النكت على كتاب ابن الصلاح

النوع الثاني عشر: معرفة التدليس
89- قوله (ص) : "التدليس قسمان"1.
قلت: هو مشتق من الدلس وهو: الظلام. قاله ابن السيد.
وكأنه اظلم أمره على الناظر لتغطية وجه الصواب فيه.
90- قوله (ص) :2 "وهو أن يروي عن من لقيه ما لم يسمعه منه موهما3 أنه سمعه منه أو عمن (ب ص213) عاصره ولم يلقه، موهما أنه قد لقيه وسمعه منه". انتهى.
وقوله: عمن عاصره ليس من التدليس في شيء، وإنما هو المرسل الخفي. كما سيأتي تحقيقه عند الكلام عليه.
وقد ذكر ابن القطان في أواخر البيان4 له تعريف التدليس بعبارة غير معترضة قال: "ونعني به أن يروي المحدث عمن [قد] 5 سمع منه ما لم يسمعه منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه. والفرق بينه وبين الإرسال هو: أن الإرسال روايته عمن لم يسمع منه، ولما كان في (ي 178) هذا قد سمع منه جاءت روايته عنه بما لم يسمعه منه كأنها إيهام سماعه ذلك الشيء، فلذلك سمي تدليسا" انتهى.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص 66.
2 مقدمة ابن الصلاح ص 66.
3 في (ب) "متوهما".
4 يعني بيان الوهم والإيهام ج2/ق2/ل29/ب
5 الزيادة من (ي) .

(2/614)


وهو صريح في التفرقة بين التدليس والإرسال.
وأن التدليس مختص بالرواية عمن له عنه سماع، بخلاف الإرسال - والله أعلم.
وابن القطان في ذلك متابع لأبي بكر البزار.
وقد حكى شيخنا كلامهما ثم قال: "إن الذي ذكره المصنف/ (105/أ) في حد التدليس هو المشهور عن أهل الحديث، وأنه إنما حكى كلام البزار وابن القطان لئلا يغتر به"1.
قلت: لا غرور هنا، بل كلامهما هو الصواب على ما يظهر لي في التفرقة بين التدليس والمرسل الخفي، وإن كانا مشتركين في الحكم.
هذا ما يقتضيه النظر.
وأما كون المشهور عن أهل الحديث خلاف ما قالاه ففيه نظر. فكلام الخطيب في باب التدليس من "الكفاية" يؤيد ما قاله ابن القطان.
قال الخطيب2: "التدليس متضمن الإرسال لا محالة؛ لإمساك المدلس عن ذكر الواسطة، وإنما يفارق حال المرسل بإيهامه السماع ممن لم يسمعه قط وهو الموهن لأمره، فوجب كون التدليس متضمنا للإرسال والإرسال لا يتضمن التدليس لأنه لا يقتضي إيهام السماع ممن لم يسمعه منه"3.
ولهذا لم يذم العلماء من أرسل وذموا من دلس - والله أعلم -.
91- قوله (ص) : - في تدليس الشيوخ -: "وهو أن يروي عن شيخ فيسميه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف به كيلا يعرف"4.
قلت: ليبس قوله بما لا يعرف به قيدا فيه بل إذا ذكره بما يعرف به إلا أنه لم يشتهر به كان ذلك تدليسا كقول الخطيب.
__________
1 التقييد والإيضاح ص 97-98.
2 الكفاية ص357.
3 من (ر/أ) وفي باقي النسخ "يسمع".
4 مقدمة ابن الصلاح ص66.

(2/615)


أخبرنا علي بن أبي علي البصري ومراده بذلك أبو القاسم علي بن أبي علي المحسن بن علي التنوخي1، وأصله من البصرة فقد ذكره بما يعرف به ولكنه لم يشتهر بذلك وإنما اشتهر بكنيته واشتهر أبوه باسمه واشتهر بنسبتهما إلى القبيلة لا إلى البلد، ولهذا نظائر كصنيع البخاري في/ (ي 179) الذهلي فإنه تارة يسميه فقط فيقول:
حدثنا محمد بن عبد الله 2 فينسبه إلى جده، وتارة يقول: حدثنا/ (105/ب) محمد ابن خالد فينسبه إلى والد جده.
وكل ذلك صحيح إلا أن شهرته إنما هي: محمد بن يحيى الذهلي - والله أعلم.
39- قوله (ع) : "ترك المصنف قسما ثالثا من أنواع التدليس وهو شر الأقسام3 ... " إلى آخره.
أقول: فيه مشاحة وذلك أن ابن الصلاح قسم التدليس إلى قسمين4:
أحدهما: تدليس الإسناد.
والآخر: تدليس الشيوخ.
والتسوية على تقدير تسليم تسميتها تدليسا هي من قبيل القسم الأول وهو تدليس الإسناد.
فعلى هذا لم يترك قسما ثالثا، إنما ترك تفريع القسم الأول5. أو أخل بتعريفه ومشى على ذلك العلائي فقال: "تدليس السماع نوعان" (فذكره) 6.
__________
1 هو علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي ولي القضاء في عدة نواح وصنف الكتب المفيدة مات سنة 447هـ. معجم المؤلفين 7/175 تاريخ بغداد 12/115 هذا وفي (ر) و (ب) علي بن أبي علي الحسن والصواب المحسن وقد سقطت هذه الكلمة في (?) .
2 في (ب) "عبيد الله".
3 التقييد والإيضاح ص95.
4 في (ب) مسامحة.
5 ما بين القوسين سقط من (ب) .
6 ما بين القوسين سقط من (ب) .

(2/616)


وقد فاتهم/ (ر94/أ) معا من تدليس الإسناد فرع آخر وهو تدليس العطف وهو: أن يروي عن الشيخين من شيوخه ما سمعاه من شيخ اشتركا فيه ويكون قد سمع ذلك من أحدهما دون الآخر، فيصرح عن الأول بالسماع ويعطف الثاني عليه فيوهم أنه حدث عنه بالسماع - أيضا - وإنما حدث بالسماع عن الأول ثم نوى القطع فقال: فلان أي حدث فلان.
مثاله1: ما رويناه في "علوم الحديث" للحاكم قال2:
"اجتمع أصحاب هشيم فقالوا: لا نكتب عنه اليوم شيئا مما يدلسه ففطن لذلك فلما جلس قال: حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم فحدث بعدة أحاديث فلما فرغ قال هل دلست لكم شيئا؟
قالوا: لا فقال: بلى كل ما حدثتكم عن حصين فهو سماعي ولم أسمع من مغيرة من ذلك شيئا؟
وفاتهم أيضا فرع آخر وهو تدليس القطع مثاله ما رويناه في "الكامل" لأبي أحمد ابن عدي وغيره./ (106/أ) .
عن عمر بن عبيد الطنافسي أنه كان يقول: حدثنا ثم يسكت ينوي القطع، ثم يقول: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها -.
[التسوية أعم من التدليس:]
وقد يدلسون بحذف الصيغ الموهمة فضلا عن المصرحة، كما كان ابن عيينة يقول: عمرو بن دينار سمع جابرا/ (ي180) - رضي الله عنه - ونحو ذلك، ولكن هذا كله داخل في التعريف الذي عرف به ابن الصلاح وهو قوله أن يروي عمن لقيه ما يسمعه3 منه موهما أنه سمعه بخلاف التسوية وهي أعم من أن يكون هناك تدليس أو لم يكن.
فمثال: ما يدخل في التدليس، فقد ذكره الشيخ.
__________
1 في جميع النسخ مثال فزدت الضمير ليستقيم الكلام.
2 ص105.
3 في (ب) "يسمع".

(2/617)


ومثال: ما لا يدخل في التدليس ما ذكره ابن عبد البر وغيره أن/ (ب 216) مالكا سمع/ (ر94/ب) من ثور بن زيد أحاديث عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ثم حدث بها عن ثور عن ابن عباس، وحذف عكرمة، لأنه كان لا يرى الاحتجاج بحديثه1.
فهذا مالكا2 قد سوى الإسناد (بإبقاء) 3 من هو عنده ثقة وحذف من ليس عنده بثقة، فالتسوية قد تكون بلا تدليس وقد تكون بالإرسال فهذا4 تحرير القول فيها.
وقد وقع هذا لمالك في مواضع أخرى:
1- فإنه روى عن عبد ربه بن سعيد5 عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة وأم سلمة - رضي الله عنها - في الصائم يصبح جنبا6 وإنما رواه عبد ربه عن عبد الله بن كعب الحميري عن أبي بكر بن عبد الرحمن - رضي الله عنه - كذا جزم به ابن عبد البر7 وكذا أخرجه
__________
1 قال ابن عبد البر في التمهيد 2/26: "وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة منه لأنه كره أن يكون في كتابه لكلام سعيد بن المسيب وغيره فيه، ولا أدري صحة هذا لأن مالكا ذكره في كتاب الحجج وصرح باسمه ومال إلى روايته عن ابن عباس وترك رواية عطاء أجل التابعين في علم المناسك والثقة والأمانة ... ".
2 كلمة "مالك" ليست في جميع النسخ وزيدت في (ر/أ) من المصحح لحاجة الكلام إليها.
3 ما بين القوسين سقط من (ب) .
4 من (ر) وفي (ي) هذا بدون فاء وفي (?) و (ب) فذا.
5 عبد ربه بن سعيد بن قيس الأنصاري أخو يحيى المدني ثقة من الخامسة مات سنة 139 وقيل بعدها /ع. تقريب 1/470.
6 ط 18- كتاب الصيام 4- باب ما جاء في صيام الذي يصبح جنبا في رمضان حديث 10، خ30 كتاب الصوم 25- باب اغتسال الصائم حديث 1931 ومسلم 13- كتاب الصيام 13- باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب حديث 78، د 8 - كتاب الصوم حديث 2388.
7 رجعت إلى التقصي فلم أجد كلاما لابن عبد البر على هذا الحديث، غير أن رواية عبد ربه عن عبد الله بن كعب الحميري في م 13- كتاب الصيام 13- باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب حديث 77، ولكنه من حديث أم سلمة قال الزرقاني في شرح الموطأ 2/160: "فكأن عبد ربه سمعه من ابن كعب ثم سمعه من أبي بكر، فحدث به على الوجهين، فليست رواية عمرو من المزيد في متصل الأسانيد ولا رواية مالك منقطعة بدليل أن مسلما صحح الطريقين فأخرجهما جميعا، رواية عمرو وتلوها رواية مالك".

(2/618)


النسائي1 من رواية عمر بن الحارث عن عبد ربه2.
2- روى مالك عن عبد الكريم الجزري، عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - في الفدية3 وإنما رواه عبد الكريم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى كذا قال ابن عبد البر أيضا4.
3- وروى مالك عن عمرو بن الحارث5، عن عبيد بن فيروز6، عن البراء - رضي الله عنه - في الأضاحي7، وإنما رواه عمرو، عن
__________
1 الذي في النسائي عن سليمان بن يسار عن أم سلمة فقط 1/90.
2 لم أجد هذا الحديث في النسائي، وهو في صحيح مسلم 13- كتاب الصيام حديث 77.
3 ط20- كتاب الحج 78- باب فدية من حلق قبل أن ينحر حديث 237.
4 انظر التقصي ص107 حيث ساق ابن عبد البر هذا الحديث بهذا الإسناد ثم قال عقبه: "هكذا هذا الحديث في الموطأ عند أكثر الرواة ليس فيه ذكر مجاهد وسقوط مجاهد منه خطأ لأن عبد الكريم إنما رواه عن مجاهد عن ابن أبي ليلى وقد رواه ابن وهب وابن القاسم في الموطأ عن مالك عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب وهو الصواب".
قلت: وهذا يحتمل أن مالكا كان حينا يذكر مجاهدا وحينا لا يذكره ويحتمل أن يكون إسقاط مجاهد من قبل بعض الرواة الموطأ كما يشير إليه كلام ابن عبد البر.
5 عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري، مولاهم المصري أبو أيوب ثقة فقيه حافظ من لسابعة مات قديما قبل الخمسين ومائة / ع. تقريب 2/67 الكاشف 2/326.
6 عبيد بن فيروز الشيباني مولاهم أبو الضحاك الكوفي، نزل الجزيرة ثقة من الثالثة /ع. تقريب 1/544 الكاشف 2/239.
7 الحديث في ط 23 - كتاب الضحايا حديث: 1 ولفظه: عن البراء بن عازب: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: ماذا نتقي من الضحايا؟ فأشار بيده وقال: "أربعا ... العرجاء البين ظلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقى".

(2/619)


سليمان بن عبد الرحمن1 عن عبيد. كذا رواه ابن وهب2، عن عمرو بن عمرو بن الحارث وهو مشهور من حديث سليمان المذكور، حدث به عنه شعبة3، والليث وابن لهيعة4 وغيرهم.
فلو كانت التسوية تدليسا لعد مالك في المدلسين، وقد أنكروا على من عده فيهم.
قال ابن القطان: "ولقد ظن بمالك على بعده عنه عمله"5.
وقال/ (ب ص 217) الدارقطني: "أن/ (ي181) مالكا/ (ر95/أ) ممن عمل به وليس عيبا عندهم"6.
وإذا تقرر ذلك، فقول شيخنا - في تعريف التسوية -: "وصورة هذا القسم أن يجيء المدلس إلى حديث قد سمعه من شيخ ثقة وقد سمعه ذلك الشيخ الثقة من شيخ ضعيف، وقد سمعه ذلك الشيخ الضعيف عن شيخ ثقة، فيسقط المدلس الشيخ الضعيف، ويسوقه بلفظ محتمل، فيصير الإسناد كلهم ثقات، ويصرح هو بالاتصال عن شيخه لأنه قد سمعه منه فلا يظهر حينئذ في الإسناد ما يقتضي رده ... "7 إلى آخر كلامه.
تعريف غير جامع، بل حق العبارة أن يقول:
__________
1 سليمان بن عبد الرحمن ويقال: ابن يسار عن القاسم أبي عبد الرحمن وعبيد بن فيروز وعنه شعبة والليث، ثقة / 4. الكاشف 1/397.
2 حديث ابن وهب في (ن) 7/189 وانظر تحفة الأشراف 2/32.
3 حديث شعبة في (ن) أيضا 7/188-189 من طريق خالد بن حارث وغندر وأبي داود ويحيى وعبد الرحمن وابن عدي وأبي الوليد سبعتهم عن شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز عن البراء. انظر تحفة الاشراف 2/32 وفي ت 20 - كتاب الأضاحي 5- باب ما لا يجوز من الأضاحي حديث 1497 وقال حسن صحيح.
4 رواية الليث في ن 7/189 والتاريخ الكبير للبخاري ج3ق2/1-2 وانظر تحفة الاشراف 2/32.
5 بيان الوهم والإيهام ج2 ق 2 ب 29/ب.
6 بيان الوهم والإيهام ج2 ق 2 ل 29/ب.
7 التقييد والإيضاح ص 95-96.

(2/620)


أن يجيء الراوي - ليشمل المدلس وغيره - إلى حديث قد سمعه من شيخ وسمعه ذلك الشيخ/ (?107/أ) من آخر عن آخر، فيسقط الواسطة محتملة، فيصير الإسناد عاليا وهو في الحقيقة نازل، ومما يدل على أن هذا التعريف لا تقييد فيه بالضعيف أنهم ذكروا في أمثلة التسوية: ما رواه هشيم1 عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري، عن عبد الله2 بن الحنفية، عن أبيه عن علي - رضي الله عنه - في تحريم لحوم الحمر الأهلية.
قالوا: ويحيى بن سعيد لم يسمعه من الزهري، إنما أخذه عن مالك عن الزهري.
هكذا حدث به عبد الوهاب الثقفي وحماد بن زيد وغير واحد عن يحيى بن سعيد عن مال3، فأسقط هشيم ذكر مالك منه وجعله عن يحيى ابن سعيد عن الزهري.
ويحيى فقد سمع من الزهري، فلا إنكار في روايته عنه إلا أن هشيما قد سوى هذا الإسناد، وقد جزم بذلك ابن عبد البر/ (ب 218) وغيره.
فهذا كما ترى لم يسقط في التسوية شيخ/ (ر95/ب) ضعيف، وإنما سقط شيخ ثقة4، فلا اختصاص لذلك بالضعيف - والله أعلم -.
__________
1 رواية هشيم عزاها الحافظ في الفتح 9/168 لسنن سعيد بن منصور.
2 يعني عبد الله بن محمد بن الحنفية.
3 حديث مالك في ط 28 - كتاب النكاح 18- باب في نكاح المتعة حديث 41 وخ 72- كتاب الصيد والذبائح 28- باب لحوم الحمر الإنسية حديث 5523 من طريق عبد الله بن يوسف عن مالك وم 16- كتاب النكاح 3- باب نكاح المتعة وبيان انه أبيح ثم نسخ حديث 29 عن يحيى بن يحيى وجويرية عن مالك ون 7/179 من طريق ابن وهب، وجه 9- كتاب النكاح 44- باب النهي عن نكاح المتعة حديث 1961 من طريق بشر بن عمر، والبيهقي في السنن الكبرى 9/329 من طريق يحيى بن يحيى كلهم عن مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية. أما رواية يحيى بن سعيد فقال العظيم آبادي في التعليق المغني 3/258 فأخرجها سعيد بن منصور.
4 ومع ذلك فهذا العمل يعتبر تدليسا.

(2/621)


تنبيه:
قسم الحاكم في علوم الحديث1 - وتبعه أبو نعيم - التدليس إلى ستة أقسام:
الأول: من دلس عن الثقات.
الثاني: من سمى من دلس عنه لما حوقق وروجع فيه.
الثالث: من دلس عن من لا يعرف.
الرابع/ (ي182) : من دلس عن الضعفاء.
الخامس: من دلس القليل عن من سمع منه الكثير.
السادس: من حدث من صحيفة من لم يلقه.
قلت: وليست هذه الأقسام متغايرة، بل هي متداخلة، وحاصلها يرجع إلى قسمين اللذين ذكرهما ابن الصلاح، لكن أحببت التنبيه على ذلك، لئلا يعترض به من لا يتحقق.
تنبيه آخر:
ذكر شيخنا2 ممن عرف بالتسوية جماعة، وفاته أن ابن حبان قال - في ترجمة بقية - أن أصحابه كانوا يسوون حديثه3
وقال: - في ترجمة إبراهيم بن عبد الله المصيصي -: كأن يسوي الحديث4 - والله أعلم -.
40- قوله (ع) : "وما ذكره المصنف في حد التدليس (هو: المشهور بين أهل الحديث - يعني أن من جملة التدليس - أن يروي عمن عاصره ما لم يسمعه منه موهما أي سواء كأن قد لقيه أو لم يلقه"5.
__________
1 ص 103-109.
2 التقييد والإيضاح ص 96-97.
3 كتاب المجروحين 1/201.
4 كتاب المجروحين 1/1/116.
5 التقييد والإيضاح ص 98.

(2/622)


قلت: والذي يظهر من تصرفاته الحذاق منهم أن التدليس مختص باللقي فقد أطبقوا على أن رواية المخضرمين مثل: قيس بن أبي حازم وأبي عثمأن النهدي وغيرهما (عن) 1 النبي - صلى الله عليه وسلم - من قبيل المرسل لا من قبيل المدلس.
وقد قال الخطيب - في باب المرسل من كتابه الكفاية -2:
"لا خلاف بين أهل العلم أن إرسال الحديث الذي ليس 3 بمدلس وهو: رواية الراوي عمن لم يعاصره أو لم يلقه/ (ب 219) ، ثم مثل للأول بسعيد بن المسيب وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وللثاني بسفيان الثوري وغيره عن الزهري.
ثم قال: "والحكم في الجميع عندنا واحد". أنتهى.
فقد (بين) 4 الخطيب في ذلك أن من روى عمن لم يثبت لقيه ولو عاصره أن ذلك مرسل لا مدلس.
والتحقيق فيه التفصيل وهو: أن من ذكر بالتدليس أو الإرسال إذا ذكر5 بصيغة الموهمة عمن لقيه، فهو تدليس، أو عمن أدركه ولم يلقه فهو المرسل الخفي، أو عمن لم يدركه فهو مطلق الإرسال.
واعلم أن التعريف الذي ذكرناه للمرسل ينطبق على ما يرويه الصحابة عن/ (ي 183) النبي - صلى الله عليه وسلم - مما لم يسمعوه منه وإنما لم يطلقوا عله اسم التدليس أدبا على أن بعضهم أطلق ذلك.
روى أبو أحمد ابن عدي في الكامل عن يزيد بن هارون عن شعبة قال: "كأن أبو هريرة - رضي الله عنه - ربما دلس"6.
__________
1 في (ب) "من".
2 ص 546 مطبعة السعادة.
3 كلمة "ليس" سقطت من (ب) .
4 في جميع النسخ "نفى" والتصويب من هامش (ر) .
5 كذا في جميع النسخ وفي (ر) فوق كلمة ذكر (روى) وهي الأنسب.
6 مقدمة الكامل ص 115 مطبعة سلمان الأعظمي تحقيق صبحي السامرائي وبيأن الوهم والإيهام ج2ق2/ل 29/ب.

(2/623)


والصواب ما عليه الجمهور من الأدب في عدم إطلاق ذلك - والله أعلم.
92- قوله (ص) : "وإنما يقول: قال فلان أو عن فلان...."1 إلى آخره.
قد نقدم ما في "قال" من الخلاف.
وقد يقع التدليس بحذف الصيغ كلها. كما في المثال الذي ذكره المصنف2 وإنما نبهت عليه، لأنه ليس داخلا في عباراته - والله أعلم.
93- قوله (ص) : " (وإن ما) 3 رواه المدلس بلفظ محتمل حكمه حكم المرسل"4.
اعترض عليه بأن البزار الحافظ ذكر في الجزء الذي جمعه فيمن يترك ويقل: أن من كأن لا يدلس إلا عن الثقات كأن تدليسه عند أهل العلم مقبولا/ (ر96/ب) .
وبذلك صرح أبو الفتح الأزدي، وأشار إليه الفقيه أبو بكر الصيرفي في "شرح الرسالة".
وجزم بذلك أبو حاتم ابن حبان وأبو عمر ابن عبد البر5 وغيرهما في حق سفيان بن عيينة وبالغ ابن حبان في ذلك حتى قال: "إنه لا يوجد له تدليس قط إلا وجد بعينه، وقد بين سماعه فيه من ثقة"6.
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص66 يعني أن المدلس لا يقول أخبرنا ولا حدثنا وإنما يقول قال فلان ... الخ.
2 يريد قول ابن الصلاح مثال ذلك: ما روينا عن علي بن خشرم قال: كنا عند ابن عيينة فقال: "الزهري" فقيل له: "حدثكم الزهري" فسكت ثم قال: الزهري قيل له: "سمعته من الزهري" قال: "لا لم أسمعه من الزهري ولا ممن سمعه من الزهري حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري" مقدمة ابن الصلاح ص66.
3 في جميع النسخ "وأنما" وهو خطأ والتصويب من مقدمة ابن الصلاح.
4 مقدمة ابن الصلاح ص67.
5 التمهيد 1/31.
6 الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان 1/ل 45/أ، وصحيح ابن حبان 1/122. انظر جامع التحصيل ص168.

(2/624)


وفي سؤالات الحاكم للدارقطني: أنه سئل عن تدليس ابن جريج فقال: يجتنب، وأما ابن عيينة فأنه يدلس عن الثقات.
تنبيه:
قال أبو الحسن ابن القطان: "إذا صرح المدلس قبل بلا خلاف، وإذا لم يصرح فقد قبله ما لم يتبين في حديث بعينه أنه لم يسمعه، ورده آخرون ما لم يتبين أنه سمعه".
قال: "فإذا روى المدلس حديثا بصيغة محتملة، ثم رواه بواسطة تبين انقطاع الأول عند الجميع".
قلت: وهذا بخلاف غير المدلس، فإن غير المدلس يحمل غالب ما يقع منه من ذلك على أنه سمعه من الشيخ الأعلى/ (ي 184) ، وثبته فيه الواسطة.
لكن في إطلاق ابن القطأن نظر، لأنه قد يدلس الصيغة فيرتكب 1 المجاز، كما يقول مثلا: حدثنا وينوي حديث قومنا 2 أو أهل قريتنا ونحو ذلك. وقد ذكر الطحاوي منه أمثلة من ذلك:
حديث مسعر3 عن عبد الملك بن ميسرة4 عن النزال بن سبرة5 قال قال لنا6 رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا وإياكم ندعي بني عبد مناف ... " الحديث.
__________
1 في (ب) فيرتكب.
2 في (ب) قوما.
3 مسعر بن كدام - بكسر أوله وتخفيف ثأنيه- ابن ظهير الهلالي أبو سلمة، الكوفي ثقة ثبت فاضل من السابعة مات سنة 153 أو 155 / ع، تقريب 2/243 الكاشف 3/137.
4 عبد الملك بن ميسرة الهلالي أبو زيد العامري الكوفي الزراد ثقة من الرابعة /ع تقريب 1/524 تهذيب التهذيب 6/426.
5 النزال بن سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة الهلالي كوفي ثقة من الثانية قيل أن له صحبة / خ ج تم س ق تقريب 2/298 الكاشف 3/199.
6 كلمة (لنا) من (ر) .

(2/625)


قال وأراد بذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لقومه وأما هو فلم ير النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال طاووس1: "قدم علينا معاذبن جبل - رضي الله عنه - اليمن".
وطاووس لم يدرك معاذا - رضي الله عنه - وإنما أراد قدمنا بلدنا.
وقال الحسن: "خطبنا عتبة بن غزوان"2.
يريد/ (ر97/أ) أنه خطب أهل البصرة والحسن لم يكن بالبصرة/ (ب ص 221) لما خطب عتبة.
قلت: ومن أمثلة ذلك قول ثابت البناني3: "خطبنا عمرأن بن حصين - رضي الله عنه -" وقوله: "خطبنا ابن عباس - رضي الله عنهما -" - والله أعلم -.
41- قوله (ع) : "حكاية عن أبي نصر بن الصباغ: وإن كان لصغر سنه فيكون ذلك رواية عن مجهول"4.
فيه نظر؛ لأنه لا يصير بذلك مجهولا إلا عند من لا خبرة له بالرجال وأحوالهم وأنسابهم إلى قبائلهم وبلدأنهم، وحرفهم وألقابهم وكناهم وكذا الحال في آبائهم.
فتدليس الشيوخ دائر بين ما وصفنا فمن أحاط علما بذلك لا يكون/ (?109) الرجل المدلس عنده مجهولا.
وتلك أنزل مراتب المحدث.
__________
1 في خ 24- كتاب الزكاة 33- باب العرض في الزكاة: وقال طاووس: "قال معاذ - رضي الله عنه - لأهل اليمن ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة ... " الحديث وليس في قدم علينا معاذ.
2 لم أجد هذا النص والذي في المراسيل لابن أبي حاتم ص27 وقوله - يعني الحسن-: خطبنا ابن عباس يعني خطب أهل البصرة.
3 في المراسيل لابن أبي حاتم ص 27 بإسناده إلى ابن المديني: وقال لي في حديث الحسن: "خطبنا ابن عباس بالبصرة هو كقول ثابت قدم علينا عمرأن بن حصين".
4 التقييد والإيضاح ص 100 وكلامه هذا حول تدليس الشيوخ.

(2/626)


وقد بلغنا أن كثيرا من الأئمة الحفاظ امتحنوا طلبتهم المهرة (بمثل ذلك) 1 فشهد لهم الحفظ لما يسرعوا بالجواب عن ذلك.
وأقرب ما وقع من ذلك أن بعض أصحابنا كأن ينظر إلى "كتاب العلم" (لأبي يكر بن أبي العاصم) 2 فوقع في أثنائه حدثنا الشافعي حدثنا ابن عيينة فذكر حديثا فقال: لعله سقط منه شيء ثم التفت إلي فقال: ما تقول؟
فقلت: الإسناد متصل، وليس الشافعي هذا هو محمد بن إدريس الإمام/ (ي185) بل هو ابن عمه إبراهيم بن محمد بن العباس3.
ثم استدللت على ذلك بأن ابن أبي عاصم معروف بالرواية عنه وأخرجت من الكتاب المذكور روايته عنه وقد سماه.
(ولقد كان) 4 ظن الشيخ في السقوط قويا5، لأن مولد ابن أبي عاصم بعد وفاة الإمام الشافعي بمدة6.
وما أحسن ما قال ابن دقيق العيد: "إن في تدليس الشيوخ الثقة مصلحة وهي امتحان الأذهان في استخراج ذلك وإلقائه/ (ر97/ب) إلى من/ (ب222) يراد اختبار حفظه ومعرفته بالرجال وفيه مفسدة من جهة أنه قد يخفى فيصير الراوي المدلس مجهولا لا يعرف فيسقط العمل بالحديث مع كونه عدلا في نفس الأمر7.
__________
1 في (ر) في ذلك.
2 في (ب) "لأبي بكر بن عاصم".
3 إبراهيم بن محمد بن العباس المطلبي المكي ابن عم الغمام الشافعي أبو إسحاق صدوق من العاشرة مات سنة 237/ س ق تقريب 1/41.
4 ما بين القوسين من (ر) و (هـ) و (ي) وفي (ب) ولكن.
5 في (ب) قوما.
6 نقل الصنعأني هذه القصة عن الحافظ في توضيح الأفكار 1/372.
7 قول ابن دقيق العيد نقله الصنعاني في توضيح الأفكار 1/372 وهو في الاقتراح ل8/أ.

(2/627)


قلت: وقد نازعته في كونه يصير مجهولا عند الجميع، لكن من مفسدته أن يوافق ما يدلس به شهرة راو ضعيف يمكن ذلك الراوي الأخذ عنه، فيصير الحديث من أجل ذلك ضعيفا وهو في نفس الأمر صحيح، وعكس هذا في حق من يدلس الضعيف ليخفي أمره فينتقل عن رتبة من يرد خبره مطلقا إلى رتبة من يتوقف فيه، فإن صادف شهرة راو ثقة يمكن ذلك الراوي الأخذ عنه فمفسدته أشد، كما وقع لعطية العوفي في تكنيته ممد بن السائب الكلبي أبا سعيد، فكان إذا حدث عنه يقول: حدثني أبو سعيد فيوهم أنه أبو سعيد الخدري الصحابي - رضي الله عنه - لأن عطية كان لقيه وروى عنه1.
وهذا أشد ما بلغنا من مفسدة تدليس الشيوخ.
وأما ما عدا ذلك من تدليس الشيوخ فليس فيه مفسدة تتعلق بصحة الإسناد وسقمه بل فيه مفسدة دينية فيما إذا كان مراد المدلس إيهام تكثير الشيوخ لما فيه من التشيع - والله أعلم -.
ونظيره في تدليس الإسناد أن يوهم العلو وهو عنده بنزول - والله أعلم -.
95- قوله (ص) 2: "وكان شعبة من أشدهم ذما (له) 3...." إلى آخره. هو: معروف بذلك قال القاضي أبو الفرج المعافى النهرواني4 - في "كتاب الجليس والأنيس" له، في المجلس الثالث/ (ي 186) والخمسين منه: كان شعبة ينكر التدليس ويقول فيه ما يتجاوز الحد - مع كثرة روايته عن المدلسين/ (ر98/أ) .
__________
1 نقل الصنعأني هذا النص عن الحافظ في توضيح الافكار 1/372 من قوله: "وقد نازعته" إلى قوله: "وهذا أشد ما بلغنا من مفسدة تدليس الشيوخ".
2 مقدمة ابن الصلاح ص 67 ويعني بذلك ذمه للتدليس.
3 كلمة له من (هـ) وهي أيضا في مقدمة ابن الصلاح.
4 المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد النهرواني الجريري - نسبه إلى مذهب ابن جرير - ويعرف بابن طرار (أبو الفرج) فقيه أصولي، أديب نحوي لغوي اخباري شاعر مشارك في غير ذلك من تصأنيفه "الجليس الصالح الكوفي والأنيس الناصح الشافي" و"الحدود والعقود في أصول الفقه" مات سنة 390 معجم المؤلفين 12/302 النجوم الزاهرة 4/201.

(2/628)


ومشاهدته من كأن مدلسا/ (ب ص 223) من الأعلام1، كالأعمش والثوري وغيرهما إلى أن قال ومع ذلك فقد وجدنا لشعبة مع سوء قوله في التدليس تدليسا في عدة أحاديث رواها 2 وجمعنا ذلك في موضع آخر. انتهى.
وما زلت متعجبا من هذه الحكاية شديد التلفت إلى الوقوف على ذلك ولا أزداد إلا استغرابا لها واستبعادا إلى أن رأيت في "فوائد أبي عمرو بن أبي عبيد الله بن مندة" وذلك فيما قرأت على أم الحسن بنت المنجا، عن عيسى بن عبد الحمن بن مغالى3، قال: قرئ على كريمة بنت عبد الوهاب ونحن نسمع عن أبي الخير الباغيان أنا أبو عمر بن أبي عبيد الله بن مندة ثنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب إملاء حدثنا أبو عبد الله أحمد بن موسى بن إسحاق ثنا أحمد بن محمد بن الأصفر ثنا النفيلي4 ثنا مسكين بن بكير ثنا شعبة قال: سألت عمرو بن دينار عن رفع الأيدي عند رؤية البيت فقال: قال أبو قزعة حدثني مهاجر المكي 5 أنه سأل جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أكنتم ترفعون أيديكم عند رؤية البيت؟ فقال: "قد كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهل فعلنا ذلك؟ "
قال الأصفر: ألقيته على أحمد بن حنبل فاستعادني، فأعدته عليه فقال: ما كنت أظن أن شعبة يدلس.
حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي قزعة بأربعة أحاديث هذا أحدها يعني ليس فيه عمرو بن دينار.
__________
1 في (ب) الكلام وهو خطأ.
2 في (ب) رواه وهو خطأ.
3 في (ب) معالي بالعين المهملة
4 في هامش (ب) صوابه: السلمي.
5 هو: مهاجر بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي مقبول من الرابعة / د س ت. التقريب 2/278.

(2/629)


قلت: هذا الذي قاله أحمد على سبيل الظن وإلا فلا يلزم من مجرد هذا أن يكون شعبة دلس في هذا الحديث، لجواز أن يكون سمعه من أبي قزعة بعد أن حدثه عمرو عنه، ثم/ (ب 2249وجدته في السنن1 لأبي داود/ (ر98/ب) عن يحيى بن معين عن غندر عن شعبة قال: سمعت أبا قزعة2..فذكره فثبت أنه ما دلسه والظاهر: الذي زعم المعافى أنه جمعه كله من هذا القبيل وإلا فشعبة من أشد الناس تنفيرا عنه.
وأما كونه: كان يروي عن المدلسين، فالمعروف عنه أنه كان لا يحمل عن شيوخه المعروفين بالتدليس إلا ما سمعوه فقد/ (ي 187) روينا من طريق يحيى القطان عنه أنه كان يقول: "كنت أنظر إلى فم/ (110/أ) قتادة، فإذا قال: سمعت وحدثنا حفظته وإذا قال: عن فلأن تركته3، وروينا في المعرفة4 للبيهقي وفيها عن شعبة أنه قال: "كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبو إسحاق وقتادة".
__________
1 5- كتاب المناسك 46 - باب في رفع اليدين إذا رأى البيت حديث 1870 ولفظه: عن المهاجر المكي قال: سئل جابر بن عبد الله عن الرجل يرى البيت فيرفع يديه فقال: "ما كنت أرى أحدا يفعل هذا إلا اليهود، وقد حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن يفعله" ون 167 باب ترك رفع اليد عند رؤية البيت بلفظ أبي داود وإسناده. وت 7 كتاب الحج 32 - باب كراهية رفع اليدين عند رؤية البيت حديث 855 بلفظ: عن المهاجر المكي قال: سئل جابر بن عبد الله أيرفع الرجل يديه إذا رأى البيت فقال: "حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفكنا نفعله؟ ".
أما أبو داود والنسائي ففيهما حدثنا شعبة قال: سمعت أبا قزعة وأما الترمذي ففيه عن وكيع عن شعبة عن أبي قزعة.
2 هو سويد بن حجير - بتقديم المهملة - مصغرا الباهلي البصري ثقة من الرابعة / م 4. تقريب 1/340.
3 انظر مقدمة الجرح والتعديل ص 169 ولكنه نسب هذه الرواية إلى عبد الرحمن بن مهدي مرتين ولم ينسبها ليحيى القطان وكذا أورد هذه الرواية في المقدمة ص161 وفي كتاب الجرح ج2: ق1/ 370. ونسبها إلى عبد الرحمن بن مهدي أيضا.
4 1/65.

(2/630)


وهي قاعدة حسنة تقبل أحاديث هؤلاء إذا كان عن شعبة ولو عنعنوها.
وألحق الحافظ الإسماعيلي بشعبة في ذلك يحيى بن سعيد القطان فقال في كتاب الطهارة من (مستخرجه) عقب حديث القطان عن زهير عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله بن مسعود في الاستجمار بالأحجار: "يحيى القطان لا يروي عن زهير إلا ما كان مسموعا لأبي إسحاق".
هذا أو معناه.
وكذا ما كان من رواية الليث بن سعد، عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - فإنه مما لم يدلس فيه أبو الزبير كما هو معروف في قصة مشهورة1.
وقال البخاري: "لا يعرف لسفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت ولا عن سلمة بن كهيل، ولا عن منصور ولا عن كثير من مشايخه تدليس ما أقل تدليسه".
وقد ذم التدليس جماعة من أقرأن شعبة وأتباعه.
فروينا عن عبد الصمد2 بن عبد الوارث/ (ر99/أ) عن أبيه3 قال: "التدليس ذل"4.
__________
1 يشير إلى قول الليث: "جئت أبا الزبير فدفع إلي كتابين فانقلبت بهما ثم قلت في نفسي: لو أنني عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر؟ فسألته فقال: منه ما سمعت ومنه ما حدثت عنه، فقلت له أعلم على ما سمعت منه، فأعلم لي على هذا الذي عندي". ميزان الاعتدال 4/37.
2 عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم التنوري - بفتح المثناة وتثقيل النون المضمومة - أبو سهل البصري، صدوق ثبت في شعبة من التاسعة، مات سنة 107/ع. تقريب 1/507 الخلاصة ص 439.
3 هو عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان العنبري مولاهم البصري ثقة ثبت، رمي بالقدر ولم يثبت عنه، من الثامنة مات سنة 180/ع. تقريب 01/527 الخلاصة ص 247.
4 معرفة علوم الحديث للحاكم ص 103.

(2/631)


وحكى عبدان عن ابن المبارك أنه ذكر بعض من يدلس فذمه ذما شديدا وقال: "دلس للناس أحاديثه، والله لا يقبل تدليسه".
روينا في "علوم الحديث للحاكم"1 وروينا في أدب المحدث لعبد الغني بن سعيد عن وكيع قال: "لا يحل تدليس الثوب، فكيف تدليس الحديث"2.
وعن/ (111/أ) أبي عاصم النبيل قال: أقل حالات المدلس عندي أنه يدخل في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور" 3 والله الموفق.
42- قوله (ع) : "وقد حكاه الخطيب عن فريق من الفقهاء"4.
قلت: حكاه القاضي عبد الوهاب ي 188 في الملخص فقال: "التدليس جرح وأن من ثبت أنه كان يدلس لا يقبل حديثه مطلقا - قال-: وهو الظاهر من أصول مالك".
وقال ابن السمعاني في "القواطع": "إن كان إذا استكشف لم يخبر باسم من يروي عنه، فهذا يسقط الاحتجاج بحديثه، لأن التدليس تزوير وإيهام لما لا حقيقة له وذلك يؤثر في صدقه وإن كان يخبر فلا".
__________
1 معرفة علوم الحديث للحاكم ص103.
2 انظر: الكفاية للخطيب ص356 - 357.
3 م 37- كتاب اللباس 35- باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره، حديث 126، 127،حم 6/90، 167، د 35 - كتاب الأدب 91- باب في المتشبع بما لم يعط حديث 4997 ونسبه الخطيب في الكفاية ص356 لحماد بن زيد فلعل كلا من حماد بن زيد وأبي عاصم قاله، ثم وجدت كلام أبي عاصم في مقدمة الكامل لابن عدي ص66.
4 التقييد والإيضاح ص 98 - 99. يعني أن الخطيب حكى الخلاف في قبول رواية المدلس الثقة إذا صرح بالتحديث.

(2/632)


هكذا قال: والصواب الذي عليه جمهور المحدثين خلاف ذلك.
قال يعقوب بن شيبة: سألت يحيى بن معين عن التدليس فكرهه وعابه قلت له: فيكون المدلس حجة فيما روى؟ قال: "لا يكون حجة في ما دلس"1.
وأورد الخطيب2 هنا أنه ينبغي أن لا يقبل من المدلس أخبرنا لأن بعضهم يستعملها في غير السماع.
وأجاب أن هذه اللفظة ظاهرها السماع، والحمل على غيره مجاز، والحمل على الظاهر أولى، وما أجاب به جيد فيمن3 لم يوصف بأنه كان يدلس الصيغ - أيضا - فقد ثبت عن أبي نعيم الأصبهاني أنه كان يقولك في الإجازة: "أخبرنا"/ (ر99/ب) وفي السماع "حدثنا".
وكذا يصنع كثير من الحفاظ المغاربة فيحتاج إلى التنبه4 لذلك.
ومثل ما أجاب به الخطيب أجاب شيخنا شيخ الإسلام5.
ثم قال: ولا يرد على هذا قول الرجل الذي يقتله الدجال: "أنت الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله- صلى الله عليه وسلم -"6. لأن الكلام إنما هو حيث كان السماع ممكنا وأما إذا كان غير ممكن فيتعين الحمل على المجاز بالقرينة.
__________
1 الكفاية ص 516.
2 الكفاية ص 363.
3 في جميع النسخ "فمن" والتصويب من هامش (ر) .
4 في (هـ) و (ب) التنبيه.
5 محاسن الاصطلاح ص 170 بهامش مقدمة ابن الصلاح.
6 خ 92- كتاب الفتن 27- باب لا يدخل الدجال المدينة حديث 7132.

(2/633)


كقول أبي طلحة: إني سمعت الله تعالى يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} 1 الآية، فإن مراده سمعت كلام الله عز وجل على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
وقد حكى القاضي عبد الوهاب في الملخص عن الشاقعي أنه لا يقبل من المدلس إلا إذا صرح بقوله: "حدثني" أو "سمعت" دون قوله: "عن" أو "أخبرني".
وهو ظاهر نقل ابن السمعاني لكن نصه في الرسالة 2:
"فقلنا لا نقبل من مدلس حديثا حتى يقول: حدثني أو سمعت".
هذا نصه، وهو/ (ي 189) محتمل أن يريد الاقتصار على هاتين الصيغتين كما فهم القاضي عبد الوهاب وغيره، ويحتمل أن يكون ذكرها على سبيل المثال ليلحق بهما ما أشبههما من الصيغ المصرحة وهذا هو الصحيح.
وقد حكى المعافى في "الجليس" عن الشافعي - رضي الله عنه - أنه كان لا يرى رواية المدلس حجة إلا أن يقول في روايته حدثنا أو أخبرنا أو سمعت، انتهى. وهذا يؤيد ما صححناه.
96- قوله (ص) : "وفي الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة من حديث هذا الضرب كثير جدا.... "3 إلى آخره.
أورده المصنف هذا محتجا به على قبول رواية المدلس إذا صرح وهو يوهم
__________
1 سورة آل عمرأن: 92، والحديث المشار إليه في خ 24- كتاب الزكاة 44- باب الزكاة في الأقارب حديث 1461 وفي مواضع أخر من البخاري وم 12- كتاب الزكاة 14- باب فضل الصدقة على الأقربيين والزوج حديث 42.
2 ص 380 فقرة 1035.
3 مقدمة ابن الصلاح ص 67 وتمام كلامه "كقتادة والأعمش والسفيانين وهشيم بن بشير وغيرهم أي من المدلسين الذين أخرج لهم الشيخان وغيرهما.

(2/634)


أن الذي في الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة من حديث المدلسين/ (ر100/أ) مصرح في جميعه وليس كذلك بل في الصحيحين (وغيرهما) 1 جملة كثيرة من أحاديث المدلسين بالعنعنة وقد جزم المصنف في موضع آخر وتبعه/ (ب ص 227) النووي2 (وغيره بأن ما كان في الصحيحين وغيرهما) 3 من الكتب الصحيحة عن المدلسين فهو محمول على ثبوت سماعه من جهة أخرى وتوقف في ذلك من المتأخرين الإمام صدر الدين ابن المرحل4، وقال في "كتاب الأنصاف": "أن في النفس من هذا الاستثناء غصة، لأنها دعوى لا دليل عليها، لا سيما أنا قد وجدنا كثيرا من الحفاظ يعللون أحاديث وقعت في الصحيحين أو أحدهما بتدليس رواتها".
وكذلك استشكل ذلك قبله العلامة ابن دقيق العيد فقال5: "لا بد من الثبات على طريقة واحدة، إما القبول مطلقا في كل كتاب أو الرد مطلقا في كل كتاب.
وأما التفرقة بين ما في الصحيح من ذلك وما خرج عنه، فغاية ما يوجه به أحد أمرين:
إما أن يدعى أن تلك الأحاديث عرف صاحب الصحيح صحة السماع فيها، قال: وهذا إحالة على جهالة، وإثبات أمر بمجرد الاحتمال، وإما أن يدعى أن الإجماع على صحة/ (ي190) ما في الكتابين دليل على وقع السماع في هذه الأحاديث وإلا لكان أهل الإجماع مجمعين على الخطأ وهو ممتنع.
__________
1 كلمة "وغيرها" سقطت من (ب) .
2 التقريب للنووي مع تدريب الرأوي ص144.
3 ما بين القوسين سقط من (ب) .
4 هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن مكي الشهير بابن المرحل - بالحاء المشددة بعد الراء- فقيه أديب محدث أصولي شاعر، مات سنة 716. النجوم الزاهرة 9/233 طبقات الشاقعية للسبكي 9/253.
5 نقل الصنعاني كلام ابن دقيق هذا في توضيح الأفكار 1/355.

(2/635)


قال1: "لكن هذا يحتاج إلى إثبات الإجماع الذي يمتنع أن يقع في نفس الأمر خلاف مقتضاه".
قال: وهذا فيه عسر. قال: ويلزم على هذا أن يستدل بما جاء من رواية المدلس خارج الصحيح ولا يقال2: هذا على شرط مسلم - مثلا - لأن الإجماع الذي يدعى ليس موجودا في الخارج" انتهى ملخصا.
وفي أسئلة/ (ر100/ب) الإمام تقي الدين السبكي للحافظ أبي الحجاج المزي: وسألته عن ما وقع في الصحيحين من حديث المدلس معنعنا هل نقول: أنهما اطلعا على اتصالها؟
فقال: "كذا يقولون، وما فيه إلا تحسين الظن بهما. وإلا ففيهما أحاديث من رواية المدلسين ما توجد من غير تلك الطريق التي في الصحيح"3.
قلت: وليست الأحاديث التي في الصحيحين بالعنعنة عن المدلسين كلها في الاحتجاج، فيحمل كلامهم هنا على ما كان منها في الاحتجاج فقط.
أما ما كان في المتابعات فيحتمل أن يكون حصل التسامح4 في تخريجها كغيرها.
وكذلك المدلسون الذين5 خرج حديثهم في الصحيحين ليسوا في مرتبة واحدة في ذلك، بل هم على مراتب:
الأولى: من لم يصف بذلك إلا نادرا وغالب رواياتهم مصرحة بالسماع، والغالب: أن إطلاق من أطلق ذلك عليهم فيه تجوز من الإرسال إلى التدليس.
__________
1 كلمة "قال" ليست في (ي) .
2 من هامش (ر) وفي كل النسخ "ولا يقول".
3 انظر توضيح الأفكار للصنعاني (1/355) فإنه نقل هذا السؤال.
4 في النسخ كلها "التسمح" وما أثبتناه من هامش (ر) ومن توضيح الأفكار.
5 في جميع النسخ (الذي) والصواب ما أثبتناه.

(2/636)


ومنهم من يطلق ذلك بناء على الظن، فيكون التحقيق بخلافه كما بينا ذلك في حق شعبة قريبا1 وفي حق محمد بن إسماعيل البخاري في الكلام على التعليق 2 - والله أعلم -.
فمن هذا الضرب:
1-أيوب السختياني.
2-وجرير بن حازم3.
3- والحسين بن واقد.
4-وحفص بن غياث4.
5- وسليمان التيمي.
6-وطاووس.
7-وأبو قلابة.
8- وعبد الله بن وهب.
9- وعبد ربه بن نافع أبو شهاب5.
__________
1 انظر ص 630.
2 انظر ص 601 لكنه في النوع الحادي عشر (المعضل) .
3 جرير بن حازم الضبي أبو النضر البصري ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه. من السادسة مات سنة 170 بعدما اختلط لكن لم يحدث بعد اختلاطه / ع. تقريب 1/127 ميزان الاعتدال 1/549 طبقات المدلسين ص5.
4 حفص بن غياث - بمعجمة مكسورة وياء ومثلثة - ابن طلق بن معاوية النخعي أبو عمرو الكوفي القاضي ثقة فقيه تغير حفظه قليلا في الآخر من الثامنة مات سنة 194/ع. تقريب 1/189 ميزان الاعتدال 1/567 طبقات المدلسين ص5
5 عبد ربه بن نافع الكناني الحناط - بمهملة ونون - نزيل المدائن أبو شهاب الأصفر صدوق يهم من الثامنة مات سنة 171/خ م د س ق. تقريب 1/471. ميزأن الاعتدال 2/544 طبقات المدلسين ص6 هذا وفي كل النسخ ابن رافع والتصحيح من التقريب والميزان وطبقات المدلسين.

(2/637)


10-والفضل/ (ي191) بن دكين أبو نعيم.
11- وموسى بن عقبة.
12- وهشام بن عروة.
13- وأبو مجلز لاحق بن حميد1.
14- ويحيى بن سعيد الأنصاري. رحمة الله عليهم2.
الثانية: من أكثر الأئمة من إخراج حديثه إما لإمامته أو لكونه قليل التدليس في جنب ما روى من الحديث الكثير أو أنه كأن لا يدلس إلا عن ثقة.
فمن هذا الضرب:
15- إبراهيم بن زيد النخعي/ (ر101/أ) .
16- وإسماعيل بن أبي خالد.
17- وبشير بن مهاجر3.
18- والحسن بن ذكوان4.
19- والحسن البصري.
__________
1 لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري أبو مجلز - بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي - مشهور بكنيته ثقة من كبار الثالثة، مات سنة 106/ع. تقريب 2/340 ميزان الاعتدال 4/356.
2 ذكر الحافظ كل هؤلاء في الطبقة الأولى من طبقات المدلسين ص 5-8 ما عدا سليمان التيمي فإنه ذكره في الثانية ص11.
3 بشير بن المهاجر الكوفي الغنوي - بالمعجمة والنون - صدوق لين الحديث رمي بالإرجاء من الخامسة /م 4. تقريب 1/103 ميزان الاعتدال 1/329.
4 الحسن بن ذكوان أبو سلمة البصري صدوق يخطئ ورمي بالقدر وكان يدلس من السادسة / خ د ت ق. تقريب 1/166 ميزان الاعتدال 1/489. وذكره الحافظ في الثالثة في الطبقات.

(2/638)


20- والحكم بن عتبة.
21- وحماد بن أسامة.
22- وزكريا بن أبي زائدة1.
23- وسالم بن أبي الجعد2.
24- وسعيد بن أبي عروبة.
25- وسفيان الثوري.
26- وسفيان بن عيينة.
27- وشريك القاضي.
28- وعبد الله بن عطاء المكي3.
59- وعكرمة بن خالد المخزومي4.
30- ومحمد بن خازم أبو معاوية الضرير.
31- ومخرمة بن بكير5.
__________
1 زكريا بن أبي زائدة بن فيروز الهمداني الوادعي أبو يحيى الكوفي ثقة وكان يدلس وسماعه أبي إسحاق في آخره من السادسة، مات سنة 147/ع تقريب 1/261 ميزان الاعتدال 2/73 ونص الذهبي على أنه مدلس.
2 سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي ثقة وكأن يرسل كثيرا من الثالثة، مات سنة 97/ع.
تقريب (1/279) ميزان الاعتدال 2/109 ووصفه بالتدليس.
3 عبد الله بن عطاء الطائفي أو المدني أو الواسطي أو المكي عن أبي الطفيل وابن بريدة وعنه شعبة وابن نمير وعدة، صدوق / م د ت س. الكاشف 2/110 التقريب 1/434 وفيه الطائفي أصله من الكوفة صدوق يخطئ من السادسة وذكره الحافظ في طبقات المدلسين في المرتبة الأولى ص6.
4 عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي ثقة من الثالثة مات بعد عطاء/ خ م د ت س تقريب 2/29 الكاشف 2/275.
5 مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج أبو المسور المدني صدوق وروايته عن أبيه وجادة من كتابه، من السابعة، مات سنة 159/بخ م د س. تقريب 2/234 ميزان الاعتدال 4/80. وذكره الحافظ في طبقات المدلسين في الأولى ص 6.

(2/639)


32- ويونس بن عبيد
رحمة الله تعالى عليهم1.
الثالثة: من أكثروا من التدليس وعرفوا به وهم:
33- بقية بن الوليد.
34- وحبيب بن أبي ثابت.
35-وحجاج بن أرطأة.
36-وحميد الطويل.
37- وسليمان الاعمش.
38- وسويد بن سعيد.
39- وأبو سفيان المكي2.
40-وعبد الله بن أبي نجيح3.
41-وعباد بن منصور4.
42- وعبد الرحمن المحاربي5.
__________
1 كل هذه المرتبة ذكرهم الحافظ في طبقاته في الثانية من المدلسين ص 8-12 ما عدا عبد الله بن عطاء المكي ومخرمة بن بكير فإنه ذكرهما في الأولى.
2 هو طلحة بن نافع الواسطي نزيل مكة صدوق من الرابعة /ع. تقريب 1/380 الكاشف 2/45 وقال روى له البخاري مقرونا.
3 عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي أبو يسار الثقفي مولاهم، ثقة رمى بالقدر وربما دلس من السادسة، مات سنة 131 أو بعدها/ع. تقريب 1/456 الكاشف 2/137 وقال وثقه س وقال خ فيه نظر.
4 عباد بن منصور الناجي - بالنون والجيم - أبو سلمة البصري القاضي بها، صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بآخره من السادسة، مات سنة 152/خت 4. تقريب 1/393، ميزان الاعتدال 2/376 ونقل الذهبي عن الساجي وأحمد والبخاري ما يثبت أنه يدلس.
5 عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي أبو محمد الكوفي لا بأس به وكان يدلس قاله أحمد، من التاسعة مات سنة 195/ع. تقريب 1/497 الكاشف 2/184 وقال فيه: ثقة يغرب.

(2/640)


43- وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد1.
44- وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
45-وعبد الملك بن عمير2.
46- وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف3.
47- وعكرمة بن عمار4.
48- وعمر بن عبيد الطنافسي5.
49- وعمر بن علي المقدمي6.
__________
1 عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد - بفتح الراء وتشديد الواو - صدوق يخطئ وكان مرجئا من التاسعة /م4. تقريب 1/517 ميزان الاعتدال 2/648.
2 عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي حليف بني عدي الكوفي ثقة فقيه تغير حفظه وربما دلس، من الثالثة، مات سنة 136/ع. تقريب 1/521 الكاشف 2/212.
3 عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم البصري نزيل بغداد صدوق وربما أخطأ أنكروا عليه حديثا في فضل العباس يقال دلسه عن ثور، من التاسعة، مات سنة 206/ع م4. تقريب 1/528 الكاشف 2/221.
4 عكرمة بن عمار العجلي أبو عمار اليمامي - أصله من البصرة - صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب من الخامسة، مات قبل الستين ومائة /خت م4. تقريب 2/30 الكاشف 2/276.
5 عمر بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي - بفتح الطاء والنون وبعد الألف فاء مكسورة ثم سين مهملة - الكوفي صدوق من الثامنة، مات سنة 185 وقيل بعدها /ع. تقريب 2/60 الكاشف 2/318 وقال فيه: "محل الصدق".
6 عمر بن علي بن عطاء بن مقدم بقاف، وزن محمد وكان يدلس شديدا من الثامنة، مات سنة 190 وقيل بعدها /ع. تقريب 2/61 ميزأن الاعتدال 3/214 وفيه: "ثقة شهير لكنه رجل مدلس، قال ابن سعد: ثقة يدلس تدليسا شديدا يقول: سمعت وحدثنا ثم يسكت ثم يقول: هشام بن عروة والأعمش".

(2/641)


50- وعمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي.
51- وعيسى بن موسى غنجار1.
52- وقتادة.
53- ومبارك بن فضالة2.
54- ومحمد بن إسحاق.
55- ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي3.
56- ومحمد بن عجلان.
57- ومحمد بن عيسى بن الطباع4.
58- ومحمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير5.
59- ومحمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري6.
__________
1 عيسى بن موسى البخاري أو أحمد الأزرق لقبه غنجار - بضم المعجمة وسكون النون بعدها جيم- صدوق ربما أخطأ وربما دلس مكثر من الحديث عن المتروكين من الثامنة، مات سنة 187/خت ق. تقريب 2/102 ميزأن الاعتدال 3/ 325 وفيه: "صدوق في نفسه لكنه روى عن نحو مائة مجهول".
2 مبارك بن فضالة - بفتح الفاء وتخفيف المعجمة - أبو فضالة البصري صدوق يدلس ويسوي من السادسة، مات سنة 166 على الصحيح / خت د ت ق. تقريب 2/227 ميزان الاعتدال 3/431 وفيه: "قال أبو داود شديد التدليس فإذا قال حدثنا فهو ثبت".
3 محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أبو المنذر صدوق يهم من الثامنة /خ د ت س. تقريب 2/185 ميزان الاعتدال 3/618.
4 محمد عيسى بن نجيح أبو جعفر الطباع البغدادي نزيل أذنه، ثقة فقيه من العاشرة، مات سنة 224/خت د تم س. تقريب 2/198 الكاشف 3/87.
5 محمد بن مسلم بن تدرس - بفتح المثناة وسكون الدال وضم الراء - الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي صدوق إلا أنه يدلس من الرابعة، مات سنة 126/ع. تقريب 2/207 الكاشف 3/96.
6 عد العلائي الزهري في المرتبة الثانية.

(2/642)


60- ومروان بن معاوية الفزاري1.
61- والمغيرة بن مقسم/ (ي 192) .
62- ومكحول الشامي2.
63- وهشام بن حسان3.
64- هشام بن بشير.
65- والوليد/ (113/ب) بن مسلم الدمشقي.
66- ويحيى بن أبي كثير/ (ب 230) .
67- وأبو حرة الرقاشي4.
رحمة الله تعالى عليهم أجمعين5.
__________
1 مروان بن معاوية الفزاري أبو عبد الله الكوفي نزيل مكة ثم دمشق ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ، من الثامنة، مات سنة 193/ع. تقريب 2/239.
2 مكحول الشامي أبو عبد الله ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور من الخامسة، مات سنة بضع عشرة ومائة /م4. تقريب 2/273 الكاشف 3/173.
3 هشام بن حسان الأزدي القردوسي- بالقاف وضم الدال - أبو عبد الله البصري ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما من السادسة، مات سنة 147/ع. تقريب 2/318 الكاشف 3/221.
4 أبو حرة - بفتح الحاء والراء المشددة - حينفة الرقاشي - بفتح الراء والقاف - مشهور بكنيته وقيل: اسمه حكيم ثقة من الثالثة /د. تقريب 1/207 الكاشف 3/261.
5 ملاحظة: أهل هذه الطبقة هنا - وهي الثالثة - يبلغون خمسة وثلاثين شخصا وقد أورد الحافظ معظمهم، وهم أربعة وعشرون شخصا في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين ص 13-18. أما الباقون وهم أحد عشر رجلا فقد أوردهم في طبقات مختلفة في كتابه الطبقات فأورد ثمانية منهم في الطبقة الرابعة من (18-20) وهم: (1) بقية بن الوليد (2) حجاج بن أرطأة (3) سويد بن سعيد (4) عيسى بن موسى غنجار، (5) عباد بن منصور، (6) محمد بن إسحاق، (7) عمر بن علي المقدمي، (8) الوليد بن مسلم.
وأورد اثنين منهم في الطبقة الثانية وهما: سليمان بن مهران الأعمش ص11 ويحيى بن أبي كثير ص12.
وأورد واحدا منهم في الطبقة الخامسة وهو عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني انظر ص21.
وهذا التصرف مستغرب من الحفاظ وذلك أن القواعد التي وضعها لترتيب وتصنيف هؤلاء المدلسين متفقة هنا وفي الطبقات، وأقرب شيء يعلل به هو أن الحافظ لما رتبهم هنا اعتمد على حفظه فوهم بوضع بعض الأشخاص في غير موضعهم - والله أعلم -.

(2/643)


فهذه الأسماء من ذكر بالتدليس من رجال الصحيحين ممن أخرجا أو أحدهما له أصلا أو استشهادا أو تعليقا/ (ر101/ب) على مراتبهم في ذلك وهم بضعة وستون نفسا.
(وإذا سردنا) 1 ذلك فلا بأس بسرد2 أسماء باقي الموصوفين بالتدليس من باقي رواة الحديث لتمام الفائدة ولتمييز أحاديثهم.
فقد سرد المصنف أسامي3 من ذكر بالاختلاط ليتميز حديثه وقد ذكرتهم على قسمين:
أحدهما: من وصف بذلك مع صدقه.
وثانيهما: من ضعف منهم بأمر آخر غير التدليس - والله الموفق -.
فمن الأول:
68- جنيد بن العلاء بن أبي وهرة4.
__________
1 في كل النسخ: "وإذا أردنا" ولعل الصواب ما أثبتناه.
2 في (ب) "برد" وهو خطأ.
3 كلمة "أسامي" سقطت من (ب) .
4 جنيد بن العلاء بن أبي وهرة وقيل بن أبي نمرة كنيته أبو حازم يروي عن ابن عمر وأبي الدرداء ولم يرهما ويروي عن جماعة من التابعين. كان يدلس عن محمد بن أبي قيس المصلوب ويروي ما سمع منه عن شيوخه فاستحق مجأنبة حديثه على الأحوال كلها لأن ابن أبي قيس كان يضع الحديث. كتاب المجروحين لابن حبان 1/211. ميزان الاعتدال 1/450 هذا وفي كل النسخ "جنيد بن المعلي بن زهرة" والتصحيح من الميزان ولم يورده الحافظ في الطبقات.

(2/644)


69- وحميد بن الربيع الخزار1.
70- وإسماعيل بن عياش.
71- وسلمة بن تمام الشقري2.
72- وشباك الضبي3.
73- وشعيب بن أيوب الصيرفيني4.
74- وعبد الله بن مروان الحراني5.
75- وعبد العزيز بن عبد الله البصري6.
76- وعبد الجليل بن عطية القيسي7.
77- وعبيدة بن الأسود8.
__________
1 حميد بن الربيع الخزار مختلف فيه وصفه بالتدليس عن الضعفاء عثمان بن أبي شيبة. انظر ترجمته في ميزان الاعتدال 1/611 طبقات المدلسين لابن حجر ص19 الطبقة الرابعة.
2 سلمة بن تمام الشقري - بفتح المعجمة والقاف- الكوفي صدوق من الرابعة (س) تقريب 1/316 الكاشف 1/383 طبقات المدلسين 0ص6 الطبقة الأولى. هذا وفي جميع النسخ السقري - بالسين المهملة - والتصويب من التقريب.
3 شباك - بكسر أوله ثم موحدة خفيفة ثم كاف- الضبي الكوفي الأعمى ثقة له ذكر في صحيح مسلم وكان يدلس من السادسة / م د س ق. تقريب 1/345 أورده الحافظ في الطبقة الأولى في طبقاته ص6.
4 هو من شيوخ أبي دواد وصفه بالتدليس ابن حبان والدارقطني وأورده الحافظ في الطبقة الثالثة من طبقاته ص13 وأنظر ميزان الاعتدال 2/275.
5 عبد الله بن مروان أبو شيخ الحراني يروي عن زهير بن معاوية وغيره قال ابن حبان في ثقاته يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره، طبقات المدلسين ص14 في الطبقة الثالثة.
6 أورده الحافظ في طبقات المدلسين في المرتبة الثالثة ص 15 وقال: قال ابن حبان في الثقات: يعتبر حديثه إذا بين السماع تكلم فيه ابن عدي وقال عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
7 صدوق يهم من السابعة /بخ د س، تقريب 1/466 أورده الحافظ في طبقاته في المرتبة الثالثة ص14، وانظر ميزان الاعتدال 2/535.
8 عبيدة بن الأسود بن سعيد الهمداني الكوفي صدوق ربما دلس / د ت ق، تقريب 1/548. وأورده الحافظ في طبقاته في المرتبة الثالثة ص15) .

(2/645)


78- وعثمان بن عمر الحنفي1.
79- وعطية العوفي2.
80- وعلي بن غراب3
81- ومحمد بن الحسين البخاري4.
82- ومحمد بن صدقة الفدكي5.
83- ومحمد بن عبد الملك الواسطي أبو إسماعيل6.
84- ومحمد بن عيسى بن سميع7.
85- ومحمد بن يزيد بن خنيس8 العابد.
86- ومحرز بن عبد الله الجزري أبو رجاء9.
__________
1 أورده الحافظ في الطبقات في المرتبة الثالثة ص 15 وقال: قال: ابن حبان يعتبر بحديثه إذا بين السماع.
2 صدوق يخطئ كثيرا وكان شعيبا مدلسا. تقريب 1/24 ذكره الحافظ في طبقاته في الرابعة ص19) وقال ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح.
3 صدوق وكان يدلس ويتشيع من الثامنة مات سنة 184/سق. تقريب 2/42 وذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من طبقاته ص15.
4 لم أقف على ترجمة وفي طبقات المدلسين ص16 المرتبة الثالثة محمد بن البخاري يروي عن وكيع وعنه ولداه عمر وإبراهيم أشار ابن حبان إلى أنه كأن يدلس ولست أعرف أهو صاحبنا هذا أو غيره.
5 ترجم له في ميزان الاعتدال 3/585 وقال حديثه منكر، وأورده الحافظ في الطبقات ص16 في المرتبة الثالثة.
6 مقبول من الثامنة /تمييز تقريب 2/187 طبقات المدلسين ص16 في المرتبة الثالثة.
7 صدوق يخطئ ويدلس ورمي بالقدر من التاسعة مات سنة 206/د س ق. تقريب 2/198 وفي طبقات المدلسين 20ص في المرتبة الرابعة.
8 مقبول من التاسعة /ت س. تقريب 2/219 وأنظر طبقات المدلسين ص7 المرتبة الأولى، ميزان الاعتدال 4/68.
9 صدوق يدلس من السابعة / بخ ق. تقريب 2/231 طبقات المدلسين ص17 المرتبة الثالثة.

(2/646)


87- ومصعب بن سعيد أبو خيثمة1.
88- وميمون بن موسى المرئي2.
89- ويزيد بن أبي زياد3.
90- ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك4.
91- ويزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني5.
92- ومن المتأخرين محمد بن محمد بن سليمان الباغندي6.
93- والحسن بن مسعود أبو علي ابن الوزير الدمشقي7.
94- وعمر بن علي بن أحمد بن/ (ب 231) الليث أبو مسلم البخاري8 - رحمة الله تعالى عليهم -.
__________
1 من (ي) وفي باقي النسخ ابن زيد وهو خطأ انظر ميزان الاعتدال 4/119 وطبقات المدلسين ص17 المتربة الثالثة وفيها عن ابن حبأن أنه كان يدلس عن الثقات.
2 ميمون بن موسى المرئي- بفتحتين وهمزة - صدوق يدلس من السابعة ت ق. تقريب 2/292 طبقات المدلسين ص17 المرتبة الثالثة.
3 ضعيف كبر فتغير، صار يتلقن وكان شيعيا من الخامسة مات سنة 136 خت م4 تقريب 2/365 طبقات المدلسين في المرتبة الثالثة ص18.
4 صدوق ربما وهم، من الرابعة مات سنة 130/د س ق.
تقريب 02/368 طبقات المدلسين في المرتبة الثالثة ص18.
5 صدوق يخطئ كثيرا وكان يدلس من السابعة /ع.
تقريب 2/416 طبقات المدلسين في المرتبة الثالثة ص18.
6 قال الذهبي ردا على من اتهمه بالكذب: "بل هو صدوق من بحور الحديث". وقال ابن عدي: "لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس"، ميزان الاعتدال 4/26-27. طبقات المدلسين في المرتبة الثالثة ص16.
7 قال الذهبي: "أدرك الطبراني فيه تسامح كثير وكان يدلس عن شيوخه ما لم يسمعه منهم مات سنة 543" ميزان الاعتدال 1/523 طبقات المدلسين المرتبة الثانية ص9.
8 الحافظ الجوال سمع الكثير واستكتب وصنف قال أبو زكريا ابن مندة هو احد من يدعي الحفظ إلا أنه كأن يدلس تذكرة الحفاظ 4/1235-1236 طبقات المدلسين في المرتبة الثالثة ص16.

(2/647)


ومن القسم الثاني:
95- إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى1.
96- وإسماعيل بن خليفة أبو إسرائيل الملائي2.
97- وبشير بن زاذان3.
98- وتليد بن سليمان4.
99- وجابر بن يزيد الجعفي5.
100- والحسن/ (ر102/أ) بن عمارة6.
101- والحسين بن عطاء/ (ي193) بن يسار7.
102- وخارجة بن مصعب8.
103- وسعيد بن المرزبان أبو سعيد البقال9.
104- وعبد الله بن معاوية بن عاصم الزبيري10.
__________
1 أورده الحافظ في المرتبة الخامسة من الطبقات ص20.
2 صدوق سيء الحفظ نسب إلى الغلو في التشيع من السابعة مات سنة 169. تقريب وذكره الحافظ في الطبقات في المرتبة الخامسة ص20.
3 ضعفه الدارقطني وغيره واتهمه ابن الجوزي وقال ابن معين ليس بشيء ميزان الاعتدال 1/328 طبقات المدلسين ص20 المتربة الخامسة.
4 تليد - بفتح ثم كسر ثم تحتانية ساكنة - الكوفي رافضي ضعيف من الثامنة. تقريب 1/112 طبقات المدلسين ص20 في المرتبة الخامسة.,
5 ضعيف رافضي ولم يذكره الحافظ في طبقات المدلسين.
6 قاضي بغداد متروك من السابعة مات سنة 153/خت ت ق. تقريب 1/169 طبقات المدلسين ص20 في المرتبة الخامسة.
7 قال أبو حاتم منكر الحديث قال ابن حبان لا يجوز أن يحتج به إذا انفرد. ميزان الاعتدال 1/542 طبقات المدلسين ص20 في المتربة الخامسة.
8 متروك وكان يدلس عن الكذابين ويقال أن ابن معين كذبه مات سنة 168/ت ق. تقريب 1/211 طبقات المدلسين ص20 في المرتبة الخامسة.
9 ضعيف مدلس مات بع أربعين ومائة من الخامسة / بخ ت ق. تقريب 1/305 طبقات المدلسين (21 في المرتبة الخامسة.
10 قال البخاري: "في بعض أحاديثه مناكير" كتاب الضعفاء ص 266. وانظر طبقات المدلسين ص21 في المرتبة الخامسة.

(2/648)


105- وعبد الله بن زياد بن سمعان1.
106- وعبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني2.
107- وعبد الله بن لهيعة المصري3.
108- وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم4.
109- وعلي بن غالب البصري5.
110- ومالك بن سليمان الهروي6.
111- والهيثم بن علي الطائي7.
112- ويحيى بن أبي حية أبو جناب8 الكلبي - رحمة الله تعالى عليهم -.
__________
1 قال البخاري في الضعفاء ص655 "هو مولى أم سلمة سكتوا عنه" وانظر طبقات المدلسين ص21 وفيه: "ضعفه الجمهور ووصفه ابن حبان بالتدليس".
2 قال البخاري وفي الضعفاء ص 266: "تركوه". وقال أبو رزعة والدارقطني "ضعيف" وقال أبو حاتم "ذهب حديثه" ميزان الاعتدال 2/517 وانظر طبقات المدلسين ص21 في المرتبة الخامسة.
3 انظر طبقات المدلسين ص21 في المرتبة الخامسة.
4 هو الإفريقي ضعيف في حفظه وكان رجلا صالحا /بخ د ت ق. تقريب 1/480 طبقات المدلسين ص21 في المرتبة الخامسة.
5 قال ابن حبان: "كأن كثير التدليس فيما يحدث به حتى وقع المناكير في روايته وبطل الاحتجاج به" كتاب المجروحين 2/111 انظر ميزان الاعتدال 3/149 طبقات المدلسين ص21 في المرتبة الخامسة
6 قال العقيلي: "فيه نظر" وضعفه الدارقطني. ميزان الاعتدال 3/427 طبقات المدلسين ص22 المرتبة الخامسة هذا وفي جميع النسخ "الرهاوي" وهو خطأ والتصويب من الميزان والطبقات إذ الرجل من هراة وهو قاضيها فنسبته إليها.
7 قال البخاري في الضعفاء ص279: "سكتوا عنه" وعن ابن معين ليس بثقة كان يكذب وقال أبو داود كذاب. ميزان الاعتدال 4/324 طبقات المدلسين ص22 في المرتبة الخامسة.
8 في (ر) أبو خبان في (ب) أبو حبان وفي (?) أبو خباب. الصواب أبو جناب - بجيم ونون خفيفتين وآخره موحدة -. انظر هامش تهذيب التهذيب 11/201.

(2/649)


هذه أسماء من وقفت عليه ممن وصف بالتدليس (أي تدليس الإسناد) .
أما تدليس الشيوخ فلا تحصى أسماء أهله مع أنهم ليسوا من غرضنا هنا. وقد أفرد الحافظ صلاح الدين العلائي أسماء المدلسين في كتابه "جامع التحصيل" وسردهم على حروف المعجم مبينا أحوالهم وجملة من اجتمع عنده مكنهم سبعون نفسا، وقد زدت عليه منهم أربعين نفسا.
فكل من عليه صورة (ز) فهو زائد على من ذكر وقد أفردتهم بالتصنيف في جزء لطيف1، بينت فيه أحوالهم بيانا شافيا، ولله الحمد على ذلك.
وقد أفردهم بالتصنيف من المتقدمين الحسين بن علي الكرابيسي2 صاحب الشافعي، أبو عبد الرحمن النسائي، أبو الحسن الدارقطني - رحمهم الله تعالى - فجمعت ما ذكروه، وزدت عليه ما وقع لي من كلام غيرهم، بعون/ (?114/ب) الله تعالى.
وكل من ذكرنا هنا، فهو بحسب ما رأيت التصريح بوصفه بالتدليس من أئمة هذا الشأن، على التفصيل.
__________
1 هو: طبقات المدلسين مطبوع بالمطبعة المحمودية.
2 الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي البغدادي الشافعي (أبو علي) فقيه أصولي محدث عارف بالرجال عداداه في كبار أصحاب الشافعي من تصانيفه: أسماء المدلسين وكتاب الإمامة مات سنة 245. معجم المؤلفين 4/38 وفيات الأعيان 2/132.
ملاحظة: أفراد الحافظ أسماء المدلسين من رجال الصحيحين في الثلاث مراتب الأولى سواء أخرج لهم الشيخان أو أحدهما أصلا أو استشهادا أو تعليقا على مراتبهم في ذلك ما قال - رحمه الله - وفاته ثلاثة منهم فلم يذكرهم في هذه المراتب الخاصة بهم بل ذكرهم في القسمين الأخيرين وهم:
1- شباك الضبي ترجم له الحافظ في التقريب ورمز له ب (م د ي ق) .
2- الحسن بن عمارة ترجم له في التقريب ورمز له بـ (خت ت ق) .
3- يزيد بن أبي زياد ترجم له في التقريب ورمز له بـ (خت م) .
ومعلوم أن رمز (م) يعني أخرج له مسلم.
ورمز (خت) أخرج له البخاري تعليقا.

(2/650)


وإلا فلو أخذنا به من حيث الجملة لتضاعف هذا العدد جدا فقد روينا عن يزيد بن هارون أنه قال1: "لم أر أحدا من أهل الكوفة إلا هو يدلس إلا مسعرا وشريكا".
قلت: وقد ذكر شريك/ (ر102/ب) في المدلسين - أيضا -.
فما سلم منهم علي رأي يزيد بن هارون إلا مسعرا2، لكن هذا بحسب ما رآهم هو.
وقال الحاكم: "أكثر أهل الكوفة يدلسون3، التدليس في أهل الحجاز قليل جدا"4 وفي أهل بغداد نادر - والله أعلم -.
تنبيه:
ويلتحق بقسم تدليس الشيوخ تدليس البلاد، كما إذا قال/ (ي194) المصري "حدثني فلأن بالأندلس" وأراد موضعا بالقرافة.
أو قال "بزقاق حلب" وأراد موضعا بالقاهرة. أو قال البغدادي "حدثني فلان بما وراء النهر" وأراد نهر دجلة. أو قال "بالرقة" وأراد بستانا على شاطئ دجلة.
أو قال الدمشقي "حدثني بالكرك" وأراد كرك نوح وهو بالقرب من دمشق5.
ولذلك أمثلة كثيرة، حكمه الكراهة لأنه يدخل في باب التشبع وإيهام الرحلة في طلب الحديث إلا إن كان هناك قرينة تدل على عدم إرادة التكثير. فلا كراهة. والله الموفق ...
__________
1 انظر قول يزيد هذا في الكفاية ص361.
2 مسعر بن كدام - بكسر أوله وتخفيف ثانيه- ابن ظهير الهلالي أبو سلمة الكوفي ثقة ثبت فاضل من السابعة مات سنة 153، 155 ع تقريب 2/243.
3 عبارة الحاكم في علوم الحديث ص 111: "وأكثر المحدثين تدليسا أهل الكوفة ونفر يسير من أهل البصرة".
4 عبارة الحاكم في علوم الحديث ص 111: "وهو أن أهل الحجاز والحرمين ومصر والعوالي ليس التدليس من مذهبهم".
5 نقل الصنعاني هذا النص في توضيح الأفكار 1/372. من قوله ويلتحق إلى هنا.

(2/651)