اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف

 [14] باب ذكر نوع أعلى منه برجل وأكثر
حديث لأحمد بن عاصم عن أربعة عن علي بن المديني سمعه من علي
715- أخبرنا هبة الله بن الواسطي، أنا أحمد بن علي إذناً، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى بن موسى، أنا علي بن محمد المصري، ثنا محمد بن فيروز، حدثني أحمد بن محمد الدوري، ثنا أبو عبد الله الجوزجاني، ثنا أحمد بن عاصم البلخي، ثنا محمد بن خلف العسقلاني، ثنا أبو بكر الأعين، عن حميد بن الربيع الخزاز، عن أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني، عن عبد الرحمن بن مهدي، بإسناد الحديث الذي تقدم مثله.
(ح) قال أحمد بن عاصم: فلقيت علي بن المديني فحدثني.
قال ابن فيروز: حدثنا حميد بن الربيع، قال حميد: فلقيت علي بن المديني في جنازة معاذ بن معاذ فقال: لأحدثنك بحديث ما طن فأذنك مثله، حدثني صاحب هذا السرير -يعني معاذ بن معاذ-[يعني] بهذا الحديث.
وفي هذا الإسناد رواية ابن فيروز عن حميد وعن رجل عن آخر عن ثالث عن رابع عن خامس عنه:

(1/359)


716- أنشدنا الإمام قوام السنة إسناد أهل العصر أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ -رحمه الله- لبعضهم:
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لي في حرامٍ منهم وطر
كذلك الحب لا إتيان معصية ... لا خير في لذةٍ من بعدها سقر
آخر المجلس، وصلى الله على محمد وآله.

(1/359)


مجلس آخر أملي يوم السبت السادس والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، قال:
حديث لشعبة نحوا مما تقدم
717- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن علي بن مسلم، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا محمد بن سعيد، ثنا نصر بن حماد، قال: سمعني شعبة أحدث، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من توضأ ثم صلى ركعتين غفر الله عز وجل له ما تقدم من ذنبه)) .
فلطمني شعبة فتنحيت ناحية، فقال: ما له يبكي؟ فقال له ابن إدريس: إنك أسأت إليه، فقال شعبة: انظر ما يحدث عن إسرائيل عن أبي إسحاق، أنا قلت لأبي إسحاق: من حدثك بهذا الحديث، قال: حدثني عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر، فقلت: سمع عبد الله من عقبة، ومسعر حاضر، فقال مسعر: عبد الله بن عطاء بمكة، فرحلت إلى مكة ولم أرد الحج أردت الحديث، فسألت عبد الله بن عطاء عن الحديث، فقال سعد بن إبراهيم حدثني، فقال مالك بن أنس: سعد بالمدينة لم يحج العام، فرحلت إلى المدينة فسألت عنه سعداً فقال: الحديث من عندكم، زياد بن مخراق حدثني فقلت: أي شيء هذا الحديث؛ بينا هو كوفي إذ صار مكياً إذ صار مدنياً إذ صار بصرياً، فأتيت البصرة، فسألت عنه زيد بن مخراق فقال: ليس بحديث من يأتيك. قلت: لابد من أن تخبرني به، فقال: حدثني شهر بن حوشب عن أبي ريحانة عن عقبة، فلما ذكر شهراً، قلت: دمر علي هذا الحديث، قال نصر: قال شعبة: والله لو صح هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إلي من أهلي ومالي ومن الناس أجمعين.
رواه غير واحد عن محمد بن سعيد عن يحيى العطار، ولهذا الحديث طريق غير هذا في صحيح مسلم.

(1/360)


718- أخبرنا أبو علي الحداد وإسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، قالا: أنا أحمد بن [ص:361] الفضل المقري، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الهروي، ثنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، ثنا أبو محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن الفرج بن شاكر الأحمري، ثنا عبيد الله بن سعيد، ثنا أبي، ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام الأزدي، قاضي طرسوس، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق: حدثني عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: كنا نتناوب -يعني الرعية- على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئته يوماً فرأيته على المنبر وهو يقول: ((من توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين كفرت خطاياه)) .
فقلت لأبي إسحاق: من عبد الله بن عطاء؟ قال: شيخ من أهل الطائف لقيته بمكة، فحججت، وقدم عبد الله بن عطاء فلقيته فسألته عن الحديث، فحدثني به، فقلت: من حدثك بهذا؟ قال: سعد بن إبراهيم، فلقيت سعد بن إبراهيم فسألته عن الحديث فحدثني، فقلت: من حدثك بهذا؟ [قال: زياد بن مخراق، قال: فلقيت زياد بن مخراق فسألته عن الحديث، فقلت: من حدثك بهذا] الحديث؟ فقال: حدثني رجل عن شهر بن حوشب.
ذكر أبو بكر الخطيب في المراسيل قال: بين عبد الله بن عطاء وعقبة -يعني في هذا الحديث- غير واحد، منهم: الأسود عن محمد بن المنكدر عن زياد بن مخراق عن رجل عن شهر عن أبي ريحانة عن عقبة، وقد رواه غير واحد عن أبي إسحاق فلم يذكروا العلة.

(1/360)


719-كما أخبرنا [به] أبو غالب أحمد بن العباس -رحمه الله، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الضبي، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنا نتناوب الرعية، فلما كانت نوبتي سرحت إبلي ثم رحت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فسمعته يقول: ((ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول فيها إلا انفتل (من صلاته) وهو كيوم ولدته أمه من الخطايا ليس عليه ذنب)) .
فما ملكت نفسي عند ذلك أن قلت: بخ بخ.

(1/361)


حديث لمقاتل بن سليمان عن رجل عن آخر عن ثالث عن رابع عن عمرو بن دينار وقد سمعه من عمرو
720- أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الخرقي [وغيره]-رحمهما الله- إذناً: أن أبا نعيم الحافظ أجاز لهما، ثنا عبد الرحمن بن أحمد العماري بنيسابور، أخبرني علي بن أحمد بن عبد العزيز: أن أبا بشر أحمد بن محمد بن عمرو المصعبي حدثهم، ثنا أبي وعمي قالا: ثنا نعيم بن عمرو المنقري صاحب مظالم المأمون قال: سمعت مقاتل يقول: ذكر لي مسعر بن كدام، عن سفيان الثوري، عن معمر، عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)) .
ثم قال مقاتل: ما تصنع بهؤلاء؟؛ حدثني عمرو بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة، مثله.
هذا حديث غريب من حديث مسعر عن سفيان، ومن حديث سفيان عن معمر، لا أعرفه إلا من هذا الوجه عن مقاتل، فأما المشهور من حديث الثوري:

(1/362)


721- فأخبرنا به أبو القاسم غانم بن أحمد بن محمد بن الأسود، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن إبراهيم بن شنبويه في كتابه، أنا محمد بن إسحاق الحافظ، أنا خيثمة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد وغيره إجازة: أن أبا نعيم أجاز لهم: أن خيثمة أجاز له، قال: ثنا إسحاق الديري، ثنا عبد الرزاق، عن معمر وابن جريج والثوري، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)) .
هذا هو المحفوظ عنهم موقوفاً، وقد رفع ورواه أبو أحمد المطرز البغدادي عن أحمد [ص:363] بن هشام، عن إسحاق الأزرق، عن سفيان عن إسماعيل بن مسلم، عن عمرو، ولم يتابع عليه، وهذا الحديث في الصحيح لمسلم مرفوعاً.

(1/362)


722- أخبرنا غانم هذا، أنا علي إجازة، أنا محمد بن إسحاق، أنا محمد بن الفضل، ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا محمد بن آدم، حدثنا الفضل بن موسى، ثنا مقاتل، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أخذ المؤذن في الإقامة فلا يصلين أحد)) .
قال محمد بن إسحاق: مقاتل هو ابن حيان، فإذا قد رواه مقاتل بن سليمان وابن حيان جميعاً عن عمرو.

(1/363)


723- قرأت على أبي الوفاء منصور بن محمد الدلال -رحمه الله- عن كتاب الحسين بن عبد الله بن المرزبان: حدثني أبو سعد أحمد بن عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي، ثنا علي بن محمد القاضي: حدثني محمد بن إبراهيم، ثنا ابن حميد، ثنا حيويه بن إسماعيل، عن عصام بن طليق، عمن حدثه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((إن في الجنة باباً يسمى الريان، سمي الري على اسم ذلك الباب الشر عنها مدفوع)) .

(1/363)


724- قرأت على عبد الواحد بن محمد أبي المظفر، عن كتاب أبي بكر الباطرقاني، قال: أنشدنا أبو القاسم الهمداني: أنشدنا أبو بكر عبد الله بن أحمد بن روزبة الهمذاني: أنشدنا أبو السائب عتبة بن عبيد الله المسعودي قاضي القضاة ببغداد لأبي علي محمد بن عمرو السرخسي:
كم من صديق أفدته في طريق ... صار بعد الطريق خير صديق
ومن صديق أفدته بصديق ... صار أحظى من الصديق العتيق
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.

(1/363)