تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ط حراء

الِاسْتِدْلَال
قَوْله لنا الاحاديث متظافرة كَانَ يتعبد كَانَ يَتَحَنَّث كَانَ يُصَلِّي كَانَ يطوف
(335) قد تقدم فِي حَدِيث عَائِشَة الَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ أَن أول مَا بدىء بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فَكَانَ لَا يرَى رُؤْيا إِلَّا جَاءَت مثل قلق الصُّبْح ثمَّ حبب إِلَيْهِ الْخَلَاء فَكَانَ يَخْلُو بِغَار حراء وَكَانَ يَتَحَنَّث اللَّيَالِي ذَوَات الْعدَد والتحنث التَّعَبُّد حَتَّى فجئه الْحق وَهُوَ بِغَار حراء الحَدِيث بِطُولِهِ

(1/447)


فَثَبت أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَتَحَنَّث قبل الْبعْثَة وَهُوَ يَشْمَل مَا ذكر المُصَنّف إِلَّا الصَّلَاة
(336) وَثَبت أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يحجّ وَيقف مَعَ النَّاس بِعَرَفَات وَلَا يقف مَعَ الحمس

(1/448)


(337) وَالْحج كَانَت الْعَرَب تَطوف فِيهِ وَأما الصَّلَاة قبل المبعث فَلم أر فِي حَدِيث مَا يدل عَلَى ذَلِك
قَوْله وايضا ثَبت أَنه قَالَ من نَام عَن صَلَاة اَوْ نَسِيَهَا 29 أ

(1/449)


فكفارتها أَن يُصليهَا إِذا ذكرهَا وتلا { وأقم الصَّلَاة لذكري }
(338) عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وصلم قَالَ من نسي صَلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا لَا كفاره لَهَا إِلَّا ذَلِك أَخْرجَاهُ وَلمُسلم إِذا رقد أحدكُم عَن الصَّلَاة أَو غفل عَنْهَا فليصلها إِذا ذكرهَا فَإِن الله تَعَالَى يَقُول { وأقم الصَّلَاة لذكري }
(339) وَله عَن أبي هُرَيْرَة مثله

(1/450)


وَقَوله قَالُوا لم يذكر فِي حَدِيث معَاذ
(340) تقدم الْكَلَام عَلَى حَدِيث معَاذ فِي مسَائِل الاجماع
وَقَوله قَالُوا
(341) (342) أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ افْتَدَوْا باللذين من بعدِي تقدم الْكَلَام عَلَيْهِمَا فِي الاجماع ايضا
قَوْله قَالُوا ولي عبد الرَّحْمَن عليا بِشَرْط الِاقْتِدَاء بالشيخين فَلم يقبل وَولي عُثْمَان فَقبل

(1/451)


(343) رَوَى عبد الله بن الامام أَحْمد بن حَنْبَل فِي مُسْند ابيه من زياداته

(1/452)


ثَنَا سُفْيَان بن وَكِيع ثَنَا قبيصَة ثَنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم عَن أبي وَائِل قَالَ قلت لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف كَيفَ بايعتم عُثْمَان وتركتم عليا فَقَالَ مَا ذَنبي قد بدأت بعلي فَقلت أُبَايِعك عَلَى كتاب الله وَسنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وسيره ابي بكر وَعمر فَقَالَ فِيمَا اسْتَطَعْت ثمَّ عرضت ذَلِك عَلَى عُثْمَان فَقَالَ نعم فسفيان غير حجَّة وَإِنَّمَا آفته من وراقة كَذَا قَالَه ابْن أبي حَاتِم

(1/453)


وَابْن حبَان وَابْن عدي
وَقَالَ البُخَارِيّ يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ لاشياء لقنوه إِيَّاهَا
وَقَالَ أَبُو زرْعَة مُتَّهم بِالْكَذِبِ

(1/454)


قَوْله وَمَا رَآهُ الْمُسلمُونَ حسنا فَهُوَ عِنْد الله حسن
(344) هَذَا مأثور عَن عبد الله بن مَسْعُود بِسَنَد جيد أَنه قَالَ مَا رَآهُ الْمُسلمُونَ حسنا فَهُوَ عِنْد الله حسن وَمَا رَآهُ الْمُسلمُونَ سَيِّئًا فَهُوَ عِنْد الله سيء

(1/455)


(345) وَرَوَاهُ سيف بن عمر فِي كتاب وَفَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَنهُ مَرْفُوعا وَلَكِن بِإِسْنَاد غَرِيب جدا فَقَالَ عَن المستنير بن يزِيد النَّخعِيّ عَن أَرْطَأَة ابْن أَرْطَاة النَّخعِيّ عَن الْحَارِث بن مرّة الْجُهَنِيّ عَنهُ
قَوْله وَقد سُئِلَ مَالك عَن أَرْبَعِينَ مَسْأَلَة فَقَالَ فِي سِتّ وثلاثن مِنْهَا لَا أَدْرِي
(346) رايت فِي بعض الْكتب فِي أدب الْمُفْتِي والمستفتي أَن الْهَيْثَم بن جميل قَالَ شهِدت مَالِكًا وَقد سُئِلَ عَن ثَمَان وَأَرْبَعين مَسْأَلَة فَقَالَ فِي إثنتين وَثَلَاثِينَ مِنْهَا لَا أَدْرِي

(1/456)


وَكَذَلِكَ نقلهَا الشَّيْخ محيي الدَّين النَّوَوِيّ فِي مُقَدّمَة شرح الْمُهَذّب
قَوْله وَلَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت لما سقت الْهدى 29 ب
(347) قَالَ جَابر فِي حَدِيثه الطَّوِيل فِي مُسلم حَتَّى إِذا كَانَ آخر طَوَافه يَعْنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَلَى الْمَرْوَة قَالَ إِنِّي لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت لم أسق الْهدى الحَدِيث
قَوْله لنا قَول أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لَا هَا الله إِذا لَا يعمد الى اسد من أَسد الله يُقَاتل عَن الله وَرَسُوله فيعطيك سلبه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صدق
(348) عَن أبي قَتَادَة الانصاري قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَام حنين فَذكر قصَّته فِي قَتله الْقَتِيل وَأَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ من قتل

(1/457)


قَتِيلا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَة قله سلبه فَقُمْت فَقلت من يشْهد لي ثمَّ جَلَست ثمَّ قَالَ مثل ذَلِك قَالَ فَقلت من يشْهد لي ثمَّ جَلَست ثمَّ قَالَ ذَلِك الثَّالِثَة فَقُمْت فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا لَك يَا ابا قَتَادَة فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ رجل من الْقَوْم صدق يَا رَسُول الله سلب ذَلِك الْقَتِيل عِنْدِي فارضه من حَقه فَقَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لَا هَا الله إِذا لَا يعمد الى اسد من اسد الله يُقَاتل عَن الله وَرَسُوله فيعطيك سلبه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صدق فاعطه إِيَّاه فَأَعْطَانِي فَبعث الدرْع فابتعت مخرفا فِي بني سَلمَة فانه لاول مَال تأثلته فِي الاسلام رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
قَوْله وَحكم سعد بن معَاذ فِي بني قُرَيْظَة فَحكم بِقَتْلِهِم وَسبي ذَرَارِيهمْ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقد بِحكم بحمم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة
(349) عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ نزل أهل

(1/458)


قُرَيْظَة عَلَى حكم سعد بن معَاذ فَأرْسل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الى سعد فَأَتَى عَلَى حمَار فَلَمَّا دنا من الْمَسْجِد قَالَ لِلَانْصَارِ قومُوا الى سيدكم اَوْ خَيركُمْ فَقَالَ هَؤُلَاءِ نزلُوا عَلَى حكمك فَقَالَ تقتل مُقَاتلَتهمْ وتسبى ذَرَارِيهمْ فَقَالَ قضيت بِحكم الله تَعَالَى وَرُبمَا قَالَ بِحكم الْملك رَوَاهُ البُخَارِيّ وَهَذَا لَفظه وَمُسلم وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي السِّيرَة
(350) عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة عَن عبد الرَّحْمَن بن

(1/459)


عَمْرو بن سعد بن معَاذ عَن عَلْقَمَة بن وَقاص أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لسعد بن معَاذ حِين حكم فِي بني قريضة لقد حكم فيهم 30 أ بِحكم الله من فَوق سَبْعَة أَرقعَة وَهَذَا مُرْسل
(351) وَرَوَى مثله الامام سعيد بن يحي بن سعيد الاموي فِي مغازية عَن أَبِيه عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن أَبِيه عَن معبد بن كَعْب بن مَالك
(352) وَقد رَوَى أَيْضا بِسَنَد جيد من حَدِيث عَامر بن سعد بن

(1/460)


أبي وَقاص عَن ابيه
قَوْله عَن عَلّي وَزيد وَغَيرهمَا أَنهم خطأوا ابْن عَبَّاس فِي ترك الْعَوْل وخطأهم وَقَالَ
(353) من باهلني باهلته إِن الله لم يَجْعَل فِي مَال وَاحِد نصفا وَنصفا وَثلثا قد تقدم قريب من هَذَا فِي مَسْأَلَة لَو ندر الْمُخَالف من مسَائِل الاجماع
وَقَوله قَالُوا
(354) قَالَ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ
(355) وَقَوله بعيدَة بِيَسِير الصَّحَابَة اصحابي كَالنُّجُومِ تقدم الْكَلَام عَلَى هَذَا كُله فِي الاجماع

(1/461)


قَوْله قَالُوا لَا يُخْتَلَى خَلاهَا وَلَا يعضد شَجَرهَا فَقَالَ الْعَبَّاس إِلَّا الاذخر فَقَالَ إِلَّا الاذخر
(356) عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم فتح مَكَّة إِن هَذَا الْبَلَد حرمه الله يَوْم خلق السَّمَاوَات والارض الى ان قَالَ فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله الى يَوْم الْقِيَامَة لَا يعضد شوكه وَلَا ينفر صَيْده وَلَا تلْتَقط لقطته إِلَّا من عرفهَا وَلَا يُخْتَلَى خَلاهَا فَقَالَ الْعَبَّاس إِلَّا الاذخر يَا رَسُول الله فانه لِقَيْنِهِم ولبيوتهم فَقَالَ إِلَّا الاذخر
رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَهَذَا لَفظه

(1/462)


قَوْله قَالُوا لَوْلَا أَن أشق أحجنا هَذَا لِعَامِنَا أَو للابد فَقَالَ للابد وَلَو قلت نعم لَوَجَبَتْ
هَذَانِ حديثان الاول
(357) عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَوْلَا أَن أشق عَلَى أمتِي لامرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صَلَاة رَوَاهُ الْجَمَاعَة
وَأما الثَّانِي
(358) فَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَيْضا قَالَ

(1/463)


خَطَبنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ يَا ايها النَّاس قد فرض عَلَيْكُم الْحَج فحجوا فَقَالَ رجل أكل عَام يَا رَسُول الله فَسكت حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو قلت نعم لَوَجَبَتْ وَلما اسْتَطَعْتُم رَوَاهُ مُسلم
(359) وَفِي حَدِيث جَابر عِنْد مُسلم لما أَمرهم بِالْفَسْخِ قَامَ سراقَة ابْن مَالك بن جعْشم فَقَالَ يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ألعامنا هَذَا أم للابد فشبك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَصَابِعه وَاحِدَة فِي الاخرى وَقَالَ دخلت العمده فِي الْحَج مرَّتَيْنِ لَا بل لابد أَبَد هَذَا لفظ مُسلم

(1/464)


وَلم ار سِيَاق لفظ الْكتاب فِي شَيْء من الْكتب السِّتَّة
قَوْله وَلما قتل النَّضر بن الْحَارِث ثمَّ أنشدته ابْنَته ... مَا كَانَ ضرك لَو مننت وَرُبمَا ... ... من الْفَتَى وَهُوَ المعيظ المحنق ... فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَو سمعته مَا قتلته
(360) ذكر ابْن اسحاق فِي السبرة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما رَجَعَ من بدر الْعُظْمَى وَمَعَهُ الاساري فيهم النّظر بن الْحَارِث بن كلدة وَعقبَة ابْن ابي معيط وَغَيرهمَا من شياطين الْعَرَب

(1/465)


وَمر بالصفراء أَمر عَلّي بن أبي طَالب فَضرب عنق النَّضر بن الْحَارِث صبرا بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ابْن هَاشم فَقَالَت قتيلة بنت الْحَارِث أُخْت النَّضر إرتجالا ... يَا رَاكِبًا إِن الاثيل مظنه ... ... من صبح خَامِسَة وَأَنت موفق ... ... أبلع بهَا مَيتا بِأَن تَحِيَّة ... ... مَا إِن تزَال بهَا النجائب تخفق ... ... مني إِلَيْك وعبرة مسفوحة ... ... جَادَتْ بواكفها وَأُخْرَى تخنق ... ...

(1/466)


... هَل تسمعن النَّضر إِن ناديته ... ... أم كَيفَ يسمع ميت لَا ينْطق ... ... أمحمد يَا خير ضنء كَرِيمَة ... ... من قَومهَا والفحل فَحل معرق ... ... مَا كَانَ ضرك لَو مننت وَرُبمَا ... ... من الْفَتَى وَهُوَ المعيظ المحنق ... ... أَو كنت قَابل فديَة فلينفقن ... ... مَا عز مَا يغلو بِهِ مَا ينْفق ... ... وَالنضْر أقرب من أسرت قرَابه ... ... وأحقهم إِن كَانَ عتق بِعِتْق ... ... ظلت سيوف بني أَبِيه تنوشه ... لله أَرْحَام هُنَاكَ تشقق ... ... صبرا يُقَاد الى المنيه مُتبعا ... ... رسف الْمُقَيد وَهُوَ عان موثق ...

(1/467)


قَالَ ابْن هَاشم فَيُقَال وَالله أعلم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما بلغه هَذَا الشّعْر قَالَ لَو بَلغنِي هَذَا قبل قَتله لمننت عَلَيْهِ
قَوْله وَأَيْضًا لم أَذِنت مَا كَانَ لنَبِيّ حَتَّى قَالَ
(361) لَو نزل من السَّمَاء عَذَاب مَا نجا مِنْهُ غير عمر لانه أَشَارَ بِقَتْلِهِم هَذَا الحَدِيث بِهَذَا اللَّفْظ لم أره فِي شَيْء من الْكتب
(362) وَإِنَّمَا فِي صَحِيح مُسلم عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما 31 ب قَالَ لما أَسرُّوا الاساري يَعْنِي يَوْم بدر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لابي بكر وَعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما مَا ترَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الاساري

(1/468)


فَقَالَ أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَا رَسُول الله هم بَنو الْعم وَالْعشيرَة أرَى أَن نَأْخُذ مِنْهُم فديَة فَتكون لنا قُوَّة عَلَى الْكفَّار وَعَسَى الله أَن يهْدِيهم للاسلام فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا ترَى يَا ابْن الْخطاب فَقَالَ لَا وَالله يَا رَسُول الله مَا أرَى الَّذِي رَأْي أَبُو بكر وَلَكِن أرَى أَن تمكننا فَنَضْرِب أَعْنَاقهم فَتمكن عليا من عقيل فَيضْرب عُنُقه وتمكنني من 32 أ فلَان نسيب لعمرر فَاضْرب عُنُقه فَإِن هَؤُلَاءِ أَئِمَّة الْكفْر وصنادين بهَا فهوى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَا قَالَ أَبُو بكر وَلم يَهو مَا قَالَ عمر فَلَمَّا كَانَ من الغذ جِئْت فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وابو بكر قَاعِدين يَبْكِيَانِ قلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي من أَي شَيْء تبْكي أَنْت وَصَاحِبك فَإِن وجدت بكاء بَكَيْت وإغلا تباكيث لِبُكَائِكُمَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أبْكِي للَّذي عرض عَلّي أَصْحَابك من أَخذهم الْفِدَاء لقد عرض عَلّي عَذَابهمْ أدنَى من هَذِه الشَّجَرَة شَجَرَة قريبَة مِنْهُ وَأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ { مَا كَانَ لنَبِيّ أَن يكون لَهُ أَسْرَى حَتَّى يثخن فِي الأَرْض } إِلَى قَوْله { فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُم حَلَالا طيبا } فأحل الله الْغَنِيمَة لَهُم

(1/469)


قَوْله وايضا فَإِنَّكُم تختصمون إِلَيّ وَلَعَلَّ أحدكُم الحن بحجته فَمن قضيت لَهُ بِشَيْء من مَال أَخِيه فَلَا يَأْخُذهُ فَإِنَّمَا أقطع لَهُ قِطْعَة من نَار
(363) عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّمَا أَنا بشر وَإِنَّكُمْ تختصمون إِلَيّ وَلَعَلَّ بَعْضكُم أَن يكون الحن بحجته من بعض فافضي لَهُ عَلَى نَحْو مَا أسمع مِنْهُ فَمن قضيت لَهُ بِشَيْء من حق أَخِيه فَلَا يَأْخُذهُ فَإِنَّمَا أقطع لَهُ قِطْعَة من النَّار رَوَاهُ الشَّافِعِي وَهَذَا لَفظه وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم

(1/470)


وَقَوله
(364) وَقَالَ إِنَّمَا أحكم بِالظَّاهِرِ تقدم فِي الاجماع
قَوْله وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله لَا يقبض الْعلم انتزاعا ينتزعه وَلَكِن يقبض الْعلمَاء حَتَّى إِذا لم يبْق عَالم اتخذ النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا فسئلوا فأفتوا بِغَيْر علم فضلوا واضلوا
(365) عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن الله لَا يقبض الْعلم بل يقبض الْعلمَاء حَتَّى إِذا لم يبْق عَالما اتخذ النَّاس رؤوسا جُهَّالًا فسئلوا فأفتوا بِغَيْر علم فضلواوأضلوا

(1/471)


رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
قَوْله لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين عَلَى الْحق حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وَحَتَّى يظْهر الدَّجَّال
(366) وَعَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ لايزال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين حَتَّى يَأْتِيهم أَمر الله وهم ظاهرون
32 - ب رَوَاهُ البُخَارِيّ وَهَذَا لَفظه وَمُسلم

(1/472)


وَقَوله وَأَيْضًا قَالَ
(367) أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ تقدم فِي الاجماع
قَوْله فِي التَّرْجِيح وَبِأَن يكون الْمُبَاشر كَرِوَايَة أبي رَافع نكح مَيْمُونَة وَهُوَ حَلَال وَكَانَ السفير بَينهمَا عَلَى رِوَايَة ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه نكح ميمونه وَهُوَ حرَام

(1/473)


(368) أما رِوَايَة أبي رَافع فروَى التِّرْمِذِيّ عَن قُتَيْبَة عَن حَمَّاد بن زيد عَن مطر الْوراق عَن ربيعَة بن ابي عبد الرَّحْمَن عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي رَافع رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزوج مَيْمُونَة وَبني بهَا حَلَال وَكنت أَنا الرَّسُول فِيمَا بَينهمَا قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن وَلَا نعلم أحدا اسنده غير حَمَّاد عَن مطر الْوراق عَن ربيعَة عَن سُلَيْمَان بن يسَار

(1/474)


(369) وَقد رَوَاهُ مَالك عَن ربيعَة عَن سُلَيْمَان بن يسَار مُرْسلا
(370) وَرَوَاهُ أَيْضا سُلَيْمَان بن بِلَال عَن ربيعَة مُرْسلا
(371) واما رِوَايَة ابْن عَبَّاس فروَى البُخَارِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَمُسلم عَنهُ قَالَ تزوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مَيْمُونَة وَهُوَ محرم وَبني بهاوهو حَلَال وَمَاتَتْ بسرف

(1/475)


قَوْله وَبِأَن يكون صَاحب الْقِصَّة
(372) كَرِوَايَة مَيْمُونَة تزَوجنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَنحن حلالان رَوَاهُ ابو دَاوُد بِهَذَا اللَّفْظ وَمُسلم وَلَفظه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تزَوجهَا حَلَالا وَبني بهَا حَلَالا

(1/476)


قَوْله وَبِأَن بِكَوْن مشافها كَرِوَايَة الْقَاسِم عَن عَائِشَة أَن بَرِيرَة عتقت وَكَانَ زَوجهَا عبدا عَلَى من رَوَى أَنه كَانَ حرا لانها عمَّة الْقَاسِم
هَذَانِ حديثان الاول (373) رَوَى مُسلم من حَدِيث الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن بَرِيرَة عتقت وَكَانَ زَوجهَا عبدا وَله عَن عُرْوَة بن الزبير عَن عَائِشَة أَن بَرِيرَة أعتقت وَكَانَ زَوجهَا عبدا فَخَيرهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاخْتَارَتْ نَفسهَا وَلَو كَانَ حرا لم يخيرها رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ

(1/477)


وَأما الثَّانِي وَهُوَ رِوَايَة من رَوَى عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن زوج بَرِيرَة كَانَ حَالَة الْعتْق حرا
(374) فروَى الاربعة من حَدِيث الاسود بن يزِيد عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت كَانَ زوح بَرِيرَة حرا فَلَمَّا أعتقت خَيرهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَاخْتَارَتْ نَفسهَا قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح
33 - وَقَالَ البُخَارِيّ قَول الاسود مُنْقَطع وَقَول ابْن عَبَّاس رَأَيْته عبدا أصح

(1/478)


وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد أدرح سُفْيَان هَذِه الْكَلِمَة وَكَانَ حرا فَجَعلهَا من قَول عَائِشَة وَإِنَّمَا هُوَ قَول الاسود نَفسه كَمَا فَصله أَبُو عوَانَة وَغَيره
قَالَ وَقد رَوَى الْقَاسِم وَعُرْوَة وَمُجاهد وَعمرَة بنت عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنه كَانَ عبدا

(1/479)


وَقَالَ أَبُو البركات بن تَيْمِية فِي الْمُنْتَقَى وَأَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ قبله فِي التَّحْقِيق ثمَّ عَائِشَة عمَّة الْقَاسِم وَخَالَة عُرْوَة فروايتهما عَنْهَا أولَى من رِوَايَة أَجْنَبِي يسمع من وَرَاء حجاب
قَوْله وَأَن يكون أقرب عِنْد سَمَاعه كَرِوَايَة ابْن عمر افرد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَانَ تَحت نَاقَته حِين لَبَّى
(375) رَوَى مُسلم عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل الْحَج مُفردا
وَقَوله والمثبت عَلَى النَّافِي كَحَدِيث بِلَال دخل الْبَيْت وَصَلى وَقَالَ اسامة دخل وَلم يصل هَذَانِ حديثان أما الاول

(1/480)


(376) فَعَن عبد الله بن عمر قَالَ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هُوَ وَأُسَامَة بن زيد وبلال وَعُثْمَان بن طَلْحَة الْبَيْت فأغلقوا عَلَيْهِم الْبَاب فَلَمَّا فتحُوا كنت أول من ولج فَلَقِيت بِلَالًا فسالته هَل صَلَّى فِيهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ نعم بَين العمودين اليمانيين رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
وَأما الثَّانِي (377) فَعَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ أَخْبرنِي أُسَامَة بن زيد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما دخل الْبَيْت دَعَا فِي نواحيه كلهَا وَلم يصل فِيهِ حَتَّى خرج فَلَمَّا خرج ركع فِي قبل الْبَيْت رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ هَذِه الْقبْلَة قلت لَهُ مَا نَوَاحِيهَا افي زواياها قَالَ بل فِي كل قبْلَة من الْبَيْت رَوَاهُ مُسلم
تمّ الْكتاب

(1/481)