تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ط ابن حزم

البيان والمبين 1:
قوله: لنا أنه -صلى الله عليه وسلم- بيّن الصلاة والحج بالفعل.
هذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام.
وقوله:
226 و227- "خذوا عني" و "صلوا كما [رأيتموني أصلي] " 2.
تقدم بيان هذين الحديثين في مسألة فعله -صلى الله عليه وسلم- ما وضح فيه أمر الجبلة3.
__________
1 البيان لغة: ما يتبين به الشيء من الدلالة وغيرها. والتبيين: الإيضاح والوضوح. والمبيَّن: الموضَّح.
وفي اصطلاح الأصوليين: ما نص على معنى معين من غير إبهام, وهو عكس المجمل.
انظر الصحاح مادة "بين" 5/ 2083, وشرح الكوكب المنير 3/ 437, 438. وانظر مختصر المنتهى ص"143 و144".
2 ما بين المعقوفتين من ف. وانظر القولة في مختصر المنتهى ص"144".
3 انظر الأول في الحديث رقم "14".
وانظر الثاني في الحديث رقم "13".

(1/280)


...............................................................................
__________
استدراك:
قوله: "ليس الخبر كالمعاينة".
ذكره الزركشي في المعتبر ل63 ب, و64 أ.
وقال الحافظ في الموافقة ل164 أ: قال الزركشي في المعتبر ل64 أ": ظن أكثر الشراح أنه ليس بحديث. قلت: وأغفله ابن كثير في تخريجه وتنبه له السبكي, انتهى.
"وأقول": لم يذكره الحافظ ابن كثير -عليه رحمة الله- لكون الإمام ابن الحاجب لم يأت به في مختصره, على أنه حديث كما يفهم من السياق, حيث قال: وأيضا فإن المشاهدة أدل -أي: على البيان عند الجمهور- إذ ليس الخبر كالمعاينة. ا. هـ.
هكذا ساقه, وعلى هذا فلا يرد عليه الاعتراض والله أعلم. انظر مختصر المنتهى ص"144".
وهذا الحديث:
أخرجه الإمام أحمد 1/ 215 من طريق:
هشيم, أنا أبو بشر, عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "ليس الخبر كالمعاينة".
وفي 1/ 271 من طريق سريج بن النعمان, ثنا هشيم به, وفيه زيادة: " ... إن الله -عز وجل- أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح, فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت".
"قلت": ورجاله ثقات، ولكن قال الحافظ في الموافقة "ل164 ب": هذا حديث حسن. أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم من طرق عن هشيم, فجرى من صححه على ظاهر الإسناد فإن رجاله رجال الصحيح، لكن ذكره ابن عدي في ترجمة هشيم, وقال: إنه دلسه, ثم ساقه من طريق يحيى بن حسان قال: لم يسمع هشيم هذا الحديث من أبي بشر. انتهى.
وكأن "الكلام للحافظ" ابن حبان تنبه لهذا, فإنه قال بعد أن أخرجه من طريق هشيم, وذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هشيما تفرد به, ثم ساقه ا. هـ.
وانظر في هذا المعتبر ل63 ب.
وأخرجه ابن حبان في كتاب علامات النبوة, باب ما جاء في موسى الكليم, صلى الله على نبينا وعليه وسلم, حديث "2087" و"2088" ص510 "موارد".
من طريق الحسن بن سفيان, حدثنا سريج بن يونس, حدثنا هشيم به.
ومن طريق حبيش بن عبد الله النيلي بواسط, حدثنا أحمد بن سنان القطان, حدثنا أبو داود, حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر به. =

(1/281)


قوله: ثم بين أن: السَّلَب للقاتل1.
228- عن أبي قتادة -رضي الله عنه2- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل قتيلا, فله سَلَبُه" قالها ثلاثا.
رواه البخاري ومسلم3.
__________
= وأخرجه الحاكم في المستدرك, في كتاب التفسير 2/ 321.
من طريق علي بن عبد الله الحكيمي ببغداد, ثنا العباس بن محمد الدوري, ثنا سريج بن النعمان, ثنا هشيم به.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي وقال: سمعه سريج بن النعمان عنه ا. هـ.
وانظر كلام الحافظ ابن حجر على حديث الإمام أحمد في بداية تخريج الحديث.
وللحديث شاهد عن أنس, أخرجه الطبراني في الأوسط, وابن عدي في الكامل.
انظر المعتبر ل63 ب و64 أ, وانظر الموافقة ل164 و165 أ.
"قلت": وهذا الحديث إن لم يكن في دائرة الصحة, فهو في دائرة الحسن, والله أعلم.
1 انظر مختصر المنتهى ص"145".
2 هو: الصحابي الجليل الحارث بن ربعي -بكسر الراء وسكون الباء- بن بلدمة -بضم أوله وسكون اللام وضم الدال- السلمي -بفتحتين- المدني, أبو قتادة الأنصاري, مشهور بكنيته, ويقال: اسمه عمرو أو النعمان. شهد أحدا وما بعدها, مات سنة أربع وخمسين, وقيل: ثمان وثلاثين, والأول أصح وأشهر, رضي الله تعالى عنه.
الإصابة 7/ 327, التقريب 2/ 463, التهذيب 12/ 204, السير 2/ 449.
3 البخاري في كتاب فرض الخمس, باب "18" من لم يخمس الأسلاب ... إلخ 4/ 57, 58 في حديث طويل وفيه قصة, وسيأتي في الحديث رقم "346".
وفي كتاب المغازي, باب "54" قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} ... إلخ 5/ 100, 101.
وفي كتاب الأحكام, باب "21" الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء ... إلخ 8/ 113, 114.
وأخرجه في كتاب البيوع, باب "37" بيع السلاح في الفتنة وغيرها ... إلخ 3/ 16 مختصرا جدا, ولم يذكر لفظ حديث الباب.
ومسلم في كتاب الجهاد والسير, باب استحقاق القاتل سلب القتيل, حديث "41" 3/ 1370, 1371.
وأخرجه أبو داود في كتاب الجهاد, باب في السلب يعطى للقاتل, حديث "2717" 3/ 159-162.
وأخرجه الترمذي في أبواب السير, باب ما جاء فيمن قتل قتيلا فله سلبه, حديث "1562" 4/ 131.
بلفظ: "من قتل قتيلا له عليه بينة, فله سلبه" وقال في الحديث قصة.
وأخرجه الإمام مالك في كتاب الجهاد, باب ما جاء في السلب في النفل, حديث "18" 2/ 146 و454".
وأخرجه الإمام أحمد 5/ 290 و306 ولم يذكر في الأول قصة.

(1/282)


قوله: وإن ذوي القربى بنو هاشم, دون بني أمية وبني نوفل1.
229- عن جبير بن مطعم قال: "مشيت أنا وعثمان [بن عفان] 2 إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلنا: أعطيت بني المطلب من خمس خيبر3 وتركتنا [ونحن بمنزلة واحدة منك! فـ] 4 قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بنو هاشم وبنو المطلب 5 شيء واحد" ".
قال جبير: "ولم يقسم النبي -صلى الله عليه وسلم- لبني عبد شمس، ولا لبني نوفل شيئا".
رواه البخاري6.
وأمية: هو ابن عبد شمس. وعبد شمس، ونوفل، وهاشم، والمطلب، أولاد عبد مناف بن قصي. فقسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهم ذوي القربى في بني هاشم وبني المطلب، ولم يعط بني أمية بن عبد شمس وبني نوفل شيئا, وإن كان أخوي هاشم والمطلب؛ لأن الفرق هو الذي ذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو:
__________
1 انظر مختصر المنتهى ص"145 و146".
2 غير موجودة في النسختين, وأثبتها من الصحيح.
3 في ف "الخمس" وهو خطأ.
4 غير مسطورة في النسختين, وأثبتها من الصحيح.
5 في الأصل "بنو المطلب وبنو هاشم" وفي ف والصحيح كما أثبته.
6 البخاري في كتاب المغازي, باب "38" غزوة خيبر 5/ 79 وفيه لفظه.
وفي كتاب فرض الخمس, باب "17" ومن الدليل على أن الخمس للإمام ... إلخ 4/ 56.
وفي كتاب المناقب. باب "2" مناقب قريش 4/ 155.
وأخرجه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة والفيء في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذوي القربى, حديث: "2978-2980" 3/ 382, 383.
وأخرجه النسائي في كتاب قسم الفيء 7/ 130, 131.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب الجهاد, باب قسمة الخمس, حديث "2881" 2/ 961.
وأخرجه الإمام أحمد 4/ 81 و85.

(1/283)


أن بني هاشم وبني المطلب شيء واحد، لم1 [يفارقوهم] 2 في جاهلية ولا إسلام، ودخلوا معهم في الشعب دون بني أمية وبني نوفل.
قاله الشافعي -رضي الله عنه- في الرسالة3.
قوله: وأيضا: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} ثم بين جبريل والرسول, عليهما السلام4.
230- عن جابر, رضي الله عنه "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه جبريل فقال له: قم فصلِّ. فصلى الظهر حين زالت الشمس، ثم جاءه العصر فقال: قم فصل. فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله ... " وذكر تمام الحديث إلى أن قال: "ما بين هذين وقت".
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان5.
__________
1 في ف: "ولم".
2 في الأصل: "يفارقونهم" وما أثبته من ف.
3 انظر الرسالة 68, 69 بنحوه. وانظر الأم 4/ 71.
وانظر السنن الكبرى للبيهقي في كتاب قسم الفيء والغنيمة, باب إعطاء الفيء ... إلخ 6/ 364, 365.
4 انظر مختصر المنتهى ص"146".
5 مسند الإمام أحمد 3/ 330 واللفظ له.
والترمذي في أبواب الصلاة, باب ما جاء في مواقيت الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم 1/ 281, حديث "150".
وقال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
والنسائي في كتاب المواقيت, باب آخر وقت العصر 1/ 255.
وابن حبان في كتاب المواقيت, باب جامع في أوقات الصلوات, حديث "278" ص92 "موارد الظمآن".
وجاء في نسخة الأصل: "رواه أحمد والنسائي والترمذي ... " بتقديم النسائي, وما أثبته من نسخة ف.
"قلت": وأخرجه الدارقطني في كتاب الصلاة, باب إمامة جبريل, حديث "1-4" 1/ 256, 257.
وأخرجه البيهقي في كتاب الصلاة, باب وقت المغرب 1/ 368.

(1/284)


قال البخاري: هو أصح شيء في الوقت1.
231- ولأبي داود والترمذي وابن خزيمة عن ابن عباس -رضي الله عنهم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أمني جبريل -عليه الصلاة والسلام- عند البيت مرتين ... الحديث " 2.
232- وفي صحيح البخاري عن أبي مسعود البدري3 "أن جبريل [عليه السلام] 4 نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم5".
قوله: وأيضا "فإن جبريل قال: اقرأ, قال: "وما أقرأ؟ " وكرر ثلاثا. ثم قال:
__________
1 انظر جامع الإمام الترمذي 1/ 282.
2 أبو داود في كتاب الصلاة, باب ما جاء في المواقيت, حديث "393" 1/ 274.
والترمذي في أبواب الصلاة, باب ما جاء في مواقيت الصلاة ... إلخ, حديث "149" 1/ 278.
وقال أبو عيسى: "حديث ابن عباس حديث حسن صحيح".
وابن خزيمة في صحيحه, في كتاب الصلاة, باب ذكر الدليل على أن فرض الصلاة كان على الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم ... إلخ, حديث "325" 1/ 168.
وأخرجه الإمام أحمد 1/ 333.
وأخرجه الإمام الشافعي في مسنده ص26.
وابن الجارود في المنتقى في مواقيت الصلاة, حديث "149, 150" ص59.
وأخرجه الحاكم في المستدرك, في كتاب الصلاة 1/ 193.
وأخرجه البيهقي في كتاب الصلاة, باب آخر وقت الظهر ... إلخ 1/ 364-366.
3 هو: عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري, أبو مسعود البدري. صحابي جليل, كان ممن شهد العقبة. مات قبل الأربعين, وقيل بعدها, رضي الله تعالى عنه.
الإصابة 4/ 524, التهذيب 7/ 247.
4 زيادة من ف.
5 البخاري في كتاب مواقيت الصلاة, باب1 وقوله: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} 1/ 132 بلفظه وفيه قصة.
وفي كتاب المغازي, باب "12" 5/ 17 مختصرا.
وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة, باب ما جاء في المواقيت, حديث "668" 1/ 219, 220 مختصرا, وفيه قصة.

(1/285)


{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} "1.
233- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم, وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنَّث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: "ما أنا بقارئ". قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ. قلت: "ما أنا بقارئ" فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني, فقال: اقرأ. قلت: "ما أنا بقارئ" فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني, فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} .
فرجع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرجف فؤاده. فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: "زملوني, زملوني" [فزملوه] 2 حتى ذهب عنه الروع. الحديث بطوله رواه البخاري ومسلم3.
قوله: وبدليل قول ابن عباس رضي الله عنهما: "لو ذبحوا بقرة ما,
__________
1 كذا في الأصل، وفي ف زيادة: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} وفي مختصر المنتهى ص146: ثم قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} والآية هذه والتي ستأتي في الحديث في سورة العلق [1-4] .
2 غير موجودة في النسختين, وأثبتناها من الصحيحين.
3 البخاري في كتاب بدء الوحي, باب "1" كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلخ 1/ 3, 4 وفيه لفظه.
وفي كتاب الأنبياء, باب "23" {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} 4/ 124 مختصرا.
وفي كتاب تفسير القرآن, باب "1" تفسير سورة العلق ... إلخ 6/ 87-89 بطوله أيضا.
وفي كتاب التفسير أيضا, باب "2" قوله: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} 6/ 89 مختصرا.
وفي كتاب التعبير, باب "1" التعبير وأول ما بدئ به ... إلخ 8/ 67, 68 مطولا.
ومسلم في كتاب الإيمان, باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, حديث "252" 1/ 139, 140.
وأخرجه الإمام أحمد 6/ 223 و232.

(1/286)


لأجزأتهم"1.
234- قال ابن أبي حاتم2 في تفسيره3:
ثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة4, ثنا أسباط5 عن السدي6 قال: قال ابن عباس: "فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم, ولكنهم شددوا وتعنتوا موسى عليه السلام، فشدد الله عليهم. فقالوا: ادع الله لنا ربك, يبين لنا ما هي"7.
__________
1 انظر القولة في مختصر المنتهى ص"146".
2 هو: الإمام الحافظ عبد الرحمن بن محمد بن إدريس, التميمي الحنظلي الرازي, الثقة الناقد, ابن الإمام أبي حاتم. مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
تذكرة الحفاظ 3/ 829.
3 الذي جاء في نسخة ف في هذه القولة عن ابن كثير -رحمه الله- قوله:
"لم أظفر بنقل هذا عن ابن عباس" والذي أثبته من النسخة المصرية "الأصل".
وقال الحافظ في الموافقة "ط2/ 169": وقد أطنب ابن كثير في تخريج طرقه في تفسيره، وأورده مطولا ومختصرا، لكنه في تخريج المختصر قال:
لم أظفر فيه بنقل. انتهى.
"قلت": ولعل الإمام ابن كثير استدرك ذلك فيما بعد كما جاء في نسخة الأصل, وعول البعض على قوله كما في نسخة ف قبل الاستدراك, حيث لم يبلغهم استدراكه هذا, والله أعلم.
4 هو: عمرو بن حماد بن طلحة القناد, أبو محمد الكوفي وقد ينسب إلى جده. صدوق رمي بالرفض. من العاشرة, مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
التقريب 2/ 68, التهذيب 7/ 22, الميزان 3/ 254.
5 هو: أسدباط بن نصر الهمداني -بسكون الميم- أبو يوسف ويقال: أبو نصر. صدوق كثير الخطأ, يغرب. من الثامنة.
التقريب 1/ 53, الميزان 1/ 175.
6 هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي -بضم المهملة وتشديد الدال- أبو محمد الكوفي. صدوق يهم, ورمي بالتشيع. من الرابعة, مات سنة سبع وعشرين.
التقريب 1/ 72, التهذيب 1/ 313, الميزان 1/ 236.
7 تفسير ابن أبي حاتم خ "جـ1 ل47 ب" في تفسير الآية "69" من سورة البقرة.
وأخرجه الطبري في تفسيره 2/ 206 من طريق آخر عن ابن عباس.
ونقل المصنف رواية ابن جرير في تفسيره 1/ 110, وقال: إسناده صحيح, ثم قال: وقد رواه غير واحد عن ابن عباس. ا. هـ.

(1/287)


قوله: واستدل بقوله:
235- {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ} 1 فقال ابن الزبعرى: فقد عبدت الملائكة والمسيح, فنزل: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} 2.
قول ابن الزبعرى هذا, مشهور في كتب التفسير والسير والمغازي3.
236- قوله: وأيضا, فإن فاطمة4 سمعت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} 5 ولم تسمع: "نحن معاشر الأنبياء"6.
تقدم هذا الحديث في العموم7.
__________
1 إشارة إلى الآية "98" من سورة الأنبياء: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} .
2 الآية "101" من سورة الأنبياء, وتتمتها: {أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} .
وانظر القولة في مختصر المنتهى ص"146".
3 أخرجه الحاكم في المستدرك، في كتاب التفسير, تفسير سورة الأنبياء 2/ 384, 385 بسنده عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "لما نزلت: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} فقال المشركون: الملائكة وعيسى وعزير، يعبدون من دون الله. فقال: لو كان هؤلاء الذين يعبدون آلهة, ما وردوها. قال: فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} عيسى وعزير والملائكة. ا. هـ.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطبري في التفسير 17/ 96, 97.
وابن هشام في السيرة, نقلا عن ابن إسحاق 1/ 259.
وانظر البداية والنهاية لابن كثير 3/ 88, 89.
4 هي: فاطمة بنت رسول الله, صلى الله عليه وسلم.
5 إشارة إلى الآية "11" في سورة النساء, وهي قوله تعالى:
{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ... الآية} .
6 في ف زيادة بعدها: "لا نورث" ولم تذكر في المختصر. انظر القولة ص"148".
7 انظر الحديث رقم "138، 139، 140، 141".
"قلت": لم يذكر الحافظ ابن كثير -عليه رحمة الله- قصة سيدتنا فاطمة رضي الله عنها.
وقد أخرجها الإمام البخاري -رحمه الله- في كتاب المغازي, باب "14" حديث بني النضير ... إلخ 5/ 25.
من حديث عائشة -رضي الله عنها- ولفظه:
"أن فاطمة -عليها السلام- والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما: أرضه من فدك، وسهمه من خيبر. فقال أبو بكر: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا نورث؛ ما تركنا صدقة" إنما يأكل آل محمد من هذا المال. والله لقرابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب إلي أن أصل من قرابتي".

(1/288)


قوله: وسمعوا: "اقتلوا المشركين"1 ولم يسمع الأكثر: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" 2.
237- روى الإمام أبو عبد الله الشافعي في المسند, من حديث جعفر بن محمد3 عن أبيه "أن عمر -رضي الله عنه- ذكر المجوس فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم؟! فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه4: أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" "5.
__________
1 إشارة إلى قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ.. الآية} [التوبة: 5] .
2 انظر مختصر المنتهى ص"148".
3 هو: الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, القرشي الهاشمي أبو عبد الله المعروف بالصادق. من جلة علماء المدينة, وكان يغضب من الرافضة. من السادسة, مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
تذكرة الحفاظ 1/ 166, التقريب 1/ 132, التهذيب 2/ 103, الجرح والتعديل 2/ 487, السير 6/ 255.
4 هو: الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف بن زهرة القرشي الزهري, أحد العشرة المبشرة. أسلم قديما ومناقبه كثيرة. توفي سنة اثنتين وثلاثين, وقيل غير ذلك.
التهذيب 6/ 244, السير 1/ 68.
5 الشافعي في المسند ص209.
وأخرجه أيضا في الرسالة ص430.
وأخرجه الإمام مالك في كتاب الجزية, باب جزية أهل الكتاب والمجوس, حديث "42" 1/ 278.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى, كتاب الجزية, باب المجوس أهل كتاب والجزية تؤخذ منهم 9/ 189.
وأخرجه عمر بن شبة في تاريخ المدينة 3/ 853.
كلهم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه.
"قلت": قال الزرقاني في شرح الموطأ 2/ 139:
قال ابن عبد البر: هذا منقطع؛ لأن محمدا لم يلق عمر ولا عبد الرحمن. إلا أن معناه متصل من وجوه حسان. =

(1/289)


238- وقد رويناه بإسناد جيد متصل, عن زيد بن وهب1, عن عبد الرحمن بن عوف بنحو ذلك, ولله الحمد2.
239- وللبخاري عن عمر رضي الله عنه "أنه لم يأخذ الجزية من المجوس3, حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذها من مجوس هجر"4.
__________
= وقال الحافظ في الفتح 6/ 261:
وهذا منقطع مع ثقة رجاله. ورواه ابن المنذر، والدارقطني في الغرائب، من طريق أبي علي الحنفي عن مالك، فزاد فيه: عن جده. وهو منقطع أيضا لأن جده علي بن الحسين لم يلحق عبد الرحمن بن عوف ولا عمر. فإن كان الضمير في قوله: "عن جده" يعود على محمد بن علي، فيكون متصلا لأن جده الحسين بن علي سمع من عمر بن الخطاب، ومن عبد الرحمن بن عوف.
وله شاهد من حديث مسلم بن العلاء الحضرمي, أخرجه الطبراني في آخر حديث بلفظ: "سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب".
1 هو: زيد بن وهب الجهني الكوفي, أبو سليمان. مخضرم, ثقة, جليل. قال الحافظ في التقريب: لم يصب من قال: في حديثه خلل. مات بعد الثمانين وقيل: سنة ست وتسعين.
تذكرة الحفاظ 1/ 62, التقريب 1/ 277, التهذيب 3/ 427, السير 4/ 196.
2 لم أقف على هذا الإسناد ولم يذكر هذا الكلام في نسخة ف, والله أعلم.
3 في ف: "إنه لم يأخذ من المجوس الجزية" وفي الأصل والصحيح كما أثبته.
4 البخاري في كتاب الجزية والموادعة, باب "1" الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب ... إلخ 4/ 62 وفيه قصة.
وأخرجه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة والفيء, باب من أخذ الجزية في المجوس, حديث "3043" 3/ 431.
وأخرجه الترمذي في أبواب السير, باب ما جاء في أخذ الجزية من المجوس, حديث "1587" 4/ 147. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الإمام أحمد 1/ 190, 191.
توضيح:
هجر: قرية قرب المدينة, وقيل: هجر بلاد تقع بينها وبين اليمامة عشرة أيام، وبينها وبين البصرة خمسة عشر يوما على الإبل.
انظر معجم البلدان لياقوت 5/ 352-393.

(1/290)