المُنَجَّد في اللغة فصل الياء
يقال: غُلام يافعٌ: قارَب الإدراك، وجمعه أيْفَاعٌ ويَفَعَةٌ، قال
الكُمَيْت: [البسيط]
هل أنتَ عن طَلَبِ الأيْفاعِ مُنْقَلِبُ
وقد أيْفَعَ فهو يافِعٌ، ولا يقال: مُوفِعٌ، وهذا من نادر كلامهم.
واليافِع أيضًا: ما أَشْرَفَ من الرَّمْل، قال ذو الرُّمَّة يذكر
خِشْفًا: [البسيط]
تَنْفِي الطَّوَارِفَ عنه دِعْصَتَا بَقَرٍ ... أو يافعٌ مِنْ
فِرِنْدَادَيْنِ مَلْمُومُ
بَقَرٌ: موضع، وفِرِنْدَادَانِ: جَبَلاَن بالدَّهْنَاء.
واليَفَاع: مثل اليَافع، قال القُطاميّ: [الوافر]
فأَصْبَحَ سَيْلُ ذلك قد تَرَقَّى ... إلى مَنْ كان مَنْزِلُهُ
يَفَاعَا
ويقال: جِبَالٌ يَفَعَاتٌ، أي: مُشْرِفَاتٌ.
ويقال: يافَع فُلانٌ أَمَةً فُلانٍ: فَجَرَ بِها.
واليَمين: الحَلِفُ، وثلاثة أيْمُنٍ، فإذا كَثُرَتْ فهي الأَيْمَانُ؛
قال زُهَير: [الوافر]
(1/360)
فَتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا وَمِنْكُمْ ...
بِمُقْسَمَةٍ تَمورُ بها الدِّماءُ
ويقال: قَدِمَ فلانٌ على أيْمَنِ اليَمين، يعني: اليَدَ اليُمْنَى؛
وقَوْلُ الشَّمَّاخ: [الوافر]
إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ... تَلَقَّاهَا عَرَابةُ باليَمِينِ
إنما أراد اليَدَ اليُمْنَى، ويقال: اليمين هاهُنا القُوَّة.
وفي القرآن: {لأَخَذْنا مِنْهُ باليَمِينِ} [سورة الحاقة/ 54] أي:
بالقُوَّة، ويقال: باليدِ اليمنى؛ وكذلك قوله عزَّ وجلَّ: {فَرَاغَ
عَلَيْهِمْ ضَرْبًا باليَمينِ} [سورة الصافات/ 39] أي: باليدِ
اليُمْنَى، ويقال: بالحَلِفِ، لقوله: {وتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ
أَصْنَامَكُمْ} [سورة الأنبياء/ 57].
ويقال: يَئِسْت من الشىء يَأْسًا، وهو ضِدُّ الرَّجَاء - ليس في الكلام
فِعْلٌ ماضٍ تَتَابَعَتْ في صدره ياءانِ غَيْرُه.
ويَئِسْت أيضًا: عَلِمْتُ، قال سُحَيْمُ بنُ وَثِيلٍ الرِّياحِيُّ:
[الطويل]
أَقولُ لأهلِ الشِّعْبِ إذ يَأسُرونَنِي ... ألَمْ تَيْأسُوا أنِّي
ابنُ فارسِ زَهْدَمِ
(1/361)
ويروى: «إذْ يَبْسِرُونَنِي»، مِنْ
أيْسَارِ الجَزُور، وزَهْدَم: اسمُ فَرَسٍ.
قال القاسم بنُ مَعْنٍ: هِيَ لغةُ هوَازِنَ، يَئِسْتُ بمعنى عَلِمْتُ.
وقال الكَلْبِيُّ: هي لغةُ وَهْبِيلَ، حَيٍّ من النَّخَعِ، وهُمْ
رَهْطُ شَريكٍ. قال غيرهما: وفي القرآن: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذينَ
ءامَنُوا} [سورة الرعد/ 13]؛ أي: أَفَلَمْ يَعْلَمْ. وحدّثنا أبو
يُوسُفَ يَعْقُوبُ بن إسْحاقَ الأَصْبَهَاني، عن عَلِيّ بن عبدِ
العزيزِ عن أبي عُبَيْدٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم،
عن زُبَيرِ بنِ خِرِّيتٍ - أو يَعْلى بن حَكيمٍ - عن ابن عباسٍ - وقال
مرةً أخرى: عن جَريرِ بن حازمٍ عن يَعْلَى بن حكيم عن عِكْرَمَةَ عن
ابن عباس - أنه كان يَقْرَؤُها: {أَفَلَمْ يَتَبَيَّنِ
الَّذينَءَامَنُوا}، وقال: كَتَبَ الكاتبُ الأُخْرى وهو ناعِسٌ.
وحدَّثَنا أبو يوسفَ قال: حَدَّثَنا عليٌّ قال: حَدَّثَنا حَجَّاجٌ عن
ابن جُرَيْجٍ قال: زعم ابنُ كَثِير أنها: {أَفَلَمْ يَتَبَيَّنْ} في
القراءة الأولى.
(1/362)
|