معرفة علوم الحديث ط العلمية

ذِكْرُ النَّوْعِ الثَّالِثِ وَالثَّلَاثِينَ مِنْ عُلُومِ الْحَدِيثِ هَذَا النَّوْعُ مِنْ هَذِهِ الْعُلُومِ مُذَاكَرَةُ الْحَدِيثِ وَالتَّمْيِيزِ بِهَا، وَالْمَعْرِفَةُ عِنْدَ الْمُذَاكَرَةُ بَيْنَ الصَّدُوقِ وَغَيْرِهِ فَإِنَّ الْمُجَازِفَ فِي الْمُذَاكَرَةِ يُجَازِفُ فِي التَّحْدِيثِ، وَلَقَدْ كَتَبْتُ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي الْمُذَاكَرَةِ أَحَادِيثَ لَمْ يَخْرُجُوا مِنْ عُهْدَتِهَا قَطُّ وَهِيَ مُثْبَتَةٌ عِنْدِي، وَكَذَلِكَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ وَغَيْرُهُ مِنْ مَشَايِخِنَا أَنَّهُمْ حَفِظُوا عَلَى قَوْمٍ فِي الْمُذَاكَرَةِ مَا احْتَجُّوا بِذَلِكَ عَلَى جَرْحِهِمْ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ حُسْنَ الْعَوَاقِبِ، وَالسَّلَامَةَ، مِمَّا نَحْنُ فِيهِ بِمَنِّهِ وَطَوْلِهِ

(1/140)


سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُهَيِّجُ الْحَدِيثَ»

(1/140)


أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا كَهْمَسٌ، عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «تَزَاوَرُوا، وَأَكْثِرُوا ذِكْرَ الْحَدِيثِ، فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا يَنْدَرِسُ الْحَدِيثُ»

(1/141)


أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصَمُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ فَإِنَّ حَيَاتَهُ مُذَاكَرَتُهُ»

(1/141)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: «حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، يَوْمًا بِحَدِيثٍ فَلَمْ نَحْفَظْهُ، فَتَذَاكَرْنَاهُ بَيْنَنَا حَتَّى حَفِظْنَاهُ»

(1/141)


حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ ذِكْرَ الْحَدِيثِ حَيَاتُهُ»

(1/141)


سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ الْأَهْوَازِيَّ يَقُولُ: ذَاكَرْتُ عَمَّارَ بْنَ زَرْبِيٍّ بِحَدِيثِ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهَ» فَمَا كَانَ إِلَّا بَعْدَ أَيَّامٍ حَتَّى حَدَّثَ عَنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «احْتَجَّ آدَمُ , وَمُوسَى» ، وَثَبَتَ عَلَيْهِ يُحَدِّثُ بِهِ كُلَّ مَنْ دَبَّ، وَدَرَجَ فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا كَذَّابُ مِنْ أَيْنَ لَكَ عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «احْتَجَّ آدَمُ , وَمُوسَى» ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ لَكَ: «لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ [ص:142] اللَّهِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قُلْتُ لِلْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْجِعَابِيِّ: مَنْ يَرْوِي عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانِ غَيْرُ الزُّهْرِيِّ؟ فَقَالَ: لَا نَعْلَمُ لَهُ رَاوِيًا غَيْرَ الزُّهْرِيِّ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِلَّا أَنِّي أَظُنُّ أَنَّ أَبَا طُوَالَةَ الْقَاضِيَ حَدَّثَ عَنْهُ بِشَيْءٍ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي إِذْ ذَلِكَ، أَنَّ أَبَا طُوَالَةَ عِنْدَهُ عَنْهُ، فَوَجَدْتُ مِنْ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سِنَانٍ حَرْفًا فَكَتَبْتُ بِهِ إِلَيْهِ فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ، وَأَنَا أُرِيدُ الْحَجَّ، فَالْتَقَيْتُ بِأَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ، وَبِتُّ عِنْدَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَأَخَذَ يُذَاكِرُنِي بِشَيْءٍ، لَا أَهْتَدِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، أيْشْ عِنْدَ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ فَذَكَرَ حَدِيثَيْنِ، فَقُلْتُ: تَحْفَظُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَجُلًا أَغْلَظَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: «يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْنِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ» ، فَقَالَ: «مَهْ يَا عُمَرُ، مَا كَانَتْ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، فَبَقِيَ، وَكَبَّرْتُ وَسَكَتَ، فَقَالَ: لَا أَوَ تَذْكُرُ لِي سَمَاعَكَ فِيهِ، فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى , عَنْ أَيُّوبَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْحَافِظَ يَقُولُ: ذُكِرَ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا مِمَّنِ ادَّعَى الْحِفْظَ، وَنَحْنُ بِمِصْرَ حَدِيثٌ لِسُفْيَانَ بْنِ مُوسَى , عَنْ أَيُّوبَ، فَقَالَ: هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , وَأَيُّوبَ، قَالَ: وَلَمْ يُعْرَفُ سُفْيَانُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، مَأْمُونٌ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْخَضِرِ الشَّافِعِيِّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ الْبَلْخِيُّ، حَاجًّا، فَعَجَزَ أَهْلُ بَلَدِنَا عَنْ مُذَاكَرَتِهِ لِحِفْظِهِ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، فَذَكَرَا «لَبَّيْكَ حَجَّةً وَعُمْرَةً مَعًا» ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: تَحْفَطُ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَنَسٍ؟ فَبَقِيَ أَبُو عَلِيٍّ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، قَالَ: ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَنَسٍ فَقَطَعَ الْمَجْلِسَ بِذَلِكَ [ص:143] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَجَدْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ سَيِّئَ الرَّأْيِ فِي أَبِي الْقَاسِمِ اللَّخْمِيِّ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ السَّبَبِ فِيهِ، فَقَالَ: اجْتَمَعْنَا عَلَى بَابِ أَبِي خَلِيفَةَ، فَذَكَرْنَا طُرُقَ: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءَ» فَقُلْتُ لَهُ: تُحْفَظُ عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ الزَّرَّادِ , عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟، فَقَالَ: بَلَى غُنْدَرٌ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، فَقُلْتُ: مَنْ عَنْهُمَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْهُمَا، فَاتَّهَمْتُهُ إِذْ ذَاكَ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: مَا حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، فَحَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، سَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ السَّبِيعِيَّ الْحَافِظَ , عَنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فَقَالَ: لِهَذَا الْحَدِيثِ قِصَّةٌ تَدُلُّ عَلَى عَوَارِ مَنْ لَا يُصَدَّقُ فِي الْمُذَاكَرَةِ، قَرَأَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ مُسْنَدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، سَنَةَ ثَلَاثِ مِائَةٍ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَاغَنْدِيِّ، عِنْدَ مُنْصَرَفِي مِنْ مَجْلِسِ ابْنِ نَاجِيَةَ، فَسَأَلَنِي: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ مِنْ مَجْلِسِ ابْنِ نَاجِيَةَ، قَالَ: وَأَيْشْ قَرَأَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ، فَقُلْتُ أَحَادِيثَ الشَّعْبِيِّ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فَقَالَ: مَنْ لَكُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؟ فَنَظَرْتُ فِي الْجُزْءِ فَلَمْ أَجِدْ، فَقَالَ: اكْتُبْ، ذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، فَقُلْتُ: عَنْ مَنْ؟ فَمَنَعْتُهُ عَنِ التَّدْلِيسِ، وَطَالَبْتُهُ بِالسَّمَاعِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى الْأَثْرَمُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِصَّةَ الطَّلَاقِ، وَالسُّكْنَى، وَالنَّفَقَةَ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى حَلَبَ، وَكَانَ عِنْدَنَا بِحَلَبَ بَغْدَادِيُّ يَحْفَظُ [ص:144]، يُعْرَفُ بِابْنِ سَهْلٍ، فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَخَرَجَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَذَاكَرَ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ سَعِيدٍ بِهِ، فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: لَيْسَ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: ثُمَّ وَجَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَقَالَ لِي: قَدْ وَجَدْتُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ حَرْفَيْنِ، قَالَ السَّبِيعِيُّ: فَكَتَبَ ابْنُ عُقْدَةَ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ ابْنِ سَهْلٍ عَنِّي، عَنِ الْبَاغَنْدِيِّ، قَالَ السَّبِيعِيُّ: فَاجْتَمَعْتُ مَعَ فُلَانٍ، وَسَمَّى شَيْخًا مِنْ أَكَابِرِ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ بِحَلَبَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، وَثَلَاثَ مِائَةٍ، فَذَاكَرْتُهُ بِهِ فِي جُمْلَةِ أَبْوَابٍ ذَكَرْنَاهَا، ثُمَّ اجْتَمَعْنَا بِالرَّمْلَةِ فَذَاكَرْتُهُ بِهِ، ثُمَّ اجْتَمَعْنَا بَعْدَ ذَلِكَ بِسِنِينَ بِدِمَشْقَ فَاسْتَعَادَنِي إِسْنَادُهُ تَعَجُّبًا، وَلَمْ يَعْرِفْهُ، ثُمَّ اجْتَمَعْنَا بِبَغْدَادَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسِنِينَ، وَذَكَرْنَا هَذَا الْبَابَ، فَقَالَ لِي: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَليُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ هَذَا ذَاكَ، قَالَ السَّبِيعِيُّ: فَذَكَرْتُ قِصَّتِي لِفُلَانٍ الْمُفِيدِ، وَأَتَى عَلَيْهِ سِنُونَ، فَحَدَّثَ بِالْحَدِيثِ، عَنِ الْبَاغَنْدِيِّ وَحَكَى أَنَّهُ دَخَلَ الْكُوفَةَ، وَأَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ سَعِيدٍ سَأَلَهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ كَمَا وَقَعَ لِي، أَضَافَهَا إِلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ السَّبِيعِيُّ: الْمُذَاكَرَةُ تَكْشِفُ عَنْ مِثْلِ هَذَا، وَقَالَ لِي السَّبِيعِيُّ: تَذْكُرُ هَذَا الْبَابَ، فَقُلْتُ: عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ , عَنْ سَيَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَقَالَ: حُدِّثْنَا عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ قُرَّةَ، ثُمَّ قَالَ: لِي أَتَحْفَظُ عَنْ سَعْدٍ الْكَاتِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؟ قُلْتُ: لَا، فَقَالَ: حُدِّثْنَا عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيِّ، قَالَ: ثَنَا سَعْدٌ الْكَاتِبَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قُلْتُ: ابْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَكُمْ، قَالَ: لَا أَدْرِي، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: نَعَمْ، ابْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَهُمْ بِهِ، وَالسَّبِيعِيُّ سَاكِتٌ، قُلْتُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: تَعْرِفُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أُوحِيَ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا» ، فَقُلْتُ: حَدَّثَنَاهُ عَنُ الشَّافِعِيِّ، عَنِ الْمِسْمَعِيِّ، عَنْ [ص:145] أَبِي نُعَيْمٍ، فَقَالَ: الْمِسْمَعِيُّ لَا يَذْكُرُ حَدَّثَنَا عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْخَزَّازِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قُلْتُ: وَقَدْ تَكَلَّمَ فِي حُمَيْدٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ: دَعُوا الْمِسْكِينَ، وَعَنْ مَاذَا يُسْأَلُ مِنْ أَمْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: السَّبِيعِيُّ: تَحْفَظُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: حُدِّثْنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقُطَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى , عَنْ خَالِدٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ: مَا كَتَبْتُهُ فِي الدُّنْيَا إِلَّا عَنْكَ، عَنِ ابْنِ نَاجِيَةَ هَذَا مَجْلِسٌ كَبِيرٌ مَكْتُوبٌ عِنْدِي وَلِي مَعَهُ مَجَالِسُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبِي الْحُسَيْنِ الْقَنْطَرِيِّ فِي مَحَلَّتِهِ بِبَغْدَادَ، وَحَضَرَهُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَبُوالْحُسَيْنِ بْنُ الْعَطَّارِ، وَأَبُوبَكْرِ الْقَطِيعِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، وَغَيْرُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الْقِرَاءَةِ، ذَكَرْنَا طُرُقَ الْغَارِ، فَدَخَلَ الشَّيْخُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَمَا هَذَا ذُكِرَ غَيْرُ، فَلَمَّا بَلَغْنَا آخِرَ الْبَابِ، قَالَ لَنَا الشَّيْخُ: عِنْدَكُمْ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، فَقُلْنَا: لَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَاهُ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي جُوَيْرِيَةَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، فَكَتَبْنَا بِأَجْمَعِنَا الْحَدِيثَ، وَأَنَا أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنَّهُ وَاهِمٌ فِيهِ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَمْرَو بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: لَمَّا دَخَلْتُ بُخَارَى فَفِي أَوَّلِ مَجْلِسٍ حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْأَمِيرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَذَكَرْتُ بِحَضْرَتِهِ أَحَادِيثَ، فَقَالَ الْأَمِيرُ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ» الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ: أَيَّدَ اللَّهُ الْأَمِيرَ مَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَسٌ، وَلَا حُمَيْدٌ، وَلَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فَسَكَتَ، وَقَالَ: كَيْفَ؟ قُلْتُ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَمَدَارُهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قُمْنَا مِنَ الْمَجْلِسِ، قَالَ لِي أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ: يَا أَبَا بَكْرٍ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَإِنَّهُ قَدْ ذَكَرَ لَنَا هَذَا مَرَّةً، وَلَمْ يَجْسُرْ وَاحِدٌ مِنَّا أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَإِنَّمَا أَرَادَ الْأَمِيرُ إِسْمَاعِيلُ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ

(1/141)


ذِكْرُ النَّوْعِ الرَّابِعِ وَالثَّلَاثِينَ مِنْ عُلُومِ الْحَدِيثِ هَذَا النَّوْعُ مِنْهُ مَعْرِفَةُ التَّصْحِيفَاتِ فِي الْمُتُونِ فَقَدْ زَلَقَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ

(1/146)


سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، بِحَدِيثِ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا غَبِينًا، فَقَالَ: " كَانَ عَلِيٌّ رَجُلًا عِنِّينًا، ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، إِنَّ الْجَوَادَ يَعْثُرُ كَانَ عَلِيٌّ رَجُلًا غَبِينًا "

(1/146)


سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِأَبِي زُرْعَةَ: " حَفِظَ اللَّهُ أَخَانَا صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّ، لَا يَزَالُ يُضْحِكُنَا شَاهِدًا وَغَائِبًا، كَتَبَ إِلَيَّ يَذْكُرُ: أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ أُجْلِسَ لِلتَّحْدِيثِ شَيْخٌ لَهُمْ يُعْرَفُ بِمَحْمِشٍ فَحَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ البُعَيْرُ؟» , وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةَ رُفْقَةً فِيهَا خَرَسٌ»

(1/146)


سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا بَكْرِ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ شَيْخٍ بِوَاسِطٍ، كَانَ ابْنُهُ يُلَقِّنُهُ، فَقَالَ الِابْنُ: حَدَّثَكُمْ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ [ص:147]، وَشُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبُرَاقُ فِي الْمَسْجِدِ» قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: فَلَمَّا تَلَقَّنَ الشَّيْخُ الْبُرَاقَ، قُلْتُ: حَنِّطْهُ، قَالَ الشَّيْخُ: حَنِّطْهُ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ شَيْخَنَا أَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ، قَرَأَ عَلَيْهِمْ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ تَصْحِيفَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ

(1/146)


سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدَّرْوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: فِي حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُمْ تَذَاكَرُوا الْعَزْلَ عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ: «لَا تَكُونُ نَسَمَةٌ حَتَّى تَمُرَّ عَلَى التَّارَاتِ» قِيلَ لِيَحْيَى: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ عَلَى التَّرَائِبِ، قَالَ: لَا هُوَ التَّارَاتُ

(1/147)


سَمِعْتُ 125563 أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الزِّرَارِيَّ يَقُولُ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو النَّضْرِ يَقْرَأُ عَلَيْهِ كِتَابَ الْمُخْتَصَرِ لِلْمُزَنِيِّ، فَقَالَ: «وَتَوَضَّأَ عُمَرُ مِنْ مَاءٍ فِي حِرٍّ نَصْرَانِيَّةٍ» ، فَضَحِكَ النَّاسُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا تَخْجَلْ يَا بُنَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «مَا ضُحِكَ مِنْ خَطَأِ رَجُلٍ إِلَّا ثَبَتَ صَوَابُهُ فِي قَلْبِهِ»

(1/147)


سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدُوسِ الْمُقْرِئَ يَقُولُ: قَصَدْنَا شَيْخَنَا، لِنَسْمَعَ مِنْهُ، وَكَانَ فِي كِتَابِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «ادَّهِنُوا غِبًّا» فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبُوا عَنَّا»

(1/147)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ , عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا» ، الْحَدِيثَ، وَذَكَرَ فِيهِ الْأَسَامِيَّ، وَفِيهِ: الْحَفِيظُ، الْمُقِيتُ [ص:148] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمَةَ فِي الْمَأْثُورِ: الْمُقِيتُ، فَحَدَّثَنَا أَبُوزَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوشَنْجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: الْحَفِيظُ، الْمُغِيثُ سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْبُوشَنْجِيَّ يَقُولُ: الْمَحْفُوظُ، الْمُغِيثُ وَمَنْ قَالَ: الْمُقِيتُ، فَقَدْ صَحَّفَ

(1/147)


أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ قَالَ: أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُقَاتِلِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ نَضْرِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مُحْرِمًا وَقَصَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، فَطَرَحَتْهُ عَنْهَا، فَمَاتَ: فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُغَسِّلُوهُ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ، وَأَنْ يُكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، «وَلَا تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلَبِّي» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ذِكْرُ الْوَجْهِ تَصْحِيفٌ مِنَ الرُّوَاةِ لِإِجْمَاعِ الثِّقَاتِ الْأَثْبَاتِ مِنْ أَصْحَابِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْهُ، وَلَا تُغَطُّوا رَأْسَهُ، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ

(1/148)


حَدَّثَنِي حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُذَكِّرَ، وَحَدَّثَ بِحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «زَرْعُنَا تَزْدَادُ حِنًّا» ثُمَّ قَصَّ قِصَّةً طَوِيلَةً أَنَّ قَوْمًا مَا كَانُوا يُؤَدُّونَ عُشْرَ غَلَّاتِهِمْ، وَلَا يَتَصَدَّقُونَ، فَصَارَتْ زُرُوعُهُمْ كُلُّهَا حِنًّا بَدَلَ الْأَتْبَانِ، وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ

(1/148)


سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُورِ بْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْفَقِيهَ، يَقُولُ: كُنْتُ بِعَدَنِ الْيَمَنِ يَوْمًا، وَأَعْرَابِيٌّ يُذَاكِرُنَا، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى نَصَبَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَاةً، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَجَاءَ بِجُزْءٍ فِيهِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى نَصَبَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً فَقَالَ: أَبْصِرْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى نَصَبَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنْزَةً؟ فَقُلْتُ: أَخْطَأْتَ إِنَّمَا هُوَ عَنَزَةٌ، أَيْ عَصًا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَقَدْ ذَكَرْتُ مِثَالًا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى تَصْحِيفَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي الْمُتُونِ صَحَّفَهَا قَوْمٌ لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ بَيْشَقَهُمْ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ

(1/148)