النكت على كتاب ابن الصلاح النوع الثالث:
الضعيف / (ر63/ب)
45- قوله (ص) : "كل حديث لم تجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا
صفات الحسن فهو الضعيف"1.
اعترض عليه بأنه لو اقتصر على نفي صفات الحسن لكان أخصر؛ لأن
نفي صفات الحسن مستلزم لنفي2 صفات الصحيح وزيادة، وأجاب بعض من
عاصرناه3 بأن مقام التعريف يقتضي ذلك؛ إذ4 لا يلزم من عدم وجود
وصف الحسن عدم وجود وصف الصحيح؛ إذ الصحيح بشرطه السابق لا
يسمى حسنا، فالترديد متعين، قال: ونظيره قول النحوي إذا عرف
الحرف بعد تعريف الاسم والفعل: الحرف ما لا يقبل شيئا من
علامات الاسم ولا علامات الفعل. انتهى.
وأقول: والتنظير5 غير مطابق؛ لأنه ليس بين الاسم والفعل والحرف
عموم ولا خصوص بخلاف الصحيح والحسن، فقد قررنا فيما مضى أن
بينهما عموما وخصوصا، وأنه يمكن اجتماعهما وانفراد كل منهما
بخلاف الاسم والفعل والحرف.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص37.
2 في (ب) نفي بدون "ل".
3 في هامش (ر) و (?) "أظن أنه أراد بالمعاصر الزركشي".
4 في هامش (ر) "عبارة الزركشي ولأنه لا يلزم".
5 في (?) و (ب) "النظر"، وفي (ر) "النظير" والصواب ما أثبتناه.
(1/491)
والحق أن كلام المصنف معترض؛ وذلك أن كلامه
يعطي أن الحديث حيث ينعدم فيه صفة من صفات الصحيح يسمى ضعيفا،
وليس كذلك؛ لأن تمام الضبط مثلا إذا تخلف صدق أن صفات الصحيح
لم تجتمع، ويسمى الحديث الذي اجتمعت فيه الصفات سواه حسنا لا
ضعيفا.
[تعريف الحافظ للضعيف:]
وما/ (?70/أ) من صفة من صفات الحسن إلا وهي إذا انعدمت كان
الحديث ضعيفا، ولو عبر بقوله: [كل] 1 حديث لم تجتمع فيه صفات
القبول لكان أسلم من الاعتراض وأخصر - والله أعلم -.
46- قوله (ص) : "وأطنب أبو حاتم ابن حبان في تقسيمه ... " إلى
آخره2.
أقول: لم أقف على كلام ابن حبان في ذلك.
وتجاسر بعض من عاصرناه فقال: هو في أول كتابه في الضعفاء ولم
يصب ذلك، فإن الذي قسمه ابن حبان في مقدمة كتاب الضعفاء له
تقسيم الأسباب الموجبة/ (ي119) لتضعيف الرواة، لا تقسيم الحديث
الضعيف، ثم أنه أبلغ الأسباب المذكورة عشرين قسما3 لا تسعة
وأربعين، والحاصل (أن الموضع) 4 الذي ذكر ابن حبان فيه ذلك ما
عرفنا مظنته والله الموفق.
47- قوله (ص) : " وسبيل من أراد البسط أن يعمد إلى صفة/ (ب143)
معينة ... " إلى آخره5.
__________
1 الزيادة من (ي) .
2 مقدمة ابن الصلاح ص37. وبقية كلامه: "فبلغ به خمسين قسما إلا
واحدا وما ذكرته ضابط جامع لجميع ذلك".
3 الأمر كما قال الحافظ، وقد أبلغها ابن حبان عشرين نوعا فقط.
انظر كتاب المجروحين (1/62- 85) .
4 ما بين القوسين من (ر/أ) وفي باقي النسخ "من الوضع" وهو خطأ.
5 مقدمة ابن الصلاح ص37 ومن بقية الكلام: "فيجعل ما عدمت فيه
... قسما واحدا ثم ما عدمت فيه تلك الصفة من صفة أخرى معينة
قسما ثانيا، ثم ما عدمت فيه مع صفتين معينتين قسما ثالثا وهكذا
إلى أن يستوفي الصفات المذكورات جمع، ثم يعود ويعين من
الابتداء صفة غير التي عينها أولا ويجعل ما عدمت فيه قسما ...
" إلخ.
(1/492)
أقول: شرح هذا شيخنا في شرح منظومته1، ولم
يعترض له هنا فرأيت الإشارة إلى ذلك هنا.
[صفات القبول:]
قال - رضي الله عنه -: "صفات القبول ستة:
1- اتصال السند/ (ر67/أ) .
2- وعدالة الرجال.
3- والسلامة من كثرة الخطأ والغفلة.
قلت: بل التعبير هنا باشتراط الضبط أولى. انتهى.
4- قال: ومجيء الحديث من وجه آخر حيث كان في الإسناد مستور لم
تعرف أهليته وليس متهما كثير الغلط.
قلت: وكذا إذا كان فيه ضعيف بسبب سوء الحفظ، أو كان في الإسناد
انقطاع خفيف أو خفي، أو كان مرسلا. كما قررنا ذلك في الكلام
على الحسن المجبور. انتهى.
5- قال: والسلامة من الشذوذ.
6- والسلامة من العلة القادحة".
قلت: وتلخيص التقسيم المطلوب أن فقد الأوصاف راجع/ (?70) إلى
ما في راويه طعن أو في سنده سقط، فالسقط إما أن يكون في أوله
أو في آخره أو في
__________
1 شرح العراقي لألفيته 1/112 قال: "وشروط القبول هي شرط الصحيح
والحسن وهي ستة وذكرها".
(1/493)
أثنائه، ويدخل تحت ذلك المرسل والمعلق
والمدلس والمنقطع والمعضل، وكل واحد من هذه إذا انضم إليه وصفا
من أوصاف الطعن وهي: تكذيب الراوي أو تهمته بذلك أو فحش غلطه
أو مخالفته أو بدعته أو جهالة عينه أو جهالة حاله فباعتبار ذلك
يخرج منه أقسام كثيرة مع الاحتراز من التداخل المفضي إلى
التكرار، فإذا فقد ثلاثة أوصاف من مجموع ما ذكر حصلت منها
أقسام أخرى مع الاحتراز مما ذكر، ثم إذا فقد أربعة أوصاف،
فكذلك ثم كذلك إلى آخره، فكل ما عدمت فيه صفة واحدة يكون أخف
مما عدمت فيه صفتان بشرط أن لا تكون الصفة المتقدمة/ (ي120) قد
جبرتها صفة قوية، وهكذا إلى أن ينتهي الحديث إلى درجة الموضوع
المختلق بأن تنعدم فيه شروط القبول، ويوجد فيه ما يشترط
انعدامه من جميع أسباب الطعن والسقط.
لكن قال شيخنا: إنه لا يلزم من ذلك ثبوت الحكم بالوضع وهو
متجه، لكن مدار الحكم في الأنواع على غلبة الظن، وهي موجودة
هنا - والله أعلم -.
تنبيهات:
الأول: قولهم ضعيف الإسناد أسهل من قولهم ضعيف. على ما تقدم في
قولهم صحيح الإسناد وصحيح، ولا فرق.
الثاني: من جملة صفات القبول التي لم يتعرض لها شيخنا أن يتفق
العلماء على العمل بمدلول حديث، فإنه يقبل حتى يجب العمل به.
وقد صرح بذلك جماعة من أئمة1 الأصول.
ومن أمثلته قول الشافعي - رضي الله عنه -: "وما قلت من أنه إذا
غير طعم الماء وريحه ولونه يروى عن النبي
__________
1 كلمة "أئمة" سقطت من (ب) وكذلك كلمة "مثله".
(1/494)
- صلى الله عليه وسلم -من وجه لا يثبت أهل
الحديث مثله1، ولكنه قول العامة لا أعلم بينهم فيه خلافا".
وقال في حديث: "لا وصية لوارث": "لا يثبته أهل العلم بالحديث،
ولكن العامة تلقته بالقبول وعملوا به حتى جعلوه ناسخا لآية
الوصية للوارث"2.
[أوهى الأسانيد:]
الثالث: لم يتعرض المصنف للكلام على أوهى الأسانيد كما تكلم
على أصح/ (ر64/ب) الأسانيد، مع أن الحاكم قد ذكر الفصلين معا3،
وتبعه/ (ب145) أبو نعيم فيما خرجه على كتابه والأستاذ أبو
منصور البغدادي، وأورده تقي الدين القشيري في الاقتراح4 وغير
واحد ممن تأخر عنه5، وليس هو عريا عن
__________
1 في هامش الأم للشافعي 1/13 ولكنها من الأم في بعض النسخ كما
أشار إلى ذلك المحقق (ص7) .
2 نقل الصنعاني هذا الكلام من قوله: "تنبيهات ... " إلى هنا.
توضيح الأفكار 1/253- 254 ثم إن عبارة الشافعي في الأم ص412: "
... فوجدنا الدلالة على أن الوصية للوالدين والأقربين الوارثين
منسوخة بآي المواريث من وجهين: أحدهما: أخبار ليست بمتصلة عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهة الحجازيين منها أن سفيان
بن عيينة أخبرنا عن سليمان الأحول عن مجاهد أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: "لا وصية لوارث" وغيره يثبته بهذا الوجه
وجدنا غيره قد يصل فيه حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
بمثل هذا المعنى، ثم لم نعلم أهل العلم في البلدان اختلفوا في
أن الوصية للوالدين منسوخة بآي المواريث". وعبارته في الرسالة
ص139- 140: "ووجدنا أهل الفتيا ومن حفظنا عنه من أهل العلم
بالمغازي من قريش وغيرهم لا يختلفون في أن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال عام الفتح: "لا وصية لوارث ... ". وكان نقل
عامة عن عامة وكان أقوى في بعض الأمر من نقل واحد عن واحد
وكذلك وجدنا أهل العلم عليه مجتمعين وقد روى بعض الشاميين
حديثا ليس مما يثبته أهل الحديث فيه أن بعض رجاله مجهولون
فرويناه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منقطعا وإنما قبلناه
بما وصفت من نقل أهل المغازي وإجماع العامة عليه".
3 معرفة الحديث ص55- 58. تكلم فيه على أصح الأسانيد وأوهى
الأسانيد.
(ل5/ب- 7/أ) نقلا عن أبي نعيم.
5 كالبلقيني ذكر ذلك في محاسن الاصطلاح ص87- 88.
(1/495)
الفائدة، بل يستفاد من معرفته ترجيح بعض
الأسانيد على بعض وتمييز ما يصلح للاعتبار مما لا يصلح.
قال الحاكم: "أوهى أسانيد الصديق - رضي الله عنه -: صدقة
الدقيقي1 عن فرقد السبخي2 عن مرة الطيب3 عن أبي بكر - رضي الله
عنه -.
وأوهى أسانيد العمريين: محمد بن القاسم بن عبد الله بن عمر عن
حفص بن عاصم4 بن عمر5 عن أبيه6 عن جده7، فإن محمدا والقاسم
وعبد الله لم يحتج بهم.
__________
1 صدوق له أوهام.
2 فرقد بن يعقوب السبخي - بفتح المهملة والموحدة وبخاء معجمة -
أبو يعقوب البصري صدوق عابد، لكنه لين الحديث كثير الخطأ. من
الخامسة، مات سنة 131/ت ق. تقريب 2/108، ميزان الاعتدال 3/345.
3 مرة بن شراحيل الهمداني - بسكون الميم - أبو إسماعيل الكوفي
هو الذي يقال له: مرة الطيب، ثقة عابد من الثانية، مات 76 وقيل
بعد ذلك/ع.
تقريب (2/238) ، الكاشف 3/131 هذا وفي جميع النسخ "مرة الطبيب"
والصواب "الطيب" بالياء والباء فقط بعد الطاء، والتصحيح من
التقريب والكاشف.
4 كلمة "بن" من (ي) وفي نسخة (ر) "عن".
5 لم أقف لمحمد بن القاسم على ترجمة.
6 هو القاسم بن عبد الله بن عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب
العمري، المدني متروك رماه أحمد بالكذب، من الثامنة، مات بعد
الستين/ق. تقريب (2/118) ، ميزان الاعتدال 3/371 وقال: "قال
أحمد: ليس بشيء كان يكذب ويضع الحديث. وقال يحيى: ليس بشيء.
وقال مرة: كذاب. وقال أبو حاتم والنسائي: متروك. وقال البخاري:
سكتوا عنه. وقال الدارقطني: ضعيف".
7 عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم العمري ضعيف عابد تقدمت
ترجمته. ثم إنه في جميع النسخ إلا (ي) "محمد بن أبي القاسم"
وفيها جميعا "ابن أبي عمرة" والصواب ما أثبتناه والتصحيح من
معرفة علوم الحديث والميزان والتقريب.
(1/496)
وأوهى أسانيد أهل البيت: عمرو بن شمر1 عن
جابر الجعفي2 عن الحارث الأعور3 عن علي - رضي الله تعالى عنه
-.
(وأوهى/ (ي121) أسانيد أبي هريرة - رضي الله عنه -: السري بن
إسماعيل4 عن داود بن يزيد الأودي5 عن أبيه عن أبي هريرة - رضي
الله عنه -) 6.
وأوهى أسانيد عائشة - رضي الله تعالى عنها -: الحارث بن شبل7
عن أم النعمان عن عائشة - رضي الله عنها -.
وأوهى أسانيد ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه -: شريك8 عن
__________
1 عمرو بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي أبو عبد الله عن جعفر بن
محمد وجابر الجعفي. قال الجوزجاني: "زائغ كذاب" وقال ابن حبان:
"رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات". وقال
البخاري: "منكر الحديث".
ميزان الاعتدال (3/268) ، كتاب المجروحين 2/75.
2 جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي، أبو عبد الله الكوفي ضعيف
رافضي من الخامسة، مات سنة 127/د ت ق. تقريب 1/123 كتاب
المجروحين 1/208 وقال: "من أصحاب عبد الله بن سبأ. قال: وقال
زائدة: "أما جابر الجعفي فكان والله كذابا وكذبه أيوب".
3 الحارث كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض. تقدمت ترجمته ص340.
4 السري بن إسماعيل الكوفي صاحب الشعبي، قال يحيى بن قطان:
"استبان لي كذبه في مجلس واحد" وقال النسائي: "متروك" وقال
غيره: "ليس بشيء" وقال أحمد: "ترك الناس حديثه". ميزان
الاعتدال 2/117، الضعفاء للنسائي ص292، كتاب المجروحين 1/355.
5 داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي أبو يزيد الكوفي عن أبيه
والشعبي وعنه وكيع، كان ممن يقول بالرجعة، قال ابن معين: "كان
ضعيفا" وضعفه أحمد، مات سنة 151. انظر كتاب المجروحين (1/289)
، ميزان الاعتدال 2/21.
6 ما بين القوسين سقط من (ب) .
7 الحارث بن شبل بصري عن أم النعمان الكندية، قال يحيى: "ليس
بشيء" وضعفه الدارقطني، وقال البخاري: "ليس بمعروف". ميزان
الاعتدال 1/434، الضعفاء للبخاري ص256.
8 شريك بن عبد الله النخعي صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه، تقدمت
ترجمته ص428.
(1/497)
أبي فزارة1 عن أبي زيد2 عن ابن مسعود - رضي
الله تعالى عنه -.
(وأوهى أسانيد أنس - رضي الله عنه -: داود بن المحبر بن قحذم3
عن أبيه4 عن أبان 5 عن أنس - رضي الله عنه -) 6 وأوهى أسانيد
المكيين: عبد الله بن ميمون القداح7 عن شهاب بن خراش8 عن
إبراهيم بن يزيد الخوزي9 عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله
تعالى عنهما -.
وأوهى أسانيد اليمانيين: حفص بن عمر العدني10 عن الحكم بن
أبان11 عن عكرمة عن بن عباس - رضي الله عنهما
__________
1 هو راشد بن كيسان العبسي - بالموحدة - أبو فزارة الكوفي ثقة،
من الخامسة/بخ م ت ق. تقريب (1/240) ، تهذيب التهذيب 3/227.
2 أبو زيد مولى عمرو بن حريث لا يعرف، عن ابن مسعود وعنه أبو
فزارة لا يصح حديثه، ذكره البخاري في الضعفاء، قال أبو أحمد
الحاكم: "رجل مجهول" قلت: "ما له سوى حديث واحد". ميزان
الاعتدال (4/526) ، كتاب المجروحين 3/158. هذا وفي جميع النسخ
"عن أبي يزيد" والصواب ما أثبتناه كما في الميزان وتهذيب
التهذيب وكتاب المجروحين.
3 داود متروك تقدمت ترجمته.
4 هو المحبر بن قحذم والد داود ضعيف. ميزان الاعتدال 3/441.
5 أبان بن أبي عياش أبو إسماعيل البصري الزاهد أحد الضعفاء.
قال أحمد: "هو متروك الحديث". وقال يحيى بن معين: "متروك".
وقال مرة: "ضعيف". وقال شعبة: "يكذب". ميزان الاعتدال 1/10-11،
كتاب المجروحين 1/96.
6 ما بين سقط من (ب) .
7 عبد الله بن ميمون القداح (ت) المكي. قال أبو حاتم: "متروك".
وقال البخاري: "ذاهب الحديث". وقال ابن حبان: "لا يجوز أن يحتج
بما انفرد به". وقال أبو زرعة: "واهي الحديث". ميزان الاعتدال
2/512، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/172.
8 شهاب بن خراش بن حوشب الشيباني أبو الصلت الواسطي ابن أخي
العوام بن حوشب نزل الكوفة له ذكر في مقدمة مسلم، صدوق يخطئ من
السابعة/ د. تقريب 1/355، وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال
2/281.
9 إبراهيم بن يزيد الخوزي (نسبة إلى شعبة الخوز بمكة) - بضم
المعجمة وبالزاي - أبو إسماعيل المكي مولى بني أمية متروك
الحديث، من السابعة مات سنة 151. تقريب 1/46، ميزان الاعتدال
1/75.
10 حفص بن عمر بن ميمون العدني أبو إسماعيل لقبه: الفرخ -
بالفاء وسكون الراء والخاء المعجمة - ضعيف في التاسعة/ ق.
تقريب 1/188، ميزان الاعتدال 1/560.
11 الحكم بن أبان العدني أبو عيسى، صدوق عابد وله أوهام من
السادسة مات سنة 154/ ز4. تقريب 1/190 ميزان الاعتدال 1/569
وقال: "وثقه ابن معين والنسائي والعجلي" ورمز له بـ (4 م) .
(1/498)
وأوهى أسانيد المصريين: أحمد بن محمد بن
الحجاج بن رشدين بن سعد1 عن أبيه2 عن جده3 عن قرة بن عبد
الرحمن4 عن شيوخه.
وأوهى أسانيد الشاميين: محمد بن سعيد المصلوب5، عن عبيد الله
بن
__________
1 أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد أبو جعفر المصري قال
ابن عدي: "كذبوه وأنكرت عليه أشياء". ميزان الاعتدال 1/133.
2 هو محمد بن الحجاج بن رشدين المهري عن أبيه عن جده، قال
العقيلي: "في حديثه نظر". ميزان الاعتدال 3/510، المغني للذهبي
2/565.
3 هو حجاج بن رشدين بن سعد المصري عن أبيه وحيوة بن شريح وعنه
محمد بن عبد الله بن الحكم وغيره، ضعفه ابن عدي، مات سنة 211.
ميزان الاعتدال 1/461، المغني للذهبي 1/49.
4 قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل - بمهملة مفتوحة ثم تحتانية وزن
جبرئيل - المعافري البصري (كذا ولعله المصري) ، صدوق له مناكير
من السابعة، مات سنة 147/ م 4. تقريب 2/125، المغني للذهبي
2/245 وفيه قال أحمد: "منكر الحديث جدا".
5 محمد بن سعيد الدمشقي الشامي المصلوب في الزندقة. قال
البخاري: "ترك حديثه". وقال النسائي وغيره: "كذاب". ومما وضع
على أنس: "لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله". المغني للذهبي
2/585، التقريب 2/164 ورمز له بـ (ت ق) وفيه قال أحمد بن صالح:
"وضع أربعة آلاف حديث". وقال أحمد: "قتله المنصور على الزندقة
وصلبه"، من السادسة. هذا وفي كل النسخ محمد بن سعد والتصويب من
المغني والتقريب.
(1/499)
زحر1 عن علي بن زيد2 عن القاسم3 عن أبي
أمامة - رضي الله تعالى عنه -.
وأوهى أسانيد الخراسانيين: عبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة4
وإبراهيم عن نهشل بن سعيد5 عن الضحاك6 عن ابن عباس - رضي الله
تعالى عنهما -.
قلت: وهذا7 الذي ذكره الحاكم وتبعه من ذكر عليه غالبه لا تنتهي
نسخته إلى الوصف بالوضع، وإنما هو بالنسبة إلى اشتمال8 الترجمة
على اثنين فأزيد من الضعفاء.
__________
1 عبيد الله بن زحر بفتح الزاي وسكون المهملة الضمري مولاهم
الإفريقي صدوق يخطئ من السادسة /بخ4. تقريب 2/533، المغني
2/415 وقال: "هو إلى الضعف أقرب".
2 علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان ضعيف
من الرابعة، مات سنة 131 وقيل قبلها/ بخ م 4. تقريب 2/47،
ميزان الاعتدال 3/127-128. وفي جميع النسخ"علي بن يزيد" وهو
خطأ والتصويب من الميزان والتقريب.
3 ذكر في تهذيب الكمال القاسم بن عبد الرب في الرواة عن أبي
أمامة ولم أقف له على ترجمة.
4 عبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة النيسابوري عن عكرمة بن
عمار قال الحاكم أبو عبد الله: "الغالب على روايته المناكير".
المغني للذهبي 1/345، ميزان الاعتدال 2/454.
5 نهشل بن سعيد (ق) البصري عن الضحاك بن مزاحم وغيره قال إسحاق
بن راهويه: "كان كذابا" وقال أبو حاتم والنسائي: "متروك" وقال
يحي والدارقطني: "ضعيف". ميزان الاعتدال 4/275، تقريب التهذيب
2/207 وقال: "بصري الأصل سكن خراسان متروك وكذبه إسحاق بن
راهويه من السابعة /ق.
6 الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو القاسم أو أبو محمد الخراساني
صدوق كثير الإرسال من الخامسة، مات بعد المائة/4. تقريب 1/373،
وانظر ميزان الاعتدال 2/325.
7 في كل النسخ وهو وفي (ر) فوق كلمة وهو (هذا) وهو الذي يستقيم
به الكلام.
8 في كل النسخ إلى أمثال وفي (ر) فوق كلمة أمثال (ظ اشتمال)
وهو الذي يقتضيه السياق.
(1/500)
ووراء هذه التراجم نسخ كثيرة موضوعة هي
أولى بإطلاق أوهى الأسانيد كنسخة أبي هدبة إبراهيم بن هدبة1
ونعيم بن سالم بن قنبر2 ودينار أبي مكيس3 وسمعان4 وغير هؤولاء
من الشيوخ المتهمين بالوضع كلهم عن أنس - رضي الله تعالى عنه
-. ونسخة يرويها بقية5 عن مبشر بن عبيد6 عن حجاج بن أرطاة7 عن
الشيوخ ومبشر/ (65/أ) متهم بالكذب والوضع.
ونسخة رواها إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي8 عن أبيه9 عن
__________
1 إبراهيم بن هدبة أبو هدبة البصري ساقط متهم قال الدارقطني:
"متروك". وقال أبو حاتم: "كذاب". المغني للذهبي 1/29، كتاب
المجروحين 1/114 وقال: "دجال من الدجاجلة".
2 لم أقف على ترجمة.
3 دينار أبو مكيس ساقط قال ابن حبان: "يروي عن أنس أشياء
موضوعة".
المغني للذهبي 1/224 وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال 2/30.
4 سمعان بن مهدي عن أنس بن مالك حيوان لا يعرف ألصقت به نسخة
مكذوبة رأيتها قبح الله من وضعها. ميزان الاعتدال 2/234.
5 بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي أبو يحمد - بضم
التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم - صدوق كثير التدليس عن
الضعفاء، من الثامنة. مات سنة 197/خت م 4.
تقريب 1/105، كتاب المجروحين 1/200 وفيه: "ثم سمع عن أقوام
كذابين ضعفاء متروكين ... ".
6 مبشر بن عبيد الحمصي أبو حفص، كوفي الأصل، متروك رماه أحمد
بالوضع، من السابعة، له في ابن ماجه حديث واحد في غسل الميت/
ق.
تقريب 2/228، ميزان الاعتدال 3/433 وفيه: "قال أحمد: كان يضع
الحديث. وقال البخاري: "وى عنه بقية، منكر الحديث".
7 حجاج بن أرطاة - بفتح الهمزة - ابن ثور بن هبيرة النخعي أبو
أرطاة الكوفي. القاضي أحد الفقهاء صدوق كثير الخطأ والتدليس،
من السابعة. مات سنة 145/ بخ م 4. تقريب 1/152، وانظر ميزان
الاعتدال 1/452.
8 إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي، قال الدارقطني: "متروك".
وقال ابن حبان: "يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة وأبوه أيضا لا
شيء". ميزان الاعتدال 1/51، كتاب المجروحين 1/112.
9 هو عمرو بن بكر السكسكي الرملي عن ابن جريج: واه. قال ابن
عدي: "له أحاديث مناكير عن الثقات". وقال ابن حبان: "يروي عن
الثقات الطامات". قال الذهبي: "قلت: أحاديثه شبه الموضوعة".
ميزان الاعتدال 3/248، كتاب المجروحين 2/78.
وقال: "يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج وغيرهما من
الثقات الأوابد والطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها
معمولة أو مقلوبة".
(1/501)
عبد العزيز بن أبي رواد1 عن نافع عن ابن
عمر - رضي الله تعالى عنه - وإبراهيم متهم بالوضع/ (?72/أ)
وأبوه/ (ي122) متروك الحديث.
ونسخة رواها أبو سعيد2 أبان بن جعفر البصري أوردها كلها من
حديث أبي حنيفة وهي نحو ثلاثمائة حديث، ما حدث أبو حنيفة منها
بحديث، وفي سردها كثرة.
ومن أراد استيفاءها فليطالع كتابي لسان الميزان3 الذي اختصرت
فيه كتاب الذهبي في أحوال الرواة المتكلم فيهم وزدت فيه تحريرا
وتراجم على شرطه - والله الموفق -.
__________
1 عبد العزيز بن أبي رواد - بفتح الراء وتشديد الواو - صدوق
عابد ربما وهو ورمي بالإرجاء، من السابعة، مات سنة 159/خت 4.
تقريب (1/509) ، كتاب المجروحين 2/136 وفيه: "فروى عن نافع
أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنها موضوعة كان يحدث
بها توهما لا تعمدا". وقال أبو حاتم: "روى عبد العزيز عن نافع
عن ابن عمر نسخة موضوعة".
2 أبان بن جعفر أبو سعيد البصري قال ابن حبان: "أتيته فوجدته
قد وضع أكثر من ثلاثمائة حديث". ديوان الضعفاء للذهبي ص8.
وذكره الحافظ في لسان الميزان 1/21 وقال: "كذا سماه ابن حبان
وصحفه وإنما هو أباء بهمزة لا بنون، ثم أورده مرة أخرى باسم
أباء بن جعفر أبو سعيد شيخ بصري تالف متأخر. وقد خفف الباء أبو
بكر الخطيب وقال ابن ماكولا إنما هو بالتشديد والقصر". لسان
الميزان 1/27.
3 لم يذكر الحافظ في لسان الميزان من هذه الأحاديث التي أشار
إليها إلا حديثا واحدا بإسناد أبان هذا إلى أبي حنيفة عن عبد
الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا: "الوتر في أول الليل مسخطة
للشيطان، وأكل السحور مرضاة للرحمن ... ". ثم قال الحافظ: "وقد
أكثر أبو الحارثي عنه في مسند أبي حنيفة".
(1/502)
48- قوله (ص) : "وهلم جرا"1.
قرأت بخط أبي يعقوب النجيرمي: أن أصله مأخوذ من سوق الإبل
(يعني سيروا على هينتكم لا تجهدوا أنفسكم) أخذا من الجر في
السوق وهو أن تترك الإبل ترعى في السير.
[إعراب هلم جرا:]
أما إعرابها فقال ابن الأنباري2: في نصبه ثلاثة أوجه:
الأول: هو مصدر في موضع الحال أي هلم جارين أي متأنين كقولهم:
جاء عبد الله مشيا وأقبل ركضا.
والثاني: هو مصدر على بابه لأن هلم جرا [بمعنى] 3 جروا جرا.
والثالث: أنه منصوب على التمييز.
قال: ويقال للرجل: هلم جرا وللرجلين هلما جرا وللجمع هلموا جر.
والاختيار الإفراد في الجميع؛ لأن هلم ليست [فعلا] 4 تتصرف،
وبه جاء القرآن في قوله تبارك وتعالى: {وَالْقَائِلِينَ
لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} 5.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص350.
2 هو الحافظ العلامة شيخ الأدب أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار
النحوي كان من أفراد الدهر في سعة الحفظ مع الصدق والدين. قال
أبو علي القالي: "كان شيخنا أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلاثمائة
ألف بيت شاهدا في القرآن". أخذ عنه الدارقطني وأقرانه، له
مصنفات كثيرة منها الأضداد، وكتاب شرح الكافي، وغريب الحديث في
خمس وأربعين ألف ورقة، مات سنة 328. تذكرة الحفاظ 3/842، معجم
المؤلفين 11/143.
3 الزيادة من (ي) .
4 الزيادة من (ي) وهامش (ر/أ) .
5 من الآية (18) من سورة الأحزاب.
(1/503)
49- قوله (ص) 1: "والملحوظ فيما نورده (أي
فيما يأتي) عموم أنواع علوم الحديث لا خصوص2 أنواع التقسيم
الذي فرغنا منه الآن".
وهذا جواب عن سؤال مقدر وهو أنه ذكر في أول الكتاب أن الحديث
ينقسم إلى ثلاثة أقسام، ثم سمى الأقسام الثلاثة أنواعا، ثم ذكر
بعد ذلك أشياء أخر سماها أنواعا، فأين صحة دعوى الحصر في
الثلاثة3.
والجواب: بأن هذه الأنواع التي يذكرها بعد4 الثلاثة المراد/
(?72/ب) بها أنواع علم الحديث لا أنواع أقسام الحديث.
وحاصله: أن الأنواع في الحقيقة ترجع/ (ر65/ب) إلى تلك الثلاثة:
منها ما يرجع إلى أحدها.
ومنها ما يرجع إلى المجموع وذلك واضح - والله أعلم -.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح (ص38) .
2 كلمة "لا" سقطت من (?) .
3 ما بين قوسين ليس في (ر) .
4 كلمة "بعد" سقطت من (ر/ب) .
(1/504)
|