المهروانيات = الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب المَبْحث الثّاني: اسم الكتاب والتّحقيق
فيه
لم تتّفق نسخ الكتاب على ذكر اسم واحد له بصيغة واحدة، بل وجد
اختلاف يسير بينها في التّسمية، بل إنّ النّسخة: (أ) وهي نسخة
تامّة، وبخطّ واحد لم يأت الاسم فيها على صيغة واحدة ...
فقد جاء على الجزء الأوّل والثّاني منها: (الفوائد المنتخبة
الصّحاح الحسان) ، وجاء على الجزء الثّالث: "حديث الشّيخ
العدل، الدّيّن أبي القاسم ... المهروانيّ"، وجاء على الجزء
الرّابع، والخامس: "الفوائد المنتخبة الصّحاح، والغرائب".
وجاء على النّسخة: (ب) وفيها الجزء الأوّل فقط: "الفوائد
الصّحاح، والغرائب".
وجاء على جميع الأجزاء الأربعة في النّسخة: (ج) ، والجزأين
اللّذين في النّسخة: (د) : "الفوائد المنتخبة الصّحاح،
والغرائب" إلاّ الجزء الخامس من النّسخة (ج) ففيه: الفوائد
المنتخبة والغرائب، ولعلّ فيه سقطا.
وفي الحقيقة ليس هذا الاختلاف اختلافا مؤثّرًا، وكلّ هذه
الأسماء منطبقة على الكتاب عند النّظر إلى طريقة تصنيفه،
ومحتواه، إلاّ أنّ بعضها أدقّ في التّسمية من بعض ... والمختار
من ذلك هو: (الفوائد المنتخبة الصّحاح والغرائب) ؛ لدلالته على
الكتاب ومادّته أكثر وأظهر من غيره، وهو المثبت على غالب نسخ
الكتاب
(1/380)
وأجزائه، وهو الّذي ذكره به ابن رشيد في:
(ملء العيبة) (1) ، وغيره من أهل العلم.
هذا، وقد ذكر ابن الجوزيّ رحمه الله في: (المنتظم) (2) هذا
الكتاب باسم المَشْيَخة (3) ، فقال أثناء ترجمته للمهروانيّ:
"خرّج له الخطيب مشيخة" ... ومقصوده: أنّ الخطيب خرّجها
للمِهْروانيّ عن شيوخه، وانتقاها له عنهم، لا أنّ الكتاب كتاب
مشيخة في الحقيقة.
_________
(1) (3/149) .
(2) (16/179) .
(3) بفتح الميم وكسرها وسكون الشّين، وفتح التحتيّة وضمها ...
وتضبط أيضاً بفتح الميم، وكسر الشّين المعجمة، وإسكان الياء؛
جمع: شيخ بالفتح.
انظر: تاج العروس (مادة: شيخ) 2/265.
قال الكتّانيّ في فِهرس الفهارس (1/67) : "اعلم أنّه بعد
التّتبّع، والتّروّي ظهر أنّ الأوائل كانوا يطلِقون لفظة
المشيخة على الجزء الّذي يجمع فيه المحدّث أسماء شيوخه،
ومرويّاته عنهم. ثُمَّ صاروا يُطلِقون عليه بعد ذلك: المعجم؛
لمَّا صاروا يُفردون أسماء الشّيوخ ويُرتّبنهم على حروف المعجم
... وأهل الأندلس يستعملون ويُطلقون: البرنامج. أمَّا في
القرون الأخيرة فأهل المشرق يقولون إلى الآن: الثَّبَت، وأهل
المغرب إلى الآن يُسمّونه: الفِهرسة". وانظره: (1/68، 69، 71)
.
وانظر: دراسة كتب المشيخات لصالح الزُّبيديّ (ص/11 وما بعدها)
.
(1/381)
|