المحكم والمحيط الأعظم الْهَاء وَالزَّاي والهمزة
هَزِئَ بِهِ، وَمِنْه، وهَزَأَ يَهْزَأ فيهمَا هُزْءاً وهُزُؤاً
ومَهْزَأةً، وتَهزَّأَ، واستَهْزَأَ: سخر، وَقَوله تَعَالَى: (اللهُ
يَستَهْزِئُ بِهِمْ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: فِيهِ أوجه من الْجَواب،
قيل: معنى اسْتَهْزَأَ الله بهم: أَن أظهر لَهُم من أَحْكَامه فِي
الدُّنْيَا خلاف مَا لَهُم فِي الْآخِرَة، كَمَا أظهرُوا للْمُسلمين
فِي الدُّنْيَا خلاف مَا أَسرُّوا، وَيجوز أَن يكون استهزاؤه بهم أَخذه
إيَّاهُم من حَيْثُ لَا يعلمُونَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
(سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمونَ) وَيجوز، وَهُوَ
الْوَجْه الْمُخْتَار عِنْد أهل اللُّغَة، أَن يكون معنى يستهزئ بهم:
يجازيهم على هزئهم بِالْعَذَابِ، فَسمى جَزَاء الذَّنب باسمه، كَمَا
قَالَ تَعَالَى: (وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) فالثانية
لَيست بسيئة فِي الْحَقِيقَة، وَإِنَّمَا سميت سَيِّئَة لازدواج
الْكَلَام، فَهَذِهِ ثَلَاثَة أوجه، وَالله أعلم.
وَرجل هُزَأَةٌ: يَهْزَأ بِالنَّاسِ، وهُزْأَة: يُهْزَأُ مِنْهُ.
وهَزَأَ الشَّيْء يَهْزَؤُه هَزْءاً: كَسره، قَالَ يصف درعا:
لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً ... وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ
والقِطاعِ
(4/350)
عُكَن الدرْع: مَا تثنى مِنْهَا، وَالْبَاء
فِي " بالمعابل " زَائِدَة، هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وَهُوَ عِنْدِي
خطأ، إِنَّمَا تهزأ هَاهُنَا من الهُزْء الَّذِي هُوَ السخرى، كَأَن
هَذِه الدرْع لما ردَّت النبل خنسا جعلت هازِئةً بهَا.
وهَزَأ الرجل: مَاتَ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وهَزَأ الرجل إبِله هَزْءاً: قَتلهَا بالبرد، وَالْمَعْرُوف هرأها،
وَأرى الزَّاي تصحيفا.
الْهَاء وَالدَّال والهمزة
هَدَأَ يَهْدَأُ هَدْأً وهُدُوءاً: سكن، يكون فِي سُكُون الْحَرَكَة
وَالصَّوْت وَغَيرهمَا، قَالَ ابْن هرمة:
لَيْتَ السِّباعَ لَنا كانتْ مُجاوِرَةً ... وأَنَّنا لَا نَرَى
مِمَّنْ نَرَى أحَدَا
إنَّ السِّباعَ لتَهْدَا عَنْ فَرائِسها ... والناسُ ليسَ بِهادٍ
شَرُّهُمْ أبَدا
أَرَادَ " لَتَهْدَأُ " و" بهادئ " فأبدل الْهمزَة إبدالا صَحِيحا،
وَذَلِكَ انه جعلهَا يَاء، فَألْحق هاديا برام وسام، وَهَذَا عِنْد
سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا يُؤْخَذ سَمَاعا لَا قِيَاسا، وَلَو خففها
تَخْفِيفًا قياسيا لجعلها بَين بَين، فَكَانَ ذَلِك يكسر الْبَيْت،
وَالْكَسْر لَا يجوز، وَإِنَّمَا يجوز الزحاف.
وَالِاسْم الهَدْأَة، عَن اللحياني.
وأهْدَأَه: سكَّنه.
وهَدَأَ عَنهُ: سكن.
وأتانا بعد مَا هَدَأَت الرجل وَالْعين: أَي سكنت.
وهَدَأ بِالْمَكَانِ: أَقَامَ فسكن.
وَلَا أهْدَأَه الله: لَا أسكن عناءه ونصبه.
وأتانا بعد هُدْءٍ من اللَّيْل، وهَدْءٍ، وهَدْأَةٍ، وهَدِئٍ، وهُدوءٍ،
وَيكون هَذَا الْأَخير مصدرا وجمعا، أَي حِين سكن النَّاس، وَقد هَدَأ
اللَّيْل عَن سِيبَوَيْهٍ، وَقيل: الهَدْءُ: من أَوله إِلَى ثلثه،
وَذَلِكَ ابْتِدَاء سكونه.
والهَدْأَة: مَوضِع بَين مَكَّة والطائف، سُئِلَ أَهلهَا: لم سميت
هَدْأةً؟ فَقَالُوا: لِأَن الْمَطَر يُصِيبهَا بعد هَدْأَة من
اللَّيْل، وَالنّسب إِلَيْهِ هَدَوِيٌّ، شَاذ من وَجْهَيْن، أَحدهمَا
تَحْرِيك الدَّال،
(4/351)
وَالْآخر قلب الْهمزَة واوا.
وَمَا لَهُ هِدْأَةُ لَيْلَة، عَن اللحياني، وَلم يفسره، وَعِنْدِي أَن
مَعْنَاهُ: مَا يقوته فيسكن جوعه أَو سهره أَو همه.
وهَدَأ الرجل يَهْدَأُ هُدُوءاً: مَاتَ.
وهَدِئَ هَدَأً فَهُوَ أهْدَأُ: جَنِئَ، وأهْدَأَه الضَّب أَو الْكبر.
والهَدَأ: صغر السنام يعتري الْإِبِل من الْحمل، وَهُوَ دون الحبب.
والهَدْآءُ من الْإِبِل: الَّتِي هَدِئَ سنامها من الْحمل ولَطَأَ
عَلَيْهِ وبره وَلم يجزح.
والأَهْدأ من المناكب: الَّذِي درم أَعْلَاهُ واسترخى حبله، وَقد
أهْدَأَه الله.
ومررت بِرَجُل هَدْئِكَ من رجل، عَن الزجاجي، وَالْمَعْرُوف هَدِّك من
رجل.
الْهَاء وَالتَّاء والهمزة
هَتَأَه بالعصا هَتْأً: ضربه.
وتَهَتَّأ الثَّوْب: تقطع وبلى.
وَمضى من اللَّيْل هَتْءٌ وهَتِيءٌ وهتاء، وهِيتاءٌ، وهِتياءٌ، أَي
وَقت.
الْهَاء والذال والهمزة
هَذَأه بِالسَّيْفِ وَغَيره يَهْذَؤُه هَذْءاً: قطعه قطعا أوحى من
الهَذّ.
وَسيف هَذَّاءٌ: قَاطع.
وهَذَأَ العَدُوَّ هَذْءاً: أبارهم.
وهَذَأَه بِلِسَانِهِ هَذْءاً: آذاه وأسمعه مَا يكره.
وتَهَذَّأَتِ القرحة: فَسدتْ وتقطعت.
الْهَاء وَالرَّاء والهمزة
هَرَأَ فِي مَنْطِقه يَهْرَأُ هَرْءاً: أَكثر.
والهُراءُ: الْمنطق الْكثير، وَقيل: الْفَاسِد الَّذِي لَا نظام لَهُ،
وَقَول ذِي الرمة:
(4/352)
لَها بَشَرٌ مِثْلُ الحَريرِ ومَنْطِقٌ ...
رَخيمُ الحَواشِي لَا هُراءٌ وَلَا نَزْرُ
تحتملها جَمِيعًا.
وَرجل هُراءٌ: كثير الْكَلَام، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
شَمَرْدَلٍ غَيرِ هُراءٍ مَيْلَقِ
وهَرأَه الْبرد يَهْرَؤُه هَرْءاً وهَرَاءَةً، وأهْرَأَه: اشْتَدَّ
عَلَيْهِ حَتَّى كَاد يقْتله أَو قَتله، قَالَ ابْن مقبل:
ومَلْجَإِ مَهْرْوئِينَ يُلْفَى بهِ الحَيا ... إِذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ
هُوَ الأُمُّ والأَبُ
يرثي بذلك عُثْمَان بن عَفَّان، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المَهروءُ:
الَّذِي قد أنضجه الْبرد.
وهَرَأَ الْبرد الْمَاشِيَة فتهَرَّأَتْ: كسرهَا فتكسرت.
وقِرَّةٌ لَهَا هَرِيئَةٌ: يُصِيب النَّاس وَالْمَال مِنْهَا ضرّ
وَسقط، أَي موت، وَقد هَرِئَ الْقَوْم وَالْمَال.
والهَريئَة أَيْضا: الْوَقْت الَّذِي يصيبهم فِيهِ الْبرد.
وأهْرَأْنا: أبردنا، وَذَلِكَ بالْعَشي، وَخص بَعضهم بِهِ رواح القيظ،
وَأنْشد:
حَتَّى إِذا أهْرَأْنَ للأَصائِلِ
وفارَقَتْها بُلَّةُ الأَوابِلِ
قَالَ: " أهْرَأْنَ للأصائل ": دخلن فِي الأصائل، و" بلة " الأوابل:
بلة الرطب، والأوابل الَّتِي أبلت بِالْمَكَانِ: أَي لَزِمته، وَقيل:
هِيَ الَّتِي جزأت بالرطب عَن المَاء.
وأَهْرِئْ عَنْك من الظهيرة، أَي أقِم حَتَّى يسكن حر النَّهَار ويبرد.
وأهْرَأ الرجل: قَتله.
وهَرَأَ اللَّحْم، وهَرَّأَه، وأهْرَأَه: أنضجه حَتَّى سقط من الْعظم،
وتهرأ هُوَ.
وهَرَأَت الرّيح: اشْتَدَّ بردهَا.
(4/353)
والهِرَاء: فسيل النّخل، قَالَ:
أبَعْدَ عَطِيَّتِي ألْفاً جَميعا ... مِنَ المَرْجُوِّ ثاقِبَةَ
الهِراءِ
أنْشدهُ أَبُو حنيفَة، قَالَ: وَمعنى قَوْله: ثاقبة الهراء: أَن النّخل
إِذا استفحل ثقب فِي أُصُوله.
والهُرَاء: اسْم شَيْطَان مُوكل بقبيح الأحلام.
مقلوبه: (أهـ ر)
الأَهَرَة: مَتَاع الْبَيْت، وَقَالَ ثَعْلَب: بَيت حسن الظَّهَرَة
والأَهَرَة، فالظهرة: مَا ظهر مِنْهُ والأهرة: مَا بطن، وَالْجمع
أَهَرٌ قَالَ:
أحْسَنُ بَيتٍ أهَراً وبَزاَّ
والأهَرَة: الهَيْئَة.
مقلوبه: (ر هـء)
والرَّهْيَأة: الضعْف والتواني.
ورَهْيَأَ رَأْيَه: أفْسدهُ فَلم يحكمه.
ورَهْيَأَ فِي أمره: لم يعزم عَلَيْهِ.
وتَرَهْيَأ فِيهِ: اضْطربَ.
ورَهْيَأَ الْحمل: جعل أحد العدلين أثقل من الآخر، وَقيل: الرَّهْيَأة:
أَن يحمل الرجل حملا فَلَا يشده، فَهُوَ يمِيل.
وتَرَهْيَأَ الشَّيْء: تحرّك.
ورَهْيَأَت السحابة، وتَرَهْيَأَت: اضْطَرَبَتْ وَقيل: رَهْيَأَةُ
السحابة: تهيؤها للمطر.
والرَّهْيَأَة: أَن تغرورق العينان من الْكبر
الْهَاء وَاللَّام والهمزة
أهْلُ الرجل: عشيرته وذوو قرباه، وَالْجمع أهْلون وآهالٌ، وأَهال،
وأهَلاتٌ، قَالَ المخبل:
(4/354)
وهُمْ أهَلاتٌ حَوْلَ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ
... إِذا أدَلجُوا بالليلِ يَدْعونَ كَوْثَرَا
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: أهْلاتٌ، فخففوا، شبهوها بصعبات، حَيْثُ
كَانَ أهْلٌ مُذَكّر تدخله الْوَاو وَالنُّون، فَلَمَّا جَاءَ مؤنثه
كمؤنث صَعب فعل بِهِ كَمَا فعل بمؤنث صَعب.
واتَّهل الرجل: اتخذ أَهلا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
فِي دارَةٍ تُقْسَم الأزْوادُ بَينَهُمُ ... كأنَّما أهْلُنا مِنْهَا
الَّذِي اتَّهَلا
هَكَذَا أنْشدهُ بقلب الْيَاء تَاء، ثمَّ إدغامها فِي التَّاء
الثَّانِيَة، وَهَذَا كَمَا حكى من قَوْلهم: " اتَّمَنْتُه " وَإِلَّا
فَحكمه الْهَمْز أَو التَّخْفِيف القياسي، أَي كَأَن أهْلَنا أهلُه
عِنْده، أَي مثلهم فِيمَا يرَاهُ لَهُم من الْحق.
وأهلُ الْمَذْهَب: من يدين بِهِ.
وأهلُ الْأَمر: ولاته.
وأهلُ الْبَيْت: سكانه.
وأهلُ بَيت النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَزوَاجه
وَبنَاته وصهره، اعني عليا عَلَيْهِ السَّلَام، وَقيل: نسَاء النَّبِي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالرِّجَال الَّذين هم آله. وَفِي
التَّنْزِيل: (إِنَّمَا يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبُ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
أهْلَ البَيْتِ) الْقِرَاءَة " أهل " بِالنّصب على الْمَدْح، كَمَا
قَالَ: بك الله نرجو الْفضل، وسبحانك الله الْعَظِيم، وعَلى النداء،
كَأَنَّهُ قَالَ: يَا أهْلَ الْبَيْت، وَقَوله تَعَالَى لنوح عَلَيْهِ
السَّلَام: (إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أهْلِكَ) قَالَ الزّجاج: أَرَادَ
لَيْسَ من أهلِك الَّذين وعدتك أَن أنجيتهم، قَالَ: وَيجوز أَن يكون:
لَيْسَ من أهل دينك.
وأهْلُ كل نَبِي: أمته.
وكل شَيْء من الدَّوَابّ ألف الْمنَازل، أَهْلِيٌّ، وأَهِلٌ وأَهِلٌ
الْأَخِيرَة على النّسَب.
وَمَكَان مَأْهول وَقد جَاءَ أُهِلَ: قَالَ العجاج:
قَفْرَ بْنِ هَذَا ثمَّ ذَا لم يُؤْهَلِ
وَقَوْلهمْ فِي الدُّعَاء: مرْحَبًا وأهْلاً، أَي أتيت أهْلا لَا غرباء
فاستأنس وَلَا تستوحش.
وأَهَّلَ بِهِ: قَالَ لَهُ: أهْلاً.
(4/355)
وأَهِلَ بِهِ: أنس.
وَهُوَ أَهْلٌ لكذا، أَي مستوجب لَهُ، الْوَاحِد والجميع فِي ذَلِك
سَوَاء، وعَلى هَذَا قَالُوا: المُلك لله أهْلِ الْملك.
وأهَّلَه لذَلِك الْأَمر وآهَلَه: رَآهُ لَهُ أَهْلاً.
واستَأهَلَه: استوجبه، وكرهها بَعضهم.
وأهْلُ الرجل وأهْلَتُه: زوجه.
وأَهَل الرجل يَأهِلُ ويَأهُل أهْلاً وأُهولا، وتَأهَّل: تزوج.
وآهَلَك الله فِي الْجنَّة: زوَّجك فِيهَا وأدخلكها.
وآلُ الرجل: أهلُه.
وَآل الله وَآل رَسُوله: أولياؤه، أَصْلهَا أهل، ثمَّ أبدلت الْهَاء
همزَة، فَصَارَت فِي التَّقْدِير أَأْلٌ، فَلَمَّا توالت الهمزتان
أبدلوا الثَّانِيَة ألفا، كَمَا قَالُوا: آدم وَآخر، وَفِي الْفِعْل
آمن وآزر، فَإِن قيل: وَلم زعمت أَنهم قلبوا الْهَاء همزَة، ثمَّ
قلبوها فِيمَا بعد، وَمَا أنْكرت من أَن يكون قلبوا الْهَاء ألفا فِي
أول الْحَال؟ فَالْجَوَاب أَن الْهَاء لم تقلب ألفا فِي غير هَذَا
الْموضع، فيقاس هَذَا هُنَا عَلَيْهِ. فعلى هَذَا أبدلت الْهَاء همزَة،
ثمَّ أبدلت الْهمزَة ألفا، وَأَيْضًا فالألف لَو كَانَت منقلبة عَن غير
الْهمزَة المنقلبة عَن الْهَاء على مَا قدمْنَاهُ لجَاز أَن تسْتَعْمل
آل فِي كل مَوضِع يسْتَعْمل فِيهِ أهل، وَلَو كَانَت ألف آل بَدَلا من
هَاء أهل لقيل: انْصَرف إِلَى آلك، كَمَا يُقَال: انْصَرف إِلَى أهلك،
وآلك وَاللَّيْل كَمَا يُقَال: اهلك وَاللَّيْل، فَلَمَّا كَانُوا
يخصون بالآل الْأَشْرَف الْأَخَص دون الشَّائِع الْأَعَمّ حَتَّى لَا
يُقَال إِلَّا فِي نَحْو قَوْلهم: الْقُرَّاء آل الله، واللهم صل على
مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد (وقَالَ رجُلٌ مُؤْمنٌ منْ آلِ فِرْعَوْنَ)
وَكَذَلِكَ مَا أنْشدهُ أَبُو الْعَبَّاس للفرزدق:
نَجَوْتَ ولمْ يَمْنُنْ علَيكَ طَلاقَةً ... سِوَى رَبِذِ التَّقْرِيبِ
من آلِ أعْوَجا
لِأَن أَعْوَج فِيهِ: فرس مَشْهُور عِنْد الْعَرَب، فَلذَلِك قَالَ: آل
أَعْوَج، وَلَا يُقَال: آل الْخياط، كَمَا يُقَال: أهل الْخياط، وَلَا
آل الإسكاف، كَمَا يُقَال: أهل الإسكاف، دلّ على أَن الْألف لَيست
فِيهِ بَدَلا من الأَصْل، إِنَّمَا هِيَ بدل مِمَّا هُوَ بدل من
الأَصْل، فجرت فِي ذَلِك مجْرى التَّاء فِي الْقسم، لِأَنَّهَا بدل من
الْوَاو فِيهِ، وَالْوَاو فِيهِ بدل من الْبَاء، فَلَمَّا كَانَت
التَّاء فِيهِ بَدَلا من بدل وَكَانَت فرع الْفَرْع اخْتصّت بأشرف
الْأَسْمَاء وأشهرها وَهُوَ اسْم الله،
(4/356)
فَلذَلِك لم تقل: تزيد وَلَا تالبيت، كَمَا
لم تقل: آل الإسكاف: وَلَا آل الْخياط، فَإِن قلت: فقد قَالَ بشر:
لَعَمْرُكَ مَا يَطْلُبنَ مِن آلِ نِعْمَةٍ ... ولكِنما يَطْلُبنَ
قَيْسا ويَشْكُراَ
فقد أَضَافَهُ إِلَى نعْمَة، وَهِي نكرَة غير مَخْصُوصَة، وَلَا مشرفة
فَإِن هَذَا بَيت شَاذ، هَذَا كُله قَول ابْن جني، قَالَ: وَالَّذِي
الْعَمَل عَلَيْهِ مَا قدمْنَاهُ، وَهُوَ رَأْي الْأَخْفَش، فَإِن قلت:
أَلَسْت تزْعم أَن الْوَاو فِي وَالله بدل من الْبَاء فِي بِاللَّه،
وَأَنت لَو أضمرت لم تقل: " وه " كَمَا تَقول: " بِهِ لَأَفْعَلَنَّ "
فقد تَجِد أَيْضا بعض الْبَدَل مِنْهُ فِي كل مَوضِع، فَمَا تنكر
أَيْضا أَن تكون الْألف فِي آل بَدَلا من الْهَاء وَإِن كَانَ لَا يَقع
جَمِيع مواقع أهل، فَالْجَوَاب أَن الْفرق بَينهمَا أَن الْوَاو لم
تمْتَنع من وُقُوعهَا فِي جَمِيع مواقع الْبَاء من حَيْثُ امْتنع
وُقُوع آل فِي جَمِيع مواقع أهل، وَذَلِكَ أَن الْإِضْمَار يرد
الْأَسْمَاء إِلَى أُصُولهَا فِي كثير من الْمَوَاضِع، أَلا ترى أَن من
قَالَ: أَعطيتكُم درهما، فَحذف الْوَاو الَّتِي كَانَت بعد الْمِيم
وأسكن الْمِيم، فَإِنَّهُ إِذا أضمر الدِّرْهَم قَالَ: أعطيتكموه، فَرد
الْوَاو لأجل اتِّصَال الْكَلِمَة بالمضمر، فَأَما مَا حَكَاهُ يُونُس
من قَول بَعضهم: أعطيتكمه فشاذ، لَا يُقَاس عَلَيْهِ عِنْد عَامَّة
أَصْحَابنَا، فَلذَلِك جَازَ أَن يَقُول: بهم لأقعدن، وَبِك لأنطلقن،
وَلم يجز أَن يَقُول: " وك " وَلَا " وه "، بل كَانَ هَذَا فِي الْوَاو
أَحْرَى، لِأَنَّهَا حرف مُنْفَرد، فضعف عَن الْقُوَّة وَعَن تصرف
الْبَاء الَّتِي هِيَ أصل، أنشدنا أَبُو عَليّ قَالَ: أنْشد أَبُو زيد:
رأى بَرْقاً فأوضَعَ فَوْقَ بَكْرٍ ... فَلا بِكَ مَا أسالَ وَلَا
أغامَا
وأنشدنا أَيْضا عَنهُ:
أَلا نادَتْ أُمامَةُ باحْتِمالِ ... لِتَحْزُنَنِي فَلا بِكَ مَا
أُبالي
وَأَنت مُمْتَنع من اسْتِعْمَال آل فِي غير الْأَشْهر الْأَخَص،
وَسَوَاء فِي ذَلِك أضفته إِلَى مظهر أَو أضفته إِلَى مُضْمر. فَإِن
قيل: أَلَسْت تزْعم أَن التَّاء فِي تولج بدل من وَاو، وَأَن أَصله
وولج، لِأَنَّهُ فوعل من الولوج، ثمَّ إِنَّك مَعَ ذَلِك قد تجدهم
أبدلوا الدَّال من هَذِه التَّاء، فَقَالُوا: دولج، وَأَنت مَعَ ذَلِك
تَقول: دولج فِي جَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي تَقول فِيهَا: تولج، وَإِن
كَانَت الدَّال مَعَ ذَلِك بَدَلا من التَّاء الَّتِي هِيَ بدل من
الْوَاو. فَالْجَوَاب عَن ذَلِك أَن هَذِه مغالطة من السَّائِل،
وَذَلِكَ انه إِنَّمَا كَانَ يطرد هَذَا لَهُ لَو كَانُوا يَقُولُونَ:
وولج ودولج،
(4/357)
فيستعملون دولجا فِي جَمِيع أَمَاكِن وولج،
فَهَذَا لعمري لَو كَانَ كَذَا لَكَانَ لَهُ بِهِ تعلق، وَكَانَت تحتسب
زِيَادَة، فَأَما وهم لَا يَقُولُونَ وولج الْبَتَّةَ، كَرَاهِيَة
اجْتِمَاع الواوين فِي أول الْكَلِمَة، وَإِنَّمَا قَالُوا: تولج، ثمَّ
أبدلوا الدَّال من التَّاء المبدلة من الْوَاو فَقَالُوا: دولج،
فَإِنَّمَا استعملوا الدَّال مَكَان التَّاء الَّتِي هِيَ فِي
الْمرتبَة قبلهَا تَلِيهَا، وَلم يستعملوا الدَّال مَوضِع الْوَاو
الَّتِي هِيَ الأَصْل، فَصَارَ إِبْدَال الدَّال من التَّاء فِي هَذَا
الْموضع كإبدال الْهمزَة من الْوَاو فِي نَحْو أُقِّتَتْ، وأُجوهٌ،
لقربها مِنْهَا، وَأَنه لَا منزلَة بَينهمَا وَاسِطَة.
وَكَذَلِكَ لَو عَارض معَارض بهُنَيْهة، تَصْغِير هَنَة، فَقَالَ:
أَلَسْت تزْعم أَن أَصْلهَا هُنَيْوَة، ثمَّ صَارَت هُنَيَّة، ثمَّ
صَارَت هُنَيْهَة، وَأَنت تَقول: هُنَيْهَة فِي كل مَوضِع تَقول فِيهِ
هُنَيَّة، كَانَ الْجَواب وَاحِدًا كَالَّذي قبله، أَلا ترى أَن
هُنَيْوَة الَّذِي هُوَ أصل لَا ينْطق بِهِ وَلَا يسْتَعْمل
الْبَتَّةَ، فَجرى ذَلِك مجْرى وولج فِي رفضه وَترك اسْتِعْمَاله،
فَهَذَا كُله يُؤَكد عنْدك أَن امْتِنَاعه من اسْتِعْمَال آل فِي
جَمِيع مواقع أهل إِنَّمَا هُوَ لِأَن فِيهِ بَدَلا من بدل، كَمَا
كَانَت التَّاء فِي الْقسم بَدَلا من بدل.
والإهالةُ: مَا أذبت من الشَّحْم، وَقيل: الإهالة: الشَّحْم
وَالزَّيْت، وَقيل: كل دُهْنٍ ائتدم بِهِ إهالةٌ.
واستَأْهَلَ: أَخذ الإهالَة، أنْشد ابْن قُتَيْبَة:
لَا بَلْ كُلِي يَا أُمَّ واستَأْهِلي ... إنَّ الذِي أنْفَقْتُ مِنْ
مالِيَهْ
مقلوبه: (أل هـ)
الإِلاهُ: الله عز وَجل، وكل مَا اتُّخذ من دونه معبودا إلاَهٌ عِنْد
متخذه، والجميع آلِهَةٌ وَهُوَ بَين الإلاهَةِ والأُلهْانِيةِ، وَفِي
حَدِيث وهيب: " إِذا وَقع العَبْد فِي أُلهانِيَّةِ الرَّبِّ لم يجد
أحدا يَأْخُذ بِقَلْبِه " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
والإلاهَة، والأُلوهَة، والأُلُوهِيَّةُ: الْعِبَادَة وَقد قرئَ:
(ويَذَرَك وآلهَتك) ، (ويَذَرَك وإلاهَتَك) وَهَذِه الْأَخِيرَة عَن
ثَعْلَب، كَأَنَّهَا هِيَ المختارة، قَالَ: لِأَن فِرْعَوْن كَانَ
يُعبد وَلَا يَعبد، فَهُوَ على هَذَا ذُو إلاهَةٍ، لَا ذُو آلهَةٍ.
والتَّأَلُّهُ: التنسك قَالَ:
(4/358)
سَبَّحْنَ واستَرْجَعْنَ مِنْ تَألُّهِي
والأُلاهَة: الشَّمْس الحارة، حكى عَن ثَعْلَب.
والأَلِيهَة، والإلاهَةُ، والألاهَةُ، وأُلاهَةُ، كُله: الشَّمْس اسْم
لَهَا، الضَّم فِي أَولهَا عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ:
تَرَوَّحْنا مِنَ اللَّعْباءِ قَصْراً ... فَأعْجَلْنا إلاهَةَ أنْ
تَؤُوبا
وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: أُلاهَة، وَرَوَاهُ بَعضهم: " فأعجلنا
الأَلاهَةَ " وَإِنَّمَا سميت بذلك لأَنهم كَانُوا يعظمونها ويعبدونها،
وَقد أوجدنا الله عز وَجل ذَلِك فِي كِتَابه حِين قَالَ: (وَمِنْ
آياتهِ اللَّيْلُ والنهارُ والشَّمسُ والقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا
للشَّمْسِ وَلَا للقَمَرِ واسجُدُوا للهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إنْ
كُنْتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدونَ) وَقد أَنْعَمت تَعْلِيل هَذِه الْكَلِمَة
وَشَرحهَا فِي " الكاب الْمُخَصّص ".
وَقَالُوا: يَا الله فَقطعُوا، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَهَذَا نَادِر،
وَحكى ثَعْلَب انهم يَقُولُونَ: يالله، فيصلون. قَالَ: وهما لُغَتَانِ،
يَعْنِي الْقطع والوصل، وَقَول الشَّاعِر:
إنِّي إِذا مَا حَدَثٌ أَلَّما
دَعَوْتُ ياللَّهُمَّ يَا للَّهُمَّا
فَإِن الْمِيم الْمُشَدّدَة بدل من " يَا " فَجمع بَين الْبَدَل
والمبدل مِنْهُ، وَقد خففها الْأَعْشَى، فَقَالَ:
كَحَلْفَةِ مِنْ أبيِ رَبَاحٍ ... يَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ
وَقَوله:
أَلا لَا بارَكَ اللهُ فِي سُهَيْلٍ ... إِذا مَا اللهُ بارَكَ فِي
الرِّجالِ
إِنَّمَا أَرَادَ " الله " فقصر ضَرُورَة.
(4/359)
والإلاهة: الحيَّة الْعَظِيمَة، عَن
ثَعْلَب.
وإِلاهَةُ: مَوضِع.
الْهَاء وَالنُّون والهمزة
الهَنِيءُ، والمَهْنَأُ: مَا أَتَاك بِلَا مشقة، اسْم كالمشتى، وَقد
هَنِئَ وهَنُؤَ هَناءَةً وهَنَأنَي الطَّعَام وهَنَأ لي يَهْنِئُنِي
ويَهْنِأُنيِ هِنْئاً، وهَنْئاً، وهَنَّأَ تْنِيه الْعَافِيَة، وَقد
تَهَنَّأْتُهُ، فَأَما مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْله:
فَارْعَىْ فَزَارَةُ لَا هَناكِ المَرْتَعُ
فعلى الْبَدَل للضَّرُورَة، وَلَيْسَ على التَّخْفِيف، وَأما مَا
حَكَاهُ أَبُو عبيد من قَول المتمثل: " حَنَّتْ وَلَا نَهَنَّتْ "
فأصله الْهَمْز، وَلَكِن الْمثل يجْرِي مجْرى الشّعْر، فَلَمَّا
احْتَاجَ إِلَى الْمُتَابَعَة أزوجها " حَنَّتْ ".
وَطَعَام هَنِئٌ: سَائِغ، وَمَا كَانَ هَنِيئا وَلَقَد هَنُؤَ
هَناءَةً، وهَنَأَةً، وهِنْئاً، على مِثَال فَعالَةٍ وفَعَلَةٍ
وفِعْلٍ.
وهَنَأَه بِالْأَمر هَنْئاً، وهَنَّأَه: قَالَ لَهُ: لِيَهْنِئْكَ.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا: هَنِيئاً مريئا، وَهِي من الصِّفَات
الَّتِي أُجريت مجْرى المصادر الْمَدْعُو بهَا فِي نصبها على الْفِعْل
غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره واختزاله لدلالته عَلَيْهِ، وانتصابه على
فعل من غير لَفظه، كَأَنَّهُ ثَبت لَهُ مَا ذكر لَهُ هَنِيئاً وَأنْشد:
إِلَى أمامٍ تُعادِينا فَواضِلُهُ ... أظفَرَهُ اللهُ فَلْيَهْنِئْ لهُ
الظَّفَرُ
وهَنَأ الرجل هَنْئاً: أطْعمهُ.
وهَنَأه يَهْنِئُه ويَهْنَأَه، هَنْئاً، وأهْنَأَة: أعطَاهُ،
الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَفِي الْمثل: " إِنَّمَا سميت
هانِئا لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ " أَي لتعطي، وَالِاسْم: الهِنْءُ.
واستهْنَأَ الرجل: استعطاه، أنْشد ثَعْلَب:
نُحْسِنُ الهِنْءَ إِذا استَهْنَأْتَنا ... ودِفاعاً عَنْكَ بالأَيدِي
الكِبارِ
(4/360)
يَعْنِي بِالْأَيْدِي الْكِبَار: المنن،
وَقَوله، أنْشدهُ الطوسي عَن ابْن الْأَعرَابِي:
وأشجَيْتُ عَنكَ الخَصْمَ حَتَّى تَفوتَهُمْ ... مِنَ الحَقِّ إِلَّا
مَا استَهانُوكَ نائِلاَ
قَالَ: أَرَادَ " استَهْنَؤُوكَ " فَقلب، وَأرى ذَلِك بعد أَن خفف
الْهَمْز تَخْفِيفًا بدليا، وَمعنى الْبَيْت انه أَرَادَ: منعت خصمك
عَنْك حَتَّى فُتَّهُمْ بحقهم، فهضمتهم إِيَّاه إِلَّا مَا سمحوا لَك
بِهِ من بعض حُقُوقهم فَتَرَكُوهُ عَلَيْك، فَسمى تَركهم ذَلِك
استهناء، كل ذَلِك من تذكرة أبي عَليّ.
وهَنَأَ الطَّعَام هَنْئاً وهِنْئاً وهِناءَةً: أصلحه.
والهِناءُ: ضرب من القطران، وَقد هَنَأَ الْإِبِل يَهنَؤُها،
ويَهنِئُها، ويَهنُؤُها هَنْئاً، الْأَخِيرَة عَن الزّجاج، قَالَ: وَلم
نجد فِيمَا لامه همزَة فَعَلْتُ أفعُل إِلَّا هَنَأْتُ أهْنُؤُ، وقرَأت
أقْرُؤُ، وَالِاسْم الهِنْءُ.
وهَنْئَت الْمَاشِيَة هَنَأً وهَنْئاً: أَصَابَت حظا من البقل من غير
أَن تشبع مِنْهُ.
والهِناءُ: عذق النَّخْلَة، عَن أبي حنيفَة، لُغَة فِي الإهانِ.
وهُناةٌ: اسْم، وَهُوَ أَخُو مُعَاوِيَة ابْن عَمْرو ابْن مَالك أخي
هُناءَةَ، ونِواءٍ، وفراهيد، وجذيمة الأبرش.
مقلوبه: (هـ أن)
المُهْوَأَنُّ: الْمَكَان الْبعيد، وَهُوَ مِثَال لم يذكرهُ
سِيبَوَيْهٍ.
مقلوبه: (أهـ ن)
الإهانُ: عرجون النَّخْلَة، وَالْجمع آهِنَةٌ وأُهُنٌ.
مقلوبه: (ن هـ أ)
نَهِئَ اللَّحْم ونَهُؤَ نَهَأً، مَقْصُور، ونَهاءَةً، ونَهُوءَةً
ونُهوءاً ونَهاوةً، الْأَخِيرَة شَاذَّة، فَهُوَ نَهِئٌ: لم ينضج،
وأنْهَأَه هُوَ.
وأنهَأَ الْأَمر: لم يبرمه.
وَشرب فلَان حَتَّى نَهَأَ، أَي امْتَلَأَ.
مقلوبه: (أن هـ)
الأَنِيهُ: مثل الزَّفِير، والآنِهُ، كالآنح، وَالْجمع أُنَّهٌ.
(4/361)
والأَنِيهُ: الزَّحر عِنْد الْمَسْأَلَة.
وَرجل آنِهٌ: حَاسِد.
الْهَاء وَالْبَاء والهمزة
الهَبْءُ: حَيّ.
مقلوبه: (ب هـ أ)
بَهَأَ بِهِ يَبْهَأُ، وبَهِئَ وبَهُؤَ بَهْئاً وبَهَاءً وبَهُوءاً:
أنِس.
والبَهاءُ: النَّاقة الَّتِي تستأنس إِلَى الحالب.
وبَهَأَ الْبَيْت: أخلاه من الْمَتَاع أَو خرقه، كأَبْهَأَهُ.
مقلوبه: (أهـ ب)
اخذ لذَلِك الْأَمر أُهْبَتَه: أَي هَيئته وعدته وَقد أهَّبَ لَهُ،
وتَأهَّبَ.
والإهابُ: الْجلد من الْبَقر وَالْغنم والوحش، وَالْجمع القيل آهِبَةٌ
أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
سودُ الوُجُوهِ يَأكَلونَ الآهِبَهْ
وَالْكثير أُهُبٌ وأَهَبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أهَبٌ: اسْم للْجمع،
وَلَيْسَ بِجمع إهابٍ، لِأَن فَعَلاً لَيْسَ مِمَّا يكسر عَلَيْهِ
فِعالٌ.
وأُهْبانُ: اسْم فِيمَن أَخذه من الإهابِ، فَإِن كَانَ من الهِبَةِ
فالهمزة بدل من الْوَاو، وَسَيَأْتِي ذكره هُنَالك.
مقلوبه: (ب أهـ)
مَا بَأَه لَهُ: أَي مَا فطن.
مقلوبه: (أب هـ)
أبَه لَهُ يَأْبَه أبْهاً، وأبِهَ لَهُ وَبِه أبَهاً: فطن. وَقَالَ
بَعضهم: أبَهَ للشَّيْء أبْهاً: نَسيَه ثمَّ تفطن لَهُ.
وأَبَّهَ الرجل: فطَّنه.
وأبَّهَهُ: نَبَّهَه، كِلَاهُمَا عَن كرَاع، والمعنيان متقاربان.
والأُبَّهَةُ: العظمة، وَقد تَأبَّهَ.
(4/362)
الْهَاء وَالْمِيم والهمزة
هَمَأَ الثَّوْب يَهْمَؤُه هَمْأً: جذبه فانخرق.
وانهَمَأَ ثَوْبه وتَهَمَّأَ: تقطع من البلى.
مقلوبه: (أم هـ)
الأَمِيهَةُ: جدري الْغنم، وَقيل: هُوَ بثر يخرج بهَا كالجدري أَو
الحصبة، وَقد أُمِهَت الشَّاة أَمْهاً وأَمِيَهةً، هَذَا قَول أبي
عبيد، وَهُوَ خطأ، لِأَن الأَمِيهَة اسْم لَا مصدر، إِذْ لَيست فَعيلَة
من أبنية المصادر.
وشَاة أَمِيهَةٌ: مَأْمُوهَةٌ.
والأَمَهُ: النسْيَان وَفِي التَّنْزِيل: (وادَّكَرَ بَعْدَ أمَه) وَقد
أمِهَ.
والأمَهُ: الْإِقْرَار وَمِنْه حَدِيث الزُّهْرِيّ: " من امتحن فِي
حدٍّ فَأمِهَ، ثمَّ تَبرأ، فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَة، فَإِن
عُوقِبَ فأمِهَ فَلَيْسَ عَلَيْهِ حدٌّ، إِلَّا أَن يَأمَهَ من غير
عُقُوبَة " قَالَ أَبُو عبيد: لم أسمعهُ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث.
والأُمَّهَةُ: لُغَة فِي الأُمِّ، قَالَ أَبُو بكر: الْهَاء فِي
أُمَّهَةٍ أَصْلِيَّة، وَهِي فُعَّلَةٌ بِمَنْزِلَة تُرَّهَةٍ
وأُبَّهَةٍ، وَخص بَعضهم بالأُمَّهَةِ من يعقل، وبالأُمِّ مَا لَا يعقل
قَالَ:
أُمَّهَتِي خِنْدِفُ والْياسُ أبِي
وَقَالَ زُهَيْر فِيمَا لَا يعقل:
وَإِلَّا فَإنَّا بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى ... نُعَقِّرُ أُمَّاتِ
الرِّباعِ ونَيْسِرُ
وَقد جَاءَت الأُمَّهة فِيمَا لَا يعقل، كل ذَلِك عَن ابْن جني.
وتَأَمَّهَ أُمًّا: اتخذها كَأَنَّهُ على أُمَّهَةٍ، وَهَذَا يقوى كَون
الْهَاء أصلا، لِأَن تَأمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ، بِمَنْزِلَة تَفَوَّهْتُ
وتَنَبَّهْتُ.
الْهَاء وَالْخَاء وَالْيَاء
هَيَّخَ الهريسة: أَكثر ودكها، عَن كرَاع.
(4/363)
الْهَاء والغين وَالْيَاء
الأَهْيَغُ: المَاء الْكثير.
والأَهْيَغُ: أرغد الْعَيْش وأخصبه.
وَتَركه فِي الأهْيَغَينِ، أَي الطَّعَام وَالشرَاب. وَقيل: فِي
الشّرْب وَالنِّكَاح.
الْهَاء وَالْقَاف وَالْيَاء
هَقَى الرجل هَقْياً: هذى، قَالَ:
لَوْ أنَّ شَيْخاً رَغيبَ العَينِ ذَا أبَلٍ ... يَرْتادُه لِمَعَدٍّ
كُلِّها لَهَقَى
قَوْله " ذَا أبل " أَي ذَا سياسة للأمور ورفق بهَا.
وَفُلَان يَهْقِى بفلان: يهذي بِهِ، عَن ثَعْلَب.
وَفُلَان يَهْقِي فلَانا: يناوله بمكروه.
وهَقا قلبه، كهفا، عَن الهجري وَأنْشد:
فَغَصَّ بِريقِهِ وهَقا حَشاهُ
مقلوبه: (هـ ي ق)
الهَيْقُ من الرِّجَال: المفرط الطول، وَقيل: هُوَ الطَّوِيل
الدَّقِيق، وَالْأُنْثَى هَيْقَةٌ قَالَ:
وَمَا لَيْلَى مِنَ الهَيْقاتِ طُولاً ... وَلَا لَيْلَى مِنَ الجَدَمِ
القِصارِ
والهَيْقُ: الظليم، لطوله، كالهيقل، الْيَاء فِي هيق أصل، وَفِي هيقل
زَائِدَة، وَالْجمع أهْياقٌ وهُيوقٌ، وَالْأُنْثَى هَيْقَةٌ.
وأهْيَقَ الظليم: صَار هَيْقاً، قَالَ رؤبة:
أزَلَّ أَو هَيَْ نَعامٍ أَهْيَقا
مقلوبه: (ق هـ ي)
قَهِىَ الرجل قَهْياً: لم يشته الطَّعَام.
(4/364)
وقَهِىَ عَن الشَّرَاب، وأَقْهَى عَنهُ:
تَركه.
وَرجل قاهٍ: مخصب فِي رَحْله.
وعيش قاهٍ: رفيه.
والقَهَةُ: من أَسمَاء النرجس، عَن أبي حنيفَة، على انه يحْتَمل أَن
يكون ذَاهِبًا واوا، وَسَيَأْتِي ذكره هُنَالك.
مقلوبه: (ق ي هـ)
القاهُ: الطَّاعَة قَالَ:
لمَا سَمِعْنا لأَمِيرٍ قاها
قَالَ الْأمَوِي: عَرفته بَنو أَسد.
وَمَاله عليَّ قاهٌ، أَي سُلْطَان.
والقاهُ: الجاهُ.
والقاهُ: سرعَة الْإِجَابَة فِي الْأكل. وَإِنَّمَا قضينا بِأَن ألف
قاه يَاء لقَولهم فِي مَعْنَاهُ: أيْقَه واستَيْقَه، وَمَا جَاءَ من
هَذَا الْبَاب لم يقل فِيهِ أيْقَه، وَلَا تبينت فِيهِ الْيَاء
بِوَجْه، فَهُوَ مَحْمُول على الْيَاء.
مقلوبه: (ي ق هـ)
أيْقَه الرجل واستَيْقَهَ: أطَاع وذل، وَكَذَلِكَ الْخَيل إِذا انقادت،
قَالَ المخبل:
فَرَدَّوا صُدورَ الخَيْلِ حَتَّى تَنَهْنَهَتْ ... إِلَى ذِي النُّهَى
واستَيْقَهَتْ للمُحَلِّمِ
أَي أطاعوا الَّذِي يَأْمُرهُم بالحلم.
الْهَاء وَالْكَاف وَالْيَاء
نَاقَة كَهاةٌ: سَمِينَة، وَقيل: الكَهاةُ: النَّاقة الضخمة الَّتِي
كَادَت تدخل فِي السن، قَالَ طرفَة:
فمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ ... عَقيلَةُ شَيخٍ كالوَبِيلِ
يَلَنْدَدِ
(4/365)
وَقيل: هِيَ الواسعة جلد الأخلاف، لَا جمع
لَهَا من لَفظهَا.
وأكْهَى: هضبة، قَالَ ابْن هرمة:
كَمَا أعْيَتْ عَلى الرَّاقينَ أكْهَى ... تَعَيَّتْ لَا مِياهَ وَلَا
فِرَاغا
قضينا على أَن ألف كهاة يَاء لما تقدم من أَن اللَّام يَاء أَكثر
مِنْهَا واوا.
مقلوبه: (ك ي هـ)
الكَيِّهُ: الْبرم بحيلته لَا يتَوَجَّه لَهَا، وَقيل: هُوَ الَّذِي
لَا متصرف لَهُ وَلَا حِيلَة.
وكِهْتُ الرجل أَكِيهُهُ: استنكهته.
الْهَاء وَالْجِيم وَالْيَاء
هَجِىَ الْبَيْت هَجْياً: انْكَشَفَ.
وهَجِيَتْ عين الْبَعِير: غارت.
مقلوبه: (هـ ي ج)
هاجَ الشَّيْء هَيْجاً واهْتاجَ: ثار لمَشَقَّة أَو ضَرَر، وهاجَه،
وهَيَّجَه.
وَشَيْء هَيُوجٌ، على التَّعَدِّي، وَالْأُنْثَى هَيوجٌ، أَيْضا، قَالَ
الرَّاعِي:
قَلا دِينَهُ واهْتاجَ للشَّوْقِ إِنَّهَا ... عَلى الشَّوْقِ إخوانَ
العَزاءِ هَيوجُ
ومِهْياجٌ، كهَيُوجٍ.
وهاجَ الْإِبِل هَيْجاً: حركها بِاللَّيْلِ إِلَى المورد والكلأ.
وهاجَ هائِجُهُ: اشْتَدَّ غَضَبه.
والهَيْجُ، والهِياجُ، والهَيْجا، والهَيْجاءُ: الْحَرْب، لِأَنَّهَا
موطن غضب، قَالَ لبيد:
وأرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا إِذا مَا ... تَقَعَّرَتِ المشاجِرُ
بالفِئامِ
(4/366)
وَقَالَ آخر:
إِذا كانتِ الهَيجاءُ وانشَقَّتِ العَصا ... فَحَسبُكَ والضَّحاكَ
سَيْفٌ مُهَنَّدُ
وهاجَ الْفَحْل يَهِيجُ هِياجاً، وهُيوجاً، وهَيَجاناً، واهْتاجَ: هدر
وَأَرَادَ الضراب، وفحل هِيَّجٌ: هائِجٌ، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ
وَفَسرهُ السيرافي، وَفِي بعض النّسخ هيخ بِالْخَاءِ، وَلم يفسره أحد،
وَهُوَ خطأ.
والهاجَةُ: النعجة الَّتِي لَا تشْتَهي الْفَحْل، وَهُوَ عِنْدِي على
السَّلب، كَأَنَّهَا سلبت الهِياجَ.
والهِيجُ: الرّيح الشَّدِيدَة.
وهاجَ البقل هِياجاً، فَهُوَ هائِجٌ، وهَيْجٌ: اصفرَّ، وَفِي
التَّنْزِيل: (ثُمَّ يَهِيجُ فَتراهُ مُصْفَرًّا) وهاجَت الأَرْض
هَيْجاً وهَيَجاناً: يبس بقلها، وأهيَجها: وجدهَا هائِجَةَ النَّبَات،
قَالَ رؤبة:
وأهْيَجَ الخَلْصاءَ مِنْ ذاتِ البُرَقْ
والهاجَةُ: الضفدعة، والنعامة، وَالْجمع هاجاتٌ، وتصغيرها بِالْيَاءِ
وَالْوَاو.
وهِيجِ، كسر بِغَيْر تَنْوِين: من زجر النَّاقة خَاصَّة، قَالَ:
تَنْجُو إِذا قالَ حادِيها لَها هِيجِ
الْهَاء والشين وَالْيَاء
الهَيْشَةُ من النَّاس: الْجَمَاعَة.
وهاش الْقَوْم بَعضهم إِلَى بعض، وتَهَيَّشُوا، وَهُوَ من أدنى
الْقِتَال.
والهَيْشُ: الِاخْتِلَاط.
وهاشَ فِي الْقَوْم هَيْشاً: عاث وأفسد.
والهَيْشُ: الْحَلب الرُّويد. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الْحَلب بالكف
كلهَا.
(4/367)
الْهَاء وَالضَّاد وَالْيَاء
هاضَ الشَّيْء هَيْضاً: كَسره.
وهاضَ الْعظم هَيْضاً، فانهاضَ: كَسره بعد مَا كَانَ ينجبر.
والمُسْتَهَاضُ: الكسير يبرأ فيعجل بِالْحملِ عَلَيْهِ والسوق لَهُ،
فينكسر عظمه ثَانِيَة بعد جبر وتماثل.
والهَيْضَةُ: معاودة الْهم والحزن وَالْمَرَض وَقد تَهَيَّضَ، قَالَ:
وَمَا عادَ قَلبيِ الهَمُّ إِلَّا تَهَيَّضا
والمُسْتَهاضُ: الْمَرِيض يبرأ فَيعْمل عملا فَيشق عَلَيْهِ، أَو
يَأْكُل طَعَاما أَو يشرب شرابًا فينكس، وكل وجع هَيْضٌ.
وهاضَ الْحزن قلبه هَيْضاً: أَصَابَهُ مرّة بعد أُخْرَى.
والهَيْضَةُ: انطلاق الْبَطن.
والهَيْضُ: سلح الطَّائِر، وَقد هاضَ هَيْضاً قَالَ:
كأنَّ مَتْنَيْهِ مِنَ النَّفِيِّ
مَهايِضُ الطَّيْرِ عَلى الصُّفِىِّ
وَالْمَعْرُوف: " مواقع الطير ".
مقلوبه: (ض هـ ي)
ضاهَيْتُ الرجل: شاكلته، وَقيل: عارضته، وَفِي التَّنْزِيل: (يُضاهُونَ
قَوْل الَّذين كَفَروا مِنْ قَبْلُ) .
والضَّهْياءُ من النِّسَاء: الَّتِي لَا تحيض وَلَا ينْبت ثدياها وَلَا
تحمل، وَقيل: الَّتِي لَا تَلد وَإِن حَاضَت. وَقَالَ اللحياني:
الضَّهْياءُ: الَّتِي لَا ينْبت ثدياها، فَإِذا كَانَت كَذَا فَهِيَ
لَا تحيض. وَقَالَ بَعضهم: الضَّهْياءُ، مَمْدُود: الَّتِي لَا تحيض
وَهِي حُبْلَى. قَالَ ابْن جني: مرأة ضَهْيَأَةٌ، وَزنهَا فَعلأَةٌ،
لقَولهم فِي مَعْنَاهَا: ضَهياءُ، وَأَجَازَ أَبُو إِسْحَاق فِي همزَة
ضَهيأَةٍ أَن
(4/368)
تكون أصلا، وَتَكون الْيَاء هِيَ
الزَّائِدَة، فعلى هَذَا تكون الْكَلِمَة فَعْيَلَةً، وَذهب فِي ذَلِك
مذهبا من الِاشْتِقَاق حسنا لَولَا شَيْء اعْتَرَضَهُ، وَذَلِكَ انه
قَالَ: يُقَال ضاهَيْتُ زيدا وضاهَأْتُ زيدا، بِالْيَاءِ والهمزة،
قَالَ: والضَّهْيَأَةُ: هِيَ الَّتِي لَا تحيض، وَقيل: الَّتِي لَا ثدي
لَهَا، قَالَ: وَفِي هذَيْن معنى المُضاهَأَةِ، لِأَنَّهَا قد ضاهَأَتِ
الرِّجَال بِأَنَّهَا لَا تحيض، كَمَا ضاهَأَتُهم بِأَنَّهَا لَا ثدي
لَهَا، قَالَ: فَيكون ضَهْيَأَةٌ فَعْيَلَةً من ضاهَأْتُ بِالْهَمْز،
قَالَ ابْن جني: هَذَا الَّذِي ذهب إِلَيْهِ من الِاشْتِقَاق معنى حسن،
وَلَيْسَ يعْتَرض قَوْله شَيْء، إِلَّا انه لَيْسَ فِي الْكَلَام
فَعْيَلٌ بِفَتْح الْفَاء، إِنَّمَا هُوَ فِعْيَلٌ، بِكَسْرِهَا، نَحْو
حذيم وطريم وغرين، وَلم يَأْتِ الْفَتْح فِي هَذَا الْفَنّ ثبتا،
إِنَّمَا حَكَاهُ قوم شاذا.
وَالْجمع ضُهْىٌ، ضَهِيَتْ ضَهىً.
وَقَالَت امْرَأَة للحجاج فِي ابْنهَا وَهُوَ مَحْبُوس: إِنِّي أَنا
الضَّهْياءُ الذَّنَّاء، فالضَّهْياءُ هُنَا: الَّتِي لَا تَلد وَإِن
حَاضَت، والذناء الْمُسْتَحَاضَة، وَقد أَنْعَمت تَعْلِيل هَذِه
الْكَلِمَة نِهَايَة الشَّرْح فِي الْكتاب الْمُخَصّص.
والضَّهْيا مَقْصُور: الأَرْض الَّتِي لَا تنْبت، وَقيل: هُوَ شجر
عضاهي لَهُ برمة وعلفة، وَهِي كَثِيرَة الشوك، وعلفها أَحْمَر شَدِيد
الْحمرَة، وورقها مثل ورق السمر.
وضُهاءٌ: مَوضِع، قَالَ الْهُذلِيّ:
لَعَمْرُكَ مَا إنْ ذُو ضُهاءٍ بهَيِّنٍ ... عَليَّ وَمَا أعطَيتُه
سَيْبَ نائِلي
وَإِنَّمَا قضينا على أَن همزَة ضهاء يَاء، لكَونهَا لاما مَعَ وجودنا
لضَهْيَإٍ وضَهْياءَ.
الْهَاء وَالسِّين وَالْيَاء
الهَيْسُ من الْكَيْل: الْجزَاف، وَقد هاسَ.
وهاسَ من الشَّيْء هَيْساً: أَخذ مِنْهُ بِكَثْرَة.
وهاسَ يَهِيس هَيْساً: سَار أيَّ سير كَانَ، حَكَاهُ أَبُو عبيد،
قَالَ:
إحدَى لَياليك فَهِيسِي هِيسِي
لَا تَنْعَميِ اللَّيْلَةَ بالتَّعْرِيسِ
(4/369)
والهَيْسُ: أَدَاة الفدان، عمانية.
والهَيْسَة بِفَتْح الْهَاء: أم حبين، عَن كرَاع.
والأَهْيَس: الَّذِي يدق كل شَيْء عَن ثَعْلَب.
وهَيْس: كلمة تقال فِي الْغَارة إِذا استبيحت قَرْيَة أَو قَبيلَة
فاستؤصلت، أَي لَا بَقِي مِنْهُم أحد.
وهيسِ مكسور: كلمة تقال عِنْد إِمْكَان الْأَمر وإغرائه بِهِ.
الْهَاء والطاء وَالْيَاء
مَا زَالَ مُنْذُ الْيَوْم يَهِيط هَيْطاً، وَمَا زَالَ فِي هَيْطٍ
ومَيْطٍ، وهِياطٍ ومِياطٍ، أَي فِي ضجاج وَشر وجلبة، وَقيل: فِي هِياطٍ
ومِياطٍ: فِي دنو وتباعد.
وتَهايَطَ الْقَوْم: اجْتَمعُوا وَأَصْلحُوا أَمرهم، وتمايطوا: تباعدوا
وَفَسَد مَا بَينهم.
مقلوبه: (ط هـ ي)
طَهَى اللَّحْم طَهْياً وطِهايَةً: طبخه وشواه، وَالِاسْم الطُّهْيُ.
والطَّهْيُ أَيْضا: الْخبز.
وطَها فِي الأَرْض طَهْياً: ذهب فِيهَا، قَالَ:
مَا كانَ ذَنْبِي أنْ طَها ثمَّ لمْ يَعُدْ ... وحُمْرانُ فِيهَا
طائِشُ الْعقل أصْورُ
والطَّهْيُ: الْغنم الرَّقِيق، وَهُوَ الطَّهاءُ، واحدته طَهاءَة.
وليل طاهٍ: مظلم.
والطَّهْيُ: الذَّنب، طَهَى طَهْياً: أذْنب، حَكَاهُ ثَعْلَب عَن ابْن
الْأَعرَابِي.
الْهَاء وَالدَّال وَالْيَاء
الهُدَى: ضد الضَّلال، أُنْثَى، وَقد حكى فِيهَا التَّذْكِير. قَالَ
اللحياني: الهُدَى مُذَكّر. قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: بعض بني أَسد
يؤنثه، يَقُول: هَذِه هُدىً مُسْتَقِيمَة، قَالَ أَبُو إِسْحَاق:
(4/370)
قَوْله: عز وَجل: (قُلْ إنَّ هُدَى اللهِ
هُوَ الهُدَى) أَي الصِّرَاط الَّذِي دَعَا إِلَيْهِ هُوَ طَرِيق
الْحق، وَقَوله: (إنَّ عَلَيْنا لَلْهُدَى) أَي إِن علينا أَن نبين
طَرِيق الهُدَى من طَرِيق الضَّلال، وَقد هَداه هُدىً، وهَدْياً،
وهِدايَةً، وهِدْيَةً، وهَداهُ للدّين هُدىً، وَقَوله عز وَجل: (الَّذي
أعْطَى كُلَّ شيءٍ خَلْقَه ثمَّ هَدَى) مَعْنَاهُ: خلق كل شَيْء على
الْهَيْئَة الَّتِي بهَا ينْتَفع وَالَّتِي هِيَ أصلح الْخلق لَهُ،
ثمَّ هداه لمعيشته، وَقيل: ثمَّ هداه لموْضِع مَا يكون مِنْهُ
الْوَلَد، وَالْأول أبين.
وَقد تَهَدَّى إِلَى الشَّيْء، واهتدَى.
وَقَوله تَعَالَى: (ويَزيدُ اللهُ الَّذِينَ اهتَدَوْا هُدىً) قيل:
بالناسخ والمنسوخ، وَقيل: بِأَن يَجْعَل جزاءهم أَن يزيدهم فِي يقينهم
هُدىً، كَمَا أضلّ الْفَاسِق بِفِسْقِهِ، وَوضع الهُدَى مَوضِع
الاهتداء.
وَقَوله تَعَالَى: (وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ
صالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ تَابَ من ذَنبه،
وآمن بربه ثمَّ اهتدَى، أَي أَقَامَ على الْأَيْمَان.
وَقَوله تَعَالَى: (أَمَّنْ لَا يَهدِّي) بالتقاء الساكنين فِيمَن
قَرَأَ بِهِ، فَإِن ابْن جني قَالَ: لَا يَخْلُو من أحد أَمريْن،
إِمَّا أَن تكون الْهَاء مسكنة الْبَتَّةَ، فَتكون الْهَاء من
يَهْتَدِي مختلسة الْحَرَكَة، وَإِمَّا أَن تكون الدَّال مُشَدّدَة
فَتكون الْهَاء مَفْتُوحَة بحركة التَّاء المنقولة أليها، أَو
مَكْسُورَة لسكونها وَسُكُون الدَّال الأولى، وَقَوله أنْشدهُ ابْن
الْأَعرَابِي:
إنْ مَضَى الحَوْلُ ولمْ آتِكُمُ ... بِعَنَاجٍ تَهتَدِي أحْوَى
طِمِرّْ
فقد يجوز أَن يُرِيد: تهتدي بأحوى، ثمَّ حذف الْحَرْف وأوصل الْفِعْل،
وَقد يجوز أَن يكون معنى تهتدي هُنَا تطلب أَن يَهْدِيَها، كَمَا
حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: اخترجته فِي معنى استخرجته، أَي طلبت
مِنْهُ أَن يخرج.
وَقَالَ بَعضهم: هداه الله الطَّرِيق، وهداه للطريق، وَإِلَى الطَّرِيق
هِدايَةً، وَفِي التَّنْزِيل: (وهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) وَفِيه
(اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيم) وَفِيه (وإنَّك لتَهْدِي إِلَى
صِراطٍ مُسْتَقيمٍ) وَفِيه (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ
وهُدُوا إِلَى صِراطِ الحَميدِ) .
وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: رجل هَدُوٌّ، على مِثَال عَدو، كَأَنَّهُ من
الْهِدَايَة، وَلم يحكها يَعْقُوب فِي الْأَلْفَاظ الَّتِي حصرها كحسو
وفسو.
(4/371)
وهَدَيْتُ الضَّالة هِدايَةً.
والهُدَى: النَّهَار، قَالَ ابْن مقبل:
حَتَّى استَبْنتُ الهُدَى والبيدُ هاجِمَةٌ ... يَخْشَعْنَ فِي الآلِ
غُلْفاً أَو يُصَلِّينَا
وَقد أَنْعَمت شرح الهُدَى من جِهَة الْإِعْرَاب فِي الْكتاب
الْمُخَصّص.
وَفُلَان لَا يَهْدِي الطَّرِيق، وَلَا يَهتَدِي، وَلَا يَهَدِّي وَلَا
يَهِدِّي، وَقد قرئَ: (أمَّنْ لَا يَهَدِّي) و (لَا يَهِدِّي) .
وَذهب على هِدْيَتِه، أَي على قَصده فِي الْكَلَام وَغَيره.
وَخذ فِي هِدْيَتِك، أَي فِيمَا كنت فِيهِ.
وَنظر فلَان هِديَةَ أمره، أَي جِهَة أمره.
وضل هِدْيَتَه وهُدْيَتَه، أَي لوجهه، قَالَ:
نَبَذَ الجِوارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ ... لمَّا اخْتَلَلْتُ
فُؤادَهُ بالمطْرَدِ
وَهُوَ على مُهَيْديَتِه، أَي حَاله، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَلَا مكبر
لَهَا.
وَلَك هُدَيَّا هَذِه الفعلة، أَي مثلهَا، وَلَك عِنْدِي مثلهَا
هُدَيَّاها، أَي مثلهَا، وَرمى بِسَهْم ثمَّ رمى بآخر هُدَيَّاه، أَي
مثله.
وَفُلَان يَهْدِي هَدْىَ فلَان: يفعل مثل فعله.
وَمَا احسن هَدْيَه، أَي سمته وسكونه.
وَفُلَان حسن الهَدْىِ والهِدْيَةِ، أَي الطَّرِيقَة وكل مُتَقَدم
هادٍ.
والهادِي: الْعُنُق، لتقدمه، قَالَ الْمفضل النكري:
جَمُومُ الشَّدِّ شائِلَةُ الذُّنابَي ... وهادِيها كَأَنْ جِذْعٌ
سَحُوقُ
(4/372)
وَالْجمع هَوادٍ.
وهَوادِي اللَّيْل: أَوَائِله، لتقدمها كتقدم الْأَعْنَاق، قَالَ سكين
بن نَضرة البَجلِيّ:
دَفَعْتُ بِكَفِّي الليلَ عَنهُ وقدْ بدَتْ ... هَوادِي ظَلامِ الليلِ
فالظِّلُّ غامِرُهْ
وهَوادِي الْخَيل: أعناقها، لِأَنَّهَا أول شَيْء من أجسادها، وَقد
تكون الهَوادِي أول رعيل يطلع مِنْهَا، لِأَنَّهَا الْمُتَقَدّمَة.
والهادِيَة: الْمُتَقَدّمَة من الْإِبِل.
والهادِي: الدَّلِيل، لِأَنَّهُ يقدم الْقَوْم.
والهَدِيَّةُ: مَا أتحفت بِهِ، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِنِّي مُرْسِلَةٌ
إلَيِهمْ بِهَدِيَّةٍ) قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير إِنَّهَا
أَهْدَت إِلَى سُلَيْمَان لبنة ذهب، وَقيل: لبن ذهب فِي حَرِير، فَأمر
سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام بلبنة الذَّهَب فطرحت تَحت الدَّوَابّ
حَيْثُ تبول عَلَيْهَا وتروث، فصغر فِي أَعينهم مَا جَاءُوا بِهِ. وَقد
ذكر أَن الهدِيَّةَ كَانَت غير هَذَا، إِلَّا أَن قَول سُلَيْمَان
(أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ) يدل على أَن الْهَدِيَّة كَانَت مَالا،
وَالْجمع هَدَايا، وهَداوَي، وهَداوِي وهَداوٍ، الْأَخِيرَة عَن
ثَعْلَب.
أما هَدايا فعلى الْقيَاس، أَصْلهَا هَدِائُي، ثمَّ كرهت الضمة على
الْيَاء فأسكنت، فَقيل: هَدائِي، ثمَّ قلبت الْيَاء ألفا اسْتِخْفَافًا
لمَكَان الْجمع فَقيل: هَداءَا، كَمَا أبدلوها فِي مداري وَلَا حرف
عِلّة هُنَاكَ إِلَّا الْيَاء، ثمَّ كَرهُوا همزَة بَين أَلفَيْنِ،
لِأَن الْألف بِمَنْزِلَة الْهمزَة، إِذْ لَيْسَ حرف أقرب إِلَيْهَا
مِنْهَا فيصوروها ثَلَاث همزات، فأبدلوا من الْهمزَة يَاء لخفتها،
وَلِأَنَّهُ لَيْسَ حرف بعد الْألف أقرب إِلَى الْهمزَة من الْيَاء،
وَلَا سَبِيل إِلَى الْألف لِاجْتِمَاع ثَلَاث ألفات، فلزمت الْيَاء
بَدَلا.
وَمن قَالَ هَداوَي أبدل الْهمزَة واوا، لأَنهم قد يبدلونها مِنْهَا
كثيرا، كبوس وأومن، هَذَا كُله مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، وزدته أَنا
إيضاحا.
وَأما هَدَاوِي فنادر.
وَأما هَدَاوٍ فعلى أَنهم حذفوا الْيَاء من هَداوِي حذفا، ثمَّ عوض
مِنْهَا التَّنْوِين.
وأهْدَى الهَدِيَّةَ، وهَدَّاها.
والمِهْدَى: الْإِنَاء الَّذِي يُهْدَى فِيهِ. قَالَ:
(4/373)
مِهداكَ أَلأَمُ مِهْديً حينَ تَنْسُبُهُ
... فُقَيرَةٌ أوْ قَبيحُ العضْدِ مَكسورُ
وَامْرَأَة مِهْداءٌ: كَثِيرَة الإهداءِ، قَالَ الْكُمَيْت:
وَإِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْ ... لِ وصارَتْ
مِهْداؤُهُنَّ عَفيرَا
وَكَذَلِكَ الرجل.
والهِداءُ: أَن تَجِيء هَذِه بطعامها وَهَذِه بطعامها فتأكلا فِي
مَوضِع وَاحِد.
والهَدِىُّ، والهَدِيَّةُ: الْعَرُوس، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
بِرَقْمٍ ووَشْىٍ كَمَا نَمنَمَتْ ... بِميشَمِها المُزْدَهاةُ
الهَدِىُّ
وهدَى العَروسَ إِلَى بَعْلهَا هِداءً، وأهْداها واهْتَداها،
الْأَخِيرَة عَن أبي عَليّ وَأنْشد:
كَذبْتُمْ وبَيتِ اللهِ لَا تَهْتَدُونها
والهَدِيُّ الْأَسير، قَالَ المتلمس:
كَطُرَيْفَةَ بنِ العَبْدِ كانَ هَدِيَّهُمْ ... ضَرَبُوا صَمِيمَ
قَذالِه بِمُهَنَّدِ
والهَدْيُ: مَا أُهْديَ إِلَى مَكَّة من النَّعَمِ، وَهُوَ الهَدِيُّ،
قَالَ الفرزدق:
حَلَفْتُ بِرَبّ مَكَّةَ والمُصَلَّى ... وأعناقِ الهَدِيِّ
مُقَلَّداتِ
والواحدة هَدِيَّةٌ، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:
إنِّي وأيْديهِم وكُلِّ هَدِيَّةٍ ... مِمَّا تَثُجُّ لهُ تَرِائبُ
تَثْعَبُ
وَقَالَ ثَعْلَب: الهَدْيُ، بِالتَّخْفِيفِ، لُغَة أهل الْحجاز،
والهَدِيُّ، بالتثقيل، لُغَة بني تَمِيم، وَقد قرى بِالْوَجْهَيْنِ
جَمِيعًا (حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّه) و (الهَدِيُّ) .
وَفُلَان هَدْىُ بني فلَان وهَدِيُّهم، أَي جارهم، يحرم عَلَيْهِم
مِنْهُ مَا يحرم من الهَدْيِ،
(4/374)
وَقيل: الهَدْيُ والهَدِيُّ: الرجل ذُو
الْحُرْمَة يَأْتِي الْقَوْم يستجيرهم أَو يَأْخُذ مِنْهُم عهدا فَهُوَ
مَا لم يجر هَدِيٌّ. فَإِذا أَخذ الْعَهْد مِنْهُم فَهُوَ جَار لَهُم،
قَالَ زُهَيْر:
فَلَمْ أرَ مَعْشراً أسَرُوا هَدِياًّ ... ولمْ أرَ جارَ بَيْتٍ
يُستَباءُ
والهِداءُ: الرجل الضَّعِيف البليد.
والهَدْيُ: السّكُون.
والتَّهادِي: مشي النِّسَاء وَالْإِبِل الثقال، وَهُوَ مشي فِي تمايل
وَسُكُون.
وجئتك بعد هَدْيٍ من اللَّيْل، وهَدِيٍّ لُغَة فِي هَدْءٍ، الْأَخِيرَة
عَن ثَعْلَب.
مقلوبه: (هـ ي د)
هادَه الشَّيْء هَيْداً وهاداً: أفزعه وكربه.
وَمَا يَهِيدُه ذَلِك: أَي مَا يكترث لَهُ.
وهادَهَ هَيْداً، وهَيَّده: حركه وَأَصْلحهُ.
وَمَا هَيَّدَ عَن شتمي، أَي مَا تَأَخّر وَلَا كذب، وَقد تقدم ذَلِك
فِي النُّون، لِأَنَّهُمَا لُغَتَانِ: هَنَّدَ وهَيَّدَ.
وَمَا هادَه كَذَا، أَي مَا حركه، قَالَ بَعضهم: لَا ينْطق بالمستقبل
مِنْهُ إِلَّا مَعَ حرف الْجحْد.
وَمَاله هَيْدٌ وَلَا هادٌ، أَي حَرَكَة، قَالَ ابْن هرمة:
ثمَّ استَقامَتْ لهُ الأعناقُ طائِعَةً ... فمَا يُقالُ لهُ هَيْدٌ
وَلَا هادُ
قَالَ اللحياني: لقِيه فَقَالَ لَهُ: هَيْدَ مَالك، ولقيته فَمَا قَالَ
لي هَيْدَ مَالك، قَالَ: وَقد قَالَ الْكسَائي: يُقَال: يَا هَيْدَ مَا
أَصْحَابك؟ وَيَا هَيْدَ مَا لأصحابك؟ قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي:
حكى لي عِيسَى بن عمر: هَيْدَ مَالك؟ أَي مَا أَمرك، وَيُقَال: لَو
شتمتني مَا قلت هَيْدَ مَالك.
وَرجل هَيَّدانٌ: ثقيل، كَهِدَانٍ.
والهَيْدُ: الْكثير، عَن ثَعْلَب، وَأنْشد:
أذاكَ أمْ أُعطيتَ هَيْداً أهْدَبا
(4/375)
وهادَ الرجل هَيْداً وهاداً: زَجره.
وهَيْدٌ، وهِيدٌ، وهيدٍ وهادِ: من زجر الْإِبِل واستحثائها.
وَالْعرب تَقول: هِيدْ، بِسُكُون الدَّال، مَالك، إِذا سَأَلُوهُ عَن
شَأْنه.
وَأَيَّام هَيْدٍ: أَيَّام موتان كَانَت فِي الْعَرَب فِي الدَّهْر
الْقَدِيم، يُقَال: مَاتَ فِيهَا اثْنَا عشر ألف قَتِيل.
وهَيُّودٌ: جبل، أَو مَوضِع.
مقلوبه: (د هـ ي)
الدَّهْىُ، والدَّهاءُ: الإرب.
وَرجل داهٍ وداهِيَةٌ، الْهَاء للْمُبَالَغَة: عَاقل.
والدَّاهِيَةُ: الْأَمر الْمُنكر، وَقَوله: هِيَ الدَّاهِيَة
الدَّهْياءُ، بالغوا بهَا.
وكل مَا أَصَابَك من مُنكر من وَجه المأمن فقد دهاكَ دَهْياً.
وَأمر دَهٍ: داهٍ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
ألمْ أكُنْ حَذِرْتُ مِنكَ بالدَّهِى
وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ بالدَّهْىِ، فَلَمَّا وقف ألْقى حَرَكَة
الْيَاء على الْهَاء، كَمَا قَالُوا: من الْبكر أَرَادوا من الْبكر.
ودَهِىَ الرجل دَهْياً ودَهاًء، وتَدَهَّى: فَعَل فِعلَ الدُّهاةِ.
ودَهاه دَهْياً ودَهَّاه: نسبه إِلَى الدَّهاء.
وأدهى الرجل: وجده داهيةً.
ودَهاه يَدْهاه دَهْياً: عابه وتنقصه، وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:
وقُوَّلٍ إلاَّ دَهٍ فَلا دَهِى
قَالَ: مَعْنَاهُ إِن لم تتب الْآن فَلَا تتوب أبدا، وَكَذَلِكَ قَول
الكاهن لبَعْضهِم، وَقد سَأَلَهُ عَن شَيْء: يُمكن أَن يكون كَذَا
وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ: لَا، فَقَالَ: فَكَذَا، فَقَالَ لَهُ: لَا،
فَقَالَ لَهُ الكاهن: إلاَّ دَهٍ فَلَا دَهٍ: أَي إِن لم يكن هَذَا
الَّذِي أَقُول لَك، فَإِنِّي لَا أعرف غَيره.
وَبَنُو دَهْىٍ: بطن.
(4/376)
مقلوبه: (ي د هـ)
استَيْدَهَت الْإِبِل: اجْتمعت وانساقت.
واستَيْدَه الْخصم: غلب وانقاد.
الْهَاء وَالتَّاء وَالْيَاء
هاتَي: أعْطى، وتصريفه كتصريف عاطي، قَالَ:
واللهِ مَا يُعْطِي وَمَا يُهاتِي
أَي وَمَا يَأْخُذ، وَقَالَ بَعضهم: الْهَاء فِي هاتَي بدل من الْهمزَة
فِي آتِي.
مقلوبه: (هـ ي ت)
هَيْتَ: تعجب، تَقول الْعَرَب: هَيْتَ للحلم.
وهَيْتَ لَك، وهِيتَ لَك: أَي أقبل، وَفِي التَّنْزِيل: (وقالَتْ هِيتَ
لكَ) وَقد قيل: (هَيْتُ لكَ) و (هَيْتِ لَك) بِضَم التَّاء وَكسرهَا
قَالَ الزّجاج، وأكثرها: هيْتَ لَك، بِفَتْح الْهَاء وَالتَّاء، قَالَ:
وَرويت عَن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام (هِيتُ لَك) وروى ابْن عَبَّاس:
(هِئْتُ لَك) بِالْهَمْزَةِ وَكسر الْهَاء من الْهَيْئَة كَأَنَّهَا
قَالَت: تَهيَّأتُ لَك، قَالَ: فَأَما الْفَتْح من هَيْتَ فَلِأَنَّهَا
بِمَنْزِلَة الْأَصْوَات لَيْسَ لَهَا فعل يتَصَرَّف مِنْهَا، وَفتحت
التَّاء لسكونها وَسُكُون الْيَاء، واختير الْفَتْح لِأَن قبلهَا يَاء،
كَمَا فعلوا فِي أَيْن.
وَمن كسر التَّاء فَلِأَن أصل التقاء الساكنين حَرَكَة الْكسر، وَمن
قَالَ: " هَيْتُ " ضمهَا لِأَنَّهَا فِي معنى الغايات، كَأَنَّهَا
قَالَت: دعائي لَك، فَلَمَّا حذفت الْإِضَافَة وتضمنت هَيْتُ
مَعْنَاهَا بنيت على الضَّم، كَمَا بنيت حَيْثُ.
وَقِرَاءَة عليٍّ (هِيتُ لَك) بِمَنْزِلَة هَيْتُ لَك، وَالْحجّة
فيهمَا وَاحِدَة.
وهَيَّتَ بِالرجلِ: صوَّت بِهِ، فَقَالَ لَهُ: هَيْتَ هَيْتَ، قَالَ:
قَدْ رابَنِي أنَّ الكَرِىَّ أسْكَتا
لَو كانَ مَعنِياًّ بهَا لَهَيَّتا
والهِيتُ: الهوَّة القعرة من الأَرْض.
(4/377)
وهيتُ بلد على شاطئ الْفُرَات، قَالَ:
طِرْ بجَناحَيْكَ فَقَدْ دُهِيتا
حَرَّانَ حَرَّان فَهِيتا هِيتَا
وَقيل: مَعْنَاهُ: اذْهَبْ فِي الأَرْض.
وَقَالَ أَبُو عَليّ: يَاء هِيتَ الَّتِي هِيَ الأَرْض وَاو،
وَسَيَأْتِي ذكرهَا.
مقلوبه: (ي هـ ت)
أَيْهَتَ الْجرْح وَاللَّحم: أنتن.
مقلوبه: (ت ي هـ)
التِّيه: الصلف وَالْكبر، وَقد تاهَ، وَرجل تائِهٌ، وتَيَّاهٌ،
وتَيَّهانٌ، وتَيِّهانٌ.
وتاه فِي الأَرْض تَيْهاً وتِيهاً وتَيَهانا وَهُوَ تَيَّاهٌ: ضل،
قَالَ ابْن دُرَيْد: رجل تَيَّهانٌ: إِذا تاه فِي الأَرْض، قَالَ:
وَلَا يُقَال فِي الْكبر إِلَّا تائِهٌ وتَيَّاهٌ.
وبلد أتْيَهُ، وَأَرْض تِيهٌ، وتَيْهاءُ، ومَتِيهَةٌ، ومُتِيهَةٌ،
ومَتْيَهَةٌ، ومِتْيَهٌ: مضلة، وَقد تَيَّهَه.
والتَّيهُ: حَيْثُ تاهَ بَنو إِسْرَائِيل، أَي حاروا فَلم يهتدوا
لِلْخُرُوجِ مِنْهُ، فَأَما قَوْله:
تَقْذِفُه فِي مِثْلِ غِيطانِ التِّيهْ
فِي كُلِّ تِيهٍ جَدوَلٌ تُؤَتِّيهْ
فَإِنَّمَا عَنى التِّيهَ من الأَرْض، أَو جمع تَيْهاءَ من الأَرْض،
وَلَيْسَ بتِيهِ بني إِسْرَائِيل، لِأَنَّهُ قد قَالَ: " فِي كل تيه "
فَدلَّ بذلك على انه أتْياهٌ لَا تِيهٌ وَاحِد، وتيهُ بني إِسْرَائِيل
لَيْسَ أتْياها، إِنَّمَا هُوَ تِيهٌ وَاحِد، شبه أَجْوَاف الْإِبِل
فِي سعتها بالتِّيهِ، وَهُوَ الْوَاسِع من الأَرْض.
وتَيَّهَ الشَّيْء: ضيَّعه.
وتَيْهانُ: اسْم.
الْهَاء والذال وَالْيَاء
هَذَي هَذْياً وهَذَياناً: تكلم بِكَلَام غير مَعْقُول فِي مرض أَو
غَيره.
(4/378)
وهَذَى بِهِ: ذكره فِي هُذائِه.
وَالِاسْم من ذَلِك الهُذاءُ.
وَرجل هَذَّاءٌ، وهَذَّاءَةُ: يَهذِي فِي كَلَامه أَو يَهذِي
بِغَيْرِهِ، أنْشد ثَعْلَب:
هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ ... مُوشِكُ السَّقطَةِ ذُو لُبٍّ نَثِرْ
الْهَاء والثاء وَالْيَاء
الهَثَيانُ: الحشو، عَن كرَاع.
مقلوبه: (هـ ي ث)
هاثَ فِي مَاله هَيْثًا: افسد، واصلح.
وهاثَ فِي الشَّيْء: افسد، وَأَخذه بِغَيْر رفق. وهاثَ الذِّئْب فِي
الْغنم هَيْثًا كَذَلِك.
وهاثَ فِي كَيْله هَيْثاً: حثا حثوا، وَهُوَ مثل الْجزَاف.
وهاثَ لي المَال هَيْثاً وهَيَثاناً: حثا لي مِنْهُ فَأكْثر.
وهاثَ من المَال مَا شَاءَ يَهِيثُ هَيْثاً: أصَاب.
وهاثَ بِرجلِهِ التُّرَاب: نَبَثَه، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
كأنَنيِ وقَدَميِ تَهيثُ
ذُؤْنُونُ سَوْءٍ رأسُهُ نَكِيثُ
نكيث: نتشعث رخو ضَعِيف.
وهاثَ الْقَوْم يهِيثون هَيْثاً وتَهايثَوا: دخل بَعضهم فِي بعض عِنْد
الْخُصُومَة.
وهايِثَةُ الْقَوْم: جلبتهم.
الْهَاء وَالرَّاء وَالْيَاء
هَرَى اللَّحْم هَرْياً: أنضجه.
وهَرَيْتُه بالعصا: لُغَة فِي هَرَوْتُه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والهُرْيُ: بَيت كَبِير يجمع فِيهِ طَعَام السُّلْطَان، وَالْجمع
أهْراءٌ.
(4/379)
وهَراةُ: مَوضِع، النّسَب إِلَيْهِ
هَرَوِيٌّ، قلبت الْيَاء واوا كَرَاهِيَة توالي الياءات.
وَإِنَّمَا قضينا على أَن لَام هَراةَ يَاء لما قدمنَا من أَن للام
يَاء أَكثر مِنْهَا واوا.
وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
رَأيْتُكَ هَرِّيْتَ العِمامَةَ بَعدمَا ... أراكَ زَماناً فاصِعا لَا
تَعَصَّبُ
مَعْنَاهُ: جَعلتهَا هَرَوِيَّةً، وَقيل: صبغتها، وَلم يسمع بذلك
إِلَّا فِي هَذَا الشّعْر.
مقلوبه: (هـ ي ر)
هارَ الجرف وَالْبناء وتَهَيَّرَ: انْهَدم، وَقيل: إِذا انصدع الجرف من
خَلفه وَهُوَ ثَابت بعد فِي مَكَانَهُ فقد هارَ، فَإِذا سقط فقد
انْهارَ وتَهَيَّرَ.
وَرجل هَيَّارٌ: ينهار كَمَا ينهار الرمل، قَالَ كثير:
فمَا وجَدوا مِنكَ الضَّرِيبَةَ هَدَّةً ... هَيَاراً وَلَا سَقْطَ
الألِيَّةِ أخْرَما
والهَيْرَةُ: الأَرْض السهلة.
وهَيْرٌ وهِيرٌ وهَيِّرٌ: من أَسمَاء الصِّبَا، وَقيل: من أَسمَاء
الشمَال.
وَمضى هِيرٌ من اللَّيْل، أَي أقل من نصفه، عَن ابْن الْأَعرَابِي،
وَحكى فِيهِ هِتْرٌ، وَقد تقدم.
وهِيرُورُ: ضرب من التَّمْر، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو حنيفَة هِيرُونُ
بِضَم النُّون، فَإِن كَانَ ذَلِك فَهُوَ يحْتَمل أَن يكون فِعْلوناً
وفِعْلولاً.
واليَهْيَرُّ: الْحجر الصلب: وَقيل: هِيَ حِجَارَة أَمْثَال الأكف،
وَقيل: هُوَ حجر صَغِير، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: اليَهْيَرُّ، مشدد
أَيْضا: الصمغة الْكَبِيرَة، وَأنْشد:
قَدْ مَلَئُوا بُطونَهُمْ يَهْيَرَّا
واليَهْيَرُّ، واليَهْيَرَّي: المَاء الْكثير.
وَذهب مَاله فِي اليَهْيَرَّي، أَي الْبَاطِل.
واليَهْيَرُّ: الْكَذِب.
واليَهْيَرُّ: دويبة أعظم من الجرذ، تكون فِي الصحارى، واحدته
يَهْيَرَّةٌ.
(4/380)
واليَهْيَرُ بِالتَّخْفِيفِ: الحنظل،
وَهُوَ أَيْضا السم.
واليَهْيَرُ أَيْضا: صمغ الطلح.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما يَهْيَرُّ مشدد فَالزِّيَادَة فِيهِ أولى
لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْيَلٌّ، وَقد ثقل مَا أَوله
زِيَادَة، وَلَو كَانَت يَهْيَرُّ مُخَفّفَة الرَّاء كَانَت الأولى
هِيَ الزَّائِدَة أَيْضا، لِأَن الْيَاء إِذا كَانَت أَولا بِمَنْزِلَة
الْهمزَة.
مقلوبه: (ي هـ ر)
اليَهْرُ: اللجاجة والتمادي فِي الْأَمر، وَقد اسْتَيْهَرَ.
والمُستَيْهَر: الذَّاهِب الْعقل عَن ثَعْلَب، وانشد:
يَسْعَى ويجمَع دائِباً مُستَيْهَراً ... جِداًّ وليسَ بآكِلٍ مَا
يَجمَعُ
واستَيهَرتِ الْحمر: فزعت، عَنهُ أَيْضا.
مقلوبه: (ر هـ ي)
الرَّهِيَّة: بر يطحن بَين حجرين وَيصب عَلَيْهِ لبن، وَقد ارتَهَى.
مقلوبه: (ر ي هـ)
الرَّيْه والتَّرَيُّه: جري السراب على وَجه الأَرْض، وَقيل: مَجِيئه
وذهابه، وَقَول رؤبة:
كأنَّ رَقْراقِ السَّرابِ الأمْقَهِ
يَسْتَنُّ فِي رَيْعانِه المُرَيَّهِ
كأنَّه رُيِّهَ، أَو رَيَّهَتْه الهاجرة.
الْهَاء وَاللَّام وَالْيَاء
هَلا: زجر للخيل، وَقد يستعار للْإنْسَان، قَالَت ليلى الاخيلية:
وعَيَّرْتَنيِ دَاء بأمِّكَ مِثْلُه ... وأيُّ جَوادٍ لَا يُقال لَه
هَلاَ
وَإِنَّمَا قضينا على أَن لَام هَلاَ يَاء، لِأَن اللَّام يَاء أَكثر
مِنْهَا واوا، كَمَا تقدم.
(4/381)
وَذهب بِذِي هِلِيَّانَ، وبذي بليان، وَقد
يصرف،: أَي حَيْثُ لَا يدْرِي أَيْن هُوَ.
والهِلْيُون: نبت عَرَبِيّ مَعْرُوف، واحدته هِلْيُونَة.
مقلوبه: (هـ ي ل)
هالَ عَلَيْهِ التُّرَاب هَيْلاً، وأهالَه فانْهال، وهَيَّلَهُ
فَتَهَيَّلَ.
ويذم الرجل فَيُقَال: جرف مُنهالٌ، وسحاب منجال. وَأما جرف مُنهالٌ،
فَإِنَّمَا يَعْنِي انه لَيْسَ لَهُ حزم وَلَا عقل، وَأما قَوْلهم:
سَحَاب منجال، فَمَعْنَاه انه لَا يطْمع فِي خَيره، كَأَنَّهُ مقلوب من
مُنجل.
والهَيْلُ: مَا لم ترفع بِهِ يدك، والحَثْىُ: مَا رفعت بِهِ يدك.
وهالَ الرمل: دَفعه فانْهالَ، وَكَذَلِكَ هَيَّلَه فَتَهَيَّلَ.
والهَيْلُ، والهَيالُ، والهَيْلانُ: مَا انهالَ مِنْهُ، قَالَ مُزَاحم:
بِكُلِّ نَقيً وَعْثٍ إِذا مَا عَلَوْتَهُ ... جَرَى نَصَفاً
هَيْلانُهُ المُتَساوِقُ
وَرمل أهْيَلُ: مُنْهالٌ لَا يثبت.
وَجَاء بالهَيْلِ، والهَيْلَمانِ، والهَيْلُمانِ، أَي المَال الْكثير،
الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب، وضعُوا الهَيْلَ الَّذِي هُوَ الْمصدر مَوضِع
الِاسْم، أَي بالمَهِيلِ، شبه بالرمل فِي كثرته، فالميم على هَذَا فِي
الهَيلَمانِ زَائِدَة، كزيادتها فِي زرقم، وَالْألف وَالنُّون زائدتان،
فالوزن على هَذَا فَعْلَمان.
وانْهالَ عَلَيْهِ الْقَوْم: تتابعوا عَلَيْهِ وعلوه بالشتم وَالضَّرْب
والقهر.
والأهْيَلُ: مَوضِع، قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:
هَلْ تَعرِفُ المَنزِلَ بالأَهْيَلِ ... كالوَشْمِ فِي المِعْصَمِ لم
يَخْمُلِ
والهَيُول: الهباء المنبث، وَهُوَ مَا ترَاهُ فِي الْبَيْت من ضوء
الشَّمْس، عبرانية أَو رُومِية معربة.
والهالَةُ: دارة الْقَمَر، قَالَ:
فِي هالَةٍ هِلالُها كالإكْلِيلْ
وَإِنَّمَا قضينا على عينهَا أَنَّهَا يَاء لِأَن فِيهِ معنى الهَيُول
الَّذِي هُوَ ضوء الشَّمْس، فَإِن قلت:
(4/382)
إِن الهَيُول رُومِية والهالَة عَرَبِيَّة
كَانَت الْوَاو أولى بِهِ، لِأَن انقلاب الْألف عَن الْوَاو، وَهِي
عين، أَكثر من انقلابها عَن الْيَاء، كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ،
وَالْجمع هالاتٌ.
مقلوبه: (ل هـ ي)
لَهِىَ عَن الشَّيْء لُهِياًّ، ولِهْياناً: غفل عَنهُ وَتَركه.
واللَّهاةُ: لحْمَة حَمْرَاء فِي الحنك معلقَة على عكدة اللِّسَان،
وَالْجمع لَهيَاتٌ، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: لَهْىَ أَبوك، مقلوب عَن لاهِ
أَبوك، وَإِن كَانَ وزن لَهْىَ فَعْلٌ، ولاهِ فَعْلٌ، فَلهُ نَظِير،
قَالُوا: لَهُ جاه عِنْد السُّلْطَان مقلوب عَن وَجه، وَقد أبنت ذَلِك
فِي الْمُخَصّص.
الْهَاء وَالنُّون وَالْيَاء
هُنا، وهُناك: للمكان، وهُناك أبعد من هُنا، وَجَاء من هَنِى، أَي من
هُنا، قَالَ:
وَجئْت مِن هَنَّى لَهُ ومِنْ هَنِى
وَقَوله أنْشدهُ أَبُو الْفَتْح ابْن جني:
قد ورَدَتْ مِنْ أمْكِنَهْ
مِنْ هاهُنا ومِنْ هُنَهْ
إِنَّمَا أَرَادَ من هُنا فأبدل الْألف هَاء، وَإِنَّمَا لم يقل وَهَا
هُنَهْ، لِأَن قبله أمكنه، فَمن الْمحَال أَن تكون إِحْدَى القافيتين
مؤسسة وَالْأُخْرَى غير مؤسسة.
وأقمت عِنْد هُنَيَّةً، أَي وقيتا، وأبدلوا من الْيَاء الْهَاء
فَقَالُوا: هُنَيْهَةً، وَذَلِكَ للقرب الَّذِي بَين الْهَاء وحروف
اللين.
وهُنا: اللَّهْو.
والهَنُ: الحِرُ، وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:
رُحْتِ وَفِي رِجْلَيكِ مَا فيهمَا ... وَقد بَدا هَنْكِ مِنَ
المِئْزَرِ
وَذَهَبت فَهَنَيْتُ، كِنَايَة فَعَلْتُ، من قَوْلك: هَنٌ.
مقلوبه: (هـ ي ن)
هانَ يَهِينُ، مثل لَان يلين، وَفِي الْمثل: " إِذا عز أَخُوك فَهِنْ
".
(4/383)
وماهَيَّانُ هَذَا الْأَمر، أَي شَأْنه.
وهَيَّانُ بن بَيَان: لَا يُعْرَف وَلَا يُعَرُف أَبوهُ، وَقد تقدم أَن
نونه زَائِدَة.
مقلوبه: (ن هـ ي)
النَّهْيُ: خلاف الْأَمر، نَهاه يَنْهاه نَهْياً، فانْتَهى وتَناهَى،
أنْشد سِيبَوَيْهٍ لزياد بن زيد العذري:
إِذا مَا انْتَهَى عِلْمِي تَناهَيْتُ عِندَه ... أطالَ فَأمْلَى أوْ
تَناهَى فَأقْصَرا
وتَناهَوْا عَن الشَّيْء: نَهى بَعضهم بَعْضًا، وَفِي التَّنْزِيل:
(كَانُوا لَا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلوهُ) وَقد يجوز أَن يكون
مَعْنَاهُ ينتهون.
وَقَوله:
سُمَيَّةَ وَدِّعْ إنْ تَجَهَّزْتَ غادِيا ... كَفَى الشَّيْبُ
والإسلامُ للمرءِ ناهِيا
فَالْقَوْل أَن يكون ناهيا اسْم الْفَاعِل من نَهَيْت، كساع من سعيت،
وشار من شريت، وَقد يجوز مَعَ هَذَا أَن يكون ناهيا مصدرا هُنا،
كالفالج وَنَحْوه مِمَّا جَاءَ فِيهِ الْمصدر على فَاعل، حَتَّى
كَأَنَّهُ قَالَ: كفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء نَهْياً وردعا، أَي
ذَا نَهْىٍ، فَحذف الْمُضَاف، وعلقت اللَّام بِمَا يدل عَلَيْهِ
الْكَلَام، وَلَا تكون على هَذَا معلقَة بِنَفس النَّاهِي، لِأَن
الْمصدر لَا يتَقَدَّم شَيْء من صلته عَلَيْهِ.
وَالِاسْم النُّهْيَةُ.
وَفُلَان نَهِىُّ فلَان، أَي يَنهاهُ.
وَنَفس نَهاةٌ: مُنْتَهِيَةٌ عَن الشَّيْء.
والنُّهْيَة، والنِّهايَةُ، والنِّهاءُ: غَايَة كل شَيْء وَآخره،
وَذَلِكَ لِأَن آخِره ينهاه عَن التَّمَادِي فيرتدع.
وانْتَهَى الشَّيْء، وتَناهَى، ونَهَّى: بلغ نِهايَته.
وَقَول أبي ذُؤَيْب:
ثمَّ انتهَى بَصَرِي عَنهُمْ وقَدْ بَلَغوا ... بَطْنَ المَخِيمِ
فَقالوا الجَوَّ أوْ راحوا
(4/384)
أَرَادَ: انْقَطع عَنْهُم، وَلذَلِك عداهُ
بعن.
وَحكى اللحياني عَن الْكسَائي: إِلَيْك نَهَّى الْمثل، وأنهْىَ،
وانْتَهَى، ونُهِّىَ، وأُنْهِىَ ونَهَى، خفيفه. قَالَ: ونَهَى خَفِيفَة
قَليلَة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو جَعْفَر: لم اسْمَع أحدا يَقُول
بِالتَّخْفِيفِ.
والنِّهاية: طرف العران فِي انف الْبَعِير، وَذَلِكَ لانتهائه.
والنَّهْىُ: والنِّهْىُ: الْموضع الَّذِي لَهُ حاجز يَنهَى المَاء أَن
يفِيض مِنْهُ، وَقيل: هُوَ الغدير قَالَ:
ظَلَّتْ بِنِهْىِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ
تَشرَبُ منهُ نَهِلاتٍ وتَعِلّ
وَالْجمع، أنْهٍ، وأنْهاءٌ، ونُهِىٌّ: ونِهاءٌ، قَالَ عدي بن الرّقاع:
ويَأكُلْنَ مَا أغْنَى الوَلِيّ فلَم يَلِتْ ... كأنَّ بِحافاتِ
النِّهاءِ المَزارِعا
والنِّهاءُ أَيْضا: أَصْغَر محابس الْمَطَر، وَأَصله من ذَلِك.
والتَّنْهاةُ والتَّنْهِيَةُ: حَيْثُ يَنْتَهِي المَاء من الْوَادي،
وَهِي أحد الْأَسْمَاء الَّتِي جَاءَت على تَفْعِلة، وَإِنَّمَا بَاب
التَّفْعِلة أَن يكون مصدرا.
وأنهَى الشَّيْء: أبلغه.
وناقة نَهِيَّةٌ: بلغت غَايَة السّمن، هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمَّ
يسْتَعْمل لكل سمين من الذُّكُور وَالْإِنَاث، إِلَّا أَن ذَلِك
إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَنْعَام، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
سَوْلاءُ مَسْكُ فارِضٍ نَهِيِّ
مِنَ الكِباشِ زَمِرٍ خَصِيِّ
ونُهْيَة الوتد: الفرضة فِي رَأسه تَنْهَى الْحَبل أَن يَنْسَلِخ.
والنُّهَى: الْعقل، يكون وَاحِدًا وجمعا، وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّ فِي
ذلِكَ لآياتٍ لأُولي النُّهَى) .
والنُّهْيَةُ: الْعقل، وَمن هُنَا اخْتَار بَعضهم أَن يكون النُّهَي
جمعا، وَقد صرح اللحياني بِأَن النُّهَى جمع نُهْيَةٍ، فأغنى عَن
التَّأْوِيل.
(4/385)
والنِّهايَةُ والمَنْهاةُ: الْعقل،
كالنُّهْيَةِ.
وَرجل مَنْهاةٌ: عَاقل حسن الرَّأْي، عَن أبي العميثل، وَقد نَهُوَ مَا
شَاءَ، فَهُوَ نَهِيٌّ من قوم أنهِياءَ، ونَهٍ من قوم نَهِينَ، ونِهٍ،
على الإتباع، كل ذَلِك: مُتَناهِي الْعقل، قَالَ ابْن جني: هُوَ قِيَاس
النَّحْوِيين فِي حُرُوف الْحلق، كَقَوْلِك: فَخذ فِي فَخذ، وصعق فِي
صعق.
وَرجل نَهْيُك من رجل، وناهِيكَ من رجل، ونَهاكَ من رجل، كُله
بِمَعْنى: حسب.
ونِهاءُ النَّهَار: ارتفاعه.
وَهُوَ نُهاءُ مائَة، كَقَوْلِك، زهاء مائَة.
والنُّهاءُ: الْقَوَارِير، قيل: لَا وَاحِد لَهَا، وَقيل: واحدته
نَهاءَةٌ، عَن كرَاع، وَقيل: هُوَ الزّجاج عَامَّة، حَكَاهُ ابْن
الْأَعرَابِي، وانشد:
تَرُضُّ الحَصىَ أخفافُهُنَّ كَأَنَّمَا ... يُكَسَّرُ قَيْصٌ بَيْنَها
ونُهاءُ
قَالَ: وَلم يسمع إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْت، وَقَالَ بَعضهم:
النُّهاءُ: الزّجاج، يمد وَيقصر.
والنُّهاءُ: حجر أَبيض أرْخى من الرخام، يكون فِي الْبَادِيَة، ويجاء
بِهِ من الْبَحْر، واحدته نُهاءَة.
والنُّهاءُ: دَوَاء يكون بالبادية يتعالجون بِهِ يشربونه.
النَّهَى: ضرب من الخرز، واحدته نَهاةٌ.
والنَّهاةُ أَيْضا: الودعة.
ونَهاةُ: فرس لَاحق بن جرير.
وَإِنَّمَا قضينا أَن ألف كل ذَلِك يَاء لما قدمنَا من أَن اللَّام
يَاء أَكثر مِنْهَا واوا.
وَطلب حَاجَة حَتَّى أنهَى عَنْهَا ونَهِىَ عَنْهَا، أَي تَركهَا، ظفر
بهَا أَو لم ظفر.
وَحَوله من الْأَصْوَات نُهْيَة، أَي شغل.
وَذَهَبت تَمِيم فَمَا تسهى وَلَا تُنْهَى، أَي لَا تذكر.
ونِهْيا: اسْم مَاء عَن ابْن جني، وَقَالَ لي أَبُو الْوَفَاء
الْأَعرَابِي: نَهَيَا وَإِنَّمَا حركها لمَكَان حرف الْحلق، لِأَنَّهُ
أَنْشدني بَيْتا من الطَّوِيل لَا يتزن إِلَّا بِنَهْيا سَاكِنة
الْهَاء اذكر مِنْهُ:
إِلَى أهْل نَهْيا
(4/386)
مقلوبه: (ن ي هـ)
نفس ناهَةٌ: مُنتهيَّة عَن الشَّيْء، مقلوب من نَهاةٍ.
الْهَاء وَالْفَاء وَالْيَاء
هافَ ورق الشّجر يَهِيفُ: سقط.
والهَيْفُ: ريح حارة بَين الْجنُوب وَالدبور يَهِيف مِنْهَا ورق
الشّجر، وَقيل: الهَيْفُ: ريح بَارِدَة تَجِيء من قبل مهب الْجنُوب،
وَهَذَا لَا يُوَافق الِاشْتِقَاق، وَقيل هِيَ كل ريح ذَات سموم تعطش
المَال، وتيبس الرطب.
والهُوفُ، من قَول أم تأبط شرا،: " تلفه هُوف ": إِنَّمَا بنته على
فُعْلٍ لما قبله من قَوْلهَا " لَيْسَ بعلفوف " وَمَا بعده من
قَوْلهَا: " حشي من صوف " وَقيل: هِيَ لُغَة فِي الهَيْفِ.
وهافَ واستَهافَ: أَصَابَته الهَيْفُ فعطش. أنْشد ثَعْلَب:
تَقَدَّمَتْهُنَّ عَلى مِرْجَمٍ ... يَلُوكُ اللِّجامَ إِذا مَا
استَهافا
وَرجل هَيُوفٌ، ومِهيافٌ، وهافٌ، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: لَا يصبر
على الْعَطش، وَكَذَلِكَ نَاقَة مِهْيافٌ وهافَةٌ، وإبل هافَةٌ
كَذَلِك، وَقد هافَ يَهافُ هِيافاً.
وهافَت الْإِبِل تَهاف هِيافاً وهَيافاً، إِذا اشتدت الهَيْفُ من
الْجنُوب، واستقبلتها بوجوهها فَاتِحَة أفواهها من شدَّة الْعَطش.
وأهافَ الرجل: عطشت إبِله، قَالَ:
فَقَدْ أهافوا زَعَموا وأنْزَعوا
والهَيَف: دقة الخصر وضمور الْبَطن، هَيِفَ هَيَفاً وهافَ هَيْفاً
فَهُوَ أهْيَفُ.
وهَيْفاءُ: فرس طَارق بن حصبة.
الْهَاء وَالْبَاء وَالْيَاء
الهَبَيُّ: الصَّبِي الصَّغِير، وَالْأُنْثَى هَبَيَّةٌ، حَكَاهُمَا
سِيبَوَيْهٍ، وَقَالَ: وزنهما فَعَلٌّ وفَعَلَّةٌ،
(4/387)
وَلَيْسَ أصل فَعَلٍّ فِيهِ فَعْلَلا،
وَإِنَّمَا بنى من أول وهلة على السّكُون، وَلَو كَانَ الأَصْل
فَعْلَلاً لَقلت هَبَياً فِي الْمُذكر، وهَبْياةً فِي الْمُؤَنَّث،
قَالَ: فَإِذا جمعت هَبَياًّ قلت: هَبايٌّ، لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة غير
المعتل، نَحْو معد وَجبن.
مقلوبه: (هـ ي ب)
الهَيْبَةُ: التقية من كل شَيْء، هابَه هَيْباً ومَهابَةً، وَرجل
هائِبٌ وهَيُوبٌ وهَيَّابٌ وهَيِّبٌ وهَيَّبانٌ، قَالَ ثَعْلَب:
الهَيَّبانُ: الَّذِي يُهابُ، فَإِذا كَانَ ذَلِك كَانَ الهَيَّبانُ
فِي معنى الْمَفْعُول، وَكَذَلِكَ الهَيُوبُ، قد يكون الهَائِبُ، وَقد
يكون المَهِيبُ.
واهْتابَ الشَّيْء، كهابَه، قَالَ:
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَه ... أشرَفْتُه مُسْفِراً
والشمسُ مُهْتابَهْ
وتَهَيَّبْتُ الشَّيْء، وتَهَّيَبِني: خفته، قَالَ ابْن مقبل:
يَوما تَهَيَّبُنِي المَوْماةُ أركَبُها ... إِذا تَجاوَبَتِ
الأَصْداءُ بالسَّحَرِ
قَالَ ثَعْلَب: أَي لَا أَتهَيَّبُها أَنا، فَنقل الفِعل إِلَيْهَا،
وَقَالَ الْجرْمِي: لَا تَهَيَّبُنِي الموماة، أَي لَا تملأُني
مَهابَةً.
والهَيَّبانُ: الرَّاعِي، عَن السيرافي.
وهابْ هابْ: من زجر الْإِبِل.
وأهابَ بِالْإِبِلِ: دَعَاهَا.
وأهابَ بِصَاحِبِهِ: دَعَاهُ، وَأَصله فِي الْإِبِل.
والْهَيَّبانُ: الْكثير من كل شَيْء، قَالَ ذُو الرمة:
تَمُجُّ اللُّغامَ الهَيَّبانَ كَأَنَّهُ ... جَنىَ عُشَرٍ تَنْفِيهِ
أشداقُها الهُدْلُ
وَقيل: الهَيَّبان هَاهُنَا: الْخيف النحز.
مقلوبه: (ب هـ ي)
بَهِىَ بِهِ يَبْهَى بَهْياً: أنس، وَقد تقدم الْحَرْف فِي الْهَمْز.
(4/388)
وباهانِي فَبَهَيْتُه، أَي صرت أبْهَى
مِنْهُ، عَن اللحياني.
الْهَاء وَالْمِيم وَالْيَاء
هَمَتْ عينُه هَمْياً، وهُمِياًّ، وهَمَياناً: صبَّتْ دمعها، عَن
اللحياني، وَقيل: سَالَ دمعها، وَكَذَلِكَ كل سَائل من مطر وَغَيره،
قَالَ مساور ابْن هِنْد:
حَتَّى إِذا ألقَمَها تَقَمَّما
واحتَمَلَتْ أرحامُها مِنه دَما
مِنْ آيِلِ الماءِ الَّذِي كانَ هَمَى
آيل المَاء: خاثره، وَقيل: الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ الدَّهْر، وَهُوَ
بالخاثر هُنَا أشبه، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يصف مَاء الْفَحْل.
وهَمَى الشَّيْء هَمْياً: سقط، عَن ثَعْلَب.
وهَمَتِ النَّاقة: ذهبت على وَجههَا فِي الأَرْض لرعي وَلغيره مُهْملَة
بِلَا رَاع وَلَا حَافظ، وَكَذَلِكَ كل ذَاهِب.
والهِمْيانُ: شَدَّاد السَّرَاوِيل، قَالَ ابْن دُرَيْد: أَحْسبهُ
فارسيا معربا.
والهِمْيانُ: الَّذِي تجْعَل فِيهِ النَّفَقَة.
وهِمْيانُ: اسْم شَاعِر.
والهَمَيانُ: مَوضِع، أنْشد ثَعْلَب:
وإنَّ امرَأً أمْسَى ودونَ حَبيبِه ... سَواسٌ فَوادِي الرَّسِّ
فالهَمَيانِ
لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ بَعْدَ اقْتِرابِهِ ... ومَعْذورَةٌ عَيْناهُ
بالهَمَلانِ
مقلوبه: (هـ ي م)
هامَتِ النَّاقة تَهِيمُ: ذهبت على وَجههَا لرعي كهَمَتْ، وَقيل: هُوَ
مقلوب عَنهُ.
والهُيامُ، كالجنون.
والهائِمُ: المتحير، وَهُوَ أَيْضا: الذَّاهِب على وَجهه عشقا، وَقد
هام بهَا هَيْماً وهُيُوماً وهِياماً وهَيماناً وتَهْياماً، وَهُوَ
بِنَاء للتكثير، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب مَا تكْثر فِيهِ
الْمصدر من
(4/389)
فَعَلْتُ فتلحق الزَّوَائِد وتبنيه بِنَاء
آخر، كَمَا أَنَّك قلت فِي فَعَلْت، فَعَّلت: حِين كثرت الْفِعْل ثمَّ
ذكر المصادر الَّتِي جَاءَت على التَّفْعال، كالتهذار وَنَحْوهَا،
قَالَ: وَلَيْسَ شَيْء من هَذَا مصدر فَعَّلْت، وَلَكِن لما أردْت
التكثير بنيت الْمصدر على هَذَا، كَمَا بنيت فَعَلْت على فَعَّلْت
وَقَول كثير:
وإنِّي وتَهْيامِي بِعَزَّةَ بَعْدَما ... تَخَلَّيْتُ مِما بَينَنا
وتَخَلَّتِ
قَالَ ابْن جني: سَأَلت أَبَا عَليّ فَقلت: مَا مَوضِع، " تهيامي " من
الْإِعْرَاب؟ فَأفْتى بِأَنَّهُ مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره
قَوْله: " بعزة " وَجعل الْجُمْلَة الَّتِي هِيَ " تهيامي بعزة "
اعتراضا بَين إِن وخبرها، لِأَن فِي هَذَا أضربا من التَّشْدِيد
للْكَلَام، كَمَا تَقول: إِنَّك، فَاعْلَم، رجل سوء: وَإنَّهُ، وَالْحق
أَقُول، جميل الْمَذْهَب، وَهَذَا الْفَصْل والاعتراض الْجَارِي مجْرى
التوكيد كثير فِي كَلَامهم، قَالَ: وَإِذا جَازَ الِاعْتِرَاض بَين
الْفِعْل وَالْفَاعِل فِي نَحْو قَوْله:
وقدْ أدرَكَتْنِيو الحَوادِثُ جَمَّةٌأسِنَّةُ قَوْمٍ لَا ضِعافٍ وَلَا
عُزْلِ
كَانَ الِاعْتِرَاض بَين اسْم إِن وخبرها أسوغ، وَقد يحْتَمل بَيت كثير
أَيْضا تَأْوِيلا آخر غير مَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عَليّ، وَهُوَ أَن
يكون " تهيامي " فِي مَوضِع جر على انه أقسم بِهِ، كَقَوْلِك: إِنِّي،
وحبك، لضنين بك، قَالَ ابْن جني: وَعرضت هَذَا الْجَواب على أبي عَليّ
فتقبله، وَيجوز أَن يكون تهيامي أَيْضا مرتفعا بِالِابْتِدَاءِ،
وَالْبَاء مُتَعَلقَة فِيهِ بِنَفس الْمصدر الَّذِي هُوَ التَّهيام،
وَالْخَبَر مَحْذُوف، كَأَنَّهُ قَالَ: وتهيامي بعزة كَائِن أَو وَاقع،
على مَا يقدر فِي هَذَا وَنَحْوه.
وَقد هَيَّمَه الْحبّ، قَالَ أَبُو صَخْر:
فَهَلْ لكَ طِبٌّ نافِعٌ مِنْ عَلاقَةٍ ... تُهَيِّمُنِي بينَ الحَشا
والترائِبِ
وَالِاسْم الهُيامُ.
وَرجل هَيْمانُ: محب شَدِيد الوجد.
وَقَالُوا: هِمْ لنَفسك وَلَا تَهِمْ لهَؤُلَاء، أَي اطلب لَهَا
واهْتَمَّ واحتل.
والهُيام: أَشد الْعَطش، وَقد هامَ الرجل هُياماً فَهُوَ هائِمٌ
وأهْيمُ، وَالْأُنْثَى هائمةٌ وهَيماءُ، وهَيْمانُ، عَن سِيبَوَيْهٍ،
وَالْأُنْثَى هَيْمَى، وَالْجمع هِيامٌ.
(4/390)
وجمل مَهْيُومٌ وأهْيَمُ: شَدِيد الْعَطش،
وَالْأُنْثَى هَيماءُ.
وَأَرْض هَيْماءُ: لَا مَاء بهَا.
والهُيامُ والهِيامُ: دَاء يُصِيب الْإِبِل عَن بعض الْمِيَاه بتهامة،
يُصِيبهَا مِنْهُ مثل الْحمى، بعير مُهْيُومٌ وهَيْمانُ.
والهَيامُ من الرمل: مَا كَانَ تُرَابا دقاقا يَابسا، وَقيل: هُوَ
الَّذِي لَا يَتَمَالَك أَن يسيل من الْيَد للينه.
والهَيْماءُ: مَوضِع.
مقلوبه: (ي هـ م)
اليَهْماءُ: الأَرْض الَّتِي لَا أثر فِيهَا وَلَا طَرِيق وَلَا علم،
وَقيل: هِيَ الأَرْض الَّتِي لَا يَهْتَدِي فِيهَا لطريق، وَهِي أَكثر
اسْتِعْمَالا من الهَيماءِ، وَلَيْسَ لَهَا مُذَكّر من نوعها، وَقد حكى
ابْن جني بَرٌّ أيْهَمُ، فَإِذا كَانَ ذَلِك فلهَا مُذَكّر.
والأيْهَمُ من الرِّجَال: الجريء الَّذِي لَا يُسْتَطَاع دَفعه، وَقيل:
الأيْهَمُ: الَّذِي لَا يعي شَيْئا وَلَا يحفظه، وَقيل: هُوَ الثبت
العناد جهلا، وَلَا يريع إِلَى حجَّة، وَلَا يتهم رَأْيه إعجابا.
والأيْهَم: الأصَمُّ، وَقيل: الْأَعْمَى.
والأيْهَمانُ عِنْد أهل الْحَضَر: السَّيْل والحريق، وَعند
الْأَعْرَاب: الْحَرِيق والجمل الهائج، لِأَنَّهُ إِذا هاج لم يسْتَطع
دَفعه بِمَنْزِلَة الأيْهَمِ من الرِّجَال.
قَالَ ابْن جني: لَيْسَ أيْهَمُ ويَهْماءُ كأدْهَمَ ودَهْماءَ، لأمرين:
أَحدهمَا: أَن الأيْهَم: الْجمل الهائج أَو السَّيْل، واليَهْماءُ:
الفلاة، وَالْآخر: أَن الأيْهَم لَو كَانَ مُذَكّر يَهْماءَ لوَجَبَ
أَن يَأْتِي فيهمَا يُهْمٌ مثل دهم، وَلم نسْمع ذَلِك، فَعلمت لذَلِك
أَن هَذَا تلاق بَين اللَّفْظ، وَأَن أيْهَم لَا مؤنث لَهُ، وَأَن
يَهْماءَ لَا مُذَكّر لَهُ.
والأيْهَم من الْجبَال: الصعب الطَّوِيل الَّذِي لَا يرتقى، وَقيل:
هُوَ الَّذِي لَا نَبَات فِيهِ.
وأيْهَمُ: اسْم.
مقلوبه: (م ي هـ)
ماهَت الرَّكية تَمِيهُ مَيْهاً، وماهَةً، ومِيهَةً: كثر مَاؤُهَا،
ومِهْتُها أَنا.
ومِهْتُ الرجل: سقيته مَاء، وَبَعض هَذَا مُتَّجه على الْوَاو،
وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه.
(4/391)
الْهَاء والغين وَالْوَاو
الهَوْغُ: الشَّيْء الْكثير، وَلَيْسَ باللغة المستعملة.
الْهَاء وَالْقَاف وَالْوَاو
الهَوْقَة، كالأَوْقَةِ، وَهِي حُفْرَة يجْتَمع فِيهَا المَاء، وَيكثر
فِيهِ الطين، وتألفها الطير، وَالْجمع هُوقٌ.
مقلوبه: (ق هـ و)
أقْهَى عَن الطَّعَام، واقْتَهَى: ارْتَدَّت شَهْوَته عَنهُ من غير
مرض، وَقيل: هُوَ أَن يقذر الطَّعَام فَلَا يَأْكُلهُ وَإِن كَانَ
مشتهيا لَهُ.
وأقْهاهُ الشَّيْء عَن الطَّعَام: كَفه عَنهُ، أَو زهده فِيهِ.
والقُهْوَة: الْخمر، لِأَنَّهَا تُقْهِى شاربها عَن الطَّعَام.
وعيش قاهٍ بَين القَهْوِ والقُهْوَةِ: خصيب.
وجرل قاه فِي عيشه: مخصب، وَقد تقدم بعض ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن
الْكَلِمَة مُشْتَركَة من الْوَاو وَالْيَاء.
والقَهَةُ: من أَسمَاء النرجس، عَن أبي حنيفَة، وَقد تقدّمت فِي
الْيَاء، لِأَنَّهَا تحْتَمل الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا.
مقلوبه: (وه ق)
الوَهَقُ: الْحَبل المغار ترمى فِيهِ أنشوطة فتؤخذ فِيهِ الدَّابَّة
وَالْإِنْسَان، وَالْجمع أوْهاقٌ.
وأَوْهَق الدَّابَّة: فعل بهَا ذَلِك.
والمُواهَقَة فِي السّير: الْمُوَاظبَة، وَمد الْأَعْنَاق.
والمُواهَقَةُ: أَن تسير مثل سير صَاحبك، وَقد تَواهَقَتِ الركاب،
قَالَ ابْن أَحْمَر:
وتَواهَقَتْ أخفافُها طَبَقاً ... والظِّلُّ لم يفصل وَلم يَكْرِ
(4/392)
وَقَول أَوْس بن حجر:
تُوَاهِق رِجْلاَها يَدَاه ورَأْسُه ... لَهَا قَتَبٌ خَلْفَ
الحَقِيبَةِ رادِفُ
فَإِنَّهُ أَرَادَ تواهق رِجْلَيْهَا يَدَاهُ، فَحذف الْمَفْعُول، وَقد
علم أَن المواهقَة لَا تكون من الرجلَيْن دون الْيَدَيْنِ، وَأَن
الْيَدَيْنِ مُواهِقَتانِ، كَمَا أَنَّهُمَا مُواهَقَتانِ، فأضمر
لِلْيَدَيْنِ فعلا دلّ عَلَيْهِ الأول، فَكَأَنَّهُ قَالَ: تُواهِق
يَدَاهُ رِجْلَيْهَا، ثمَّ حذف الْمَفْعُول فِي هَذَا، كَمَا حذفه فِي
الأول، فَصَارَ على مَا ترى: تُواهِق رجلاها يَدَاهُ، فعلى هَذِه
الصَّنْعَة تَقول: ضَارب زيد عَمْرو، على أَن يرفع عَمْرو بِفعل غير
هَذَا الظَّاهِر، وَلَا يجوز أَن يرتفعا جَمِيعًا بِهَذَا الظَّاهِر.
وَقد تكون المُواهَقَة للناقة الْوَاحِدَة، لِأَن إِحْدَى يَديهَا
ورجليها تُواهِقُ الْأُخْرَى.
وتَواهَقَ الساقيان: تباريا، أنْشد يَعْقُوب:
أكُلَّ يَوْمٍ لَك ضَيْزَنانِ
عَلى إزاءِ الحَوْض مِلْهَزانِ
بِكِرْفَتَينِ يَتَواهَقانِ
مقلوبه: (ق وه)
القُوهَةُ: اللَّبن الَّذِي فِيهِ طعم الْحَلَاوَة، وَرَوَاهُ اللَّيْث
فوهة، بِالْفَاءِ، وَهُوَ تَصْحِيف.
والقوهِىُّ: ضرب من الثِّيَاب، فَارسي.
الْهَاء وَالْكَاف وَالْوَاو
الأَهْوَك: الأحمق وَفِيه بَقِيَّة، وَالِاسْم الهَوَكُ.
وَرجل هَوَّاكٌ ومُتَهَوِّكٌ: متحير، أنْشد ثَعْلَب:
إِذا تُرِكَ الكَعْبِيُّ والقَوْلَ سادِراً ... تَهَوَّكَ حَتَّى مَا
يَكادُ يَرِيعُ
والتَّهَوُّكُ: السُّقُوط فِي هُوَّةِ الردى، وَفِي الحَدِيث: "
أمُتَهَوِّكُونَ أَنْتُم كَمَا تَهَوَّكَتِ الْيَهُود وَالنَّصَارَى "
وَقيل: يَعْنِي أمتحيرون؟ وَقيل مَعْنَاهُ: أمتردون ساقطون؟.
(4/393)
وَإنَّهُ لُمَتَهَوِّكٌ لما فِيهِ، أَي
يركب الذُّنُوب والخطايا.
مقلوبه: (ك وه)
كَوِهَ كَوَهاً: تحير.
وتَكَوَّهَت عَلَيْهِ أُمُوره: تَفَرَّقت واتسعت، وَرُبمَا قَالُوا:
كُهْتُه وكِهْتُه فِي معنى استَنْكَهْتُه، وَفِي الحَدِيث: " فَقَالَ
مَلَكُ الْمَوْت لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: كِه فِي وَجْهي " رَوَاهُ
اللحياني: كَهْ فِي وَجْهي، بِالْفَتْح.
الْهَاء وَالْجِيم وَالْوَاو
هَجاهُ هَجْواً وهِجاءً: شَتمه بالشعر.
وهاجَيْتُه: هَجَوْتُه وهَجاني، وهم يَتهاجَوْن: يَهجُو بَعضهم
بَعْضًا، وَبينهمْ أُهْجُوَّهٌ وأُهْجِيَّهٌ يَتهاجَوْنَ بهَا.
والهِجاء: تقطيع اللَّفْظَة بحروفها.
وهَجَوْتُ الْحَرْف وتَهَجَّيْتُه، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن
هَذِه الْكَلِمَة يائية وواوية.
وَهَذَا على هِجاءِ هَذَا، أَي على شكله، وَهُوَ مِنْهُ.
وهَجُوَ يَوْمنَا: اشْتَدَّ حره.
والهَجَاةُ: الضفدع، وَالْمَعْرُوف الهاجَة.
مقلوبه: (هـ وَج)
الهَوَجُ كالهَوَكِ، هَوِجَ هَوَجا فَهُوَ أهْوَجُ، وَالْأُنْثَى
هَوْجاء.
وأهْوَجَهُ: وجده أهْوَجَ.
والأهْوَجُ: الشجاع الَّذِي يَرْمِي بِنَفسِهِ فِي الْحَرْب، على
التَّشْبِيه بذلك.
والأهَوَجُ: المفرط الطول مَعَ هَوَجٍ.
والهَوْجاء من الْإِبِل: الَّتِي كَأَن بهَا هَوَجا من سرعتها،
وَكَذَلِكَ بعير أهْوَجُ، قَالَ أَبُو الْأسود:
عَلى ذاتِ لَوْثٍ أوْ بأَهْوَجَ شَوْشَوٍ ... صَنيعٍ نَبيلٍ يَمْلأُ
الرَّحْلَ كاهِلُه
(4/394)
وريح هَوْجاء: متداركه الهبوب، كَأَن بهَا
هَوَجاً، وَقيل: هِيَ الَّتِي تحمل المور، وتجر الذيل، قَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: هِيَ الشَّدِيدَة الهبوب من جَمِيع الرِّيَاح قَالَ ابْن
أَحْمَر:
وَلِهَتْ علَيها كلُّ مُعْصِفَةٍ ... هَوْجاءَ لَيسَ لِلُبِّها زَبْرُ
أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ بِرَفْع " هوجاء " على انه وصف لكل، وأنث
الشَّاعِر الْوَصْف حملا على الْمَعْنى، إِذْ الْكل، هُنَا ريح،
وَالرِّيح أُنْثَى، وَنَظِيره قَوْله تَعَالَى: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ
المَوْتِ) .
وضربة هَوْجاءُ: هجمت على الْجوف.
مقلوبه: (ج هـ و)
الجُهْوَة: الاست وَلَا تسمى بذلك إِلَّا أَن تكون مكشوفة، قَالَ:
وتَدْفَعُ الشَيْخَ فتَبْدُو جُهْوَتُهْ
واست جَهْواءُ: مكشوفة، تمد وتقصر، وَقيل: هِيَ اسْم لَهَا كالجُهْوَة.
وأجْهَتِ السَّمَاء: انكشفت وأصحت، وأجْهَيْنا نَحن، وأجْهَتْ
إِلَيْنَا السَّمَاء: انكشفت.
وأَجْهَتِ الطّرق: انكشفت ووضحت، وأجهَيْتُها أَنا.
وأجْهَى الْبَيْت: كشفه، وَبَيت أَجْهَى ومُجْهىً: مَكْشُوف بِلَا سقف
وَلَا ستر، وَقد جَهِىَ جَهىً.
مقلوبه: (وه ج)
يَوْم وَهِجٌ ووَهْجانٌ: شَدِيد الْحر، وَلَيْلَة وَهِجَةٌ
ووَهْجانَةٌ، كَذَلِك، وَقد وَهَجا وَهْجاً ووَهَجاناً، ووَهِجا
وتَوَهَّجا.
والوَهْجُ، والوَهَجُ والوَهَجانُ، والتَّوَهُّجُ: حرارة الشَّمْس
وَالنَّار من بعيد، وَقد توَهَّجَت النَّار ووَهَّجْتُها أَنا.
والمُتَوَهِّجَة من النِّسَاء: الحارة الْمَتَاع.
والوَهَجُ والوَهِيجُ، تلألؤ الشَّيْء، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
كأنَّ ابْنَةَ السَّهْمِيِّ دُرَّةُ غائِصٍ ... لَها بَعْدَ تَقْطِيعِ
النُّبوحِ وهَيِجُ
(4/395)
ويروى: " درة قامس ".
وَنجم وَهَّاجٌ: وقَّاد، وَفِي التَّنْزِيل: (وَجَعَلْنا سِراجاً
وَهَّاجاً) قيل: يَعْنِي الشَّمْس.
ووَهَجُ الطِّيب ووَهِيجُه: انتشاره وأرَجُه.
مقلوبه: (ج وه)
جُهْتُه بِشَرٍّ: واجَهْتُه.
والجاهُ: الْمنزلَة، مقلوب عَن وَجْه، وَإِن كَانَ قد تغير
بِالْقَلْبِ، فتحول من فَعْلٍ إِلَى فَعَلٍ فَإِن هَذَا لَا يستبعد فِي
المقلوب والمقلوب عَنهُ، وَلذَلِك لم يَجْعَل أهل النّظر من
النَّحْوِيين وزن لاهِ أَبوك فعلا، لقَولهم: لَهْىَ أَبوك، إِنَّمَا
جَعَلُوهُ فَعَلاً، وَقَالُوا: إِن المقلوب قد يتَغَيَّر وَزنه عَمَّا
كَانَ عَلَيْهِ قبل الْقلب، وَحكى اللحياني أَن الجاهَ لَيْسَ من
وَجُهَ، وَإِنَّمَا هُوَ من جُهْتُ، وَلم يُفَسر مَا جُهْتُ، قَالَ
ابْن جني: كَانَ سَبِيل جاهٍ إِذا قدمت الْجِيم وأخَّرْتَ الْوَاو أَن
يكون " جَوْهٌ " فتسكن الْوَاو، كَمَا كَانَت الْجِيم فِي وَجْهٍ
سَاكِنة، إِلَّا إِنَّهَا حُركت، لِأَن الْكَلِمَة لما لحقها الْقلب
ضعفت، فغيروها بتحريك مَا كَانَ سَاكِنا، إِذْ صَارَت بِالْقَلْبِ
قَابِلَة للتغيير، فَصَارَ التَّقْدِير " جَوَهٌ " فَلَمَّا تحركت
الْوَاو وَقبلهَا فَتْحة قلبت الْفَا، فَقيل: " جاهٌ ". وَحكى اللحياني
أَيْضا: جاهٌ، وجاهَةٌ.
وجاهْ جاهْ، وجاهٍ جاهٍ، وجُوهْ جُوهْ: ضرب من زجر الْإِبِل.
مقلوبه: (وَج هـ)
وجْهُ كل شَيْء: مستقبله. وَفِي التَّنْزِيل: (فَأيْنَمَا تُوَلُّوا
فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) .
والوَجْه: المُححَيَّا، وَقَوله تَعَالَى: (فأقِمْ وَجْهَكَ للدِّينِ
حَنِيفاً) أَي اتبع الدَّين الْقيم، وَأَرَادَ: فأقيموا وُجُوهكُم، يدل
على ذَلِك قَوْله عز وَجل بعده: (مُنِيِبيِنَ إلَيْهِ واتَّقُوه)
والمخاطب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمرَاد هُوَ
وَالْأمة.
وَالْجمع أوْجُهٌ ووُجُوهٌ. قَالَ اللحياني: وَقد تكون الْأَوْجه
للكثير، وَزعم أَن فِي مصحف أبي " أوْجُهكم " مَكَان " وُجُوهكم "
أرَاهُ يُرِيد قَوْله تَعَالَى: (فامْسَحُوا بوُجُوهِكم) .
وَقَوله عز وَجل: (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَه) . قَالَ الزّجاج:
أَرَادَ إِلَّا إِيَّاه.
ووَجْهُ الْفرس: مَا اقبل عَلَيْك من الرَّأْس من دون منابت شعر
الرَّأْس.
(4/396)
وَإنَّهُ لعبد الوَجْهِ، وحر الوَجْهِ.
وإه لسهل الوَجْهِ، إِذا لم يكن ظَاهر الوَجْنَةِ.
ووَجْهُ النَّهَار: أَوله.
وجئتك بوَجْهِ نَهَار، أَي بِأول نَهَار.
وَكَانَ ذَلِك على وَجْهِ الدَّهْر، أَي أَوله، وَبِه يُفَسر ابْن
الْأَعرَابِي.
ووَجْهُ النَّجْم: مَا بدا لَك مِنْهُ.
ووَجْهُ الْكَلَام: السَّبِيل الَّذِي يَقْصِدهُ بِهِ.
ووُجُوهُ الْقَوْم: سادتهم، وأحدهم وَجْهٌ، وَكَذَلِكَ وُجَهاؤُهُم،
وأحدهم وَجِيهٌ.
وَصرف الشَّيْء عَن وَجْهِه، أَي سنَنه.
وجِهَةُ الامر، وجَهَتُه، ووِجْهَتُه، ووُجْهَتُه: وَجْهُهُ.
وَمَاله جِهَة فِي هَذَا الْأَمر، وَلَا وِجْهَةٌ، أَي لَا يبصر وَجه
أمره كَيفَ يَأْتِي لَهُ.
والجهة والوِجْهَةُ جَمِيعًا: الْموضع الَّذِي تتَوَجَّه إِلَيْهِ
وتقصده.
وَمَا أَدْرِي أَي وَجْهٍ وِجْهَتُك: أَي أَي طَرِيق وَمذهب.
وضل وِجْهَة أمره: أَي قَصده، قَالَ:
نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ ... لَمَّا اخْتَلَلْتُ
فُؤَادَه بالمِطْرَدِ
ويروى: " هَدِيَّة روقه ".
وخل عَن جِهَتِه، تُرِيدُ جِهَةَ الطَّرِيق.
وَقلت كَذَا على جِهَةِ كَذَا، وَفعلت ذَلِك على جِهَة الْعدْل،
وجِهَةِ الْجور. وَقد أبنت ذَلِك فِي ذكر النَّظَائِر والتصاريف فِي
الْكتاب الْمُخَصّص.
وتَوَجَّه إِلَيْهِ: ذهب. وَأما قَوْله:
قصَرْتُ لَهُ القَبِيلَةَ إذْ تَجَهْنا ... ومَا ضَاقَتْ بشِدَّته
ذِرَاعِي
(4/397)
فَإِنَّهُ أَرَادَ اتَّجَهْنا، فَحذف ألف
الْوَصْل وَإِحْدَى التَّاءَيْنِ. و" قصرت ": حبست، و" الْقَبِيلَة ":
اسْم فرسه، وَسَيَأْتِي ذكرهَا.
ووَجَّهَ إِلَيْهِ كَذَا: أرْسلهُ.
وَيُقَال فِي التحضيض: وجِّهِ الْحجر وِجْهَةٌ مَاله، وَجِهَةٌ مَاله،
وَإِنَّمَا رفع لِأَن كل حجر يَرْمِي بِهِ فَلهُ وَجْهٌ، كل ذَلِك عَن
اللحياني، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: وَجِّهِ الْحجر وِجْهَةً وجِهَةً
مَاله، ووَجْهاً مَاله، فنصب بِوُقُوع الْفِعْل عَلَيْهِ، وَجعل " مَا
" فصلا، يُرِيد: وَجِّهِ الْأَمر وَجْهَهُ.
وَهُوَ وُجاهَك، ووِجاهَكَ، وتُجاهَك، وتِجاهَكَ، أَي حذاءك من
تِلْقَاء وَجْهِكَ، وَاسْتعْمل سِيبَوَيْهٍ التُّجاهَ اسْما وظرفا.
وَحكى اللحياني: دَاري وِجاهَ دَارك، ووَجاهَ دَارك، ووُجاهَ دَارك،
أَي قبالة دَارك وتبدل التَّاء من كل ذَلِك.
والْوُجَاهُ، والتُّجَاهُ: الْوَجْهُ الَّذِي تقصده.
ولقيه وِجَاهاً ومُواجَهَةً: قَابل وجْهَه بوَجْهِه.
وتَواجَه المنزلان وَالرجلَانِ: تقابلا.
وَرجل ذُو وَجْهَيْنِ: إِذا لقى بِخِلَاف مَا فِي قلبه.
والوَجْهُ: الجاه.
وَرجل مُوَجَّهٌ، ووَجِيهٌ: ذُو جاهٍ، وَقد وَجُهَ وَجاهَة.
وأوْجَهَه: جعل لَهُ وَجْهاً عِنْد النَّاس.
ووَجَّهَه السُّلْطَان وأوْجَهَه: شرفه، وَكله من الوَجْه، قَالَ:
وأرَى الغَوانِيَ بعدَ مَا أوْجَهْنَنِي ... أدْبَرْنَ، ثُمَّتَ
قُلْنَ: شَيْخٌ أعوَرُ
وَرجل وَجْهٌ: ذُو جاه.
وَكسَاء مُوَجَّهٌ: ذُو وَجْهَينِ.
وأحدب مُوَجَّهٌ: لَهُ حدبتان من خَلفه وأمامه، على التَّشْبِيه بذلك،
وَفِي حَدِيث أهل الْبَيْت: " لَا يحبنا الأحدب المُوَجَّه " حَكَاهُ
الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
ووَجَّهَتِ المطرة الأَرْض: صيرتها وَجْهاً وَاحِدًا، كَمَا تَقول:
تركت الأَرْض قروا وَاحِدًا.
(4/398)
ووَجَّهَها الْمَطَر: قشر وَجْهَها وأثَّر
فِيهِ، كحرصها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وَفُلَان مَا يَتَوَجَّهُ، يَعْنِي انه إِذا أَتَى الْغَائِط جلس
مستدبر الرّيح، فَتَأْتِيه الرّيح برِيح خرئة.
والتَّوَجُّه: الإقبال والانهزام.
وتَوَجَّهَ الرجل: ولى وَكبر، قَالَ أَوْس ابْن حجر:
كَعَهْدِكِ لَا ظِلُّ الشَّباب يُكنُّنِي ... وَلَا يَفَنٌ مِمنْ
تَوَجَّهَ دالِفُ
وهم وِجاهُ ألف، أَي زهاء ألف، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
ووَجَّهَ النَّخْلَة: غرسها فأمالها قبل الشمَال فأقامتها الشمَال.
والوَجِيهُ من الْخَيل: الَّذِي تخرج يَدَاهُ مَعًا عِنْد النِّتَاج،
وَاسم ذَلِك الْفِعْل التَّوْجِيه.
والوَجِيهُ: فرس من خيل العب نجيب، سمي بذلك.
والتوْجِيهُ فِي القوائم: كالصدف إِلَّا أَنه دونه. وَقيل: التَّوْجِيه
من الْفرس: تداني العجايتين، وتداني الحافرين، والتواء فِي الرسغين.
والتوْجيه فِي قوافي الشّعْر: الْحَرْف الَّذِي قبل حرف الروى فِي
القافية الْمقيدَة، وَقيل: هُوَ أَن تضمنه وتفتحه، فَإِن كَسرته
فَذَلِك السناد، هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وتحريره أَن تَقول: إِن
التَّوْجِيه: اخْتِلَاف حَرَكَة الْحَرْف الَّذِي قبل الروى الْمُقَيد،
كَقَوْلِه:
وقاتِمِ الأعماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ
وَقَوله فِيهَا:
ألَّفَ شَتَّى ليسَ بالرَّاعِي الحَمِقْ
وَقَوله مَعَ ذَلِك:
سِراًّ وقَدْ أوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ
والتَّوجِيه أَيْضا: الَّذِي بَين حرف الروى الْمُطلق والتأسيس
كَقَوْلِه:
(4/399)
أَلا طالَ هَذَا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ
فالألف تأسيس، وَالنُّون تَوجيه، وَالْبَاء حرف الروى، وَالْهَاء صلَة،
قَالَ الْأَخْفَش: التوجِيهُ: حَرَكَة الْحَرْف الَّذِي إِلَى جنب
الروى الْمُقَيد لَا يجوز مَعَ الْفَتْح غَيره، نَحْو:
قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإلهُ فَجَبَرْ
الْتزم الْفَتْح فِيهَا كلهَا، وَيجوز مَعهَا الْكسر وَالضَّم فِي
قصيدة وَاحِدَة كَمَا مثلنَا، وَقَالَ ابْن جني: أَصله من التَّوْجِيه،
كَأَن حرف الروى مُوَجَّه عِنْدهم، أَي كَأَن لَهُ وَجْهَينِ: أَحدهمَا
من قبله وَالْآخر من بعده، أَلا ترى أَنهم اسْتكْرهُوا اخْتِلَاف
الْحَرَكَة من قبله مَا دَامَ مُقَيّدا، نَحْو " الْحمق " و" العقق "
و" المخترق " كَمَا يستقبحون اختلافها فِيهِ مَا دَامَ مُطلقًا، نَحْو
قَوْله:
عَجْلانَ ذَا زادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ
مَعَ قَوْله فِيهَا:
وبذاكَ خَبَّرنا الغُرابُ الأسوَدُ
وَقَوله:
عَنَمٌ يكادُ مِن اللَّطافَةِ يُعقَدُ
فَلذَلِك سميت الْحَرَكَة قبل الروى الْمُقَيد توجيها إعلاما أَن للروى
وَجْهَيْن فِي حَالين مُخْتَلفين، وَذَلِكَ انه إِذا كَانَ مُقَيّدا
فَلهُ وَجه يتقدمه، وَإِذا كَانَ مُطلقًا فَلهُ وَجه يتَأَخَّر عَنهُ،
فَجرى مجْرى الثَّوْب الموجه وَنَحْوه، قَالَ: وَهَذَا أمثل عِنْدِي من
قَول من قَالَ: إِنَّمَا سمي توجيها لِأَنَّهُ يجوز فِيهِ وُجُوه من
اخْتِلَاف الحركات، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لما تشدد الْخَلِيل
فِي اخْتِلَاف الحركات قبله، وَلما فحش ذَلِك عِنْده.
والوَجِيهَةُ: ضرب من الخرز.
وَبَنُو وَجِيهةَ: بطن.
(4/400)
الْهَاء والشين وَالْوَاو
هاشَتِ الْإِبِل هَوْشاً: نفرت فِي الْغَارة فتبددت وَتَفَرَّقَتْ.
وإبل هَوَّاشَةٌ: أخذت من هُنَا وَهنا.
والهَوْشَةُ: الْفِتْنَة والهَيْجُ والاختلاط.
والهَوْشَة: الْفساد.
وهاشَ الْقَوْم وهَوِشُوا هَوْشاً وتَهَوَّشُوا: وَقَعُوا فِي الْفساد.
وهَوُشاتُ اللَّيْل: حوادثه ومكروهه.
وهَوَشاتُ السُّوق، حَكَاهُ ثَعْلَب بِفَتْح الْوَاو، وَلم يفسره،
وَأرَاهُ: اختلاطها وَمَا يوكس فِيهِ الْإِنْسَان عِنْدهَا ويغبن.
وتَهَوَّشُوا عَلَيْهِ: اجْتَمعُوا.
وهَوَّش بَينهم: أفسد.
والمَهاوِشُ: مكاسب السوء، وَمِنْه: " من اكْتسب مَالا من مَهاوِشَ
أذهبه الله فِي نهابر " قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ويروى: " من نَهاوِشَ
" وَقد تقدم.
وَجَاء بالهَوْشِ والبَوْشِ، أَي بِالْجمعِ الْكثير من النَّاس.
والهَوْشُ: المجتمعون فِي الْحَرْب.
والهَوَشُ: خلاء الْبَطن.
وَأَبُو المُهَوَّش: من كناهم.
مقلوبه: (ش هـ و)
شَهِىَ الشَّيْء، وشَهاه يَشْهاهُ شَهْوةً، واشْتهاهُ وتَشَهَّاهُ:
أحبه وَرغب فِيهِ، وَقَوله عز وَجل: (وحِيلَ بَيْنَهُمْ وبَينَ مَا
يَشْتَهُونَ) أَي يرغبون فِيهِ من الرُّجُوع إِلَى الدُّنْيَا.
وَرجل شَهِىٌّ، وشَهْوانُ، وشَهْوانِيٌّ، وَامْرَأَة شَهْوَى.
وَمَا أشْهاها وأشْهانيِ لَهَا، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ على مَعْنيين،
لِأَنَّك إِذا قلت: مَا أشْهاها اليَّ، فَإِنَّمَا تخبر إِنَّهَا
مُتَشَاّةٌ، وَكَأَنَّهُ على شُهِىَ وَإِن لم يتَكَلَّم بِهِ، فَقلت:
مَا أشْهاها كَقَوْلِك: مَا أحظاها، وَإِذا قلت: مَا أشْهانِي،
فَإِنَّمَا تخبر أَنَّك شاهٍ.
(4/401)
وأشْهاهُ: أعطَاهُ مَا يَشْتَهي.
ومُوسَى شَهَواتٍ: شَاعِر مَعْرُوف.
مقلوبه: (وه ش)
الوَهْشُ: الْكسر والدق.
مقلوبه: (ش وه)
رجل أشوَهُ: قَبِيح الْوَجْه، وَقد شَوَّهَه الله، قَالَ الحطيئة:
أرَى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ الله خَلْقَه ... فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ
وقُبِّحَ حامِلُهْ
وَإنَّهُ لقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ، عَن اللحياني.
والشوْهاءُ: العابسة، وَقيل المشؤومة، وَالِاسْم مِنْهُمَا الشَّوَهُ،
وكل شَيْء من الْخلق لَا يُوَافق بعضه بَعْضًا أشوَهُ ومُشَوَّهٌ.
والمُشَوَّهُ أَيْضا: الْقَبِيح الْعقل، وَقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً
وشُوهَةً، وشَوِهَ شَوَهاً فيهمَا.
والشَّوَهُ: سرعَة الْإِصَابَة بِالْعينِ، وَقيل: شدَّة الْإِصَابَة
بهَا، وَرجل أشْوَهُ.
وشاهَ مَاله: أَصَابَهُ بِعَين، هَذِه عَن اللحياني.
وتَشَوَّهَ: رفع طرفه إِلَيْهِ ليصيبه بِالْعينِ.
وَلَا تُشَوِّهْ عَليَّ: وَلَا تَشَوَّهْ، أَي لَا تقل: مَا أحْسنه،
فتصيبني بِالْعينِ.
والشّائِهُ: الْحَاسِد، وَالْجمع شُوَّهٌ، حَكَاهُ اللحياني عَن
الْأَصْمَعِي.
وشاهَه شَوْهاً: أفزعه، عَن اللحياني.
وَفرس شَوْهاءُ: طَوِيلَة رائعة مشرفة، وَقيل: هِيَ المفرطة رحب
الشدقين والمنخرين وَلَا يُقَال: فرس أشْوَهُ، وَقيل: الشَّوْهاءُ من
الْخَيل: الحديدة الْفُؤَاد.
والشَّوَهُ: طول الْعُنُق وارتفاعها وإشراف الرَّأْس، وَفرس أشوَهُ.
والشَّوَهُ: الْحسن، وَامْرَأَة شَوْهاءُ: حَسَنَة، فَهُوَ ضد.
وَرجل شائِهُ الْبَصَر وشاهٍ: حَدِيد.
والشَّاةُ: الْوَاحِد من الْغنم، يكون للذّكر والانثى، وَحكى
سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل: هَذَا شاةٌ بِمَنْزِلَة: (هَذَا رَحمَةٌ
مِن رَبِّي) وَقيل: الشَّاةُ تكون من الضَّأْن والمعز
(4/402)
والظباء وَالْبَقر والنعام وحمر الْوَحْش،
قَالَ الْأَعْشَى:
وحانَ انطلاقُ الشَّاةِ مِنْ حيثُ خَيَّما
وَرُبمَا كنى بالشَّاةِ عَن الْمَرْأَة أَيْضا، قَالَ الْأَعْشَى:
فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شاتِهِ ... فأصَبْتُ حَبَّةَ
قَلْبِها وطِحالَها
وَالْجمع شاءٌ، أَصله شاهٌ، وشِياهٌ، وشِواهٌ وأشاوِهُ، وشَوِىٌّ،
وشِيهٌ، وشَيِّهٌ كسيد، الثَّالِثَة اسْم للْجمع، وَلَا تجمع بِالْألف
وَالتَّاء، كَانَ جِنْسا أَو مُسَمّى بِهِ، فَأَما شِيهٌ فعلى التوفية،
وَقد يجوز أَن تكون فعلا كأكمة وأكم شُوُهٌ، ثمَّ وَقع الإعلال
بالإسكان، ثمَّ وَقع الْبَدَل للخفة كعيد فِيمَن جعله فعلا، وَأما شوى
فَيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفيه، ثمَّ وَقع الْبَدَل
للمجانسة، لِأَن قبلهَا واوا وياء، وهما حرفا عِلّة ولمشاكلة الْهَاء
الْيَاء، أَلا ترى أَن الْهَاء قد أبدلت من الْيَاء، فِيمَا حَكَاهُ
سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: ذه فِي ذِي، وَقد يجوز أَن يكون شَوِىٌّ على
الْحَذف فِي الْوَاحِد وَالزِّيَادَة فِي الْجمع، فَيكون من بَاب لآل
فِي التَّغْيِير إِلَّا أَن شَوِيًّا مغير بِالزِّيَادَةِ، ولآل
بالحذف، وَأما شَيِّهٌ فَبين شَيْوِهٌ، فأبدلت الْوَاو يَاء، لانكسارها
ومجاورتها الْيَاء.
وتَشَوَّه شَاة: اصطادها.
وَرجل شاوِيٌّ: صَاحب شاءٍ، قَالَ:
ولَسْتُ بِشاوِيٍّ عَلَيْهِ دَمامَةٌ ... إِذا مَا غَدا يَغْدُو
بِقَوْسٍ وأسْهُمِ
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ على غير قِيَاس، وَوجه ذَلِك أَن الْهمزَة لَا
تنْقَلب فِي حد النّسَب واوا، إِلَّا أَن تكون همزَة تانيث، كحمراء
وَنَحْوه، أَلا ترى انك تَقول فِي عَطاء: عطائي، فَإِن سميت بشاءٍ فعلى
الْقيَاس شائِيٌّ لَا غير.
وَأَرْض مَشاهَةٌ: كَثِيرَة الشاءِ، وَقيل: ذَات شاءٍ قلت أم كثرت.
الْهَاء وَالضَّاد وَالْوَاو
الضَّهْواءُ من النِّسَاء: الَّتِي لم تنهد، وَقيل: الضَّهْواءُ:
الَّتِي لَا تحيض وَلَا ثدي لَهَا.
(4/403)
الْهَاء وَالصَّاد وَالْوَاو
صَهْوَةُ كل شَيْء: أَعْلَاهُ، وَهِي من الْفرس: مَوضِع اللبد، وَقيل:
مقْعد الْفَارِس، وَقيل: هِيَ مَا أسهل من سراة الْفرس من ناحيتيها
كلتيهما.
والصَّهْوةُ: مؤخرة السنام، وَقيل: هِيَ الرادفة ترَاهَا فَوق الْعَجز،
وَالْجمع صَهَواتٌ وصِهاءٌ.
والصَّهْوةُ: مَا يتَّخذ فَوق الروابي من البروج فِي أعاليها، والجمه
صُهًى، نَادِر.
والصَّهْوَة: مطمئن من الأَرْض غامض تلجأ إِلَيْهِ ضَوالُّّ الْإِبِل.
والصَّهْوَة: كالغار فِي الْجَبَل يكون فِيهِ المَاء، وَقيل: يكون
فِيهِ مَاء الْمَطَر، وَالْجمع صِهاءٌ.
وصَها الْجرْح يَصْهَى: ندى.
وأصْهَى الصَّبِيَّ: دهنه بالسمن وَوَضعه فِي الشَّمْس من مرض
يُصِيبُه، وَإِنَّمَا حملناه على الْوَاو لأَنا لَا نجد " ص هـ ي ".
مقلوبه: (وه ص)
وهَصَة وهْصًا، فَهُوَ مَوْهُوصٌ ووَهِيصٌ: دقه وكسره، وَقَالَ
ثَعْلَب: فدغه، وَهُوَ كسر الرطب، وَقد اتهص هُوَ، عَنهُ أَيْضا.
ووَهَصه الدَّين: دق عُنُقه.
ووَهَصَه: ضرب بِهِ الأَرْض، وَفِي الحَدِيث: " أنَّ آدَمَ صَلواتُ
الله عَلَيْهِ حَيْثُ أهبط من الْجنَّة وَهَصَه الله إِلَى الأَرْض "
مَعْنَاهُ كَأَنَّمَا رمى رميا عنيفا، وَقَالَ ثَعْلَب: وَهَصَه: جذبه
إِلَى الأَرْض.
والوَهْصُ: شدَّة وَطْء الْقدَم على الأَرْض.
ووَهَصَ الرجل الْكَبْش فَهُوَ مَوهوصٌ ووَهِيصٌ: شدّ خصييه، ثمَّ
شدخهما بَين حجرين.
ويعير الرجل فَيُقَال: يَا ابْن واهِصَةِ الْخصي، إِذا كَانَت أمه
راعية، وَبِذَلِك هجا جرير غَسَّان:
(4/404)
ونُبِّئتُ غَسَّان ابنَ واهِصةِ الخُصَي
... يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضغَةً لَا يُحِيرُها
وَرجل مَوْهُوصٌ ومُوَهَّص: شَدِيد الْعِظَام.
الْهَاء وَالسِّين وَالْوَاو
هاسَ يَهُوس هَوسًا: طَاف بِاللَّيْلِ فِي جرْأَة.
وَأسد هَوَّاس، وَكَذَلِكَ النمر، قَالَ:
وَفِي يَدي مِثل مُاءِ الثَّغْبِ ذُو شُطَبٍ ... إنِّي بِحَيثُ يَهُوسُ
اللَّيْثُ والنَّمِرُ
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أَرَادَ الثغب، فسكن للضَّرُورَة، وَأما
سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: الثغب، بِسُكُون الْغَيْن: الغدير.
وَرجل هَوَّاس وهَوَّاسَة: شُجَاع مجرب.
والهَوْسُ: الْإِفْسَاد، هاس الذِّئْب فِي الْغنم هَوْسًا.
والهَوْس: الدق، هاسَه هَوْسًا وهَوَّسَه.
والتَّهَوُّس: الْمَشْي الثقيل فِي الأَرْض اللينة.
وهَوِسَ النَّاس هَوَسًا: وَقَعُوا فِي اخْتِلَاط وَفَسَاد.
وهَوِسَت النَّاقة هوسا: فَهِيَ هوسة: اشتدت ضبعتها، وَقيل: ترددت
فِيهَا الضبعة، وضبع هَوَّاسٌ: شَدِيد، قَالَ:
يوشِكُ أَن يُؤْنِسَ فِي الإيناسِ
فِي مَنْبِتِ البَقْلِ وَفِي اللُّساسِ
مِنها هَديمُ ضَبَعٍ هَوَّاس
والهَوِيسُ: النّظر والفكر.
(4/405)
مقلوبه: (س هـ و)
السَّهْوُ: نِسْيَان الشَّيْء، والغفلة عَنهُ، وَذَهَاب الْقلب إِلَى
غَيره. سَها يَسْهُو سَهْوًا وسُهُوًّا فَهُوَ ساهٍ وسَهْوانُ. وَفِي
الْمثل: " إِن الموصين بَنو سَهْوانَ " أَي إِن الَّذين يوصون بَنو من
يَسْهُو عِنْد الْحَاجة، فَأَنت لَا توصي لِأَنَّك لَا تَسْهُو،
وَذَلِكَ إِذا أوصيت ثِقَة عِنْد الْحَاجة.
والسَّهْوُ فِي الصَّلَاة: الْغَفْلَة عَن شَيْء مِنْهَا.
ومشي سَهْوٌ: لين.
والسَّهْوَةُ من الْإِبِل: اللينة الوطيئة، قَالَ:
تُهَوِّنُ بُعْدَ الأرضِ عَنِّي فَرِيدَةٌ ... كنازُ البَضِيعِ
سَهْوَةُ المَشْيِ بازِلُ
عدى " تهون " بعنى لِأَن فِيهِ معنى تَخْفيف وتسكن.
وجمل سَهْوٌ بَين السَّهاوَةَ: وطيء، وَقيل: كل لين سَهْوٌ،
وَالْأُنْثَى سَهْوَةٌ.
والسَّهْوُ: السهل من النَّاس والأمور والحوائج.
وَمَاء سَهْوٌ: سهل، يَعْنِي سهلا فِي الْحلق.
وقوس سَهْوَةٌ: مواتية سهلة، قَالَ ذُو الرمة:
قَلِيلُ نِصابِ المالِ إِلَّا سِهامَهُ ... وَإِلَّا زَجُومًا سَهْوَةً
فِي الأصابعِ
والسَّهْوَة: حَائِط صَغِير يبْنى بَين حائطي الْبَيْت وَيجْعَل السّقف
على الْجَمِيع، فَمَا كَانَ وسط الْبَيْت فَهُوَ سَهْوَة، وَمَا كَانَ
دَاخله فَهُوَ المخدع، وَقيل: هِيَ صفة بَين بَيْتَيْنِ، أَو مخدع بَين
بَيْتَيْنِ تستتر بهَا سقاة الْإِبِل من الْحر، وَقيل: هِيَ كالصفة
بَين يَدي الْبَيْت، وَقيل: هِيَ شَبيه بالرف والطاق يوضع فِيهِ
الشَّيْء، وَقيل: هِيَ بَيت صَغِير منحدر فِي الأَرْض سمكه مُرْتَفع
فِي السَّمَاء شَبيه بالخزانة الصَّغِيرَة يكون فِيهَا الْمَتَاع،
وَقيل: هِيَ أَرْبَعَة اعواد أَو ثَلَاثَة يُعَارض بَعْضهَا على بعض،
ثمَّ يوضع عَلَيْهِ شَيْء من الْأَمْتِعَة.
والسَّهْوَةُ: الصَّخْرَة، طائية، لَا يسمون بذلك غير الصَّخْرَة.
وَجمع ذَلِك كُله: سِهاءٌ.
والمُساهاةُ: حسن المخالقة، قَالَ العجاج:
حُلْوُ المُساهاةِ وَإِن عادَى أمَرّْ
(4/406)
وَعَلِيهِ من المَال مَا لَا يُسْهَى وَمَا
لَا ينْهَى، أَي مَا لَا تبلغ غَايَته.
وَذَهَبت تَمِيم فَمَا تُسُهَى وَلَا تنْهى، أَي لَا تذكر.
والسُّها: كويكب صَغِير خَفِي الضَّوْء، قَالَ:
أُرِيها السُّها وتُرِيني القَمَرْ
وارطأة بن سُهَيَّةَ: من فرسانهم وشعرائهم، وَلَا نحمله على الْيَاء،
لعدم س هـ ي.
والأسَاهِي: الألوان لَا وَاحِد لَهَا، قَالَ ذُو الرمة:
إِذا القومُ قَالُوا لَا عَرامَةَ عِندَها ... فَساوا لَقُوا مِنْهَا
أساهِيَّ عُرَّما
مقلوبه: (وه س)
الوَهْسُ: الْكسر عَامَّة، وَقيل: هُوَ كسرك الشَّيْء وَبَينه وَبَين
الأَرْض وقاية، لِئَلَّا تباشر بِهِ الأَرْض، وهَسَه وَهْسًا، وَهُوَ
مَوْهُوسٌ ووَهِيسٌ.
ووَهَسَه وَهْساً: وَطئه وطئا، شَدِيدا.
وَرجل وَهْسٌ: موطوء ذليل.
والوَهْسُ أَيْضا: السّير، ويوصف بِهِ فَيُقَال: سير وَهْسٌ، وَقد
تَواهَس الْقَوْم.
ووَهَس وَهْسًا ووَهِيسًا: اشْتَدَّ أكله وبضعه.
والوَهِيسَة: أَن يطْبخ الْجَرَاد ثمَّ يجفف ويدقق فيقمح ويؤكل بدسم،
وَقيل يلبك بِسمن.
الْهَاء وَالزَّاي وَالْوَاو
هَوَّز الرجل: مَاتَ.
وَمَا أَدْرِي أَي الهُوزِ هُوَ: أَي الْخلق، وَرَوَاهُ بَعضهم: أَي
الْهون هُوَ، وَالزَّاي أعرف.
والأهْوازُ: سبع كور بَين الْبَصْرَة وَفَارِس، لكل وَاحِدَة مِنْهَا
اسْم، وَجَمعهَا الأهْوازُ أَيْضا، وَلَيْسَ للأهوازِ وَاحِد من لَفظه.
وهَوَّز، وهَوَّاز: حُرُوف وضعت لحساب الْجمل الْهَاء خَمْسَة،
وَالْوَاو سِتَّة، وَالزَّاي سَبْعَة.
(4/407)
مقلوبه: (ز هـ و)
الزَّهْوُ: الْكبر والتيه وَالْفَخْر، وَقد زُهِىَ على لفظ مَا لم يسم
فَاعله، جزم بِهِ أَبُو زيد وَاحْمَدْ بن يحيى، وَحكى ابْن السِّكيِّت:
زُهِيتُ وزَهَوتُ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زَهاهُ الْكبر، وَلَا
يُقَال: زَها الرجل، وَلَا أزهَيتُه، وَلَكِن زَهَوتُه فَأَما مَا
أنْشدهُ هُوَ من قَول الشَّاعِر:
جَزَى الله البَرَاقِعَ مِن ثِيابٍ ... عَنِ الفِتْيانِ شَرًّا مَا
بَقِينَا
يُوَارِينَ الحِسانَ فَلا نَرَاهُمْ ... ويَزهَيْنَ القِباحَ
فَيَزْدَهِينَا
فَإِنَّمَا حكمه ويَزْهُونَ القباح، لِأَنَّهُ قد حكى زَهَوْتُه، فَلَا
معنى لِيِزهَيْنَ، لِأَنَّهُ لم يَجِيء زَهَيْتُه، وَهَكَذَا أنْشدهُ
ثَعْلَب ويَزهَوْنَ، وَقد وهم ابْن الْأَعرَابِي فِي الرِّوَايَة،
اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون زَهَيْتُه لُغَة فِي زَهَوْتُه، وَلم ترو
لنا عَن أحد، وَمن كَلَامهم: " هُوَ أزهَى من غراب ". وَفِي الْمثل
الْمَعْرُوف: " زَهوَ الْغُرَاب " بِالنّصب، أَي زُهِيتَ زَهْوَ
الْغُرَاب، وَقَالَ ثَعْلَب فِي النَّوَادِر: زُهِىَ الرجل، وَمَا
أزهاهُ، فوضعوا التَّعَجُّب على صِيغَة الْمَفْعُول، وَهَذَا شَاذ،
إِنَّمَا يَقع التَّعَجُّب من صِيغَة فعل الْفَاعِل، وَلها نَظَائِر قد
حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ.
وَقَالَ: رجل إنزَهْوٌ وَامْرَأَة إنزَهوة، وَقوم إِنزَهْوُنَ: ذَوُو
زَهوٍ، ذَهَبُوا إِلَى أَن الْألف وَالنُّون زائدتان، كزيادتهما فِي
إنقحل.
والزَّهْوُ: الْكَذِب، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والزَّهْوُ: الاستخفاف.
وزَها فلَانا كلامك زَهْوًا، وازْدَهاهُ فازدهى: استخفه فخف.
وأزدَهاهُ الطَّرب والوعيد: استخفه.
وَرجل مُزْدَهىً: أَخَذته خفَّة من الزَّهوِ أَو غَيره.
وازدَهاهُ: تهاون بِهِ.
وازدَهاهُ على الْأَمر: أجْبرهُ.
وزَها السراب الشَّيْء، يَزهاهُ: رَفعه، وزَهَتِ الأمواج السَّفِينَة
كَذَلِك.
وزَهَتِ الرّيح النَّبَات: هَزَّته غب الندى.
والزَّهْوُ: النَّبَات النَّاظر، والمنظر الْحسن.
والزَّهْوُ: نور النبت وزهره وإشراقه. يكون للعرض والجوهر.
(4/408)
وزَها النَّبت يَزْهَى زَهْواً وزُهُواًّ
وزَهاءً: حسن.
والزَّهْوُ والزُّهْوُ: الْبُسْر إِذا ظَهرت فِيهِ الْحمرَة، وَقيل:
إِذا لوَّن، واحدته زَهْوَة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: زُهْوٌ جمع زَهْوٍ،
كَقَوْلِك: فرس وَرْدٌ وأفراس وُرْدٌ، فأُجري الِاسْم فِي التكسير
مجْرى الصّفة.
وأزْهَى النّخل، وزَها زُهُواًّ: تلون بحمرة وصفرة.
وزَها بِالسَّيْفِ: لمع بِهِ.
وزَها السراج: أضاءه، وزَها هُوَ نَفسه.
وزُهاءُ الشَّيْء وزِهاؤُه: قدره، يُقَال: هم زُهاءُ مائَة، وزِهاؤُها.
والزُّهاءُ: الشَّخْص، واحده كجمعه، وَمِنْه قَول بعض الرواد: مداحي
سيل، وزُهاءُ ليل. يصف نباتا، أَي شخصه كشخص اللَّيْل فِي سوَاده
وكثرته، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
دُهْماً كأنَّ اللَّيْلَ فِي زُهائِها
زُهاؤُها: شخوصها، يصف نخلا، يَعْنِي أَن اجتماعها يرى شخوصها سُودًا
كالليل.
وزَهَت الْإِبِل تَزْهُو زَهْواً: سَارَتْ بعد الوِردِ لَيْلَة أَو
أَكثر، وزَهَوْتُها أَنا زَهْواً، وزَهَتْ زَهْواً: مرت فِي طلب المرعى
بعد أَن شربت وَلم ترع حول المَاء، قَالَ الشَّاعِر:
وأنتِ اسْتَعَرْتِ الظَّبْيَ جِيداً ومُقْلَةًمِنَ المُؤْلِفاتِ
الزَّهْوَ غَيرِ الأوارِكِ
والزّاهِيةَ من الْإِبِل: الَّتِي لَا ترعى الحمض.
وزَهت الشَّاء تَزْهُو زُهاءً: أضرعت.
وأزْهَى النّخل وزَها: طالَ.
وزَها النَّبت: غَلا وعَلا.
وزَها الْغُلَام: شب. هَذِه الثَّلَاث عَن ابْن الْأَعرَابِي.
مقلوبه: (وه ز)
وَهَزَه وَهْزاً: دَفعه وضربه.
ووَهَزَ القملة بَين أَصَابِعه وَهْزاً: حكَّها.
(4/409)
والوَهْزُ: الْكسر والدق.
والوَهْزُ: الْوَطْء أَو الوثب.
وتَوَهُّزُ الْكَلْب: توثبه، قَالَ:
تَوَهُّزَ الكَلْبَةِ خَلْفَ الأرْنَبِ
وَرجل وَهْزٌ: غليظ ملزز الْخلق قصير، وَالْجمع أوْهازٌ قِيَاسا.
وَجَاء يَتَوَهَّزُ: أَي يمشي مشْيَة الْغِلَاظ ويشد وطأه.
ووَهَّزَه: أثقله.
الْهَاء والطاء وَالْوَاو
طَها اللَّحْم يَطْهُوه ويَطْهاه طَهْواً وطُهُواً وطُهِياًّ
وطِهايَةً: عالجه بالطبخ أَو الشيِّ.
والطَّهْوُ أَيْضا: الْخبز.
والطَّاهِي الطباخ، وَقيل: الشواء، وَقيل: الخباز، وَقيل: كل مصلح
لطعام أَو غَيره معالج لَهُ طاهٍ، رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَالْجمع
طُهاةٌ وطُهِىٌّ.
والطَّهْوُ: الْعَمَل، وَقيل لأبي هُرَيْرَة: " أأَنْت سَمِعت هَذَا من
رَسُول الله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام؟ فَقَالَ: وَمَا كَانَ
طهوي " أَي مَا كَانَ عَمَلي.
وطهَتِ الْإِبِل تَطْهَي طَهْواً وطُهُواًّ: انتشرت، قَالَ الْأَعْشَى:
ولَسْنا لِباغيِ المُهْمَلاتِ بِقِرْفَةٍ ... إِذا مَا طَها بالليلِ
مُنْتَشِراتُها
والطُّهاوَة: الْجلْدَة الرقيقة فَوق اللَّبن وَالدَّم.
وطُهَيَّةُ: قَبيلَة، النّسَب إِلَيْهَا طُهَوِيٌّ وطُهْوِيٌّ
وطَهَوِيٌّ وطَهْوِيٌّ، وَذكروا أَن مكبره طَهْوَة، وَلَكنهُمْ غلب
استعمالهم لَهُ مُصَغرًا، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي، قَالَ سِيبَوَيْهٍ:
النّسَب إِلَى طُهَيَّة طُهْوِيٌّ قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: طُهَوِيٌّ
على الْقيَاس.
(4/410)
مقلوبه: (وه ط)
وهَطَه وَهْطاً فَهُوَ مَوْهُوطٌ ووَهِيطٌ: ضربه: وَقيل: طعنه.
ووَهَطَه وَهْطاً: كَسره.
ووَهَطَ وَهْطاً: ضعف.
وَرمى طائراً فأَوْهَطَه: أَي أضعفه.
وأَوْهَطَه: صَرَعَه صَرْعَةً لَا يقوم مِنْهَا، وَقيل: الإيهاط:
الْقَتْل والإثخان ضربا، أَو الرَّمْي المهلك، قَالَ:
بِأَسْهُمٍ سَريعَةِ الإيهاطِ
والأَوْهاط: الْخُصُومَة والصياح.
والوَهْطُ: الْجَمَاعَة.
والوَهْطُ: الْمَكَان المطمئن، وَقيل: هُوَ الْمَكَان المطمئن تنْبت
فِيهِ العضاه، وَخص بَعضهم بِهِ منبت العرفط، وَالْجمع أوْهُطٌ
ووِهاطٌ.
والوَهْطُ: مَا كثر من العرفط.
والوَهْطُ: مَوضِع بِالطَّائِف.
الْهَاء وَالدَّال وَالْوَاو
هادَ يَهُودُ هَوْداً، وتَهَوَّدَ: تَابَ وَرجع، وَفِي التَّنْزِيل:
(إنَّا هُدْنا إليكَ) عداهُ بإلى لِأَن فِيهِ معنى رَجعْنَا،
وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: (فَتُوبوا إِلَى بارِئِكُمْ) وَقَالَ
تَعَالَى: (إنَّ الَّذين آمَنوا والذينَ هادُوا) ، وَقَالَ زُهَيْر:
وَلَا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّدِ
ويهود: اسْم للقبيلة، قَالَ:
أولئِكَ أوْلَى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحَةٍ ... إِذا أنتَ يَوْماً قُلتَها
لَمْ تُؤَنَّبِ
وَقيل إِنَّمَا اسْم هَذِه الْقَبِيلَة يهوذ، فعرب بقلب الذَّال دَالا،
وَلَيْسَ هَذَا بِقَوي، وَقَالُوا
(4/411)
الْيَهُود. فأدخلوا الْألف وَاللَّام
فِيهَا على إِرَادَة النّسَب. يُرِيدُونَ: اليَهودِيِّين.
والهُودُ اليَهود.
وهَوَّدَ الرجل: حوَّله إِلَى مِلَّة يَهُودَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ:
وَفِي الحَدِيث: " كُلُّ مَوْلودٍ وُلِدَ على الفِطْرَةِ حَتَّى يكونَ
أبَوَاهُ اللَّذان يُهَوِّدانِه ويُنصِّرانِه ".
والهَوادَةُ: اللين وَمَا يُرْجَى بِهِ الصّلاح بَين الْقَوْم.
والتَّهْوِيد، والتَّهْوادُ، والتَّهَوُّدُ: الإبطاء فِي السّير واللين
والترفق.
والتَّهوِيدُ والتَّهْوادُ: الصَّوْت الضَّعِيف اللين الفاتر.
والتَّهْوِيدُ: هَدْهَدةُ الرّيح فِي الرمل، ولين صَوتهَا فِيهِ.
والتَّهوِيدُ: تجاوب الْجِنّ للين أصواتها وضعفها، قَالَ الرَّاعِي:
يُجاوبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ بهِ ... كَمَا يَحِنُّ لِغَيْثٍ
جِلَّةٌ خُورُ
وَقَالَ ابْن جبلة: التَّهوِيدُ: الترجيع بالصوت فِي لين.
والهَوادَةُ: الرُّخْصَة، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَن الْأَخْذ بهَا أَلين
من الْأَخْذ بالشدة.
والمُهاوَدَة: الْمُوَادَعَة.
والمُهَوِّدُ: المطرب الملهى، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والهَوَدة: أصل السنام، وَالْجمع هَوَدٌ.
وهُودٌ اسْم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأهْوَدُ: اسْم قَبيلَة، قَالَ الأخطل:
يَرِدْنَ الفَلاةَ حيثُ لَا يَستَطِيعُها ... ذَوُو الشَّاءِ مِن
عَوْفِ بنِ بَكْرٍ وأهْوَدا
مقلوبه: (د هـ و)
الدَّهْوُ، والدَّهاءُ: الْعقل، وَقد دَهَى يَدْهَى ويَدْهُو دَهاً
ودَهاءَةً، فَهُوَ داهٍ من قوم دُهاةٍ. ودَهُوَ دَهاءَةً فَهُوَ
دَهِىٌّ من قوم أَدْهِياء ودُهَواءَ. ودَهِىَ دَهَاءً فَهُوَ دَهٍ من
قوم دَهِينَ.
ودَهاهُ دَهْواً: نسبه إِلَى الدَّهاءِ.
وأَدْهاه: وجده داهِياً.
(4/412)
وَقَالُوا: هِيَ داهِيَةٌ دَهْواءُ
ودُهْوِيَّة، وَقد تقدم كل ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن الْكَلِمَة يائية
وواوية.
ودَهاه دَهْواً: ختله.
وَيَوْم دَهْوٍ: يَوْم تناهض فِيهِ بَنو المنتفق وهم رَهْط الشنآن بن
مَالك، وَله حَدِيث.
مقلوبه: (وه د)
الوَهْدُ والوَهْدَة: المطمئن من الأَرْض وَالْجمع أوْهُدٌ ووِهادٌ.
والوَهْدَة: الهُوَّةُ تكون فِي الارض، وَمَكَان وَهْدٌ، وَأَرْض
وَهْدَةٌ كَذَلِك.
وأوْهَدُ: من أَسمَاء يَوْم الِاثْنَيْنِ عَادِية، وعده كرَاع فوعلا،
وَقِيَاس قَول سِيبَوَيْهٍ أَن تكون الْهمزَة فِيهِ زَائِدَة.
مقلوبه: (د وه)
داهَ دَوْهاً: تحير.
مقلوبه: (ود هـ)
الوَدْهُ: فعل ممات، وَقد وَدِهَ وَدَهاً.
وأوْدَهَنِي عَن كَذَا: صدني.
واستَوْدَهَتِ الْإِبِل: اجْتمعت وانساقت.
واستَوْدَه الْخصم: غلب وانقاد، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء. لِأَن
هَذِه الْكَلِمَة يائية وواوية.
الْهَاء وَالتَّاء وَالْوَاو
هَتا الشَّيْء هَتْواً: كَسره وطئا بِرجلِهِ.
مقلوبه: (هـ وت)
الهَوْتَة: مَا انخفض من الأَرْض وَاطْمَأَنَّ وَفِي الدُّعَاء: صب
الله عَلَيْهِ هَوْتَةً ومَوْتَةً، وَلَا أَدْرِي مَا هَوْتَهٌ هُنَا.
وَمضى هِيتاءٌ من اللَّيْل، أَي وَقت مِنْهُ، قَالَ أَبُو عَليّ: هُوَ
عِنْدِي فعلاء، مُلْحق بسرداح هُوَ مَأْخُوذ من الهَوْتَةِ، وَهُوَ
الوَهدَة، وَمَا انخفض عَن صفحة المستوى.
(4/413)
وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث انه سَار
حَتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْل.
مقلوبه: (وه ت)
وَهَتَ الشَّيْء وَهْتاً: داسه دوسا شَدِيدا.
مقلوبه: (ت وه)
التَّوْهُ: لُغَة فِي التِّيْهِ وَهُوَ الْهَلَاك، وَقيل: الذّهاب،
وَقد تاه يَتُوه ويَتِيه تَوْهاً: هلك، وَإِنَّمَا ذكرت هُنَا يتِيه
وَإِن كَانَت يائية اللَّفْظ لِأَن ياءها وَاو، بِدَلِيل قَوْلهم: مَا
أتْوَهَهُ فِي مَا أتْيَهَهُ، وَالْقَوْل فِيهِ كالقول فِي طاح يطيح،
وَقد تقدم، وتَوَّه نَفسه: أهلَكها، وَمَا أتْوَهَه، فَتاهَ يَتِيه على
هَذَا فعل يفعل عِنْد سِيبَوَيْهٍ.
وفَلاةٌ تُوهٌ، وَالْجمع أتْوَاهٌ وأتاوِيهُ.
الْهَاء والذال وَالْوَاو
هَذَوْتُ فِي الْكَلَام مثل هَذَيْتُ.
مقلوبه: (هـ وذ)
الهَوْذَة: القطاة، وَخص بَعضهم بهَا الْأُنْثَى، وَالْجمع هُوذٌ، على
طرح الزَّوَائِد، قَالَ الطرماح:
مِنَ الهُوذِ كَدْراءُ السَّراةِ ولَونُها ... خَصِيفٌ كَلَوْنِ
الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ
وَقيل: هَوْذَةُ: ضرب من الطير غَيرهَا.
وهَوْذَةُ: اسْم رجل.
الْهَاء والثاء وَالْوَاو
تَركهم هَوْثاً بوثا: أوقع بهم.
مقلوبه: (ث وه)
الثَّاهَةُ: اللهاة، وَقيل: اللِّثَة، وَإِنَّمَا قضينا على أَن ألفها
وَاو لما تقدم من أَن الْعين واوا أَكثر مِنْهَا يَاء.
(4/414)
مقلوبه: (وه ث)
وهَثَ الشَّيْء وَهْثاً: وَطئه وطئا شَدِيدا.
والوَهْثُ: الانهماك فِي الشَّيْء.
والوَاهِثُ: الملقي نَفسه فِي هلكة.
الْهَاء وَالرَّاء وَالْوَاو
الهِراوَةُ: الْعَصَا، وَالْجمع هَراوَي على الْقيَاس، وهُرِىٌّ
وهِرِىٌّ على غير قِيَاس، وَكَأن هُرِيًّا وهِرِيًّا إِنَّمَا هُوَ على
طرح الزَّوَائِد، وَهِي الْألف فِي هِراوَة حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ:
هَرْوَةَ، ثمَّ جمعه على فعول كَقَوْلِهِم: مأنة ومئون، وصخرة وصخور،
قَالَ كثير:
يُنَوَّخُ ثمَّ يُضرَبُ بالهَرَاوَى ... فَلا عُرْفٌ لَديهِ وَلَا
نَكيِرُ
وَأنْشد أَبُو عَليّ الْفَارِسِي:
رَأيتُكِ لَا تُغنِينَ عَنِّيَ نَقرَةً ... إِذا اختَلَفَتْ فِيَّ
الهَراوَى الدَّمامِكْ
قَالَ: ويروى: " الهِرِىُّ " بِكَسْر الْهَاء.
وهَراه هَرْوًا وتَهرَّاهُ: ضربه بهَا، قَالَ:
يَكْسَى ولاَ يَغْرَسُ مَمْلُوكُها ... إِذا تَهَرتْ عِندَها
الهارِيَةْ
وهَرَا اللَّحْم هَرْواً: أنضجه، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد عَن أبي مَالك
وَحده. قَالَ: وَخَالفهُ سَائِر أهل اللُّغَة فَقَالَ: هَرَأَ.
والهِرَاوَةُ: فرس الريان بن خويص.
مقلوبه: (هـ ور)
هارَه بِالْأَمر هَوْراً: أزنَّه.
وهارَه بِكَذَا، أَي ظنَّه بِهِ.
قَالَ مَالك بن نُوَيْرَة:
(4/415)
رَأى أنَّنِي لَا بالكَثِيِرِ أهُورُه ...
وَلَا هُوَ عَنِّى بالمُوَاساةِ ظاهِرُ
وَقَالَ آخر:
قد عَلِمَتْ جِلَّتُها وخُورُها
أنِّي بشِرْبِ السَّوْءِ لَا أَهُورهُا
وهارَ الشَّيْء: حزره، وَقيل للفزاري: مَا الْقطع من اللَّيْل؟
فَقَالَ: حزمة تَهُورُها.
وهُرْتُهُ: حَملته على الشَّيْء وأردته بِهِ.
وضربه فهارَه وهَوَّرَه: إِذا صرعه.
وهارَ الْبناء هَوْراً: هَدمه.
وهارَ الْبناء والجرف هَوْراً فَهُوَ هائرٌ وهارٍ، على الْقلب،
وتَهَوَّرَ وتَهَيَّر، الْأَخِيرَة على المعاقبة. وَقد يكون تفعيل،
كُله: تهدم، وَقيل انصدع من خَلفه وَهُوَ ثَابت بعد مَكَانَهُ، فَإِذا
سقط فقد انهار. وَقَول بشر بن أبي خازم:
بكُلِّ قَرَارَةٍ مِن حَيْثُ جالَتْ ... رَكِيَّةُ سُنْبُكٍ فِيهَا
انْهِيارُ
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الانْهِيار: مَوضِع لين ينْهارُ، سَمَّاهُ
بِالْمَصْدَرِ، وَهَكَذَا عبر عَنهُ.
وكل مَا سقط من أَعلَى جرف أَو شَفير ركية فِي أَسْفَلهَا فقد
تَهَوَّر.
وتَهَوَّر الشتَاء وَاللَّيْل: ذهب، وَقيل: تَهَوَّرَ اللَّيْل: ولَّى
أَكْثَره.
وَرجل هارٌ وهارٍ، الْأَخِيرَة على الْقلب: ضَعِيف.
والهَوْرُ: بحيرة تغيض فِيهَا مياه غِيَاض وآجام، فتتسع وَيكثر
مَاؤُهَا، وَالْجمع أهْوَارٌ.
والتَّيْهُورُ: مَا انهارَ من الرمل، وَقيل: التَّيْهورُ: مَا اطْمَأَن
من الرمل.
وتِيهٌ تَيْهُورٌ: شَدِيد، ياؤه على هَذَا معاقبة بعد الْقلب.
مقلوبه: (ر هـ و)
رَها الشَّيْء رَهْواً: سكن.
وعيش راهٍ: خصيب سَاكن، وكل سَاكن لَا يَتَحَرَّك: راهٍ، ورَهْوٌ.
وأرْهَى على نَفسه: رفق بهَا وسكَّنها.
(4/416)
والرَّهْوُ أَيْضا: الْكثير الْحَرَكَة.
ضد.
وَقيل: الرَّهْوُ: الْحَرَكَة نَفسهَا.
والرَّهْوُ أَيْضا: السَّرِيع، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
فإنْ أهْلِكْ عُمَيْرُ فَرُبَّ زَحْفٍ ... يُشَبَّهُ نَقْعُهُ رَهْواً
ضَبابا
وَهَذَا قد يكون السَّاكِن، وَيكون السَّرِيع.
وَجَاءَت الْخَيل رَهْواً، أَي سَاكِنة، وَقيل: متتابعة.
وغارة رَهْوٌ: متتابعة.
وَامْرَأَة رَهْوٌ، ورَهْوَى: لَا تمْتَنع من الْفُجُور وَقيل: هِيَ
الَّتِي لَيست بمحمودة عِنْد الْجِمَاع، من غير أَن يعين ذَلِك، وَقيل:
هِيَ الواسعة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره: نزل المخبل
السَّعْدِيّ، وَهُوَ فِي بعض أَسْفَاره، على ابْنة الزبْرِقَان ابْن
بدر، وَقد كَانَ يهاجي أَبَاهَا، فعرفته وَلم يعرفهَا، فَاتَتْهُ بغسول
فغسلت رَأسه وأحسنت قراه، وزودته عِنْد الرِّحلة، فَقَالَ لَهَا: من
أَنْت؟ فَقَالَت وَمَا تُرِيدُ إِلَى اسْمِي؟ فَقَالَ: أُرِيد أَن
أمدحك، فَمَا رَأَيْت امْرَأَة من الْعَرَب أكْرم مِنْك، قَالَت:
اسْمِي رَهْوٌ، قَالَ: تالله مَا رَأَيْت امْرَأَة شريفة سميت بِهَذَا
الِاسْم غَيْرك، قَالَت: أَنْت سميتني بِهِ، قَالَ: وَكَيف ذَلِك؟
قَالَت: أَنا خليدة بنت الزبْرِقَان، وَقد كَانَ هجاها فِي شعره فسماها
رَهْواً، وَذَلِكَ قَوْله:
فأنْكَحْتُمُ رَهْواً كأنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إهابٍ أوْسَعَ
السَّلْخَ ناجِلُهْ
فَجعل على نَفسه أَلا يهجوها وَلَا يهجو أَبَاهَا أبدا وَأَنْشَأَ
يَقُول:
لَقَدْ زَلَّ رَأْيِي فِي خُلَيْدَةَ زَلَّةً ... سأُعْتِبُ قَوْمي
بَعْدَها فأتُوبُ
وأشْهَدُ، والمُسْتَغْفَرُ اللهُ، أنَّنِي ... كذَبْتُ عَلَيْها
والهِجاءُ كَذُوبُ
وبئر رَهْوٌ: وَاسِعَة الْفَم.
والرَّهْوُ: مستنقع المَاء، وَقيل: هُوَ مستنقع المَاء من الجوب
خَاصَّة، وَأما قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " لَا يُمنَعُ نَقْعُ
البِئرِ وَلَا رَهْوُ الماءِ " ويروى " لَا يُباع " فَإِن الرَّهْوَ
هُنَا المستنقع، وَقد
(4/417)
يجوز أَن يكون المَاء الْوَاسِع المتفجر.
والرَّهْوُ: حفير يجمع فِيهِ المَاء.
والرَّهاءُ: الْوَاسِع من الأَرْض المستوى قل مَا يَخْلُو من السراب.
ورَهاءُ كل شَيْء: مستواه.
وَطَرِيق رَهاءٌ: وَاسع.
والرَّهاءُ: شَبيه بالدخان والغبرة قَالَ:
وتَحْرَجُ الأبْصارُ فِي رَهائِهِ
أَي تحار.
والأَرْهاءُ: الجوانب عَن أبي حنيفَة، قَالَ: وَقيل لِابْنِهِ الخس:
أَي الْبِلَاد أمرأ؟ قَالَت: أرْهاءُ أجإ أنَّى شَاءَت.
وَإِنَّمَا قضينا أَن همزَة الرَّهاء والأرْهاء وَاو لَا يَاء لِأَن "
ر هـ و" أَكثر من " ر هـ ي " وَلَولَا ذَلِك لكَانَتْ الْيَاء أمْلَكَ
بهَا، لِأَنَّهَا لَام.
ورَهَتْ ترْهُو رَهْواً: مشت مشيا خَفِيفا، قَالَ:
يَمشِينَ رَهْواً فَلا الأعجازُ خاذِلَةٌ ... وَلَا الصُّدورُ على
الأعجازِ تَتَّكِلُ
والرَّهْوُ: سير خَفِيف: حَكَاهُ أَبُو عبيد فِي سير الْإِبِل.
والرَّهْوُ: شدَّة السّير، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَقَوله:
إِذا مَا دَعا داعِي الصَّباحِ أجابَهُ ... بَنو الحَرْبِ مِنَّا
والمَراهِي الضَّوابِعُ
فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: المَراهِي: الْخَيل السراع، وَاحِدهَا
مُرْهٍ وَقَالَ ثَعْلَب: لَو كَانَ مِرْهىً كَانَ أَجود، فَهَذَا يدل
على انه لم يعرف أرْهَى الْفرس، وَإِنَّمَا مِرْهىً عِنْده على رَها،
أَو على النّسَب.
وَشَيْء رَهْوٌ: رَقِيق، وَقيل: متفرق، وَفِي التَّنْزِيل: (واتْرُكِ
البَحْرَ رَهْوا) يَعْنِي تفرق المَاء مِنْهُ، وَقَالَ الزّجاج:
رَهْواً هُنَا: يبسا، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي التَّفْسِير، كَمَا قَالَ:
(فاضرِبْ لهُمْ طَرِيقاً فِي البَحْرِ يَبَساً) قَالَ المثقب:
(4/418)
كالأَجْدَلِ الطَّالِبِ رَهْوَ القَطا ...
مُستَنْشِطا فِي العُنُقِ الأصْيَدِ
الأجدل: الصَّقْر.
وثوب رَهْوٌ: رَقِيق، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد لأبي الْعَطاء:
ومَا ضَرَّ أثوابِي سَوادِي وتَحتَه ... قَميصٌ مِنَ القُوهِىِّ رَهْوٌ
بَنائِقُهْ
ويروى " مَهْوٌ " و" رَخْفٌ " وكل ذَلِك سَوَاء.
وخِمار رَهْوٌ: رَقِيق، وَهُوَ الَّذِي يَلِي الرَّأْس، وَهُوَ أسرعه
وسخا.
والرَّهْوُة: الِارْتفَاع والانحدار، ضد، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس
النميري:
دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ فِي رَهْوَةٍ
فَهَذَا انحدار.
وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:
نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ ... مُحافَظَةٍ وكُنَّا
السَّابِقِينا
فَهَذَا ارْتِفَاع.
والرَّهْوُ والرَّهْوَة: شبه تل صَغِير يكون فِي متون الأَرْض وعَلى
رُؤُوس الْجبَال، وَهِي مواقع الصقور والعقبان، الأولى عَن اللحياني،
قَالَ ذُو الرمة:
نَظَرْتُ كَمَا جَلَّى على رَأسِ رَهْوَةٍ ... مِنَ الطَّيرِ أقنَى
يَنْفُضُ الطَّلَّ أزرَقُ
والرَّهْوُ: طَائِر يُقَال لَهُ: الكركي، وَقيل: هُوَ من طير المَاء،
يُشبههُ وَلَيْسَ بِهِ.
وأرْهَى لَك الشَّيْء: أمكنك، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وأرْهَيْتُه أَنا
لَك، أَي مكنتك بِهِ.
والرُّها: بلد بالجزيرة، ينْسب إِلَيْهِ ورق الْمَصَاحِف.
وبَنو رُهاءٍ: قَبيلَة من مذْحج.
ورَهْوَى: مَوضِع، وَكَذَلِكَ رَهْوَةُ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ لأبي
ذُؤَيْب:
(4/419)
فإنْ تُمْسِ فِي قَبْرٍ بِرَهْوَةَ ثاوِياً
... أنِيسُكَ أصداءُ القُبورِ تَصيحُ
وَقَالَ ثَعْلَب: رَهْوَةُ: جبل، وَأنْشد:
يُوعِدُ خَيْراً وهْوَا بالرَّحْراحِ
أبعَدُ مِنْ رَهْوَةَ مِنْ نُباحِ
نُباح: جبل.
مقلوبه: (وه ر)
تَوَهَّرَ اللَّيْل والشتاء: كتهَوَّرَ.
وتَوَهَّرَ الرمل: كتَهَوَّرَ أَيْضا.
والوَهَرُ: توهج وَقع الشَّمْس على الأَرْض حَتَّى ترى لَهُ اضطرابا
كالبخار، يَمَانِية.
ولهَبٌ واهِرٌ: سَاطِع.
ووَهْرَانُ: اسْم رجل، وَهُوَ أَبُو بطن.
مقلوبه: (رو هـ)
راهَ الشَّيْء رَوْهاً: اضْطربَ، وَالِاسْم الرُّواهُ، يَمَانِية.
مقلوبه: (ور هـ)
الأوْرَه: الَّذِي تعرف وتنكر، وَفِيه حمق، ولكلامه مخارج، وَقيل: هُوَ
الَّذِي لَا يَتَمَالَك حمقا، وَقد وَرِه وَرَهاً.
وكثيب أوْرَهُ: لَا يَتَمَالَك.
والوَرَهُ: الخُرْقُ بِالْعَمَلِ.
وَامْرَأَة وَرْهاءُ الْيَدَيْنِ: خرقاء، قَالَ:
تَرَنُّمَ وَرْهاءِ اليَدَيْنِ تَحامَلَتْ ... عَلى البَعْلِ يَوْماً
وهْيَ مَقَّاءُ ناشِزُ
المقاء: الْكَثِيرَة المَاء.
وتَوَرَّه فلَان فِي عمل هَذَا الشَّيْء، إِذا لم تكن لَهُ بِهِ حذاقة.
(4/420)
الْهَاء وَاللَّام وَالْوَاو
الهَوْلُ: المخافة من الْأَمر لَا يدْرِي مَا يهجم عَلَيْهِ مِنْهُ،
وَالْجمع أهوالٌ وهُؤُولٌ.
والهِيَلَةُ: الهوْلُ.
وهالَنِي الْأَمر هَوْلاً: أفزعني، وَقَوله:
وَيْهاً فِدَاءً لكَ يَا فَضالَهْ
أجِرَّهُ الرُّمْحَ وَلَا تُهالَهْ
فتح اللَّام لسكونها وَسُكُون الْألف قبلهَا، واختاروا الفتحة
لِأَنَّهَا من جنس الْألف الَّتِي قبلهَا فَلَمَّا تحركت اللَّام لم
يلتق ساكنان فتحذف الْألف لالتقائهما. فَأَما قَول الآخر:
اضْرِبَ عَنكَ الهُمْومُ طارِقَها ... ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنَسَ
الفَرَسِ
فَإِن ابْن جني قَالَ: هُوَ مَدْفُوع مَصْنُوع عِنْد عَامَّة
أَصْحَابنَا، وَلَا رِوَايَة تثبت بِهِ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ ضَعِيف
سَاقِط فِي الْقيَاس، وَذَلِكَ لِأَن التَّأْكِيد من مَوَاضِع الإطناب
والإسهاب، وَلَا يَلِيق بِهِ الْحَذف والاختصار، فَإِذا كَانَ السماع
وَالْقِيَاس يدفعان هَذَا التَّأْوِيل وَجب إلغاؤه وإلغاؤه والعدول
إِلَى غَيره مِمَّا كثر اسْتِعْمَاله وَصَحَّ قِيَاسه.
وهَوْلٌ هائِلٌ، ومَهُولٌ، وكرهها بَعضهم، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر
الفصيح، قَالَ:
ومَهُولٍ مِنَ المَناهِلِ وَحْشٍ ... ذِي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ
وَقد هَوَّلَ عَلَيْهِ، والتَّهوِيلُ: مَا هُوِّلَ بِهِ، قَالَ:
على تَهاوِيلَ لَها تَهْوِيلُ
وهَوَّلَ الْأَمر: شنَّعَه.
والهُولَةُ من النِّسَاء: الَّتِي تَهولُ النَّاظر من حسنها، قَالَ
أُميَّة الْهُذلِيّ:
(4/421)
بَيضاءُ صافِيَةُ المَدامعِ هُولَةٌ ...
لِلنَّاظِرينَ كَدُرَّةِ الغَوَّاصِ
وَوَجهه هُولَةٌ مِنَ الهُوَلِ: أَي عجب.
وهَوَّلَ على الرجل: حمل.
وناقة هُولُ الْجنان: حَدِيدَة.
وتَهَوَّل النَّاقة: تشبه لَهَا بالسبع ليَكُون أرأم لَهَا على الَّذِي
ترأم عَلَيْهِ.
والتَّهاوِيلُ: زِينَة التصاوير والنقوش وَالثيَاب والحلى، وَاحِدهَا
تَهْوِيلٌ، قَالَ يصف نباتا:
وعازِبٍ قَدْ عَلا التَّهْوِيلُ جَنْبَتَهُ ... لَا تَنفَعُ النَّعْلُ
فِي رَقْراقِهِ الحَافِي
وهَوَّلَت الْمَرْأَة: تزينت بزينة اللبَاس والحلي، قَالَ:
وهَوَّلَتْ مِنْ رَيْطِها تَهاوِلاَ
والتَّهْويلُ: شَيْء كَانَ يفعل فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانُوا إِذا
أَرَادوا أَن يستحلفوا الرجل أوقدوا نَارا والقوا فِيهَا ملحا.
والمُهَوِّلُ: المحلف.
وَرجل هَوَلْوَلٌ: خَفِيف، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
هَوَلْوَلٌ إِذا وَنى القَومُ نَزَلْ
وَالْمَعْرُوف " حَوَلْوَلٌ ".
والهالُ: فوه من أَفْوَاه الطّيب.
والهالَةُ: دارة الْقَمَر.
وهالَةُ الشَّمْس مَعْرُوفَة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
ومُنْتَخَبٍ كَأنَّ هالَةَ أُمِّهِ ... سَباهِي الفُؤادِ مَا يَعِيشُ
بِمَعْقولِ
(4/422)
ويروى: " أُمُّهُ " يُرِيد انه فرس كريم،
كَأَنَّمَا نتجته الشَّمْس، وَمُنْتَخب: حذر، كَأَنَّهُ من ذكاء قلبه
وشهومته فزع، وسباهي الْفُؤَاد: مدَلَّهُهُ غافِله إِلَّا من المرح،
وَقد تقدم ذَلِك فِي الْيَاء، وأبَنَّا تَعْلِيله فِي القبيلين.
وهالَةُ: اسْم امْرَأَة عبد الْمطلب.
وهالٌ: من زجر الْخَيل.
مقلوبه: (ل هـ و)
اللَّهْوُ: مَا لهَوْتَ بِهِ وشغلك من هوى وطرب وَنَحْوهمَا، وَقَوله
عز وَجل: (وإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَو لَهْواً) قيل: اللَّهْوُ: الطبل،
وَقيل: اللَّهْوُ: كل مَا يُلْهَى بِهِ.
لَها لَهْواً والْتَهى وألْهاه ذَلِك، قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية:
فَأَلْهاهُمُ باثْنَينِ مِنهمْ كِلاهُما ... بِهِ قارِتٌ مِنَ
النَّجِيعِ دَميمُ
والمَلاهيِ: آلَات اللَّهْوِ، وَقد تَلاهَى بذلك.
والأُلْهُوَّةُ والأُلْهِيَّة والتَّلْهِيَة: مَا تَلاهَى بِهِ.
ولَهَتِ الْمَرْأَة إِلَى حَدِيث الرجل تَلْهُو لُهُواًّ، ولَهْواً:
أنست بِهِ وأعجبها، قَالَ:
كَبِرْتُ وألاَّ يُحْسِنُ اللَّهْوَ أمثالِي
واللَّهْوُ واللَّهْوَةُ: الْمَرْأَة المَلْهُوُّ بهَا، وَفِي
التَّنْزِيل: (لَوْ أرَدْنا أنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) أَي امْرَأَة،
قَالَ تَعَالَى. وَقَالَ الشَّاعِر:
ولَهْوَةُ الَّلاهِي ولَوْ تَنَطَّسا
ولَهَى بِهِ: أحبه، وَهُوَ من ذَلِك الأول، لِأَن حبك لشَيْء ضرب من
اللَّهْو بِهِ، وَقَوله تَعَالَى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشترِي
لَهْوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ الله) جَاءَ فِي التَّفْسِير
أَن لَهْوَ الحَدِيث هُنَا: الْغناء، لِأَنَّهُ يُلْهِى عَن ذكر الله،
وَقد روى عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه حرم بيع
الْمُغنيَة وشراءها. وَقيل: إِن لَهْوَ الحَدِيث هُنَا الشّرك، وَالله
أعلم.
ولَها عَنهُ وَمِنْه، ولَهِىَ لُهِياًّ ولِهْياناً، وتَلَهَّى كُله:
غفل عَنهُ ونسيه، وَفِي التَّنْزِيل: (
(4/423)
فَأنتَ عَنهُ تلَهَّى) ولَهِىَ عَنهُ
وَبِه: كرهه، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَن نسيانك لَهُ، وغفلتك عَنهُ ضرب من
الكره.
واللُّهْوَةُ واللَّهْوَةُ: مَا ألقيت فِي فَم الرَّحى، وألْهَى
الرَّحى وللرَّحا وَفِي الرَّحا: ألْقى فِيهَا اللَّهْوَةَ.
واللُّهْوَةُ واللُّهْيَةُ، الْأَخِيرَة على المعاقبة: الْعَطِيَّة،
وَقيل: أفضل العطايا وأجزلها.
وَاشْتَرَاهُ بِلُهْوَةٍ من مَال، أَي حفْنَة.
واللُّهْوَة: الْألف من الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم وَلَا تقال
لغَيْرهَا، عَن أبي زيد.
وهم لُهاءُ مائَة، أَي قدرهَا، كَقَوْلِك: زهاء مائَة.
واللَّهاةُ من كل ذِي حلق: اللحمة المشرفة على الْحلق، وَقيل: هِيَ مَا
بَين مُنْقَطع أصل اللِّسَان إِلَى مُنْقَطع الْقلب من أَعلَى الْفَم،
وَالْجمع لَهَواتٌ، ولَهيَاتٌ، ولُهِىٌّ، ولِهِىٌّ، ولَهىً، ولِهاءٌ،
فَأَما قَوْله:
يَنْشَبُ فِي المَسْعَلِ واللَّهاءِ
فقد روى بِكَسْر اللَّام وَفتحهَا، فَمن فتحهَا ثمَّ مد فعلى اعْتِقَاد
الضَّرُورَة، وَقد رَآهُ بعض النَّحْوِيين، والمجتمع عَلَيْهِ عَكسه،
وَزعم أَبُو عبيد انه جمع لَهىً على لِهاءٍ، وَهَذَا قَول لَا يعرج
عَلَيْهِ، وَلكنه جمع لَهاةٍ، كَمَا بَينا، لِأَن فعلة تكسر على فعال،
وَنَظِيره مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم، أضاة وإضاء، وَمثله من
السَّالِم رحبة ورحاب ورقبة ورقاب، وَإِنَّمَا أومأنا إِلَى شرح هَذِه
الْمَسْأَلَة هَاهُنَا لذهابها على كثير من النظار، وَقد أَنْعَمت
استقصاءها فِي الْكتاب الْمُخَصّص.
واللَّهْوَاءُ، مَمْدُود: مَوضِع.
ولَهْوَةُ: اسْم امْرَأَة، قَالَ:
أصُدُّ ومَا بِي مِن صُدودٍ وَلَا غِنىً ... وَلَا لاقَ قَلْبِي بعدَ
لَهْوَةَ لائِقُ
مقلوبه: (وه ل)
وَهِلَ، وَهَلاً: ضعف وفزع.
(4/424)
ووَهَلَه: أفزعه.
والوَهِلُ والمُستَوْهَلُ: الْفَزع.
ووَهِلَ فِي الشَّيْء، وَعنهُ، وَهَلاً: غلط فِيهِ ونسيه.
ووَهَل إِلَى الشَّيْء يَوْهَلُ ويَهِلُ وَهْلاً: ذهب وهمه إِلَيْهِ.
وَكلمت فلَانا وَمَا ذهب وَهْلِى إِلَّا إِلَى فلَان، أَي وَهْمِى.
ولقيه أول وَهْلَةٍ، ووَهَلَةٍ، ووَاهِلَةِ، أَي أول شَيْء.
مقلوبه: (ل وه)
لاهَ السراب لَوْهاً ولَوَهاناً وتَلَوَّه: اضْطِرَاب وبرق، وَالِاسْم
اللُّؤُوهَةُ، وَحكى عَن بَعضهم: لاهَ الله الْخلق يَلُوههُمْ: خلقهمْ.
وَذَلِكَ غير مَعْرُوف.
والَّلاهَةُ: الحيَّة، عَن كرَاع.
واللَّاتُ: صنم، أَصله لاهَةٌ، وَهِي الْحَيَّة، كَأَن الصَّنَم سمي
بهَا، ثمَّ حذف مِنْهُ الْهَاء، كَمَا قَالُوا: شَاة وَأَصلهَا شاهة.
وَإِنَّمَا قضينا بِأَن ألف الَّلاهَةِ الَّتِي هِيَ الْحَيَّة وَاو
لِأَن الْعين واوا أَكثر مِنْهَا يَاء، كَمَا تقدم.
مقلوبه: (ول هـ)
الوَلَهُ: الْحزن، وَقيل: ذهَاب الْعقل والحيرة من الْحزن أَو
الْخَوْف، ولِهَ يَلِه، مثل ورم يرم، ويَوْلَه على الْقيَاس، ووَلَه
يَلِهُ، وَرجل ولْهانُ ووالِهٌ وآلِهٌ، على الْبَدَل، وَامْرَأَة
وَلْهَى، ووَالِهٌ، ووَالِهةٌ، ومِيلاهٌ: شَدِيدَة الْحزن على
وَلَدهَا، وَقد وَلَّهَها الْجزع وأوْلَهَهَا، قَالَ:
حامِلَةٌ دَلْوِى لَا مَحْمُولَهْ
مَلأَى مِنَ المَاءِ كعَينِ المُولَهْ
وكل أُنْثَى فَارَقت وَلَدهَا: والِهٌ، وَقَول مليح:
فَهُنَّ هَيَّجْنَنا لَمَّا بَدَوْنَ لَنا ... مِثلَ الغَمامِ جَلَتْهُ
الأُلَّهُ الهُوجُ
عَنى الرِّيَاح، لِأَنَّهُ يسمع لَهُ حنين كحنين الرِّيَاح، وَأَرَادَ
الوُلَّه فأبدل من الْوَاو همزَة للضمة.
(4/425)
قَالَ ابْن دُرَيْد: وَزعم قوم من أهل
اللُّغَة أَن العنكبوت يُسمى الموله، قَالَ: وَلَيْسَ بثبت.
والمِيلَهُ: الفلاة الَّتِي تُوَلِّهُ النَّاس، قَالَ رؤبة:
بهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلَّ ميلَهِ
بِنا حَراجِيجُ المَهارِي النُّفَّهِ
والوَلِيهَةُ: اسْم مَوضِع.
والْوَلهَانُ: اسْم شَيْطَان يغري الْإِنْسَان بِكَثْرَة المَاء عِنْد
الْوضُوء.
الْهَاء وَالنُّون وَالْوَاو
مَضى هِنْوٌ من اللَّيْل، أَي وَقت.
والهِنْوُ: أَبُو قَبيلَة أَو قبائل، وَهُوَ ابْن الأزد.
وهَنُ الْمَرْأَة: فرجهَا، والتثنية هَنانِ على الْقيَاس، وَحكى
سِيبَوَيْهٍ هَنانانِ، ذكره مستشهدا على أَن " كلا " لَيْسَ من لفظ كل،
وَشرح ذَلِك أَن هنانان لَيْسَ بتثنية هن، وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ.
وَقَوْلهمْ: يَا هَنُ أقبل: يَا رجل أقبل، وَيُقَال للْمَرْأَة: يَا
هَنَةُ أقبلي، فَإِذا وقفت قلت: يَا هَنَهْ، وَأنْشد:
أُريدُ هَناتٍ منْ هَنِينَ وتَلتَوِي ... عَليَّ وآبَي مِنْ هَنِين
هَناتِ
وَقَالُوا: هَنْتٌ، فجعلوه بِمَنْزِلَة بنت وَأُخْت وتصغيرها هُنَيَّةٌ
وهُنَيْهَةٌ، فَهُنَيَّة على الْقيَاس، وهُنَيْهَة على إِبْدَال
الْهَاء من الْيَاء فِي هُنَيْةَّ، وَالْيَاء فِي هُنَيَّة بدل من
الْوَاو فِي هُنَيْوة، وَالْجمع هَناتٌ على اللَّفْظ، وهَنَواتٌ على
الأَصْل، قَالَ ابْن جني: أما هَنْتٌ فَيدل على أَن التَّاء فِيهَا بدل
من الْوَاو قَوْلهم: هَنَواتٌ قَالَ:
أرَى ابْنَ نِزارٍ قَدْ جَفانِي ومَلَّنِي ... عَلى هَنَواتٍ شَأنُها
مُتَتابعُ
(4/426)
وَقَول امْرِئ الْقَيْس:
وقَدْ رابَنِي قَوْلُها يَا هَنا ... هُ ويحَك ألحَقْتَ شَرًّا بِشَرّ
فَإِن بعض النَّحْوِيين قَالَ: أَصله هَناوٌ، فابدل الْهَاء من الْوَاو
فِي هَنَواتٍ وهَنُوك، لِأَن الْهَاء إِذا قلَّت فِي بَاب شددت وقصصت
فَهِيَ فِي بَاب سَلس وقلق أَجْدَر بالقلة، فانضاف هَذَا إِلَى قَوْلهم
فِي مَعْنَاهُ: هَنُوكَ وهَنَواتٌ، فقضينا بِأَنَّهَا بدل من الْوَاو،
وَلَو قَالَ قَائِل: إِن الْهَاء فِي هَناه إِنَّمَا هِيَ بدل من
الْألف المنقلبة من الْوَاو الْوَاقِعَة بعد ألف هَناه، إِذْ أَصله
هناو، ثمَّ صَار هناء، كَمَا أَن أصل عَطاء عطاو، ثمَّ صَار بعد الْقلب
عَطاء فَلَمَّا صَار هناء، والتقت أَلفَانِ كره اجْتِمَاع الساكنين،
فقلبت الْألف الْأَخِيرَة هَاء، فَقَالُوا: هَناه، كَمَا أبدل
الْجَمِيع من ألف عَطاء الثَّانِيَة همزَة، لِئَلَّا تَجْتَمِع همزتان
لَكَانَ قولا قَوِيا، ولكان أَيْضا أشبه من أَن يكون قلبت الْوَاو فِي
أول أحوالها هَاء من وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن من شريطة قلب الْوَاو
ألفا أَن تقع طرفا بعد ألف زَائِدَة، وَقد وَقعت هُنَا كَذَلِك،
وَالْآخر أَن الْهَاء إِلَى الْألف أقرب مِنْهَا إِلَى الْوَاو، بل هما
فِي الطَّرفَيْنِ، أَلا ترى أَن أَبَا الْحسن ذهب إِلَى أَن الْهَاء
مَعَ الْألف من مَوضِع وَاحِد لقرب مَا بَينهمَا، فَقلب الْألف هَاء
أقرب من قلب الْوَاو هَاء، قَالَ أَبُو عَليّ: ذهب أحد عُلَمَائِنَا
إِلَى أَن الْهَاء من هَناه، إِنَّمَا ألحقت لخفاء الْألف، كَمَا تلْحق
بعد ألف الندبة فِي نَحْو وَا زيداه، ثمَّ شبهت بِالتَّاءِ
الْأَصْلِيَّة، فحركت، فَقَالُوا: يَا هَناه.
وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: هنان وهنون: أَسمَاء لَا تنكر أبدا،
لِأَنَّهَا كنايات، وَجَارِيَة مجْرى المضمرة، فَإِنَّمَا هِيَ أَسمَاء
مصوغة للتثنية، وَالْجمع بِمَنْزِلَة اللَّذين وَالَّذين، وَلَيْسَ
كَذَلِك سَائِر الْأَسْمَاء الْمُثَنَّاة نَحْو زيد وَعَمْرو، أَلا ترى
أَن تَعْرِيف زيد وَعَمْرو إِنَّمَا هما بِالْوَضْعِ والعلمية، فَإِذا
ثنيتهما تنكرا فَقلت: رَأَيْت زيدين كريمين، وَعِنْدِي عمرَان عاقلان،
فَإِن آثرت التَّعْرِيف بِالْإِضَافَة أَو بِاللَّامِ قلت: الزيدان
والعمران، وزيداك وعمراك، فقد تعرفا بعد التَّثْنِيَة من غير وَجه
تعرفهما قبلهَا.
والهَناةُ: الداهية، وَالْجمع كالجمع، قَالَ:
أرَى ابنَ نِزارٍ قَدْ جَفانِي ورَابَنِي ... عَلى هَنَواتٍ كُلُّها
مُتَتابِعُ
وَقد تقدم جلّ ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن الْكَلِمَة يائية وواوية.
(4/427)
مقلوبه: (هـ ون)
الهُونُ: الخزي، وَفِي التَّنْزِيل: (فأخَذتْهُمْ صَاعِقَةُ العَذابِ
الهُونِ) أَي ذِي الخزي.
والهُون والهَوَانُ: نقيض الْعِزّ، هانَ يَهُونُ هَوَاناً، وَهُوَ
هَيِّنٌ وأهْوَنُ، وَفِي التَّنْزِيل: (وهوَ أهْوَنُ عَلَيْهِ) . أَي
كل ذَلِك هَيِّنٌ على الله، وَلَيْسَت للمفاضلة، لِأَنَّهُ لَيْسَ
شَيْء أيسر عَلَيْهِ من غَيره، وَقيل: الْهَاء هُنَا رَاجِعَة إِلَى
الْإِنْسَان، وَمَعْنَاهُ أَن الْبَعْث أَهْون على الْإِنْسَان عَن
إنشائه، لِأَنَّهُ يقاسي فِي النشء مَا لَا يقاسيه فِي الْإِعَادَة
والبعث، وَمثل ذَلِك قَول الشَّاعِر:
لَعَمْرُك مَا أدْرِي وَإِنِّي لأَوْجَلُ ... عَلى أيِّنا تَعدُو
المنيَّةُ أوَّلُ
وأهانَه وهَوَّنَه واستَهانَ بِهِ وتَهاوَن، وَقَول الْكُمَيْت:
شُمٌّ مَهاوِينُ أبْدَانِ الجَزُورِ مَخَا ... مِيصُ العَشِيَّاتِ لَا
خُورٌ وَلَا قُزُمُ
يجوز أَن يكون " مَهاوِينُ " جمع مَهْوَنٍ، وَمذهب سِيبَوَيْهٍ أَنه
جمع مِهْوانٍ.
وَرجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ، وَالْجمع أهْوِناءُ.
وَشَيْء هوْنٌ: حقير.
والهَوْنُ والهُوَيْناء: التؤدة والرفق والسكينة رجل هَيِّنٌ، وهَيْنٌ،
وَالْجمع هَيْنُونَ، وتسليمه يشْهد انه فيعل، وَفرق بَعضهم بَين
الهَيِّن والهَيْنِ، فَقَالَ: الهَيِّنُ من الهَوَان، والهَيْنُ من
اللين.
وَامْرَأَة هَوْنَة وهُونَةٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي عُبَيْدَة: متئدة،
أنْشد ثَعْلَب:
تَنُوءُ بِمَتْنَيْها الرَّوابي وهَوْنَةٌ ... عَلى الأرْضِ جَمَّاءُ
العِظامِ لَعُوبُ
وَتكلم على هَيْنَته، أَي رسله.
وأهْوَنُ: اسْم يَوْم الِاثْنَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّة، قَالَ:
أُؤَمِّلُ أنْ أعِيشَ وأَنَّ يَوْمي ... بأوَّلَ أوْ بأَهْوَنَ أَو
جُبَارِ
(4/428)
والأهْوَنُ: اسْم رجل.
وَمَا أَدْرِي أيُّ الهُونِ هُوَ، أَي الْخلق، وَالزَّاي أَعلَى.
والهُونُ: أَبُو قَبيلَة، وَهُوَ الهُونُ بن خُزَيْمَة بن مدركة بن
إلْيَاس بن مُضر أَخُو القارة.
والهاوَنُ، والهاوُن، والهَاوُون، فَارسي مُعرب: هَذَا الَّذِي يدق
فِيهِ.
مقلوبه: (وه ن)
الوَهْنُ: الضعْف فِي الْعَمَل وَالْأَمر وَنَحْوه. وَفِي التَّنْزِيل:
(حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ) جَاءَ فِي تَفْسِيره: ضعفا
على ضعف، أَي لَزِمَهَا لحملها إِيَّاه أَن تضعف مرّة بعد مرّة.
والوَهَنُ لُغَة فِيهِ، وَهَنَ ووَهِنَ يَهِنُ، فيهمَا، ووَهَنَه هُو،
وأوْهَنَه، قَالَ جرير:
وَهَنَ الفَرَزْدَقُ يَوْمَ جَرَّدَ سَيْفَهُ ... قَينٌ بهِ حُمَمٌ
وآمٍ أَرْبَعُ
وَقَالَ:
فَلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً ... ولَئِنْ سَطَوْتُ
لأُوهِنَنْ عَظْمِى
وَرجل واهِنٌ: ضَعِيف لَا بَطش عِنْده، وَالْأُنْثَى واهِنَةٌ، وهُنَّ
وُهُنٌ، قَالَ قعنب ابْن أم صَاحب:
اللاَّئِماتُ الفَتى فِي عُمْرِهِ سَفَهاً ... وهُنَّ بَعْدُ ضَعِيفاتُ
القُوَى وُهُنُ
وَقد يجوز أَن يكون وُهُنٌ جمع وَهُونٍ، لِأَن تكسير فعول على فعل أشيع
وأوسع من تكسير فاعلة عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا فاعلة وَفعل نَادِر.
وَرجل مَوْهُونٌ فِي جِسْمه.
وَامْرَأَة وَهْنانَةٌ: فِيهَا فتور عِنْد الْقيام.
والوَاهِنَة: ريح تَأْخُذ فِي الْمَنْكِبَيْنِ، وَقيل: فِي الاخدعين
عِنْد الْكبر.
والوَاهِنُ: عرق مستبطن حَبل العاتق إِلَى الْكَتف، وَرُبمَا عرته
الواهنة، فَيُقَال: هِني يَا
(4/429)
وَاهِنَةُ، أَي اسكني.
والوَاهِنَتانِ: أَطْرَاف العلباءين فِي فأس الْقَفَا من جانبيه،
وَقيل: هما ضلعان فِي أصل الْعُنُق، من كل جَانب واهنة. وهما أول جوانح
الزُّور. وَقيل: الواهنة: القصيرى، وَقيل: هِيَ فقرة فِي الْقَفَا.
والوَاهِنَتان من الْفرس: أول جوانح الصَّدْر.
والوَاهِنَةُ: الْعَضُد.
والوَهْنُ والمَوْهِنُ: نَحْو من نصف اللَّيْل، وَقيل: هُوَ بعد سَاعَة
مِنْهُ. وأوَْنَ الرجل: صَار فِي ذَلِك الْوَقْت.
والْوَهِينُ، بلغَة من يَلِي مصر من الْعَرَب: الرجل يكون مَعَ
الْأَجِير فِي الْعَمَل لحثه عَلَيْهِ.
مقلوبه: (ن وه)
ناهَ الشَّيْء يَنُوهُ: علا عَن ابْن جني.
ونُهْتُ بالشَّيْء، ونَوَّهْتُ بِهِ، ونَوَّهْتُه: رفعت ذكره،
الْأَخِيرَة عَن ابْن جني.
وناهَتِ الهَامَةُ نَوْهاً: رفعت رَأسهَا ثمَّ صرخت، وهام نُوَّهٌ،
قَالَ رؤبة:
عَلى إكامِ النَّائِحاتِ النُّوَّهِ
والنَّوّاهَةُ: النواحة، إِمَّا أَن يكون من الإشادة، وَإِمَّا أَن
يكون من قَوْلهم: ناهَت الهامة.
ونَوَّه بِهِ: دَعَاهُ، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
إذَا دَعاها الرُّبَعُ المَلْهُوفُ
نَوَّهَ مِنها الزَّاجِلاتُ الجُوفُ
فسره فَقَالَ: نَوَّه مِنْهَا، أَي أجبنه بالحنين.
والنَّوْهَة: الْأكلَة فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة، وَهِي كالوجبة.
وناهَتْ نَفسِي عَن الشَّيْء تَنُوه وتَناهُ نَوْهاً: انْتَهَت، وَقيل:
نهت عَن الشَّيْء: أبيته وَتركته. وَمن كَلَامهم: إِذا أكلنَا
التَّمْر، وشربنا المَاء ناهَتْ أَنْفُسنَا عَن اللَّحْم، أَي أبته
(4/430)
فتركته، رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي،
وَقَوله:
يَنْهُون عنْ أكْلٍ وعنْ شُرْبِ
إِنَّمَا أَرَادَ " يَنُوهُونَ " فَقلب.
مقلوبه: (ن هـ و)
نَهَوْتُه عَن الْأَمر، بِمَعْنى نَهَيْتُه.
وَنَفس نَهاةٌ: مُنْتَهِيَةٌ عَن الشَّيْء، وَقد تقدم ذَلِك فِي
الْيَاء.
الْهَاء وَالْفَاء وَالْوَاو
هَفا فِي الْمَشْي هَفْواً وهَفَوَانًا: أسْرع.
وهَفا الظبي على وَجه الأَرْض هَفْواً: خف وَاشْتَدَّ عدوه.
وهَوَافِي الْإِبِل: ضوالها، كهوامها. وروى أَن الْجَارُود سَأَلَ
النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عَن هَوَافِي الْإِبِل.
وَقَالَ قوم هوامي الْإِبِل.
والهَفْوَةُ: السقطة والزلة، وَقد هَفا هَفْواً.
وهَفَتِ الصوفة فِي الْهَوَاء هَفْواً وهُفُواًّ: ذهبت، وَكَذَلِكَ
الثَّوْب، ورفارف الْفسْطَاط.
وهَفَتْ بِهِ الرّيح: حركته وَذَهَبت بِهِ.
وهَفا الْفُؤَاد: ذهب فِي إِثْر الشَّيْء وطرب.
والهَفَا ومقصور: مطر يمطر ثمَّ يكف.
وهَفَتْ هافِيَةٌ من النَّاس: طرأت. وَقيل: طرأت عَن جَدب.
وَالْمَعْرُوف هَفَّت هافَّة.
وَرجل هَفاةٌ: أَحمَق.
مقلوبه: (هـ وف)
رجل هُوفٌ: خاو لَا خير عِنْده.
والهُوفُ من الرِّيَاح كالهَيْفِ، وَهِي الْبَارِدَة الهبوب، وَمِنْه
قَول أم تأبط شرا: " لَيْسَ بِعُلْفُوف، تَلُفُّه هُوف " وَقيل: لم
يسمع هَذَا إِلَّا فِي كَلَام أم تأبط شرا، وَإِنَّمَا قالته لِأَن
فِقَرَ كَلَامهَا مَوْضُوعَة على هَذَا، أَلا ترى أَن قبل هَذَا مَا
قدمْنَاهُ من قَوْلهَا: لَيْسَ بعُلْفُوف، وَبعده: حُشِىَ مِن صُوف،
فَإِذا كَانَ ذَلِك فَهُوَ من الْيَاء، وَقد تقدم.
(4/431)
مقلوبه: (ف هـ و)
فَهَا فُؤَاده، كهَفا، وَلم يسمع لَهُ بمصدر، فَأرَاهُ مقلوبا.
مقلوبه: (وه ف)
وهَفَ النبت وَهْفاً ووَهِيفاً: اخضرَّ واهتزَّ.
وأوْهَفَ لَك الشَّيْء: أشرف وارتفع، تَقول الْعَرَب: خُذ مَا أوْهفَ
لَك.
والواهِفُ: سَادِن الْبيعَة، وسنتَّه الوِهافَةُ، وَفِي الحَدِيث: "
فَلَا يُزالنَّ واهِفٌ عَن وِهافَتِهِ ".
مقلوبه: (ف وه)
الفاه والفُوهُ، والفِيهُ، والفم سَوَاء، وَالْجمع أفْواهٌ، وَقَوله عز
وَجل: (ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأفْواهِهِمْ) وكل قَول إِنَّمَا هُوَ
بالفم، إِنَّمَا الْمَعْنى: لَيْسَ فِيهِ بَيَان وَلَا برهَان إِنَّمَا
هُوَ قَول بالفم وَلَا معنى صَحِيحا تَحْتَهُ، لأَنهم معترفون بِأَن
الله لم يتَّخذ صَاحِبَة، فَكيف يَزْعمُونَ أَن لَهُ ولدا؟ أما كَونه
جمع فُوهٍ فبيِّن، وَأما كَونه جمع فِيهِ فَمن بَاب ريح وأرواح، إِذْ
لم نسْمع أفْياهاً، وَأما كَونه جمع فاهٍ فَإِن الِاشْتِقَاق يُؤذن أَن
فاهاً من الْوَاو لقَولهم: مُفَوَّهٌ، وَأما كَونه جمع فَم فَلِأَن أصل
فَمٍ فُوهٌ فحذفت الْهَاء، كَمَا حذفت من سنة فِيمَن قَالَ: عاملت
مسانهة، وكما حذفت من شَاة وَمن شفة وَمن عضة وَمن است، وَبقيت الْوَاو
طرفا متحركة، فَوَجَبَ إبدالها ألفا لانفتاح مَا قبلهَا، فبقى فاً
وَلَا يكون الِاسْم على حرفين أَحدهمَا التَّنْوِين، فأبدل مَكَانهَا
حرف جلد مشاكل وَهُوَ الْمِيم، لِأَنَّهُمَا شفهيَّتان، وَفِي الْمِيم
هوى فِي الْفَم يضارع امتداد الْوَاو، وَأما مَا حكى من قَوْلهم
أفْمامٌ فَلَيْسَ بِجمع فَمٍ، وَإِنَّمَا هُوَ من بَاب ملامح ومحاسن،
وَيدل على أَن فَماً مَفْتُوح الْفَاء وجودك إِيَّاهَا مَفْتُوحَة فِي
هَذَا اللَّفْظ، وَأما مَا حكى فِيهَا أَبُو زيد وَغَيره من كسر
الْفَاء وَضمّهَا فَضرب من التَّغْيِير لحق الْكَلِمَة لإعلالها
بِحَذْف لامها وإبدال عينهَا، وَأما قَول الراجز:
يَا لَيْتَها قَدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ
حَتَّى يَعودَ المُلْكُ فِي أُسْطُمِّهِ
يرْوى بِضَم الْفَاء من فَمه وَفتحهَا، فَالْقَوْل فِي تَشْدِيد
الْمِيم عِنْدِي انه لَيْسَ بلغَة فِي هَذِه
(4/432)
الْكَلِمَة أَلا ترى انك لَا تَجِد لهَذِهِ
الْمُشَدّدَة الْمِيم تَصرفا إِنَّمَا التَّصَرُّف كُله على " ف وه "،
من ذَلِك قَول الله عز وَجل: (يَقُولُونَ بِأفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي
قُلوبِهِمْ) وَقَالَ الشَّاعِر:
فَلا لَغْوٌ وَلَا تَأْثِيمَ فِيهَا ... ومَا فَاهُوا بِهِ أَبَداً
مُقِيمُ
وَقَالُوا: رجل مُفَوَّهٌ، إِذا أَجَاد القَوْل، وَمِنْه الأفْوَهُ:
للواسع الْفَم، وَلم نسمعهم قَالُوا: أفمامٌ، وَلَا تَفَمَّمْتُ، وَلَا
رجل أفَمُّ، وَلَا شَيْئا من هَذَا النَّحْو لم نذكرهُ، فَدلَّ
اجْتِمَاعهم على تصرف الْكَلِمَة بِالْفَاءِ وَالْوَاو وَالْهَاء على
أَن التَّشْدِيد فِي فَم لَا أصل لَهُ فِي نفس الْمِثَال، إِنَّمَا
هُوَ عَارض لحق الْكَلِمَة، فَإِن قَالَ قَائِل: فَإِذا ثَبت بِمَا
ذكرته أَن التَّشْدِيد فِي فَم عَارض لَيْسَ من نفس الْكَلِمَة، فَمن
أَيْن أَتَى هَذَا التَّشْدِيد؟ وَكَيف وَجه دُخُوله إِيَّاهَا؟
فَالْجَوَاب أَن أصل ذَلِك انهم ثقَّلوا الْمِيم فِي الْوَقْف
فَقَالُوا فَمّْ، كَمَا يَقُولُونَ: هَذَا خَالِد وَهُوَ يَجْعَل، ثمَّ
إِنَّهُم أجروا الْوَصْل مجْرى الْوَقْف، فَقَالُوا: هَذَا فَمٌّ،
وَرَأَيْت فمًّا، كَمَا أجروا الْوَصْل مجْرى الْوَقْف فِيمَا حَكَاهُ
سِيبَوَيْهٍ عَنْهُم من قَوْلهم:
ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأضْخَمَّا
وَقَوْلهمْ:
بِبازِلٍ وَجْناءَ أوْ عَيْهَلِّ
كأنَّ مَهْواها عَلى الكَلْكَلِّ
مَوقِعُ كَفَّيْ رَاهِبٍ يُصَلِّيِ
يُرِيد " العَيْهَلَ " و" الكَلْكَلَ " قَالَ ابْن جني: فَهَذَا حكم
تَشْدِيد الْمِيم عِنْدِي، وَهُوَ أقوى من أَن تجْعَل الْكَلِمَة من
ذَوَات التَّضْعِيف بِمَنْزِلَة هَمٍّ وحَمٍّ، قَالَ: فَإِن قلت:
فَإِذا كَانَ أصل فَم عنْدك فوه، فَمَا تَقول فِي قَول الفرزدق:
هُما نَفَثا فِي فِيِّ مِنْ فمَوَيْهِما ... على النَّابِحِ العاوِي
أشَدَّ رِجامِ
وَإِذا كَانَت الْمِيم بَدَلا من الْوَاو الَّتِي هِيَ عين فَكيف جَازَ
لَهُ الْجمع بَينهمَا؟ فَالْجَوَاب أَن أَبَا
(4/433)
عَليّ حكى لنا عَن أبي بكر وَأبي إِسْحَاق
انهما ذَهَبا إِلَى أَن الشَّاعِر جمع بَين الْعِوَض والمعوض مِنْهُ،
لِأَن الْكَلِمَة مجهورة منقوصة، وَأَجَازَ أَبُو عَليّ مِنْهُ وَجها
آخر وَهُوَ: أَن يكون الْوَاو فِي فَمَويْهِما لاما فِي مَوضِع الْهَاء
من أَفْوَاه، وَتَكون الْكَلِمَة تعتقب عَلَيْهَا لامان هَاء مرّة وواو
أُخْرَى، فَجرى هَذَا مجْرى سنة وعضة، أَلا ترى أَنَّهُمَا فِي قَول
سِيبَوَيْهٍ: سنوات وأسنتوا ومساناة وعضوات واوان وتجدهما فِي قَول من
قَالَ: لَيست بسنهاء، وبعير عاضه هاءين، وَإِذا ثَبت بِمَا قدمْنَاهُ
أَن عين فَم فِي الأَصْل وَاو فَيَنْبَغِي أَن تقضي بسكونها، لِأَن
السّكُون هُوَ الأَصْل حَتَّى تقوم الدّلَالَة على الْحَرَكَة
الزَّائِدَة. فَإِن قلت: فَهَلا قضيت بحركة الْعين لجمعك إِيَّاه على
أَفْوَاه؟ أَلا ترى أَن أفعالا إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَمر الْعَام جمع
فعل نَحْو بَطل وأبطال، وَقدم وأقدام، ورسن وأرسان. فَالْجَوَاب أَن
فعلا مِمَّا عينه وَاو بَابه أَيْضا أَفعَال، وَذَلِكَ سَوط وأسواط،
وحوض وأحواض، وطوق وأطواق، ففوهٌ لِأَن عينه وَاو أشبه بِهَذَا مِنْهُ
بقدم ورسن وَأما قَوْله، أنْشدهُ الْفراء:
يَا حَبَّذا عَيْنا سُلَيْمَى والفَما
قَالَ الْفراء: أَرَادَ " الفَمانِ " يَعْنِي الْفَم وَالْأنف: فثناهما
بِلَفْظ الْفَم للمجاورة، وَأَجَازَ أَيْضا أَن تنصبه على أَنه مفعول
مَعَه، كَأَنَّهُ قَالَ " مَعَ الفَمِ " قَالَ ابْن جني: وَقد يجوز أَن
ينصب بِفعل مُضْمر، كَأَنَّهُ قَالَ: " وَأحب الْفَم " وَيجوز أَن يكون
فِي مَوضِع رفع إِلَّا أَنه اسْم مَقْصُور بِمَنْزِلَة عصى.
وَقَالُوا: فُوكَ وفُو زيد، فِي حد الْإِضَافَة وَذَلِكَ فِي حد
الرّفْع. وفا زيد، وَفِي زيد، فِي حد النصب والجر، لِأَن التَّنْوِين
قد أَمن هَاهُنَا بِلُزُوم الْإِضَافَة، وَصَارَت كَأَنَّهَا من
تَمَامه، وَأما قَول العجاج:
خالَطَ مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وفا
فَإِنَّهُ جَاءَ بِهِ على لُغَة من لم ينون، فقد أُمِنَ حذف الْألف
لالتقاء الساكنين، كَمَا أُمِن ذَلِك فِي شَاة وَذَا مَال.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: كَلَّمْتُه فاهُ إِلَى فِيَّ، وَهِي من
الْأَسْمَاء الْمَوْضُوعَة مَوضِع المصادر، وَلَا ينْفَرد مِمَّا بعده
لَو قلت: كلَّمته فاهُ لم يجز لِأَنَّك تخبر بقربك مِنْهُ، وَأَنَّك
كَلمته وَلَا
(4/434)
أحد بَيْنك وَبَينه، قَالَ: وَإِن شِئْت
رفعت، أَي وَهَذِه حَاله.
قَالَ: وَفِي الدُّعَاء " فاهَا لِفيكَ " يُرِيد " فا " الداهية وَهِي
من الْأَسْمَاء الَّتِي أُجريت مجْرى الْمصدر الْمَدْعُو بهَا على
إِضْمَار الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره، قَالَ: ويدلك على انه
يُرِيد الداهية قَوْله:
وداهِيَةٍ مِنْ دَواهيِ المَنُو ... نِ يَرْهَبُها النَّاسُ لَا فَا
لهَا
فَجعل للداهية فَماً وَكَأَنَّهُ بدل من قَوْلهم: دهاك الله، وَحكى
ابْن الْأَعرَابِي فِي تَثْنِيَة الفَمِ فمَانِ وفَميَانِ وفَموَانِ،
فَأَما فَمانِ فعلى اللَّفْظ وَأما فَميَانِ وفَمَوانِ فنادر، وَأما
سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ فِي قَول الفرزدق:
هُما نَفَثا فِي فِيِّ من فَمَويْهِما ... على النَّابِحِ العاوِي
أشَدَّ رِجامِ
إِنَّه على الضَّرُورَة.
والفَوَهُ: سَعَة الْفَم وعظمه.
والفَوَهُ أَيْضا: خُرُوج الْأَسْنَان من الشفتين وطولهما.
فَوِهَ فَوَها، فَهُوَ أفْوَهُ، وَالْأُنْثَى فَوْهاءُ.
وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْخَيل، ومحالة فَوْهاءُ: طَالَتْ أسنانها.
وبئر فَوْهاءُ: وَاسِعَة الْفَم.
وطعنة فَوْهاءُ: وَاسِعَة.
وفاهَ بالْكلَام يَفُوهُ: نطق.
وَقد تقدّمت هَذِه الْكَلِمَة فِي الْيَاء، لِأَنَّهَا يائية وواوية.
وَرجل مُفَوَّهٌ: قَادر على الْمنطق، وَكَذَلِكَ فَيِّهٌ، والفَيِّهُ
أَيْضا: الشَّديد الْأكل من النَّاس وَغَيرهم، وَالْأُنْثَى فَيِّهَةٌ.
واسْتَفاهَ الرجل اسْتِفاهَةً واسْتِفاهًا: الْأَخِيرَة عَن اللحياني:
اشْتَدَّ أكله بعد قلَّة، وَقيل: استَفاهَ فِي الطَّعَام: أَكثر
مِنْهُ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَلم يخص هَل ذَلِك بعد قلَّة أم لَا،
وَقد تكون الاسْتِفاهَةُ فِي الشَّرَاب.
والمُفَوَّه: النهم الَّذِي لَا يشْبع.
(4/435)
وأفْواهُ الطّيب: نوافحه، وَاحِدهَا فُوهٌ،
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الأفْواهُ: ألوان النُّور وضروبه قَالَ ذُو
الرمة:
تَرَدَّيْتُ مِنْ أفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها ... زَرابِيُّ وارْتَجَّتْ
علَيكَ الرَّواعِدُ
وَقَالَ مرّة: الأفْواهُ: مَا أُعدَّ للطيب من الرياحين، قَالَ: وَقد
تكون الأفواهُ من الْبُقُول، قَالَ جميل:
بِها قُضُبُ الرَّيحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ ... ومِنْ كُلِّ أفْواهِ
البُقُولِ بِها بَقْلُ
والأفْواهُ: الْأَصْنَاف والأنواع.
وفُوَّهَةُ السِّكَّة وَالطَّرِيق والوادي وَالنّهر: فَمُه، وَالْجمع
فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ.
وفُوهَةُ الطَّرِيق كَفُوَّهَتِه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
والفُوَّهَةُ: عروق يصْبغ بهَا.
والفُوهَةُ: اللَّبن مَا دَامَ فِيهِ طعم الْحَلَاوَة، وَقد تقال
بِالْقَافِ، وَهُوَ الصَّحِيح.
والأفَوَهُ الأوْدِيُّ: من شعرائهم.
مقلوبه: (وف هـ)
الوَافِه: الْقيم على بَيت النَّصَارَى، كالواهف، ورتبته
الوَفْهِيَّةُ، كل ذَلِك بلغَة أهل الجزيرة.
الْهَاء وَالْبَاء وَالْوَاو
الهَبْوَةُ: الغبرة.
والهَباءُ: الْغُبَار، وَقيل: هُوَ غُبَار شبه الدُّخان، وَالْجمع
أهْباءٌ على غير قِيَاس، وأهباءُ الزوبعة: شبه الْغُبَار يرْتَفع فِي
الجو.
وهَبا يَهْبُو هُبُوًّا: سَطَعَ.
والهَباءُ: دقاق التُّرَاب ساطعه ومنثوره على وَجه الأَرْض.
وأهْبَى الْفرس: آثَار الهَباءَ، عَن ابْن الجني.
(4/436)
وهَبا الرماد يَهْبُو: اخْتَلَط
بِالتُّرَابِ وهمد.
والهَباءُ: مَا ترَاهُ فِي ضوء الشَّمْس فِي الْبَيْت فِي الْحر
شَبِيها بالغبار، وَقَوله عز وَجل: (فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثوراً)
تَأْوِيله أَن الله تَعَالَى أحبط أَعْمَالهم حَتَّى صَارَت
بِمَنْزِلَة الهَباءِ المنثور، وَقَوله:
يَكونُ بِها دَليلُ القَوْمِ نَجْماً ... كَعَينِ الكَلْبِ فِي هُبَّى
قِباعِ
قَالَ ابْن قيبة فِي تَفْسِيره: شبه النَّجْم بِعَين الْكَلْب
لِكَثْرَة نُعَاس الْكَلْب، لِأَنَّهُ يفتح عَيْنَيْهِ تَارَة ثمَّ
يغضي، فَكَذَلِك النَّجْم يظْهر سَاعَة ثمَّ يخفي بالهَباءِ، وهُبًّى:
نُجُوم قد استترت بالهباء، وَاحِدهَا هابٍ، وقباع: قابعة فِي الهَباءِ
أَي دَاخِلَة فِيهِ.
والهَباءُ من النَّاس: الَّذين لَا عقول لَهُم.
والهَبْوُ: الظليم.
مقلوبه: (هـ وب)
والهَوْبُ: الرجل الْكثير الْكَلَام، وَجمعه أهْوابٌ.
والهَوْبُ: اسْم النَّار.
والهَوْبُ: اشتعال النَّار ووهجها، يَمَانِية.
وهَوْبُ الشَّمْس: وهجها بلغتهم.
وتَرَكْتُهِ بهَوْبٍ دابر، وهُوبٍ دابر، أَي بِحَيْثُ لَا يدْرِي أَيْن
هُوَ.
مقلوبه: (ب هـ و)
البَهْوُ: الْبَيْت الْمُقدم أَمَام الْبيُوت.
والبَهْوُ: كناس وَاسع يَتَّخِذهُ الثور، وَالْجمع: أبهاءٌ، وبُهِىٌّ،
وبُهُوٌّ.
وبَهَّى البَهْوَ: عَمِلَه، قَالَ:
أجْوَفُ بَهَّى بَهْوَهُ فَأوْسَعا
والبَهْوُ من كل حَامِل: مقبل الْوَلَد بَين الْوَرِكَيْنِ.
(4/437)
والبَهْوُ: الْوَاسِع من الأَرْض الَّذِي
لَيْسَ فِيهِ جبال بَين نشزين.
وبَهْوُ الصَّدْر: جَوْفه من الْإِنْسَان وَمن كل دَابَّة، قَالَ:
إِذا الكاتِماتُ الرَّبْوَ أَضْحَتْ كَوابِياً ... تَنَفَّسَ فِي
بَهْوٍ مِنَ الصَّدْرِ واسِعِ
يُرِيد الْخَيل الَّتِي لَا تكَاد تربو، يَقُول: فقد ربت من شدَّة
السّير وَلم يكب هَذَا وَلَا رَبًّا، وَلَكِن اتَّسع جَوْفه فَاحْتمل.
وَقيل: بَهْوُ الصَّدْر: فُرْجَة مَا بَين الثديين والنحر، وَالْجمع:
أبهاءٌ، وأَبْه، وبُهِىٌّ، وبِهِىٌّ.
وبَهِىَ الْبَيْت بَهاءً: انخرق، وَأَبْهَاهُ: خرقه، وَمِنْه قَوْلهم:
إِن المعزى تُبْهِى وَلَا تبنى، وَهُوَ تفعل من البَهْوُ، وَذَلِكَ
إِنَّهَا تصعد فَوق الْبيُوت من الصُّوف فتخرقها فتتسع الفواصل ويتباعد
مَا بَينهَا حَتَّى يكون فِي سَعَة البَهْوِ، وَلَا ثلة لَهَا تغزل
وتتخذ مِنْهَا أبنية، إِنَّمَا الْأَبْنِيَة من الْوَبر وَالصُّوف.
والباهِي من الْبيُوت: الْخَالِي الْمُعَطل، وَقد أبْهاهُ، قَالَ
بَعضهم: " لما فتحت مَكَّة قَالَ رجل: أبْهُوا الْخَيل ": أَي عطلوها
فَلَا يغز عَلَيْهَا، وَقد قَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " الْخَيل فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر " أَي لَا تعطل،
وَإِنَّمَا قَالَ: " أبْهُوا الْخَيل " رجل من أَصْحَابه.
وأبْهَى الإناءَ: فرغه.
والبَهاءُ: المنظر الْحسن الرائع المالئ للعين، وَقد بَهَى يَبْهَى
ويَبْهُو بهاءً، وبهاةً، فَهُوَ باهٍ، وبَهُوَ بهاء فَهُوَ بَهِيٌّ،
وَالْأُنْثَى بَهِيَّةٌ من نسْوَة بَهِيَّاتٍ وبَهَايا، وبَهِىَ
بَهاءً، كبَهُو وَهُوَ بِهِ، كعم، ومرأة بَهِيَةٌ كعمية، وَقَالُوا:
امْرَأَة بُهْيا فَجَاءُوا على غير بِنَاء الْمُذكر، وَلَا يجوز أَن
يكون تَأْنِيث قَوْلنَا: هَذَا الأبْهَى، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك
لقيل، فِي الْأُنْثَى: البُهْيا، فلزمتها الْألف وَاللَّام، لِأَن
اللَّام عقيب من فِي قَوْلك: أفْعَل من كَذَا، غير انه قد جَاءَ هَذَا
نَادِر، وَله أَخَوَات حَكَاهَا ابْن الْأَعرَابِي عَن حنيف الحناتم،
قَالَ، وَكَانَ من آبل النَّاس، أَي أعلمهم برعية الْإِبِل وبأحوالها:
" الرمكاء بُهْيا، والحمراء صبرا، والخوارة غزا، والصهباء سرعا، وَفِي
الْإِبِل أُخْرَى إِن كَانَت عِنْد غَيْرِي لم أشترها، وَإِن كَانَت
عِنْدِي لم أبعها حَمْرَاء بنت دهماء، وَقل مَا تجدها " أَي لَا أبيعها
من نفاستها عِنْدِي، وَإِن كَانَت عِنْد غَيْرِي لم أشترها، لِأَنَّهُ
لَا يَبِيعهَا إِلَّا بغلاء، فَقَالَ: بُهْيا وصبرا وغرزا وسرعا،
بِغَيْر ألف وَلَام، وَهَذَا نَادِر. وَقَالَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش
فِي كتاب الْمسَائِل: إِن حذف الْألف وَاللَّام من كل ذَلِك
(4/438)
جَائِز فِي الشّعْر، وَلَيْسَت الْيَاء فِي
بُهْيا وَضعاً، إِنَّمَا هِيَ الْيَاء الَّتِي فِي الأبْهَى، وَتلك
الْيَاء وَاو فِي وَضعهَا، وَإِنَّمَا غلبتها إِلَى الْيَاء لمجاوزتها
للثَّلَاثَة، أَلا ترى انك إِذا ثنيت الأبهى قلت: الأبْهَيانِ،
فَلَولَا الْمُجَاوزَة لصحت الْوَاو وَلم تنْقَلب إِلَى الْيَاء، على
مَا قد أحكمته صناعَة الْإِعْرَاب.
وباهانِي فَبَهَوْتُه، أَي صرت أبْهَى مِنْهُ، عَن اللحياني، وَقد تقدم
ذَلِك فِي الْيَاء.
وبُهَيَّةُ: امرأةٌ، الأخلق أَن تكون تَصْغِير بَهِيَّة: كَمَا قَالُوا
فِي الْمَرْأَة: حسينة، فسموها بتصغير الْحَسَنَة، أنْشد ابْن
الْأَعرَابِي:
قالَتْ بُهَيَّةُ لَا تُجاوِرْ أهلَنا ... أهلَ الشَّوِىِّ وغابَ أهلُ
الجامِلِ
أبُهَىَّ إنَّ العَنْزَ تَمنَعُ رَبَّها ... مِنْ أنْ يُبَيِّتَ جارَهُ
بالحَابِلِ
الحابل: أَرض، عَن ثَعْلَب.
مقلوبه: (وه ب)
وَهَبَ لَك الشَّيْء يَهَبُه وَهْباً ووَهَباً بِالتَّحْرِيكِ وهِبَةً
وَالِاسْم المَوْهِبُ والمَوْهِبَةُ بِكَسْر الْهَاء فيهمَا، وَلَا
يُقَال: وهَبَكَهُ، هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ، وَحكى السيرافي عَن أبي
عَمْرو انه سمع أَعْرَابِيًا يَقُول لآخر: انْطلق معي أهَبْكَ نبْلًا.
وَرجل واهِبٌ، ووَهَّابٌ، ووَهُوبٌ.
والمَوْهُوبُ: الْوَلَد، صفة غالبة.
وتَواهَبَ النَّاس: وهَبَ بَعضهم لبَعض.
واتَّهَبَ: قبل الهِبَةَ، وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة
وَالسَّلَام: " لقد هَمَمْت أَلا أتَّهِبَ إِلَّا من قُرَشِيٍّ أَو
أنصارِيٍّ أَو ثقفي ".
ووَاهَبَه فَوَهَبَه يَهَبُه ويَهِبُه: كَانَ أَكثر مِنْهُ هِبَةً.
والمَوْهِبَةُ: الْعَطِيَّة.
والمَوْهَبَةُ: والمَوْهِبَةُ أَيْضا: غَدِير مَاء صَغِير، قَالَ:
وَلَفُوكِ أطيَبُ، إنْ بَذَلْتِ لَنا ... مِنْ ماءِ مَوْهِبَةٍ عَلى
خَمْرِ
(4/439)
أَي مَوْضُوع على خمر ممزوج بهَا.
وهَبْنِي فعلت ذَلِك، أَي احسبني واعددني، وَلَا يُقَال: هَبْ أَنِّي
فعلت، وَلَا يُقَال فِي الْوَاجِب: وهَبْتُك فعلت ذَلِك، كَأَنَّهَا
كلمة وضعت لِلْأَمْرِ، قَالَ ابْن همام السَّلُولي:
فَقُلْتُ أجِرْنِي أَبَا خالِدٍ ... وإلاَّ فَهَبْنِي امْرَأً هالِكا
وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: وهَبَني الله فدَاك، أَي جعلني فدَاك،
ووُهِبْتُ فدَاك: جعلت فدَاك.
وأوْهَبَ لَك الشَّيْء: أعده.
وأوْهَبَ لَك الشَّيْء: دَامَ، قَالَ:
عَظيمُ القَفا ضَخْمُ الخَواصِرِ أَوْهَبَتْ ... لَهُ عَجْوَةٌ
مَسمُونَةٌ وخَميرُ
وأوْهَبَ لَك الشَّيْء: أمكَنَك أَن تَأْخُذهُ أَو تناله عَن ابْن
الْأَعرَابِي وَحده، قَالَ: وَلم يَقُولُوا أوْهَبْتُه لَك.
وَقد سمَّت وَهْباً، ووُهَيْباً، ووَهْبانَ، ووَاهِباً ومَوْهَباً
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جَاءُوا بِهِ على مَفْعَل لِأَنَّهُ اسْم لَيْسَ
على الْفِعْل، إِذْ لَو كَانَ على الْفِعْل لَكَانَ مَفْعِلا، وَقد
يكون ذَلِك لمَكَان العلمية، لِأَن الْأَعْلَام مِمَّا تغير عَن
الْقيَاس.
وأُهبانُ: اسْم، وَقد تقدم تَعْلِيله فِي الْهَمْز.
وواهِبٌ: مَوضِع، قَالَ بشر بن أبي خازم:
كأنَّها بَعدَ عَهدِ العاهِدينَ بهَا ... بَينَ الذَّنُوبِ وحَزْمَىْ
واهِبٍ صُحُفُ
مقلوبه: (ب وه)
البُوهَةُ: الرجل الضَّعِيف الطائش، قَالَ:
فَيا هِنْدُ لَا تَنْكِحي بُوهةً ... عَليهِ عَقيقَتُه أحْسَبا
والبوهَةُ: مَا أطارَتْهْ الرّيح من التُّرَاب.
(4/440)
والبُوهَة والبُوهُ: الصَّقْر إِذا سقط
ريشه.
والبوهَةُ والبُوهُ: ذكر البوم، وَقيل البوهُ: الْكَبِير من البوم،
قَالَ رؤبة يذكر كبره:
كالبُوهِ تَحتَ الظُّلَّةِ المَرْشُوشِ
وَقيل البُوهَةُ والبُوهُ: طَائِر يشبه البومة.
والبَاهُ والباهَةُ: النِّكَاح، وَقيل: الباهُ: الْحَظ من النِّكَاح.
وبُهْتُ الشَّيْء أبُوهُ، وبِهْتُ أباهُ: فطنت.
والمُسْتَباهُ: الذَّاهِب الْعقل.
والمُسْتَباهُ: الَّذِي يخرج من أَرض إِلَى أُخْرَى.
والمُسْتَباهَةُ: الشَّجَرَة يقعرها السَّيْل فينحيها من منبتها،
كَأَنَّهُ من ذَلِك.
مقلوبه: (وب هـ)
وَبَهَ للشَّيْء وَبْهاً ووُبوهاً، ووَبِهَ لَهُ وَبْهاً ووَبَهاً:
فطن.
الْهَاء وَالْمِيم وَالْوَاو
هَمَتْ عينه تَهْمُو: صبَّتْ دموعها، وَالْمَعْرُوف تَهْمِي،
وَإِنَّمَا حكى الْوَاو اللحياني وَحده.
مقلوبه: (هـ وم)
الهَوْمُ، والتَّهَوُّم، والتَّهْويمُ: النّوم الْخَفِيف.
والهَامَةُ: رَأس كل شَيْء من الروحانيين، وَقيل: الهَامَةُ: مَا بَين
حرفي الرَّأْس، وَقيل: هِيَ وسط الرَّأْس ومعظمه من كل شَيْء وَقيل: من
ذَوَات الْأَرْوَاح خَاصَّة.
وَبَنَات الهَامِ: مخ الدِّمَاغ، قَالَ الرَّاعِي:
يُزِيلُ بَناتِ الهَامِ عَنْ سَكَناتِها ... وَمَا يَلْقَهُ منْ ساعِدٍ
فهْوَ طائِحُ
والهَامَةُ: تَمِيم، تَشْبِيها بذلك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.
وهامَةُ الْقَوْم: سيدهم.
(4/441)
والهَامَةُ: جمَاعَة النَّاس.
وَالْجمع من كل ذَلِك: هامٌ، قَالَ جريبة ابْن أَشْيَم:
ولَقَلَّ لي مِمَّا جَعَلْتُ مَطِيَّةٌ ... فِي الهَامِ أرْكَبُها إِذا
مَا رُكِّبُوا
يَعْنِي بذلك البلية، وَهِي النَّاقة تعقل عِنْد قبر صَاحبهَا حَتَّى
تبلى، وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَزْعمُونَ أَن صَاحبهَا يركبهَا
يَوْم الْقِيَامَة، لَا يمشي إِلَى الْمَحْشَر.
والهَامَةُ: من طير اللَّيْل: طَائِر صَغِير يألف الْمَقَابِر.
والهَامَةُ: طَائِر يخرج من رَأس الْمَيِّت إِذا بلَى.
وَالْجمع أَيْضا: هامٌ. وَيُقَال: إِنَّمَا أَنْت من الهَامِ.
وَيُقَال للْفرس: هامَةٌ. وأنكرها ابْن السّكيت، وَقَالَ: إِنَّمَا
هِيَ الهَامَّةُ بِالتَّشْدِيدِ.
وهامَةُ: اسْم حَائِط بِالْمَدِينَةِ، أنْشد أَبُو حنيفَة:
مِنَ الغُلْبِ مِنْ عِضْدانِ هامَةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ وجُمَّتْ
للنَّوَاضِحِ بِئْرُها
مقلوبه: (م هـ و)
المَهْوُ من السيوف: الرَّقِيق، قَالَ صَخْر الغي:
وصَارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه ... أبْيَضُ مَهْوٌ فِي مَتْنِهِ
رُبَدُ
وَقيل: هُوَ الْكثير الفرند، وَزنه فَلْعٌ مقلوب من لفظ ماه، قَالَ
ابْن جني: وَذَلِكَ لِأَنَّهُ أرق حَتَّى صَار كَالْمَاءِ.
وثوب مَهْوٌ: رَقِيق، شبه بِالْمَاءِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد
لأبي عَطاء:
قَمِيٌص مِنَ القُوهِىِّ مَهْوٌ بَنائِقُهْ
ويروى " رَهْو " و" رَخْفٌ " وكل ذَلِك: اللين الرَّقِيق الْكثير
المَاء، مَهُوَ مَهاوَةً.
والمُهاةُ: مَاء الْفَحْل فِي رحم النَّاقة، مقلوب أَيْضا، وَالْجمع
مُهْىٌ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي بَاب مَا لَا يُفَارق واحده إِلَّا
بِالْهَاءِ، وَلَيْسَ عِنْده بتكسير، وَإِنَّمَا حمله على ذَلِك انه
سمع الْعَرَب تَقول فِي جمعه: هُوَ المُها، فَلَو كَانَ مكسرا لم يسغْ
فِيهِ التَّذْكِير، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا
(4/442)
حكاة وَحكى، وطلاة وطلى، فَإِنَّهُم
قَالُوا: هُوَ الحُكَا، وَهُوَ الطُّلَى.
وأَمْهَى السّمن: أَكثر مَاءَهُ.
وأَمْهَى الشَّرَاب: أَكثر مَاءَهُ.
وَقد مَهُو، هُوَ، مَهاوَةً، فَهُوَ مَهْوٌ.
وأمْهَى الحديدة: سَقَاهَا المَاء وأحَدَّها.
وأمْهَى الْفرس: طوَّل رسنه، وَالِاسْم المَهْىُ على المعاقبة.
ومَهَى الشَّيْء يَمْهاه ويَمْهِيه مَهْياً، معاقبة أَيْضا: مَوَّهَهُ.
وحفر الْبِئْر حَتَّى أمْهَى، أَي بلغ المَاء.
وأمْهَى الْفرس: أجراه ليعرق.
وأمْهَى الْحَبل: أرخاه.
وأمهَى فِي الْأَمر حبلا طَويلا، على الْمثل.
والمَهاةُ: الشَّمْس، قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت:
ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌّ رَحِيمٌ ... بِمَهاةٍ شُعاعُها
مَنْشُورُ
والمَهاةُ: البلورة الَّتِي تبص لشدَّة بياضها وَقيل: هِيَ الدرة،
وَالْجمع مَهاً، ومَهَوَاتٌ.
والمَهاةُ: بقرة الْوَحْش، سميت بذلك لبياضها على التَّشْبِيه بالبلورة
والدرة، فَإِذا شبهت الْمَرْأَة بالمَهاةِ فِي الْبيَاض فَإِنَّمَا
يَعْنِي بهَا البلورة أَو الدرة، فَإِذا شبهت بهَا فِي الْعَينَيْنِ
فَإِنَّمَا يَعْنِي الْبَقَرَة، وَالْجمع مَهَى ومَهَوَاتٌ ومَهَياتٌ.
والمَهاءُ: عيب، أَو أود يكون فِي الْقدح، قَالَ:
يُقِيمُ مَهاءَهُنَّ بأُصْبُعَيْهِ
ومَهَوْتُ الشَّيْء مَهْواً، مثل مَهَيْيُهُ مَهْياً، وَقد تقدم ذَلِك
فِي الْيَاء.
والمَهْوَةُ من التَّمْر كالمعوة، عَن السيرافي، وَالْجمع مَهْوٌ.
وَبَنُو مَهْوٍ: بطن من عبد الْقَيْس.
والمِمْهَى: اسْم مَوضِع، قَالَ بشر بن أبي خازم:
(4/443)
وباتَتْ لَيْلَةً وأَدِيمَ لَيْلٍ ... على
المِمْهَى يُجَزُّ لَها النَّعامُ
مقلوبه: (وه م)
الوَهْمُ: من خطرات الْقلب، وَالْجمع أوْهامٌ.
وتَوَهَّمَ الشَّيْء: تخيله وتمثله، كَانَ فِي الْوُجُود أَو لم يكن،
ووَهِمَ إِلَيْهِ يَهِمُ وَهْماً: ذهب وَهْمُه إِلَيْهِ.
ووَهَم فِي الصَّلَاة وَهْماً ووَهِم، كِلَاهُمَا: سَهَا.
ووَهِمَ، بِكَسْر الْهَاء: غلط.
وأوْهَمَ من الْحساب كَذَا: أسقط، وَكَذَلِكَ فِي الْكَلَام وَالْكتاب،
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أوْهَم ووَهِمَ ووَهَمَ سَوَاء، وَأنْشد:
فإنْ أخْطأتُ أوْ أوْهَمْتُ شَيْئاً ... فَقَدْ يَهِمُ المُصَافِي
بالحبِيبِ
قَوْله شَيْئا مَنْصُوب على الْمصدر، وَقَالَ أَبُو عبيد: أوْهَمْتُ:
أسقطت من الْحساب شَيْئا فَلم يعد " أوْهَمت ".
والتُّهَمَة: الظَّن، تاؤه مبدلة من وَاو، كَمَا أبدلوها فِي تخمة.
سِيبَوَيْهٍ: الْجمع تُهَمٌ، وَاسْتدلَّ على انه جمع مكسر بقول
الْعَرَب: هِيَ التُّهَم، وَلم يَقُولُوا: هُوَ التُّهَمُ، كَمَا
قَالُوا: هُوَ الرطب، حَيْثُ لم يجْعَلُوا الرطب تكسيرا، إِنَّمَا هُوَ
من بَاب شعيرَة وشعير.
واتَّهَمَ الرجل وأتْهَمَه، وأوْهَمَه: أَدخل عَلَيْهِ التُّهَمَة، أَي
مَا يُتَّهَم عَلَيْهِ، واتَّهَمَ هُوَ، فَهُوَ مُتَّهِمٌ وتَهِيمٌ،
وَأنْشد أَبُو يَعْقُوب:
هُمَا سَقَيانِي السُّمَّ مِنْ غَيرِ بِغْضَةٍ ... عَلى غَيرِ جُرْمٍ
فِي إناءِ تَهِيمِ
والوَهْمُ: الْعَظِيم من الرِّجَال وَالْجمال، وَقيل: هُوَ من
الْإِبِل: الذلول المنقاد مَعَ ضخم وَقُوَّة. وَالْجمع: أوْهامٌ،
ووُهُومٌ، ووُهُمٌ.
مقلوبه: (م وه)
المَاءُ والمَاهُ والمَاءَةُ مَعْرُوف. وَحكى بَعضهم: اسْقِنِي مَا،
مَقْصُور، على أَن سِيبَوَيْهٍ قد نفى أَن يكون اسْم على حرفين
أَحدهمَا التَّنْوِين. وهمزة ماءٍ منقلبة عَن هَاء بِدلَالَة ضروب
(4/444)
تصاريفه على مَا أذكرهُ الْآن من جمعه
وتصغيره. وَجمع المَاء أمْوَاهٌ ومِياهٌ، وَحكى ابْن جني فِي جمعه
أمْوَاءٌ، قَالَ أَنْشدني أَبُو عَليّ:
وبَلْدَةٍ قالصَةٍ أمْوَاؤُها
يَسْتَنُّ فِي رَأْدِ الضُّحَى أفْياؤُها
وسمى سَاعِدَة بن جؤية الْهُذلِيّ الدَّم مَاء اللَّحْم، فَقَالَ يهجو
امْرَأَة:
شَرُوبٍ لماءِ اللَّحْمِ فِي كلِّ شَتْوَةٍوإنْ لمْ تَجِدْ مَنْ
يُنْزِلِ الدَّرَّ تَحْلُبِ
وَقيل: عَنى بِهِ المرق تحسوه دون عيالها، وَأَرَادَ: وَإِن لم تَجِد
من تحلب لَهَا حَلَبَتْ هِيَ، وحَلْب النِّسَاء عَار عِنْد الْعَرَب.
وَالنّسب إِلَى المَاء مائي وماوِيٌّ.
والماوِيَّة: الْمرْآة، صفة غالبة لصفائها، حَتَّى كَأَن المَاء يجْرِي
فِيهَا، منسوبة إِلَى ذَلِك، وَالْجمع ماوِيٌّ، قَالَ:
تَرَى فِي سَنا المَاوِيِّ بالعَصْرِ والضُّحَى ... عَلى غَفَلاتِ
الزَّيْنِ والمُتَجَمَّلِ
والماوِيَّةُ: الْبَقَرَة لبياضها.
وماهَت الرَّكية تَماهُ وتَمُوهُ وتَمِيهُ مَوْهاً ومَيْهاً ومُؤُوهاً
وماهَةً ومَيْهَةً، فَهِيَ مَيِّهَةٌ وماهَةٌ: كثر مَاؤُهَا، وَقد تقدم
تَميهُ فِي الْيَاء هُنَالك من بَاب بَاعَ يَبِيع، وَهُوَ هُنَا من
بَاب حسب يحْسب كطاح يطيح وتاه يتيه، فِي قَول الْخَلِيل، وَقد تقدم،
وَقد أماهَتْها مادَّتها وماهَتْها.
وحفر الْبِئْر حَتَّى أمَاهَ وأمْوَهَ، أَي بلغ المَاء.
ومَوَّهَ الْموضع: صَار فِيهِ المَاء، قَالَ ذُو الرمة:
تَمِيميَّةٌ نَجْدِيَّةٌ دارُ أهْلِها ... إِذا مَوَّهَ الصَّمَّانُ
مِنْ سَبَلِ القَطْرِ
وَرجل ماهُ الْفُؤَاد، وماهِي الْفُؤَاد: جبان، كَأَن قلبه فِي مَاء،
عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
(4/445)
إنكَ يَا جَهْضَمُ ماهِي القَلْبِ
قَالَ: كَذَا ينشده، وَالْأَصْل مَائه الْقلب، لِأَنَّهُ من مُهْتُ.
وأَمَاهَتِ الأَرْض: كثر مَاؤُهَا، وَظهر فِيهَا النز.
وماهَتِ السَّفِينَة تَماهُ وتَمُوهُ، وأماهَتْ: دخل فِيهَا المَاء.
ومُهْتُ الرجل: سقيته المَاء.
ومَوَّهَ الْقدر: أَكثر ماءها.
وأمَاهَ السكين وَغَيره: سقَاهُ المَاء، وَذَلِكَ حِين يسنه بِهِ.
ومَوَّهَ الشَّيْء: طلاه بِذَهَب أَو بِفِضَّة وَمَا تَحت ذَلِك شبه
أَو نُحَاس أَو حَدِيد.
والمُوهَةُ: ترقرق المَاء فِي وَجه الْمَرْأَة الشَّابَّة.
ومَوْهَةُ الشَّبَاب: حسنه وصفاؤه.
وثوب المَاء: الْغَرْس الَّذِي يكون على الْمَوْلُود، قَالَ الرَّاعِي:
تَشُقُّ الطَّيْرُ ثَوْبَ الماءِ عَنْه ... بُعَيْدَ حَياتِهِ إلاَّ
الوَتِينا
وماهَ الشَّيءَ بالشَّيءِ مَوْهاً: خلطه، عَن كرَاع.
ومَوَّهَ عَلَيْهِ الْخَبَر، إِذا أخبرهُ بِخِلَاف مَا سَأَلَهُ عَنهُ.
وَحكى اللحياني عَن الْأَسدي: آهَةٌ وماهَةٌ قَالَ: الآهة: الحصبة،
والماهة: الجدري.
وماهُ مَدِينَة، لَا تَنْصَرِف لمَكَان العجمة.
وماهُ دِينَار: مَدِينَة أَيْضا، وَهِي من الْأَسْمَاء المركبة.
وماوَيْةِ: مَاء لبني العنبر بِبَطن فلج، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
ورَدْنَ عَلى ماوَيْهِ بالأمْسِ نِسْوَةٌ ... وهُنَّ على أزواجِهِنَّ
رُبُوضُ
وماهانُ: اسْم، قَالَ ابْن جني: لَو كَانَ ماهانُ عَرَبيا فَكَانَ من
لفظ " هَوَمَ أَو هَيَمَ " لَكَانَ لعفان، وَلَو كَانَ من لفظ الوَهْمِ
لَكَانَ لفعان، وَلَو كَانَ من لفظ " هَمى " لَكَانَ علفان، وَلَو وجد
فِي الْكَلَام تركيب "
(4/446)
وم هـ " فَكَانَ ماهان من لَفظه لَكَانَ
مِثَاله عفلان، وَلَو كَانَ من لفظ النهم لَكَانَ لاعافا، وَلَو كَانَ
من لفظ الْمُهَيْمِن لَكَانَ عافالا، وَلَو كَانَ فِي الْكَلَام تركيب
" م ن هـ " فَكَانَ ماهان مِنْهُ لَكَانَ فالاعا، وَلَو كَانَ " ن م هـ
" لَكَانَ عالافا.
مقلوبه: (وم هـ)
وَمِهَ النَّهَار وَمَهاً: اشْتَدَّ حره.
انْقَضى المعتل
بَاب الثلاثي اللفيف
الْهَاء والهمزة وَالْيَاء
الهَيْئَةُ والهِيئَةُ: حَال الشَّيْء وكيفيته.
وَرجل هَيِّئٌ: حسن الهَيْئَةِ، وَقد هاءَ يهاء ويَهِيئُ، قَالَ
اللحياني: وَلَيْسَت الْأَخِيرَة بِالْوَجْهِ، وَرجل هَيِئٌ على مِثَال
هييع، كَهَيِّئٍ، عَنهُ أَيْضا، وَقد هَيُؤَ بِضَم الْيَاء، وَحكى
اللحياني عَن العامرية: كَانَ لي أَخ هَيِئٌّ عَليّ، أَي يتأنث
للنِّسَاء هَكَذَا حَكَاهُ: هِيَ بِغَيْر همز، وَأرى ذَلِك إِنَّمَا
هُوَ لمَكَان عَلَيّ.
وهاءَ للأمرِ يَهاءُ ويَهِيئُ وتَهَيَّأ: أَخذ لَهُ هَيْأتَه.
وهَيَّأ الْأَمر تَهْيِئَةً وتَهْيِئاً: أصلحه.
وتَهايَئُوا على كَذَا: تمالؤوا.
والمُهايَأةُ: الْأَمر المَتَهايَأُ عَلَيْهِ.
وهاءَ إِلَى الْأَمر يَهاءُ هِيئَةً: اشتاق.
والهَيْءُ والهِيءُ: الدُّعَاء إِلَى الطَّعَام وَالشرَاب، وَهُوَ
أَيْضا دُعَاء الْإِبِل إِلَى الشّرْب، قَالَ الهرَّاء:
وَمَا كانَ عَلى الجِيءِ ... وَلَا الهِيءِ امْتِداحِيكا
وهَيْءَ: كلمة مَعْنَاهَا الأسف على الشَّيْء يفوت، وَقيل: هِيَ كلمة
التَّعَجُّب، قَالَ:
يَا هَيْءَ مَالِي! مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه ... مَرُّ الزَّمانِ
عَلَيْهِ والتَّقْلِيبُ
(4/447)
ويروى: " يَا شَيْء مَالِي " و" يَا فَيْء
مَالِي " وَكله وَاحِد.
وهاءَ: كلمة تسْتَعْمل عِنْد المناولة فَيَقُول: هاءَ يَا رجل، وَفِيه
لُغَات، وَقد أَنْعَمت استقصاءها وتعليلها فِي الْكتاب الْمُخَصّص،
وأذكر هُنَا أعيانها مُجَرّدَة، يُقَال للمذكر والمؤنث: هَاء، على لفظ
وَاحِد، وللمذكرين هاءَا، وللمؤنثين: هائِيا، وللمذكرين: هاءُوا
ولجماعة الْمُؤَنَّث هائِينَ، وَمِنْهُم من يَقُول للمذكر: هاءَ
وللمؤنث هائِي، وللمذكرين والمؤنثين: هائِيا، ولجماعة الْمُذكر:
هاءُوا، ولجماعة الْمُؤَنَّث هائِينَ، وَمِنْهُم من يَقُول: هاءَ،
وهاؤُما يَا رجلَانِ، وهاؤُمُوا يَا رجال، وهاءِ يَا امْرَأَة، وهاؤُما
وهاؤُمْنَ، وَمِنْهُم من يَقُول: هَأْ يَا رجل وللاثنين هاءا، وللجمع
هاءوا، وللمرأة هائي وللاثنتين كالاثنين، وللنسوة هَأْنَ.
وَمَا أَدْرِي مَا أَهاءُ، أَي مَا أُعطِى، وَمَا أُهاءُ، أَي مَا
أعْطى.
وهاءَ، مَمْدُود مَفْتُوح الْهمزَة: كلمة بِمَعْنى التَّلْبِيَة.
مقلوبه: (أي هـ)
إِيهِ: كلمة استزادة واستنطاق، وَقد ينون.
وإِيِه: كلمة زجر بِمَعْنى حَسبك، وتنون فَيُقَال: إيهاً، وَقد
أَنْعَمت شرح ذَلِك كُله من جِهَة الْإِعْرَاب فِي الْكتاب الْمُخَصّص.
وَقَالَ ثَعْلَب: إيهٍ: حدث، وَأنْشد:
وقَفْنَا فَقُلْنا إيهِ عَنْ أُمِّ سالمٍ ... وَمَا بالُ تَكليمِ
الدِّيارِ الَبَلاقِعِ
أَرَادَ: حَدثنَا عَن أم سَالم، فَترك التَّنْوِين وَاكْتفى
بِالْوَقْفِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: اخطأ ذُو الرمة، إِنَّمَا كَلَام
الْعَرَب إيه. وَقَالَ يَعْقُوب: أَرَادَ إيه فأجراه فِي الْوَصْل
مجْرَاه فِي الْوَقْف. وَالصَّحِيح أَن هَذِه الْأَصْوَات إِذا عنيت
بهَا الْمعرفَة لم تنون، وَإِذا عنيت بهَا النكرَة نونت، فَإِنَّمَا
اسْتَزَادَ ذُو الرمة هَذَا الطلل حَدِيثا مَعْرُوفا، كَأَنَّهُ قَالَ:
حَدثنَا الحَدِيث، أَو خبرنَا الْخَبَر، وَقَالَ بعض النَّحْوِيين:
إِذا نونت فَقلت: إيه فكأنك قلت: استزادة، وَإِذا قلت: إيه فَلم تنون
فكأنك قلت الاستزادة، فَصَارَ التَّنْوِين علم التنكير، وَتَركه علم
التَّعْرِيف، واستعار الحذلمي هَذَا لِلْإِبِلِ، فَقَالَ:
حَتَّى إِذا قالَتْ لَهُ إيهٍ إيهْ
(4/448)
وَإِن لم يكن لَهَا نُطق، كَأَن لَهَا
صَوتا ينحو هَذَا النَّحْو، قَالَ: وإيها: كف. وَحكى اللحياني عَن
الْكسَائي: إيه وهيه، على الْبَدَل، أَي حَدثنَا.
وأيه بِالرجلِ وَالْفرس وَالْإِبِل: صَوت وَهُوَ أَن يَقُول لَهَا:
ياهْ ياه، كَذَا حَكَاهُ أَبُو عبيد، وياه ياه من غير مَادَّة " أيه ".
وأيْهانَ بِمَعْنى هَيْهَات، حَكَاهُ ثَعْلَب، يُقَال: أيهان ذَلِك،
أَي بعيد ذَلِك. وَقَالَ أَبُو عَليّ: مَعْنَاهُ بعد ذَلِك، فَجعله
اسْم الْفِعْل، وَهُوَ الصَّحِيح.
الْهَاء والهمزة وَالْوَاو
هاءَ بِنَفسِهِ إِلَى الْمَعَالِي يَهُوءُ هَوْءاً: رَفعهَا، وَإنَّهُ
لبعيد الهَوْءِ، أَي الهمة، وَإنَّهُ لذُو هَوْءٍ، إِذا كَانَ صائب
الرَّأْي مَاضِيا.
وَمَا هُؤْتُ هَوْأَهُ، أَي مَا شَعرت بِهِ وَلَا أردته.
وهُؤْتُ بِهِ خيرا هَوْءاً: أزننته بِهِ، وَالصَّحِيح هُوتُ، كَذَلِك
حَكَاهُ يَعْقُوب، وَقد تقدم. وَقَالَ اللحياني: هُؤتهُ بِمَال كثير
هَوْءاً أزتنته بِهِ.
وَوَقع ذَلِك فِي هَوْئِي وهُوئِي، أَي ظَنِّي، قَالَ اللحياني:
وَقَالَ بَعضهم: إِنِّي لأَهُوءُ بك عَن هَذَا الْأَمر، أَي أرفعك
عَنهُ.
وهاوَأتُ الرجل: فاخرته، كهاويته.
مقلوبه: (أهـ و)
أَهَا: حِكَايَة صَوت الضحك، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
أهَاأهَا عِندَ زادِ القَوْمِ ضِحْكَتُهُمْ ... وأنتُم كُشُفٌ عِندَ
الوَغَى خُورُ
مقلوبه: (أوه)
الآهَةُ: الحصبة، حكى اللحياني عَن أبي خَالِد فِي قَول النَّاس: آهَةٌ
وماهَةٌ، فالآهَةُ مَا تقدم ذكره، والماهَةُ: الجدري.
وَإِنَّمَا قضينا بِأَن ألف الآهَةِ وَاو لما قدمنَا من أَن الْعين
واوا أَكثر مِنْهَا يَاء.
وآوَّهْ، وأوَّهْ، وآوُوهْ، وأوْه، وأوْهَ، وآهَ كلهَا: كلمة
مَعْنَاهَا التحزن.
وأوْهِ من فلَان، وَلفُلَان، إِذا اشْتَدَّ عَلَيْك فَقده، قَالَ:
(4/449)
فَأوْهٍ لذِكْراها إِذا مَا ذَكَرْتُها ...
ومِنْ بُعْدِ أرْضٍ دوَنها سَماءِ
وروى: " فَأوَّ لذكراها " وَسَيَأْتِي، وَقد تَأَوَّه آهاً وآهَةً،
قَالَ المثقب الْعَبْدي:
إِذا مَا قُمتُ أرْحَلُها بِلَيلٍ ... تَأوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ
الحَزِينِ
وَعِنْدِي انه وضع الِاسْم مَوضِع الْمصدر، أَي تَأوَّهُ تَأوُّهَ
الرجل.
وَرجل أوَّاهٌ: كثير الْحزن، وَقيل: هُوَ الدُّعَاء إِلَى الْخَيْر،
وَقيل: الْفَقِيه، وَقيل: الْمُؤمن بلغَة الْحَبَشَة، وَقيل: الرَّحِيم
الرفيق، وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّ إِبْرَاهِيم لَحَلِيمٌ أوَّاهٌ
مُنيبٌ) وَقيل: الأوَّاهُ هُنَا: المُتَأوِّه شفقا، وَقيل: المتضرع
يَقِينا، أَي إيقاناً بالإجابة ولزوما للطاعة، هَذَا قَول الزّجاج.
الْهَاء وَالْوَاو وَالْيَاء
الهَواءُ: الجو، وكل فارغ هَوَاء.
والهَواءُ: الجبان، لِأَنَّهُ لَا قلب لَهُ، فَكَأَنَّهُ فارغ،
الْوَاحِد والجميع فِي ذَلِك سَوَاء.
وقَلْبٌ هَواءٌ: فارغ، وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، وَفِي التَّنْزِيل:
(وأفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) .
والمَهْواةُ، والهُوَّةُ، والأهْوِيَّةٌ، والهاوِيَةُ: كالهَواء.
وهَوَتِ الطعنة، فتحت فاها، قَالَ أَبُو النَّجْم:
فاخْتاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رُجُوحا
لِلشِّقّ يَهْوِى جُرْحُها مَفْتُوحا
وَقَالَ ذُو الرمة:
هَوَى بَينَ الكُلَى والكَراكِرِ
أَي خلا وَانْفَتح وهَوَى وأهْوَى وانْهَوَى: سقط، قَالَ يزِيد ابْن
الحكم:
(4/450)
وكَمْ مَنزِلٍ لَوْلايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى
... بأجرامهِ منْ قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي
وهَوَتِ العُقابُ هُوِيًّا: إِذا انقضَّت على صيد أَو غَيره مَا لم
ترغه، فَإِذا أراغته قيل: أهْوَتْ لَهُ، قَالَ زُهَيْر:
أهْوَى لَها أسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ ... ريشَ القَوادِمِ لم
يُنْصَبْ لَهُ الشَّبَكُ
والإهْواءُ والاهْتِواء: الضَّرْب بِالْيَدِ والتناول.
وهَوَتْ يَدي للشَّيْء، وأهْوَت: امتدت وَارْتَفَعت، وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي: هَوَى إِلَيْهِ من بُعد، وأهْوَى إِلَيْهِ من قرب.
وأهْوَى إِلَيْهِ بِسَهْم، واهْتَوى إِلَيْهِ بِهِ.
والهَاوِي من الْحُرُوف وَاحِد، وَهُوَ الْألف سمى بذلك لشدَّة
امتداده، وسعة مخرجه.
وهَوَت الرّيح هُوِياًّ: هبت. قَالَ:
كأنَّ دَلْوِي فِي هُوِىِّ رِيحِ
وهَوَى يَهْوِى هَوِياًّ، وهُوِياًّ وهَوَياناً، وانهَوى: سقط من فَوق
إِلَى أَسْفَل، وأهْواهُ هُوَ.
وهَوَى السهْم هُوِياًّ: سقط من علو إِلَى سفل.
وهَوا هَوِياًّ وهاوَى: سَار سيرا شَدِيدا، قَالَ ذُو الرمة:
فَلَمْ تَسْتَطعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى ... وَلَا لَيْلَ عِيسٍ
فِي البُرِينَ خَواضعِ
وَمضى هَوِىٌّ من اللَّيْل وهُوِىٌّ وتَهْواءٌ، أَي سَاعَة مِنْهُ.
والهَوَى: الْعِشْق يكون فِي مدَاخِل الْخَيْر وَالشَّر.
والهَوِىُّ: المَهْوِيُّ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فَهُنَّ عُكوفٌ كَنَوْحِ الكَري ... مِ قَدْ شَفَّ أكْبادَهُنَّ
الهَوِىُّ
(4/451)
أَي فقد المَهْوِيِّ.
وهَوَى النَّفْسِ: أرادتها، وَقَول أبي ذُؤَيْب:
سَبَقوا هَوَىَّ وأعْنَقوا لِهَواهُمُ ... فَتُخِّرمُوا ولِكُلِّ
جَنْبٍ مَصرعُ
قَالَ ابْن حبيب قَالَ: هَوَىَّ لُغَة هُذَيْل، قَالَ الْأَصْمَعِي:
أَي مَاتُوا قبلي وَلم يَلْبَثُوا لِهَوايَ، وَكنت أُحِبُّ أَن أَمُوت
قبلهم " وأعنقوا لهواهم " جعلهم كَأَنَّهُمْ هَوُوا الذّهاب إِلَى
الْمنية لتسرعهم إِلَيْهَا، وهم لم يهووها فِي الْحَقِيقَة.
وَأثبت سِيبَوَيْهٍ الهَوَى لله عز وَجل، فَقَالَ: فَإِذا فعل ذَلِك
فقد تقرب إِلَى الله عز وَجل بهَواه.
وَقَوله عز وَجل: (فاجْعَلْ أفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوَي إِلَيْهِم)
فِيمَن قَرَأَ بِهِ إِنَّمَا عداهُ بالى لِأَن فِيهِ معنى تميل،
وَالْقِرَاءَة الْمَعْرُوفَة " تَهْوِي إِلَيْهِم " أَي ترْتَفع.
وَالْجمع أهواء.
وَقد هَوِيَهُ هَوىً، فَهُوَ هَوٍ.
والهَوَى أَيْضا: المَهْوِيُّ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
زجَرْتُ لَها طَيرَ السَّنيحِ فإنْ تَكُنْ ... هَواكَ يُصِبْكَ
اجْتِنابُها
واستهوته الشَّيَاطِين: ذهبت بِهَواهُ وعقله، وَفِي التَّنْزِيل:
(كَالَّذي استَهْوتْهُ الشياطينُ) وَقيل: استَهوَتْهُ: استهامته
وحيرته، وَقيل: زينت لَهُ هَواهُ.
وهَوَى الرجل: مَاتَ، قَالَ النَّابِغَة:
وقالَ الشَّامِتُونَ هَوَى زِيادٌ ... لِكُلِّ مَنِيَّة سَبَبٌ مَتينُ
وهاوِيَةُ، والهاوِيَةُ: من أَسمَاء جَهَنَّم، وَقَوله عز وَجل:
(فَأمُّهُ هاوِيَهٌ) أَي مَسْكَنه جَهَنَّم، أَي إِن الَّذِي لَهُ بدل
مَا يسكن إِلَيْهِ نَار حامية.
وَقَالُوا: إِذا اجدب النَّاس أَتَى الهاوِي والعاوِي، فالهاوِي:
الْجَرَاد، والعاوِي: الذِّئْب، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّمَا
هُوَ الغاوي، بالغين مُعْجمَة، والهاوِي، فالغاوي: الْجَرَاد،
والهاوِي:
(4/452)
الذِّئْب، لِأَن الذئاب تأتى إِلَى الخصب.
وأهْوَى، وسوقه أهْوَى، ودارة أهْوَى: مَوضِع أَو مَوَاضِع.
وَالْهَاء: حرف هجاء، وَهُوَ حرف مهموس يكون أصلا وبدلا وزائدا، فالاصل
نَحْو: هِنْد وفهد وَشبه، وتبدل من خَمْسَة أحرف، وَهِي: الْهمزَة،
والالف، وَالْيَاء، وَالْوَاو، وَالتَّاء، وَإِنَّمَا قضيت على
إِنَّهَا من " هـ وى " لما قَدمته فِي الْحَاء، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ:
الْهَاء وَأَخَوَاتهَا من الثنائي كالباء والحاء والطاء وَالْيَاء،
إِنَّمَا تهجيت مَقْصُورَة لِأَنَّهَا لَيست باسماء، وَإِنَّمَا جَاءَت
فِي التهجي، على الْوَقْف، قَالَ: ويدلك على ذَلِك أَن الْقَاف
وَالدَّال وَالصَّاد مَوْقُوفَة الاواخر، فَلَولَا إِنَّهَا على
الْوَقْف لحركت اواخرهن، وَنَظِير الْوَقْف هُنَا الْحَذف فِي الْهَاء
والحاء وَأَخَوَاتهَا، وَإِذا أردْت أَن تلفظ بحروف المعجم قصرت
واسكنت، لِأَنَّك لست تُرِيدُ أَن تجعلها أَسمَاء، وَلَكِنَّك أردْت
أَن تقطع حُرُوف الِاسْم، فَجَاءَت كَأَنَّهَا أصوات يصوت بهَا إِلَّا
انك تقف عِنْدهَا، لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَة عه.
مقلوبه: (وه ى)
الوَهْىُ: الشق فِي الشَّيْء، وَجمعه وُهِىٌّ، وَقيل: الوُهِىُّ: مصدر
مَبْنِيّ على فعول، وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِي جمع وهى أوْهِيَة،
وَهُوَ نَادِر، وَأنْشد:
حَمَّالُ ألْوِيَةٍ شَهَّادُ أنْجِيَةٍ ... سَدَّادُ أوْهِيَةٍ
فَتَّاحُ أسْدادِ
ووَهَى الشَّيْء ووَهِىَ يَهِي فيهمَا جَمِيعًا، وَهْياً فَهُوَ واهٍ:
ضعف، قَالَ ابْن هرمة:
فإنَّ الغيثَ قَدْ وَهِيَتْ كُلاهُ ... بِبَطْحاءِ السَّيالَةِ
فالنَّظيمِ
وَالْجمع وُهِىٌّ.
وأوْهاهُ: أضعفه.
وكل مَا استرخى رباطه فقد وَهَى، وَيُقَال للسحاب إِذا انبثق انبثاقا
شَدِيدا: قد وَهَتْ عزاليه قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وَهَى خَرْجُه واستُجِيلَ الرَّبا ... بُ منهُ وغَرِّمَ مَاء صَريحا
(4/453)
والوَهِيَّةُ: الدُّرَّةُ، سميت بذلك
لثقبها، لِأَن الثقب مِمَّا يضعفها، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
فَحَطَّتْ كَمَا حَطَّتْ وَهِيَّةُ تاجِرٍ ... وَهَى نَظْمُها فارفَضَّ
مِنها الطَّوائفُ
قَالَ: ويروى: " وَنِيَّة تَاجر " وَهِي درة أَيْضا، وَسَيَأْتِي
ذكرهَا فِي موضعهَا إِن شَاءَ الله.
مقلوبه: (وي هـ)
وَيْهِ: إغراء، وَمِنْهُم من ينون، فَيَقُول: وَيْهاً الْوَاحِد
والاثنان وَالْجمع والمذكر والمؤنث فِي ذَلِك سَوَاء، قَالَ
سِيبَوَيْهٍ: أما عمرويه وَمَا أشبههَا فألزموا آخِره شَيْئا لم يلْزم
الأعجمية، فَكَمَا تركُوا صرف الأعجمية جعلُوا ذَا بِمَنْزِلَة
الصَّوْت، لأَنهم رَأَوْهُ قد جمع أَمريْن فحطوه دَرَجَة عَن
إِسْمَاعِيل، وَشبهه فِي الفكرة بمثال غاق منونة مَكْسُورَة فِي كل
مَوضِع.
ووَاهَ: تلهُّف وتلوُّذ، وَقيل: استطابة، وتنون يُقَال: واهاً لفُلَان،
قَالَ:
وَاهاً لِرَيَّا ثمَّ وَاهاً واها
قَالَ ابْن جني: إِذا نوَّنت فكأنك قلت: استطابة، وَإِذا لم تنون فكأنك
قلت: الاستطابة، فَصَارَ التَّنْوِين علم التنكير، وَتَركه علم
التَّعْرِيف.
بَاب الرباعي
الْهَاء والغين
الهُنْبُغ: شدَّة الْجُوع، ويوصف بِهِ فَيُقَال: جوع هُنْبُغٌ.
والهُنْبُغُ: الْمَرْأَة الْفَاجِرَة، والهِنْبِغُ لُغَة فِيهِ، عَن
كرَاع.
والهُنْبُغُ: العجاج الَّذِي يطفو من رقته ودقته، قَالَ رؤبة:
وبَعدَ إيغافِ العجاج الهُنْبُغِ
والهُنْبوغ: شبه الطرثوث يُؤْكَل.
(4/454)
والهَبَيْنَغُ: الأحمق.
والهُنْبُوغ: طَائِر.
الْهَاء وَالْقَاف
الهَشْنَقُ: مَا يُسَدِّى عَلَيْهِ الحائك، قَالَ رؤبة:
أرْمَلَ قُطْناً أوْ يُسَدِّى هَشْنَقا
والشَّهْرَق: القصبة الَّتِي يُدِير حولهَا الحائك الْغَزل، وَقد
استعملها الْعَرَب، وَقَالَ رؤبة:
رَأيتُ فِي جَنْبِ القَتامِ الأبْرَقا
كَفَلْكَةِ الطَّاوِي أدارَ الشَّهْرَقا
وَكَذَلِكَ شَهْرَقُ الحائك والخارط والحفار، كُله عَن أبي حنيفَة.
والهَرَنْقَص: الْقصير.
والهِقْلِسُ: السَّيئ الْخلق.
والهِلَّقْسُ: الشَّديد من النَّاس وَالْإِبِل، وَعم بِهِ بَعضهم.
والقهْبَسَةُ: الأتان الغليظة، وَلَيْسَ بثبت.
والزَّهْزَقة من الضحك، كالقهقهة. وَقيل: زَهْزَق الرجل: اشْتَدَّ
ضحكه.
والزَّهْزَقَة: ترقيص الأمِّ الصَّبِي، وَهُوَ الزَّهْزاقُ.
والزَّهْزَقَةُ: كَلَام لَا يُفهم.
والهَزْرَقة: من أسوإِ الضحك، قَالَ:
ظَلِلْنَ فِي هَزْرَقَةٍ وَقَهِّ
وَقد تقدم الْبَيْت فِي الثنائي.
والهَزْرَقة: الخفة والسرعة.
وظليم هُزْرُوقٌ، وهِزْراقٌ، وهُزارِقٌ: سريع.
(4/455)
وزَهْلَق الشَّيْء: مَلَّسَه.
والزِّهْلِقُ: الْحمار الهملاج، وَهُوَ أَيْضا: الْحمار السمين المستوي
الظّهْر من الشَّحْم، وَكَذَلِكَ الزِّهْلِقيُّ.
والزِّهْلِقُ: مَوضِع النَّار من الفتيل.
والزِّهْلِيقُ: السراج فِي الْقنْدِيل.
والقَهْزَب: الْقصير.
وَرجل قَزٌّ فِنْزَهْوٌ، وقِزٌّ فِنْزَهْوٌ، عَن اللحياني، وَلم يُفَسر
فِنْزَهْواً، وَأرَاهُ من الْأَلْفَاظ المبالغ بهَا، كَمَا قَالُوا:
أَصمّ أسلخ، وأخرس أمرس، وَقد يكون فنزهو ثلاثيا كفندأو.
والزَّهْمَقَةُ: نَتن الْعرض، وَقيل: هُوَ خبث الرّيح عَامَّة، وَقيل:
هِيَ الزهومة السَّيئَة تجدها من اللَّحْم الغث.
وَإنَّهُ لَزهْمَقُ الرّيح، أَي خبيثها منتنها.
والقَهْمَزُ: الْقصير.
وَامْرَأَة قَهْمَزِيَّةٌ: قَصِيرَة.
والقَهْمَزَي: الْإِحْضَار، وَقيل: السرعة والنشاط.
والدَّهْدَقَة: دوران اللَّحْم فِي الْقدر وَقدر دَهْدَقَت الْقدر:
غلت، وَيُقَال للقدر: دَهْداقٌ.
والدَّهْدَقَة: تكسر اللَّحْم وَالْعِظَام، وَقد دَهْدَقَه.
والهِدْلِقُ من الْإِبِل، كالهَدِلِ.
والهِدْلِقُ: المسترخي، قَالَ:
يَنْفُضْنَ بالمَشافِرِ الهَدالِقِ
نَفْضَكَ بِالمحاشِئِ المَحالِقِ
الْبَاء فِي المشافر زَائِدَة.
وبعير هِدْلِقٌ وهِدْلِيقٌ: وَاسع الأشداق.
والهِدْلِق: الْخَطِيب.
(4/456)
والهَدالِقُ: الطوَال.
والدَّهْمَقَة: الْكيس.
والتَّدَهْقُن: التكيس. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلته، يَعْنِي
الْخَلِيل، عَن دِهْقانٍ فَقَالَ: إِن سميته من التَّدَهْقُنِ فَهُوَ
مَصْرُوف، وَقد قدمنَا قَول سِيبَوَيْهٍ: إِنَّك إِن جعلت دِهْقاناً من
الدَّهْقِ لم تصرفه.
والدِّهْقَانُ والدُّهْقانُ: التَّاجِر، فَارسي مُعرب، وهم
الدَّهاقِنَةُ والدَّهاقِينُ، قَالَ:
إِذا شِئْتُ غَنَّتْنِي دَهاقِينُ قَرْيَةٍ ... وصَنَّاجَةٌ تَجْذُو
عَلى كُلِّ مَنْسِمِ
والدِّهْقان والدُّهْقان: الْقوي على التَّصرف مَعَ حِدة، وَالْأُنْثَى
دِهْقانَةٌ، وَقد تَدَهْقَنَ، وَالِاسْم الدَّهْقَنَةُ.
ودُهْقِنَ الرجل: جُعل دِهْقاناً، قَالَ العجاج:
دُهْقِنَ بالتّاج وبالتَّسْوِيرِ
ولِوَى الدِّهْقانِ: مَوضِع بِنَجْد.
ودَهْقَنَ الطَّعَام: ألانه، عَن أبي عبيد.
والقَهْمَدُ: اللَّئِيم الأَصْل الدنيء، وَقيل هُوَ الدميم الْوَجْه.
واقْمَهَدَّ الرجل: رفع رَأسه.
واقْمَهَدَّ أَيْضا: مَاتَ، قَالَ:
فَإنْ تَقْمَهِدِّي أقْمَهِدُّ مَكانِيا
والاقْمِهْدادُ: شبه ارتعاد فِي الفرخ إِذا زقه أَبَوَاهُ، فَهُوَ
يَقْمَهِدُّ نَحْوهمَا.
والدُّهامِقُ: التُّرَاب اللين.
وَأَرْض دُهامِقٌ: لينَة دقيقة.
ودَهْمَقَ الطحين: دققه وَلينه، وَقَالَ عمر: " لَو تدهمق لي لفعلته "
أَي لَو تلين لي الطَّعَام.
(4/457)
وقَلْهَتٌ، وقَلْهاتٌ: مَوضِع، كَذَا
حَكَاهُ أهل اللُّغَة فِي الرباعي، وَأرَاهُ وهما لَيْسَ فِي الْكَلَام
فَعْلالٌ إِلَّا مضاعفا غير الخزعال.
وَأَقَامُوا هَفْتَقا، أَي أُسبوعا، فَارسي مُعرب، أَصله
بِالْفَارِسِيَّةِ هَفْتَه، قَالَ رؤبة:
كأنَّ لَعَّابِينَ زارُوا هَفْتَقا
والقُهْقُر، والقَهْقَرُّ: الْحجر الْأسود الأملس الصلب.
وغراب قَهْقَرٌ: شَدِيد السوَاد.
وحَنْظَلَة قَهْقَرَةٌ: قد اسودت بعد الخضرة، وَجَمعهَا قَهْقَرٌ.
والقَهْقَرَةُ: الصمغة الضخمة، وَجَمعهَا أَيْضا قَهْقَرٌ.
والقَهْقَرَى: الرُّجُوع إِلَى الْخلف.
وقَهْقَر الرجل فِي مشيته، وتَقَهْقَرَ: تراجع على قَفاهُ.
وهرقل ملك الرّوم، وَهُوَ أول من ضرب الدَّنَانِير، وَأول من أحدث
الْبيعَة، قَالَ لبيد:
غَلَبَ اللَّيالِي خَلْفَ آلِ مُحَرِّقٍ ... وكما فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ
وبِهِرْقَلِ
أَرَادَ هرقلا فاضطر فَغير.
والهِرْلِق: المنخل.
والهِبْرقِيُّ والهَبْرَقِيُّ: الْحداد، وَقيل: هُوَ كل من عالج صناعته
بالنَّار.
والقَرْهَبُ من الثيران: المسن الضخم، واستعاره صَخْر الغي للوعل المسن
الضخم، قَالَ يصف وَعلا:
بِهِ كانَ طِفْلاً ثمَّ أسْدَسَ فاستَوَى ... فأصْبَحَ لِهْماً فِي
لُهُومٍ قَرَاهِبِ
وَقَالَ كرَاع: القَرْهَب: المسن، فَعم بِهِ لفظا، وَقَالَ يَعْقُوب:
القَرْهَب من الثيران: الْكَبِير الضخم، وَمن الْمعز: ذَوَات
الْأَشْعَار، هَذَا لَفظه.
والقَرْهَبُ: السَّيِّد، عَن اللحياني.
(4/458)
والقَرْهَم من الثيران كالقَرْهَبِ،
وَقَالَ كرَاع: القَرْهَم: المسن فَلَا أَدْرِي أعَمَّ بِهِ أم أَرَادَ
الْخُصُوص، وَقَالَ مرّة: القَرْهَمُ: المسن من الْبَقر مثل
القَرْهَبِ، وَقَالَ يَعْقُوب: القَرْهَم أَيْضا من الْمعز: ذَات
الشّعْر، وَزعم أَن الْمِيم فِي كل ذَلِك بدل من الْبَاء.
والقَرْهَمُ: السَّيِّد، كالقَرْهَبِ، عَن اللحياني، وَزعم أَن الْمِيم
بدل من بَاء قَرْهَبٍ، وَلَيْسَ بِشَيْء.
والقَهْرَمانُ: المسيطر الحفيظ على من تَحت يَده، قَالَ:
مجْداً وعِزاًّ قَهْرَماناً قَهْقَبا
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فَارسي، والقُهْرُمانُ: لُغَة فِي
القَهْرَمانِ، عَن اللحياني.
والبَهَلَّقِ: الزَّرِيُّ الخَلْقِ.
والقَهْبَلَة: ضرب من الْمَشْي.
والقَهْبَلَةُ: الأتان الغليظة من الْوَحْش.
والقَلْهَبُ: الْقَدِيم الضخم من الرِّجَال.
والبَهْلَقَة: الْحمق.
والبُهْلُقُ والبِهْلِقُ: الْكَثِيرَة الْكَلَام الَّتِي لَيْسَ لَهَا
صيور.
والبِهْلِقُ: الْمَرْأَة الضجور الشَّدِيدَة الْحمرَة.
البِهْلِقُ: الصخب.
والبَهْلَقُ: الداهية، قَالَ رؤبة:
حَتى تَرى الأعداءُ مِنِّي بَهْلَقا
أنْكَرَ ممَّا عِندَهُمْ وأقْلَقا
والبَهْلَقَة: شبه الطرمذة، وَقد بهلق، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي:
هِيَ البلهقة، بِتَقْدِيم اللَّام، فَرد ذَلِك ثَعْلَب، وَقَالَ:
إِنَّمَا هِيَ البهلقة بِتَقْدِيم الْهَاء على اللَّام، كَمَا تقدم.
والبَلْهَق: الداهية.
وَامْرَأَة بَلْهَقٌ: حمقاء كَثِيرَة الْكَلَام، وفيهَا بَلْهَقَةٌ،
وَهِي أَيْضا: الْحَمْرَاء الشَّدِيدَة الْحمرَة
(4/459)
وبَلْهَقٌ: مَوضِع.
والهِلْقامة: والهِلِقَّامَة: الأكول.
والهِلْقامُ: الطَّوِيل، قَالَ:
أبْناءُ كَلِّ نَجيبَةٍ لنَجِيبَةٍ ... ومَقَلِّصٍ بِشَليلهِ هِلْقامِ
والهِلْقامُ: السَّيِّد الضخم الْقَائِم بالحمالات، وَكَذَلِكَ
الهلْقَمُّ، قَالَ:
فَإنْ خَطيبُ مَجلِسٍ أَلَّما
بِخُطَّةٍ كُنْتَ لَها هِلْقَمَّا
وبالحَمَالاتِ لَها لِهَمَّا
والهِلْقَمُ، والهِلْقام: الْوَاسِع الشدقين من الْإِبِل خَاصَّة،
وَرُبمَا اسْتعْمل لغَيْرهَا.
وبحر هِلْقَمٌ: كَأَنَّهُ يلتهم مَا طرح فِيهِ.
وهلقم الشَّيْء: ابتلعه.
والهِلْقَمُّّ: المبتلع.
وَرجل هُلَقِمٌ: كثيرالأكل، قَالَ:
باتَتْ بِلَيلٍ ساهِدٍ وَقد سَهِدْ
هُلَقِمٌ يَأكُلُ أطرافَ النُّجُدْ
وهِلْقامٌ وهِلْقامَةٌ، كَذَلِك وهِلْقامٌ: اسْم رجل.
والقَلْهَمُ: الْفرج الْوَاسِع. وَفِي الحَدِيث: " افْتَقَدوا سِخابَ
فَتاتِهِم فاتَّهَمُوا امرَأةً فَجَاءَت عَجوزٌ فَفَتَّشَتْ قَلْهَمَها
" التَّفْسِير للهروي فِي الغريبين، وَرِوَايَته قَلْهَمَها بِالْقَافِ
وَالْمَعْرُوف فلهمها بِالْفَاءِ، وَهُوَ فِي بَابه.
وقَلْهَمٌ: اسْم.
والقَلْهَمَة: السرعة.
(4/460)
والهَنْقَبُ: الْقصير، وَلَيْسَ بثبت.
والهُنْبُوقَةُ: المزمار، وَهِي أَيْضا مجْرى الودج، قَالَ كثير عزة:
يُرَجِّع فِي حَيْزُومِه غَيرَ باغِمٍ ... يَرَاعاً مِنَ الأحشاءِ
جُوفاً هَنابِقُهْ
أَرَادَ: هَنابيقَه، فَحذف الْيَاء.
والهُنْبُقُ، والهُبْنُوقُ، والهَبَيْنَقُ، والهِبْنِيقُ: الوصيف،
قَالَ لبيد:
والهَبانِيقُ قِيامٌ مَعَهُمْ ... كُلُّ مَلْثُومٍ إِذا صُبَّ هَمَلْ
وهَبَنَّقَةُ القَيْسِيُّ: رجل كَانَ أَحمَق بني قيس.
والقَهْقَبُ: مِثَال قَرْهَبٍ: الضخم المسن.
والقَهْقَبُّ: الضخم، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.
والقِهْقَمُّ: الَّذِي يبتلع كل شَيْء.
الْهَاء وَالْكَاف
الهِلَّكْسُ: الدنيء الْأَخْلَاق.
والكَهْمَسُ: الْقصير.
وكَهْمَسٌ: من أَسمَاء الْأسد.
وناقة كَهْمَسٌ: عَظِيمَة السنام.
وكَهْمَسٌ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بَعْدَ مَا ماتُوا
مِنَ الدَّهْرِ أعْصُرا
والدَّهْكَثُ: الْقصير.
وَرجل هُدَاكِرٌ: مُنَعَّمٌ.
وَامْرَأَة هَيْدَكْرٌ، وهُدْكُورَة، وهَيْدَكُورٌ، وهَيْدَكُورَةٌ:
كَثِيرَة اللَّحْم، وَحكى ابْن جني: هَدَيْكَرٌ، وَقَالَ: هُوَ مِثَال
لم يحكه سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: أَبُو عَليّ: سَأَلت مُحَمَّد بن الْحسن
(4/461)
عَن الهَيْدَكْرِ، فَقَالَ: لَا أعرفهُ،
وَأعرف الهَيْدَكُورُ، فَأَما الهَدَيْكرُ فَغير مَحْفُوظ عَنْهُم،
قَالَ: وَأَظنهُ من تَحْرِيف النقلَة، أَلا ترى إِلَى بَيت طرفَة:
فَهْيَ بَدَّاءُ إِذا مَا أقبَلَتْ ... فَخْمَةُ الجِسمِ رَدَاحٌ
هَيْدَكُرْ
فَكَأَن الْوَاو حذفت من هيدكور ضَرُورَة.
والهَيْدَكُور: اللَّبن الخاثر، قَالَ:
قُلْنَ لَهُ اسْقِ عَمَّكَ النَمِيرَا
ولَبَناً يَا عَمْرُو هَيْدَكُورا
وهَيْدَكُورٌ: لقب رجل من الْعَرَب.
والتَّدَهْكُرُ: التدحرج فِي المشية.
وتَدَهْكَرَ عَلَيْهِ: تَنَزَّى.
والكَهْدَلُ: العنكبوت، وَقيل: الْعَجُوز.
والكَهْدَلُ: الْجَارِيَة السمينة الناعمة.
وكَهْدَلٌ: اسْم راجز، قَالَ، يَعْنِي نَفسه:
قَدْ طَرَدَتْ أمُّ الحَديدِ كَهْدَلاَ
أُمُّ الْحَدِيد: امْرَأَته، وَقد تقدّمت الأبيات بكمالها فِي حرف
الْحَاء.
ودَهْكَلٌ: من شَدَائِد الدَّهْر.
ودَهْلَكُ: مَوضِع، أعجمي مُعرب.
والدَّهالِك: إكام سود مَعْرُوفَة، قَالَ: قَالَ كثير عزة:
(4/462)
كأنَّ عَدَوْلِيًّا زُهاءَ حَمُولِها ...
غَدَتْ تَرْتَمِي الدَّهْنا بهِ والدَّهالِكُ
وَرجل هَنْدَكِيٌّ: من أهل الْهِنْد، وَلَيْسَ من لَفظه، لِأَن الْكَاف
لَيست من حُرُوف الزِّيَادَة، وَالْجمع هَنادِك، قَالَ كثير عزة:
ومُقْرَبَةٌ دُهْمٌ وكُمْتٌ كأنَّها ... طَماطِمُ يُوفُونَ الوَفارَ
هَنادِكُ
وكَلْهَدَةُ: اسْم رجل.
وكَهْدَبٌ: ثقيل وخم.
والكُمَّهْدَة: الكمرة، عَن كرَاع.
والكُمَّهْدَة: الفيشلة، وَقَوله:
نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ
شِفاؤُها مِنْ دائِها الكُمْهَدَّهْ
قد تكون لُغَة، وَقد يجوز أَن يكون غير للضَّرُورَة.
واكْمَهَدَّ الفرخ: أَصَابَهُ مثل الارتعاد، وَذَلِكَ إِذا زقه
أَبَوَاهُ.
والدَّهْكَم: الشَّيْخ الفاني.
والتَّدَهْكُم: الاقتحام فِي الْأَمر الشَّديد.
وتَدَهْكَمَ علينا: تدرأ.
والبَهْكَنَة: السعَة فِيمَا أَخذ فِيهِ من عمل.
والهِرْكُلَة، والهُرِكْلَة، والهِرْكَوْلَة، والهِرَّكْلَة:
الْحَسَنَة الْجِسْم والخلق والمشية، قَالَ:
هِرَّكْلَةٌ فُنُقٌ نِيَافٌ طَلَّةٌ ... لمْ تَعْدُ عَنْ عَشْرٍ
وحَوْلٍ خَرْعَبُ
حكى بَعضهم انه رأى أَبَا عُبَيْدَة محموما يهذي وَيَقُول: دِينَار
كَذَا وَكَذَا، فَقُلْنَا للطبيب: سَله عَن الهِرْكَوْلَة، فَقَالَ:
يَا أَبَا عُبَيْدَة فَقَالَ: مَالك؟ قَالَ: مَا الهِرْكَوْلَة؟ قَالَ:
الضخمة الْأَوْرَاك. وَقد قيل: إِن الْهَاء فِي هِرْكَوْلَة زَائِدَة،
وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.
وَرجل هُرَاكِلٌ: ضخم جسيم.
والكَنَهْوَرُ من السَّحَاب: قطع أَمْثَال الْجبَال، قَالَ أَبُو
نخيلة:
كَنَهْوَرٌ كَانَ من أعْقابِ السُّمِى
واحدته كَنَهْوَرَةٌ، وَقيل: الكَنَهْوَرُ: السَّحَاب المتراكم، قَالَ
ابْن مقبل:
(4/463)
لَهَا قائِدٌ دُهْمُ الرَّبابِ وخَلْفَه
... رَوَايا يُبَجِّسْنَ الغَمامَ الكَنَهْوَرا
والمُكْفَهِرُّ من السَّحَاب: الَّذِي يغلظ ويركب بعضه بَعْضًا، وكل
متراكب مُكْفَهِرٌّ.
ووجهٌ مُكْفَهِرٌّ: قَلِيل اللَّحْم غليظ الْجلد لَا يستحيي من شَيْء،
وَقيل: هُوَ العبوس. وعام مُكُفَهِرٌّ كَذَلِك.
واكْفَهَرَّ النَّجْم: بدا وَجهه وضوؤه فِي شدَّة ظلمَة اللَّيْل،
حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:
إِذا اللَّيْلُ أدْجَى واكْفَهَرَّتْ نُجومُه ... وصاحَ من الأَفْراطِ
هامٌ جَوَاثمُ
والمُكْرَهِفُّ: الذّكر الْمُنْتَشِر المشرف.
والمُكْرَهِفُّ: لُغَة فِي المكفهر، أَو مقلوب عَنهُ، وَبَيت كثير
يرْوى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَهُوَ قَوْله:
نَشِيمُ عَلى أرْضِ ابنِ لَيْلَى مَخِيلَةً ... عَرِيضاً سَناها
مُكْفَهِراًّ صَبِيرُها
والهَبْرَكة: الْجَارِيَة الناعمة.
وشباب هَبْرَكٌ: تَامّ، قَالَ:
جارِيَةٌ شَبَّتْ شَباباً هَبْركا
لَمْ يَعدُ ثَدْيَا نحْرِهَا أَنْ فَلَّكَا
وشاب هَبْرَكٌ وهُبارِك كَذَلِك.
وكَنْهَلٌ وكِنْهِلٌ: مَوضِع، وَمن الْعَرَب من لَا يصرفهُ، يَجعله
اسْما للبقعة، قَالَ جرير:
طَوَى البَيْنُ أسبابَ الوِصَالِ وحاوَلَتْ ... بكَنْهَلَ أقْرانُ
الهَوَى أنْ تَجَذَّما
وَرجل كَهْبَلٌ: قصير.
والْكَنَهْبُلُ: شجر عِظَام، وَهُوَ من العضاه، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما
كَنَهْبُلٌ فالنون فِيهِ زَائِدَة، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام على
مِثَال سفرجل، فَهَذَا بِمَنْزِلَة مَا يشتق مِمَّا لَيْسَ فِيهِ نون،
فكَنَهْبُلُ
(4/464)
بِمَنْزِلَة عرنتين، بنوه بِنَاء حِين
زادوا النُّون، وَلَو كَانَت من نفس الْحَرْف لم يَفْعَلُوا ذَلِك،
قَالَ امْرُؤ الْقَيْس يصف مَطَرا وسيلا:
فأضْحَى يَسُحُّ المَاءَ عَن كُلّ فِيقَةٍ ... يَكُبُّ عَلى الأَذْقانِ
دَوْحَ الكَنَهْبُلِ
والكَنَهْبَلُ: لُغَة فِيهِ، قَالَ أَبُو حنيفَة، أَخْبرنِي أَعْرَابِي
من أهل السراة، قَالَ: الكَنَهْبُلُ: صنف من الطلح جفر قصار الشوك.
وكَهْمَلٌ: ثقيل وخم.
وَأخذ الْأَمر مُكَمْهَلاً، أَي بأجمعه.
وتَفَهْكَنَ الرجل: تندم، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، وَلَيْسَ بثبت.
والهَبَنَّكُ: الْكثير الْحمق. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الأحمق، فَلم
يُقَيِّدهُ بقلة وَلَا بِكَثْرَة، وَالْأُنْثَى هَبَنَّكَةٌ.
وَامْرَأَة بَهْكَنَةٌ وبُهاكِنَةٌ: تَارَة غضة، قَالَ السَّلُولي:
بُهَاكِنَةٌ غَضَّةٌ بَضَّةٌ ... بَرُوُد الثَّنَايَا خِلاَفَ الَكَرَى
الْهَاء وَالْجِيم
رجل جُلاهِصٌ: ثقيل وخم.
والجَهْضَم: الضخم الجنبين، وَقيل: الضخم الهامة المستديرها، وَقيل:
هُوَ المنتفخ الجنبين الغليظ الْوسط.
وتَجَهْضَم الْفَحْل على أقرانه: علاهم بكلكله.
وبعير جَهْضَمُ الجنبين: ضخم، وَكَذَلِكَ الرجل.
وجَهْضَمٌ: اسْم.
والصِّهْرِيجُ: مصنعة يجْتَمع فِيهَا المَاء، وَأَصله فَارسي، وَهُوَ
الصِّهْرِيُّ، على الْبَدَل، وَحكى أَبُو زيد فِي جمعه صَهارِىُّ.
وصَهْرَج الْحَوْض: طلاه، وَمِنْه قَول بعض الطفيليين: وددت أَن
الْكُوفَة بِرْكةٌ مُصَهْرَجةٌ، وحوض صُهارِجٌ: مَطْلِي بالصَّارُوجِ.
(4/465)
والهِجْرِس: ولد الثَّعْلَب، وَعلم بَعضهم
بِهِ نوع الثعالب، واستعاره الحطيئة للقرد فَقَالَ:
أبْلِغْ بَني عَبْسٍ فإنَّ نِجارَهُمْ ... لُؤْمٌ وإنَّ أباهُمُ
كالهِجْرِسِ
والهِجْرِس: اسْم.
والجُرْهاس: الجسيم.
والمُسْجَهِرُّ: الْأَبْيَض.
واسْجَهَرَّتِ النَّار: اتقدت والتهبت، قَالَ:
ومَجودٍ قَدِ اسجَهَرَّ تَناوِي ... رَ كَلَوْنِ العُهُونِ فِي
الأعْلاقِ
قَالَ أَبُو حنيفَة: اسجَهَرَّ هُنَا: توقد حسنا بألوان الزهر.
واسجَهَرَّت الرماح: أَقبلت.
واسجَهَرَّ اللَّيْل: طَال.
والسَّلْهَجُ: الطَّوِيل.
فَأَما قَول هِمْيانَ:
يُطِيرُ عَنها الوَبَرَ الصُّهابِجا
فَلَا تغالطن بِهِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ على مَوْضُوعه، إِنَّمَا أَرَادَ
الصهابي، فأبدل الْجِيم من الْيَاء.
والسَّمْهَجة: الفتل الشَّديد، وَقد سَمْهَجَ الْحَبل، وَكَذَلِكَ
سَمْهَجَ الْيَمين، قَالَ:
يَحْلِفُ بَحٌّ حَلِفاً مُسَمْهَجا
قُلْتُ لَهُ يَا بَحُّ لَا تَلَجِّجا
وَيَمِين سَمْهَجَةٌ: شَدِيدَة، وَقَالَ كرَاع: يَمِين سَمْهَجٌ:
خَفِيفَة، وَلست مِنْهُ على ثِقَة.
وسَمْهَجَ الْكَلَام: كذب فِيهِ.
والسَّمْهَجُ: السهل، قَالَ:
(4/466)
فَوَرَدَتْ مَاء نُقاخاً سَمْهَجا
وَلبن سَمْهَجٌ: حُلْو دسم.
وَأَرْض سَمْهَجٌ: وَاسِعَة سهلة.
وريح سَمْهَجٌ: سهلة.
وسَماهِيجُ: مَوضِع، قَالَ:
جَرَّتْ عَلَيها كُلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ
مِنْ عَنْ يَمينِ الخَطِّ أوْ سَماهيجْ
أَرَادَ جرَّت عَلَيْهَا ذيلها، فَحذف والسَّمْهَجِيجُ من ألبان
الْإِبِل: مَا حقن فِي سقاء غير ضار، فَلبث وَلم يَأْخُذ طعما.
والهَزَلَّجُ: الظليم السَّرِيع، وَقد هَزْلَج هَزْلَجَةً، وَقيل: كل
سرعَة هَزْلَجَةٌ.
والهِزْلاجُ: السَّرِيع.
وذئب هزْلاجٌ: سريع خَفِيف، قَالَ جندل ابْن الْمثنى الْحَارِثِيّ:
يَترُكْنَ بالأمالِسِ السَّمارِجِ
للطَّيرِ واللَّغاوسِ الهَزَالِجِ
وَقَول الْحُسَيْن بن مطير:
هُدْلُ المَشَافِرِ أيْدِيها مُوَثَّقَةٌ ... دُفْقٌ وأرْجُلُها زُجٌّ
هَزالِيجُ
فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: سريعة خَفِيفَة، وَقَالَ كرَاع:
الهِزلاجُ: السَّرِيع، مُشْتَقّ من الهزج وَاللَّام زَائِدَة، وَهَذَا
قَول لَا يلْتَفت إِلَيْهِ.
والجَلْهَزة: إغضاؤك على الشَّيْء وكتمك لَهُ وَأَنت عَالم بِهِ.
والهَزْمَجَةُ: كَلَام متتابع.
والهَزْمَجَةُ: اخْتِلَاط الصَّوْت، وَصَوت هُزامِجٌ: مختلط.
(4/467)
والطَّباهِجَةُ، فَارس مُعرب: ضرب من قلي
اللَّحْم، باؤه بدل من الْبَاء الَّتِي بَين الْبَاء وَالْفَاء كبرند
وبندق الَّذِي هُوَ الفرند، والفندق. وجيمه بدل من الشين.
والهَرْدَجَةُ: سرعَة الْمَشْي.
واجْرَهَدَّ فِي السّير: اسْتمرّ.
واجْرَهَدَّ الْقَوْم: قصدُوا الْقَصْد.
واجْرَهَدَّ الطَّرِيق: اسْتمرّ وامتد.
واجْرَهَدَّ اللَّيْل: طَال.
واجْرَهَدَّتِ الأَرْض: لم يُوجد فِيهَا نبت وَلَا مرعى.
واجْرَهَدَّت السّنة: اشتدت وصعبت، قَالَ الأخطل:
مَساهِيجُ الشِّتاء إِذا اجْرَهَدَّتْ ... وعَزَّتْ عِنْدَ مَقْسَمِهَا
الجَزُورُ
وجَرْهَدٌ: اسْم.
وَبسر الجُهَنْدَرِ: ضرب من التَّمْر، عَن أبي حنيفَة.
والدَّهْرَجَة: السرعة فِي السّير.
وبعير دُهانِجٌ: سريع، قَالَ العجاج:
كأنَّ رَعْنَ الآلِ منهُ فِي الآلْ
إِذا بَدا دُهانِجٌ ذُو أعْدَالْ
وَقد دَهْنَج، إِذا أسْرع مَعَ تقَارب خطو، قَالَ الفرزدق:
وعَيْرٌ لَهَا مِن بَناتِ الكُدَادِ ... يُدَهْنِجُ بالقَعْوِ
والمِزْوَدِ
وبعير دُهانِجٌ: ذُو سنَامَيْنِ.
والدَّهْنَج: حَصى أَخْضَر تُحلى بِهِ الفصوص.
والدَّهْنَجُ والدُّهانِجُ: الْعَظِيم الْخلق من كل شَيْء.
(4/468)
وهِجْدَمٌ: زجر الْفرس، وَقَالَ كرَاع:
إِنَّمَا هُوَ هِجْدُمٌّ، بِكَسْر الْهَاء وَسُكُون الْجِيم وَضم
الدَّال وَشد الْمِيم، وَبَعْضهمْ يُخَفف الْمِيم.
والدَّهْمَجَة: مشي الْكَبِير كَأَنَّهُ فِي قيد، وَقيل: هُوَ الْمَشْي
البطيء، وَقد دَهْمَجَ.
وبعير دُهامِجٌ: يُقَارب الخطو ويسرع، وَقيل ذُو سنَامَيْنِ كدُهانِج،
وَأرَاهُ بَدَلا.
والدَّهْمَج: السّير الْوَاسِع.
والدَّمْهَجُ والدُّماهِجُ: الْعَظِيم الْخلق من كل شَيْء، كالدُهانِج.
والهَرْجَلَة: الِاخْتِلَاط فِي الْمَشْي، وَقد هرجل وهرجلت النَّاقة،
كَذَلِك.
والهِرْجابُ من الْإِبِل: الطَّوِيلَة الضخمة، ونخلة هِرْجاب، كَذَلِك،
قَالَ الْأنْصَارِيّ:
تَرَى كُلَّ هِرْجابٍ سَحُوقٍ كأنَّها ... تَطَلَّى بِقارٍ أوْ
بأسْوَدَ ناتِحِ
والهَبْرَجُ: الثور، وَهُوَ أَيْضا: المسن من الظباء.
والهَبْرَجَة: اخْتِلَاط فِي الْمَشْي.
وَمَكَان بَهْرَجٌ: غير حمي، وَقد بَهْرَجَه فتَبَهْرَجَ.
وَدِرْهَم بَهْرَجٌ: رَدِيء.
وكل مَرْدُود عِنْد الْعَرَب: بَهْرَجٌ. ونَبَهْرَجٌ، وكرهها بَعضهم،
وَهَذَا الْحَرْف فَارسي، أَصله نَبَهْرَه.
والهَمْرَجةُ والهَمْرَجُ: الالتباس والاختلاط.
وَقد هَمْرَج عَلَيْهِ الْخَبَر، وَقَالُوا: الغول هَمْرَجَةٌ من
الْجِنّ.
والهَمْرَجَة: الخفة والسرعة.
وَوَقع الْقَوْم فِي هَمَرَّجَةٍ، أَي اخْتِلَاط، قَالَ:
بَيْنا كذلكَ إذْ هاجَتْ هَمَّرجَةٌ
الهَمَرَّجُ: الِاخْتِلَاط والفتنة.
والجَهْرَمِيَّةُ: ثِيَاب منسوبة من نَحْو الْبسط وَمَا يشبهها،
يُقَال: هِيَ من كتَّان، وَقَالَ:
(4/469)
بَلْ بَلَدٌ مِلْءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ
لَا يُشْتَرَي كَتَّانُهُ وجَهْرَمُهْ
جعله اسْما بِإِخْرَاج يَاء النِّسْبَة.
وجُرْهُمٌ: حَيّ من الْيمن نزلُوا مَكَّة، وَتزَوج فيهم إِسْمَاعِيل بن
إِبْرَاهِيم صلى الله عَلَيْهِمَا.
وَرجل جِرْهامٌ ومُجْرَهِمٌّ: جاد فِي أمره.
وجِرْهامٌ: من صِفَات الْأسد.
وجمل جُرَاهِمٌ: عَظِيم، وَقَول سَاعِدَة ابْن جؤية يصف ضبعا:
تَرَاها الضُّبْعُ أعْظَمَهُنَّ رَأْسا ... جُراهِمَةِ لَهَا حِرَةٌ
وثِيلُ
عَنى بالجُراهِمَةِ الضخمة الثَّقِيلَة، وَقَوله: " لَهَا حِرَةٌ
وثِيلُ " مَعْنَاهُ أَن كل ضبع خُنْثَى فِيمَا زَعَمُوا، واستعار
الثِّيلَ لَهَا، وَإِنَّمَا هُوَ للبعير.
وجَمْهَرَ لَهُ الْخَبَر: أخبرهُ بِطرف مِنْهُ على غير وَجهه، وَترك
الَّذِي يُرِيد.
والجُمْهُور، والجُمْهورَةُ من الرمل: مَا تعقد وانقاد، وَقيل: هُوَ
مَا أشرف مِنْهُ.
والجُمْهُور: الأَرْض المشرفة على مَا حولهَا.
والجُمْهُورة: حرَّة لبني سعد بن بكر.
وجُمْهُورُ كل شَيْء: معظمه، وَقد جَمْهَرَه.
وجَمْهَر الْقَبْر: جمع عَلَيْهِ التُّرَاب وَلم يطينه.
والجُمْهورِيُّ: شراب مُحدث، رَوَاهُ أَبُو حنيفَة، قَالَ: وَأَصله أَن
يُعَاد على البختج المَاء الَّذِي ذهب مِنْهُ، ثمَّ يطْبخ ويودع فِي
الأوعية، فَيَأْخُذ أخذا شَدِيدا.
والجُماهِرُ: الضخم.
وَفُلَان يتَجَمْهَر علينا، أَي يستطيل ويحقرنا.
والجَمْهَرَة: الْمُجْتَمع.
(4/470)
والهُنْجُلُ: الثقيل.
والهِلْباجُ، والهِلْباجةُ، والهُلَبِجُ، والهُلابِجُ: الأحمق الَّذِي
لَا أَحمَق مِنْهُ، وَقيل: هُوَ الوخم الأحمق المائق الْقَلِيل
النَّفْع الأكول الشروب وَلبن هِلْباجٌ وهُلَبِجٌ: خاثر.
الجَهْبَلَةُ: الْمَرْأَة القبيحة.
والجَهْبَلُ: المسن من الوعول، وَقيل: الْعَظِيم مِنْهَا، قَالَ:
يَحْطِمُ قَرْنَيْ جَبَلِيٍّ جَهْبَلِ
والهَمْلَجَةُ والهِمْلاجُ: حسن سير الدَّابَّة فِي سرعَة، وَقد
هَمْلَجَ، وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:
يُحْسِنُ فِي مَنْحاتِهِ الهَمالِجا
يُدْعَى هَلُمَّ داجِناً مُدَامِجَا
الهَمالجُ: جمع الهَمْلَجَةِ فِي السّير، أَي أَن هَذَا الْبَعِير
الساني يحسن الْمَشْي بَين الْبِئْر والحوض.
ودابة هِمْلاجٌ، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَقَالَ
زُهَيْر:
عَهْديِ بِهِمْ يَوْمَ بابِ القَرْيَتَيْنِ وقَدْزَالَ الهَمالِيجُ
بالفُرْسانِ واللُّجُمُ
وهِمْلاجُ الرجل: مركبه، وَهُوَ نَحْو ذَلِك.
وَأمر مُهَمْلَجٌ: منقاد.
وجُلْهُمَتا الْوَادي: ناحيتاه، وَقيل: حافتاه.
وجُلْهُمَةُ: اسْم رجل.
وجُلهُمُ: اسْم امْرَأَة، وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:
أوْدَى ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بِصِرْمَتِه ... إنَّ ابنَ جُلْهُمَ
أمْسَى حَيَّةَ الوادِي
أَرَادَ الْمَرْأَة، وَلذَلِك لم يصرف، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالْعرب
يسمون الرجل جُلْهُمَةَ، وَالْمَرْأَة جُلْهُمَ.
(4/471)
وَطَرِيق لَهْجَمٌ ولَهْمَجٌ: موطوء مذلل
منقاد.
وتَلَهْجَمَ لَحْيَا الْبَعِير: إِذا تحركا، قَالَ حميد بن ثَوْر
الْهِلَالِي:
كأنَّ وَحا الصِّرْدانِ فِي جَوْفِ ضالَةٍ ... تَلَهْجُمُ لَحْيَيْهِ
إِذا مَا تَلَهْجَما
واللَّهْمَجُ: السَّابِق السَّرِيع.
وظليم هَجَنَّفٌ: جَاف.
والجِهِنَّامُ: القعر الْبعيد.
وبئر جَهَنَّمٌ وجِهِنَّامٌ: بعيدَة القعر، وَبِه سميت جَهَنَّمُ لبعد
قعرها، وَلم يَقُولُوا فِيهَا: جِهِنَّامٌ، وَقَالَ اللحياني:
جِهِنَّامٌ: اسْم أعجمي.
وجُهُنَّامُ اسْم رجل، قَالَ الْأَعْشَى:
دعَوْتُ خَليِلي مِسْحَلاً ودَعَوْا لَهُ ... جُهُنَّامَ جَدْعاً
للهَجِينِ المُذَمَّمِ
وَقيل: هُوَ أَخُو هُرَيْرَة الَّتِي يتغزل بهَا فِي قَوْله:
وَدِّعْ هَرَيْرَةَ....
وجَهْمَنٌ: اسْم.
الْهَاء والشين
الشِّهْرِيزُ والشُّهْرِيزُ: ضرب من التَّمْر، وَأنكر بَعضهم ضم الشين،
وَالْأَكْثَر الشِّهْرِيزُ.
والشِّهْدارَةُ، بدال غير مُعْجمَة: الرجل الْقصير.
والهِرْدَشَّةُ: الْعَجُوز.
ودَهْرَشٌ: اسْم، وَقيل: قَبيلَة من الْجِنّ.
ودَهْفَشَ الرجل الْمَرْأَة: جَمَّشَها.
والشَّمْهَدُ من الْكَلَام: الْخَفِيف، وَقيل: الْحَدِيد.
والشِّهذارَةُ بذال مُعْجمَة: الْكثير الْكَلَام، وَقيل: العنيف فِي
السّير.
(4/472)
وبعير هِرْشِنٌ: وَاسع الشدقين، قَالَ ابْن
دُرَيْد: لَا أَدْرِي مَا صِحَّته.
والهِرْشَفُّ، والهِرْشَفَّةُ: الْعَجُوز الْكَبِيرَة.
ودلو هِرْشَفَّةٌ: بالية متشنجة، وَقد اهْرَشَفَّتْ.
والهِرْشَفَّةُ: خرقَة ينشف بهَا المَاء، قَالَ:
كُلُّ عَجوزٍ رَأسُها كالْكِفَّهْ
تَسْعَىِ بِخُفٍّ مَعَها هِرْشَفَّهْ
والهِرْشَفَّةُ: صوفة الدَّواة، وَهِي أَيْضا: صوفة أَو خرقَة ينشف
بهَا المَاء من الأَرْض ثمَّ يعصر فِي الْإِنَاء، وَإِنَّمَا يفعل
ذَلِك إِذا قل المَاء.
والهِرْشَفُّ من الرِّجَال: الْكَبِير المهزول.
والهِرْشَفُّ: الْكثير الشّرْب، عَن السيرافي.
والشَّهْبَرَة والشَّهْرَبة: الْعَجُوز قَالَ:
أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجوزٌ شَهْرَبَهْ
تَرْضَى منَ الشَّاةِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ
أَدخل اللَّام فِي غير خبر إِن للضَّرُورَة، وَلَا يُقَاس عَلَيْهِ،
وَالْوَجْه أَن يُقَال: لأم الْحُلَيْس عَجُوز شهربه، كَمَا تَقول:
لزيد قَائِم، وَلَا تَقول: زيد لقائم، وَمثله قَول الآخر:
خالِي لأنتَ ومَنْ جَرِيرٌ خالُه ... يَنَلِ العَلاءَ ويُكْرِمُ
الأخْوَالاَ
وَهَذَا يحْتَمل أَمريْن، أَحدهمَا أَن يكون أَرَادَ لخالي أَنْت،
فَأخر اللَّام إِلَى الْخَبَر ضَرُورَة، وَالْآخر أَن يكون أَرَادَ
لأَنْت خَالِي، فَقدم الْخَبَر على الْمُبْتَدَأ، وَإِن كَانَت فِيهِ
اللَّام ضَرُورَة، وَمن روى فِي الْبَيْت الْمُتَقَدّم " شَهْبرَهْ "
فَإِنَّهُ خطأ، لِأَن هَاء التَّأْنِيث لَا تكون رويا.
والشَّيْهَبُورُ، كالشَّهْبرَة.
وَشَيخ شَهْرَبٌ وشَهْبَرٌ، عَن يَعْقُوب.
والهِرْشَمَّةُ: الغزيرة من الْغنم، وَخص بَعضهم بِهِ الْمعز.
(4/473)
والهِرْشَمُّ: الرخو النخر من الْجبَال،
وَقيل: هُوَ الْحجر الصلب، ضد، قَالَ:
عادِيَّةُ الجُولِ طَمُوحُ الجَمِّ
جِيبَتْ بحَرْفِ حَجَرٍ هِرْشَمِّ
فالهِرْشَمُّ هَاهُنَا: الصلب، لِأَن الْبِئْر لَا تجاب إِلَّا بِحجر
صلب، ويروى " جوب لَهَا بجبل " قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: رخو غزير،
أَي فِي جبل.
والهَمَّرِشُ: الْعَجُوز المضطربة الْخلق، جعلهَا سِيبَوَيْهٍ مرَّةً
فَنْعَلِلاً، وَمرَّة فَعَّلِلاً. ورد أَبُو عَليّ أَن يكون
فَنْعَلِلاً، وَقَالَ: لَو كَانَ كَذَلِك لظهرت النُّون، لِأَن إدغام
النُّون فِي الْمِيم من كلمة لَا يجوز، أَلا ترى انهم لم يدغموا فِي
شَاة زنماء، وَامْرَأَة قنواء، كَرَاهِيَة ات تَلْتَبِس بالمضاعف،
وَهِي عِنْد كرَاع فَعَّلِلٌ، قَالَ: وَلَا نَظِير لَهُ الْبَتَّةَ.
والهَمْرَشَة: الْحَرَكَة، وَقد تَهَمْرَشُوا.
والنَّهْشَل: المسن المضطرب من الْكبر، وَقيل: هُوَ الَّذِي أسن وَفِيه
بَقِيَّة، وَالْأُنْثَى نَهْشَلَةٌ، وَقد نَهْشَلَ.
ونَهْشَلٌ: من أَسمَاء الذِّئْب.
ونَهْشَلٌ: اسْم، وَهِي أَيْضا، قَبيلَة مَعْرُوفَة: قَالَ الأخطل:
خَلا أنَّ حَيًّا مِنْ قُرَيشٍ تَفاضَلُوا ... عَلى الناسِ أوْ أنَّ
الأكارِم نَهْشَلا
نونها اصلية، لِأَنَّهَا بِإِزَاءِ سين سلهب.
وهَلْبَشٌ وهُلابِشٌ: اسمان.
وشِهْمِيلٌ: أَبُو بطن، وَهُوَ أَخُو العتيك، وَزعم ابْن دُرَيْد انه
شِهْميل، كَأَنَّهُ مُضَاف إِلَى " إيل " كجبريل، وَلَو كَانَ كَمَا
قَالَ لَكَانَ مصروفا.
الْهَاء وَالضَّاد
النَّهْضَل: المسن من الرِّجَال، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ
السيرافي، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.
والهُنْبُضُ: الْعَظِيم الْبَطن.
وهَنْبَضَ الضحك: أخفاه.
(4/474)
الْهَاء وَالصَّاد
صَنْعَة دِهْماصٌ: محكمَة، قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ:
أرْتاحُ فِي الصُّعَداءِ صَوْتَ المُطْحَرِ الْ ... مَحْشُورِ شِيَف
بِصَنْعَةٍ دِهماصِ
والبَهْصَلةُ والبُهْصُلَة من النِّسَاء: الشَّدِيدَة الْبيَاض وَقيل:
هِيَ القصيرة، قَالَ:
وإنْتَثَمَتْ عَليَّ بِقَوْلِ سَوْءٍ ... بُهَيْصِلَةٌ لَها وَجهٌ
دَمِيمُ
حَليلَةُ فاحِشٍ وانٍ لَئيِمٍ ... مُزَوْزِكَةٌ لَها حَسَبٌ لَئِيمُ
الانتثامُ: الانفجار بالْقَوْل الْقَبِيح.
وَرجل بُهْصُلٌ: أَبيض جسيم.
والبُهْصُل: الصخابة الجريئة.
وبهْصَلَه الدَّهْر من مَاله: أخرجه، وَكَذَلِكَ بَهْصَل الْقَوْم من
أَمْوَالهم.
وحمار يُهْصُل: غليظ.
وبَلْهَصَ، كَبَلأصَ، أَي فر وَعدا من فزع، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
ولَوْ رَأى فاكَرِشٍ لَبَلْهَصا
وَقد يجوز أَن تكون هاؤه بَدَلا من همزَة بلأص.
وتَبَلْهَصَ من ثِيَابه: خرج عَنْهَا.
والصَّلْهَبُ من الرِّجَال: الطَّوِيل، وَهُوَ أَيْضا: الْبَيْت
الْكَبِير.
والصَّلْهَب والصَّلْهَبِيُّ من الْإِبِل: الشَّديد، وَالْأُنْثَى
صَلْهَبَةٌ وصَلْهَبَاةٌ.
وَحجر صَلْهَبٌ، وصُلاهِبٌ: شَدِيد صلب.
والمصْلَهِبُّ: الطَّوِيل.
وحمار مُهْصُلٌ: غليظ، كبُهْصُل، وَأرى الْمِيم بَدَلا.
والصِّلْهامُ: من صِفَات الْأسد.
واْصْلَهَمَّ الشَّيْء: صلب وَاشْتَدَّ.
(4/475)
وهَنْبَصٌ: اسْم.
الْهَاء وَالسِّين
السُّهْرِيزُ: ضرب من التَّمْر، وسهْرٌ بِالْفَارِسِيَّةِ: الْأَحْمَر،
وَقيل: هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ شِهْرِيزٌ وبالعربية سِهْريزٌ، يُقَال:
تمر شِهْريزٌ وسِهْريزٌ، قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا تضف.
والنَّهْسَرُ: الذِّئْب.
والهَطْلَسَة: الْأَخْذ.
والهَطْلَسُ والهَطَلَّسُ: اللص الْقَاطِع يُهَطْلِسُ كل مَا وجده، أَي
يَأْخُذهُ.
والطِّهْلِيسُ: الْعَسْكَر الْكَبِير.
والدَّهارِيس: الدَّوَاهِي، قَالَ المخبل:
فَإنْ أَبْلَ لاقَيْتُ الدَّهارِيَس مَنِهُمافَقَدْ أفْنَيا
النُّعْمانَ قَبْلِي وتُبَّعا
وَاحِدهَا دِهْرِسٌ ودُهْرُسٌ، فَلَا أَدْرِي لم ثبتَتْ الْيَاء فِي
الدَّهارِيس.
والدِّهْرَس: الخفة.
والدِّرْهِسُ والدُّرْهُسُ جَمِيعًا: الداهية كالدِّهْرِسِ
والدُّهْرُسِ، وَهِي الدَّراهِسُ أنْشد يَعْقُوب:
مَعيِ ابْنا صَرِيمٍ جازِعانِ فَلاهُما ... وعَرْزَةُ لَوْلاهُ لَقِينا
الدَّرَاهِسا
والدُّراهِسُ: الشَّديد.
والمُسَرْهَد: الْمُنعم المغذَّي.
وَامْرَأَة مُسَرْهَدةٌ: سَمِينَة مصنوعة، وَكَذَلِكَ الرجل.
وسَنامٌ مُسَرْهَدٌ: مُقطَّع الْمِيَاه.
والهَدَبَّسُ: ولد الببر.
والسَّمْهدُ: الْكثير اللَّحْم الجسيم من الْإِبِل.
واسَمهَدَّ سنامه: عظم.
والسَّمْهَدُ: الصلب الْيَابِس.
والسَّرهَفَة: نعْمَة الْغذَاء، وَقد سَرْهَفَه.
(4/476)
والسَّرهَف: المائق الأكول.
والسَّهْبِرَةُ: من أَسمَاء الركايا.
والهِرْماسُ: من أَسمَاء الْأسد، وَقيل: هُوَ الشَّديد من السبَاع،
واشتقه بَعضهم من الهرس الَّذِي هُوَ الدق، فَهُوَ على هَذَا ثلاثي،
وَقد تقدم.
وهِرْماسٌ: مَوضِع أَو نهر.
والهِرْمِيسُ: الكركدن، وَهُوَ اكبر من الْفِيل، لَهُ قرن، وَهُوَ يكون
فِي الْبَحْر أَو على شاطئه، قَالَ:
والفيلُ لَا يَبْقَى وَلَا الهِرْمِيسُ
وهِرْمِسُ: اسْم علم سرياني والهُرْمُوسُ: الصلب الرَّأْي المجرب.
والسَّمْهَرِيُّ: الرمْح الصَّلِيب، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ
الصَّلِيب الْعود، قَالَ: ووتر سَمْهَرِيٌّ: شَدِيد كالسَّمْهَرِيِّ من
الرماح.
واسمَهَرَّ الشوك: يبس.
واسمَهَرَّ الظلام: تنكر.
والمُسْمَهِرُّ: الذّكر العرد.
والمُسْمَهِرُّ أَيْضا: المعتدل.
واسمَهَرَّ الْحَبل وَالْأَمر: اشْتَدَّ.
ورَهْسَمَ فِي كَلَامه: أخفاه.
ورَهْسَمَ الْخَبَر: أَتَى مِنْهُ بِطرف وَلم يفصح بِجَمِيعِهِ.
ورَهْمَسَه مثل رَهْسَمَه.
والرَّهْمَسَة أَيْضا: السرَار.
والهَلْبَسِيسُ: الشَّيْء الْيَسِير.
وَلَيْسَ بهَا هَلْبَسِيسٌ: أَي أحد يُسْتَأنَسُ بِهِ.
وَجَاءَت وَمَا عَلَيْهَا هَلْبَسِيسَةٌ، أَي شَيْء من الْحلِيّ.
(4/477)
وَمَا عِنْده هَلْبَسِيسَةٌ: إِذا لم يكن
عِنْده شَيْء.
وَمَا فِي السَّمَاء هَلْبَسِيسَةٌ، أَي شَيْء من سَحَاب، عَن ابْن
الْأَعرَابِي.
والسَّهْبَل: الجريء.
والسَّلْهَب: الطَّوِيل عَامَّة، وَقيل: هُوَ الطَّوِيل من الرِّجَال،
وَالْجمع السَّلاهِبَة.
والسَّلْهَبَةُ من النِّسَاء: الجسيمة، وَلَيْسَت بمدحة، وَيُقَال: فرس
سَلْهَبٌ وسَلْهَبَةٌ للذّكر، إِذا عظم وَطَالَ وطالت عِظَامه.
وَفرس مُسْلَهِبٌّ: مَاض، وَمِنْه قَول الْأَعرَابِي فِي صفة الْفرس:
وَإِذا عدا اسْلَهَبَّ.
وَجَاء سَبَهْلَلاً، أَي بِلَا شَيْء، وَقيل: بِلَا سلَاح وَلَا عصي،
وكل فارغ سَبَهْلَلٌ عَن السيرافي. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جَاءَ
سَبَهْلَلاً، أَي غير مَحْمُود الْمَجِيء.
وَأَنت فِي الضلال ابْن السَّبَهْللِ، وَجئْت بالضلال ابْن
السَّبَهْلَلِ، أَي بِالْبَاطِلِ، وَهُوَ من ذَلِك.
وبَلْهَسَ: أسْرع فِي مَشْيه.
وَرجل هَملَّسٌ: قوي السَّاقَيْن شَدِيد الْمَشْي، وَلم تلف إِلَّا فِي
كتاب الْعين، وَالْمَعْرُوف فِي المُصَنّف وَغَيره: العَمَلَّس،
وَلَعَلَّ الْهَاء بدل من الْعين، لَا تصح إِلَّا على ذَلِك.
واسْلَهَمَّ الْمَرِيض: عُرف أثر مَرضه فِي بدنه، وَقيل:
المُسْلَهِمُّ: الَّذِي قد ذبل ويبس إِمَّا من مرض وَإِمَّا من هم لَا
ينَام على الْفراش يَجِيء وَيذْهب وَفِي جَوْفه مرض قد أيبسه وغيَّر
لَونه، وَقيل: هُوَ الضامر المضطرب من غير مرض.
ولَهْسَمَ مَا على الْمَائِدَة: أكله أجمع.
وسَنْهَفٌ: اسْم.
والهَنْبَسَةُ: التحسس عَن الْأَخْبَار، وَقد تَهَنْبَسَ.
والبَهْبَسَى: التَّبَخْتُر.
والأسد يُبَهنِس فِي مَشْيه، ويَتَبَهْنَسُ، أَي يتبختر، خص بَعضهم
بِهِ الْأسد وعمَّ بَعضهم.
الْهَاء وَالزَّاي
الزَّهْزَمَة: الصَّوْت عَن كرَاع.
والهَزَنْبَرُ، والهَزَنْبَزانُ، والهَزَنْبَزانِيُّ، كُله: الْحَدِيد،
حَكَاهُ ابْن جني بزاءين، وَقَالَ: هِيَ
(4/478)
من الْأَمْثِلَة الَّتِي لم يذكرهَا
سِيبَوَيْهٍ.
والدِّهْلِيزُ: الدِّلِّيج، فَارسي مُعرب.
رجل زَهدَنٌ، بالزاي عَن كرَاع: لئيم.
وزَهْدَبٌ: اسْم.
والزَّهْدَم: الصَّقْر.
وزَهْدَمٌ: اسْم.
والزَّهْدَمانِ: زَهْدَمٌ وكَرْدَمٌ.
والهُزْرُوفُ والهِزْرَافُ: الظليم.
والهُزَارِفُ: الْخَفِيف السَّرِيع، وَرُبمَا نعت بِهِ الظليم.
والهِزَبْرُ: من أَسمَاء الْأسد.
والهَزَنْبَرُ، والهَزَنْبَرَانُ: الْحَدِيد.
والهِبْرِزِيُّ: الإسوار من أساورة فَارس، اعني بالإسوار: الْجيد
الرَّمْي بِالسِّهَامِ فِي قَول الزّجاج، أَو الْحسن الثَّبَات على ظهر
الْفرس فِي قَول الْفَارِسِي.
وَرجل هِبْرِزِيٌّ: جميل وسيم، وَقيل: نَافِذ.
وخف هِبْرِزِيِّ: جيد، يَمَانِية.
والبَهْزَرَةُ: النَّاقة الجسيمة الضخمة الصفية، وَكَذَلِكَ هِيَ من
النّخل، وَهِي من النِّسَاء: الطَّوِيلَة.
والبُهْزُرَةُ: النَّخْلَة الَّتِي تنَاولهَا بِيَدِك، أنْشد أَبُو
حنيفَة:
بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مآزِرَا
فَهْيَ تَسَامَى حَوْلَ جِلْفٍ جازِرَا
يَعْنِي بالجلف هُنَا الفُحَّال من النّخل.
والهَزْمَرَةُ: الْحَرَكَة الشَّدِيدَة.
وهَزْمَرَه: عنف بِهِ.
والهُرْمُز، والهُرْمُزان، والهَارَمُوزُ: الْكَبِير من مُلُوك
الْعَجم.
(4/479)
ورَامُ هُرمُزَ: مَوضِع، من الْعَرَب من
يبنيه على الْفَتْح فِي جَمِيع الْوُجُوه يعربه وَلَا يصرفهُ،
وَمِنْهُم من يضيف الأول إِلَى الثَّانِي وَلَا يصرف الثَّانِي
وَيجْرِي الأول بِوُجُوه الْإِعْرَاب.
والزَّمْهَرِيرُ: شدَّة الْبرد، وَقد ازْمَهَرَّ الْيَوْم.
وزَمْهَرَتْ عَيناهُ، وازْمَهَرَّتا: احمرَّتا من الْغَضَب.
والمُزمَهرُّ: الشَّديد الْغَضَب.
وَوجه مُزْمَهِرٌّ: كالح.
وازْمَهَرَّت الْكَوَاكِب: زهرت ولمعت، وَقيل: اشْتَدَّ ضوؤها.
والمُزْمَهِرُّ: الضاحك السن.
وَمَا فِي النِّحى هَزْبَلِيلَةٌ، أَي شَيْء لَا يتَكَلَّم بِهِ إِلَّا
فِي الْجحْد.
وزَهْلَبٌ: خَفِيف اللِّحْيَة، زَعَمُوا.
والمُزْلَهِمُّ: السَّرِيع.
وَمَاء مُزْمَهِلٌّ: صَاف.
واللِّهْزِمَتانِ: مضيغتان فِي أصل الحنك، وَقيل: هما مضيغتان عِنْد
منحنى اللحيين أَسْفَل من الْأُذُنَيْنِ، وهما مُعظم اللحيين، وَقيل:
هما مُجْتَمع اللَّحْم بَين الماضغ والأذنين من اللحى.
ولَهْزَمَه: أصَاب لِهْزِمَتَهُ، قَالَ:
إمَّا تَرَى شَيْباً عَلاني اغْثَمُهْ
لَهْزَمَ خَدَّيَّ بِهِ مُلَهْزِمُهْ
واللَّهازِمُ: عجل، وتيم اللات، وَقيس ابْن ثَعْلَبَة، وعنزة.
الْهَاء والطاء
الهِرْطالُ: الطَّوِيل من الرِّجَال، قَالَ:
قَدْ مُنِيَتْ بِناشِئٍ هِرْطالِ
فازْدَالَها وأيَّمَا ازْديالِ
(4/480)
والمُطَرْهِفُّ: الْحسن.
وهَرْمَطَ عرضه: وَقع فِيهِ.
والمُطْرَهِمُّ: الشَّبَاب المعتدل التَّام، قَالَ ابْن أَحْمَر:
أُرَجِّى شَباباً مُطْرَهِماًّ وصِحَّةً ... وكيفَ رَجاءُ المَرْءِ مَا
لَيسَ لاقِيَا
المُطْرَهِمُّ: الشَّاب الْحسن، وَقيل: الطَّوِيل الْحسن.
والمُطْرَهِمُّ: المتكبر.
واطْرَهَمَّ اللَّيْل: اسودَّ، وَقد فسر يَعْقُوب بِهِ قَول ابْن
أَحْمَر:
أُرَجِّي شَباباً مُطْرَهِماًّ ...
وَلَا وَجه لَهُ، إِلَّا أَن يَعْنِي بِهِ اسوداد الشّعْر.
والطَّهْلَبَةُ: الذّهاب فِي الأَرْض، عَن كرَاع.
وهَمْلَطَ الشَّيْء: أَخذه أَو جمعه.
والطَّهْمَلُ: الجسيم الْقَبِيح الْخلقَة.
والطَّهْمَلَةُ والطِّهْمَلَةُ، الْأَخِيرَة عَن كرَاع، من النِّسَاء:
السَّوْدَاء القبيحة الْخلق، قَالَ العجاج:
يُمْسِينَ مِنْ قَسِّ الأذَى غَوافِلا
لَا جَعْبَرِيَّاتٍ وَلَا طَهامِلا
والطِّهْلِئَةُ: المَاء الرنق الكدر فِي الْحَوْض.
الْهَاء وَالدَّال
دُهْدُرَّيْنِ: اسْم لبطل، قَالَ ذَلِك أَبُو عَليّ، وَمن كَلَامهم
دُهْدُرَّيْنْ، سعد الْقَيْن، أَي بَطل سعد الْقَيْن بِأَن لَا
يسْتَعْمل، وَذَلِكَ لتشاغل النَّاس بِمَا هم فِيهِ من الشدَّة أَو
الْقَحْط، وَيُقَال: ساعد الْقَيْن، أَيْضا، وَيُقَال: دُهْدُرَانِ لَا
يُغني عَنْك شَيْئا.
(4/481)
والدِّهْلاثُ، والدِّلْهاثُ، والدَّلْهَثُ،
والدُّلاهِثُ كُله: السَّرِيع الجريء من النَّاس وَالْإِبِل.
وَأَرْض دَهْثَمَةٌ ودَهْثَمٌ: سهلة.
وَرجل دَهْثَمُ الْخلق: سهله.
ودَهْثَمٌ: اسْم.
وثَهْمَدٌ: مَوضِع.
والرَّهْدَلُ: طَائِر شبه الْحمرَة، وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ طَائِر
شبه القبرة إِلَّا إِنَّهَا لَيست لَهَا قنزعة.
والرَّهْدَلُ: الأحمق، وَقيل: الضَّعِيف.
والرَّهْدَنُ، والرَّهْدَنَة والرُّهْدُونُ، كالرهدل الَّذِي هُوَ
الطَّائِر الْمُتَقَدّم ذكره.
والرَّهْدَن: الأحمق، كالرهدل، قَالَ:
قُلتُ لَهَا إيَّاكِ أنْ تَوَكَّنِي
عِنْدِي فِي الجَلْسَةِ أوْ تَلَبَّنِي
علَيْكِ مَا عِشْتِ بذَاكَ الرَّهدَنِ
والرُّهْدُونُ: الْكذَّاب.
والرَّهدَنَة: الإبطاء، وَقد رَهْدَنَ، قَالَ:
فجِئْتُ بالنَّقدِ وَلم أُرَهْدِنِ
أَي لم أبطئ وَلم احْتبسَ.
والدُّهْدُنُّ: الْبَاطِل، قَالَ:
لأَجْعَلَنْ لاِبْنَةِ عَمْرٍو فَنَّا
حَتَّى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا
ويروى: " لابنَة غنم ".
(4/482)
والفُرْهُد والفُرْهُود: الحادر الغليظ،
وَقيل: هُوَ الناعم التار.
والفُرْهُد والفُرْهُودُ: ولد الْأسد، عمانية، وَزعم كرَاع أَن جمع
الفُرْهُد فَراهِيدُ، كَمَا جمع هُدْهُدٌ على هَداهِيدَ، وَلَا
يُؤمن كرَاع على مثل هَذَا، إِنَّمَا يُؤمن عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ
وَشبهه.
وَقيل: الفُرْهُود: ولد الوعل.
وفَراهِيدُ: حَيّ من الْيمن من الأزد.
وفُرْهودٌ: أَبُو بطن.
والهِْرَدُّب، والهِرْدَبَّةُ: الجبان الضخم.
والهِرْدَبَّةُ: الْعَجُوز، قَالَ:
أُفٍّ لِتلْكَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّهْ
العَنْقَفيرِ الجِلْبِحِ الطُّرْطبَّهْ
العنقفير والجلبح: المسنة، والطرطبة: الطَّوِيلَة الثديين.
والهَرْدَبُ: عَدو فِيهِ ثقل، وَقد هَرْدَبَ.
وثريدة هِبْرِدانَةٌ: بَارِدَة، تَقول الْعَرَب: ثريدة هبردانة،
مبردانة، مسعنبة مسواة.
والهِرْدَمَّةُ: الْعَجُوز عَن كرَاع، كالهردبة.
والمُدْرَهِمُّ: السَّاقِط من الْكبر، وَقيل: هُوَ الْكَبِير السن
أيا كَانَ.
وادْرَهَمَّ بَصَره: أظلم.
والدِّرْهَمُ والدِّرْهِمُ: لُغَتَانِ، فَارسي، مُلْحق بِبِنَاء
كَلَامهم، فَدِرْهَمٌ كهجرع، ودِرْهِم كحفرد، وَقَالُوا فِي
تصغيره: دُرَيْهِمٌ شَاذَّة، حقروا دِرْهاماً وَإِن لم يتَكَلَّم
بِهِ، هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ، وَحكى بَعضهم: دِرْهام، وَجَاء فِي
تكسيره الدَّراهِيمُ، وَزعم سِيبَوَيْهٍ أَن الدَّراهِيمَ إِنَّمَا
جَاءَ فِي قَول الفرزدق:
تَنْفيِ يَداها الحَصىَ فِي كُلِّ هاجِرَةٍ ... نَفْيَ
الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ
وَرجل مدرهم، وَلَا فعل لَهُ، أَي كثير الدَّرَاهِم، حَكَاهُ أَبُو
زيد، قَالَ: وَلم يَقُولُوا:
(4/483)
دِرْهَم، قَالَ ابْن جني: لكنه إِذا وجد
اسْم الْمَفْعُول فالفعل حَاصِل.
ودُرْهِمَتِ الخبَّازي: استدارت فَصَارَت على أشكال الدَّراهِمِ،
اشتقوا من الدَّراهِم فعلا وَإِن كَانَ أعجميا، قَالَ ابْن جني:
وَأما قَوْلهم: دُرْهِمَتِ الخبَّازي، فَلَيْسَ من قَوْلهم: رجل
مُدَرْهَمٌ.
والهَنْدَوِيلُ: الضخم، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.
وَغُلَام فُلْهُدٌ، بِاللَّامِ: يمْلَأ المهد، عَن كرَاع.
وَرجل هِدَبْلٌ: كثير الشّعْر، وَقيل: هُوَ الْأَشْعَث الَّذِي لَا
يسرح رَأسه وَلَا يدهنه، قَالَ:
هِدانٌ أخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبَةٍ ... هِدَبْلٌ لِرَثَّاتِ
النِّقالِ جَرُورُ
وَرجل هدَبْلٌ: ثقيل.
ودَهْلَبٌ: اسْم شَاعِر مَعْرُوف، حَكَاهُ ابْن جني، وَأنْشد لَهُ
رجزا، وَهُوَ قَوْله:
أبِي الَّذِي أعْمَلَ أخْفافَ المَطِي
حَتى أناخَ عنْدَ بابِ الحِمْيَرِي
فأعْطِىَ الحِلْقَ أُصَيْلالَ العَشِي
والبَهْدَلةُ: الخفة.
والبَهْدَلَةُ: طَائِر أَخْضَر، وَجمعه بَهْدَلٌ.
والبهْدَلَةُ: أصل الثدي.
وبَهْدَلَةُ: قَبيلَة، عَن ثَعْلَب وَابْن الْأَعرَابِي.
وبَهْدَلٌ: اسْم.
والهِدْمِلُ: الثَّوْب الْخلق، قَالَ تأبط شرا:
نَهَضْتُ إِلَيْهَا مِنْ جُثُومٍ كأنَّها ... عَجوزٌ عَلَيها
هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ
من جثوم، أَي من نصف اللَّيْل.
والهِدَمْلَة: الرملة الْكَثِيرَة الشّجر، قَالَ ذُو الرمة:
(4/484)
كأنَّها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمِ
والهِدَمْلَة: مَوضِع، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.
والهِدَمْلةُ: الدَّهْر الَّذِي لَا يُوقف عَلَيْهِ لطول التقادم،
وَيضْرب مثلا للَّذي فَاتَ يَقُول بَعضهم لبَعض: كَانَ هَذَا
أَيَّام الهدملة. قَالَ كثير:
كأنْ لمْ يُدَمِّنْهَا أنيسٌ ولمْ يَكُنْ ... لَها بَعدَ أيامِ
الهِدَمْلَةِ عامِرُ
وَرمل هِدَمْلٌ: مُجْتَمع عَال.
وَرجل هِدَمْلٌ: ثقيل كهدبل.
والهلْدِمُ: اللبد الغليظ الجافي، قَالَ:
علَيهِ مِنْ لِبْدِ الزَّمانِ هِلْدِمُهْ
لبد الزَّمَان يَعْنِي الشيب.
والهِلْدِمُ: الْعَجُوز.
والمُدْلَهِمُّ: الْأسود.
وادْلَهَمَّ الظلام: كشف واسودَّ.
وأسود مُدْلَهِمٌّ، مبالغ بِهِ، عَن اللحياني.
والهِنْدَب، والهِنْدِبا، والهِنْدَبا، والهنْدَباءُ، كل ذَلِك:
بقلة من أَحْرَار الْبُقُول، تمد وتقصر. وَقَالَ كرَاع: هِيَ
الهِنْدَبا، مَفْتُوح الدَّال مَقْصُور، والهِنْدَباءُ أَيْضا
مَفْتُوح الدَّال مَمْدُود، قَالَ: وَلَا نَظِير لوَاحِد
مِنْهُمَا، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَاحِد الهِنْدَباءِ
هِنْدَبَاءَةٌ.
وهِنْدَابَةُ: اسْم امْرَأَة.
والهُدَبِدُ: اللَّبن الخاثر، وَهُوَ أَيْضا: عمش يكون فِي
الْعَينَيْنِ، وَقيل: الهُدَبِدُ: الخفش، وَقيل: هُوَ ضعف
الْبَصَر.
وَرجل هُدَبِدٌ: ضَعِيف الْبَصَر.
ودَهْدَمَ الشَّيْء: قلب بعضه على بعض.
وتَدَهْدَمَ الْحَائِط: سقط.
(4/485)
الْهَاء وَالتَّاء
النَّهْتَرُ: التحدث بِالْكَذِبِ، وَقد نَهْتَرَ علينا.
والبُهْتُرُ: الْقصير، وَالْأُنْثَى بُهْتُرٌ وبُهْتُرَةٌ، وَزعم
بَعضهم أَن الْهَاء فِي بهتر بدل من الْحَاء فِي بحتر، وَخص بَعضهم
بِهِ الْقصير من الْإِبِل.
وبَرَهُوتٌ: وَاد مَعْرُوف، وَقيل: هُوَ بحضرموت.
والهَتْمَرَةُ: كَثْرَة الْكَلَام، وَقد هَتْمَرَ.
وهَرامِيتُ: آبار مجتمعة بِنَاحِيَة الدهناء، زَعَمُوا أَن
لُقْمَان بن عَاد احتفرها.
وهَنْتَلٌ: مَوضِع.
والهَتْلَمَة: الْكَلَام الْخَفي.
والهَتْمَلَة، كالهتلمة، وَقد هتمل، قَالَ الْكُمَيْت:
وَلَا أشْهَدُ الهُجْرَ والقائِليهِ ... إِذا هُمْ بِهَيْنَمَةٍ
هَتمَلُوا
وهَتْمَل الرّجلَانِ: تكلما بِكَلَام يسرانه عَن غَيرهمَا، وَهِي
الهتلمة، وَجَمعهَا هَتامِلُ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
تَسْمَع لِلْجِن بِها زِيزِيزَما
هَتامِلاً مِنْ رِزِّها وهَيْنَما
والمُهتْمِلُ: النمام.
والمُتْمَهِل والمُتْمَئلُّ: الْهمزَة بدل من الْهَاء: الرجل
الطَّوِيل المعتدل، وَقيل: الطَّوِيل المنتصب.
الْهَاء والذال
الهَذْرَبَةُ: كَثْرَة الْكَلَام فِي سرعَة.
والهَرابِذَةُ: قومة بَيت النَّار الَّتِي للهند. وَقيل: عُظَمَاء
الْهِنْد، أَو علماؤهم.
والهِرْبِذَي: مشْيَة فِيهَا اختيال كمشي الهرابذة، وَقيل: هُوَ
الاختيال فِي الْمَشْي. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهِرْبِذَي: مشْيَة
تشبه مشْيَة الهرابذة، حَكَاهُ فِي سير الْإِبِل، قَالَ كرَاع:
وَلَا نَظِير
(4/486)
لهَذَا الْبناء.
والهَذْرَمَة كالهذربة.
وَرجل هِذْرامٌ: كثير الْكَلَام.
وألزمه لَهْذَماً وَاحِدًا، عَن كرَاع، أَي لزازا ولزاما.
والهَذْلَمَة: مشْيَة فِيهَا قرمطة وتقارب، قَالَ:
قَدْ هَذْلَم السَّارِقُ بَعْدَ العَتَمَهْ
نَحْوَ بُيوتِ الحَيِّ أيَّ هَذْلَمهْ
والهذملة، كالهذلمة.
وَسيف لَهْذَمٌ: حاد، وَكَذَلِكَ السنان والناب.
ولَهْذَم الشَّيْء: قطعه.
واللَّهاذِمَةُ: اللُّصُوص، وَأَصله من ذَلِك، وَلَا أعرف لَهُ
وَاحِدًا إِلَّا أَن يكون واحده ملهذما وَتَكون الْهَاء لتأنيث
الْجمع، وَقَالَ بَعضهم: اللهذمة فِي كل شَيْء قَاطع.
والهَنْبَذَةُ: الْأَمر الشَّديد.
الْهَاء والثاء
الهَرْثَمَةُ: مُقَدّمَة الْأنف، وَهِي أَيْضا الوترة الَّتِي بَين
منخري الْكَلْب.
وهَرْثَمَةُ: من أَسمَاء الْأسد.
والهِلبَوْثُ: الأحمق.
والهِلْباث: ضرب من التَّمْر، عَن أبي حنيفَة قَالَ: أَخْبرنِي شيخ
من أهل الْبَصْرَة فَقَالَ: لَا يحمل شَيْء من تمر الْبَصْرَة
إِلَّا الهِلْبَاثُ.
والهَثْمَلَة: الْفساد والاختلاط.
والهَنابِثُ: الدَّوَاهِي، واحدتها هَنْبَثَةٌ، وَقيل: الهَنابِثُ:
الْأُمُور وَالْأَخْبَار المختلطة، يُقَال: وَقعت بَين النَّاس
هَنابِثُ، وَالْوَاحد كالواحد.
الْهَاء وَالرَّاء
كل عَظِيم من مُلُوك الْهِنْد بَلَهْوَرٌ، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ،
وَفَسرهُ السيرافي.
وهَرْمَلَتِ الْعَجُوز: بليت من الْكبر.
(4/487)
والهُرْمُولَةُ مثل الرعبولة ينشق من
أَسْفَل الْقَمِيص.
والهُرمُول: قِطْعَة من الشّعْر تبقى فِي نواحي الرَّأْس،
وَكَذَلِكَ من الريش والوبر، قَالَ الشماخ:
هَيقٌ هِزَفٌّ وزَفَانِيَّةٌ مَرَطَى ... زَعْرَاءُ رِيشُ ذُنابها
هَرامِيلُ
وهَرْمَلَ الشّعْر وَغَيره: قطعه ونتفه، قَالَ ذُو الرمة:
رَدُّوا لأحْداجِهِم بُزْلاً مُخَيَّسَةً ... قد هَرْمَلَ الصَّيفُ
مِن أعْناقِها الوَبَرا
وهَرْمَلَ عمله: أفسدة.
وناقة هِرْمِلٌ: مُسِنَّة، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة.
والهِرْمِلُ: الهوجاء.
والنَّهابِيرُ: المهالك.
وغشى بِهِ النَّهابِيرَ، أَي حمله على أَمر شَدِيد.
والنَّهابِرُ والنَّهابِيرُ: مَا أشرف من الأَرْض، والرمل، واحدتها
نُهْبُرَة، ونُهْبُورَة، وَقيل: النَّهابِر والنَّهابِيرُ: الْحفر
بَين الآكام، قَالَ: وَقَوله فِي الحَدِيث: " من كسب مَالا من
نهاوش أنفقهُ فِي نهابر " قَالَ: نهاوش: من غير حلّه، كَمَا تنهش
الْحَيَّة من هَاهُنَا وَهَاهُنَا. ونهابر: حرَام، يَقُول من
اكْتسب مَالا من غير حلّه أنفقهُ فِي غير طَرِيق الْحق، قَالَ:
ودُونَ مَا تَطْلُبُه يَا عامِرُ
نَهابِرٌ مِنْ دُونِها نَهابِرُ
وَقيل: النَّهابِرُ: جَهَنَّم، نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا، وَقَوله:
ولأَحْمِلَنْكَ عَلى نَهابِرَ إنْ تَثِبْ ... فِيها، وَإِن كُنتَ
المُنَهِّتَ، تَعْطَبِ
تكون النهابر هَاهُنَا أحد هَذِه الْأَشْيَاء.
(4/488)
والهِنْبِرَة: الأتان، وَهِي أم الهِنبِرِ.
وَأم الهِنْبِرِ: الضبع.
وَأَبُو الهِنْبِرِ: الضبعان، وَهُوَ الهِنْبِرُ والهِنَّبْرُ.
والهِنَّبْرُ: الثور وَالْفرس، وَهُوَ أَيْضا الْأَدِيم الرَّدِيء.
والهَبْرَمَة: كَثْرَة الْكَلَام.
وبَهْرَمَة النُّور: زهره، عَن أبي حنيفَة.
والبَهْرَمة: عبَادَة أهل الْهِنْد.
والبَهْرَمَ، والبَهْرَمانُ: ضرب من العصفر.
وبَهْرَمَ لحيته: حنَّأها تحنئة مشبعة، قَالَ الراجز:
أصْبَحَ بالحِنَّاءِ قَدْ تَبَهْرَمَا
يَعْنِي رَأسه، أَي شاخ فَخَضَّبَ.
وبَرْهَمَةُ الشّجر: مُجْتَمع ورقه وثمره.
وبَرْهَمَ: أدام النّظر، قَالَ العجاج:
ونَظَراً هَوْنَ الهُوَيْنا بَرْهَما
وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:
عَذْبَ اللَّثَا تجْرِي علَيهِ البَرْهَمَا
قَالَ: البَرْهَم من قَوْلهم: بَرْهَم، إِذا أدام النّظر، وَهَذَا
إِذا تأملته وجدته غير مقنع.
الْهَاء وَاللَّام
الهَنْبَلَة: من مشي الضباع.
وهَنْبَلَ الرجل: ضلع وَمَشى مشْيَة الضبع، ونهبل كَذَلِك.
والنَّهْبَلُ: الشَّيْخ.
ونَهْبَلَ: أسنَّ.
(4/489)
والنَّهْبَلَة: النَّاقة الضخمة.
والفَلْهَمُ: فرج الْمَرْأَة الضخم الطَّوِيل الأسكتين الْقَبِيح.
ووَهْبِيلٌ: حَيّ من النخع.
وَإِنَّمَا قضينا بِأَن الْوَاو أصل وَإِن لم يكن من بَنَات
الْأَرْبَعَة حملا لَهُ على وَرَنْتَل، إِذْ لَا نَعْرِف
لوَهْبِيلٍ اشتقاقا، كَمَا لَا نعرفه لوَرَنْتَلٍ.
انْتهى الرباعي
بَاب الخماسي
الْهَاء وَالْقَاف
الهَقَبْقَبُ: الصلب الشَّديد.
وَصَوت صَهْصَلِقٌ: شَدِيد.
وَرجل صهْصَلِقُ الصَّوْت: شديده.
وَامْرَأَة صَهْصَلِقٌ، وصَهْصَلِيقٌ: شَدِيدَة الصَّوْت صخابة.
والقَهْبَلِسُ: الضخمة من النِّسَاء.
والقَهْبَلِسُ: الكمرة، وَقد يُوصف بِهِ، قَالَ:
فَيْشَلَةٌ قَهْبِلِسٌ كُباسُ
والقلَهْبَس: المسن من الْحمر الوحشية.
والقَلَهْمَس: الْقصير.
والقَلَهْزَمُ: الضّيق الْخلق الملحاح، وَقيل: هُوَ الْقصير،
قَالَ:
مَا يَجْعَلُ السَّاطِي السَّبُوحَ عِنانَهُإلى المُجْنَحِ الجاذِي
الأنُوحِ القَلَهْزَمِ
وَامْرَأَة قَلَهْزَمةٌ: قَصِيرَة جدا.
والقَلَهْزَم: الْقصير.
وبحر قَلَهْذَمٌ: كثير المَاء.
(4/490)
الْهَاء وَالْكَاف
كَنَهْدَلٌ: صلب شَدِيد.
الْهَاء وَالْجِيم
الشَّهْدانَجُ: نبت، عَن أبي حنيفَة.
والهَنْجَبُوسُ: الخسيس.
والهَمَرْجَلُ: الْجواد السَّرِيع، وَعم بِهِ السيرافي فِي كل
خَفِيف سريع، وناقة هَمَرْجَلٌ كَذَلِك، وَتَكون من نعت السّير
أَيْضا.
والهَمَرْجَلَةُ من النوق: النجيبة.
والنَّبَهْرَجُ، كالبهرج، وَقد تقدم.
والبَهْرامَجُ: الشّجر الَّذِي يُقَال لَهُ الرنف، وَهُوَ من
أَشجَار الْجبَال، وَقَالَ أَبُو عبيد، فِي بعض النّسخ، لَا أعرف
مَا البهرامج، قَالَ أَبُو حنيفَة: البهرامج: فَارسي، وَهُوَ
الرنف، قَالَ: وَهُوَ ضَرْبَان: ضرب مِنْهُ مشرب لون شعره حمرَة،
وَمِنْه أَخْضَر هيادب النُّور، وكلا النَّوْعَيْنِ طيب
الرَّائِحَة.
الْهَاء والشين
الشَّنَهْبَرَةُ والشَّنَهْبَرُ: الْعَجُوز الْكَبِيرَة، عَن
كرَاع.
الْهَاء وَالصَّاد
الهَنْدَلِيصُ: الْكثير الْكَلَام، وَلَيْسَ بثبت.
الْهَاء وَالسِّين
السَّمَهْدَرُ: الذّكر.
وَغُلَام سَمَهْدَرٌ: كثير اللَّحْم.
وبلد سَمَهْدَرٌ: بعيد مضلَّة، قَالَ:
ودونَ سَلْمَى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ
يُنْضِى المَطايا خِمْسُه العَشَنْزَرُ
(4/491)
والدَّلَهْمَسُ: من أَسمَاء الْأسد،
والشجاع، قَالَ أَبُو عبيد: سمى الْأسد بذلك لقُوته وجرأته، وَلم
يفصح عَن صَحِيح اشتقاقه.
وَحكى اللحياني: سَهَنْساهُ: ادخل مَعنا، وسَهَنْساهُ: اذْهَبْ
مَعنا، وَإِذا لم يكن بعده شَيْء قلت: سَهَنْساهُ قد كَانَ كَذَا
وَكَذَا.
الْهَاء وَالزَّاي
الهِنْزَمْرُ، والهِنْزَمْنُ، والهِيَزَمْنُ كلهَا: عيد من أعياد
النَّصَارَى أَو سَائِر الْعَجم، وَهِي أَعْجَمِيَّة، قَالَ
الْأَعْشَى:
إِذا كَانَ هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما
الْهَاء وَالرَّاء
البُرَهْمِنُ: الْعَالم بالسُّمنية.
بَاب السداسي
الْهَاء والشين
شاهسْفَرَمْ: ريحَان الْملك، قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ فارسية دخلت
فِي كَلَام الْعَرَب، قَالَ الْأَعْشَى:
وشاهَسْفَرَمْ والياسِمونَ ونَرْجِسٌ ... يُصَبِّحُنا فِي كُلّ
دَجْنٍ تَغَيَّما
انْتهى حرف الْهَاء
(4/492)
|