (ح) قال ابن خراش: وبلغني عن أحمد بن حنبل رحمه الله قال: لو قيل لي اختر للأمة رجلاً استخلفت عليهم، لاستخلفت سليمان بن داود الهاشمي.

(1/150)


262- أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو سعد السمان، أنشدنا أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي، أنشدني أبو عبد الله محمد بن بكر بن الأشج الأديب بالمغرب قال: كان أبو بكر الزاهد بالأندلس كثيراً ما ينشدنا:
انظر إلى الناس بعين البلى ... يقل في عينك أعلاهم
كلهم دنياه متروكة ... فلا يغرنك دنياهم
لله إخوانٌ لنا قد مضوا ... يهووننا كانوا ونهواهم
ثم تولوا فكأن لم نكن ... يوماً من الدهر عرفناهم
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/150)


مجلس آخر، أملي يوم السبت الثالث عشر من صفر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
رواية خارجة بن مصعب عن الليث بن سعد
263- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله، واللفظ لروايته قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، (ح) قال سليمان: وحدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح قالا: ثنا موسى بن علي بن رباح، (ح) وأخبرنا أبو منصور محمد بن [عبد الله بن مندويه] الشروطي، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النصر، ثنا الليث، عن موسى بن علي، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أخبرنا علي بن عمر بن مهدي، ثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، ثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا خارجة بن مصعب، عن ليث بن سعد، عن موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه يقول: ((ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، أو نقبر فيهن موتانا: حتى تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب)) .
هذا حديث صحيح، رواه الناس عن موسى بن علي، وهو مخرج في الصحيح من حديثه، ففي الطريق الأول كأني سمعته مع الدارقطني من شيخه.

(1/151)


رواية الليث عن رجل عن خارجة
264- أخبرنا أبو منصور بن مندويه المعدل وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمهما الله [قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن صالح] ، حدثني الليث بن سعد، حدثني إبراهيم بن أعين، [ص:152] عن خارجة بن مصعب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، [عن أبي هريرة] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزي ولد والده، إلا أن يجده مملوكاً فيعتقه)) .
قال سليمان: لم يروه عن خارجة إلا إبراهيم، تفرد به الليث.
هذا حديث ثابت مشهور من حديث سهيل، رواه عنه الأعلام كمالك، والثوري، وزهير، وجرير، وابن جريج، والعلاء بن خالد، وهدبة بن المنهال، وخالد بن عبد الله، وورقاء وجعفر بن زياد الأحمر، وعلي بن عاصم، وأبي خيثمة، وغيرهم، وتابع سهيلاً إسماعيل بن سميع، عن أبي صالح، أخرجه مسلم في صحيحه من حديث الثوري وجرير.

(1/151)


265- (ح) أخبرنا به عالياً أبو القاسم غانم بن أبي نصر [البرجي] والحسن بن أحمد المقرئ رحمهما الله قالا: ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا، [أنا] أبو عبد الله الجمال كتابة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي ثنا أبو عوانة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزي ولد والده إلا أن يجده عبداً فيعتقه)) .

(1/152)


رواية أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن سفيان بن عيينة
266- أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي رحمه الله قرأته عليه بكرخ بغداد، أنا أحمد بن علي بن مهدي، أنا علي بن محمد بن عبد الله، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن نوفل، عن رجل من مزينة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال لهم: ((إن سمعتم أذاناً أو رأيتم مسجداً فلا تقتلوا أحداً)) .

(1/152)


267- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا محمد بن أحمد، أنا علي بن عمر، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كنت أنا وأمي من المستضعفين)) .

(1/153)


رواية ابن عيينة عن رجل عن أبي إسحاق الفزاري
268- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدثني صالح بن علي الحصيني بمصر، ثنا أبو بشر الدولابي، ثنا محمد بن منصور، ثنا سفيان، ثنا دفافة، عن أبي إسحاق الفزاري قال: قال عمر رضي الله عنه: أحب الناس إلي من أهدى إلي عيوبي.

(1/153)


رواية بقية بن الوليد عن أبي ضمرة أنس بن عياض
269-أخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن محمد بن سعيد البزاز، ثنا جحدر بن الحارث، ثنا بقية، عن أنس بن عياض، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدران المدينة أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها تباشراً بالمدينة.

(1/153)


رواية أبي ضمرة، عن رجل، عن بقية
270- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا أبو محمد بن صاعد، ثنا هارون بن موسى القروي، ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض، ثنا بشر أو بشير بن سليمان -رجل من أهل التقوى-، عن بقية بن الوليد، حدثني يزيد بن سنان، حدثني منصور بن زاذان، حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مجوس العرب مجوس العرب وإن صلوا -يعني القدرية-)) .
هذا حديث مشهور من هذا الطريق ببقية واختلف عليه في إسناده.

(1/153)


رواية عبد الله بن المبارك عن سفيان بن عيينة
271- أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن عبد الله بن البنا بقراءتي عليه ببغداد رحمه الله، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، وأبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق قالا: أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن المروزي، أنا عبد الله بن المبارك، أنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يقول: ((قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه معاً، قالوا يا رسول الله: قد غفر الله تعالى لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبداً شكوراً)) . (ح) قال الحسين: أخبرناه سفيان بإسناده إلا أنه قال: ((حتى تورمت قدماه)) .
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عيينة.

(1/154)


272- قرأت على هبة الله بن عبد الله بن الواسطي الشروطي، بكرخ بغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن مهدي الحافظ، أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنا دعلج بن أحمد، أنا الحسن بن سفيان، أنا حبان، أنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب قال: قال عبد الله بن جحش رضي الله عنه يوم أحد: ((اللهم إني أقسم عليك إذا لقينا العدو أن يقتلوني، ثم يبقروا بطني ثم يمثلوا بي، فإذا لقيتك سألتني: فيم هذا؟ فأقول: فيك، قال: فلقي العدو، فقتل وفعل به ذلك)) . قال ابن المسيب: وإني لأرجو أن يبر اله تعالى آخر قسمه كما أبر أوله.
يروى هذا من غير هذا الوجه أيضاً، ولابن المبارك عن ابن عيينة أحاديث وآثار كثيرة.

(1/154)


رواية ابن عيينة عن رجل عن ابن المبارك
273- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحمن، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد، ثنا إسحاق بن يعقوب أبو العباس العطار، قال: سمعت محمد بن عباد المكي يقول: ثنا سفيان قال: حدثوني عن ابن المبارك (عني عن ابن طاوس) عن أبيه قال: ((ليس في القلس وضوء))
هذا مما كان ابن عيينة نسيه، ثم حدث به أن ابن المبارك يروي عنه، فكان يحدث به هكذا، ومنهم من يقول: عن ابن عيينة، عن المبارك.

(1/155)


274- قرأت على أبي الرجاء أحمد بن أبي الفضل المقرئ، أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا محمد بن الحسن إجازة، عن أبي نصر الطوسي، عن أبي علي اللؤلؤي:
وقائلة ما بال وجهك شاحباً ... فقلت لها مالا يقوم له صبر
تغير أحوالي وفقد حبايبي ... وموت أحبائي فقالت كذا الدهر
آخر الجزء الثالث، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

(1/155)


الجزء الرابع من كتاب ((اللطائف من علوم المعارف))
مما أملاه الشيخ الإمام الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني أبقاه الله مما لم يسبق إليه متعنا الله تعالى والمسلمين به

(1/157)


بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ محيي السنة، نور الأئمة، شمس الحفاظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني حرسه الله، إملاءً من لفظه يوم السبت العشرين من صفر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
رواية عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
275- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد المقري التاجر، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا محمد بن أحمد بن زريق بن الأعجم بصنعاء، حدثني جرير بن المستلم أبو المستلم، ثنا عبد المجيد هو ابن أبي رواد، عن ابن جريج، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن المؤمن كقتله)) .
كذا رواه ابن جريج، عن الأوزاعي (عن يحيى بن أبي كثير) معضلاً وهو بعض من حديث مشهور صحيح مسند متصل.

(1/159)


276- أخبرنا به (أبو القاسم غانم) بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحسن بن أحمد المقري رحمهما الله قالا: ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا إسحاق الدبري، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، [ص:160] ومن حلف بملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قال لمؤمن: يا كافر فهو كقتله)) .
وقد روي عن الأوزاعي أيضاً عن يحيى متصلاً مسنداً غير أنه ليس فيه لفظة اللعن.

(1/159)


277- أخبرنا [بذلك] أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله التاني، أنا [أبو] القاسم الطبراني الحافظ، ثنا أنس بن مسلم الخولاني، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بملة سوى الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، وليس على الرجل نذر فيما لا يملك)) .
وهو حديث صحيح متفق عليه من حديث أيوب السختياني، ويحيى بن أبي كثير، وخالد الحذاء، عن أبي قلابة أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله في الصحاح من عدة طرق.

(1/160)


رواية الأوزاعي عن رجل عن ابن جريج
278- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا هاشم بن مرثد، ثنا صفوان بن صالح، حدثني الوليد بن مسلم، حدثني أبو عمرة الأوزاعي، حدثني رجل، عن ابن جريج قال: سئل ابن عباس رضي الله عنهما، عن رجل جعل عليه المشي إلى الكعبة، من أين يمشي؟ فقال ابن عباس رضي الله عنه: ((من حيث نوى، فإن لم يكن نوى فمن ميقاته)) .

(1/160)


رواية مالك بن أنس عن الليث بن سعد
279- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا محمد بن الفرج الأزرق، ثنا منصور بن [ص:161] سلمة، (ح) وأخبرنا عالياً أبو بكر أحمد بن علي بن موسى الأديب رحمه الله بقراءتي عليه في منزلي، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، (ح) وأخبرنا أبو علي المقرئ، ثنا أبو بكر محمد بن علي الجوزداني وأبو الطيب بن شمة، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر الكاتب قالوا: أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا عيسى بن حماد، قالا: أنا الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله الخولاني قال: ((رأيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها نصلي في درع سابغ لا إزار عليها)) .
قال أبو سلمة منصور بن سلمة: وهذا مما كان رواه مالك بن أنس، عن الليث بن سعد.

(1/160)


280- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز رحمه الله بغربي بغداد، أنا أحمد بن علي بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا علي بن محمد المصري، ثنا محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة، ثنا هارون بن سعيد، عن الهيثم قال: سمعت ابن وهب يقول: كل ما كان في كتب مالك: وأخبرني من أرضى من أهل العلم هو الليث بن سعد.

(1/161)


281- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن إبراهيم بن علي، حدثني أخو أبي عجيبة الحافظ محمد بن موسى الحضرمي، ثنا غيلان بن محمد بن المغيرة قال: سمعت أبا صالح يقول: كنا على باب مالك بن أنس فامتنع علينا، فقلنا: ليس يشبه صاحبنا، قال: فسمع مالك كلامنا وأدخلنا عليه، فقال لنا: من صاحبكم؟ قلنا: الليث بن سعد قال: ((تشبهوني برجل كتبنا إليه في قليل عصفر نصبغ به ثياب صبياننا فأنفذ إلينا ما يصبغ به ثيابنا وثياب صبياننا، وثياب جيراننا، وبعنا الفضلة بألف دينار)) .

(1/161)


رواية الليث عن رجل عن مالك
282-أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الكاتب رحمه الله، أنا محمد بن أحمد بن محمد الكاتب، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا البرتي هو أبو حبيب العباس بن أحمد، ثنا خلف هو ابن هشام. (ح) قال أبو الشيخ: [ص:162] وثنا أبو سعيد هو أحمد بن محمد بن سعيد المغيثي، ثنا أبو مصعب، (ح) قال أبو الشيخ: وحدثني محمد بن سهل العطار، ثنا هاشم بن يونس الدهان، ثنا أبو صالح، حدثني الليث، عن سعيد بن عبد الرحمن هو الجمحي جميعاً، عن مالك، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله تعالى فلا يعصه)) .
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري، عن أبي نعيم، وأبي عاصم، عن مالك.

(1/161)


رواية الليث عن رجل آخر عن مالك
283- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس، وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية رحمهما الله، قالا: أنا أبو بكر بن ريذة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، أخبرني يحيى بن أيوب، عن مالك بن أنس، عن [ابن] شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول:] ((ليس الكذاب الذي يمشي [يصلح] بين الناس فينمي خيراً أو يقوله)) .
قال سليمان: لم يروه عن مالك إلا يحيى، تفرد به الليث.

(1/162)


284- أخبرنا به عالياً أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه الشروطي رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان قال: قال الزهري: عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم بنت عقبة -وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس [ص:163] الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً)) .
صحيح متفق عليه من حديث الزهري، أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديثه، ورواه الجم الغفير عنه.
فعلى هذا كأني سمعت الأول من الطبراني.

(1/162)


رواية الليث عن رجل عن آخر عن مالك
285- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا أبو الحسن الحافظ قال: وحدث أيضاً يعني الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن مالك.

(1/163)


286- أخبرنا أبو المؤيد الحسن بن محمد بن عبد الله المعلم الوراق من محلتنا، أنا إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثني محمد بن أبي عمرو المصعبي، حدثني عبد الله بن إسحاق الصغدي، حدثني عثمان بن خروزاذ، ثنا أحمد بن دهقان، ثنا الفرات [بن] محبوب، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما مات أبو طالب ضرب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما أسرع ما وجدنا فقدك يا عماه)) .
قال أبو صالح المؤذن في تخريجه، عن إسماعيل بن مسعدة: غريب من حديث أبي حصين، عن أبي صالح ذكوان، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

(1/163)


287- وأخبرنا الحسن بن أحمد، أنا إسماعيل، أنا أبو إسماعيل أحمد بن حمزة بن محمد الصوفي الهروي، حدثني أبو عياض أحمد بن محمد بن يعقوب، ثنا منصور الحراني، ثنا منصور الحربي، ثنا جعفر بن محمد قال: سمعت الجنيد بن محمد قال: كلمت يوماً حسن المسوحي في شيء، عن الأنس بالله تعالى فقال لي: وهل تدري ما الأنس بالله تعالى؟! والله لو مات من تحت أديم السماء لما استوحشت.

(1/163)


288- وأخبرنا الحسن، أنا إسماعيل، ثنا أبو الحسن محمد بن علي الطبري، [ص:164] حدثني أبو محمد عبد الله بن روح بن الفرج الضرير، حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، أنشدني محمد بن محمد بن إسحاق القاضي الدبوسي:
عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ... وللمشتري دنياه بالدين أعجب
وأعجب من هذين من باع دينه ... بدنيا سواه ذاك من ذين أعجب
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/163)


مجلس آخر أملي يوم السبت السابع والعشرين من صفر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
رواية صفوان بن سليم عن إبراهيم بن طهمان
289- أخبرنا القاضي أبو سهل عبد الله بن محمد بن عمر المعدل إمام الجامع رحمه الله، أخبرنا عبد الوهاب بن محمد التاجر، أنا والدي قراءة عليه، أنا محمد بن إبراهيم بن مروان، ثنا زكريا بن يحيى بن إياس، ثنا سعيد بن كثير بن يحيى، ثنا إسحاق بن إبراهيم المزني، عن صفوان بن سليم، عن إبراهيم بن طهمان قال: قال يزيد بن أبي زياد، قال مقسم: بينا نحن عند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إذ أتي بجفنة خبز ولحم فقال: ((خذوا باسم الله من جوانبها ودعوا ذروتها، فإنما ينزل الله تعالى البركة من ذروتها)) . قال: فأكلنا. قال: وبلغنا أن سعيد بن جبير كان يحدث عن ابن عباس مثل ذلك.

(1/164)


290- وبه عن صفوان، عن ابن طهمان قال: قال مسعر بن كدام: قال القاسم بن عبد الرحمن: ((إن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أتي بجارية لم تحض قد سرقت فخلى سبيلها)) .
هذا حديث عزيز من حديث صفوان، وعداده في التابعين عن إبراهيم، وهو من أتباع التابعين، لم أكتبه فيما أعلم من حديث صفوان إلا من هذا الوجه.

(1/165)


291- (ح) أخبرنا بالحديث الأول أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أتي ابن عباس بجفنة ذات ثريد وعراق فقال: ((خذوا باسم الله عليكم بالنواحي واتقوا الذروة، فإن الذروة تنزل عليها البركة)) ثم قام إلى بساط في البيت فصلى عليه، فقلت: يا أبا عباس: قد كان يقال: توضئوا مما مست النار، فقال: ((لولا النار لم نأكله، وما زادته النار إلا طيباً)) .
وأما الحديث الآخر فقد روي مرفوعاً.

(1/165)


292- أخبرنا به الحسن بن مهرة فيما كتب لي إذنه أن أحمد بن عبد الله حدثهم، ثنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبدان، ثنا الحسن بن علي بن بحر قال: وجدت في كتاب: ثنا حكام بن مسلم، عن سعيد بن سابق، عن سفيان، عن مسعر، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجارية قد سرقت فوجدها لم تحض فلم يقطعها)) .

(1/165)


رواية إبراهيم عن رجل عن صفوان
293- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الرزاق أبو طاهر الحسناباذي رحمه الله قرأنا عليه، عن كتاب أبي بكر بن أبي علي. (ح) وأخبرنا به أبو العباس أحمد بن أبي الفتح الخرقي رحمه الله إذناً أن عبد العزيز بن أحمد بن فاذويه وأبا القاسم بن أبي بكر أخبراه قالا: أخبرنا أبو محمد بن حبان، ثنا بشر بن أبي السري، أنا أحمد بن حفص، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن طهمان. (ح) قال أبو محمد: وأخبرنا إسحاق بن أحمد، ثنا محمد بن [ص:166] حميد، ثنا كنانة، عن إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خفف على داود صلى الله عليه وسلم القرآن، فكان يأمر بدابته فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج)) .
هذا حديث صحيح، أخرجوه من وجوه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا الطريق أورده البخاري رحمه الله في الصحيح معلقاً من غير سماع، وهذه نسخة صحيحة [صالحة] يقع فيها أحاديث حسان.

(1/165)


رواية صفوان بن سليم عن يحيى بن سعيد الأنصاري
294- أخبرنا الحسن بن أحمد فيما أذن (لي) أن أبا نعيم حدثهم قال: ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون الوراق بمكة، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، ثنا القاسم بن عبد الله بن عامر، ثنا محمد بن عمار الصائدي، ثنا داود بن الوازع، عن صفوان بن سليم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث –يعني النساء- لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل)) .
هذا حديث ثابت صحيح من حديث يحيى بن سعيد، رواه عنه الناس، وأخرجوه في الصحاح من حديثه، غريب من حديث صفوان عنه، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.

(1/166)


رواية يحيى عن رجل عن صفوان
295- أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الدليلي، ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير إملاءً من أصل كتابه، ثنا أبو الربيع الناقد، ثنا بشر بن عمر، ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن صفوان بن [ص:167] سليم، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {اقرأ باسم ربك الذي خلق} .
كذا ذكره ابن المقرئ. ورواه الطبراني عن أحمد بن زهير هذا فقال أبو الربيع الحارثي وهو الصواب، ذكرناه في الجزء الثاني لأن الناقد اسمه عيسى بن علي بن عيسى، والحارثي: عبيد الله بن محمد بن يحيى. رواه عيسى بن حماد زغبة، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان لم يذكر يحيى بن سعيد ولا يزيد بن الهاد.

(1/166)


رواية يحيى بن سعيد القطان عن عبد الرحمن بن مهدي
296- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ومحمد بن صالح بن خلف الجواربي قالا: ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله عز وجل: {إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} قال: قال: لا إله إلا الله.
(ح) قال عمرو بن علي: فحدثت به يحيى بن سعيد، فقال: كتبته عن عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي معاوية.

(1/167)


297- (ح) وبه قال: أخبرنا الدارقطني، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي قال: قال [عفان: قال] يحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن بن مهدي يقول: إن شعبة كان لا يقول: ثنا فلان للذي حدث عنه شعبة. قال أبي: وإنما أراد أن يعيب بهذا عبد الرحمن.

(1/167)


رواية عبد الرحمن بن مهدي عن رجل عن يحيى بن سعيد
298- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا علي بن [ص:168] عمر الحافظ، حدثني محمد بن داود بن سليمان النيسابوري، ثنا أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي ومحمد بن عمير الرازي، قالا: ثنا محمد بن حماد المصيصي بالرملة، ثنا إبراهيم بن عثمان بن زياد المصيصي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن حسان، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن يحيى بن سعيد القطان، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وتعزروه} قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذاك؟)) قلنا: الله تعالى ورسوله أعلم قال: ((تنصرونه)) . (ح) قال علي: حدثني محمد بن الحسين بن علي النصيبي، ثنا عبد الله بن سعيد القاضي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، بهذا الإسناد.

(1/167)


299-أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب رحمه الله قرأته عليه، أنا أحمد بن محمد بن أحمد أبو طاهر الثقفي، أنا عبد الله بن محمد المقري، أنا أحمد بن محمد الصوفي، ثنا عبد الله بن محمد الأموي، ثنا هارون بن عبد الله يقول في بكائه: ويحي كيف أنسى من الموت ما [قد] وكل بي، ويحي أنساه ولا ينساني، ويحي إنه يقص أثري فإن فررت لقيني، وإن أقمت أدركني، ويحي كيف أغفل ولا يغفل عني، ويحي كيف تهنيني الحياة ولا أدري ما أجلي، أم كيف يطول أملي والموت في أثري.

(1/168)


300- وبه قال عبد الله: حدثني محمد هو بن الحسين البرجلاني، حدثني يوسف ابن الحكم، قال: كان طريف القرشي الزاهد يقول:
كم من عزيز الملك نغص ملكه ... بالعزل كرهاً أو بموت معجل
ومشيد داراً يريد نزولها ... نزل القبور فعطلت لم تنزل
ومبادر يسعى ليدرك حاجة ... يسعى ولا يدري لحتف مثكل
ومكرم في الحي يؤمل نفعه ... وافى الحمام فصار غير مؤمل
وجليس قوم كان يمزح صحة ... ألفوه مرمياً بداءٍ معضل
وجماعة من حي صدق قد مضوا ... طحن الزمان جموعهم بالكلكل
كنا جميعاً ثم فرق بيننا ... دهر سيلحق حينا بالأول
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/168)


مجلس آخر أملي يوم السبت من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
رواية سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري أيضاً رحمهم الله
301- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد أبو الفتح المقري التاجر، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الكاتب، أنا أبو الحسين علي بن عمر بن أحمد الحافظ، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ثنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفات فسمعته يقول: ((الحج عرفات)) .
قد ذكرنا هذا الحديث بطرقه فيما تقدم مع غيره من رواية ابن عيينة عن الثوري، وهذا رواية الثوري عن رجل غير من ذكرناه فيما تقدم عن ابن عيينة.

(1/169)


302- أخبرنا الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الأسواري وغير واحد رحمهم الله فيما أذنوا لي: أن أحمد بن جعفر الفقيه أجاز لهم، أنا أبو سعد أحمد بن محمد بن عبد الله بن الخليل بقراءتي عليه، أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن بكير الصيرفي، حدثني أبو أسامة عبد الله بن قتادة بحران من أصل كتابه، ثنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن هارون الوراق أبو أحمد الحافظ، حدثني أبو زكريا يحيى بن خشيش الهشامي بحران، ثنا محمد بن حماد الأنطاكي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن حسان التنيسي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن شعبة بن الحجاج، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت: {وما قدروا الله حق قدره} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عظموا الله حق عظمته)) .
هذا حديث غريب [بهذا الإسناد] ، لم أكتبه هكذا إلا من هذا الوجه.

(1/169)