الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية باب السين:
فصل الالف
[أبس] الأصمعي: أَبَّسْتُ به
تَأْبيساً، أي ذَلَّلْتُهُ وحقّرته، وكسَّرته. قال الشاعر (1) : إنْ
تَكُ جُلْمودَ بِصْر لا أُؤَبَّسُهُ * أُوقِدَ عليه فأَحْميهِ
فَيَنْصَدِعُ (2) * قال: وأبَسْت به أَبساً مثلُه. وأنشد للعجَّاج:
أُسودُ هَيْجا لم تُرَم بِأَبْسِ (3) * والأَبْسُ أيضاً: المكان الخشن،
مثل الشأز. قال الراجز (4) : يتركن في كل مناخ أبس * كل جنين مشعر في
غرس (5) * ويروى: " مناخ إنس " بالنون والاضافة، أي في كل منزل ينزله
الناس.
_________
(1) هو عباس بن مرداس يخاطب خفاف بن ندبة.
(2) في اللسان: " جلمود صخر ". وبعده: السلم تأخذ منها ما رضيت به *
والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
(3) في اللسان:
وليث غاب لم يرم بأبس
(4) هو منظور بن مرثد الاسدي.
(5) في اللسان: " في الغرس ".
(3/903)
والتأبس: التغيُّر. ومنه قول المتلمس:
تُطيفُ به الايام ما يتأبس (1)
[أرس (2) ] الأريس: الذَرَّاع (3) ،
وجمعه أرارسة. قال: إذا فارقتكُمْ عبدُ وُدٍّ فلَيْتَكُمْ * أرارسةٌ
ترعَون دينَ الأعاجم
[أسس] الأُسُّ: أصل البِناء، وكذلك
الأساسُ، والأَسَسُ مقصورٌ منه. وجمع الأُسِّ إساسٌ مثل عُسّ وعِساسٍ،
وجمع الأَساسِ أُسُس مثل قَذالٍ وقُذُلٍ، وجمع الأَسَسِ آساسٌ مثل سببٍ
وأسبابٍ. وقد أَسَّسْتُ البناء تأسيسا. وقولهم: كان ذلك على أُسِّ
الدهر، وأَسِّ الدهر وإسِّ الدهر، ثلاث لغاتٍ، أي على قدم الدهر ووجه
الدهر. والتَأْسيسُ في القافية هو الألف التى ليس
_________
(1) صدره:
ألم تر أن الجو أصبح راسيا
(2) هذه المادة أثبتت في المطبوعة الاولى في الهامش. وهى من مواد
الصحاح كما يفهم من تصرف صاحب القاموس.
(3) في الاصل: " الارس: الذراع " وهو تحريف.
(3/903)
بينها وبين حرف الرويِّ إلاَّ حرفٌ واحدٌ،
كقول الشاعر (1) : كِليني لَهَمٍ يا أُمَيْمَةُ ناصب * وليل أقاسيه بطئ
الكواكب * فلا بد من هذه الالف إلى آخر القصيدة. وأَسَّ الشاةَ
يَؤُسُّهاَ أَسّاً، أي زجرها وقال لها: إسْ إسْ.
[ألس] الأَلْسُ: الخيانةُ. وقد
أَلَسَ يَأْلِسُ بالكسر أَلْساً. ومنه قولهم: " لا يُدالِسُ ولا
يُؤَالِسُ ". والأَلْسُ أيضاً: اختلاط العقل. وقد أُلِسَ الرجلُ فهو
مَأْلوسٌ، أي مجنون. قال الراجز: يتبعن مثل العمج المنسوس * أهوج يمشى
مشية المألوس * يقال: إنَّ به أَلْساً، أي جنوناً. وضربته فما
تأَلَّسَ، أي ما توجَّعْ. ويقال: ما ذقت ألوسا، أي شيئا. وإلياس: اسم
عجمى (2) ، وقد سمت العرب به، وهو إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن
عدنان.
[أمس] أمْسِ: اسمٌ حرِّك آخره
لالتقاء الساكنين.
_________
(1) النابغة.
(2) جعله ابن دريد في الاشتقاق عربيا في لغتيه، فهو في لغة من يهمزه من
مادة
[ألس] ، وفى لغة من لا يهمزه من
مادة
[يئس] .
(3/904)
واختلفت العرب فيه، فأكثرهم يبنيه على
الكسر معرفةً، ومنهم من يُعربه معرفةً. وكلُّهم يعربه إذا دخل عليه
الألف واللام أو صيَّره نكرة، أو أضافه. تقول: مضى الأَمْسُ المبارك،
ومضى أَمْسُنا، وكلُّ غدٍ صائرٌ أمسا. وقال سيبويه: قد جاء في ضرورة
الشعر مذ أمس بالفتح. وأنشد: لقد رأيت عجبا مذ أمسا * عجائزا مثل
السعالى خمسا * يأكلن ما في رحلهن همسا * لا ترك الله لهن ضرسا * قال:
ولا يصغر أمس كما لا يصغر غدا، والبارحة، وكيف، وأين، ومتى، وأى، وما،
وعند، وأسماء الشهور والاسبوع غير الجمعة.
[أنس] الإِنْسُ: البَشَر، الواحد
إنْسِيٌّ وأَنَسِيٌّ أيضاً بالتحريك، والجمع أَناسِيٌّ. وإنْ شئتَ
جعلته إنساناً ثم جَمَعَتهُ أَناسِيَّ، فتكون الياء عوضاً من النون.
وقال الله تعالى: {وأناسى كثيرا} . وكذلك الاناسية، مثل الصيارفة
والصياقلة. ويقال للمرأة أيضاً إنْسانٌ، ولا يقال إنْسانةُ، والعامة
تقوله. وإنْسانُ العين: المثال الذي يُرى في السواد،
(3/904)
أي سواد العين. ويجمع أيضاً على أناسِيَّ.
قال ذو الرمة يصف إبلاً غارتْ عيونُها من التعب والسير:
أَناسيُّ مَلْحودٌ لها في الحَواجِبِ (1) * ولا يجمع على أناس. وتقدير
إنسان فعلان، وإنما زيد في تصغيره ياء (2) كما زيد في تصغير رجل فقيل:
رويجل. وقال قوم: أصله إنسيان على إفعلان، فحذفت الياء استخفافا، لكثرة
ما يجرى على ألسنتهم، فإذا صغروه ردوها، لان التصغير لا يكثر. واستدلوا
عليه بقول ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إنما سمى إنسانا لانه عهد
إليه فنسى. والاناس: لغة في الناسِ، وهو (3) الأًصل فخفِّف. قال
الشاعر: إنَّ المَنايا يَطَّلِعْ * نَ على الأُناسِ الآمِنينا *
ويقال: كيف ابنُ إنْسِكَ، وإنْسِكَ، يعني نفسه، أي كيف تراني في
مصاحبتي إيّاك. وفلان ابنُ إنْسِ فلان، أي صفيه وخاصته. وهذا خدنى،
وإنسى، وخلصي، وجلسى، كله بالكسر.
_________
(1) صدره:
إذا استوجست آذانها استأنست لها
(2) أي قيل في تصغيره: " أنيسيان ".
(3) أي الاناس.
(3/905)
واستأنست بفلان وتَأَنَّسْتُ به، بمعنىً.
واسْتَأْنَسَ الوحشيُّ، إذا أحسّ إنْسِيّاً. والأنيسُ: المُؤانِسُ،
وكلُّ ما يُؤْنَسُ به. وما بالدار أَنيسٌ، أي أحد. وقول الكميت:
فَيهِنَّ آنِسَةُ الحّديثِ حيية * ليست بفاحشة ولا متفال * أي تأنست
بحديثك. ولم يرد أنّها تُؤْنِسُكَ، لأنَّه لو أراد ذلك لقال مُؤْنِسَة.
وآنَسَتُهُ: أبصرتُهُ. يقال: آنَسْتُ منه رُشْداً، أي عملته. وآنست
الصوت: سمعته. والايناس: خلاف الإيحاشِ، وكذلك التأْنيسُ. وكانت العرب
تسمِّي يومَ الخميس: مؤْنِساً. قال الفراء يونس ويونس ويونس: ثلاث لغات
في اسم رجل. وحكى فيه الهمز أيضا. قال أبو زيد: الإنْسيُّ: الأيسرُ من
كل شئ. وقال الاصمعي: هو الأيمن. وقال: كلُّ اثنين من الإنسانِ مثل
الساعدين والزَنْدين والقدمَين فما أقبل منهما على الإنْسانِ فهو
إْنسِيٌّ، وما أدبر عنه فهو وحشيٌّ. وإنْسِيٌّ القوسِ: ما أقبّلَ عليك
منها. والأَنَسَُ، بالتحريك: الحى المقيمون.
(3/905)
والانس أيضا: لغة في الإنْسِ. وأنشد الأخفش
على هذه اللغة (1) : أَتَوْا ناري فقلتُ مَنونَ أنتم * فقالوا الجِنُّ
قلتُ عِموا ظَلاما * فقلتُ إلى الطعامِ فقال منهم * زعيمٌ: نَحْسُدُ
الأَنَسَ الطَعاما * قال: والإَنَسُ أيضاً: خلاف الوحْشَةِ، وهو مصدر
قولك أَنِسْتُ به بالكسر أَنَساً وأَنَسَةً وفيه لغة أخرى: أَنَسْتُ به
أنسا، مثال كفرت به كفرا.
[أوس] الأَوْسُ: العطاءُ. أبو زيد:
أُسْتُ القومَ أَؤُوسُهُمْ أَوْساً، إذا أعطَيتهم، وكذلك إذا عوَّضتَهم
من شئ. وقال (2) : فلاحشأنك مشقصا * أوسا أويس من الهباله (3) * يعنى
عوضا. والاوس: الذئب، وبه سمى الرجل. وأوس: أبو قبيلة من اليمن، وهو
أوس بن قيلة أخو الخزرج، منهما الانصار، وقيلة أمهما.
_________
(1) لشمر بن الحارث الضبى.
(2) أسماء بنت خارجة.
(3) قبله: في كل يوم من ذؤاله * ضغث يزيد على إباله:
(3/906)
وأويس: اسم للذئب جاء مصغرا، مثل الكميت
واللجين. قال الهذلى: يا ليت شِعْري عنك والأَمْرُ أَمَمْ * ما فَعَلَ
اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ (1) * واستآسه، أي استعاضه. والمستآس:
المستعطى. قال الجعدى: ثلاثة أهلين أفنيتهم * وكان الاله هو مستآسا (2)
* والآسُ: شجرٌ معروف. والآسُ أيضاَ: بقيَّة الرماد في المَوْقِد. وقال
الأصمعيّ: آثار الدارِ وما يُعرف من علاماتها.
[أيس] ابن السكيت: أَيِسْتُ منه
آيَسُ يَأْساً: لغة في يَئِسْتُ منه أَيْأَسُ يَأْساً. ومصدرهما واحد.
وآيَسَني منه فلانٌ، مثل أَيْأَسَني. وكذلك التأييس.
فصل الباء
[بأس] البَأْسُ: العذابُ.
والبَأْسُ: الشدَّة في الحرب.
_________
(1) الاشطار خمسة عشر شطرا في ديوان الهذليين 3: 96 - 97. ولم يعرف هذا
الهذلى.
(2) في المطبوعة الاولى: " المستآس "، صوابه من اللسان ومن ديوانه
المخطوط. وقبله: لبست أناسا فأفنيتهم * وأفنيت بعد أناس أناسا:
(3/906)
تقول منه: بؤس الرجل بالضم يَبْؤُسُ
بَأْساً، إذا كان شديد البأس. حكاه أبو زيد في كتاب الهمز. فهو بئيس
على فعيل، أي شجاعٌ. وعذابٌ بَئيسٌ أيضاً، أي شديد. قال: وبَئِسَ الرجل
يَبْأَسُ بُؤْساً وبَئيساً: اشتدَّت حاجته فهو بائس. وأنشد أبو عمرو:
وبيضاء من أهل المدينة لم تذق * بئيسا ولم تتبع حمولة مجحد (1) * وهو
اسم وضع موضع المصدر. وبئس: كلمة ذم. ونعم: كلمة مدح. تقول: بئس الرجل
زيد، وبئس المرأة هندٌ. وهما فعلان ماضيان لا يتصرَّفان، لأنهما أزيلا
عن موضعهما. فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إذا أصاب نِعْمَةً،
وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إذا أصاب بُؤْساً، فنِقلاً إلى المدح
والذمِّ، فشابها الحروف فلم يتصرفها. وفيهما لغات نذكرها في (نعم) من
باب الميم. والابؤس: جمع بؤس (2) ، من قولهم: يوم بُؤْسٍ ويوم نُعْمٍ.
والابؤس أبضا: الداهية (3) . وفى المثل: " عسى الغوير أبؤسا ".
_________
(1) قال ابن برى: البيت للفرزدق. وصواب إنشاده: " لبيضاء من أهل
المدينة ". وقبله: إذا شئت غناني من العاج قاصف * على معصم ريان لم
يتخدد
(2) ابن برى: الصحيح أن الا بؤس جمع بأس.
(3) ابن برى: صوابه أن يقول: " الدواهي ".
(3/907)
وقد أبأس إبْآساً. قال الكميت: قالوا
أَساَء بَنُو كُرْزٍ فقلت لهم * عَسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإمْرارِ *
ولا تَبْتَئِسْ، أي لا تحزن ولا تَشْتَكِ. والمُبْتَئِسُ: الكارِهُ
والحزينُ. قال حسان ابن ثابت: ما يَقْسِمُ اللهُ أَقْبَلْ (1) غيرَ
مُبْتَئِسٍ * منه وأَقْعُدْ كريما ناعم البال * والبأساء: الشدة. قال
الاخفش: بنى على فعلاء وليس له أفعل لانه اسم، كما قد يجئ أفعل في
الاسماء ليس معه فعلاء، نحو أحمد. والبؤسى: خلاف النعمى.
[بجس] بَجَسْتُ الماء فانْبَجَسَ،
أي فجَّرته فانفجر. وبَجَسَ الماءُ بنفسهُ يَبْجُسُ يتعدَّى ولا
يتعدَّى. وسحائب بُجْسٌ. وانْبَجَسَ الماء وتَبَجَّسَ، أي تفجر.
[بخس] البَخْسُ: الناقص. يقال:
{شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} . وقد بَخَسَهُ حقَّه يبخسه بخسا، إذا
نقصه.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " فاقبل "، صوابه من ديوانه ص 326 واللسان.
(3/907)
يقال للبيع إذا كان قَصْداً: لا بَخْسَ فيه
ولا شَطَط. وفي المثل: " تَحْسَبُها حمقاءَ وهي باخِسٌ ". هكذا جرى
المثل. قال ثعلب: وإن شئت قلت باخسة. والبَخْسُ أيضاً: أرض تُنْبِتُ من
غير سَقْي. قال الأمويّ: يقال بَخَّسَ المُخُّ تَبْخيساً، أي نقص ولم
يَبْقَ إلا في السُلامى والعين، وهو آخر ما يبقَى.
[برس] البرس بالكسر: القطن. قال
الشاعر: ترى اللغام على هاماتها قزعا * كالبرس طيره ضرب الكرابيل (1)
[برنس] البُرْنُسُ: قَلنسُوة طويلة،
وكان النُسَّاكُ يلبسونها في صدر الإسلام. وقد تَبَرْنَسَ الرجل، إذا
لبِسَه. والبرنساء: الناس. وفيه لغات: برنساء مثال عقرباء ممدود غير
مصروف، وبرناساء، وبراساء. قال ابن السكيت: يقال ما أدرى أي برنساء هو،
وأي البَرْنَساءِ هو، أي أي الناس هو.
_________
(1) الكرابيل: جمع كربال: مندف القطن. والقزع: المتفرق قطعا. ويروى: "
ترمى اللغام ".
(3/908)
[برجس]
ناقةٌ بِرْجيسٌ، أي غزيرةٌ. والبِرْجيسُ أيضاً: نجمٌ. قال الفراء: هو
المشترى. حكاه عن الكلبى. والبرجاس: غرض في الهواء يُرْمى به. وأظنُّه
مُوَلَّداً.
[برعس] ناقة برعيس، مثال برجيس.
وربما قالوا: برعس.
[بسس] أبو زيد: البسُّ: السَوْقُ
الليّن. وقد بَسَسْتُ الإِبلَ أَبُسُّها بالضم بَسَّاً. والبَسُّ
أيضاً: اتِّخاذ البَسيسَةِ، وهو أن يُلَتَّ السويقُ أو الدقيقُ أو
الأقِطُ المطحونُ، بالسمن أو بالزيت، ثم يؤكل ولا يطبخ. قال يعقوب: هو
أشد من اللت بللا. قال الراجز: لا تخبزا خبزا وبسا بسا * ولا تطيلا
بمناخ حبسا * وذكر أبو عبيدة أنه لص من غطفان أراد أن يخبز فخاف أن
يعجل عن ذلك، فأكله عجينا. ولم يجعل البس من السوق اللين. والابساس عند
الحلب: أن يقال للناقة: بَِسْ بَسْ. وهو صوَيْتٌ للراعي يسكِّن به
الناقة عند الحلب.
(3/908)
وناقة بسوس، إذا كانت لا تدرُّ إلا على
الإِبْساسِ. وقال أبو عبيد: بَسَسْتُ الإِبِلَ وأَبْسَسْتُ، لغتان، إذا
زجرتها وقلت: بس بس. وفى الحديث: " يخرج قوم من المدينة إلى اليمن
والشأم أو العراق يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ". وبس
عَقارِبَهُ، أي أرسل نمائمه وأذاه. وبَسَسْتُ المالَ في البلاد
فانْبَسَّ، إذا أرسلتَه فتفرَّقَ فيها، مثل بثثته فانبث. والبسوس: اسم
امرأة، وهى خالة جساس ابن مرة الشيباني، كانت لها ناقة يقال لها سراب،
فرآها كليب وائل في حماه وقد كسرت بيض طير كان قد أجاره، فرمى ضرعها
بسهم، فوثب جساس على كليب فقتله، فهاجت حرب بكر وتغلب ابني وائل بسببها
أربعين سنة، حتى ضربت بها العرب المثل في الشؤم، وبها سميت حرب البسوس.
وقال أبو زيد: أبسست بالمعز، إذا أشليتها إلى الماء. والبسبس: القفر.
والترهات البسابس، هي الباطل. وربما قالوا: تزهات البسابس، بالاضافة.
قال الكسائي: يقال: جئ به من حسك وبسك، أي ائْتِ به على كلِّ حال من
حيث شئت.
(3/909)
وقال أبو عمرو: يقال جاء به من حَِسِّهِ
وبَِسِّهِ، أي من جهده. ولأَطْلُبَنَّهُ من حَسِّي وبَِسِّي، أي من
جهدي. وينشد: تَرَكَتْ بَيْتي من الأش * ياءِ قَفْراً مثل أمس * كل شئ
كنت قد جَ * مَّعْتُ من حَسِّي وبسى * والبسباسة: نبت.
[بلس] أَبْلَسَ من رحمة الله، أي
يَئِسَ. ومنه سمِّي إبْليسُ، وكان اسمه عَزازِيلُ. والإِبْلاسُ أيضاً:
الانكسار والحزن. يقال: أَبْلَسَ فلانٌ، إذا سكت غما. قال الراجز (1) :
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا * قال نعم أعرفه وأبلسا * وأبلست الناقة،
إذا لم تَرْغُ من شدّة الضَبَعَةِ، فهي مِبْلاسٌ. والبَلَسُ بالتحريك:
شئ يشبه التين يكثر باليمن. وأهلُ المدينة يسمون المِسْحَ بَلاساً، وهو
فارسيّ معرّب. ومن دعائهم: أرانيك الله على البُلُسِ! بالضم، وهي غرائر
كبارٌ من مسوحٍ يُجعل فيها التين (2) ويُشَهَّرُ عليها مَنْ يُنَكَّلُ
به وينادى عليه.
_________
(1) هو العجاج.
(2) وكذا في اللسان. ولعلها " التين " بالباء الموحدة. 115 - صحاح
(3/909)
[بلعس]
البَلْعَسُ من النوق: الضخمة مع استرخاء فيها.
[بنس] بنست عنه تبنيسا، أي تأخرت.
حكاه جماعة.
[بوس] البوس: التقبيل، فارسي معرب.
وقد باسه يبوسه.
[بهس] بَهْنَسَ وتَبَهْنَسَ، أي
تبختر. وَبَيْهَسٌ: اسمٌ من أسماء الأسد. والبيهسية: صنف من الخوارج،
نسبوا إلى أبى بيهس هيصم بن جابر، أحد بنى سعد بن ضبيعة بن قيس.
[بيس] بيسان: موضع تنسب إليه الخمر.
قال حسان بن ثابت: من خمر بيسان تخيرتها * ترياقة توشك فتر العظام (1)
*
_________
(1) قال ابن برى: الذى في شعره: " تسرع فتر العظام ". قال: وهو الصحيح،
لان أوشك بابه أن يكون بعده أن والفعل. وقبل البيت: نشربها صرفا
وممزوجة * ثم نغنى في بيوت الرخام:
(3/910)
فصل التاء
[ترس] التُرْسُ جمعه تِرَسَةٌ،
وتِراسٌ، وأتْراسٌ، وتُروسٌ. قال يعقوب: ولا تقل أتْرِسَةٌ. ورجلٌ
تارِسٌ: ذو تُرْسٍ. ورجلٌ تَرَّاسٌ: صاحب تُرْسٍ. والتَتَرُّسُ:
التستُّر بالتُرْسِ. وكذلك التَتْريسُ. والمَتْرَسُ: خشبةٌ توضع خَلْفَ
الباب (1) .
[تعس] التَعْسُ: الهلاكُ ; وأصله
الكَبُّ، وهو ضدُّ الانتعاش. وقد تَعَسَ بالغتح يتعس تعسا، وأتعسه
الله. قال مجمّع بن هلال: تَقُولُ وقد أَفْرَدْتُها من حَليلِها *
تَعِسْتَ كما أَتْعَسْتَني يا مُجَمِّعُ * يقال: تَعْساً لفلان، أي
ألزمَه الله هلاكا.
[توس] التُّوسُ: الطبيعة والخيمُ.
يقال: فلانٌ من توسِ صِدْقٍ، أي من أصل صدق.
[تيس] التَيْسُ من المَعْزِ، والجمع
تيوس وأتياس (2)
_________
(1) في اللسان: " وهى المترس بالفارسية ".
(2) وأتيس أيضا.
(3/910)
قال الهذلى (1) : من فوقه أنسر سود وأغربة
* وتحته (2) أعنز كلف وأتياس * والتياس: الذى يمسكه. يقال للذكر من
الظباء أيضاً: تَيْسٌ، وللأنثى: عنزٌ. والمَتْيُوساءُ: التُيوسُ.
ويقال: اسْتَتْيَسَتِ العنزُ، كما يقال: استنوق الجمل. وفى فلان تيسية،
وناس يقولون: تيسوسية وكيفوفية، ولا أدرى ما صحتهما.
فصل الجيم
[جبس] الجِبْسُ: الجبانُ الفَدْمُ.
قال الأصمعي: يقال إنَّه لجِبْسٌ من الرجال، إذا كان عَيَّا.
وتَجَبَّسَ في مشيته، أي تبختر. قال عمر (3) ابن لجأ (4) : تمشى إلى
رواء عاطناتها * تجبس العانس في ريطاتها *
_________
(1) مالك بن خالد الخناعى ديوان الهذليين 3: 2
(2) يروى: " ودونه ".
(3) في المطبوعة الاولى: " عمرو "، صوابه في اللسان.
(4) قال السيرافى: هو لعمران بن خصاف الهجيمى.
(3/911)
[جحس]
الجِحاسُ في القتال، مثل الجِحاش. قال الأصمعي: يقال جاحَسْتُهُ
وجاحَشْتُهُ، إذا زاحمتَه وزاولتَه على الامر. وأنشد (1) : إن عاش قاسى
لك ما أقاسى * من ضربي الهامات واجتباسى (2) * والصقع (3) في يوم الوغى
الجحاس * وقال رؤبة: يوما ترانا (4) في عراك الجحس * ننبو (5) بأجلال
الامور الربس
[جدس] جديس: قبيلة كانت في الدهر
الاول فانقرضت. والجادسة: الارض التى لم تُعْمَرْ ولم تُحْرَثْ. وفي
حديث مُعاذ: " مَنْ كانت له أرضٌ جادِسةٌ وقد عُرِفَتْ له في الجاهلية
حتَّى أسلم فهي لربِّها ".
[جرس] الجَرْسُ والجِرْسُ: الصوتُ
الخفيُّ.
_________
(1) لرجل من بنى فزارة.
(2) في اللسان: " واحتباسي ".
(3) الصقع، بالقاف: الضرب، أو الضرب على الرأس. وفى المطبوعة الاولى: "
الصفع " بالفاء، صوابه في المخطوطة واللسان.
(4) في المطبوعة الاولى: " تراني " صوابه من اللسان.
(5) في المطبوعة الاولى: " تنبو "، تحريف.
(3/911)
ويقال: سمعت جَرْسَ الطير، إذا سمعت صوت
مناقيرها على شئ تأكله. وفي الحديث: " فيسمعون جَرْسَ طير الجنة ". قال
الاصمعي: كنت في مجلس شعبة قال: " فيسمعون جرش طير الجنة " بالشين،
فقلت: " جرس "، فنظر إلى فقال: خذوها عنه فإنه أعلم بهذا منا. وتقول:
أجرس الطائر، إذا سمعت صوت مره. قال الراجز (1) : حتى إذا أجْرَسَ
كُلُّ طائِرِ * قامت تعنظى بك سمع الحاضر * وكذلك أَجْرَسَ الحَلْيُ،
إذا سمعتَ صوت جَرْسِهِ. وقال (2) : تَسْمَعُ لِلْحَلْيِ إذا ما
وَسْوَسا * وارْتَجَّ في أَجْيادِها وأجرسا (3) *
_________
(1) هو جندل بن المثنى الطهوى قال: لقد خشيت أن يقوم قابرى * ولم
تمارسك من الضرائر * شنظيرة شائلة الجمائر * ذات شذاة جمة الصراصر *
حتى إذا أجْرَسَ كُلُّ طائِرِ * قامت تعنظى بك سمع الحاضر * تصر إصرار
العقاب الكاسر
(2) العجاج.
(3) في الاساس: " والتج ". وبعده:
زفزفة الريح الحصاد اليبسا:
(3/912)
وقد أجرسنى السبع، إذا سمع جرسي. عن ابن
السكيت. وجرست النحل العرفط تجرس، إذا أكلته. ومنه قيل للنحل جَوارِسُ.
قال الشاعر (1) : تَظَلُّ على الثَمْراءِ منها جَوارِسٌ * مَراضيعُ
شُهْبُ (2) الريشِ زُغْبٌ رِقابُها * ومضى جَرْسٌ من الليل، أي طائفة
منه. والجَرَسُ بالتحريك: الذي يعلق في عنق البعير، والذي يُضرَب به
أيضا. وفى الحديث: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ". وأجرس الحادى،
إذا حدا للابل. قال الراجز: أجرس لها يا ابن أبى كباش * فما لها الليلة
من إنفاش * غير السرى وسائق نجاش (3) * أسمر مثل الحية الخشاش * أي احد
لها لتسمع الحداء فتسير. ورواه ابن السكيت بالشين وألف الوصل والرواة
على خلافه.
_________
(1) أبو ذؤيب.
(2) في الاساس واللسان: " صهب ".
(3) في المطبوعة الاولى: " فحاش " صوابه من اللسان، ومن إحدى نسخ
الصحاح كما نبه في هامش المطبوعة الاولى، وهو المطابق لما سيأتي في
مادة
[نجش] .
(3/912)
وجرست وتجرست أي تكلمت بشئ وتنغمت (1) .
أبو عمرو: المُجَرَّسُ بفتح الراء: الذي قد جرَّب الأمور. يقال:
جَرَّسَتْهُ الأمور، أي جربته وأحكمته. قال العجاج: والعصر قبل هذه
العُصورِ (2) * مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ * بالزجر والريم على
المزجور * يقول: قد جرست الغرة بالزجر عما لا يجب إتيانه.
[جرجس] الجرجس: لغة في القرقس، وهو
البعوض الصغار. قال شريح بن حراش (3) الكلبى: لبيض بنجد لم يبتن نواطرا
* لزرع ولم يدرج عليهن جرجس * أحب إلينا من سواكن قرية * مثجلة داياتها
تتكدس *
_________
(1) في اللسان: " وتنغمت به ".
(2) قبله: جارى لا تَسْتنكِري عَذيري * سَيْري وإشفاقي على بعيرى *
وحذرى ما ليس بالمحذور * وكثرة التحديث عن شقورى * وحفظة أكنها ضميري
(3) في اللسان: " جواس ".
(3/913)
وجرجيس: اسم نبى عليه السلام.
[جرفس] الجِرْفاسُ: الضخمُ. ويقال
الغليظُ الشديد.
[جسس] جَسَّهُ بيده واجْتَسَّهُ، أي
مسّه. والمَجَسَّةُ: الموضع الذي يَجُسُّهُ الطبيب. وفى المثل: "
أفواهها مجاسها " ; لان الابل إذا أحسنت الاكل اكتفى الناظر إليها بذلك
في معرفة سمنها من أن يجسها. وجسست الاخبار وتجسستها، أي تفحصت عنها.
ومنه الجاسوس. وحكى عن الخليل: الجواس: الحواس. وقال ابن دريد: قد يكون
الجس بالعين. وأنشد: فاعصوصبوا ثم جسوه بأعينهم * ثم اختفوه وقرن الشمس
قد زالا (1) * وجساس بن مرة الشيباني: قاتل كليب وائل.
[جعس] رجل جعسوس مثل جعشوش، وهو
القصير الدميم.
_________
(1) قبله: وفتية كالذئاب الطلس قلت لهم * إنى أرى شبحا قد زال أو حالا:
(3/913)
وقال ابن السكيت في كتاب القلب والابدال:
رجل جعسوس وجعشوش بالسين والشين جميعا، وذلك إلى قماءة وصغر وقلة.
يقال: هو من جعاسيس الناس. قال: ولا يقال هذا بالشين. قال عمرو بن معدى
كرب: تداعت حوله جشم بن بكر * وأسلمه جعاسيس الرباب * والجعس: الرجيع،
وهو مولد. والعرب تقول: الجُعْموسُ، بزيادة الميم. يقال: رمى بجعاميس
بطنه.
[جفس] الجفاية: الاتخام. وقد جفس
بالكسر يجفس جفسا.
[جلس] جَلَسَ جلوساً. وأَجْلَسَهُ
غيره. وقومٌ جلوسٌ. والمَجْلِسُ: موضع الجُلوسِ. والمَجْلِسُ بفتح
اللام: المصدر. ورجلٌ جلسة، مثال همزة، أي كثير الجلوس. والجلسة
بالكسر: الحال التي يكون عليها الجالسُ. وجالسْتُهُ فهو جِلْسي
وجَليسي، كما تقول: خِدْني وخَديني. وتَجالَسوا في المجالس.
(3/914)
والجلس: الغليظ من الأرض. ومنه جَملٌ
جَلْسٌ وناقةٌ جَلْسٌ، أي وثيقٌ جسيمٌ. وشجرةٌ جَلْسٌ وشَهْدٌ جلْسٌ،
أي غليظٌ. ويقال: امرأةٌ جَلْسٌ، للتي تَجْلِسُ في الفناء ولا تبرح.
قالت الخنساء (1) : حتى إذا ما الخدر أبرزني * نبذ الرجال بزولة جلس *
والجلس: أيضا نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى نجدا. وقال (2) : قل
للفرزدق والسفاهة كاسمها * إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس * وقول الاعشى:
لنا جلسان عندها وبنفسج (3) *
_________
(1) قال ابن برى: الشعر لحميد بن ثور، وكان خاطب امرأة فقالت له: ما
طمع أحد في قط ... إلى آخر ما قالت. وقبله: أما ليالى كنت جارية *
فحففت بالرقباء والجلس * وبعده: وبجارة شوهاء ترقبني * وحم يخر كمنبذ
الحلس
(2) عبد الله بن الزبير.
(3) عجزه:
وسيسنبر والمرزجوش منمنما * وبعده: وآس وخيري ومرو وسوسن * يصبحنا في
كل دجن تغيما:
(3/914)
إنما هو معرب " كلشان " بالفارسية.
[جمس] الجاموس: واحد الجواميس،
فارسي معرب. وجموس الودك: جموده. والماء جامِسٌ، أي جامدٌ. والجُمْسَةُ
بالضم: البسرة إذا أرطبت وهى بعد صلبة لم تنهضم.
[جنس] الجنس: الضرب من الشئ، وهو
أعم من النوع. ومنه المجانسة والتجنيس. وزعم ابن دريد أن الاصمعي كان
يدفع قول العامة: هذا مجانس لهذا، ويقول إنه مولد.
[جوس] الجَوْس: مصدر قولك: جاسوا
خلال الديار، أي تخلّلوها فطلبوا ما فيها، كما يَجوسُ الرجل الاخبار أي
يطلبها. وكذلك الاجتياس. والجوسان بالتحريك: الطوفان بالليل.
فصل الحاء
[حبس] الحَبْسُ: ضد التخلية.
وحَبَسْتُهُ واحْتَبَسْتُهُ بمعنىً. واحْتَبَسَ أيضاً بنفسه، يتعدى ولا
يتعدى.
(3/915)
وتحبس على كذا، أي حَبَسَ نفسَه على ذلك.
والحُبْسَةُ بالضم: الاسم من الاحتِباسِ. يقال: " الصَمتُ حُبْسَةٌ ".
وأحْبَسْتُ فرساً في سبيل الله، أي وقفت، فهو محبس وحبيس. والحبس
بالضم: ما وُقِفَ. والحِبس بالكسر: خشَب أو حجارةٌ تبنى في مَجْرى
الماء لتَحْبِس الماء، فيشربَ منه القوم ويسقوا أموالهم. قال الراجز
(1) :
فمشت فيها كعمود الجبس (2) * والجمع أَحْباسٌ. وتسمى مَصْنَعَةُ الماء
حَبْساً. وحابس: اسم أبى الاقرع التميمي.
[حدس] الحَدْسُ: الظنُّ والتخمين.
يقال: هو يَحْدسُ بالكسر، أي يقول شيئا برأيه.
_________
(1) هو أبو زرعة التيمى.
(2) الرجز: من كعثب مستوفز المجس * راب منيف مثل عرض الترس * فشمت فيها
كعمود الحبس * أمعسها يا صاح أي معس * حتى شفيت نفسها من نفسي * تلك
سليمى فاعلمن عرسي:
(3/915)
أبو زيد: تحدست الأخبارَ وعن الأخبار، إذا
تخبَّرْتُ عنها وأردت أن تعلمها من حيث لا يُعْلَمُ بك. والحَدْسُ
أيضاً: الذَهاب في الأرض على غير هداية. قال الراجز:
كأنها من بعد سير حدس * وحدست في لبة البعير، أي وَجَأْتُها. وحَدَسْتُ
بسهمٍ: رميت به. وحدست برجلي الشئ، أي وَطِئْتُهُ. وحَدَسَهُ، أي
صَرَعَهُ. وقال الشاعر (1) : بمعتَرَكِ شَطِّ الحُبَيَّا تَرى به * من
القوم محدوساً وآخر حادسا (2) * والحندس: الليل الشديد الظلمة.
[حدلس] الحندليس من النوق: الثقيلة
المشى.
_________
(1) هو معدى كرب.
(2) كذا على الصواب في المخطوطة واللسان. وفى المطبوعة الاولى: ترى من
القوم محدوسا وآخر * حادسا بمعترك شط الحبيا * وقبله: لمن طلل بالعمق
أصبح دارسا * تبدل آراما وعينا كوانسا * تبدل أدمان الظباء وحيرما *
وأصبحت في أطلالها اليوم جالسا:
(3/916)
[حرس]
حَرَسَهُ يَحْرُسَهُ حِراسَةً، أي حفظه. وتَحَرَّسْتُ من فلان
واحْتَرَسْتُ منه بمعنى، أي تحفَّظت منه. وفي المثل: " مُحْتَرَسُ من
مثله وهو حارٍسٌ ". والحَرَسُ: حَرَسُ السلطان، وهم الحُرَّاسُ، الواحد
حَرَسيٌّ، لأنَّه قد صار اسم جنس فنسب إليه. ولا تقل حارس إلا أن تذهب
به إلى معنى الحراسة دون الجنس. والحريسة: الشاة تسرق ليلا.
واحْتَرَسَها فلانٌ، أي سرقَها ليلاً. وهي الحَرائِسُ. ومنه حَريسَةُ
الجَبَل. والحَرْسُ: الدهرُ. قال الراجز:
في نِعْمَةٍ عِشْنا بِذاكَ حَرْسا * ويجمع على أَحْرُسٍ. قال امرؤ
القيس: لمن طلل داثر آيه * تقادم في سالِفِ الأَحْرَسِ * ويقال:
أَحْرَسَ فلان بالمكان، أي أقام به حرسا.
[حسس] الحِسُّ والحَسيسُ: الصوت
الخفي. وقال الله تعالى: {لا يَسْمَعونَ حسيسها}
(3/916)
والحس أيضا: وجع يأخذ النَفساء بعد
الولادة. ويقال أيضاً: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ. معناه ألْحِقِ الشئ
بالشئ، أي إذا جاءك شئ من ناحية فافعل مثله. والحِسُّ أيضاً: مصدر قولك
حَسَّ له، أي رَقَّ له. قال القَطامي: أَخوكَ الذي لا تَملِكُ الحِسَّ
نَفْسُهُ * وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكتائف * والحس أيضا: برد يحرق
الكلأ. والحَسُّ بالفتح: مصدر قولك حَسَّ البردُ الكلأ يَحُسُّهُ،
بالضم. وحَسَسْناهُمْ، أي استأصلناهم قتلاً. وقال تعالى: {إذْ
تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} . وحَسَّ البردُ الجرادَ: قتله. والحَسيسُ:
القتيل. قال الأفوه: نَفْسي لهُمْ (1) عند انْكِسارِ القَنا * وقد
تَرَدَّى كُلُّ قِرْنٍ حَسيسْ * وحَسَسْتُ الدابَّة أَحُسُّها حَسَّاً،
إذا فَرْجَنْتَها. ومنه قول زيد بن صوحانَ حين ارْتُثَّ يومَ الجملِ: "
ادْفِنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تُراباً "، أي لا تنفصوه. ويقال:
البرد محسة للكلا، أي أنه يحرقه.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " لكم "، صوابه في المخطوطة والديوان واللسان.
(3/917)
والمحسة أيضاً: لغة في المَحَشَّةِ، وهي
الدبر. والمحسة، بكسر الميم: الفرجون. والحواس: المشاعر الخمس: السمع،
والبصر، والشمّ، والذوق، واللمس. ويقال أيضاً: أصابتهم حاسَّةٌ، وذلك
إذا أضرَّ البردُ أو غيره بالكلأ. وحَواسُّ الأرض خمسٌ: البَرْدُ،
والبَرَدُ، والريح، والجراد، والمواشي. وسنةٌ حَسوسٌ، أي شديدةُ
المَحْلِ. وحَسَسْتُ له أَحِسُّ بالكسر، أي رَقَقْتُ (1) له. قال
الكميت: هَلْ مَنْ بَكى الدار راج أن تحس له * أو يُبْكيَ الدارَ ماءُ
العَبْرَةَ الخَضِلُ * قال أبو الجرّاح العُقَيْليُّ: ما رأيت
عُقَيليَّاً إلاَّ حَسَسْتُ له. وحَسِسْتُ له أيضاً بالكسر لغة فيه،
حكاها يعقوب. ويقال أيضا: حسست بالخبر وأَحْسَسْتُ به، أي أَيْقَنْتُ
به. وربما قالوا حسيت بالخبر وأحسيت به، يبدلون من السين ياء. قال أبو
زبيد (2) : خلا أن العتاق من المطايا * حَسينَ به فَهُنَّ إليه شوس *
_________
(1) في المطبوعة الاولى " وقفت "، صوابه في اللسان.
(2) الطائى. 116 - صحاح
(3/917)
وربما قالوا: أحست منهم أحدا، فألقوا إحدى
السينين استثقالا، وهو من شواذ التخفيف. وأبو عبيدة يروى قول أبى زبيد:
أحسن به فهن إليه شوس * وأصله أحسسن. وأحسست الشئ: وجدت حسه. قال
الأخفش: أَحْسَسْتُ، معناه ظننت ووجدت، ومنه قوله تعالى: {فلما أحس
عيسى منهم الكفر} . والانحساس: الانقلاعُ والتحاتُّ. يقال انْحَسَّتْ
أسنانُه. قال الراجز (1) : في معدن الملك الكريم الكرس (2) * ليس
بمقلوع ولا منحس * وتحسست من الشئ، أي تخبرت خبره. وحَسَسْتُ اللحم
وحَسْحَسْتُهُ بمعنىً، إذا جعلتَه على الجمر. ومنه جراد محسوس، إذا
مسته النار أو قتلتْه. وحَسَسْتُ النارَ، إذا رددْتها بالعصا على
خُبْزِ المَلَّةِ أو الشِواءِ من نواحيه لينضَج. ومن كلامهم: قالت
الخبزة: " لولا الحس ما باليت بالدس ".
_________
(1) العجاج.
(2) ابن برى: صواب إنشاد هذا الرجز: " بمعدن الملك ". وقبله:
إن أبا العباس أولى نفس:
(3/918)
وربما سموا الرجل الجواد حسحاسا. قال
الراجز:
محبة الابرام للحسحاس (1) * وبنوا الحسحاس: قوم من العرب. والحساس:
بالضم: الهف، وهو سمك صغار يجفف. وأما قول الراجز: رب شريب لك ذى حساس
* شرابه كالحز بالمواسى * فيقال: هو سوء الخلق. وقال الفراء: هو الشؤم.
حكاه عنه سلمة. وقولهم ضربه فما قال حَسِّ يا هذا، بفتح أوله وكسر
آخره: كلمة يقولها الانسان إذا أصابه غَفْلَةً ما مَضَّهُ وأحرقه،
كالجمرة. وقولهم: ائت به من حَسِّكَ وبَسِّكَ، أي من حيث شئت. ويقال:
بات فلان بحَسِّهِ سوء، أي بحال سوء. وحسان: اسم رجل، إن جعلته فعلان
من الحس لم تجره، وإن جعلته فعالا من الحسن أجريته، لان النون حينئذ
أصلية.
[حفس] ابن السكيت: يقال للرجل إذا
كان قصيرا
_________
(1) الابرام: جمع برم، بالتحريك، وهو الذى لا يدخُل مع القوم في
الميسر.
(3/918)
غليظا: حيفس، مثل هِزَبْرٍ. ورجل
ٌحَفَيْسَأٌ مهموزٌ غير ممدود، مثل حَفَيْثأٍ على فعيلل، وهو القصير
السمين. عن الاصمعي.
[حلس] الحِلْسُ للبعير، وهو كساءٌ
رقيق يكون تحت البَرْذَعَةِ. وحكى أبو عبيد: حِلْسُ وحَلَسٌ، مثل
شِبْهٍ وشَبَهٍ، ومِثْلٍ ومَثَلٍ. وأَحْلاسُ البيوتِ: ما يُبْسَطُ تحت
الحُرِّ من الثياب. وفي الحديث: " كُنْ حِلْسَ بيتك " أي لا تبرحْ.
وأمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتانِ. والحِلْسُ أيضاً: الرابع من سهام
الميسر. وقولهم: نحنُ أحْلاسُ الخيل، أي نقتنيها ونلزم ظهورها.
وأَحْلَسْتُ البعيرَ، أي ألبسته الحِلْسَ. وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً،
إذا أَمْرَرْتَها عليه. وأَحْلَسَتِ السماءُ، أي مَطَرَتْ مَطَراً
دقيقاً دائماً. واسْتَحْلَسَ النبتُ، إذا غطَّى الأرضَ بكثرته.
والحَلِسُ بكسر اللام: الشجاع. قال رؤبة: إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ
المُغالِثُ * ويقال أيضا: رجل حلس، للحريص.
(3/919)
وكذلك حلسم بزيادة الميم، مثل سلغد. وأنشد
أبو عمرو: ليس بقصل حلس حلسم * عند البيوت راشن مقم * والاحلس: الذي
لونه بين السواد والحُمْرة. تقول منه: احلس احلساسا. قال المعطل (1)
الهذلى يصف سيفاً: لَيْنٌ حُسامٌ لا يليق ضَريبَةً * في مَتْنِهِ
دَخَنٌ وأثر أحلس
[حلبس] الحَلْبَسُ (2) : الشجاعُ.
ويقال: هو الملازم للشئ لا يفارقه، وكذلك الحلابس. قال الكميت يصف
الثور والكلاب: فلما دنت للكاذتين وأحرجت * به حلبسا عند اللقاء حلابسا
* وقد جاء في الشعر " الحبلبس "، وأظنه أراد الحلبس فزاد فيه باء.
وأنشد أبو عمرو لنبهان: سيعلم من ينوى جلائى أننى * أريب بأكناف النضيض
حبلبس
[حمس] الاحمس: المكان الصلب. قال
العجاج:
وكم قطعنا من قفاف حمس *
_________
(1) صوابه: لابي قلابة الطابخى، من هذيل، كما ذكر السيد المرتضى. وانظر
ديوان الهذليين 3: 33.
(2) في القاموس: الحلبس كجعفر، وعلبط، وعلابط.
(3/919)
والاحمس أيضاً: الشديد الصُّلب في الدِينِ
والقتال، وقد حِمِسَ بالكسر فهو حِمِسٌ وأُحْمَسُ بيِّن الحَمَسِ.
والحَماسَةُ (1) : الشجاعة. والاحمس: الشجاع. وإنما سميت قريش وكنانة
حمسا لتشددهم في دينهم ; لانهم كانوا لا يستظلون أيام منى ولا يدخلون
البيوت من أبوابها، ولا يسلؤون السمن، ولا يلقطون الجلة (2) . وعام
أحمس: شديدٌ. وأَرَضونَ أُحامِسُ: جدبةٌ. والتَحَمُّسُ: التشدد. يقال:
تحمس الرجل، إذا تعاصى. وحماس: اسم رجل.
[حمرس] الحُمارِسُ: الشديدُ.
وربَّما وصف به الاسد. وأم الحمارس: امرأة.
[حوس] الاحوس: الجرئ الذى لا يهوله
شئ. ومنه قول الشاعر:
أَحْوَسُ في الظَلْماءِ بالرُمْحِ الخَطِلْ * قال الأصمعي: يقال: تركتُ
فلاناً يَحوسُ بني فلان، أي يتخلّلهم ويَطلُب فيهم. وإنّه لَحوَّاسٌ
عَوَّاسُ، أي طلاب بالليل.
_________
(1) ويخطئ من يقولها: " الحماس ".
(2) الجلة مثلثة: البعر، أو البعرة، أو الذى لا ينكسر.
(3/920)
والذئب يحوس الغنم، أي يتخلّلها ويفرِّقها.
وحَمَلَ فلانٌ على القوم فحاسَهُمْ. وحاسوا خِلالَ الديار: مثلُ جاسوا.
وفي الحديث أن عُمَرَ رضي الله عنه قال لرجل: " بل تَحوسُكَ فِتنةٌ ".
قال العَدَبَّسُ الأعرابيّ الكنانيّ: أي تخالطُ قلبك وتحثّك على
ركوبها. قال الحطيئة يذمُّ رجلاً: رهط ابن أفعل (1) في الخطوب
أَذِلَّةٌ * دُنْسُ الثيابِ قَناتُهُمْ لم تُضْرَسِ * بالهَمْزِ من
طولِ الثِقافِ وجارُهُمْ * يُعْطي الظُلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ *
وهي الأمور التي تنزل بالقوم وتغشاهم وتتخلّل ديارهم. والتَحَوُّسُ:
التشجع. ويقال: التَحَوُّسُ الإقامةُ مع إرادة السفر، وذلك إذا عَرَضَ
له ما يَشْغله. قال الشاعر (2) : سِرْ قدْ أَنى لك أيها المُتَحَوِّسُ
* فالدارُ قد كَادتْ لِعَهْدِكَ تدرس
[حيس] الحَيْسُ: الخَلْطُ، ومنه
سِمّي الحِيسُ، وهو تمرٌ يخلط بسمنٍ وأقط. قال الراجز
_________
(1) في ديوانه: " رهط ابن جحش ... دسم الثياب ".
(2) المتلمس، يخاطب طرفة.
(3/920)
التمر والسمن معا ثم الاقط * الحيس إلا أنه
لم يختلط * تقول منه: حاس الحيس يَحيسُهُ حَيْساً، أي اتخذه. قال
الشاعر (1) : وإذا تَكونُ كَريهَةٌ أُدْعى لها * وإذا يُحاسُ الحَيْسُ
يُدْعى جُنْدَبُ * ثم شَبَّهِتْ به العربُ حتّى قالوا لمن أحدقتْ به
الإماءُ في طَرَفَيْهِ: مَحْيُوسٌ. قال الراجز:
قد حيسَ هذا الدينُ عندي حَيْساً (2) * والحُواسَةُ: الجماعةُ من الناس
المختلطة. والحُواساتُ: الإبل المجتمعة. قال الفرزدق: حواسات العشاء
خبعثنات * إذا النكباء عارضت (3) الشمالا * ويروى " العشاء " بفتح
العين، ويجعل الحواسة من الحوس، وهو الاكل والدوس. هذا قول بعضهم.
_________
(1) هنى بن أحمر الكنانى، وقيل لزرافة الباهلى.
(2) قبله: عصت سجاح شبثا وقيسا * ولقيت من النكاح ويسا
(3) ديوانه: " راوحت " وكذلك في اللسان. وقبل البيت وهو مطلع القصيدة:
وكوم تنعم الاضياف عينا * وتصبح في مباركها ثقالا:
(3/921)
فصل الخاء
[خبس] تخبست الشئ: أخذته وغنمته.
ورجلٌ خَبَّاسٌ، أي غنَّامٌ. واخْتَبَسْتُ الشئ، إذا أخذته مغالبة.
وأسد خبوس. وأنشد أبو مهدى لابي زبيد (1) : ولكني ضبارمة جموح * على
الاقران مجترئ خَبوسٌ (2) * والخُباسَةُ بالضم: المغنمُ، وما تخبست من
شئ.
[خنبس] الخُنابِسُ: الكريهُ
المنظرِ. ويقال للأسد خُنابِسٌ والأنثى خُنابِسَةٌ. وليلٌ خنابس: شديد
الظلمة. وأما قول القطامى: فقالوا عليك ابن الزبير فعذبه (3) * أبى
الله أن أخزى وعز خنابس * فيقال هو القديم الثابت.
_________
(1) الطائى.
(2) قبله: فما أنا بالضعيف فتزدروني * ولا حقى اللفاء ولا الخسيس *
اللفاء: الشئ اليسير الحقير. يقال: رضيت من الوفاء باللفاء. ويقال
اللفاء: ما دون الحق. والضبارمة: الموثق الخلق من الاسد وغيرها. وجموح:
ماض راكب رأسه.
(3) في اللسان: " وقالوا عليك ابن الزبير فلذبه ".
(3/921)
[خدرس]
الخَنْدَريسُ: الخمرُ، سمِّيت بذلك لِقِدَمِها. ومنه قيل: حنطةٌ
خَنْدَريسٌ، للعتيقة.
[خرس] الخَرْسُ بالفتح. الدَنُّ.
ويقال للذي يعمله: خَرَّاسٌ. والخُرْسُ بالضم: طعام الولادة. قال
الشاعر: كل طعام (1) تشتهى ربيعه * الخرس والاعذار والنقيعه * وأما
طعام النفساء نفسِها فهي الخُرْسَةُ. يقال: خَرَّسْتُ على المرأة
تَخْريساً، إذا أَطْعَمْتَ في ولادتها. وقد خُرِّسَتْ هي، أي جُعِلَ
لها الخُرْسُ. قال الشاعر (2) : إذا النُفَساءُ لم تُخَرَّسْ
بِبِكْرِها * غُلاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْر فطيمها * والحتر: الشئ
الحقير القليل. أي ليس لهم شئ يطعمون الصبى من شدة الازمة. وأما قول
الشاعر يصف قوما بقلة الخير: شركم حاضر وخيركم د * ر خروس من الارانب
بكر * فيقال: هي البكر في أول حملها. ويقال: هي التى تعمل لها الخرسة.
_________
(1) كذا في المخطوطة واللسان. وفى المطبوعة الاولى: " كل الطعام "
(2) هو الاعلم الهذلى.
(3/922)
والخرس، بالتحريك: مصدر الأَخْرَسِ.
وأَخْرَسَهُ الله. وكتيبةٌ خَرْساءُ، هي التي لا تَسمع لها صوتاً مِن
وَقارهم في الحرب. وقال أبو عبيد: هي التي صَمَتَتْ من كثرة الدُروع
ليست لها قَعاقِعُ. ولبنٌ أَخْرَسُ: أي خاثرٌ لا صوتَ له في الإناء.
وسحابةٌ خَرْساءُ: ليس فيها رعدٌ ولا برقٌ. وعَلَمٌ أَخْرَسُ، إذا لم
يُسْمَع في الجبل صوت صدى. والاخرماس: السكوت. والنسبة إلى خراسان:
خرسى، وخراسى، وخراساني. ويقال هم خرسان، كما يقال: سودان وبيضان. ومنه
قول بشار:
في البيت من خرسان لا تعاب * يعنى بناته.
[خسس] الخسيس: الدنئ. قال ابن
السكيت: يقال أَخْسَسْتُ إخْساساً، إذا فعلتَ فعلاً خَسيساً. وخَسِسْتَ
بعدي بالكسر خِسَّةً وخَساسَةً، إذا كان في نفسه خسيسا. عن الفراء. وخس
نصيبه يَخُسُّهُ بالضم، إذا جعله خَسيساً.
(3/922)
وأَخْسَسْتُهُ: وجدته خَسيساً.
واسْتَخَسَّهُ، أي عَدَّهُ خَسيساً. والخَسُّ بالفتح: بَقْلَةٌ. والخس
بالضم: اسم رجل، ومنه هند بنت الخس. ويقال: رفعت من خسيسَتِهِ، إذا
فعلتَ به فعلاً يكون فيه رِفْعَتُهُ. وخَسيسَةُ الناقة: أسنانُها دون
الإثْناءِ. يقال: جاوزتِ الناقةُ خَسيسَتَها، وذلك في السنة السادسة
إذا ألقتْ ثَنِيَّتَها، وهي التي تجوز في الضحايا والهدى.
[خفس] أَخْفَسَ الرجلُ، إذا قال
أَقبَحَ ما قدَرَ عليه. ويقال: شرابٌ مُخْفِسٌ، أي سريع الإسكار. ويقال
لهذه الدُوَيْبَّةِ: خُنْفَساءُ بفتح الفاء ممدودة. والأنثى
خُنْفَساءَةٌ. والخُنْفَسُ لغة فيه. والانثى خنفسة.
[خلس] خلست الشئ واختلسته وتخلسته،
إذا اسْتَلَبْتَهُ. والتَخالُسُ: التَسالُبُ. والاسم الخُلْسَةُ بالضم.
يقال: " الفرصةُ خُلْسَةٌ ".
(3/923)
والخُلْسَةُ أيضاً: الاسم من قولهم
أًخْلَسَ (1) النباتُ، إذا اختلط رَطْبه ويابسه. وأًخْلَسَ رأسُه، إذا
خالط سوادَه البياض. قال سويدٌ الحارثي: فَتىً قَبَلٌ لم تُعْنِس
السِنُّ وَجْهَهُ * سِوى خُلْسَةٍ في الرأس كالبرق في الدُجا *
والخَليسُ: اِلأشمط. والخليس: النبات الهائج.
[خلبس] الخُلابسُ بضم الخاء: الحديث
الرقيق. قال الكميت:
وأَشْهَدُ مِنْهُنَّ الحَديثَ الخُلابِسا (2) * وربّما قالوا:
خَلْبَسَهُ وخَلْبَسَ قلبَه، أي فَتَنَهُ وذهَبَ به، كما يقال: خلبه.
وليس يبعد أن يكون هو الاصل، لان السين من حروف الزيادات. والخلابيس:
المتفرقون.
[خمس] الخَمْسَةُ عَدَدٌ. يقال:
خَمْسَةُ رجالٍ، وخَمْسُ نسوةٍ، والتذكير بالهاء.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " اختلس "، تحريف، صوابه في اللسان والقاموس.
(2) صدره:
بما قد أرى فيها أوانس كالدمى:
(3/923)
وجاء فلانٌ خامساً، وخامِياً أيضاً. وأنشد
ابن السكيت (1) : مضى ثلاث سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بِها * وعامُ حُلَّتْ
وهذا التَّابِعُ الخامي (2) * والخِمْسُ بالكسر من أظماء الإبل: أن
ترعى ثلاثةَ أيام وتَرِدَ اليوم الرابع. وقد أخْمَسَ الرجلُ، أي وردتْ
إبله خِمْساً. والإبلُ خَوامِسُ. والرجل مخمس. وأما قول شبيب بن عوانة:
عقيلة دلاه للحد ضريحه * وأثوابه يبرقن والخمس مائح * فعقيلة والخمس
رجلان. وأخمس القوم: صاروا خَمْسَةً. والخِمْسُ أيضاً: بُرْدٌ من برود
اليمن. قال أبو عمرو: أوّل من عمله ملك من ملوك اليمن يقال له خِمْسٌ.
قال الأعشى يصف الأرض: يَوْماً تَراها كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ ال *
خِمْسِ ويَوْماً أَديمُها نَغِلا * ويوم الخَميسِ جمعه أخمساء وأخمسة.
_________
(1) للحادرة.
(2) في اللسان: والذى في شعره:
هذى ثلاث سنين تدخلون بها * وقبله: كم للمنازل من شهر وأعوام *
بالمنحنى بين أنهار وآجام:
(3/924)
والخميس: الجيش، لأنَّهم خَمْسُ فِرَقٍ:
المقدّمة، والقلب، والميمنة، والميسرة، والساق. ألا ترى إلى قول
الشاعر:
قد يضرب الجيش الخميس الا زورا * فجعله صفة. والخميس: الثوب الذي طُوله
خَمْسُ أَذْرُعٍ. ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل رضي الله عنه: " ائْتوني
بخَميسٍ أو لَبيسٍ "، كأنه يعني الصغيرَ من الثياب. وكذلك المخموس، مثل
جريح ومجروح، وقتيل ومقتول. قال عبيد (1) يصف ناقتَه: هاتيكَ
تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً * ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموسِ * يعني
رمحاً طول مارِنِهِ خَمْسُ أذرعٍ. وخَمسْتُ القومَ أَخْمُسُهُمْ بالضم،
إذا أخذتَ منهم خُمْسَ أموالهم. وخَمَسْتُهُمْ أَخْمِسُهُمْ بالكسر،
إذا كنت خامِسَهُمْ، أو كمَّلْتَهُمْ خَمْسَةً بنفسك. وشئ مخمس، أي له
خمسة أركانٍ. وحبلٌ مَخْموسٌ، أي من خمس قوى. وتقول: عندي خمسة دراهم،
الهاء مرفوعة، وإن شئت أدغمت، لان الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل
فتدغم في الدال. فإن أدخلت الالف واللام في الدراهم قلت: عندي خمسة
الدراهم بضم
_________
(1) عبيد بن الابرص. ديوانه ص 43.
(3/924)
الهاء، ولا يجوز أن تدغم لانك قد أدغمت
اللام في الدال، ولا يجوز أن تدغم الهاء من خمسة وقد أدغمت ما بعدها.
قال الشاعر (1) : ما زال مذ عقدت يداه إزاره * فسما وأدرك خمسة الاشبار
(2) * وتقول في المؤنث: عندي خمس القدور، كما قال ذو الرمة: وهل يرجع
التسليم أو يكشف العمى (3) * ثلاث الاثافي والرسوم البلاقع * وتقول:
هذه الخسمة الدراهم، وإن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت. وكذلك
إلى العشرة. وقولهم: " فلان يضرب أخماساً لأسداسٍ (4) "، أي يسعى في
المكر والخديعة. وأصله في أظماء الابل. وغلام رباعى وخماسي. ولا يقال
سباعيّ، لأنّه إذا بلغ سبعة أشْبارٍ صار رجُلاً.
_________
(1) الفرزدق.
(2) يعنى توكأ على العصا.
(3) رواية الاشمونى: " العنا ".
(4) في المطبوعة الاولى: " في أسداس "، صوابه من المخطوطة واللسان.
وأنشد الكميت: وذلك ضرب أخماس أريدت * لاسداس عسى ألا تكونا:
(3/925)
[خنس]
خَنَسَ عنه يَخْنُسُ بالضم، أي تأخَّر. وأخْنَسَهُ غيره، إذا خلَّفه
ومضى عنه (1) . والخَنَسُ: تأخُّر الأنف عن الوجه مع ارتفاعٍ قليل في
الأرنبة. والرجل أَخْنَسُ، والمرأةُ خَنْساءُ. والبقر كلُّها خُنْسٌ.
والخَنَّاسُ: الشيطان لأنّه يَخْنِسُ إذا ذُكر الله عزّ وجلّ.
والخُنّسُ: الكواكب كلُّها، لإنّها تَخْنِسُ في المغيب أو لأنَّها
تَخْفى بالنهار. ويقال: هي الكواكب السّيارةُ منها دون الثابتة. وقال
الفراء في قوله تعالى: {فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس} : إنها النجوم
الخمسة: زحل، والمشترى، والمريخ، والزهرة، وعطارد ; لانها تخنس في
مجراها وتكنس، أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار، وهى الكناس. ويقال:
سميت خنسا لتأخرها، لأنَّها الكواكبُ المتحيِّرة التي ترجع وتستقيم.
وقول دريد بن الصمة:
(1) قال في المختار: وخنس يكون متعديا ولازما. وخنسته فخنس، أي أخرته
فتأخر، وقبضته فانقبض. ومنه الحديث: " وخنس بإبهامه " أي قبضها. وبعضهم
لا يجعله متعديا إلا بالالف، فيقول: أخنسته. 117 - صحاح
(3/925)
أخناس قد هام الفؤاد بكم * وأصابه تبل من
الحب * يعنى به خنساء بنت عمرو بن الشريد، فغيره ليستقيم له وزن الشعر.
[خيس] الخِيسُ بالكسر: الشجر
الملتفّ. وموضع الأسد أيضاً خيسٌ. والخَيْسُ بالفتح: مصدر قولك: خاست
الجيفةُ، أي أرْوَحَتْ. ومنه قيل: خاسَ البيعُ والطعام، كأنَّه كسَدَ
حتَّى فَسَدَ. وخاسَ به يَخيسُ ويَخوسُ، أي غدر به. يقال: خاسَ فلانٌ
بالعهد، إذا نكثَ. وخَيَّسَهُ تَخييساً، أي ذلَّلَهُ. ومنه
المُخَيَّسُ، وهو اسم سجنٍ كان بالعراق. أي موضع التذلل (1) . وقال (2)
: أما تراني كيسا مكيسا * بنيت بعد نافع مخيسا (3) * وكل سجن مُخَيَّسٌ
ومُخَيَّسٌ أيضاً. قال الفرزدق: فلم يبق إلا داخرٌ في مُخَيَّس *
ومُنْجحر في غير أرضك في جحر *
_________
(1) في اللسان: " التذليل ".
(2) هو الامام على كرم الله وجهه. انظر القاموس.
(3) بعده:
بابا كبيرا وأمينا كيسا:
(3/926)
فصل الدال
[دبس] الدبسُ (1) : ما يسيل من
الرُطَب. والأَدْبَسُ من الطير والخَيل: الذي لونه بين السواد
والحُمْرة. وقد ادْبَسَّ ادْبِساساً. والدُبْسيُّ: طائرٌ وهو منسوب إلى
طَيرٍ دُبْسٍ، ويقال إلى دبس الرطب، لانهم يغيرون في النسب، كالدهرى
والسهلى. وأدبست الأرضُ فهي مُدْبِسَةٌ، وذلك أوَلَ ما يُرى فيها سواد
النبت. والدباساء، ممدود: الانثى من الجراد. وقول لقيط بن زرارة:
لو سمعوا وقع الدبابيس * واحدها دبوس، وأراه معربا (2) .
[دحس] دَحَسْتُ بينَ القوم، أي
أفسدت. ومنه قول العجاج يصف الخلفاء:
ويعتلون من مأى في الدحس (3) * والدحس أيضا: إدخال اليد بين جِلْدِ
الشاة وصِفاقها لسَلْخها.
_________
(1) الدبس بكسرة، والدبس بكسرتين.
(2) والدبوس بفتح الدال وضم الباء المخففة: خلاصة التمر تلقى في السمن
مطيبة للسمن.
(3) في المطبوعة الاولى: " من مآقى "، صوابه في المخطوطة واللسان.
ومأى: أفسد. وبعده:
بالمأس يرقى فوق كل مأس:
(3/926)
والدَحَّاسُ: دُوَيْبَّةٌ تغيب في التراب.
والجمع الدحاحيس. وداحس: اسم فرس مشهور لقيس بن زهير ابن جذيمة العبسى.
ومنه حرب داحس: وذلك أن قيسا وحذيفة بن بدر الذبيانى ثم الفزارى تراهنا
على خطر (1) عشرين بعيرا، وجعلا الغاية مائة غلوة، والمضمار أربعين
ليلة، والمجرى من ذات الاصاد، فأجرى قيس داحسا والغبراء، وأجرى حذيفة
الخطار والحنفاء، فوضعت بنو فزارة كمينا على الطريق، فردوا الغبراء
ولطموها وكانت سابقة، فهاجت الحرب بين عبس وذبيان أربعين سنة.
[دحمس] الدُحْمُسانُ: الآدَمُ
السمين. وقد يقلب فيقال الدحسمان.
[دخس] الدَخَسُ: ورمٌ يكون في أطرة
حافر الدابة. والدخيس: الحوشب، وهو موصل الوظيف في رسغ الدابة.
والدخيس: اللحم المكتنِز. وكلُّ ذي سِمَنٍ دخيسٌ.
_________
(1) الخطر: السبق الذى يتراهن عليه.
(3/927)
والدَخيسُ من أنقاء الرمل: الكثير.
والدَخيسُ: العدد الجَمُّ. يقال: عدد دخاس ونعم دخاس، أي كثيرة. ودرع
دِخاسٌ أي متقاربة الحَلَق. والدخس، مثال الصرد: دابة في البحر ينجى
الغريق، يمكنه من ظهره ليستعين على السباحة، ويسمى الدلفين.
[درس] دَرَسَ الرسم يدرس دُروساً،
أي عفا. ودَرَسَتْهُ الريح، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ودرست الكتاب دَرْساً
ودِراسة. وَدَرَسَتِ المرأةُ دُروساً، أي حاضت. وأبو دراس (1) : فرج
المرأة. ودرسوا الحنطة دراسا، أي داسوها. قال ابن ميادة: هلا اشتريت
حنطة بالرستاق * سمراء مما درس ابن مخراق * ويقال سمى إدريس عليه
السلام لكثرة دراسته كتاب الله تعالى، واسمه أخنوخ. والدَرْسُ: جَرَبُ
قليلٌ يبقى في البعير. قال العجاج
_________
(1) قوله أبو دراس بكسر الدال، من أسماء الحيض، خلافا لمن قال أدراس
بالجمع. ومنه قول المستفتى من الامام الشافعي: نسى أبو دراس درسه، كما
في المزهر. قاله نصر.
(3/927)
* من عرق النَضْح عَصيمُ الدَرْسِ (1) *
والدَرْسُ أيضاً: الطريق الخفيّ. ودارسْتُ الكتب وتدارستها
وادَّارَسْتُها، أي دَرَسْتُها. والدِرْسُ بالكسر: الدَريسُ، وهو الثوب
الخَلَق. والجمع (2) دِرْسانٌ. وقد دَرَسَ الثوبُ دَرْساً، أي أخلَقَ.
وحكى الأصمعيُّ: بعيرٌ لم يُدْرَسْ، أي لم يُركب. والدِرْواسُ: الغليظ
العُنُقِ من الناس والكلاب، وهو العظيم أيضاً. وقال الفراء: الدِرْواسُ
العظام من الإبل.
[درهس] الدراهس: الشديد.
[دردبس] الدَرْدَبيسُ: الداهية،
والشيخ الهِمُّ، والعجوز، واسم خرزة. وتدربس، أي تقدم. قال الشاعر
_________
(1) قبله:
يصفر لليبس اصفرار الورس * وبعده:
من الاذى ومن قراف الوقس
(2) في اللسان: والجمع أدراس ودرسان.
(3/928)
إذا القوم قالوا مَن فتىً لمُهمَّةٍ *
تَدَرْبَسَ باقى الريق (1) فخم المناكب
[درفس] الدِرَفْسُ من الإبل:
العظيم. وناقة درفسة. قال الراجز (2) :
درفسة أو بازل درفس * والدرفاس مثله.
[درقس] الدرداقس بالقاف: عظيم يفصل
بين الرأس والعنق.
[دسس] دُسَّ البعير فهو مدسوس، إذا
طُلِيَ بالهِناء في مَساعره. قال ذو الرمة: تبين براق السراة كأنه *
قريع هجان دس منه المساعر (3) * ومنه المثل: " ليس الهِناء بالدَسِّ ".
ودسست الشئ في التراب أدسه: أخفيته فيه.
_________
(1) هذا هو الصواب من المخطوطة واللسان. وفى المطبوعة الاولى: " ما في
الريق "، تحريف.
(2) هو العجاج.
(3) قبله: كم قد حسرنا من علاة عنس * كبداء كالقوس وأخرى جلس:
(3/928)
والدسيس: إخفاء المكر. والدَسَّاسَةُ:
حيّةٌ صمَّاءُ تندسُّ تحتَ التراب اندساساً، أي تندفن. والدُسَّةُ:
لعبة لصبيان الاعراب.
[دعس] الدَعْسُ بالفتح: الأثر.
يقال: رأيتُ طريقاً دَعْساً، أي كثير الآثار. والمدعاس: الطريق الذى
لينته المارة، قال الراجز (1) :
في رسم آثار ومدعاس دعق (2) * والدعس: الطعن، وقد يكنى به عن الجِماع.
ودَعَسْتُ الوعاءَ: حشوته. والمداعسة: المطاعنه. والمِدْعَسُ: الرمح
يُدْعِسُ به. ويقال: المداعِسُ الصُمُّ من الرماح، حكاه أبو عبيد.
والمدعس: مختبز القوم في البادية، وحيثُ توضع الملّةُ ويشوى اللحم. وهو
مفتعل من الدعس، وهو الحشو. قال أبو ذؤيب
_________
(1) هو رؤبة يصف حميرا وردت ماء.
(2) بعده:
يردن تحت الاثل سياح الدسق:
(3/929)
ومدعس فيه الانيض اختفيته * بجرداء ينتاب
الثميل حمارها * يقول: رب مختبز جعلت فيه اللحم ثم استخرجته قبل أن
ينضج، للعجلة والخوف، لانه في سفر.
[دعكس] الدَعْكَسَةُ: لعبٌ للمجوس
يسمَّونه: الدستبند.
[دفنس] الدفنس بالكسر: الحمقاء.
وأنشد أبو عمرو ابن العلاء (1) : وقد أختلس الضرب * ة لا يدمى لها
نصلى * كجيب الدفنس الورها * ء ريعت وهى تستفلى * والدفناس: الاحمق.
[دكس] الدُكاسُ: ما يغشى الإنسان من
النُعاس ويَتراكب عليه. وأنشد ابنُ الأعرابي: كأنَّه من الكرى الد كاس
* بات بكأسي قهوة يحاسى *
_________
(1) للفند الزمانى، ويروى لامرئ القيس بن عابس الكندى.
(3/929)
والداكِسُ: لغة في الكادِسِ، وهو ما يتطير
به من العطاس والقَعيد ونحوهما. والدَوْكَسُ: العدد الكثير، واسم من
أسماء الاسد.
[دلس] التَدْليسُ في البيع: كِتمانُ
عَيب السِلعة عن المشتري. والمُدالَسَةُ، كالمخادعة. يقال: فلان لا
يُدالِسكَ، أي لا يخادعك ولا يُخفي عليك الشئ فكأنه يأتيك به في
الظلام. والدَلَسُ بالتحريك: الظُلْمة. والدَلَسُ: النبات الذي يورِق
في آخر الصيف. ويقال: إن الأَدْلاسَ من الرِبَبِ، وهو ضَرْبٌ من النبت.
وقد تَدَلَّسَ، إذا وقع بالأدْلاسِ. والدَوْلَسيُّ الذي في الأثَرِ:
الذريعة إلى الزنى (الزبى) . قاله سعيد بن المسيب في حق عمر رضى الله
عنه (1) .
[دلعس] الدَلْعَسُ من النوق:
الضخمة، مثل البلعس،
_________
(1) هو قوله: " رحم الله عمر. لو لم ينه عن المتعة لاتخذها الناس
دولسيا ".
(3/930)
[دلهمس]
الدلهمس: الجرئ الماضي على الليل. ويسمَّى الأسد دَلَهْمَساً لقوّته
وجراءته. قال الراجز:
وأسدٌ في غيله دلهمس
[دمس] دَمَسَ الظلام يَدْمِسُ
ويَدْمُسُ، أي اشتدَّ. وليل دامِسٌ وأُدْموسٌ، أي مُظْلِمٌ. وجاء فلانٌ
بأُمور دُمْسٍ، أي عظامٍ، كأنّه جمع دامس، مثل بازل وبزل. ودمست الشئ:
دفنته وخبأته وكذلك التدميس. وأنشد أبو زيد: إذا ذُقْتَ فاها قلتَ
عِلْقٌ مُدَمَّسٌ * أريدَ به قَيْلٌ فغودِرَ في سأب * ودمست عليه الخبر
دمسا: كتمته ألبتة. والديماس: سجن كان للحجاج بن يوسف. فإن فتحت الدال
جمعته على دياميس، مثل شيطان وشياطين. وإن كسرتها جمعته على دماميس،
مثل قيراط وقراريط. وسمى بذلك لظلمته. ويسمى السرب ديماسا. وفى حديث
المسيح عليه السلام أنه سبط الشعر كثير خيلان الوجه، كأنه خرج من
ديماس. يعنى في نضرته وكثرة ماء وجهه كأنه خرج من كن، لانه عليه السلام
قال في وصفه: " كأن رأسه يقطر ماء ".
(3/930)
[دمقس]
الدِمَقْسُ: القَزُّ. ومنه قول امرئ القيس:
وشحمٍ كَهُدَّابِ الدِمْقسِ المفتل (1)
[دنقس] دَنْقَسْتُ (2) بين القوم،
أي أفسدت، بالسين والشين جميعا.
[دنس] الدَنَسُ: الوسخ. وقد دَنِسَ
الثوبُ يَدْنَسُ دَنَساً: توسخ. وتَدَنَّسَ مثله. ودنسه غيره تدنيسا.
[دوس] داس الشئ برجله يدوسه دوساً.
ويقال: أتتهم الخيل دَوائِسَ، أي يتبع بعضها بعضاً. وداس الطعامَ يدوسه
دِياسةً فانْداسَ هو. والموضع مَداسَةٌ. والمِدْوَسُ: ما يُداسُ به.
والمِدْوَسُ أيضاً: المِصْقَلة. يقال دُسْتُ السيفَ، إذا صقلته. قال
الشاعر
_________
(1) وصدره:
فظل العذارى يرتمين بلحمها * أي يرمى بعضهن بعضا بلحمها الابيض كأنه
الحرير المفتل.
(2) قال الازهرى: الصواب أن يقال دنقشت بين القوم، بالشين المعجمة.
(3/931)
وأبيض كالغدير ثوى عليه * قيون بالمداوس
نصف شهر * ودوس: قبيلة من اليمن من الازد.
[دهس] الدَهْسُ والدَهاسُ، مثل
اللَبْثِ واللَباث: المكان السهل الليِّن، لا يبلغ أن يكون رملاً، وليس
هو بتراب ولا طين. ولونُه الدُهْسَةُ. يقال: رمل أَدْهَسُ بيِّن الدهس.
قال العجاج:
مواصلا قفا ورملا أدهسا * ورمال دهس، وعنز دهساء، وهي مثل الصَدْآء
إلاّ أنها أقل حمرة منها. قال المعلى ابن جمال (1) العبدى: وجاءت خلعة
دهس (2) صفايا * يصور عنوقها أحوى زنيم * والخلعة: خيار المال. ويصور:
يميل. ويروى: " يصوع " أي يفرق. وعنوق: جمع عناق.
_________
(1) يروى بالحاء والجيم.
(2) وعند البكري " دبس ". وبعده: يفرق بينها صدع رباع * له ظأْبٌ كما
صَخِبَ الغريمُ * والدهس: التى لونها لون التراب، وهى مشبهة بالدهاس من
الرمل. والصفايا: الغزيرات. ويقال نخلة صفية، إذا كانت موقرة بالحمل.
والظأب: الصوت، والزنيم: التيس الذى له زنمتان.
(3/931)
[دهرس]
الدَهاريِسُ: الدواهي، حكاه أبو عبيد.
فصل الراء
[رأس] الرَأْسُ يجمع في القِلَّةِ
أرؤس، وفى الكثرة رءوس. وبيت رأس: اسم قرية بالشام كانت تباع فيها
الخمور. قال حسان بن ثابت: كأن سبيئة من بيت رأس * يكون مزاجها عسل
وماء * وإنما نصب مزاجها على أنه خبر كان فجعل الاسم نكرة والخبر
معرفة، وإنما جاز ذلك من حيث كان اسم جنس. ولو كان الخبر معرفة محضة
لقبح. قال الأصمعي: يقال للقومِ إذا كثروا وعَزُّوا: هُمْ رَأْسٌ. وهو
قول عمرو بن كُلْثوم: بِرَأسٍ من بني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ * نَدُقُّ به
السُهولَةَ والحُزونا * وأنا أرى أنّه أراد به الرئيس، لأنّه قال ندق
به، ولم يقل بهم. ورَأَسَ فلانٌ القومَ يَرْأَسُ بالفتح، رِياسةً، وهو
رَئِيسُهُمْ. ويقال أيضا: ريس، مثل قيم. قال الشاعر (1)
_________
(1) الكميت. ويأتى ثانيا في (خرف) وثالثا في (ثول) .
(3/932)
تلقى الأمانَ على حِياضِ محمدٍ * ثَوْلاءُ
مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ * لا ذي تخاف ولا لهذا جرأة * تُهْدى
الرَعِيَّةُ ما استقام الرَيِّسُ * وَرأَّسْتُهُ أنا عليهم تَرْئيساً
فَتَرَأَّسَ هو، وارْتَأَسَ عليهم. ورَأَسْتُهُ فهو مَرْؤُوسٌ
ورَئِيسٌ، إذا أصبتَ رأسه. وَشاةٌ رَئيسٌ، إذا أصيب رأسُها، من غنم
رآسى، مثل حباجى ورماثى. ويقال لبائع الرؤوس رآس. والعامة تقول: رواس.
ونعجةٌ رَأْساءُ، أي سوداء الرأس والوجهِ وسائِرُها أبيض. والأَرْأسُ:
الرجل العظيم الرَأْسِ. والرُؤَاسِيُّ مثله، وشاةٌ أرأس. ولا يقال
رؤاسى عن ابن السكيت. والرءوس من الإبل: البعير الذي لم يبق له طِرْقٌ
إلاَّ في رأسه. والمرائس مثله، حكاهما أبو عبيد عن الفراء. وقدم فلان
من رأس عين، وهو موضع. والعامة تقول: من رأس العين. قال يعقوب: ويقال
هو رائِسُ الكلاب، فهو في الكلاب بمنزلة الرئيسِ في القوم. وقولهم:
رُميَ فلانٌ منه في الرأس، أي أعرض
(3/932)
عنه ولم يَرْفَعْ به رَأْساً واستثقله.
تقول: رُميتُ منك في الرأسِ، على ما لم يسمَّ فاعلُه، أي ساءَ رأيُك
فيَّ حتّى لا تقدر أن تنظر إليّ. وتقول: أَعِدْ عليَّ كلامك من رأسٍ،
ولا تقل من الرأس، والعامة تقوله. وقولهم: أنت على رِياسِ أمرِك، أي
أوّله. والعامة تقول: على رأْسِ أمرك. ورِئاسُ السيف: مقبضه. قال ابن
مقبل: إذا اضْطَغَنْتُ سلاحي عند مَغْرِضِها * ومِرْفَقٍ كرِئاسِ
السيفِ إذْ شسفا (1) * قوله شسف، أي ضمر، يعنى المرفق.
[ربس] الرَبيسُ: الشُجاع والداهية.
يقال: داهيةٌ رَبْساءُ، أي شديدة. قال أبو زيد: يقال جئتَ بأمورٍ ربس،
وهى الدواهي، مثل دمس. والارتباس: الاكتناز في اللحم وغيره. وكبش ربيس،
أي مكتنزٌ أعجزُ مثل رَبيزٍ. وحكى بعضُهم: رَبَسَ قِرْبَتَهُ، أي
ملأها. وذكر ابنُ دريد: أنّ أصل الرَبْسِ الضربُ باليدين. يقال ربسه
بيديه.
_________
(1) قال ابن برى: الصواب " ثم اضطغنت سلاحي ". وقبله: وليلة قد جعلت
الصبح موعدها * بصدرة العنس حتى تعرف السدفا:
(3/933)
واربس أمرهم اربساسا: لغة في ارْبَثَّ، أي
ضعف، حتى تفرقوا.
[رجس] الرجس: القذر. وقال الفراء في
قوله تعالى {ويَجْعَلُ الرِجْسَ على الذين لا يَعْقِلونَ} : إنه العقاب
والغضب، وهو مضارع لقوله: الرجز. قال: ولعلهما لغتان أبدلت السين زايا،
كما قيل للاسد: الازد. والرجس، بالفتح: الصوت الشديد من الرعد، ومن
هدير البعير. ورَجَسَتِ السماءُ تَرْجُسُ، إذا رعدتْ وتمخَّضَتْ.
وارتَجَسَتْ مثلُه. وسحابٌ رَجَّاسٌ، وبعيرٌ رَجَّاسٌ. قال ابن
الأعرابي: يقال هذا راجِسٌ حَسَنٌ، أي راعدٌ حسنٌ. ويقال: هم في
مَرْجوسَةٍ من أمرهم، أي في اختلاط. والمِرْجاسُ: حجرٌ يشدُّ في طرف
الحبل ثم يُدْلى في البئر فيَمْخَضُ الحَمْأَةَ حتّى تثور، ثم يُسْتَقى
ذلك الماءُ فتَنْقى البئر. قال الشاعر: إذا رأوا كريهة يرمون بى * رميك
بالمرجاس (1) في قعر الطوى *
_________
(1) ويروى: " بالمرداس ". 118 - صحاح
(3/933)
[نرجس]
نرجس معرب، والنون زائدة، لانه ليس في الكلام فعلل، وفى الكلام نفعل.
فلو سميت به رجلا لم تصرفه لانه مثل نضرب. ولو كان في الاسماء شئ على
مثال فعلل لصرفناه كما صرفنا نهشلا، لان في الاسماء فعللا مثل جعفر.
[ردس] رَدَسْتُ القومَ أَرْدُسُهُمْ
رَدْساً، إذا رميتَهم بحجر، قال الشاعر: إذا أَخوكَ لَواكَ الحَقَّ
مُعْتَرِضاً * فارْدُسْ أَخاكَ بِعَبْءٍ مثل عَتَّابِ * يعني مثل بني
عَتَّابٍ. وكذلك رادَسْتُ القومَ مُرادَسَةً: ورجلٌ رِدِّيسٌ،
بالتشديد. والمِرْداسُ: حجرٌ يُرمى في البئر ليُعلَم أفيها ماءٌ أم لا؟
ومنه سمى الرجل. وأما قول عباس ابن مرداس السلمى: وما كان حصن ولا حابس
* يفوقان مرداس في المجمع * فكان الاخفش يجعله من ضرورة الشعر. وأنكره
المبرد، ولم يجوز في ضرورة الشعر ترك صرف ما ينصرف. وقال: الراوية
الصحيحة " يفوقان شيخي في مجمع ". ويقال: ما أدرى أين ردس؟ أي أين ذهب.
(3/934)
[رسس]
رَسُّ الحُمَّى ورَسيسُها واحد، وهو أوَّلُ مَسِّها. وقولهم: بلَغني رس
من خبر، أي شئ منه. والرَسُّ: البئر المطويَّة بالحجارة. والرس: اسم
بئر كانت لبقية من ثمود. والرس: اسم واد في قول زهير: بكرن بكورا
واستحرن بسحرة * فهن ووادى الرس كاليد للفم * والرسيس: الشئ الثابت.
وأما قول زهير: لمن طلل كالوحي عاف (1) منازله * عفا الرس منها فالرسيس
فعاقله * فهو اسم ماء. وعاقل: اسم جبل. ورسست رسا، أي حفرت بئراً.
ورُسَّ الميّتُ، أي قُبِرَ. والرَسُّ: الإصلاحُ بين الناس، والإفسادُ
أيضاً. وقد رَسَسْتُ بينهم، وهو من الأضداد. وفلان يَرُسُّ الحديثَ في
نفسه، أي يحدِّث به نفسه. ورَسَّ فلانٌ خبرَ القوم، إذا لَقِيَهُمْ
وتعرّف أمورهم. ورسرس البعير، أي تمكن للنهوض.
_________
(1) في اللسان " عف ".
(3/934)
[رعس]
الرَعْسُ: الارتِعاشُ والانتفاض. وقد رعس فهو راعس. قال الراجز:
والمشرفي في الاكف الرعس * بموطن ينبط فيه المحتسى (1) * بالقلعيات
نطاف الانفس * أبو عمرو: الرَعَسانُ: تحريك الرأس من الكِبَر. وأنشد
لنبهان: سيعلم من ينوى جلائى أننى * أريب بأكناف النضيض حبلبس * أرادوا
جلائى يوم فيد وقربوا * لحى ورؤوسا للشهادة ترعس * وناقةٌ رَعوسٌ، وهي
التي قد رَجَفَ رأسُها من الكِبَر. الفراء: رَعَسْتُ في المشي
أَرْعَسُ، إذا مشيتَ مشياً ضعيفاً من إعياءٍ أو غيره. والارتِعاسُ مثل
الارتعاش والارتعاد. وأرعسه مثل أرعشه. قال العجاج يصف سيفا:
يذرى بإرعاس يمين المؤتلى (2) *
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " يرعد فيه ". صواب روايته من المخطوطة
واللسان. والمحتسى: محتفر الحسى.
(2) بعده:
خضمة الدارع هذ المختلى:
(3/935)
ويروى بالشين، يقول: يقطع وإن كان الضارب
مقصرا مرتعش اليد.
[رغس] الرَغْسُ: النَماءُ والخيْرُ.
وفي الحديث: " أنَّ رجلاً رَغَسَهُ الله مالاً ". قال الأموي: أي أكثر
له وباركَ له فيه. وتقول: كانوا قليلاً فَرَغَسَهُمُ الله، أي أكثرهم
الله وأَنْماهُمْ. وكذلك هو في الحسب وغيره. قال العجاج (1) : خليفة
ساس بغير تعس * إمام رغس في نصاب رغس (2) * والنصاب: الاصل. وقال رؤبة
بن العجاج:
حتَّى رأينا وجْهَك المرغوسا (3) * يعنى المبارك الميمون.
_________
(1) يمدح بعض الخلفاء.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده " أمام " بالفتح، لان قبله: حتى احتضرنا
بعد سير حدس * أمام رغس في نصاب رغس * خليفة ساس بغير فجس
(3) قبله: دعوت رب العزة القدوسا * دعاء من لا يقرع الناقوسا:
(3/935)
[رفس]
الرَفْسُ: الضرب بالرِجْلِ. وقد رفسه يرفسه
[ركس] الركس: رد الشئ مقلوبا. وقد
رَكَسَهُ وأَرْكَسَهُ بمعنىً. {واللهُ أَرْكَسَهُمْ بما كَسَبوا} ، أي
ردَّهم إلى كُفرهم. وارْتَكَسَ فلانٌ في أمرٍ، أي قد نجا منه.
والرِكْسُ، بالكسر: الرِجْسُ. والرِكْسُ أيضاً: الكثير من الناس.
والراكِسُ: الهادي، وهو الثَور وسط البَيْدَرِ تَدور عليه الثيران في
الدياسة. وراكس في شعر النابغة: وعيد أبى قابوس في غير كنهه * أتانى
ودوني راكس فالضواجع *: اسم واد. والركوسية: فرقة بين النصارى
والصابئين.
[رمس] رمست عليه الخبر: كتمته.
ورَمَسْتُ الميّت وأَرْمَسْتُهُ: دفنته. ورمَسوا قبرَ فلان، إذا كتموه
وسَوَّوْهُ مع الارض.
(3/936)
ورمسته بحجر، أي رميته. والرَمْسُ: تراب
القبر، وهو في الأصل مصدر. والمَرْمَسُ: موضع القبر. قال الشاعر:
بِخَفْضٍ مَرْمَسي أو في يَفاعٍ * تُصَوِّتُ هامَتي في رأْسِ قَبْري *
والرَوامِسُ: الرياح التي تُثير التراب وتَدفِنُ الآثار.
[ريس] الرَيْسُ: التبختر، ومنه قول
الشاعر (1) : فلَمَّا أنْ رَآهُمْ قد تدانوا * أتاهم بين أرحلهم يريس *
وقد راس ريسا وريسانا (2) .
فصل السين
[سجس] السَجَسُ (3) بالتحريك: الماء
المتغير. وقد سجس الماء بالكسر، حكاه أبو عبيد. وقولهم: لا آتيك سَجيسَ
عُجَيْسٍ،
_________
(1) أبو زبيد.
(2) راس يريس ريسا وريسانا: تبختر، يكون للانسان والاسد.
(3) في الغريب المصنف: السجس بكسر الجيم: الماء المتغير.
(3/936)
وسجيس الأَوْجَسِ، وسَجيسَ الليالي، أي
أبداً. قال الشَنْفَرى: هُنالِكَ لا أَرْجُو حَياةً تسرني * سجيس
الليالى مبسلا بالجرائر
[سدس] سدس الشئ وسدسه: جزء من
سِتَّةٍ. والسِدْسُ بالكسر، من الورد في أظماء الابل: أن تنقطع خمسةً
وترد السادس. وقد أَسْدَسَ الرَجُلُ، أي وردَتْ إبلُه سِدْساً.
وأَسْدَسَ البعيرُ، إذا أَلْقَى السِنَّ بعد الرَباعِيَةِ، وذلك في
السنة الثامنة. وأَسْدَسَ القومُ: صاروا ستةً. وبعضهم يقول للسُدسِ
سَديسٌ، كما يقال للعُشْرِ عَشيرٌ. ويقال: لا آتيك سَديسَ عُجَيْسٍ:
لغة في سَجيسٍ. وشاةٌ سَديسٌ، إذا أتت عليها السنةُ السادسة. والسَدَسُ
بالتحريك: السِنُّ قبل البازل، يستوي فيه المذكَّر والمؤنث ; لأنّ
الإناث في الأسنان كلُّها بالهاء إلاّ السَدَسَ والسَديسَ والبازلَ.
وجمع السَديسِ سدس، مثل رغيف ورغف. وجمع السدس سدس، مثل أسد وأسد. قال
الشاعر (1)
_________
(1) منصور بن مسجاح.
(3/937)
فطاف كما طاف المصدق وَسْطَها * يُخَيَّرُ
منها في البَوازِلِ والسُدْسِ * وإزارٌ سَديسٌ وسُداسِيٌّ. وسَدَسْتُ
القومَ أَسْدُسْهُمْ بالضم، إذا أخذتَ سُدْسَ أموالهم. وأَسْدِسُهُمْ
بالكسر، إذا كنت لهم سادسا. وسدوس بالفتح: أبو قبيلة. وسدوس بالضم:
الطَيْلَسانُ الأخضر. قال الأفوه الأوديُّ: والليلُ كالدَأْماءِ
مُسْتَشْعِرٌ * مِن دونه لوناً كلونِ السُدوسْ * وكان الأصمعيُّ يقول:
السدوس بالفتح: الطيلسان. وسدوس بالضم: اسم رجل. وقال ابن الكلبى: سدوس
التى في بنى شيبان بالفتح. وسدوس التى في طيئ بالضم. والسندس: البزيون
(1) . وأنشد أبو عبيد (2) : وداوَيْتُها حتَّى شَتَتْ حَبَشِيَّةً *
كأن عليها سندسا وسدوسا
[سرس] السَريسُ: الذي لا يأتي
النساءَ. وقال أبو عبيدة: هو العنين. وأنشد لابي زبيد الطائى: أفى حق
مواساتي أخاكم * بمالى ثم يظلمني السريس *
_________
(1) البزيون كجردحل، وعصفور: السندس.
(2) ليزيد بن خذاق العبدى. من قصيدة مفضلية.
(3/937)
وفحل سريس، بين السرس، إذا كان لا يلقح.
[سلس] شئ سلس، أي سهل. ورجُلٌ
سَلِسٌ، أي ليِّنٌ منقادٌ بيِّن السَلَسِ والسَلاسة. وفلانٌ سَلِسُ
البول، إذا كان لا يستمسكه. والسَلْسُ بالتسكين: الخيطُ ينظَم فيه
الخَرزُ الأبيض الذي تلبسه الإماء. قال الشاعر (1) : ويَزينُها في
النَحْرِ حَلْيٌ واضحٌ * وقَلائِدٌ من حُبْلَةٍ وسُلوسِ (2) *
والسُلاسُ: ذَهاب العقل. والمَسْلوس: الذاهب العقل. وقد سلس.
[سلعس] سلعوس بفتح اللام: اسم بلدة،
عن يعقوب.
[سنبس] سنبس: أبو حى من طيئ. ومنه
قول الشاعر (3)
_________
(1) هو عبد الله بن مسلم من بنى ثعلبة بن الدول. وفى المفضليات: " عبد
الله بن سلمة الغامدى ".
(2) قبله: ولقد لهوت وكل شئ هالك * بنقاة جيب الدرع غير عبوس
(3) هو الاعشى.
(3/938)
فصبحها القانص السنبسى * يشلى ضراء
بإيسادها
[سوس] سُسْتُ الرعيّة سِياسَةً.
وسُوِّسَ الرجلُ أمورَ الناس، على ما لم يسم فاعله، إذا مُلِّكَ أمرهم.
ويروى قول الحطيئة (1) : لقد سُوِّسْتِ أمرَ بنيكِ حتّى * تَرَكِتْهِمْ
أَدَقَّ من الطَحينِ * قال الفراء: قولهم سُوِّسْت خطأٌ. وفلان مجرّبٌ
قد ساسَ وسيسَ عليه، أي أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه. والسوسُ: الطبيعة.
يقال: الفصاحة من سُوسِهِ، أي من طبعه. وفلانٌ مِن سوسِ صدقٍ وتوسِ
صدْقٍ، أي من أصل صِدْقٍ والسوسُ: دودٌ يقَع في الصوف والطعام.
والسَوْسُ بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ إذا وقع فيه السوسُ. وكذلك
أَساسَ الطعام، وسوس أيضا. قال الراجز (2)
_________
(1) يخاطب أمه. وقبل البيت الثاني: جزاك الله شرا من عجوز * ولقاك
العقوق من البنين
(2) هو زرارة بن صعب بن دهر
(3/938)
قد أطعمتني دقلا حوليا * مسوسا مدودا حجريا
* أبو زيد: ساسَتِ الشاة تَساسُ سَوْساً، أي كثر قملها. وأساست مثله.
[سيس] السيساءُ: مُنْتَظَمُ فَقارِ
الظَهْرِ، وقال أبو عمرو: السيساءُ من الفرس: الحارك، ومن الحمار:
الظَهْر. وهو فعلاء ملحق بسرداح وجمعه سياسي. قال الشاعر (1) : لقد
حَمَلَتْ قيسَ بن عَيْلانَ حَرْبُنا * على يابِسِ السيساءِ محدودِب
الظَهْرِ * أي حملناهم على مشقة وشدة.
فصل الشين
[شأس] مكان شأس، مثل شأز. وقد
شَئِسَ مكانُنا، أي صلب وغلظ. وأمكنة شوس، مثل جون وجون، وورد وورد.
وشأس: أخو علقمة الشاعر، قال فيه يخاطب الملك: وفى كل حى قد خَبَطْتَ
بِنِعْمَةٍ * فَحُقَّ لِشَأْسٍ من نداك ذنوب *
_________
(1) الاخطل: واسمه غياث بن عوف.
(3/939)
قال: نعم وأذنبة! فأطلق عنه وكان قد حبسه.
[شخس] الشَخْسُ: الاضطراب
والاختلاف. يقال: تَشاخَسَتْ أسنانُه، إذا اختلفتْ ومال بعضُها وسقَطَ
البعض من الهَرَم. قال أرطاةُ بن سُهَيَّة المرّيّ: ونحن كصَدْعِ
العُسِّ إنْ يُعْط شاعباً * يَدَعْهُ وفيه عَيْبُهُ مُتَشاخِسُ * أي
وإن أُصْلِحَ فهو متمايلٌ لا يستوى. ابن السكيت: يقال: تشاخس ما بين
القوم، أي فسد (1) .
[شرس] رَجُلٌ شَرِسٌ، أي سَيئُ
الخلق بيّن الشَرَسِ والشَراسَةِ. وهو شرس وأشرس، أي عسير شديد الخلاف.
وتَشارَسَ القومُ، أي تَعادَوا. ومكان شرس، أي غليظ. قال الراجز (2)
_________
(1) في مادة (شخص) : " يقال أشخص فلان بفلان وأَشْخَصَ به، إذا اغتابه
".
(2) العجاج. وقال ابن برى: صواب إنشاده على التذكير يصف جملا: إذا أنيخ
بمكان شرس * خوى على مستويات خمس * وقبله: كأنه من طول جذع العفس *
ورملان الخمس بعد الخمس * ينحت من أقطاره بفأس:
(3/939)
إذا أنيخت بمكان شرس * خرت (1) على مستويات
خمس * كركرة وثفنات ملس * والشرس بالكسر: عِضاهُ الجَبَلِ، وهو ما
صَغُر من شجر الشوك كالشُبْرُمِ والحاج. وبنو فلان مُشْرِسونَ، أي ترعى
إبلُهم الشِرْسَ. وأرضٌ مُشْرسَةٌ: كثيرة الشرس، عن يعقوب.
[شكس] رجل شَكْسٌ بالتسكين، أي صعب
الخلق. قال الراجز:
شكس عبوس عنبس عذور * وقوم شكس، مثال رجلٍ صَدْقٍ وقومٍ صُدْقٍ. وقد
شَكِسَ بالكسر شَكاسَةً. وحكى الفراء: رجل شكس، وهو القياس.
[شمس] الشَمْسُ تجمع على شُموسٍ،
كأنهم جعلوا كل ناحية منها شمسا، كما قالوا للمَفْرِقِ مَفارِقُ. قال
الشاعر (2)
_________
(1) في اللسان " خوت ".
(2) في اللسان أنه " الاشتر النخعي ". وهو من أبيات ثلاثة في حماسة أبى
تمام. شرح المرزوقى 149.
(3/940)
حمى الحديد عليهم فكأنه * وَمَضانُ بَرْقٍ
أو شُعاعُ شموس * وتصغيرها شُمَيْسَةٌ. وقد شَمَسَ يَوْمُنا يَشْمُسُ
وَيَشْمَسُ، إذا كان ذا شَمْسٍ. وأَشْمَسَ يومنا بالألف كذلك. وشَمَسَ
الفرسُ أيضاً شُموساً وشِماساً، أي منع ظهره، فهو فرس شَموسٌ وبه
شِماسٌ. ورَجلٌ شَموسٌ: صعب الخلق. ولا تقل شموص. وشمس لى فلان، إذا
أبدَى لك عداوته. والشَمْسُ: ضرب من القلائد. وشئ مشمس، أي عُمِلَ في
الشَمسِ. وتَشَمَّسَ، أي انتصب للشمس. قال ذو الرمة: كَأَنَّ يَدَيْ
حِرْبائها مُتَشَمِّساً * يَدا مُذْنبٍ يستغفر اللهَ تائِبِ * وقد سمت
العرب عبد شمس، والنسبة إليه عبشمى لان في النسبة إلى كل اسم مضاف
ثلاثة مذاهب: إن شئت نسبت إلى الاول منهما، كقولك عبدى إذا نسبت إلى
عبد القيس. قال الشاعر (1) : وهم صلبوا العبدى في جذع نخلة * فلا عطست
شيبان إلا بأجدعا *
_________
(1) هو سويد بن أبى كاهل.
(3/940)
وإن شئت نسبت إلى الثاني إذا خفت اللبس
فقلت شمسي. كما قلت مطلبي إذا نسبت إلى عبد المطلب. وإن شئت أخذت من
الاول حرفين ومن الثاني حرفين، فرددت الاسم إلى الرباعي ثم نسبت إليه
فقلت عبد رى إذا نسبت إلى عبد الدار، وإلى عبد شمس عبشمى. قال الشاعر
(1) : وتضحك منى شيخة عبشمية * كأن لم ترا قبلى أسيرا يمانيا (2) * وقد
تعبشم الرجل كما تقول: تعبقس إذا تعلق بسبب من أسباب عبد القيس، إما
بحلف أو جوار أو ولاء. وأما عبشمس بن زيد مناة بن تميم، فإن أبا عمرو
بن العلاء يقول: أصله عب شمس، أي حب شمس، وهو ضوؤها، والعين مبدلة من
الحاء كما قال في عب قر، وهو البرد (3) . وقال ابن الاعرابي: اسمه عبء
شمس بالهمز، والعبء والعبء: العدل، أي هو عدلها ونظيرها. يفتح ويكسر.
_________
(1) هو عبد يغوث بن وقاص الحارثى.
(2) انظر الصبان على الاشمونى في وجه رسم لم ترا بالالف لا بالياء.
قاله نصر
(3) انظر ما سبق في مادة (عبقر) .
(3/941)
[شوس]
الشَوَسُ بالتحريك: النظرُ بمؤَخر العين تَكَبُّراً أو تَغَيُّظاً.
والرجلُ أَشْوَسُ من قوم شوسٍ. قال أبو عمرو: ويقال تَشاوسَ إليه، وهو
أن ينظر إليه بمؤخر عينه ويميل وجهه في شق العين التى ينظر بها.
فصل الضاد
[ضبص] ضبست نفسه بالكسر، أي
لَقِسَتْ وخَبُثَتْ. ورجلٌ ضَبِسٌ وضَبيسٌ، أي شرس عسر شكس.
[ضرس] الضَرْسُ: السِنُّ، وهو
مذكَّر ما دام له هذا الاسم، لأنَّ الأسنان كلَّها إناثٌ إلا الأضراس
والأنياب. وربَّما جمع على ضروس. وقال الشاعر يصف قرادا: وما ذكر فإن
يكبر فأنثى * شديد الازم ليس له ضروس (1) *
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده: ليس بذى ضروس. وبعده أبيات لغز في
الشطرنج: وخيل في الوغى بإزاء خيل * لهام جحفل لجب الخميس * وليسوا
باليهود ولا النصارى * ولا العرب الصراح ولا المجوس * إذا اقتتلوا رأيت
هناك قتلى * بلا ضرب الرقاب ولا الرؤوس * 119 - الصحاح
(3/941)
لانه إذا كان صغيرا كان قرادا، فإذا كبر
سمى حلمة. والضرس أيضا: أكمة خشنة. والضِرْسُ أيضاً: المَطْرة القليلة،
والجمع ضروس. قال الاصمعي: يقال وقعت في الارض ضروس من مطر، إذا وقعت
فيها قطع متفرقة. والضرس بالفتح: العض الشديد بالأضراس. يقال: ضَرَسْتُ
السهمَ، إذا عجمته. قال دريد ابن الصمة: وأسمر من قداح النَبْع فَرعٍ
(1) * به عَلمانِ من عقب وضرس * وضَرَسَهُمُ الزمان: اشتدَّ عليهم.
وناقةٌ ضَروسٌ: سيِّئة الخلق تعضُّ حالبها. ومنه قولهم: " هي بجن
ضراسها "، أي بحدثان نتاجها. وإذا كانت كذلك حامت عن ولدها. قال بشر
(2) : عَطفْنا لهم عَطْفَ الضروسِ من المَلا * بشهْباَء لا يمشي الضراء
رقيبها * والضروس بضم الضاد: الحجارة التى طويت بها البئر. قال الراجز
(3)
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده:
وأصفر من قداح النبع صلب
(2) ابن أبى خازم.
(3) ابن ميادة.
(3/942)
أما يزال قائل أبن أبن دلوك عن حد الضروس
واللبن * وبئر مضروسة وضريس، أي مطويَّة بالحجارة. وأضْرَسَهُ أمرُ
كذا: أقلقه. وضَرَّستْهُ الحروب تَضْريساً، أي جرَّبتْهُ وأحكمتْه.
والرجل مُضَرَّسٌ. وقال أبو عمرو: المضرس الذي جرب الامور. وتقول أيضا:
ربط مضرس، لضربٍ من الوَشي. وحَرَّةٌ مضَرَّسَة ومَضْروسَةٌ: فيها
حجارةٌ كأضراس الكلاب، عن أبى عبيد. وتَضارَسَ البِناءُ، إذا لم
يَستوِ. ورجلٌ أخرسُ أضْرَسُ، إتباعٌ له. والضَرَسُ بالتحريك: كلالٌ في
السنِّ من تناول شئ حامض. وقد ضَرِست أسنانهُ بالكسر. ورجلٌ ضَرِسٌ
شرس، أي صعب الخلق. عن اليزيدى.
[ضغبس] الضُغْبوسُ والضَغابيسُ:
صغار القِثَّاء. وفى الحديث: " أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ضغابيس ".
(3/942)
ويشبَّه الرجلُ الضعيف به فيقال ضُغْبوسٌ.
قال جرير (1) : قد جَرَّبَتْ عَرَكِي في كلِّ مُعْتَرَكٍ * غَلبُ
الرجال (2) فما بال الضغابيس * وامرأة ضغبة: مولعة بحب الضغابيس. وقد
ذكر في باب الباء.
[ضهس] ضهس الشئ ضهسا: عضه بمقدم
فيه.
فصل الطاء
[طخس] الطخس، بالكسر: الاصل
والنجار.
[طرس] الطرس: الصحيفة، ويقال هي
التي مُحِيَتْ ثم كُتِبَتْ. وكذلك الطلس، والجمع أطراس. وطرسوس: اسم
بلد، ولا يخفف إلا في ضرورة الشعر، لان فعلولا ليس من أبنيتهم.
[طرفس] الطِرْفِسانُ: القِطعة من
الرمل. قال ابن مقبل: أُنيخَتْ فخَرَّتْ فوق عوجٍ ذَوابِلٍ *
ووَسَّدْتُ رأسي طرفسانا منخلا *
_________
(1) يهجو عمر بن لجأ التيمى.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده " غلب الاسود " والذى في ديوانه المطبوع:
" غلب الرجال ".
(3/943)
[طرمس]
الطِرْمِساءُ، بالمد: الظلمةُ. والطرمسة: الانقباض والنكوص. والطرموس:
خبز الملة.
[طسس] الطَسُّ والطَسَّةُ: لغة في
الطست. قال حميد ابن ثور (1) :
كأن طسا بين فنزعاته (2) * وقال رؤبة: حتى رأتنى هامتي كالطسِّ *
توقِدُهَا الشمسُ ائْتِلاقَ التُرْسِ * والجمع طِساسٌ وطُسوسٌ
وطَسَّاتٌ. وطَسَّسَ في البلاد، أي ذهب. قال الراجز: عهدي بأظعان
الكتوم تملس * صرم (3) جنابي بها مطسس *
_________
(1) قال ابن برى: البيت لحميد الارقط. وليس لحميد ابن نور كما زعم
الجوهرى.
(2) قبله: بينا الفتى يخبط في غيساته * إذ صعد الدهر إلى عفراته *
فاجتاحها بمشفرى مبراته * كأن طسا بين قنزعاته * موتا تزل الكف عن
صفاته
(3) في اللسان: " صرم جناني "، بالنون.
(3/943)
[ط س]
طفس البرذون يطفس طفوسا، أي مات. والطَفسُ، بالتحريك: الوَسَخَ
والدرنُ. وقد طَفِسَ الثوب بالكسر، طفسا وطفاسة. ورجل طفس. والطنفسة
(1) : واحدة الطنافس.
[طلس] لطلس: المحو. وقد طلست الكتاب
(2) طَلْساً فَتَطَلَّسَ. والأطْلَسُ: الخَلَقُ، وكذلك الطِلْسُ
بالكسر. والجمع أطْلاسٌ. يقال: رجلٌ أطْلَسُ الثوب. قال ذو الرمّة:
مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطْمارِ ليس له * إلا الضِراَء وإلاّ صَيْدَها
نَشَبُ (3) * وذئبٌ أطْلسُ، وهو الذي في لونه غُبرةٌ إلى السواد. وكلُّ
ما كانَ على لونه فهو أطْلَسُ. والطَيْلسانُ بفتح اللام: واحد
الطَيالِسةِ، والهاء في الجمع للعجمة، لأنَّه فارسيٌّ معرب. والعامة
تقول الطيلسان بكسر اللام. فلو رخمت هذا في النداء لم يجز، لانه ليس في
كلامهم فيعل بكسر العين إلا معتلا، نحو سيد وميت.
_________
(1) الطنفسة مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس.
(2) طلس الكتاب يطلسه طلسا.
(3) ليس له نشب، أي مال. الضراء: الكلاب الضارية.
(3/944)
[طمرس]
الطمرس والطمروس: الكذاب.
[طمس] الطُموسُ: الدروسُ
والامِّحاءُ (1) . وقد طَمَسَ الطريقُ يَطْمُسُ ويَطْمِسُ، وطَمَسْتُهُ
طَمْساً، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وانْطَمَسَ الشئ وتطمس، أي امحى ودرس.
وقوله تعالى: {رَبَّنا اطْمِسْ عَلَى أموالهم} ، أي غَيِّرْها، كما قال
عزّ وجلّ: {مِنْ قبلِ أن نطمس وجوها} .
[طملس] رغيف طملس، بتشديد اللام، أي
جاف. قال ابن الاعرابي: قلت للعقيلي: هل أكلت شيئا؟ فقال: قرصتين
طملستين.
[طيس] الطَيْسُ: الكثير من المال
والرمل والماء وغيرها. قال الاخطل: خلوا لنا راذان والمزارعا * وحنطة
طيسا وكرما يانعا * وقال آخر يصف حميرا: فصبحت من شبرمان (2) منهلا *
أخضر طبسا زغربيا طيسلا *
_________
(1) في نسخة: " والامتحاء ".
(2) في العينى: " من شبرقان منهلا ".
(3/944)
والطيسل مثل الطيس، واللام زائدة. وقول
الراجز (1) :
عَدَدْتَ قومي كعَديدِ الطَيْسِ (2) * يعني الكثير من الرمل. والطاس:
الذى يشرب فيه. والطاوس: طائر، ويصغر على طويس بعد حذف الزيادات.
وقولهم: " أشأم من طويس "، وهو مخنث كان بالمدينة، وقال: يا أهل
المدينة توقعوا خروج الدجال ما دمت حيا بين ظهرانيكم، فإذا مت فقد
أمنتم ; لانى ولدت في الليلة التى مات فيها رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وفطمت في اليوم الذى مات فيه أبو بكر رضى الله عنه، وبلغت الحلم
في اليوم الذى قتل فيه عمر رضى الله عنه، وتزوجت في اليوم الذى قتل فيه
عثمان رضى الله عنه، وولد لى ولد في اليوم الذى قتل فيه على رضى الله
عنه. وكان اسمه " طاوس (3) " فلما تخنث جعله طويس طويسا (4) ويسمى بعبد
النعيم. وقال في نفسه: إننى عبد النعيم * أنا طاوس الجحيم * وأنا أشأم
من يم * شى على ظهر الحطيم *
_________
(1) رؤبة.
(2) بعده:
إذ ذهب القوم الكرام ليسى
(3) على الحكاية. وفى اللسان " طاوسا ".
(4) في اللسان: " جعله طويسا " فقط.
(3/945)
والطوس: القمر. وطاس يطوس طوسا: حسن وجهه.
والطاوس في كلام أهل الشام: الجميلُ من الرجال.
فصل العين
[عبس] عَبَسَ الرجل يَعْبِسُ
عُبوساً: كَلَحَ. وعَبَّسَ وجهه، شدّد للمبالغة. والتعبس: التجهم.
والعبس: ما يتعلق في أذناب الإبل من أبوالها وأبعارها فيجف عليها. قال
جرير يصف امرأة: ترى العَبَسَ الحوْلِيَّ جَوْناً بكوعِها * لها
مَسَكاً من غير عاجٍ ولا ذبل * يقال: أعبست الإبل، أي صارت ذات عَبَسٍ.
وقد عَبِسَ الوسَخُ في يد فلان، بالكسر، أي يَبِسَ. ويومٌ عبوس، أي
شديد. وعبس: أبو قبيلة من قيس، وهو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد
بن قيس عيلان. والعنبس: الاسد ومنه سمى الرجل، وهو فَنْعَلٌ من
العُبوس. والعنابس من قريش: أولاد أمية بن عبد شمس
(3/945)
الاكبر. وهم ستة: حرب، وأبو حرب، وسفيان،
وأبو سفيان، وعمرو، وأبو عمرو. وسموا بالاسد. والباقون يقال لهم
الاعياص (1) .
[عترس] العَتْرَسَةُ: الأخذ بالشدّة
والعُنْف. والعِتْريس: الجبّار والغضبانُ (2) . والعَنْتَريسُ: الناقة
الصلبة الشديدة. والنون زائدة، لأنَّه مشتق من العترسة.
[عجس] العَجْسُ والعُجْسُ
والعِجْسُ: مَقْبِض القوس. وكذلك المعجس، مثال المجلس. وأما قول الراجز
(3) :
وفِتيةٍ نَبَّهْتُهُمْ بالعَجْسِ * فهو طائفةٌ من وسط الليل، كأنَّه
مأخوذ من عَجْسِ القوس. يقال: مضى عَجْسٌ من الليل. والعَجاساءُ:
القطعة العظيمة من الابل. قال الراعى:
إذا بركت منها عجاساء جلة (4) *
_________
(1) وهم العاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص.
(2) زيادة عن المخطوطة: قال العجاج: ضخم الخباسات إذا تخيسا * عصبا وإن
لاقى الصعاب عترسا
(3) هو منظور بن مرثد.
(4) عجزه:
بمحنية أشلى العفاس وبروعا * وفى هامش المخطوطة: " الذى في شعره: وإن
خذلت ".
(3/946)
والعجاساء أيضا: الظلمة. والعجنس: الجمل
الضخم. قال العجاج (1) :
يتبعن ذا هداهد عجنسا (2) * والجمع عجانس، بحذف الثقيلة لانها زائدة.
وعجسنى عن حاجتى يعجسنى عجسا، أي حبسني. والعجس: القبض على الشئ.
وتعجست أمر فلان، إذا تَعقَّبته وتتبّعته. يقال: تَعَجَّسِت الأرض
غُيوثٌ، إذا أصابها غيثٌ بعد غيث. ومطرٌ عَجوسٌ، أي منهمر. قال رؤبة:
أوطف يهدى مسبلا عجوسا * وفحل عجيس، مثل عجيزٍ، وهو الذي لا يُلقِح.
وقولهم: لا آتيك سَجيسَ عُجَيْسٍ، أي أبداً. وعُجَيْسٌ مصغَّرٌ. قال
الشاعر: فأقْسَمْتُ لا آتي ابنَ ضمرةَ طائِعاً * سَجيسَ عُجَيْسٍ ما
أبان لساني * وعجيسى، مثال خطيبى: اسم مشية بطيئةٍ. وقال أبو بكر بن
السراج: عجيساء بالمد، مثل قريثاء.
_________
(1) الصحيح أنه لجرى الكاهلى.
(2) بعده:
إذا الغرابان به تمرسا:
(3/946)
[عدس]
عَدَسَ في الأرض، أي ذهب. يقال: عَدَسَتْ به المنيّةُ. قال الكميت:
أُكَلِّفُها هَوْلَ الظَلامِ ولم أزَلْ * أخا الليلِ مَعْدوساً عَلَيَّ
وعادِسا * أي يُسارُ إليّ بالليل. وعَدَسْ: لغة في حَدَسْ (1) .
والعدس: شدة الوطئ، والكدح أيضا. وجاء في وصف الضبُع: " عَدوسُ السُرى
(2) " أي قويّة على السير. والعدس بالتحريك: حب معروف. والعَدَسَةُ:
بثرةٌ تخرج بالإنسان، وربَّما قَتَلَتْ. وعَدَسْ: زجرٌ للبغل. قال يزيد
بن مُفَرِّغٍ: عَدَسْ ما لِعَبَّادٍ عليك إمارَةٌ * نجوْتِ وهذا تحملين
طليق (3) *
_________
(1) زجر للبغال. وفى اللسان أن العامة تقول " عد ". قال بيهس بن صريم
الجرمى: ألا ليت شعرى هل أقولن لبغلتي * عدس بعد ما طال السفار وكلت
(2) منه قول جرير: لقد ولدت غسان ثالبة الشوى * عدوس السرى لا يقبل
الكرم جيدها
(3) بعده: فإن تطرقي باب الامير فإننى * لكل كريم ماجد لطروق * سأشكر
ما أوليت من حسن نعمة * ومثلى بشكر المنعمين خليق:
(3/947)
وربما سموا البغل عدس، بزجره. قال الشاعر:
إذا حملت بزتى على عدس * على الذى (1) بين الحمار والفرس * فلا أبالى
من غزا ومن جلس * وعدس، مثل قثم: اسم رجل. وهو زرارة ابن عدس.
[عدبس] العَدَبَّسُ من الإبل
وغيرها: الشديد المُوَثَّقُ الخَلْقِ. والجمعُ العَدابِسُ. قال الكميت
يصف صائدا: حتى غدا وغدا له ذو بردة * شثن البنان عدبس الاوصال * ومنه
سمى العدبس الكنانى.
[عرس] العَروسُ نعت، يستوي فيه
الرجل والمرأة ما داما في إعراسِهِما. يقال: رجلٌ عروسٌ من رجال
عُرُسٍ، وامرأةٌ عَروسٌ من نساء عَرائِسَ. وفي المثل: " كادَ العَروسُ
يكون أميراً ". والعِرْسُ بالكسر: امرأةُ الرجل، ولبؤةُ الأسد ;
والجمعُ أعراسٌ. قال الشاعر (2) : ليثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ عند خِيستِه
(3) * بالرَقْمَتَيْن له أجر وأعراس *
_________
(1) في اللسان: " على التى ".
(2) مالك بن خالد الهذلى.
(3) في اللسان: " حول غابته ".
(3/947)
وربما سمى الذكر والأنثى عِرْسينِ. قال
علقمة (1) : حتَّى تَلافى (2) وقَرْنُ الشمسِ مرتفعٌ * أُدْحِيَّ عرسين
فيه البيض مركوم * وابن عرسٍ: دُوَيْبَّةٌ تسمى بالفارسية " راسو "،
ويجمع على بنات عرس. وكذلك ابن آوى، وابن مخاض، وابن لبون، وابن ماء.
يقال: بنات آوى، وبنات مخاض، وبنات لبون وبنات ماء. وحكى الاخفش: بنات
عرس وبنو عرس، وبنات نعش وبنو نعش. والعرسي: لون من الصبغ، شبه بلون
ابن عِرْسٍ. والعَرْسُ بالفتح: حائطٌ يُجْعَلُ بين حائطَي البيت
الشتويِّ لا يبلغ به أقصاه، ثم يسقف، ليكون البيت أدفأ. وإنَّما يفعل
ذلك في البلاد الباردة. ويسمى بالفارسية " بيچهـ ". يقال بيت معرس.
وذكر أبو عبيد في تفسيره شيئا آخر غير هذا لم يرتضه أبو الغوث. والعرس:
طعام الوليمة، يذكر ويؤنث. قال الراجز: إنا وجدنا عرس الحناط * لثيمة
مذمومة الحواط * ندعى مع النساج والخياط *
_________
(1) ابن عبدة الفحل.
(2) تلافى، بالفاء: تدارك.
(3/948)
والجمع الاعراس والعرسات. وقد أَعْرَسَ
فلان، أي اتَّخذ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأهله، إذا بنى (1) بها، وكذلك إذا
غَشيَها. ولا تقل عرس. والعامة تقوله. قال الراجز يصف حمارا: يعرس
أبكارا بها وعنسا * أكرم عرس باءة إذ أعرسا * وعرست البعير أعرسه بالضم
عَرْساً، أي شددت عنقه إلى ذراعه وهو باركٌ. واسم ذلك الحَبْلِ
العِراسُ. والعَرَسُ، بالتحريك: الدَهَشُ. وقد عرس الرجل بالكسر، أي
دهش، فهو عَرِسٌ. وعَرِسَ به أيضاً: لزمه. والتَعريسُ: نزولُ القوم في
السفر من آخر الليل، يَقُعون فيه وقعةً للاستراحة ثم يرتحلون.
وأَعْرَسُوا لغةٌ فيه قليلة. والموضعُ مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ.
والعِرِّيسُ بالتشديد والعِرِّيسَةُ: مأوى الاسد. وذات العرائس: موضع.
[عردس] العرندس من الابل: الشديد.
وناقةٌ عَرَنْدَسَةٌ، أي قوية طويلة القامة. قال الكميت: أَطْوي
بِهِنَّ سُهوبَ الأرضِ مُنْدَلِثاً * على عَرَنْدَسَةٍ للخرق مسبار *
_________
(1) قال في المختار: قوله بنى بها هو أيضا مما تقوله العامة، وهو خطأ،
لذا ذكره في (بنى) .
(3/948)
[عرطس]
عَرْطَسَ الرجل مثل عَرْطَزَ، إذا تَنَحَّى عن القوم وذلَّ عن مناوأتهم
ومنازعتهم. وأنشد أبو الغوث: وقد أتاني أنَّ عَبداً طِمْرِسا * يوعِدني
ولو رَآني عَرْطَسا
[عركس] الاعرنكاس: " الاجتماع.
عركست الشئ، إذا جمعتَ بعضَه على بعض. وقد اعْرَنْكَسَ الشعر، أي
اشتدَّ سواده.
[عرمس] العِرْمِسُ: الصخرة.
والعِرْمِسُ: الناقة الشديدة. قال الأصمعي: شُبِّهَتْ بالصخرة.
[عسس] عسَّ يعُسُّ عَسَّا وعَسَساً،
أي طاف بالليل، وهو نَفضُ الليلِ عن أهل الرِيبة، فهو عاسٌّ. وقومٌ
عَسَسٌ مثل خادمٍ وخدم، وطالب وطلب. وفى المثل: " كلبٌ عسَّ خيرٌ من
كلبٍ رَبَضَ ". واعْتَسَّ مثل عَسَّ. وقولهم: عَسَّ خبرُ فلانٍ، أي
أبطأ. وعسعس الذئب، أي طاف بالليل. ويقال أيضاً: عَسْعَسَ الليلُ، إذا
أقبل ظلامه.
(3/949)
وقوله تعالى: {والليلِ إذا عَسْعَسَ} ، قال
الفراء: أجمع المفسرون على أن معنى عسعس أدبر. قال: وقال بعض أصحابنا
أنّه إذا دنا من أوَّله وأظلم. وكذلك السحابُ، إذا دنا من الارض.
والعُسُّ: القَدَحُ العظيم، والرَفْدُ أكبر منه، وجمعه عِساسٌ. وقولهم:
جِئْ بالمال من عَسِّكَ وبَسِّكَ: لغة في حَسِّكَ وبَسِّكَ. أبو زيد:
العَسوسُ: الناقة التي ترعى وحدها، مثل القَسوسِ. وقد عَسَّتْ تَعُسُّ.
والعَسوسُ أيضاً: الناقة التي لا تدِرُّ حتَّى تَباعَدَ مِن الناس.
والاعتِساسُ: الاكتسابُ والطلب. والمَعَسُّ: المطلبُ. والعسوس: الطالب
للصيد. قال الراجز:
واللعلع المهتبل العسوس * يقال للذئب: العَسْعَسُ، والعَسْعاسُ،
والعَسَّاسُ ; لأنه يَعُسُّ بالليل ويطلُب. ويقال للقنافذ: العَساعِسُ،
لكثرة تردُّدها بالليل. قال أبو عمرو: التَعَسْعُسُ: الشمُّ. وأنشد:
كَمُنْخُرِ الذئب إذا تَعَسْعَسا * والتَعَسْعُسُ أيضاً: طلب الصيد
بالليل. 120 - صحاح
(3/949)
وعسعس: موضع بالبادية، واسم رجل أيضا: قال
الراجز (1) :
وعسعس نعم الفتى تبياه (2) * أي تعتمده.
[عسطس] عسطوس، بتكرير العين: شجر
يشبه الخيزران. قال الشاعر (3) :
عصا عسطوس (4) لينها واعتدالها
[عضرس] العَضْرَسُ: البَرَدُ، وهو
حبُّ الغمام. وقال يصف كلاب الصيد: مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأن عيونها * إذا
أذن القناص بالصيد عضرس (5) * ويروى: " مغرثة حصا ". وفى المثل: " أبرد
من عَضْرَسٍ ". وكذلك العضارس بالضم. قال الشاعر
_________
(1) هو أبو محياة، واسمه يحيى بن يعلى.
(2) وقبله:
فينا لبيد وأبو محياه
(3) هو ذو الرمة.
(4) عسطوس بسكون السين في المخطوطات. وفى اللسان: بتشديد السين. وصدره:
على أمر منقد العفاء كأنه
(5) البيت للبعيث.
(3/950)
* تضحك عن ذي أُشُرٍ عُضارِسِ (1) * والجمع
عضارس بالفتح، مثل جوالق وجوالق. والعضرس أيضا: نبت. قال ابن مقبل:
والعير ينفخ في المكنان قد كتنت * منه جحافله والعضرس الثجر (2) * وقال
ابن أحمر: يظل بالعضرس حرباؤها * كأنه قرم مسامى أشر (3)
[عطس] العُطاسُ من العَطْسة. وقد
عَطَسَ بالفتح يَعْطِسُ ويَعْطُسُ. وربما قالوا: عَطَسَ الصبحُ، إذا
انفلقَ. وظبيٌ عاطِس، وهو الذي يستقبلك من أمامك. والمَعْطِسُ، مثال
المَجْلِسِ: الأنفُ، وربَّما جاء بفتح الطاء.
[عطمس] العَيْطَموسُ من النساء:
التامَّةُ الخلق،
_________
(1) قبله:
يا رب بيضاء من العطامس
(2) سيأتي أيضا في (كتن) . والمكنان، بفتح الميم: نبت.
(3) في اللسان: " مسام أشر ".
(3/950)
وكذلك من الابل. والجمع العطاميس، وقد جاء
في ضرورة الشعر عطامس، قال الراجز: يا رب بيضاء من العطامس * تضحك عن
ذى أشر عضارس * وكان حقه أن يقول عطاميس، لانك لما حذفت الياء من
الواحدة بقيت عطموس مثال كردوس، فلزم التعويض لان حرف اللين رابعه كما
لزم في التحقير، ولم تحذف الواو لانك لو حذفتها لاحتجت أيضا إلى أن
تحذف الياء في الجمع والتصغير. وإنما تحذف من الزيادتين ما إذا حذفتها
استغنيت عن حذف الاخرى.
[عفس] العَفْسُ: الحبسُ والابتذال
أيضاً. والمعفوس: المسجون. والمعفوس: المبتذل. قال العجاج يصف بعيرا:
كأنه من طول جذع العفس * ورملان الخمس بعد الخمس * ينحت من أقطاره بفأس
* واعتفس القومُ: اصطرعوا. والمُعافسةُ: المعالجة. وفي الحديث: "
وعافسنا النساء ". وعفاس وبروع: اسم ناقتين للراعي النميري وقال:
(3/951)
إذا بركت (1) منها عجاساء جلة * بمحنية
أشلى العفاس وبروعا (2)
[عفقس] العَفَنقسُ: العَسِرُ
الأخلاق. وقد اعفنقس الرجل. وخلق عفنقس. قال العجاج: إذا أراد خلقا
عفنقسا * أقره الناس وإن تفجسا
[عكس] العَكْسُ: أن تشدَّ حبلاً في
خَطْمِ البعير إلى رسغ يديه ليذلَّ ; واسم ذلك الحبل العِكاسُ. يقال:
دون ذلك الأمر عِكاسٌ ومِكاسٌ. والعَكْسُ: ردُّك آخر الشئ إلى أوله.
ومنه عكس " البلية " عند القبر، لانهم كانوا يربطونها معكوسة الرأس إلى
ما يلى كلكلها وبطنها، ويقال إلى مؤخرها مما يلى ظهرها ويتركونها على
تلك الحال حتى تموت. والعكيس: لبن يُصبُّ على مرق كائناً ما كان تقول
منه: عَكَسْتُ أعْكِسُ عكسا. وكذلك الاعتكاس.
_________
(1) قال ابن برى وهو في شعره: " خذلت ".
(2) قبله: إذا سرحت من منزل نام خلفها * بميثاء مبطان الضحى غير أروعا:
(3/951)
والعكيس أيضا من اللبن: الحليب تُصبُّ عليه
الاهالة فيشرب. قال الراجز: جفؤك ذا قدرك للضيفان * جفئا على الرغفان
في الجفان * خير من العكيس بالالبان والعكيس: القضيب من الحَبَلَةِ
يُعكسُ تحت الأرض إلى موضع آخر.
[عكمس] عَكْمَسَ الليل، إذا أظلم.
وليلٌ عُكامِسٌ، أي شديد الظلمة. وإبل عكامس، أي كثيرة.
[علس] العلس: القراد الضخم، وبه سمى
الرجل. وجمل ورجلٌ عَلَسِيٌّ، أي شديد. قال الراجز (1) :
إذا رآها العَلَسِيُّ أَبْلَسا (2) * والعَلَسُ أيضاً: ضرب من الحنطة
تكون حبَّتان في قشرٍ واحد، وهو طعامُ أهل صنعاء. قال أبو صاعد
الكلابيّ. يقال ما ذاق عَلوساً ولا لَوُوساً، أي شيئاً. وما عَلَسْنا
عندهم عَلوساً. أبو عمرو: العَلسُ بالسكون: الشربُ. وما علسوا ضيفهم
بشئ تعليسا.
_________
(1) المرار
(2) بعده * وعلق القوم أداوى يبسا:
(3/952)
وعَلَسَ داؤه أيضاً، أي اشتدَّ وبرَّح. قال
ابن السكيت: المُعَلَّسُ: الرجل المجرب. والعَليسُ: الشواء مع الجلد.
[علكس] اعْلَنْكَسَ الشعر، أي
اشتدَّ سواده. قال العجاج:
بفاحمٍ دووِيَ حتَّى اعْلَنْكَسا * وقال الفراء: شعرٌ مُعْلَنْكِسٌ
ومُعْلَنْكِكٌ، وهو الكثيف المجتمع. ويقال: اعلنكس الشئ، إذا تردد.
[علطس] ناقة علطوس، مثال فردوس، وهى
الخيار الفارهة.
[علطبس] العلطبيس: الاملس البراق.
قال الراجز: لما رأى (1) شيب قذالى عيسا * وهامتي كالطست علطبيسا * لا
يجد القمل بها تعريسا
[عمس] العَماسُ بالفتح: الحرب
الشديدة، والداهية. وليلٌ عَماسٌ، أي مظلم. ويومٌ عَماسٌ. وقد عَمُسَ
عَماسَةً. قال ابن السكيت: يقال أمرٌ عموس وعماس،
_________
(1) في اللسان: " لما رأت ".
(3/952)
أي مظلم لا يُدرى من أين يؤتى له. ومنه
قولهم: جاءنا بأمورٍ مُعَمَّساتٍ، أي مظلمة ملويَّة عن جهتها. ورجلٌ
عَموسٌ: متعسفٌ. وفلان يَتَعامَسُ عن الشئ، إذا تغافل عنه. وقال:
وتَعَامَسَ عليَّ فلان، أي تعامى عليَّ وتركَني في شُبهةٍ من أمره.
والعَمْسُ: أن تُريَ أنك لا تعرف الأمر وأنت عارفٌ به. ويقال عَمَسَ
الكتابُ، أي درس. وطاعون عمواس: أول طاعون كان في الاسلام بالشأم.
[عمرس] العمرس بتشديد الراء: القوى
الشديد من الرجال. والعُمْروسُ: الخروف، والجمع العَمارِسُ. قال حميد
بن ثور: أولئك لم يدرين ما سمك القرى * ولا عصب فيها رئات العمارس *
وربَّما قيل للغلام الحادر: عُمْروس، عن أبى عمرو.
[عملس] العَمَلّسُ بتشديد اللام:
مثل العَمَرَّسِ. قال أبو عمرو: العَمَلَّسُ: القويُّ على السير
السريع. وأنشد (1)
_________
(1) لعدى بن الرقاع.
(3/953)
عَمَلَّسُ أسفارٍ إذا استقبلتْ له * سَمومٌ
كحَرِّ النارِ لم يَتَلَثَّمِ * والعملس أيضا: الذئب. وأما قولهم في
المثل: " هو أبر من العملس " فهو اسم رجل كان يحج بأمه على ظهره.
[عنس] العَنْسُ: الناقة الصُلبة،
ويقال هي التي اعْنَوْنَسَ ذنبها، أي وفر. وقال الراجز:
كم قد حسرنا من علاة عنس * وعنس أيضا: قبيلة من اليمن، منهم الاسود
العنسى الكذاب. وعنست الجارية تعنس بالضم عُنوساً وعِناساً، فهي
عانِسٌ، وذلك إذا طال مكثها في منزل أهلها بعد إدراكها حتَّى خرجت من
عداد الأبكار. هذا ما لم تتزوَّج، فإن تزوَّجت مرَّةً فلا يقال
عَنَسَتْ. قال الأعشى: والبيضُ قد عَنَسَتْ وطال جِراؤُها * ونَشَأْنَ
في فَنَنٍ وفي أذْوادِ * ويروى: " والبيض " مجرورا بالعطف على الشرب في
قوله: ولقد أرجل لمتى بعشية * للشرب قبل حوادث المرتاد * ويروى: "
سنابك "، أي قبل حوادث الطالب. يقول: أرجل لمتى للشرب وللجواري
(3/953)
الحسان التى قد نشأن في فنن ; أي في نعمة.
وأصلها أغصان الشجر. هذه رواية الاصمعي. وأما أبو عبيدة فإنه رواه: "
في قن " بالقاف، أي عبيد وخدم. ويقال للرجل أيضاً: عانِسٌ. قال أبو قيس
ابن رفاعة: منَّا الذي هو ما إنْ طَرَّ شارِبُهُ * والعانِسونَ ومنَّا
المُرْدُ والشيبُ * والجمع عنس وعنس، مثال بازل وبزل وبزل. قال الراجز:
يعرس أبكارا بها وعنسا * قال أبو زيد: وكذلك عَنَّسَتِ الجارية
تَعْنيساً. وقال الأصمعيّ: لا يقال عَنَّسَتْ، ولكن عُنِّسَتْ على ما
لم يسمّ فاعله. وعَنَّسَها أهلها. وقال الكسائي: العانس فوق المعصر.
وأنشد (1) :
معاصيرها والعاتقات العوانس (2) * ويقال: فلان لم تُعْنِسُ السِنُّ
وجهَهُ، أي لم تغيِّره إلى الكبر. قال سويد الحارثى (3)
_________
(1) لذى الرمة.
(2) وصدره:
وعيطا كأسراب الخروج تشوفت * وفى المخطوطة:
وعين كأسراب القطا قد تشوفت
(3) في اللسان: " أبو ضب الهذلى ".
(3/954)
فَتىً قَبَلٌ لم تُعْنِس السِنُّ وَجْهَهُ
* سِوى خُلْسَةٍ في الرأس كالبرق في الدجا
[عوس] العَوْسُ: الطوفان بالليل.
يقال: عاسَ الذئبُ، إذا طلب شيئاً يأكله. والعَوْسُ والعِياسةُ: سياسةُ
المال. يقال هو عائِسُ مالٍ. والعوسُ بالضم: ضربُ من الغنم، يقال كبش
عوسى. والعواساء بفتح العين ممدود: الحامل من الخنافس، حكاه أبو عبيد
عن القنانى. قال وأنشدنا:
بكرا عواساء تفاسى مربا
[عيس] العَيْسُ: ماء الفحل. وقد
عاسَ الفحل الناقةَ يَعيسُها عَيْساً، أي ضربها. والعيسُ بالكسر: الإبل
البيض يخالط بياضها شئ من الشقرة، واحدها أعْيَسُ، والأنثى عَيْساءُ
بيِّنة العَيَسِ. قال الشاعر: أقولُ لخارِبَيْ (1) هَمْدانَ لمَّا *
أثارا صِرْمَةً حمرا وعيسا *
_________
(1) الخارب: سارق الابل خاصة.
(3/954)
أي بيضا. ويقال هي كرائم الإبل والعَيساءُ
أيضاً: الانثى من الجراد. وعيسى: اسم عبرانى أو سرياني. والجمع العيسون
بفتح السين، ومررت بالعيسين ورأيت العيسين. وأجاز الكوفيون ضم السين
قبل الواو وكسرها قبل الياء. ولم يجزه البصريون، وقالوا: لان الالف إذا
سقطت لاجتماع الساكنين وجب أن تبقى السين مفتوحة على ما كانت عليه،
سواء كانت الالف أصلية أو غير أصلية. وكان الكسائي يفرق بينهما ويفتح
في الاصلية فيقول معطون، ويضم في غير الاصلية فيقول عيسون. وكذلك القول
في موسى. والنسبة إليهما عيسوى وموسوي، تقلب الياء واوا كما قلت في
مرمى مرموى، وإن شئت حذفت الياء فقلت: عيسى وموسى بكسر السين، كما قلت
في مرمى وملهى.
فصل الغين
[غبس] الغبس بالفتح: لونٌ كلون
الرماد، وهو بياضٌ فيه كدرةٌ، يقال: ذئبٌ أغْبَسُ. والوَرْدُ الأغبَسُ
من الخيل، هو الذي تدعوه الأعاجم: " سَمَنْدْ ". وقولهم: لا آتيك ما
غَبا غُبَيْسٌ، يراد به الدهر. قال ابن الاعرابي: ما أدرى ما أصله.
وأنشد الاموى:
(3/955)
وفى بنى أم زبير كيس * على الطعام ما غبا
غبيس * أي فيهم جود. وما غبا غبيس: ظرف من الزمان. وقال بعضهم: أصله
الذئب. وغبيس: تصغير أغبس مرخما. وغبا، أصله غب، فأبدل من أحد حرفي
التضعيف الالف، مثل تقضى أصله تقضض. يقول: لا آتيك ما دام الذئب يأتي
الغنم غبا.
[غرس] الغِرْسُ (1) بالكسر: الذي
يخرج مع الولد كأنّه مُخاطٌ. ويقال: جُلَيْدَةٌ تكون على وجه الفَصيل
ساعةَ يولد، فإن تُرِكَت قتلَتْه. قال الراجز (2) : يتركن في كل مناخ
أبس * كل جنين مشعر في الغرس * وغَرَسْتُ الشجر أغْرِسُهُ غرْساً.
والغِراسُ: فَسيلُ النخل. والغِراسُ أيضاً: وقتُ الغَرْسِ. ويقال
للنخلة أوَّلَ ما تنبت غريسة.
[غسس] الغُسُّ بالضم: اللئيم الضعيف
من الرجال. قال الأصمعيّ: يكون واحدا وجمعا. وأنشد لاوس ابن حجر
_________
(1) وجمع الغرس أغراس.
(2) هو منظور بن مرثد الاسدي يصف نوقا قد سقطت أولادها لشدة الكلال
والاعياء من السير.
(3/955)
مخلفون ويقضى الناس أمرهم * غس الامانة
صنبور فصنبور * ورواه المفضل: " غش " بالشين معجمة كأنه جمع غاش، مثل
بازل وبزل. ويروى " غش " نصبا على الذم بإضمار أعنى. ويروى " غسو
الامانة " أيضا بالسين، أي غسون فحذف النون للاضافة. ويجوز " غسى "
بكسر السين بإضمار أعنى، وتخذف النون للاضافة. ويقال غس فلان خطبة
الخطيب، أي عابها. وغسغست بالهرة، إذا بالغت في زجرها. وغسان: قبيلة من
اليمن، منهم ملوك غسان. ويقال غسان ماء. هذا إذا كان فعلان فهو من هذا
الباب، وإن كان فعالا فهو من باب النون.
[غطس] الغطس في الماء: الغمس فيه.
وقد غَطَسَهُ في الماء يَغْطِسُهُ. وأنشد أبو عمرو: وألقتْ ذراعيها
وأدنتْ لَبانَها * من الماء حتَّى قلتُ في الجَمِّ تَغْطِسُ *
والمغنطيس (1) : حجر يجذب الحديد، وهو معرب.
[غطرس] الغطْريسُ: الظالم المتكبر.
قال الكميت يخاطب بنى مروان
_________
(1) ويقال مغناطيس، بكسر الميم ; ومغنيطس، بفتح الميم وسكون الغين وكسر
النون وفتح الطاء.
(3/956)
فلولا حِبالٌ منكم هي أسْلَسَتْ (1) *
جنائِبَنا كنا الاباة (1) الغطارسا * وقد تغطرس فهو متغطرس.
[غلس] الغَلَسُ: ظلمة آخر الليل.
قال الأخطل: كَذَبَتْكَ عينك أم رأيت بواسطٍ * غَلَسَ الظلامِ من
الرَبابِ خَيالا * والتَغْليسُ: السير من الليل بغَلَسٍ. يقال:
غَلَّسْنا الماء، أي وردناه بغَلَسٍ، وكذلك إذا فعلنا الصلاة بغَلَسٍ.
قال أبو زيد: يقال وقع فلانٌ في وادى تغلس غير مصروف، مثال تخيب، وهى
الداهية والباطل.
[غمس] غَمَسَهُ في الماء، أي
مَقَلَهُ فيه، فانْغَمَسَ واغْتَمَسَ بمعنًى. والمُغامسَةُ:
المُماقلةُ، وكذلك إذا رمى الرجل نفسه في وسط الحرب. والأمرُ الغَموسُ:
الشديدُ. واليمينُ الغَموسُ: التي تَغْمِسُ صاحبها في الإثم. والطعنة
الغموس: النافذة.
_________
(1) في اللسان: " أمرست - كنا الاتاة ".
(3/956)
وناقة غموس: لا يُستبان حملُها حتَّى
تقرِبَ. والغَميسُ من النبات: الغَميزُ. والغَميسُ: مسيلُ ماءٍ صغير
بين البقل والنبات.
[غيس] الغيسان: حدة الشباب.
فصل الفاء
[فأس] الفأسُ: واحد الفُؤوس. وفَأسُ
اللجام: الحديدة القائمة في الحَنك. وفَأسُ الرأسِ: حرفُ
القَمَحْدُوَةِ المشرف على القفا. وفَأسْتُهُ، أي ضربته بالفأس، وكذلك
إذا أصبتَ فأس رأسه.
[فجس] الفَجْسُ: التكبُّرُ
والتعظُّمُ وقد فجس يفجس بالضم. قال العجاج: إذا أراد خلقا عفنقسا *
أقره الناس وإن تفجسا
[فدكس] الفدوْكَسُ: الأسدُ، مثل
الدَوْكَسِ. وفدوكس أيضا: رهط الاخطل الشاعر، وهم من بنى جشم بن بكر.
(3/957)
[فرس]
الفَرَسُ يقع على الذكر والأنثى، ولا يقال للأنثى فَرَسَةٌ. وتصغير
الفَرَسِ فُرَيْسٌ، وإنْ أردت الأنثى خاصَّة لم تقل إلا فريسة بالهاء،
عن أبى بكر بن السراج، والجمع أفراس. وراكبه فارس، وهو مثل لابن وتامر،
أي صاحب فرس. ويجمع على فوارِسَ، وهو شاذٌّ لا يقاس عليه، لان فواعل
إنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة وضوارب، أو جمع فاعل إذا كان صفة للمؤنث
مثل حائض وحوائض، أو ما كان لغير الآدميين، مثل جمل بازل وجمال بوازل،
وجمل عاضه وجمال عواضه، وحائط وحوائط. فأما مذكر ما يعقل فلم يجمع عليه
إلا فوارس، وهوالك، ونواكس. فأما فوارس فلانه شئ لا يكون في المؤنث،
فلم يخف فيه اللبس. وأما هوالك فإنما جاء في المثل، يقال: " هالك في
الهوالك "، فجرى على الاصل، لانه قد يجئ في الامثال ما لا يجئ في
غيرها. وأما نواكس فقد جاء في ضرورة الشعر (1) .
_________
(1) منه قول الفرزدق: وإذا الرجال رَأَوْا يَزيدَ رأَيْتَهُمْ * خَضُعَ
الرقابِ نواكس الابصار * 121 - صحاح
(3/957)
قال ابن السكيت: إذا كان الرجل على حافر،
برذونا كان أو فرسا أو بغلا أو حمارا، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على بغل،
ومر بنا فارس على حمار. قال الشاعر: وإنى امرؤ للخيل عندي مزية * على
فارس البرذون أو فارس البغل * وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: لا
أقول لصاحب البغل: فارس، ولكني أقول: بغال. ولا أقول لصاحب الحمار:
فارس، ولكني أقول: حمار. والفرسة: ريح تأخذ في العنق فتغرسها. والفريس:
حلقة من خشب يقال لها بالفارسية " چنبر ". وفرس الاسد فريسته يفرسها
فَرْساً، وافْتَرَسَها، أي دقَّ عنقَها. وأصل الفَرْسِ هذا ثم كثُر
واستعمل حتَّى صير كلُّ قتلٍ فَرْساً. وقد نُهِيَ عن الفَرْسِ في
الذبح، وهو كسر عظم الرقبة قبل أن تبرد. قال ابن السكيت: فَرَسَ الذئبُ
الشاةَ فَرْساً. وأفْرَسَ الراعي، أي فَرَسَ الذئب الشاة من غنمه. قال:
وأفْرَسَ الرجلُ الأسدَ حمارَه، إذا تركه له ليفترسه وينجو هو.
(3/958)
وقال النضر بن شميل: يقال أكل الذئبُ
الشاةَ، ولا يقال افترسها. وأبو فراس: كنية الأسد. وفارس: الفرس،
بالضم، وفى الحديث: " وخدمتهم فارس والروم ". وفارس: بلاد الفرس أيضا.
والفرسان: الفوارس. وفرسان بالفتح: قبيلة. والفراسة بالكسر: الاسم من
قولك تَفَرَّسْتُ فيه خيراً. وهو يَتَفَرَّسُ، أي يتثبَّت وينظر. تقول
منه: رجلٌ فارِسُ النظر. وفي الحديث: " اتَّقوا فِراسَةَ المؤمنِ ".
والفَراسَةُ بالفتح: مصدر قولك رَجلٌ فارِسٌ على الخيل بيِّن
الفَراسَةِ والفُروسَةِ والفُروسيَّةِ. وقد فَرُسَ بالضم يَفْرُسُ
فُروسَةً وفَراسَةً، أي حَذِقَ أمر الخيل. والفِرْسُ بالكسر: ضربٌ من
النبت، عن يعقوب. والفرسن بالنون للبعير، كالحافر للدابة. وربما قيل
فرسن شاة على الاستعارة، وهو فعلن. قال أبو بكر بن السراج: النون زائدة
لانها من فرست. والفرناس، مثال الفرصاد: الاسد، وهو
(3/958)
الغليظ الرقبة. وكذلك الفُرانِسُ، مثل
الفُرانِقِ، والنون زائدة.
[فردس] الفردوس: البستان. قال
الفراء: هو عربي. والفردوس: حديقة في الجنة. وفردوس: اسم روضة دون
اليمامة. والفراديس: موضع بالشام. وكرم مفردس، أي معرش.
[فرطس] فرطوسة الخنزير: أنفه.
[فطس] الفطسُ بالتحريك: تطامنُ
قصبةِ الأنف وانتشارها. والرجل أفْطَسُ. والاسمُ الفَطَسَةُ بالتحريك،
لأنه كالعاهة. والفَطْسَةُ بالتسكين: خرزة يؤخذ بها. يقولون: " أخذته
بالفطسة، بالثؤباء والعطسة ". وفطس يَفْطِسُ فُطوساً، أي مات.
والفِطِّيسُ، مثال الفسيق: المطرقةُ العظيمة. وفِطِّيسةُ الخنزير
أيضاً: أنفه ; وكذلك الفنطيسة.
[فقس] فَقَسَ فُقوساً، أي مات.
وفَقَسَ الطائر بيضه فَقْساً، أي أفسده.
(3/959)
[فقعس]
فقعس: أبو قبيلة من بنى أسد، وهو فقعس ابن عمرو بن الحارث بن ثعلبة بن
دودان بن أسد.
[فلحس] أبو عبيد: الفَلْحَسُ:
الحريصُ. ويقال للكلب فلحس. وفلحس أيضا: اسم رجل من بنى شيبان. وفيه
المثل: " أسأل من فلحس "، زعموا أنه كان يسأل سهما في الجيش وهو في
بيته، فيعطى لعزه وسؤدده، فإذا أعطيه سأل لامرأته، فإذا أعطيه سأل
لبعيره.
[فلس] الفَلْسُ يجمع على أفْلُسٍ في
القِلة، والكثيرُ فُلوسٌ. وقد أفْلَسَ الرجل: صار مُفْلِساً، كأنَّما
صارت دراهمه فلوسا وزيوفا. كما يقال: أخبث الرجل، إذا صار أصحابه
خبثاء. وأقطف: صارت دابته قطوفا. ويحوز أن يراد به أنه صار إلى حال
يقال فيها: ليس معه فلس. كما يقال: أقهر الرجل إذا صار إلى حال يقهر
عليها. وأذل الرجل: صار إلى حال يذل فيها. وقد فَلَّسَهُ القاضي
تَفْليساً: نادى عليه أنه أفلس.
(3/959)
[فلقس]
قال أبو عبيد: الفَلَنْقَسُ: الذي أبوه مَوْلًى وأمُّه عربية. وأنشد:
العبد والهجين والفلنقس * ثلاثة فأيهم تلمس * وقال أبو الغوث: الفلنقس
الذى أبوه مولى وأمه مولاة. والهجين: الذى أبوه عتيق وأمه مولاة.
والمقرف: الذى أبوه مولى وأمه ليست كذلك.
فصل القاف
[قبس] القَبَسُ: شعلةٌ من نار ;
وكذلك المِقْباسُ. يقال: قَبَسْتُ منه ناراً أقْبِسُ قَبْساً
فأقْبَسَني، أي أعطاني منه قَبَساً. وكذلك اقْتَبَسْتُ منه ناراً،
واقْتَبَسْتُ منه عِلماً أيضاً، أي استفدته. قال اليزيديّ: أقْبَسْتُ
الرجل عِلماً، وقَبَسْتُهُ ناراً. فإن كنت طلبتها له قلت: أقْبَسْتُهُ.
وقال الكسائي: أقْبَسْتُهُ عِلماً وناراً، سواءٌ. قال: وقَبَسْتُهُ
أيضاً فيهما. والقَبيسُ: الفحل السريع الإلقاح. وفى المثل: " لقوة (1)
صادفت قبيسا ". وقد قَبِسَ الفحل بالكسر قَبَساً، فهو قبس، عن الكسائي،
وقبيس. قال الشاعر
_________
(1) اللقوة: السريعة التلقى لماء الفحل.
(3/960)
حَمَلْتِ ثلاثةً فوضعتِ تِمًّا * فأُمٌّ
لَقْوَةٌ وأبٌ قَبيسُ * واللَّقْوَةُ، هي السريعة الحمل. وأبو قبيس:
جبل بمكة. وأبو قابوس: كنية النعمان بن المنذر بن المنذر ابن امرئ
القيس بن عمرو بن عدى اللخمى، ملك العرب. وجعله النابغة أبا قبيس
للضرورة، فصغره تصغير الترخيم، فقال يخاطب يزيد بن الصعق: فإن يقدر
عليك أبو قبيس يحط بك المعيشة في هوان وإنما صغره وهو يريد تعظيمه، كما
قال حباب ابن المنذر: " أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب ". وقابوس
لا ينصرف للعجمة والتعريف. قال النابغة: نبئت أن أبا قابوس أوعدنى *
ولا قرار على زأر من الاسد
[قدس] القُدْسُ والقُدُسُ:
الطُهْرُ، اسمٌ ومصدرٌ. ومنه قيل للجنَّة حظيرة القُدْسِ. وروح
القُدُسِ: جبريل عليه السلام. وقدس بالتسكين: جبل عظيم بأرض نجد.
والتقديس: التطهير.
(3/960)
وتقدس، أي تطهَّر. والأرضُ المُقَدَّسَةُ:
المطَهَّرةُ. وبيت المُقَدَّسِ والمَقْدِسِ، يشدَّد ويخفَّف، والنسبة
إليه مَقْدِسِيٌّ، مثال مجلِسِيٍّ ومُقَدَّسِيّ. قال الشاعر وهو امرؤ
القيس: فأدركنه يَأْخُذْنَ بالساقِ والنَسا * كما شَبْرَقَ الولدان ثوب
المقدسي * يعنى يهوديا. ويقال إن القادسية دعا لها إبراهيم عليه السلام
بالقدس وأن تكون محلة الحاج. والقُدُّوسُ: اسمٌ من أسماء الله تعالى،
وهو فُعُّولٌ من القُدْسِ، وهو الطهارة. وكان سيبويه يقول: قدوس وسبوح،
بفتح أوائلهما، وقد ذكرناه في ذروح. قال ثعلب: كل اسم جاء على فعول فهو
مفتوح الاول، مثل سفود، وكلوب، وسمور، وشبوط، وتنور، إلا السبوح
والقدوس فإن الضم فيهما أكثر، وقد يفتحان. وكذلك الذروح بالضم وقد
يفتح. والقدس بالتحريك: السَطْلُ بلغة أهل الحجاز، لأنه يُتَطَهَّرُ
فيه. والقُداسُ بالضم: شئ يعمل كالجمان من فضة. قال الشاعر يصف الدموع:
(3/961)
كنظم قداس سلكه متقطع (1)
[قدحس] القداحس: الشجاع.
[قدمس] القدْموس: القديم. يقال:
حَسَبٌ قدموس أي قديم.
[قرس] القَرْسُ ": البرد الشديد.
قال الشاعر (2) : مَطاعينُ في الهَيْجا مطاعيم في القِرى (3) * إذا
اصفرَّ آفاقُ السماءِ من القَرْسِ (4) * يقال: ليلةٌ ذات قَرْسٍ، أي
بردٍ. وقد قَرَسَ البرد يَقْرِسُ قَرْساً: اشتدَّ. وفيه لغةٌ أخرى:
قَرِسَ البردُ قَرَساً. وقال أبو زُبَيد: وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ
حَرْبِهِم * كما تَصَلَّى المقرور من قرس *
_________
(1) صدره:
تحدر دمع العين منها فخلته
(2) أوس بن حجر.
(3) في اللسان: " مطاعيم للقرى ".
(4) وقبله: أجاعلة أم الحصين خزاية * على فرارى أن عرفت بنى عبس * ورهط
أبى شهم وعمرو بن عامر * وبكرا فجاشت من لقائهم نفسي:
(3/961)
وقال ابن السكيت: القرس: الجامد. ولم يعرفه
أبو الغوث. والبرد اليوم قارِسٌ وقَريسٌ، ولا تقل: قارِصٌ. وقَرَسَ
الماء، أي جَمَدَ: وأصبح الماء اليومَ قَريساً وقارِساً، أي جامداً.
ومنه قيل: سمكٌ قَريسٌ، وهو أن يطيخ ثم يتخذ له صباغ فيترك فيه حتى
يجمد. وأقْرَسَهُ البرد وقَرَّسَهُ تَقْريساً. يقال: قَرَّسْتُ الماء
في الشَنِّ، إذا بردته. قال أبو زيد: القراسية من الابل: الضخم الشديد،
بضم القاف والياء زائدة، كما زيدت في رباعية وثمانية. قال الراجز: لما
تضمنت الحواريات * قربت أجمالا قراسيات * قال أبو سعيد الضرير: آل
قراس: أجبل باردة. قال أبو ذؤيب يصف عسلا: يمانية أحيا لها (1) مظ مائد
* وآل قراس صوب أسقية كحل * ويروى: " صوب أرمية "، وهما بمعنى. ويقال
مائد وقراس: جبلان باليمن. يمانية خفض على قوله
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " أجبالها " صوابه في المخطوطة واللسان.
(3/962)
فجاء بِمَزْجٍ لم يرَ الناسُ مِثلَه * هو
الضَحْكُ (1) إلاّ أنّه عَملُ النحل * والمظ: الرمان البرى.
[قربس] القَرَبوسُ للسرج، ولا
يخفَّف إلا في الشعر، مثل طَرسوسَ، لأنَّ فَعْلولٌ ليس من أبنيتهم.
[قرطس] القِرْطاسُ: الذي يكتب فيه.
والقُرْطاسُ بالضم مثله، وكذلك القَرْطَسُ. ذكره أبو زيد في نوادره.
وأنشد (2) : كأنَّ بحَيْثُ استودعَ الدارَ أهْلُها * مَخَطَّ زَبورٍ من
دواةٍ وقَرْطَسِ * ويسمَّى الغرض قِرْطاساً. يقال: رمى فقرطس، إذا
أصابه.
[قرقس] قاع قرقوس، مثل قربوس، أي
واسع أملس. والقرقس: الجرجس. وأنشد يعقوب: فليت الافاعى يعضضننا * مكان
البراغيث والقرقس * وحكى أبو زيد: قرقست بالكلب، أي دعوت به.
_________
(1) الضحك: طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه.
(2) لمخش العقيلى.
(3/962)
[قرنس]
القُرْناسُ بالضم: شبه الأنف يتقدَّم من الجبل. قال الهذليّ (1) يصف
وعلاً: في رأسِ شاهِقَةٍ أُنْبوبها خَضِرٌ * دون السَماءِ له في الجو
قرناس (2)
[قسس] القس: تتبع الشئ وطلبه. قال
الراجز:
يصبحن (3) عن قس الاذى غوافلا (4) * وتَقَسَّسْتُ أصواتهم بالليل، أي
تسمَّعْتها. والقَسُّ: النميمةُ. والقَسُّ أيضاً: رئيسٌ من رؤساء
النصارى في الدين والعلم، وكذلك القِسِّيسُ. والقَسِّيُّ: ثوب يُحْمَلُ
من مصر يخالطه الحرير. وفي الحديث " أنَّه نهى عن لبس القسى ". قال أبو
عبيد: هو منسوب إلى بلاد يقال لها القس. قال: وقد رأيتها. ولم يعرفها
الاصمعي. قال: وأصحاب الحديث يقولونه بكسر القاف، وأهل مصر بالفتح.
_________
(1) هو مالك بن خويلد الخناعى يصف الوعل.
(2) قبله: تالله يبقى على الايام ذو حِيَدِ * بمُشْمَخِرٍّ به
الظَيَّانُ والآس
(3) وفى اللسان: " يمسين ".
(4) بعده:
: لا جعبريات ولا طهاملا:
(3/963)
وقس بن ساعدة الايادي: أسقف نجران، وكان
أحد حكماء العرب. والقَسوسُ: الناقة التي ترعى وحدها، مثل العسوس، عن
أبى زيد. والكسائي مثله. وقد قَسَّتْ تَقُسُّ، أي رعت وحدها. وقساس
بالضم: جبل لبنى أسد. وقال شمر: القساس: معدن الحديد بأرمينية.
والقُساسِيُّ: سيفٌ منسوب إليه. وأنشد: إنَّ القُساسِيُّ الذي يُعْصى
به * يختصم الدارع في أثوابه * وقرب قسقاس، أي سريع ليس فيه وتيرةٌ.
والقَسْقاسُ: الدليل الهادي. قال أبو عمرو: القَسْقَسَةُ: دَلَجُ الليل
الدائب. يقال: سير قِسْقيسٌ، أي دائبٌ. ويقال: القَسْقاسُ: شدة الجوع
والبرد. وينشد (1) : أتانا به القسقاس ليلا ودونه * جراثيم رمل بينهن
نفانف (2) * وقسقست بالكلب، إذا صحتَ به وقلت له: قوس قوس.
_________
(1) لابي جهيمة الذهلى.
(2) قال ابن برى: " وصوابه: قفاف ". وبعده فأطعمته حتى غدا وكأنه *
أسير يدانى منكبيه كتاف:
(3/963)
[قسطس]
القسطاس والقسطاس: الميزان.
[قعس] القعس: خروج الصدر ودحول
الظَهر ; وهو ضدُّ الحَدَبِ. يقال: رجلٌ أقْعَسُ وقَعِسٌ ومُتَقاعِسٌ.
وفرسٌ أقْعَسُ، إذا اطمأنَّ صُلبُهُ من صهوته وارتفعت قَطاتُهُ. ومن
الإبل: التي مال رأسها وعنقها نحو ظهرها. ومنه قولهم: " ابنُ خمسٍ،
عَشاءُ خَلِفاتٍ قُعْسِ " أي مُكث الهلالِ لخمسٍ خَلَوْنَ من الشهر إلى
أن يغيب مُكث هذه الحوامل في عَشائها. وليلٌ أقْعَسُ: كأنَّه لا يبرح.
وعِزَّةٌ قَعْساءُ، أي ثابتةٌ. ورجلٌ أقْعَسُ، أي منيع. والاقعس: جبل.
والاقعسان: الاقعس وهبيرة ابنا ضمضم. والقعوس: الشيخ الكبير الهرم.
وتَقَعْوَسَ الشيخُ، أي كبر. وتَقَعْوَسَ البيت، أي تهدَّم. وتَقَاعَسَ
الرجلُ عن الأمر، أي تأخَّر ولم يتقدَّم فيه. ومنه قول الكميت:
كما يتقاعس الفرس الجرور:
(3/964)
واقعنسس، أي تأخَّر ورجع إلى خلفٍ. قال
الراجز: بئس مقام الشيخ أمرس أمرس * إما على قعو وإما اقعنسس * وإنما
لم يدغم هذا لانه ملحق باحرنجم. يقول: إنه إن استقى ببكرة وقع حبلها في
غير موضعها، فيقال له: أمرس. وإن استقى بغير بكرة ومتح أوجعه ظهره،
فيقال له: اقعنسس واجذب الدلو. والإقْعاسُ: الغِنى والإكثار.
والقَعْسُ: الترابُ المنتن، عن ابن دريد. وذكره أيضا أبو زيد وأبو
مالك. والمقعنسس: الشديد، وتصغيره مقيعيس، وإن شئت عوّضت من النون وقلت
مقيعس. وكان المبرد يختار في التصغير حذف الميم دون السين الاخيرة،
فيقول قعيسس (1) . والاول قول سيبويه. ومقاعس: أبو حى من تميم، وهو
لقب، واسمه الحارث بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
_________
(1) هكذا في النسخ الصحيحة وعليها جرى المترجم، غير أنه قال قعيسيس
بزيادة ياء بين السينين على لغة التعويض. وفى بعض نسخ حذف الميم والسين
الاخيرة فيقول: قعيس وعلى هذه ظاهر نسخ القاموس ومترجمه إن لم يكن
التحريف من الناسخ بحذف السين الثانية. والشاهد لصحة الاولى قول
الاشمونى في جمع التكسير: وخالف المبرد فحذف الميم وأبقى الملحق وهو
السين لانه يضاهى الاصل، فيقال قعاسس أو قعاسيس، بزيادة ياء التعويض
اهـ. والتكسير والتصغير أخوان، ومن هنا يعلم الجواب عن قول الصبان في
باب التصغير. قال شيخنا يعنى المدابغى: انظر هل يأتي هنا خلاف المبرد
المتقدم اهـ. قاله نصر.
(3/964)
ومقاعس بفتح الميم: جمع المقعنسس بعد حذف
الزيادات: النون والسين الاخيرة. وإنما لم تحذف الميم وإن كانت زائدة
لانها دخلت لمعنى اسم الفاعل. وأنت في التعويض بالخيار. والتعويض: أن
تدخل ياء ساكنة بين الحرفين اللذين بعد الالف، تقول مقاعس، وإن شئت
مقاعيس. وإنما يكون التعويض لازما إذا كانت الزيادة رابعة، نحو قنديل
وقناديل، فقس عليه. والقنعاس من الابل: العظيم. ورجلٌ قُناعِسٌ بالضم،
أي عظيمُ الخلق، والجمع القناعس بالفتح.
[قفس (1) ] قَفَسَ الظبيَ قَفْساً:
ربط يديه ورجليه. وقَفَسَ الرجلَ: أخذ بشعره. وقَفَسَ قَفاساً (2) :
أخذه داءٌ في المفاصل كالتشنُّج. وقَفَسَ الرجل قَفْساً: مات. وقَفَسَ
قُفوساً مثله. وقَفِسَ قَفَساً: عَظُمت رَوْثَهُ أنفه.
[قلس] القَلْسُ: حبلٌ ضخمٌ من ليفٍ
أو خوصٍ من قُلوس السفن.
_________
(1) هذه المادة ساقطة من نسخ كثيرة حتى من المترجم، لكن القاموس ذكرها
بالاسود لا بالاحمر، لثبوتها عنده في الصحاح. قاله نصر.
(2) لم يرد هذا في اللسان والقاموس.
(3/965)
والقلس أيضا: القذف. وقد قَلَسَ يَقْلِسُ،
فهو قالِسٌ. وقال الخليل: القَلْسُ: ما خرج من الحلقِ مِلء الفم أو
دونه وليس بقئ، فإن عاد فهو القئ. وقلست الكأس، إذا قذفت بالشراب
لشدَّة الامتلاء. قال أبو الجراح في أبى الجسن الكسائي: أبا حَسَنٍ ما
زُرْتُكُمْ مُذْ سُنَيَّةٍ (1) * من الدَّهرِ إلاَّ والزُجاجَةُ
تَقْلِسُ * كريمٍ إلى جَنْبِ الخِوانِ وزَوْرُهُ * يُحَيَّا بأهلاً
مَرْحَباً ثمَّ يجلس * والقلنسوة والقلنسية، إذا فتحت القاف ضممت
السين، وإن ضمت القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء. فإذا جمعت أو صغرت
فأنت بالخيار لان فيه زيادتين الواو والنون، إن شئت حذفت الواو وقلت
قلانس، وإن شئت حذفت النون وقلت قلاس، وإنما حذفت الواو لاجتماع
الساكنين. وإن شئت عوضت فيهما ياء وقلت قلانيس أو قلاسى. وتقول في
التصغير: قلينسة، ولك أن تعوض فيهما وتقول قلينيسة وقليسية بتشديد
الياء الاخيرة، وإن شئت جمعت القلنسوة بحذف الهاء فقلت قلنس وأصله
قلنسو، لانك رفضت الواو، لانه ليس في الاسماء اسم آخره
_________
(1) صوابه: " مند سنية ". 122 - صحاح
(3/965)
حرف علة وقبلها ضمة، فإذا أدى إلى ذلك قياس
وجب أن يرفض ويبدل من الضمة كسرة، فيصير آخر الاسم ياء مكسورا ما
قبلها. وذلك يوجب كونه بمنزلة قاض وغاز في التنوين. وكذلك القول في أحق
وأدل، جمع حقو ودلو وأشباه ذلك، فقس عليه. وقد قلسيته فَتَقَلْسى،
وتَقَلْنَسَ، وتَقَلَّسَ (1) ، أي ألبسته القَلَنْسُوَةَ فلبِسها.
والتَقْليسُ: الضربُ بالدفّ والغناء. قال الشاعر:
ضَرْبَ المُقَلَّسِ جَنْبَ الدَفِّ للعَجَمِ * وقال الأموي:
المُقَلِّسُ: الذي يلعب بين يدَي الأمير إذا قدِم المِصْرَ. وقال أبو
الجرَّاح: التَقْليسُ: استقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو. قال
الكميت يصف ثوراً طعن الكلاب فتبعه الذبابُ لما في قرنِه من الدم
_________
(1) قوله وتقلس أي بتشديد اللام مطاوع قلسه المشدد أيضا، وهذا الثالث
ثابت في النسخ وفى المختار أيضا، ولكن ليس في ترجمته ولا في القاموس
ولا ترجمته، بل الذى في الثلاثة الاقتصار على فعلين قلسيته قلسية
فتقلسى، وقلنسته قلنسة فتقلنس. وعلى ما في الصحاح يكون التقليس مشتركا
بين هذا والمعنى الذى يذكر بعد. قاله نصر.
(3/966)
ثم استمر يغنيه الذُبابُ كما * غَنَّى
المُقَلِّسُ بِطْريقاً بِمِزْمارِ * وبحرٌ قلاَّسٌ، أي يقذف بالزبد.
والقليس، بالتشديد مثال القبيط: بيعة كانت بصنعاء للحبشة بناها أبرهة
وهدمها حمير.
[قمس] القَمْسُ: الغَوصُ.
والقَمَّاسُ: الغواصُ. وقَمَسْتُهُ في الماء فانْقَمَسَ، أي غمسته
فانغمس. وقَمَسَ بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدى. وفيه لغة أخرى: أقْمَسْتُهُ
في الماء، بالألف. وقَمَسَ الولدُ في بطن أمِّه: اضطرب. وقامَسْتُهُ
فقَمَسْتُهُ. يقال فلان يُقامِسُ حوتاً، إذا ناظَرَ من هو أعْلَمُ منه.
وانْقَمَسَ النجم: انحطَّ في المغرب. قال ذو الرمة يذكر مطرا عند سقوط
الثريا: أصاب الارض منقمس الثريا * بساحية وأتبعها طلالا * وإنما خص
الثريا لان العرب تزعم أنه ليس شئ من الانواء أغزر من نوء الثريا.
وقاموس البحر: وسطه ومعظمه. وفى حديث المد والجزر (1) قال: " ملك موكل
بقاموس البحر، كلما وضع رجله فيه فاض، فإذا رفعها غاض ".
_________
(1) هو حديث ابن عباس حين سئل عن المد والجزر.
(3/966)
وبحر قلمس، بتشديد الميم، أي زاخر. وأرى أن
اللام زائدة. والقلمس أيضا: السيد العظيم.
[قنس] القَنْسُ (1) : الأصل. قال
الراجز:
في قَنْسِ مجدٍ فاتَ كلَّ قَنْسِ (2) * والقَوْنَسُ: أعلى البيضة من
الحديد. قال الشاعر (3) : بمطَّردٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعوبهُ * وذي رونَقٍ
عَضْبٍ يقُدُّ القَوانِسا (4) * والقَوْنَسُ أيضاً: عظمٌ ناتئ بين أذنى
الفرس. قال طرفة: اضرب عنك الهموم طارقها * ضربك بالسيف قونس الفرس *
أراد " اضربن " فحذف النون، كما حذف من قوله:
أيوم لم يقدر أم يوم قدر *
_________
(1) القنس والقنس: الاصل.
(2) قبله: وحاصن من حاصنات ملس * من الاذى ومن قراف الوقس
(3) حسيل بن شحيح الضبى.
(4) قبله: وأرهبت أولى القوم حتى تنهنهوا * كما ذدت يوم الورد هيما
خوامسا:
(3/967)
[قوس]
القَوْسُ يذكَّر ويؤنَّث. فمن أنّث قال في تصغيرها قُوَيْسَةٌ، ومن
ذكر، قال قُوَيْسٌ. وفي المثل: " هو من خير قُوَيْسٍ سَهماً ". والجمع
قِسِيٌّ وأقْواسٌ وقِياسٌ. وأنشد أبو عبيدة (1) :
ووتر الاساور القياسا (2) * وكأن أصل قسى قؤوس، لانه فعول، إلا أنهم
قدموا اللام وصيروه قسو على فلوع، ثم قلبوا الواو ياء وكسروا القاف،
كما كسروا عين عصى، فصارت قسى على فليع، كانت من ذوات الثلاثة فصارت من
ذوات الاربعة. وإذا نسبت إليها قلت قسوى، لانها فلوع مغير من فعول،
فتردها إلى الاصل. وربَّما سموا الذراع قَوْساً. والقَوْسُ أيضاً: بقية
التمر في الجُلَّةِ. والقوس: برج في السماء. وقست الشئ بغيره وعلى
غيره، أقيسُهُ قَيْساً وقِياساً فانْقاسَ، إذا قدَّرتَه على مثاله.
وفيه لغة أخرى قسته أقوسه قوسا وقياسا. ولا يقال أَقَسْتُهُ. والمقدارُ
مِقْياسٌ. وقايَسْتُ بين الأمرين مُقايَسَةً وقِياساً.
_________
(1) للقلاخ بن حزن.
(2) بعده: صغدية تنتزع الانفاسا:
(3/967)
ويقال أيضاً: قايَسْتُ فلاناً، إذا جاريته
في القياس. وهو يقتاس الشئ بغيره، أي يقيسه به. ويَقْتاسُ بأبيه
اقْتِياساً، أي يسلك سبيله ويقتدى به. والقوس بالضم: صومعة الراهب. قال
الشاعر (1) وذكر امرأة: لا وصل إذ رحلت هند ولو وقفت * لاستفتنتنى وذا
المسحين في القوس * وقوسى: اسم موضع. وقوس الشيخ تَقْويساً، أي انحنى.
واستقوَس مثله. والاقوس: المنحني الظهر. ابن السكيت: يقال رجل
مُتَقَوِّسٌ قَوْسَهُ، أي معه قَوْسُهُ. والمِقْوَسُ بالكسر: وعاءُ
القَوْسِ. والمِقْوَسُ: أيضاً حبلٌ تُصَفُّ عليه الخيل عند السباق. قال
أبو العِيال الهُذلي: إنّ البَلاَء لَدى المَقاوِسِ مُخْرِجٌ * ما كان
من غَيْبٍ ورجم ظنون
[قهبلس] القهبلس، مثل الجحمرش:
الذكر.
_________
(1) جرير كذا في بعض النسخ اهـ. راجع ديوان جرير ص 321.
(3/968)
[قيس]
قست الشئ بالشئ: قدرته على مثاله. ويقال بينهما قِيسُ رمحٍ وقاسُ رمحٍ،
أي قدرُ رمح. وقيس: أبو قبيلة من مضر، وهو قيس عيلان، واسمه الناس (1)
بن مضر بن نزار. وقيس لقبه. يقال: تقيس فلان، إذا تشبه بهم أو تمسك
منهم بسبب، إما بحلف أو جوار أو ولاء. قال رؤبة (2) :
وقيس عيلان ومن تقيسا * والقيسان من طيئ، قيس بن عناب ابن أبى حارثة بن
جدى بن تدول بن بحتر ابن عتود، وقيس بن هذمة بن جديلة ابن أسد بن
ربيعة. والنسبة إليهم عبقسى، وإن شئت عبدى.
_________
(1) قوله الناس بالنون فهو أخو إلياس بن مضر الذى في العمود النبوى.
وإنما أضيف لقبه إلى عيلان الذى هو اسم فرسه لانه كان في عصره شخص يقال
له قيس كبة، بضم الكاف وشد الموحدة، وهو اسم فرسه أيضا، فكان كل واحد
منهما يضاف إلى ماله للتمييز اهـ. باختصار من الوفيات الخلكانية في
ترجمة مظفر الاعمى العيلانى الشاعر.
(2) قال ابن برى: الرجز للعجاج. وصواب إنشاده " وقيس " بالنصب، لان
قبله:
وإن دعوت من تميم أرؤسا * وجواب إن في البيت الثالث:
تقاعس العز بنا فاقعنسسا
(3/968)
وقد تعبقس الرجل، كما يقال: تعبشم، وتقيس.
فصل الكاف
[كاس] الكأْسُ مؤنَّثة. قال الله تعالى: {بكَأْسٍ من مُعينٍ. بيضاءَ} .
وأنشد الأصمعيّ (1) : من لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هرَماً * للموتِ
كأسٌ فالمرءُ ذائِقُها * قال ابن الأعرابي: لا تسمَّى الكأس كأسَا إلا
وفيها الشراب. والجمع كُؤُوسٌ، وأكْؤُسٌ، وكياس (2) .
[كبس] كَبَسْتُ النهرَ والبئرَ
كَبْساً: طممتُها بالتراب. واسم ذلك التراب كِبْسٌ بالكسر. وربَّما
قالوا كَبَسَ رأسَه، أي أدخله في ثيابه. ويقال رجلٌ أكْبَسُ بيِّن
الكَبَسِ (3) ، للذي أقبلتْ هامتُه وأدبرتْ جبهتُه. والكُباسُ بالضم:
العظيم الرأس. والكِباسَةُ بالكسر: العِذْقُ. وهو من التمر بمنزلة
العنقود من العنب.
_________
(1) لامية بن أبى الصلت.
(2) وزاد المجد: وكاسات.
(3) زاد ابن القطاع: وقد كبس كبسا، كفرح.
(3/969)
والكبيس: ضربٌ من التمر. والسنة الكَبيسَةُ
التي يُسْتَرَقُ (1) منها يوم، وذلك في كلِّ أربع سنين. والكابوسُ: ما
يقع على الإنسان بالليل. ويقال: هو مقدِّمة الصَرْعِ. وكَبَسوا دارَ
فلان: أغاروا عليها فجأة.
[كدس] الكَدْسُ: إسراعُ المُثْقَلِ
في السَير. وقد كَدَسَت الخيل. وتَكَدَّسَ الفرس، إذا مشى كأنه
مًثْقَلٌ. قال الراجز (2) : إنا إذا الخيل عدت أكداسا * مثل الكلاب
تتقى الهراسا * والكُدْسُ بالضم: واحد أكداسِ الطعام. والكُداسُ:
عُطاسُ البهائم. وقد كَدَسَتْ أي عطست. قال الراجز: الطير شفع والمطايا
تكدس * إنى بأن تنصرنى لاحسس * يقول: هذه الابل تعطس بنصرك إياى،
والطير تمر شفعا لانه يتطير بالوتر منها. وقوله
_________
(1) قوله التى يسترق منها الخ. الاولى يسترق لها، لان اليوم زيادة
عليها، كما في القول المأنوس. اهـ. محشى القاموس.
(2) هو قعين، كما في اللسان (هرس) .
(3/969)
أحسس، أي أحس، فأظهر التضعيف للضرورة. كما
قال آخر:
تشكو الوجى من أظلل وأظلل * والكادس: ما يتطير به من الفال والعطاس
ونحو ذلك. ومنه قيل للظبي وغيره إذا نزل من الجبل: كادِسٌ، يُتَشاءَمُ
به كما يتشاءم بالبارح.
[كرس] الكِرْسُ بالكسر: الأبْوالُ
والأبْعارُ يتلبَّد بعضها على بعض. يقال: أكرست الدار. قال العجاج: يا
صاح هل تعرف زسما مكرسا * قال نعم أعرفه وأبلسا (1) * والكرس أيضا:
أبياتٌ من الناس مجتمعةٌ، والجمع أكراس وأكاريسُ. والكِرْسُ أيضاً:
الأصل. قال العجاج يمدح الوليد بن عبد الملك: أنتَ أبا العبَّاسِ
أوْلَى نفس * بمعدن الملك القديم الكرس * والانكراس: الانكباب. وقد
انكرس في الشئ، إذا دخل فيه منكبًّا. والكُرْسِيُّ: واحد الكراسِيِّ،
وربَّما قالوا كِرْسِيٌّ بكسر الكاف.
_________
(1) بعده:
وانحلبت عيناه من فرط الاسى:
(3/970)
والكروس بتشديد الواو: العظيم الرأس، واسم
رجل. والكراسة (1) : واحدة الكراس والكَراريسِ (2) . قال الكميت: حتَّى
كأنَّ عِراصَ الدارِ أرْدِيَةٌ * من التجاويزِ أو كُرَّاسُ أسْفارِ *
جمع سِفْرٍ. والكِرْياسُ: الكَنيفُ في أعلى السطح.
[كربس] الكِرْباسُ فارسيٌّ معرب،
بكسر الكاف. والكِرْباسَةُ أخصُّ منه. والجمع الكرابيس، وهى ثياب خشنة.
[كردس] الكرْدوسُ: القِطعة من الخيل
العظيمة. والكَراديسُ: الفِرَقُ منهم. يقال: كَرْدَسَ القائدُ خيله، أي
جعلها كتيبةً كتيبةً. وكلُّ عظمين التقيا في مَفْصِلٍ فهو كُرْدوسٌ نحو
المنكبين والركبتين والوِركين. قال أبو عمرو: الكردسة: الوثاق. يقال:
(1) قوله الكراسة، بضم الكاف فيه وفى الكراس. ثم إن محشى القاموس اعترض
قوله واحدة الكراس، فقال: إن أراد أنثاه فظاهر، وإن أراد أنها واحدة
والكراس جمع أو اسم جنس جمعى فليس كذلك. وقد حققته في شرح الاقتراح
وغيره اهـ. وعلى هذا فليس مثل رمان ورمانة قاله نصر.
(2) وزاد في المختار: والكرارس.
(3/970)
كردسه ولبج به الارض (1) . وأنشد: وحاجب
كردسه في الحبل * منا غلام كان غير وغل * حتى افتدى منا بمال جبل (2) *
وكردس الرجل: جُمعت يداه ورجلاه. قال: ورجلٌ مكردس: ملزز الخلق. وأنشد:
(3) * دحونة مكردس بلندم (4) * والتكردس: الانقباض واجتماع بعضه إلى
بعض. والكَرْدَسَةُ: مشى المقيد. قال ابن الكلبى: الكردوسان: قيس
ومعاوية ابنا مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وهما في بنى
فقيم بن جرير بن دارم.
[كرفس] الكرفس: بقلة معروفة.
[كركس] الكركسة: ترديد الشئ. ويقال
للذي ولدته الإماء: مُكَرْكَسٌ، كأنه مردد في الهجناء.
_________
(1) أي صرعه.
(2) في نسخة: " بمال جزل "
(3) لهميان بن قحافة السعدى.
(4) في اللسان: " بلندح ". والبلندح: القصير السمين. والبلندم: الثقيل
المنظر المضطرب الخلق.
(3/971)
[كسس]
الكسيس: نبيذ التمر. قال الشاعر (1) : فإن تسق من أعناب وج فإننا * لنا
العين تجرى من كسيس ومن خمر * والكسيس أيضاً: لحمٌ يجفَّف على الحجارة،
ثم يُدَقُّ ويُتَزَوَّدُ. والكَسَسُ: قِصَرُ الاسنان. يقال: رجل أكس.
[كلس] الكِلْسُ: الصاروجُ يُبنى به.
وقال عديُّ ابن زيد: شادَهُ مرمرا وجلله كل * سا فللطير في ذُراهُ
وُكورُ (2) * ومنه الكُلْسَةُ في اللون، يقال: ذئبٌ أكْلَسُ.
[كنس] الكانِسُ: الظبيُ يدخل في
كِناسِهِ، وهو موضعه في الشجر يكتن فيه ويستتر.
_________
(1) أبو الهندي.
(2) قبله: أين كسرى كسرى الملوك أبو سا * سان أم أين قبله سابور * وبنو
الاصفر الكرام ملوك الرو * م لم يبق منهم مذكور * وأخو الحضر إذ بناه
وإذ دج * لة تجبى إليه والخابور:
(3/971)
وقد كنس الظبيُ يَكْنِسُ بالكسر.
وتَكَنَّسَ مثله. وكَنَسْتُ البيت أكْنُسُهُ بالضم كَنْساً.
والمِكْنَسَةُ: ما يُكْنَسُ به. والكُناسَةُ: القمامة، واسم موضع
بالكوفة. والكنيسة للنصارى. والكنس: الكواكب. قال أبو عبيدة: لأنها
تَكْنِسُ في المغيب، أي تستتر. ويقال هي الخنس السيارة.
[كوس] كَوَّسْتُهُ على رأسه
تَكْويساً، أي قلبته. وفي الحديث: " والله لو فعلت ذلك لكَوَّسَكَ الله
في النار "، أي لجعل رأسَكَ أسْفَلَكَ. وقد كاسَ هو يَكوسُ، إذا فعل
ذلك. يقال: كاسَ البعير، إذا مشى على ثلاثِ قوائم وهو مُعَرْقَبٌ. قالت
عَمْرَةُ أختُ العباس بن مِرداسٍ، وأُمُّها الخنساء، ترثي أخاها وتذكر
أنَّه كان يعرقب الإبل: فَظَلَّتْ تَكوسُ على أَكْرُعٍ * ثلاثٍ
وغادَرْنَ أخرى خَضيبا * تعني القائمةَ التي عَرقَب، هي مخضبَّة بالدم.
والتَكاوسُ: التراكم. يقال: عشبٌ مُتَكاوِسٌ، إذا كثُر وكثف. والكوسُ
بالضم: الطَبْلُ. ويقال هو معرَّب. والكوسِيُّ من الخيل: القصير
الدوارج.
(3/972)
ومكوس، على مفعل (1) : اسم حمار.
[كهمس] الكهمس: القصير. وكهمس: أبو
حى من العرب. قال الشاعر (2) : وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ
* حَيوا بعد ما ماتُوا من الدهر أعصرا (3)
[كيس] الكَيْسَ: خلاف الحُمْقِ.
والرجلُ كيس مكيس، أي ظريف. قال الراجز (4) : أما تراني كيسا مكيسا *
بنيت بعد نافع مخيسا * وزيد بن الكيس النمري النسابة. والكيسى: نعت
المرأة الكَيِّسَةِ، وهو تأنيث الاكيس (5) ، وكذلك الكوسى.
_________
(1) أي كمعظم كما عبر به المجد، قال المجد: ووهم الجوهرى فضبطه بقلمه
على مفعل. قال الشارح: هو لغة كما نقله بعضهم.
(2) مودود العنبري وقيل: أبو حزابة الوليد بن حنفية
(3) وقبله: فلله عينا من رأى من فوارس * أكر على المكروه منهم وأصبرا *
فما برحوا حتى أعضوا سيوفهم * ذرى الهام منهم والحديد المسمرا
(4) هو على كرم الله وجهه، على ما في القاموس في (خيس) .
(5) قوله تأنيث الاكيس هذا هو المناسب دون قول القاموس الاكوس. قاله
نصر.
(3/972)
وقد كاس الولد يَكيسُ كَيْساً وكِياسَةً.
وأكْيَسَ الرجلُ وأَكاسَ، إذا وُلِدَ له أولادٌ أَكْياسٌ. قال الشاعر
(1) : فلو كنتم لِمُكْيِسَةٍ أَكاسَتْ * وكَيْسُ الأُمِّ يُعْرَفُ في
البَنينا * ولكنْ أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فجئتم * غِثاثاً ما نرى فيكم
سَمينا * والتَكَيُّسُ: التظرُّف. وكايَسْتُهْ فكِسْتُه، أي غلبته. وهو
يُكايِسُهُ في البيع. وبعض العرب يسمِّي الغدرَ " كَيْسان ". قال
الشاعر (2) : إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم * إلى الغَدْرِ أسْعى من
شَبابِهِمِ المُرْدِ * والكيسانية: صنف من الروافض، وهم أصحاب المختار
بن أبى عبيد. يقال إن لقبه كان كيسان. والكيس: واحد أكياس الدراهم.
فصل اللام
[لبس] اللُبْسُ بالضم: مصدر قولك
لبست الثوب ألبس.
_________
(1) رافع بن هريم.
(2) ضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن.
(3/973)
واللبس بالفتح: مصدر قولك لَبَسْتُ عليه
الأمر ألْبِسُ، أي خلطت، من قوله تعالى: {ولَلَبَسْنا عليهم ما
يَلْبِسونَ} . واللَّبْسُ أيضاً: اختلاط الظلام. وفي الحديث: " في
الأمر لُبْسَةٌ " بالضم، أي شبهةٌ ليس بواضح. واللِباسُ: ما يُلْبَسُ.
وكذلك المَلْبَسُ. واللِبْسُ بالكسر مثله. ولِبْسُ الكعبةِ والهودجِ:
ما عليهما من لِباسٍ. قال حميد بن ثور (1) : فلمَّا كَشَفْنَ اللِبْسَ
عنه مَسَحْنَهُ * بأطرافِ طِفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما (2) * ولِباسُ
الرجل: امرأته. وزوجُها: لِباسُها. قال الله تعالى: {هن لباس لكم وأنتم
لباس لَهُنَّ} . قال الجعديّ: إذا ما الضَجيعُ ثَنى جيدَها (3) *
تثَنَّتْ عليه فكانت لباسا *
_________
(1) الهلالي.
(2) قبله: وطئن ذراعيه وقلن لها اركبي * بعيرك قبل أن يمل ويسأما *
فعدن عليها يا اركبي قد حبستنا * وقد متعت شمس النهار ودوما
(3) في رواية:..... ثنى عطفها * تثنت فكانت عليه لباسا * 123 - صحاح
(3/973)
ولباس التقوى: الحياء، هكذا جاء في
التفسير، ويقال الغليظُ الخشنُ القصيرُ. واللبوسُ: ما يُلْبَسُ. وأنشد
ابن السكيت (1) : الْبَسْ لكلِّ حالةٍ لَبوسَها * إمَّا نَعيمَها
وإمَّا بوسَها * وقوله تعالى: {وعَلَّمناهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ} ،
يعني الدروع. وتَلَبَّسَ بالأمر وبالثوب. ولابَسْتُ الأمر: خالطته.
ولابَسْتُ فلاناً: عرَفْت باطنه. وما في فلان مَلْبَسٌ، أي
مُسْتَمْتَعٌ. والْتَبَسَ عليه الأمر، أي اختلط واشتبَهَ. والتَلبيسُ
كالتدليسِ والتخليطِ، شدِّد للمبالغة. ورجلٌ لَبَّاسٌ ولا تقل ملبس.
[لحس] اللَحْسُ باللسان. يقال
لَحِسَ القَصعة بالكسر، يَلْحَسُها لَحْساً. وفي المثل: " أسرعُ من
لَحْسِ الكلبِ أنفَه ". ولَحِسْتُ الإناء لَحْسَةً ولُحْسَةً، عن
يعقوب.
_________
(1) لبيهبس الفزارى.
(3/974)
وألْحَسَتِ الأرضُ، أي أنبتتْ وقولهم: "
تركت فلاناً بملاحِسِ البقرِ "، وهو مثلُ قولهم " بمباحث البقر " أي
بالمكان القفر، بحيث لا يُدرى أين هو. ويقال بحيث تَلْحَسُ بقر الوحش
أولادَها. واللاحوسُ: المَشْؤومُ.
[لدس] لَدَّسْتُ البعير تَلْديساً:
أنْعَلْتُهُ، وكذلك الخُفُّ إذا أصلحتَه برِقاع. يقال خُفٌّ مُلَدَّسٌ،
كما يقال ثوبٌ مُلَدَّمٌ ومُرَدَّمٌ. واللديسُ: الناقة المكتنزة اللحم،
مثل اللكيكِ والدَخيسِ. والمِلْدَسُ لغةٌ في المِلْطَسِ، وهو حجرٌ ضخم
يُدقُّ به النوى، وربما شبه الفحل الشديد الوطئ به. والجمع الملادس.
[لسس] اللَسُّ: الأكلُ. يقال:
لَسَّتِ الدابَّةُ الكلأ تَلُسُّهُ لَسًّا بالضم، إذا نتفته
بجَحْفَلَتها. قال زهيرٌ يصف وحشاً: ثلاثٌ كأقْواسِ السَراءِ وناشِطٌ
(1) * قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغمير جحافله *
_________
(1) في ديوانه: " ومسحل "، من السحيل، وهو صوت الحمار.
(3/974)
وألست الارض: طلع أوَّل نباتها. واسم ذلك
النبات اللُساسُ بالضم، لأنَّ المال تَلُسَّهُ. قال الراجز (1) :
في باقِلِ الرِمْثِ وفى اللساس
[لطس] المِلْطَسُ والمِلْطاسُ: حجرٌ
ضخمٌ يدقَّ به النَوى، مثل المِلْدَمِ والمِلْدامِ، والجمع المَلاطِسُ.
أبو عمرو: اللطس: الدق والوطئ الشديد. قال حاتم: وسُقيتُ بالماء
النَميرِ ولَمْ * أُتْرَكْ أُلاطِسُ حَمْأَةَ الحَفْرِ * قال أبو
عبيدة: معنى أُلاطِسُ أتلطَّخ بها.
[لعس] اللَّعَسُ: لونُ الشفة إذا
كانت تضرب إلى السَواد قليلاً، وذلك يُستملَح. يقال: شَفَةٌ لَعْساءُ
وفِتيةٌ ونسوةٌ لُعْسٌ. وربَّما قالوا: نباتٌ ألعَسُ، وذلك إذا كثُر
وكثف، لأنه حينئذٍ يضرب إلى السواد. واللَعْوَسُ، بتسكين العين: الخفيف
في الأكل وغيره كأنَّه الشَرِهُ. ومنه قيل للذئب لعوس (2) .
_________
(1) قبله:
يوشك أن توجس في الايجاس * وبعده:
منها هديم ضبع هواس
(2) لعس يلعس لعسا كفرح: كان في شفته لعس، فهو ألعس. في المخطوطة
زيادة: قال أبو سهل: المعروف بالغين المعجمة في الرجل، وفى الذئب، وقد
قالوا في الذئب لعوس بعين غير معجمة، والاشهر بالغين المعجمة.
(3/975)
[لقس]
اللاقِسُ: العَيَّابُ. وقد لَقَسَهُ (1) يلقسه لقسا بالضم، حكاه أبو
زيد. واللقس: الذى يلقِّب الناسَ ويسخر منهم ويفسد بينهم. قال ابن
السكيت: يقال فلان لقس، أي شَكِسٌ عَسِرٌ. ولَقِسَتْ نفسي من الشئ تلقس
لقسا، أي غثت وخبثت.
[لمس] اللمْسُ: المَسُّ باليد. وقد
لَمَسَهُ يَلْمُسُهُ ويَلْمِسُهُ. ويكنى به عن الجماع. وكذلك
المُلامَسَةُ. والالتِماسُ: الطلبُ. والتَلَمُّسُ: التطلُّب مرّةً بعد
أخرى. والمتلمس: اسم شاعر. ولميس: اسم جارية. واللماسة بالضم: الحاجة
المقاربة. ونُهِيَ عن بيع المُلامَسَةِ، وهو أن يقول: إذا لَمَسْتُ
المَبيعَ فقد وجب البيع بيننا بكذا.
[لوس] اللَّوْسُ: الذوقُ. ورجلٌ
لَؤوسٌ على فعول.
_________
(1) لقسه: عابه يلقسه، ويلقسه لقسا، كنصر وضرب. ولقس من الشئ يلقس
لقسا، كفرح.
(3/975)
يقال: ما لاس لَواساً بالفتح، أي ما ذاق
ذَواقاً. وقال أبو صاعدٍ الكلابيّ: ما ذاق عَلوساً ولا لَؤُوساً. وما
لُسْنا عندهم لَواساً. واللُواسَةُ بالضم أقل من اللقمة.
[لهس] اللَهْسُ: لغة في اللَحْسِ أو
هَهَّةٌ (1) . ويقال: مالك عندي لُهْسَةٌ بالضم، مثل لُحْسَةٍ أي شئ.
[ليس] لَيْسَ: كلمةُ نفي، وهو فعل
ماض. وأصلها ليس بكسر الياء، فسكنت استثقالا، ولم تقلب ألفا لانها لا
تتصرف، من حيث استعملت بلفظ الماضي للحال. والذى يدل على أنها فعلٌ وإن
لم تتصرف تصرف الأفعال، قولهم لَسْتَ ولَسْتُما ولَسْتُمْ، كقولهم ضربت
وضربتما وضربتم. وجُعلت من عوامل الأفعال نحو كان وأخواتها التي ترفع
الأسماء وتنصب الأخبار، إلا أن الباء تدخل في خبرها نحو ما، دون
أخواتها. تقول: ليس زيدٌ بمنطلق. فالباء لتعدية الفعل وتأكيد النفي.
ولك أن لا تدخلها، لأن المؤكَّد يستغنى عنه، ولأن من الأفعال ما
يتعدَّى مرةً بحرف جرٍّ ومرة بغير حرف، نحو اشتقتك واشتقت إليك.
_________
(1) قوله " أوههة " أي لثغة، بإبدال الحاء هاء.
(3/976)
ولا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز في
أخواتها تقول: مُحْسِناً كان زيدٌ. ولا يجوز أن تقول: مُحْسِناً ليس
زيدٌ. وقد يستثنى بها، تقول: جاءني القومُ ليسَ زَيداً، كما تقول: إلا
زيداً، تضمر اسمها فيها وتنصب خبرها بها، كأنك قلت ليس الجائي زيداً.
ولك أن تقول جاء القومُ لَيْسَكَ، إلا أنَّ المضمَر المنفصل ها هنا
أحسن، كما قال الشاعر: ليت هذا الليلَ شهرٌ * لا نرى فيه غريبا *
لَيْسَ إيَّاي وإيَّا * كَ ولا نَخْشى رَقيبا * ولم يقل لَيْسَني
ولَيْسَكَ، وهو جائزٌ إلا أن المنفصل أجودُ. ورجلٌ ألْيَسُ، أي شجاعٌ
بيِّن اللَيَسِ، من قومٍ لِيسٍ. وقال الفراء: الألْيَسُ: البعير يحمل
كلَّ ما حُمِّلَ.
فصل الميم
[مأس] مَأَسْتُ (1) بينهم مَأْساً،
أي أفسدتُ. قال الكميت: أسَوْتُ دِماءً حاول القوم سفكَها * ولا يعدَمُ
الآسون في الغى مائسا *
_________
(1) وبابه منع، ويقال مأس أيضا بمعنى غضب.
(3/976)
[مجس]
المَجوسِيَّةُ (1) : نِحْلَةٌ. والمَجوسِيُّ منسوبٌ إليها، والجمع
المجوس. قال أبو على النحوي: المجوس واليهود إنما عرف على حد يهودى
ويهود، ومجوسى ومجوس، فجمع على قياس شعيرة وشعير، ثم عرف الجمع بالالف
واللام، ولولا ذلك لم يجز دخول الالف واللام عليهما، لان معرفتان. قال:
وهما مؤنثان فجرتا في كلامهم مجرى القبيلتين، ولم يجعلا كالحيين في باب
الصرف. وأنشد لامرئ القيس (2) : أَحارِ أُريكَ بَرْقاً هَبَّ وَهْناً *
كنارِ مَجوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا * وقد تَمَجَّسَ الرجل: صار منهم.
ومَجَّسَهُ غيره. وفي الحديث: " فأبواه يمجسانه ".
[مرس] المَرَسَة: الحبلُ، والجمع
مَرَسٌ، وجمع المَرَسِ أمْراسٌ. والمَرَسُ أيضاً: مصدر قولك مرست
البكرة
_________
(1) الياء في المجوسية: نسبة إلى مجوس. وصف رجل صغير الاذنين يقال له
بالفارسية منج كوش، فعرت بمجوس. كان قد وضع دينا ودعا له قديما قبل
الخليل. وأما زرادشت الذى بعد الخليل فإنما جدده وأظهره، كما يستفاد
أكثره من القاموس وحاشيته. قاله نصر.
(2) قال ابن برى: صدر البيت لامرئ القيس وعجزه للتوأم اليشكرى.
(3/977)
بالكسر تَمْرَسُ مَرَساً ; وهي بكرةٌ
مَروسٌ، إذا كان ينشَب حبلُها بينها وبين القعو. قال الشاعر: درنا
ودارت بكرة نخيس * لا ضيقة المجرى ولا مروس * ويقال أيضا: مرس الحبلُ،
إذا وقع في أحد جانبي البَكَرَةِ، يَمْرَسُ مَرَساً. فإذا أعدته إلى
مجراه قلت: أًمْرَسْتُهُ. قال الراجز: بئس مقام الشيخ أمرس أمرس * إما
على قعو وإما اقعنسس * وكذلك إذا أنشبتَه بين البكرة والقَعْوِ قلت:
أَمْرَسْتُهُ. وهو من الاضداد، عن يعقوب. قال الكميت: ستأتيكم بمترعة
ذُعافاً * حِبالُكُمُ التي لا تُمْرِسونا * أي لا تنشِبونها في البكرة
والقَعْوِ. ويقال للقوم: هم على مرس واحد، بكسر الراء وذلك إذا استوت
أخلاقهم. والمِراسُ: المُمارسة والمعالجة. ورجلٌ مَرِسٌ: شديد العلاج
بيِّن المَرَسِ. ومَرَسْتُ التمرَ وغيرَه في الماء، إذا أنقعته
ومَرَثْتَه بيدك. ومَرَسَ الصبيُّ إصبعَهُ يَمْرُسُهُ: لغةٌ في مرثه أو
لثغة.
(3/977)
ومرست يدى بالمنديل، أي مسحت. عن ابن
السكيت. وتمرس به وامْتَرَسَ به، أي احتكَّ به. يقال: امْتَرَسَتِ
الألسنُ في الخصومات، أي لاجت. قال أبو ذؤيب يصف صائدا وأن حمر الوحش
قربت منه بمنزلة من يحتك بالشئ، فقال: فنكرنه فنفرن وامترست به * هوجاء
هادية وهاد جرشع * والمرمريس: الداهية، وهو فعفعيل، بتكرير الفاء
والعين. يقال: داهية مَرْمَريسٌ، أي شديدةٌ. قال محمد بن السَرِيِّ: هو
من المَراسَةِ. والمرمريس: الاملس. قال يعقوب: المارستان بفتح الراء:
دارُ المرضى وهو معرب.
[مسس] مسست الشئ بالكسر أمسه
مَسًّا، فهذه اللغة الفصيحة. وحكى أبو عبيدة: مسست الشئ بالفتح
أمُسُّهُ بالضم. وربَّما قالوا مِسْتُ الشئ يحذفون منه السين الاولى
ويحوِّلون كسرتها إلى الميم، ومنهم من لا يحول ويترك الميم على حالها
مفتوحة، وهو مثل قوله تعالى: {فظلتم تفكهون} يكسر ويفتح، وأصله ظللتم.
وهو
(3/978)
من شواذ التخفيف. وأنشد الاخفش (1) :
مِسْنا السماَء فنِلْناها وطالَهُمُ * حتَّى رأوْا أحُداً يَهْوي
وثَهْلانا * وأمْسَسْتُهُ الشئ فمسه. والمسيس: المس، وكذلك المسيسى،
مثال الخصيصى. والممسوس: الذى به مس من جنون. والمُماسَّةُ: كنايةٌ عن
المُباضَعة ; وكذلك التماسُّ. وقوله تعالى: {من قبل أن يتَماسَّا} .
وقوله تعالى: {أن تقول لا مَساسَ (2) } أي لا أمسُّ ولا أُمَسُّ.
وأمَّا قول العرب لا مَساسِ، مثل قطامِ، فإنَّما بُني على الكسر لأنَّه
معدولٌ عن المصدر، وهو المَسُّ. ويقال: بينهما رَحِمٌ ماسَّةٌ، أي
قرابةٌ قريبةٌ. وقد مَسَّتْ بك رَحِمُ فلانٍ، إذا كان بينكما قرابةٌ
قريبةٌ. وحاجةٌ ماسَّةٌ، أي مهمَّةٌ. وقد مَسَّتْ إليه الحاجة.
والمَسوسُ من الماء: الذي بين العذب والملح. قال الشاعر (3)
_________
(1) لابن مغراء.
(2) قرئ بكسر الميم وفتحها أيضا.
(3) ذو الاصبع العدواني.
(3/978)
لو كنت ماء كنت لا * عَذْبَ المذاق ولا
مَسوسا (1) * والمسمسة: اختلاط الامر والتباسه، والاسم المَسْماسُ. قال
رؤبة: إن كنتَ من أمركَ في مَسْماسِ * فاسْطُ على أُمِّكَ سَطْوَ
الماسِ (2)
[معس] المَعْسُ: الدلكُ. يقال
مَعَسْتُ المَنيئَةَ في الدِباغِ، إذا دلكتَها دلكا شديدا. وقال يصف
مطرا:
يمعس بالماء الجواء معسا (3) * وربما كنى به عن البِضاعِ. ورجلٌ
مَعَّاسٌ في الحرب: مقدام.
_________
(1) بعده: ملحا بعيد القمر قد * فلت حجارته الفؤوسا
(2) الماسى: الذى يدخل يده في حياء الانثى لاستخراج الجنين إذا نشب.
(3) قبله:
حتى إذا ما الغيث قال رجسا * وبعده. * وغرق الصمان ماء قلسا * أراد
بقوله قال رجسا، أي يصوت بشدة وقعه. والقلس: الذى ملا الموضع حتى فاض.
والجواء مثل السحبل، وهو الوادي الواسع.
(3/979)
[مقس]
مقست نفسه بالكسر، وتمقست، أي غَثَتْ. قال أبو زيد: صاد أعرابيٌّ
هامَةً من القبور فأكلَها فقال: ما هذا؟ فقيل: سُمانى. فغَثَتْ نفسه
فقال:
نَفْسي تَمَقَّسُ من سمانى الاقبر
[مكس] مَكَسَ في البيع يَمْكِسُ
بالكسر مَكْساً. وماكَسَ مُماكَسَةً ومِكاساً. والمَكْسُ أيضاً:
الجِباية. والماكِسُ: العَشَّارُ. وفي الحديث: " لا يدخل صاحبُ مَكْسٍ
الجنة ". والمَكْسُ: ما يأخذُه العَشَّارُ. قال الشاعر (1) : أفي كلِّ
أسواقِ العراق إتاوةٌ * وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرهمِ (2)
[ملس] الملاسة: ضد الخشونة. وشئ
أملس. وقد
_________
(1) جابر بن حنى التغلبي.
(2) وبعده: ألا ينتهى عنا ملوك وتتقى * محارمنا لا يبوئ الدم بالدم *
تعاطى الملوك السلم ما قصدوا بنا * وليس علينا قتلهم بمحرم:
(3/979)
املاس الشئ امليساسا، ومَلَّسَهُ غيره
تَمْليساً فتَمَلَّسَ وامَّلَسَ، وهو انْفَعَلَ فأُدغم. يقال:
انْمَلَسَ من الأمر، إذا أفْلَتَ منه، ومَلَّسْتُهُ أنا. وقولهم في
المثل: " هان على الأمْلَسِ ما لاقى الدبر ". فالاملس: الصحيح الظهر
هاهنا. والدبر: الذى قد دبر ظهره. وقولهم: أتيته مَلَسَ الظلامِ، أي
حين اختلط الظلام. والإمْليسُ بالكسر: واحد الأماليسِ، وهي المَهامِهُ
ليس بها شئ من النبات. ويقال أيضاً: رُمَّانٌ إمْليسيٌّ، كأنه منسوب
إليه. وناقة ملسى، مثال شمجى وجفلى، أي تَمَلَّسُ وتمضي لا يَعْلَق بها
شئ من سرعتها. ويقال أيضا في البيع: " مَلَسى لا عُهْدَةَ " أي قد
انْمَلَسَ من الأمر لا له ولا عليه. يقال أبيعك المَلَسى لا عُهْدَةَ،
أي تَتَمَلَّسُ (1) وتتفلَّتُ فلا ترجع إليَّ. ومَلَسْتُ الكبش
أمْلُسُهُ مَلْساً، إذا سَلَلْتُ خُصْيَيْهِ بعُروقهما. ويقال صبيٌّ
مَمْلوسٌ. والمَلْسُ أيضاً: السَوْقُ الشديدُ. قال الراجز
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " أي لا تتملس " والصواب حذف " لا "، كما في
اللسان والقاموس.
(3/980)
* عهدي بأظعان الكتوم تملس * والملاسة
بتشديد اللام: التى تسوى بها الارض.
[موس] رجل ماس مثال مال، أي خفيف
طياش. وموسى اسم رجل. قال الكسائي هو فعلى. وقال أبو عمرو بن العلاء:
هو مفعل. حكاه اليزيدى، ويذكر في باب المعتل.
[ميس] المَيْسُ: التبخترُ. وقد ماسَ
يَميسُ مَيْساً ومَيَساناً، فهو مَيَّاسٌ. وتَمَيَّسَ مثله. قال
الشاعر: وإنِّي لمن قنعانها حين أعتزى * وأمشى به نحو الوَغى
أَتَمَيَّسُ * والمَيْسُ: شجر يتخذ منه الرحال. قال الراجز:
وشعبتا ميس براها إسكاف (1) * وميسان: اسم كورة بسواد العراق.
_________
(1) للشماخ. وصدره:
قالت ألا يدعى لهذا عراف * وقبله:
لم يبق إلا منطق وأطراف * * وريطتان وقميص هفهاف:
(3/980)
فصل النون
[نبس] ما نَبَسَ بكلمة، أي ما تكلم.
وما نَبَّس أيضاً بالتشديد. قال الراجز:
إنْ كُنتَ غير صائدي فنبس
[نبرس] النبراس: المصباح.
[نجس] نجس الشئ بالكسر ينجس
نَجَساً، فهو نَجْسٌ ونَجَسٌ (1) أيضاً. وقال الله تعالى: {إنَّما
المُشْرِكون نَجَسٌ} . قال الفراء: إذا قالوه مع الرِجْسِ أتبعوه
إيَّاه قالوا رجس نجس بالكسر. وأنجسه غيره ونجسه، بمعنًى. ويقال به
داءٌ ناجِسٌ ونجيس، إذا كان لا يبرأ منه. والتنجيس: شئ كانت العرب
تفعله، كالعوذَةِ تُدفع بها العينُ. ومنه قول الشاعر:
وعَلَّقَ أنْجاساً عَليَّ المنجس (2)
[نحس] النَحْسُ: ضد السعد، وقرئ
قوله تعالى
_________
(1) وكذلك نجس بالكسر، ونجس ككتف.
(2) صدره:
وكان لدى كاهنان وحارث:
(3/981)
{في يوم نحس} على الصفة، والإضافةُ أكثر
وأجودُ. وقد نحس الشئ بالكسر فهو نَحِسٌ أيضاً. قال الشاعر: أبْلِغْ
جُذاماً ولَخْماً أنَّ إخْوَتَهُم * طَيًّا وبَهْراَء قومٌ نَصْرُهُمْ
نَحِسُ * ومنه قيل: أيام نحسات. والنحاس معروف. والنُحاسُ أيضاً: دخانٌ
لا لَهَبَ فيه. قال نابغة بني جَعدَة: يضئ كضوء سراج السلي * ط لم
يَجْعَلِ الله فيه نحاسا * والنِحاسُ بالكسر: الطبيعةُ والأصلُ. يقال:
فلانٌ كريمُ النِحاسِ والنُحاسِ أيضاً بالضم، أي كريمُ النُجارِ. قال
أبو زيد: يقال تَنَحَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخبارِ، إذا تَخَبَّرْتَ
عنها وتتبَّعتَها بالاستخبار، ويكون ذلك سرًّا وعَلانيةً. وكذلك
اسْتَنْحَسْتُ الأخبار وعن الاخبار.
[نخس] نخسه بعود ينخسه نَخْساً،
ومنه سمِّيَ النَخَّاسُ. والناخِسُ في البعير: جَرَبٌ يكون عند ذنبه
والبعير منخوس. 124 - صحاح
(3/981)
ودائرة الناخس: هي التي تكون تحت جاعِرَتَي
الفرس إلى الفائِلَيْنِ. وتُكْرَهُ. والنَخيسُ: البَكْرَة يَتَّسِعُ
ثَقْبُها الذي يجري فيه المِحْور مما يأكله المحور، فيَعمدون إلى
خُشَيْبَةٍ فيثقبون وسَطها ثم يُلقمونها ذلك الثقب المتَّسع. ويقال
لتلك الخُشَيبة: النِخاسُ، بكسر النون. والبكرة نخيس. قال الراجز:
درنا ودارت بكرة نخيس (1) * وسألت أعرابيا بنجد من بنى تميم وهو يستقى
وبكرته نخيس، فوضعت إصبعى على النخاس فقلت: ما هذا؟ وأردت أن أتعرف منه
الحاء والخاء، فقال: نخاس، بخاء معجمة، فقلت: أليس قد قال الشاعر:
وبكرة نحاسها نحاس * فقال: ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين! تقول منه:
نَخَسْتُ البَكْرَةَ أنْخَسُها نَخْساً. والنَخيسَةُ: لبن العَنْز
والنعجة يُخْلَط بينهما، عن أبى زيد، حكاه عنه يعقوب (2) .
[ندس] رجلٌ نَدُسٌ ونَدِسٌ، أي فهم.
_________
(1) بعده:
لا ضيقة المجرى ولا مروس
(2) والنخوس: الوعل إذا طال قرناه إلى ذنبه
(3/982)
وقد ندس بالكسر يندس نَدَساً. والمِنْداسُ:
المرأةُ الخفيفة. والنَدْسُ: الطعن. قال الشاعر (1) : ندسنا أبا مندوسة
القين بالقنا * وما ردم من جار بيبة ناقع * والمنادسة: المطاعنة. ورماح
نوادس. قال الشاعر (2) : ونحنُ صَبَحْنا آل نَجْرانَ غارةً * تميمَ بنَ
مُرٍّ والرِماحَ النَوادِسا * أبو زيد: تَنَدَّسْتُ الأخبارَ وعن
الأخبار، إذا تخبَّرْتُ عنها من حيث لا يُعْلَمُ بك، مثل تحدست وتنطست.
[نسس] نَسَسْتُ الناقةَ أَنُسُّها
نَسًّا، إذا زجرتها، ومنه المِنسَّة، وهي العصا، على مِفْعَلَةٍ
بالكسر. فإن همزت كان من نَسَأْتُها. والنَسيسة (3) : الإيكالُ بين
الناس. والنَسائِسُ النمائِمُ عن ابن السكيت والنَسيسُ: بقية الروح،
ومنه قول الشاعر (4)
_________
(1) جرير
(2) الكميت.
(3) في المطبوعة الاولى " النسيئة " صوابه في المخطوطة واللسان
والقاموس.
(4) هو أبو زبيد.
(3/982)
* فقد أودى إذا بلغ النَسيسُ (1) * قال
الأصمعيّ: النَسُّ: اليُبْسُ. وقد نس ينس وينس نسا، أي يبس. يقال:
جاءنا بخُبزةٍ ناسَّةٍ. قال العجاج:
وبَلَدٍ تُمْسي قَطاةُ نُسَّسا (2) * أي يابسة من العطش. ويقال لمكَّة:
الناسَّة، لقلَّة الماء بها. ونسنس الطائر، إذا أسرع في طيرانه.
والنَسْناسُ: جِنس من الخلق يَثِبُ أحدُهم على رِجلٍ واحدة. والنسناس:
الجوع، عن أبى عمرو. والتنساس: السير الشديد. وأنشد الاصمعي للحطيئة:
طال بها حوزى وتنساسى (3)
[نطس] التَنَطُّسُ: المبالغة في
التطهُّر.
_________
(1) صدره كما في نسخة:
إذا علقت مخالبه بقرن * وبعده: كأن بنحره وبمنكبيه * عبيرا بات تعبؤه
عروس
(2) بعده كما في نسخة:
روابعا وبعد ربع خمسا
(3) البيت بتمامه: وقد نظرتكم إيناء صادرة * للخمس طال بها حوزى
وتنساسى:
(3/983)
وكلُّ من أدقَّ النظر في الأمور واستقصى
عِلمها فهو مُتَنَطِّسٌ. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " لولا التنطس ما
باليت أن لا أغسل يدي ". يقال منه: رجلٌ نَطُسٌ ونَطِسٌ. وقد نَطِسَ
بالكسر نَطَساً. ومنه قيل للمتطبب: نطيس، مثال فسيق، ونطاسى أيضا. قال
البعيث بن بِشْرٍ يصف شَجَّةً أو جراحةً: إذا قاسَها الآسي النِطاسيُّ
أَدْبَرَتْ * غَثِيثَتُها وازْدادَ وَهْياً هُزومُها * قال أبو عبيدة:
ويروى " النَطاسِيُّ " بفتح النون. وتَنَطَّسْتُ الأخبارَ: تحسستها.
والناطس: الجاسوس.
[نعس] النُعاسُ: الوسَنُ. وفي
المثل: " مَطْلٌ كنُعاسِ الكلبِ "، أي متَّصلٌ دائمٌ. وقد نَعَسْتُ
بالفتح أنْعَسُ نُعاساً. ونَعَسْتُ نَعْسَةً واحدةً، وأنا ناعِسٌ.
وناقةٌ نَعوسٌ، توصف بالسماحة بالدَرِّ، لأنَّها إذا دَرَّتْ نَعَسَتْ.
قال الشاعر (1) : نعوس إذا درت جروز إذا غدت * بويزل عام أو سديس كبازل
*
_________
(1) هو الراعى.
(3/983)
[نفس]
النَفْسُ: الروحُ. يقال: خرجت نَفْسُهُ. قال أبو خراش: نجا سالِمٌ
والنَفْسُ منه بِشِدْقِهِ * ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئزرا * أي
بجفن سيف ومئزر. والنَفْسُ: الدمُ. يقال: سالت نَفْسُهُ. وفي الحديث: "
ما ليس له نَفْسٌ سائِلَةٌ فإنَّه لا يُنَجِّسُ الماءَ إذا مات فيه ".
والنَفْسُ أيضاً: الجسدُ. قال الشاعر (1) : نُبِّئْتُ أنَّ بني
سُحَيْمٍ أَدخلوا * أبياتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنْذِرِ (2) *
والتامورُ: الدمُ. وأمَّا قولهم: ثلاثة أنْفُسٍ، فيذكِّرونه لأنَّهم
يريدون به الإنسان. والنَفْسُ: العينُ. يقال: أصابت فلاناً نَفْسٌ.
ونَفَسْتُهُ بنَفْسٍ، إذا أصبته بعينٍ. والنافِسُ: العائِنُ.
والنافِسُ: الخامسُ من سهام الميسر، ويقال هو الرابع.
_________
(1) هو أوس بن حجر، يحرض عمرو بن هند على بنى حنيفة.
(2) وبعده: فلبئس ما كسب ابن عمرو رهطه * شمر وكان بمسمع وبمنظر:
(3/984)
ونفس الشئ: عينه يؤكد به. يقال: رأيت
فلاناً نَفْسَهُ، وجاءني بنَفْسِهِ. والنَفْسُ: أيضاً قَدْرُ دَبْغَةٍ
مما يُدْبَغُ به الأديمُ من القَرَظِ وغيره. يقال: هَبْ لي نفسا من
دباغ. قال الاصمعي. بعثت امرأة من العرب بنتا لها إلى جارتها فقالت
لها: تقول لك أمي: أعطيني نفسا أو نفسين أمعس به منيئتى فإنى أفدة. أي
مستعجلة لا أتفرغ لاتخاذ الدباغ، من السرعة. والنفس بالتحريك: واحد
الأَنْفاسِ. وقد تَنَفَّسَ الرجل، وتَنَفَّسَ الصُعَداء. وكلُّ ذي رئةٍ
مُتَنَفِّسٌ. ودوابُّ الماء لا رِئاتَ لها. وتَنَفَّسَ الصبح، أي
تَبَلَّج. وتَنَفَّسَتِ القوسُ، أي تصدَّعتْ. ويقال للنهار إذا زاد:
تَنَفَّسَ، وكذلك الموجُ إذا نضحَ الماء. وقول الشاعر:
عَيْنَيَّ جودا عَبْرَةً أَنْفاسا * أي ساعة بعد ساعة. والنَفْسُ
أيضاً: الجُرعة. يقال اكْرَعْ في الإناء نَفساً أو نَفَسَيْنِ، أي جرعة
أو جرعتين،
(3/984)
ولا تزد عليه. والجمع أنفاس، مثل سبب
وأسباب. قال جرير: تعَللُ وهيَ ساغِبَة بنيها * بأَنْفاسٍ من الشَبِمِ
القَراحِ * ويقال أيضاً: أنت في نَفَسٍ من أمرك، أي في سعة. وشئ نفيس،
أي يُتَنافَسُ فيه ويُرْغَبُ. وهذا أَنْفَسُ مالي، أي أحبُّهُ وأكرمُهُ
عندي. وأنْفَسَني فلانٌ في كذا، أي رغَّبني فيه. ولفلان مُنْفِسٌ
ونَفيسٌ، أي مالٌ كثيرٌ. يقال: ما يسرُّني بهذا الأمر مُنْفِسٌ
ونَفيسٌ. ونَفِسَ به بالكسر، أي ضنَّ به. يقال: نَفِسْتُ عليه الشئ
نفاسة إذا لم تره يستأهله. ونَفِسْتَ عليَّ بخير قليل، أي حسدت. ونفس
الشئ بالضم نَفاسَةً، أي صار نفيساً مرغوباً فيه. ونافست في الشئ
منافسة ونِفاساً، إذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم وتنافسوا
فيه، أي رغِبوا. وقولهم: لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ، أي مُهْلَةٌ.
ونَفَّسْتُ عنه تَنْفيساً، أي رفَّهت. يقال: نَفَّسَ الله عنه كربته،
أي فرَّجها. والنِفاسُ: وِلادُ المرأة إذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ ونسوة
نقاس. وليس في الكلام فعلاء
(3/985)
يجمع على فعال غير نفساء وعشراء. ويجمع
أيضا على نفساوات وعشراوات، وامرأتان نفساوان وعشراوان، أبدلوا من همزة
التأنيث واوا. وقد نَفِسَتِ المرأةُ بالكسر نِفاساً ونَفاسَةً. ويقال
أيضاً: نُفِسَتِ المرأةُ غلاماً، على ما لم يسمَّ فاعلُه، والولد
منْفوسٌ. وفي الحديث: " ما من نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ إلا وقد كُتِبَ
مكانُها من الجنَّة والنار ". وقولهم: وَرِثَ فلانٌ قبل أن يُنْفَسَ
فلانٌ، أي قبل أن يولد. قال الشاعر (1) : لنا صرخةٌ ثم إسْكاتَةٌ * كما
طرقت بنفاس بكر * أي بولد *.
[نقس] الناقوسُ: الذي تَضرب به
النَصارى لأوقات الصلاة. قال جرير: لمَّا تَذَكَّرتْ بالدَيْرَيْنِ
أَرَّقَني * صوتُ الدجاجِ وضرْبٌ بالنواقيسِ * والنَقْس: ضربُ الناقوس.
وفى الحديث: " كادوا ينقسون حتى رأى عبد الله بن زيد (2) الاذان في
المنام ". والنقس أيضا مثل اللقس، وهو أن تعيب القومَ وتسخر منهم.
_________
(1) أوس بن حجر.
(2) الانصاري.
(3/985)
والنقس بالكسر: الذى يكتب به. ويجمع على
أنْقُسٍ وأنْقاسٍ. قال المرار الفقعسي: عَفَتِ المنازلُ غيرَ مثل
الأَنْقُسِ * بعد الزمانِ عَرَفْتَهُ بالقِرْطِسِ * أي في القِرطاسِ.
تقول منه: نَقَّسَ دواته تَنْقيساً.
[نقرس] النِقْرِسُ: داءٌ معروف.
والنِقْرِسُ أيضاً: الحاذقُ. يقال: دليلٌ نِقْرِسٌ، إذا كان داهيةً.
وطبيبٌ نِقْرِسٌ ونقريس، أي حاذق. قال رؤبة: وقد أكون مرة نطيسا * طبا
بأدواء الصبا نقريسا (1)
[نكس] نكست الشئ أنكسه نكسا: قلبته
على رأسه فانْتَكَسَ. ونَكَّسْتُهُ تَنْكيساً. والناكِسُ: المُطأطئ
رأسه. وجمع في الشعر على نواكِسَ، وهو شاذ على ما ذكرناه في فوارس. قال
الفرزدق: وإذا الرجال رَأَوْا يَزيدَ رأَيْتَهُمْ * خَضُعَ الرقابِ
نواكِسَ الأبْصارِ * والوِلادُ المَنْكوسُ: الذي تخرج رجلاه قبل رأسه.
وهو اليتن
_________
(1) بعده:
يحسب يوم الجمعة الخميسا:
(3/986)
والمنكس من الخيل: الذى لا يسمو برأسه.
والنُكْسُ بالضم: عَوْدُ المريض بعد النَقَهِ. وقد نُكِسَ الرجل
نُكْساً. يقال تَعْساً له ونكسا: وقد يفتح هاهنا للازدواج، أو لانه
لغة. والنِكْسُ بالكسر: السهم الذي ينكسر فوقه فيُجعل أعلاه أسفله.
والنِكْسُ أيضا: الرجل الضعيف.
[نمس] ناموسُ الرجل: صاحبُ سرِّه
الذي يطلعه على باطن أمره ويخصُّه بما يستره عن غيره. وأهل الكتاب
يسمّون جبريل عليه السلام: الناموس. وفى الحديث " أن ورقة بن نوفل قال
لخديجة رضى الله عنها - وهو ابن عمها، وكان نصرانيا -: لئن كان ما
تقولين حقا إنه ليأتيه الناموس الذى كان يأتي موسى عليه السلام ".
والناموس: قترة الصائد. ونَمَسْتُ السر أَنْمُسُهُ نَمْساً: كتمته.
ونَمَسْتُ الرجل ونامَسْتُهُ، إذا ساررته. قال الكميت: فأَبْلِغْ
يزيداً إنْ عرضت ومنذرا * وعميهما والمستسر المنامسا * ويقال:
المُنامِسُ الداخل في الناموسِ.
(3/986)
والناموسُ أيضاً: ما يُنَمِّسُ الرجلُ به
من الاحتيال. وانَّمَسَ الرجل، بتشديد النون، أي استتر، وهو انفعل.
والنمس بالكسر: دويبة عريضة كأنها قطعة قديد، تكون بأرض مصر، تقتل
الثعبان. والنَمَسُ بالتحريك: فساد السمن. وقد مس السمن بالكسر، أي
فسد.
[نوس] النوس: تذبذب الشئ. وقد ناس
ينوس (1) ، وأناسه غيره. وفى حديث أم زرع: " أناس من حلى أذنى ". ونست
الابل أنوسها نوسا: سقتها. وذو نواس من أذواء اليمن، سمى بذلك لذؤابتين
كانتا تنوسان على ظهره. ورجل نَوَّاسٌ بالتشديد، إذا اضطرب واسترخى.
والناسُ قد يكون من الإنسِ ومن الجنّ، وأصله أناسٌ فخفِّف. ولم يجعلوا
الالف واللام فيه عوضا من الهمزة المحذوفة، لانه لو كان كذلك لما اجتمع
مع المعوض منه في قول الشاعر (2)
_________
(1) ناس ينوس نوسا ونوسانا: تحرك، وتذبذب متدليا.
(2) هو ذو جدن الحميرى. انظر الخزانة 1: 355.
(3/987)
إن المنايا يطلع * ن على الاناس الآمنينا
(1) * والناس: اسم قيس عيلان، وهو الناس ابن مضر بن نزار. وأخوه الياس
بن مضر بالياء.
[نهس] نَهَسَ اللحمَ: أخذه بمقدَّم
الأسنان. يقال: نَهَسْتُ اللحم وانْتَهَسْتُهُ بمعنًى. ونهْسُ الحيَّةِ
أيضاً: نَهْشُهُ. قال الراجز: وذاتِ قَرْنَيْنِ طَحُونِ الضِرْسِ *
تَنْهَسُ لو تَمَكَّنَتْ من نَهْسِ * تُديرُ عَيْناً كَشِهابِ القَبْسِ
* والمَنْهوسُ: القليل اللحم من الرجال. والنُهَسُ (2) أيضاً: ضربٌ من
الطير.
فصل الواو
[وجس] الوجس: الصوت الخفى. وفى حديث
الحسن في الرجل يجامع المرأة والاخرى تسمع قال: " كانوا يكرهون الوجس
". والوجس أيضاً: فزعةُ القلب. والواجِسُ: الهاجسُ.
_________
(1) بعده: فيدعنهم شتى وقد * كانوا جميعا وافرينا
(2) كصرد. اهـ. قاموس.
(3/987)
وأوجس في نفسه خيفة، أي أضمر. وكذلك
التَوَجُّسُ. والتَوجُّسُ أيضاً: التسمُّع إلى الصوت الخفيّ قال ذو
الرمة يصف صائداً: إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنابِكِها * أو كان
صاحِبَ أرضٍ أو به المومُ * والأوْجَسُ: الدهر. ويقال: لا أفعله سَجيسَ
الأوْجَسِ، والأوْجُسِ أيضاً، بضم الجيم عن يعقوب، أي أبداً. قال
الأموي: يقال: ما ذقت عنده أوْجَسَ، أي شيئاً من الطعام.
[ودس] الوَدْسُ: أوَّل نبات الأرض.
يقال: ما أحسن وَدْسَها. وأوْدَسَتِ الأرضُ وتَوَدَّسَتْ بمعنًى، أي
أنبتتْ ما غطَّى وجهَها. ويقال وَدَسَ على الشئ ودسا، أي خفى. وأين
وَدَسْتَ به؟ أي أين خبَّأته. وما أدري أين وَدَسَ؟ أي أين ذهب.
[ورس] الوَرْسُ: نبتٌ أصفر يكون
باليمن يُتَّخذ منه الغُمْرَةُ للوجه. تقول منه: أوْرَسَ المكانُ.
وأوْرَسَ الرِمْثُ، أي اصفرَّ ورقُه بعد
(3/988)
الادراك، فصار عليه مثل الملا الصُفْرِ،
فهو وارِسٌ ولا يقال مُورِسٌ. وهو من النوادر. ووَرَّسْتُ الثوبَ
تَوريساً: صبغته بالوَرْسِ. ومِلْحَفَةٌ وريسة: صبغت بالورس.
[وسوس] الوَسْوَسَةُ: حديث النفس.
يقال: وَسْوَسَتْ إليه نفسه وَسْوَسَةً ووِسْواساً بكسر الواو.
والوَسْواسُ بالفتح الاسم، مثل الزَلزالِ والزِلزالِ. وقوله تعالى:
{فَوَسْوَسَ لهما الشيطانُ} يريد إليهما، ولكن العرب توصل بهذه الحروف
كلها الفعل. ويقال لهَمْسِ الصائدِ والكلابِ وأصوات الحلى: وسواس. قال
ذو الرمة: فبات يشئزه ثأد ويسهره * تذؤب الريح (1) والوسواس والهضب *
وقال الاعشى: تَسمعُ للحَلي وَسْواساً إذا انصرفتْ * كما استعانَ بِريح
عِشْرِقٌ زَجِلُ * والوسواس: اسم الشيطان.
_________
(1) تذؤب الريح، يقال: تذأبت الريحُ وتَذاءَبَتْ بمعنىً، أي اختَلَفَتْ
وجاءتْ مرّةً كذا ومرة كذا، كما يفعل الذئب.
(3/988)
[وطس]
الوَطيسُ: التَنُّورُ. ويقال: حميَ الوطيس إذا اشتد الحرب. قال
الاصمعي: الوطس: الضرب الشديد بالخف. وقال أبو الغوث: هو بالخف وغيره.
وأنشد (1) : خطارة غب السرى موارة * تَطِسُ الإكامَ بذات خُفٍّ ميثَمِ
* وأوطاس: موضع.
[وعس] الوَعْساءُ: الأرض الليِّنة
ذاتَ الرمل. والسهلُ أوْعَسُ، والميعاسُ مثله. وقال أبو عمرو: الميعاسُ
الأرضُ لم توطأ. والمواعسة: ضرب من سير الإبل، وهو أن تمدَّ عنقَها
وتوسِّع خطواتها. وأوْعَسْنا، أي أدلجنا. ولا تكون المُواعَسَةُ إلا
بالليل.
[وقس] يقال: وقسه وقسا، أي قرفه.
وإنَّ بالبعير لوَقْساً، إذا قارفه شئ من الجرب. فهو بعير موقوس. قال
العجاج
_________
(1) لعنترة العبسى.
(3/989)
وحاصين من حاصنات ملس (1) * من الاذى ومن
قراف الوقس
[وكس] الوَكْسُ: النقصُ. وقد وَكَسَ
الشئ يكس. وفى الحديث: " لها مَهْرُ مثلها لا وَكْسُ ولا شطط "، أي لا
نقصان ولا زيادة. وقد وَكَسْتُ فلاناً: نَقَصْتُهُ. وبَرَأَتِ
الشَجَّةُ على وَكْسٍ، إذا بقى في جوفها شئ. يقال: وُكِسَ فلان في
تجارته، وأُوكِسَ أيضاً على ما لم يسمَّ فاعله فيهما، أي خسر.
[ولس] وَلَسَتِ الناقةُ تَلِسُ
وَلْساً، إذا أعنقَتْ في سيرها. ويقال للذئب: ولاس.
[موس] المومسة: الفاجرة.
[وهس] الوَهْسُ: الدقُّ. والوَهْسُ
أيضاً: الوطئ. والتوهس: مشى المثقل. قال ابن السكيت: الوهيسة: أن يطبخ
الجراد ثم يجفَّف ثم يدقُّ فيُقمَح، أو يُبكل، أي يُخلط بدسمٍ.
والوَهْسُ: الشرُّ والنميمةُ. قال حُمَيْدُ بن ثَوْر:
_________
(1) بعده:
عن الاذى وعن قراف الوقس:
(3/989)
* بتَنَقُّصِ الأعْراضِ والوَهْسِ *
والمُواهَسَةُ: المُسارَّةُ.
فصل الهاء
[هجس] الهاجسُ: الخاطرُ. يقال:
هَجَسَ في صدري شئ يهجس، أي حدس. والهجس: النبأة تسمعها ولا تفهمها.
[هجرس] الهجرس بالكسر: الثعلب، عن
أبى عمرو. ويقال: الهَجارِسُ جميع ما تعسَّسَ من السباع ما دون الثعلب
وفوق اليربوع. قال الشاعر: بعينى قطامي نَما فوق مَرْقَبٍ * غدا شَبِما
ينقض بين الهجارس
[هرس] الهَرْسُ: الدَقُّ. ومنه
الهَريسَةُ. والمِهْراسُ: حجرٌ منقورٌ يُدَقُّ فيه ويُتَوَضَّأُ منه.
والمَهاريسُ من الإبل: الشِدادُ. قال الحطيئة يمدح إبله: مَهاريسُ
يُروي رِسْلُها ضيفَ أهلِها * إذا النارُ أبدتْ أوجه الخَفِراتِ:
(3/990)
والهَراسُ بالفتح: شجرٌ ذو شوكٍ. قال
الشاعر (1) : وخيل (2) تكدس بالدارعين * طباق الكلاب يطأن الهراسا *
وقال آخر (3) : إنا إذا الخيل عدت أكداسا * مثل الكلاب تتقى الهراسا *
وأرض هَرسَةٌ، أي كثيرةُ الهَراسِ. وأسدٌ هَرِسٌ، أي شديدٌ. وهو من
الدَقِّ. قال الشاعر: شديدَ الساعدَيْنِ أخا وِثابٍ * شديداً أسرُهُ
هرسا هموسا
[هرجس] الهرجاس: الجسيم.
[هرمس] الهرماس: الاسد.
[هسهس] الهَسْهَسَةُ: صوتُ حركة
الدرعِ والحُلِيِّ، وحركةُ الرجل بالليل ونحوه. قال الشاعر: ولله
فُرسانٌ وخيلٌ مُغيرَةٌ * لهُنَّ بشُبَّاكِ الحديدِ هَساهِسُ *
_________
(1) النابغة الجعدى.
(2) في اللسان: وخيل يطابقن.
(3) هو قعين.
(3/990)
والتهسهس مثله. وأنشد أبو عمرو: لبسن من حر
الثياب ملبسا * ومذهب الحلى إذا تهسهسا * وهساهس الجن: عزيفهم. وراعٍ
هَسْهاسٌ إذا رعى الغنم ليله كله.
[هقلس] الهَقَلَّسُ: الذئبُ في
ضُمْرٍ. قال الكميت: وتسمع أصوات الفراعل حوله * يعاوين أولاد الذئاب
الهقالسا * يعنى حول الماء الذى ورده.
[هلس] الهُلاسُ: السِلُّ. وقد
هَلَسَهُ المرضُ يَهْلِسُهُ هَلْساً. ورجلٌ مهلوسُ العقلِ، أي مسلوبُه.
وقد هُلِسَ، وهو مُهْتَلَسُ العقلِ. ويقال السُلاسُ في العقل،
والهُلاسُ في البدن. والإهْلاسُ: ضحكٌ فيه فتور. قال الراجز:
تَضْحَكُ منِّي ضَحِكاً إهْلاسا * ويقال أيضاً: أَهْلَسَ إليه، أي
أسرَّ إليه حديثاً. وهالَسَهُ، أي ساره.
(3/991)
[هلبس]
يقال: ما عليها هَلْبَسيسةٌ ولا خربصيصة، أي شئ من الحلى. لا يتكلم به
إلا بالنفى.
[هلقس] أبو عمرو: الهلقس بتشديد
اللام: الشديد، وهو ملحق بجردحل. قال الشاعر: أنْصَبُ الأذنَيْنِ في
حدِّ القَفا * مائل الضبعين هلقس حنق
[همس] الهَمْسُ: الصوت الخفيُّ.
وهَمْسُ الأقدام: أخفى ما يكون من صوت القدم. قال الله تعالى: {فلا
تسمع إلا همسا} . ومنه قول الراجز:
فهن يمشين بنا هميسا * والاسد الهموس: الخفى الوطئ. قال رؤبة يصف نفسه
بالشدة: ليث يدق الاسد الهموسا * والاقهبين الفيل والجاموسا * والحروف
المهموسة عشرةٌ يجمعها قولك: " حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ ". وإنَّما
سمِّي الحرف مَهْموساً لأنَّه أُضعِفَ الاعتمادُ في موضعه حتى جرى معه
النفس.
(3/991)
[هندس]
المُهَنْدِسُ: الذي يقدِّر مجاري القُنيِّ حيث تُحْفَرُ، وهو مشتق من
الهنداز، وهى فارسية، فصيرت الزاى سينا، لانه ليس في شئ من كلام العرب
زاى بعد الدال. والاسم الهندسة.
[هوس] الهَوْسُ: الدقُّ. يقال:
هُسْتُ الشئ أهوسه، حكاه أبو عبيد عن الاصمعي. والهوس أيضا: الطوفان
بالليل. والهوس: شدة الأكل. والهَوَّاسُ: الأسد. قال الكميت: هو
الأضْبَطُ الهَوَّاسُ فينا شَجاعَةً * وفيمنْ يُعاديهِ الهِجَفُّ
المُثَقَّلُ * ويقال: الهَوْسُ: المشيُ الذي يعتمد فيه صاحبه على الأرض
اعتماداً شديداً. ومنه سمِّي الأسدُ الهَوَّاسُ. والهَوْسُ السوقُ
الليِّنُ. يقال: هُسْتُ الإبل فهاسَتْ، أي ترعى وتسير. وإنَّما شبِّه
هَوَسانُ الناقةِ بهَوَسانِ الأسدِ، لأنَّها تمشي خطوة خُطوةً وهي
ترعى. قال الفراء: الهَوِسَةُ: الناقةُ الضَبِعَةُ. والهَوَسُ
بالتحريك: طرف من الجنون.
[هيس] قال الاموى: الهيس: السير
الشديد، أي ضرب كان. وأنشد:
(3/992)
إحدى لياليك فهيسى هيسى * لا تنعمي الليلة
بالتعريس * قال الاصمعي: يقال حَمَلَ فلانٌ على عسكرِهِم فهاسَهُمْ، أي
داسهم، مثل حاسَهُم. والأهْيَسُ: الشجاعُ، مثل الأحْوَسِ. والهَيْسُ:
اسمُ أداة الفدان كلها.
فصل الياء
[يئس] اليأْسُ: القنوطُ. وقد يَئِسَ
من الشئ ييأس. وفيه لغة أخرى: يَئِسَ ييْئِسُ بالكسر فيهما، وهو شاذ.
ورجل يؤوس. قال المبرد: منهم من يبدل في المستقبل من الياء الثانية
ألفا ويقول: ياءس ويائس. وقال الاصمعي: يقال: يئس ييئس، وحسب يحسب،
ونعم ينعم، بالكسر فيهن. وقال أبو زيد: عليا مضر: يحسب وينعم وييئس
بالكسر، وسفلاها بالفتح. وقال سيبويه: وهذا عند أصحابنا إنما يجئ على
لغتين: يعنى يئس ييأس ويأس ييئس لغتان، ثم يركب منهما لغة. وأما ومق
يمق، ووفق يفق، وورم يرم، وولى يلى، ووثق يثق، وورث يرث، فلا يجوز فيهن
إلا الكسر لغة واحدة.
(3/992)
ويئس أيضا بمعنى علم، في لغة النخع. قال
سحيم بن وثيل اليربوعي (1) : أقول لهم بالشعب إذ ييسرونى * ألم
تَيْأسوا أنَّي ابنُ فارسٍ زَهْدَمِ * ومنه قوله تعالى: {أفَلَمْ ييئس
الذين آمنوا} . وآيسه فلان من كذا فاسْتَيْأَسَ منه، بمعنى أيس، واتأس
أيضا، وهو افتعل، فأدغم مثل اتعد.
[يبس] اليُبْسُ بالضم: مصدر قولك
يبس الشئ ييبس. وفيه لغة أخرى: يَبِسَ ييْبِسُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ.
واليَبْسُ بالفتح: اليابِسُ. يقال: حطبٌ يَبْسٌ. قال ثعلب: كأنَّه
خِلْقَةٌ. قال علقمة: تَخَشْخَشُ أبْدانُ الحديدِ عليهمُ * كما
خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحصادِ جنوبُ * وقال ابن السكيت: هو جمع يابِسٍ،
مثل راكب وركب. وقال أبو عبيد في قول ذي الرمّة: ولم يبقَ للخَلْصاءِ
ممَّا عَنَتْ له * من الرُطْبِ إلا يُبْسُها وهجيرُها * ويروى "
يَبسُها " بالفتح، قال: وهما لغتان.
_________
(1) ذكر بعض العلماء أنه لولده جابر بن سحيم، بدليل قوله فيه " أنى ابن
فارس زهدم " وزهدم: فرس سحيم.
(3/993)
واليبس بالتحريك: المكان يكون رطباً ثم
يَيْبَسُ. ومنه قوله تعالى: {فاضْرب لهم طريقاً في البحر يبسا} . ويقال
أيضا: شاة يبس، إذا لم يكن بها لبن. ويبس أيضا، بالتسكين، حكاهما أبو
عبيد. ويقال أيضاً امرأةٌ يَبَسٌ: لا تُنيلُ خيرا. قال الراجز:
إلى عجوز شنة الوجه يبس * واليبيس من النبات: ما يَبِسَ منه. يقال:
يَبِسَ فهو يبيس، مثل سلم فهو سليم. وأيبست الارض: يبس بقلها. عن يعقوب
وأيْبَسَ القومُ أيضاً، كما يقال: أجرزوا من الارض الجرز. والايبسان:
ما لا لحمَ عليه من الساقين ; والجمع الا يابس. وتيبيس الشئ: تجفيفه.
وقد يبسته فاتبس وهو افتعل فأدغم، فهو متبس، عن ابن السراج. ويبيس
الماء: العرق، عن أبى عمرو. وأنشد
(3/993)
لبشر بن أبي خازم يصف خيلاً: تَراها من
يَبيس الماءِ شُهْباً * مُخالِطَ درة منها غرار:
(3/994)
الغرار: انقطاع الدرَّةِ. يقول: تعطي
أحياناً وتمنع أحياناً. وإنَّما قال شُهباً لأنَّ العرق عليها يجف
فيبيض.
(3/994)
|