تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ط طيبة [النَّوْعُ الثَّالِثُ وَالسِّتُّونَ
طَبَقَاتُ الْعُلَمَاءِ وَالرُّوَاةِ]
(النَّوْعُ الثَّالِثُ وَالسِّتُّونَ: طَبَقَاتُ الْعُلَمَاءِ
وَالرُّوَاةِ: هَذَا فَنٌّ مُهِمٌّ) فَإِنَّهُ قَدْ يَتَّفِقُ
(2/908)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
اسْمَانِ فِي اللَّفْظِ، فَيُظَنُّ أَنَّ أَحَدَهُمَا
الْآخَرُ، فَيَتَمَيَّزُ ذَلِكَ بِمَعْرِفَةِ طَبَقَاتِهِمَا،
وَصَنَّفَ فِي ذَلِكَ جَمَاعَةٌ، كَمُسْلِمٍ، وَخَلِيفَةَ.
(وَطَبَقَاتُ ابْنُ سَعْدٍ) الْكَبِيرُ (عَظِيمٌ كَثِيرُ
الْفَوَائِدِ، وَلَهُ كِتَابَانِ آخَرَانِ فِي ذَلِكَ (وَهُوَ
ثِقَةٌ) فِي نَفْسِهِ، (لَكِنَّهُ كَثِيرُ الرِّوَايَةِ فِيهِ
عَنِ الضُّعَفَاءِ، مِنْهُمْ: شَيْخُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
الْوَاقِدِيُّ لَا يَنْسُبُهُ) بَلْ يَقْتَصِرُ عَلَى اسْمِهِ
وَاسْمِ أَبِيهِ. وَشَيْخُهُ: هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ.
(وَالطَّبَقَةُ) فِي اللُّغَةِ (الْقَوْمُ الْمُتَشَابِهُونَ)
وَفِي الِاصْطِلَاحِ: قَوْمٌ تَقَارَبُوا فِي السِّنِّ
وَالْإِسْنَادِ أَوْ فِي الْإِسْنَادِ فَقَطْ بِأَنْ يَكُونَ
شُيُوخُ هَذَا هُمْ شُيُوخُ الْآخَرِ، أَوْ يُقَارِبُوا
شُيُوخَهُ.
(2/909)
النَّوْعُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ:
مَعْرِفَةُ الْمَوَالِي: أَهَمُّهُ الْمَنْسُوبُونَ إِلَى
الْقَبَائِلِ مُطْلَقًا كَفُلَانٍ الْقُرَشِيِّ، وَيَكُونُ
مَوْلًى لَهُمْ ثُمَّ مِنْهُمْ مِنْ يُقَالُ مَوْلَى فُلَانٍ
وُيُرَادُ مَوْلَى عَتَاقَةٍ وَهُوَ الْغَالِبُ، مِنْهُمْ
مَوْلَى الْإِسْلَامِ كَالْبُخَارِيِّ الْإِمَامِ مَوْلَى
الْجُعْفِيِّينَ وَلَاءَ إِسْلَامٍ، لِأَنَّ جَدَّهُ كَانَ
مَجُوسِيًّا فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِ الْيَمَانِ الْجُعْفِيِّ،
وَكَذَلِكَ الْحَسَنُ الْمَاسَرْجَسِيُّ مَوْلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمُ
عَلَى يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَوْلَى الْحِلْفِ، كَمَالِكِ بْنِ
أَنَسٍ الْإِمَامِ وَنَفَرِهِ أَصْبَحِيُّونَ صَلِيبَةً
مَوَالِي لِتَيْمِ قُرَيْشٍ بِالْحِلْفِ. وَمِنْ أَمْثِلَةِ
مَوْلَى الْقَبِيلَةِ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطِّائِيُّ
التَّابِعِيُّ مَوْلَى طَيِّئٍ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ
الرِّيَاحِيَّ التَّابِعِيُّ مَوْلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي
رِيَاحٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ الْفِهْمِيُّ
مَوْلَاهُمْ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْحَنْظَلِيُّ
مَوْلَاهُمْ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْقُرَشِيُّ
مَوْلَاهُمْ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْجُهَنِيُّ
مَوْلَاهُمْ. وَرُبَّمَا نُسِبَ إِلَى الْقَبِيلَةِ مَوْلَى
مَوْلَاهَا، كَأَبِي الْحُبَابِ الْهَاشِمِيِّ، مَوْلَى
شَقْرَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
(وَقَدْ يَكُونَانِ) أَيِ الرَّاوِيَانِ (مِنْ طَبَقَةٍ
بِاعْتِبَارٍ) لِمُشَابَهَتِهِ لَهَا مِنْ وَجْهٍ، (وَمِنْ
طَبَقَتَيْنِ بِاعْتِبَارٍ) آخَرَ لِمُشَابَهَتِهِ لَهَا مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ.
(كَأَنَسٍ، وَشِبْهِهِ مِنْ أَصَاغِرِ الصَّحَابَةِ، هُمْ مِنَ
الْعَشْرَةِ فِي طَبَقَةِ الصَّحَابَةِ، وَعَلَى هَذَا
الصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ طَبَقَةٌ) بِاعْتِبَارِ اشْتِرَاكِهِمْ
فِي الصُّحْبَةِ، (وَالتَّابِعُونَ) طَبَقَةٌ (ثَانِيَةٌ،
وَأَتْبَاعُهُمْ) طَبَقَةٌ (ثَالِثَةٌ) بِالِاعْتِبَارِ
الْمَذْكُورِ وَهَلُمَّ جَرًّا وَبِاعْتِبَارٍ آخَرَ، وَهُوَ
النَّظَرُ إِلَى (السَّوَابِقِ، تَكُونُ الصَّحَابَةُ بِضْعَ
عَشْرَةَ طَبَقَةً كَمَا تَقَدَّمَ) فِي مَعْرِفَةِ
الصَّحَابَةِ أَنَّهُمِ اثْنَتَا عَشْرَةَ طَبَقَةً أَوْ
أَكْثَرُ، وَفِي مَعْرِفَةِ التَّابِعِينَ أَنَّهُمْ خَمْسَ
عَشْرَةَ طَبَقَةً، وَهَكَذَا.
(وَيَحْتَاجُ النَّاظِرُ فِيهِ إِلَى مَعْرِفَةِ
الْمَوَالِيدِ) لِلرُّوَاةِ، (وَالْوَفَيَاتِ، وَمَنْ رَوُوا
عَنْهُ، وَرَوَى عَنْهُمْ) . |