الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية باب الراء:
فصل الالف:
[أبر] الإبْرَةُ: واحدة الإبَرِ.
وإبْرَةُ الذراعِ: مُسْتَدَقُّها. وَأَبَرْتُ الكلبَ: أطعمتْهُ الإبرةَ
في الخُبز. وفي الحديث: " المؤمن كالكلب المأبرو ". وأبر فلان نَخْلَه،
أي لقَّحه وأصلحه. ومنه سِكَّةٌ مَأْبورَةٌ. وأَبَرَتْهُ العقربُ:
لدغَتْه، أي ضربتْه بإبرتها. وفي عرقوبَيِ الفرسِ إبْرَتان وهما حَدُّ
كلِّ عَرْقوبٍ من ظاهرٍ. وتَأْبيرُ النخلِ: تلقيحه. يقال: نخلةُ
مُؤبَّرَةٌ مثل مأبورة. والاسم منه الابار، على وزن الازار. يقال: تأبر
الفسيل، إذا قبل الادبار. قال الراجز: تأبري ياخيرة الفسيل * إذا ضن
أهل النخل بالفحول (1) -
_________
(1) سبق في (حنذ) بزيادة عماهنا: تأبري من حنذ فشولى * إذ ضن ... -
(2/574)
يقول: تلحقي من غير تأبير. ويقال
ائْتَبَرْتُ، إذا سألْتَ غيرك أن يأبر لك نخلك أوزرعك. قال طرفة: ولى
الاصل الذي في مثله * يُصْلِحُ الآبِرُ زرع المؤتبرة والمآبر واحدتها
مئبرة (1) ، وهي النميمةُ وإفسادُ ذاتِ البين.
[أثر] الأَثْرُ: فِرِنْدُ السيفِ.
قال يعقوب: لا يعرفه الأصمعيُّ إلاّ بالفتح. قال وأنشدني عيسى ابن عمر
الثَقفيّ (2) : جَلاها الصَيْقَلونَ فأَخْلَصوها * خِفافاً كُلَّهَا
يَتَقي (3) بأَثْرِ - أي كلُّها يستقبلك بفِرِنْده. والمأثورُ: السَيفُ
الذي يقال إنَّه من عمل الجنِّ. قال الأصمعي: وليس من الأثْرِ الذي هو
الفرِنْد. والأَثْرُ أيضاً: مصدر قولك أَثَرْتُ الحديثَ،
_________
(1) قوله مئبرة، ومثلها في المعنى المئرة وجمعها مئر بوزن عنب. قاله
نصر.
(2) لخفاف بن ندبة.
(3) في المطبوعة الاولى: " تبقى "، تحريف. ويتقى مخفف من يتقى، كما في
اللسان.
(2/574)
إذا ذكرْتَه عن غيرك. ومنه قيل: حديثٌ
مأثورٌ، أي ينقلُه خَلَفٌ عن سلفٍ. قال الأعشى: إنَّ الذي فيه
تَمارَيْتما * بُيِّنَ للسامع والآثر - ويروى: " بين ". وفى حديث النبي
صلى الله عليه وسلم أنه سمع عمر رضى الله عنه يحلف بأبيه، فنهاه عن
ذلك، قال عمر: " فما حلفت به ذاكرا ولا آثرا " أي مخبرا عن غيرى أنه
حلف به. يقول: لا أقول إن فلانا قال: وأبى لا أفعل كذا وكذا. وقوله
ذاكرا ليس هو من الذكر بعد النسيان، إنما يعنى متكلما به، كقولك: ذكرت
لفلان حديث وكذا وكذا. والاثر بالضم: أثر الجِراحِ يَبقى بعد البرء،
وقد يثقَّل مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. قال الشاعر:
بيض مفارقها باق بها الاثر (1) * وفى الناس من يحمل هذا على الفرند
والاثره أيضا: أن يسحى باطنُ خفِّ البعير بحديدةٍ لُيقْتَصَّ أثره.
تقول منه: أثرت البعير
_________
(1) في اللسان:
عضب مضاربها باق بها الاثر * وهو الصحيح. وصدره:
كأنهم أسيف بيض يمانية:
(2/575)
فهو مأثور، وتلك الحديدة مئثرة وتؤثور أيضا
على تفعول بالضم. وأما ميثرة السرج فغير مهموز والاثر بالكسر أيضا:
خلاصة السَمْن. وتقول أيضاً: خرجْت في إثْرِهِ، أي في أَثَرِهِ.
والأَثَرُ بالتحريك: ما بقي من رسْم الشئ وضربة السيف. وسنن النبي صلى
الله عليه وسلم: آثاره. واستأثر فلان بالشئ، أي استبد به، والاسم
الأَثَرَةُ بالتحريك. واسْتَأْثَرَ الله بفلان، إذا ماتَ ورُجيَ له
الغفرانُ. وحكى ابن السكيت: رجل أثر على فعل بضم العين، إذا كان يستأثر
على أصحابه، أي يختار لنفسه أفعالاً وأخلاقاً حسنةً. والمَأْثرَة بفتح
الثاء وضمها: المكرمة، لانها تؤثر، أي تذكر ويأثرها قرن عن قرن يتحدثون
بها. وآثرت فلانا على نفسي، من الإيثار. وقولهم: أَفعلُ هذا آثِراً
مَّا، وآثِرَ ذي أَثيرٍ، أي أوَّلَ كلَّ شئ. قال عروة بن الورد: وقالوا
ما تَشاء فقلتُ أَلْهو * إلى الإصباحِ آثِرَ ذي أَثيرِ - وفلان أثيرى،
أي خلصاني.
(2/575)
وشئ كثير أثير، إثباع له مثل بَثيرٌ. أبو
زيد: الأَثيرَةُ من الدوابّ: العظيمة الأَثَر في الأرض بخْفِّها أو
حافرها. وأَثارَةٌ من عِلمٍ، أي بقيّة منه. وكذلك الاثرة بالتحريك.
ويقال: سمنت الابل على أثازة، أي بقية شحم كان قبل ذلك. والتأثير:
إبقاء الاثر في الشئ.
[أجر] الأجْرُ: الثوابُ. تقول:
أَجَرَهُ الله يَأْجِرُهُ ويَأْجُرُهُ أَجْراً (1) . وكذلك آجَرَهُ
الله إيجَاراً. وآُجرَ فلانٌ خمسةً من وَلَدِهِ، أي ماتوا فصاروا
أَجْرَهُ. والأُجرَةُ: الكِراءُ. تقول: استأجَرتُ الرجلَ فهو
يَأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ، أي يصير أَجيري. وائْتَجَرَ عليه بكذا، من
الاجرة، وقال الشاعر (2) : يا ليت أنى بأثوابى وراحلتي * عبد لاهلك هذا
الشهر مؤتجر (3) - أبى مع أثوابي. الاصمعي: أجَرَ العظمُ يَأْجُرُ
أَجْراً وأُجوراً، أي بَرَأ على عَثْمٍ. وقد أجرت يده، أي
_________
(1) من باب ضرب ونصر اه. مختار.
(2) محمد بن بشير الخارجي.
(3) قلت: معناه استؤجر على العمل. اه مختار.
(2/576)
جبرت. وآجرها اللهُ، أي جَبَرَها على
عَثْمٍ. وآجرته الدار: أكريتها. والعامة تقول: واجرته. والاجار (1) :
السطح بلغة أهل الشام والحجاز. قال أبو عبيد: وجمع الاجار إجاجير
وأجاجرة. والآجر: الذى يبنى به، فارسي معرب. ويقال أيضا آجور على
فاعول. وآجر (2) : أم إسماعيل عليه السلام.
[أخر] أَخَّرْتُهُ فتأَخَّرَ.
واسْتأْخَرَ، مثل تأَخَّرَ. والآخِرُ: بعدَ الأول، وهو صفةٌ. تقول: جاء
آخِراً، أي أخيرا، وتقديره فاعل، والانثى آخرة، والجمع أواخر. والآخر
بالفتح: أحد الشيئين، وهواسم على أفعل، والانثى أخرى، إلا أن فيه معنى
الصفة، لان أفعل من كذا لا يكون إلا في الصفة. وقولهم: جاء في
أُخْرَياتِ الناس، أي في أواخرهم. وقولهم: لا أفعله الليالى، أي أبدا.
وأُخْرى المَنونِ، أي آخِرُ الدهر. قال الشاعر: وما القوم إلا خمسة أو
ثلاثة * يخوتون أخرى القوم خوت الا جادل - أي من كان في آخرهم. ويقال
في الشتم: أبعد الله الاخر، بكسر الخاء وقصر الالف.
_________
(1) قوله الاجار، هو بشد الجيم.
(2) لغة في هاجر.
(2/576)
وتقول أيضاً: بِعْتُهُ بأَخِرَةًٍ
وبِنَظِرةٍ، أي بنَسِيئة. وجاء فلان بأَخَرَةٍ بفتح الخاء، وما عرفته
إلاَّ بأَخَرَةٍ، أي أَخيراً. وجاءنا أُخُراً بالضم، أي أخيراً. وشق
ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ، أي من مُؤَخَّره. قال الشاعر امرؤ القيس:
وعين لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ * شُقَّتْ مآقيهِما من أُخُرْ - ومُؤخِرُ
العينِ، مثال مؤمن: الذى يلى الصدغ. ومقدمها: الذى يلى الانف. يقال:
نظر إليه بمؤخر عينه، وبمقدم عينه. ومؤخرة الرحل أيضا: لغة قليلة في
آخرة الرحل، وهى التى يستند إليها الراكب. قال يعقوب: ولا تقل مؤخرة.
ومؤخر الشئ بالتشديد: نقيض مقدمه. يقال: ضرب مقدم رأسه ومؤخره.
والمئخار: النخلة التى يبقى حَمْلُها إلى آخر الصِرام. وأُخَرُ: جمع
أُخْرى، وأُخْرى: تأنيث آَخَرَ، وهو غير مصروف، قال الله تعالى:
(فعِدَّةٌ من أيامٍ أخر) *، لان أفعل الذى معه من لا يجمع ولا يؤنث
مادام نكرة. تقول: مررت برجل أفضل منك، وبرجال أفضل منك، وبامرأة أفضل
(2/577)
منك. فإن أدخلت عليه الالف واللام أو أضفته
ثنيت وجمعت وأنثت، تقول: مررت بالرجل الافضل. وبالرجال الافضلين،
وبالمرأة الفضلى وبالنساء الفضل. ومررت بأفضلهم وبأفضليهم وبفضلاهن
وبفضلهن. وقالت امرأة من العرب: صغراها مراها. ولا يجوز أن تقول. مررت
بالرجل أفضل، ولا برجال أفاضل، ولا بامرأة فضلى، حتى تصله بمن أو تدخل
عليه الالف واللام. وهما يتعاقبان عليه، وليس كذلك آخر، لانه يؤنث
ويجمع بغير من وبغير الالف واللام وبغير الاضافة: تقول: مررت برجل آخر،
وبرجال أخر وآخرين، وبامرأة أخرى، وبنسوة أخر، فلما جاء معدولا وهو صفة
منع الصرف وهو مع ذلك جمع. فإن سميت به رجلا صرفته في النكرة عند
الاخفش، ولم تصرفه عند سيبويه. وقول الاعشى:
وعلقتني أخيرى ما تلا ئمنى (1) *: تصيغير أخرى.
[أدر] الأُدْرَةُ: نفَخةٌ في
الخصية. يقال: رجل آدَرُ بيِّن الأُدْرَةِ.
_________
(1) عجزه:
فاجتمع الحب حب كله خبل:
(2/577)
[أرر]
الأَرُّ: الجماعُ. تقول منه: أرَّها يَؤُرُّهَا أرّاً. ورجلٌ مِئَرُّ:
كثير الجماع.
[أزر] الأَزْرَ: القُوَّة. وقوله
تعالى:
(اُشْدُدْ به أَزْري) *، أي ظهري، ومَوضعَ الإزارِ من الحَقْوَيْنِ.
وآزَرْتُ فلانا، أي عاونته. والعامة تقول: وازرته. والازار معروف، يذكر
ويؤنث، والازارة مثله، كما قالوا للوساد وسادة. وقال الأعشى:
كَتَمَيُّلِ النَشوانِ يَرْ * فُلُ في البقيروفى الازاره (1) - وجمع
القلة آزرة والكثير أزر: مثل حمار وأحمرة وحمر. وقول الشاعر (2) : ألا
أَبْلِغْ أَبا حَفْصٍ رسولاً * فِدىً لك من أخي ثِقَةٍ إزاري قال أبو
عُمَر الجرمي: يريد بالإزارِ هاهنا المرأة. والمئرز: الازار، وهو
كقولهم ملحف ولحاف، ومقرهم وقرام.
_________
(1) في اللسان: كتمايل النشوان ير * فل في البقيرة والازارة -
(2) نفيلة الاكبر الاشجعى أبو المنهال: كتب بهذه الابيات إلى عمر رضى
الله عنه.
(2/578)
ويقال: أزرته تأزيرا فتأزر. وأتزر إزرة
حسنة * وهو مثل الجلسة والركبة. وتأرز النَبت التفَّ واشتدّ. قال
الشاعر: تأَزَّرَ فيه النَبْتُ حتَّى تَخايَلَتْ * رُباهُ وحتَّى ما
تَرى الشاََّء نوما - وآزر (1) : اسم أعجمى.
[أسر] أَسَرَ قَتَبَهُ يأسِرُهُ
أَسْراً: شَدَّهُ بالإسارِ، وهو القِدُّ. ومنه سمِّي الأَسِيرُ، وكانوا
يُشدُّونه بالقِدِّ، فسُمِّيَ كلُّ أَخِيذٍ أَسيراً وإنْ لم يُشَدَّ
به. يقال: أَسَرْتُ الرجل أسرا وإسارا، فهو أسيرا ومأسور، والجمع أسرى
وأسارى. وتقول: اسْتَأْسِرْ، أي كنْ أَسيراً لي. وهذا الشئ لك بأسره،
أي بِقدِّهِ، تعني بجميعه، كما يقال برُمَّتِهِ. وأَسَرَهُ الله، أي
خَلَقه. وقوله تعالى:
(وشَدَدْنا أسْرَِهُمْ) *، أي خلقهم. والاسر بالضم: احتباس البول، مثل
الحصر في الغائط. تقول منه: أسر الرجل يؤسر أسرا، فهو مأسور. وتقول:
هذا عود أسر، للذى يوضع على بطن المأسور الذى احتبس بوله. ولا تقل: هذا
عود يسر.
_________
(1) هو والد إبراهيم عليه السلام.
(2/578)
وأسرة الرجل: رهطه، لانه يتقوى بهم.
[أشر] الأَشَرُ: البَطَرُ. وقد
أشِرَ بالكسر يَأْشَرُ أشَراً، فهو أشِرٌ وأشران. وقوم أشارى مثل سكران
وسكارى. قال الشاعر (1) : وخَلَّتْ وُعولاً أشارى بها * وقد أزْهَفَ
الطَعْنُ أبْطالها - ومنه ناقةٌ مِئْشِيرٌ، وجوادٌ مِئْشِيرٌ، يستوي
فيه المذكَّر والمؤنث. وتَأْشيرُ الأسنانِ: تَحْزيزُها وتحديدُ
أطرافها. والجُعَلُ (2) مُؤَشَّرُ العَضُدين. ويقال: بأسنانه أُشُرٌ
وأُشَرٌ (3) ، مثال شُطُبِ السيفِ وشُطَبِهِ، وأُشورٌ أيضاً. قال جميل:
سَبَتْكَِ بمصقولٍ تَرِفُّ أشوره * وفى المثل: " أعييتني بأشرفكيف
بدردر.
_________
(1) هي مية بنت ضرار الضبى ترثى أخاها. وقبله: لتجر الحوادث بعد امرئ *
بوادي أشائن أذلالها - كريم نثاه وآلاؤه * وكافى العشيرة ماغالها -
تراه على الخيل ذا قدمة * إذا سربل الدم أكفالها -
(2) الجعل بضم الجيم وفتح العين.
(3) أي بضمتين أوضمة وفتح.
(2/579)
وأشرت الخشبة بالمئشار، مهموزٌ. وقال
الشاعر (1) . لَقَدْ عَيَّلِ الايتام طعنة ناشره * أنا شر لا زالَتْ
يَميِنُكَ آشِرَهْ - أي مَأشورَةٌ، مثل عيشَةٍ راضِيَةٍ أي
مَرْضِيَّةٍ.
[أصر] أصَرَهُ يَأْصِرُهُ أصْراً:
حَبَسه. والموضعُ مَأْصِرُ ومَأْصَرٌ، والجمع مَآصِرُ، والعامة تقول:
معاصر. الاموى: أصرت الشئ أصرا: كسرته. الأصمعي: الآصِرَةُ: ما عطفك
على رجلٍ من رحِمٍ أو قرابةٍ أو صِهْرٍ أو معروفٍ، والجمع الأَواصِرُ.
يقال: ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَةٌ، أي ما تعطِفُني عليه قرابةٌ ولا
مِنَّةٌ. والإصْرُ: العهدُ. والإصْرُ: الذنبُ والثِقَلُ. والإصارُ
والأيْصَرُ: حبلٌ قصيرٌ يُشَدُّ به في أسفل الخباء إلى وتدٍ. وجمع
الإصار أُصُرٌ، وجمع الأَيْصَرِ أياصِرُ. يقال: هو جاري مؤَاصِري، أي
إصارُ بيتِهِ إلى جنب إصار بيتى. والاصارى والايصر أيضا: الحشيشُ.
يقال: لفلانٍ مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أيْصَرُهُ، أي لا يُقْطَعُ حشيشة.
_________
(1) هو نائحة همام بن مرة.
(2/579)
وحى متآصرون، أي متجاورون. والأصيرُ:
المتقاربُ. وقال:
لكلِّ مَنامَةٍ هدب أصير
[أطر] أبو زيد: أطَرْتُ القوسَ
آطِرُها أطْراً، إذا حَنَيْتُها. قال: وتَأَطَّرَتِ المرأةُ
تَأَطُّراً، إذا أَقامَتْ في بيتها. وأنشَدَ لعمر بن أبي ربيعة:
تَأَطَّرْنَ حتَّى قُلْتُ لِسْنَ بَوارِحاً * وذُبْنَ كما ذابَ
السَديفُ المُسَرْهَدُ - وتَأَطَّرَ الرمحُ: تَثَنَّى. وإطارُ
المُنْخُلِ: خَشبُه. وإطارُ الحافِر: ما أحاط بالأشْعَرِ. ومنه إطارُ
الشفة. وكل شئ أحاط بشئ فهو إطارٌ له. قال بشر: وحَلَّ الحَيُّ حيُّ
بَني سُبَيْعٍ * قُراضِبَةٌ ونَحْنُ لهم إطارُ - والأُطْرَةُ بالضم:
العَقَبَةُ التي تلفُّ على مَجمع الفوقِ. تقول منه: أَطَرْتُ السهم
أَطْراً. والأُطْرَةُ أيضاً: أن يؤخّذَ رَمادٌ ودمٌ فيُلطَخ به كَسْرُ
القِدْرِ. قال الراجز:
قد أصحلت قدرا لها بأطره (1) * والاطير: الذنْبُ. يقال: أخذَني بأَطيرِ
غيري.
_________
(1) بعده:
وأطعمت كرديدة وفدره:
(2/580)
[أفر]
أَفِرَ البعيرُ بالكسر يَأْفَرُ أَفَراً، أي سَمِنَ بعد الجهدِ. ورجل
أَشْرانُ أَفْرانُ، أي بَطِرٌ، وهو إتباعٌ له. وأَفَرَ الظبيُ وغيره
بالفتح يَأْفِرُ أُفوراً، أي شدَّ الإحْضارَ. وأَفَرَ الرجلُ أيضاً: أي
خف في الخدمة.
[أقر] أقر: موضع. قال ابن مقبل:
وثروة من رجال لو رأيتهم * لقلت إحدى حراج الجر من أقر (1) -
[أكر] الأَكَرَةُ: جمع أَكَّارٍ،
كأنَّه جمع آكِرٍ في التقدير. والأُكْرَةُ بالضم: الحُفْرَةُ. يقال
تَأَكَّرْتُ الأُكَر أي حفرت الحفر. والمؤاكرة: المخابرة (2) .
[أمر] الأَمْرُ: واحدُ الأُمورِ.
يقال: أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ، وأُمورُهُ مستقيمةٌ.
_________
(1) قبله: منا خناذيذ فرسان وألوية * وكل سائمة من سارح عكر -
(2) المخابرة: المزارعة على نصيب معين، كالثلث والربع.
(2/580)
وقولهم: لك عَلَيَّ أَمْرَةٌ مُطاعةٌ،
معناه لك عليَّ أَمْرَةٌ أُطيعك فيها، وهي المرَّة الواحدة من الامر.
ولا تقل إمرة بالسكر، إنَّما الإمْرَةُ من الولاية. وأَمَرْتُهُ بكذا
أَمْراً. والجمع الأَوامِرُ. قال أبو عبيدة: آمَرتُهُ بالمد،
وأَمَرْتُهُ لغتان بمعنى كَثَّرْتُهُ. ومنه الحديث: " خير المال مهرة
مأمورة، أوسكة مأبورة "، أي كثيرة النتاج والنَسْلِ. وأَمِرَ هو، أي
كَثُرَ. فخرج على تقدير قولهم: عَلِمَ فلانٌ ذلك، وأَعْلَمْتُهُ أنا
ذلك. قال يعقوب: ولم يقله أحد غيره (1) . وقال أبو الحسن: أَمِرَ مالُه
بالكسر، أي كثُر. وأَمِرَ القوم، أي كَثِروا. قال الشاعر الأعشى:
أَمِرونَ لا يَرِثونَ سَهْمَ القُعْدُدِ (2) * وآمر الله ماله بالمد.
قا ل: وإنما قيل " مهرة مأمورة " للازدواج، والاصل مؤمرة عل مفعلة، كما
قال صلى الله عليه وسلم للنساء: " ارجعن
_________
(1) عبارة المختار: لم يقل أحد غير أبي عبيدة إن أمره من الثلاثي،
بمعنى كثره، بل من الرباعي. حتى قال الاخفش: إنما قال مأمورة،
للازدواج، كما قال للنساء: ارجعن مأزورات الخ. اه. فعلم منه أن أبا
الحسن هنا هو الاخفش. قاله نصر.
(2) صدره:
طرفون ولادون كل مبارك:
(2/581)
مأزورات غير مأجورات "، وإنما هي " موزورات
" من الوزر، فقيل مأزورات على لفظ مأجورات، ليزدوجا. وقوله تعالى:
(أَمَرْنا مُتْرَفيها) *، أي أمرناهم بالطاعة فعصوا. وقد يكون من
الامارة (1) . قال الاخفش: يقال أيضاً: أَمِرَ أَمْرُهُ يَأْمَرُ
أَمَراً، أي اشتدَّ. والاسم الإمْرُ بكسر الهمزة. قال الراجز: قد لَقيَ
الأقرانُ منِّي نُكْرَا * داهيةً دهياَء إدّاً إمْرا - ومنه قوله
تعالى:
(لقَدْ جئْتَ شَيْئاً إمْراً) *، ويقال عَجَباً. والأَميرُ: ذو
الأَمْرِ. وقد أَمَرَ فلانٌ وأَمُرَ أيضاً بالضم، أي صار أَميراً.
والأنثى بالهاء. وقال (2) :
لبايعنا أميرة مؤمنينا (3) * والمصدر الامرة، بالكسر. والامارة:
الولايةُ. يقال: فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه، إذا كان واليا وقد كان
سوقَةً، أي إنَّهُ مجرَّبٌ ويقال أيضاً: في وجه المال تَعرف
أَمَرَتَهُ، أي نَماءَهُ وكثرته ونفقته.
_________
(1) قلت: لم يذكر في شئ من أصول اللغة والتفسير أن أمرنا مخففا متعديا
بمعنى جعلهم أمراء. اه. مختار.
(2) عبد الله بن همام السلولى.
(3) صدره:
ولو جاءوا برملة أو بهند:
(2/581)
(74 - صحاح - 2)
(2/581)
والتأمير: تولية الامارة. يقال: هو أَميرٌ
مُؤَمَّرٌ. وتَأَمَّرَ عليهم، أي تسلَّطَ. وآمَرْتُهُ في أمري مؤامراة،
إذا شاورته. والعامة تقول: وامرته. وائتمر الامر، أي امتثله. قال امرؤ
القيس: أَحارَ بنَ عَمْروٍ كأني خَمِرْ * ويَعْدو على المَرْءِ ما
يأتمر - أي ما تأمر به نفسه فيرى أنه رشد، فربما كان هلاكه في ذلك.
ويقال: ائتمروا به، إذا هَمُّوا به وتشاوَروا فيه. والائْتِمارُ
والاستئْمارُ: المشاورة. وكذلك التَآمُرُ، على وزن التَفاعُلْ (1) .
وأما قول الشاعر (2) : وبِآمِرٍ وأَخيهِ مُؤْتَمِرٍ * وَمُعَلِّلٍ
وَبِمُطْفِئِ الجَمْرِ (3) - فهما يومان من أيّام العجوز، كان الأوّل
منهما يأمر الناسَ بالحَذَر. والآخر يشاورهم في الظَعْن أو المُقام.
قال الأصمعي: الأَمارُ والأَمارَةُ: الوقتُ والعلامةُ. وأنشد:
_________
(1) قلت: قوله تعالى:
(وأتمروا بينكم بمعروف) * ليأمر بعضكم بعضكم بعضا بالمعروف اه. مختار.
(2) هو أبو شبل الاعرابي.
(3) قبله: كسع الشتاء بسبعة غبر * بالصن والصنبر والوبر -
(2/582)
* إلى أمار وأمار مدتي (1) * والأَمَرُ
بالتحريك: جمعُ أَمَرَةٍ، وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من
الحجارة. وقال أبو زبيد:
إن كان عثمان أمسى فوقه أمر (2) * ورجل إمَّرٌ وإمَّرَةٌ، أي ضعيف
الرأي يأتمر لكلِّ أحدٍ، مثال إمَّعٍ وإمَّعَةٍ. وقال امرؤ القيس (3) .
ولَسْتُ بذي رَثْيَةٍ إِمْرٍ * إذا قيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا -
والإمَّرُ أيضاَ: الصغيرُ من وَلَدِ الضأنِ، والأنثى إمَّرَةٌ. يقال:
ماله إمر ولا إمرة، أي شئ. قال الساجعُ: " إذا طَلَعَتِ الشِعْرى سفرا،
فلا تغذون إمرة ولا إمرا (4) ".
_________
(1) الرجز للعجاج. وقبله:
إذا ردها بكيده فارتدت
(2) عجزه:
كراقب العون فوق القبة الموفى
(3) امرؤ القيس بن مالك الحميرى، من قصيدة، وقبله: فلست بخزرافة في
القعود * ولست بطياخة أخدبا - الرثية: مرض المفاصل. أصحب: أطاع.
الخزرافة: من لا يحسن القعود في المجالس، والكثير الكلام. والطياخة:
مبالغة في الطيخ، وهو الحمق. والاخدب: الطويل الاهوج الذى يركب رأسه.
(4) السجع بتمامه كما في مجالس ثعلب 558 بتحقيق عبد السلام هارون: "
إذا طلعت الشعرى سفرا، ولم تر فيها مطرا، فلا تلحق فيها إمرة ولا إمرا،
ولا سقيبا ذكرا ".
(2/582)
[أور]
الاوار بالضم: حرارة النار والشمس، وحرارة العطش أيضا: قال الراجز:
والنار قد تشفى من الاوار * والنار ههنا: السمات. وأوارة: اسم ماء.
[أهر] الأَهَرَةُ بالتحريك: متاع
البيت، والجمع أهر وأهرات. قال الراجز: كأنما لز بصخر لزا * أحسن بيت
أهرا وبزا (1) -
[أير] جمع الأَيْرِ آيُرٌ على أفعل،
وأيور وآيار. قال الشاعر (2) : يا أضبعا أكلت آيار أحمرة * ففى البطون
وقد راحت قراقير - ورواه أبو زيد: " يا ضبعا " على واحدة (3) .
_________
(1) في اللسان: عهدي بجناح إذا ما ارتزا * وأذرت الريح ترابا نزا -
أحسن بيت أهراو بزا * كأنما لز بصخر لزا - وقال: " أحسن في موضع نصب
على الحال ساد مسد خبر عهدي، كما تقول: عهدي بزيد قائما ".
(2) جرير الضبى.
(3) و " يا ضبعا " أيضا كما في اللسان عنه.
(2/583)
والايارى: العظيم الذكر. وآرها يئيرها:
جامعها. وقال (1) : ولا غَرْوَ أَنْ كان الأُعَيْرَجُ آرَها * وما
الناسُ إلاَّ آيِرٌ ومئير - الفراء: يقال للشمال: إير وأير، وهير وهير
(2) . وأنشد يعقوب: وإنا مساميح إذا هبت الصبا * وإنا لا يسار إذا
الإيرُ هَبَّتِ - ويقال الإيرُ: ريحُ حارَّةٌ، من الأُوار، وإنَّما
صارت واوه ياء لكسرة ما قبلها.
فصل الباء
[بأر] البِئْرُ جمعُها في القِلّة
أَبْؤُرٌ وأَبْآرٌ بهمزة بعد الباء، ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول
آبارٌ. فإذا كثُرتْ فهي البِئارُ. وقد بَأَرْتُ بِئْراً. والبُؤْرَةُ:
الحفرةُ. أبو زيد: بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً: حفرْت بُؤْرَةً يُطبَخ
فيها، وهى الارة. والبئيرة، على فعلية: الذخيرة. وقد بأرت الشئ
وابتأرته، إذا ادخرته.
_________
(1) هو اليزيدى كما في اللسان.
(2) يقال أيضا: أير، وهير، بالفتح وسكون الياء.
(2/583)
[ببر]
الببر: واحد الببور، وهو الفرانق (1) الذى يعادى الاسد (2) .
[بتر] بترت الشئ بترا: قطعته قبل
الإتمام. والانْبِتارُ: الانقطاعُ. والباتِرُ: السيفُ القاطعُ.
والأَبْتَرُ: المقطوعُ الذَّنَبِ. تقول منه: بَتِرَ بالكسر يَبْتَرُ
بترا. وفى الحديث (3) : " ما هذه البتيراء ". والابتر: الذى لا عقب له.
وكل أمرٍ انقَطَع من الخيْر أثرهُ فهو أَبْتَرُ. وخطب زيادٌ خطبته
البَتْراءَ، لأنَّه لم يحمد الله فيها، ولم يصلِّ على النبي صلى الله
عليه وسلم. ابن السكيت: الأَبْتَرانِ: العبدُ والعَيْرُ. قال: سُمِّيا
أَبْتَرَيْنِ لقلَّة خيرهما. وقد أَبْتَرَهُ الله: أي صَيَّرَهُ
أَبْتَرَ. ويقال رجلٌ أُباتِر، بضم الهمزة، للذي يقطع رَحِمَهُ. قال
الشاعر (4) :
_________
(1) قوله الفرانق بالضم، ويقال له البريد، لانه يصيح قدام الاسد ينذر
به. ولايكون إلا بأرض الحبشة. وابنه يسمى الفزر، وبنته الفزرة كما في
القاموس. قاله نصر.
(2) أي يعدو معه.
(3) هو حديث سعد، أنه أوتر بركعة، فأنكر عليه ابن مسعود وقال: ما هذه
البتراء ". عن اللسان.
(4) هو أبو الربيس المازنى يهجو أبا حصن السلمى.
(2/584)
لئيمٌ نَزَتْ في أنفِه خُنْزُوانَةٌ * على
قطع ذى القربى أحذ أباتر - والبترية: فرقة من الزيدية، نسبوا إلى
المغيرة بن سعد، ولقبه الابتر.
[بثر] البَثْرَ: الكثيرُ. يقال:
كَثيرٌ بَثيرٌ، إتباعٌ له، وقد يُفْرَدُ. والبَثْرُ والبُثورُ،
خَرّاَجٌ صغارٌ، واحدتها بَثْرَةٌ. وقد بَثَرَ وجهُه يَبْثُرُ، وكذلك
بَثِرَ وجهُه بالكسر، وبَثُرَ بالضم، ثلاث لغات. وتَبَثَّرَ جلدُه:
تنفط. والبثر: الحسى. والبثور: الاحساء، وهى الكرار.
[بجر] البُجْرُ بالضم: الشَرُّ،
والأمرُ العظيمُ. قال الراجز:
أَرْمي عليها وهى شئ بجر (1) * أي داهية. الفراء: يقال كثيرٌ بَجيرٌ،
إتباع له. أبو زيد: لقيتُ منه البَجاريَّ، وهي الدواهي، واحدها
بُجْريٌّ، مثال قمرى وقمارى.
_________
(1) بعده:
والقوس فيها وتر حبجر:
(2/584)
والبجر بالتحريك: خروج السرة ونتوها
وغِلَظُ أصلها. والرجلُ أَبْجَرُ، والمرأةُ بَجْراءُ، والجمع بُجْرٌ.
وقولهم: أفضيتُ إليك بُعجَري وبُجَري، أي بعيوبي، يعنى أمرى كله. وفى
المثل: " عير بجير بجره، ونسى بجير خبره " يعنى عيوبه. ويقال: هما
رجلان اسم أحدهما بجرة، مثال همزة. وأما ابن بجرة في قول أبى ذؤيب: ولو
أن ما عند ابن بُجْرَةَ عندَها * من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل - فهو
اسم خمار كان بالطائف.
[بحر] البَحْرُ: خلاف البرِّ. يقال:
سمِّي بحراً لعُمقه واتساعه. والجمع أَبْحُرٌ وبِحارٌ وبُحورٌ. وكلُّ
نهرٍ عظيمٍ بَحْرٌ. قال عديّ: سَرَّهُ مالُهُ وكَثْرَةٌ ما يَمْ * -
لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَديرُ (1) - يعني الفرات. ويسمَّى الفرسُ
الواسعُ الجري بَحْراً. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في مندوب
فرس أبى طلحة: " إن وجدناه لبحرا ".
_________
(1) قبله: وتذكر رب الخورنق إذا أش * - رف يوما وللهدى تذكير -
(2/585)
وماءٌ بَحْرٌ، أي مِلْحٌ. وأَبْحَرَ
الماءُ: مَلُحَ. قال نُصَيبٌ: وقد عادَ ماءُ الأرضِ بَحْراً فَرَدَّني
(1) * إلى مَرَضي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ - ويقال: أَبْحَرَ
فلانٌ، إذا ركب البحر، عن يعقوب. والبحر: عمق الرحم ومنه قيل للدم
الخالصِ الحُمْرَةِ: باحر وبحراني. والباحر: الاحمق، حكاه أبو عبيد.
والبحرين: بلد، والنسبة إليه بحراني. قال اليزيدى: كرهوا أن يقولوا
بحرى، فيشبه النسبة إلى البحر. وبنات بَحْرٍ: سحائبُ يجئن قُبُلَ (2)
الصَيف منتصباتٍ رقاقاً، بالحاء والخاء جميعاً. والبَحْرَةُ: البلدةُ.
يقال: هذه بَحْرَتُنا، أي بلدتنا وأرضنا. ولقيته صَحرةَ بحرةَ (3) ، أي
بارزاً ليس بينك وبينه شئ. وبحرت أذن الناقة بحرا: شققتها وخرقتها.
_________
(1) في اللسان: " فزادني ".
(2) كل من صحرة وبحرة غير منصرف. اه. وانقولى وفى القاموس: " وينونان
".
(3) قبله، بضم القاف والباء، أي في أوله. وقبل الزمن: أوله.
(2/585)
ومنه البحيرة. قال الفراء: وهي ابنة
السائبة، وحكمها حكم أمِّها. وتَبَحَّرَ في العلم وغيره، أي تعمّق فيه
وتوسَّع. قال الأصمعي: بَحِرَ الرجلُ بالكسر يَبْحَرُ بَحَراً، إذا
تحيَّر من الفزع، مثل بَطِرَ. ويقال أيضاً: بَحِرَ، إذا اشتدَّ عطشُه
فلم يرو من الماء. والبحر أيضا: داء في الابل. وقد بحرت. والاطباء
يسمون التغير الذى يحدث للعليل دفعة في الامراض الحادة بحرانا.
ويقولون: هذا يوم بحران، بالاضافة. ويوم باحورى على غير قياس، فكأنه
منسوب إلى باحور، وباحوراء، مثل عاشور وعاشوراء، وهو شدة الحر في تموز.
وجميع ذلك مولد.
[بحتر] البُحْتُرُ بالضم: القصيرُ
المجتمِعُ الخلق. وكذلك الحبتر بالفتح، وهو مقلوب منه. وبحتر: أبوحى من
طيئ (1) ، وهو بحتر ابن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو ابن
الغوث بن جلهمة بن طيئ بن أدد.
_________
(1) الذى في ابن خلكان في ترجمة البحترى الشاعر الذى هو أبو الوليد، أن
جده الثالث عشر هو بحتر بن عتود، وأن جلهمة هي طيئ بن أردد بن زيد بن
كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قطحان اه. ومثله في أدب الكاتب وكذلك
م ر قال: طيئ اسمه جلهمة.... إلى أن قال: ابن سبأ بن حمير. قاله نصر.
(2/586)
[بحثر]
بحثرت الشئ فتبحثر: بددته فتبدَّد. قال الفراء: بَحْثَرَ الرجلُ متاعَه
وبعثره، إذا فرّقه وقلَبَ بعضه على بعض. وبُحْثِرَ اللبنُ: تقطَّع
وتحبَّب. أبو الجراح: بَحْثَرْتُ الشئ وبعثرته، إذا استخرجته وكشفته.
قال القتَّال العامري: ومَنْ لاَ تَلِدْ أَسْماءُ من ألِ عامِرٍ *
وكَبْشَةَ تُكْرَهُ أُمُّهُ أنْ تُبَحْثَرا -
[بخر] بُخارُ الماء: ما يرتفع منه
كالدخان. والبَخورُ بالفتح: ما يُتَبَخَّرُ به. والبَخَرُ: نَتْنُ
الفَمِ. وقد بَخِرَ فهو أَبْخَرُ. وبناتُ بَخْرٍ: سحائبٌ بيضٌ رِقاقٌ،
وبالحاء أيضا.
[بختر] التبختر في المشى. قال: فلان
يمشى البخترية.
[بدر] بدرت إلى الشئ أبدر بُدوراً:
أسرعْت إليه، وكذلك بادَرْتُ إليه. وتَبادَرَ القومُ: تسارعوا.
وابْتَدَروا السلاحَ: تسارعوا إلى أخْذه. وليلةُ البدرِ: ليلةُ أربعَ
عشرةَ. ويسمَّى بدرا
(2/586)
لمبادرته الشمس بالطلوع، كأنه يعجِّلها
المَغِيبَ. ويقال: سُمِّيَ بَدْراً لتمامه. وأَبْدَرْنا فنحن
مُبْدِرونَ، إذا طلع لنا البدر. وبدر: موضع، يذكر ويؤنث، وهو اسم ماء.
قال الشعبى: بدر: بئر كانت لرجل يدعى بدرا. ومنه يوم بدر. والبدرة: مسك
السخلة، لانها مادامت ترضع فَمسْكُها للّبن شكوة، وللسمن عكة. فإذا
فطمت فمسكها للبن بدرة، وللسمن مسأد. فإذا أجذعت فمسكها للبن وطب،
وللسمن نحى. والبدرة: عشرة الآف درهم. وعينٌ بَدْرَةٌ، أي تَبْدُرُ
بالنظر، ويقال تامَّةٌ كالبَدْرِ. وقال امرؤ القيس: وعَيْنٌ لها
حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ * شُقَّتْ مآقيهِما من أُخُرْ - والبادرة: الحدة.
يقال: أحشى عليك بادِرَتَهُ، أي حدَّتَهُ. وبَدَرَتْ منه بوادر غضب، أي
خطأ وسقطات عندما احتَدَّ. والبادِرَةُ: البديهةُ. والبَوادِرُ من
الإنسان وغيره: اللحمةُ التي
(2/587)
بين المنكب والعنق. ومنه قول الشاعر حاتم
(1) : وجاَءتِ الخَيْلُ مُحْمَرَّاً بَوادِرُها * بالماءِ: تَسْفَحُ من
لَبَّاتِها العلق - والبيدر: الموضع الذى يداس فيه الطعام.
[بذر] بَذَرْتُ البَذْرَ: زرعتُه.
وتفرقتْ إبله شَذَرَ بَذَرَ (2) ، إذا تفرقتْ في كلِّ وجه، وَبَذَرَ
إتباعٌ له. قال الفراء: كثير بذير، مثل بثير، لغة أو لثغة. وتبذير
المال: تفريقه إسرافا. أبو زيد: يقال رجلٌ تِبْذارَةٌ، للذي، يُبَذِّرُ
مالَه ويُفسده. ورجلٌ بَذورٌ: يُذيع الأسرار. وقومٌ بُذُرٌ، مثل صبور
وصبر. وبذر: اسم ماء. قال الشاعر (3) : سقى الله أمواها عرفت مكانها *
جرابا وملكوما وبذر والغمرا
_________
(1) وفى اللسان أيضا: قال خراشة بن عمرو العبسى: هلا سألت ابنة العبسى
ما حسبى * عند الطعان إذا ما غص بالريق - وجاءت الخيل محمرا بوادرها *
زورا وزلت يد الرامى عن الفوق -
(2) قوله شذر بذر بفتح الجميع، وقد تكسر الشين والباء فقط، كما في
القاموس.
(3) هو كثير عزة.
(2/587)
وهذه كلها آبار بمكة.
[بذعر] ابْذَعَّروا، أي تفرّقوا.
قال أبو السميدع: ابْذَعَرَّتِ الخيلُ، إذا ركضتْ تبادر شيئاً تطلبه.
قال زُفَرُ بن الحارث: فلا أَفْلَحَتْ قيسٌ ولا عزَّ ناصِرٌ * لها بعدَ
يومِ المَرْجِ حين ابْذَعَرَّتِ -
[برر] البِرُّ: خلاف العُقوقِ،
والمَبَرَّةُ مثْله. تقول: بَرِرْتُ والدي بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً،
فأنا بَرٌّ به وبارٌّ. وجمع البَرَّ أَبْرارٌ، وجمع البار البررة.
وفلان يبر خالقه ويَتَبَرَّرُهُ، أي يطيعه (1) . والأمُّ بَرَّةٌ
بولدها. وبَرَّ فلانٌ في يمينه، أي صَدَقَ. وبَرَّ حَجُّهُ، وبُرَّ
حجه، وبر الله حجه، براء، بالكسر في هذا كلِّه. وتَبارُّوا: تفاعَلوا
من البِرِّ. وفي المثل: " لا يَعْرِفُ هِرّاً من بِرٍّ "، أي لا يعرف
مَن يكرهه ممن يبره. وقال ابن الاعرابي: الهر: دعاء الغنم، والبر:
سوقها. والبر بالفتح: خلاف البحر. والبَرِّيَّةُ بالفتح: الصحراء
والجمع البراري.
_________
(1) قلت: لا أعلم أحدا ذكر التبرر بمعنى الطاعة غيره رحمه الله. اه.
مختار.
(2/588)
والبريت بوزن فعليت: البرية، فلما سكنت
الياء صارت الهاء تاء، مثل عفريت وعفرية، والجمع البراريت. وبَرَّةُ:
اسمُ البرِّ، وهو معرفة. قال النابغة (1) : إنَّا اقْتَسَمْنا (2)
خُطَّتَيْنا بيننا * فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ - وبرة
بنت مر: أخت تميم بن مر، وهى أم النضر بن كنانة. والبربرة: الصوت،
وكلام في غضبٍ. تقول: بَرْبَرَ فهو بَرْبارٌ، مثل ثرثر فهو ثرثار.
وبربر: جيل من الناس، وهم البرابرة. والهاء للعجمة والنسب، وإن شئت
حدفتها. والبَريرُ: ثمرُ الأراكِ، واحدتها بَريرَةٌ. وبريرة: اسم
امرأة. والبُرُّ: جمع بُرَّةٍ من القمح. ومنع سيبويه أن يجمع البُرُّ
على أَبْرارٍ، وجوَّزه المبرِّد قياساً. والبربور: الجشيش من البر.
وأَبَرَ اللهُ حَجَّكَ، لغةٌ في بَرَّ اللهُ حَجَّكَ، أي قَبِلَهُ.
وأَبَرَّ فلانٌ على أصحابه، أي علاهُم. ابن السكيت: أَبَرَّ فلانٌ، إذا
ركب البر.
_________
(1) الذبيانى.
(2) في ديوانه: " إنا قسمنا ".
(2/588)
[بزر]
البَزْرُ: بَزْرُ البَقْلِ وغيره. ودُهْنُ البَزْرِ والبِزْرُ، وبالكسر
أفصحُ. والأَبْزارُ والأَبازيرُ: التوابلُ. والبَيْزَرُ: خشبُ القصار
الذى يدق به. والبيازر: العصى الضخام. وبرزه بالعصا: ضربه بها.
والبَيازِرةُ: جمع بَيْزارٍ، وهو معرب بازْيار (1) . وقال الكميت:
كأنَّ سَوابِقَها في الغبارِ * صُقورٌ تُعارِضُ بيزارها -
[بسر] البُسْرُ أولُه طَلْعٌ، ثم
خلال، ثم بَلَحٌ، ثم بُسْرٌ، ثم رطب، ثم تمر. الواحدة بسرة وبسرة،
والجمع بسرات وبسرات. وأَبْسَرَ النخلُ: صار ما عليه بُسْراً. ويقال
للشمس في أوّل طلوعها بُسْرَةٌ. والبُسْرَةُ من النبات أوّلُها
البارِضُ، وهو كما يبدو في الأرض، ثم الجَميمُ، ثم البُسْرَةُ، ثم
الصَمْعاءُ، ثم الحشيشُ. قال ذو الرمة: رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جميماً
وبُسْرَةً * وصَمْعاَء حتى آنفتها نصالها (2) -
_________
(1) وهو حامل البازى وخادم الصقر للصيد به عند الملوك وصناعة البيرزة
اه. قاله نصر.
(2) في المطبوعة الاولى: " فصالها "، صوابه من اللسان.
(2/589)
والبسر: الماء الطرى الحديثُ العهدِ
بالمطر، والجمع بِسارٌ (1) ، مثل رمحٍ ورِماحٍ، وتَبَسَّرْتُهُ، إذا
طلبْتَه. وقال الراعي: إذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأرضِ عنه * تَبَسَّرَ
يَبْتَغي فيها البِسارا - وبناتُ الأرضِ: المواضعُ التي تخفى على
الراعي. وبَسَرَ الرجلُ الحاجةَ بَسْراً، إذا طلبَها في غير موضِع
الطلب. والبَسَرُ: أن يَنْكأَ الحِبْنُ قبل أن يَنْضَجَ أي يَقْرِفَ
عنه قِشْرَهُ. والبَسْرُ: ظَلم السِقاء. والبَسْرُ: أن تخلط البسر مع
غيره في النبيذ. وفى الحديث: " لا تبسروا ولا تثجروا ". وبسر الفحل
الناقة وابتسرها: إذا ضربَها من غير ضَبَعَةٍ. وبَسَرَ الرجل وجهَه
بُسوراً، أي كلح. يقال: عبس وبسر. والباسور: واحد البواسير، وهى علة
تحدث في المقعدة وفى داخل الانف أيضا. وأبسر المركَبُ في البحر، أي
وقَف (2) .
_________
(1) في المطبوعة الاولى " وبسر "، تحريف.
(2) قال في مروج الذهب ص 101: والبياسرة من ولد من المسلمين بأرض
الهند، كانوا يسمونهم بذلك، واحدهم بيسرى اه. وهذا غير ما في القاموس
من أن البياسرة جيل من السند تستأجرهم النواخذة لمحاربة العدو اه
أقول: وأما أرسلان البساسيرى مقدم الاتراك الذى قتله طغرلبك السلجوقي
وصلبه في بغداد لخروجه على الخليفة، فهو منسوب شذوذا إلى بسا، ويقا لها
فسا: بلد أبى على الفسوى الشهير بالفارسي كما في ترجمة البساسيرى من
ابن خلكان. قاله نصر.
(75 - صحاح - 2)
(2/589)
[بشر]
البَشَرَةُ والبَشَرُ: ظاهرُ جلدِ الإنسان. وبَشَرَةُ الأرضِ: ما ظهر
من نباتها. وقد أَبْشَرَتِ الأرضُ، وما أحسن بَشَرَتَها. والبَشَرُ:
الخلقُ. ومُباشَرَةُ المرأةِ: ملامستُها. والحِجْرُ (1) المُباشِرُ:
التي تَهُمُّ بالفحلِ. ومُباشَرَةُ الأمورِ: أن تليَها بنفسك.
وبَشَرْتُ الأديمَ أَبْشُرُهُ بَشْراً، إذا أخذْت بَشَرَتَهُ. وفلانٌ
مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، إذا كان كاملاً من الرجال، كأنه جَمَعَ لينَ
الأَدَمَةِ وخُشونَةَ البَشَرَةِ. وبَشَرَ الجرادُ الأرضَ: أكَلَ ما
عليها. والبشر أيضا: المباشرة. قال الافوه. لما رأت سرى تغير وانثنى *
من دون نهمة بشرها حين انثنى - أي مباشرتي إياها. وبشرت الرجل
أَبْشُرُهُ بالضم بَشْراً وبُشوراً، من البُشرى. وكذلك الإِبْشارُ
والتَبْشيرُ، ثلاثُ لغاتٍ والاسمُ البِشارَةُ. والبُشارَةُ، بالضم
والسكر. يقال: بشرته بمولود فأبشر إبشارا، أي سر.
_________
(1) قوله: والحجر، بكسر الحاء، أي الانثى من الخيل كالمهرة.
(2/590)
وتقول: أبشر بخيرٍ، بقطعِ الألف. ومنه قوله
تعالى:
(وأَبْشِروا بالجَنَّةِ) *. وبَشِرْتُ بكذا بالكسر، أَبْشَرُ، أي
اسْتَبْشَرْتُ به. وقال عطية بن زيد الجاهلي (1) : وإذا رأَيْتَ
الباهِشينَ إلى العُلى * غُبْراً أكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ -
فأَعِنْهُمُ وابشر بما بشروا به * وإذا هم نزلوا بضنك فانزل - ويروى: "
وايسر بما يسروا به ". وأتانى أمر بَشِرْتُ به، أي سُرِرْتُ به.
وبَشَرَني فلانٌ بوجهٍ حسنٍ، أي لقيني. هو حسن البشر بالسكر، أي طلق
الوجه. والبشر أيضا: اسم جبل بالجزيرة، واسم ماء لبنى تغلب. وبشرى: اسم
رجل لا ينصرف في معرفة ولا في نكرة، للتأنيث ولزوم حرف التأنيث له وإن
لم يكن صفة، لان هذه الالف يبنى الاسم لها، فصارت كأنها من نفس الكلمة،
وليست كالهاء التى تدخل على الاسم بعد التذكير. وقوله تعالى:
(يا بشراى هذا غلام) * كقولك: عصاي وتقول في التثنية: يا بشرتي.
والبشارة المطلقة لا تكون إلاّ بالخير، وإنَّما
_________
(1) قال ابن برى: هو لعبد القيس بن خفاف البرجمى.
(2/590)
تكون بالشر إذا كانت مقيَّدةً به، كقوله
تعالى:
(فبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أليم) *. وتباشر القوم، أي بعضُهم بعضاً.
والتَباشيرُ: البُشْرى وتَباشيرُ الصبحِ: أوائلُه، وكذلك أوائلُ كلِّ
شئ. ولايكون منه فعل. والبشير: المبشر. والمبشرات: الرياح التي
تُبَشِّرُ بالغيث. والبَشيرُ: الجميلُ. وامرأةٌ بشيرةٌ وناقةٌ
بَشيرَةٌ، أي حسنة. قال الراجز (1) : تعرف في أوجهها البشائر * آسان كل
آفق مشاجر - والبشارة، بالفتح: الجمال. قال الشاعر (2) : ورَأَتْ بأنَّ
الشَيْبَ جا * نَبَهُ البَشاشَةُ والبَشارَهْ - والتُبُشِّر (3) :
طائرٌ يقال هو الصفارية.
[بصر] البصرة: حاسة الرؤية. وأبصرت
الشئ: رأيته. والبصير: خلاف الضرير.
_________
(1) هو دكين بن رجاء.
(2) الاعشى من قصيدته التى أولها: بانت لتحزننا عفاره * يا جارتا ما
أنت جاره -
(3) في القاموس: " وبخط الجوهرى الباء مفتوحة ".
(2/591)
وباصَرْتُهُ، إذا أَشْرَفْتَ تنظُر إليه من
بعيد. والبَصَرُ: العِلْمُ. وبَصُرْتُ بالشئ: علمته. قال الله تعالى:
(بَصُرْتُ بما لم يَبْصُروا به) *. والبَصيرُ: العالِمُ. وقد بَصُرَ
بَصارةً. والتَبَصُّرُ: التأمُّلُ والتَعَرُّف. والتَبْصيرُ: التعريفُ
والايضاح. وقول الشاعر: قرنت بحَقْوَيْهِ ثلاثاً فلم يَزُغْ * عن القصد
حتى بصرت بدمام - يعنى طلى ريش السهم بالبصيرة، وهى الدم. والمبصرة:
المضيئة، ومنه قوله تعالى:
(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً) *، قال الأخفش: إنها
تُبَصِّرُهُمْ، أي تجعلهم بُصَراء. والمَبْصَرةُ، بالفتح الحُجَّةُ.
والبَصْرَةُ: حجارةٌ رِخوةٌ إلى البياض ماهى، وبا سميت البصرة. وقال
ذوالرمة (1) : تداعين باسم الشيب في مُتَثَلِّمٍ * جَوانِبُهُ من
بَصْرَةٍ وسِلامِ - فإذا أسقطت منه الهاء قلت بصر بالكسر. قال عباس بن
مرداس: إن كنت جلمود بصر لا أوبسه * أوقد عليه فأحميه فينصدع (2) -
_________
(1) يصف إبلا شربت من ماء.
(2) هذا البيت سيأتي أول باب السين: " إن تك جلمود ". وبعده " السلم
تأخذ منها ما رضيت به * والحرب يكفيك من أنفاسها جرع -
(2/591)
والبصرتان: الكوفة والبصرة. وبَصَّرَ (1)
القومُ تَبْصيراً، أي صاروا إلى البَصْرَةِ. أبو عمرو: البَصيرَةُ:
مابين شقتي البيت، وهى البَصائرُ. والبَصيرَةُ: الحُجَّةُ
والاسْتِبصارُ في الشئ. وقوله تعالى:
(بَلِ الإنسانُ على نَفْسِهِ بَصيرَةٌ) *، قال الاخفش: جعله هو
البَصيرَةَ كما يقول الرجل للرجل: أنت حُجَّةٌ على نفسك. أبو زيد:
البَصيرَةُ من الدم: ماكان على الارض. والجدية: ما لزق بالجسد. وقال
الاصمعي: والبصيرة شئ من الدمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَمِيَّةِ. وقول
الجعفي (2) : راحوا بصائرهم على أكتافهم * وبصيرتي يعدو بها عتد وأى -
يقول: إنهم تركوا دم أبيهم وجعلوه خلفهم، أي لم يثأروا به وأنا طلبت
ثأري. وكان أبو عبيدة يقول: البصيرة في هذا البيت: الترس أو الدرع.
وكان يرويه: " حملوا بصائرهم ".
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " وتبصر "، صوابه في القاموس.
(2) الاشعر.
(2/592)
والبصر: أن يضم أديم إلى أديمٍ
فَيُخْرَزانِ كما تُخاط حاشيتا الثوبِ فتوضع إحداهما فوقَ الأخرى، وهو
خلافُ خياطةِ الثوبِ قبل أن يُكَفَّ. وقولهم: أَرَيْتُهُ لَمْحاً
باصِراً، أي نَظَراً بتحديقٍ شديدٍ. ومخرجه مخرج رجل لابن وتامر، أي ذو
لبن وتمر. فمعنى باصر، أي ذو بصر. وهو من أبصرت، مثل موت مائت وهو من
أمت. أي أريته أمرا شديدا يبصره. والبنصر (1) : إصبع يلى الخنصر،
والجمع البناصر. والبُصْرُ بالضم: الجانبُ والحرفُ من كل شئ. وفى
الحديث: " بصر كل سماء مسيرة كذا "، يريد غلظها. وبصرى: موضع بالشام.
قال الشاعر: ولو أعطيت من ببلاد بصرى * وقنسرين من عرب وعجم - وتنسب
إليها السيوف. قال الشاعر (2) : صفائح بصرى أخلصتها قيونها * ومطردا من
نسج داود محكما -
[بطر] البَطَرُ: الأَشَرُ، وهو
شدَّة المرح. وقد
_________
(1) بكسر الباء والصاد كما ضبط في اللسان والقاموس ونص صاحب المصباح
على هذا الضبط.
(2) هو الحصين بن الحمام المرى.
(2/592)
بطر بالسكر يبطر. وأَبْطَرَهُ المالُ.
يقال: بَطِرْتَ عيشتَك، كما قالوا: رشدت أمرك. وقد فسرناه. والبطر
أيضاً: الحَيْرَةُ والدَهَشُ. وأَبْطَرَهُ، أي أدهشه. وأَبْطَرْتُ
فلاناً ذَرْعَهُ، إذا كلّفتَه أكثَرَ من طوقه. وبَطَرْتُ الشئ أبطره
بطرا: شققته، ومنه سمى البيطار وهو المبيطر. قال النابغة: شك الفريسة
(1) بالمدرى فأَنْفَذَها * شَكَّ (2) المبَيْطِرِ إذ يَشْفي من العضد -
وربما قالوا يبطر، مثال هزبر. وقال:
شق البيطر مدرع الهمام (3) * وقال الطرماح: يساقطها تترى بكل خميلة *
كبزغ (4) البيطر الثقف (5) رهص الكوادن - ومعالجته البيطرة. وذهب دمُه
بِطْراً بالكسر، أي هَدَراً.
_________
(1) الرواية: شك الفريصة " بالصاد الهملة.
(2) يروى: " طعن ".
(3) قبله:
باتت تشق أدعج الظلام * ويروى: " باتت تجيب ".
(4) ويروى: " كجيب البيطر ".
(5) الثقف، بالفتح، وبالكسر وككتف وأمير وندس وسكيت.
(2/593)
[بظر]
البَظْرُ: هَنَةٌ بين الأَسْكَتَيْنِ لم تُخفَضْ وكذلك البُظارَةُ (1)
. وامرأةٌ بَظْراءُ بيِّنةُ البَظْرِ. وبُظارَةُ الشاةِ: هَنَةٌ في
طَرَفِ حَيائها. والبُظَارَةَ أيضاً: هَنَةٌ ناتئةٌ في الشَّفَة
العليا، وهي الحِثْرِمَةُ ما لم تَطُلْ، فإذا طالت قليلاً فالرجل حينئذ
أَبْظَرُ. ومنه قول عليٍّ رضي الله عنه لشُرَيح: " فما تقول أنتَ
أيُّها العبد الأَبْظَرُ ". وقد بظر الرجل بظرا.
[بعر] البَعيرُ من الإِبل بمنزلة
الإنسان من الناس، يقال للجمل بعير وللناقة بعير. وحكى عن بعض العرب:
صرعتني بعيرى، أي ناقتي. وشربت من لبن بعيرى. وإنما قال له بعير إذا
أجذع. والجمع أبعرة، وأَباعِرُ، وبُِعْرانٌ (2) . والبَعْرَةُ (3) :
واحدة البَعْرِ والأَبْعارِ. وقد بَعَرَ البَعيرُ والشاةُ يبعر بعرا.
[بعثر] الفراء: يقال: بَعْثَرَ
الرجل متاعه وَبَحْثَرَهُ، إذا فرَّقه وبدّده وقلبَ بعضَه على بعض.
ويقال: بعثرت الشئ وبحثرته، إذا استخرجته وكشفته.
_________
(1) بالضم والفتح. الاخيرة عن أبى غسان.
(2) بضم الباء وكسرها.
(3) بسكون العين وفتحها في الواحدة والجمع.
(2/593)
وقال أبو عبيدة في قوله تعالى:
(بعثر مافى القُبورِ) *: أُثِيرَ وأُخْرِجَ. وقال: وتقول بَعْثَرْتُ
حوضي، أي هدمته، وجعلت أسفله أعلاه.
[بغر] بَغَرَ النجمُ يَبْغُرُ
بُغوراً، أي سقط وهاجَ بالمطر. يعني بالنجم الثريَّا. والبَغْرَةُ:
الدُفعةُ من المطر الشديد. تقول منه: بُغِرَت الأرضُ. والبَغَرُ
بالتحريك: داءٌ وعطشٌ. قال الاصمعي: هو عطش يأخذه الإبل فتشربُ فلا
تروى، وتمرض عنه فتموت. قال الشاعر (1) : فقُلْتُ ما هو إلاَّ الشامُ
تَرْكَبُهُ * كأَنَّمَا الموتُ في أَجْنادِهِ البَغَرُ - تقول منه: بغر
بالكسر. وعير رجل من قريش فقيل له: مات أبوك بشما، وماتت أمك بغرا!
ويقال: تفرَّقتْ إبلُه شِغَرَ بَغَرَ، إذا تفرقت في كل وجه.
[بغثر] يقال: تركت القوم في
بَغْثَرَةٍ، أي في هَيْجٍ واختلاطٍ. وتبغثرت نفسه: غثت. يقال: أصبح
_________
(1) هو الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز.
(2/594)
فلان متبغثرا، أي متمقسا. وربما جاءت
بالعين غير معجمة، ولا أرويه عن أجد.
[بقر] البَقَرُ: اسم جنسٍ.
والبَقَرَةُ تقع على الذكَر والأنثى، وإنما دخَلته الهاء على أنَّه
واحدٌ من جنس. والجمع البَقَراتُ. والباقِرُ: جماعة البَقَرِ مع
رعاتِها. والبَيْقورُ: البقر. قال الشاعر (1) : أجاعل أنت بيقورا مسلعة
* ذريعة لك بين الله والمطر (2) وأهل اليمن يسمون البقرة باقورة. وكتب
النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الصدقة لاهل اليمن: " في كل ثلاثين
باقورة بقرة ". والبقار: اسم واد. قال لبيد: فبات السيل يركب جانبيه *
من البقار كالعمد الثقال - وبقرت الشئ بقرا: فتحته ووسّعْتَه ومنه
قولهم: ابْقُرْها عن جَنِينِها، أي شُقَّ بطنها عن ولدها.
والتَبَقُّرُ: التَوَسُّعُ في العِلم والمال. وكان
_________
(1) هو الورل الطائى.
(2) قبله: لا در در رجال خاب سعيهم * يستمطرون لدى الازمات بالعشر -
(2/594)
يقال لمحمد بن على بن الحسين بن على بن أبي
طالب رضي الله عنه " الباقر " لتبقره في العلم. ويقال: فتنة باقره كداء
البطنِ، وهو الماءُ الأصفرُ. والبَقيرُ والبقيرة: الاتب، وهو قميص
لاكمى له، تلبسه النساء. وناقة بَقيرٌ، إذا شُقَّ بَطنُها عن ولدها.
والبَقيرُ: أيضاً: جماعةُ البقر. والبقيرى مثال السميهى: لعبة للصبيان،
وهى كومة من تراب وحولها خطوطٌ. وقد بقروا، أي لعبود ذلك. قال طفيل
الغنوى يصف فرسا (1) : أبنت فما تنفك حول متالع * لها مثل آثار المبقر
ملعب - وبقر الرجل بالكسر يبقر بقرا، أي حسر واعيا. وبيقر مثله. ويقال:
بقر الكلب وبيقر، إذا رأى البَقَرَ فتحيَّر. كما يقال: غَزِلَ، إذا رأى
الغزالَ فَلَهيَ. وبَيْقَرَ الرجلُ: أقام بالحضر وترك قومَه بالبادية.
قال امرؤ القيس: ألا هل أتاها والحوادث جمة * بأن امرأ القيس بن تملك
بيقرا -
_________
(1) صوابه: خيلا تلعب بذلك الموضع، كما نبه عليه ابن برى.
(2/595)
والبيقرة: إسرع يطأطئ الرجل فيه رأسه. وقال
الشاعر: فبات يجتاب شقارى كما * بيقر من يمشى إلى الجلسد -
[بكر] البِكْرُ: العذراءُ، والجمع
أَبْكارٌ، والمصدر البَكارَةُ بالفتح. والبِكْرُ: ألمرأةُ التي ولدتْ
بطناً واحداً. وبِكْرُها: ولدُها. والذكَر والأنثى فيه سواء. وقال: يا
بكر بكرين ويا خلب الكبد * أصبحت منى كذراع من عضد - وكذلك البكر من
الابل. قال الهذلى (1) : مَطافيلَ أبكارٍ حديثٍ نَتاجُها * تُشابُ بماء
مثل ماء المعاقل (2) - يعنى مياها تجرى في مواضع صلبة بين الجبال.
والبكر: الفَتيُّ من الإِبل، والأنثى بِكْرَةٌ، والجمع بكار مثل فرخ
وفراخ، وبكارة أيضا مثل فحل وفحالة. قال أبو عبيدة: البكر من الابل
بمنزلة الفتى من الناس، والبكرة بمنزلة الفتاة، والقلوص بمنزلة
_________
(1) الهذلى هو أبو ذؤيب.
(2) ويروى: " مثل ماء المفاصل ". وقبله: وإن حديثاً منكِ لو تبذُلينه *
جَنى النحلِ في ألبانِ عوذٍ مَطافِلِ -
(2/595)
الجارية، والبعير بمنزلة الانسان، والجمل
بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة. ويجمع في القلة على أبكر. وقد
صغره الراجز وجمعه بالياء النون فقال: قد شربت إلا $ الدهيدهينا *
قليصات وأبيكرينا - وبكر: أبو قبيلة، وهو بكر بن وائل بن قاسط. فإذا
نسبت إلى أبى بكر قلت بكرى تحذف منه الاسم الاول، وكذلك في كل كنية.
وبكرة (1) البئر: ما يُسْتَقى عليها، وجمعها بكر بالتحريك، وهو من شواذ
الجمع، لان فعلة لا تجمع على فعل، إلا أحرفا: مثل حلقة وحلق وحمأة
وحمإ، وبكرة وبكر. وبكرات أيضا. قال الراجز:
والبكرات شرهن الصائِمَة * يعني التي لا تدور. ويقال: جاءوا على
بَكْرَةِ أبيهم، للجماعة إذا جاءوا معا ولم يتخلف منهم أحد، وليس هناك
بكرة في الحقيقة (2) . وتقول: أتيتهُ بُكْرَةً بالضم، أي باكراً. فإن
أردت به بُكْرَةَ يوم بعينه قلت: أتيته
_________
(1) وذكر ابن سيده فيها لغتين، الفتح والتحريك، كما في اللسان.
(2) أي إنما هو على المثل.
(2/596)
بكرة غيرَ مصروفٍ، وهي من الظُروف التي لا
تتمكن. وسِيرَ على فرسك بُكْرَةً وبَكَراً، كما تقول سَحَراً. وقد
بَكَرْتُ أَبْكُرُ بُكوراً، وبَكَّرْتُ تَبْكِيراً، وأَبْكَرْتُ
وابْتَكَرْتُ، وباكَرْتُ كله بمعنى. ولا يقال بكر ولا بكر (1) ، إذا
بكر. وقال أبو زيد: أَبْكَرْتُ على الوِرْدِ إِبْكاراً وكذلك
أَبْكَرْتُ الغَداءَ. قال: وبَكَرْتُ على الحاجة بكورا، وأبكرت غيرى.
وأبكر الرجلُ: وَرَدَتْ إِبله بُكْرَةً. وكلُّ من بادر إلى الشئ فقد
أَبْكَرَ إليه وبَكَّرَ، أيَّ وقتٍ كانَ. يقال: بَكِّرُوا بصلاة
المغرب، أي صلّوها عند سقوط القُرص. وقوله تعالى:
(بالعَشيِّ والإبْكارِ) *، وهو فَعلٌ يدلُّ على الوقت وهو البكرة، كما
قال:
(بالغدو والآصال) * جعل الغدو وهو مصدر، يدل على الغداة. ورجل بكر في
جاجته وبكر، مثل حذر وحذر (2) ، أي صاحب بكور. والباكورة: أول الفاكهة.
_________
(1) أي بضم الكاف أو كسرها إذا بكر بشد الكاف
(2) قوله مثل حذر وحذر أي بكسر الوسط وضمه.
(2/596)
وقد ابتكرت الشئ، إذا استوليت على باكورته.
وفى حديث الجمعة: " من بكر وابتكر "، قالوا: بكر: أسرع. وابتكر: أدرك
الخطبة من أولها. وهو من الباكروة. والبكور من النخل مثل البكيرة، وهو
الذي يُدرِكُ أوَّلَ النخل، وجمعُه بُكُرٌ. وضربةٌ بِكْرٌ بالكسر، أي
قاطعة لا تثنى. وفى الحديث: " كانت ضربات على رضى الله عنه أبكار، إذا
اعتلى قد وإذا اعترض قط ".
[بور] البورُ: الرجلُ الفاسدُ
الهالكُ الذى لا خير فيه. قال عبد الله بن الزبعرى السهمى: يا رسول
المليك إن لساني * راتق ما فتقت إذا أنا بور (1) - وامرأة بور، حكاه
أيضا أبو عبيدة. وقومٌ بورٌ: هَلكى. قال الله تعالى:
(وكنتم قَوْماً بوراً) *، وهو جمع بائر مثل حائل وحول. وحكى الاخفش عن
بعضهم أنه لغة وليس بجمع لبائر، كما يقال، أنت بشر وأنتم بشر.
_________
(1) بعده: إذ أجارى الشيطان في سنن الغ * ى ومن مال ميله مثبور -
المثبور: المهلك.
(2/597)
وقد بار فلان، أي هلك. وأبارَهُ الله:
أهلكه. ورجلٌ حائرٌ بائِرٌ، إذا لم يتجه لشئ. وهو إتباع لحائر. وبارَهُ
يَبورُهُ، أي جرَّبه واختبره. والابْتيارُ مثله. قال الكميت: قَبيحٌ
بمثليَ نَعْتُ الفَتا * ةِ إِمَّا ابتهار أو إما ابتيارا - يقول: إما
بهتانا وإما اختبار بالصدق لاستخراج ما عندها. وبَرْتُ الناقةَ
أَبورُهَا بَوراً بالفتح، وهو أن تَعرِضَها على الفحل تنظر ألا قح هي
أمْ لا، لأنَّها إذا كانت لاقِحاً بالتْ في وجه الفحل إذا تشممها. قال
الشاعر (1) : بضرب كآذان الفراء فضوله * وطعن كإيزاغ المخاض تبورها -
ويقال أيضا: بار الفحلُ الناقةَ وابْتارَها، إذا تشمَّمها ليعرف
لِقاحها من حِيالِها. ومنه قولهم: بُرْ لي ما عند فلانٍ، أي اعْلَمْهُ
وامْتَحِنْ لي ما في نفسه. والبور أيضا: الارض التى لم تزرع، عن أبى
عبيد. وهو في الحديث في الكتاب الذى كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم
لاكيدر صاحب
_________
(1) مالك بن زغبة.
(76 - صحاح - 2)
(2/597)
دومة الجندل: " إن لنا الضاحية من البعل
والبور (1) والمعامي والاغفال ". والبوار: الهلاك. وحكى الأحمر: "
نزلَتْ بَوارِ على الكُفّار " مثل قَطامِ. وأنشد:
إن التَظالُمَ في الصَديقِ بَوارِ (2) * وبارِ المتاع: كسد. يقال: نعوذ
بالله من بوار الايم. وبار عمله: بطل. ومنه قوله تعالى:
(ومَكْرُ أُولَئِكَ هو يَبورُ) *. والبارياءُ والبورياءُ: التي من
القصب. وقال الأصمعي: البورياءُ بالفارسية، وهو بالعربية بارِيٌّ
وبوريٌّ. وأنشد للعجاج يصف كناس الثور:
كالخص إذ جلله الباري * وكذلك البارية:
[بهر] أبو عمرو: يقال بَهْراً له،
أي تَعْساً له. قال ابن ميادة: تفَاقَدَ قَوْمي إذْ يَبيعون مُهْجَتي *
بَجَارِيةٍ بَهْراً لهم بعدها بهرا (3) -
_________
(1) هو بالفتح مصدر وصف به. ويروى بالضم أيضا.
(2) لابي مكعت، واسمه الحارث بن عمرو. وقيل لنقذ بن خنيس. وصدره:
قتلت فكان تباغيا وتظالما
(3) قبله: لعمري لئن أمسيت يا أم جحدر * نأيت لقد أبليت في طلب عذرا -
(2/598)
ويقال أيضا: بهرا في معنى عَجَباً. قال عمر
ابن أبي ربيعة: ثم قالوا تحِبُّها قلتُ بَهْراً * عَدَدَ القَطرِ
والحَصى والتُرابِ. - وبَهَرَهُ بَهْراً، أي غلبه. والبُهْرُ بالضم:
تتابُع النَفَسِ. وبالفتح المصدر، يقال: بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ
بَهْراً، أي أوقع عليه البُهْرَ فانْبَهَرَ، أي تتابع نَفَسُهُ.
وبُهْرَةُ الليلِ والوادي والفرسِ: وَسَطُهُ. والأَبْهَرُ: عِرْقٌ إذا
انقطع مات صاحبُه، وهما أَبْهَرانِ يَخرجان من القلب ثم يتشعَّبُ منهما
سائر الشَرايين. وأنشد الأصمعيُّ لابن مُقْبل: ولِلْفُؤَادِ وَجيبٌ تحت
أبْهَرِهِ * لَدْمَ (1) الغُلامِ وراء الغَيْبِ بالحَجَر - والأبْهَرُ
من القوس: مابين الطائف والكُلْيَةِ. والأَباهِرُ من ريش الطائر: ما
يلي الكُلى، أولها القوادمُ، ثم المناكبُ، ثم الخوافي، ثم الاباهر، ثم
الكلى. وبهراء: قبيلة من قضاعة، والنسبة إليهم بهرانى مثال بحراني، على
غير قياس لان قياسه بهراوى بالواو. والبهار: العرار الذى يقال له عين
البقر،
_________
(1) ويروى " لد الوليد ".
(2/598)
وهو بهار البر، وهو نبت جعد له فقاحة صفراء
تنبت أيام الربيع، يقال لها العرارة. والبهار بالضم: شئ يوزن به، وهو
ثلثمائة رطل. وقال عمر وبن العاص " إن ابن الصعبة - يعنى طلحة بن عبيد
الله (1) - ترك مائة بهار، في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب " فجعله وعاء.
قال أبو عبيد: والبهار في كلامهم: ثلثمائة رطل، وأحسبها غير عربية،
وأراها قبطية. وبهر القمر: أضاء حتى غلب ضَوْءَهُ ضَوْءَ الكواكب.
يقال: قمرٌ باهِرٌ. وبَهَرَ الرجل: بَرَعَ. وقال ذو الرمة (2) : وقد
بَهَرْتَ فلا تَخْفى على أحَدٍ * إلاَّ على أَحَدٍ لا يَعْرِفُ
القَمَرا - وقد بهرت فلانة السناء: غلبتهن حسنا. والعرب تقول: الازواج
ثلاثة: زوج بهر، وزوج دهر، وزوج مهر. أي يبهر العيون بحسنه، وأو يعد
لنوائب الدهر، أو يؤخذ منه المهر. والابتهار: ادعاء الشئ كذبا. قال
الشاعر:
_________
(1) كان يقال لامه: " الصبعة ".
(2) في اللسان: قال ذو الرمة يمدح عمر بن هبيرة: مازلت في درجات الامر
مرتقيا * تنمى وتسمو بك الفرعان من مضرا - حتى بهرت فما تخفى على أحد *
إلا على أكمه لا يعرف القمرا -
(2/599)
* وما بى إن مَدَحْتَهُمُ ابْتِهارُ *
وابْتُهِرَ فلانٌ بفلانة: شُهِرَ بها. وابْهارَّ الليلُ ابْهيراراً، أي
انتصف، ويقال ذهب مُعظمه وأكثره. وابهَارَّ علينا الليلُ ابْهيراراً:
طال.
[بهتر] البُهْتُرُ، لغةٌ في
البُحْتُرِ، وهو القصير. وأنشد أبو عمرو: ليس بجلباب ولا هقور (1) *
لكنه البهتر وابن البهتر - وانشد الفراء قول كثير: عَنيتُ قَصيراتِ
الحِجالِ ولم أُرِدْ * قصار الخطا شر النساء البهاتر (2) - بالهاء.
[بهزر] الأًصمعي: البُهْزُرَةَ:
الناقة العظيمة، والجمع البهازر. قال الكميت: إلا لهمهمة الصهي * - ل
وحنة الكوم الهبازر -
_________
(1) الرجز لنجاد الخيبرى. وقبله:
عض لئيم المنتمى والعنصر
(2) قبله: وأنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصيرَةٍ * إليَّ وما تدري بذاكَ
القَصائِرُ -
(2/599)
فصل التاء
[تأر] أتأرته بصرى، أي أتبعته إياه.
[تبر] التِبْرُ: ما كان من الذهب
غير مضروب، فإذا ضرب دنانير فهو عين. ولا يقال تبر إلا للذهب. وبعضهم
يقوله للفضة أيضا. ويقال: في رأسه تِبْرِيَةٌ. قال أبو عبيدة: هي لغة
في الهِبْريَة، وهو الذي يكون في أصول الشعر مثلَ النُخالة. والتَبارُ:
الهلاك. وتَبَّرَهُ تتبيرا، أي كسره وأهلكه. و * (هؤلاء متبر ماهم فيه)
*، أي مكسر مهلك.
[تجر] تَجَرَ يَتْجُرُ (1) تَجْراً
وتِجارَةً، وكذلك اتجر يتجر، هو افتعل، فهو تاجر. والجمع تجر، مثال
صاحب وصحب، وتجار وتجار. والعرب تسمى بائع الخمر تاجرا. قال الاسود بن
يعفر: ولقد أروح على التجار مرجلا * مذلا بمالى ليغا أجيادى -
_________
(1) قوله تجر يتجر، أي من باب نصر، كما في المختار. ودعوى الوانى على
المختار هنا خلاف ذلك غير صحيحة، ولعلها مبنية على نسخة محرفة وقعت له.
قاله نصر.
(2/600)
أي مائلا عنقي من السكر. ويقال ناقة تاجرة
- للنافقة - وأخرى كاسدة. وحكى أبو عبيدة: ناقةٌ تاجرٌ، أي نافقةٌ في
التجارة والسوقِ. وأرضٌ متجرة: يتجر فيها.
[ترر] تَرَّتِ النَواةُ من
مِرْضاخِها تَتِرُّ وتَتُرُّ، أي نَدَرتْ. وضرب يده بالسيف فأَتَرَّها،
أي قطعها وأندرها. والغلام يتر القلة (1) بالمقلاء. وتر فلان عن بلده:
تباعَدَ. وأَتَرَّهُ القضاءُ: أبعده. والتُرُّ بالضم: خيطٌ يُمَدُّ على
البِناء (2) يقول الرجل لصاحبه عند الغضب: لأُقيمَنَّكَ على التُرِّ.
والتَرارَةُ: السِمَنُ والبضاضةُ. تقول منه: تَرِرْتَ بالكسر، أي صرتَ
تارَّاً، وهو الممتلئ. وقال الشاعر (3) : ونصبح بالغداة أتر شئ * ونمسى
بالعشى طلنفحينا -
_________
(1) القلة، بتخفيف اللام مفتوحة: عودان يلعب بهما الصبيان.
(2) في اللسان: " هو الخيط الذى يمد على البناء فيبنى عليه، وهو
بالعربية الامام " جعله فارسيا معربا.
(3) هو رجل من بنى الحرماز.
(2/600)
والترترة: التحريك. وفى الحديث: " تر تروه
ومز مزوه (1) ". والتراتر: الامور العظامُ. وقول زيد الفوارس: أَلَمْ
تعْلَمي أَنِّي إذا الدَّهْرُ مَسَّني * بنائِبَةٍ زَلَّتْ ولم
أَتَتَرْتَرِ - أي لم أتزلزل ولم أتقلقل. والاترور: غلام الشرطي، لا
يلبس السواد (2) . قالت الدهناء امرأة العجاج: والله لولا خشية الامير
* وخشية الشرطي والاترور * لجلت بالشيخ من البقير * كجولان صعبة عسير
[تغر] تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُ
بالفتح فيهما، لغةٌ في تَغِرَتْ تَتْغَرُ (3) ، إذا غلت.
[تفر] التِفْرَةُ بكسر الفاء:
النُقْرَةُ التي في وسط الشَفَة العليا.
[تمر] التَمْرُ: اسم جنسٍ، الواحدة
منها تَمْرَةٌ، وجمعها تَمراتٌ بالتحريك: وجمع التمر تمور
_________
(1) أي حركوه ليستنكه هل يوجد من ريح الخمر أم لا.
(2) نص يدل على أن لباس الشرطي كان السواد.
(3) أي من باب طرب.
(2/601)
وتمران بالضم. ويراد به الأنواعُ، لأنَّ
الجنس لا يجمع في الحقيقة. والتامِرٌ: الذي عنده التَمْرُ، يقال رجلٌ
تامِرٌ ولابِنٌ، أي ذو تَمْرٍ ولبنٍ. وقد يكون من قولك، تَمَرْتُهُمْ
فأنا تامِرٌ، أي أطْعَمْتُهُمْ التَمْرَ. والتَمَّارُ: الذي يبيعه.
والتَمْريُّ: الذي يحبُّه. والمُتْمِرُ: الكثيرُ التَمْرِ. يقال:
أَتْمَرَ الرجلُ، إذا كَثُرَ عنده التَمْرُ. والمَتْمورُ: المُزَوَّدُ
تَمْراً. والتامورَةُ: الصَومَعَةُ. وقولهم فلانٌ أسدٌ في تامورَتِهِ:
أي في عَرينه. والتامورَةُ: غِلاف القَلْب. والتامورَةُ: الإبريقُ. قال
الأعشى يصف خمَّارةً: فإذا لها تامورَةٌ * مَرفوعَةٌ لشَرابِها - وما
بالدار تامورٌ، أي أحدٌ، غير مهموز. والتامورُ: الدمُ، ويقال النَفْسُ.
قال أوس: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَني سحيم أدخلو (1) * أبياتهم تامور نفس
المُنْذِرِ - قال الأصمعيّ: يعني مُهجَةَ نفسه. وكانوا قتلوه. وقال آخر
(2) :
_________
(1) ويروى: " أولجوا ".
(2) هو عمربن قعاس المرادى.
(2/601)
وتامور هرقت وليس خمرا * وحبة غير طاحية
طحيت - وأكلنا جزرة - وهى الشاة السمينة - فما تركنا منها تامورا، أي
شيئا. وأكل الذئب الشاة فما ترك منها تامورا. وما في الركية تامور، أي
شئ من ماءٍ. وما بالدار تومُريٌّ بغير همز. وبلادٌ خلاءٌ ليس بها
تومُريٌّ، أي أحدٌ. وما رأيت تومُرِيَّاً أحسنَ منها، للمرأة الجميلة،
أي لم أرخلقا. وما رأيت تومُرِياً أحسنَ منه. وتَتْميرُ اللحم والتمر:
تجفيفهما. وقال الشاعر يصف فرخة عقاب تسمى غبة: لها أشارير من لحم
تتمره * من الثعالى ووخز من أرانيها (1) - يقول: إنها صيد الارانب
والثعالب، فأبدل من الباء فيهما ياء.
[تمأر] اتمأر الشئ: طال واشتد، مثل
اتمهل واتمأل. قال زهير بن مسعود الضبى:
_________
(1) هذا لا ينافى قول م رفى أرنب: لا يجوز أرانى في جمعه إلا في الشعر
عند سيبويه. وأنشد لابي كاهل اليشكرى يشبه ناقته بعقاب: كأن رحلى على
شغواء حادرة * ظمياء قد بل من طل خوافيها - لها أشارير.... الخ....
(2/602)
ثنى لها يهتك أسحارها * بمتمئر فيه تحريب -
[تنر] التَنُّورُ: الذي يُخبَزُ
فيه. وقوله تعالى:
(وفارَ التَنُّورُ) *. قال على رضي الله عنه: هو وجهُ الارض.
[تور] التَوْرُ: إناءٌ يشرب فيه.
والتَوْرُ: الرسولُ بين القوم. قال ابن دريد: وهو عربيّ صحيح. وأنشد:
والتّوْرُ فيما بَيْنَنا مُعْمَلُ * يرضى به المأتى (1) والمرسل - أبو
عمرو: فلان يُتارُ على أن يُؤْخَذَ، أي يدار على أن يؤخذ. وأنشد
للمحاربي (2) : لقد غضبوا على وأشقذونى * فصرت كأننى فرأ يتار - ويروى:
" متار " مقلوب من متأر.
[تير] التَيَّارُ: الموجُ. قال
عَدِيٌّ:
كالبحر يقذف بالتيار تيارا (3)
_________
(1) ويروى: " يرضى به الآتى ".
(2) المحاربي هو عامر بن كثير.
(3) صدره:
عف المكاسب ما تكدى حسافته * ويروى: " حسيفته " أي غيظه وعداوته.
الحسافة: الشئ القليل، وأصله ما تساقط من التمر. يقول: إن كان عطاؤه
قليلا فهو كثير بالاضافة إلى غيره. وصواب إنشاده. * يحلق بالتيار
تيارا:
(2/602)
ويقال: قطع عِرقاً تيَّاراً، أي سريع
الجرْيَةِ. وفعل ذلك تارةً بعد تارةً، أي مرَّةً بعد مرَّةٍ، والجمع
تارات وتير، وهو مقصور من تيار كما قالوا قامات وقيم، وإنما غير لاجل
حرف العلة، ولولا ذلك لما غير. ألا ترى أنهم قالوا في جمع رحبة رحاب،
ولم يقولوا رحب. قال الشاعر:
يقوم تارات ويمشى تيرا * وربما قالوه بحذف الهاء. قال الراجز:
بالويل تارا والثبور تارا * وأتاره، أي أعاده مرة بعد أخرى.
[تهر] التَيْهورُ من الرمل: ما له
جرف، عن الاصمعي. وقال الشاعر: فطلعت من شمراخه تيهورة * شماء مشرفة
كرأس الاصلع - والجمع تَياهيرُ وتَياهِرٌ. قال الراجز: كيف اهتدت
ودونها الجزائر * وعقص من عالج تياهر - ويقال للرجل إذا كان ذاهباً
بنفسه: به تيهٌ تيهور (1) ، أي تائه.
فصل الثاء
[ثأر] الثَأْرُ والثُؤْرَة:
الذَحْلُ. يقال: ثأرت
_________
(1) قوله تيه تيهور، أي بتنوين كل على الوصفية مبالغة وليس بالاضافة.
قاله نصر.
(2/603)
القتيل وبالقتيل ثأرا وثؤرة، أي قَتَلْتُ
قاتِلَهُ. قال الشاعر: شفيتُ به نفسي وأدركت ثُؤْرَتي * بني مالك هل
كنتُ في ثُؤْرَتي نِكْسا - والثائر: الذي لا يبقى على شئ حتى يدرك
ثَأْرَهُ. ويقال أيضاً هو ثَأْرُهُ، أي قاتل حميمه. قال جرير:
قتلوا أباك وثَأرُهُ لم يقتل (1) * وقولهم: يا ثاراتُ فلان، أي ياقتلة
فلان. ويقال: ثأرتك بكذا، أي أدركتُ به ثأري منك. واثأرت من فلان، أي
أدركت منه، وأصله اثتأرت، فأدغم (2) . قال لبيد: والنيب إن تعرمنى رمة
خلقا * بعد الممات فإنى كنت أثتر - والثأر المنيم: الذى إذا أصابه
الطالب رضيَ به فنامَ بعده. واسْتَثْأَرَ فلانٌ: استغاث ليُثأر
بمقتوله. قال الشاعر: إذا جاء مستثئر كان نصره * دعاء: أَلا طيروا
بكلِّ وأي نَهْدِ -
_________
(1) صدره:
وامدح سراة بنى فقيم إنهم
(2) فأدغمت التاء في الثاء وشددت، وهو افتعال.
(2/603)
[ثبجر]
اثبَجَرَّ، أي ارتدع عند الفَزْعة. وقال العجّاج يصف الحِمارَ والأتان:
إذا اثْبَجَرَّا من سواد حدجا
[ثبر] المثابرة على الشئ: المواظبة
عليه. وثَبَرَهُ عن كذا يَثْبُرُهُ بالضم ثَبْراً، أي حَبَسَهُ. يقال:
ما ثَبَرَكَ عن حاجتك؟ والثَبْرَةُ: الأرض السهلة. يقال: بلغت
النَخْلةَ إلى ثَبْرَةٍ من الأرض. والثَبْرَةُ أيضا: حفرة من الارض.
وثبرة أيضا: اسم موضع. وثبير: جبل بمكة. يقال: " أشرق ثبير، كيما نغير
". والثبور: الهلاك والخسران أيضاً. قال الكميت: ورأت قُضاعة في الأَيا
* مِنْ رأْي مَثْبورٍ وثابِرْ. - أي مخسور وخاسر. يعني في انتسابها إلى
اليمن. والمثبر، مثال المجلس: الموضع الذى تلد فيه المرأةُ من الأرض،
وكذلك حيث تضع الناقة. وربما قيل لمجلس الرجل مثبر.
[ثجر] الثُجْرَةُ بالضم: وسَط
الوادي ومتسعه. وثجرة النحر: وسطه.
(2/604)
وورق ثَجْرٌ، بالفتح، أي عريض. وانثجر
الدمُ: لغة في انفجر. والثَجيرُ: ثفل كل شئ يعصر. والعامة تقوله
بالتاء. وفى الحديث: " لا تثجروا "، أي لا تخلطوا ثجير التمر مع غيره
في النبيذ.
[ثرر] سحاب ثَرٌّ، أي كثير الماء
وعين ثَرَّةٌ وهي سَحابة تأتي من قِبَلِ قِبْلة أهل العراق. قال
عَنترة: جادت عليه (1) كلُّ عين ثَرَّةٍ * فتركْنَ كلَّ قرارةٍ
كالدرهمِ - وناقة ثَرَّةٌ وعَنْز ثَرَّة، أي واسعة الإحْليلِ. وربَّما
قالوا: طعنة ثَرّة، أي غزيرة. وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً.
والثرثرة: كثرة الكلام وترديده. يقال: ثرثر الرجل، فهو ثَرْثارٌ مهذار.
والثرثار: اسم نهر. وثَرَّرْتُ المكان، مثل ثَرَّيْتُهُ، إذا نديته
[ثعر] الثُعْرورانِ: مثل الحَلَمتين
تكتنفان القنب (2) من خارج.
_________
(1) في اللسان: " عليها "
(2) القنب، بالضم: وعاء قضيب الدابة. وفى اللسان " القتب " بالتاء،
تحريف.
(2/604)
والثعارير: الثآليل وحمل الطراثيث أيضا.
[ثعجر] ثَعْجَرْتُ الدم وغيرَه
فاثْعَنْجَرَ، أي صببته فانصبَّ. وتصغير المُثْعَنْجِرُ مثيعج ومثيعيج.
[ثغر] الثَغْرُ: ما تقدَّم من
الاسنان. يقال: ثغرثه، أي كسرت ثَغْره. وإذا سقطت رواضع الصبيِّ قيل
ثغر فهو مثغور، فإذا نبتت قيل اتغر، وأصله اثتغر، فقلبت الثاء تاء ثم
أدغمت. وإن شئت قلت: اثغر، تجعل الحرف الاصلى هو الظاهر. والثغر أيضاً:
موضع المَخافة من فُروج البُلدان. والثُغْرَةُ بالضم: نُقْرةُ النَحر
التي بين التَرقوَتين. والثُغرة أيضاً: الثُلمة. يقال: ثَغَرْناهُمْ،
أي سددنا عليهم ثلم الجبل. قال الشاعر (1) :
وهم ثغروا أقرانهم بمضرس (2) * وهذه مدينة فيها ثغر وثلم.
[ثفر] الثَفْرُ للسِباع وكلِّ ذات
مخلبٍ بمنزلة الحياءِ من الناقة، وربما استعير لغيرها. قال الاخطل:
_________
(1) ابن مقبل.
(2) عجزه:
وعضب وحازوا القوم حتى تزحزحوا:
(2/605)
جزى الله عنا الاعورين ملامة * وفروة ثفر
الثورة المتضاجم - وفروة: اسم رجل. ونصب الثفر على البدل منه، وهو لقبه
كقولك: عبد الله قفة. وإنما خفض المتضاجم وهو من صفة الثفر على الجوار،
كقولهم: جحر ضب خرب. والثفر، بالتحريك: ثَفَرُ الدابة. وقد
أَثْفرْتُهَا، أي شددت عليها الثَفَرَ. ودابّةٌ مِثْفارٌ: يرمي بسرجه
إلى مؤخَّره. واسْتَثْفَرَ الرجلُ بثَوبه، إذا لوى بطرفه بين رجليه إلى
حُجْزته. واسْتَثْفَرَ الكلب بذنبه، إذا جعله بنى فَخِذيه. قال
الزبرقان بن بدر (1) : تَعدو الذئابُ على مَن لا كلابَ له * وتَتَّقي
مَرْبَضَ المُسْتَثْفِرِ الحامى -
[ثمر] الثَمَرةُ: واحدة الثَمَرِ
والثَمَراتِ. وجمع الثمر ثِمارٌ مثل جبل وجبال. قال الفراء: وجمع
الثِمارِ ثُمُرٌ، مثل كتاب وكتب. وجمع الثُمُرِ أَثْمارٌ، مثل عنق
وأعناق. والثُمُرُ أيضاً: المال المُثَمَّرُ، ويخفّف ويثقل.
_________
(1) قال ابن سلام في طبقات الشعراء: سألت يونس عن بيت رووه للزبرقان بن
بدر، وهو " تعدو الذئاب الخ " فقال: هو للنابغة، أظن الزبرقان بن بدر
استزاده في شعره كالمثل، حين جاء موضعه لا مجتلبا له. وقد تفعل العرب
ذلك لا يريدون به السرقة. اه مزهر.
(77 - صحاح - 2)
(2/605)
وقرأ أبو عمرو:
(وكان له ثُمْرٌ) *، وفسَّر بأنواع الأموال. ويقال: أَثْمَرَ الشَجَرُ،
أي طلع ثَمَرُهُ. وشجر ثامِرٌ، إذا أدرك ثَمَرُه. وشجرة ثَمْراءُ، أي
ذات ثمر. قال الشاعر أبو ذؤيب:
تظل على الثمراء منها جوارس (1) * والثميرة: ما يظهر من الزُبْد قبل أن
يجتمع ويبلغَ إناهُ من الصُلوحِ. يقال: قد ثَمَّرَ السِقاءُ تَثْميراً،
وكذلك أَثْمَرَ، إذا ظهر عليه تحبُّبُ الزُبد. وأثمر الرجلُ، إذا كثُرَ
ماله. وثَمَّرَ الله مالَه، أي كثّرهُ. وابن ثَمِيرٍ: الليلة القمراء.
وثَمَرُ السياط: عقد أطرافها.
[ثور] ثارَ الغبار يَثورُ ثَوْراً
وثَوَراناً، أي سطَع. وأَثارَهُ غيره. وثارت بفلان الحصبة. ويقال: كيف
الدبى؟ فيقال: ثائر ونافر. فالثائر: ساعة ما يخرج من التراب. والنافر:
حين نفر، أي وثب. وثار به الناس، أي وثبوا عليه.
_________
(1) عجزه:
مراضيع صهب الريش زغب رقابها:
(2/606)
والمثاورة: المواثبةُ. يقال: انتظِرْ حتَّى
تسكن هذه الثورةُ. وهي الهَيْجُ. وثَوَّرَ فلان عليهم الشرا، أي هيجه
وأظهره. وثوّر القرآنَ، أي بحث عَنْ علمه. وثوّرَ البَرْكَ واستَثارها،
أي أزعجها وأنهضها وثارت نفسُه، أي جشأت. ورأيته ثائرَ الرأس، إذا
رأيتَه وقد اشْعانَّ شَعرُ رأسِه. وثار ثائِرُهُ، أي هاج غضبُه.
والثَور: الذكر من البقر، والانثى ثورة، والجمع ثورة مثل عود وعودة،
وثيرة وثيران مثل جيرة وجيران، وثيرة أيضا، قال سيبويه: قلبوا الواو
ياء حيث كانت بعد كسرة. قال: وليس هذا بمطرد. وقال المبرد: إنما قالوا
ثيرة ليفرقوا بينه وبين ثورة الاقط، وبنوه على فعلة ثم حركوه. وثور:
أبو قبيلة من مضر، وهو ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس بن
مضر، وهم رهط سفيان الثوري. وثور: جبل بمكة، وفيه الغار المذكور في
القرآن، ويقال له ثور أطحل. وقال بعضهم: اسم الجبل أطحل، نسب إليه ثور
بن عبد مناة، لانه نزله. وفى الحديث: " حرم ما بين عير إلى ثور "، قال
أبو عبيدة: أهل المدينة لا يعرفون جبلا يقال له
(2/606)
ثور، وإنما ثور بمكة. قال: ونرى أن أصل
الحديث أنه حرم ما بين عير إلى أحد. وقال غيره: إلى بمعنى مع، كأنه جعل
المدينة مضافة إلى مكة في التحريم. والثور: قطعة من الاقط (1) ، والجمع
ثورة. يقال: أعطاه ثورة عظاما من الاقط. والثور: برج من السماء. وأما
قولهم: سقط ثَوْرُ الشفق، فهو انتشار الشفق وثورانه، ويقال معظمه. وأما
قول الشاعر (2) : إنى وقتلى سليكا ثم أعقله * كالثور يضرب لما عافت
البقر (3) - فيقال: إن البقر إذا امتنعت من شروعها في الماء لا تضرب
لانها ذات لبن، وإنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب. ويقال للطحلب: ثور
الماء، حكاه أبو زيد في كتاب المطر.
_________
(1) الاقط: لبن جامد مستحجر.
(2) هو أنس بن مدركة الخثعمي.
(3) ويروى:
إنى وعقلي سليكا بعد مقتله * بعده: غضبت للمرء إذ نيكت حليلته * وإذ
يشد على وجعائها الثفر - الوجعاء: السافلة، وهى الدبر. والثفر: هو الذى
يشد على موضع الثفر، وهو الفرج، وأصله للسباع يستعار للانسان
(2/607)
فصل الجيم
[جأر] الجُؤَارُ مثل الخوار. يقال:
جأر الثور يَجْأَرُ أي صاح. وقرأ بعضهم:
(عجلا جسدا له جؤار) * بالجيم، حكاه الاخفش. وجأر الرجل إلى الله
عزوجل، أي تضرع بالدعاء. الاصمعي: غيث جؤر، مثال نغر، أي غزير كثير
المطر. وأنشد:
لاتسقه صيب عزاف جؤر (1) * وأما جور فتذكر من بعد.
[جبر] أبو عَمرو: الجَبْرُ: أن
تُغْني الرجل من فقر، أو تُصلح عَظمهُ مِنْ كَسْر. يقال: جَبَرْتُ
العظم جَبْراً. وَجَبَرَ العظمُ بنفسه جبورا، أي انجبر. وقد جمع العجاج
بين المتعدى واللازم فقال:
قد جبر الدين الاله فجبر * واجتبر العظْمُ مثل انْجَبَرَ. يقال: جَبَرَ
الله فلاناً فاجْتَبَرَ، أي سدّ مفاقره. قال الراجز (2) :
من عال منا بعدها فلا اجتبر (3)
_________
(1) لجندل المثنى. وقبله:
يا رب المسلمين بالسور
(2) عمرو بن كلثوم.
(3) بعده:
ولا استقى الماء ولا راء الشجر:
(2/607)
والعرب تسمى الخبز جابرا. ويقولون: هو
جابرٌ بن حَبَّة. وكنيته أيضاً: أبو جابر. وأَجْبَرْتُهُ على الأمر:
أكرهته عليه. وأجبرته أيضاً: نَسَبْته إلى الجَبْر، كما تقول أكفرته،
إذا نسبتَه إلى الكفر. والجُبارُ: الهَدَرُ. يقال: ذهب دمه جبارا. وفى
الحديث: " المعدن جبار "، أي إذا انهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ
به مستأجره. وجبار أيضا: اسم يومِ الثلاثاء من أسمائهم القديمة.
والجَبَّارُ من النخل: ما طال وفات اليد. قال الأعشى: طريقٌ وجَبَّارٌ
رِواءٌ أصوله * عليه أبابيلٌ من الطير تَنْعَبُ - يقال: نخلة
جَبَّارَةٌ، وناقة جَبَّارة، أي عظيمةٌ سمينة. والجَبَّارُ: الذي يقتلُ
على الغضب. المجبر: الذى يجبر العظام المكسورة. وتَجَبَّرَ الرجل:
تكبّر. وتَجَبَّر النبت، أي نَبَت بعد الأكل. وقال امرؤ القيس: ويأكلن
من قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً * تَجَبَّرَ بعد الاكل فهو نميص - والجبر:
خلاف القدر. قال أبو عبيد: هو كلام مولد.
(2/608)
والجبرية بالتحريك: خلاف القَدَرِيَّةِ.
ويقال أيضاً: فيه جبرية، وجبروة وجبروت وجبورة (1) مثل فروجة، أي
كِبْرٌ. وأنشد الأحمر (2) : فإنّكَ إن عاديتني غضب الحصى * عليك ذو
الجبورة المتغطرف - والجبير، مثال الفسيق: الشديد التجبر. والجِبارَةُ
والجَبيرَةُ، اليارَقُ (3) . والجِبارَةُ والجَبيرة أيضاً: العيدان
التي تُجْبَرُ بها العظام. وجبرائيل: اسم، يقال هو جبر أضيف إلى إيل.
وفيه لغات: جبرئيل مثال جبرعيل يهمز ولا يهمز. وأنشد الاخفش: شهدنا فما
تلقى لنا من كتيبة * يد الدهر إلا جبرئيل أمامها (4) - ويقال: جبريل
بالكسر: وأنشد حسان: وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء -
وجبرئل مقصور مثال جبرعل، وجبرين بالنون (5) .
_________
(1) وفى اللسان أيضا: والجبورة، والجبرياء، والتجبار.
(2) لمغلس بن لقيط الاسدي، يعاتب رجلا كان واليا على أضاخ.
(3) اليارق فارسي معرب. وأصله ياره وهو السوار.
(4) البيت لكعب بن مالك.
(5) بفتح الجيم وكسرها.
(2/608)
[جحر]
الجحر: واحد الجحرة والاجحار. وَأَجْحَرْتُهُ، أي ألجأته إلى أن دخل
جُحرَهُ فانجحَر. وقد اجْتَحَرَ لنفسه جُحراً، أي اتّخذه. والجُحْرانُ:
الجحر. ونظيره جئت في عقب الشهر وعقبانه. في الحديث: " إذا حاضت المرأة
حرم الجحران (1) ". والجحرة بالفتح: السنة الشديدة. قال الشاعر (2) :
إذا السنة الشهباء بالناس أَجْحَفَتْ * ونال كِرامَ المالِ في الجحرة
الاكل - والجحرمة: الضيق وسوء الخلق، والميم زائدة. وجحرت عينه: غارت.
وجَحَرَ (3) فلانٌ: تَأَخَّرَ. ومَجاحِرُ القوم: مكامنهم. والجَواحِرُ:
الدَواخل في الجحرة والمكامن (4) .
[جحدر] الجحدر: القصير. وجحدر: اسم
رجل.
_________
(1) معناه القبل. ورواه بعضهم " الجحران " بالتثنية، أي الفرج والدبر.
(2) زهير بن أبى سلمى.
(3) في المخطوطة: " وجحر فلان بآخر ". وفى اللسان: " تأخر ".
(4) والجحارية: البعير المجتمع الخلق، عن ابن فارس. هكذا وجدت هذه
الزيادة في بعض النسخ. وكذا الجحر تغير رائحة اللحم عن ابن فارس اه
هكذا بالمخطوطة.
(2/609)
[جخر]
الجَخَرُ، بالتحريك الاتِّساع في البئر. يقال: جَخِرَ جوفُ البئر،
بالكسر. وتجخير البئر: توسيعها.
[جدر] الجَدْرُ والجِدارُ: الحائط.
وجمع الجِدارِ جُدُرٌ، وجمع الجَدْرِ جُدْرانٌ، مثل بطن وبطنان.
والجَدْرُ أيضاً: نَبْت. وقد أَجْدَرَ المكان. والجَدَرُ: أثر الكَدْمِ
بعنق الحمار قال رؤبة:
وجادر (1) الليتين مطوى الحنق * وشاة جدراء: إذا تقوب جلدها من داء
يصيبها. والجُدَرِيُّ بضم الجيم وفتح الدال، والجَدَريُّ بفتحهما:
لغتان. تقول: جُدِّرَ الرجل فهو مُجَدَّرٌ. وأرض مُجَدَّرَةٌ: ذات
جُدَريٍّ. ويقال أيضاً: هذا الأمر مَجْدَرَةٌ لذلك، أي مَحْراةٌ. وفلان
جديرٌ بكذا، أي خليق. وأنت جديرٌ أن تفعل كذا. والجمع جُدَراءُ
وجَديرونَ. والجَديرُ: مكان قد بُني حوالَيْه جِدارٌ. ويقال للحظيرة من
صخر: جديرة.
_________
(1) في اللسان: " أو جادر ".
(2/609)
وجدر: قرية بالشام تنسب إليها الخمر. وقال
الشاعر (1) : ألا يا اصبحينا فيهجا جدرية * بماء سحاب يسبق الحق باطلى
(2) - والجدرة: خراج، وهى السلعة، والجمع جدر. وأنشد ابن الاعرابي:
يا قاتل الله دقيلا ذا الجدر * والجدرة أيضا: حى من الازد، ويقال: سموا
بذلك لانهم بنوا جدار الكعبة. وجندرت الكتاب: إذا أمررت القلم على ما
درس منه ليتبين، وكذلك الثوب إذا أعدت وشيه بعد ما كان ذهب. وأظنه
معربا.
[جأذر] الجُؤْذر (3) : ولد البقرَة
الوحشيَّة، والجمع جآذر.
[جذر] الجذر: الاصل. قال زهير يصف
بقرة: وسامعتين تعرف العتق فيهما * إلى جذر (4) مدلوك الكعوب محدد -
_________
(1) معبد بن سعنة.
(2) قبله: ألا يا اصبحاني قبل لوم العواذل * وقبل وداع من ربيبة عاجل -
(3) بفتح الذال وضمها.
(4) أراد: مع جذر. قرن مدلوك، أي مملوس.
(2/610)
يعنى قرنها. وأصل كل شئ: جذره بالفتح عن
الاصمعي، وجِذْرُهُ بالكسر عن أبي عمرو. وفي الحديث: " إنّ الأمانَةَ
نزلت في جَِذْرِ قلوب الرجال ". وعشَرة في حساب الضَرب جِذرُ مائةٍ.
وجذرت الشئ: استأصلته. ومنه المجذر، وهو القصير. وأنشد أبو عمرو:
البحتر المجذر الزوال (1) * يريد في مشيته. والجيذر مثله.
_________
(1) قال ابن برى: والبيت كله مغير. والذى أنشده أبو عمرو لابي السوداء
العجلى وهو:
البهتر المجدر الزواك * وقبله: تعرضت مريئة الحياك * لناشئ دمكمك نياك
* البهتر المجدر الزواك * فأرها بقاسح بكاك * فأوزكت لطعنه الدارك *
عند الخلاط أيما إيزاك * وبركت لشبق براك * منها على الكعثب والمناك *
فداكها بمنعط دواك * يدلكها في ذلك العراك * بالقنفريش أيما تدلاك:
(2/610)
والجذمور والجذمار: قطعة من أصل السعفة
تَبقى في الجِذع إذا قطعت، بزيادة الميم. وأخذت الشئ بجذ اميره، إذا
أخذته كله. حكاه الكسائي.
[جرر] الجرَّةُ من الخزف، والجمع
جَرٌّ وجِرارٌ. والجَرُّ أيضاً: أصل الجبل. قال الراجز:
وقد قطعت واديا وجرا * والجرة بالكسر: ما يخرجه البعير للاجترار. ومنه
قولهم: " لا أفعل ذلك ما اختلف الجرة والدرة ". واختلافهما أن الدرة
تسفل والجرة تعلو. والجرى: ضرب من السمك. والجرية (1) : الحوصلة.
والجرة: خشبةٌ نحوَ الذراع في رأسها كِفَّة وفي وسطها حَبْل يُصاد بها
الظباء. وفي المثل: " ناوَصَ الجَرَّة ثم سالَمَها ". وذلك أنَّ الظبي
إذا نَشب فيها ناوَصَها ساعة واضطرب، فإذا غلبته استقر فيها كأنَّه
سالمها. يُضرَب لمن خالف ثم اضطُرَّ إلى الوفاق. وفرسٌ جَرورٌ: يمنَع
القياد. وبئر جرور: بعيدة العقر يسنى عليها. والجارور: نهر السيل.
_________
(1) والجريئة بكسرهما.
(2/611)
وكتيبة جرارة، أن ثقيلة المسير لكثرتها.
وجيش جَرَّارٌ. والجَرَّارَةُ أيضاً: عُقيربٌ تجرُّ ذَنَبَها.
والجَرير: حبل يُجعل للبعير بمنزلة العِذار للدّابة غير الزِمام، وبه
سمِّي الرجل جَريراً. وجَرَرْتُ الحبلَ وغيرَه أَجُرُّهُ جَرّاً.
والمَجَرَّةُ التي في السماء سمِّيت بذلك لأنّها كأثر المَجَرِّ.
وجَرَّ عليهم جَريرةً، أي جنى عليهم جناية. ويقال: جَرَّتِ الناقة، إذا
أتت على مَضرِبها ثم جاوزته بأيام ولم تنتج. والجارة: الابل التى تجر
بأزمتها، فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية، وماء دافق
بمعنى مدفوق. وفى الحديث: " لا صدقة في الابل الجارة "، وهى ركائب
القوم، لان الصدقة في السوائم دون العوامل. وحار جار إتباع له، قال أبو
عبيد: وأكثر كلامهم حار يار بالياء. وتقول: كان ذلك عامَ كذا وهلمَّ
جَرَّا إلى اليوم (1) . وفعلت كذا مِن جَرَّاكَ، أي من أجلك، وهو
فَعْلى، ولا تقل مجراك. وقال:
_________
(1) أي امتد ذلك إلى اليوم. وانتصب " جرا " على المصدر أو الحال.
(2/611)
أحب السَبتَ مِن جَرَّاكِ ليلى * كأنِّي يا
سلامَ من اليهودِ - وربَّما قالوا: مِن جَراكَ غير مشدّد، ومن جَرائِكَ
بالمدّ من المعتلّ. وأَجْرَرْتُ لسانَ الفصيل، أي شققتُه لئلاّ يرتضع.
وقال امرؤ القيس: فكرَّ إليه بِمبراته * كما خلَّ ظهر اللسان المجر -
وقال عمرو بن معدي كرب: فلو أنَّ قومي أنطقتني رماحهم * نطقت ولكن
الرماح أَجَرَّتِ - يقول: لو قاتَلوا وأبْلَوا لَذَكرت ذلك وفَخَرت به،
ولكنَّهم قطَعوا لساني بِفرارهم. ويقال أيضاً: أَجَرَّهُ الرمحَ، إذا
طعنَه وترك الرمحَ فيه يجرُّه. قال الشاعر (1) : ونَقي بصالحِ مالنا
أحسابَنا * ونُجِرُّ في الهيجا الرماحَ ونَدَّعي - وأَجْرَرْتُهُ
رَسَنَهُ، إذا تركتَه يصنع ما شاء. وأَجْرَرْتُهُ الدَينَ، إذا
أخَّرتَه له. وأَجَرَّني فلانٌ أغانيَّ، إذا تابعها. وفلان يُجارُّ
فلاناً، أي يطاوله. والتَّجْريرُ: الجَرُّ شُدِّدَ للكثرة أو المبالغة.
واجتره، أي جره.
_________
(1) هو الحادرة، واسمه قطبة بن أوس.
(2/612)
واجْتَرَّ البَعيرُ، من الجِرَّة. وكلُّ ذى
كرش يجتر. وانجر الشئ: انجذب. والجرجرة: صوت يردده البعير في حنجرته.
قال الاغلب:
جرجر في حنجرة كالحب (1) * فهو بعير جرجار، كما تقول: ثرثر الرجل فهو
ثرثار. والجَراجِرُ: العظام من الإبل. قال الاعشى: يهب الجلة الجراجر
كلبس * - تان تحنو لدردق أطفال - وكذلك الجرجور. قال الكميت: ومقل
أسَقْتموه فأثْرى * مائةً من عَطائكم جُرْجورا - والجَرْجارُ: نبتٌ
طيِّب الريح. والجرجر، بالكسر: الفول (2) والجرجير: بقل.
[جزر] الجَزورُ من الإبل يَقَعُ على
الذكر والانثى. وهى تؤنث، والجمع الجُزُرُ. والجزارَةُ: أطراف البعير:
اليدان والرجلان
_________
(1) قبله:
وهو إذا جرجر بعد الهب
(2) وذلك في لغة أهل العراق.
(2/612)
والرأس، سميت بذلك لأنَّ الجَزَّارَ
يأخذها، فهي جُزارَتَهُ، كما يقال: أخذ العامل عُمالَته. فإذا قالوا
فرسٌ عَبْلُ الجُزارَةِ، فإنَّما يراد غِلظَ اليدين والرجلين وكثرةُ
عصبهما، ولا يدخل الرأسُ في هذا، لأنَّ عِظَمَ الرأس هُجْنة في الخيل.
وجَزَرُ السِباع: اللحمُ الذي تأكله. يقال: تركوهم جَزَراً، بالتحريك،
إذا قَتَلوهم. والجزَرُ (1) أيضاً: هذه الأرومةُ التي تؤكل. قال
الأصمعي: الواحدة جَزَرَةٌ. والجَزَرَ أيضاً: الشاة السَمينة، الواحدة
جَزَرَةٌ. قال ابن السكيت: يقال أَجْزَرْتُ القومَ، إذا أعطيتَهم شاةً
يذبحونها: نعجةً أو كبشاً أو عنزاً. قال: ولا تكون الجَزَرَةُ إلاّ من
الغنم ولا يقال: أجْزَرْتُهُمْ ناقة، لأنَّها قد تصلح لغير الذبح. قال
الفراء: يقال جزر وجزر للذى يؤكل، ولا يقال في الشاء إلا الجزر بالفتح.
والجزيرة: واحدة جزائر البحر، سُمِّيت بذلك لانقطاعها عن معظم الارض.
والجزيرة: موضع بعينه، وهو ما بين دجلة والفرات. وأما جزيرة العرب فإن
أبا عبيدة يقول:
_________
(1) يقال بالتحريك، وكعنب أيضا، كما سيأتي.
(2/613)
هي ما بين حفر أبى موسى الاشعري إلى أقصى
اليمن في الطول، وفى العرض مابين رمل يبرين إلى منقطع السماوة. وجزرت
النخل أجزره بالكسر جَزْراً: صَرمتُه. وقد أَجْزَرَ النخلُ، أي أصرمَ.
وأَجْزَرَ البعيرُ: حان له أن يُجْزَرَ. وكان فِتيانٌ يقولون لشيخٍ:
أَجْزَرْتَ يا شيخ! أي حانَ لك أن تموت. فيقول: أَيْ بَنِيَّ،
وتَخًتَضَرونَ! أي تموتون شبابا. ويروى: " أجززت "، من أجز البر، إذا
حان له أن يجز. وجزرت الجزور أجزرها بالضم: واجْتَزَرْتها إذا نَحرتَها
وجلَّدتَها. والمَجْزِرُ بكسر الزاي: موضع جزرها. وفي الحديث عن عمر
رضي الله عنه: " إيَّاكم وهذه المَجازِرَ فإن لها ضرواة كضرواة الخمر
". قال الأصمعيّ: يعني نَديَّ القوم، لأنَّ الجَزورَ إنما تُنحَر عند
جمع الناس. وجَزَرَ الماءُ يَجْزُرُ ويجزر جزرا أي نضب. والجزر: خلاف
المد، وهو رجوع الماء إلى خلف.
[جسر] الجِسْرُ: واحد الجُسورِ التي
يُعبَر عليها. والجَسْرُ بالفتح: العظيم من الإبِلِ وغيرها، والأنثى
جَسْرَةٌ. قال ابن مقبل: (78 - صحاح - 2)
(2/613)
* هو جاء موضع رحلها جسر * وجَسَرَ على كذا
يَجْسُرُ جَسَارَةً وتجاسَرَ عليه، أي أقدَم. والجَسورُ: المقدام.
[جشر] جَشَرَ الصبح يَجْشُرُ
جُشوراً: انفلق. واصطبَحْنا الجاشريَّة، وهو شربٌ يكون مع الصُبح. ولا
يتصرَّف له فِعل. وقال الفرزدق: إذا ما شرِبْنا الجاشِريَّةَ لم نُبَلْ
* أميراً وإن كان الأميرُ من الازد وأما الجاشرية التى في شعر الاعشى
(1) ، فهى قبيلة من قبائل العرب. قال الاصمعي: يقال أصبح بنو فلان
جَشَراً، إذا كانوا يبيتون مكانَهم في الإبل لا يرجعون إلى بيوتهم. قال
الاخطل: فسله (2) الصبر من غسان إذ حضروا * والحزن كيف قراه الغلمة
الجشر (3) - قال: يقال جَشَرْنا دوابَّنا: أخرجْناها إلى الرعي نجشرها
جشرا بالاسكان، وا تروح.
_________
(1) لم يعرفه أيضا صاحب اللسان. وهم قوله في ديوانه ص 47: قد كان في
أهل كهف إن هم قعدوا * والجاشرية من يسعى وينتضل -
(2) صوابه: " تسأله ".
(3) الصبر والحزن: قبيلتان من غسان.
(2/614)
وخيل مُجَشَّرةٌ بالحِمى، أي مرعيَّةٌ.
ويقال به جُشْرَةٌ بالضم، أي سعال أو خشونةٌ في الصدر. وبعير مجشور: ب
سعال حاز. وقد جُشِرَ يُجْشَرُ، على ما لم يسم فاعله. قال الشاعر (1) :
رب هم جشمته في هواكم * وبعير منفه مجشور. - والجشير (2) : الجوالق
الضضم. والجشير: الوفضة. وجشر الساحل بالكسر يَجْشَرُ جَشَراً، إذا
خَشُنَ طينه ويَبِسَ كالحجَر. والجَشَرُ: وسخ الوَطْبِ من اللبن. يقال
وَطْبٌ جشر، أي وسخ.
[جعر] الجعر: نجو كل ذات مخلب من
السباع. وقد جَعَرَ يَجْعَرُ. والمعجر: الدبر. وجعار: اسم للضبع، لكثرة
جعرها. وإنما بنيت على الكسر لانه حصل فيها العدل والتأنيث والصفة
الغالبة. ومعنى قولنا غالبة أنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها
كما يعرف باسمه. وهى معدولة عن جاعرة. فإذا منع عن الصرف
_________
(1) هو حجر، كما في اللسان.
(2) في المطبوعة الاولى: " الجشر " صوابه في اللسان والقاموس.
(2/614)
بعلتين وجب البناء بثلاث، لانه ليس بعد منع
الصرف إلا منع الاعراب. وكذلك القول في حلاق: اسم للمنية. والجاعرتان:
موضع المرقمتين من إسْتِ الحِمار، وهو مَضرِب الفرس بذنَبه على فخذَيه.
وقال الأصمعيّ: هما حَرْفا الوِركين المُشرِفان على الفخِذين. قال كعب
بن زُهير يصف الحِمار والأتُن: إذا ما انتحاهُنَّ شَؤْبوبُهُ * رأيتَ
لجَاعِرَتَيْهِ غضونا - وبعضم يجعل الجاعرة حلقة الدبر. والجِعارُ بكسر
الجيم: حَبلٌ يشده الساق إلى وتد ثم يشدُّه في حِقْوِهِ إذا نزل البئرَ
لئلا يقعَ فيها. تقول منه تَجَعَّرْتُ. وقال الراجِز: ليْسَ الجِعارُ
مانِعي من القدرْ * وإن تَجَعَّرْتُ بِمَحْبوكٍ مُمَرْ - والجَعْرورُ:
ضرب من الدَقَلِ، وهو أردأ التمر.
[جعبر] الجَعْبَرُ، القصير الغليظ.
والمرأة جعبرة. قال الراجز (1) : يمسين عن قس الاذى غوافلا * لا
جعبريات ولا طهاملا -
[جعظر] الجعظرى: الفظ الغليظ
_________
(1) هو رؤبة بن العجاج.
(2/615)
ابن السكيت: يقال للرجل إذا كان قصيراً
غليظاً جِعْظارَةٌ، بكسر الجيم.
[جعفر] الجعفر: النهر الصغير.
وجعفر: أبو قبيلة من عامر، وهو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر، وهم
الجعافرة.
[جفر] الجَفْرُ من أولاد المعز: ما
بلغ أربعة أشهر وجفر جنباه وفص عن أمه. والانثى جَفْرَةٌ. والجَفْرُ:
البئر الواسعة لم تطو. ومنه جفر الهباءة، ومستنقع ببلاد غطفان. والجفرة
بالضم: سعة في الأرض مستديرة، والجمع جِفارٌ، مثل بُرْمَةٍ وبِرامٍ.
ومنه قيل للجَوْفِ: جَفْرَةٌ. وفرس مُجْفَرٌ، وناقة مُجْفَرَةٌ، أي
عظيمة الجُفْرَةِ، وهي وسَطُه. قال الجعدى: فتآيا بطرير مرهف * جفرة
المحزم منه فسعل - والجفار أيضا: ماء لبنى تميم بنجد، ومنه يوم الجفار.
قال بشر: ويوم النسار ويوم الجفار * كانا عذابا وكانا غراما - أي
هلاكا. والجفير كالكنانة، أوسع منها.
(2/615)
وجفر الفحلُ عن الضِرابِ يَجْفُرُ بالضم
جُفوراً، وذلك إذا أكثَرَ الضراب حتَّى حَسَر وانقطع وعدَلَ عنه. ويقال
في الكبش: ربض، ولا يقال جفر. ومنه قيل: الصَوم مَجْفَرَةٌ، أي مقطعة
للنكاح. قال ذو الرمّة: وقد عارضَ الشِعْرى سُهَيْلٌ كأنَّه * قريعُ
هِجانٍ عارضَ الشَوْلَ جافر - وجفر جنباه اتسعا. ويقال: أَجْفَرْتُ ما
كنتُ فيه، أي تركته. وأَجْفَرْتُ فلاناً: قطعتُه وتركت زيادته.
[جمر] الجَمْرُ: جمع جَمْرَةٍ من
النار. والجَمْرَةُ: ألفُ فارس. يقال جَمْرَةٌ كالجَمْرَةِ. وكلُّ
قبيلٍ انضمُّوا فصاروا يداً واحدةً ولم يحالِفوا غيرهم فهم جمرة. قال
أبو عبيدة: جمرات العرب ثلاث: بنو ضبة بن أد، وبنو الحارث بن كعب، وبنو
نمير بن عامر، فطفئت منهم جمرتان: طفئت ضبة لانها حالفت الرباب، وطفئت
بنو الحارث لانها حالفت مذحج؟. وبقيت نمير لم تطفأ لانها لم تحالف.
ويقال: الجمرات عبس والحارث وضبة، وهم إخوة لام. وذلك أن أمرة من اليمن
رأت
(2/616)
في المنام أن خرج من فرجها ثلاث جمرات،
فتزوجها رجل من اليمن فولدت له الحارث بن كعب بن عبد المدان، وهم أشراف
اليمن، ثم تزوجها بغيض ابن ريث فولدت له عبسا، وهم فرسان العرب، ثم
تزوجها أد فولدت له ضبة فجمرتان في مضر، وجمرة في اليمن. والجمرة:
واحدة جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَراتٍ يُرْمَينَ بالجِمارِ.
والجمرة: الحصاة. والمِجْمَرَةُ: واحدة المَجامِرِ، وكذلك المِجْمَرُ
والمُجْمَرُ. فبالكسر اسم الشئ الذى يجعل فيه الجَمْرُ، وبالضم الذي
هُيِّئَ له الجَمْرُ. يقال أَجْمَرْتُ مُجْمَراً. وينشد هذا البيت
بالوجهين: لا تصطلي النار إلا مُجْمَراً أَرِجاً * قد كَسَّرَتْ من
يلنجوج له وقصا (1) - والجُمَّارُ: شَحْمُ النخل. وجَمَرْتُ النخلَةَ:
قطعت وجمارها. والتجمير أيضا: رمى الجِمارِ. وتَجْميرُ الجيش: أن
تحبسَهم في أرض العدوّ ولا تُقفِلَهم من الثغر. وتجمرواهم، أي
تَحَبَّسُوا. ومنه التَجميرُ في الشَعَر. يقال: جَمَّرَتِ المرأةُ
شعرها، إذا جمعته وعَقَدَتْه في قفاها ولم ترسله. وفى
_________
(1) البيت لحميد بن ثور الهلالي، يصف امرأة ملازمة للطيب.
(2/616)
الحديث: " الضافر واللمبد والمجمر عليهم
الحلق ". وأجمر البعير: أسرع في سيره. ولا تقل أجمز بالزاى. قال لبيد:
وإذا حركت غرزى أجمرت * أو قرابى عدو جون قد أبل - وأجمر القوم على
الشئ: اجتمعوا عليه. وهذا جَميرُ القوم، أي مجتمعهم. وابنا جَميرٍ:
الليلُ والنهار، سمِّيا بذلك للاجتماع كما سميا ابنا سَميرٍ لأنَّه
يُسمَر فيهما. وأمَّا ابنُ جَميرٍ فالليلُ المظلم. قال الشاعر (1) :
نهارهُم ظمآنُ ضاحٍ وليلُهمْ * وإن كانَ بدراً ظلمة ابن جَميرِ -
والاستِجمارُ: الاستنجاء بالأحجار. وحافرٌ مِجْمَرٌ، أي صلب. والمجيمر:
اسم موضع والمجيمر: جبل. قال امرؤ القيس: كأن ذرى رأس المجيمر غدوة *
من السيل والغثاء فلكة مغزل -
[جمعر] جَمْعَرَ الحمار، إذا جمَعَ
نفسه ليكدم.
[جمهر] قال الاصمعي: الجمهور:
الرملة المشرفة على
_________
(1) هو عمرو بن أحمر.
(2/617)
ما حولها، وهى المجتمعة. وفي حديث موسى بن
طلحة أنَّه شهد دَفْنَ رجلٍ فقال: " جمهروا قبره جمهرة "، أي اجمعوا
عليه التُرابَ، ولا تطيِّنوه. والجمهور (1) من الناس: جُلَّهم. وجَمهرت
عليه الخبَرَ، إذا أخبرتَه بطرَفٍ وكتمت الذى تريد.
[حور] الجور: الميل عن القصد. يقال:
جارَ عن الطريق، وجارَ عليه في الحكم. وجَوَّرَهُ تَجْويراً: نسبَه إلى
الجَور. وضربه فَجَوَّرَهُ، أي صرعَه، مثل كوّره، فَتَجَوَّرَ. وقال
رجل من ربيعة الجوع: فقلما طارد حتى أغدرا * وسط الغبار خربا مجورا -
وجور: اسم بلد، يذكر ويؤنث. والجارُ: الذي يُجاوِرُكَ. تقول:
جاوَرْتُهُ مُجَاوَرَةً وجِواراً وجواراً، والكسر أفصح. وتجاور القوم
واجتوروا بمعنى، وإنما صحت الواو في اجتوروا لانه في معنى ما لابد له
من أن يخرج على الاصل لسكون ما قبله، وهو تجاوروا، فبنى عليه. ولو لم
يكن معناهما واحدا لا عتلت.
_________
(1) بضم الجيم. وحكى الشهاب في شرح الشفا أن قوما يفتحونها وهو غريب.
(2/617)
والمجاورة: الاعتكاف في المسجد. وفي
الحديث: " كان يُجاوِرُ في العَشْر الأواخر ". وامرأة الرجل: جارته.
قال الاعشى: أجارتنا بينى فإنك طالقه * كذاك أمور الناس غاد وطارقه -
والجار: الذى أَجَرْتَهُ من أن يظلمَه ظالم. قال الهذلي (1) : وكنت إذا
جاري دَعا لمضُوفةٍ * أشمِّر حتَّى يَنْصُفَ الساق مئزري - واستجاره من
فلان فأجاره منه. وأجاره الله من العذاب: أنقذه. وغيث جور، مثال هجف،
أي شديدُ صوتِ الرعد. وبازِلٌ جِوَرٌّ. قال الراجز: زوجك يا ذات
الثنايا الغر * أعيا فنطناه مناط الجر * دوين عكمى بازل جور * ثم شددنا
فوقه بمر
[جهر] رأيته جَهْرَةً، وكلمته جهرة.
وجَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها، أي نقَّيتها وأخرجتُ ما فيها من
الحَمْأة. وهى بئر مجهورة. وقال:
_________
(1) هو أبو جندب.
(2/618)
إذا وَرَدنا آجناً جَهَرْناه * أو خالياً
من أهله عَمَرْناهْ - قال الأخفش: تقول العرب: جَهَرْتُ الركيَّة، إذا
كان ماؤها قد غطَّى الطينَ فنقَّى ذلك حتَّى يَظهَر الماء ويصفو. قال:
ومنه قوله تعالى:
(حَتَّى نَرى اللهَ جَهْرَةً) *، أي عِياناً يكشف ما بيننا وبينه.
والأَجْهَرُ: الذي لا يُبصِر في الشَمس. يقال: كبش أَجْهَرُ بيِّن
الجَهَرِ، ونعجة جَهْراءُ. قال أبو العيال الهذلى: جهراء لا تألوا إذا
هي أَظْهَرَتْ * بَصَراً ولا من عيلة تغنيني - وجهر نا الارض: سلكْناها
من غير معرِفة. وجَهَرْنا بني فلانٍ، أي صبَّحناهم على غرة. وحكى
الفرّاء جَهَرْتُ السِقاءَ مَخَضْته. ولبنٌ جَهيرٌ: لم يُمذَقْ بماء.
وجَهَرَ بالقول: رفَعَ به صوتَه، وجَهْوَرَ. وهو رجلٌ جَهْوَرِيُّ
الصوت، وجهير الصوت تقول منه: جُهُرَ الرجل بالضم. وإجْهارُ الكلام:
إعلانه. ورجل مِجْهَرٌ بكسر الميم، إذا كان من عادته أن يَجْهَرَ
بكلامه. والمُجاهَرَةُ بالعداوة: المبادأة بها. وجَهَرْتُ الرجل
واجْتَهَرْتُهُ، إذا رأيته عظيم
(2/618)
المرآة، وكذلك الجيش إذا كثروا في عَينِكَ
حينَ رأيتهم. قال الراجر (1) : كأنما زهاؤه لمن جهر * ليل ورز وغره إذا
وغر - ورجل جهير بين الجهارة (2) ، أي ذو منظر. وامرأة جَهيرَةٌ. قال
أبو النَجْم: وأرى البياضَ على النساء جهارة * والعتق أعرفه على
الادماء - وما أحسن جهره فلان بالضم، أي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن
منظره. ويقال: كيف جهراؤكم، أي عند جماعتكم. والجوهر معرب، الواحدة
جوهرة. والحروف المَجْهورَةُ عند النحويّين تسعةَ عشر، يجمعها قولك:
ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إذ غزا جند مطيع. وإنما سمِّي الحرف مَجْهوراً لأنّه
أشبع الاعتمادُ في موضعه ومُنع النَفَس أن يجري معه حتَّى ينقضي
الاعتماد بجرى الصوت.
[جير] قولهم: جَيْرِ لا آتيك، بكسر
الراء: يمين للعرب. ومعناها حقا. قال الشاعر: وقن على الفردوس أَوَّلُ
مَشْرَبٍ * أَجَلْ جَيْرِ إِنْ كانت أبيحت دعاثره - والجيار: الصاروج.
قال الاخطل يصف بيتا (3) :
_________
(1) هو العجاج.
(2) والجهورة.
(3) شبه به ناقته.
(2/619)
كأنها برج رومى يُشَيِّدُهُ * لُزَّ بطين
وآجُرٍّ وجَيَّارِ - والجَيَّارُ: حَرارةٌ في الصدر من غيظ أو جوع. قال
الهذلى (1) : قد حالَ بين تَراقيهِ ولَبَّتِهِ * من جُلْبَةِ الجوع
جَيَّارٌ وإرْزيزُ (2) وكذلك الجائر. قال الشاعر: فلما رأيتُ القوم
نادَوْا مُقاعِساً * تعَرَّضَ لي دونَ الترائب جائر -
فصل الحاء
[حبر] الحِبْرُ: الذي يكتب به،
وموضعه المِحْبَرَةُ بالكسر. والحبر أيضاً: الأثَر، والجمع حُبورٌ، عن
يعقوب. يقال: به حُبورٌ، أي آثارٌ. وقد أَحْبَرَ به أي ترك به أثرا.
وأنشد (3) :
_________
(1) المتنخل، وقيل أبو ذؤيب.
(2) صدره في اللسان:
كأنما بين لحييه ولبته
(3) لمصبح بن منظور الاسدي. وبعد البيت: وما فعلت بى ذاك حتى تركتها *
تقلت رأسا مثل جمعى عاريا - وأفلتني منها حماري وجبتى * جزى الله خيرا
جبتى وحماريا -
(2/619)
لقد أشمتت بي أهل فَيْدٍ وغادرَتْ * بجسميَ
حِبْراً بنتُ مَصَّانَ بادِيا - وفي الحديث: " يخرج رجلٌ من النار قد
ذهب حِبْرُهُ وسِبْرُهُ "، قال الفراء: أي لونه وهيئته، من قولهم: جاءت
الابل حسنة الاحبار والاسبار. وقال الأصمعي هو الجمال والبَهاء وأثر
النَعْمة. يقال: فلانٌ حسن الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان جميلاً حسَنَ
الهيئة. قال ابن أحمر (1) : لبسنا حِبْرَهُ حتَّى اقْتُضِينا * لآجالٍ
وأعمالٍ قضينا - ويقال أيضا: فلان حسن الحبر والسبر، بالفتح. وهذا كأنه
مصدر قولك: حبرته حبرا، إذا حسنته. والاول اسم. وتحبير الخط والشعر
وغيرهما: تحسينه. قال الاصمعي: وكان يقال لطفيل الغنوى في الجاهلية
محبرا، لانه كان يحسن الشعر. والحبر أيضا: الحبور، وهو السرور. يقال:
حَبَرَهُ يَحْبُرُهُ بالضم حَبْراً وحَبْرَةً. وقال الله تعالى:
(فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرونَ) *، أي يُنعّمون ويكرَّمون ويسرّون. ورجل
يَحْبورٌ: يَفْعولٌ من الحُبور. والحِبْرُ والحَبْرُ: واحد أحبار
اليهود.
_________
(1) يذكر الزمان.
(2/620)
وبالسكر أفصح، لانه يجمع على أفعال دون
الفعول. قال الفراء: هو حبر بالكسر، يقال ذلك للعالم وإنما قيل كعب
الحبر لمكان هذا الحبر الذى يكتب به. قال: وذلك أنه كان صاحب كتب. قال
الاصمعي: لا أدرى هو الحبر أو الحبر، للرجل العالم؟ وقال أبو عبيد:
والذي عندي أنه الحَبْرُ بالفتح، ومعناه العالم بِتَحْبيرِ الكلام
والعلم وتحسينه. قال: وهكذا يرويه المحدثون كلهم بالفتح. والحبار (1) :
الاثر. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها * ألا ترى حبار من
يسقيها - وقال حميد بن ثور الارقط (2) : ولم يقلب أرضها البيطار * ولا
لحبلية بها حبار - قال يعقوب: الجمع الحَباراتُ. والحَبيرُ (3) : لُغام
البيعر. والحبير: الحساب. وثوب حبير، أي جديد. وأرضٌ مِحْبارٌ: سريعة
النبات حسنته.
_________
(1) الحبار، والحبار: الاثر.
(2) كذا. والصواب " حميد الارقط " كما في اللسان.
(3) ويقال بالمعجمة، وهما لغتان.
(2/620)
والحبرة: مثال العنبة: برد يمان، والجمع
حِبَرٌ وحِبَراتٌ. والحِبِرَةُ بكسر الحاء والباء: القَلَحُ في
الأٍسنان، والجمع بطرح الهاء في القياس. وأما اسم البلد فهو حبر مشددة
الراء. قال عبيد بن الابرص: فعردة فقفا حبر * ليس بها منهم عريب (1) -
وقد حَبِرَتْ أسنانه تَحْبَرُ حَبَراً، مثال تعبت تتعب تعبا، أي
قَلِحَتْ. وحَبِرَ الجُرح أيضاً حَبَراً، أي نُكِسَ وغَفَرَ. قال
الكسائيّ: أي بَرأَ (2) وبقيت له آثارٌ. والحَبَرُ في قول العجّاج:
الحمدُ لله الذي أعطَى الحَبَرْ * ويروى " الشبر "، من قولهم: حَبَرَني
هذا الأمر حبرا، أي سرنى. وقد حرك الباء فيهما وأصلها التسكين. ومنه
الحابور، هو مجلس الفساق. والحبارى: طائر، يقع على الذكر والانثى،
واحدها وجمعها سواء، وإن شئت قلت في الجمع حباريات.
_________
(1) أي ليس بها أحد.
(2) أي برئ. في اللسان والمخطوطة.
(2/621)
وفى المثل: " كل أنثى تحب ولدها حتى
الحبارى (1) ". وإنما خصوا الحبارى لانه يضرب بها المثل في الموق، فهى
على موقها تحب ولدها وتعلمه الطيران. وألفه ليست للتأنيث ولا للالحاق،
وإنما بنى الاسم لها فصارت كأنها من نفس الكلمة، لا تنصرف في معرفة ولا
في نكرة، أي لا ينون. وحكى سيبويه: ما أصاب منه حبرا برا ولا تبر برا
ولا حورورا، أي ما أصاب منه شيئا. ويقال: ما في الذى تحدثنا به حبربر،
أي شئ.
[حبتر] الحَبْتَرُ بالفتح: القصير
مثل البحتر.
[حبجر] الحبجر بكسر الحاء وفتح
الباء: الغليظ. وأنشد الاحمر: أرمى عليها وهى شئ بجر * والقوس فيها وتر
حبجر * وهى ثلاث أذرع وشبر * واحبنجر، أي انتفخ من الغضب.
_________
(1) وقالوا في تصغير الحبارى: حبيرى، ففتحوا الراء، وحبيريات.
(79 - صحاح - 2)
(2/621)
[حبكر]
الحَبوكَرُ: رملٌ يضِلُّ فيه السالك. والحبوكر: الداهية، وكذلك
الحَبَوْكَرى. وأمُ حَبَوْكَر هي أعظم الدَواهي. قال عمرو بن أحمر
الباهلى: فلما غسا ليلى وأيقنت أنها * هي الاربى جاءت بأم حبوكر (1) -
ويقال جمل حبوكرى، والالف زائدة بنى الاسم عليها، وليست للتأنيث، لانك
تقول للانثى: حبوكراة. وكل ألف للتأنيث لا يصح دخول هاء التأنيث عليها.
وليست أيضا للالحاق، لانه ليس له من الاصول فيلحق به.
[حتر] الحِتْرُ: بالكسر: العطيّة
اليسيرة، وبالفتح المصدر تقول: حَتَرْتُ له شيئاً أَحْتُرُ حَتْراً (2)
. قال الأصمعيّ: فإذا قالوا أقلَّ وأَحْتَرَ قالوه بالألف. قال
الشَنْفَرى: وأُمَّ عيال قد شهِدْتُ تَقوتهم * إذا أطعَمْتُهمْ
أحْتَرَتْ وأَقَلَّتِ - وأَحْتَرْتُ العقدة: أحكمتها. والحَتار:
الكِفاف. وكلُّ ما أحاط بالشئ واستداربه فهو حتاره وكفافه. والجمع حتر.
_________
(1) الرواية: " بأم حبوكرى ".
(2) حتر يحتر، ويحتر حترا.
(2/622)
يقال: حترت البيتُ حَتْراً، وذلك إذا ارتفع
أسفل الخباء عن الارض وقلص فوصَلْتَ به ما يكونُ سِتراً. والحترة،
بالضم: الوكيرة. يقال: حتر لنا، أي وكر لنا. وماحترت اليوم شيئا، أي ما
ذقت. والحَتْرَةُ، بالفتح: الرَضْعة الواحدة.
[حثر] يقال: حَثِرَتْ عينُه بالكسر،
تَحْثَرُ، إذا خرجَ فيها حبٌّ أحمر، وهو بَثْرٌ يخرج في الأجفان.
وحَثِرَ الدِبس أيضاً: تحبَّب. وحثر الجلد: بثر. قال الراجز:
رأيت شيخا حثر الملامج (1) * وهى ما حول الفم. والحوثرة: حشفة الانسان.
والحواثر: بطن من عبد القيس. قال المتلمس:
نعم الحواثر إذ تساق لمعبد (2) * وحثارة التبن: لغة في الحثالة.
_________
(1) في اللسان: رأته شيخا حثر الملامح * بالحاء وهو تصحيف، وصوابه
بالجيم في الجمهرة 2: 111. وملامح الانسان، ما حول فمه مثل الملاغم.
قال الراجز:
رأته شيخا حثر الملامج * وفى التاج بالحاء، وهو تصحيف.
(2) صدره:
لن يرحض السوءات عن أحسابكم:
(2/622)
ويقال: أحثر النخل، إذا تشق طلعه وكان حبه
كالحثرات الصغار قبل أن يصير خَصَلاً.
[حجر] الحَجَرُ جمعه في القلة
أَحْجَارٌ، وفي الكثرة حِجارٌ وحِجارةٌ، كقولك: جمل وجمالة، وذكر
وذكارة، وهو نادر. وحجر أيضا: اسم رجل. ومنه أوس بن حجر الشاعر.
والحَجَرانِ: الذهب والفِضّة. والحَجْر ساكن: مصدر قولك حَجَرَ عليه
القاضي يَحْجُرُ حَجْراً: إذا منعه من التصرف في ماله. والحجر أيضا:
قصبة اليمامة، يذكر ويؤنث. وحجر الانسان وحجره، بالفتح والسكر، والجمع
حجور. والحَُِجْر: الحرام يكسر ويضم ويفتح، والكسر أفصح. وقرئ بهنّ
قوله تعالى:
(وحَرْثٌ حَُِجْرٌ) *. ويقول المشركون يومَ القيامة إذا رأَوْا ملائكة
العذاب:
(حِجْراً مَحْجوراً) *، أي حراماً حرما، يظنون أن ذلك ينفعهم كما كانوا
يقولونه في الدار الدنيا لم يخافونه في الشهر الحرام. وحَجْرَةُ القوم:
ناحية دارهم. وفي المثل:
(2/623)
" يربض حجرة ويرتعى وسطا (1) ". والجمع
حجرات وحجر، مثل جمرة وجمر وجمرات. ويقال للرجل إذا كثُر ماله: انتشرت
حَجْرَتُه. والعرب تقول عند الأمر تُنكره: حُجْراً بالضم، أي دفْعاً.
وهو استعاذة من الامر. قال الراجز: قالتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ *
عَوْذٌ بربي منكم وحجر - وحجر أيضا: اسم رجل، وهو حجر الكندى، الذى
يقال له آكل المرار. وحجر ابن عدى الذى يقال له الادبر. ويجوز حجر، مثل
عسر وعسر، قال حسان بن ثابت: من يغر الدهر أو يأمنه * من قتيل بعد عمرو
وحجر - يعنى حجر بن نعمان بن الحارث بن أبى شمر الغساني. والحجرة:
حظيرة الإبل، ومنه حُجرة الدار. تقول: احْتَجَرْتُ حجرةً، أي اتخذتها.
والجمع حجر مثل غرفة وغرف، وحجرات بضم الجيم. والحجر: العقل. قال الله
تعالى:
(هَلْ في ذَلِكَ قَسَمٌ لذي حِجْرٍ) *. والحِجْرُ أيضاً: حِجْرُ
الكعبة، وهو ما حواه الحطيمُ المدارُ بالبيت جانبَ الشَمال.
_________
(1) ويروى: " يرعى وسطا ويربض حجرة ".
(2/623)
وكُلُّ ما حَجَرْتَهُ من حائط فهو حجر.
والحجر: منازل ثمود ناحية الشام، عند وادى القرى. قال الله تعالى:
(كذب أصحاب الحجر المرسلين) *. والحجر أيضا: الانثى من الخيل.
والحاجِرُ والحاجورُ: ما يُمسك الماء من شَفَة الوادي. وهو فاعولٌ من
الحَجْرِ، وهو المنع. وجمع الحاجر حجران، مثل حائر وحوران، وشاب وشبان.
والمحجر، مثال المجلس: الحديقة. قال لبيد: بكرت به جرشية مقطورة * تروى
المحاجر بازل علكوم (1) - ومحجر العين أيضا: ما يبدو من النِقاب.
والمَحْجَرُ بالفتح: ما حول القرية، ومنه محاجر أقيال اليمن، وهى
الاحماء، كان لكل واحد منهم حمى لا يرعاه غيره. والمحجر أيضا: الحجر،
وهو الحرام. قال حميد بن ثور: فهمت أن أغشى إليها محجرا * ولمثلها يغشى
إليه المحجر
_________
(1) جرشية: ناقة منسوبة إلى جرش، وهو موضع باليمن. مقطورة: مطلية
بالقطران. علكوم: ضخمة.
(2/624)
ويقال: حجر القمر: إذا استدارَ بخطٍّ دقيق
من غير أن يَغلُظَ، وكذلك إذا صارت حولَه دارةٌ في الغَيْم.
والتَحْجيرُ أيضاً: أن تَسِمَ حول عَينِ البعير بميسمٍ مستدير. ومحجر
بالتشديد: اسم موضع، والاصمعى يقوله بكسر الجيم، وغيره يفتح. وحجار
بالتشديد: اسم رجل من بكر ابن وائل. والحنجرة والحنجور: الحلقوم:
بزيادة النون.
[حدر] الحادِرُ من الرجال: المجتمع
الخَلْق، عن الأصمعيّ. تقول منه: حَدُرَ بالضم يَحْدُرُ حَدْراً. وعين
حَدْرَةٌ، أي مكتنِزة صُلبة. قال امرؤ القيس: وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ
بَدْرَةٌ * شُقَّتْ مآقيهِما من أُخُرْ - وناقةٌ حادِرَةُ العينين، إذا
امتلأتا. والحُدْرَةُ: من الإبل بالضم: نَحو الصرمة. والحادور: القرط،
في قول الشاعر (1) :
_________
(1) هو أبو النجم العجلى يصف امرأة.
(2/624)
* بائنة المنكب من حادورها (1) * والحدر:
مثل الصَبَبِ، وهو ما انحَدَرَ من الأرض. يقال: كأنَّما ينحط في
حَدَرٍ. والحَدورُ: الهَبوط، وهو المكان تنحدر منه. والحُدورُ بالضم:
فِعْلُكَ. وحَدَرْتُ السفينةَ أَحْدُرُها حَدْراً، إذا أرسلتَها إلى
أسفلَ. ولا يقال أَحْدَرْتُها. وحَدَرَتْهُمُ السَنَةُ، أي حطَّتهم
وجاءت بهم حُدوراً (2) . وحَدَرَ جلدُ الرجل يَحْدُرُ حُدوراً، أي
وَرِمَ من الضرب. وحَدَرْتُهُ أنا حَدْراً، يتعدَّى ولا يتعدَّى.
وأَحْدَرْتُهُ أيضاً. وانْحَدَرَ جِلدُه: تورَّمَ. وأَحْدَرَ ثوبَه، أي
كفَّهُ، وكذلك إذا فتَلَ أطرافَ هُدبه كما يُفْعل بأطراف الاكسية. وحدر
في قراءته وفى أذانِه يَحْدُرُ حَدْراً، أي أسرَعَ. وحَيٌّ ذو
حُدورَةٍ، أي ذو اجتماع وكثرة.
_________
(1) قبله:
خدبة الخلق على تحصيرها * وبعده: يزينها أزهر في سفورها * فضلها الخالق
في تصويرها -
(2) وفى اللسان. " وحدرتهم السنة تحدرهم: جاءت بهم إلى الحضر ".
(2/625)
والانحدار: الانهباط. تقول: انحدرتُ إلى
البصرة. والموضع مُنْحَدَرٌ. وتحدر الدمع، أي تنزل. والحندر والحندور
والحندورة: الحدقة. يقال: هو على حُنْدُرِ عينه وحُنْدُورِ عينه
وحُنْدُورَةِ عينه، إذا كان يستثقله ولا يقدِرُ أن ينظُرَ إليه،
بُغْضاً. قال الفراء: يقال جعلتُه على حِنْدِيرَةِ عيني، وحُنْدُورَةِ
عيني، إذا جعلتَه نُصْبَ عينك. وحدراء: اسم امرأة. والحيدرة: الاسد.
وقال على رضى الله عنه:
أنا الذى سمتن أمي حيدرة (1) * لان أمه فاطمة بنت أسد لما ولدته وأبو
طالب غائب سمته أسدا باسم أبيها، فلما قدم أبو طالب كره هذا الاسم
فسماه عليا.
[حدبر] الحدبار من النوق: الضامرة،
التى قد يبس لحمها من الهزال وبدت حراقفها. يقال: ناقة حدبار وحدبير،
ونوق حدابير.
_________
(1) بعده: كليث غابات غليظ القصره * أضرب بالسيف رقاب الكفره * أكيلكم
بالسيف كيل السندره:
(2/625)
[حذر]
الحَذَرُ والحِذْرُ: التَحَرُّزُ. وقد حذرت الشئ أحذره حذرا. ورجل حذر
وحذر (1) ، أي متيقظ متحرز، والجمع حَذِرونَ وحَذارى وحَذُرونَ. وأنشد
سيبويه في تعديه: حذرا أمورا لا تُخاف وآمِنٌ * ما ليس مُنْجيهِ من
الاقدار - وهذا نادر لان النعت إذا جاء على فعل لا يتعدى إلى مفعول.
والتحذير: التخويف. والحذار: المُحاذَرَةُ. وقولهم: إنَّه لابنُ
أَحْذارٍ، أي لابنُ حزْمٍ وحَذرٍ. وحَذارِ، مثل قطام، بمعنى احْذَرْ.
وقال الشاعر (2) :
حَذارِ من أرماحنا حذار (3) * والمحذروة: الفزع بعينه. وقرئ:
(وإنَّا لجميع حاذِرونَ) * و * (حذرون) * و * (حذرون) * أيضا بضم
الذال، حكاه الاخفش. ومعنى
_________
(1) إى بضم الذال.
(2) هو أبو النجم.
(3) بعده:
أو تجعلوا دونكم وبار:
(2/626)
حاذرون: متأهبون. ومعنى حَذُِرون: خائفون.
والحِذْرِيَةُ على فِعْلِيَةٍ: قِطعةٌ من الأرض غليظة، والجمع الحذارى.
وتسمى إحدى حرتى بنى سليم: الحذرية. ونفش الديك حذريته، أي عِفْريتَهُ.
ورجلٌ حِذْرِيانٌ: شديد الفزع والحذر. وأبو محذورة: أوس بن معير (1) ،
مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[حذفر] حذافير الشئ أعاليه ونواحيه.
يقال: أعطاه الدنيا بِحَذافيرِها، أي بأسرها، الواحد حذفار.
[حرر] الحَرُّ: ضد البرد.
والحَرارةُ: ضد البُرودة. والحَرَّةُ: أرضٌ ذاتُ حجارة سودٍ نخرةٍ
كأنَّها أحرِقَتْ بالنار. والجمع الحِرارُ والحَرَّاتُ، وربَّما جمع
بالواو والنون فقيل حَرُّونَ، كما قالوا أَرَضون، وإحَرُّونَ أيضاً،
كأنه جمع إحرة. قال الراجز (2) :
_________
(1) في القاموس: " سمرة بن معير ". وفى اللسان كما هنا، وزاد: " أحد
بنى جمح ".
(2) هو زيد بن عتاهية التميمي.
(2/626)
لا خمس إلا جندل الاحرين (1) * والخمس قد
جشمنك الامرين (2) - ونهشل بن حرى (3) . وبعير حرى: يرعى في الحَرَّةِ.
والحِرَّةُ بالكسر: العطَش. ومنه قولهم: " أشدُّ العطش حِرَّةٌ على
قِرَّةٍ "، إذا عطِش في يوم بارد. ويقال: إنما كسرو الحرة لمكان القرة.
والحران: العطشانُ، والأنثى حَرَّى، مثل عطشى. والحرار: العطاش. وحران:
بلد بالجزيرة، يقال: إن حران بناها هاران بن لوط، وبها سميت. فعلى هذا
الاسم معرب وليس بعربي محض. هذا إن كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن
كان فعالا فهو من باب النون.
_________
(1) أراد بالخمس الخمسمائة. انظر قصة الرجز في اللسان. وقبله: إن أباك
فر يوم صفين * لما رأى عكا والاشعريين - وقيس عيلان الهوازنيين * وابن
نمير في سراة الكندين * وذا الكلاع سيد اليمانين * وحابسا يستن في
الطائيين * قال لنفس السوء هل تفرين
(2) بعده: جمزاء إلى الكوفة من قنسرين
(3) هو أحد الشعراء.
(2/627)
والحر بالضم: خلاف العبد. وحُرُّ الرمل
وحَرُّ الدار: وسطها. وحر الوجه: مابدا من الوَجْنَةِ. يقال: لطمه على
حر وجهه. والحران: الحر وأبى، وهما أخوان. وأنشد الاصمعي للمنخل (1) :
ألا من مبلغ الحرين عنى * مغلغلة وخص بها أبيا (2) - والحر: فرخ
الحمامة، وولد الظَبْية، وولد الحيّة أيضاً. قال الطرماح (3) : منطو في
جوف ناموسه * كانطواء الحر بين السلام - وساق حُرٍّ: ذكر القَمارِيّ.
وأَحْرارُ البقول: ما يؤكل غيرَ مطبوخ. ويقال أيضاً: ما هذا منك
بِحُرٍّ، أي بحسنٍ ولا جميل. قال طرفة:
_________
(1) وفى اللسان: " المتنخل اليشكرى "، صوابه " المنخل اليشكرى "، وهو
من شعراء الحماسة. وقد أراد صاحب اللسان قصة المنخل اليشكرى مع
النعمان.
(2) بعده: فإن لم تتأرا لى من عكب * فلا أرويتما أبدا صديا - يطوف بى
عكب في معد * ويطعن بالصملة في قفيا -
(3) يصف صيادا
(2/627)
لا يكن حبك داءً قاتلاً (1) * ليسَ هذا منك
ماوِيَّ بِحُرّْ - والحُرَّةُ: الكريمة. يقال: ناقة حُرَّةٌ. وسَحابة
حرّة: أي كثيرة المطر. قال عَنترة. جادتْ عليها كل بِكرٍ حُرَّة *
فتركنَ كلَّ قرارة كالدِرهم (2) - والحُرَّةُ: خلاف الأَمَة. وحُرَّةُ
الذِفْرى: موضِع مَجال القُرط منها. وطينٌ حُرٌّ: لا رمْلَ فيه ورملة
حُرَّةٌ، أي لا طينَ فيها، والجمع حَرائِرُ. وقولهم: باتت فلانةُ
بليلةِ حُرَّةٍ، إذا لم يَقدِر بعلُها على افتضاضها. قال النابغة:
شُمُس مَوانعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ * يُخْلِفْنَ ظنَّ الفاحش المغيار -
فإن افتضها فهى بليلة شيباء. والحريرة: واحدة الحرير من الثياب.
والحَريرةُ: دقيقٌ يُطْبَخ بلبن. والحَريرُ: المَحرورُ الذي تداخلَتْه
حرارة الغيظ وغيره. قال الشاعر (3) : خرجن حريرات وأبدين مجلدا * وجالت
عليهن المكتبة الصفر -
_________
(1) يروى: " داء داخلا ".
(2) سبق برواية أخرى في (ثرر) .
(3) الفرزدق.
(2/628)
ويقال: إنى لأجد لهذا الطعام حَرورَةً (1)
في فمى، أي حرارة ولذعا. وحروراء: اسم قرية، يمد ويقصر، نسبت إليها
الحرورية من الخوارج، لانه كان أول مجتمعهم بها وتحكيمهم منها. يقال:
حرورى بين الحرورية. والحرور: الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَموم
بالنهار. وقال أبو عبيدة: الحَرورُ بالليل وقد تكون بالنَهار،
والسَمومُ بالنهار وقد تكون بالليل. قال العجاج: ونسجت لوامع (2)
الحرور * سبائبا كسرق الحرير - وحر العبد يَحَرُّ حَراراً (3) . قال
الشاعر:
وما رُدَّ من بعد الحَرارِ عتيق (4) * وحَرَّ الرجل يَحَرُّ حُرِّيَةً،
من حُرِّيَةِ الأصل. وحَرَّ الرجل يحر حرة: عطش، فهذه الثلاثة بكسر
العين في الماضي وفتحها في المستقبل. وأما حر النهار ففيه لغتان، تقول،
حَرَرْتَ
_________
(1) في اللسان: " حروة ".
(2) في اللسان: " لوافح ". وقبل البيت: فلو أنك في يوم الرخاء سألتنى *
فراقك لم أبخل وأنت صديق -
(3) وحرارة، وحرية، وحرورة، وحرورية.
(4) صدره:
فما رد تزويج عليه شهادة:
(2/628)
يا يوم بالفتح، وحَرِرْتَ بالكسر، فأنت
تَحَرُّ وتَحُرُّ وتَحِرُّ، حَرّاً وحَرارَةً وحُروراً. وأَحَرَّ
النهارُ: لغةٌ فيه سمعها السكائى. وأحر الرجل فهو محر، أي صارت إبله
حرارا أي عطاشاً. وحكى الفرّاء: رجلٌ حُرٌّ بيّن الحَرُورِيَةِ.
وتَحْريرُ الكتابِ وغيرِه: تقويمه. وتَحْريرُ الرقَبة: عِتْقُها.
وتَحريرُ الولد: أن تُفْرِده لطاعة الله وخدمةِ المسجد. واسْتَحَرَّ
القتل وحر، بمعنى، أي اشتد.
[حزر] الحَزْرُ: التقدير والخَرْصُ.
تقول: حزرت الشئ أحزره وأحزره. والحازر: الخارص. والحازِرُ اللبن
الحامض. وقد حرز اللبن والنبيذ، أي حمض. وحَزْرَةُ المال: خِياره.
يقال: هذا حَزْرةُ نفسي، أي خيرُ ما عندي. والجمع حزَراتٌ بالتحريك.
وفي الحديث: " لا تأخُذْ من حَزَراتِ أَنفُس الناسِ شيئاً "، يعني في
الصدقة. قال الراجز:
الحزرات حزرات النفس * أي هي مما تودها النفس. وقال آخر:
وحزرة القلب خيار المال * والحزاور: الروابي الصغار، الواحدة حزورة،
وهى تل صغير.
(2/629)
والحزور أيضاً: الغلامُ إذا اشتدَّ وقويَ
وخَدَم. قال يعقوب: هو الذي قد كاد يُدرِك ولم يَفْعَل. وقال الراجز:
لن تعدم المطى منا مسفرا (1) * شيخا بجالا وغلاما حزورا - وكذلك
الحَزَوَّرُ بتشديد الواو، والجمع الحزاورة. وحزيران بالرومية: اسم شهر
قبل تموز.
[حسر] حَسَرْتُ كُمِّي عن ذراعي
أًحْسِرُهُ حَسْراً: كشفت. والحاسِرُ: الذي لا مِغْفَرَ له (2) ولا
دِرع. والانْحِسارُ: الانكشاف. والمِحْسَرَةُ: المِكْنَسَةُ. وحسَرَ
البعيرُ يَحْسِرُ حُسوراً: أعيا واسْتَحْسَرَ وتَحَسَّرَ مثلُه.
وحَسَرْتُهُ أنا حَسْراً، يتعدَّى ولا يتعدَّى، وأَحْسَرْتُهُ أيضاً،
فهو حسير، والجمع حسرى، مثل قتيل وقتلى. وحسر بصرُه يَحْسِرُ حُسوراً،
أي كَلَّ وانقطع نظَره من طولٍ مَدىً وما أشبهَ ذلك، فهو حَسيرٌ ومحسور
أيضا. قال قيس بن خويلد الهذلى يصف ناقة:
_________
(1) في اللسان: " لن يعدم المطى منى ".
(2) في المخطوطة: " لا مغفر عليه ".
(80 - صحاح - 2)
(2/629)
إن الحسير (1) بها داء مخامرها * فشطرها
نظر العينين محسور - نصب شطرها على الظرف، أي نحوها. وفلان كريم
المحسر، أي كريم المخبر. والحَسْرَةُ: أشدُّ التلهف على الشئ الفائت.
تقول منه: حسر على الشئ بالكسر يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً، فهو
حَسيرٌ. وحَسَّرْتُ غيري تَحْسيراً. وحَسَّرَتِ الطيرُ تَحْسيراً: سقَط
ريشُها. والتَحَسُّرُ: التلهُّف. وتَحَسَّرَ وبرُ البعير، أي سقَط.
ورجل مُحَسَّرٌ، أي مؤْذىً. وفي الحديث: " أصحابُه مُحَسَّرونَ (2) "،
أي محقّرون. وبطن محسر، بكسر السين: موضع بمنى.
[حشر] ابن السكيت: أذن حشر، أي
لطيفة كأنها حشرت حشرا، أي بُريت وحُدِّدت. وكذلك غيرها. وآذانٌ
حَشْرٌ، لا يثنَّى ولا يجمع، لانه مصدر في الاصل. وهو مثل قولهم: ماء
غور، وماء سكب وقد قيل: أذن حشرة. قال النمر ابن تولب:
_________
(1) في اللسان: " إن العسير ".
(2) هو حديث: " يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب، أصحابه محسرون
محقرون مقصون عن أبواب السلطان ومجالس الملوك. يأتونه من كل أوب كأنهم
قزع الخريف، يورثهم الله مشارق الارض ومغاربها ".
(2/630)
لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ * كإعْليطِ
مرخ إذا ما صفر - والحَشْرُ من القُذّذِ: ما لَطُف. وسِنانٌ حَشْرٌ:
دقيق. وقد حَشَرْتُهُ حَشْراً. وحكى الأخفش: سهم حَشْرٌ وسهام حُشْرٌ،
كما قالوا: جَوْنٌ وجون، وورد وورد، وثط وثط. والحشرة بالتحريك: واحدة
الحشرات، وهى صغار دواب الارض. وحشرات الناس أَحْشِرُهُمْ
وأَحْشُرُهُمْ حَشْراً: جمعتهم، ومنه يوم الحِشْر. وروى سعيد بن مسروق
عن عِكْرِمة في قوله تعالى:
(وإذا الوُحوش حُشِرَتْ) *، قال: حَشْرُها: موتها. وحَشَرَتِ السنةُ
مالَ فلانٍ، أي أهلكته. والمَحْشِرُ بكسر الشين: موضع الحَشْرِ.
والحاشِرُ: اسمٌ من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: " خمسة
أسماء: أنا محمد وأحمد، والماحي يمحو الله بى الكفر، والحاشر أحشر
الناس على قدمى، والعاقب ". والحشور مثال الجرول: المنتفخ الجنبين.
يقال: فرس حَشْوَرٌ، والأنثى حَشْوَرَةٌ.
[حصر] حَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْراً:
ضيَّق عليه وأحاط به.
(2/630)
الحصير: الضيق البخيل. والحَصيرُ:
البارِيَّةُ. والحَصيرُ: الجَنْبُ. قال الاصمعي: هو مابين العِرْقِ
الذي يظهر في جَنْب البعير والفرس معترِضاً فما فوقَه إلى مُنْقَطَع
الجنْب. والحَصيرُ: الملكُ، لانه محجوب. قال لبيد: وقما قم غُلْبِ
الرِقابِ كأنَّهم * جِنٌّ لدى باب الحصير قيام - ويروى: " ومقامة غلب
الرقاب " على أن يكون غلب بدلا من مقامة، كأنه قال: ورب غلب الرقاب.
وروى غير أبى عبيدة: " لدى طرف الحصير قيام "، أي عند طرف البساط
للنعمان بن المنذر. والحصير: المحبس. قال الله تعالى:
(وجعلنا جنهم للكافِرينَ حَصيراً) *. والحَصيرةُ: موضع التمر، وهو
الجَرينُ. والحِصارُ (1) : وسادة تُلقى على البعير ويُرفَع مؤخَّرها
فيُجْعَلُ كآخِرةِ الرحل ويُحشى مقدَّمُها فيجعلُ كقادمة الرحل. تقول
منه: احتصرت البعير. والحَصَرُ: العِيُّ. يقال: حَصِرَ الرجل يَحْصَرُ
حَصَراً، مثل تعب تعبا. والحصر أيضا:
_________
(1) والمحصرة أيضا، بكسر الميم.
(2/631)
ضيق الصدر. يقال حصرت صدروهم، أي ضافت. قال
لبيد: أَسْهَلْت (1) وانْتَصَبَتْ كجِذْعِ مُنيفةٍ * جَرْداَء يَحْصَرُ
دونَها جُرَّامُها (2) - أي تضيق صدروهم من طول هذه النخلة. وأما قوله
تعالى:
(أو جاؤكم حصرت صدروهم) *. فأجاز الاخفش والكوفيون أن يكون الماضي
حالا، ولم يجوزه سيبويه إلا مع قد. وجعل:
(حصرت صدورهم) * على جهة الدعاء عليهم. وحصر أيضا بمعنى بَخِل. قال أبو
عمرو: يقال: شربَ القومُ فَحَصَرَ عليهم فلانٌ، أي بَخِلَ. وكلُّ من
امتنع من شئ فلم يقدر عليه فقد حَصِرَ عنه. ولهذا قيل: حَصِرَ في
القراءة، وحَصِرَ عن أهله. والحَصِرُ: الكتومُ للسرّ. قال جرير: ولقد
تَسقَّطَني الوُشاةُ فصادَفوا * حَصِراً بسرِّكِ يا أميمَ ضَنينا -
والحصور: الناقة الضيِّقة الإحليلِ. تقول منه: حَصَرَتِ الناقة بالفتح
وأَحْصَرَتْ. والحَصورُ: الذي لا يأتي النساء. والحَصورُ: الضيِّق
البخيل، مثل الحصير. قال الاخطل:
_________
(1) في اللسان: " أعرضت ".
(2) في اللسان: " صرامها ". والصارم والجارم بمعنى، هو الذى يقطع التمر
من النخل.
(2/631)
وشاربٍ مُرْبِحٍ بالكأْسِ نادَمَني * لا
بالحصور ولا فيها بسَوَّارِ - والحُصْرُ بالضم: اعتقال البَطْن. تقول
منه: حُصِرَ الرجل وأُحْصِرَ على ما لم يسمَّ فاعلُه. قال ابن
السكِّيت: أَحْصَرَهُ المرضُ، إذا منَعه من السفر أو من حاجةٍ يريدها.
قال الله تعالى:
(فإنْ أُحْصِرْتُمْ) *. قال: وقد حَصَرَهُ العدوُّ يَحْصُرونَه، إذا
ضيّقوا عليه وأحاطوا به. وحاصَروهُ مُحاصَرَةً وحِصاراً. وقال الإخفش:
حَصَرْتُ الرجلَ فهو مَحْصورٌ، أي حَبَسْتُه. قال: وأَحْصَرَني بولي
وأَحْصرني مَرَضي، أي جعلني أحصر نفسي. وقال أبو عمرو الشيباني: حصرني
الشئ وأحصرني، أي حبسني.
[حضر] حَضْرَةُ الرجل: قُربه
وفِناؤه. والحَضْرُ: بلدٌ بإزاء مَسكَن. ويقال: كَلَّمته بَحَضْرَةِ
فلانٍ وبِمَحْضَرٍ من فلان، أي بمشهدٍ منه. وحكى يعقوبُ: كلَّمته
بَحَضرِ فلان، بالتحريك. والحَضَرُ أيضاً: خلاف البَدْو. والمَحْضَرُ:
السِجِلُّ. والمحضر: المرجع إلى المياه.
(2/632)
وفلان حسَنُ المَحْضَرِ: إذا كان ممّن يذكر
الغائبَ بخير. يقال: فلان حسن الحِضْرَةِ والحَضْرَةِ. وكلَّمته
بِحَضْرَةِ فلان وحُضْرَتِهِ وحِضْرَتِهِ. والحُضْرُ بالضم: العَدْوُ:
يقال: أَحَضَرَ الفرسُ إحضاراً واحْتَضَرَ، أي عدا. واسْتَحْضَرْتُهُ
أعديته. وهذا فرسٌ مِحْضيرٌ، أي كثير العَدْو. ولا يقال مِحْضارٌ، وهو
من النوادر. والحاضِرُ: خلاف البادي. والحاضِرةٌ: خلاف البادية: وهي
المدن والقرى والريف. والبادية خلاف ذلك. يقال: فلانٌ من أهل
الحاضِرَةِ وفلان من أهل البادية، وفلان حَضَريٌّ وفلان بدويٌّ.
والحاضِرُ: الحى العظيم. يقال: حاضر طيئ. وهو جمع، كما يقال سامِرٌ
للسمَّار، وحاجٌّ للحُجَّاج. قال حسان: لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ كأنَّه
* قطينُ الإلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما - وفلان حاضِرٌ بموضع كذا، أي مقيمٌ
به. ويقال: على الماء حاضِرٌ. وهؤلاء قومٌ حُضَّارٌ، إذا حَضَروا
المياه، ومحاضر. قال لبيد:
(2/632)
* وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخيامُ (1) *
وحَضَرَة، مثل كافر وكفرة. وحَضارِ، مثل قطام: نجمٌ. يقال: " حَضارِ
والوَزْنُ مُحْلِفان "، وهما نجمان يَطلُعان قبل سهيل فيُحلَف أنَّهما
سُهَيل للشَبَه. والحَضيرَةُ: الأربعة والخمسة يَغْزُون. قالت سَلْمى
الجُهَنيّة تَرْثي أخاها أسعَدَ: يَرِد المياه حضيرَةً ونَفيضةً *
وِرْدَ القطاةِ إذا اسمألَّ التُبَّعُ - والجمع الحَضائِرُ. قال
الهذليّ: رجالُ حروب يَسْعَرون وحَلْقةٌ * من الدارِ لا تأتي (2) عليها
الحَضائِرُ - والحَضيرةُ: ما اجتمع في الجُرح من المِدَّة، وفي السَلا
من السُخْدِ. يقال: ألقت الشاة حَضيرتها، وهي ما تلقيه بعد الولد من
السُخد (3) والقذى. وحاضَرْتُهُ: جاثَيتُه عند السلطان، وهو كالمبالغة
والمكاثرة. وحاضَرْتُهُ حِضاراً: عَدَوْتَ معه. والحَضارُ أيضاً من
الإبل: الهجان، واحده وجمعه سواء. قال أبو ذؤيب:
_________
(1) صدره:
فالوا ديان وكل مغنى منهم
(2) في اللسان: " لا يأتي ".
(3) السخد بالضم: ماء أصفر غليظ يخرج مع الولد.
(2/633)
فلا تشترى إلا برج سباؤها * بنات المخاض
شومها وحضارها (1) - أي سودها وبيضها. ورواه أبو عمرو: " شيمها " وهما
بمعنى، الواحد أشيم. ويقال: ناقة حِضارٌ، إذا جمعت قوّةً ورُِحلةً، أي
جَودة سير. والحِضارة: الإقامة في الحضَر، عن أبي زيد. وكان الأصمعيُّ
يقول: الحَضارة بالفتح. قال القطاميُّ: ومن تكن الحَضارَةُ أعجبته *
فأيَّ رجالِ باديةٍ تَرانا - والحُضورُ: نقيض الغَيبة. وقد حَضَرَ
الرجل حُضوراً، وأَحْضَرَهُ غيره. وحكى الفرّاء حَضِرَ بالكسر: لغة
فيه. يقال: حَضِرَتِ القاضي اليومَ امرأةٌ. قال: وأنشدنا أبوثروان
العكلى لجرير على هذه اللغة: ما مَن جفانا إذا حاجاتنا حَضِرَتْ * كمن
لنا عنده التكريم واللَطَفُ - قال: وكلُّهم يقول: يَحْضُرُ بالضم.
ورجلٌ حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. والمُحْتَضِرُ: الذي يأتي الحَضَرَ، وهو
خلاف البادى.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " شؤمها " بالهمز، تحريف. قال في اللسان: "
والشوم بلا همز: جمع أشيم ".
(2/633)
وحضره الهم واحتضره وتحضره، بمعنىً. واللبن
مُحْتَضَرٌ ومَحْضَورٌ، أي كثرة الآفة وأن الجن تحضره. يقال: اللبن
محتضر فغط إناءك والكنف محضورة. وقوله تعالى:
(وأعوذ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرونِ) * أي أنْ تصيبني الشياطين بسوء.
وقومٌ حُضورٌ، أي حاضرون، وهو في الاصل مصدر. وحضور بالفتح: بلد
باليمن. وقال غامد: تغمدت شرا كان بين عشيرتي * فأسماني القيل الحضوري
غامدا - وحضرموت: اسم بلد وقبيلة أيضا، وهما اسمان جعلا واحدا، وإن شئت
بنيت الاسم الاول على الفتح وأعربت الثاني إعراب مالا يتصرف فقلت: هذا
حضرموت، وإن شئت أضفت الاول إلى الثاني فقلت هذا حضرموت أعربت حضرا.
وخفضت موتا. وكذلك القول في سام أبرص، ورام هرمز. والنسبة إليه حضرمى،
والتصغير حضيرموت، تصغر الصدر منهما. وكذلك الجمع، يقال: فلان من
الحضارمة.
[حضجر] حضاجر: الضبع، سميت بذلك
لعظم بطنها. وهو معرفة. قال الحطيئة:
(2/634)
هلا غضبت لرحل جا * رك إذ تنبذه حضاجر -
ولا ينصرف في معرفة ولا نكرة، لانه اسم لواحد على بنية الجمع لانهم
يقولون: وطب حضجر، وأوطب حضاجر.
[حظر] الحَظْرُ: الحَجْرُ، وهو
خِلاف الاباحة. والمحظور: المحرم. والحضار: الحظيرة تعمل الابل من شجر
لتقيها الريحَ والبرد. والمُحْتَظِرُ: الذي يَعمل الحظيرة. وقرى،:
(كهشيم المحتظر *، فمن كسره جعله الفاعل ومن فتحه جعله المفعول به.
ويقال للرجل القليل الخير: إنّه لنَكِدُ الحظيرة. قال أبو عبيد: أراه
سمَّى أموالَه حظيرةً لانه حظرها عنده ومنعها. وهى فعلية بمعنى مفعولة.
[حفر] حَفَرْتُ (1) الأرض
واحْتَفَرْتُها. والحُفْرَةُ: واحدة الحُفَرِ. واسْتَحْفَرَ النهرُ:
حان له أن يُحفَر. والحَفَرُ، بالتحريك: التراب يستخرج من
_________
(1) حفر كضرب.
(2/634)
الحفرة. وهو مثل الهَدَم. ويقال: هو المكان
الذى حفر. وينشد:
قالوا انتهينا وهذا الخندق الحفر * والحافر: واحد حوافر الدابة. وقد
استعاره الشاعر في القدم، فقال (1) : فما برح (2) الولدان حتى رأيته *
على البكر يريمه بساق وحافر (3) - وقولهم في المثل: " النقد عند
الحافِرَةِ " قال يعقوب: أي عند أوّلِ كلمة. ويقال: التقى القومُ
فاقتتلوا عند الحافرة، أي عند أوّلِ ما التقوا. وقوله تعالى:
(أئِنَّا لَمردودونَ في الحافرةِ) *، أي في أول أمرنا. وأنشد ابن
الأعرابي: أَحافرَةً على صَلَعٍ وشَيب * مَعاذَ الله من سفهٍ وعارِ -
يقول: أأرجع إلى ما كنتُ عليه في شبابي من الجهل والصِبا بعد أن شِبْت
وصَلِعت. ويقال: رجَعَ على حافِرَتِهِ، أي في الطريق الذي جاء منه.
والحَفيرُ: القبر. وحَفَرَهُ حَفْراً: هزله. يقال: ما حامل
_________
(1) جبيهاء الاسدي يصف ضيفا طارقا أسرع إليه.
(2) يروى: " فما رقد ".
(3) قبله: فأبصر نارى وهى شقراء أوقدت * بليل فلاحت للعيون النواظر -
(2/635)
إلا والحَمْلُ يَحْفِرُها. إلاَّ الناقةُ
فإنَّها تَسمَن عليه. وتقول: في أسنانه حَفَرٌ (1) . وقد حَفَرْتُ
تَحْفرُ حَفْراً، مثل كسر يكسر كسرا: إذا فسدت أصولُها. قال يعقوب: هو
سُلاَقٌ في أصول الأسنان. قال: ويقال أصبح فمُ فلان مَحْفوراً. وبنو
أسد تقول: في أسنانه حَفَرٌ، بالتحريك. وقد حَفِرَتْ حفرا، مثال تعبت
تعبا، وهى أردأ اللغتين. وأحفر المُهر للإثناء والإرباع والقروحِ، إذا
ذهَبتْ رواضِعُهُ وطلع غيرها. والحِفْرى، مثال الشعرى: نبت. والحفراة:
الخشبة ذات الاصابع التى يذرى بها.
[حقر] الحَقيرُ: الصغير الذليل.
تقول منه حَقُرَ بالضم حَقارَةً. وحَقَرَه، واحْتَقَرَهُ، واستحقره:
استصغره. وتَحاقَرَتْ إليه نفسُه: تصاغرت. والتحقيرُ: التصغير.
والمُحَقَّرات: الصغائر. ويقال: هذا الامر محقر بك. أي حقارة.
[حكر] احْتِكارُ الطعام: جَمْعه
وحَبْسه يُتَربَّص به الغلاء. وهو الحُكْرَةُ بالضم.
_________
(1) حفر كعنى وضرب وسمع في الاسنان.
(2/635)
[حمر]
الحمرة: لون الاحمر. وقد احمر الشئ واحمار بمعنى. وإنما جاز ادغام
احمار لانه ليس بملحق، ولو كان له في الرباعي مثال لما جاز إدغامه كما
لا يجوز إدغام اقعنسس لما كان ملحقا باحرنجم. ورجل أحمر، والجمع
الاحامر. فإن أردت المصبوغ بالحمرة قلت أحمر والجمع حمر. والحمراء:
العجم، لان الشقرة أغلب الالوان عليهم. والاحامرة: قوم من العجم سكنوا
بالكوفة. ومضر الحمراء بالاضافة، يفسر في (مضر) . وأهلك الرجال
الاحمران: اللحم والخمر. فإذا قلت: الاحامرة دخل فيه الخلوق. وأنشد
الاصمعي (1) : إن الاحامرة الثلاثة أهلكت * مالى وكنت بهن قدما (2)
مولعا - الراح واللحم والسمين وأطلى * بالزعفران فلن أزال مولعا (3) -
قال: ويقال أتانى كل أسود منهم وأحمر، ولا يقال أبيض، يحكيها عن أبي
عمرو بن العلاء،
_________
(1) للاعشى.
(2) في اللسان: " وكنت بها قديما ".
(3) في الاساس: " فلن أزال مردعا "، وفيه: " اللحم والراح العتيق ".
(2/636)
معناه جميع الناس عربهم وعجمهم. قال
الشاعر: جمعتهم فأوعبتم وجئتم بمعشر * توافت به حمران عبد وسودها -
يريد بعبد عبد بن أبى بكر بن كلاب. وموت أحمر، يوصف بالشدة. ومنه
الحديث: " كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ".
ووطأة حمراء: جديدة. ووطأة دهماء: دارسة. وسنة حمراء، أي شديدة. وأحمر
ثمود: لقب قدار بن سالف عاقر ناقة صالح عليه السلام، وإنما قال زهير: "
كأحمر عاد (1) " لاقامة الوزن لما لم يمكنه أن يقول ثمود، أو وهم فيه.
قال أبو عبيد: وقد قال بعض النساب: إن ثمودا من عاد. والحمار: العير،
والجمع حمير وحمر (2) وحمرات وأحمرة. وربما قالوا للاتان: حمارة. وتوبة
بن الحمير (3) : صاحب ليلى الاخيلية. وهو في الاصل تصغير الحمار.
_________
(1) وذلك في قوله: فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم * كأحمر عاد ثم ترضع
فتفطم -
(2) وحمر، ومحمورا، وحمور.
(3) قوله ابن الحمير أي بضم الحاء وفتح الميم وكسر الياء مشددة، كما
أشار إليه - عد.
(2/636)
واليحمور: حمار الوحش. والحمارة: حجارة
تنصب حول الحوض لئلا يسيل ماؤه، وتنصب أيضا حول بيت الصائد (1) قال
الراجز حميد الارقط (2) :
بيت حتوف أردحت حمائرة (3) * وحمار قبان: دويبة. والحماران: حجران
ينصبان ويوضع فوقهما حجر، وهو العلاة يجفف عليها الاقط. قال الشاعر (4)
: لا تنفع (5) الشاوى فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته - وقولهم: "
أكفر من حمار "، هو رجل من عاد مات له أولاد بصاعقة، فكفر كفرا عظيما،
فلا يمر بأرضه أحد إلا دعاه إلى الكفر، فإن أجابه وإلا قتله. والحمرة:
ضرب من الطير كالعصفور. قال الشاعر (6) :
_________
(1) قال ابن برى: صوابه أن يقول: الحمائر حجارة، الواحد حمارة.
(2) في المطبوعة الاولى: " حميد بن الارقط "، تحريف.
(3) قال ابن برى: صواب إنشاد هذا البيت: " بيت حتوف " بالنصب، لان
قبله:
أعد للبيت الذى يسامره
(4) هو مبشر بن هذيل بن فزارة الشمخى، يصف جدب الزمان.
(5) في اللسان: " لا ينفع ".
(6) هو أبو المهوش الاسدي يهجو تميما.
(2/637)
قد كنت أحسبكم أسود خفية * فإذا لصاف (1)
تبيض فيها (2) الحمر - الواحدة حمرة. قال الراجز: وحمرات شربهن غب *
إذا غفلت غفلة تعب (3) - وقد يخفف فيقال حمر وحمرة. وأنشد ابن السكيت:
إلا تداركهم تصبح منازلهم * قفرا تبيض عى أرجائها الحمر (4) - وابن
لسان الحمرة: أحد خطباء العرب. والحمارة: أصحاب الحمير في السفر،
الواحد حمار، مثل جمال وبغال. والمحمرة: فرقد من الخرمية، الواحد منهم
محمر، وهم يخالفون المبيضة.
_________
(1) لصاف كقطام: جبل لتميم.
(2) في اللسان: " تبيض فيه ".
(3) في اللسان: علق حوضى نغر مكب * إذا غَفَلْتُ غَفْلَةً يَعُبُّ *
وحُمَّراتٌ شربهن غب
(4) وقبله: إن نحن إلا أناس أهل سائمة * ما إن لنا دونها حرث ولا غرر -
ملوا البلاد وملتهم وأحرقهم * ظلم السعاة وباد الماء والشجر - الشعر
لعمرو بن أحمر، يخاطب يحيى بن الحكم بن أبى العاص ويشكو إليه ظلم
السعاة.
(81 - صحاح - 2)
(2/637)
وحمارة القيظ، بتشديد الراء: شدة حره.
وربما خفف في الشعر للضروة، والجمع حمار. وقولهم: " من دخل ظفار حمر "،
أي تكلم بكلام حمير. فأخرج مخرج الخبر وهو أمر، أي فليحمر. والمحمر
بكسر الميم: الفرس الهجين، وهو بالفارسية " پالانى "، والجمع المحامر.
وأحامر بضم الهمزة: بلد. والحمير والحميرة: الاشكز، وهو سير أبيض مقشور
ظاهره، تؤكد به السروج. يقال: حمرت السير أحمره بالضم، إذا سحوت قشره.
وقال يعقوب: حمر الخارز سيره، وهو أن يسحى باطنه ويدهنه ثم يحرز به
فيسهل. والحمر أيضا: النتق. يقال: حمر شاته يحمرها، إذا نتقها، أي
سلخها. وحمير: أبو قبيلة من اليمن، وهو حمير ابن سبأ بن يشجب بن يعرب
بن قحطان. ومنهم كانت الملوك في الدهر الاول. واسم حمير العرنجج.
والحمر، بالتحريك: سنق يصيب الدابة من الشعير فينتن فوه. يقال: حمر
البرذون بالكسر، يحمر حمرا. قال امرؤ القيس:
(2/638)
لعمري لسعد بن الضباب إذا غدا * أحب إلينا
منك فافرس حمر (1) - يعيره بالبخر. وغيث حمر، مثال فلز، أي شديد يقشر
الارض.
[حنر] الحَنيرةُ: عقْد الطاق
المبنيّ، والحَنيرة: القوس، وهي مِنْدَفة النساء (2) .
[حنزقر] الحِنْزَقْرُ
والحِنْزَقْرَةُ: القصير الدميم. قال سيبويه: النون إذا كانت ثانية
ساكنة لا تجعل زائدة إلا بثبت.
[حور] حارَ يَحورُ حَوْراً،
وحُؤُوراً: رجع. يقال: حار بعد ماكار. و " نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد
الكَوْرِ " أي من النقصان بعد الزيادة. وكذلك الحور بالصم. وفي المثل:
" حورٌ في مَحارةٍ "، أي نُقْصانٌ في نقصانٍ. يُضربُ مثَلاً للرجل إذا
كان أمره يدبر. قال الشاعر (3) :
_________
(1) قوله: فافرس حمر، أراد: يا فارس حمر، أي منتن الريح كنتن فم الفرس.
(2) يندف بها القطن.
(3) سبيع بن الخطيم.
(2/638)
واستعجلوا عن خَفيفِ المَضْغ فازدردوا *
والذمُّ يَبقى وزادُ القوم في حورِ - والحور أيضاً: الاسم من قولك:
طحَنتِ الطاحنةُ فما أَحارَتْ شيئاً، أي ما ردَّتْ شيئاً من الدقيق.
والحور أيضا: الهلكة. قال الراجز (1) :
في بئر لا حور سرى وما شعرى (2) * قال أبو عبيدة: أي في بئر حور، ولا
زيادة. وفلان حائر بائِرٌ، هذا قد يكون من الهلاك، ومن الكَساد.
والمَحارَةُ: الصَدَفة أو نحوُها من العظم. ومحارة الحَنَكِ: فويق موضع
تحنيك البيطار. والمَحارةُ: مرجِع الكتف. والمَحَارُ: المرجع. وقال
الشاعر: نحو بنو عامر بنِ ذُبيانَ وال * - ناسُ كَهامٍ مَحارُهُمْ
للقُبورِ - والحَوَرُ: جُلودٌ حُمر يُغَشَّى بها السلال، الواحدة،
حَوَرَةُ. قال العجاج يصف مخالب البازي:
_________
(1) هو العجاج.
(2) قبله: لولا الاله ولولا مجد طالبها * للهوجوها كما نالوا من العير
-
(2/639)
كأنما يَمزِقْن باللَحمِ الحَوَرْ *
والحَوَرَ أيضاً: شِدَّةُ بياض العين في شدّة سوادِها. يقال: امرأةٌ
حوراءُ بيِّنةُ الحَوَرِ. ويقال: احْوَرَّتْ عينهُ احورارا. واحور
الشئ: ابيض. قال الاصمعي: لا أدرى ما الحور في العين؟ وقال أبو عمرو:
الحور أن تسود العين كلها مثل أعين الظباء والبقر. قال: وليس في بنى
آدم حور، وإنما قيل للنساء حور العيون لانهن شبهن بالظباء والبقر.
وتحوير الثياب: تبيضها. وقول العجاج:
بأعيُنٍ مُحَوِّراتٍ حورِ * يعني الأعين النقيّات البياض، الشديدات
سواد الحدَقِ. وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحَوارِيُّونَ، لأنَّهم
كانوا قَصَّارِينَ. ويقال: الحَوارِيُّ: الناصر. قال النبي صلى الله
عليه وسلم: " الزُبير ابن عمَّتي وحَواريِّي (1) من أُمَّتي ". وقيل
للنساء الحواريات لبياضهن. وقال اليشكرى (2) :
_________
(1) في اللسان: " وحواري من أمتى ": أمتى أي خاصتي من أصحابي وناصري.
(2) هو أبو جلدة.
(2/639)
فقل للحواريات يبكين غيرنا * ولا تبكنا
إلاَّ الكلابُ النَوابحُ (1) - والأحْوَرُ: كوكب، وهو المشتري. ابن
السكيت: يقال: ما يعيش بأَحْوَرَ، أي ما يَعيش بعقل. والأَحْوَرِيُّ:
الأبيض الناعم. والاحوارى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة: ما
حُوِّرَ من الطعام، أي بُيِّضَ. وهذا دقيقٌ حُوَّاري. وحورته فاحور، أي
بيضة فابيض. والجفنة المُحْوَرَّةُ: المبيَضَةُ بالسَنام. قال الراجز
(2) : يا ورد إنى سأموت مره * فمن حليف الجفنة المحوره - وقول الكميت:
عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غرغرا (3) * يريد بياض زبد القدر. ويقال:
حَوِّرْ عينَ بعيرك، أي حجر حولها بكى.
_________
(1) وبعده: بكين إلينا خيفة أن تبيحها * رماح النصارى والسيوف الجوارح
-
(2) هو أبو المهوش الاسدي.
(3) وصدره:
ومرضوفة لم تؤْنِ في الطبخ طاهياً:
(2/640)
وحور الخُبْزَةَ، إذا هيَّأها وأدارها
ليضَعها في المَلَّة. والمِحْوَرُ: عود الخبّاز. والمِحْوَرُ: العود
الذي تَدور عليه البَكْرة، وربَّما كان من حديد. والحُِوَارُ (1) :
ولدُ الناقة. ولا يزال حوارا حتى يفصل، فإذا فصل عن أمِّه فهو فَصيلٌ.
وثلاثَةُ أَحْوِرَةٍ، والكثير حيرانٌ وحورانٌ أيضاً. وحوران بالفتح:
موضع بالشام. والمُحَاوَرَةُ: المُجاوَبَةُ. والتَحاوُرُ: التجاوُب.
ويقال: كلَّمتُه فما أحارَ إليَّ جواباً، وما رجَع إليّ حَويراً ولا
حويرةً، ولا مَحورةً، ولا حِوَاراً، أي ما ردَّ جواباً. واستَحَارَهُ،
أي استنقطه.
[حير] حارَ يَحارُ حَيْرَةً
وحَيْراً (2) ، أي تحَيَّرَ في أمره، فهو حَيْرانُ، وقوم حَُيارى.
وحَيَّرْتُهُ أنا فَتَحَيَّر. وتَحَيَّرَ الماءُ: اجتمَعَ ودار.
والحائِرُ: مُجتَمَع الماء، وجمعه حيرانٌ وحوران.
_________
(1) بضم الحاء، وكسرها لغة رديئة.
(2) وحيرا، وحيرانا.
(2/640)
ورجلٌ حائرٌ بائِرٌ، إذا لم يتجه لشئ.
واستحير الشراب: أسيغ. قال العجاج: تسمع للجرع إذا استحيرا * للماء في
أجوافها خريرا - وتحير المكان بالماء واستحار: إذا امتلأ. ومنه قول أبي
ذؤيب:
تقضَّى شبابي واسْتَحارَ شَبابُها (1) * أي تردَّدَ فيها واجتمع.
والمُسْتَحِيرُ: سَحابٌ ثقيل متردّد ليس له ريحٌ تَسوقُه. قال الشاعر
يمدح رجلا: كأن أصحابه بالقفز يمطرهم * من مُستَحِيرٍ غزيرٌ صوبه ديمُ
- والحَيْرُ بالفتح: شِبه الحظيرة أو الحمى، ومنه الحير بكربلاء.
والحيرة بالكسر: مدينة بقرب الكوفة، والنسبة إليها حيرى وحارى أيضا على
غير قياس، كأنهم قلبوا الياء ألفا. ويقال: لا آتيكَ حِيريّ دهر، أي
أبدا.
_________
(1) صدره:
ثلاثة أعوام فلما تجرمت * وقبله: وقد طفت من أحوالها وأردتها * لوصل
فأخشى بعلها وأهابها -
(2/641)
فصل الخاء
[خبر] الخَبْرُ: المزادة العظيمة،
والجمع خُبورٌ. وتُشبَّه بها الناقة في غُزْرها فتسمى: خَبْراءَ.
والخَبَرُ بالتحريك: واحد الأَخبارِ. وأَخْبَرْتُهُ بكذا وخَبَّرْتُهُ،
بمعنىً. والاستِخْبارُ: السؤال عن الخَبَر. وكذلك التَخَبُّرُ.
والمَخْبَرُ: خلاف المنظر. وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ أيضاً بضم
الباء، وهو نقيض المَرْآة. والخَبْراءُ: القاع يُنبِت السِدر، والجمع
الخَبارى والخبارى، مثل الصحارى والصحارى، والخبراوات. يقال: خَبِرَ
الموضعُ بالكسر، فهو خَبِرٌ. وأرض خَبِرَةٌ وخَبْراءُ. والخَبارُ:
الأرض الرخوة ذات الجحَرَةِ. ويقال أيضاً: مِن أين خَبَرْتَ هذا الأمر؟
أي من أينَ علمت. والاسم الخُبْرُ بالضم، وهو العلم بالشئ. والخبير:
العالم. والخبير: الاكار، ومنه المُخابَرةُ، وهي المزارعة ببعض ما
يَخرُج من الأرض. وهو الخِبْرُ أيضاً بالكسر. والخَبيرُ: النبات. وفى
الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله. والخَبير:
الوبَر. قال أبو النَجْم:
(2/641)
* حتَّى إذا ما طال (1) من خَبيرِها * وقال
أبو عبيد: الخبير زَبَد أفواه الإبل. وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ،
أي لأعلمنَّ علمك. تقول منه: خَبَرْتُهُ أَخْبُرُهُ خُبْراً بالضم،
وخِبْرَةً بالكسر، إذا بلوته واختبرتَه. يقال: " صدق الخبر الخبر ".
وأما قول أبى الدرداء وجدت الناس اخبر تقلهم (2) " فيريد أنك إذا
خبرتهم قليتهم، فأخرج الكلام على لفظ الامر ومعناه الخبر. والخابور:
موضع بناحية الشام. وخبير: موضع بالحجاز. يقال: " عليه الدبرى، وحمى
خيبرى ". والخبرة بالضم: النصيب تأخذُه من سَمكٍ أو لحم، حكاه أبو
عبيد. يقال: تَخَبَّروا خُبْرَةً، إذا اشتَروْا شاة فذبحوها واقتسموا
لحمها.
[ختر] الخَتْرُ (3) : الغدر. يقال:
خَتَرَهُ فهو ختار.
[ختعر] الخيتعور: كل شئ لا يدوم على
حالة
_________
(1) في اللسان: " ما طار " بالراء.
(2) الذى في الجامع الصغير " اخبر تقله " وكذلك في المختار. وقال بعض
شراحه: الهاء للكست وليست ضميرا. قاله نصر.
(3) ختر كضرب ونصر، فهو خاتر وختار وختير وختور وختير.
(2/642)
واحدة ويضمحل كالسَراب، وكالذي ينزل من
الهواء في شدة الحر كنسج العنكبوت. قال الشاعر: كلُّ أنثَى وإنْ بدا
لكَ منها * آيةُ الحبِّ حبُّها خَيْتَعورُ - وربما سمَّوا الغُولَ
والذئب والداهية خيتعورا.
[خثر] خثارة الشئ: بقيته. والخثارة:
ما يبقى على المائدة والخنثر بفتح الخاء والنون وكسر الثاء (1) : الشئ
الخسيس يبقى من متاعِ القوم إذا تحمَّلوا. والخثورة: نقيض الرِقّة.
يقال: خثَرَ اللبَنُ بالفتح يَخْثُرُ. قال الفرّاء: خَثُر بالضم لغةٌ
فيه قليلة. قال: وسمع الكسائيّ خَثِرَ بالكسر. ويقال: خَثَرَتْ نفسُه
بالفتح: اختلطت. وقومٌ خُثَراءُ الأنفس وخَثْرى الأنفس، أي مختلطون.
وخَثِرَ فلانٌ، أي أقامَ في الحيِّ ولم يخرج مع القوم إلى المِيرة.
الأصمعي: أَخْثَرتُ الزُبْد: تركتُه خاثِراً، وذلك إذا لم تذِبْه. وفي
المثل: " ما يدرى أيخثر أم يذيب ".
_________
(1) وفيه لغات أخرى أربعة: يقال أيضا: كجعفر، وزبرج وقنفذ، وبفتحات.
(2/642)
[خدر]
الخِدْرُ: السِتْرُ. وجارية مُخَدَّرَةٌ، إذا لازمت الخِدْرَ. وأسد
خادِرٌ، أي داخل الخِدر. ويُعنى بالخدر الأجَمة. وأَخْدَرَ الأسد، أي
لزم الخِدْرَ. وأَخْدَرَ فلانٌ في أهله، أي أقام فيهم. وأنشد الفراء:
كأن تحتي بازيا ركاضا * أخدر خمسا لم يذق عضاضا - يعنى أقام في وكره.
وخدرة: حى من الانصار، منهم أبو سعيد الخدرى. والخدارى: الليل
المُظلِم، والسَحاب الأسود والخُدارِيَّةُ: العُقابُ، للونها. قال
الشاعر ذو الرمة:
ولم يَلفِظِ الغَرْثى الخُدارِيَّةَ الوكْرَ * يقول: بَكَرت هذه
المرأةُ قبل أن تطير العقابُ من وكرها. وبعيرٌ خُداريٌّ، أي شديد
السواد. وناقة خدارية. والخدرى في الرجل: امْذِلالٌ يعتريها. يقال
خَدِرَتْ رِجلي، وخَدِرَتْ عظامه. قال طرفة: جازت البِيدَ إلى أرحُلنا
* آخرَ الليلِ بيعفور خدر -
(2/643)
كأنه ناعس (1) . ويقال أخدر القوم، أي
أظلمهم المطر. وقال:
شَمْسُ النهارِ ألاحَها الإخْدار (2) * واليوم الخَدِرُ: النديّ.
وليلةٌ خَدِرَةٌ. والأخْدَرِيُّ: الحِمار الوحشيّ. وخَدَرَ الظبي مثل
خَذَل (3) ، إذا تخلّف عن القطيع.
[خرر] الخَريرُ: صوت الماء. وخَرَّ
الماءُ يَخِرُّ خَريراً. وعينٌ خَرَّارَةٌ. وخَرَّ لله ساجداً يَخِرُّ
خُروراً، أي سَقَط. وضرب يده بالسيف فأخرها أي أسقطها، عن يعقوب.
والخرير: واحد الأَخِرَّةِ، وهي أماكنُ مطمئنَّةٌ بين الربوتين تنقاد.
وحكى أبو عبيد عن خلف الاحمر أنه قال: سمعت العرب تنشد بيت لبيد:
_________
(1) والخادر: الفاتر الكسلان. والخدر: المطر. قال:
ويسترون النار من غير خدر * وقد أخدر.
(2) في اللسان " أكلها الاخدار "، أي أبرزها. وصدره:
فيهن جائلة الوشاح كأنها
(3) في المطبوعة الاولى: " خدل " بالدال المهملة، تصحيف.
(2/643)
* بأخرة الثلبوت ير بأفوقها (1) *
والخرخرة: صوت النائم والمختنق. يقال: خَرَّ عند النوم وخَرْخَرَ،
بمعنىً. قال: وتَخَرْخَرَ بطنه، إذا اضطرب مع العظم. والخر من الرحى:
اللَهوة، وهو الموضع الذي تُلقى فيه الحنطة بيدك. قال الراجز: وخذ
بقعسريها * وأله في خريها * تطعمك من نفيها * والنفى بالفاء: الطحين.
وعنى بالقعسرى الخشبة التى تدار بها بالرحى.
[خزر] الخَزَرُ: ضيق العين
وصِغرُها. رجلٌ أَخْزَرُ بَيِّنُ الخَزَرِ. ويقال: هو أن يكونَ
الإنسانُ كأنَّه يَنظُر بمُؤَخِرِها. قال حاتم: ودعيت في أولى النديِّ
ولم يُنظرْ إلى بأعين خزر والخزر: جيل من الناس. وتخازر الرجل، إذا
ضيَّقَ جفنَه ليحدِّد النظر كقولك: تَعامى وتجاهَلَ. وقال الراجز (2) :
_________
(1) وعجزه:
قفر المراقب خوفها آرامها
(2) أرطاة بن سهية، وتمثل به عمرو بن العاص.
(2/644)
* إذا تَخازَرْتُ وما بي من خزر (1) *
والخزرة، مثال الهمزة: وجع يأخذ في فقرة الظهر (2) . وينشد: دوابها
ظهرك من توجاعه * من خزرات فيهِ وانْقِطاعِهِ - والخَزيرُ والخَزيرة:
أن تُنْصَبَ القِدْرُ بلحم يقطَّع صغاراً على ماءٍ كثير، فإذا نَضِجَ
ذر عليه الدقيق. إن لم يكن فيها لحم فهى عصيدة. قال جرير: وضع الخزير
فقيل أين مجاشع * فشحا جحافله جراف هبلع (3) - والخنزير: واحد
الخنازير. والخنازير أيضاً: عِلَّةٌ معروفة، وهي قُروحٌ صلبة تحدث في
الرقبة. والخنزير الذى في شعر لبيد (4) : اسم موضع.
_________
(1) بعده: ثم كسرت العين من غير عور * ألفيتني ألْوى بعيدَ
المُسْتَمَرِّ - أحْمِلُ ما حملت من خير وشر * كالحية الرقشاء في أصل
حجر -
(2) في اللسان: " في فقرة القطن ".
(3) أي فتحها، والجحافل: الشفتان. والهبلع: الجوف الواسع.
(4) هو قوله: بالغرابات فزرافاتها * فبخنزير فأطراف حبل -
(2/644)
والخيزران: شجر، وهو عُروقُ القَناةِ،
والجمع: الخَيازِرُ. والخيزران: القصب. قال الكميت يصف سحاباً: كأنَّ
المَطافيلَ المَوالِيهَ وَسْطَهُ * يجاوبهن الخيزران المثقب -
والخيزرانة: السكان. قال النابغة يصف الفرات وقد مده: يَظَلُّ من
خَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً * بالخَيْزُرانَةِ بَعْدَ الأَيْنِ
والنَجَدِ - والخَيْزَرِي والخَوْزَري: مِشْيَةٌ فيها تَفَكُّكٌ. قال
أبو الصَهباء بن المختار العقيلي (1) :
والناشئات الماشيات الخوزرى (2)
[خسر] خَسِرَ في البَيْع خُسْراً
وخسرانا، وهو مثل الفرق والفرقان. وخسرت الشئ بالفتح وأخسرته:
نَقَصْتُهُ. وقوله تعالى:
(هل نُنَبِّئُكُمْ بالأَخْسَرَيْنِ أَعْمالاً) *، قال الأخفش: واحدهم
الاخسر مثل الاكبر.
_________
(1) في نسخة: قال الراجز عروة بن الورد. وفى إصلاح المنطق نسبه لطرفة.
ونسبه في اللسان إلى عروة.
(2) بعده: كعنق الآرام أوفى أوصرى * وأوفى: أشرف. وصرى: رفع رأسه.
(2/645)
والتخسير الاهلاك. والخناسير: الهلاك، لا
واحد له. قال كعب بن زهير، إذا ما نتجنا أربعا عام كفأة * بغاها
خناسيرا فأهلك أربعا - وفى بغاها ضمير من الجد هو الفاعل. يقول: إنه
شقى الجد، إذا نتجت أربع من إبله أربعة أولاد هلكت من إبله الكبار أربع
غير هذه، فيكون ما هلك أكثر مما أصاب. والخسار والخسارة والخيسرى:
الضلال والهلاك.
[خشر] الخُشارَةُ: ما يبقى على
المائدة مما لا خَيرَ فيه، وكذلك الردئ من كل شئ. أبو زيد: يقال خشرت
الشئ أخشره خشرا، إذا نَفَيْتَ منه خُشارَتَه. وفُلان من الخُشارة، إذا
كان دُوناً. قال الحطيئة: وباع بنيه بعضهم بخشارة * وبعت لذبيان العلاء
بمالكا (1)
_________
(1) قال ابن برى: صوابه " بمالك " وهو اسم ابن لعيينة بن حصن. وقبله:
فدى لا بن حصن ما أريح فإنه * ثمال اليتامى عصمة للمهالك - (82 - صحاح
- 2)
(2/645)
يقول: اشتريت لقومك الشرف بأموالك (1) .
[خصر] الخَصْرُ: وَسَطُ الإنسان.
وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ، أي دَقيق. ونَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ. ورجلٌ مَخصَّرُ
القدمينِ: إذا كانت قَدَمُهُ تَمَسُّ الأرضَ من مُقدَّمِها وعَقِبِها
ويَخْوى أَخْمَصُها مع رِقَةٍ فيه. والخاصِرَةُ: الشاكلة. والخَصَرُ
بالتحريك: البَرْدُ. وقد خَصِرَ الرجل، إذا آلَمَهُ البَرْدُ في
أطرافه. يقال: خَصِرَتْ يَدي. وخَصِرَ يوْمُنا: اشتدّ برْدُهُ. وماءٌ
خَصِرٌ: باردٌ. قال الشاعر (2) : رُبَّ خالٍ ليَ لَوْ أَبْصَرْتَهُ *
سَبِطِ المِشْيَةِ في اليَوْمِ الخصر - والخنصر (3) : الاصبع الصغرى،
والجمع الخناصر. وخناصرة، بضم الخاء: بلد بالشام. والمخصرة كالسوط، وكل
ما اخْتَصَرَ الإنسانُ بيده فأمْسَكَهُ من عصا ونحوها. قال الشاعر:
_________
(1) انظر الحاشية السابقة.
(2) هو حسان بن ثابت.
(3) بكسر الخاء والصاد.
(2/646)
يكاد يزيل الارض رفع خطائهم (1) * إذا
وصَلوا أَيْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ - وخاصَرَ الرجُلُ صاحبه، إذا أحذ
بيده في المَشْي. قال عبد الرحمن بن حسان: ثم خاصرتها إلى القبة
الخَضْ * - راءِ تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسْنونِ - وتَخاصَرَ القَوْمُ،
إذا أخذَ بعضُهم بيد بعض. والمُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، وهو أن يأخذ
صاحِبُكَ في طريقٍ وتأخذ أنت في غيره، حتَّى تلتقيا في مكان. واختصار
الطريق: سُلوكُ أقْرَبِه، واختصار الكلامِ: إيجازه.
[خضر] الخُضْرَةُ: لَوْنُ الأخضر.
واخضرَّ الشئ اخضرارا. واخضوضر. وخضرته أنا. وربما سموا الاسود أخضر.
وقوله تعالى:
(مدهامتان) *، قالوا: خضراوان، لانهما يضربان إلى السواد من شدة الرى.
وسمى قرى العراق سوادا لكثرة شجرها. والخضرة في ألوان الإبل والخَيْلِ:
غُبْرَةٌ تُخالِطُها دُهْمَةٌ. يقال: فَرَسٌ أخضر، وهو
_________
(1) صوابه " وقع خطابهم " كما في اللسان.
(2/646)
الديزج. وفى ألوان الناس: السُمْرَةُ. قال
اللَهَبيّ (1) : وأنا الأَخْضَرُ من يَعْرِفُني * أَخْضَرُ الجِلْدَةِ
في بيْتِ العَرَبْ - يقول: أنا خالصٌ، لأنَّ ألوان العرب السُمْرة.
والخضراء: السماء. ويقال: كتيبةٌ خضراءُ، للتي يعلوها سَوادُ الحديد.
وفي الحديث: " إيّاكُمْ وخضْراءُ الدِّمَنِ "، يعني المرأة الحسناءَ في
مَنْبِتِ السَوْء، لأنَّ ما يَنْبُتُ في الدِمْنَةِ وإن كان ناضرا لا
يكون ثامرا. ويقال: الدُنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ. وقولهم: أبادَ اللهُ
خضراءَهم، أي سوادَهم ومعظمهم. وأنكره الاصمعي وقال: إنما يقال أباد
الله غضراءهم، أي خيرهم وغضارتهم. والخضيرة: النخلة التى ينتثر
بُسْرُها وهو أَخْضَرُ. واختضرتُ الكَلأَ، إذا جززته وهو أخضر. ومنه
قيل للرجُل إذا مَات شابَّاً غضا: قد اختضر.
_________
(1) هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبى لهب.
(2/647)
وكان فتيان يقولون لشيخ: أجززت (1) يا شيخ!
فيقول: أي بنى وتختضرون. وخضارة بالضم: البحر، معرفة لا تُجْرى (2) .
تقول: هذا (3) خُضارةُ طامِياً. والخُضاريُّ: طائِرٌ يُسَمَّى
الأَخْيَلَ، كأنَّه منسوب إلى الأوَّل. والخَضارُ بالفتح: اللَبَنُ
الذي أُكْثِرَ ماؤُه. والخَضارُ أيضاً: البَقْلُ الأوّل.
والمُخَاضَرَةُ: بَيْعُ الثِمارِ قبل أن يَبْدو صَلاحُها وهي خُضْرٌ
بعد، ونهى عنه. ويدخل فيه بيع الرطاب والبقول وأشباهها، ولهذا كره
بعضهم بيع الرطاب أكثر من جزة واحدة. ويقال: للزرع: الخضارى بتشديد
الضاد مثال الشقارى. وقوله تعالى:
(فأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً) *، قال الأخفش: يريد الأَخْضَرَ، كقول
العرب: " أرينها نمرة (4) أركها مطرة ". ويقال: ذَهَبَ دَمُه خِضْراً:
أي هدرا.
_________
(1) ومعنى أجززت: أنى لك أن تجز فتموت. وأصل ذلك في النبات الغض يرعى
ويختضر، ويجز، فيؤكل قبل تناهى طوله.
(2) أي لا تنصرف. وهذه عبارة قدماء الكوفيين يعبرون عن المنصرف
بالمجرى. وأما البصريون فيقولون منصرف اه ذكره محشى القاموس.
(3) في المطبوعة الاولى: " هذه "، تحريف.
(4) نمرة: سحابة على لون النمر.
(2/647)
وخضر أيضا: صاحب موسى عليهما السلام. ويقال
خضر، مثال كبد وكبد هو أفصح.
[خطر] الخَطَر: الإِشراف على
الهَلاكِ. يقال: خاطر بنفسه. والخطر: السبق الذي يُتَراهَن عليه. وقد
أَخْطَرَ المالَ، أي جعلَه خَطَراً بين المُتَراهِنين. وخاطَرَهُ على
كذا. وخَطَرُ الرَجُل أيضاً: قَدْرُهُ ومَنْزِلَتُهُ. وهذا خَطَرٌ لهذا
وخَطيرٌ، أي مثلهُ في القَدْرِ. والخِطْر بالكسر: نبات يُخْتَضَبُ به،
ومنه قيل للبن الكثير الماء: خِطْرٌ. والخِطْرُ أيضاً: الابل الكثرة،
والجمع أخطار. وخطر البعير بذنَبِهِ يَخْطِرُ بالكسر خطراً وخطرانا،
إذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه. قال ذو الرمة: وقربن بالزرق
الحمائل بعد ما * تقوت عن غربان أوراكها الخطر - قوله تقوب، يحتمل أن
يكون بمعنى قوب، كقوله تعالى:
(فتقطعوا أمرهم بينهم) * أي قطعوا وتقسمت الشئ أن قسمته. وقال بعضهم:
أراد تقوبت غربانها عن الخطر، فقلبه.
(2/648)
وخطر الرمح يخطر: اهْتَزَّ. ورُمْحٌ
خَطَّارٌ: ذو اهتزاز. ويقال: خَطَرانُ الرُمْح: ارتفاعُه وانخفاضه
للطعن. ورجل خَطَّارٌ بالرُمْحِ: طَعَّانٌ. وقال:
مَصاليتُ خَطَّارونَ بالرُمحِ في الوَغى * وخَطَرانُ الرَجُلِ أيضاً:
اهتزازه في المَشْي وتَبَخْتُرُهُ. وخَطَر الدَهْرُ خَطَرانَهُ، كما
يقال ضَرَبَ الدَهْرُ ضَرَبانَهُ. والخَطيرُ: الزِمامُ. ورَجُلٌ
خَطيرٌ، أي له قَدْرٌ وخَطَرٌ. وقد خَطُرَ بالضم خُطورَةً. والخطار:
اسم فرس حذيفة بن بدر الفزارى. وخطر الشئ ببالى يخطر بالضم خطورا،
وأخطره الله ببالى.
[خفر] الخَفيرُ: المُجيرُ. خَفَرْتُ
الرَجُل أَخْفِرُ بالكسر خَفْراً، إذا أَجَرْتَهُ وكنتَ له خَفيراً
تَمْنَعُهُ. قال الأصمعيّ: وكذلك خَفَّرْتُه تَخْفيراً. وأنشد لأبي
جُنْدُبٍ الهُذَليِّ:
يُخَفِّرُني سَيْفي إذا لم أخفر (1)
_________
(1) صدره:
ولكننى جمر الغضى من ورائه:
(2/648)
قال: وتخفرت بفلانٍ، إذا اسْتَجَرْتَ به
وسَأَلْتَهُ أن يكون لك خَفيراً. وأَخْفَرْتَهُ، إذا نَقَضْتَ عَهْدَهُ
وغَدَرْتَ به. ويقال أيضاً: أَخْفَرْتُهُ، إذا بَعَثْتَ معه خَفيراً.
قاله أبو الجَرَّاح العُقَيْليُّ. والاسم الخُفْرَةُ بالضم، وهي
الذِمَّةُ. يقال: وَفَتْ خُفْرَتُكَ. وكذلك الخُفارة بالضم،
والخِفارَةُ بالكسر. والخَفَر، بالتحريك: شدّة الحياء. تقول منه: خَفِر
بالكسر، وجاريةٌ خَفِرَةٌ ومُتَخَفِّرَةٌ. والتخفير: التَشْويرُ (1) .
والخافور: نَبْتٌ، عن الاصمعي.
[خلر] الخلر، مثال السكر: الفول.
ويقال الجلبان.
[خمر] خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمور، مثل
تمرة وتمر وتمور. يقال خمرة صِرْفٌ. قال ابن الأعرابيّ سمِّيت الخَمْرُ
خَمْراً لأنَّها تُرِكَتْ فاختمرت، واختِمارها: تغيُّر ريحِها. ويقال:
سُمِّيَتْ بذلك لمخامرتها العقل.
_________
(1) في اللسان والقاموس: " التسوير " بالسين المهملة.
(2/649)
وما عند فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ، أي
خَيْرٌ ولا شَرٌّ. والخِمِّير: الدائم الشُرْبِ للخَمْر. والخُمار:
بقيّة السُكْر. تقول منه: رَجُلٌ خَمِرٌ، أي في عَقِبِ خُمارٍ. وقال
امرؤ القيس: أَحارَ بنَ عَمْروٍ كأني خَمِرْ * ويَعْدو على المَرْءِ ما
يَأْتَمِرْ - ويقال: هو الذي خامَرَهُ الداءُ. وخُمِرَ عني الخَبَرُ:
أي خَفيَ. والمَخْمور: الذي به خُمارٌ. والخمرة بالضم: سجاد تعمل من
سعف النخل وترمل بالخيوط. والخُمْرَةُ: لغة في الغمرة: شئ يتطلى به
لتحسين اللون. وخُمْرَةُ النَبيذ والطيب: ما يُجعل فيه من الخَمْر
والدُرْديِّ. وخُمْرَةُ العجين: ما يُجعل فيه من الخَميرة. ويقال:
دَخلَ في خُمارِ الناس وخَمارِهم، لغةٌ في غَمارِ الناس وغَمارِهم، أي
في زحمتهم وجماعتهم وكثرتهم. والخِمار للمرأة. تقول منه: اختمرت المرأة
وإنها لحسنة الخمرة. وفى المثل: " إن العوان لا تعلم الخمرة (1) ".
_________
(1) يضرب للمجرب العارف.
(2/649)
والخمر بالتحريك: ما واراك من شئ. يقال
تَوارى الصَيْدُ منِّي في خمَرِ الوادي. قال ابن السكِّيت: خَمَرُهُ ما
واراه من جُرْفٍ أو حَبْلٍ من حبال الرَمْلِ، أو شجر، أو شئ. قال: ومنه
قولهم: دخل فُلانٌ في خمار الناس، أي فيما يواريه ويَسْتُرُه منهم.
ويقال للرجل إذا خَتَلَ صاحِبَهُ: " هو يَدِبُّ له الضراء ويمشى له
الخمرا ". وأخمرت الأرض: أي كَثُر خَمَرُها. وأَخْمَرْتُ الشئ: أضمرته.
قال لبيد: ألفتك حتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنَّةً * عليَّ بنو أَمِّ
البَنينَ الأَكابِرُ - وخَمَرُ الناس: زَحْمَتُهُم، مثل خُمارِهِم.
ويقال أيضاً: وجدْتُ خَمَرَة الطِيبِ: أي ريحَهُ. وقد خَمِرَ عنِّي
فلان بالكسر يَخْمَرُ، إذا توارى عنك. ومكان خمر، إذا كان كثير
الخَمَرِ. والخَميرُ والخَميرَةُ: الذي يُجْعَلُ في العَجينِ. تقول:
خَمَرْتُ العجينَ أَخْمُرُهُ وأَخْمِرُهُ خَمْراً: جعلت فيه الخَميرة.
يقال عندي: خُبْزٌ خَميرٌ، وحَيْسٌ فطير، أي خُبْزٌ بائتٌ.
(2/650)
أبو عمرو: وخَمَرْتُ الرَجُل أَخْمُرُهُ:
استَحْيَيْتُ منه. وخَمَرَ فلانٌ شهادَتَه: أي كَتَمها. والتَخْميرُ:
التَغْطيةُ. يقال: خَمِّر وجْهَك، وخَمِّرْ إناءَكَ. والمُخَمَّرَةُ:
الشاة يَبْيضُّ رأسُها ويَسْوَدُّ سائر جسدها، مثل الرَخْماء.
والمُخامَرَةُ: المُخالَطَةُ. وخامَر الرجُل المكانَ، أي لَزِمَه.
ويقال للضَبُع: " خامري أَمَّ عامِرٍ "، أي استَتري. واسْتَخْمَرَ
فُلانٌ فُلاناً، أي اسْتَعْبَدَهُ. ومنه حديث مُعاذ: " من اسْتَخْمَرَ
قوما أولهم أَحْرارٌ (1) "، أي أَخَذَهم قَهْراً وتَمَلَّكَ عليهم.
وقال محمد بن كثير: هذا كلام عندنا معروف باليمن، لا يكادُ يتكلَّم
بغيره: يقول الرَجُل: أَخْمِرْني كذا وكذا، أي أَعْطِنيهِ هِبَةً لي
ومَلِّكْني إيَّاهُ. ونحو هذا. وباخمراء (2) : موضع بالبادية، وبها قبر
إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على ابن أبي طالب رضي الله
عنه.
[خنر] أم خنور على وزن التنور:
الضبع. وأم خنور أيضا: الداهية.
_________
(1) تمامه " وجيران مستضعفون فله ما تصر في بيته ".
(2) في القاموس واللسان: " باخمرى " كسكرى.
(2/650)
[خنجر]
الخُنْجَرُ: سكِّين كبير. والخُنْجورُ: الناقة الغزيرة، والجمع
الخناجر.
[خور] الخَوْرُ مثل الغَوْرِ:
المنخفِض من الأرض بين النَشْزَيْنِ. والخَوْرانُ: مَجْرَى الرَوْثِ.
ويقال: طَعَنَهُ فَخارَهُ خوْراً، أي أصاب خَوْرانَهُ. وخار الثَوْرُ
يَخورُ خُواراً: صاحَ. ومنه قوله تعالى:
(فأَخْرَجَ لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ) *. وخار الحَرُّ والرَجُلُ
يَخورُ خُؤُورَةً: ضَعُفَ وانكسر. والاستخارة: الاستعطاف. يقال: هو من
الخُوارِ والصَوْتِ. وأصله أَنَّ الصائد يأتي وَلَدَ الظَبْيَةِ في
كِناسِهِ فَيَعْرُكُ أُذُنَهُ فَيَخورُ، أي يصيح، يستعطف بذلك أمَّهُ
كي يَصيدَها. قال الهذلي خالدُ بن زُهَير: لَعَلَّكَ إمَّا أُمُّ
عَمْروٍ تَبَدَّلَتْ * سِواكَ خَليلاً شاتِمي تِسْتَخيرُها - ويقال
أَخَرْنا المَطايا إلى موضع كذا نُخيرُها إخارَةً: صَرَفْناها
وعَطَفْناها. والخَوَر بالتحريك: الضَعْفُ. رَجُلٌ خَوَّارٌ، ورُمْحٌ
خَوَّارٌ، وأَرْضٌ خَوَّارَةٌ، والجمع خورٌ. قال الشاعر جرير (1) :
_________
(1) صوابه " عمر بن لجأ " يجاوب جريرا.
(2/651)
بل أنت نَزْوَةُ خَوَّارٍ على أَمَةٍ * لا
يَسْبِقُ الحَلَباتِ اللُؤْمُ والخَوَرُ - وناقَةٌ خَوَّارَةٌ، أي
غَزيرَةٌ. والجمع خُورٌ.
[خير] الخَيْرُ: ضِدُّ الشَرِّ.
تقول منه: خِرْتَ يا رَجُلُ فأنت خائِرٌ. وَخارَ اللهُ لك. قال الشاعر
(1) : فَما كِنانَةُ في خَيْرٍ بِخائِرَةٍ * ولا كِنانَةُ في شَرٍّ
بأشرار - وقوله تعالى:
(إن ترك خيراً) *، أي مالاً. والخِيارُ: خلاف الأَشْرار. والخِيارُ:
الاسم من الاخْتيار. والخيار: الثقاء، وليس بعربي. ورجل خَيِّرٌ
وخَيْرٌ، مشدد ومخفف. وكذلك امرأة خَيِّرةٌ وخَيْرَة. قال الله تعالى:
(أولئك لَهُمُ الخَيْراتُ) *، جمع خَيْرَةٍ، وهي الفاضِلَةُ من كلِّ
شئ. وقال تعالى:
(فيهن خيرات حسان) *، قال الاخفش: إنه لما وصف به وقيل فلان خير، أشبه
الصفات فأدخلوا فيه الهاء للمؤنث ولم يريدوا به أفعل. وأنشد أبو عبيدة
لرجلٍ من بني عدى (2) تميم جاهلي:
_________
(1) عقال بن هاشم.
(2) في اللسان: " من بنى عدى تيم تميم ".
(2/651)
ولقد طعنت مجامع الربلات * ربلات هند خيرة
الملكات - فإن أردت معنى التفضيل قلت: فلانة خَيْرُ الناس ولم تقل
خَيْرَةُ، وفلان خيرُ الناسِ ولم تَقُلْ أَخْيَرُ، لا يُثَنَّى ولا
يُجْمَع، لأنَّه في معنى أفعل. وأما قول الشاعر سبرة بن عمرو الاسدي
يرثى عمرو بن مسعود وخالد بن نضلة: ألا بكر الناعي بخيري بنى أسد *
بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد - فإنما ثناه لانه أراد خيرى فخففه، مثل
ميت وميت، وهين وهين. والخير بالكسر: الكرم. والخيرة الاسمُ من قولك:
خار اللهُ لك في هذا الأمر. والخِيَرَةُ مثال العِنَبَةِ: الاسم من
قولك اخْتارَهُ الله. يقال: محمدٌ خِيَرَةُ الله من خَلْقِهِ،
وخِيَرَةُ الله أيضا بالتسكين. والاختيار: الاصطفياء. وكذلك التخير.
وتصغير مختار: مخير، حذفت منه التاء لانها زائدة وأبدلت من الالف
والياء، لانها أبدلت منها في حال التكبير. والاستخارة: الخِيَرَةُ.
يقال: اسْتَخِرِ اللهَ يَخِرْ لك.
(2/652)
وخيرته بين الشيئين، أي فَوَّضْتُ إليه
الخِيارُ. والخيريُّ معرَّبٌ (1) .
فصل الدال
[دبر] الدَبْر بالفتح: جَماعة
النَحْل. قال الأصمعي: لا واحِد لها، ويجمع على دُبورٍ. قال لَبيدٌ (2)
: بِأبْيَضَ (3) من أبْكارِ مُزْنِ سَحابَةٍ * وَأرْي دبورٍ شارَهُ
النَحْلُ عاسِلُ (4) - ويقال أيضا للزنابير: دبر. ومنه قيل لعاصم ابن
ثابت الانصاري: حمى الدبر، وذلك أن المشركين لما قتلوه أرادوا أن
يمثلوا به، فسلط الله عليهم الزنابير الكبار تأبر الدارع، فارتدعوا عنه
حتى أخذه المسلمون فدفنوه. ويقال: جعلْتُ كلامَهُ دَبْرَ أذُني، أي
أَغْضَيْتُ عنه وتَصامَمْتُ. والدَبْرَةُ: والدِبارَةُ: المشارة في
المزرعة،
_________
(1) الخيرى: نبت، وهو المنثور. ويقال للخزامي: خيرى البر. عن المصباح.
(2) نسب أيضا إلى زيد الخيل.
(3) في اللسان: " بأشهب ".
(4) قبله: إذا مس أسآر الصقور صفت له * مشعشعة مما تعتق بابل - عتيق
سلافات سبتها سفينة * تكر عليها بالمزاج النياطل - النياطل: مكاييل
الخمر.
(2/652)
وهى بالفارسية " كرد (1) ". والجمع دبر
ودبار. وذات الدبر: اسم تثنية. قال ابن الاعرابي: وقد صحفه الاصمعي
فقال " ذات الدبر ". والدبر والدُبُرُ: الظَهْرُ. قال الله تعالى:
(ويُوَلُّونَ الدُبُرَ) *، جعله للجماعة، كما قال:
(لا يَرْتَدُّ إليهم طَرْفُهُمْ) *. والدُبْرُ والدُبُرُ: خِلافُ
القُبُلِ. ودُبُرُ الأَمْرِ ودُبْرُهُ: آخره. قال الكميت: أَعَهْدَكَ
من أُولى الشَبيبَةِ تَطْلُبُ * عَلى دُبُرٍ هَيْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ
- ودبير: قبيلة من بنى أسد. والدِبْرُ، بالكسر: المالُ الكثيرُ،
واحِدُهُ وجَمْعُهُ سَواءٌ. يقال: مالٌ دِبْرٌ، ومالانِ دِبْرٌ،
وأمْوالٌ دِبْرٌ. ورَجُلٌ ذو دِبْرٍ: كثير الضَيْعَةِ (2) والمالِ،
حكاه أبو عبيد عن أبى زيد. والدِبْرَةُ: خِلاَفُ القِبْلة. يقال: فلانٌ
ماله قِبْلةٌ ولا دِبْرَةٌ، إذا لم يَهْتَدِ لجهة أمْرِه. وليس لهذا
الأمر قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ، إذا لم يُعْرَفْ وَجْهُهُ. والدَبَرَةُ
بالتحريك: واحدة الدبر والادبار، مثل شجرة وشجر وأشجار. تقول منه: ذبر
البعير بالكسر، وأدبره القتب.
_________
(1) في اللسان: " كرده ".
(2) في المخطوطة: " الصنعة ".
(2/653)
والدبرة، بالاسكان والتحريك أيضا:
الهَزِيمة في القتال، وهو اسمٌ من الإدبار. ويقال ايضاً: " شَرُّ
الرَأي الدَبَريُّ " وهو الذي يَسْنَحُ أخيراً عند فَوْتِ الحاجَةِ.
قال أبو زيد، يقال فُلانٌ لا يُصَلِّي الصَلاةَ إلاّ دَبَرِيَّاً
بالفتح، أي في آخر وقْتِها. والمحدِّثون يقولون: دُبُريَّا بالضم.
والدَبران: خمسةُ كواكبَ من الثَوْر، يقال أنَّه سَنامُهُ، وهو من
منازل القمر. وقال الشيباني: الدبرة: آخر الرمل. ودابِرَةُ الإنسان:
عُرْقوبُهُ. ودابِرَةُ الطائرِ: التي يَضْرِبُ بها، وهي كالإصْبَعِ في
باطن رِجْليه. ودابِرَةُ الحافِر: ما حاذى مُؤَخَّر الرُسْغِ.
والدابِرَةُ: ضَرْبٌ من الشَغْزَبِيَّةِ في الصِراع. والدابِرُ:
التابِعُ. والدابِرُ من السهام: الذي يخرج من الهَدَف. والدابِرُ من
القِداحِ: خلافُ الفائز، وصاحبُه مُدابرٌ. قال صَخْرُ الغَيِّ
الهُذَليُّ يصف ماء ورده: فخضخضت صفنى في جَمِّهِ * خِياضَ المُدابِرِ
قِدْحاً عَطوفا - وقطع الله دابرَهم، أي آخِرَ من بَقي منهم ويقال
رَجلٌ أَدابِرٌ، للذي يقطع، رَحِمَهُ مثلُ أُباتِرٍ. وقال أبو عبيدة:
لا يَقْبَلُ قَوْلَ أَحَدٍ ولا يلوى على شئ.
(83 - صحاح - 2)
(2/653)
والدبير: ما أَدْبَرَتْ به المرأةُ من
غَزْلِها حين تفتله. قال يعقوب: القبيل: ما أَقْبَلْتَ به إلى
صَدْرِكَ، والدبير: ما أدبرت به عن صَدْرَكَ. يقال: " فلانٌ ما
يَعْرِفُ قَبيلاً من دَبِيرٍ ". وفلانٌ مُقابَلٌ ومُدابَرٌ: إذا كان
محْضاً من أبويه. قال الاصمعي: وأصله من الاقبالة والادبارة، وهو شق في
الاذن، ثم يفتل ذلك، فإذا أقبل به فهو الاقبالة، وإذا أدبر به فهو
الادبارة. والجلدة المعلقة من الاذن هي الاقبالة والادبارة، كأنها
زنمة. والشاة مدابرة ومقابلة وقد دابرتها وقابلتها. وناقة ذات إقبالة
وإدبارة. ودبار بالضم (1) : اسم يوم الأربعاء، من أسمائهم القديمةِ.
والدَبارُ بالفتح: الهَلاكُ، مثل الدَمارِ. والدِبارُ بالكسر: جَمْعُ
دِبارَةٍ، وهي المَشارَةُ. قال بِشْر: تَحَدُّرَ ماءِ المزن عن جرشية *
على جربة تعلو الدبار غروبها (2) * وفلان يأتي الصَلاةَ دِباراً، أي
بَعْدَ ما ذَهَبَ وَقْتُها. والدَبورُ: الريح التي تُقابِلُ الصَبا.
ودَبَرَ السَهْمُ يَدْبُرُ دبورا، أي خرج من
_________
(1) وبالكسر أيضا كما في القاموس.
(2) في اللسان: " ماء البئر "، يعلو الدبار ".
(2/654)
الهدف. ودبر بالشئ: ذهب به. ودبر النهار
وأَدْبَرَ بمعنىً. ويقال: هَيْهاتَ، ذَهَبَ كما ذَهَبَ أَمْسِ
الدابِرُ. ومنه قوله تعالى:
(والليل إذا دبر) * أي تَبِعَ النَهارَ قَبْلَهُ. وقُرِئَ:
(أَدْبَرَ) *. قال صخر بن عَمرو بن الشريد السلمى: ولقد قتلكم ثُناَء
ومَوْحَدا * وتركتُ مُرَّةَ مثلَ أمسِ الدابرِ - ويُرْوى: " المُدْبِر
". ويقال: قَبَّحَ الله ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ. ودَبَرَ الرجلُ:
وَلَّى وشَيَّخَ. ودَبَرْتُ الحديثَ عن فُلانٍ: حَدَّثْتُ به عنه بعد
مَوْتِهِ ودَبَرَتِ الريحُ، أي تحوَّلت دَبوراً. ودبر: موضع باليمن،
ومنه فلان الدبرى. ودُبِرَ القَوْمُ، على ما لم يسم فاعله، فهم مدبرون،
إذا أصابتهم ريح الدَبورِ. وأَدْبَروا، أي دخلوا في ريح الدَبور.
والإدْبارُ: نقيض الاقبال. وأدبرت البعير فدبر. وأدبر الرجل، إذا دبر
بعيره والادبر: لقب حجر بن عدى، لانه طعن موليا.
(2/654)
ودابرت فلانا: عاديته (1) . والاستِدبار:
خلاف الاستقبال. والتدبير في الأمر: أن تَنْظُرَ إلى ما يؤول إليه
عاقبته. والتدبير: التفكر فيه. والتدبير: عِتْقُ العبد عن دُبُرٍ، وهو
أن يُعْتَق بعد موتِ صاحِبِه، فهو مُدبَّرٌ. قال الأصمعي: دَبَّرْتُ
الحديثَ، إذا حَدَّثْتَ به عن غيْرِك. وهو يُدَبِّر حديثَ فلان، أي
يرويه. وتَدابَرَ القومُ، أي تقاطعوا. وفي الحديث: " لا تدابروا ".
[دثر] الدَثْرُ بالفتح: المال
الكثيرُ. يقال: مال دثر، وما لان دثر، وأَمْوالٌ دَثْرٌ. وعَكَرٌ
دَثْرٌ، أي كثيرٌ، وهو من الأوَّل إلاَّ أنَّه جاء بالتحريك. والدِثار:
كلُّ ما كان من الثِياب فوق الشعار. وقد تدثر، أي تلفف في الدِثار
وتَدثَّرَ الفَحْلُ الناقَة، أي تسنَّمها. وتَدثَّر الرجلُ فرسَه، إذا
وثَبَ عليه فركِبه. والدُثور: الدروس. وقد دَثَرَ الرَسْمَ وتداثر.
والدثور: الرجل الخامل النوؤم.
_________
(1) في المخطوطة الاولى: " أدبرت "، صوابه من المخطوطة واللسان.
(2/655)
ودثر الطائر تدثيرا، أصلح عشه.
[دجر] الدَجْران: النشيط الذي فيه
مع نشاطة أَشَرٌ. ويقال حَيْرانُ دَجْرانُ. وقد دَجِرَ بالكسر دَجَراً،
وقومٌ دَجارى. قال العجاج:
دَجْرانَ لا يعشر من حيث أتى * والدَيجور: الظلام. وليلةٌ دَيْجورٌ:
مُظْلِمَةٌ.
[دحر] الدُحورُ: الطَرْدُ
والإبْعاد. وقد دَحَرَهُ. قال الله تعالى:
(اخْرُجْ منها مذءوما مدحورا) *، أي مقصى.
[دخر] الدُخور: الصَغارُ والذَلُّ.
يقال: دَخَرَ الرجلُ بالفتح فهو داخِرٌ (1) . وأدخره غيره.
[دخدر] الدَخْدارُ: ثوبٌ أبيضُ
مَصونٌ، فارسيٌّ معرّب: أي يُمْسِكُهُ التَخْتُ، أي ذو تخت. قال الكميت
يصف سحاباً:
تَجْلو البَوارِقَ عنهُ صفح دخدار
[درر] الدَرُّ: اللَبَنُ. يقال في
الذمّ: لا دَرّ دَرُّهُ! أي
_________
(1) قال الله تعالى: " وهم داخرون ".
(2/655)
لا كَثُر خيره. ويقال في المَدْحِ: لله
دَرُّهُ، أي عمله. ولله دَرُّكَ من رَجُلٍ!. وناقةٌ دَرورٌ، أي كثيرة
اللبن، ودارٌّ أيضا. ونوق درار، مثل كافر وكفار. وقال: كان ابنُ
أسْماَء يَعْشوهُ ويَصْبَحُهُ * من هَجْمَةٍ كَفَسيلِ النَخْلِ
دُرَّارِ - وفَرَسٌ دَريرٌ، أي سريعٌ. قال امرؤ القيس: دَريرٍ
كَخُذْروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ * تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ
- والدُرَّةُ: اللْؤْلؤَةُ، والجمع دُرٌّ ودُرَّاتٌ. وأنشد أبو زيد
للربيع بن ضَبُع الفَزاريّ: كأنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ (1) * في
نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرا - والكوكب الدرى: الثاقب المضئ، نسب
إلى الدُرِّ لبياضه. وقد تُكْسَرُ الدال فيقال درى، مثل سخرى وسخرى،
ولجى ولجى. والدرة: التى يضرب بها. والدِرَّة أيضاً: كثرةُ اللبن
وسَيَلانُه. وللساق دِرّة، أي استِدرار للجَرْي. وللسوق دِرَّةٌ، أي
نَفاقٌ، عن أبي زيد. وللسحاب دِرَّةٌ: أي صَبٌّ. والجمع دِرَرٌ. قال
النمر ابن تولب:
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " درة بيضا منعمة "، صوابه من اللسان.
(2/656)
سلام الاله ورَيْحانُه * ورحمُتهُ وسَماءٌ
دِرَرْ - غَمامٌ ينزِّلُ رِزْقَ العِبادِ * فَأَحْيا البلادَ وطابَ
الشَجَر - أي ذات دِرَرٍ. وسَماءٌ مِدْرارٌ، أي تَدُرُّ بالمطر. ويقال:
هما على دَرَرٍ واحدٍ بالفتح، أي على قَصْدٍ واحد. ونحن على دَرَرِ
الطريق، أي على قَصْدِهِ. ودَرَرُ الريح أيضاً: مهبها. ودرالضرع اللبن
يدر دُروراً. ودَرَّت حَلوبَةُ المسلمين أي فَيْئُهُم. وأَدَرَّتِ
الناقَةُ، فهي مُدِرٌّ، إذا دَرَّ لَبَنُها والريح تُدِرُّ السَحابَ
وتَسْتَدِرُّهُ، أي تَسْتَحْلِبُهُ. وقال الحادرة: بِغرِيضِ سارِيَةٍ
أَدَرَّتْهُ الصَبا * من ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ (1) -
ومنه قولهم: بين عينيه عِرْقٌ يدره العضب. ويقال: يحركه. قال أبو محمد
الاموى: استدرت المعزى: أرادت الفحل. ويقال أيضا: استذرت المعزى
استذراء، من المعتل بالذال المعجمة.
_________
(1) قبله: فكأن فاها بعد أول رقدة * ثغب برابية لذيذ المكرع -
(2/656)
والدردر: مغارز أسنان الصبى. وفي المثل: "
أعْيَيْتِني بأُشُرٍ، فكيف بدردر (1) ". والجمع الدرادر. ودر در الصبى
البسرة: لا كها. والدردار: ضرب من الشجر. والدُرْدورُ: الماء الذي
يَدورُ ويخاف فيه الغرق. وقولهم: " ده درين وسعد القين " من أسماء
الكذب والباطل. ويقال: أصله أن سعد القين كان رجلا من العجم يدور في
مخاليف اليمن يعمل لهم، فإذا كسد عمله قال بالفارسية: " ده بدرود (2)
"، كأنه يودع القرية، أي أنا خارج غدا. إنما يقول ذلك ليستعمل، فعربته
العرب وضربوا به المثل في الكذب، وقالوا: " إذا سمعت بسرى القين فإنه
مصبح ".
[دسر] الدِسارُ: واحد الدُسُرِ، وهي
خيوطٌ تُشَدُّ بها أَلْواحُ السفينة، ويقال هي المَساميرُ. وقوله
تعالى:
(عَلى ذاتِ ألواحٍ ودُسُرٍ) *. ودُسْر أيضا، مثل عسر وعسر. قال بشر:
_________
(1) قال أبو زيد: هذا رجل يخاطب امرأته، يقول: لم تقبلي الادب وأنت
شابة ذات أشرفى تغرك، فكيف الآن وقد أسننت حتى بدت درادرك.
(2) في المطبوعة الاولى: " ده بدرور ".
(2/657)
معبدة السقائف ذاتُ دُسْرٍ (1) *
مُضَبَّرَةٌ جوانِبُها رَداح - والدسر: الدفع. قال ابن عبّاس رضي الله
عنهما في العنبر: " إنما هو شئ يدسره البَحْر دَسْراً "، أي يَدْفَعُه.
ودَسَرَه بالرُمْحِ. ورجلٌ مِدْسَرٌ. والدَوْسَرُ: الجَمَلُ الضخم،
والانثى دوسرة. قال عدى: ولقد عديت دوسرة * كعلاة القين مذكارا - وجمل
دوسرى، كأنه مَنْسُوبٌ إليه، ودَوْسَرانيٌّ أيضاً. ودوسر: اسم كتيبة
كانت للنعمان بن المنذر. قال الشاعر (2) : ضربت دوسر فيهم ضربة * أثبتت
أوتاد ملك فاستقر (3) -
_________
(1) في المختار من أشعار العرب:
معبدة المداخل حين تسمو
(2) المثقب العبدى.
(3) قال ابن برى: صوابه " فيه " لانه عائد على يوم الحنو. وقبله: كل
يوم كان عنا جللا * غير يوم الحنو من جنبى قطر - وبعده: فجزاه الله من
ذى نعمة * وجزاه الله إن عبد كفر -
(2/657)
[دعر]
الدَعَرُ بالتحريك: الفَساد. والدَعَرُ أيضاً: مصدر قولك: دَعِرَ
العودُ بالكسر يَدْعَرُ دَعَراً، فهو عودٌ دعر، أي ردئ كثير الدخان.
ومنه أُخِذت الدَعارة، وهي الفِسْق والخُبْثُ. يقال: هو خبيثٌ داعِرٌ
بيِّن الدَعَرِ والدَعارةِ. والمرأة داعِرَةٌ، عن أبى عمرو. وداعر
أيضا: اسم فحل منجب تنسب إليه الداعرية من الابل. وحكى الغنوى: عود
دعر، مثال صرد. وأنشد: يحملن فحما جيدا غير دعر (1) * أسود صلالا
كأعيان البقر - والزند الأَدْعَرُ: الذي قُدِحَ به مِراراً فاحْتَرق
طرَفُه، فصار لا يوري.
[دعثر] الدعثرة: الهدم. والمدعثر:
المهدوم. وفي الحديث: " لا تقتلوا أولادَكم سِرّاً، إنَّه ليُدْرِكُ
الفارِسَ فَيُدَعْثِرُهُ "، أي يهدمه ويطحطحه. يعنى بعد ما صار
رَجُلاً. والدُعْثورُ: الحَوْضُ المتثلِّمُ. وقال الشاعر (2) :
_________
(1) وقبله:
أقبلن من بطن قلاب بسحر
(2) مضرس بن ربعى، أو طفيل الغنوى.
(2/658)
وقلن على الفردوس: أَوَّلُ مَشْرَبٍ *
أَجَلْ جَيْرِ إِنْ كانت أبيحت دعاثره.
[دغر] الدغرة: أخد الشئ اختلاسا.
وفي الحديث " لا قَطْعَ في الدَغْرَةِ "، وأَصْلُ الدَغْرِ (1) :
الدَفْع. وفي الحديث: " عَلامَ تُعَذِّبْنَ أولادَكُنَّ بالدَغْرِ "،
وهو أن تُرْفَعَ لَهاةُ المَعْذُورِ. وقولهم: " دَغْرى لا صَفَّى " أي
ادْغَروا عليهم ولا تُصافُّوهم. ويقال أيضاً: دَغْراً لا صَفَّاً، مثل
عقرى وحلقى وعقرا وحلقا.
[دغمر] الدَغْمَرَةُ: الخَلْطُ.
يقال خُلُقٌ دغمرى ودغمرى. قال العجاج: لا يزدهينى العمل المقذى (2) *
ولا من الاخلاق دغمرى - ودغمرت عليه الخبر: خلطت عليه. والمدغر: الخفى.
[دفر] الدَفَرُ (3) : النَتَنُ
خَاصَّةً يقال: دَفْراً له، أي نَتْناً. ومنه قيل للدُنْيا: أُمُّ
دَفْرٍ. والدَفْر وأمُّ دَفْرٍ من أسماء الدَواهي.
_________
(1) دغر كمنع.
(2) في اللسان: " المقزى ".
(3) بالتحريك ويسكن.
(2/658)
ويقال للأمة إذا شُتِمت: يا دفار، مثل
قطام، أي دفرة منتنة. وقول عمر رضي الله عنه: وادفراه (1) ! أي
وانَتْناهُ. ويقال: دَفْراً دافِراً لما يجئ به فلان، أي نَتْناً،
وكذلك إذا قَبَّحْتَ عليه أمره.
[دفتر] الدَفْتَرُ: واحد
الدَفاتِرِ، وهي الكراريس.
[دقر] الدَقاريرُ: الدَواهي،
الواحدة دِقْرارَةٌ. يقال: فلان يفتري الدَقاريرَ، أي الأَكاذيبَ
والفُحْشَ. ورجل دِقْرارَةٌ، أي نمام. والدقرار والدقرارة: التبان (2)
. ودقرى: اسم روضة.
[دمر] الدَمارُ: الهَلاَكُ. يقال:
دَمَّرَهُ تَدْميراً، ودَمَّرَ عليه بمعنىً. وتَدْميرُ الصائِدِ: أن
يُدَخِّن قُتْرَتَهُ بالوَبَرِ لئلاَّ يَجِدَ الوَحْشُ ريحَهُ فيه. قال
أوس بن حجر:
_________
(1) وذلك أنه سأل بعض أهل الكتاب عمن يلى الامر من بعد، فسمى غير واحد،
فلما انتهى إلى صفة أحدهم قال عمر: وادفره. إصلاح المنطق 371 بتحقيق
شاكر وهارون.
(2) وهى سراويل بلا ساق.
(2/659)
فلاقى عليها من صباح مدمرا (1) * لناموسه
بين الصفيح سقائف - ودَمَرَ يَدْمُر دُموراً: دخلَ بغير إذْن. وفي
الحديث: " مَنْ سَبَقَ طرفه استئذانه فقد دمر ". وتدمر: بلد بالشام.
ويربوع تَدْمُريٌّ، إذا كان صغيراً قصيراً.
[دنر] الدينار أصله دنار بالتشديد،
فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء لئلا يلتبس بالمصادر التى تجئ على فعال،
كقوله تعالى:
(وكذبوا بآياتنا كذابا) *، إلا أن يكون بالهاء فيخرج على أصله، مثل
الصنارة والدنامة، لانه أمن الآن من الالتباس. والمدنر من الخيل: الذى
يكون فيه نكت فوق البرش.
[دور] الدارُ مؤنَّثةٌ. وإنَّما قال
الله تعالى:
(ولَنِعْمَ دارُ المُتَّقين) * فذُكِّر على معنى المَثْوى والموضِعِ
كما قال:
(نِعْمَ الثَوابُ وحَسُنَتْ مرتفقا (2)) * فأنث على المعنى.
_________
(1) صباح، كغراب: بطن من بطون العرب.
(2) قلت: التأنيث في قوله وحسنت مرتفقا ليس على المعنى بل على لفظ
الارائك إن أريد بالمرفق موضع الارتفاق، وهو الاتكاء، أو على لفظ
الجنات إذا أريد بالمرفق المنزل اه مختار.
(2/659)
وأدنى العدد أدؤر، فالهمزة فيه مبدلة من
واو مضمومة. ولك أن لا تهمز. والكثير ديار مثل جبل وأجبل وجبال. ودور
أيضا مثل أسد وأسد. والدارة: أَخَصُّ من الدار. قال أميَّةُ ابن أبى
الصلت يمدح عبد الله بن جُدْعان: لَهُ داعٍ بِمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ *
وآخَرُ فَوْقَ دارَتِهِ يُنادي - والدارَةُ: التي حَوْلَ القمر، وهى
الهالة. وقول الشاعر زميل الفزارى: فلا تكثرا فيه الملامة إنه * محا
السيف ما قال ابن دارة أجمعا - قال أبو عبيدة: هو سالم بن دارة، وكان
هجا بعض بنى فزارة فاغتاله الفزارى حتى قتله بسيفه. ويقال: ما بها
دُوريٌّ وما بها دَيَّارٌ، أي أَحَدٌ. وهو فَيْعالٌ من دُرْتُ، وأصله
ديوار، فالواو إذا وقعت بعد ياء ساكنة قبلها فتحة قلبت ياء وأدغمت، مثل
أيام وقيام. ودار الشئ يدور دَوْراً ودَوَراناً. وأَدارَهُ غيره
ودَوَّرَ به. وتدوير الشئ: جعله مدورا. والمداورة كالمعالجة. قال
الشاعر (1) :
_________
(1) هو سحيم بن وثيل.
(2/660)
* ونجدني مُداوَرَةُ الشُؤُونِ (1) *
والدَوَّاريُّ: الدَهْرُ يدور بالانسان أحوالا قال العجاج: وأنت قنسرى
والدارى (2) * والدهر بالانسان دوارى (3) - والدارى: العطار، وهو
مَنْسوبٌ إلى دارينَ: فُرْضَةٌ بالبحرَيْنِ فيها سوقٌ كان يُحْمَل
إليها مِسْكٌ من ناحية الهِنْد. وفي الحديث: " مَثَلُ الجَليسِ
الصالِحِ مثل الدارِيِّ إنْ لم يُحْذِكَ من عِطْرِهِ عَلِقَكَ من
رِيحِه ". قال الشاعر: إذا التاجِرُ الدارِيُّ جاء بفَأرَةٍ * من
المِسْكِ راحَتْ في مَفارِقِها تَجْري - والداريُّ أيضاً: رَبُّ
النَعَم، سُمِّيَ بذلك لأنه مُقيمٌ في داره، فنسب إليها. وقال الراجز:
لبث قليلا يلحق الداريون * أهل الجياد البدن (4) المكفيون * سوف ترى إن
لحقوا ما يبلون
_________
(1) صدره: أخو خمسين مجتمع أشدى
(2) المعروف في إنشاده:
أطربا وأنت قنسرى،
(3) في اللسان بعده:
أفنى القرون وهو قعسرى
(4) في اللسان، وكذلك في المخطوط:
ذوو الجياد البدن:
(2/660)
يقول: هم أرباب المال، واهتمامهم بإبلهم
أشد من اهتمام الراعى الذى ليس بمالك لها. والدائرة: واحدةُ الدوائر.
يقال: في الفرس ثماني عشرة دائرة. والدائرة: الهزيمة. يقال: عليهم
دائرةُ السَوءِ. والمُدارَةُ: جِلْدٌ يُدارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدلو
فيستقى بها. قال الراجز: لا يستقى في النزح المضفوف * إلا مدارات
الغروب الجوف - يقول: لا يمكن أن يستقى من الماء القليل إلا بدلاء
واسعة الاجواف، قصيرة الجوانب لتنغمس في الماء وإن كان قليلا فتمتلئ
منه. ويقال هي من المدارة في الامور. فمن قال هذا فإنه بكسر التاء في
موضع النصب أي بمدارة الدلاء، ويقول: " لا يستقى " على ما لم يسمَّ
فاعلُه. ودوار بالضم: صَنَمٌ، وقد يفتح. وقال امرؤ القيس: فَعَنَّ لنا
سِربٌ كأنَّ نِعاجَهُ * عَذارى دُوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ - والدُوارُ
أيضاً من دُوارِ الرأس. يقال: دِيرَ بالرجل، وأُديرَ به. ودَيْرُ
النصارى، أصله الواو، والجمع أديار.
(2/661)
والديرانى: صاحب الدير. وقال ابن الأعرابي:
يقال للرجل إذا رَأَسَ أصحابه: هو رَأْسُ الدير.
[دهر] الدَهْرُ: الزمان. قال
الشاعر: إنَّ دَهْراً يَلُفُّ شَمْلي بِجُمْلٍ * لَزَمانٌ يَهُمُّ
بالإحْسانِ - ويجمع على دهور. ويقال: الدهر: ألا بد. وقولهم: دهرا
داهر، كقولهم: أبدا أبيد. وقولهم: دَهْرٌ دَهارِيرُ، أي شديدٌ، كقولهم:
ليْلَةٌ لَيْلاءُ، ونَهارٌ أَنْهَرُ، ويَومٌ أَيْوَمُ، وساعةٌ
سَوْعاءُ. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لرجل من أهل نجد: وبينهما المرءُ
في الأحياءِ مُغْتَبِطٌ * إذا هو الرَمْسُ تَعْفوهُ الأَعاصيرُ (1) -
حتى كأنْ لم يكنْ إلاّ تَذَكَّرُهُ * والدَهْرُ أَيَّتَما حالٍ (2)
دَهاريرُ - ويقال: لا آتيك دَهْرَ الدَاهرين، أي أبداً. وفي الحديث: "
لا تَسُبُّوا الدَهْرَ فإنَّ الدهرَ هو الله "، لأنهم كانوا يُضيفون
النوازلَ إليه، فقيل
_________
(1) لهذا البيت مع القصيدة التى هو منها قصة عجيبة مذكورة في درة
الغواص، ونقلها صاحب وفيات الاعيان أيضا.
(2) في اللسان: " حين ".
(84 - صحاح - 2)
(2/661)
لهم: لا تسبُّوا فاعلَ ذلك بكم، فإن ذلك هو
الله تعالى. ويقال: دَهَرَ بهم أَمْرٌ، أي نزل بهم. وما ذاك بِدَهْري،
أي عادتي. وما دَهْري بكذا، أي هِمَّتي قال مُتَمِّمُ ابن نويرة: لعمري
وما دهري بِتأبِينِ هالِكٍ * ولا جَزَعاً مما أَصابَ فأَوْجَعا -
والدُهْريُّ بالضم: المُسِنُّ. والدهرى بالفتح: الملحد. قال ثعلب: هما
جميعا منسوبان إلى الدهر وهم ربما غيروا في النسب، كما قالوا سهلى
بالضم للمنسوب إلى الارض السهلة. ودهورت الشئ، إذا جمعته ثم قذفته في
مهواة. يقال: هو يدهور اللقم، إذا كبرها.
فصل الذال
[ذأر] أبو زيد: أَذْأَرْتُ الرجلَ
بصاحبِه إذْآراً، أي حَرَّشْتُهُ وأَوْلَعْتُهُ به. وقد ذَئِرَ عليه
حين أَذْأَرْتُهُ، أي اجْتَرَأَ عليه. وفي الحديث: " ذَئِرَ النساء على
أزواجهنَّ "، قال الأصمعي: يعني نَفَرْنَ ونَشَزْنَ واجْتَرَأْنَ. يقال
منه: امرأة ذَئِرٌ على فاعِلٍ، مثل الرجلِ قال عبيد:
(2/662)
ولقد أتانا (1) عن تميم أنهم * ذَئِروا
لقَتْلى عامِرٍ وتغضَّبوا - يعني نَفَروا من ذلك وأنكروه. ويقال: إن
شؤونك لَذَئَرَةٌ. وقد ذَئِرَهُ، أي كَرِهَهُ وانصرف عنه. وناقة مذائر:
تنفر عن الوَلَدِ ساعةَ تضعُه، ويقال هي التي تَرْأَمُ بأنفها ولا
يَصْدُقُ حبها. وذئر بالشئ، أي ضرى به واعتاده.
[ذبر] الذَبْرُ: الكتابة، مثل
الزَبْرِ. وقد ذَبَرْتُ الكِتابَ أَذْبُرُهُ وأَذْبِرُهُ ذَبْراً.
وأنشد الأصمعي: لأبي ذؤيب: عرفت الديار كرقم الدوا * ة يذبرها الكاتب
الحميرى (2) -
[ذخر] الذَخيرة: واحدة الذَخائر.
وقد ذخرت الشئ أذخره ذخرا، وكذلك ادَّخَرْتُهُ، وهو افْتَعَلْتُ. وقول
الشاعر الراعى يصف امرأة (3) :
_________
(1) في اللسان: " لما أتانى ".
(2) مطلع قصيدة له. وبعده: برقم ووشى كما زخرفت * بميشمها المزدهاة
الهدى -
(3) سبق في (مدح) أنه يصف فرسا، ورواه هناك " خواصرها " كما قاله بعد.
وقال في تمدحت: يروى بالدال والذال جميعا.
(2/662)
فلما سقيناها العكيس تمذحت * مذاخرها
وازداد رشحا وريدها - يعنى أجوافها وأمعاءها. ويروى: " خواصرها ".
والاذخر: نبت، الواحدة إذخرة.
[ذرر] الذَرُّ: جمع ذَرَّةٍ، وهي
أصغر النمل، ومنه سمى الرجل ذرا، وكنى بأبى ذر. وذرية الرجل: ولده.
والجمع الذَرارِيُّ والذُرِّيَّاتُ. وذَرَرْتُ الحَبَّ والدواءَ
والمِلحَ أَذُرُّهُ ذَرًّا: فَرَّقْتُهُ. والذَرورُ بالفتح: لغة في
الذَريرَةِ، ويجمع على أذرة. وذرت الشمس تذر ذرورا بالضم: طلعت. ويقال:
ذَرَّ البَقْلُ، إذا طلعَ من الارض، عن أبى زيد. وحكى الفراء: ذارت
الناقة تذارُّ مُذارَّةً وذِراراً: أي ساء خُلُقُها، وهي مُذارٌّ، وهي
في معنى العلوق والمذائر. قال: ومنه قول الحطيئة: وكنت كذات البو (1)
ذرات بأنفها * فمن ذاك تبغى غيره وتهاجره - إلا أنه خففه للضرورة.
_________
(1) في اللسان: " كذات البعل "، وكذلك في ديوانه.
(2/663)
وقال أبو زيد: في فلان ذِرارٌ، أي إعراض
غضبا، وكذرار الناقة.
[ذعر] ذعرته أذعره ذعرا: أفزعته،
والاسم: الذعر بالضم. وقد ذعر فهو مذعور. وامرأة ذَعورٌ: تُذْعَرُ من
الربية. وناقة ذعور، إذا مس ضرعها غارت. وذو الاذعار: لقب ملك من ملوك
حمير، لانه زعموا حمل النسناس إلى بلاد اليمن فذعر الناس منه.
[ذفر] الذَفَرُ بالتحريك: كلُّ ريح
ذَكِيّةٍ من طيبٍ أو نَتْنٍ. يقال مِسْكٌ أَذْفَرُ، بيِّنُ الذَفَرِ.
وقد ذَفِرَ بالكسر يَذَفُرُ. ورَوْضَةٌ ذَفِرَةٌ. والذَفَرُ: الصُنانُ.
وهذا رجلٌ ذَفِرٌ، أي له صُنانٌ وخُبْثُ ريحٍ. والذِفْرى من القَفا، هو
الموضع الذي يَعْرَقُ من البعير خلف الاذن. يقال: هذه ذفرى أسيلة، لا
تنون لان ألفها للتأنيث. وهى مأخوذة من ذفر العرق، لانها أول ما يعرق
من البعير. قال الاصمعي: قلت لابي عمرو بن العلاء: الذفرى من الذفر؟
فقال: نعم. والمعزى من المعز؟ فقال: نعم. وبعضهم ينونه في النكرة ويجعل
ألفه
(2/663)
للالحاق بدرهم وهجرع. والجمع ذفريات وذفارى
بفتح الراء، وهذه الالف في تقدير الانقلاب عن الياء، ومن ثم قال بعضهم:
ذفار مثل صحار. أبو زيد: بعير ذفر بالكسر مشد الراء: أي عظيم الذِفرى.
وناقةٌ ذِفِرَّةٌ. والذِفِرُّ: الشابُّ الطويل التامُّ الجَلْدُ.
والذَفْراءُ: عُشْبَةٌ خَبيثَةُ الرائحة لا يكاد المال يأكلها، عن
يعقوب. قال: وكتيبة ذفراء، أي أنّها سَهِكَةٌ من الحديد وصدئة (1) .
قال لبيد: فخمة ذفراء ترتى (2) بالعرى * قردمانيا وتركا كالبصل -
[ذكر] الذَكَرُ: خلاف الأُنْثى.
والجمع ذكور، وذكران، وذكارة أيضا، مثل حجر وحجارة. والذكر: العَوْفُ،
والجمع المَذاكيرُ على غير قياس، كأنهم فرقوا بين الذكرى الذي هو
الفَحْلَ وبين الذَكَرِ الذي هو العضْو، في الجمع. وقال الاخفش: هو من
الجمع الذى ليس له واحد، مثل العباديد والابابيل. والذَكَرُ من الحديد:
خلاف الأنيثِ.
_________
(1) في اللسان: " وصدئه ".
(2) ترتى: تقبض وتجمع.
(2/664)
وذكورا البقل: ما غلظ منه، وإلى المرارة
هو. وسيف ذَكَرٌ ومُذَكَّرٌ، أي ذو ماءٍ. قال أبو عبيد: هي سيوف
شفراتها حديد ذكر، ومتونها أنيث. قال: ويقول الناس إنها من عمل الجن.
والمذكرة: الناقة التي تشبه الجَمَلَ في الخَلْقِ والخُلُقِ. ويقال:
ذهبت ذُكْرَةُ السَيْفِ وذُكْرَةُ الرجل: أي حِدَّتُهُما. وفى الحديث:
" أنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن غسلا، فسئل
عن ذلك فقال: إنه أذكر "، يعنى أحد. وسيف ذو ذُكْرٍ (1) ، أي صارم.
ورجل ذِكِّيرٌ (2) : جيّد الذِكْرِ والحِفْظِ. والتذكير: خلاف التأنيث.
والذِكْرُ والذِكْرى، بالكسر: خلاف النِسْيانِ. وكذلك الذُكْرَةُ، وقال
كعب بن زُهير: أنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطيفُ * ومَطافُهُ لك
ذُكْرَةُ وشُفوفُ (3) - والذِكرى مِثْلُهُ. تقول: ذَكَرْتُهُ ذِكْرى،
غَير مُجْراةٍ.
_________
(1) في اللسان والقاموس: " ذكرة ".
(2) وذكير، وذكر، وذكر.
(3) في اللسان: " وشعوف ".
(2/664)
وقولهم: اجْعَلْهُ منكَ على ذُكْرٍ
وذِكْرٍ، بمعنىً. والذِكْرُ: الصيتُ (1) والثَناءُ. وقوله تعالى:
(ص والقرآنِ ذي الذِكْرِ) * أي ذي الشَرَف. ويقال أيضاً: كم الذِكْرَةُ
من وَلَدِكَ؟ أي الذكور. وذكرت الشئ بعد النِسْيانِ، وذَكَرْتُهُ
بلساني وبقلبي، وتذكَّرْتُهُ. وأَذْكَرْتُهُ غيري وذَكَّرته، بمعنىً.
قال الله تعالى:
(واذَّكَرَ بَعْدَ أُمِّةٍ) *، أي ذكره بعد نسيانٍ، وأصله اذتكر فأدغم.
والتذكرة: ما تستذ كر به الحاجَةُ. وأَذْكَرَتِ المرأةُ فهي مُذْكِرٌ،
إذا وَلَدَتْ ذَكَراً. والمِذْكارُ: التي من عادتها أن تَلِدَ الذكور.
ويذكر: بطن من ربيعة.
[ذمر] الذمر: الشُجاعُ. وفيه أربع
لغات: ذِمْرٌ وذَمْرٌ مثل كِبْدٍ وكَبْدٍِ، وذَميرٌ مثل كَبيرٍ،
وذِمِرٌّ مثال فِلِزٍّ. وجمع الذِمْرِ أَذْمارٌ. وذمرته أذمره ذمرا:
حثثته.
_________
(1) قوله: الصيت، هو بكسر الصاد لا بالامالة كما نبه عليه صاحب
الوفيات.
(2/665)
وذمر الأَسَدُ: أي زَأَرَ. وتَذامَرَ
القومُ، أي حَثَّ بعضهم بعضاً، وذلك في الحرب. قولهم: فلان حامى
الذِمارِ، أي إذا ذَمِرَ وغَضِبَ حمى. وفلان أمنع ذمارامن فلان. ويقال:
الذِمارُ ما وَراءَ الرَجُلِ، مما يَحِقُّ عليه أن يَحْميَهُ، لأنَّهم
قالوا: حامي الذِمار، كما قالوا: حامي الحقيقة. وسُمِّي ذِماراً لأنَّه
يجب على أهله التَذَمُّرُ له. وسُمِّيَتْ حقيقةً لأنَّه يحق على أهلها
الدفع عنها. وأقبل فلان يتذمر، كأنه يلوم نَفْسَهُ على فائِتٍ. وظَلَّ
يَتَذَمَّرُ على فلان، إذا تَنَكَّرَ له وأَوْعَدَهُ. والتَذْميرُ: أن
يُدْخِلَ الرَجُلُ يَدَهُ في حَياءِ الناقَةِ ليَنْظُرَ أَذَكَرٌ
جنينها أم أنثى؟ قال الشاعر (1) : وقال المُذَمِّرُ للناتِجينَ * مَتى
ذُمِّرَتْ قَبْليَ الأَرْجُلُ - والمُذَمَّرُ: الكاهِلُ والعُنُقُ وما
حَوْلَهُ إلى الذِفْرى، وهو الذي يُذَمِّرُهُ المُذَمِّرُ.
[ذير] التَذْييرُ: أن تُلَطَّخَ
أَطْباءُ الناقة بالذيار،
_________
(1) الكميت.
(2/665)
وهو بعر رطب، لئلا يَرْتَضِعَها الفَصيلُ.
وأنشد الكسائيُّ: قَدْ غاثَ رَبُّكَ هذا الخَلْقَ كُلَّهُمُ * بِعامِ
خِصْبٍ فَعاشَ الناسُ والنَعَمُ - وأَبْهَلُوا سَرْحَهُمْ من غَيْر
تودية. * ولا ذيار ومات الفقراء والعُدُم - ويقال للرجل: إذا
اسْوَدَّتْ أَسْنانَهُ: قد ذُيِّرَ فُوهُ تَذْيِيراً.
فصل الراء
[رير] الفرّاء: مُخٌّ رَيْرٌ وريرٌ،
أي فاسد ذاهب من الهزال. وأنشد:
والساق منى باديات الرير (1) * أي أنا ظاهر الهزال، لانه دق عظمه ورق
جلده، فظهر مخه. وإنما قال باديات والساق واحدة لانه أراد الساقين،
والتثنية يجوز أن يخبر عنها بما يخبر عن الجمع، لانه جمع واحد إلى آخر.
ويروى: " باردات ". وأرارَ الله مُخَّهُ، أي جعله رقيقا.
_________
(1) قوله: والساق الخ، هو لابي شنبل. وقبله كما في نسخة. أقول بالسبت
فويق الدير * إذا أنا مغلوب قليل الغير -
(2/666)
فصل الزاى
[زأر] الزَئيرُ: صوت الأسد في
صَدره. وقد زَأَرَ يَزْأَرُ زَأْراً وزَئِيراً، فهو زائِرٌ. قال عنترة:
حَلَّتْ بِأَرضِ الزائِرِينَ فَأَصْبَحَتْ * عَسِراً عَلَيَّ طِلابُها
(1) ابْنَةُ مَخْرَمِ - يعني الأعداء. ويقال أيضاً: زَئِرَ الأسَدُ
بالكسر يَزْأَرُ، فهو زَئِرٌ. قال الشاعر: ما مُخْدِرٌ حَرِبٌ
مُسْتأْسِدٌ أَسِدٌ * ضُبارِمٌ خادِرٌ ذو صَولَةٍ زئر - وكذلك تزأر
الاسد. على تفعل بالتشديد. والزأرة: الاجمة. ويقال: أبو الحارث مرزبان
(2) الزأرة.
[زبر] الزُبْرَةُ: القِطْعة من
الحديد، والجمع زُبَرٌ، قال الله تعالى:
(آتُوني زُبَرَ الحَديدِ) *، وزُبُرٌ أيضاً، قال تعالى:
(فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا) *، أي قطعا.
_________
(1) رواية الزوزنى في شرح المعلقات: " طلابك " بكاف الخطاب لا بضمير
الغائبة، وأجاب الشارح عن وجه العدول إلى الخطاب. فانظره في صفحة 153
من المطبوع. قاله نصر.
(2) قوله: " مرزبان " بفتح الميم وضم الزاى، بمعنى رئيس. اه وانى.
(2/666)
والزبرة أيضا: موضع الكَاهِل. يقال: رَجل
أَزْبَر، أي عظيم الزُبْرَةِ. ومنه زُبْرَةُ. الأسد. يقال: أَسَدٌ
مَزْبَرَانيٌّ، أي ضخم الزبرة. وقولهم في المثل: " قد هاجت زبراء " هي
اسم جارية كانت للاحنف بن قيس، وكانت سليطة، فإذا غضبت قال الاحنف: قد
هاجت زبراء! فذهب مثلا. والزبرة: كوكبان نيران (1) ، وهما كاهلا الأسد،
يَنزِلُهُما القَمَرُ. والزَبْرُ بالفتح: الزَجرُ والمَنْع. يقال: زبره
يزبره بالضم زبرا، فإذا انتهره. ويقال: ما له زبر، أي عَقْلٌ وتماسُكٌ،
وهو في الأصل مصدرٌ. والزَبْرُ أيضاً: طَيُّ البِئْرِ بالحجارة. يقال:
بئْرٌ مَزْبورَةٌ. الزبر: الكتابة. يقال: زبر يزبر ويَزْبِرُ. قال
الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول: أنا أَعْرِفُ تَزْبِرَتي، أي خَطِّي
وكتابتي. والزِبْرُ: الكتابُ، والجمع زبور مثل قدر وقدور، منه قرأ
بعضهم:
(وآتينا داود زبورا) *.
_________
(1) في اللسان: " بينهما قدر سوط ".
(2/667)
والمزبر قلم. والزبور بالفتح: الكتاب، وهو
فعول بمعنى مفعول من زبرت. والزبور: كتاب داود عليه السلام. والزبر
بالكسر والتشديد: القوى الشديد. قال الراجز (1) :
أكون ثم أسدا زبرا * أبو زيد: أخذت الشئ بِزَوْبَرِهِ وبِزَأبَرِهِ
وبِزَغْبَرِهِ، إذا أخذته كله ولم تَدَعْ منه شيئاً. قال ابن أحمر: إذا
قال غاو (2) من تنوخ قصيدة * بها جرب عدت على بزوبرا - أي نسبت إلى
بكمالها. والزنبرية: ضرب من السفن ضخمة. والزُنْبورُ: الدَبْرُ، وهي
تؤنثُ، والزنبار لغة فيها، حكاها ابن السكيت: والجمع الزنابير. وأرض
مزبرة: كثيرة الزنابير، كأنهم ردوه إلى ثلاثة أحرف وحذفوا الزيادات، ثم
بنوا عليه، كما قالوا: أرض معقرة ومثعلة، أي ذات عقارب وثعالب.
وازْبَأَرَّ الكَلْبُ: تَنَفَّشَ. وازْبَأَرَّ الشَعَرُ: تنفش. قال
الشاعر (3) :
_________
(1) أبو محمد الفقعسى.
(2) في اللسان: " عاو - بالمهملة - من معد ".
(3) المرار بن منقذ الحنظلي.
(2/667)
فهو ورد اللَوْنِ في ازْبِئْرارِهِ. *
وكُمَيْتُ اللَوْن ما لم يَزْبَئِرّ (1) - أبو زيد: ازْبَأَرَّ
النَبْتُ والوَبَرُ، إذا نَبَتَ. والزِئْبِرُ بالكسر مهموزٌ: ما يَعْلو
الثَوبَ الجَديدَ، مِثْلَ ما يَعْلو الخَزَّ. يقال: زَأْبَرَ الثَوْبُ
فهو مزأبر، إذ خرج زئبره. قال يعقوب: وقد قيل زئبر بضم الباء، وقد
ذكرناه في ضئبل (2) فى باب اللام.
[زبطر] الزبطرة، مثال القمطرة: ثغر
من ثغور الروم.
[زبعر] قال الفرَّاء: الزِبَعْرى:
السيِّئُ الخُلُقِ، ومنه سمِّي الرجل الكثيرُ شعر الوَجْه والحاجبين
واللَحْيَيْن. وجمَلٌ زبعرى كذلك. وأبو عمرو مثله.
[زجر] الزَجرُ: المَنْعُ والنَهْيُ.
يقال: زجره وازدجره، فانزجر وازدجر.
_________
(1) بعده: قد بَلَوْناهُ على علاَّتِهِ * وعلى التيسير منه والضمر -
(2) قال هناك: الضئبل بالكسر والهمز مثال الزئبر: الداهية، وربما جاء
ضم الباء فيهما. قال ثعلب: لا نعلم في الكلام فعلل، فإن كان هذان
الحرفان مسموعين بضم الباء فيهما فهو من النوادر. اه وقد غلط المترجم
هنا في تفسير الضئبل ففسره بمعنى الضئيل، بوزن حقير. قاله نصر.
(2/668)
والزجور من الإبل: التي تَعْرِفُ بعَيْنِها
وتنكر بأنفها. والزجر: العيافة، وهو ضَرْبٌ من التكَهُّنِ. تقول:
زَجَرْتُ أنَّه يكون كذا وكذا. وزَجَرَ البعير، أي ساقه. والزنجرة: قرع
الابهام على الوُسْطى بالسَبَّابة. والاسم الزِنْجيرُ. وقال:
فَأَرْسَلْتُ إلى سَلْمى * بأنَّ النَفْسَ مَشْغوفَه - فَما جَادتْ لنا
سَلْمى * بزنجير ولا فوفه (1) -
[زحر] الزَحيرُ: استِطْلاقُ
البَطْن، وكذلك الزحار بالضم. والزحير: التنفس بشدة. يقال: زَحَرَتِ
المرأةُ عند الوِلادة تَزْحَرُ وتَزْحِر. قال الفراء: أنشدني بعضُ بني
كلاب: أَراكَ جَمَعْتَ مَسألةً وحِرْصاً * وعند الفَقْر زَحَّاراً
أنانا وزحر: اسم رجل.
_________
(1) قال ابن برى: البيت للمغيرة بن حبناء يخاطب أخاه صخرا وكنيته أبو
ليلى. وقبله: بلونا فضل مالك يا ابن ليلى * فلم تك عند عسرتنا أخانا -
(2/668)
[زخر]
زَخَرَ (1) الوادي، إذا امْتَدَّ جِدّاً وارتَفَع. يقال: بَحْرٌ
زاخِرٌ. وأما قول الهُذَليّ (2) : صَناعٌ بإِشْفاها (3) حَصانٌ
بِشَكْرِها * جَوادٌ بِقوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ - فيقال: إنها
تجود بِقُوتِها في حالِ الجوعِ وهَيَجانِ الدم والطَبائع. ويقال،
نَسَبُها مُرتفِعٌ، لأنَّ عِرْقَ الكريم يَزْخَرُ بالكَرَم. وقال أبو
عبيدة: يقال عِرْقُ فلانٍ زاخِرٌ، إذا كان كرِيماً ينمى. وزخر البنات:
طال. فإذا التَفَّ النَباتُ وخَرجَ زَهْرُهُ، قيل: قد أخذَ
زُخَارِيَّهُ، ومكانٌ زُخارِيُّ النَباتِ. قال ابن مقبل: زُخارِيُّ
النَباتِ كأنّ فيه * جِيادَ العَبْقَرِيّةِ والقطوع (4) -
[زرر] الزِرُّ: واحِدُ أَزْرارِ
القميص. ويقال للرجل الحَسَنِ الرِعْيَةِ للإبل: إنه لزر من أزرارها.
_________
(1) زخر، كخضع، يزخر زخورا،
(2) في المخطوطة: " لابي شهاب ".
(3) قوله " بإشفاها " بكسر همزة إشفى.
(4) قبله: ويرتعيان ليلهما قرارا * سقته كل مدجنة هموع -
(2/669)
وإذا كانت الإبل سِماناً قيل: بها زرة (1)
. وزر بن حبيش: رجل من قراء التابعين. والزر بالفتح: مصدر زررت
القَميصَ أَزُرُّهُ بالضمّ زَرَّاً، إذا شددت أزاره. يقال: أزرر عليك
قميصَك، وزُرَّهُ، وزُرُّهُ، وزُرِّهِ (2) . وأَزْرَرْتُ القَميصَ، إذا
جعلتَ له أَزْراراً، فتزرر. وأما قول المرار: تدين لمزرور إلى جَنْب
حَلْقة * من الشِبْه سواها برفق طبيبها (3) - فإنما يعنى زمام الناقة،
جعله مزرورا لانه يضفر ويشد. والزر: الشل والطرد. يقال: هو يَزُرُّ
الكتائِبَ بالسيف. والزَرُّ: العَضُّ. والمُزارَّةُ: المُعاضَّةُ.
وحِمارٌ مِزَرٌّ. وزَرَّتْ عينُهُ تَزِرُّ بالكسر زَريراً، وعيناه
تزران، إذا توقدتا. والزرزور: طائر. وقد زرزر، أي صوت وزرارة: أبو
حاجب.
_________
(1) في المخطوطات التي اطلعنا عليها جاء النص كما هنا: بهازرة، وصوابها
بهازرة بتخفيف الراء المهملة، ولعل التحريف من النساخ، والمفرد:
بهزورة، وهي الناقة السمينة الضخمة، والجمع، بهازرة.
(2) أي بالحركات الثلاث على الراء المشددة.
(3) قال ابن برى: هذا البيت لمراربن سعيد الفقعسى. وقوله تدين: تطيع.
والدين: الطاعة.
(85 - صحاح - 2)
(2/669)
[زعر]
الزَعَرُ: قِلَّةُ الشِعَرِ، رجل أَزْعَرُ، وقد زَعِرَ بالكسر.
والأَزْعَرُ: الموضع القَليلُ النبات. والزَعارَّةُ بتشديد الراء:
شَراسَةُ الخُلُق، لا يُصَرَّفُ منه فِعْلٌ. والزُعْرور: السيِّئُ
الخُلُق. والعامة تقول: رَجُلٌ زَعِرٌ، وفيه زعارة. والزعرور: ثمرة
معروفة.
[زعفر] الزَعْفَرانُ يجمع على
زَعافِرَ، مثل ترجمان وتراجم، وصحصحان وصحاصح. وزَعْفرْتُ الثوبَ:
صَبَغْتُهُ به. والمُزَعْفَرُ: الاسد الورد.
[زفر] الزَفْرُ: مصدر قولك: زَفَرَ
الحِمْلَ يَزْفِرُهُ زَفْراً، أي حَمَله. وأَزْدَفَرَهُ أيضاً.
والزَفْرُ بالكسر: الحِمْلُ، والجَمْعُ أَزْفارٌ. والزِفْرُ أيضاً:
القِرْبَةُ، ومنه قيل للإماءِ اللَواتي يَحْمِلْنَ القِرَبَ: زَوافِرُ.
وزافِرةُ الرجل: أنصارُهُ وعَشيرته. ويقال: هم زافِرَتُهُمْ عند
السلطان، أي الذين يقومون بأمرهم. وزافِرةُ السَهْم: ما دون الريش منه
(1) .
_________
(1) والزافرة: النار. والزافرة: الجماعة. وأنشد:
وكاهلانا أوكرا الزوافرا * والزافر: عمود في مؤخر البيت.
(2/670)
وقال عيسى بن عمر: زافِرة السَهْم: ما دون
ثُلُثَيْهِ مما يلي النَصْلَ. والزَفيرُ: اغتراقُ النَفَس للشِدّة.
والزفيرُ: أوّلُ صوت الحمار، والشهيق: آخرهُ، لأنَّ الزفير إدخال
النَفَس، والشهيق: إخراجُه. وقد زفر يزفر. والاسم الزفرة. قال الجعدى:
خيط على زفرة فتم ولم * يرجع إلى دقة ولا هضم - يقول: كأنه زفر فخيط
على ذلك، فهو كأنه زافر أبدا من عظم جوفه. والجمع زَفرات بالتحريك،
لأنّه اسم وليس بِنَعْتٍ. وربَّما سكّنها الشاعر للضرورة، كما قال:
فَتَسْتَريحَ النَفْسُ من زفراتها (1) * والزفير: الداهية. وأنشد أبو
زيد:
والدلو والديلم والزفيرا (2) * والزفرة بالضم: وسط الفرس. يقال: إنه
لعظيم الزفرة.
_________
(1) قبله: عل صروفُ الدهرِ أو دُولاتِها * يُدِلْنَنا اللمة من لماتها
-
(2) قبله:
يحملن عنقاء وعنقفيرا * العنقفير: الداهية، وكذلك العنقاء.
(2/670)
والزفر: السيد. قال أعشى باهلة: أَخُو
رَغَائِبَ يُعْطِيهَا ويُسألُها * يأبى الظلامة منه النوفل الزفر (1) -
[زكر] الزُكرَةُ بالضم: زُقَيْقٌ
للشراب. وتزكر بطن الصبى: امتلا. وزكريا فيه ثلاث لغات. المد والقصر،
وحذف الالف. فإن مددت أو قصرت لم تصرف، وإن حذفت الالف صرفت. وتثنية
الممدود زكرياوان، والجمع زكرياءون وزكرياوين في النصب والخفض. والنسبة
إليه زكرياوى. وإذا أضفته إلى نفسك قلت زكريائى بلا واو، كما تقول
حمرائى. وفى التثنية زكرياواى بالواو، لانك تقول زكرياوان. وفى الجمع
زكرياوى بكسر الواو، ويستوى فيه الرفع والخفض والنصب كما يستوى في
مسلمى وزيدي. وتثنية المقصور زكرييان، تحرك ألف زكريا لاجتماع الساكنين
فتصيرها ياء وفى النصب: رأيت زكريين، وفى الجمع هؤلاء زكريون حذفت
الالف لاجتماع الساكنين، ولم تحركها لانك لو حركتها ضممتها، ولا تكون
الياء مضمومة ولا مكسورة وما قبلها متحرك، فللذلك خالف التثنية.
_________
(1) لانه يزدفر بالاموال في الحمالات مطيقا لها. قوله " منه " مؤكدة
للكلام، كما قال تعالى: " يغفر لكم من ذنوبكم ". والمعنى يأبى الظلامة
لانه النوفل الزفر.
(2/671)
[زمر]
الزمر: الجماعة من الناس. والزُمَرُ: الجماعات. والزَمِرُ: القليل
الشَعَرِ، والقليل المُروءة. وقد زَمِرَ الرَجُلُ زمرا. والزمار
بالسكر: صوت النعام. وقد زَمَرَ النعام يَزْمِرُ بالكسر زِماراً،
وأمَّا الظَليم فلا يقال فيه إلاَّ عارُّ يُعَارُّ. والمِزْمارُ: واحد
المزامير، تقول منه: زَمَرَ الرجل يَزْمُرُ ويَزْمِرُ زَمْراً، فهو
زَمَّارٌ، ولا يكاد يقال زامِرٌ. ويقال للمرأة زامِرَةٌ، ولا يقال
زمارة. وفى الحديث: " نهى عن كسب الزمارة ". قال أبو عبيد: وتفسيره في
الحديث أنها الزانية. قال: ولم أسمع هذا الحرف إلا فيه ولا أدرى من أي
شئ أخذ.
[زمجر] الزَمْجَرَةُ: الصوتُ. يقال
للرجل إذا أكثر الصَخَبَ والصِياحَ والزَجْرَ: سمعت لفلان زمجرة وغذ
مرة، وفلان ذو زماجر وزماجير، حكاه يعقوب.
[زمخر] الزَمْخَرَةُ: النُشَّابُ.
قال ثعلب: هو الدَقيقُ الطويل منه. وأنشد لابي الصلت الثقفى (1) :
_________
(1) وفى التهذيب: " قال أمية بن أبى الصلت ".
(2/671)
يرمون عن عتل كأنها غبط. * بزمخر يعجل
المَرْمِيَّ إعْجالا - وظَليمٌ زَمْخَريُّ السَواعِدِ، أي طويلُها. قال
الهذليُّ الأعلم: على حَثِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ ال * - سواعد ظل
في شرى طوال - والزمخرة: الزمارة، وهى الزانية.
[زمهر] الزَمْهَريرُ: شدةُ البردِ.
قال الأعشى: من القاصِراتِ سُجوفَ الحِجا * لِ لم تَرَ شمساً ولا
زَمْهَريرا - أبو زيد: زَمْهَرَتْ عيناه: احمرَّتا من الغضب.
وازمَهَرَّت الكواكب: لمحت (1) . والمزمهر: الشديد الغضب.
[زنر] الزنابير: الحصى الصغار: حكاه
أبو عبيدة في المصنف (2) . والزنانير (3) : أرض بقرب جرش. والزنار
للنصارى (4) .
_________
(1) ومثله في اللسان. وفى القاموس: " وازمهرت الكواكب: لمعت ".
(2) قوله: في المصنف، بفتح النون المشددة، يعنى الغريب المصنف، وهو اسم
كتاب لابي عبيد وهو متأخر عن أبى عبيدة. قاله نصر.
(3) ويقال أيضا زنانير، بغير لام.
(4) هو ما يلبسه الذمي يشده على وسطه.
(2/672)
[زور]
الزور: الكذِب. والزور أيضاً: الزون، وهو كل شيئ يتخذ رَبَّاً
ويُعْبَدُ من دون الله. قال الاغلب. * جاءوا بزوريهم وجئنا بالاصم (1)
* وكانوا جاءوا ببعيرين فعقلوهما وقالوا: لا نفر حتى يفر هذان. فعابهم
بذلك وجعلهما ربين لهم. ويقال أيضاً: ماله زورٌ ولا صَيُّورٌ، أي رأْي
يرجع إليه. والزُوَيرُ: زعيم القوم. قال الشاعر (2) : بأيدى رجال لا
هوادة بينهم * يسوقون للموت الزوير اليلنددا وقال آخر: قد نضرب الجيش
الخميس الا زورا * حتى ترى زويره مجورا -
_________
(1) قال ابن برى: قال أبو عبيدة: إن البيت ليحيى ابن منصور. وأنشد
قبله: كانت تميم معشرا ذوى كرم * غلصمة من الغلاصم العظم * ماجبنوا ولا
تولوا من أمم * قد قابلوا لو ينفخون في فحم * جاءوا بزوريهم وجئنا
بالاصم * شيخ لنا كالليث من باقى إرم * ثم قال: " وقد وجدت هذا الشعر
للاغلب العجلى في ديوانه كما ذكره الجوهرى ".
(2) الملقطى.
(2/672)
والزور: أَعْلَى الصَدرِ. ويُسْتَحَبُّ في
الفَرس أن يكون في زَوْرِهِ ضيقٌ، وأن يكون رَحْب اللَبانِ، كما قال
عبد الله بن سلمة (1) بن الحارث: مُتَقارِبِ الثَفِناتِ ضَيْقٍ
زَوْرُهُ * رَحْبُ اللَبانِ شديدِ طَيِّ ضَريسِ - وقد فرَق بين
الزَوْرِ واللَبانِ كما ترى. والزَوْرُ أيضاً: الزائرون، يقال: رجلٌ
زائرٌ وقوم زور وزوار، مثل سافر وسفر وسفار، ونسوة زور أيضا وزور، مثل
نوم ونوح، وزائرات. والزور بالتحريك: الميل، وهو الصعر. والزور في صدر
الفَرَس: دخولُ إحدى الفَهْدَتَيْن وخروج الاخرى. والزوراء: اسم مال
كان لاحيحة بن الجلاح الانصاري، وقال فيه: إنى أقيم على الزوراء أعمرها
* إن الكريم على الاخوان ذو المال - والزوراء: البئر البعيدة العقر.
قال الشاعر: إذ تجعل الجارَ في زَوْراء مُظْلِمَةٍ * زَلخ المقام وتطوى
دونه المرسا -
_________
(1) في اللسان: " ابن سليمة ". وقيل ابن سليم، وكذا في المخطوطة "
سليمة ". وهو من شعراء المفضليات. وقبله: ولقد غدوت على القنيص بشيظم *
كالجذع وسط الجنة المغروس -
(2/673)
وأرض زَوْراءُ: بعيدة. قال الأعشى: يَسْقي
دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً * زَوْراَء أَجْنَفَ عنها القَوْدَ
والرَسَلُ - والزَوْراءُ: القَدَحُ. قال النابغة: وتُسْقى إذا ما شئتَ
غيرَ مُصَرَّدٍ * بِزَوْراَء في حافاتِها المِسْكُ كانِعُ - ويقال
للقَوْسِ: زَوْراءُ لميْلِها: وللجيش: أزور. ودجلة بغداد تسمى:
الزوراء. والازوار عن الشئ: العدول عنه. وقد ازْوَرَّ عنه ازوِراراً،
وازوار عنه ازويرارا، وتزاور عنه تزاورا، كلُّه بمعنى عَدَلَ عنه
وانحرف. وقرئ:
(تزاور عن كفهم) *، وهو مدغم تتزاور. وزُرْتُهُ أُزُورُهُ زَوْراً
وزِيارَةً وزوارَةً أيضا، حكاه الكسائي. والزورة: المرة الواحدة.
والزورة: البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ. قال الشاعر (1) : وماءٍ
وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ * كمشى السبنتى يراح الشفيفا - وأزاره، حَمَلَهُ
على الزيارة. واسْتَزارَهُ: سَأَله أن يزوره.
_________
(1) صخر الغى.
(2/673)
وتزاوروا: زار بعضهم بعضاً. وازْدار:
افْتَعَل من الزيارة. وقال أبو كبير:
وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَريم المِفْضَلِ (1) * والتَزْويرُ: تَزْيينُ
الكَذِبِ. وزورت الشئ: حسنته وقومته. ومنه قول الحجاج: " امرؤٌ زَوَّرَ
نَفْسَهُ "، أي قَوَّمَها. والتَزْويرُ: كَرامَةُ الزائر. والمَزارُ:
الزيارةُ. والمَزارُ: مَوْضِعُ الزيارة. والزيرُ من الرِجال: الذي
يحبُّ محادثة النساء ومجالستهن، سمى بذلك لكثرة زيادته لهن. والجمع
الزيرة. والزيرُ من الأَوْتارَ: الدقيق. والزير: الكتان، عن يعقوب.
والزيار: ما يزير به البَيْطارُ الدَابَّةَ، أي يَلوي به جَحْفَلَتَهُ.
قال أبو عمرو: الزِوارُ: حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، والجمع
أزورة. والزور: مثال الهجف: السير الشديد. قال القطامى: يا ناق خبى
خببا زورا * وقلبي (2) منسمك المغبرا -
_________
(1) صدره:
فدخلت بيتا غير بيت سناخة
(2) في اللسان: " وقلمي " وهو تحريف.
(2/674)
[زهر]
زَهْرَةُ الدُنْيا بالتسكين: غَضارَتُها وحُسْنُها. وزَهْرَةُ النَبات
أيضاً: نَوْرُهُ. وكذلك الزَهَرَةُ بالتحريك. والزُهْرَةُ بالضم:
البَياضُ، عن يعقوب. يقال: أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُهْرَةِ، وهو بَياضُ
عِتْقٍ. وزهرة أيضا: حى من قريش، وهو اسم امرأة كلاب بن مرة بن كعب بن
لؤى بن غالب ابن فهر، نسب ولده إليها، وهم أخوال النبي صلى الله عليه
وسلم. والزهرة بفتح الهاء: نجم من قال الراجز: قد وكلتني طلتى بالسمسره
* وأيقظتني لطلوع الزهرة - وزهرت (1) النارُ زُهوراً: أضاءت،
وأَزْهَرْتُها أنا. يقال: زَهَرَتْ بك ناري، أي قَويتْ بِكَ وكَثُرت،
مثل وَرِيَتْ بك زِنادي. والأَزْهَرُ: النَيِّرُ. ويُسَمَّى القمر
الازهر ابن السكيت: الازهران: الشمس والقمر. ورجل أزهر، أي أبيض مشرق
الوجه، والمرأة زهراء. ويسمى الثَوْرُ الوحشيُّ أَزْهَرَ، والبَقَرَةُ
زهراءَ. قال قيس بن الخطيم:
_________
(1) زهرت النار كخضع.
(2/674)
تمشى كمشى زهراء في دمث ال * - رواض إلى
الحَزْنِ دُونها الجُرُفُ وَأَزْهَرَ النَبْتُ: ظَهَرَ زَهْرُهُ.
والمِزْهَرُ (1) : العُودُ الذى يضرب به. ولازدهار بالشئ: الاحتفاظ به.
وفى الحديث أنه أوصى أبا قتادة بالاناء الذى توضأ منه فقال: " ازدهر
بهذا، فإن له شأنا "، أي احتفظ به ولا تضيعه.
فصل السين
[سأر] سُؤْرُ الفَأرَةِ وغيرها،
والجمع الاسآر. وقد أسأر. ويقال: إذا شربت فأسئر، أي أبق شيئا من
الشَرابِ في قَعْرِ الإِناء. والنَعْتُ منه سَآَّرٌ على غير قياسٍ، لان
قياسه مسئر ونظيره أجبره فهو جبار. قال لاخطل: وشاربٍ مُرْبِحٍ
بالكأْسِ نادَمَني * لا بالحَصورِ ولا فيها بِسَآَّرِ - أي لا يسئر
كثيرا. ويروى: " ولا فيها بسوار "، وهو المعربد الوثاب. وإنما أدخل
_________
(1) قوله: المزهر بوزن منبر فهو اسم آلة. وأما المزدهر بالضم فهو اسم
فاعل من أزهر النار للضيفان، وبه سمى السيوطي كتابه في أنواع اللغة
الخمسين. قاله نصر.
(2/675)
الباء في الخبر لانه ذهب بها مذهب ليس،
لمضارعته له في النفى.
[سبر] سَبَرْتُ الجُرْحَ
أَسْبُرُهُ، إذَا نَظَرْتَ ما غَوْرُهُ. والمِسْبارُ ما يُسْبَرُ به
الجُرْحُ، والسِبار مِثْلُهُ. وكل أمر رزته فقد سبرته واسْتَبَرْتَهُ.
يقال: حَمِدْتُ مَسْبَرَهُ ومَخْبَرَه. والسَبْرَةُ: الغَداةُ
البارِدَةُ، وفي الحديث: " إسباغ الوضُوء في السَبَرات ". والسِبْرُ
بالكسر: الهَيْئَةُ. يقال: فُلانٌ حسَنُ الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان
جميلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ. قال الشاعر: أَنا ابْنُ أبي البَراءِ وكُلُّ
قَوْمٍ * لَهُمْ من سِبْرِ والِدِهِمْ رِداءُ - وسِبْري أَنَّني حُرٌّ
تَقِيٌّ * وأَنِّي لا يزايلنى الحياء - قال ابن الاعرابي: سمعت أبا
زياد الكلابي يقول: رجعت من مرو إلى البدو، فقال لى بعض أهله: أما
السبر فحضرى، وأما اللسان فبدوى. والسابري: ضرب من الثياب رقيق. وفي
المثل: " عَرْضٌ سابِريٌّ ". يقولُه من يُعْرَضُ عليه الشئ عرضا لا
يبالغ فيه، لان السابرى
(2/675)
من أجود الثياب يرغب فيه بأذنى عرض. قال
الشاعر: بِمَنْزِلَةٍ لا يَشْتَكي السِلَّ أَهْلُها * وعَيْشٍ كَمَسِّ
(1) السَابِرِيِّ رَقيق - والسابريّ أيضاً: ضربٌ من التمر. يقال: أجود
تمر بالكوفة النرسيان والسابري.
[سبطر] اسْبَطَرَّ: اضطجَع وامتدَّ.
وأَسَدٌ سِبَطْرٌ، مثال هِزَبْرٍ، أي يَمتدُّ عند الوثبة. وجِمالٌ
سِبَطْراتٌ: طِوالٌ على وجه الارض. والتاء ليست للتأنيث، وإنما هي
كقولهم: حمامات ورجالات، في جمع المذكر. والسبيطر، مثال العميثل: طائر
طويل العنق جداً، تراه أبداً في الماء الضَحْضاح، يُكَنَّى أبا
العيزار.
[سبكر] اسْبِكَرَّت الجاريةُ:
استقامت واعْتَدلت. وقال أبو عمرو: اسبكر الرجل: اضطجع وامتد، مثل
اسبطر. وأنشد: إذا الهدان حار واسبكرا * وكان كالعدل يجر جرا -
_________
(1) في اللسان: " كمثل ".
(2/676)
وقال أبو زياد الكلابي: المسبكر هو الشاب
المعتدلى التام، حكاه أبو عبيد. قال امرؤ القيس: إلى مِثْلِها يَرْنو
الحَليمُ صَبَابَةً * إذا ما اسْبَكَرَّتْ بين دِرْعٍ ومِجْوَلِ -
وشَعَرٌ مُسْبَكِرٌّ، أي مُسْتَرْسِل قال ذو الرمة: وأَسْوَدَ
كالأَساوِدِ مُسْبَكِرًّاً * على المَتْنَيْن منسدلا جفالا -
[ستر] السِتْرُ: واحد السُتور
والأستار. والسُتْرة: ما يُسْتَرُ به كائناً ما كان. وكذلك السِتارة،
والجمع الستائر. وأما الستار الذى في شعر امرئ القيس: علا قطنا بالشيم
أيمن صوبه * وأيسره على الستار فيذبل - فهما جبلان. والستر بالفتح:
مصدر سترت الشئ أستره، إذا غطيته، فاستتر هو. وتَسَتَّرَ، أي تَغَطَّى.
وجارِيَةٌ مُسَتَّرَةٌ، أي مُخَدَّرَةٌ. وقوله تعالى:
(حِجاباً مَسْتوراً) *، أي حجاباً على حجاب، والاول مستور بالثاني،
يراد بذلك كثافة الحجاب لأنَّه جَعَل على قلوبهم أكِنَّةً وفي آذانهم
وقرا.
(2/676)
ويقال: هو مفعول جاء في لفظ الفاعل، كقوله
تعالى:
(إنَّه كانَ وَعْدُهُ مأتِيَّا) *، أي آتياً. ورَجُلٌ مَسْتُورٌ
وسَتيرٌ، أي عفيف، والجارية ستيرة. قال الكميت: ولقد أزور بها الستي *
رة في المرعثة الستائر - والاستار بكسر الهمرة في العدد: أربعة. قال
جرير: قرن الفرزدق والبعيث وأمه * وأبو الفرزدق قبح الاستار (1) - وقال
الاخطل: لعمرك إننى وابنى جعيل * وأمهما لاستار لئيم - وقال الكميت:
أبلغ يزيد وإسماعيل مألكه * ومنذرا وأباه شرا إستار - والاستار أيضاً:
وزن أربعة مثاقيل ونصف، والجمع الاساتير.
[سجر] سَجَرْتُ التَنُّورَ
أَسْجُرُهُ سَجْراً، إذا أَحْمَيْتَه. وسُجِرْتُ النَهْرَ، مَلأْتُهُ.
وسجرت الثماد (2) ،
_________
(1) في اللسان: " إن الفرزدق "، و " أبا البعيث لشر ما إستار ".
(2) في المطبوعة الاولى: " الثمار " تحريف.
(2/677)
إذا ملئت من المَطَرِ، وذلك الماءُ
سُجْرَةٌ، والجمع سُجَر. ومنه البحر المسَجور. والسَجورُ: ما يُسْجَر
به التَنُّورُ. وسَجيرُ الرَجُل: صَفِيُّهُ وخَليله، والجمع السُجَراء.
والمَسْجور: اللبن الذي ماؤه أكثر منه. والساجِرُ: الموضع الذي يأتي
عليه السيل فيملؤه. ومنه قول الشماخ: وأحمى عليها ابنا يزيد بن مسهر *
ببطن المراض كل حسى وساجر - والساجور: خشبة تُجْعَلُ في عُنُقِ الكلب.
يقال: كلب مسوجر. والساجور أيضا: اسم موضع. وسجرت الناقة تسجر سَجْراً
وسُجوراً، إذا مَدَّت حَنينَها. قال الشاعر (1) : حَنَّتْ إلى بَرْقٍ
(2) فقلتُ لها قِرى * بَعْضَ الحَنينِ فإنَّ سَجْرَكِ شائِقي - واللؤلؤ
المَسْجورُ: المنظومُ المسترسِل. وأنشد أبو زيد (3) :
_________
(1) أبو زبيد الطائى، ويروى للحزين الكنائى،
(2) في الاساس: " إلى برك "
(3) للمخبل السعدى.
(86 - صحاح - 2)
(2/677)
كاللُؤْلُؤِ المَسْجورِ أُعْقِلَ (1) في *
سِلْكِ النِظامِ فَخانَهُ النَظْمُ - وعَيْنٌ سَجْرَاءُ، بيِّنة
السَجَر، إذا خالط بَياضَها حُمْرَةٌ. والأَسْجَرُ: الغَديرُ الحُرُّ
الطين. قال الشاعر متمم بن نويرة (2) : بغريض ساريةٍ أدَرَّتْهُ الصَبا
* من ماءِ أسجر طيب المستنقع - الاصمعي، شَعَرٌ مُنْسَجِرٌ، وهو
المُسْتَرْسِلُ. وقال:
إذا ما انُثَنى شَعْرُها المُنْسَجِرْ (3) * وانسَجَرتِ الإبِلُ في
السَيْر: تَتَابَعَتْ وسنجار: موضع.
[سجهر] المسجهر: الابيض. قال لبيد:
وناحية أعملتها وابتذلتها * إذا ما اسْجَهَرَّ الآلُ في كلِّ سَبْسَبِ
-
[سحر] السُحْرُ: الرِئَةُ، والجمع
أَسْحَارٌ، مثل برد
_________
(1) في اللسان: " أغفل " بالغين المعجمة والفاء. وقبله: وإذا ألم
خيالها طرفت * عينى فماء شؤونها سجم -
(2) ويروى للحادرة الذبيانى.
(3) في اللسان: " إذا ثنى فرعها المسجر ".
(2/678)
وأبراد، وكذلك السَحْرُ والسَحَرُ، والجمع
سُحور مثل فلس وفلوس، وقد يحرك فيقال سحر مثل نهر ونهر، لمكان حروف
الحلق. ويقال للجَبان: قد انتفخ سَحْرُهُ. ومنه قولهم للأرنب:
المقطَّعة الأسْحار، والمُقَطَّعَةُ السُحور، والمُقَطَّعَةُ النِياطِ،
وهو على التفاؤُل، أي سَحْرُهُ يُقَطَّعُ على هذا الاسم. وفي
المتأخِّرين من يقول: " المُقَطِّعةُ " بكسر الطاء، أي من سرعتها وشدة
عدوها كأنَّها تقطِّع سِحْرَها ونياطها. والسَحَرُ: قبيل الصبح. تقول:
لقيته سحرنا هذا: إذا أردت به سحر ليلتك لم تصرفه، لانه معدول عن الالف
واللام. وهو معرفة وقد غلب عليه التعريف بغير إضافة ولا ألف ولام، كما
غلب ابن الزبير على واحد من بنيه. وتقول: سر على فرسك سحر يافتى، فلا
ترفعه، لانه ظرف غير متمكن. وإن أردت بسحر نكرة صرفته، كما قال الله
تعالى:
(إلا آل لوط نجيناهم بسحر) *. فإن سميت به رجلا أو صغرته انصرف، لانه
ليس على وزن المعدول كأخر. تقول: سر على فرسك سحيرا. وإنما لم ترفعه
لان التصغير لم يدخله في الظروف المتمكنة كما أدخله في الاسماء
المنصرفة.
(2/678)
والسحرة بالضم: السحر الأعلى. يقال أتيتُه
بسَحَرٍ وبِسُحْرَةٍ. وأَسْحَرْنا: أي سرنا في وقت السَحر. وأَسْحَرْنا
أيضاً: صِرْنا في السَحَر. واسْتَحَرَ الديك: صاح في ذلك الوقت.
والسَحور: ما يُتَسَحَّرُ به. والسِحْرُ: الأُخْذَةُ. وكلُّ ما لَطُفَ
مَأْخَذُهُ ودَقَّ فهو سِحْرٌ. وقد سحره (1) يسحره سحرا. والساحر:
العالِمُ. وسَحَرَهُ أيضاً: بمعنى خَدَعَهُ، وكذلك إذا عَلَّلَهُ.
والتَسْحيرُ مثله. قال لبيد: فإنْ تسألينا فيمَ نحنُ فإنَّنا *
عَصافيرُ من هذا الأنام المُسَحَّرِ. - وقوله تعالى:
(إنَّما أنت من المسحرين) *،
_________
(1) في كتاب ليس: " ليس في كلام العرب فعل يفعل فعلا إلا سحر يسحر
سحرا. والسحر يكون حلالا وحراما. يقال فلان ساحر العينين، أي فتان،
وفلان يسحر الناس بطرفه. والساحر: العالم الفهم، كقوله تعالى:
(يا أيها الساحر ادع لنا ربك) *، يعنى العالم الفهم ". غير أنه ورد
غيره، وهو فعل يفعل فعلا - نفسه - وخدع يخدع خدعا.
(2/679)
يقال المسحر: الذي خُلق ذا سِحْرٍ. ويقال
من المُعَلَّلِين. ويُنشَد لامرئ القيس: أُرانا مُوضِعينَ لأَمْرِ
غَيْبٍ * ونُسْحَرُ بالطعام وبالشراب - عصافير وذبان ودود * وأجرا من
مجلحة الذئاب -
[سحفر] اسحنفر الرجل، إذا مضى
مُسْرعاً. يقال: اسْحَنْفَرَ في خُطْبَتِه، إذا مضى واتّسع في كلامه.
وبلد مسحنفر، أي واسع.
[سخر] سَخِرْت منه أَسْخَرُ سَخَراً
بالتحريك، ومَسْخَراً وسُخْراً بالضم (1) . قال أعشى باهِلَةَ: إنّي
أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها * من عَلْوَُِ لا عَجَبٌ مِنْهُ (2)
ولا سَخَرُ - والتأنيث للكلمة، وكان قد أتاه خبرُ مقتلِ أخيه المنتشِر.
وحكى أبو زيد: سَخِرْتُ به، وهو أردأ اللغتين. وقال الاخفش: سخرت منه
وسخرت به، وضحكت منه وضحكت به، وهزئت منه وهزئت به، كل ذلك يقال:
_________
(1) وسخرا، وسخرة. عن القاموس.
(2) الرواية " منها ".
(2/679)
والاسم السخرية والسخرى والسِخْرِيُّ، وقرئ
بهما قوله تعالى:
(ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) *، و * (سخريا) *. وسَخَّرَهُ تسخيراً:
كَلَّفَهُ عَمَلاً بلا أُجْرَة، وكذلك تَسَخَّرَهُ. والتَسْخيرُ:
التَذْليلُ. وسُفُنٌ سَواخِرُ، إذا أَطاعَتْ وطابَتْ لها الريح. وفلانٌ
سُخْرَةٌ: يُتَسَخَّرُ في العملِ. يقال خادمة سُخْرَةٌ. ورجلٌ سُخْرَةٌ
أيضاً: يُسْخَرُ منه. وسُخَرَةٌ بفتح الخاء: يَسخَرُ من الناس.
[سخبر] السَخْبَرُ: ضَرْبٌ من
الشَجَر. يقال: رَكِبَ فُلانٌ السَخْبَرَ، إذا غَدَرَ. قال الشَّاعر،
وهو حسّان، يهجو الحارثَ بن عوفٍ المُرّيَّ من غطفان: إنْ تَغْدِروا
فالغَدْرُ منكم شِيمَةٌ * والغَدْرُ يَنْبُتُ في أصول السخبر -
[سدر] السدر: شحر النبق، الواحدة
سِدْرَةٌ، والجمع سِدْرَاتٌ وسِدِرَاتٌ وسِدَراتٌ وسدر (1) . والسدير:
نهر، ويقال قصر، وهو معرب
_________
(1) الاول بسكون الدال، والثانى بكسر والثالث والرابع بفتحها. ويقال في
الجمع أيضا " سدور " وهى نادرة.
(2/680)
وأصله بالفارسية سه دلة: أي فيه قِبابٌ
مُداخَلَةٌ، مثل الحاريّ بكمين. وقولهم: جاء فُلانٌ يَضْرِبُ
أَسْدَرَيْه وأَصْدَرَيْه، أي عِطْفَيْهِ ومَنْكِبَيْهِ، إذا جاء
فارغاً ليس بيده شئ ولم يقض طلبته. وربما قالوا: " أزدريه ". بالزاى.
والسادر: المتحير. والسادر: الذى لا يهتمّ ولا يُبالي ما صَنَع.
والسَدَر: تَحيُّر البَصَر. يقال: سَدِر البَعيرُ بالكسر يَسْدَرُ
سَدَراً وسَدارَةً: تحيَّر من شدَّة الحر، فهو سَدِرٌ. وسَدِرٌ أيضاً:
اسمٌ من أسماء البَحْر. قال أمية بن أبي الصلت: فكأنّ بِرْقِعَ
والمَلائِكَ حوله * سدر تواكله القوائم أجرب (1) - وقول على رضى الله
عنه:
أَكِيلُكُمْ بالسَيفِ كَيْلَ السَنْدَرَه * يقال: هو مكيالٌ ضَخْم
كالقَنْقَلِ والجراف. والسندرى: ضرب من السهام مَنْسُوبٌ إلى
السَنْدَرة، وهي شجرة.
_________
(1) قال ابن برى: صوابه " أجرد " بالدال " وحولها ": أي السماء. وهو من
قصيدة دالية. وقبله: فأتم ستا فاستوف أطباقها * وأتى بسابعة فأتى تورد
-
(2/680)
والسندرى: شاعر كان مع علقمة بن علاثة:
وكان لبيد مع عامر بن الطفيل، فدعى لبيد إلى مهاجاته، فأبى وقال: لكيلا
يكونَ السَنْدَرِيُّ نَديدَتي * وأجْعَلَ أقواما عموما عماعما -
وسَدَرَتِ المرأةُ شَعَرَها فانْسَدَرَ: لُغَةٌ في سَدَلَتْه
فانْسَدَل. وانْسَدَرَ فلانٌ يَعْدُو، أي أَسْرَعَ بعض الإسراع.
[سمدر] السَماديرُ: ضَعْفُ البَصَرِ
عند السُكْر وغَشْيِ النعاس والدُوار. قال الكميت: ولَمَّا رأيتُ
المُقرَباتِ مُذالَةً * وأنكرت إلا بالسمادير آلها والميم زائدة. وقد
اسمدر اسمدرارا.
[سرر] السِرُّ: الذي يُكْتَمُ،
والجمع الأسرار. والسَريرة مثله، والجمع السَرائر. وفى المثل. " ما يوم
حليمة بسر "، يضرب لكل أمر متعالم مشهور، وهى حليمة بنت الحارث ابن أبي
شَمِر الغَسَّانيِّ، لان أباها لما وجه جيشا إلى المنذر بن ماء السماء
أخرجت لهم طيبا في مركن فطيبتهم به، فنسب اليوم إليها.
(2/681)
والسر: الجماع. قال رؤبة:
فعف عن أسرارها بعد الغسق (1) * والسر: الذكر. قال الافوة الاودى: لما
رأت سرى تغير وأنثنى * من دون نهمة بشرها (2) حين انثنى - وسر النسب:
مَحْضُهُ وأَفْضَلُهُ. ومَصْدَرُهُ: السَرارَةُ بالفتح. يقال: هو في
سِرِّ قومه، أي في أَوْسَطِهِمْ. وسِرُّ الوادي: أفضلُ مَوْضِعٍ، فيه
والجمع أسرة، مثل قن وأقنة. قال طرفة: تربعت القفين (3) في الشوال
ترتعي * حدائق مولى الاسرة أغيد - وكذلك سرارة الوادي، والجمع سَرارٌ.
قال الشاعر: فإنْ أَفْخَرْ بمجد بنى سليم * وأكن منها تَخومَةَ (4)
والسَرارا - والسُرُّ بالضم: ما تَقْطَعُهُ القابلة من سُرَّةِ
الصَبيِّ. يقال: عَرَفْتُ ذاك قبل أن يقطع سرك،
_________
(1) بعده:
ولم يضعها بين فرك وعشق
(2) ويروى: " شجرها " كما في اللسان وديوانه.
(3) القفين: تثنية قف، وهو ما ارتفع من مَتْن الأرض، وكذلك القفة
والجمع قفاف. يقول: قد رعت هذه الناقة أيام الربيع كلا القفين. وأراد
بهما قفين معينين معروفين.
(4) التخومة بالتعريف، بالمخطوطة واللسان.
(2/681)
ولا تقل سرتك، لأنَّ السُرَّة لا تُقْطَعُ،
وإنما هي المَوْضِعُ الذي قُطِعَ منه السُرُّ. والسَرَرُ والسِرَرُ
بفتح السين وكسرها لُغَةٌ في السُرِّ. يقال: قُطِعَ سَرَرُ الصَبيِّ
وسِرَرُهُ، وجمعه أسرة، عن يعقوب. وجمع السرة سرر وسرات، لا يحركون
العين لانها كانت مدغمة. وسَرَرْتُ الصَبِيَّ أَسُرُّهُ سَرَّاً، إذا
قطعت سره. وأما قول أبى ذؤيب. بآية ما وقفت والركا * ب بين الحجون وبين
السرر - فإنما يعنى به الموضع الذى سر فيه الانبياء، وهو على أربعة
أميال من مكة. وفى بعض الحديث أنها بالمأزمين من منى، كانت فيه دوحة
قال ابن عمر رضى الله عنه: " سر تحتها سبعون نبيا "، أي قطعت سررهم.
والسرة: وسط الوادي. والسُرِّيَّةُ: الأَمَةُ التي بَوَّأتَها بَيْتاً،
وهو فعلية منسوبة إلى السر، وهو الجماع أو الاخفاء، لان الانسان كثيرا
ما يسرها ويسترها عن حرته، وإنما ضمت سينه لان الابنية قد تغير في
النسبة خاصة، كما قالوا في النسبة إلى الدهر
(2/682)
دهري، وإلى الارض السهلة سهلى. والجمع
السرارى. وكان الاخفش يقول: إنها مشتقة من السرور، لانه يسر بها. يقال:
تسررت جارية، وتسريت أيضا، كما قالوا: تظننت وتظنيت. والسرور: خلاف
الحزن. تقول: سرَّني فُلاَنٌ مَسَرَّةً. وسُرَّ هو، على ما لم يُسَمَّ
فاعله. والسَريرُ، جمعه أَسِرَّةٌ وسُرُرٌ. قال الله تعالى:
(على سرر متقابلين) *. إلا أن بعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التضعيف،
فيرد الاولى منهما إلى الفتح لخفته فيقول سرر. وكذلك ما أشبهه من
الجمع، مثل ذليل وذلل ونحوه. والسَريرُ أيضاً: مستقَرّ الرأسِ في
العُنُقِ. وقد يعبَّر بالسرير عن الملك والنعمة. قال الشاعر: وفارق
منها عيشة دغفلية (1) * ولم يخش يوما أن يزول سريرها - وسرر الشهر
بالتحريك: آخر ليلة منه، وكذلك سَرارُهُ وسِرارُه. وهو مُشْتَقٌّ من
قولهم: اسْتَسَرَّ القَمَرَ، أي خَفيَ ليلةَ السَرارِ، فرُبَّما كان
ليلةً وربما كان ليلتين. والسِرَرُ بالكسر: ما على الكمأة
_________
(1) في اللسان: " غيدقية ".
(2/682)
من القشور والطين، والجمع أسرار، مثل عنب
وأعناب. والسرر (1) أيضا: واحد أسرار الكف والجبهة، وهى خطوطها. قال
الأعشى: فانْظُرْ إلى كَفٍّ وأسرارها * هل أنت إن أو عدتني ضائِري -
وجمع الجمع أساريرُ. وفي الحديث: " تبرق أسارير وَجْهِهِ ". وكذلك
السِرارُ لغة في السِرَرِ، وجمعه أسرة، مثل خمار وأخمرة. قال عنترة:
بزجاجة صفراء ذاتِ أَسِرَّةٍ * قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشَمالِ
مُفَدَّمِ - وسَرَّه: طَعَنَهُ في سُرَّتِهِ. قال الشاعر: نَسُرُّهُمْ
إن هُمُ أَقْبَلوا * وإنْ أَدْبَروا فَهُمُ مَنْ نَسُبّْ - أي نَطْعُن
في سُبَّتِهم. وسَرَرْتُ الزَنْدَ أَسُرُّهُ سَرَّاً، إذا جعلت في طرفه
عويد تُدْخِلُهُ في قلبه لِتَقْدَحَ به. يقال: سُرَّ زَندك فإنَّه
أسرُّ، أي أجوف. ومنه قيل: قناةٌ سَرَّاءُ، أي جَوْفاءُ بَيِّنَةُ
السَرَرِ.
_________
(1) والسر، والسر، والسرر، والسرار كله بطن الكف، والوجه والجبهة،
والجمع أسرة وأسرار، وأسارير جمع الجمع. وكذلك الخطوط في كل شئ.
(2/683)
والاسر: الدخيل. قال لبيد: وجَدِّي فارِسُ
الرَعْشاءِ منهم * رَئيسٌ لا أسر ولا سنيد - ويروى: " ألف ". وبعير
أَسَرُّ، إذا كانت بِكْر كِرته دبرة، بين السرر. قال الشاعر، وهو معدى
كرب يرثى أخاه شرحبيل: إن جنبى عن الفراش لناب * كتجافي الاسر فوق
الظراب - والسراء: الرخاء، وهو نَقيضُ الضَرَّاءِ. ورجل بَرٌّ سَرٌّ،
أي يَبَرُ ويَسُرُّ. وقوم برون سرون. وأسررت الشئ: كتمته وأَعْلَنْتُهُ
أيضاً، فهو من الأضداد. والوَجْهانِ جميعاً يُفَسَّرانِ في قوله تعالى:
(وأَسَرَّوا النَدامةَ لَمَّا رَأَوْا العَذابَ) * وكذلك في قول امرئ
القيس: تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا * على حراسا (1) لو يسرون مقتلي -
وكان الاصمعي يرويه، " لو يشرون "، بالشين المجعمة، أي يظهرون.
وأَسَرَّ إليه حَدِيثاً، أي أَفْضَى. وأسررت إليه المودة وبالمودة.
_________
(1) صوابه: " حراصا " بالصاد من الحرص، وهو جمع حريص.
(2/683)
وساره في أُذُنِهِ مُسارَّةً وسِراراً.
وتَسارُّوا: أي تناجَوْا. والمِسَرَّةُ: الآلة التي يسار فيها،
كالطومار. والسرسور: العالم الفطن الدخال في الأُمورِ. قال الشاعر. *
فأَنْتَ راع بهاما عشت سرسور
[سطر] السطر: الصف من الشئ. يقال:
بَنى سَطْراً، وغَرَسَ سَطْراً. والسَطْرُ: الخَطُّ والكتابة، وهو في
الأصل مصدرٌ (1) . والسَطَرُ بالتحريك مثله. قال جرير: مَنْ شاَء
بايَعْتُهُ مالي وخُِلْعَتَهُ * ما تُكْمِلُ (2) التَيمُ في ديوانهم
سَطَرا - والجمع أَسْطارٌ، مثل سبب وأسباب. قال رؤبة: إنى وأسْطارٍ
سُطِرْنَ سَطرا * لَقائلٌ يا نصر نصرا نَصْراً - ثم يجمع على أساطيرَ.
وجمع السطر أسطر وسطور، مثل أفلس وفلوس. والاساطير: الأباطيل، الواحد
أُسْطورَةٌ، بالضم، وإسْطارَةٌ بالكسر.
_________
(1) وبابه نصر.
(2) " ما تكمل الخلج " في ديوانه.
(2/684)
وسطر يسطر سطرا: كتب. واسْتَطَرَ مثلُه.
والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ: المسلَّط على الشئ ليشرف عليه ويتعهد
أحواله ويكتب عمله. وأصله من السطر لان الكتاب مسطر والذى يفعله
مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ. يقال: سَيْطَرْتَ علينا. وقال الله تعالى:
(لَسْتَ عليهم بمُسَيْطِرٍ) *. وسَطَرَهُ، أي صَرَعَهُ. والمِسْطارُ،
بكسر الميم: ضربٌ من الشَراب فيه حموضة. وبالصاد أيضاً.
[سعر] سَعَرْتُ النارَ والحربَ:
هيَّجْتهما وألهبْتهما. وقرئ:
(وإذا الجَحيمُ سُعِرَتْ) * و * (وسُعِّرَتْ) * أيضاً بالتشديد،
للمبالغة. وسَعَرْناهُمْ بالنَبْلِ، أي أحرقناهم وأَمضَضْناهم. ويقال:
ضَرْبٌ هَبْرٌ، وطعنٌ نَتْرٌ (1) ، ورَمْيٌ سَعْرٌ. والمِسْعَرُ
والمِسْعارُ: الخشب الذي تُسْعَرُ به النار. ومنه قيل للرجل: إنَّه
لمِسْعَرُ حربٍ، أي تُحْمَى به الحربُ. والمِسْعرُ أيضاً: الطويل.
ومسعر بن كدام المحدث، جعله أصحاب الحديث " مسعرا " بالفتح، للتفاؤل.
_________
(1) نتر، بالتاء المثناة من فوق. وفى المطبوعة الاولى واللسان " نثر "
تحريف.
(2/684)
ومساعر الابل: آباطها وأرفاغها. واسْتَعَرَ
الجَرَبُ في البعير، إذا ابتدأ بمساعره. قال الشاعر ذو الرمة:
قريع هجان دس منه المساعر (1) * واستعرت النار وتسعرت، أي توقَّدت.
واسْتَعَرَ اللصوصُ، كأنَّهم اشتعلوا. والسعير: النار. والسعير في قول
الشاعر (2) : حلفت بمائرات حول عوض * وأنصاب تركن لدى السعير - قال ابن
الكلبى: هو اسم صنم كان لعنزة. والسعار بالضم: حَرُّ النار وشدّة الجوع
أيضاً. وقوله تعالى:
(إن المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ) *، قال الفراء: العناءُ والعذابُ
خاصّةً. والسُعُرُ أيضاً: الجنون. يقال: ناقةٌ مَسْعُورَةٌ أي مجنونة.
وقوله تعالى:
(وكَفى بجَهَنَّمَ سَعيراً) * قال الإخفش: هو مثل دَهينٍ وصَريعٍ،
لأنَّك تقول: سُعِرَتْ فهي مَسْعورَةٌ. وسَعَرْتُ اليوم في حاجتي، أي
طُفْتُ. ابن السكيت: يقال سَعَرَهُمْ شرَّاً، أي أَوْسَعَهُمْ. قال:
ولا يقال: أسعرهم.
_________
(1) في ديوانه: وقد لاح للساري سهيل كأنَّه * قريعُ هِجانٍ عارضَ
الشَوْلَ جافر -
(2) رشيد بن رميض العنزي.
(2/685)
وسمى الاسعر الجعفي بقوله: فلا تدعني
الاقوام من آل مالك * إذا أنا لم أسعر عليهم وأثقب (1) - والسعرارة:
الهباء في الشمس. والسِعْرُ: واحد أَسعارِ الطعام. والتسعير: تقدير
السعر. واليستعور، الذى في شعر عروة (2) : موضع، ويقال شجر. وسعر الرجل
فهو مَسْعورٌ، إذا ضربته السَمومُ. والسُعْرَةُ: لونٌ إلى السواد.
[سعتر] السَعْتَرُ: نبتٌ، وبعضهم
يكتبه بالصاد في كتب الطب، لئلا يلتبس بالشعير.
[سفر] السَفَرُ: قطعُ المسافة،
والجمع الأَسْفارُ. والسَفَرُ أيضاً: بَياضُ النهار. قال الساجعُ: "
إذا طَلَعَتِ الشِعْرى سَفَراً (3) ". والسَفَرَةُ: الكَتَبةُ قال الله
تعالى:
(بأيدى
_________
(1) في المخطوطة: " أسعر وأثقب ".
(2) هو قوله: أطعت الآمرين بصرم سلمى * فطاروا في عضاه اليستعور -
(3) بعده: " لم ترفيها مطرا "، كما في اللسان.
(87 - صحاح - 2)
(2/685)
سفرة) *، قال الاخفش: واحدهم سافر، مثل
كافر وكفرة. والسفر بالكسر: الكتاب، والجمع أَسْفارٌ. قال الله تعالى:
(كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) *. والسُفْرَةُ بالضم: طعامٌ
يُتَّخَذُ للمسافر. ومنه سمِّيَتْ السُفْرَةُ. والسَفيرُ: ما سقَطَ من
ورق الشجر وتَحاتَّ. يقال: إنَّما سمِّي سَفيراً لأنّ الريح
تَسْفِرُهُ، أي تكنُسه. والمِسْفَرَةُ: المِكْنسةُ. والرياحُ يُسافِر
بعضُها بعضاً، لأنَّ الصَّبا تُسْفِرُ ما أَسْدَتْهُ الدَبورُ،
والجنوبُ تُلْحِمُهُ. والسَفيرُ: الرسولُ المصلِحُ بين القوم، والجمع
سفراء، مثل فقيه وفقهاء. وسفرت بين القوم أَسْفِرُ سِفارَةً: أصلحْتُ.
وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً. وسَفَرَتِ المرأةُ: كشفَتْ عن
وجهها، فهي سافِرٌ. ومَسافِرُ الوجه: ما يَظهر منه. قال الشاعر امرؤ
القيس: ثيابُ بني عَوْفٍ طَهارى (1) نَقِيَّةٌ * وأوجههم بيض المسافر
(2) غران -
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " طهار " تحريف.
(2) في ديوانه: " بيض المشاهد ".
(2/686)
وسفرت البيت: كَنَسْتُهُ. والسُفارَةُ
بالضم: الكُناسَةُ. ويقال: سَفَرْتُ أَسْفِرُ سُفوراً: خرجْت إلى
السَفَرِ: فأنا سافِرٌ، وقومٌ سفر مثل صاحب وصحب، وسفار مثل راكب
وركاب. وقد كثرت السافرة لموضع كذا، أي المُسافِرونَ. وسافَرْتُ إلى
بلدة كذا مُسافَرَةً وسِفاراً. قال الشاعر حسان: لولا السِفارُ وبُعْدُ
خَرْقٍ مَهْمَهٍ * لَتَرَكْتُها تَحْبو على العُرْقوبِ - والسِفارُ
أيضاً: حديدةٌ تُوضَع على أنفِ البعيرِ مكان الحَكَمَةِ من أنف الفرس،
وربَّما كان خيطاً يُشَدُّ على خطام البعير ويُدارُ عليه ويُجْعَلُ
بقيَّتُه زماماً. والجمع سُفُرٌ. قال الأخطل: ومُوَقِّع أَثَرُ
السِفارِ بِخَطْمِهِ * من سُودِ عَقة أو بني الجَوَّال (1) - تقول منه:
سَفَرْت البعيرَ. وبعيرٌ مِسْفَرٌ وناقةٌ مِسْفَرَةٌ: قويان على
السَفَرِ. وأَسْفَرَ الصبحُ، أي أضاء. وفى الحديث:
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " من سوء "، صوابه من اللسان.
(2/686)
" أسفروا بالفجر، فإنه للاجر "، أي صلوا
صلاة الفجر مُسْفِرينَ، ويقال: طوِّلوها إلى الإسْفارِ. وأَسْفَرَ
وجهُه حُسْناً، أي أشرقَ. والإسْفارُ أيضاً: الانحسارُ. يقال: أَسْفَرَ
مُقَدَّمُ رأسه من الشَعَرِ. وسفار، مثل القطام: اسم بئر. قال الفرزدق:
متى ما تَرِدْ يوماً سَفارِ تجد بها * أديهم يرمى المستجيز المعورا (1)
[سفسر] قال أبو عبيد: السفسير
بالفارسية: السمسار. وأنشد للنابغة (2) : وقارفت وهى لم تجرب وباع لها
* من الفصافص بالنمى سفسير (3) وقال ابن السكيت السفسير: الفيج
والتابع.
[سقر] سَقَراتُ الشمس: شدةُ وقعِها.
وسَقَرَتْهُ الشمسُ: لوَّحتْه. ويومٌ مُسْمَقِرٌّ ومُصْمَقِرٌّ: شديدُ
الحر. وسَقَرُ: اسمٌ من أسماء النار.
_________
(1) يروى: " المغورا ". والمستجيز: المستقى. والجواز: السقى بعينه.
(2) ويروى لاوس بن حجر.
(3) قال ابن دريد: والنمى بالضم والكسر: فلوس كانت تتخذ بالحيرة في
أيام ملك بنى نصر بن المنذر. الفصافص جمع فصفص: الفت الرطب. وباع لها:
اشترى لها.
(2/687)
[سكر]
السَكْرانُ: خلافُ الصاحي، والجمع سَكْرى وَسَكارى (1) . والمرأةُ
سَكْرى. ولغةٌ في بني أسد سَكْرانَةٌ. وقد سكر يسكر سكرا، مثل بطر يبطر
بطرا. والاسم السكر بالضم. وأَسْكَرَهُ الشرابُ. والمِسْكيرُ: الكثير
السُكْرِ. والسِكِّيرُ (2) : الدائم السُكْرِ. والتَساكُرُ: أن يُرِيَ
من نفسه ذلك وليس به سُكْرٌ. والسَكَرُ بالفتح: نبيذُ التمر. وفي
التنزيل:
(تَتَّخِذون منه سَكَراً) *. والسَكَّارُ: النَبَّاذُ. وسَكْرَةُ
الموتِ: شِدَّته. والسَكْرُ: مصدرُ سَكَرْتُ النهرَ أَسْكُرُهُ
سَكْراً، إذا سَدَدْته. والسِكْرُ بالكسر: العَرِمُ. وسَكَرَتِ الريحُ
تَسْكُرُ سُكوراً. سكنتْ بعد الهبوب.
_________
(1) وسكارى أيضا.
(2) سيأتي في شرير كفسيق، أنه كثير الشر. ونقل في المزهر: رجل سكير أي
كفسيق: دائم السكر. فمقتضى ماهنا وما هناك أنه يأتي بالمعنيين، ولهذا
قال القاموس: السكير والمسكير والسكر والسكور: الكثير السكر.
(2/687)
وليلةٌ ساكِرَةٌ، أي ساكنةٌ. قال أوس ابن
حجر: تزاد ليالى في طولِها * ولَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَهْ -
وسَكَّرَهُ تَسْكيراً: خَنَقَهُ. والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى
يكاد يقتُله. والمُسَكَّرُ: المخمورُ. قال الشاعر الفرزدق: أَبا حاضِرٍ
مِنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زناؤُهُ * ومَنْ يَشْرَبِ الخُرطومَ يُصْبِحْ
مُسَكَّرا - وقوله تعالى:
(سُكِّرَتْ أَبْصَارُنا) *، أي حُبِسَتْ عن النظَر وحُيِّرَتْ. وقال
أبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ. وقرأها الحسن مخففة.
وفسرها سحرت. والسكر فارسي معرب، الواحدة سكرة.
[سمر] السَمَرُ: المُسامَرَةُ، وهو
الحديث بالليل. وقد سَمَرَ يَسْمُرُ، فهو سامِرٌ. والسامِرُ أيضاً:
السُمَّارُ، وهم القوم يَسْمَرونَ كما يقال للحُجَّاجِ جاج. وقول
الشاعر:
وسامر طال فيه اللَّهْوَ والسَمَرُ * كأنَّه سمى المكان الذي يُجتمعُ
فيه للسَمَرِ بذلك. وابْنا سَميرٍ: اللَيلُ والنَهارُ، لأنه يُسْمَرُ
فيهما. يقال: لا أفعله ما سَمَرَ ابْنا سَميرٍ، أي أبداً. ويقال:
السَميرُ الدهرُ. وابناه: الليل والنهار.
(2/688)
ولا أفعله السَمَرَ والقَمَرَ، أي ما دامَ
الناس يَسْمَرونَ في ليلةٍ قمراء. ولا أفعلهُ سَميرَ الليالي. قال
الشنفرى: هنالك لا أرجوا حياة تَسُرُّني * سَميرَ الليالي مُبْسَلاً
بالجَرائِرِ - والسَمار بالفتح: اللبن الرقيق. وتَسْميرُ اللبن: ترقيقه
بالماء. وأما قول الشاعر (1) : لئن ورد السمار لنقتلنه * فلا وأبيك ما
ورد السمارا (2) - فهو اسم موضع. والتسمير كالتشمير. وفي حديث عمر رضي
الله عنه أنَّه قال: " ما يُقِرُّ رجل أنه كان يطأ جاريته إلاَّ
ألْحَقْتُ به ولدَها، فمن شاء فليمسكْها ومن شاء فليسمِّرها "، قال
الأصمعيّ: أراد التشمير بالشين فحوَّله إلى السين، وهو الإرسالُ.
والسُمْرَةُ: لونُ الأَسْمَرِ. تقول: سَمُرَ، بالضم. وسَمِرَ أيضاً
بالكسر. واسْمَارَّ يسمار أسميرارا مثله، حكاها الفراء. والسمراء:
الحنطة.
_________
(1) عمرو بن أحمر الباهلى.
(2) وبعده: أخاف بوائقا تسرى إلينا * من الاشياع سرا أو جهارا -
(2/688)
والأَسْمَرانِ: الماءُ والبُرُّ. ويقال
الماءُ والرمحُ. والسَمُرَةُ بضم الميم، من شجر الطَلْحِ، والجمع
سَمُرٌ وسَمُراتٌ بالضم، وأَسْمُرٌ في أدنى العدد. وتصغيره أسمير. وفى
المثل: " أشبه شرج شرجا، لو أن أسيمرا ". والمسمار: واحد مسامير
الحديد. تقول منه: سمرت الشئ تسميرا، وسمرته أيضا. قال الزفيان: لما
رأوا من جمعنا النفيرا * والحلق المضاعف المسمورا * جوارنا ترى لها
قتيرا * والسميرية: ضرب من السفن.
[سمهر] الاسْمِهْرارُ: الصلابة
والشدة. يقال: اسْمَهَرَّ الشوكُ، إذا يَبِس وصلُب. واسْمَهَرَّ
الظلام: اشتدَّ. واسْمَهَرَّ الرجل في القتال. قال رؤبة:
إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ (1) * والسَمْهَرِيَّةُ: القناةُ
الصلبةُ، ويقال هي منسوبة إلى سَمْهَرٍ: اسمُ رجلٍ كان يقوِّم الرماحَ.
يقال: رمحٌ سَمْهَرِيٌّ، ورِماحٌ سمهرية.
[سمهدر] غلامٌ سَمَهْدَرٌ، أي
سمينٌ. قال الزفيان:
_________
(1) قبله:
ذو صولة ترمى به المدالث:
(2/689)
سمهدر يكسوه آل أبهق * عليه منه مئزر وبخنق
- قال الفراء: يمدحه بكثرة لحمه. وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ، أي واسعٌ. وأنشد
أبو عبيدة:
ودونَ لَيْلى بَلَدٌ سمهدر (1)
[ستر] السنور: لبوس من قد، كالدرع.
قال لبيدٌ يرثي قتلى هَوازِنَ: وجاءُوا به في هَوْدَجٍ ووراء هـ *
كتائب خضر في نسيج السَنَوَّرِ - قوله " وجاءوا به "، يعني قتادة بن
مسلمة الحنفي، وهو ابن الجعد. وجعد اسم مسلمة، لانه غزا هوازن فقتل
منهم وسبى. والسنور: واحد السنانير.
[سنمر] سنمار: اسم رجل رومى بنى
الخورنق الذى بظهر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس، فلما فرغ منه ألقاه
من أعلاه فخر ميتا كيلا يبنى لغيره مثله، فضربت به العرب المثل فقالوا:
" جزاء سنمار ". قال الشاعر: جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا * جزاء سنمار
وما كان ذا ذنب -
_________
(1) الرجز لابي الزحف الكليبي.
(2/689)
السور: حائط المدينة، وجمعه أَسْوارٌ
وسيرانٌ. والسورُ أيضاً: جمع سورة، مثل بسرة وبسبر، وهى كل منزلة من
البِناء. ومنه سورَةُ القرآن، لأنَّها منزلةٌ بعد منزلةٍ مقطوعةٍ عن
الأخرى. والجمع سُوَرٌ بفتح الواو. قال الشاعر (1) :
سودُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُوَرِ (2) * ويجوز أن تجمع على
سُوراتٍ وسوراتٍ. وقول النابغة: أَلَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أَعْطاكَ
سُورَةً * تَرى كُلَّ مَلْكٍ دُونَها يتذبذب - يريد شرفا ومنزلة.
وسورى، مثال بشرى: موضع بالعراق من أرض بابل، وهو بلد السريانيين.
والسوار: سِوارُ المرأة، والجمع أَسْوِرَةٌ، وجمع الجمع أساورة. وقرئ:
(فلولا ألقى عَلَيه أَساوِرَةٌ من ذَهَبٍ) *، وقد يكون جمع أَساوِرَ.
قال تعالى:
(يُحَلَّوْنَ فيها من أَساوِرَ من ذَهَبٍ) *. وقال أبو عمرو بن العلاء:
واحدها إسْوارٌ. وسَوَّرْتُهُ أي ألبسة السوار، فتسوره. وتسور الحائط،
تسلَّقَه. وسار إليه يسور سُؤُوراً: وَثبَ. قال الأخطل يصف خمراً.
_________
(1) هو الراعى.
(2) صدره:
هن الحرائر لا ربات أحمرة:
(2/690)
لَمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهمْ *
سارتْ إليهم سؤور الابجل الضارى - وساوره، أي واثَبَهُ. ويقال: إنَّ
لغضبه لَسَوْرَةً. وهو سَوَّارٌ، أي وَثَّابٌ معربدٌ. وسَوْرَةُ
الشرابِ: وُثوبُه في الرأس، وكذلك سَوْرَةُ الحُمَةِ. وسَوْرَةُ
السلطان: سطوته واعتداؤه. والاسوار والاسوار: الواحد من أَساوِرَةِ.
الفُرْسِ. قال أبو عبيدة: هم الفُرسانْ. والهاء عوض من الياء، وكأنَّ
أصله أَساويرُ. وكذلك الزنادقة، أصله زناديق عن الأخفش. والاساورة
أيضا: قوم من العجم بالبصرة نزلوها قديما، كالاحامرة بالكوفة.
[سهر] السَهَرُ: الأَرَقُ. سَهِرَ
بالكسر يَسْهَرُ، فهو ساهِرٌ وسَهْرانٌ. وأَسْهَرَهُ غيره. ورجل سهرة،
مثال همزة، أي كثير السهر. عن يعقوب. والساهور: غلاف القمر فيما تزعمه
العرب. قال أميَّة بن أبي الصَلت: لا نَقْصَ فيه غير أنَّ جبينَه (1) *
قَمَرٌ وساهورٌ يسل ويغمد -
_________
(1) في اللسان وديوانه: " غير أن خبيئة ".
(2/690)
ويقال: الساهور: ظل الساهِرَةِ، وهي وجه
الأرض. ومنه قوله تعالى:
(فإذا هم بالساهرة) *. قال أبو كَبير الهُذَلي: يَرْتَدْنَ ساهِرَةً
كأنَّ جَميمَها * وعَميمَها أَسْدافُ ليل مظلم - والاسهران، عرقان في
المنخرين إذا اغتلم الحمار سالا ماء. قال الشماخ: توائل من مصك أنصبته
* حوالب أسهريه بالذنين -
[سير] سارَ يَسيرُ سَيْراً ومَسيراً
وتَسْياراً. يقال: بارك الله لك في مَسيرِكَ، أي سَيْرِكَ. وهو شاذٌّ،
لأنَّ قياس المصدر من فَعَلَ يَفْعَلُ مَفْعَلٌ بالفتح. وسارَتِ الدابة
وسارَها صاحبُها، يتعدَّى ولا يتعدى. قال الهُذَليّ (1) : فلا
تَجْزَعَنْ (2) مِنْ سُنَّةٍ أَنْتَ سِرْتَها * فأوَّلَ راضي سُنَّةٍ
مَنْ يَسيرُها - يقول: أنت جعلتها سائِرَةً في الناس. وقولهم في المثل:
" سِرْ عنك "، أي تغافل
_________
(1) خالد بن أخت أبى ذؤيب.
(2) " فلا تغضبن " في الاساس. وفى اللسان: " فأول راض سنة ".
(2/691)
واحتمل. وفيه إضمار، كأنه قال: سِرْ ودَعْ
عنك المِراءَ والشكَّ. والسيرَةُ: الطريقةُ. يقال: سارَ بهم سِيرَةً
حَسَنَةً. والسيرَةُ أيضا: الميرة. والاستيار: الامتيار. قال الراجز:
أشكو إلى الله العزيز الغفار * ثم إليك اليوم بعد المستار - ويقال:
المستار في هذا البيت مفتعل من السير. والتسيار: تَفْعالٌ من السَيْرِ.
وسايَرَهُ، أي جاراه فتَسايَرا. وبينهما مَسِيرَةُ يوم. وسَيَّرَهُ من
بلده، أي أخرجَهُ وأَجْلاهُ. وسَيَّرْتُ الجُلَّ عن ظَهر الدابة: نزعته
عنه. والمُسَيَّرُ من الثياب: الذي فيه خطوط كالسُيور. والسيارة:
القافلة. وقولهم: " أصح من عير أبى سيارة "، هو أبو سيارة العدواني،
كان يدفع بالناس من جمع أربعين سنة على حماره. قال الراجز: خلو الطريق
عن أبى سياره * وعن مواليه بنى فزاره * حتى يجيز سالما حماره * مستقبل
القبلة يدعو جاره:
(2/691)
والسيراء، بكسر السين وفتح الياء: برد فيه
خُطوط صفرٌ. قال النابغة: صَفْراءُ كالسِيَراءِ أُكمِلُ خَلْقُها *
كالغُصْنِ في غُلْوائِهِ المُتَأَوِّدِ - والسَيْرُ: ما يُقَدُّ من
الجلد. والجمع السيور. وقول الشاعر: وسائلة بثعلبة بن سير * وقد علقت
بثعلبة العلوق - أراد ثعلبة بن سيار، فلم يمكنه لاجل الوزن فقال " سير
". وسائر الناس جميعهم. وسار الشئ: لغة في سائِرِهِ. قال أبو ذؤيب يصف
ظَبيةً: فَسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاها فلونه * كلون النؤور وهى أدماء
سارها - أي سائرها. ومن أمثالهم في اليأس من الحاجة قولهم: " أَسائِرٌ
اليومَ وقد زال الظُهر "، أي أتطمع فيما بَعُدَ وقد تبيَّنَ لك اليأس،
لان مكان حاجته اليوم بَأَسْرِه وقد زال الظُهر وجبَ أن ييأس منه، كما
ييأس بغروب الشمس.
(2/692)
فصل الشين
[شبر] الشِبْرُ: واحد الأشبارِ.
ورجلٌ قصير الشِبْرِ، أي متقارب الخَلْقِ. والشبر بالفتح: مصدر شبرت
الثوب أَشْبِرُهُ وأَشْبُرُهُ، وهو من الشِبْرِ. كما تقول: بُعْتُهُ من
الباع. وأعطيت المرأة شَبْرَها، أي حَقَّ النكاح. وجاء النهى عن شبر
الفحل، وهو كراء الضراب. ابن السكيت: شبرت فلانا مالاً أو سيفاً، إذا
أعطيته. ومصدره الشبر، إلا أن العجاج حركه فقال:
الحمد الله الذى أعطى الشبر (1) * كأنه قال: الذى أعطى العطية. ويروى:
" الحبر ". وقال عدى بن زيد:
لم أخنه والذى أعطى الشبر (2) * وأشبرته لغة في شَبَرْتُهُ، إذا
أعطيته. قال أوسٌ يصف سيفا (3) :
_________
(1) وبعده:
موالى الحق إن المولى شكر
(2) صدره:
إذا أتانى نبأ من منعمر
(3) وقبله: وبيضاء زغف نثلة سلمية * لها رفرف فوق الانامل مرسل -
وبيضاء يعنى درعا لم يعلها صدأ الحديد. ويقال للدرع نثلة وزغف اسم لها،
وسلمية منسوبة إلى سليمان عليه السلام. لها رفرف، يريد أنها تفضل على
لابسها حتى تقع على أنامله. والهالكي: الحداد.
(2/692)
وأشبرنيه الهالكى كأنه * غدير جرت في متنه
ا 0 لريح سلسل - ويروى: " أشبرنيها " فتكون الهاء للدرع. وتشابر
الفريقان، إذا تقاربا في الحرب، كأنه صار بينهما شِبْرٌ، أو مَدَّ كلُّ
واحد منهما إلى صاحبه الشبر. والشَبُّورُ على وزن التنور: البوق. ويقال
هو معرب.
[شتر] الشَتَرُ: انقلابٌ في جفن
العين. يقال: رجلٌ أَشْتَرُ بيِّن الشَتَرِ. وقد شَتِرَ الرجل وشُتِرَ
أيضا، مثل أفن وأفن. والاشتران: مالك وابنه. وشترته أنا، مثل ثرم
وثَرَمْتُهُ أنا وأَشْتَرْتُهُ أيضاً. وانْشَتَرَتْ عينُه. وشَتَّرْتُ
بفلان تَشْتيراً: إذا تنقصته وعبته. وشنتر ثوبه: مزقه. وقولهم:
لأَضُمَّنَّكَ ضمَّ الشَناتِرِ، وهي الأصابع، ويقال القِرَطة، لغة
يمانية، الواحدة شنترة. وذو شناتر: ملك من ملوك اليمن، ويقال معناه ذو
القرطة.
[شجر] الشَجَرُ والشَجَرَةُ: ما كان
على ساقٍ من نبات الأرض.
(2/693)
وأرضٌ شَجيرَةٌ وشَجْراءُ، أي كثيرة
الأَشْجارِ. ووادٍ شَجيرٌ، ولا يقال وادٍ أَشْجَرُ. وواحد الشَجْراءِ
شَجَرَةٌ. ولم يأت من الجمع على هذا المثال إلا أحرف يسيرة: شجرة
وشجراء، وقصبة وقصباء، وطرفة وطرفاء، وحلفة وحلفاء. وكان الاصمعي يقول
في واحد الحلفاء: حلفة بكسر اللام، مخالفة لاخواتها. وقال سيبويه:
الشَجْراءُ واحدٌ وجمعٌ، وكذلك القَصْباءُ والطَرْفاءُ والحَلْفاءُ.
والمَشْجَرَةُ: موضعُ الأَشْجارِ. وأرضٌ مَشْجَرَةٌ. وهذه الأَرْضُ
أَشْجَرُ من هذه، أي أكثر شَجَراً. والمِشْجَرُ بكسر الميم:
المِشْجَبُ. قال الأصمعيّ: المَشاجِرُ: عيدان الهودجِ. وقال أبو عمرو:
مراكبُ دون الهودج مكشوفة الرؤوس. قال: ويقال لها الشُجُر أيضاً،
الواحد شِجارٌ. قال: والشِجارُ أيضاً الخشبة التي تُوضَع خلف الباب،
ويقال لها بالفارسية " مَتَرْسْ ". وكذلك الخشبة التي يُضَبَّبُ بها
السريرُ من تَحْتُ. والشِجارُ أيضاً: خشب البئر. قال الراجز:
لتروين أو ليبيدن (1) الشجر
_________
(1) في اللسان: " أو لتبيدن ".
(88 صحاح - 2)
(2/693)
والشِجارُ: سمةٌ من سماتِ الإبلِ. أبو
عمرو: الشَجيرُ: الغريبُ من الناس والإبل. وربَّما سمَّوا القِدْحَ
شَجيراً، إذا ألقَوه في القِداحِ التي ليست من شجرها. والشَجْرُ
بالفتح: ما بين اللَحْيَيْنِ. والشَجْرُ: الصَرْفُ. يقال: ما شَجَرك
عنه، أي ما صَرَفك. وقد شَجَرَتْني عنه الشَواجِرُ. وشَجَرَهُ بالرمح،
أي طعَنَه وشَجَرَ بيتَه، أي عَمَدَهُ بعمودٍ. وشِجَرَ بين القوم، إذا
اختلف الامر بينهم. وشجرت الشئ: طرحته على المِشْجَرِ، وهو المِشْجَبُ.
واشْتَجَرَ القومُ وتَشاجَروا، أي تنازعوا. والمُشاجَرَةُ: المنازَعةُ.
وتَشاجَروا بالرماح: تطاعَنوا. واشْتَجَرَ الرجُل، إذا وضع يده تحت
شَجْرِهِ على حَنَكِهِ. قال أبو ذؤيب: نامَ الخَلِيّ وبِتُّ الليل
مشتجرا * كأن عينى فيها الصابُ مَذْبوحُ (1) - ابن السكيت: يقال شاجر
المال، إذا رعى
_________
(1) مذبوح: مشقوق.
(2/694)
العشب والبقل فلم يبق منهما شئ، فصار إلى
الشجر يرعاه. قال الراجز (1) : تعرف في أوجهها البشائر * آسان كل آفق
مشاجر - وديباج مشجر: نقشه على هيئة الشجر.
[شحر] يقال: شحر عمان وشحر عمان،
وهو ساحل البحرين عمان وعدن.
[شخر] الشَخيرُ: رفعُ الصوتِ
بالنَخْرِ. يقال: شَخَرَ الحمارُ يَشْخِرُ بالكسر شخيرا. ومطرف بن عبد
الله بن الشَخِّير، مثال الفسيق، لانه ليس في كلام العرب فعيل ولا فعيل
(2) .
[شذر] الشَذْرُ من الذَهَبِ: ما
يُلْقَطُ من المعدن من غير إذابةِ الحجارةِ، والقطعةُ منه شَذْرَةٌ.
وقال: ذهب لما أن رآها ثرمله * وقال يا قوم رأيت منكره * شذرة واد
ورأيت الزهره * والشذر أيضا: صغار اللؤلؤ.
_________
(1) يصف إبلا. والرجز لدكين.
(2) أي بفتح الفاء أو ضمها مع تشديد العين مكسورة فيهما.
(2/694)
وتفرقوا شذَرَ مَذَرَ، وشِذَرَ مِذَرَ (1)
، إذا ذهَبوا في كلّ وجه. والتَشَذُّرُ: الاسْتِثْفارُ بالثوب أو
بالذَنَب. يقال: تَشَذَّرَ فلان، إذا تهيَّأ للقتال. وتَشَذَّرَ القومُ
في الحرب: تطاولوا. وتَشَذَّرَ فرسَه، إذا ركبه من ورائه. والتشذر:
الوعيد. ومنه قول سليمان بن صرد: " بلغني عن أمير المؤمنين ذرء من قول
تشذر لى به (2) ، من شتم وإيعاد، فسرت إليه جوادا ". وقال أبو عبيد:
لست أشك فيها بالذال. قال: وبعضهم يقول: تشزر، بالزاى. والشوذر:
الملحفة، وهو معرب، وأصله بالفارسية " چاذر ". وقال الراجز:
متضرج (3) عن جانبيه الشوذر
[شرر] الشَرُّ: نقيض الخير. يقال:
شررت يارجل وشررت، لغتان، شرا وشرارا وشرارة. وفلان شر الناسِ، ولا
يقال أَشَرُّ الناسِ إلا في لغة رديئة. ومنه قول امرأة من العرب: "
أعيذك بالله من نفس حرى، وعين شرى " أي خبيثة، من الشر، أخرجته على
فعلى، مثل أصغر وصغرى.
_________
(1) الاولان يفتحان، والاخيران يكسر أوائلهما.
(2) في اللسان: " تشذر لى فيه بشتم ".
(3) في اللسان: " منضرج ".
(2/695)
وقوم أشرارٌ وأَشِرَّاءُ. وقال يونس: واحِد
الاشرار رجل شر، مثل زند وأزناد. وقال الاخفش: واحدها شريرٌ، وهو الرجل
ذو الشر، مثل يتيم وأيتام. ورجل شرير، مثال فسيق، أي كثير الشَرِّ.
وشِرَّةُ الشباب: حِرْصُه ونَشاطُه. والشِرَّةُ أيضاً: مصدر الشَرِّ.
والشَرارَةُ: واحدة الشَرارِ، وهو ما يتطاير من النار، وكذلك الشَرَرُ،
الواحدةُ شَرَرَةٌ. والشَرَّانُ: شَبْيهٌ بالبعوض يَغْشى وجه الإنسان
ولا يَعضُّ، وربَّما سَمَّوهُ الأذى. والشُرُّ بالضم: العيبُ. يقال: ما
قلت ذلك لِشُرِّكَ، وإنما قلته لغير شُرِّكَ، أي لغير عيبك.
والمُشارَّةُ: المخاصمةُ. وشَرَرْتُ الثوبَ: بسطْته في الشمس، وكذلك
التشرير. وشررت الاقط أشره، إذا جعلتَه على خَصَفَةٍ ليجفَّ. وكذلك
شَرَرْتُ المِلْحَ واللحمَ وغيرَه. والإِشْرارَةُ: ما يُبْسَطُ عليه
الأَقِطُ وغيره، والجمع الاشارير. ويقال: الاشارير قطع قديد. قال
الشاعر (1) :
_________
(1) أبو كاهل اليشكرى.
(2/695)
لها أشارير من لحم تتمره * من الثعالى ووخز
من أرانيها - وأشررت الرجلَ: نسبْته إلى الشَرِّ. وبعضهم ينكره. قال
الشاعر طَرَفة: فَما زالَ شُرْبي الرَاحَ حَتَّى أَشَرَّني * صديقي
وحَتَّى ساَءني بَعْضُ ذَلِكَ (1) - وأشررت الشئ: أظهرته. وقال في يوم
صفين (2) : فما بَرِحوا حتَّى رأى الله صَبْرَهُمْ * وحتَّى أُشِرَّتْ
بالاكف المصاحف - والاصمعى يروى قول امرى القيس:............ ومعشرا *
على حراسا لو يشرون مقتلي (3) - على هذا، وهو بالسين أجود. وشرشرة
الشئ: تشقيقه وتقطيعه. قال أبو زُبيد يصف الأسد: يَظَلُّ مُغِبّاً عنده
من فَرائِسٍ * رُفاتُ عظامٍ أو غَريضٌ مُشَرْشَرُ - وشواء شرشر: يتقاطر
دسمه، مثل شلشل (4) .
_________
(1) بكسر الكاف.
(2) هو كعب بن جعيل، وقيل الحصين بن الحمام المرى.
(3) صدره:
تجاوزت احراسا إليها ومعشرا
(4) في اللسان: " سلسل ".
(2/696)
والشراشر: الأثقالُ، الواحدة شُرْشُرَةٌ.
يقال: ألقى عليه شَراشِرَهُ، أي نَفسه، حرصاً ومحبّة. قال الكميت:
وتلْقى عليه عند كلِّ عَظِيمَةٍ (1) * شَراشِرُ من حَيَّيْ نِزارٍ
وأَلْبُبُ (2) - وقال آخر: وكَائَنْ تَرى من رَشْدَةٍ في كَريهَةٍ *
ومن غَيَّةٍ تُلْقى عليها (3) الشَراشِرُ - وشَراشِرُ الذَنَبِ:
ذَباذِبُهُ. والشَرْشَرُ: نبت يقال له الشِرْشِرُ بالكسر. وقيل
للاسدية: ما شجرة أبيك؟ قالت: الشرشر. ووطب جشر، وغلام أشر.
[شزر] نظر إليه شَزْراً، وهو نظر
الغَضْبان بمؤْخِر العين. وفي لحظِهِ شَزَرٌ، بالتحريك. وتَشازَرَ
القومُ، أي نَظَر بعضهم إلى بعض شَزْراً. والشَزْرُ من الفَتْلِ: ما
كان إلى فوقُ، خلافَ دَوْر المِغزل. يقال: حبلٌ مَشْرورٌ، وغدائرُ
مستشزرات.
_________
(1) في اللسان: " وتلقى عليه كل يوم كريهة ".
(2) الالبب: عروق متصلة بالقلب.
(3) في المطبوعة الاولى: " تقلى عليه " صوابه من اللسان.
(2/696)
والشزر: ما طعنت عن يمينك وشمالك. وطحنْتُ
بالرحى شَزْراً، إذا أدرْتَ يدَك عن يمينك. وشيزر: بلد.
[شصر] الشَصْرُ: الخِياطة المتباعدة
والتَزْنيدُ. تقول: شَصَرْتُ عينَ البازي أَشْصُرُ شَصْراً، إذا
خِطْتَها. والشِصارُ: أَخِلَّةُ التزنيد، حكاه ابن دريد. والشصر
بالتحريك: ولد الظبية، وكذلك الشاصر. قال أبو عبيد: وقال غير واحد من
الاعراب: هو طلا، ثم خشف، فإذا طلع قرناه فهو شادن، فإذا قوى وتحرك فهو
شصر والانثى شصرة، ثم جذع، ثم ثنى. ولا يزال ثنيا حتى يموت لا يزيد
عليه.
[شطر] شطر الشئ: نصفه. وفى المثل: "
احلبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ ". وجمعه أَشْطُرٌ. وقولهم: فلانٌ حَلبَ
الدهر أَشْطَرَهُ، أي ضُروبَه، مرَّ به خيرٌ وشرٌّ. وأصله من أخلاف
الناقة، ولها خِلْفانِ: قادِمان وآخران. وكل خلفين شطر.
(2/697)
وتقول: شَطَرْتُ ناقتي وشاتي أَشْطُرُها
شَطْراً، إذا حلبْت شَطْراً وتركْت شَطْراً. وشاطَرْتُ طَلِيِّي، أي
احتلبْت شَطْراً أو صَرَرْتُهُ وتركْت له الشَطْرَ الآخر. وشاطَرْتُ
فلاناً مالي، إذا ناصفته. وشَطَّرْتُ ناقتي تَشْطيراً: إذا صررْتَ
خِلْفين من أخلافها. وشاةٌ شطور: أحد طبيبها أطول من الآخر وكذلك إذا
يبس أحد خِلْفيها، فهي شَطورٌ. وهي من الإبل التي يبس خِلْفان من
أخلافها، لأنَّ لها أربعةَ أخلاف. ويقال: وَلَدُ فلانٍ شِطْرَةٌ،
بالكسر، أي نِصْفٌ ذكورٌ ونصفٌ إناثٌ. وقصدْتُ شَطْرَهُ، أي نحوه. قال
الشاعر (1) : أَقولُ لأمِّ زِنْباعٍ أَقيمي * صُدورَ العيسِ شَطْرَ بني
تَميم - ومنه قوله تعالى:
(فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِِ) *. وشَطَرَ بَصَرُهُ
يَشْطُرُ شُطوراً، وهو الذي كأنَّه ينظر إليك وإلى آخر. والشاطِرُ:
الذي أعيا أهله خُبْثاً. وقد شطر وشطر أيضا بالضم، شطارة فيهما.
_________
(1) أبوزنباع الجذامي.
(2/697)
وقَدَحٌ شَطْرانُ، أي نَصْفانُ (1) قال
الأصمعيُّ: الشَطيرُ: البعيد. يقال: بلد شَطيرٌ. وشَطَرَ عنِّي فلانٌ،
أي نأى عنى. ونوى شطر بالضم، أي بعيدة. وقال امرؤ القيس:
أَشاقَكَ بَيْنُ الخَليطِ الشُطُرْ (2) * والشَطيرُ أيضاً: الغريبُ.
قال الشاعر:
لا تتركَنِّي (3) فيهمُ شَطيراً * وقال آخر (4) : إذا كُنْتَ في سِعْدٍ
وأُمُّكَ منهمُ * شَطيراً فلا يَغْرُرْكَ خالُكَ من سَعْدِ - فإنَّ
ابنَ أُختِ القومِ يُصْغي إناؤُهُ (5) * إذا لم يُزاحِمْ خاله بأب جلد
-
[شنظر] رجلٌ شِنْظيرٌ وشِنْظيرَةٌ،
أي سيئ الخلق. قالت امرأة من العرب: شنظيرة زوجنيه أهلى * من حمقه يحسب
رأسي رجلى * كأنه لم ير أنثى قبلى
_________
(1) نصفان: بلغ الماء نصفه.
(2) بعده:
وفيمن أقام من الحى هر
(3) في اللسان: " لا تدعني "، وبعده:
إنى إذا أهلك أو أطيرا
(4) غان بن وعلة.
(5) في اللسان: " مصغى إناؤه ".
(2/698)
وربما قالوا: شنذيرة بالذال المعجمة،
لقربها من الظاء، لغة أو لثغة.
[شعر] الشَعَر (1) للإنسان وغيره،
وجمعه شُعورٌ وأَشْعارٌ، الواحدة شَعْرَةٌ. ويقال: رأى فلان
الشَعْرَةَ، إذا رأى الشيب، حكاه يعقوب. ورجل أشعر: كثير شعر الجسد.
وقوم شعر. وكان يقال لعبيد الله بن زياد: أشعر بركا. والاشعر: ما أحاط
بالحافر من الشَعْرِ، والجمع الأَشاعِرُ. وأَشاعِرُ الناقةِ: جوانبُ
حَيائِها. والشِعْرَةُ بالكسر: شَعَرُ الرَكَبِ للنساء خاصة. والشعيرمن
الحبوب، الواحدة شعيرة. وشعيرة السكين: الحديدة التى تُدْخَلُ في
السيلانِ لتكون مِساكاً للنَصل. والشَعيرَةُ: البَدَنَةُ تُهْدى.
والشَعائِرُ: أعمالُ الحجِّ. وكلُّ ما جُعل عَلَماً لطاعة الله تعالى.
قال الأصمعي: الواحدة شَعيرةٌ. قال: وقال بعضهم: شِعارَةٌ.
والمَشاعِرُ: مواضع المناسك. والمَشْعَرُ الحرام: أحد المَشاعِرِ. وكسر
الميم لغة.
_________
(1) الشعر، بالفتح وبالتحريك.
(2/698)
والمشاعر: الحواس، قال بَلْعاءُ بن قيس:
والرأسُ مرتفعٌ فيه مَشاعِرُهُ * يَهْدي السبيلَ له سمع وعينان -
والشعار: ماولى الجسدَ من الثياب. وشِعارُ القوم في الحرب:
عَلامَتُهُمْ ليعرِف َبعضُهم بعضاً. والشَعارُ بالفتح: الشجر. يقال:
أرضٌ كثيرة الشَعار. وأَشْعَرَ الهَدْيَ، إذا طَعَنَ في سَنامه الأيمن
حتَّى يسيل منه دمٌ، لِيُعْلَمَ أنه هدى، وفى الحديث: " أشعر أمير
المؤمنين ". وأشعر الرجل هما، إذا لزِق بمكان الشِعارِ من الثياب
بالجسد. وشعرت بالشئ بالفتح أَشْعُرُ به شِعْراً: فطِنْتُ له. ومنه
قولهم: ليت شِعْري، أي ليتنى علمت. قال سيبوبه: أصله شعرة، ولكنهم
حذفوا الهاء كما حذفوها من قولهم: ذهب بعذرها، وهو أبو عذرها. والشعر:
واحد الاشعار. ويقال: ما رأيت قصيدةً أَشْعَرَ جمعاً منها. والشاعِرُ
جمعه الشعَراءُ، على غير قياس. وقال الأخفش: الشاعر مثل لابن وتامر، أي
صاحب شعر. وسمى شاعرا لفطنته.
(2/699)
وما كان شاعرا ولقد شَعرَ بالضم، وهو
يَشْعُرُ. والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ
فشَعَرْتُهُ أَشْعَرَهُ بالفتح، أي غلبتُه بالشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ:
ناومْتُهُ في شِعارٍ واحدٍ. واسْتَشْعَرَ فلانٌ خوفاً، أي أضمره.
وأَشْعَرْتُ السكِّين: جعلتُ لها شَعيرَةً. وأَشْعَرْتُهُ فَشَعَرَ، أي
أَدْرَيْتُهُ فدَرى. وأَشْعَرْتُهُ: ألبستُهُ الشِعارَ. وأَشْعَرَهُ
فلانٌ شَرّاً: غشيه به. يقال: أَشْعَرَهُ الحُبُّ مرضاً. وأَشْعَرَ
الجنينُ وتشعر، أي نبت شعره. وفى الحديث: " ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا
أشعر ". وهذا كقولهم: أنبت الغلام، إذا نبتت عانته. والشعرى: الكوكب
الذي يطلُع بعد الجَوْزاء، وَطلوعه في شدَّة الحَرِّ. وهما
الشِعْرَيانِ: الشِعْرى العَبورُ التي في الجوزاء، والشِعْرى
الغُمَيْصاءُ التي في الذراع، تزعم العرب أنَّهما أختا سُهَيْلٍ.
والشَعْراءُ: ضربٌ من الخَوْخ، واحدُه وجمعه سواء. والشَعْراءُ: ذبابة
يقال هي التي لها إبرة. وداهية شعراء، وداهية وبراء.
(2/699)
ويقال للرجل إذا تكلَّمَ بما يُنْكَرُ
عليه: جئتَ بها شَعْراءَ ذات وبر. والشعراء: الشجر الكثير، حكاه أبو
عبيد. وبالموصل جبل يقال له شعران. وقال أبو عمرو: سمى بذلك لكثرة
شجره. والاشعر: أبو قبيلة من اليمن، هو أشعر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان. وتقول العرب: جاءتك الاشعرون، بحذف ياءى النسب. والشعارير:
صِغار القِثّاء، الواحدة شُعْرورةٌ. والشَعاريرُ: لعبة، لا تفرد
يقولون: لِعْبنا الشَعاريرَ، وهذا لَعِبُ الشَعاريرِ. وذهبَ القومُ
شَعاريرَ، إذا تفرَّقوا. قال الأخفش: لا واحد له. والشويعر: لقب محمد
بن حمران الجعفي، لقبه بذلك امرؤ القيس بقوله: أبْلِغا عنِّي
الشُوَيْعِرَ أنِّي * عَمْدُ عين قلدتهن حريما (1) -
[شغر] شَغَرَ الكلب يَشْغَرُ، إذا
رفع إحدى رجلَيْه ليبول. وشَغَرَ البَلدُ، أي خلا من الناس. يقال:
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " جريما " تحريف. وحريم بالحاء المهملة، وهو
جد الشويعر.
(2/700)
بلدة شاغرة برجلها، وذلك إذا لم تمتنع من
غارةِ أحَد. وأَشْغَرَ المنهلُ، إذا صار في ناحيةً من المَحَجَّةِ.
واشْتَغَرَ العدد، إذا كَثُرَ واتِّسع. قال أبو النجم: وعَدَدٍ بَخٍّ
إذا عد اشتغر * كعدد الترب تدانى وانتشرْ - واشْتَغَرَ على فلان
حِسابُه، إذا لم يهتد له. واشتغرفى الفلاة، إذا أبعد فيها. وتَشَغَّرَ
البعيرُ، إذا لم يدَعْ جهدا في سيره، عن أبى عبيد. وشغرت بنى فلان من
موضع كذا، أي أخرجْتُهم. وأنشد الشَيباني: ونحن شَغَرْنا ابْنَيْ
نِزارٍ كِلَيْهِما * وكَلْباً بِوَقْعٍ مُرْهِبٍ مُتَقارِبِ -
والشِغارُ بكسر الشين: نِكاح كان في الجاهلية، وهو أن يقول الرجل لآخر:
زَوِّجْني ابنتك أو أختك عى أن أزوِّجك أختي أو ابنتي، على أنَّ صداق
كلِّ واحدة منهما بُضْعُ الأخرى. كأنَّهما رفعا المهر وأخليا البُضْعَ
عنه. وفي الحديث: " لا شِغارَ في الإسلام ". وتفرَّقوا شَغَرَ بَغَرَ:
أي في كلِّ وجه. وهما اسمانِ جُعِلا واحداً، وبنيا على الفتح.
(2/700)
[شفر]
الشَفْرَةُ بالفتح: السكِّين العظيم. وفي المثل: " أصغرُ القومِ
شَفْرَتُهُمْ "، أي خادمهم. وشَفْرَةُ الإٍسكاف: إزميله الذي يَقطَع
به. وشَفْرَةُ السَيف: حدُّه. ويقال أيضاً: ما بالدار شفر، أي أحد، عن
الكسائي. والشفر بالضم: واحد أَشْفارِ العين، وهي حروف الأجفان التي
ينبُت عليها الشعر، وهو الهدب. وحرف كل شئ: شُفْرُهُ وشَفيرُهُ،
كالوادي ونحوه. وشُفْرُ الرَحِمِ وشافِرُها: حروفها. ويربوعٌ
شُفارِيٌّ: على أذنيه شَعْرٌ. والمِشْفَرُ من البعير كالجحلفة من
الفرس. ومشافر الحبشيِّ، مستعارٌ منه. وفي المثل: " أراك بَشَرٌ ما
أَحارَ مِشْفَرٌ "، أي أغناك الظاهرُ عن سؤال الباطن. وأصله في البعير.
والشنفرى: اسم شاعر من الازد، وهو فنعلى. وفيه المثل: أعدى من الشنفرى
". وكان من العدائين.
(2/701)
[شفتر]
الاشفترار: التفرق. قال ابن أحمر يصف قطاة وفرخها: فأزغلت في حلقه زغلة
* لم تخطئ الجيد ولم تشفتر - ويروى: " لم تظلم الجيد ".
[شقر] الشُقْرَةُ: لون الأَشْقَرِ،
وهي في الإنسان حُمْرَةٌ صافية وبَشَرَتُهُ مائلة إلى البياض. وفي
الخيل حمرةٌ صافية يحمرُّ معها العُرْفُ والذَنَبُ. فإن اسودَّا فهو
الكُمَيْتُ. وبعيرٌ أَشْقَرُ، أي شديد الحمرة. والشقراء: اسم فرس رمحت
ابنها فقتلته. قال بشر بن أبي خازم الاسدي يهجو عتبة ابن جعفر بن كلاب،
وكان عتبة قد أجار رجلا من بنى أسد فقتله رجل من بنى كلاب فلم يمنعه:
فأصبحت (1) كالشقراء لم يعد شرها * سنابك رجليها وعرضك أوفر -
_________
(1) في المخطوطة واللسان: " فأصبح ". قال البكري في السمط ص 852 إنما
هو " فتصبح "، لا فأصبحت. وقبله: فمن يك من جار ابن ضباء ساخرا * فقد
كان من جار ابن ضباء مسخر - أجار فلم يمنع من القوم جاره * ولا هو إن
خاف الضياع مغير - وروى الانباري: " فيصبح " أي ذلك الجار.
(89 - صحاح - 2)
(2/701)
والشَقِرُ بكسر القاف: شقائق النعمان،
الواحدة شَقِرَةٌ. قال طرفة: وتَساقى القَوْمُ كَأْساً مُرَّةً * وعلى
الخيلِ دِماءٌ كالشَقِرْ (1) - ويروى: " وعَلا الخَيْلَ ". وشقرة أيضا:
قبيلة من بنى ضبة، فإذا نسبت إليهم فتحت القاف، قلت: شقرى. والاشاقر:
حى من اليمن. والمشقر بفتح القاف مشددة: حصن بالبحرين قديم. قال لبيد
يصف بنات الدهر: وأنزلن بالرومي (2) من رأس حصنه * وأنزلن بالاسباب رب
المشقر - والشُقورُ: الحاجةُ. يقال: أخبرته بشُقوري، كما يقال: أفضيت
إليه بعُجَري وبجرى. وكان الاصمعي يقول بفتح الشين. وقال أبو عبيد:
الاول أصح، لان الشقور بالضم بمعنى الامور اللاصقة بالقلب المهمة له،
الواحد شقر. والشقور بالفتح، بمعنى النعت. وأنشد للعجاج: جارى لا
تستنكرى عذيري
_________
(1) ويروى: وتساقى القوم سما ناقعا * وعلا الخيل دماء كالشقر -
(2) في اللسان: " بالدومى " بالدال المهملة وهو الصواب، يعنى أكيدر
صاحب دومة الجندل، وذكر هذا البيت في مادة (دوم) منه، وهناك: " وأعصفن
بالدومى ".
(2/702)
سيرى وإشفاقى على بعيرى * وكثرة الحديث عن
شقورى * مع الجلاء ولائح القتير * والشقارى بالضم وتشديد القاف: نبت.
[شكر] الشُكْرُ: الثناء على المحسِن
بما أولا كه من المعروف. يقال: شَكَرْتُهُ وشَكَرْتُ له، وباللام أفصح.
وقوله تعالى:
(لا نُريدُ منكُمْ جَزاء ولا شُكوراً) *، يحتمل أن يكون مصدراً مثل
قَعَدَ قُعوداً، ويحتمل أن يكون جمعاً مثل بُرْدٍ وبُرودٍ، وكُفْرٍ
وكُفورٍ. والشُكْرانُ: خلاف الكفران. وتشكرت له: مثل شَكَرْتُ له.
والشَكورُ من الدوابّ: ما يكفيه العلَفُ القليل. وشَكْرُ المرأة
فَرْجُهَا. قال الهذَليّ: صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بِشَكْرِها * جَوادٌ
بقوتِ البطنِ والعِرْقُ زاخِرُ (1) - واشْتَكَرَتِ السماءُ: اشتد
وقعها. قال امرؤ القيس يصف مطرا:
_________
(1) الصناع: الحاذقة بالعمل. يريد أنها جيدة الخرز. والحصان: العفيفة
ومع ذلك تجود بقوتها وهى سخية والعرق. زاخر، أي نسبها كريم. والزاخر:
المرتفع. زخر الماء: ارتفع. وفى اللسان: " والعرض وافر ".
(2/702)
تظهر (1) الود إذا ما أَشْجَذَتْ *
وتُواريهِ (2) إذا ما تَشْتَكِرْ - ويروى: " تعتكر ". واشتكر الضرع:
املا لبناً. تقول منه: شَكِرَتِ الناقةُ بالكسر تَشْكَرُ شَكَراً، فهي
شَكِرَةٌ. قال الحطيئة: إذا لم تكن إلا الا ما ليس أصبحت * لها حلق
ضَرَّاتُها شَكِراتُ - وأَشْكَرَ القومُ، أي يحلبون شكرة. وهذا زمن
الشكرة، إذا حفَلتْ من الربيع. وهي إبلٌ شَكارى، وغنمٌ شَكارى.
وضَرَّةٌ شَكْرى، إذا كانت ملأى من اللبن وشَكِرَتِ الشجرة أيضاً
تَشْكَرُ شَكَراً، أي خرج منها الشِكيرُ، وهو ما ينبت حول الشجرة من
أصلها. قال الشاعر (3) : ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً * شَكِيرُ
جحافله قد كتن (4) - والشيكران (5) : ضرب من النبت.
_________
(1) في اللسان: " تخرج ".
(2) في اللسان: " وتواليه ".
(3) هو ابن مقبل.
(4) مستوزيا بالزاى لا بالذال: أي منتصبا ومرتفعا. والشكير: الشعر
الضعيف هاهنا. وكتن، أي لزق به أثر خضرة العشب.
(5) قال في القاموس: أو الصواب بالسين، ووهم الجوهرى. أو الصواب
الشوكران.
(2/703)
[شمر]
الشَمْرُ: الاختيال في المشي. يقال: مَرَّ فلان يَشْمِرُ شَمْراً.
وشَمَّرَ إزاره تَشْميراً: رفَعَه. يقال: شَمَّرَ عن ساقه. وشَمَّرَ في
أمره، أي خَفَّ. ورجلٌ شَمَّرِيٌّ، كأنه منسوب إليه، وقد تسكر منه
الشين وينشد:
قد شمرت عن ساق شمرى (1) * والشمرية (2) : الناقة السريعة. وانْشَمَرَ
للأمر، أي تهيَّأ له. وتَشَمَّرَ مثلُه. وانْشَمَرَ الفرسُ: أسرعَ. قال
الأصمعي: التَشْميرُ: الإِرسال، من قولهم شَمَّرْتُ السفينةَ:
أرسلْتها. وشَمَّرْتُ السهم: أرسلته. قال الشماخ يذكر أمراً نزلَ به:
أَرِقْتُ له في القومِ والصبحُ ساطعٌ * كما سطعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ
الغالي - وناقةٌ شمير، مثال فسيق، أي سريعة. وشاة شامر، إذ انضم ضرعها
إلى بطنها. وشر شمر، أي شديد.
_________
(1) رجل شمرى، وشمرى، وشمرى، وشمرى، ومشمر: ماض في الامور مجرب.
(2) الشمرية، والشمرية، والشمرية، والشمرية.
(2/703)
[شمخر]
المُشَمْخِرُ: الجبل العالي. قال الهذَلي (1) : تاللهِ يَبْقى على
الأيام ذو حِيَدِ * بمُشْمَخِرٍّ به الظَيَّانُ والآس - أي لا يبقى.
[شمذر] أبو عبيد: الشَمَيْذَرُ:
البعير السريع. قال: والناقة شميذرة.
[شنر] الشَنارُ: العيب والعار. قال
القُطاميُّ يمدح الأمراء: ونحن رعِيَّةٌ وهُم رعاة * ولولا رَعْيُهُمْ
شَنُعَ الشنار -
[شور] أَشارَ إليه باليد: أومأ.
وأَشارَ عليه بالرأي. وشُرْتُ العسلَ واشترتها، أي اجتنيتها. وأشرت
لغة. وأنشد أبو عمرو (2) : وسَماعٍ يَأْذَنُ الشَيْخَ له * وحديثٍ مثلِ
ماذِيٍّ مشار (3) -
_________
(1) مالك بن خويلد الخزاعى.
(2) لعدى بن زيد
(3) قبله: وملاه قد تلهيت بها * وقصرت اليوم في بيت غدارى - وقبله: هل
تبلغني أدنى دارهم قلص * يزجى أوائلها التبغيل والرتك -
(2/704)
وأنكرها الاصمعي. وكان يروى هذا البيت مثل
" ماذِيِّ مَشارِ ". بالإضافة وفتح الميم. قال: والمَشارُ: الخلية
يشتار منها. والمشاور: المخابض، الواحد مِشْوَرٌ، وهو عودٌ يكون مع
مُشْتارِ العسل. ابن السكيت: الشَُِوارُ: متاع البيت ومتاع الرَحْلِ
بالحاء. قال: والشَوارُ فَرْجُ المرأة والرجل. قال: ومنه قيل شَوَّرَ
به، أي كأنه أبدى عورته. ويقال: أبدى الله شَوارَهُ، أي عورته.
والشَوارُ والشارَةُ: اللِباس والهيئة. قال زهير: مُقْوَرَّةٌ تتبارى
لا شَوارَ لها * إلا القُطوعُ على الا جواز والورك (1) - والمشارة:
الدبرة التى في المزرعة. وشُرْتُ الدابة شَوْراً: عرضتها على البيع،
أقبلْتُ بها وأدبرْت. والمكان الذي تعرض فيه الدواب: مِشْوارٌ. يقال: "
إياك والخُطَبَ فإنها: مشوار كثير العثار ". والقعقاع بن شور: رجل من
بنى عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة.
_________
(1) مقورة: أي ضامرة، يعنى القلص. تتبارى: يعارض بعضها بعضا في السير.
والشوار: المتاع. والقطوع: الطنافس التى يوطأ بها الرحل. والورك: جمع
وراك، وهو نطع، أو ثوب يشد على مورك الرحل ثم يثنى فيدخل فضله تحت
الرحل، ليستريح بذلك الراكب.
(2/704)
واشتارت الإبل. إذا سمنتْ بعض السِمَن.
يقال: جاءت الإبل شِياراً، أي سماناً حِساناً. وقد شارَ الفرسُ، أي
سَمِنَ وحَسُنَ. وفرسٌ شَيِّرٌ، وخيل شيار، مثل جيد وجياد. قال عمرو بن
معدى كرب: أعباس لو كانت شيارا جيادنا * بتثليث ما ناصبت بعدى الاحامسا
- وكانت العرب تسمى يوم السبت: شيارا. والمشعورة: الشورى. وكذلك
المَشُورَةُ بضم الشين. تقول منه: شاورْتُهُ في الأمر واسْتَشَرْتُهُ،
بمعنىً. أبو عمرو: المُسْتَشيرُ: السمين. وقد اسْتَشارَ البعيرُ مثل
اشْتارَ، أي سمن. وأما قول الراجز: أفز عنها كل مستشير * وكل بكر داعر
مئشير - فإن الاموى يقول: المستشير الفحل الذى يعرف الحائل من غيرها.
وشورت الرجل فتشور، أي أخجلته فخجل. وشورإليه بيده، أي أشار. عن ابن
السكيت. ورجل حسن الصورة والشُورةِ، وإنه لصَيِّرٌ شَيِّرٌ، أي حسن
الصورة والشارَةِ، وهي الهيئة، عن الفراء.
(2/705)
وفلان خير شير، أي يصلح للمشاورة.
[شهر] الشَهْرُ: واحد الشُهورِ. وقد
أَشْهَرْنا، أي أتى علينا شَهْرٌ. قال الشاعر: ما زِلْتُ مُذْ أَشْهَرَ
السُفّارُ أَنْظُرُهُمْ * مثلَ انتظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ -
ابن السكيت: أَشْهَرْنا في هذا المكان: أقمنا فيه شهراً. وقال ثعلب:
أَشْهَرْنا: دخلنا في الشَهْرِ. والمُشاهَرَةُ من الشهْر، كالمُعاومَة
من العام. والشُهْرَةُ: وضوح الأمر. تقول منه. شَهَرْتُ الأمر
أَشْهَرُهُ شَهْراً وشُهْرَةً، فاشْتَهَرَ أي وضح. وكذلك شَهَّرْتُهُ
تَشْهيراً. ولفلان فضيلةٌ اشْتَهَرَها الناسُ. وشَهَرَ سفيه يشهره
شهرا، أي سله.
[شهبر] الشَهْبَرَةُ مثل
الشَهْرَبَةُ، وهي العجوز الكبيرة. قال الراجز: رب عجوز من نمير شهبره
* علمتها الانقاض (1) بعد القرقره -.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " الانفاض " بالفاء، تحريف وفى اللسان: الانقاض
بالقاف. وكذلك ذكره الجوهرى في مادة (ن ق ض) ونسب الشعر لشظاظ، وهو لص
من بنى ضبة، وقال: الانقاض والكتيت: أصوات صغار الابل. والقرقرة
والهدير: أصوات مسان الابل.
(2/705)
والجمع الشهابر. وقال:
جمعت منهم عشبا شهابرا
[شهدر] رجل شِهْدارَةٌ، أي فاحشٌ،
بالدال والذال جميعا.
فصل الصاد
[صبر] الصَبْرُ: حَبس النفس عن
الجزع. وقد صَبَر فلانٌ عند المصيبة يَصْبِرُ صَبْراً. وصَبَرْتُهُ
أنا: حبسْته. قال الله تعالى:
(واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدْعونَ رَبَّهُمْ) *. قال عنترة
يذكر حرباً كان فيها: فصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً * ترسوا إذا نفس
الجبان تطلع - يقول: حبست نفسا صابرة. وفى حديث النبي صلى الله عليه
وسلم في رجل أمسك رجلا وقتله آخر، قال: " اقتلوا القاتل واصبروا الصابر
" أي احبسوا الذى حبسه للموت حتى يموت. وصبرت الرجل، إذا حَلَّفْتَهُ
صَبْراً أو قتلْتَه صَبْراً. يقال: قُتِل فلان صَبْراً وحَلَفَ
صَبْراً، إذا حُبِسَ على القتل حتى يُقْتَلَ أو على اليمن حتى يحلف.
وكذلك أَصْبَرْتُ الرجل بالألف. والمَصْبورَةُ، هي اليمين.
(2/706)
والمصبورة التى نهى عنها، هي المحبوسة على
الموت. وكلُّ ذي روحٍ يُصْبَرُ حيّاً ثم يرمى حتى يقتل فقد قتل صبرا.
والتَصَبُّرُ: تكلُّف الصَبْرِ. وتقول: اصْطَبَرْتُ، ولا يقال
اطَّبَرْتُ، لأن الصاد لا تدغم في الطاء. فإن أردت الإدغام قلبت الطاء
صاداً وقلت: اصَّبَرْتُ. والصَبيرُ: الكفيلُ. تقول منه: صَبَرْتُ
أَصْبُرُ بالضم صَبْراً وصَبارَةً، أي كَفَلْتُ به. تقول منه:
اصْبُرْني يا رجلُ، أي أعطني كفيلاً. والصَبيرُ: السحاب الأبيض لا يكاد
يُمطر. قال الشاعر (1) : يَروحُ إليهمُ عَكَرٌ تَراغى * كأنَّ
دَوِيَّها رَعْدُ الصَبيرِ - وقال الأصمعي: الصَبِيرُ السحاب الأبيض
الذي يُصْبَرُ بعضه فوق بعض درجا. وقال يصف جيشا: ككرفئة الغيث ذات
الصبير (2)
_________
(1) رشيد بن رميض العنزي.
(2) قال ابن برى: يحتمل أن يكون صدرا لبت عامر بن جوين الطائى من
أبيات: وجارية من بنات الملو * ك قعقعت بالخيل خلخالها - ككرفئة الغيث
ذات الصب * - بير تأتى السحاب وتأتالها -
(2/706)
والجمع صبر. والصبر، بكسر الباء: هذا
الدواء المر. ولا يسكَّن إلا في ضرورة الشعر. قال الراجز:
أمر من صبر ومقر وحظظ (1) * يعقوب عن الفراء: الاصبار: السحائبُ
البيضُ، الواحد صِبْرٌ وصُبْرٌ بالكسر والضم. وأَصْبارُ الإناء:
جوانبه. يقال: أخذها بأَصْبارِها، أي تامَّة بجميعها، الواحد صُبْرٌ
بالضم. وأدهقْت الكأس إلى أصبارها وأصمارها، أي إلى رأسها. قال
الأصمعي: إذا لقي الرجل الشدَّة بكمالها قيل: لقيّها بأَصْبارِها.
والصبر أيضا: بطن من غسان. قال الاخطل: تسأله الصبر من غسان إذ حضروا *
والحزن كيف قراه الغلمة الجشر (2) - ويروى: " فسائل الصبر من غسان إذ
حضروا والحزن " بالفتح، لانه قال بعده: يعرفونك رأس ابن الحباب وقد *
أمسى وللسيف في خيشومه أثر - يعنى عمير بن الحباب السلمى، لانه قتل
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده " أمر " أي بالنصب. وقبله:
أرقش ظمآن إذا عصر لفظ
(2) في اللسان: " كيف قراك ". والصبر والحزن: قبيلتان. عن اللسان.
(2/707)
وحمل رأسه إلى قبائل غسان، وكان لا يبالي
بهم ويقول: ليسوا بشئ، إنما هم جشر. والصُبْرُ أيضاً: قلْب البُصْر،
وهو حرف الشئ وغلظه. والصبر أيضا: الأرض التي فيها حصباء وليست بغليظة.
ومنه قيل للحَرَّةِ: " أمُّ صبار " بتشديد الباء. ويقال: وقع القوم في
أُمِّ صَبُّورٍ، أي في أمر شديد. وصبارة الشتاء، بتشديد الراء: شدة
برده: والصُبْرَةُ: واحدة صُبَرِ الطعام. تقول: اشتريت الشئ صبرة، أي
بلا وزنٍ ولا كيلٍ. والصُبارةُ: الحجارةُ. قال الشاعر (1) : مَنْ
مُبْلِغٌ عَمْراً بأنَّ المَرْءَ لم يُخْلَقْ صُبارَهْ ويروى: " صَبارة
" بالفتح، وهو جمع صَبارٍ بالفتح، والهاء داخلة لجمع الجمع، لأن
الصَبارَ (2) جمع صَبْرَةٍ، وهي حجارة شديدة. قال الأعشى: كأن ترنم
الهاجات فيها * قبيل الصبح أصوات الصبار -
_________
(1) هو عمرو بن ملقط.
(2) قال في القاموس مادة (صبر) : أما قول الجوهرى: الصبار جمع صبرة وهى
الحجارة الشديدة قال الاعشى قبيل الصبح أصوات الصبار، فغلط، والصواب في
اللغة والبيت: الصيار بالكسر والياء، وهو صوت الصنج. والبيت ليس
للاعشى. ورد عليه شارحه وصحح كلام الجوهرى، ونسبة البيت للاعشى.
(2/707)
الهاجات: الضفادع. شبّه نقيقها بأصوات وقع
الحجارة. والصنبور: النخلة تبقى منفردة ويَدِقُّ أسفلُها ويتقشَّر.
يقال: صَنْبَرَ أسفلُ النخلة. والصُنْبورُ: الرجل الفردُ لا ولد له ولا
أخ. والصُنْبورُ: مَثْعَبُ الحوضِ خاصّةً، حكاه أبو عبيد وأنشد:
ما بين صنبور إلا الازاء * والصنبور: قصبة تكون في الإداوَةِ من حديدٍ
أو رصاص يشرب منها. والصنوبر: شجر، ويقال ثمره. وصنابر الشتاء: شدّة
بردِه، وكذلك الصِنَّبِرُ بتشديد النون والكسر الباء. قال طرفة:
بِجِفانٍ تَعْتَري مَجْلِسَنا * وسَديفٍ حين هاج الصِنَّبِرْ -
والصِنَّبْرُ بتسكين الباء: يوم من أيام العجوز، ويحتمل أن يكونا
بمعنىً، وإنَّما حركت الباء للضرورة.
[صحر] الصَحْراءُ: البريَّةُ، وهي
غير مصروفة وإن لم تكن صفة، وإنما لم تصرف للتأنيث ولزوم حرف التأنيث
له. وكذلك القول في بشرى. تقول: صحراء واسعة، ولا تقل صحراءة فتدخل
تأنيثا على تأنيث. والجمع الصحارى والصحراوات،
(2/708)
وكذلك جمع كل فعلاء إذا لم تكن مؤنث أفعل،
مثل عذراء، وخبراء، وورقاء اسم رجل. وأصل الصَحارى صَحارِيُّ بالتشديد،
وقد جاء ذلك في الشعر، لانك إذا جمعت صحراء أدخلت بين الحاء والراء
ألفا وكسرت الراء كما يكسر ما بعد ألف الجمع في كل موضع، نحو مساجد
وجعافر، فتنقلب الالف الاولى التى بعد الراء ياء للكسرة التى قبلها،
وتنقلب الالف الثانية التى للتأنيث أيضا ياء فتدغم، ثم حذفوا الياء
الاولى وأبدلوا من الثانية ألفا فقالوا صحارى بفتح الراء لتسلم الالف
من الحذف عند التنوين. وإنما فعلوا ذلك ليفرقوا بين الياء المنقبلة من
الالف للتأنيث وبين الياء المنقلبة من الالف التى ليست للتأنيث، نحو
ألف مرمى إذ قالوا مرامي ومغازى. وبعض العرب لا يحذف الياء الاولى ولكن
يحذف الثانية فيقول: الصحارى بكسر الراء، وهذه صحار، كما تقول جوار.
وأصحر الرجل، أي خَرجَ إلى الصَحْراء. والصُحْرَةُ بالضم: جَوْبَةٌ
تنجاب وسط الحرة، والجمع صحر. قال أبو ذؤيب يصف مزمارا: سبى من
يَراعَتِهِ نَفاهُ * أتِيٌّ مَدَّهُ صحر ولوب -
(2/708)
قوله: سبى، أي غريب. واليراعة ههنا:
الاجمة. والصحرة لون الأَصْحَرِ، وهو الذي في رأسه شُقْرَةٌ. وحمارٌ
أَصْحَرُ: فيه حمرةٌ. وأتانٌ صَحْراءُ. واصْحَارَّ النبتُ اصْحيراراً،
أي هاج. ويقال: لقيته صَحْرَةً بَحْرَةً، وهي غير مُجْراةٍ، إذا رأيتَه
وليس بينك وبينه ساتِرٌ. والمُصاحِرُ: الذي يقاتل قِرنه في الصحراء ولا
يخاتله. والصَحيرَةُ: اللبن الذي يُلْقى فيه الرَضْف حتَّى يَغْلِيَ ثم
يصبُّ عليه السمن فيُشْرَب. وربَّما ذُرَّ عليه الدقيق فيتحسى. تقول
منه. صحرت اللبن أصحره صحرا. وقال أبو الغوث: هي الصحيرة من الصحر،
كالفهيرة من الفهر. وصحار بالضم: قصبة عمان مما يلى الجبل. وتؤام:
قصبتها مما يلى الساحل. وصحار: اسم رجل من عبد القيس. وقولهم في المثل:
" مالى ذنب إلا ذنب صحر "، وهو اسم امرأة عوقبت على الاحسان، وهى أخت
لقمان بن عاد.
[صخر] الصَخرُ: الحجارة العظام، وهي
الصخور.
(2/709)
يقال صخر وصخر بالتحريك، عن يعقوب. الواحدة
صخرة وصخرة. وصخر بن عمرو بن الشريد: أخو خنساء. والصاخرة إنإء من خزف.
[صدر] الصَدْرُ: واحد الصُدورِ، وهو
مذكر. وإنَّما قال الأعشى: ويَشْرَقُ (1) بالقول الذى قد أذعته * كما
شَرِقَتْ صَدْرُ القَناةِ من الدَمِ - فأنَّثَه على المعنى لأنَّ صدر
القناة من القناة. وهذا كقولهم: ذهبت بعض أصابعه، لانهم يؤنثون الاسم
المضاف إلى المؤنث. وصدر كل شئ: أوله. وصدر السهم: ما جاز من وسطه إلى
مستدَقِّه وسمِّي بذلك لأنه المتقدِّم إذا رمى. والصدر: الطائفة من
الشئ. والصُدْرَةُ من الإنسان: ما أشرف من أعلى صَدْرِهِ، ومنه
الصُدْرَةُ التي تلبس. والمصدورُ: ألذي يشتكي صَدْرَهُ. وطريق صادِرٌ،
أي يَصْدُرُ بأهله عن الماء. والصِدارُ، بكسر الصادِ: قميصٌ صغير يلي
الجسد، وفي المثل: " كل ذات صِدارٍ خالة "،
_________
(1) في اللسان: " وتشرق ".
(90 - صحاح - 2)
(2/709)
أي من حق الرجل أن يغار على كلِّ امرأة كما
يغار على حُرَمه. والصِدارُ: سِمَةٌ على صَدْرِ البعير. والصَدَرُ
بالتحريك: الاسم من قولك: صَدَرْتُ عن الماء وعن البلاد. وفي المثل: "
تركتُه على مثل ليلة الصَدَرِ "، يعني حين صَدَرَ الناسُ من حَجِّهِمْ.
والصَدْرُ بالتسكين المَصْدَرُ. قال الشاعر (1) : وليلةٍ قد جَعَلْتُ
الصبحَ مَوْعِدَها * صَدْرَ المَطِيَّةِ حتَّى تعرف السدفا (2) - قال
أبو عبيد: قوله صَدْرَ المطية، مصدر من قولك: صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً.
وأَصْدَرْتُهُ فصَدَرَ، أي رَجَعْتُهُ فرجع. والموضعُ مَصْدَرٌ، ومنه
مَصادِرُ الأفعال. وصادَرَهُ على كذا. وصَدَّرَ الفرسُ، أي برز بصدره
وسبق: قال طفيل (3) يصف الفرس: كأنه بعد ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ *
سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبُلولُ - ويروى: " صُدِّرْنَ " على ما
لم يسمَّ فاعلُه،
_________
(1) هو ابن مقبل.
(2) في اللسان: مادة (رأس) : " بصدرة العنس " وصدرتها: ما أشرف من أعلى
صدرها. والسدف: الضوء.
(3) الغنوى.
(2/710)
أي ابتلت صدورهن بالعرق، الاول أجود.
والعَرَقُ: الصفُّ من الخيل. وصَدَّرَ كتابه: جعل له صَدْراً.
وصَدَّرَهُ في المجلس فَتَصَدَّرَ. والمُصَدَّرُ: الشديد الصَدْرِ.
ويقال للأسد: المُصَدَّرُ. والتَصْديرُ: الحزامُ، وهو في صَدْرِ
البعير، والحقب عند الثيل.
[صرر] الصَرَّةُ: الضَجَّةُ
والصيحةُ. والصَرَّةُ: الجماعةُ. والصَرَّةُ: الشدةُ مِن كرْبٍ وغيره.
وقول امرئ القيس: فألحقه (1) بالهاديات ودونه * جواحرها في صرة لم تزيل
- يحتمل هذه الوجوه الثلاثة. وصرة القيظ: شدة حره. والصِرارُ: الأماكن
المرتفعة لا يعلوها الماء. وصرار: اسم جبل. وقال جرير: إن الفرزدق لا
يزايل (2) لؤمه * حتى يزول عن الطريق صرار -
_________
(1) " فألحقه " هي رواية الخطيب. والهاء يحتمل أن تكون للفرس، وأن تكون
للغلام في قوله: يزل الغلام. ومن روى: " فألحقنا " أن هذا الفرس بأوائل
الوحش، ويدع متخلفاته ثقة بشدة جريه، وقوة عدوه.
(2) في ديوانه: " لا يزاول ".
(2/710)
والصرة للدراهم. وصررت الصرة: شدَدْتها.
ابن السكيت: صَرَّ الفرسُ أذنَيه: ضمَّهما إلى رأسه. قال: فإذا لم
يوقِعوا (1) قالوا: أَصَرَّ الفرس بالألف. وحافرٌ مَصْرورٌ، أي ضيِّقٌ
مقبوضٌ. وصَرَرْتُ الناقة: شدَدْت عليها الصِرارَ، وهو خيط يُشَدُّ فوق
الخِلْفِ والتَوْدِيَةِ لئلا يرضعَها ولدها. والصر بالسكر: برد يضرب
النباتَ والحَرْثَ. ويقال: رجلٌ صَرُورَةٌ، للذي لم يحجَّ. وكذلك رجل
صارُورَةٌ: وصَرُورِيٌّ. وحكى الفراء عن بعض العرب قال: رأيت قوماً
صَراراً بالفتح، واحدهم صَرارَةٌ. قال يعقوب: والصَرورَةُ في شعر
النابغة (2) : الذى لم يأتِ النساءَ، كأنّه أَصَرَّ على تركهن. وفي
الحديث: " لا صَرورَةَ في الإسلام ". وامرأةٌ صَرورَةٌ: لم تَحُجَّ.
والصَرارِيُّ: الملاَّح، والجمع الصراريون. قال العجاج:
_________
(1) المراد بالايقاع تعدية الفعل.
(2) هو قوله: لو أنَّها عَرَضت لأشمطَ راهبٍ * يخشى الاله صرورة متعبد
-
(2/711)
* جذب الصراريين بالكرور (1) * ويقال
للملاح أيضا: الصارى، مثل القاضى، نذكره في المعتل. والصارة: الحاجة.
يقال: لى قِبَلَ فلان صارَّةٌ. وقولهم: صارَّهُ على الشئ، أي أكرهه.
والصارة: العطشُ. يقال: قَصَعَ الحمارُ صَارَّتَهُ، إذا شرِب الماءَ
فذهب عطشُه. قال أبو عمرو: وجمعُها صَرائِرُ. وأنشَدَ لذي الرمَّةَ:
فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها * وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ
ولا هيمٌ - وعيبَ ذلك على أبي عمروٍ وقيل: إنَّما الصَرَائِرُ جمع
صَريرَةٍ، وأما الصارَّةُ فجمعها صَوَارٌّ. وصَرَّارُ الليل:
الجُدْجُدُ، وهو أكبر من الجُنْدُبِ، وبعض العرب يسمِّيهِ الصَدى.
وصَرَّ القلمُ والبابُ يَصِرُّ صَريراً، أي صَوَّتَ. ويقال: درهمٌ
صَِرِّيٌّ، للذي له صوت إذا نُقِدَ. وقولهم في اليمين: هي مني صِرَّى،
مثال الشِعْرى، أي عزيمةٌ وجِدٌّ. وهي مشتقّة من أَصْرَرْتُ على الشئ،
أي أقمت ودمت. قال أبو سمال الاسدي، وقد ضلت ناقته: ايمنك لئن لم تردها
على لا عبدتك! فأصاب ناقته
_________
(1) قبله:
لايا يثانيه عن الحؤور:
(2/711)
وقد تعلق زمامها بعوسجة، فأخذها وقال: علم
ربى أنها منى صرى. وحكى يعقوب: أصِرِّي وأصِرَّى، وصِرِّي وصِرَّى. وقد
اختُلِف عنه. واصْطَرَّ الحافرُ، أي ضاق. قال الراجز (1) :
ليس بمصطر ولا فرشاح (2) * وصر الجندب صريرا، وصَرْصَرَ الأخطبُ
صَرْصَرَةً. كأنَّهم قدَّروا في صوت الجندب المدّ وفي صوت الأخطب
الترجيعَ فحكوه على ذلك. وكذلك الصقر والبازى. وأنشد الاصمعي (3) :
ذاكم (4) سوادة يجلو مقلتي لحم * باز يصرصر فوق المرقب العالي - وصرصر:
اسم نهر بالعراق. وريح صرصر، أي باردة. ويقال أصلها صَرَّرٌ من
الصَرِّ، فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل، كقولهم: كبكبوا، أصله
كببوا، وتجفجف الثوب، أصله تجفف. والصَرْصَرانيُّ: واحد
الصَرْصَرانِيَّاتِ، وهي الإبل بين البَخاتِيِّ والعِرابِ، ويقال: هي
الفوالج.
_________
(1) هو أبو النجم العجلى.
(2) وقبله:
بكل وأب للحصى رضاح
(3) لجرير يرثى ابنه سوادة.
(4) في ديوانه: " لكن ".
(2/712)
والصرصرانى: ضرب من سمك البحر (1) .
والصَراصِرَةُ: نَبَطُ الشامِ. والصُرْصورُ، مثل الجُرْجورِ. وهي
العظامُ من الابل.
[صعر] الصَعَرُ: الميل في الخَدِّ
خاصةً. وقد صَعَّرَ خَدَّه وَصاعَرَهُ، أي أماله من الكبر. ومنه قوله
تعالى:
(ولا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للناسِ) *. وقال الشاعر (2) : وكُنَّا إذا
الجبار صَعَّرَ خَدَّهُ * أقمنا له من دَرْئِهِ (3) فتَقَوَّما - وفي
الحديث: " ليس فيه إلا أَصْعَرُ أو أَبْتَرُ "، أي ليس فيه إلاَّ ذاهبٌ
بنفسه أو ذليلٌ. وربَّما كان الإنسانُ والظليم أَصْعَرَ، خِلْقةً. وقول
الراجز:
وقد قَرَبْنَ قَرَباً مصعرا (4) * يعنى شديدا. والصمعر: الشديد، والميم
زائدة، يقال رجل صمعرى. والصمعرة: الارض الغليظة.
_________
(1) أملس الجسم ضخم.
(2) المتلمس.
(3) يروى: " من خده ".
(4) بعده:
إذا الهدان حار واسبكرا:
(2/712)
وثعلبة بن صعير المازنى (1) . والصيعرية:
اعتراض في السَيْرِ، وهو من الصَعَرِ. والصَيْعَرِيَّةُ: سِمَةٌ في
عُنق البعير. قال الشاعر (2) : وقد أَتَناسى الهَمَّ عند احْتِضارِهِ *
بناجٍ عليه الصَيْعَرِيَّةُ مُكْدَمِ - والصُعْرورُ: قِطعة من الصمغ
فيها طولٌ والتواء. وقال أبو عمرو: الصَعاريرُ ما جَمَدَ من اللثى.
وصعررت الشئ فتصعرر، أي استدار. قال الراجز. * سودٌ كحَبِّ الفلفل
المصعرر (3)
[صعبر] الصَعْبَرُ: شجر بمنزلة
السِدْرِ، وكذلك الصنعبر.
[صعفر] اصْعَنْفَرَتِ الحُمُرُ:
ابْذَعَرَّتْ، وصَعْفَرَها الخوف. قال الراجز يصف الرامى والحمر:
فلم يصب واصعنفرت جوافلا * ويروى: " واسحنفرت ".
_________
(1) أحد الشعراء الجاهليين القدماء.
(2) المسيب بن علس، كما في اللسان.
(3) في اللسان:
يبعرن مثل الفلفل المصعرر:
(2/713)
[صغر]
الصِغَرُ: ضد الكِبَر. وقد صغر الشئ، وهو صغيرة وصغار بالضم.
وأَصْغَرَهُ غيرُهُ، وصَغَّرَهُ تَصْغيراً. وأصغرت القربة: خرزتها
صغيرة. قال الراجز: شلت يدا فارية فرتها * لو كانت الساقى أصغرتها (1)
- واستصغره: عَدَّهُ صَغيراً. وتَصاغَرَتْ إليه نفسه: تحاقَرَتْ. وقد
جُمع الصَغيرُ في الشِعر على صُغَراءَ وأنشد أبو عمرو: فلِلْكُبَراءِ
أَكْلٌ حيث شاءُوا * وللصُغَراءِ أَكْلٌ واقْتِثامُ - والصُغْرى: تأنيث
الأَصْغَرِ، والجمع الصُغَرُ. قال سيبويه: لا يقال نِسوةٌ صُغَرٌ، ولا
قومٌ أَصاغِرُ، إلاَّ بالألف واللام. قال: وسمعنا العرب تقول
الأَصاغِرُ، وإنْ شئت قلت الأَصْغَرونَ. والصَغارُ بالفتح: الذُلُّ
والضَيمُ، وكذلك الصُغْر بالضم. والمصدر الصَغَرُ بالتحريك. وقد صَغِرَ
الرجل بالكسر يَصْغَرُ صَغَراً. يقال: قم على صَغَرِكَ وصُغْرِكَ.
والصاغر: الراضي بالضيم.
_________
(1) في اللسان:
لو خافت النزع لاصغرتها
(2/713)
والمصغوراء: الصغار. وأرضٌ مُصْغِرَةٌ:
نَبْتُها صَغيرٌ لم يطل، عن ابن السكيت.
[صفر] الصُفْرَةُ: لون الأَصْفَرِ.
وقد اصفر الشئ، واصفار، وصفره غيره. وأهلك النِساء الأصفران: الذهبُ
والزعفرانُ، ويقال: الوَرْسُ والزعفرانُ. وفرسٌ أَصْفَرُ، وهو الذي
يسمَّى بالفارسية " زَرْدَهْ ". قال الأصمعي: ولا يسمَّى أَصْفَرَ حتى
يصفر ذنبه وعرفه. وبنو الاصفر: الروم. وربما سَمَّتِ العرب الأسودَ
أَصْفَرَ. قال الأعشى: تلك خَيْلي منه وتلك رِكابي * هُنَّ صُفْرٌ
أولادُها كالزَبيبِ - ويقال: إنَّه لفي صُفْرَةٍ للذي يعتريه الجنون،
إذا كان في أَيامٍ يزول فيها عقلُه، لأنَّهم كانوا يمسحونه بشئ من
الزعفران. والصُفْرُ بالضم: الذي تُعمَل منه الأواني. وأبو عبيدة
يقوله: بالكسر. والصِفْرُ أيضاً: الخالي. يقال: بيتٌ صِفْرٌ من المتاع،
ورجلٌ صِفْرُ اليدين وفي الحديث: " إنَّ أَصْفَرَ البيوت من الخير
البيتُ الصِفْرُ من كتاب الله ".
(2/714)
وقد صفر بالكسر. وأَصْفَرَ الرجل فهو
مُصْفِرٌ، أي افتقر. والصَفاريتُ: الفُقَراءُ، الواحد صِفْريتٌ قال ذو
الرمة:
ولا خورٍ صَفاريتُ (1) * والتاء زائدة. وصَفَرٌ: الشهرُ بعد المحرم.
والجمع أَصْفارٌ. وقال ابن دريد: الصَفَرانِ شهران من السنة، سمِّي
أحدهما في الإسلام المحرَّمَ. والصَفَريُّ في النِتاجِ بعد القَيْظيِّ.
والصفريَّةُ: نبات يكون في أول الخريف. والصَفَرِيُّ: المطر يأتي في
ذلك الوقت. والصَفَرُ فيما تزعم العرب: حَيَّةٌ في البطن تعضُّ الإنسان
إذا جاع، واللذعُ الذي يجده عند الجوع من عضه. قال أعشى باهلة يرى يرثى
أخاه: لا يتأرى لما في القِدْرِ يرَقُبُهُ * ولا يعض على شرسوفه الصفر
- وفى الحديث: " لا صفر ولا هامة ". وقولهم: لا يلتاط هذا بصَفَري، أي
لا يلْزَقُ بي ولا تقبلُه نفسي. والصَفَرُ أيضا: مصدر قولك صفر الشئ
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده: ولا خور - يعنى بالجر - والبيت بكماله:
بفتية كسيوف الهند لا ورع * من الشباب ولا خور صفاريت -
(2/714)
بالكسر، أي خلا. يقال: نعوذ بالله من
صَفَرِ الإناء (1) . يعنون به هلاك المواشي. وصَفَرِ الطائر يَصْفِرُ
صفيراً، أي مَكا. ومنه قولهم: " أجبن من صافر " و " أصفر من بلبل ".
والنسر يصفر. وقولهم: ما بها صافِرٌ، أي أحد. وحكى الفراء عن بعضهم
قال: كان في كلامه صُفارٌ بالضم، يريد صفيرا. والصفارية (2) : طائر.
والصفار بالفتح: يَبيسُ البُهْمى. والصُفارُ بالضم: اجتماعُ الماء
الأَصْفَرِ في البطن. يعالج بقَطْعِ النائط، وهو عرقٌ في الصلب. قال
الراجز:
قضب الطيب نائِطَ المَصْفورِ (3) * وقولهم في الشتم: " فلان مُصَفِّرُ
اسْتِهِ "، وهو من الصَفيرِ لا من الصُفْرَةِ (4) ، أي ضَرَّاطٌ.
والصَفْراءُ: القوسُ. والصَفْرَاءُ: نبتٌ. والصفرية، بالضم: صنف من
الخوارج،
_________
(1) في اللسان " نعوذ بالله من قرع الفناء، وصفر الاناء ".
(2) بتخفيف الياء وتشديدها.
(3) قبله:
وبج كل عاند نعور
(4) وقيل من الصفرة، يعنون أنه مأبون، يزعفر استه.
(2/715)
نسبوا إلى زياد بن الاصفر رئيسهم. وزعم قوم
أن الذى نسبوا إليه هو عبد الله بن الصفار، وأنهم الصفرية بكسر الصاد.
[صقر] الصَقْرُ: الطائر الذي يصاد
به. والصَقْرُ أيضاً: اللبن الشديد الحموضة. يقال: جاءنا بصَقْرَةٍ
تَزوي الوجه، كما يقال: بصربة. حكاهما الكسائي. والصقر أيضاً: الدِبْسُ
عند أهل المدينة. يقال: رُطَبٌ صقْرٌ، للذي يصلُح للدبس. والمصقر من
الرطب: المصلب يصب عليه الدبس ليلين. وربما بماء جاء بالسين، لانهم
كثيرا ما يقلبون الصاد سينا إذا كان في الكلمة قاف، أو طاء أو غين، أو
خاء: مثل الصدغ، والصماخ، والصراط، والبصاق. أبو عمرو: الصاقورُ:
الفأسُ العظيمة التي لها رأس واحدٌ دقيقٌ تكسر به الحجارة، وهو المعول
أيضا. والاصمعى مثله. وقد صَقرْتُ الحجارةَ صقْراً، إذا كسرتَها
بالصاقور. والصَقْرُ والصَقْرَةُ: شِدَّة وقع الشمس. يقال: صقَرَتْهُ
الشمس. قال الشاعر ذو الرمة: إذا ذابَتِ الشمسُ اتَّقَى صقَراتِها *
بأَفْنان مَرْبوعِ الصريمة معبل -
(2/715)
|