صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط الْفَصْل الْخَامِس
صنف على صَحِيح مُسلم قوم من الْحفاظ تَأَخَّرُوا عَن مُسلم
وأدركوا الْأَسَانِيد الْعَالِيَة وَفِيهِمْ من أدْرك بعض
شُيُوخ مُسلم فَخَرجُوا أَحَادِيثه فِي تصانيفهم تِلْكَ
بأسانيدهم تِلْكَ فالتحقت بِهِ فِي أَن لَهَا سمة الصَّحِيح
وَإِن لم تلتحق بِهِ فِي خَصَائِصه جمع وَيُسْتَفَاد من
مخرجاتهم الْمَذْكُورَة علو الْإِسْنَاد وفوائد تنشأ من
تَكْثِير الطّرق وَمن زِيَادَة أَلْفَاظ مفيدة ثمَّ أَنهم لم
يلتزموا فِيهَا الْمُوَافقَة فِي أَلْفَاظ الْأَحَادِيث من غير
زِيَادَة وَلَا نقص لكَوْنهم يروونها بأسانيد أخر فَأوجب ذَلِك
بعض التَّفَاوُت فِي بعض الْأَلْفَاظ
فَمن ذَلِك الْمخْرج على صَحِيح مُسلم للْعَبد الصَّالح أبي
جَعْفَر أَحْمد بن حمدَان النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد العابد
المجاب رَحل فِي حَدِيث وَاحِد مِنْهُ إِلَى أبي يعلى
الْموصِلِي ورحل فِي أَحَادِيث مَعْدُودَة مِنْهُ لم يكن
سَمعهَا حَتَّى سَمعهَا وروينا أَنه
(1/88)
سَمعه مِنْهُ الشَّيْخ الْقدْوَة أَبُو
عُثْمَان سعيد بن إِسْمَاعِيل الزَّاهِد الْحِيرِي فَكَانَ
إِذا بلغ مِنْهُ موضعا فِيهِ سنة لم يستعملها وقف عِنْدهَا
إِلَى أَن يستعملها
وَمِنْهَا الْمسند الصَّحِيح لأبي بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن
رَجَاء النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ المُصَنّف على شَرط مُسلم
وَهُوَ مُتَقَدم يُشَارك مُسلما فِي أَكثر شُيُوخه
وَمِنْهَا مُخْتَصر الْمسند الصَّحِيح الْمُؤلف على كتاب مُسلم
تأليف الْحَافِظ أبي عوَانَة يَعْقُوب بن إِسْحَاق
الإِسْفِرَايِينِيّ روى فِيهِ عَن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى
وَغَيره من شُيُوخ مُسلم
وَمِنْهَا كتاب أبي حَامِد الشاركي الْفَقِيه الشَّافِعِي
الْهَرَوِيّ يروي عَن أبي يعلى الْموصِلِي فِي أَمْثَال لَهُ
(1/89)
وَمِنْهَا الْمسند الصَّحِيح على كتاب
مُسلم لأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله الجوزقي النَّيْسَابُورِي
الشَّافِعِي
وَمِنْهَا الْمسند الْمُسْتَخْرج على كتاب مُسلم لِلْحَافِظِ
المُصَنّف أبي نعيم احْمَد ابْن عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ
والمخرج على صَحِيح مُسلم للْإِمَام أبي الْوَلِيد حسان ابْن
مُحَمَّد الْقرشِي الْفَقِيه الشَّافِعِي رَضِي الله عَنْهُم
وعنا وَغير ذَلِك وَالله أعلم
(1/90)
|