شرح ألفية العراقي في علوم الحديث المبحث السابع
تسمية الكتاب
لم يُطلق المصنف -رحمه الله- على كتابه هذا تسمية خاصة تكون
علماً عليه بل اقتصر في مقدمته على ذكر موضوع الكتاب، لذا فقد
اقتصر إسماعيل باشا في «هدية العارفين»: (1/ 277) على تسميته
«شرح الألفية للعراقي في الحديث»، كما كتب ناسخ الكتاب على
طرته «شرح ألفية الحديث للعيني والمتن للعراقي رحمهم الله».
ونحن إذا تأملنا في موضوع الكتاب لوجدنا أن الأولى أن يقال
«مختصر شرح العراقي على الألفية»، ولكن لما كان شرح العيني قد
فارق شرح العراقي في منهجية الشرح بجعله ممزوجاً بدلاً من كونه
موضوعياً جاء كأنه شرح مستقل على الألفية فلم نَرَ ضيراً من
إثبات ما جاء على طرة النسخة وما جاء في كلام إسماعيل باشا
واعتمدنا ذلك في تسميتنا للكتاب في نشرتنا هذه.
(1/49)
المبحث الثامن
وصف النسخة الخطية المعتمدة
-هي من محفوظات دار الكتب المصرية برقم (402) مصطلح، تقع في
(57) ورقة، ولم يلتزم ناسخها بعدد معين للأسطر في كل صفحة،
فجاءت في بعضها (19) سطراً، وفي بعضها (20) سطراً، وفي بعضها
(12) سطراً ...
-وخطُّ النسخة رقعة في غاية الإتقان والوضوح، عليها بعض
التعليقات والتصحيحات والإلحاقات التي تدل على اعتناء الناسخ
بنسخته هذه ومقابلتها وتصحيحها وتجويدها، ولا غرابة في ذلك
فناسخها هو العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن عمر الشهير والده
بشكم الصالحي الشافعي (1)، وهو عصريُّ المصنف بل توفي في نفس
السنة التي توفي فيها العيني-رحمه الله-.
-وقد ميز الناسخ الأبيات عن الشرح بلون مختلف.
-أول هذه النسخة: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يسر يا كريم
...
وآخرها: قال مؤلف هذا التعليف نفع الله تعالى به في الدنيا
والآخرة. وكمل هذا التعليق ...
-وقد أثبت الناسخ عنوان الكتاب على طرته فكتب: «شرح ألفية
_________
(1) انظر ترجمته في «هدية العارفين»: (1/ 71).
(1/50)
الحديث للعيني والمتن للعراقي -رحمهم الله
تعالى-».
-كما أثبت على الطرة عدداً من الأبيات فقال:
للأمير أبي فراس الحمداني
سكرتُ من لَحْظِهِ لا من مُدامَته ... ومال بالنوم عن عيني
تمايُلُه
فما السُّلاف دهتني بل سوالفه ... ولا الشمول أزدهتني بل
شمائله
ألوَى بصبري أصداغٌ له لُوَيت ... وغال قلبي بما تحوي غلائله
لنجم الدين الشاعر:
قَبَّلْتُ وجنته فألوى جيده ... خجلاً ومال بعطفه الميَّاسِ
فانهل من خَدَّيْه فوق عذاره ... عرقٌ يحاكي الطل فوق الآس
فكأنني استقطرت ورد خدوده ...
بتصاعد الزَّفَرَات من أنفاسي
ولأبي فراس وكتب بها إلى أمه بمنبج وكان في أسر الروم:
لولا العَجُوز بمَنْبجٍ ... ما خِفْتُ أسباب المنيَّه
ولكان لي عمَّا أردتُ ... من الفِدَا نفسٌ أبيَّه
لكن أردت مُرادَها ... ولو انْجَذَبْتُ إلى الدنيَّه
أضْحَت بمَنْبج حُرَّة ... بالحزن من بعدي حَريَّه
يا أُمتا لا تحزني ... لله ألطافٌ خَفيَّه
يا أمتا لا تجزعي ... وثقي بفضل الله فيَّه
أُوصِيك بالصبر الجميل ... فإنَّه خيرُ الوصيَّه
(1/51)
وله يخاطب ابنته وهو في الاحتضار:
أبنيتي لا تجزعي ... كل الأنام إلى ذهابِ
نوحي عليَّ برقةٍ ... من خلف سترك والحجابِ
قولي إذا كلمتني ... فعجزتُ عن رد الجواب
شيخ الشباب أبو فراس ... لم يُمَتَّع بالشباب
-وقبل مغادرة هذا المقام يسرني أن أتوجه بالشكر إلى أخي الكريم
فؤاد الزيلعي الذي قام على صف وتنسيق الكتاب، والأخوة حسن
الزيلعي وحفظ الله الزيلعي على مشاركتهما في مراحل المقابلة
والمراجعة، ولا يشكر الله من لا يشكر الناس، والحمد لله رب
العالمين.
(1/52)
صور من النسخة
الخطية
(1/53)
الورقة الأولى من النسخة الخطية
(1/54)
الورقة الأخيرة من النسخة الخطية
(1/55)
|