تلخيص المتشابه في الرسم

ـ[تلخيص المتشابه في الرسم]ـ
المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ)
تحقيق: سُكينة الشهابي
الناشر: طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق
الطبعة: الأولى، 1985 م
عدد الأجزاء: 2
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم]

(/)


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

حدثنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي - رضي الله عنه - من لفظه، قال: الحمد لله الذي بفضله ونعمته تتم الصالحات، ولا إله إلا الله المحيط علما بكل المعلومات، وصلى الله على نبينا محمد أفضل البريات، وعلى إخوانه وأصحابه أجمعين وأزواجه الطاهرات، وتابعيهم بإحسان، وعليه من الله أعظم البركات.
ثم إني رسمت في هذا الكتاب، بتوفيق الله وعونه من أسماء المحدثين وأنسابهم، ومن الأسماء والأنساب التي يدونونها في كتبهم ما تشتبه صورته في الخطأ دون اللفظ، مفردا عما يقع الإتفاق فيه حال النطق به، والكتب له، إذ كنا قد فرغنا قبل من ذلك النوع في كتابنا الذي ألفناه في " المتفق والمفترق ".
وقد جعلت هذا المرسوم فصولا خمسة، كل فصل منها يشتمل على أبواب عدة، يتضمن كل باب تراجم كثيرة في الفصل الأول ما تشتبه صورته في الخط وتتفق حروفه في الهجاء، وفي الفصل الثاني ما يشتبه في الخط وهجاء بعض حروفه مختلف؛ وفي الفصل الثالث ما كان في بعض حروفه تقديم على بعض مع اتفاقها في الصورة؛ وفي الفصل الرابع ما يتقارب لإشتباهه وبعض حروفه مختلف في الصورة؛ وذكرت في

(1/1)


الفصل الخامس نوادر هذا الكتاب، ولخصت جميع ذلك وقيدته بذكر لفظ حروفه وشكلها، وتسمية شيوخ المذكورين الذين سمعوا منهم، وخالفيهم الذين صحبوهم، ونقلوا عنهم، وسياق بعض رواياتهم وأخبارهم.
والله تعالى أسأل التوفيق لما يحظى عنده، ويزلف لديه إنه سميع قريب.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي، ثنا محمد بن أبي سعيد السرخسي، ثنا أحمد بن محمد المنكدري، ثنا محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر قال: كان وكيع بن الجراح كثيراً ما يتمثل بهذا البيت:
خلق الله للحديث رجالا ... ورجالا لآفة التصحيف
أنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أنا أبو احمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري اللغوي، أنا يحيى بن محمد بن صاعد، عن الحسن بن يحيى الأرزي قال: سمعت على بن المديني يقول: أشد التصحيف التصحيف في الأسماء.
أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب، ثنا أحمد بن إسحق النهاوندي بالبصرة أنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، قال: حدثني محمد بن محمد بن يحيى القراب السجستاني، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي السمسار، قال: كنا عند سعيد بن أبي مريم بمصر فأتاه رجل فسأله كتابا ينظر فيه، أو سأله أن يحدثه بأحاديث فأمتنع عليه وسأله رجل آخر في ذلك فأجابه فقال له الأول سألتك فلم تجبني وسأل هذا فأجبته وليس هذا حق العلم، أو نحوه من الكلام. قال فقال ابن أبي مريم إن كنت تعرف الشيباني من السيباني، وأبا حمزة من أبي حمزة كلاهما عن ابن عباس حدثناك وخصصناك كما خصصنا هذا.
أخبرنا محمد بن الحسن الأهوازي، أنا أبو أحمد العسكري قال وجدت بخط عسل بن ذكوان: حدثني الحسن بن يحيى قال سمعت علي بن المديني يقول: كنا في مجلس الحديث فمر بنا أبو عبد الله الجماز فقال: يا صبيان إنكم لا

(1/2)


تحسنون أن تكتبوا الحديث، كيف تكتبون أُسَيداً، وأَسِيداً، وأُسَيِّداً. فكان ذلك أول ما عرفت التقييد وأخذت فيه.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ النيسابوري، قال سمعت عبد الرحمن بن محمد بن محمود يقول سمعت أحمد بن العباس يقول سمعت أحمد بن حفص يقول سمعت أبي يقول قال إبراهيم بن طهمان: يا أبا عمر لولا التقييد لافتضحنا!
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي، ثنا يعقوب بن سفيان قال: قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول: كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديداً، أو غير ذلك فلا.
أخبرني علي بن أحمد المؤدب، ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنا الحسن بن عبد الرحمن، قال: قال أصحابنا: أما النقط فلا بد منه، لأنك لا تضبط الأسامي المشكلة إلا به. وقال: إنما يُشكَل ما يُشْكِل، ولا حاجة إلى الشَّكل مع عدم الإشكال. وقال الآخرون: الأولى أن يشكل الجميع.

(1/3)


ذكر الفصل الأول
وهو ما يتفق في الهجاء
ويختلف في حركات الحروف

(1/5)