تاج العروس

(فصل الراءِ) مَعَ الحاءِ الْمُهْملَة)
ربح
: (رَبِحَ فِي تِجارتِه، كعَلِمَ) يَرْبَح رِبحاً ورَبَحاً وَرَباحاً: (اسْتَشَفَّ) .
وَالْعرب تَقول للرجل إِذا دَخلَ فِي التِّجارة: بالرَّبَاح والسَّمَاح.
(والرَّبْح، بِالْكَسْرِ، والتَّحريك و) الرَّبَاح (كسَحاب) : النَّماءُ فِي التَّجْرِ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: هُوَ (اسْمُ مَا ربِحه) .
وَفِي (التّهذيب) : رَبِحَ فُلانٌ ورابَحْتُه.
وَهَذَا بَيْعٌ مُرْبِح: إِذا كَانَ يُرْبَح فِيهِ.
وَالْعرب تَقول: رَبِحَتْ تِجارتُه: إِذا رَبِحَ صاحِبُها فِيهَا. (و) من الْمجَاز (تِجارةٌ رابِحةٌ: يُربَح فِيهَا) . وَقَوله تَعَالَى: {فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ} (الْبَقَرَة: 16) أَي مَا ربِحُوا فِي تِجارتهم، لأَنّ التِّجارة لَا تَرْبَح، إِنّما يُرْبَح فِيهَا ويُوضَع

(6/379)


فِيهَا، قَالَه أَبو إِسحاق الزَّجّاجُ. قَالَ الأَزهريّ: جعل الفِعل للتِّجَارَة، وَهِي لَا تَرْبَحِ، وإِنما يُرْبَح فِيهَا، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: لَيْلٌ نائمٌ وساهِرٌ، أَي يُنامُ فِيهِ ويُسْهر.
(ورَابَحْتُه على سِلْعَته) وأَرْبَحته: (أَعْطيتُه رِبْحاً) .
وَقد أَرْبَحَه بمتَاعِه.
وأَعْطاه مَالا مُرابَحَةً، أَي على الرِّبْح بَينهمَا. وبِعْتُ الشَّيْءَ مُرابَحةً وَيُقَال: بِعْتُه السِّلْعة مُرابحةً على كلِّ عشرةِ دَراهِمَ دِرْهَمٌ. وكذالك اشتريتُه مُرَابَحةً. وَلَا بُدَّ من تَسمِيَةِ الرِّبْح.
(والرُّبّاح، كرُمّان: الجَدْيُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الرُّبَحُ والرُّبّاحُ: (القرْدُ الذَّكرُ) ؛ قَالَه أَبو عُبيدٍ فِي بَاب فُعّال. قَالَ بِشْرُ بن المُعْتَمِر:
وإِلْقةٌ تُرْغثُ رْبّاحَها
والسَّهْلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ
الإِلْقَةُ هُنَا: القِرْدَة. ورُبّاحُها: ولَدُها. وتُرْغِث: تُرْضِعُ. ويُجْمع رَبابِيحَ. أَنشد شَمِرٌ للبَعيث:
شآمِيَةٌ زُرْقُ العُيونِ كأَنَّها
ربابِيحُ تَنْزُو أَوْ فُرَارٌ مُزَلَّمُ
وَفِي (الأَساس) : أَمْلَحُ من رُباحٍ، مُخَفَّفاً ومُثقَّلاً: وَهُوَ القِرْد. قلت: والتَّخْفيف لُغة اليمنِ، وَهُوَ الهَوْبَر، والحَوْدَل. وَقيل: هُوَ وَلَد القِرْد. (و) قيل: هُوَ (الفَصِيلُ) ، والحاشِيَةُ (الصَّغير الضّاوِي) . وأَنشد:
حَطَّتْ بِهِ الدَّلْوُ إِلى قَعْرِ الطَّوِي
كأَنّما حَطَّتْ برُبّاحٍ ثَنِي
قَالَ أَبو الْهَيْثَم: كَيفَ يكون فَصيلاً صَغِيرا، وَقد جَعَله ثَنِيًّا، والثَّنِيُّ ابنُ خَمْسِ سِنينَ؟ وأَنشد شَمِرٌ لخِدَاشِ بنِ زُهير:
ومسبُّكمْ سُفْيَانَ ثُمّ تُرِكْتُمُ
تَتَنَتَّجُونَ تَنَتُّجَ الرُّباحِ
(و) أَكَلَ (زُبّ رُبّاحٍ: تَمْر) ؛

(6/380)


قَالَه اللّيث، وَهُوَ من تُمورِ البَصْرة.
(و) الرُّبَح (كصُرَدٍ: الفَصيل) كأَنه لُغَة فِي الرُّبَع. قَالَ الأَعشى:
فتَرَى القَوْمٍ نَشاوَى كلَّهم
مِثْلَ مَا مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الرُّبَحْ
وانظره فِي نَصَح. (و) الرُّبَح: (الجَدْيُ. و) الرُّبَح أَيضاً (طائِرٌ) يُشَبَّه بالزّاغ. وَقَالَ كُراع: هُوَ الرَّبَح، بِفَتْح أَوّله: طائرٌ يُشبِه الزّاغَ.
(و) الرَّبَح، (بالتَّحْريك: الخَيْلُ والإِبلُ تُجْلَب للبَيْعِ) ، أَي التِّجارةِ. (و) الرَّبَحُ: (الشَّحْمُ) . قَالَ خُفَافُ بن نُدْبَة:
قَرَوْا أَضْيَافَهمْ رَبَحاً بِبُحًّ
يَعِيشُ بفَضْلِهِنَّ الحَيُّ، سُمْرِ
البُحّ: قِداحُ المَيْسِر، يَعنِي قِداحاً بُحًّا من رَزانَتِها. (و) يُقَال: الرَّبَح هُنَا: (الفُصْلانُ الصِّغارُ) . وَقيل: هِيَ مَا يَرْبَحون من المَيْسِرِ. قالَ الأَزهريّ: يَقُول: أَعْوَزَهم الكِبَارُ فَتقامَرُوا على الفِقَال. (الواحدُ رَابِحٌ) وَبِه فَسَّر ثَعْلَب. (أَو) الرَّبَحُ (الفَصيلُ) . وحينئذٍ (ج) رَبَاحٌ (كجِمالٍ) وجَمَلٍ.
(و) يُقَال: (أَرْبَحَ) الرَّجلُ، إِذا (ذَبَحَ، لضِيفانهِ) الرَّبَحَ، وَهُوَ الفُصْلانُ الصِّغار. (و) أَرْبَحَ (النّاقةَ) : إِذا (حَلَبَها غُدْوةً ونِصْفَ النَّهارِ) .
(و) رَبَاحٌ (كسَحابٍ: اسمِ جماعةٍ) ، مِنْهُم رَبَاحٌ: اسمُ ساقٍ. قَالَ الشّاعر:
هَذَا مَقامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ
كَذَا فِي (الصّحاح) . (و) رَبَاح: (قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُس) من أَعمال طُلَيْطِلَةَ، (مِنْهَا محمّد بنُ سَعدٍ اللُّغَوِيّ) النّحويّ، أَوْرَده الصّلاح فِي تَذْكِرته، (وقاسِمُ بن الشّارِب الفَقيه، ومحمّد بن يَحيى النّحويّ) .

(6/381)


(والرَّبَاحِيّ: جِنْسٌ من الكافور) مَنسوبٌ إِلى بلدٍ، كَمَا قَالَه الجوهريّ، وصَوَّبَه بعضُهم؛ أَو إِلى مَلِكٍ اسْمه رَبَاحٌ اعْتَنَى بذالك النَّوْعِ من الكافور وأَظْهَرَه.
(وقولُ الجوهريِّ: الرَّبَاحُ دُوَيْبَة) كالسِّنَّوْرِ (يُجْلَب) هاكذا بِالْجِيم فِي سَائِر النّسخ الْمَوْجُودَة بأَيدينا، وبخطّ أَبي زَكريَّا وأَبي سَهْلٍ بالحاءِ الْمُهْملَة (مِنْهَا) ، نسخ (الصّحاح) : مِنْهُ، فَهُوَ تَحْرِيف من المصنِّف أَو غَيره. قَالَ ابْن بَرّيّ فِي الْحَوَاشِي: قَالَ الجوهريّ: الرَّبَاحُ أَيضاً: دُوَيْبّة كالسِّنَّوْر يُجْلَب مِنْهُ (الكافورُ) . وَقَالَ: هاكذا وَقَع فِي أَصْلِي. قَالَ: وَكَذَا هُوَ فِي أَصْلِ الجوهريّ بخظّه. وَهُوَ (خَلْفٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، أَي فاسِدٌ غَلَطٌ. (وأُصْلِحَ فِي بعضِ النُّسَخ، وكُتِب: بَلَد، بدل: دُوَيّبَّة) ، قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَهَذَا من زِيَادَة ابْن القَطّاع وإِصلاحِه، وخَطُّ الجوهريّ بِخِلَافِهِ. قلت: ونصُّ الزِّيادةِ: والرَّباح أَيضاً: اسمُ بَلَد، والّذي بخطِّ الجوهريّ: والرَّبَاح أَيضاً: دابَّةٌ كالسِّنَّوْرِ يُجْلَب مِنْهُ الكافورُ. فقَوْلُ شيخِنا: إِنه مبنيٌّ على الحَدْسِ والتَّخمينِ وعدمِ الاستقراءِ، غيرُ ظاهرٍ. (وكِلاهما غَلَطٌ) . وَلقَائِل أَن يَقُول: أَيُّ غَلَطٍ فِيمَا إِذا نُسِب إِلى البَلَدِ، لأَن الأَشياءَ كلَّها لَا بُدَّ أَن تُجْلَبَ من البِلاد إِلى غيرِها من صُمُوغ وثِمارٍ وأَزهارٍ، لاخْتِصَاص بعضِ الْبلدَانِ بِبَعْض الأَشياءِ ممّا لَا توَحد فِي غَيرهَا؛ وَكَذَا إِذا كَانَ (يُحْلَب) بالحاءِ الْمُهْملَة، على مَا فِي النُّسخ الصَّحيحة من (الصّحاح) بخطّ أَبي زكريّا وأَبي سَهْلٍ، أَمكَنَ حَمْلُه على الصَّحّة بوَجْهٍ من التَّأْويل. والّذي فِي هامشِ نُسخ (الصّحاح) مَا نَصُّه وَقَعَ فِي أَكثرِ النُّسخ كَمَا وُجِدَ بخطّ أَبي زكريّا، وإِذا كَانَ كذالك فَهُوَ تصحيفٌ قَبِيح (لأَنّ الكافورَ) لَا يُحْلَب من دابَّة، وإِنما هُوَ (صَمْغُ شَجعرٍ) بالهِند، ورَبَاحٌ: مَوضعٌ هُناك يُنسَب إِليه الكافور، (يكونُ داخلَ الخَشَبِ ويَتَخَشْخَشُ فِيهِ إِذا حُرِّك فيُنْشَرُ) ذالك الخَشبُ، (ويُسْتَخْرَجُ مِنْهُ) ذالك، وأَمّا

(6/382)


الدُّوَيْبَّة الّتي ذُكِر أَنها تُحْلَب الكَافُورَ فاسْمُها الزَّبَادة.
قَالَ ابْن دُرَيْد: والزَّبَادة الَّتِي يُحلَب مِنْهَا الطِّسي أَحسبها عَربيّة.
(ورَبَّح تَرْبيحاً: اتَّخَذَ) الرُّباحَ، أَي (القِرْدَ، فِي مَنزلِه) .
(وتَربَّحَ) الرَّجُلُ: (تَحيَّرَ) .
(وكزُبَيْرٍ، رُبيْحُ بنْ عبدِ الرَّحمانِ ابْن) الصَّحابيّ الْجَلِيل (أَبي سَعيدٍ) سَعْدِ بنِ مالكِ بن سِنَانٍ الخُدْريّ) الخَزْرَجيّ الأَنصاريّ، رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (فَرْدٌ) من أَهلِ المَدينة، عَن أَبيه، روَى عَنهُ كثيرُ بن زَيْدٍ وعبدُ العزيزِ بنُ محمّدٍ. قَالَ البُخاريّ فِي التَّارِيخ: أُراه أَخا سَعِيدٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المُرَبِّح فَرَسُ الحَارِثِ بنِ دُلَفَ.
والرَّبَحُ: مَا يَربَحونُ من المَيْسِرِ.
ومَتْجَرٌ رابِحٌ ورَبِيحٌ: الّذي يُرْبَحُ فِيهِ.
وَفِي حَدِيث أَبي طَلْحَةَ: (ذالك مارٌ رابِحٌ) ، أَي ذُو رِبْحٍ، كَقَوْلِك: لابنٌ وتامِرٌ. ويُرْوَى بالياءِ.
وَمِمَّا استدركه الزَّمَخْشَريّ فِي (الأَساس) :
امرأَةٌ رِبَحلَة: عَظيمةُ الخَلْقِ. ورَجُلٌ رِبَحْلٌ: من الرِّبْح، وَهُوَ الزِّيادَة، والَّلامُ مَزيدةٌ. فَانْظُر ذالك، وسيأْتى الكلامُ عَلَيْهِ.
ورُبَيحٌ، عَن رَبيع بن أَبي رَاشدٍ، وَعنهُ جَريرُ بنُ عبد الحميدِ، مُرْسَلٌ، ذَكرَه البخاريّ فِي التَّارِيخ.

رجح
: (رَجَحَ المِيزانُ يَرْجَحُ) ويَرْجُحُ ويَرْجِحُ. (مُثَلَّثةً) ، وَاقْتصر الجَوهريّ على الْفَتْح وَالْكَسْر (رُجَوحاً) بالضّمّ (ورُجْحَاناً) كحُسْبانٍ: (مالَ) . ورَجَح الشيْءُ يَرْجحُ، مثلَّثةً، رُجُوحاً ورُجْحَاناً ورَجَحاناً، الأَخيرة مُحرَّكةً.

(6/383)


وَيُقَال: زِنْ وأَرْجِح.
وأَعْطِ راجِحاً.
وأَرْجَحَ لَهُ ورَجَّحَ: أَعْطاه راجِحاً. وأَرْجَحَ المِيزَانَ: أَثْقَلَه حتّى مالَ.
ورَجَحَ فِي مَجْلسِه يَرْجُح: ثَقُلَ فَلم يَخِفّ، وَهُوَ مَثَلٌ.
(و) من الْمجَاز: (امرأَةٌ راجِحٌ ورَجَاحٌ) كسَحابٍ: (عَجْزاءُ) ، أَي ثَقيلةُ العَجِيزةِ، (ج رُجُحٌ) بضمَّتين، مثل قَذالِ وقُذُل. قَالَ:
إِلى رُجَّحِ الأَكْفالِ هِيفٍ خُصورُها
عِذابِ الثَّنايَا رِيقُهنَّ طَهُورُ
وَقَالَ رؤبة:
ومنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثَائثُ
(و) من الْمجَاز: (تَرَجَّحتْ بِهِ) أَي بالغُلامِ (الأُرْجُوحةُ) بالضّمّ، وسيأْتي بيانُها، أَي (مالَتْ، فارْتَجَحَ) ، أَي اهتَزّ.
(و) يُقَال: نَاوَأْنا قَوْماً فرَجَحْنَاهُم، أَي كُنّا أَرْزَنَ مِنْهُم وأَحْلَم.
و (راجَحْتُه فَرَجَحْتُه) ، أَي (كنتُ أَرْزَنَ مِنْهُ) .
(وتَرَجَّحٍ) بَين شَيْئينِ: (تَذَبْذَبَ) ، عامٌّ فِي كلِّ مَا يُشْبهه.
(والمَرْجُوحَةُ) ، بالميمِ المفتوحةِ: هِيَ (الأُرْجُوحَةُ) ، بِضَم الهمزةِ. وَقد أَنكرَ صاحبُ البارعِ المَرْجُوحَةَ، وَهِي الّتي يُلْعِب بهَا، وَهِي خَشَبَة تُؤْخَذ فيُوضَعُ وَسَطُها على تَلَ عالٍ، ثمّ يَجْلِس غلامٌ على أَحدِ طَرَفَيْهَا وغُلامٌ آخرُ على الطَّرَفِ الآخَرِ، فتَرَجَّحُ الخَسَبَةُ بهما، ويتَحَرَّكان، فيَميلُ أَحدُهما بصاحِبهِ الآخَرِ. هاكذا فِي الْعين، ومختصرِه، وجامع القَزّاز، والمِصْباح، وَهُوَ الَّذِي قَالَه ثَعْلَب عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الرُّجَّاحَة (كرُمّانة: حَبْلٌ

(6/384)


يُعَلَّق ويَرْكَبُه الصِّبيانُ) فيُرْتَجَح فِيهِ. وَيُقَال لَهُ: النُّوَّاعَة والنُّوَّاطةُ والطُّوّاحَةُ، (كالرُّجَاحَةِ) ، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَه ابْن دُرُسْتَوَيْه. وظنّ شيخُنا أَنّها الأُرجوحة، فجَعَلهما لُغَتَيْن أُخْرَيَيْنِ فِيهَا، واعترَض على المصنِّف بمخالَفته للجَماعةِ فِي تَفْسِير الأُرجوحةِ، وأَنّها بمعنَى الحَبْل لم يَقُلْ بِهِ إِلا ابنُ دُرُسْتَوَيه، وَلم يُفرِّقْ بَين الأُرجوحة والحَبْل. وَمَا فَسَّرناه هُوَ الظاهرُ عِنْد التَّأَمُّل.
(و) من المَجَاز: قَالَ اللّيث: (الأَرَاجِيحُ الفَلَوَاتُ) ، كأَنها تَتَرجَّحُ بمنْ سارَ فِيهَا، أَي تُطوِّحُ بِهِ يَميناً وشِمالاً. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
بِلالٍ أَبي عَمْرو، وقَدْ كَانَ بَيْنَنَا
أَرَاجِيحُ يَحْسِرْنَ القِلاَصَ النَّواجيَا
أَي فَيافٍ تَرَجَّحُ بِرُكْبانِها.
(و) من الْمجَاز: الأَرَاجِيحُ: (اهْتِزازُ الإِبلِ فِي رَتَكَانِها) ، محرَّكَةً. (والفِعْلُ الارْتجاحُ والتَّرَجُّح) قَالَ أَبو الْحسن: وَلَا أَعرف وجْهَ هاذا لأَنّ الاهتزازَ واحدٌ، والأَراجِيحُ جَمْعٌ، والواحدُ لَا يُخْبَر بِهِ عَن الجمْع وَقد ارْتَجحَتْ وتَرَجَّحتْ. وَفِي (الأَساس) وأَراجِيحُ الإِبلِ: هِزّاتُها، كَذَا فِي النُّسخ.
(وإِبلٌ مَراجِيحُ: ذاتُ أَراجِيحَ) يُقَال: ناقةٌ مِرْجاحٌ، وبَعيرٌ مِرْجاحٌ. (و) من المَجَاز: المَرَاجِيحُ (مِنّا: الحُلَماءُ) ، وَهُوَ يَصِفُون الحِلْمَ بالثِّقَل، كَمَا يَصفون ضِدَّه بالخِفَّة والعَجَلِ.
وقوْمٌ رُجَّحٌ ورُجُحٌ ومراجِيح ومَرَاجِحُ: حُلَمَاءُ. قَالَ الأَعشى:
مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيْر مِيلٍ
وكُهولاً مَراجِحاً أَحْلامَا
واحدُهم مِرْجَحٌ ومِرْجاحٌ. وَقيل: لَا وَاحدَ للمَراجِحِ وَلَا المَراجِيحِ من لَفْظِها.
والحِلْمُ الرَّاجِحُ: الَّذي يَزِنُ بِصَاحِبِهِ فَلَا يُخِفُّه شَيْءٌ.

(6/385)


(و) من المَجَازِ: المَراجِيحُ (من النَّخْلِ: المواقِيرُ) . قَالَ الطِّرِمَّاح:
نَخْلُ القُرَى شَالَتْ مَراجِيحُه
بالوِقْرِ فانْزَالتْ بأَكْمامِها
انْزالَتْ: أَي تَدَلَّتْ أَكْمَامُها حِين ثَقُلَ ثمَارُهَا.
(و) من المَجَاز: (جِفَانٌ رُجُحٌ، ككُتُبٍ) إِذا كانتْ (مَمْلوءَة ثَرِيداً ولحْماً) ، هاكذا فِي النُّسخ، والصّواب (زُبْداً ولَحْماً) ، كَمَا فِي (التَّهْذيب) قَالَ لبيد:
وإِذَا شَتَوْا عادَتْ عَلَى جِيرَانِهمْ
رُجُحٌ يِوَفِّيها مَرابِعُ كُومُ
أَي قِصَاعٌ يَمْلَؤُها نُوفٌ مَرابِعُ.
(و) من الْمجَاز: (كَتَائِبُ رُجُحٌ) ككُتُبٍ: (جَرّارَةٌ ثَقِيلَة) . قَالَ الشَّاعِر:
بكتائبٍ رُجُحٍ تَعوَّدَ كَبْشُها
نَطْحَ الكِبَاشِ كأَنهنّ نُجومُ
(وارْتَجَحَتْ رَوَادِفُها: تَذَبْذَبَتْ) . قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال للجارِيَة إِذا ثَقُلَتْ رَوادِفُها فتَذَبذَبتْ: هِيَ تَرْتَجِحُ عَلَيْهَا.
(و) مرْحَحٌ (كمَسْكَنٍ، اسمُ) جَماعةً، (كرَاجِح) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَجَحَ الشَّيْءَ بِيَدِهِ: وَزَنه ونَظَرَ مَا ثِقْلُه.
والرَّجَاحَة: الحِلْمُ، وَهُوَ مَجاز.
والرَّاجِح: الوَازِن.
وَمن الْمجَاز: رَجَّحَ أَحَدَ قَوْلَيْه على الآخَرِ.
وتَرَجَّحَ فِي القَوْل: تَمَيَّلَ بِهِ.
وهاذه رَحًى مُرْجَحِنَّة: للسَّحَابَة المُسْتَدِيَرةِ الثَّقيلةِ؛ كَذَا فِي (الأَساس) .

رحح
: (! الرَّحَحُ، محرَّكةً: سَعَةٌ فِي الحافرِ) وَهُوَ. أَي الرَّحَح (مَحْمودٌ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ الموجودةِ بَين أَيدينا،

(6/386)


وَمثله فِي (الصّحاح) و (اللِّسان) . فَقَوْلُ شَيخنَا: وصوابُه: محمودةٌ، لأَنه خبرٌ عَن السَّعَة، غيرُ ظاهرٍ. وَيُقَال: الرَّحَحُ انْبِسَاطُ الحَافِرِ فِي رِقَّة. وإِنّما كَانَ الرَّحَحُ مَحْمُودًا لأَنّه خِلافُ المُصْطَرِّ، وإِذا انْبَطحَ جِدًّا فَهُوَ عَيْبٌ. وَيُقَال: هُوَ عِرَضُ القَدَم فِي رِقَّة أَيضاً. وَهُوَ أَيضاً فِي الحافِر عَيْبٌ. قَالَ الشَّاعِر:
لاَ {رحَحٌ فِيهَا وَلَا اصْطِرَارُ
وَلم يُقَلِّبْ أَرضَها البَيْطَارُ
يَعْنِي لَا فِيهَا عِرَضٌ مُفْرِطٌ وَلَا انقباضٌ وضيقٌ، وَلكنه وَأْبٌ، وَذَلِكَ محمودٌ.
(و) قَالَ ابْن الأَعرابي:} الرُّحُح (بضمَّتينِ: الجِفانُ الواسِعةُ) . وجفْنَةٌ {رحّاءُ: واسِعةٌ،} كروْحاءَ، عرِيضة ليستْ بقَعِيرةٍ. والفِعْل من ذالك: {رَحَّ} يرَحُّ،
( {والأَرَحُّ: منْ لَا أَخْمَصَ لقَدَمَيْه) ، كأَرْجُلِ الزَّنْجِ. وقَدَمٌ رَحْاءُ: مُسْتَوِيةُ الأَخْمَصِ بصدْرِ القَدم حتصى يَمَسّ الأَرض.
(و) قَالَ اللَّيْث: الرَّححُ: انْبِسَاطُ الحافِرِ وعِرضِ القَدمِ. وكُلُّ شَيْءٍ كذالك فَهُوَ أَرحُّ.
و (الوَعِلُ المنْبسِطُ الظِّلْفِ) :} أَرَحُّ. قَالَ الأَعشى:
فَلَو أَنّ عِزَّ النّاسِ فِي رَأْسِ صَخْرةٍ
مُلَمْلَمَةِ تُعْيِى الأَرحَّ المُخدَّمَا
لأَعْطَاكَ رَبُّ النّلسِ مِفْتاحَ بابِها
وَلَو لمْ يَكُنْ بابٌ لأَعْطَاك سُلَّمَا
أَراد! بالأَرحّ الوعلَ. والمُخدَّم: الأَعْصَم من الوُعول، كأَنّه الّذي فِي رِجْليه خَدَمَةٌ. وعَنَى الوَعِلَ المُنْبسِطَ الظِّلْفِ، يَصِفه بانبساطِ أَطلافِه. وَفِي (التَّهْذِيب) : الأَرَحُّ من الرِّجال: الّذي يَسْتَوِي باطنُ قدميْه حتّى يمَسَّ جَميعُه الأَرْضَ. وامرأَةٌ رحّاءُ القدمينِ. ويُسْتَحَبُّ أَن يكون الرَّجلُ خَميصَ الأَخْمَصَيْنِ، وكذالك المرأَةُ.

(6/387)


( {وتَرحْرَحتِ الفَرَسُ) ، إِذا (فَحَّجتْ قَوائِمَها لتَبولَ) . وحافِرق أَرَحُّ: مُنْفَتِحٌ فِي اتِّساعٍ.
(وشَيْءٌ} رَحْرحٌ {ورَحْراحٌ} ورحْرحَانُ) . ورَهْرَهٌ ورَهْرَهَانُ: (واسعٌ مْنْبسِطٌ) لاَ قَعْرَ لَهُ كالطَّسْتِ، وكلِّ إِناءٍ نَحْوِه. وإِناءٌ رَحْرحٌ ورَهْرَهٌ: واسِعٌ قَصِيرُ الجِدارِ. وَقَالَ أَبو عمرٍ و: قَصْعَةٌ رَحْرَحٌ {ورَحْرَحانِيَّةٌ: هِيَ المُنبسِطةُ فِي سعَةٍ. وَفِي الحَدِيث غب صِفةِ الجَنَّةِ: (وبُحْبُوحَتُها} رحْرَحانِيَّةٌ) أَي وَسَطُها فيّاحٌ واسِعٌ، والأَلف والنُّون زِيدتا للمُبَالغةِ. وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: (فأُتِيَ بقدَحٍ {رَحْراحٍ فوَضَع فِيهِ أَصابعَه) .} الرَّحْرَاحُ: القَريبُ القَعْرِ مَعَ سَعَة فِيهِ؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(ورحرحانُ) : اسمُ وادٍ عريضٍ فِي بلادِ قَيُسٍ. وَقيل: رَحْرحَانُ: موضِعٌ. وقيلب: اسْم (جَبل قُرْبَ عُكاظَ، لَهُ يوْمٌ) معروفٌ لبني عَامر على بني تَمِيم. قَالَ عَوْفُ بن عَطِيَّةَ التَّمِيميّ:
هَلاّ فوَارِسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتُمُ
عُشَراً تَنَاوَحُ فِي سَرَارَةِ وادِي
يَقُول: لَهُم مَنْظَرٌ وَلَيْسَ لَهُم مَخْبَر، يُعيِّر بِهِ لَقيطَ بنَ زُرارةَ، كَانَ قد انهزَمَ يَوْمئِذٍ.
(! والرَّحَّة: الحَيَّةُ المُتَطوِّقَةُ) إِذا انْطَوتْ، (أَصْلُه رَحْيَةٌ) قُلِبَت الياءُ حاءً.
(و) قَالَ الأَصمعيّ: (رَحْرَحَ) الرِّجلُ، إِذا (لم يُبَالِغْ قَعْرَ مَا يُريدُ) ، كالإِناءِ الرَّحْرَاحِ. (و) رَحْرَحَ (بالكَلاَمِ) ، إِذا (عَرَّضَ) لَهُ تعريضاً (وَلم يُبَيِّن. و) يُقَال: رَحْرَحَ (عَن فُلانٍ) ، إِذا سَتَرَ (دُونَه) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
بَعيرٌ أَرٍ حُّ: لاصِقُ الخُفِّ بالخُفِّ.

(6/388)


وخُفُّ أَرَحُّ، كَمَا يُقال: حافِر أَرَحُّ.
كِرْكِرَةٌ رَحّاءُ: واسِعةٌ.
وَمن المَجاز عَيْشٌ رَحْرَاحٌ! ورَحْرَحٌ، أَي واسعٌ؛ وَهُوَ فِي (الصّحاح) و (الأَساس) .

ردح
: (رَدَحَ البَيْتَ، كمَنَع) ، يَرْدَحُه رَدْحاً (وأَرْدَحه) ، إِذا (أَدْخَلَ) رُدْحَةً، أَي (شُقَّةً فِي مُؤَخَّرِه. أَو) رَدَحه وأَرْدَحَه (: كاثَفَ عَلَيْهِ الطِّينَ) ، قَالَ حُمَيد الأَرقَطُ:
بناءَ صُرٍ مُرْدَحٍ بطينِ
(والرُّدْحَةُ، بالضّمّ: سُتْرَةٌ فِي مُؤَخَّرِ البَيْتِ، أَو قِطْعَةٌ تُزاد فِي البَيتِ) .
(و) الرَّدَاحُ (كسَحابٍ) والرادِحة والرَّدُوحُ: المَرأَةُ العَجْزَاءُ (الثَّقيلةُ الأَوْراكِ) تامَّة الخَلْقِ. وَقَالَ الأَزهريّ: ضَخْمَةُ العَجِيزةِ والمَآكِم. وَقد رَدُحَت رَدَاحَةً. (و) الرَّدَاحُ: (الجَفْنةُ العَظيمةُ) ، وَالْجمع رُدُحٌ، بضمّتينِ. قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْت:
إِلى رُدُح من الشِّيزَى مِلاءٍ
لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ
(و) الرَّدَاحُ: (الكَتيبةُ الثَّقيلةُ الجَرّارةُ) الضَّخمةُ المُلَمْلَمَةُ الكَثيرةُ الفُرْسانِ الثَّقيلةُ السَّيْرِ لكَثْرتِها. (و) الرَّدَاحُ: (الدَّوْحَةُ الواسِعةُ) العَظيمةُ. (و) الرَّدَاحُ: (الجَمَلُ المُثْقَلُ حِمْلاً) الّذي لَا انْبِعاثَ لَهُ. وَهُوَ فِي جديثِ ابنِ عُمرَ فِي الفِتَن: (لأَكُونَنّ فِيهَا مِثْلَ الجَمَلِ الرَّدَاحِ) . وناقَةٌ رَدَاحٌ: إِذا كَانَت ضَخْمَةَ العَجيزةِ والمَآكِمِ؛ كَذَا فِي (التَّهْذِيب) وغيرهِ. (و) الرَّدَاحُ: (المُخْصِبُ. و) الرَّدَاحُ (من الكِبَاشِ: الضَّخْمُ الأَلْيَةِ) . قَالَ:
ومَشَى الكُماةُ إِلى الكُمَا
ةِ وقُرِّبَ الكَبْشُ الرَّداحْ
(و) من الْمجَاز: الرَّدَاحُ (من الفِتَن: الثَّقيلةُ العَظيمةُ، ج رُدُحٌ) بضمّتين.

(6/389)


(وَمِنْه قولُ عليَ رَضِي الله عَنهُ) روى عَنهُ أَنه قَالَ: (: (إِنّ مِن وَرائِكم أُموراً مُتَماحِلةً رُدُحاً) ، وبَلاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً) . فالمُتَماحِلةُ: المُتطاوِلةُ. والرُّدُحُ: الفِتَنُ العَظيمةُ. وَفِي رِوَايَة أُخرَى عَنهُ: (إِنّ من وَرَائِكُمْ فِتَناً مُرْدِحَةً) ، أَي المُثْقِل أَو المُغَطِّي على القُلُوب، من أَرْدَحْتُ البَيْتَ، (ويُرْوَى: رُدَّحاً) ، بضمّ فتشديد، فَهِيَ إِذن جمعُ الرَّادِحةِ، ويه الثِّقالُ الّتي لَا تكَاد تَبْرَح.
(والرَّدْحُ) ، بِفَتْح فَسُكُون) : الوَجَعُ (الخَفيفُ) .
(والرُّدْحِيُّ، بالضّمّ) مَعَ ياءِ النِّسبة: الكاسُور، وَهُوَ (بَقَّالُ القُرَى) .
(و) يُقال: (لَك عَنهُ رُدْحَةٌ، بالضّمّ، ومُرْتَدَحٌ) ، بضمّ الْمِيم وَفتح الرَّابِع، (أَي سَعَةٌ) ، كَقَوْلِهِم: لَك عَنهُ مَنْدُوحَةٌ. (والرَّدَاحة) ، بِالْفَتْح وَالْكَسْر: (بَيتٌ يُبْنَى للضَّبُع) . وَفِي (اللِّسَان) : وَهُوَ دِعَامةُ بيتٍ هِيَ من حِجَارَة، فيُجْعَل على بَابه حَجَرٌ يُقَال لَهُ: السَّهْمُ. والمُلْسِنُ يكون على الْبَاب. ويَجعلون لَحْمَةَ السَّبُعِ فِي مُؤخَّرِ البَيتِ. فإِذا دَخلَ السَّبعُ فتناولَ اللَّحْمَةَ سَقَطَ الحَجَرُ على البابِ فسَدَّه.
(ويُقال) فِي الْمثل: (مَا صنعَتْ فلانةُ؟ فيُقالُ: سَدَحَتْ ورَدَحَتْ) . فَمَعْنَى (سَدَحتْ: أَكْثَرَتْ من الوَلَدِ) ، وسيأْتي فِي محلّه. (و) أَما (رَدَحَتْ: ثَبَتَتْ وتَمَكَّنتْ) مأْخوذٌ من رَدَحَ بالمكانِ: أَقام بِهِ. (وكذالك) يُضْرَب فِي (الرَّجلُ إِذا أَصابَ حاجتَه) قيل: سَدَحَ ورَدَحَ. (و) كذالك (المرأَةُ إِذا حَظِيَتْ عندَه) ، أَي الرجُلِ قيل: سَدَحَتْ ورَدَحَتْ.
(و) يُقَال: (أَقامَ رَدَحاً من الدَّهْر، محرَّكَةً، أَي طَويلا) .
(وسَمَّوّا رُدَيحاً كزُبَير، و) رَدْحَانَ مِثْل (فَرْحَان) .
(وأَبو رُدَيحٍ ذُؤيْبُ بن شَعْثَنٍ العنبَريّ) : صحابيّ، وَقد ذكره المصنّف فِي النُّون.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الرَّدْحُ والتَّرْدِيح: بَسْطُك الشَّيْءَ

(6/390)


بالأَرضِ حتّى يَستَويَ. وَقيل: إِنما جاءَ التَّرديح فِي الشِّعر. وَقَالَ الأَزهريّ: الرَّدْح: بَسْطُك الشَّيْءَ فيَستَوِي ظَهْرُه بالأَرض، كَقَوْل أَبي النَّجْم:
بيتَ حُتوفٍ مُكْفَأً مَرْدُوحَا
قَالَ: وَقد يَجىءُ فِي الشِّعْر مُرْدَحاً مثل مَبْسوط ومُبْسَط.
ومائدةٌ رادِحَةٌ: عظيمةٌ كثيرةُ الخَيْرِ.
(والرَّدَاحُ: المُظْلِمَة، وَهُوَ مَجاز. ورُوِيَ عَن أَبي مُوسَى أَنه ذَكرَ الفتَنَ فَقَالَ: وبَقِيَت الرَّدَاحُ، أَي المُظْلِمة، الَّتِي مَن أَشْرَفَ لَهَا أَشْرَفتْ لَهُ، أَراد الفتنةَ الثَّقِيلَةَ العَظِيمَةَ. وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: (عُكُومُها رَدَاحٌ، وبَيْتُها فَيَاحٌ) العُكُوم: الأَحمالُ المُعَدَّلة ... والرَّدَاح: الثَّقِيلةُ الكثيرةُ الحَشْوِ من الأَثاث والأَمتِعَةِ. ويُكَسر، كَذَا فِي التّوشيح وغيرِه، وأَغفَلَه المصنّف.
ورُدْحَةُ بيتِ الصائِدِ وقُتْرَته: حِجارةٌ يَنْصِبها حَوْلَ بَيتِه، وَهِي الحَمَائِر، واحِدتُها حِمَارَةٌ. وأَنشد الأَصمعيّ:
بَيْتَ حُتوفٍ أُرْدِحَتْ حَمائِرُهْ
ورَدَحَه: صَرَعَه؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .

رزح
: (رَزَحَتِ النّاقَةُ كمَنَع) تَرْزَحُ (رُزُوحاً) بالضّمّ (ورَزَاحاً) ، بِالْفَتْح، هاكذا مضبوط، والّذِي فِي (الصّحاح) و (اللِّسَان) بالضّمّ، ضبْط الْقَلَم: (سَقَطَتْ إِعْيَاءً أَو هُزالاً) ، هاذا التَّرْديد تُشير إِليه عبارةُ الأَساسِ، والّذي فِي (اللِّسان) و (الصّحاح) وَغَيرهمَا من المصنّفات: سَقَطَتْ من الإِعياءِ هُزَالاً. (و) رزَحَ (فُلاناً بالرُّمْح رَزْحاً) ، بِفَتْح فَسُكُون، إِذا (زجَّه بِهِ) .
(ورَزَّحْتُها) أَنا (ترْزِيحاً) أَي الناقةَ: (هَزَلْتُها) . ورَزَّحَتْها الأَسفارُ. وبَعيرٌ مُطلَّحٌ مُرزَّحٌ.

(6/391)


والرّازِحُ والمِرْزاحُ من الإِبلِ: الشديدُ الهُزالِ الّذي لَا يتحرَّك، الهالِكُ الهُزالِ الّذي لَا يتحرَّك، الهالِكُ هُزَالاً، وَهُوَ الرّازِمُ أَيضاً. وَفِي (الأَساس) : بَعيرٌ رازِحٌ: أَلْقَى نَفْسَه من الإِعياءِ، أَو شَديدُ الهُزالِ، وَبِه حَرَاكٌ. (وإِبلٌ) رَوازِحُ و (رَزْحَى) ، كسَكْرَى، (ورَزَاحَى) ، بِزِيَادَة الأَلف، (ومَرازِيحُ) ، كمَصابِيح، (ورُزَّحٌ) كقُبَّرٍ: إِذا كُنَّ كذالك.
(و) المِرْزَح، بِالْكَسْرِ: الصَّوْت، صِفةٌ غالبةٌ.
و (المِرْزِيح، بِالْكَسْرِ: الصَّوْتُ، لَا شدِيدُه، وغَلط الجوهريّ) ونَصُّ عِبارتِه: قَالَ الشّيبانيّ: المِرْزِيحِ الشَّديدُ الصَّوتِ. وأَنشد لزِيادٍ المِلْقَطيّ:
ذَرْذَا ولاكنْ تَبَصَّرْ هلَ تَرَى ظُعُناً
تُحْدَى لِساقَتِها بالدَّوِّ مِرْزيْخ
(والمَرْزَح كمَسْكَ: المَقْطَعُ البَعيدُ، وَمَا اطْمأَنَّ من الأَرضِ) قَالَ الطِّرْمّاح:
كأَنَّ الدُّجَى دون الْبِلَاد مُوكَّلٌ
يَنِمُّ بَجنْبَيْ كلِّ عُلْوٍ ومرْزَحِ
(و) المِرْزَح (كمِنْبَر: الخَشَب يُرْفَع بِهِ الكَرْمُ عَن الأَرض) ، قَالَه ابْن الأَعرابيّ. وَفِي (التَّهْذِيب) : يُرْفَع بِهِ العِنب إِذا سقطَ بعضُه على بَعْضٍ.
(ورزَاحُ بنُ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ) بنِ لُؤَيِّ بن غالبٍ، (بِالْفَتْح) فِي قُرَيْش، رَهْط سيّدنا أَمير الْمُؤمنِينَ عُمَرَ بنِ الخطّاب رَضِي الله عَنهُ.
(و) رِزَاحُ (بنُ عَدِيّ بن سَهْم، و) رِزَاحُ (بنُ رَبِيعة بن حَرَامِ) بن ضِنَّةَ (بِالْكَسْرِ) .
(ورَازِحٌ: أَبو قَبيلةٍ من خوْلانَ) بن عَمْرِو بن الْحَافِ بنِ قُضَاعَة، نَزلَتْ الشَّام.
(وعاصِمُ بنُ رازِحٍ، مُحدِّث. وأَحمدُ بنُ عليِّ بنِ رازِحٍ، جاهِليّ) .

(6/392)


وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَزَحَ فلانٌ، مَعْنَاهُ: ضَعُفَ وذهَبَ مَا فِي يدِه. وَهُوَ مجازٌ، وأَصله من رَزَاحِ الإِبل: إِذا ضعُفَتْ ولصِقَت بالأَرض فَلم يكن بهَا نُهوضٌ. وَقيل: رَزَح، أُخِذ من المَرْزَحِ، وَهُوَ المطئنّ من الأَرْض. كأَنه ضَعُفَ عَن الارتقاءِ إِلى مَا علا مِنْهَا.
وَمن سجعات الأَساس: وَمن كَانَت أَمْوالُه مُتنازِحة، كَانَت أَحوالُه مُترَازِحة.
ورَزَحَ العِنَبَ وأَرْزحه: إِذا سقَطَ فرفَعَه.

رسح
: (الرَّسَح، محرَّكةً: قِلَّةُ لَحْمِ) الأَلْيَتَيْنِ ولُصُوقُهما.
رجُلٌ أَرْسحُ، بيِّن الرَّسَحِ: قَليلُ لحْم (العَجُزِ والفَخِذيْن) . وامرأَةٌ رَسْحاءُ. وَقد رَسِحَ رَسحاً. (و) الأَرْسح: الذِّئْب. و (كلُّ ذِئْبٍ أَرْسحُ، لخِفَّةِ ورِكَيْهِ) . وَقيل للسِّمْعِ الأَزلّ: أَرْسَحُ. (والرَّسْحاءُ: القَبيحَةُ) من النِّساءِ، وَهِي الزَّلاّءُ والمِزْلاَجُ. وإِنكارُ شَيخُنَا إِيّاه قُصُورٌ ظَاهر. (ج رُسْحٌ) بضمّ فَسُكُون، هاكذا هُوَ مضبوط فِي (الصّحاح) . وَفِي الحَدِيث: (لَا تَسْتَرْضِعوا أَولادَكم الرُّسْحَ وَلَا العُمْشَ فإِنّ اللَّبنَ يُورِث الرَّسَحَ) . وَقيل لامرأَة: مَا بالُنا نَراكُنَّ رُسْحاً؟ فَقَالَت: أَرْسَحَتْنا نارُكُنَّ رُسْحاً؟ فَقَالَت: أَرْسَحَتْنا نارُ الزَّحْفَتَيْن. كَذَا فِي (الصّحاح) و (الأَساس) وَفِي شرْح شَيخنَا: أَرْسَحَهنّ عَرْفَجُ الهَبَاءِ.

رشح
: (رَشحَ) جَبينُه (كمنَع: عَرِقَ) والرَّشْحُ: نَدَى العَرَقِ على الجسدِ، (كأَرْشَحَ) عَرَقاً، وتَرَشَّحَ عَرَقاً، قَالَه الفرَّاءُ، وَقد رَشح، بِالْكَسْرِ، يرْشَحُ رشْحاً ورَشَحَاناً: نَدِيَ

(6/393)


بالعَرَق. (و) رَشَحَ (الظَّبْيُ) : إِذا (قَفَزَ وأَشِر. و) تَقول: (لم يرْشَح لَهُ بشيْءٍ) : إِذا (لم يُعْطِه) .
(والمِرْشَحَة، بكسرهما) البِطانَةُ الّتى تَحت لِبْدِ السَّرْجِ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنها تُنَشِّف الرَّشْحَ، يعنِي العَرَق. وَقيل: هِيَ (مَا تَحت المِيثَرَةِ) .
(والرَّشِيحُ) كأَمِيرٍ: (العرَقُ) نفْسُه؛ عَن أَبي عمْرٍ و. (و) الرَّشيحُ (نَبْتٌ) . والّذي فِي (اللِّسَان) : الرَّشيحُ مَا عَلَى وجْهِ الأَرضِ من النَّباتِ.
(والتَّرْشِيحُ: التَّرْبِيَةُ) والتَّهْيِئةُ للشَّيْءِ. (و) من الْمجَاز: التَّرْشيحُ: (حُسْنُ القِيَامِ على المالِ) . وَفِي حَدِيث ظَبْيَانَ: (يَأْكلون حَصِيدَها، ويُرَشِّحون خَضِيدهَا) . ترْشِيحهم لَهُ: قيامُهم عَلَيْهِ وإِصلاحُهم لَهُ إِلى أَن تَعود ثَمَرتُه تَطْلُعُ كَمَا يُفْعَل بشَجرِ الأَعناب والنَّخِيلِ. (و) من الْمجَاز: التَّرَشُّح والتَّرْشيح: (لَحْسُ الظَّبْيَةِ) مَا على (وَلَدها من النُّدُوَّة) ، بالضّمّ، (ساعةَ تَلِدُه) ، قَالَ:
أُمُّ الظِّباءِ تُرشِّح الأَطْفَالاَ
ورشَّحَت الأُمُّ ولَدَهَا باللَّبَن القليلِ إِذا جَعَلتْه فِي فِيهِ شَيْئا بعدَ شيْءٍ حتّى يَقْوى على المصّ، وَهُوَ التَّرْشيح.
(وتَرَشَّحَ الفَصِيلُ) ، إِذا (قَوِيَ على المَشْي) مَعَ أُمِّه.
وأَرْشَحَت النَّاقةُ والمَرْأَةُ، وَهِي مُرْشِحٌ: إِذا خَالَطها وَلدُها، ومَشَى معَها، وسَعَى خَلْفَها، وَلم يُعْيِها. وَقيل إِذا قَوِيَ وَلَدُ الناقَةِ، (فَهُوَ راشحٌ، وأُمُّه مُرْشِحٌ) ، وَقد رَشَحَ رُشُوحاً. قَالَ أَبو ذُؤيب، واستعاره لصِغار السَّحَاب:
ثَلَاثًا، فلمَّا اسْتُجيلَ الجَها
مُ، واسْتَجْمَع الطِّفلُ فِيهِ رُشوحَا
وَالْجمع رُشَّحٌ. قَالَ:
فلمَّا انتَهَى نِيُّ المرَابِيعِ أَزْمَعَتْ
حُفوفاً وأَولادُ المَصايِيف رُشَّحُ

(6/394)


وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا وَضَعتِ النَّاقَةُ وَلَدَها فَهُوَ سَليلٌ، فإِذا قَوِيَ ومَشَى فَهُوَ راشحٌ وأُمُّه مُرْشِحٌ، فإِذا ارتَفَع الرَّاشحُ فَهُوَ خَالٌ.
وَقيل: رَشَّحتِ الأُمُّ وَلدهَا باللَّبَن القَلِيلِ، إِذا جعلَتْه فِي فِيهِ شَيْئا بعد شَيْءٍ حتَّى يَقْوَى على المَصّ، وَهُوَ التَّرْشِيح.
ورَشَحَت النّاقَةُ وَلَدَها ورَشَّحَتْه وأَرْشَحَته: وَهُوَ أَن تَحُكَّ أَصْلَ ذَنَبِه وتَدْفَعَه برأْسِها وتُقَدِّمَه، وتَقِفَ عَلَيْهِ حتّى يَلْحَقَها. وتُزَجِّيه أَحياناً أَي تُقَدِّمه وتَتْبَعه، وَهِي راشِحٌ ومُرَشِحٌ؛ كلّ ذالك على النَّسب.
(و) من الْمجَاز: (الرّاشِح؛ مَا دَبَّ على الأَرضِ من خَشَاشِها وأَحْنَاشِها) . (و) الرَّاشِحُ: (الجَبَلُ يَنْدَى أَصْلُه) فرُبَّما اجتَمع فِيهِ ماءٌ قَلِيل، فإِنْ كَثُرَ سُمِّيَ وَشَلاً، (ج رَوَاشِحُ. و) الرَّاشِحُ أَيضاً: مَا رأَيْتَه (كالعَرَقِ يَجْرِي خِلالَ الحِجَارةِ) . وَتقول: كم بَين الفُرَات الطافِح، والوَشَلِ الراشِح.
(والرَّوَاشِحُ: ثُعْلُ الشَّاة خاصّةً) ، وَهِي أَطْباؤُهَا.
(و) من الْمجَاز: (هُوَ أَرْشَحُ فُؤَاداً) أَي (أَذْكَى) ، كأَنه يَرْشَحُ ذَكَاءً.
(و) من المَجاز: بَنو فُلانٍ (يَسْتَرْشِحون البَقْلَ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، وَفِي بعضِها: النّفل، (أَي يَنتظرون أَن يَطُولَ فيَرْعَوْه. و) يَسْتَرْشِحِونَ (البَهْمَ: يُرَبُّونَه ليَكْبَر) .
وَفِي غَالب النُّسخ: البُهْمَى، (و) ذالك (المَوْضِعُ مُسْتَرْشَحٌ) ، بضمّ الْمِيم وَفتح الشِّين.
(واسْتَرْشَحَ البُهْمَى) : إِذا (عَلاَ وارتفعَ) . قَالَ ذُو الرُّمّة:
يُقَلِّب أَشْباهاً كأَنَّ ظُهُورَهَا
بمُسْتَرْشِحِ البُهْمَى من الصَّخْرِ صَرْدَح

(6/395)


يعنِي بِحَيْثُ رَشَّحَت (الأَرْضُ) البُهْمَى يَعْنِي رَبَّتْها. (و) من الْمجَاز: (هُوَ يُرَشَّحُ للمُلْكِ) وَفِي (الصّحاح) و (اللِّسَان) : للوُزَارَة أَي (يْرَبَّى ويُؤَهَّلُ لَهُ) . ورُشِّحَ للأَمْرِ: رُبِّيَ لَهُ وأُهِّلَ. وفلانٌ يُرَشَّحُ للخِلافة، إِذا جُعِلَ وَلِيَّ العَهْدِ. وَفِي حدثي خالدِ بنِ الوَليد (أَنّه رَشَّحَ وَلَدَه لِوِلاَيَةِ العَهْد) أَي أَهَّلَه لَهَا. وَفِي (الأَساس) : وأَصلُه تَرْشِيحُ الظَّبْيَةِ وَلَدَها تُعَوِّده المَشْيَ فتَرَشَّحَ وغزالٌ راشِحٌ ورَشَحَ: مَشَى.
ورُشِّحَ فلانٌ لكذا وتَرَشَّح، وكلّ ذالك مَجاز.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الرَّشِح، ككَتِفٍ: وَهُوَ العَرَق.
وبِئْرٌ رَشُوحٌ: قليلةُ الماءِ.
ورَشَحَ النِّحْيُ بِمَا فِيهِ، كذالك.
ورَشَّحَ الغَيْثُ النَّبَاتَ: رَبَّاه. وَعبارَة الأَساس: ورَشَّحَ النَّدَى النَّبَاتَ، وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ كُثيِّر:
يُرَشِّحُ نَبْتاً ناعِماً ويَزِينُه
نَدًى وليَالٍ بعدَ ذاكَ طَوالِقُ
ورَشَحَت القِرْبَةُ بالماءِ؛ والكوزُ. وكُلُّ إِناءٍ يَرْشَحُ بِمَا فِيهِ. وأَصابَني بنَفْحَة من عَطَائِه، ورَشْحَة من شَمائه. وتَرْشِيحُ الاستعارةِ: مأْخوذٌ من يُرَشَّح للمُلْكِ، خِلافاً لبَعْضهِم.

رصح
: (الرَّصَحُ مُحرّكَةً) : لُغة فِي الرَّسَح، وروَى ابْن الفَرَجِ عَن أَبي سعيدٍ أَنه قَالَ: الأَرْصَحُ والأَرْصَعُ والأَزَلُّ واحدٌ. وَيُقَال: الرَّصَعُ: (قُرْبُ مَا بينَ الوَرِكَيْن) ، وكاذلك الرَّصَح والرَّسَح والزَّلَلُ. وَفِي حَدِيث اللِّعَان (إِن جاءَتْ بِهِ أُرَيْصِحَ) : هُوَ تَصْغِير الأَرْصَح، وَهُوَ الناتِيءُ الأَلْيَتَيْنِ، (والنَّعْت أَرْصَحُ، و) هِيَ (رَصْحَاءُ) . قَالَ ابْن الأَثير: وَيجوز بالسّين، هاكذا قَالَ الهَرَويّ، وَالْمَعْرُوف فِي اللُّغة أَن الأَرصحَ والأَرسح هُوَ الخَفيفُ لَحْمِ

(6/396)


الأَلْيَتَيْنِ، ورُبما كَانَت الصَّاد بَدَلاً من السِّين، وَقد تقدّم.
والتَّرْصِيحةُ: قَرْيَة بالقُرْب من طَبَرِيَّةَ.

رضح
: (رَضَحَ الحَصَى والنَّوَى كمَنَعَ) يَرْضَحُه رَضْحاً: (كَسَره) ودَقَّه، وبالحَجَرِ رَأْسه: رَضَّه. والرَّضْحُ: مثْل الرَّضْخِ. قَالَ أَبو النَّجم:
بكلِّ وَأْبٍ للحصَى رَضّاحِ
ليْسَ بمُصْطَرَ وَلَا فِرْشَاح
(فتَرضَّحَ) . قَالَ جِرَانُ العَوْدِ:
يَكادُ الحصَى مِنْ وَطْئها يَتَرضَّحُ
(والرُّضْح، بالضّمّ: الاسمُ مِنْهُ، والنَّوَى المَرْضوح كالرَّضيحِ) . يُقَال نَوًى رَضيحٌ، أَي مَرْضوحٌ.
(و) رَصَحَ النَّوَى يَرْضَحا رَضْحاً: كَسَره بالحَجَر.
و (المِرْضاح) ، اسمُ ذالك (الحَجَر) الّذي (يُرْضَح بِهِ) النَّوَى، أَي يُدَقُّ. والخاءُ لُغَةٌ ضعيفةٌ. قَالَ:
خَبَطْنَاهُمْ بكلِّ أَرَحَّ لأْمٍ
كمِرْضاحِ النَّوَى عَبْلٍ وَقَاحِ
(ونَوَى الرَّضْحِ) ، بِفَتْح الرّاءِ (: مَا نَدَرَ مِنْهُ) . قَالَ كعْبُ بنُ مالِكٍ الأَنصاريّ:
وتَرْعَى الرَّضْحَ والوَرَقَا
(وارْتَضَحَ مِن كدَا) ، إِذَا (اعْتَذَرَ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الرَّضْحَةُ: النَّوَةُ الّتي تَطِيرُ من تَحت الحجرِ.
وبَلَغَنا رَضْحٌ من خبَرٍ، أَي يسيرٌ مِنْهُ. والرَّضْحُ أَيضاً: القَلِيلُ من العَطِيّةِ:
وَفِي الرَّوْض: المِرْضَحَة، كمكْنَسَة مَا يُدَقّ بهَا النَّوَى للعَلفِ.

رفح
: (الأَرْفَحُ) ، فِي (التَّهْذِيب) : قَالَ أَبو حاتمٍ: من قُرُونِ البَقَرِ الأَرْفَحُ،

(6/397)


وَهُوَ (الّذي يَذْهَبُ قَرْنَاه قِبَلِ أُذُنَيْه فِي تَباعُدِ مَا بينَهما) . قَالَ: والأَرْفَى: الّذي تَأْتى أُذُناه على قَرْنَيْه.
(و) يُقَال للمتزوِّج: (رَفَّحَه تَرْفيحاً) ، إِذا (قَالَ لَهُ: بالرِّفاءِ والبَنِينَ) . قَالَ ابْن الأَثير: وَفِي الحَدِيث: (كَانَ إِذا رَقَّحَ إِنساناً قَالَ: بارَكَ اللَّهُ عَلَيْك) : أَرادَ رَفَّأَ، أَي دَعَا لَهُ بالرِّفاءِ (قَلَبُوا الهَمْزَةَ حاءً) . وبعضُهم يَقُول: رَقَّحَ، بِالْقَافِ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ لمَا تَزوّجَ أُمَّ كلثومٍ بنتَ عليّ، رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: (رَفِّحوني) ، أَي قُولُوا لي مَا يُقَال للمتزَوِّجِ.

رقح
: (الرَّقَاحة: الكَسْبُ والتِّجَارَةُ) . وَمِنْه قَوْلهم فِي تَلْبِيَةِ بعضِ أَهل الجاهليّة:
جِئْناك للنَّصَاحَة، وَلم نأْت للرَّقاحة
أَورده الجوْهريّ وَابْن مَنْظُور والزمخشريّ:
(وترقَّحَ لعِيَالِه: تَكسَّبَ) وطَلبَ واحتال؛ هاذه عَن اللِّحْيَانيّ. والتَّرْقيحُ: الاكتسابُ، والتَّرْقيحُ والتَّرَقُّحُ: إِصلاحُ المَعِيشةِ. قَالَ الحارثُ ابْن حِلِّزَةَ:
يتحرُك مَا رَقَّح من عيْشِه
يَعِيثُ فِيهِ هَمَجٌ هامِجُ
(وتَرْقِيحُ المالِ: إِصْلاحُه والقِيَامُ عَلَيْهِ) .
(و) يُقَال: (هُوَ رقَاحِيُّ مالٍ) بِفَتْح الرّاء، وباءِ النِّسْبة، أَي (إِزاؤُه) . وَفِي (الأَساس) : كاسِبُه ومُصْلِحُه.
والرَّقاحِيّ: التَّاجِرُ القائِمُ على مالِه المُصْلِحُ لَهُ. قَالَ أَبو ذُؤَيب يَصِف دُرَّة:
بكَفَّيْ رَقَاحِيَ يُريدُ نَماءَها
فيُبْرِزُها للبَيعِ فهْي فَرِيجُ
يَعْنِي بارزةً ظاهِرَةً. وَالِاسْم الرَّقَاحَة.
وَهُوَ رَاقِحَةُ أَهْلِه: كاسِبُهُم كجارِحتِهِم؛ كَمَا فِي (الأَساس) .
وَزَاد شيخُنا: وَقَالُوا: امرأَةٌ رَقْحَاءُ إِذَا كانتْ تَكْتَسِبُ بالفَجور.

(6/398)


وَفِي الحَدِيث: (كَانَ إِذا رقَّحَ إِنْسَاناً) . يُرِيد رَفَّأَ، وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه.
وَيُقَال: تَرْكِيحُ المَال، لُغَة فِي الْقَاف، كَمَا سيأْتي.

ركح
: (رَكَحَ) السّاقِي على الدَّلْوِ (كمنَعَ) إِذا (اعْتَمَدَ) عَلَيْهَا نَزْعاً. والرَّكْحُ: الاعْتِمَادُ. وأَنشد الأَصمعيّ:
فصادَفَتْ أَهْيَفَ مثلَ القِدْحِ
أَحْرَدَ بالدَّلْوِ شديدَ الرَّكْحِ
(و) رَكَحَ إِليه: (اسْتَنَد، كأَرْكَحَ وارْتَكَحَ) . يُقَال: رَكَحْتُ إِليه وأَرْكَحْت وارْتَكَحْت. وارْتَكَحْت. (و) رَكَحَ (إِليه رُكُوحاً) بالضّمّ: (رَكَنَ وأَنابَ) . قَالَ:
رَكَحْتُ إِليها بَعْدَمَا كُنتُ مُجمِعاً
والرُّكوحُ إِلى الشصيْءِ: الرُّكُونُ إِليه.
(والرُّكْح، بالضمّ: رُكْنُ الجَبَلِ) أَ (وناحِيَتُه) المُشْرِفةُ على الهَواءِ. وَقيل: هُوَ مَا عَلا عَن السَّفْحِ واتَّسعَ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: رُكْحُ كلِّ شيْءٍ: جانِبُه. (ج رُكُوحٌ وأَرْكَاحٌ) . قَالَ أَبو كَبِير الهُذَليّ.
حتَّى يَظَلَّ كأَنَّه مُتَثبِّتٌ
برُكُوح أَمْعَزَ ذِي رُيُودٍ مُشْرفِ
أَي يَظلُّ من فَرَقي أَن يتكلّم فيُخْطِىءَ ويَزِلَّ كأَنّه يَمْشِي برُكْحِ جَبَلٍ، وَهُوَ جانِبُه وحَرْفُه، فيخاف أَن يَزِلّ ويَسْقُط. (و) الرُّكْحُ أَيضاً؛ (ساحةُ الدّارِ) والفِنَاءُ. وَفِي الحَدِيث: (لَا شفْعَةَ فِي فِنَاءٍ وَلَا طَرِيقٍ وَلَا رُكْحٍ) قَالَ أَبو عُبَيْد الرُّكْحُ، بالضّمّ: ناحيةُ البيْتِ من وَرَائه كأَنّه فَضَاءٌ. قَالَ القُطَاميّ:
أَمَا تَرَى مَا غَشِيَ الأَرْكَاحَا
لمْ يَدَعِ الثَّلْجُ لهمْ وَجَاحَا
الأَرْكَاحُ: الأَفْنهيةُ. والوَجاحُ: السِّتْر. (كالرُّكْحَة، بالضّمّ. و) الرُّكْحُ أَيضاً: (الأَساسُ، ج أَرْكاحٌ) ، وجمْع

(6/399)


الرُّكْحَةِ رُكْحٌ، مثل بُسْرةٍ وبُسْر، وَلَيْسَ الرُّكْح واحِداً. والأَرْكَاح جَمْع رُكْحٍ لَا رُكْحةٍ، قَالَه ابْن بَرّيّ. وَفِي الحَدِيث: (أَهْلُ الرُّكْحِ أَحقُّ برُكحِهم) . وَقَالَ ابْن مَيّادةَ:
ومُضَبَّرٍ عرِدِ الزِّجَاجِ كأَنّه
أَرَمٌ لِعَادَ مُلَزَّزُ الأَرْكَاحِ
أَراد بعرِدِ الزِّجاجِ أَنْيَابَه. وإِرَمٌ. قَبْرٌ عَلَيْهِ حِجَارةٌ. ومُضَبَّر يعنِي رأْسَهَا كأَنّه قبرٌ. والأَرْكَاح: الأَساسُ.
(والرُّكْحَة، بالضّمّ: قِطْعَةٌ من الثَّرِيد تَبْقَى فِي الجَفْنَةِ) ، هاكذا فِي (الصّحاح) . وَعبارَة اللّسان: البَقِيَّةُ من الثَّريد.
(وجفْنة مُرْتَكِحةٌ) أَي (مُكْتَنِزةٌ بالثَّريد) ؛ وَمثله عبارَة الصّحاح.
(وسَرْجٌ) مِرْكَاحٌ، (ورَحْلٌ مِرْكاحٌ) إِذا كَانَ (يتَأَخَّرُ عَن ظَهْرِ الفَرسِ) . وَفِي (اللِّسَان) : والمِرْكاحُ من الرِّحال والسُّرُوجِ: الّذي يَتأَخَّرُ، فَيكون مرْكَبُ الرَّجُلِ على آخِرةِ الرَّحْلِ. قَالَ:
كأَنَّ فاهُ واللِّجامِ شاحِي
شرْخَا غَبِط سلِسٍ مِرْكاحِ
وأَحسنُ من عبارَة المصنّف نصُّ الجوهريّ: سَرْجٌ مِرْكاحٌ: إِذا كَانَ يتأَخَّرُ عَن ظهْرِ الفَرس، وكذالك الرَّحْلُ إِذا تأَخَّر عَن ظَهْرِ البعِيرِ. والمصنّفُ ذَكَرَ الرَّحْلَ وَلم يذكرِ البعِير. ووُجِدَ عندنَا فِي بعض النُّسَخ الموجودةِ: (الرَّجُل) بِالْجِيم بدل الحاءِ وَهُوَ تحريفٌ شَنيعٌ ينْبغِي التَّنَبُّه لذالك.
(والرَّكْحَاءُ: الأَرضُ الغليظةُ المُرْتَفعَة) .
(والأَرْكَاحُ) جمع رُكْحٍ: (بُيُوتُ الرُّهْبانِ) . قَالَ الأَزهريّ وَيُقَال لَهَا الأُكَيْرَاحُ. قَالَ: وَمَا أُراهَا عربيَّةً. وَقَالَ ابْن سَيّده: الرُّكْح: أَبْيَاتُ النَّصارَى، ولستُ مِنْهَا على ثِقة.

(6/400)


(و) ركّاحٌ (كَكَتَّانٍ: كَلْبٌ، وفَرَسُ رَجلٍ من) بني (ثَعْلَبَةَ بن سعْدٍ) من بني تَميم.
(و) رَكَاحٌ (كسحابٍ: ع) .
(وأَرْكَحَه إِليه: أَسْنَده) . وأَرْكَحَ إِليه: استنَد، وَقد تقدّم.
(و) أَرْكَحَ ظَهْرَه إِليه: (أَلْجَأَه) . وَفِي حَدِيث عُمَر قَالَ لعَمْرَو بن العَاصِ: (مَا أُحبُّ أَن أَجَلَ لَك عِلَّةً تَرْكحُ إِليها) : أَي تَرْجِعُ وتَلْجَأُ إِليها.
(والتَّرَكُّحُ: التَّوسُّعُ) ، يُقَال: تَركَّحَ فِي الدّار: إِذا تَوَسّعَ فِيهَا. وَيُقَال: إِنّ لفُلان ساحةً يَتَركَّحُ فِيهَا. أَي يَتَوَسَّعُ (والتَّركُّحُ التَّصرُّفُ والتَّلَبُّث) ، فِي النَّوَادِر: تركَّحَ فُلانٌ فِي المَعِيشةِ، إِذا تَصَرَّف فِيهَا. وتَركَّحَ بِالْمَكَانِ: تَلَبَّثَ، وَقد تقدّمت الإِشارةُ إِليه.

رمح
: (الرُّمْح) من السِّلَاح (م) ، وَهُوَ بالضّمّ، وإِنما أَطلقَه لشُهرته، (ج رِماحٌ وأَرْماحٌ) . وَقيل لأَعرابيّ: مَا النّاقَةُ القِرْوَاحِ؟ قَالَ: الّتي تَمْشِي على أَرْمَاحٍ.
(ورَمحَه كمَنَعَه) يَرْمَحُه رَمْحاً: (طَعَنَه بِهِ) ، أَي بالرُّمْح، فَهُوَ رامِحٌ نابِل، وَهُوَ رَمّاح حاذِقٌ فِي الرِّمَاحة.
ورَامَحه مُرَامَحَةً.
وتَرَامَحُوا وتَسَايَفُوا.
وَهُوَ ذُو رُمْحٍ ورِمَاحٍ.
(والرَّمَّاحُ: مُتَّخِذُه) ، أَي اللرُّمْحِ وصانِعُه. (وصَنْعَتُه) وحِرْفَتُه (الرِّمَّاحَةُ) ، بِالْكَسْرِ.
(و) من الْمجَاز: الرَّمَّاحُ: (الفَقْرُ والفَاقَة) .
(و) الرَّمّاحُ (بنُ مَيّادَةَ الشَّاعِر) : مشهورٌ.
(وراجلٌ رامِحٌ) ورَمّاحٌ: (ذُو رُمْحٍ) مثلُ لابنٍ وتامِرٍ، وَلَا فِعْلَ لَهُ، كَمَا

(6/401)


فِي (الصّحاح) . (و) يُقَال للثَّوْرِ من الوحْش: رامِحٌ. قَالَ ابْن سَيّده: أُراه لموضعِ قَرْنِه. قَالَ ذُو الرُّمّة:
وكائِنْ ذَعَرْنَا مِن مَهاةٍ ورامِحٍ
بِلادُ العِدَى ليْسَتْ لَهُ ببلادِ
وَمن الْمجَاز: (ثَوْرٌ رامِحٌ: لَهُ قرْنانِ) .
(والسِّمَاكُ الرَّامِحُ) : أَحدُ السِّماكيْنِ. وَهُوَ (نَجْمٌ) معروفٌ (قُدّام الفَكّةِ) لَيْسَ من مَنَازلِ القَمَرِ، سُمِّيَ بذالك لأَنه (يَقْدُمه كَوكَبٌ يَقُولُونَ: هُوَ رُمْحُه) وَقيل للآخَرِ: الأَعْزلُ، لأَنه لَا كَوْكَبَ أَمامَه، والرّامِح أَشدُّ حُمْرَةً. وَقَالَ الطِّرِمّاح:
مَحَاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيعِ
من الأَنْجُمِ العُوّلِ والرّامِحَهْ
والسِّمَاكُ الرَّامِحُ: لَا نَوْءَ لَهُ، إِنما النَّوْءُ للأَعْزلِ. وَفِي (التَّهْذِيب) : الرامِحُ: نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ يُقَال لَهُ: السِّمَاكُ المِرْزَمُ. وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: طَلَعَ السِّماكُ الرّامِح.
(ورَمَحَه الفَرَسُ كمَنَعَ) وكذالك البَغْلُ والحِمَارُ وكلُّ ذِي حافرٍ يَرْمَح رمْحاً: (رَفَسَه) ، أَي ضَرَبَ برِجْلِه. وَقيل: ضَرَبَ برِجْلَيْه جَمِيعًا. وَقيل: ضَرَبَ برِجْلَيْه جَمِيعًا. وَالِاسْم الرِّمَاحُ. يُقَال: أَبْرَأُ إِليكَ من الجِمَاح والرِّمَاحِ. وهاذا من بَاب الْعُيُوب الّتي يُرَدُّ المَبيعُ بهَا. قَالَ الأَزهريّ: وربُما اسْتُعير الرَّمْحُ لِذِي الخُفّ. قَالَ الهُذَليّ:
بطعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوَارِزاً
جَواذِبُها تأْبى على المُتَغبِّرِ
وَقد يُقَال: رَمَحَت النَّاقةُ، وَهِي رَمُوحٌ. أَنشد ابْن الأَعرابيّ:
تُشْلِي الرَّمُوحَ وهِيَ الرَّمُوحُ
حَرْفٌ كأَنّ غُبْرَها ممْلُوحُ
وَفِي (الأَساس) : دابّةٌ رَمّاحةٌ ورَمُوحٌ: عَضّاضَةُ وَعضوضٌ. (و) من الْمجَاز: رَمَحَ (الجُنْدبُ) وركضَ، إِذا (ضَربَ الحصَي برِجْلَيْه) . وَفِي (الصّحاح) و (اللِّسَان) و (الأَساس) : بِرِجْلِه،

(6/402)


بالإِفراد. قَالَ ذُو الرُّمّة:
ومجْهُولة من دُونِ مَيَّةَ لمْ تعقِلْ
قَلُوصي بهَا والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ
(و) من الْمجَاز: رَمَحَ (البَرْقُ:) إِذا (لَمعَ) لمَعاناً خَفِيفا مُتقارِباً.
(و) من الْمجَاز: أَخَذتِ البُهْمَى ونَحْوُها من المَرْعَى رِمَاحَها: شَوَّكَتْ فامتنعَتْ على الرَّاعِية. و (أَخذتِ الإِبلُ رِماحها) وَفِي (مجمع الأَمثال) : (أَسْلِحتها) : حَسُنتْ فِي عينِ صاحِبها فَامْتنعَ لذالك من نَحْرها؛ يُقَال ذَلِك إِذا (سَمِنَتْ أَو دَرّت) ، وكلّ ذالك على المَثَل (كأَنّها تَمْنَعُ عَن نَحْرِها) لحُسْنِهَا فِي عين صَاحبهَا. فِي (التَّهْذِيب) : إِذا امتنعَت البُهْمَى ونَحْوُها مِن المراعِي فيَبِسَ سَفَاهَا قِيل: أَخَذَتْ رِماحَها.
ورِمَاحُها: سَفَاها اليَابِسُ.
ويقَال للنّاقَة إِذا سَمِنَت: ذاتُ رُمْح، وإِبلٌ ذَوَاتُ رِمَاحٍ، وَهِي النُّوقُ السِّمانُ، وذالك أَنّ صاحِبَها إِذا أَراد نَحْرَها نَظَرَ إِلى سِمَنِها وحُسْنِهَا فامتَنَعَ من نحْرِهَا نَفَاسَةً بهَا لِما يَرُوقُه من أَسْنِمتها. وَمِنْه قَول الفَرَزْدَق:
فمكَّنْتُ سَيْفِي مِن ذَوات رِماحِها
غِشَاشاً وَلم أَحْفِل بُكاءَ رِعَائِيَا
يَقُول: نَحَرْتُها وأَطْعَمْتُها الأَضياف، وَلم يَمنعني مَا عَلَيْهَا من الشُّحومِ عَن نَحْرِهَا نفاسةً بهَا.
(و) رُمَيحٌ، (كزُبيرٍ) : عَلَمٌ على (الذَّكَر) كَمَا أَن شُرَيحاً علمٌ على فَرْجِ المَرأَةِ.
(وَذُو الرُّمَيحِ ضَرْبٌ من اليَرَابيع طَويلُ الرِّجْلَيْنِ) فِي أَوْساطِ أَوْظِفَته، فِي كلّ وَظِيفٍ فَضْلُ ظُفْرٍ. وَقيل: هُوَ كلُّ يَرْبُوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه. ورِماحُه شَوْلاتُها. (و) يُقَال: (أَخَذ فلانٌ) وَفِي بعض الأُمّهات: أَخذَ الشيخُ (رُميْحَ أَبي سَعْدٍ، أَي اتَّكَأَ على

(6/403)


الْعَصَا هَرَماً) أَي من كِبَرِه. (وأَبو سَعْدٍ: هُوَ لُقْمانُ الحَكيمُ) الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن. قَالَ: إِمّا تَرَىْ شكَّتِي رُميْحَ أَبي
سعْدٍ، فقدْ أَحمِلُ السَّلاحَ مَعَا
(أَو) هُوَ (كُنْيَةُ الكِبَرِ والهَرَم، أَو هُوَ مَرْثَدُ بنُ سعدٍ أَحدُ وَفْدِ عَاد) ، أَقوالٌ ثَلَاثَة.
(وَذُو الرُّمْحَيْن) : لقب (عَمْرو بن المُغَيرة لطولِ رِجْلَيْه) شُبِّهتَا بالرِّماح. (و) قَالَ ابْن سَيّده: أَحسبه جَدّ عُمر بن أَبي رَبيعة. وَهُوَ (مَالك بن رَبيعةَ بنِ عَمْرٍ و) قَالَ القُرشيُّون: سُمِّيّ بذلك (لأَنه كَانَ يُقاتِل بُرمْحَين فِي يَدَيْهِ) . وَذُو الرُّمْحَيْن: لقبُ (يَزيدَ بن مِرْدَاسٍ السُّلَميّ) أَي العبّاس رَضِي الله عَنهُ. (و) ذُو الرُّمْحَيْنِ: لقبُ (عَبْد بن قَطَن) محرَّكَةً (ابْن شَمِرٍ) ككتِفٍ.
(والأَرْمَاحِ) بِلَفْظ الجمْع: (نُقْيانٌ طِوالٌ بالدَّهْنَاءِ. و) من الْمجَاز: (رِماحُ الجِنِّ: الطَّاعُون) أَنشد ثَعْلَب:
لَعَمْرُكَ مَا خَشِيتُ علَى أُبَيَ
رِمَاحَ بنِي مُقَيِّدةِ الحِمَار
ولِّكنّي خَشِيتُ علَى أُبَيَ
رَمَاحَ الجِنِّ أَو إِيّاكَ حَارِ
عنَى بنَي مُقيِّدة الحِمارِ العَقَاربَ وإِنما سُمِّيتْ بذِّلك لأَن الحَرَّةَ يُقَال لَهَا: مُقيِّدةُ الحِمَار، والعَقَارِبُ تأْلَفُ الحَرَّةَ (و) الرِّماحُ (من العَقْربِ: شَوْلاتُها) . وَقد تقدّم أَنه عِنْدهم كلُّ يَرْبوعِ، ورُمْحُه: ذَنبه، ورِماحُه: شَوْلاتُها:
(ودارَةُ رُمْحٍ) : أَبْرَق (لبني كِلاَب) لبني عمرِو بنِ رَبيعةَ، وَعِنْده البَتيلةُ، ماءٌ لَهُم، ودارَةٌ منسوبة إِليه. (وذاتُ رُمْحٍ: لَقَبُها. و) ذاتُ رُمْحٍ (: ة بالشأْم) .

(6/404)


(و) رُمَاحٌ (كغُرَاب: ع) وَهُوَ جَبَلٌ نَجْديّ، وَقيل بخاءٍ مُعْجمَة.
(وعُبَيْدُ الرِّماحِ وبِلالُ الرِّماحِ رَجلانِ) .
(ومُلاعِبُ الرِّماحِ) : لقب أَبي بَرَاءٍ (عامِر بنِ مَالك بن جَعْفَر) بن كِلاب (والمعروفخ مُلاعِب الأَسِنَّة. وجعَلَه لَبيدٌ) وَهُوَ ابنُ أَخيه الشاعرُ المشهورُ (رِمَاحاً للقافية) ، أَي لحاجتِه إِليها. وَهُوَ قَوْله على مافي (الصّحاح) و (اللِّسان) :
قُومَا تَنوحانِ مَعَ الأَنْواحِ
وأَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ
أَبَا بَرَاءٍ مِدْرَهَ الشِّيَاحِ
فِي السُّلُب السُّودِ وَفِي الأَمْساحِ
وَفِي شرْح شَيخنَا:
لَو أَنّ حَيًّا مُدْرِكَ الفَلاح
أَدْرَكَه مُلاعِبُ الرِّماحِ
قَالَ: وَلَا مُنَافَاة، فإِن كلاًّ من الشِّعرَين للبيدٍ.
(و) الْعَرَب تعل الرَّمْحَ كِنَايَة عَن الدَّفْع والمَنْع. وَمن ذالك: (قَوْسٌ رَمّاحة) ، و (شَدِيدةُ الدَّفْعِ) . وَقَالَ طُفَيْلٌ الغَنزيّ:
برَمّاحةٍ تَنْفِي التُّرابَ كأَنّها
هِرَاقَةُ عَقَ مِن شَعِيبيْ مُعَجِّل
وَمن النَّاس من فَسّر رمّاحة بطعنةٍ بالرُّمْح، وَلَا يُعْرَف لهاذا مَخرَجٌ إِلاّ أَن يكون وَضعَ رَمّاحةً موضِع رَمْحة الّذي هُوَ المَرَّةُ الواحدةُ من الرَّمْح؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(وابنُ رُمْحٍ: رجلٌ) ، وإِياه عنَى أَبو بُثَيْنةَ الهُذليّ بقوله:
كأَنّ القَوْم من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ
لَدَى القعمْراءِ تَلْفَحُهمْ سَعيرُ
ويروَى: ابْن رَوْح.
(وَذَات الرِّمَاحِ: فَرسٌ ل) بني (ضَبَّةَ) سُمِّيَتْ لِعزِّها. و (كَانَت إِذا

(6/405)


ذُعِرت تَباشَرتْ بَنو ضَبَّة بالغُمْ) . وَفِي ذَلِك يَقُول شاعرُهم:
إِذا ذُعِرتْ ذاتُ الرِّمَاحِ جَرَتْ لنا
أَيامِنُ بالطَّيرِ الكَثِيرِ غَنَائِمُهْ
وَيُقَال: إِنّ ذَات الرِّماح: أَبلٌ لهمن.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
جاءَ كأَنّ عَيْنَيْهِ فِي رُمْحَيْنِ: وذالك من الخَوْف والفَرقِ وشدّةِ النَّظر، وَقد يكون ذالك من الغَضب أَيضاً. وَفِي (الأَساس) : من الْمجَاز ... كَسروا بَينهم رُمْحاً، إِذا وقَع بَينهم شرٌّ. ومُنِينا بيَوْمٍ كظِلِّ الرُّمْحِ: طَويل ضَيِّق. وهُمْ على بني فُلان رُمْحٌ واحدٌ. وذاتُ الرِّمَاح: قَريبٌ من تبَالة.
وقَارَةُ الرِّمَاحِ: موضعٌ آخَرُ.

رنح
: (الرَّنْحُ: الدُّوَارُ) والاختلاطُ. (و) الرَّنْحُ: (نحْوُ العُصْفورِ من دِماغِ الرأْسِ بائِنٌ مِنْهُ) .
(و) قَالَ الأَزهريّ: (المَرْنَحَة: صَدْرُ السّفينة) . والدَّوْطِيرةُ: كَوْثَلُها. والقبُّ: رأْسُ الدَّقَل. والقَرِيَّةُ: خَشَبةٌ مُرَبَّعةٌ على رأْس القبِّ.
(و) رَنَّحَ الرَّجلُ وغيرُه و (تَرنَّحَ) إِذا (تمايلَ سُكْراً أَو غيرَه) ورَنَّحَه الشَّرابُ، (كارْتَنحَ) . وتَرنَّحَ، إِذا مَال واستدارَ. قَالَ امرؤُ القيسِ يَصفُ كَلْبَ صَيدٍ طَعنَه الثَّوْرُ الوَحْشيْ بقَرْنِه، فظلّ الكلْبُ يَستديرُ كَمَا يَستديرُ الحِمَارُ الّذي قد دَخَلَت النُّعرةُ فِي أَنْفه، والغيطَلُ: شَجَرٌ:
فَظَلَّ يُرَنِّحُ فِي غَيطَلٍ
كَمَا يَسْتَدِيُ الحِمَارُ التَّعِرُ
(و) قيل: (رُنِّحَ) بِهِ: إِذا أُديرَ بِهِ كالمَغْشِيّ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيث الأَسْود بن يَزيد: (أَنه كَانَ يَصوم فِي الْيَوْم الشَّديدِ الحَرِّ الّذي إِنّ الجَمَلَ الأَحمر لَيُرنَّح فِيهِ من شِدّة الحَرّ) : أَي يُدَارُ بِهِ ويَخْتَلِط. يُقَال: رُنِّحَ

(6/406)


فلانٌ، ورُنِّح (عَلَيْهِ تَرْنِيحاً، بالضّمّ) أَي على مَا لم يُسمَّ فاعلُه: إِذا (غُشِيَ عَلَيْهِ أَو اعْتراه وَهْنٌ فِي عِظامِه) وضَعْفٌ فِي جَسدِه عِنْده ضَرْبٍ أَو فَزَعٍ أَو سُكْر حتَّى يَغْشاه كالمَيْدِ (فتَمَايلَ، وَهُوَ مُرنَّحٌ، كمُعظَّمٍ) ، وَقد يكون ذالك من هَمَ وحُزْنٍ. قَالَ:
تَرَى الجَلْدَ مغموراً يَمِيد مُرنَّحاً
كأَنّ بِهِ سُكْراً وإِنْ كانَ صَاحِيَا
وَقَالَ الطِّرِمّاح:
ونَاصِرُك الأَدْنَى عَلَيْهِ ظَعينةٌ
تَمِيدُ إِذا استَعبرْتَ ميْدَ المُرَنَّحِ
وَمن ذَلِك أَيضاً:
وَقد أَبيت جائِعاً مُرَنَّحَا
(والمُرَنَّح أَيضاً: أَجْوَدُ عُودِ البَخُورِ) ، ضُبِطَ عندنَا فِي النُّسخ كمُعَظَّم ضَبْط القَلَم، وَالَّذِي فِي (اللّسَان) : هُوَ ضَرْبٌ من العُودِ، من أَجْوَدِه، يُسْتَجْمَر بِهِ، وَهُوَ اسمٌ، ونظِيرُه المُخْدَعُ. وَفِي (الأَساس) واسْتَجْمَرَ بالمُرَنَّح من الأُلُوَّةِ، وتَروَّحَ برائحتِها الذَّكِيَّة.
(والتَّرنُّح: تَمَزُّزُ الشَّرابِ) ، عَن أَبي حنيفَة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
من الْمجَاز: رَنَّحَت الرِّيحُ الغُصْنَ فتَرنَّحَ.
وتَرنَّحَ على فُلانٍ: مالَ عَلَيْهِ تَطَاوُلاً وتَرَفُّعاً. وَهُوَ يترجَّحُ بَين أَمْرَين ويَترنَّحُ؛ كَذَا فِي (الأَساس) .

رنجح
: (التَّرنْجُح) ، بالنّون قبل الْجِيم: (إِدارة الكَلامِ) فِي فِيهِ.

روح
: (! الرُّوحُ، بالضّمّ) النّفْسُ. وَفِي (التَّهْذِيب) : قَالَ أَبو بكرِ بن الأَنبارُيّ: الرُّوح والنَّفْسُ واحدٌ، غير أَن الرُّوح مذكَّر، والنَّفْس مُؤنَّثة عِنْد الْعَرَب. وَفِي التَّنْزِيل: {6. 023 ويساءَلونك عَن الرّوح. . رَبِّي} (: الإِسراء 85) وتأْويل الرُّوح أَنه (مَا بِه حَياةُ الأَنْفُسِ) .

(6/407)


والأَكثرُ على عدم التعرّض لَهَا، لأَنّها معروفَةٌ ضرورَةً. ومَنَعَ أَكثرُ الأُصوليّين الخَوْضَ فِيهَا لأَن الله أَمْسَكَ عَنْهُمَا فنُمْسِك؛ كَمَا قَالَه السُّبْكيّ وغيرُه. وروَى الأَزهريّ بسَنَده عَن ابْن عبّاس فِي قَوْله: {6. 023 ويساءَلونك عَن الرّوح} إِنّ الرُّوح قد نزل فِي الْقُرْآن بمنازلَ، ولاكن قُولوا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {6. 023 قل الرّوح من اءَمر رَبِّي. . قَلِيلا} وَقَالَ الفرَّاءُ: الرُّوحُ: هُوَ الّذِي يعِيش بِهِ الإِنسانُ، لم يُخبِر اللَّهُ تَعَالَى بِهِ أَحداً من خلْقه وَلم يُعْط علْمَه العبادَ. قَالَ: وسَمعت أَبا الْهَيْثَم يَقُول: الرُّوح إِنّما هُوَ النَّفَس الّذي يَتنفَّسُه الإِنسانُ، وَهُوَ جارٍ فِي جَمِيع الجَسدِ، فإِذا خَرجَ لم يتنفَّسْ بعْدَ خُروجه، فإِذا تَمَّ خُرُوجُه بقِي بَصَرُه شاخِصاً نَحْوَه حتَّى يُغَمَّضَ، وَهُوَ بالفَارِسِيّة (جَان) ، يُذكَّر (ويُؤَنَّث) . قَالَ شَيخنَا: كَلَام الجوهريّ يدلّ على أَنّهما على حدَ سَوَاءٍ. وكلامُ المصنِّف يُوهِم أَن التَّذْكير أَكثر.
قلت: وَهُوَ كذالك. وَنقل الأَزهريّ عَن ابْن الأَعرابيّ قَالَ: يُقال: خَرَجَ {رُوحُه،} والرُّوح مُذكَّر. وَفِي الرَّوْض للسُّهَيْليّ: إِنما أُنِّثَ لأَنّه فِي معنَى النَّفْس، وَهِي لُغَة معروفَةٌ. يُقَال إِنّ ذَا الرُّمّة أَمَرَ عِنْد مَوْته أَن يُكْتَب على قَبره:
يَا نَازعَ الرُّوحِ من جِسْمي إِذا قُبِضَتْ
وفارجَ الكَرْبِ، أَنْقِذْني منَ النَّارِ
وَكَانَ ذالك مَكْتُوبًا على قَبْرِه؛ قَالَه شيخُنَا. (و) من الْمجَاز فِي الحَدِيث: (تَحَابُّوا بذِكْرِ اللَّهِ {ورُوحِه) . أَراد مَا يَحْيَا بِهِ الخلْقُ ويهْتَدُون، فَيكون حَيَاة لَهُم، وَهُوَ (القُرآن. و) قَالَ الزَّجاج: جاءَ فِي التَّفْسِير أَن الرُّوح: (الوَحْيُ) ، ويُسمَّى القُرْآنُ} رُوحاً. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: الرُّوحُ: القرآنُ، والرُّوحُ: النَّفْسُ. قَالَ أَبو العبّاس: وَقَوله عزّ وجلّ: {6. 023 يلقى الرّوح من. . عباده} (غَافِر: 15) و {6. 023 ينزل

(6/408)


الْمَلَائِكَة {بِالروحِ من اءَمره} (النَّحْل: 2) قَالَ أَبو العبّاس: هَذَا كُله مَعْنَاهُ الوَحْي سُمِّيَ رُوحاً لأَنّه حياةٌ من موتِ الكُفْرِ، فَصَارَ بحياتِه للناسِ} كالرُّوح الّذي يَحْيَا بِهِ جَسدُ الإِنسانِ. (و) قَالَ ابْن الأَثير: وَقد تكرّر ذِكْرُ الرُّوحِ فِي الْقُرْآن والْحَدِيث، ووَرَدَتْ فِيهِ على مَعانٍ، والغالِبُ مِنْهَا أَن المُراد! بالرُّوح الّذي يقوم بِهِ الجسدُ وَتَكون بِهِ الحياةُ، وَقد أُطْلِق على القُرْآن والوَحْيِ، وعَلى (جِبْرِيل) فِي قَوْله: {6. 023 الرّوح الاءَمين} (الشُّعَرَاء: 193) وَهُوَ المُرَاد ب {رُوحُ الْقُدُسِ} (الْبَقَرَة: 352) . وهاكذا رَوَاهُ الأَزهريّ عَن ثَعْلَب. (و) الرُّوح: (عِيسى، عَلَيْهِمَا السلامُ. و) الرُّوحُ: (النَّفْحُ) سُمِّيَ رُوحاً لأَنه رِيحٌ يَخْرُجُ من الرُّوح. وَمِنْه قولُ ذِي الرُّمَّة فِي نارٍ اقْتَدَحها وأَمَرَ صاحبَه بالنَّفْخ فِيهَا، فَقَالَ:
فقلتُ لَهُ ارْفَعْها إِليك وأَحْيِها
برُوحِك واجْعَلْه لَهَا قِيتةً قَدْرَا
أَي أَحْيِهَا بنَفْخِك واجْعَلْه لَهَا، أَي النَّفْخَ للنار. (و) قيل: المُرَاد بالوَحْي (أَمْر النُّبُوَّة) ، قَالَه الزّجاج. وروى الأَزهريّ عَن أَبي الْعَبَّاس أَحمد بن يحيَى أَنه قَالَ فِي قَوْله الله تَعَالَى: {6. 023 وَكَذَلِكَ اءَوحينا اليك. . اءَمرنا} (الشورى: 52) قَالَ: هُوَ مَا نَزل بِهِ جِبْرِيل من الدّين، فَصَارَ يَحْيَا بِهِ النَّاسُ، أَي يعِيش بِهِ النّاسُ. قَالَ: وكلُّ مَا كَانَ فِي الْقُرْآن (فَعَلْنا) فَهُوَ أَمْرُه بأَعْوَانِه، أَمْر جِبْرِيل وميكائيلَ وَمَلَائِكَته؛ وَمَا كَانَ (فَعلتُ) فَهُوَ مَا تفرَّد بِهِ. (و) جاءَ فِي التَّفْسِير أَن الرُّوح (حُكْم اللَّهِ تَعَالَى وأَمْرُه) بأَعْوَانِه وملائِكتِه. وَقَوله تَعَالَى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً} (النبأَ: 38) قَالَ الزَّجّاج: الرُّوح: خَلْقٌ كالإِنس

(6/409)


وَلَيْسَ هُوَ بالإِنس. (و) قَالَ ابْن عَبَّاس: هُوَ (مَلَك) فِي السماءِ السابعةِ (وَجْهُه كوَجْه الإِنسان، وجسَدُه كالملائِكَةِ) ، أَي على صُورتِهم. وَقَالَ أَبو العبّاس: الرُّوح: حَفَظةٌ على الملائكةِ الحَفظةِ على بني آدمَ، ويُرْوَى أَن وُجوههم (مثل) وُجُوه الإِنس، لَا تَرَاهم الملائكةُ، كَمَا أَنَّا لَا نَرَى الحَفَظَةَ وَلَا الْمَلَائِكَة.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: الرُّوح: الفَرَحُ والرُّوح: الْقُرْآن، والرُّوح: الأَمْرُ، والرُّوح: النَّفْس.
(و) الرَّوْح (بِالْفَتْح: الرّاحةُ) والسُّرورُ والفَرَحُ. واستعاره عليٌّ رَضِي الله عَنهُ لليقِين، فَقَالَ: (فباشِروا رَوْحَ اليقِين) . قَالَ ابْن سَيّده: وَعِنْدِي أَنه أَراد الفَرَحَ والسُّرُور اللَّذَيْنِ يَحْدُثَانِ من الْيَقِين. وَفِي (التَّهذيب) عَن الأَصمعيّ: الرَّوْح: الاسْتِرَاحَةُ من غَمِّ القلْبِ. وَقَالَ أَبو عمرٍ و: {الرَّوْحُ: الفَرحُ: قَالَ شيخُنَا: قيل: أَصلُه النَّفس ثمَّ استُعِير للفرَح. قلت: وَفِيه تأَمُّلٌ. وَفِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} (الْوَاقِعَة: 89) ، مَعْنَاهُ فاسْتِرَاحةٌ. قَالَ الزّجّاج: (و) قد يكون الرَّوْحُ بمعنَى (الرَّحْمة) . قَالَ الله تَعَالَى: { (و) 6. 023 لَا تياءَسوا من روح ا} (يُوسُف: 87) ، أَي من رَحْمَة الله، سَمّاها رَوْحاً لأَن} الرَّوْحَ {والرَّاحة بهَا. قَالَ الأَزهري: وكذالك قَوْله فِي عِيسَى: {وَرُوحٌ مّنْهُ} (النِّسَاء: 171) ، أَي رَحْمة مِنْهُ تَعَالَى. وَفِي الحَدِيث: عَن أَبي هُرَيرة: (} الرِّيح من رَوْحِ اللَّهِ تأْتي بالرَّحْمَة، وتأْتي بِالْعَذَابِ. فإِذا رأَيتموهَا فَلَا تَسُبُّوها واسْأَلوا الله من خَيْرِها، واسْتَعيذوا بِاللَّه من شرّها) . وَقَوله: من رَوْحِ اللَّهِ، أَي من رَحْمَة الله. وَالْجمع {أَرْوَاحٌ. (و) الرَّوْح: بَرْدُ (نَسيم الرِّيحِ) . وَقد جاءَ ذالك فِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: (كَانَ النّاسُ يَسكُنون العالِيَةَ فيحضُرون الجُمُعَةَ وبهم وَسَخٌ، فإِذا أَصَابَهم الرَّوْحُ سَطَعَتْ} أَرْواحُهم، فيتَأَذَّى بِهِ النّاسُ. فأُمِروا بالغُسْل) . قَالُوا:

(6/410)


الرَّوْح، بِالْفَتْح: نَسيمُ الرِّيح، كَانُوا إِذا مَرّ عَلَيْهِم النَّسيم تَكَيَّفَ بأَرْوَاحِهم، وحَمَلها إِلى النّاس.
(و) {الرَّوَحُ: (بالتَّحْرِيك: السَّعَةُ) قَالَ مُتَنخِّلُ الهُذليّ:
لاكِنْ كَبيرُ بنُ عِنْدٍ يومَ ذالِكُم
فُتْخُ الشَّمَائِلِ فِي أَيْمانهمْ رَوَحُ
وكبيرُ بنُ هِنْد: حَيٌّ من هُذَيْل. والفُتْخُ: جمع أَفْتَخَ، وَهُوَ اللَّيِّنُ مَفْصِلِ اليَدِ، يُرِيد أَنّ شمائلَهم تَنْفتِخُ لشدَّة النَّزْع. وكذالك قَوْله: (فِي أَيمانتهم} رَوَح) ، وَهُوَ السَّعَةُ لشدّة ضرْبِها بالسَّيف. (و) الرَّوَح أَيضاً: اتِّسَاعُ مَا بَين الفَخِذيْنِ أَو (سعةٌ فِي الرِّجْلَين) ، وَهُوَ (دُونَ الفحجِ) ، إِلا أَنّ الأَرْوح تَتَبَاعَدُ صُدُورُ قَدَمَيْه وتَتَدانَى عَقباه. وكل نَعَامَةٍ رَوْحَاءُ، وجَمْعه {الرُّوحُ. قَالَ أَبو ذُؤيب:
وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشيِّ كمَا
زَفَّ النَّعَامُ إِلى حَفّانِهِ الرُّوحُ
(و) فِي الحَدِيث: ((كَانَ عُمرُ رَضِي الله عَنهُ} أَرْوَحَ) كأَنّه راكِبٌ والنّاسُ يَمْشون) . وَفِي حَدِيث آخَرَ: (لَكَأَنِّي أَنظُرُ إِلى كِنَانَةَ بن عَبْدِ يَالِيلَ قد أَقبل تَضْرِبُ دِرْعُه رَوْحَتَيْ رِجْلَيْه) . الرَّوَحُ: انقلابُ القَدَم على وَحْشِيِّها. وَقيل: هُوَ انْبِسَاطٌ فِي صَدْرِ القَدم. ورَجُل أَرْوَحُ، وَقد رَوِحتْ قَدَمُه {رَوَحاً، وَهِي رَوْحاءُ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: فِي رِجْله رَوَحٌ ثمَّ فَدَحٌ ثمَّ عَقَلٌ، وَهُوَ أَشَدُّها. وَقَالَ اللَّيْث:} الأَرْوَح: الّذي فِي صَدْرِ قَدميه انبساط، يَقُولُونَ: {رَوِحَ الرَّجلُ} يَرْوَحُ رَوَحاً.
(و) {الرَّوَحِ: اسمُ (جمْع} رائحٍ) مثل خادِم وخَدمٍ. يُقَال: رجلٌ {رائِحٌ، من قَوْم} رَوَحٍ، {ورؤُوحٌ من قَوْمٍ} رُوحٍ.
(و) الرَّوَحُ (من الطَّيْر: المُتفرِّقةُ) قَالَ الأَعشى:
مَا تَعِيفُ اليَوْمَ فِي الطيرِ الرَّوَحْ
م غُرابِ البيْنِ أَو تَيْسِ سَنَحْ
(أَو) {الرَّوَحُ فِي البيْتِ هاذا هِيَ (} الرّائِحة إِلى أَوكَارِها) . وَفِي (التّهذيب) فِي هاذا البيتِ: قيل: أَراد! الرَّوَحة

(6/411)


مثل الكَفَرة والفجَرة، فطرَحَ الهاءَ. قَالَ: {والرَّوَحُ فِي هاذا البيتِ المُتَفَرِّقةُ.
(وَمَكَان} رَوْحانيٌّ: طَيِّبٌ) .
( {والرّوحانِيُّ: بالضّمّ) وَالْفَتْح، كأَنّه نُسب إِلى الرُّوح أَو الرَّوْح، وَهُوَ نَسيم الرّوح، والأَلف وَالنُّون من زيادات النّسب، وَهُوَ من نادِرِ معْدولِ النَّسب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حكى أَبو عُبيْدةَ أَنّ الْعَرَب تَقوله لكلّ (مَا فِيهِ النِّسْبة إِلى الملَك والجِن) . وَزعم أَبو الخطَّاب أَنه سمع من الْعَرَب من يَقُول فِي النِّسبة إِلى الملائكةِ والجِنّ: رُوحانِيّ، بضمّ الرّاء و (ج} رُوحَانِيُّون) بالضّم. وَفِي (التَّهْذِيب) : وأَما الرُّوحانيُّ من الخَلْقِ فإِن أَبا دَاوُود المَصاحِفيّ روَى عَن النِّضْر، فِي كتاب الْحُرُوف المُفسَّرة من غَرِيب الحَدِيث، أَنه قَالَ: حدَّثنا عَوْفٌ الأَعرابيّ عَن ورْدَانَ بنِ خالدٍ، قَالَ: بَلَغَني أَن الْمَلَائِكَة مِنْهُم رُوحانِيُّونَ، وَمِنْهُم منْ خُلِقَ من النُّور. قَالَ: وَمن الرُّوحانِيّينَ جِبْريلُ وميكائيلُ وإِسْرَافيلُ عَلَيْهِم السَّلامُ. قَالَ ابنُ شُمَيْل: {فالرُّوحانِيّون أَرْوَاحٌ لَيست لَهَا أَجسامٌ، هاكذا يُقَال. قَالَ: ولاَ يُقَال لشيْءٍ من الخَلْق رُوحانيّ إِلاّ للأَرْواح الّتي لَا أَجسادَ لَهَا، مثل الملائكةِ والجِنّ وَمَا أَشبهها؛ وأَمّا ذواتُ الأَجسامِ فَلَا يُقال لَهُم: رُوحانِيّون. قَالَ الأَزهريّ: وهاذا القولُ فِي} الروحانيِّين هُوَ الصَّحيح المعتمَد، لَا مَا قَالَه ابنُ المُظَفرَّ أَنّ {- الرُّوحانِيّ الّذي نُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ.
(والرِّيح م) وهُو الهَواءُ المُسخَّرُ بَين السّماءِ والأَرض؛ كَمَا فِي (الْمِصْبَاح) ، وَفِي (اللِّسَان) : الرِّيح: نَسيمُ الهواءِ، وكذالك نَسيمُ كلِّ شيْءٍ، وَهِي مؤنّثة. وَمثله فِي (شرح الفَصِيح) للفِهْريّ. وَفِي التَّنْزِيل: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ} (آل عمرَان: 117) وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ فِعْل، وَهُوَ عِنْد أَبي الحسنِ فِعْل وفُعْل.} والرِّيحة: طَائِفَة من الرِّيح؛ عَن سِيبَوَيْهٍ. وَقد يجوز أَن يَدُلَّ الوَاحدُ

(6/412)


على مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الجمعُ. وحكَى بعضُهم رِيحٌ {ورِيحَةٌ. قَالَ شَيخنَا: قَالُوا: إِنما سُمِّيَت} رِيحاً لأَنّ الغالبَ عَلَيْهَا فِي هُبوبها المَجىءُ {بالرَّوْح} والرّاحَة، وانقطاعُ هُبوبِهَا يُكْسِب الكَرْبَ والغَمَّ والأَذَى، فَهِيَ مأْخوذة من الرَّوح؛ حَكَاهُ ابنُ الأَنباريّ فِي كِتَابَة الزَّاهِر، انتهَى. وَفِي الحَدِيث: كَانَ يَقُول إِذا هاجَتِ الرِّيحُ (اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا {رِيَاحاً وَلَا تَجْعَلْهَا} رِيحاً) . الْعَرَب تَقول لَا تَلْقَحُ السّحابُ إِلاّ من {رياحٍ مُخْتَلفَة، يُرِيد اجْعَلْهَا لَقَاحاً للسَّحاب وَلَا تَجْعَلْهَا عَذاباً. ويُحَقِّق ذالك مَجىءُ الجَمْعِ فِي آياتِ الرَّحْمَة، والوَاحد فِي قِصَص العَذابِ: كالرِّيح العَقيم، و {رِيحاً صَرْصَراً} (فصلت: 16) .
(ج} أَرْواحٌ) . وَفِي الحَدِيث: (هَبَّتْ أَرْوَاحُ النَّصْر) . وَفِي حَدِيث ضِمَامٍ (إِني أُعالجُ من هاذه {الأَرواحِ) ، هِيَ هُنَا كِناية عَن الجِنّ، سُمُّوا} أَرْوَاحاً لكَوْنِهم لَا يُرَوْن، فهم بِمَنْزِلَة الأَرواحِ. (و) قد حُكِيَت: ( {أَرْياحٌ) } وأَرايِيح، وَكِلَاهُمَا شاذٌّ. وأَنكر أَبو حَاتِم على عُمارة بن عَقِيل جمعَه {الرّياح على} الأَرْياح قَالَ: فَقلت لَهُ فِيهِ: إِنما هُوَ أَرْواح. فَقَالَ: قد قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {6. 023 واءَرسلنا الرِّيَاح} (الْحجر: 22) وإِنما الأَرْوَاحُ جَمع رُوحٍ. قَالَ فعلمتُ بذالك أَنه لَيْسَ مِمَّن يُؤخذ عَنهُ. فِي (التَّهْذِيب) : الرِّيح ياؤُها واوٌ، صُيِّرت يَاء لانْكسار مَا قبلهَا، وتَصْغِيرُهَا رُوَيْحةٌ، (و) جمعهَا ( {رياحٌ) } وأَرْوَاح (، {ورِيَحٌ كعِنَب) ، الأَخيرُ لم أَجِدْه فِي الأُمَّهات. وَفِي (الصّحاح) : الريحُ واحدةُ} الرِّياح وَقد تُجْمع على {أَرْوَاحٍ، لأَن أَصْلَها الْوَاو، وإِنما جاءَتْ بالياءِ لانكسار مَا قبلهَا، وإِذا رَجعوا إِلى الْفَتْح عَادَتْ إِلى الْوَاو، كَقَوْلِك أَرْوَحَ الماءُ.
(جج) ، أَي جمْع الجمْعِ (} أَراوِيحُ) ، بِالْوَاو! وأَرايِيحُ) ،

(6/413)


بالياءِ، الأَخيرةُ شاذَّةٌ كَمَا تقدم.
(وَقد تكون الرِّيح بِمَعْنى (الغَلَبَةَ والقُوَّةِ) . قَالَ تَأَبَّط شَرًّا، وَقيل: سُلَيكُ بنُ السُّلَكةِ:
أَتَنْظُرانِ قَلِيلا رَيْثَ غَفْلَتِهِمْ أَو تَعْدُوانِ فإِنّ الرِّيحَ للعَادِي وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَتَذْهَبَ {رِيحُكُمْ} (الأَنفال: 46) كَذَا فِي (الصّحاح) . قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَقيل: الشّعر لأَعْشَى فَهْمٍ.
(و) الرِّيح: (الرَّحْمَةُ) ، وَقد تَقدّمَ الحَدِيث: (الرِّيح من رَوْح الله) . (و) فِي الحَدِيث (هَبَّت} أَرْوَاح النَّصْرِ) . الأَرواح: جمع رِيح.
وَيُقَال: الرِّيح لآلِ فلَان، أَي (النُّصْرةُ والدَّوْلَةُ) . وَكَانَ لفلانٍ رِيحٌ. وإِذا هَبَّت {رِياحُك فاغْتَنِمْهَا. وَرجل ساكنُ الرِّيح: وَقُورٌ، وكلّ ذالك مجَاز؛ كَمَا فِي (الأَساس) .
(و) الرِّيح: (الشَّيءُ الطَّيِّبُ) . (} والرَّائِحَة) : النَّسِيمُ، طَيِّباً كَانَ نَتِناً، والرَّائِحَةُ: رِيحٌ طَيِّبةٌ تَجِدُهَا فِي النَّسِيم. تَقول: لهاذه البَقْلةِ رائحةٌ طَيِّبةٌ. ووجدتُ رِيحَ الشيْءِ {ورائحته، بِمَعْنى.
(ويَوْمٌ رَاحٌ: شَديدُهَا) ، أَي الرِّيحِ، يجوز أَن يكون فَاعِلا ذَهَبتْ عَيْنُه، وأَن يكون فَعْلاً. وَلَيْلَة راحَةٌ. (وَقد} رَاحَ) يَومُنا ( {يَرَاحُ} رِيحاً، بِالْكَسْرِ) : إِذا اشتَدَّتْ رِيحُه. وَفِي الحَدِيث أَنّ رجلا حَضَره المَوْتُ فَقَالَ لأَولاده: (أَحْرِقُوني ثمَّ انْظُروا يَوْمًا رَاحا فأَذْرُوني فِيهِ) . يومٌ راحٌ، أَي ذُو رِيحٍ، كَقَوْلِهِم: رجلٌ مالٌ.
(ويَومٌ {رَيِّحٌ، كَكَيِّس: طَيِّبُها) . وكذالك يَومٌ} رَوْحٌ،! ورَيُوحٌ كصَبور: طَيِّبُ الرِّيحِ. ومكانٌ رَيِّحٌ أَيضاً، وعَشِيَّةٌ رَيِّحةٌ ورَوْحَةٌ، كذالك. وَقَالَ اللّيث: يومٌ رَيِّحٌ ورَاحٌ: ذُو رِيحٍ شَدِيدةٍ. قَالَ: وَهُوَ كَقَوْلِك كَبْسٌ صَافٌ، والأَصل يومٌ رائِحٌ، وكَبْشٌ صائِفٌ، فقلبوا، كَمَا خَفَّفوا

(6/414)


الحائِجة فَقَالُوا: الحَاجة. وَيُقَال: قَالُوا: صافٌ وراحٌ على صَوِفٍ ورَوِحٍ فَلَمَّا خَفَّفُوا استأْنَسَت الفَتْحَة قبلهَا فصارَت أَلفاً. ويومٌ رَيِّحٌ: طَيِّبٌ. ولَيلة رَيِّحَةٌ. ويومٌ راحٌ: إِذا اشتدَّت رِيحُه. وَقد راحَ، وَهُوَ {يَرُوح} رُؤوحاً، وبَعضُهم: {يَراحُ. فإِذا كَانَ اليومُ رَيِّحاً طَيِّباً قيل: يومٌ رَيِّحٌ، وَلَيْلَة} رَيِّحةٌ، وَقد راحَ وَهُوَ يَرُوح رَوْحاً.
( {ورَاحَتِ الرِّيحُ الشَّيْءَ} تَرَاحُه: أَصابَتْه) . قَالَ أَبو ذُؤيب يصف ثَوْراً:
ويَعوذُ بالأَرْطَى إِذَا مَا شَفَّهُ
قَطْرٌ، {وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ
(و) راحَ (الشَّجَرُ: وَجَدَ الرِّيحَ) وأَحَسَّها؛ حَكَاهُ أَبو حنيفةَ وأَنشد:
تَعُوجُ إِذَا مَا أَقبلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍ
كَمَا انْعَاجَ غُصْمُ البانِ راحَ الجَنَائِبَا
وَفِي (اللِّسَان) :} ورَاحَ {رِيحَ الرَّوْضةِ} يَرَاحُهَا، وأَراحَ يُرِيح: إِذا وَجَدَ رِيحَها. وَقَالَ الهُذليّ:
وماءٍ وَرَدْتُ علَى زَوْرَةٍ
كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا
وَفِي (الصّحاح) : راحَ الشَّيْءَ يَراحُه {ويَرِيحُه: إِذا وَجَدَ} رِيحَه. وأَنشد الْبَيْت. قَالَ ابْن بَرّيّ: هُوَ لصَخْرِ الغَيّ. والسَّبنْتَى: النَّمِرُ. والشَّفيف: لَذْعُ البرْدِ.
( {ورِيحَ الغَدِيرُ) وغيرُه، على مالم يُسَمَّ فاعلُه: (أَصابَتْه) ، فَهُوَ مَرُوحٌ. قَالَ مَنْظورُ بن مَرْثَدٍ الأَسديّ يَصِفُ رَماداً:
هَل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلَى ذِي القُورْ؟
قد دَرَسَتْ غيرَ رمادٍ مَكْفورْ
مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ} مَرُوحٍ مَمْطورْ
{ومَرِيح أَيضاً، مثل مَشوب ومَشِيبٍ، بُنِيَ على شِيبَ. وغُصْنٌ} مَرِيحٌ! ومَرُوحٌ: أَصابَتْه

(6/415)


الرِّيحُ. وَقَالَ يَصف الدَّمعَ:
كأَنَّه غِصْنٌ {مَريحٌ مَمْطُورْ
وكذالك مكانٌ} مَرُوحٌ {ومَرِيحٌ، وشَجرةٌ} مَرُوحةٌ {ومرِيحة: صَفَقَتْها الرِّيحُ فأَلْقَت وَرَقَها.
وراحَت الرِّيحُ الشَّيْءَ: أَصابَتْه. وَيُقَال: رِيحَتْ الشَّجرةُ، فَهِيَ مَرُوحَةٌ. وشَجرةٌ مَرُوحةٌ: إِذا هَبَّت بهَا الرِّيحُ. مَرُوحة كَانَت فِي الأَصل مَرْيُوحة.
(و) رِيحَ (القَوْمُ: دَخَلوا فِيهَا) أَي الرِّيحِ (} كأَراحوا) ، رُباعيًّا، (أَو) أَراحوا: دَخلوا فِي الرِّيح، {ورِيحُوا: (أَصابَتْهم فَجَاحَتْهم) ، أَي أَهلكَتهم.
(} والرَّيْحَان) قد اخْتلفُوا فِي وَزْنِه، وأَصْله، وَهل ياؤُه أَصليّة: فموضعه مادَّتها كَمَا هُوَ ظاهرُ اللَّفْظ، أَو مُبْدَلَة عَن واوٍ فَيحْتَاج إِلى مُوجِبِ إِبدالها يَاء، هَل هُوَ التّخفيف شُذوذاً، أَو أَصله {رَوْيَحان، فأُبدلت الواوُ يَاء، ثمَّ أُدغِمَت كَمَا فِي تَصْريف سَيِّد، ثمَّ خُفِّف، فوزْنُه فَعْلان، أَو غير ذَلِك؛ قَالَه شيخُنَا، وَبَعضه فِي (الْمِصْبَاح) . وَهُوَ (نَبْتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ) ، من أَنواعِ المَشْمُومِ، واحدته رَيْحَانَةٌ. قَالَ:
} برَيْحانةً مِنْ بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ
لَهَا أَرَجٌ، مَا حَوْلَها غَيْرُ مُسْنِت
والجمْع {رَيَاحِينُ. (أَو) الرَّيْحَان: (كُلُّ نَبْتٍ كذالِك) ، قَالَه الأَزهريّ، (أَو أَطْرَافُه) ، أَي أَطْرَافُ كلِّ بَقْلٍ طَيِّبِ الرِّيحِ إِذا خَرَجَ عَلَيْهِ أَوَائلُ النَّوْرِ، (أَو) الرَّيْحَانُ فِي قَوْله تَعَالَى: {6. 023 وَالْحب ذُو العصب وَالريحَان} (الرَّحْمَن: 12) قَالَ الفرَّاءُ: العَصْف: ساقُ الزَّرْعِ. والرَّيْحَانُ: (وَرَقُه. و) من الْمجَاز: الرَّيْحَانُ: (الوَلَد) . وَفِي الحَدِيث: (الوَلَد مِن} رَيْحان اللَّهِ) وَفِي الحَدِيث: (إِنكم لَتُبَخِّلون وتُجَهِّلون وتُجبِّنون،

(6/416)


وإِنكم لمن رَيحَانِ الله) يَعْنِي الأَولادَ. وَفِي آخَرَ: قَالَ لعليَ رَضِي الله عَنهُ: (أُوصِيك {- برَيْحَانَتَيَّ خَيْراً قبلَ أَن يَنْهدّ) . فَلَمَّا مَاتَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: هاذا أَحدُ الرُّكْنَينِ. فَلَمَّا مَاتَ فاطمةُ قَالَ: هاذا الرُّكْنُ الآخَرُ. وأَرادَ} برَيْحَانَتَيْه الحَسَن والحُسَيْنَ رَضِي الله عَنْهُمَا.
(و) من الْمجَاز: الرَّيْحانُ: (الرِّزْق) . تَقول: خَرَجْتُ أَبْتَغِي رَيْحَانَ اللَّهِ، أَي رِزْقَه. قَالَ النَّمِر بن تَوْلَب:
سَلامُ الإِلاهِ ورَيْحَانُهُ
ورَحْمَتُه وسَمَاءٌ دِرَرْ
أَي رِزْقه؛ قَالَه أَبو عُبَيْدةَ. وَنقل شيخُنَا عَن بَعضهم أَنه لُغَة حِمْيَر.
(وَمُحَمّد بن عبد الوَهّاب) أَبو مَنْصُور، روَى عَن حمزَةَ بنِ أَحمد الكَلاَباذِيّ، وَعنهُ أَبو ذَرَ الأَديب؛ (وَعبد المُحْسِن بن أَحمدَ الغَزّال) شِهاب الدِّين، عَن إِبراهيمَ بنِ عبد الرحمان القَطِيعِيّ، وَعنهُ أَبو العلاءِ الفَرْضِيّ؛ (وعليّ بنُ عُبَيدَة المتكلِّم المصنِّف) لَهُ تَصانيفُ عَجِيبَة: (وإِسْحَاقُ بن إِبراهِيم) ، عَن عبّاسٍ الدُّورِيّ وأَحمد بن القرّابِ؛ (وزكريّاءُ بن عليّ) ، عَن عاصمِ بن عليّ؛ (وعليّ بن عبد السّلام) بن الْمُبَارك، عَن الحُسَيْنِ الطَّبرِيّ شَيْخِ الحَرَم، ( {الرَّيْحَانِيُّون، مُحَدِّثون) .
(و) تَقول الْعَرَب: (سُبْحانَ اللَّهِ} وريْحَانَه) . قَالَ أَهل اللُّغَة: (أَي اسْتِرْزاقَه) . وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ من الأَسماءِ الموضوعةِ مَوْضِعَ المَصادر. وَفِي (الصّحاح) : نَصَبوهما على المصدرِ، يُرِيدُون تنْزِيهاً لَهُ واسْتِرْزاقاً.
( {والرَّيْحَانة: الحنْوةُ) ، اسمٌ كالعَلَم. (و) الرَّيْحانَة: (طاقَةٌ) واحدٌ من (الرَّيْحَانِ) وَجمعه} رَياحِينُ.
( {والرَّاحُ: الخَمْرُ) اسمٌ لَهُ (} كالرَّيَاحِ،

(6/417)


بِالْفَتْح) . وَفِي (شرح الكَعبيّة) لابنِ هِشَامٍ: قَالَ أَبو عَمْرٍ و: سُمِّيَت {رَاحا} ورَيَاحاً لارْتِيَاحِ شارِبِها إِلى الكَرَمِ. وأَنشد ابنُ هِشَامٍ عَن الفرَّاءِ:
كأَنَّ مَكَاكِيَّ الجِوَاءِ غُدَيَّةً
نَشَاوَى تَساقوْا {بالرَّيَاحِ المُفَلْفَلِ
قلت: وَقَالَ بعضُهم: لأَنّ صَاحبهَا يَرتاح إِذا شَرِبها. قَالَ شَيخنَا: وهاذا الشاهدُ رَوَاهُ الجوهريّ تامًّا غير مَعْزُوَ، وَلَا مَنْقُول عَن الفرَّاءِ. قلت: قَالَ ابْن بَرِّي: هُوَ لامرِىء القَيْس، وَقيل: لتأْبَّطَ شَرًّا، وَقيل: للسُّلَيكِ. ثمَّ قَالَ شَيخنَا: يَبقَى النَّظَرُ فِي موجِب إِبدالِ واوِهَا يَاء. فَكَانَ الْقيَاس الرَّواحُ، بالواوِ، كصَوابٍ. قلت: وَفِي (اللّسان) : وكلُّ خَمْرٍ راحٌ ورَيَاحٌ، وبذالك عُلِمَ أَن أَلَفها مُنقلبة عَن ياءٍ.
(و) الرَّاحُ: (} الارْتِيَاحُ) . قَالَ الجُمَيح بن الطَّمّاح الأَسديّ:
ولَقِيتُ مَا لَقِيتْ مَعدٌّ كُلُّها
وفَقدت {- رَاحِي فِي الشَّبابِ وخالِي
أَي} - ارْتياحِي واخْتِيالي.
وَقد رَاحَ الإِنْسَانُ إِلى الشَّيْءِ {يَراحُ: إِذا نَشِطَ وسُرَّ بِهِ، وكذالك} ارْتَاح. وأَنشد:
وزَعَمْتَ أَنّك لَا {تَرَاحُ إِلى النِّسَا
وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحِ المُتَرَدِّدِ
(و) الرَّاحُ: هِيَ (الأَكُفّ) . وَيُقَال: بل الرَّاحَة: بَطْنُ الكَفِّ، والكَفُّ: الرّاحةُ معَ الأَصابع: قَالَه شَيخنَا، (} كالرّاحات. و) عَن ابْن شُميل: الرَّاحُ من (الأَراضي المُسْتَوِيَةُ) الّتي (فِيهَا ظُهُورٌ واسْتِواءٌ تُنْبِت كثيرا) ، جَلْدَةٌ، وَفِي أَماكنَ مِنْهَا سُهُولٌ وجَراثيمُ، وليسَتْ من السَّيْلِ فِي شَيْءٍ وَلَا اللوادِي. (واحِدَتُهما رَاحةٌ) .
(! وَرَاحَةُ الكَلْبِ: نَبْتٌ) ، على التَّشبيه.

(6/418)


(وَذُو {الرَّاحَةِ: سَيْفُ المُخْتَارِ بنِ أَبي عُبيدٍ) الثّقفيّ.
(} والرَّاحَةُ: العِرْسُ) ، لأَنها {يُسْتَرَاح إِليها. (و) الرَّاحَةُ من الْبَيْت: (السّاحةُ، وطَيُّ الثَّوْب) ، وَفِي الحَدِيث عَن جَعفرٍ: (نَاوَلَ رَجُلاً ثَوْباً جَدِيدا فَقَالَ: اطْوِهِ على راحَتِه) أَي طَيِّه الأَوّلِ. (و) الرَّاحَةُ: (ع قُرْبَ حَرَضَ) ، وَفِي نُسْخَة: و: ع، بِالْيمن وسيأْتي حَرُضُ. (و) الرَّاحَة: (ع ببلادِ خُزَاعَةَ، لَهُ يومٌ) معروفٌ.
(} وأَراحَ اللَّهُ العَبْدَ: أَدْخَلَه فِي الرَّاحَةِ ضِدّ التَّعب) ، أَو فِي الرَّوْحِ وَهُوَ الرَّحمة (و) أَراح (فلانٌ على فلانٍ: حَقَّه: رَدَّده عَلَيْهِ) . وَفِي نسخةٍ: ردّه. قَالَ الشَّاعِر:
إِلاَّ {- تُرِيحي علينا الحقَّ طَائِعَة
دونَ القُضاةِ فقاضِينا إِلى حكَمِ
} وأَرِحْ عَلَيْهِ حَقَّه، أَي رُدَّه. وَفِي حَدِيث الزُّبَيْر: (لَوْلَا حُدودٌ فُرِضَتْ وفَرائضُ حُدَّتْ، تُرَاحُ على أَهْلِها) أَي تُرَدّ إِليهم، والأَهلُ هم الأَئمَّة؛ وَيجوز بِالْعَكْسِ، وَهُوَ أَنّ الأَئمَّةَ يَرُدُّونها إِلى أَهلِها من الرَّعِيّة. وَمِنْه حَدِيث عائشةَ (حتَّى أَراحَ الحَقَّ إِلى أَهْلِه) ( {كأَرْوَح. و) أَراحَ (الإِبلَ) وَكَذَا الغنَمَ: (رَدَّها إِلى المُراحِ) وَقد} أَراحَها راعِيها {يُرِيحُهَا، وَفِي لُغَة: هَراحَها يُهْرِيحُها. وَفِي حَدِيث عُثْمَانَ رَضِي الله عَنهُ: (} رَوَّحْتها بالعَشِيّ) ، أَي رَدَدْتها إِلى المُزَاح. وسَرَحتِ الماشيةُ بالغَداة، {وراحَتْ بالعَشِيّ، أَي رَجَعتْ. وَفِي (الْمُحكم) :} والإِراحةُ: رَدُّ الإِبلِ والغنَم من العَشِيِّ إِلى {مُرَاحِهَا. والمُرَاحُ: (بِالضَّمِّ) : المُنَاخُ، (أَي المَأْوَى) حَيْثُ تَأْوِي إِليه الإِبلُ والغَنَمُ باللَّيْل. وَقَالَ الفَيُّوميّ فِي الْمِصْبَاح عِنْد ذِكْرِه} المُرَاح بالضّم: وفتحُ الميمِ بهاذا الْمَعْنى خطأٌ، لأَنه اسمُ مَكَانٍ، واسمُ المكانِ والزّمانِ والمَصْدَرُ من أَفْعَل بالأَلف مُفْعَل بضمّ الْمِيم على صِيغَة. الْمَفْعُول. وأَمّا المَرَاحُ، بِالْفَتْح: فاسمُ المَوْضِع، من راحَتْ،

(6/419)


بِغَيْر أَلفٍ، واسمُ المكانِ من الثُّلاثيِّ بِالْفَتْح. انتَهى.
{وأَراحَ الرجلُ} إِراحةً {وإِراحاً، إِذا} راحَتْ عَلَيْهِ إِبلُه وغَنمُه ومالُه، وَلَا يكون ذالك إِلاّ بعدَ الزَّوالِ. وَقَول أَبي ذُؤيب:
كأَنَّ مَصاعِبَ زُبَّ الرُّؤُو
سِ فِي دارِ صِرْمٍ تَلاَقَى مُرِيحَا
يُمكن أَن يكون أَراحَتْ، لُغَة فِي راحَتْ، وَيكون فَاعِلا فِي معنَى مَفْعول. ويُروَى: (تُلاقِي {مُرِيحاً) أَي الرَّجلَ الَّذِي يُرِيحها.
(و) أَراحَ (الماءُ واللَّحْمُ: أَنْتَنَا) ،} كأَرْوَح. يُقَال أَرْوَحَ اللَّحْمُ، إِذا تَغيَّرَتْ رائحتُه، وكذالك الماءُ. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ وغيرُه: أَخَذَتْ فِيهِ الرِّيحُ وتَغَيَّرَ. وَفِي حَدِيث قَتَادَة: (سُئلَ عَن الماءِ الّذِي قد أَرْوَحَ: أَيُتَوَضَّأُ بِهِ قَالَ: لَا بَأْسَ) أَرْوَحَ الماءُ وأَراحَ، إِذا تَغيَّرتْ رِيحُه؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) والغَرِيبَيْن.
(و) أَراحَ (فُلارنٌ: ماتَ) ، كأَنَّه {اسْتَرَاحَ. وعبارةُ الأَساس: وَتقول:} أراحَ {فأَراحَ (أَي مَاتَ) } فاسْتُرِيحَ مِنْهُ. قَالَ العجَّاج:
أَراحَ بعدَ الغَمَّ والتَّغَمْغُمُ وَفِي حَدِيث الأَسْوَد بن يَزيدَ (إِن الجَمَلَ الأَحمرَ لَيُرِيحُ فِيهِ من الحَرّ) {الإِراحَةُ هُنَا: المَوْتُ والهَلاَكُ. ويُرْوَى بالنُّون، وَقد تقدّم.
(و) أَراح: (تَنَفَّسَ) . قَالَ امرؤُ الْقَيْس يَصف فَرساً بسَعَة المَنْخَرَيْن:
لَهَا مَنْخَرٌ كَوِجَارِ السِّبَاعِ
فَمِنْه تُريحُ إِذا تَنْبَهِرْ
(و) أَراحَ الرَّجُلُ:} استراحَ و (رَجَعتْ إِليه نَفْسُه بعدَ الإِعياءِ) . وَمِنْه حديثُ أُمِّ أَيْمَنع (أَنها عَطشَتْ مهاجِرةً فِي يومٍ شديدِ الحرِّ، فدُلِّيَ إِليها دَلْوٌ من السَّماءِ، فشَرِبتْ حتَّى! أَراحَتْ) وَقَالَ اللِّحْيانيّ: وكذالك

(6/420)


أَراحَت الدّابَّةُ. وأَنشد:
{تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحفوز
(و) أَراحَ الرجُلُ: (دَخَلَ فِي الرِّيحِ) . وَمثله} رِيحَ، مَبنيًّا للْمَفْعُول، وَقد تقدَّم. (و) أَراحَ (الشَّيْءَ) {ورَاحَه} يَرَاحُه {ويَرِيحُه: إِذا (وَجَدَ} رِيحَه) . وأَنشد الجوهريّ بَيت الهُذَليّ:
وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرةٍ
إِلخ، وَقد تقدّمَ. وَعبارَة الأَساس: {وأَرْوَحْت مِنْهُ طِيباً: وَجدتُ رِيحَه. قلت: وَهُوَ قَول أَبي زيدٍ. وَمثله: أَنْشَيْت مِنْهُ نَشْوَة،} ورِحْتُ رَائِحَة طَيِّبَةً أَو خَبيثَةً، {أَرَاحُهَا} وأَرِيحُها. {وأَرَحْتها} وأَرْوَحْتُهَا: وَجَدْتها. (و) أَراحَ (الصَّيْدُ) : إِذا (وَجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ، {كأَرْوَحَ) فِي كلّ مِمَّا تقدَّم. وَفِي (التَّهْذِيب) :} وأَرْوَحَ الصَّيْدُ واسْتَرْوَحَ واسْتَرَاحَ: إِذا وَجَدَ رِيحَ الإِنسانِ. قَالَ أَبو زيد: {- أَرْوَحَنِي الصَّيْدُ والضَّبُّ} إِرْوَاحاً، وأَنْشَأَنِي إِنْشَاءً، إِذا وَجَدَ {رِيحَك ونَشْوَتَك.
(} وتَروَّحَ النَّبْتُ) والشَّجرُ: (طالَ) . وَفِي (الرَّوْض الأُنُف) : تَروَّحَ الغُصْنُ: نَبَتَ وَرَقُه بعد سُقوطِه. وَفِي (اللِّسَان) : {تَرَوُّحُ الشَّجَرِ: خُرُوجُ وَرَقِه إِذا أَوْرَقَ النَّبْتُ فِي استقبالِ الشتاءِ.
(و) تَروَّحَ (الماءُ) ، إِذا (أَخَذَ رِيحَ غَيْرِه، لقُرْبِه) مِنْهُ. وَمثله فِي (الصّحاح) . فَفِي أَرْوَحَ الماءُ} وتَرَوَّحَ نَوْعٌ من الْفرق. وتَعَقَّبَه الفيّوميّ فِي الْمِصْبَاح، وأَقرّه شَيخنَا، وَهُوَ محلُّ تأَمُّلٍ.
(! وتَرْوِيحَةُ شَهْرِ رَمَضَانَ) : مَرَّةٌ واحدةٌ من الرَّاحَة، تَفْعيلةٌ مِنْهَا، مثل تَسليمة من السَّلام. وَفِي (الْمِصْبَاح)

(6/421)


{أَرِحْنا بالصَّلاة: أَي أَقِمْها، فَيكون فِعْلُهَا رَاحَة، لأَنّ انتظارها مَشقَّة على (النَّفس) وصلاَةُ} التَّرَاوِيح مُشتقَّةٌ من ذالك، (سُمِّيَتْ بهَا {لاسْتِرَاحةِ) القَوْمِ (بعدَ كلِّ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ) ، أَو لأَنهم كَانُوا} يَسترِيحون بَين كلّ تَسليمتينِ.
( {واسْتَرْوَحَ) الرَّجلُ: (وَجَدَ الرّاحَةَ) .} والرَّوَاحُ {والرَّاحَةُ: من} الاستراحةِ. وَقد أَراحَني، ورَوَّح عني، {فاسْترَحْتُ.
وأَرْوَحَ السَّبُعُ الرِّيحَ وأَرَاحَها (} كاسْتَراحَ) {واسْتَرْوَحَ: وَجَدَها. قَالَ اللِّحْيَانيّ: وَقَالَ بعضُهم: رَاحَها، بِغَيْر أَلف، وَهِي قَليلَة. واسْتَرْوحَ الفَحْلُ} واسْتَرَاحَ: وَجَدَ رِيحَ الأُنْثَى. (و) أَرْوَحَ الصَّيْدُ {واسْتَرْوَحَ} واستراحَ، وأَنشأَ: (تَشَمَّمَ، و) {استرْوَحَ، كَمَا فِي (الصّحاح) ، وَفِي غَيره من الأُمهات:} استراحَ (إِليه: اسْتَنامَ) ، ونقلَ شيخُنَا عَن بَعضهم: ويُعدَّى بإِلى لتَضمُّنه معنَى يَطمئِنّ ويَسْكُن، واستعمالُه صَحِيحا شذُوذٌ. انتهَى.
{والمُسْتراحُ: المَخْرجُ.
(} والارْتِيَاح: النَّشَاطُ) . وارتاحَ للأَمرِ: كرَاحَ. (و) الارتياحُ: (الرَّحْمَةُ) والرَّاحةُ. (وارْتاحَ اللَّهُ لَهُ برحْمَته: أَنْقَذَه من البَلِيَّة) . والّذي فِي (التَّهْذِيب) : ونَزَلَتْ بِهِ بَلِيّةٌ! فارْتَاحَ اللَّهُ لَهُ برحمتِه فأَنْقَذه مِنْهَا. قَالَ رُؤْبة:
فارتاحَ رعبِّي وأَرَاد رَحْمَتِي
ونِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ
أَراد: فارتاحَ: نَظَرَ إِليّ ورَحمَنِي. قَالَ: وقولُ رُئبةَ فِي فِعْلِ الخَالِق قالَه بأَعْرَابِيْتِه. قَالَ: وَنحن نَسْتَوْحِشُ مِن مثل هاذا اللَّفْظِ، لأَنّ الله تَعَالَى إِنما يُوصَف بِمَا وَصَف بِهِ نَفْسَه، ولولاَ أَنّ الله تَعَالَى هَدانا بفضله لتَمْجِيده وحَمْدِه بصفاته الّتي أَنْزَلها فِي كِتَابه، مَا كنّا لنهتديَ لَهَا أَو نَجْتَرِىءَ عَلَيْهَا.

(6/422)


قَالَ ابْن سَيّده: فأَمّا الفارِسيّ فجعلَ هاذا البيتَ من جَفَاءِ الأَعْرَاب.
( {والمُرْتَاح) بالضّمّ: (الخَامِسُ من خَيْلِ الحَلْبَةِ) والسِّبَاقِ، وَهِي عَشَرةٌ، وَقد تقدّمَ بعضُ ذكرِهَا.
(و) المُرْتاح: (فَرَسُ قيسِ الجُيُوشِ الجَدَلِيّ) ، إِلى جَدِيلَةَ بنتِ سُبَيعٍ، من حِمْيَر، نُسِب وَلَدُهَا إِليها.
(} والمُرَاوَحَة بَين العمَلينِ: أَن يَعْمَلَ هاذا مَرَّةً وهاذا مَرَّةً) . وهما {يَتَراوَحَانِ عَمَلاً، أَي يَتَعَاقَبانه.} ويَرْتَوِحَان مِثْلُه. قَالَ لَبيد:
وولَّى عامِداً لِطِيَاتِ فَلْجٍ
{يُرَاوِحُ بَين صَوْنٍ وابْتِذَالِ
يَعْنِي يَبْتَذِل عَدْوَه مَرَّةً ويصون أُخْرَى، أَي يَكُفّ بعد اجتهادٍ. (و) } المُراوَحَةُ (بَين الرِّجْلينِ أَن يَقوم على كلِّ) واحدةٍ مِنْهُمَا (مَرَّةً) . وَفِي الحَدِيث: أَنّه كَانَ يُرَاوِحُ بَين قَدمَيْه من طُولِ القِيَامِ، أَي يَعتمد على إِحداهُمَا مرّةً، وعَلى الأَخرى مرَّةً، ليوصِلَ الرَّاحةَ إِلى كلَ مِنْهُمَا. وَمِنْه حديثُ ابنِ مسعودٍ أَنه أَبصرَ رجلا صَافًّا قَدَمَيْه فَقَالَ: (لَو {رَاوَحَ كانَ أَفْضَلَ) . (و) المُرَاوَحَة (بَين جَنْبَيْه: أَن يَتَقَلَّب من جَنْب إِلى جَنْب) . أَنشد يَعْقُوب:
إِذا أَجْلَخَذَّ لم يَكَدْ يُرَاوِحُ هِلْبَاجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ (و) من الْمجَاز عَن الأَصمعيّ: يُقَال (رَاحَ للمَعْرُوفِ يَرَاحُ رَاحةً: أَخَذَتْه لَهُ خِفَّةٌ} وأَرْيَحِيَّة) ، وَهِي الهَشَّةُ. قَالَ الفارِسيّ: ياءُ {أَرْيَحِيَّة بَدَلق من الواوِ. وَفِي (اللِّسَان) : يُقَال:} رِحْتُ للمعروف أَراح {رَيْحاً} وارْتَحْتُ! ارْتياحاً: إِذا مِلْتُ إِليه وأَحببْته. وَمِنْه قَوْلهم:

(6/423)


{أَرْيَحِيٌّ: إِذا كَانَ سَخِيًّا} يَرتاحُ للنَّدَى.
(و) من الْمجَاز: {راحتْ (يَدُه لكذا: خَفَّت) . وراحت يَده بالسَّيْف، أَي خَفَّتْ إِلى الضَّرْب بِهِ. قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائِذٍ الهُذَليّ:
تَرَاحُ يَدَاهُ بِمَحْشورةٍ
خَوَاظِي القِداحِ عجَافِ النِّصالِ
أَراد بالمحشورة، نَبْلاً، للُطْفِ قَدِّها، لأَنه أَسْرَعُ لَهَا فِي الرَّمْيِ عَن القَوْس. (وَمِنْه) ، أَي من الرَّواح بمعنَى الخِفَّةِ (قولُه صلّى الله) تَعَالَى (عَلَيْهِ وسلُّم) : (مَنْ راحَ إِلى الْجُمُعَة فِي السّاعةِ الأُولَى فكَأَنّما قَدَّمَ بَدَنَةً، (ومَنْ راحَ فِي الساعةِ الثانيةِ) الحَدِيث) ، أَي إِلى آخرِه (لم يُرِد} رَوَاحَ) آخِرِ (النَّهَارِ، بل المُرَاد خَفَّ إِليها) ومَضَى. يُقَال: راحَ القَوْمُ {وتَرَوَّحوا، إِذا سارُوا أَيَّ وَقْتٍ كَانَ. وَقيل: أَصْلُ} الرَّوَاحِ أَن يكون بعد الزَّوال. فَلَا تكون الساعاتُ الّتي عَدَّدَهَا فِي الحَدِيث إِلاّ فِي ساعَةٍ واحدةٍ من يَوْم الجُمُعَةِ، وَهِي بعد الزَّوَال، كَقَوْلِك: قَعَدْتُ عندَك سَاعَة، إِنما تُريد جزْءًا من الزَّمَان، وإِن لم يكن ساعَةً حَقِيقَة الّتي هِيَ جزءٌ من أَربعةٍ وَعشْرين جُزْءًا مَجْمُوع اللَّيْلِ والنَّهَار.
(و) رَاح (الفَرَسُ) يَارحُ راحَةً: إِذا تَحَصَّنَ، أَي (صَار حِصَاناً، أَي فَحْلاً) .
(و) من الْمجَاز: رَاح (الشَّجَرُ) يَارحُ، إِذا (تَفطَّرَ بالوَرَق) قبل الشِّتَاءِ من غير مَطَرٍ. وَقَالَ الأَصمعيّ: وذالك حِين يَرْدُ اللَّيلُ فيتَفطَّر بالوَرَقِ من غير معطرٍ. وَقيل: رَوَّحَ الشَّجرُ إِذَا تفطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدْبَارِ الصَّيْفِ. قَالَ الرَّاعِي:
وخالَفَ المجْدَ أَقوامٌ لَهُم ورِقٌ
رَاحَ العِضَاهُ بِهِ والعِرْقُ مَدْخُولُ
وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍ و: وخادَعَ الحَمْدَ أَقْوَامٌ، أَي تَرَكوا الحَمْدَ، أَي لَيْسُوا من أَهلِه. وهاذه هِيَ الرِّوَايَة الصُّحيحةُ.

(6/424)


(و) رَاح (الشَّيْءَ {يَرَاحُه} ويَرِيحُه) : إِذا (وَجَدَ {رِيحَه،} كأَراحَه {وأَرْوَحَه) .
وَفِي الحَدِيث: (من أَعانَ على مُؤمِن أَو قَتَلَ مُؤمناً لم} يُرِحْ رائحةَ الجَنّة) ، من أَرَحْت، (وَلم يَرِحْ رَائِحَة الْجنَّة) من {رِحْت} أَراحُ. قَالَ أَبو عمرٍ و: هُوَ من رِحْتُ الشَّيءَ أَريحُه: إِذا وجَدْت رِيحَه. وَقَالَ الكسائيّ: إِنما هُوَ لم يُرِح رائحةَ الجنّةِ، من أَرَحْتُ الشَّيْءَ فأَنا {أُرَيحه، إِذا وَجَدّت رِيحَه؛ وَالْمعْنَى واحدٌ. وَقَالَ الأَصمعيّ: لَا أَدري: هُوَ من رِحْتُ أَو أَرَحْت.
(و) راحَ (مِنْك مَعْرُوفاً: نالِ،} كأَراحَه) .
( {والمَرْوَحَة، كمَرْحَمة: المَفازَة، و) هِيَ (المَوْضِع) الَّذِي (تَخْتَرِقه الرِّياحُ) وتَتعاوَرُه. قَالَ:
كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ} بمَرْوَحَةٍ
إِذا تَدَلّتْ بِهِ أَو شارِبٌ تَمِلُ
وَالْجمع! المَراوِيح. قَالَ ابْن بَرّيّ: الْبَيْت لعُمَرَ بن الخطَّاب رَضِيَ اللَّهُ عنهُ. وَقيل: إِنه تمَثَّل بِهِ، وَهُوَ لغيره، قَالَه وَقد ركب راحِلته فِي بعضِ المَفَاوِزِ فأَسرعَتْ، يَقُول: كأَنّ راكبَ هاذه النَّاقَةِ لسُرْعتِهَا غُصْنٌ بمَوْضعٍ تَعْتَرِق فِيهِ الرِّيحُ، كالغُصْنِ لَا يَزَالُ يَتمَايَلُ يَمِينا وَشمَالًا، فشَبَّهَ راكبَها بغُصْنَ هاذه حالُه أَو شاربٍ ثَمِلٍ يَتمايلُ من شِدَّةِ سُكْرِه. قلْت: وَقد وَجدْت فِي هَامِش (الصّحاح) لِابْنِ القَطّاع قَالَ: وجدْت أَبا محمدٍ الأَسود الغَنجانيّ قد ذَكَر أَنه لم يُعْرَف قائلُ هاذا البيتِ. قَالَ: وقرأْت فِي شعر عبد الرَّحمانِ بن حَسّان قصيدةً ميميّة:
كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بمرْوَحةٍ
لدْنُ المجسَّةِ لَيْنُ العُودِ من سَلَمِ

(6/425)


لَا أَدري أَهو ذَاك فغُيِّر أَم لَا، وَفِي الغَرِيبينِ للهروِيّ أَنّ ابْن عُمر ركِبَ نَاقَة فارهةً فمَسَتْ بِهِ مشْياً جيّداً، فَقَالَ: كأَنّ صاحِبها. الخ. وَذكر أَبو زكرِيّا فِي تَهْذِيب الإِصلاح أَنه بَيت قديم تمثل بِهِ عمر بن الخطابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ.
(و) {المِرْوَحة، بِكَسْر الْمِيم، (كمِكْنَة، و) قَالَ اللِّحْيَانيّ: هِيَ} المِرْوَحُ مثل (مِنْبَرٍ) : وإِنما كُسِرت لأَنها (آلَة {يُتروَّحُ بهَا) . وَالْجمع} المَرَاوِحُ. {ورَوَّحَ عَلَيْهِ بهَا.} وتَروَّحَ بنفْسِه.
وَقطع {بالمرْوَحَة مَهَبّ الرِّيح.
وَفِي الحَدِيث: (فقد رأَيتُهم} يتَرَوَّحُونَ فِي الضُّحى) ، أَي احتاجُوا إِلى {التَّرْوِيح من الحَرّ بالمرْوَحَة، أَو يكون من} الرَّوَاح: العَوْدِ إِلى بُيُوتِهم، أَو من طَلبِ الرَّاحَة.
( {والرائحة: النَّسيمُ طَيِّباً) كَانَ (أَونَتْناً) بِكَسْر الْمُثَنَّاة الفوقيَّة وسُكُونها. وَفِي (اللّسان) : الرّائحة: رِيحٌ طَيِّبةٌ تَجِدُهَا فِي النَّسيم، تَقول: لهاذه البَقْلَةِ} رائحةٌ طَيِّبةٌ. ووجَدْتُ ريحَ الشيْءِ {ورائحته، بِمَعْنى.
(} والرَّوَاحُ {والرَّواحَةُ} والرّاحَة {والمُرَايحة) ، بالضَّمّ، (} والرَّوِيحَة، كسَفِينَةٍ: وِجْدانُك) الفَرْجَة بعد الكُرْبَة.
{والرَّوْحُ أَيضاً: السُّرُورُ والفَرَحُ. واستعارَه عليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ لليَقِينِ فَقَالَ: (باشرُوا رَوْحَ اليَقِينِ) ، قَالَ ابْن سَيّده: وَعِنْدِي أَنه أَراد (السُّرورَ الحادِثَ من اليَقِينِ) .
(} وراحَ لذالك الأَمرِ {يَراحُ} رَوَاحاً) كسَحَاب ( {ورُؤُوحاً) ، بالضّمّ، (} ورَاحاً {ورِيَاحَةً) ، بِالْكَسْرِ،} وأَرْيَحِيّة (: أَشْرَفَ لَهُ وفَرِحَ) بِهِ، وأَخذَتْه لَهُ خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّة. قَالَ الشَّاعِر:
إِنّ البَخِيلَ إِذَا سأَلتَ بَهَرْتَهُ
وتَرَى الكَريمَ يَرَاحُ كالمُخْتال

(6/426)


وَقد يُستَعَار للكِلاب وغيرِهَا. أَنشد اللِّحْيَانيّ:
خُوصٌ تَراحُ إِلى الصِّيَاح إِذَا غَدَتْ
فِعْل الضِّرَاءِ {تَرَاحُ لِلْكَلاّبِ
وَقَالَ اللّيث: رَاح الإِنسانُ إِلى الشّيءِ} يَراح: إِذَا نَشِطَ وسُرَّ بِهِ، وكذالك {ارْتَاحَ. وأَنشد:
وزَعَمْتَ أَنك لَا تَراحُ إِلى النِّسَا
وسَمِعْتَ قِيلَ الكَاشِحِ المُترَدِّدِ
} والرِّيَاحَة: أَن يَراحَ الإِنسانُ إِلى الشيْءِ فيَسْتَرْوِحَ وَيَنْشَطَ إِليه.
( {والرَّوَاحُ) : نَقِيضُ الصَّبَاح، وَهُوَ اسْمٌ للوقْتِ. وَقيل: الرَّوَاحُ: (العَشِيّ، أَو من الزَّوال) ، أَي من لَدُن زَوَالِ الشَّمْس (إِلى اللَّيْل) . يُقَال:} رَاحُوا يَفْعَلُون كَذَا وَكَذَا، ( {ورُحْنَا} رَوَاحاً) ، بالفَتْح، يَعْنِي السَّيْرَ بالعَشِيِّ وَسَار القَوْمُ رَوَاحاً، وراحَ القَوْمُ كذالك، ( {وتَروَّحْنَا: سِرْنَا فِيهِ) ، أَي فِي ذالك الوَقتَ، (أَو عَمِلْنَا) . أَنشد ثَعْلَب:
وأَنتَ الّذي خُبِّرتُ أَنّك رَاحلٌ
غَدَاةَ غَدٍ أَو رائحٌ بِهَجيرِ
والرَّوَاحُ قد يكون مصدر قَوْلِك: رَاح يَرُوح} رَوَاحاً، وَهُوَ نَقِيضُ قولِك: غَدا يَغْدُو غُدُوًّا. (و) تَقول: (خَرَجُوا برِيَاح من العشِيّ) ، بِكَسْر الرَّاءِ، كَذَا هُوَ فِي نُسخةِ (التَّهْذيب) و (اللِّسَان) ، ( {ورَوَاحٍ) ، بِالْفَتْح، (} وأَرْوَاحٍ) ، بِالْجمعِ، (أَي بأَوَّلٍ) . وقولُ الشَّاعِر:
ولقدْ رَأَيْتُك بالقَوَادِمِ نَظْرةً
وَعَلَيَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيّ {رِيَاحُ
بِكَسْر الراءِ فَسَّره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ وَقْتٌ.} ورَاحَ فلانٌ {يَرُوح} رَوَاحاً: من ذَهَابِه أَو سَيْرِه بالعَشَيّ. قَالَ الأَزهريّ: وسَمعْت العَرَبَ تستعملُ {الرَّوَاحَ فِي السَّيْرِ كلَّ وَقْتٍ، تَقول: رَاح القَوْمُد إِذا سارُوا وغَدَوْا.
(} ورُحْتُ القَوْمَ) {رَوْحاً، (و) } رُحْت

(6/427)


(إِليهم، و) رُحْتُ (عندَهم رَوْحاً {ورَوَاحاً) ، أَي (ذهبت إِليهم} رَوَاحاً) ، وراحَ أَهْلَه، ( {كرَوَّحْتُهم) } تَرْويحاً ( {وتَروَّحْتُهم) : جِئتُهم رَوَاحاً. وَيَقُول أَحدُهم لِصاحِبِه:} تَرَّوحْ، ويخاطِبُ أَصحابه فَيَقُول: {تَروَّحوا، أَي سِيرُوا.
(} والرَّوَائِحُ: أَمْطَارُ العِشِيِّ، الواحِدَةُ {رائحةٌ) ، هشذه عَن اللِّحيانيّ. وَقَالَ مرَّةً: أَصابَتْنَا رائحةٌ، أَي سَماءٌ.
(} والرَّيِّحَة، ككَيِّسة، و) الرِّيحَة، مثل (حِيلَة) ، حَكَاهُ كُراع: (النَّبْتُ يَظْهَرُ فِي أُصولِ العِضَاهِ الْتي بَقِيَتْ من عامِ أَوَّلَ، أَو مَا نَبَت إِذا مَسَّه البَرْدُ من غيرِ مطرٍ) . وَفِي (التَّهْذِيب) : {الرَّيِّحة: نَبَاتٌ يَخْضَرّ بَعْدَمَا يَبِس وَرقُه وأَعالي أَغصانِه.
} وتَرَوَّحَ الشَّجَرُ وراحَ يَراحُ: تَفطَّرَ بالورق قبلَ الشِّتاءِ من غيرِ مَطرٍ. وَقَالَ الأَصمعيّ: وذالك حِين يَبْرُدُ اللَّيْلُ فيَتَفطَّرُ بالوعرقِ من غير مَطرٍ.
(و) من الْمجَاز: (مَا فِي وَجْهِه رائحةٌ، أَي دَمٌ) ، هاذه العبارةُ مَحلُّ تَأَمُّلٍ، وهاكذا هِيَ فِي سَائِر النُّسخِ الموجودَة والّذي نُقِل عَن أَبي عُبيدٍ: يُقَال: أَتانَا فُلانٌ وَمَا فِي وَجْهِه رائحةُ دَمٍ من الفَرَقِ، وَمَا فِي وجْهِه رائحةُ دمٍ أَي شَيْءٌ. وَفِي (الأَساس) : وَمَا فِي وَجْهِه رائحةُ دَمٍ، إِذا جاءَ فَرِقاً. فليُنْظَر.
(و) من الأَمثال الدائرة: (تَرَكْتُهُ على أَنْقَى من الرَّاحةِ) ، أَي الكَفّ أَو السَّاحة، (أَي بِلَا شَيْءٍ) .
( {والرَّوْحاءُ) ممدوداً (: ع بَين الحَرَميْنِ) الشَّريفينِ، زادَهما اللَّهُ شَرَفاً وَقَالَ عِيَاضٌ: إِنّه من عَمَلِ الفُرْعِ، وَقد رِدَّ ذالك (على ثَلاثينَ أَو أَربعينَ) أَو ستَّةٍ وثلاثينَ (مِيلاً من الْمَدِينَة) ، الايخيرُ من كِتَاب مُسْلِمٍ. قَالَ شيخُنا: والأَقوالُ مُتَقَارِبَة. وَفِي (اللّسان) : والنِّسبة إِليه: رَوْحَانِيٌّ، على غيرِ قِياس.
(و) } الرَّوْحَاءُ (: ة من رَحَبَةِ الشامِ) ، هِيَ رَحَبَةُ مالِكه بنِ طَوْق. (و) الرَّوْحاءُ (: ة) أُخرَى (من) أَعمال نَهرِ (عِيسَى) بنِ عَليِّ بنِ عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ، وَهِي كُورَةٌ واسِعَةٌ غَربِيَّ بَغدادَ.
(وعبدُ الله بنُ رَوَاحَةَ) بنِ ثَعْلَبَة

(6/428)


الأَنصاريّ، من بني الْحَارِث بن الخَزْرَج، أَبو مُحَمَّد: (صحابيّ) نَقيبٌ، بَدْريّ، أَميرٌ.
(وَبَنُو {رَوَاحَةَ) ، بِالْفَتْح: (بَطْنٌ) ، وهم بَنو رَوَاحَةَ بنِ مُنْقِذِ بنِ عَمْرِو بن مَعِيصِ بن عامرِ بن لُؤَيّ بن غَالب بن فهْر، وَكَانَ قد رَبعَ فِي الجَاهِلِيَّة، أَي رَأَسَ على قَوْمِه، وأَخذ المِرْباعَ.
(وأَبو} رُويْحةَ) الخَثْعَميّ (كجُهَينةَ: أَخو بِلالٍ الحَبَشِيّ) ، بالمُؤاخاة، نَزَلَ دمشقَ.
( {ورَوْحٌ اسمُ) جَمَاعةٍ من الصّحابة والتَّابِعين ومَنْ بَعْدَهم، مِنْهُم:
} رَوْحُ بنْ حَبِيبٍ الثَّعْلَبيّ، رُوِيَ عَن الصِّدِّيق، وشَهِدَ الجابِيَةَ؛ ذكرَه ابنُ فهدِ فِي (مُعجم الصَّحابة) .
ورَوْحُ بن سَيَّارٍ أَو سيَّارُ بنْ رَوْحٍ، يُقَال: لَهُ صحبةٌ؛ ذكرَه ابْن مَنْدَه وأَبو نُعَيم.
وَمِنْهُم أَبو زُرْعَةَ رَوْحُ بن زِنْباعٍ الجُذاميّ، من أَهلِ فلَسْطِينَ، وَكَانَ مُجَاهِداً غازِياً، رَوَى عَنهُ أَهلُ الشّام، يُعَدّ فِي التّابعين، على الأَصحّ.
وَرَوْحُ بن يَزيدَ بن بَشيرٍ. عَن أَبيه، روَى عَنهُ الأَوزَاعِيّ، يِعَدّ فِي الشاميِّين.
ورَوْحُ بن عَنْبَسَة. قَالَ عبدُ الكريمِ بن رَوْحٍ البَزّازُّ: حَدَّثني أَبي رَوْحٌ، عَن أَبيه عَنْبَسَةَ بنِ سَعيدٍ، وسَاق البخاريُّ حَدِيثَه فِي التَّاريخ الْكَبِير.
ورَوْحُ بن عائِذٍ، عَن أَبي العَوّامِ.
ورَوْحُ بن جَنَاحٍ أَبو سَعْدٍ الشّاميّ، عَن مُجاهد عَن ابْن عَبَّاس.
ورَوْحُ بن غُطَيْفٍ الثّقَفِيّ، عَن عُمَرَ بن مُصْعَبٍ.
ورَوْحُ بنُ عَطاءِ بن أَبي مَيمونةَ البَصريّ، عَن أَبيه.
ورَوْحُ بن القاسمِ العَنْبَريّ البَصريّ عَن ابْن أَبي نَجِيحٍ.
ورَوْحُ بن المُسَيِّب أَبو رَجاءٍ

(6/429)


الكُلَيْبيّ البَصريّ، سَمِعَ. ثَابتا. رَوى عَنهُ مُسلِمٌ.
وَرَوْحُ بن الفَضْل البَصريّ، نَزَلَ الطَّائِفَ، سَمعَ حَمّادَ بنَ سَلَمَةَ.
وَرَوْحُ بنُ عُبَادةَ أَبو محمّدٍ القَيْسيّ البَصريّ، سَمعَ شُعْبَةَ ومالكاً.
وَرَوْحُ بن الحارِثِ بن الأَخْنَسِ، رَوَى عَنهُ أُنَيسُ بنُ عِمْرانَ.
وَرَوْحُ بن أَسْلَمَ أَبو حاتمٍ الباهليّ البَصريّ، عَن حَمَّادِ بنِ سَلَمةَ.
ورَوْحُ بن مُسَافِر أَبو بَشيرٍ، عَن حَمَّا.
وَرَوْح بن عبدِ المُؤْمِن البَصريّ أَبو الْحسن، مَولَى هُذَيْل. كلّ ذالك من التَّارِيخ الكبيرِ للبُخَارِيّ.
( {والرَّوْحَانُ: ع ببلادِ بني سَعْد) بنِ ثَعْلَبة.
(و) } الرَّوَحَانُ، (بِالتَّحْرِيكِ: ع) آخَرُ.
(ولَيْلَة {رَوْحَةٌ) } ورَيِّحَة، بِالتَّشْدِيدِ (: طَيِّبة) الرِّيح، وكذالك ليلةٌ رَائحةٌ.
(ومَحْمِلٌ {أَرْوَحُ) ؛ قَالَه بعضُهم (و) الصَّوَاب: مَحْمِلٌ (} أَرْيَحُ) ، أَيي (واسِعٌ) . وَقَالَ اللّيث: يُقَال لكلِّ شيْءٍ واسِعٍ: {أَرْيَحُ. وأَنشد:
ومَحْمِل أَرْيَح حَجّاجِيّ
وَمن قَالَ: أَرْوَحُ، فقد ذَمّه لأَنّ الرَّوَحَ الانْبِطاحُ، وَهُوَ عَيْبُ فِي المَحْمِل.
(و) يُقَال: (هما} يَرْتَوِحَانِ عَمَلاً) {ويَتَراوَحان، أَي (يَتعاقَبانه) ، وَقد تقدّم.
(} ورُوحِينُ، بالضمّ: ة، بجَبَلِ لُبْنانَ) بالشأْمِ، (وبِلحْفِها قَبْرُقُسِّ ابنِ ساعِدةَ) الأَيادِيّ الْمَشْهُور.
( {والرِّيَاحِيَّة، بِالْكَسْرِ: ع بواسِط) العِرَاق.
(} ورِيَاحٌ. ككِتَابٍ، ابنُ الْحَارِث. تابِعِيّ) ، سمعَ سعيدَ بنَ زَيد وعليًّا، ويُعَدّ فِي الكوفيِّين. قَالَ عبد الرحمان بن مَغْراءَ: حَدّثنا صَدَقَةُ بنُ المُثَنَّى:

(6/430)


سمِعَ جَدَّه {رِيَاحاً: أَنه حَجَّ مَعَ عُمَرَ حَجَّتَيْن؛ كَذَا فِي (تَارِيخ البخاريّ) .
(و) رِيَاح (بن عُبَيْدة) هاكذا، والصّواب: رِيَاح بن عُبَيْد (الباهِليّ) مَوْلَاهُم، بصريّ، وَيُقَال: كُوفيّ، وَيُقَال: بصريّ، وَيُقَال: كُوفيّ، وَيُقَال: حِجَازيّ، والدُ مُوسى والخيَارِ.
(و) رِيَاحُ (بن عُبَيْدة) السُّلَميّ (الكُوفيّ) عَن ابْن عُمَر، وأَبي سَعيد الخُدْريّ، وهما (مُعَاصِرانِ لثَابتٍ البُنَانيّ) الرّاوي عَن أَنَسٍ.
(و) رِياحُ (بنْ يرْبُوعِ) بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مالكِ بن زَيْد مَناةَ بن تَمِيم: (أَبو القَبِيلةِ) من تَميم، مِنْهُم مَعْقِلُ بنُ قَيْس} - الرِّياحيّ أَحدُ أَبْطَالِ الكُوفة وشُجْعانها.
(و) رِيَاحُ بن عبد الله بن قُرْطِ بن رِزَاحِ بن عَدِيّ بن كَعب (جدٌّ) رابِعٌ (لعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عنهُ) وَهُوَ أَبو أَداة وَعبد العُزَّى.
(و) رِيَاحُ بن عَدِيّ الأَسْلَميّ (جدٌّ لبُريدَةَ بنِ الحُصَيبِ) بنِ عبد الله بن الْحَارِث بن الأَعرج.
(و) رِياحٌ (جَدُّ لجَرْهَدِ) بنِ خُوَيلد، وَقيل: ابْن رِزَاح (الأَسْلَميّ) .
(ومُسْلِم بن رِيَاحٍ) الثَّقفيّ (صحابيّ) ، رَوَى عَنهُ عَوْنُ بن أَبي جُحيفةَ، وَقيل: رَبَاح، بِنُقْطَة وَاحِدَة.
(و) مُسلم بن رِيَاح (تابعيٌّ) مَوْلَى عليَ، حدَّثَ عَن الحُسين بن عليّ.
(وإِسماعيلُ بن رِيَاح) بن عُبَيْدَةَ، روَى عَن جَدِّه الْمَذْكُور أَوَّلاً؛ كَذَا فِي كتاب (الثِّقَات) لِابْنِ حِبّان.
(وعُبيدةُ بن رِيَاح) القِتْبانيّ عَن مُثَبِّت، وَعنهُ ابْنه الْحَارِث.
(وعَبِيدُ بن رِيَاحٍ) عَن خَلاّد بن يَحيَى، وَعنهُ ابنُ أَبي حاتِم.
(وعُمَرُ بن أَبي عُمَرَ رِيَاحٍ) أَبو حَفْص البَصريّ، عَن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ وابنِ طاوُوس. قَالَ الفَلاّسُ: دَجّالٌ، وترَكَه الدَّارَقُطْنيّ؛ كَذَا فِي كِتاب (الضُّعفاءِ) لِلذِّهبيّ بخطِّه.
(والخِيَارُ ومُوسَى ابنَا رِيَاحِ) بن عُبيد الباهليّ البصريّ، حَدَّثَا.

(6/431)


(وأَبو رِيَاحٍ مَنصورُ بنُ عبد الحميدِ) وَقيل: أَبو رَجاءٍ، عَن شُعْبَةَ، (مُحَدِّثونَ) .
(واختُلِفَ فِي رِيَاحِ بن الرَّبيعِ) الأُسَيِّديّ (الصّحابيّ) أَخي حَنْظَلَةَ الكاتبِ، مَدَنيُّ، نَزَلَ البَصْرَة، روَى عَنهُ حفيدُه المُرقِّع بن صَيْفِيّ، وَعنهُ قَيْسُ بن زُهَيْرٍ، قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: رِيَاحٌ فَرْدٌ فِي الصَّحَابة. وَقَالَ البخاريّ فِي (التّاريخ) : وَقَالَ بعضُهم: رِيَاحٌ، يَعْنِي بالتّحتية، وَلم يثْبت.
(ورِيَاحُ بنُ عمرٍ والعَبْسيّ) ، هاكذا بِالْعينِ والموحْدَة، والصَّوَاب: القَيْسيّ وَهُوَ من عُبّاد أَهلِ البَصْرَةِ وزُهّادِهم، روَى عَن مالكِ بن دِينارِ.
(و) أَبو قَيْسٍ (زِيادُ بنُ رياحٍ التابِعيّ) يَرْوِى عَن أَبي هريرةَ، وَعنهُ الحَسَنُ. وغَيْلاَنُ بن جَرير، (وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْن سِواه. وحَكَى فِيهِ خَ) ، أَي البُخاريّ فِي التَّارِيخ (بمُوَحَّدة) (وعِمْرَانُ بنُ رِياح الكوفيّ) هُوَ عِمْرَانُ بنُ مُسْلِمِ بن رِياحٍ الثَّقَفيّ، المُتقدّم ذِكْرُ أَبيه قَرِيبا، من أَهلِ الكُوفةِ، يَرْوِي عَن عبد الله بنِ مُغفل، وَعنهُ الثَّوْري.
(و) أَبو رِياحٍ (زِيادُ بنُ رِياح البَصْريّ) ، يَرْوِى عَن الْحسن، وَعنهُ ابنُه مُوسَى بن زِيَاد.
(وأَحمدُ بن رِيَاحٍ قَاضِي البَصرةِ) صاحبُ ابنِ أَبي دُوَاد.
(ورِياحُ بنُ عُثمان) بنِ حيّانَ المُرّيّ (شيخُ مَالك) بن أَنَسٍ الفَقِيه.
(وعبدُ الله بن رِيَاحٍ) اليَمَانيّ (صَاحب عِكْرِمَةَ) بنِ عَمّار، أَبو خَالِد المَدنيّ، سكنَ البصرَةَ.
(فهاؤلاءِ حُكِيَ فيهم بمُوحَّدة أَيضاً) .
(وسيّار بن سلامةَ) أَبو المِنْهَال البَصريّ، روَى عَن الْحسن البَصرِيّ، وَعَن أَبيه سَلامَة الرِّياحيّ وأَبي العالِيَةِ وَعنهُ شُعْبةُ وخالدٌ الحذّاءُ، وثَّقه ابنُ معِين والنَّسائي؛ (وَابْن أَبي العَوّام؛ وأَبو العالِيةَ) وجماعةٌ آخَرُونَ، (! الرِّيَاحِيُّونَ، كأَنّه نِسبةٌ إِلى رِيَاح) ابْن يرّبوع (بطْن من تَميم) ، وَقد تقدّم.

(6/432)


( {ورُويْحَانُ) بالضّمّ (: ع بفارِسَ) .
(والمَرَاحُ، بِالْفَتْح: المَوْضِعُ) الّذي (يَرُوح مِنْهُ القَوْمُ أَو) يَروحون (إِليه) ، كالمَغْدى من الغَدَاة تَقول: مَا تَرك فلانٌ من أَبيه مَغْدًى وَلَا} مَرَاحاً، إِذا أَشْبهَه فِي أَحواله كلِّهَا. وَقد تقدَّم عَن الْمِصْبَاح مَا يتعلّق بِهِ.
(وقَصْعَةٌ {رَوْحَاءُ: قَرِيبةُ القَعْرِ) وإِناءٌ} أَرْوَحُ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّه أُتِيَ بقَدحٍ أَرْوَحَ) . أَي مُتَّسِعٍ مَبْطوحٍ.
(و) من الْمجَاز: رَجلٌ أَرْيَحيٌّ ( {الأَرْيَحِيُّ: الواسعْ الخُلُقِ) المُنْبسِط إِلى الْمَعْرُوف. وَعَن اللّيث: هُوَ من رَاح يَراحُ، كَمَا يُقال للصَّلْت المُنْصَلِت: الأَصْلَتي، وللمُجْتَنِب: أَجْنبي. وَالْعرب تَحمِل كثيرا من النَّعت على أَفْعَليّ فَيصير كأَنّه نِسْبَة. قَالَ الأَزهرِي. العرَب تَقول: رجل أَجْنَبُ وجانِب وجُنُبٌ، وَلَا تكَاد تَقول: أَجْنبيّ. وَرجل أَرْيحيّ: مُهْتزٌّ للنَّدَى والمعروفِ والعطيَّةِ، واسعُ الخُلُقِ. (وأَخَذَتْه} الأَرْيَحِيَّةُ) {والتَّرَيُّحُ، الأَخير عَن اللِّحْيَانيّ. قَالَ ابْن سَيّده وَعِنْدِي أَنّ التَّرَيُّحَ مَصدرُ تَرَيَّحَ، أَي (ارْتاحَ للنَّدَى) ، وَفِي (اللِّسَان) : أَخَذتْه لذالك أَرْيَحِيَّةٌ: أَي خِفَّةٌ وَهَشَّةٌ. وزعمَ الفارسيّ أَن ياءَ أَرْيَحِيّةٍ بدَلٌ من الْوَاو. وَعَن الأَصمعيّ: يُقَال: فلانٌ يَراحُ للمعروف، إِذا أَخذتْه أَرْيحِيّةٌ وخِفَّةٌ.
(و) من الْمجَاز: (افْعَلْه فِي سَرَاجٍ: ورَوَاح: أَي بسُهولةِ) فِي يُسْرٍ.
(والرّائِحةُ: مصدرُ راحَتِ الإِبلُ) تَراحُ (على فاعِلَةٍ) ،} وأَرَحْتُها أَنا؛ قَالَه أَبو زيد. قَالَ الأَزهريّ: وكذالك سمعْته من الْعَرَب، وَيَقُولُونَ: سَمهعْت راغِيَةَ الإِبلِ، وثاغِيَةَ الشّاءِ، أَي رِغاءَها وثُغَاءَهَا.
(! وأَرْيحُ، كأَحْمَدَ: ة، بالشّام) . قَالَ صَخْرُ الغَيِّ يصف سَيفاً:
فَلَوْتُ عَنهُ سُيُوف أَرْيَحَ إِذ
بَاءَ بكَفِّي فلَمْ أَكَدْ أَجِدُ
وأَوردَ الأَزهريّ هاذا البيتَ، ونَسبَه للهذليّ، وَقَالَ: أَرْيَحُ: حَيٌّ من الْيمن.

(6/433)


{- والأَرْيَحيّ: السَّيفُ، إِمّا أَن يكون مَنْسوباً إِلى هاذا الموضعِ الّذي بِالشَّام، وإِمّا أَن يكون لاهْتِزازِه. قَالَ:
} وأَرْيَحِيًّا عَضْباً وَذَا خُصَلٍ
مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ سابِحاً نَزِقَا
( {وأَرِيحاءُ، كزلِيخاءَ وكَرْبَلاَءَ: د، بهَا) ، أَي بِالشَّام، فِي أَوّلِ طَرِيقِه من المدنية، بقُرْب بلادِ طَيِّىء، على الْبَحْر؛ كَذَا فِي (التوشيح) . والنَّسبُ إِليه أَرْيَحيّ، وَهُوَ من شاذّ مَعْدولِ النَّسبِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالُوا: فُلانٌ يَميلُ من كلِّ رَيحٍ، على المثَل.
وفلانٌ} بمَرْوَحَةٍ: أَي بممَرِّ الرِّيح. وَفِي حَدِيث عليّ: (ورَعَاعُ الهَمجِ يَميلون مَعَ كلِّ رِيح) .
واسْتَرْوَحَ الغُصْنُ: اهْتَزَّ بالرِّيحِ.
والدُّهْن المُرَوَّحُ: المُطَيَّب. وذَرِيرَةٌ {مُرَوَّحةٌ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّه أَمَرَ بالإِثْمِدِ المُرَوَّحِ عندَ النَّوْمِ) . وَفِي آخَرَ: (نَهَى أَن يَكْتَحل المُحْرِمُ بالإِثْمِد المُروَّحِ) . قَالَ أَبو عُبيد: هُوَ المُطَيَّبُ بالمِسْك، كأَنّه جُعِلَ لَهُ رائحَةٌ تَفُوحُ بعد أَنْ لم تكن لَهُ.
وراحَ يَرَاحُ رَوْحاً: بَرَدَ وطابَ. 9 وَيُقَال: افْتَح البَابَ حتّى يَرَاحَ البيتُ: أَي يدْخُله الرِّيحُ.
وارْتاحَ المُعْدِمُ: سَمَحتْ نفْسُه وسهُل عَلَيْهِ البَذْلُ.
والرَّاحَة: ضدُّ التَّعبِ.
وَمَا لفُلانٍ فِي هاذا الأَمرِ من رَوَاحٍ، أَي راحَة.
ووجَدْتُ لذالك الأَمرِ راحةٌ، أَي خِفَّةً.
وأَصبحَ بَعيرُك} مُرِيحاً، أَي مُفيقاً.
{وأَراحَه} إِراحَةً {وراحَةً.} فالإِراحَةُ المَصْدر، والرَّاحَةُ الاسمُ، كَقَوْلِك: أَطَعْتُه إِطاعةً وَطَاعَة، واعَرْتُه إِعارةً وعَارَةً. وَفِي الحَدِيث: (قَالَ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملمُؤَذِّنه بلالٍ: (أَرحْنا بهَا) ، أَي أَذِّنْ للصَّلاةِ فنَسْتَرِيحَ بأَدائها من اسْتغال قُلوبِنا بهَا.

(6/434)


وأَراحَ الرَّجلُ: إِذا نَزَل عَن بَعِيرِه {ليُرِيحَه ويُخفِّفَ عَنهُ.
والمَطَرُ يَسْتَرْوِحُ الشَّجَر، أَي يُحْيِيه، قَالَ:
يَسْترْوِحُ العِلْمُ مَنْ أَمْسَى لَهُ بَصَرٌ
وكانَ حَيًّا كَمَا يسْتَرْوِحُ المَطَرُ
ومَكانٌ} رَوْحانيّ، بِالْفَتْح: أَي طَيِّبٌ.
وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: عمَدَ منَّا رَجلٌ إِلى قِرْبَة فملأَها من رُوحِه، أَي من رِيحه ونَفَسِه.
ورَجُلٌ {رَوّاحٌ بالعشِيِّ، كشدّاد؛ عَن اللِّحْيَانيّ،} كرَؤْوح، كصَبور، وَالْجمع {رَوّاحُون، وَلَا يُكَسَّر.
وَقَالُوا: قَوْمُك رائِحٌ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانيّ عَن الكِسَائيّ. قَالَ: وَلَا يكون ذالك إِلاّ فِي الْمعرفَة، يعنهي أَنه لَا يُقَال: قوْمٌ رائحٌ.
وَقَوْلهمْ: مالَه سارِحةٌ وَلَا رائحةٌ، أَيْ شيْءٌ.
وَفِي حَدِيث إِمِّ زَرْع: (} وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَرِيًّا) ، أَي أَعْطَانِي، لأَنها كانتْ هِيَ مُراحاً لِنَعَمِه.
وَفِي حَدِيثهَا أَيضاً: (وأَعطاني من كُلِّ رائحةٍ زَوْجاً) ، أَي مِمَّا يَرُوحُ عَلَيْهِ من أَصْنافِ المالِ أَعطاني نَصِيباً وصِنْفاً.
وَفِي حَدِيث أَبي طَلحةَ: (ذَاك مالٌ رائَحٌ) ، أَي يَرُوح عَلَيْك نَفْعُه وثوابُه. وَقد رُوِيَ فيهمَا بالموحَّدَة أَيضاً، وَقد تقدّم فِي مَحلّه.
وَفِي الحَدِيث: (عَلى روْحَةٍ من المَدِينةِ) ، أَي مِقْدَار {رَوْحَةٍ، وَهِي المَرَّة من الرَّوَاح.
وَيُقَال: هَذَا الايمرُ بينَنا رَوَحٌ وعِوَرٌ: إِذا} تَرَاوَحُوه وتَعاوَرُوه.
والرّاحَة: القَطِيعُ من الغَنم.
وَيُقَال: إِن يَدَيْه {ليَتَراوَحَانِ بالمَعْرُوف. وَفِي نُسْخَة (التَّهذيب) :} ليَتَراحَانِ.

(6/435)


ونَاقَةٌ مُرَاوِحٌ: تَبْرُكُ من وراءِ الإِبلِ. قَالَ الأَزهريّ: وَيُقَال للنّاقَة تَبْركُ وراءَ الإِبلِ: {مُرَاوِحٌ ومُكَانِفٌ. قَالَ: كذالك فَسَّرَه ابنُ الاَرابيّ فِي النَّوادر.
والرائِحُ: الثَّوْرُ الوحْشِيُّ فِي قولِ العَجّاج:
عاليْتُ أَنْساعِي وجِلْبَ الكُورِ
على سراةِ رائِحٍ مَمْطورِ
وَهُوَ إِذا مُطِرَ اشتدّ عدْوه.
وَقَالَ ابْن الأَعْرَابي فِي قَوْله:
مُعاوِيَ منْ ذَا تَجْعَلون مكانَنا
إِذا دَلَكَتْ شَمْسُ النَّهارِ بِرَاحِ
أَي إِذا أَظلمَ النَّهارُ واسْتُرِيحٍ من حَرِّها، يَعْنِي الشَّمْسَ، لما غَشِيَها من غبَرةِ الحرْب، فكأَنها غارِبةٌ. وَقيل: دَلَكَتْ بِراح: أَي غَرَبتْ، والناظِرُ إِليها قد تَوقَّى شُعاعَها برَاحتِه.
وَقد سَمَّتْ (} رَوْحاً و) {رَواحاً.
وَفِي التّبصير لِلْحَافِظِ ابْن حجعر: الحُسينُ بنُ أَحمدَ} - الرَّيْحَانيّ، حَدَّث عَن البغوِيّ.
وأَبو بكرٍ محمْدُ بن إِبراهِيمَ الرَّيحَانيّ، عَن الْحسن بن عَليّ النَّيسابُوريّ، ذكرهمَا ابْن مَاكُولاَ.
ويوسُف بن ريْحَانَ الرَّيْحانيّ، وَآل بَيته.
ومحمّد بنُ الْحسن بن عليَ الرَّيحانيّ المكِّيّ روَى عَنهُ ياقُوت فِي (المعجم) ، وابنُ ابنِ أَخيه النَّجْمُ سليمانُ بنُ عبد الله بن الْحسن الرّيحانيّ، سَمع الحَدِيث، انتهَى.
وَمن كتاب الذَّهبي: أَبو بكر مُحَمَّد بن أَحمد بن عليَ الرَّيحانيّ، نزِيلُ طرسُوس. قَالَ الْحَاكِم: ذاهِبُ الحَديثِ.
وَمن الأَساس: وطَعامٌ مِرْياحٌ: نَفّاخٌ يُكثِر رِياحَ البَطْنِ.
واسْتَرْوحَ واسْتَراحَ: وَجَدَ الرِّيحَ.
وَمن الْمجَاز: فُلانٌ! كالرِّيحِ المُرْسَلة.

(6/436)


وَمن شرح شَيخنَا: مُدّرِجُ الرِّيحِ لقَبٌ لعامرِ بن المَجنون، من قُضاعَة شُمِّيَ بقوله:
وَلها بأَعْلى الجَزْعِ رَبْعٌ دارِسٌ
دَرجَتْ عَلَيْهِ الريحُ بعْدكَ فاسْتوَى
ذكره ابنُ قُتيْبَة فِي طَبَقَات الشعرَاءِ وَلم يذكُرْه المُصَنِّف لَا هُنَا وَلَا فِي درج.
وأَبو رِياحٍ، رَجلٌ من بني تَيْمِ بن ضُبَيعَة، وَقد جاءَ فِي قولِ الأَعشى.
وأَبو! مِرْوَاحٍ، لَهُ فِي البُخاريّ حديثٌ واحدٌ، وَلَا يُعْرَف اسمْه.
وَفِي تَبْصِير المُنْتَبِ لتَحْريرِ المُشْتَبه للحافظِ ابنِ حَجَرٍ: وجريرُ ابنُ رِياحٍ، عَن أَبيه، عَن عَمّار بنِ يَاسر.
وحَسَنُ بنُ مُوسى بن رَياحٍ، شيخٌ لعبدِ الله بن شَبيبٍ.
وهَوْذَةُ بنُ عَمْرِو بنِ يَزيد بنِ عَمْرِو بنِ رِياحٍ، من الوَافِدين.
وَكَذَا الأَسْفَعُ بن شُرَيحِ بن صُريْمِ بن عَمْرِو بنِ رِيَاحٍ.
وعِمْرَانُ بن مُسْلِمِ بن رِياحٍ، عَن عبدِ الله بن مُغفلٍ.
وعبدُ الله بنُ رِياحٍ العجْلانيّ، شيخٌ لمُصْعَبٍ الزُّبَيْريّ.
وأُمُّ رِياحٍ بنتُ الحارثِ بن أَبي كنِينَةَ.
وعَمْرُو بنُ رِياحِ بن نُقْطةَ السُّلَميّ شَاعِر.
ورِياحُ بن الأَشَلّ الغَنَويّ، شَاعِر فَارس.
ورياحُ بنُ عمرٍ والثَّقَفيّ، شَاعِر جاهليّ.
وَكَذَا رِياحُ بنُ الأَعلمِ العُقَيليّ.
ورِيَاحُ بن صُرَد الأَسَديّ، شَاعِر إِسلاميّ.
ومحمّدُ بنُ أَبي بكرِ بن عَوْفِ بن رِياحٍ، عَن أَنسِ بن مَالك.
وَفِي تَارِيخ البُخاريّ جَبْرُ بنُ رِياحٍ، روَى عَن أَبيهِ ومجاهدُ بن

(6/437)


رِيَاح، يرْوى عَن ابْن عُمر؛ كَذَا فِي تاريخِ الثِّقاتِ لِابْنِ حِبَّانَ:
ورِيَاحُ بن صَالحٍ مَجْهول
{ورِيَاحُ بنُ عَمْرٍ والقَيْسيّ، تُكلِّمَ فِيهِ.
ورُوحُ بن القَاسمِ، بالضَّمّ، نَقلَ ابنُ التِّين فِي شَرْحِ البُخارِيّ أَن القَابِسيّ هاكذا ضَبطَه) ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي المحدِّثين بِالضّمّ غيرُه.
ورِيَاحُ بن الحارِث المُجاشِعيّ، من وفْد بني تَيمٍ؛ ذكرَه ابنُ سعد.
} ورَيْحَانُ بنُ يزيدَ العامِريّ، سمِعَ عبد الله بن عَمْرٍ ووغَيْرَه.
ورَيْحَانُ بنُ سَعِيدٍ أَبو عِصْمَةَ النّاجيّ السّاميّ البَصريّ، قَالَه عبَّادُ بنُ مَنصورٍ.
وَفِي (مُعجم الصَّحابةِ) لِابْنِ فَهْد: رَوْحَ بن حَبيب الثَّعْلَبيّ، رَوَى عَن الصِّدِّيق، وشَهِدَ الجَابِيةَ.
وأَبو رَوْحٍ الكَلاعيّ اسمُه، شَبِيب.
وأَبو رَيْحَانَة القُرَشيّ.
وأَبو رَيُحَانَة الأَزْديّ أَو الدَّوْسيّ، وَقيل: شَمْعُونَ، صَحابِيُّونَ.
وأَبو رَيْحَانَةَ عبدُ الله بن مَطَرٍ تابِعيّ صَدوقٌ. وَقَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بالقَوِيّ؛ قَالَه الذَّهبيّ.
وأَحمدِ بن أَبي رَوْحٍ البَغداديُّ، حَدَّثَ بجُرْجانَ، عَن يزيدَ بنِ هَارُونَ.