تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ط طيبة [النَّوْعُ الثَّالِثُ وَالتِّسْعُونَ
مَعْرِفَةُ الْحُفَّاظِ] 1
(النَّوْعُ الثَّالِثُ وَالتِّسْعُونَ) : مَعْرِفَةُ
الْحُفَّاظِ: وَصَنَّفَ فِيهِ جَمَاعَةٌ أَشْهَرُهُمُ
الذَّهَبِيُّ وَقَدْ لَخَّصْتُ طَبَقَاتِهِ، وَذَيَّلْتُ
عَلَيْهِ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ، وَهَا أَنَا أُورِدُ هُنَا
نَوْعًا لَطِيفًا مِنْهُ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ
الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَكَمِ أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا
يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ قَالَ يَوْمًا: عُدُّوا الْأَئِمَّةَ، فَعَدُّوهَا
نَحْوًا مِنْ خَمْسَةٍ، قَالَ: أَفَمُتْرُوكٌ النَّاسَ
بِغَيْرِ أَئِمَّةٍ، فَسَأَلْتُ مَالِكًا عَنِ الْأَئِمَّةِ
مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَئِمَّةُ الدِّينِ فِي الْفِقْهِ
وَالْوَرَعِ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ: قُلْتُ لِعِرَاكِ بْنِ
مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَمَّا
أَعْلَمُهُمْ بِقَضَايَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَضَايَا أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَعُثْمَانَ، وَأَفْقَهُهُمْ فِقْهًا وَأَعْلَمُهُمْ عِلْمًا
بِمَا مَضَى مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فَسَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ، وَأَمَّا أَغْزَرُهُمْ حَدِيثًا فَعُرْوَةُ بْنُ
الزُّبَيْرِ، وَلَا تَشَاءُ أَنْ تُفَجِّرَ مِنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بَحْرًا إِلَّا فَجَّرْتَهُ،
وَأَعْلَمُهُمْ عِنْدِي جَمِيعًا ابْنُ شِهَابٍ، فَإِنَّهُ
جَمَعَ عِلْمَهُمْ جَمِيعًا إِلَى عِلْمِهِ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: الْعُلَمَاءُ أَرْبَعَةٌ، سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ بِالْمَدِينَةِ، وَالشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ،
وَالْحَسَنُ بِالْبَصْرَةِ، وَمَكْحُولٌ بِالشَّامِ.
وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ أَرْبَعَةً: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ،
وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ،
وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ.
(2/936)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَرْبَعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَجَدْتُهُمْ
بُحُورًا، سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ
الزُّبَيْرِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَبِهَا
أَرْبَعَةُ آلَافٍ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ، وَشُيُوخُ أَهْلِ
الْكُوفَةِ أَرْبَعَةٌ: عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ،
وَالْحَارِثُ الْأَعْوَرُ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ،
وَشُرَيْحٌ الْقَاضِي، وَكَانَ أَحْسَنَهُمْ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ الْفُقَهَاءُ بَعْدَ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ هَؤُلَاءِ:
عَلْقَمَةُ، وَعَبِيدَةُ، وَشُرَيْحٌ، وَمَسْرُوقٌ، وَكَانَ
مَسْرُوقٌ أَعْلَمَ بِالْفَتْوَى مِنْ شُرَيْحٍ، وَشُرَيْحٌ
أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ، وَكَانَ عَبِيدَةُ يُوَازِيهِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي إِدْرِيسَ: لَيْسَ أَحَدٌ
بَعْدَ الصَّحَابَةِ أَعْلَمَ بِالْقُرْآنِ مِنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ، وَبَعْدَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَبَعْدَهُ
السُّدِّيُّ، وَبَعْدَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ نَرَ فِي
الدُّنْيَا مِثْلَ ابْنِ سِيرِينَ بِالْعِرَاقِ، وَالْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ بِالْحِجَازِ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ
بِالشَّامِ، وَطَاوُسٍ بِالْيَمَنِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ التَّابِعِينَ أَرْبَعَةٌ:
عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَعْلَمُهُمْ بِالْمَنَاسِكِ،
وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَعْلَمُهُمْ بِالتَّفْسِيرِ،
وَعِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَعْلَمُهُمْ بِسِيرَةِ
النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْحَسَنُ
أَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: إِنْ جَاءَنَا الْعِلْمُ
مِنْ نَاحِيَةِ الْجَزِيرَةِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ
قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا مِنَ الْبَصْرَةِ عَنِ الْحَسَنِ
الْبَصْرِيِّ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا مِنَ الْحِجَازِ
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا مِنَ الشَّامِ
عَنْ مَكْحُولٍ قَبِلْنَاهُ، كَانَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ
عُلَمَاءَ النَّاسِ فِي زَمَنِ هِشَامٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: وَجَدْنَا الْحَدِيثَ
عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: الزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ،
(2/937)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
وَالْأَعْمَشِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ.
قَالَ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ أَعْلَمَهُمْ بِالْإِسْنَادِ،
وَكَانَ قَتَادَةُ أَعْلَمَهُمْ بِالِاخْتِلَافِ، وَكَانَ
أَبُو إِسْحَاقَ أَعْلَمَهُمْ بِحَدِيثِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ
اللَّهِ، وَكَانَ عِنْدَ الْأَعْمَشِ مِنْ كُلِّ هَذَا.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: أَئِمَّةُ النَّاسِ فِي الْحَدِيثِ
فِي زَمَانِهِمْ أَرْبَعَةٌ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
بِالْحِجَازِ، وَالْأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ، وَسُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ بِالْكُوفَةِ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
بِالْبَصْرَةِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ: شُعْبَةُ أَحْفَظُ النَّاسِ
لِلْمَشَايِخِ، وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ النَّاسِ لِلْأَبْوَابِ،
وَابْنُ مَهْدِيٍّ أَحْفَظُهُمْ لِلْمَشَايِخِ وَالْأَبْوَابِ،
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ أَعْرَفُ بِمَخَارِجِ الْأَسَانِيدِ،
وَأَعْرَفُ بِمَوَاضِعِ الطَّعْنِ فِيهِمْ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: أَنَا الْبُرْقَانِيُّ قَالَ: أَنَا
الْإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: سُئِلَ الْفَرْهِيَانِيُّ عَنْ
يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ،
وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَبِي خَيْثَمَةَ، فَقَالَ أَمَّا
عَلِيٌّ فَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَدِيثِ وَالْعِلَلِ، وَيَحْيَى
أَعْلَمُهُمْ بِالرِّجَالِ، وَأَحْمَدُ أَعْلَمُهُمْ
بِالْفِقْهِ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ مِنَ النُّبَلَاءِ.
وَأَسْنَدَ الْخَطِيبُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ
سَلَّامٍ، قَالَ الْحُفَّاظُ أَرْبَعَةٌ، وَفِي رِوَايَةٍ:
انْتَهَى عِلْمُ الْحَدِيثِ إِلَى أَرْبَعَةٍ: أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَسْرَدُهُمْ لَهُ، وَأَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ أَفْقَهُهُمْ فِيهِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ
أَعْلَمُهُمْ بِهِ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ أَكَتَبُهُمْ لَهُ.
وَعَنْهُ أَيْضًا قَالَ: رَبَّانِيُّو الْحَدِيثِ أَرْبَعَةٌ:
فَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ، وَأَحْسَنُهُمْ سِيَاقَةً لِلْحَدِيثِ وَأَدَاءً
لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَحْسَنُهُمْ وَضْعًا
لِلْكِتَابِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَعْلَمُهُمْ بِصَحِيحِ
الْحَدِيثِ وَسَقِيمِهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْبَغْدَادِيُّ: أَعْلَمُ مَنْ أَدْرَكْتُ بِالْحَدِيثِ
وَعِلَلِهِ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَفْقَهُهُمْ بِالْحَدِيثِ
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِتَصْحِيفِ
الْمَشَايِخِ ابْنُ مَعِينٍ،
(2/938)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
وَأَحْفَظُهُمْ عِنْدَ الْمُذَاكَرَةِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ.
وَقَالَ هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ: مَنَّ اللَّهُ
عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ بِأَرْبَعَةٍ فِي زَمَانِهِمْ:
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ثَبَتَ فِي الْمِحْنَةِ، وَلَوْلَا
ذَلِكَ لَكَفَرَ النَّاسُ، وَبِالشَّافِعِيِّ ثِقَةٌ فِي
حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ نَفَى الْكَذِبَ عَنْ حَدِيثِهِ،
وَبِأَبِي عُبَيْدٍ فَسَّرَ الْغَرِيبَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ
لَاقْتَحَمَ النَّاسُ الْخَطَأَ، وَقَالَ ابْنُ وَارَةَ:
أَرْكَانُ الدِّينِ أَرْبَعَةٌ: أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ
بِمِصْرَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِبَغْدَادَ، وَابْنُ
نُمَيْرٍ بِالْكُوفَةِ، وَالنُّفَيْلِيُّ بَحَرَّانَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ: كَانَ
بِالْعِرَاقِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ، شَيْخَانِ
وَكَهْلَانِ: الشَّيْخَانِ، يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَهُشَيْمٌ،
وَالْكَهْلَانِ: وَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَزِيدُ
أَحْفَظُ الْكَهْلَيْنِ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ سُلَيْمَانُ الْبَلْخِيُّ: سَأَلْتُ
أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَابْنِ
مَهْدِيٍّ وَوَكِيعٍ وَأَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ
دُكَيْنٍ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ وَكِيعٍ،
وَكَفَاكَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيِّ مَعْرِفَةً
وَإِتْقَانًا، وَمَا رَأَيْتُ أَشَدَّ تَثَبُّتًا فِي أُمُورِ
الرِّجَالِ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ
أَقَلُّ الْأَرْبَعَةِ حَظًّا.
وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:
مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ مِثْلَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
وَبَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ أَفْقَهُ الرَّجُلَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: فَوَكِيعٌ
وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ أَعْلَمُ
بِالشُّيُوخِ وَأَسَامِيهِمْ، وَبِالرِّجَالِ، وَوَكِيعٌ
أَفْقَهُ.
وَقَالَ قُتَيْبَةُ: كَانُوا يَقُولُونَ: الْحُفَّاظُ
أَرْبَعَةٌ، إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَبْدُ
الْوَارِثِ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَوُهَيْبٌ، وَكَانَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْتَارُ وُهَيْبًا عَلَى إِسْمَاعِيلَ،
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ الرَّابِعُ مِنْ حُفَّاظِ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ، وَلَمْ يَكُنْ يَعُدُّ شُعْبَةَ أَعْلَمَ
بِالرِّجَالِ مِنْهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: شُعْبَةُ أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ
وَسُفْيَانُ صَاحِبُ أَبْوَابٍ.
(2/939)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ: مَا بِالْمَشْرِقِ أَنْبَلَ
مِنْ أَرْبَعَةٍ: أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو
زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَابْنُ وَارَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: الْمُثْبِتُونَ فِي
الْحَدِيثِ أَرْبَعَةٌ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَزُهَيْرُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ: زُهَيْرٌ أَحْفَظُ مِنْ
عِشْرِينَ مِثْلِ شُعْبَةَ.
وَقَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: فِتْيَانُ خُرَاسَانَ
أَرْبَعَةٌ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى اللُّؤْلُؤِيُّ،
وَالْحَسَنُ بْنُ شُجَاعٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قُلْتُ
لِأَبِي: يَا أَبَتِ مَا الْحُفَّاظُ؟ قَالَ يَا بُنَيَّ،
شَبَابٌ كَانُوا عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَقَدْ
تَفَرَّقُوا.
قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا أَبَتِ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ذَاكَ الْبُخَارِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الْكَرِيمِ ذَاكَ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ذَاكَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، يَعْنِي
الدَّارِمِيَّ، وَالْحَسَنُ بْنُ شُجَاعٍ ذَاكَ الْبَلْخِيُّ.
قُلْتُ: يَا أَبَتِ فَمَنْ أَحْفَظُ هَؤُلَاءِ، قَالَ: أَمَّا
أَبُو زُرْعَةَ فَأَسْرَدُهُمْ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ فَأَعْرَفُهُمْ أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَتْقَنُهُمْ، وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ
شُجَاعٍ، فَأَجْمَعُهُمْ لِلْأَبْوَابِ.
وَعَنْهُ أَيْضًا قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: انْتَهَى
الْحِفْظُ إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ: أَبُو
زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
الْبُخَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السَّمَرْقَنْدِيُّ، يَعْنِي الدَّارِمِيَّ، وَالْحَسَنُ بْنُ
شُجَاعٍ الْبَلْخِيُّ.
(2/940)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
وَقَالَ بُنْدَارٌ: حُفَّاظُ الدُّنْيَا أَرْبَعَةٌ: أَبُو
زُرْعَةَ بِالرَّيِّ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ
بِنَيْسَابُورَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بِسَمَرْقَنْدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِبُخَارَى.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: الْبُخَارِيُّ أَعْلَمُ
مَنْ دَخْلَ الْعِرَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَعْلَمُ
مَنْ بِخُرَاسَانَ الْيَوْمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ
أَوْرَعُهُمْ، وَالدِّرَامِيُّ أَثْبَتُهُمْ.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ: رَأَيْتُ مِنْ
أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ أَرْبَعَةً فِي وَطَنِي وَأَسْفَارِي،
اثْنَانِ بِنَيْسَابُورَ: ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدَانُ بِالْأَهْوَازِ،
وَالنَّسَائِيُّ بِمِصْرَ.
وَقَالَ ابْنُ كَامِلٍ: أَرْبَعَةٌ مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ
مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَابْنُ جَرِيرٍ،
وَمُحَمَّدٌ الْبَرْبَرِيُّ، وَالْمَعْمَرِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ خَلِيلٍ فِي الْإِرْشَادِ: كَانَ يُقَالُ:
الْأَئِمَّةُ ثَلَاثَةٌ فِي زَمَنٍ وَاحِدٍ: ابْنُ أَبِي
دَاوُدَ بِبَغْدَادَ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ بِنَيْسَابُورَ،
وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِالرَّيِّ.
قَالَ الْخَلِيلِيُّ: وَرَابِعُهُمْ بِبَغْدَادَ أَبُو
مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدَةَ.
وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ طَاهِرٍ: سَأَلْتُ
سَعْدَ بْنَ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيَّ الْحَافِظَ بِمَكَّةَ،
وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قُلْتُ: أَرْبَعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظُ
تَعَاصَرُوا أَيُّهُمْ أَحْفَظُ؟ قَالَ مَنْ؟ قُلْتُ:
الدَّارَقُطْنِيُّ بِبَغْدَادَ، وَعَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ
سَعِيدٍ بِمِصْرَ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ
بِأَصْبَهَانَ،
(2/941)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ بِنَيْسَابُورَ، فَسَكَتَ،
فَأَلْحَحْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَمَّا الدَّارَقُطْنِيُّ
فَأَعْلَمُهُمْ بِالْعِلَلِ، أَمَّا عَبْدُ الْغَنِيِّ
فَأَعْلَمُهُمْ بِالْأَنْسَابِ، وَأَمَّا ابْنُ مَنْدَهْ
فَأَكْثَرُهُمْ حَدِيثًا مَعَ مَعْرِفَةٍ تَامَّةٍ، وَأَمَّا
الْحَاكِمُ فَأَحْسَنُهُمْ تَصْنِيفًا.
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ: سَأَلْتُ شَيْخَنَا الْحَافِظَ أَبَا
الْحَسَنِ بْنَ الْمُفَضَّلِ الْمَقْدِسِيَّ، وَقُلْتُ لَهُ:
أَرْبَعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ تَعَاصَرُوا، أَيُّهُمْ أَحْفَظُ؟
قَالَ: مَنْ هُمْ؟ قُلْتُ: ابْنُ عَسَاكِرَ، وَابْنُ نَاصِرٍ،
قَالَ: ابْنُ عَسَاكِرَ أَحْفَظُ، قَلْتُ: الْحَافِظُ أَبُو
الْعَلَاءِ الْعَطَّارُ وَابْنُ عَسَاكِرَ قَالَ: ابْنُ
عَسَاكِرَ أَحْفَظُ، قَلْتُ: السِّلَفِيُّ وَابْنُ عَسَاكِرَ
قَالَ: السِّلَفِيُّ أُسْتَاذُنَا، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ
وَالذَّهَبِيُّ: هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ عِنْدَهُ أَنَّ
ابْنَ عَسَاكِرَ أَحْفَظُ إِلَّا أَنَّهُ وَقَّرَ شَيْخَهُ
أَنْ يُصَرِّحَ بِأَنَّ ابْنَ عَسَاكِرَ أَحْفَظُ مِنْهُ.
وَسَأَلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ حَجَرٍ
شَيْخَهُ الْحَافِظَ أَبَا الْفَضْلِ الْعِرَاقِيَّ عَنْ
أَرْبَعَةٍ تَعَاصَرُوا أَيُّهُمْ أَحْفَظُ؟ مُغْلَطَاي،
وَابْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ رَافِعٍ، وَالْحُسَيْنِيُّ.
فَأَجَابَ وَمِنْ خَطِّهِ نَقَلْتُ: إِنَّ أَوْسَعَهُمُ
اطِّلَاعًا، وَأَعْلَمَهُمْ لِلْأَنْسَابِ مُغَلْطَاي عَلَى
أَغْلَاطٍ تَقَعُ مِنْهُ فِي تَصَانِيفِهِ، وَأَحْفَظَهُمْ
لِلْمُتُونِ، وَالتَّوَارِيخِ ابْنُ كَثِيرٍ، وَأَقْعَدَهُمْ
بِطَلَبِ الْحَدِيثِ، وَأَعْلَمَهُمْ بِالْمُؤْتَلِفِ
وَالْمُخْتَلِفِ ابْنُ رَافِعٍ، وَأَعْرَفَهُمْ بِشُيُوخِ
الْمُتَأَخِّرِينَ وَبِالتَّارِيخِ الْحُسَيْنِيُّ. وَهُوَ
أَدْوَنُهُمْ فِي الْحِفْظِ.
وَرَأَيْتُ فِي تَذْكِرَةِ صَاحِبِنَا الْحَافِظِ جَمَالِ
الدِّينِ سِبْطِ ابْنِ حَجَرٍ: أَرْبَعَةٌ تَعَاصَرُوا:
(2/942)
وَقَدْ رَوَيْتُ فِي الْإِرْشَادِ هُنَا
ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ بِأَسَانِيدَ كُلُّهُمْ دِمَشْقِيُّونَ
مِنِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - وَأَنَا دِمَشْقِيٌّ حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَى
وَصَانَهَا وَسَائِرَ بِلَادِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
التَّقِيُّ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ، وَالشَّرَفُ
الدِّمْيَاطِيُّ، وَالتَّقِيُّ ابْنُ تَيْمِيَّةَ،
وَالْجَمَالُ الْمِزِّيُّ.
قَالَ الذَّهَبِيُّ: أَعْلَمُهُمْ بِعِلَلِ الْحَدِيثِ
وَالِاسْتِنْبَاطِ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ، وَأَعْلَمُهُمْ
بِالْأَنْسَابِ الدِّمْيَاطِيُّ، وَأَحْفَظُهُمْ لِلْمُتُونِ
ابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالرِّجَالِ الْمِزِّيُّ.
أَرْبَعَةٌ تَعَاصَرُوا: السِّرَاجُ الْبُلْقِينِيُّ
وَالسِّرَاجُ ابْنُ الْمُلَقِّنِ، وَالزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ،
وَالنُّورُ الْهَيْثَمِيُّ، أَعْلَمُهُمْ بِالْفِقْهِ
وَمَدَارِكِهِ الْبُلْقِينِيُّ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَدِيثِ
وَمُتُونِهِ الْعِرَاقِيُّ، وَأَكْثَرُهُمْ تَصْنِيفًا ابْنُ
الْمُلَقِّنِ، وَأَحْفَظُهُمْ لِلْمُتُونِ الْهَيْثَمِيُّ.
وَهَذَا آخِرُ مَا تَيَسَّرَ جَمْعُهُ مِنَ الْأَنْوَاعِ.
[خاتمة]
قَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
- فِي آخِرِ التَّقْرِيبِ (وَقَدْ رَوَيْتُ فِي الْإِرْشَادِ
هُنَا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ بِأَسَانِيدَ كُلُّهُمْ
دِمَشْقِيُّونَ مِنِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا دِمَشْقِيٌّ حَمَاهَا اللَّهُ
تَعَالَى وَصَانَهَا وَسَائِرَ بِلَادِ الْإِسْلَامِ
وَأَهْلِهِ) ، وَالْمُصَنِّفُ اقْتَدَى فِي ذَلِكَ بِابْنِ
الصَّلَاحِ حَيْثُ قَالَ: وَلْنَقْتَدِ بِالْحَاكِمِ أَبِي
عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ فَنَرْوِي أَحَادِيثَ
بِأَسَانِيدِهَا مُنَبِّهِينَ عَلَى بِلَادِ رُوَاتِهَا،
وَمُسْتَحْسَنٌ مِنَ الْحَافِظِ أَنْ يُورِدَ الْحَدِيثَ
بِإِسْنَادِهِ، ثُمَّ يَذْكُرَ أَوْطَانَ رِجَالِهِ وَاحِدًا
وَاحِدًا وَهَكَذَا غَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَحْوَالِهِمْ، ثُمَّ
رَوَى ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ: الْأَوَّلُ: بِإِسْنَادٍ
أَوَّلُهُ مِصْرِيُّونَ وَآخِرُهُ بَغْدَادِيُّونَ.
وَالثَّانِي: أَوَّلُهُ مِصْرِيُّونَ وَآخِرُهُ
نَيْسَابُورِيُّونَ.
(2/943)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
وَالثَّالِثُ: أَوَّلُهُ كُوفِيُّونَ، ثُمَّ مَكِّيٌّ
وَيَمَانِيٌّ ثُمَّ نَيْسَابُورِيُّونَ.
وَأَنَا مُقْتَدٍ بِهِمْ فِي ذَلِكَ فَمُورِدٌ هُنَا ثَلَاثَةَ
أَحَادِيثَ بِأَسَانِيدِهَا:
الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ مُسَلْسَلٌ بِالْفُقَهَاءِ
الشَّافِعِيِّينَ: أَخْبَرَنِي شَيْخُنَا قَاضِي الْقُضَاةِ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ عَلَمُ الدِّينِ صَالِحٌ
ابْنُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ سِرَاجِ الدِّينِ الْبُلْقِينِيِّ،
أَنَا وَالِدِي، أَنَا قَاضِي الْقُضَاةِ تَقِيُّ الدِّينِ
السُّبْكِيُّ، أَنَا الْحَافِظُ شَرَفُ الدِّينِ عَبْدُ
الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ الدِّمْيَاطِيُّ، أَنَا الْإِمَامُ
زَكِيُّ الدِّينِ عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ
الْمُنْذِرِيُّ، أَنَا الْعَلَّامَةُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ
الْمُفَضَّلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَنَا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ
السِّلَفِيُّ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكِيَا الْهَرَّاسِيُّ،
أَنَا إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي، أَنَا
وَالِدِي الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُوَيْنِيُّ، أَنَا
الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْجِيزِيُّ،
أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، أَنَا الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
قَالَ: «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
بِالْخِيَارِ عَلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلَّا
بَيْعَ الْخِيَارِ» .
الْحَدِيثُ الثَّانِي مُسَلْسَلٌ بِالْحُفَّاظِ: أَخْبَرَنِي
الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا الْحَافِظُ
أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ، أَنَا
الْحَافِظُ أَبُو سَعِيدٍ الْعَلَائِيُّ، أَنَا الْحَافِظُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ، أَنَا الْحَافِظُ أَبُو
الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ.
(2/944)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
ح وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ حَافَظُ الْعَصْرِ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ،
إِجَازَةً عَامَّةً، وَلَمْ أَرْوِ بِهَا غَيْرَ هَذَا
الْحَدِيثِ، أَنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْحَافِظُ أَبُو
حَفْصٍ الْبُلْقِينِيُّ، أَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ
الْمِزِّيُّ، أَنَا الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْخَالِقِ بْنِ طَرْخَانَ، أَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ
الْمَقْدِسِيُّ، أَنَا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ،
أَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْغَنَائِمِ النَّرْسِيُّ، أَنَا
الْحَافِظُ أَبُو نَصْرِ بْنُ مَاكُولَا الْعِجْلِيُّ، أَنَا
الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو
حَازِمٍ الْعَبْدَرِيُّ ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو عَمْرِو بْنُ
مَطَرٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْهَسَنْجَانِيُّ
الْحَافِظُ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ صَاحِبُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا زُهَيْرُ
بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْمَدِينِيِّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا
أَبِي، ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى
عَنْهَا - قَالَتْ: «كُنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْخُذْنَ مِنْ رُءُوسِهِنَّ
حَتَّى يَكُونَ كَالْوَفْرَةِ» .
قَالَ الْعَلَائِيُّ: هَذَا إِسْنَادٌ عَجِيبٌ جِدًّا، مِنْ
تَسَلْسُلِهِ بِالْحُفَّاظُ، وَرِوَايَةِ الْأَقْرَانِ
بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَالْحَدِيثُ فِي صَحِيحٍ مُسْلِمٍ
مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ، وَهُوَ عَالٍ
لَنَا مِنْ طَرِيقِهِ بِتِسْعِ دَرَجَاتٍ، عَلَى هَذِهِ
الطَّرِيقِ.
(2/945)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ مُسَلْسَلٌ بِالْمُصْرِيِّينَ:
أَخْبَرَنِي شَيْخُنَا الْإِمَامُ الشُّمُنِّيُّ بِقِرَاءَتِي
عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ
الْكُوَيْكِ.
ح وَقُرِئَ عَلَى أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ
الْمِصْرِيَّةِ، وَأَنَا أَسْمَعُ أَنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ
أَبُو حَفْصٍ الْبُلْقِينِيُّ، وَمُحَمَّدٌ وَمَرْيَمُ وَلَدَا
أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ سَمَاعًا، قَالُوا كُلُّهُمْ:
أَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمَيْدُومِيُّ، أَنَا أَبُو عِيسَى بْنُ عِلَاقٍ، أَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْبُوصِيرِيُّ،
ثَنَا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى، أَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الصَّوَّافُ، ثَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَنَا
عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدٍ الطَّيبِيُّ، ثَنَا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى
الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ،
أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ
سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ، ثُمَّ
يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا
شَيْئًا، فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ:
أَلَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ، فَيَهَابُ الْعَبْدُ فَيَقُولُ:
لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: بَلَى، إِنْ لَكَ
عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ،
فَيُخْرِجُ اللَّهُ بِطَاقَةً فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ
السِّجِلَّاتِ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّكَ لَا
تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ
وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ،
وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ» .
وَبِهِ قَالَهُ حَمْزَةُ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا
الْحَدِيثَ غَيْرُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَهُوَ مِنْ
أَحْسَنِ الْحَدِيثِ.
(2/946)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
وَبِهِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: لَمَّا أَمْلَى عَلَيْنَا
حَمْزَةُ هَذَا الْحَدِيثَ صَاحَ غَرِيبٌ مِنَ الْحَلْقَةِ
صَيْحَةً فَاضَتْ نَفْسُهُ مَعَهَا.
قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ
سُوِيدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ الْمُبَارَكِ.
وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ
أَبِي مَرْيَمَ.
كِلَاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.
وَزَادَ التِّرْمِذِيُّ فِي آخِرِهِ: «وَلَا يَثْقُلُ مَعَ
اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ» ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
غَرِيبٌ.
وَأَخْرَجْهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ
ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى نَحْوَهُ.
وَبِهِ يُرَدُّ قَوْلُ حَمْزَةَ، مَا رَوَاهُ غَيْرُ
اللَّيْثِ.
وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ رِوَايَةِ
يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اللَّيْثِ، وَقَالَ: صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِأَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، وَعَامِرُ
(2/947)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[تدريب الراوي]
بْنُ يَحْيَى مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ
أَيْضًا، وَاللَّيْثُ إِمَامٌ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ ثِقَةٌ،
مُتَّفَقٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، انْتَهَى.
وَرِجَالُ الْإِسْنَادِ الَّذِي سُقْنَاهُ مِنِّي إِلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو كُلُّهُمْ مِصْرِيُّونَ، وَاللَّهُ -
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - أَعْلَمُ.
قَدْ تَمَّ هَذَا الشَّرْحُ الْمُبَارَكُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ
لَسِتٍّ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ: 1306 عَلَى
يَدِ كَاتِبِهِ صَالِح عَبْدِ السَّمِيعِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ
وَغَفَرَ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِكَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ.
آمِينَ
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحِبِهِ وَسَلَّمَ.
(2/948)
|