تاج العروس (فصل النُّون) مَعَ الخاءِ الْمُعْجَمَة)
نبخ
: (النَّبْخُ: جُدَرِيُّ الغَنَمِ) ، وَقيل هُوَ الجُدَرِيُّ مُطلقًا
(وغَيْرُهُ) مِمَّا يَنتَفط ويَمتلىء. قَالَ كعبُ بن زُهَير:
تَحطَّمَ عَنها قَيْضُهَا عَن خَرَاطِمٍ
وعَنْ حَدَق كالنَّبْخ لم تتفتَّقِ
يَصفُ حدقَةَ الرَّأْلِ، الواحِدَة نَبْخَة.
(و) النَّبْخُ (مَا نَفِطَ من اليَدِ عَن العَمَلِ) فخرَجَ عَلَيْهِ
شِبْهُ قَرْحٍ ممتلىء
(7/349)
مَاء، فإِذا تَفقَّأَ أَو يَبِسَ مَجِلَت
اليَدُ فصَلُبَتْ عَن العَمَلِ. (ويُحَرَّك) فِي الأَخير فِي قَول
بَعضهم.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: أَنْبخَ الرَّجلُ، إِذا أَكلَ النَّبْخَ،
وَهُوَ (أَصْلُ البَرْدِيِّ) يُؤكل فِي القَحْط.
(والنَّابِخَة: المتَكلِّمُ والمتكَبِّرُ) . ورَجلٌ نابخةٌ: جَبّارٌ.
(و) النَّابخةُ: (الأَرْضُ البَعِيدَةُ) . جمعُها نَوابخُ، أَو هِيَ
النّائخة، بالبَاءِ التّحتيّة كَمَا سيأْتي.
(والنَّبْخَاءُ) : الأَكَمة أَو (الأَرْضُ المرتَفِعَةُ) ، وَمِنْه
قولُ ابنةُ الخُسّ حِين قيلَ لَهَا: مَا أَحسنُ شيْءٍ؟ فَقَالَت:
غادِيَةٌ فِي إِثْر سارِيَة، فِي نَبْخَاءَ قاوِيَة) . وإِنّمَا
اختارَت النَّبْخَاءَ لأَنَّ الْمَعْرُوف أَنَّ النَبَاتَ فِي الموضِعِ
المُشْرِف أَحسَنُ. (و) قد قيل فِي النّبخاءِ هِيَ الرَّابِيَةُ
(الرِّخْوَةُ لَا مِنَ الرَّمل بل مِن جَلَدِ الأَرْضِ ذاتِ الحجَارَة)
، كَذَا فِي أَمَالي ثَعلب. (ج نَبَاخَى) كُسِّر تَكسيرَ الأَسماءِ
لأَنّهَا صفةٌ غالبة.
(وأَنْبَخَ: زَرَعَ فِيهَا) ، أَي فِي أَرْضٍ نَبْخَاءَ (و) أَنبَخَ:
(أَكَلَ النَّبْخَ) . وَهُوَ أَصْلُ البَرْديّ، وَقد تَقَدّم، عَن ابْن
الأَعرابيّ (و) أَنْبخَ الرَّجُلُ إِذا (عَجَنَ عَجِيناً أَنْبَخَاناً)
، وَهُوَ المسترخِي.
(ونَبَخَ العَجِينُ) بنفسِه (يَنْبِخُ نُبُوخاً) : انتفخَ واختَمَرَ،
وَقيل: (حَمُضَ وَفَسَدَ. وَهُوَ نَبَّاخٌ) ، ككتَّانٍ (وأَنْبَخَانٌ)
، أَي الحامض الْفَاسِد. وعَجين أَنْبخَانٌ وأَنْبخَانيٌّ: مُختمِرٌ
مُنتفِحٌ. قَالَ شَيخنَا: وَقد سَبَقَ لَهُ فِي نَبج بِالْجِيم: عَجين
أَنْبَجَانٌ: مُدْرِك، وَمَالهَا أُخْتٌ سِوَى أَرْوَنَان فصارَت
ثلاثَةً، فلهَا أُختانِ. وَزَاد ابْن القطَّاعِ لَهَا أُختَين
أُخْرَيَيْن فَقَالَ فِي كتاب الأَبْنية لَهُ: جاءَ على أَفْعَلان
عَجينٌ أَنبخانٌ بالخاءِ، وَقيل بِالْجِيم أَيضاً، وَهُوَ الحامِض،
ويَوْمٌ أَرْوَنَانٌ، للشَّديد الغَيمِ، وأَسْحَمَانٌ اسمُ جَبَلٍ،
وأَخْطَبَانٌ للشِّقِرَّاقِ، لَا يُعْرَف غَيرهَا.
(و) عَن أَبي مالِكٍ: (ثَرِيدٌ أَنْبَخَانيٌّ: لَهُ بُخَارٌ
وسُكُونَةٌ) . هاكذا فِي سَائِر النُّسخ وَفِي بعضِها: وسُخُونة، (أَو
هُوَ يُسَوَّى من)
(7/350)
الكَعْكِ والزَّيْتِ فيَنْتَفخ فيُصَبُّ
عَلَيْهِ الماءُ فيَسْتَرخِي.
(و) فِي حَدِيث عبد الْملك بن عُمير: (خُبْزَةٌ أَنْبَخَانيَّةٌ) ، أَي
لَيِّنَةٌ (هَشَّة) ، هَكَذَا فسَّروه. وَقيل (ضَخْمَةٌ، أَو كأَنَّهَا
كُورُ الزَّنَابيرِ) .
(والنَّبْخَةُ) ، بِالْفَتْح مثل (النُّكْتَة، وتُضَمُّ. و) يُقَال
النَّبْخَة هِيَ (الكِبْرِيتَة الّتي تُثْقَبُ بهَا النَّارُ. و)
النَّبْخة (بَردِيٌّ يُجْعَلُ بَيْنَ) كلِّ لَوْحَين من (أَلواحِ
السَّفِينةِ، ويُحَرَّك) ، عَن كُراع.
(والأَنْبَخُ) من الرِّجال (: الجافِي الغَلِيظُ. و) الأَنبَخُ:
(الأَكدَرُ اللَّونِ الكثِيرُ من التُّرَاب) .
والنَّبَخ: آثارُ النارِ فِي الْجَسَد.
نتخ
: (نَتَخَه يَنْتخُ نَزَعَه) ونُتِخَ فُلانٌ من أَصحابه: نُزِعَ.
ونَتَخَتْه المَنيَّةُ من بَين قَومه، وَهُوَ مَجاز. (و) نَتَهٍ هـ:
(قَلَعَهُ. والبازِي) يَنْتِخ نَتْخاً: نَسَرَ (اللَّحْمَ) بمِنْسَرِه
و (خَطِفَه) وكذالك النَّسْرُ، وكذِّلك الغُرَابُ يَنتِخ الدَّبَرَة
عَن ظَهْرِ البعيرِ. قَالَ الشَّاعِر:
يَنْتِخُ أَعْينَها الغِرْبَانُ والرَّخَمُ
(و) نَتَخَ (الثَّوْبَ: نَسَجَهُ) ، وَمِنْه حَدِيث ابْن عبّاس رَضِي
الله عَنْهُمَا (إِنَّ فِي الجَنَّة بِسَاطاً مَنْتُوخاً بالذَّهَب)
أَي منسوجاً. والناتِخ: الناسِجُ.
(و) نَتَخَ (إِليه ببَصَرِهِ: نَظَرَ) .
(و) النَّتْخ: النَّقْب.
و (المِنْتَاخُ: المِنْقَاشُ) . والنَّتْخُ: إِخراجُك الشَّوْكَ
بالمِنتاخَين وهما المِنقاش ذُو الطَّرعفين.
(والمُتَنَتِّخُ: المُتَفَلِّي) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
النَّتْخ: إِزالةُ الشَّيْءِ عَن موضِعه. ونَتَخَ الضِّرْسَ
والشَّوْكَة يَنتِخُهما: استخْرجَهما. وَقيل: النَّتْخُ: الاستخراجُ
عامّةً.
(7/351)
ونَتَخْته: نَقَشْته. ونَتَخْته: أَهَنْته.
ونَتَّخَ بِالْمَكَانِ تَنْتِيخاً: أَقامَ. ونَتَّخَ على الإِسلام:
ثبَتَ ورسخَ، وَقد وردَ ذالك فِي حَدِيث عبد الله بن سَلاَم، فِي
رِوَايَة.
نجخ
: (نَجَخَ كمَنَع: فَخَر) ، مأْخوذ من نجَخ البعيرُ نَجَخاً فَهُوَ
نَجِيخٌ: بَشِمِ. (و) نَجَخَ (البِئرَ حفَرها. و) نَجخَ (النَّوْءُ:
هَاجَ) ، وَقَالَ بعضُ العَرب: مَرَرْنا ببعيرٍ وَقد شَبَّكَت
نَجَخَاتُ السِّمَاكِ بَين ضُلوعِه، يعنِي مَا أَنبَتَ اللَّهُ عَن
أَمطارِ نَوءِ السِّمَاكِ. (و) نَجَخَ (السَّيْلُ: دفَعَ فِي سَنَدِ
الوَادِي فحذَفه فِي وسَطِ الماءِ) . وَفِي بعض النُّسخ: البحْرِ بدل
الماءِ قَالَ:
مُفْعَوعِمٌ يَنْجَخُ فِي أَمواجِهِ
(و) نجِيخُه: صَوْتُه وصَدْمُه، وَكَذَا ناجِخَتُه.
(و) النُّخَاخُ، (كغُرَابٍ: صَوت السَّاعلِ. وَهُوَ نَاجِخٌ،
ومُنَجِّخ، كمُحَدِّث) . يُقَال: أَصبَحَ ناجِخاً ومُنجِّخاً، إِذا
غَلُظَ صَوْتُه من زُكامٍ أَو سُعَالٍ.
(والنَّاجِخُ: البَحْرُ المصَوِّتُ، كالنَّجُوخِ) ، كصبُور، قَالَ:
أَظلُّ مِن خَوْفِ النَّجُوخِ الأَخضَرْ
كأَنّني فِي هُوَّةٍ أَحَدَّرْ
(و) قَالَ ثَعْلَب: الناجخُ. (صَوْتُ اضطِرابِ الماءِ على السَّاحِلِ)
، اسمٌ كالغَارِب والكاهِلِ.
(وامْرَأَةٌ نَجَّاخَةٌ: لفَرْجها صَوْتٌ عِنْد الجِمَاع) ، والنَّجْخ
هُوَ صَوْتُ دَفْعٍ من الماءُ إِذا جُومِعَت. ونَجَخَاتُ الماءِ:
دُفَعه. وَقيل: هِيَ الّتي لَا تَشْبَع من الجِمَاع، (أَو هِيَ
الرَّشَّاحَة الَّتِي تُمَسِّحُ الابتلالَ، أَو) هِيَ (الّتي يَنْتَجِخ
سُرْمُهَا كانْتجاخِ سُرْمِ) هاكذا فِي النُّسخ وَفِي بعض الأُمَّهَات:
بَطْنِ (الدَّابَّةِ إِذا صَوَّتَ) .
(والنَّجِيخَةُ: زُبدَةٌ تُلْصَقُ بجَوانبِ
(7/352)
المِمْخَضِ) . والنَّجْخُ فِي مَخْضِ
السِّقَاءِ كالنَّخْج.
(والتَّناجُخُ: التَّفَاخُرُ، واضطرابُ المَوْجِ حتَّى يُؤَثِّرَ فِي)
أُصولِ (الأَجرافِ) .
وسَيْلٌ ناجِخٌ: شديدُ الجِرْيَة، الّذي يَحْفِر الأَرضَ حَفْراً
شَدِيدا.
(ومُنْجِخٌ كمُحْسِنٍ) ويُفْتَح (حَبْلٌ من رَمْلٍ) بالدَّهناءِ.
نخخ
: (ا {لنَّخُّ: السَّيْرُ العَنِيفُ) وَسَوْقُ الإِبلِ وزَجْرُهَا
واحتِثَاثها. وَقد} نَخَّهَا {يَنُخُّهَا. قَالَ الرَّاجِز يَصِفُ
حادِيَينِ للإِبلِ:
لَا تَضْرِبا ضَرْباً} ونُخَّا {نَخَّا
مَا تَرَكَ النَّخُّ لهنّ مُخَّا
وَقَالَ هِمْيَانُ بن قُحَافةَ:
إِنَّ لهَا لسائقاً مِزَخَّا
أَعجَمَ إِلاّ أَن} يَنُخَّ نَخَّا
{والنَّخُّ لمْ يَتركْ لهنَّ مُخَّا
(و) النَّخُّ: (الإِبلُ تُنَاخُ عِنْدَ المصَدِّقِ) قَرِيبا مِنْهُ
(ليُصَدِّقَهَا) ، وَقد نَخَّها ونَخَّ بهَا. قَالَ الراجِز:
أَكْرِمْ أَميرَ الْمُؤمنِينَ النَّخَّا
(و) النَّخُّ: (بسَاطٌ طَويلٌ) طُولُه أَكثرُ من عَرْضه، وَهُوَ
فارسيٌّ معرَّب، وجمْعه} نِخَاخٌ.
(و) النَّخُّ: (قَوْلُكَ للبَعِيرِ) فِي الزَّجر (إِخْ إِخْ) ، على غير
قياسٍ. وَقد {نَخْنَخهَا} فَتَنَخْنَخَت: أَبْرَكَها فبَرَكتْ. قَالَ
الشَّاعِر:
وَلَو {أَنَخْنَا جَمْعَهُمْ} تنخنَخوا
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: وسَمعت غيرَ واحدِ من الْعَرَب يقولُ: نَخْنِخْ
بالإِبل، أَي ازْجُرْهَا بِقَوْلِك: إِخْ إِخْ، (ليَبْرُكَ) . وَقَالَ
اللَّيث: النَّخنَخة من قَولك: أَنَخْتُ الإِبلَ فاستناخَتْ، أَي
بَرَكَتْ، ونَخْنَخْتُهَا فَتَنَخْنَخَت، من الزَّجْر. وأَمّا
الإِناخَة فَهُوَ الإِبراكُ، لم يُشْتَقّ من حِكَايَة صَوتٍ، أَلاَ
تَرَى أَنَّ الفَحْلَ يَستَنِيخ النَّاقَةَ فتَنَخْنَخُ
(7/353)
لَهُ. {والنَّخُّ من الزَّجر من قَوْلك
إِخْ، يُقَال:} نَخَّ بهَا {نَخًّا شَدِيدا} ونَخَّةً شَدِيدَة، وَهُوَ
التأْنِيخ أَيضاً. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: {نَخْنَخَ، إِذا سَارَ
سَيْراً شَدِيدا،} وتَنَخْنَخَ البَعِيرُ: بَرَكَ.
(و) النُّخُّ، (بالضّمّ: المُخّ، {كالنُّخَاخَةِ) ، وَيُقَال: هاذا من}
نُخّ قلْبي، {ونُخَاخَة قلْبي، وَمن مُخّ قلْبي، أَي من صافيه.
(و) فِي الحَدِيث: (ليسَ فِي النَّخَّةِ صَدَقَةٌ) واختُلِف فِي
تَفْسِيره، فَقيل: (النَّخَّةُ) ، بِالْفَتْح (: الرَّقِيقُ) من
الرِّجال والنساءِ، يَعْنِي المماليكَ، نَقله الأَزهريّ عَن أَبي
عبيدةَ. وَعَن ابْن شُمَيْل: هاذه نَخَّة بنِي فُلانٍ، أَي عَبْدُ بنِي
فلانٍ. (و) قَالَ الكسائيّ: إِنّمَا هُوَ (البَقَرُ العَوَامِلُ،
ويُضَمُّ) فِي هاذه، وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الصّواب. (و) اخْتَار ابْن
الأَعرابيّ من هاذه الأَقاويلِ: النَّخّةُ (الحُمُرُ) ، وَهُوَ اسمٌ
جامعٌ لَهَا. قَالَ: وَيُقَال لَهَا الكُسْعَة، (ويُثَلَّثُ. و) قَالَ
قَومٌ: النَّخَّة: (المُرَبَّيَاتُ فِي البُيُوتِ) وَقَالَ أَبو
سَعِيد: كلُّ دابّة استُعمِلتْ من إِبلٍ وبقرٍ وحُمُرٍ ورَقِيقٍ فَهِيَ
نَخّة ونُخّة. (و) قَالَ قَوْمٌ: النَّخّة: (الرِّعَاءُ، ويُضمُّ) فِي
هاذه على مَا اشتهَرَ فِي الْبَادِيَة. (و) قَالَ آخرُون: النّخّة
(الجَمَّالُون) .
(و) النَّخَّة (مِن الخَبَرِ مَا لمْ يُعْلَمْ حقُّه من باطِلِه. و)
النَّخَّة (مِن المَطرِ: الخفِيفُ. و) النَّخَّة (أَنْ يأْخُذ
المُصَدِّقُ دِيناراً لنفْسِه) بعد فَراغِه من الصّدَقة. قَالَ:
عَمِّي الّذي مخَنَعَ الدِّينارَ ضاحِيَةً
دِينارَ نَخّةِ كَلْبٍ وَهُوَ مَشهودُ
(واسمُ الدِّينار نَخَّةٌ، أَيضاً) ، وبكلّ ذالك فُسِّر قَوْله صلى
الله عَلَيْهِ وسلمالمتقدّم ذكرهُ.
(} والنَّخِيخة: البَخِيخةُ) وَهُوَ زُبْدٌ رَقيقٌ يَخْرجُ من
السِّقاءِ إِذا حُمِلَ على بَعيرٍ بعْد مَا خَرَجَ زُبْدُه الأَوّل،
فيُمْخَض فيَخْرج مِنْهُ زُبدٌ رَقيقٌ.
( {ونَخْنَخه: نَحَّاه) وزَجَره. (و) } نَخْنَخَ (زَيْدٌ: سارَ)
سَيْراً (شَدِيدا)
(7/354)
عَن ابنِ الأَعرابِيّ. (و) {نَخْنَخَ
(الإِبلَ: أَبرَكَها،} فتَنخْنختْ) : فبَرَكَتْ قَالَ الشَّاعِر:
وَلَو {أَنَخْنَا جَمْعَهمْ} تَنَخْنَخُوا
وتَنَخْنَخَت النّاقَةُ، إِذا رَفَعَتْ صَدْرَهَا عَن الأَرْضِ وَهِي
باركة. (وسَعْدُ الدِّينِ بنُ! نَخِيخٍ، كأَمِير: جَدّ أَصحابِنا
الفقهَاءِ من الخُرَاسانيِّين، لَهُ روايةٌ) فِي الحَدِيث (وشِعْرٌ
رائقٌ) .
ندخ
: (الأَنْدَخُ: المائِقُ القلِيلُ الكلامِ) .
(و) المِنْدَخ، (كمِنْبَرٍ: مَنْ لَا يُبَالِي بِمَا قيلَ لَهُ من
الفُحْشِ أَو قَالَ) لَهُ.
(وتَندَّخَ) الرَّجلُ إِذا (تَشبَّعَ بِمَا لَيْسَ عندَه) .
(وندَخَ كمَنَعَ: صَدَمَ. يَقُول راكبُ البحْرِ: ندَخْنَا ساحِلَ كذَا،
وأَندَخْنَا المَرْكَبَ السَّاحِلَ) : صَدَمْنَا.
وأَنْدَخُ: مدينةٌ بالعجم.
نذخ
: (نَذَخَ العَيْرُ) ، وَفِي نُسخَة: البَعِيرُ، (كَمَنَع: سَعَى)
سَعْياً (شَدِيداً، كأَنْذَخَ) .
(والنَّوْدَخُ فِي الجَبَانُ) .
نسخ
: (نَسخه) بِهِ، (كَمَنَعَه) ، ينسَخُه، وانتَسَخَه: (أَزَالَهُ) بِهِ
وأَدالَهُ. والشيءُ يَنسَخ الشيْءَ نَسْخاً، أَي يُزِيله وَيكون
مكانَه. وَالْعرب تَقول: نَسَخَت الشَّمسُ الظِّلَّ وانتَسَخَتْه:
أَزالَتْه، والمعنَى أَذْهَبَت الظِّلَّ وَحلَّتْ مَحلَّه، وَهُوَ
مَجازٌ. ونَسْخُ الآيَةِ بالآيَةِ: إِزالَةُ حُكْمِها. والنَّسْخ:
نَقْلُ الشَّيءِ من مَكانٍ، إِلى مَكَانٍ وَهُوَ هُوَ. (و) نسخَه:
(غَيَّرَهُ) . ونَسَخَت الرِّيحُ آثَارَ الدِّيَار: غَيَّرَتْهَا. (و)
نَسَخَه: (أَبْطَلَه، وأَقَامَ شَيْئا مُقَامَه) . وَقَالَ اللَّيث:
النَّسْخ: أَن تُزِيل أَمْراً كَانَ من قبلُ يُعْمَل بِهِ ثمَّ
تَنْسَخَه بحادِثٍ غيرِه. وَقَالَ الفَرّاءُ: النَّسْخُ أَنْ تَعْمَلَ
بالآيةِ ثُمَّ تَنزِلَ آيَةٌ أُخرَى فتَعمَلَ بهَا وتَتْركَ
(7/355)
الأُولَى. وَفِي التَّنْزِيل: {مَا نَنسَخْ
مِنْ ءايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}
(الْبَقَرَة: 106) والآيةُ الثّانِيَة ناسخةٌ والأُولَى مَنسوخَة.
وقرأَ ابْن عامرٍ {مَا نَنسَخْ مِنْ ءايَةٍ} بضمّ النّون من أَنسَخَ
رُباعيّاً. قَالَ أَبو عليّ الفارسيّ: الهَمْزَة للوجُود كأَحْمَدْتُه:
وجَدْتُه: مَحموداً. وَقَالَ الزمخشَريّ: الهَمْزَة للتعدية. حقّقَه
شَيخنَا. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: النَّسْخ تَبديلُ الشَّيْءِ مِن
الشيْءِ وَهُوَ غيرُه. (والشَّيءَ) ، عَن الفَّرَاءِ وأَبي سَعِيد:
نَسخَه الله قِرْداً و (مَسَخَه) قِرْداً بِمَعْنى واحدٍ.
(و) نَسَخَ (الكِتَابَ: كَتَبَهُ عَن مُعَارَضَةٍ) . وَفِي
(التَّهْذِيب) : النَّسخ اكتِتَابُك كِتَاباً عَن كِتَابٍ حَرْفاً
بحرّف، (كانْتَسَخَه واسْتَنْسَخَه) ، وَالْكَاتِب نَاسخ ومُنْتَسِخ.
(و) الْمَكْتُوب (المَنْقُولُ مِنْهُ النُّسْخَة، بالضّم) ، وَهُوَ
الأَصْل المُنَتَسَخُ مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيل: {7. 020 انا كُنَّا
نَسْتَنْسِخ. . تَعْمَلُونَ} أَي نستنسِخ مَا تَكتُب الحَفَظَةُ فيثبتُ
عِنْد الله تَعَالَى. وَفِي (التَّهْذِيب) : أَي نأْمُر بنَسْخِه
وإِثباته.
(و) نَسَخَ (مَا فِي الخَلِيَّة: حَوَّلَه إِلى غَيْرِهَا) .
(والتَّنَاسُخُ والمُنَاسَخَةُ فِي) الْفَرَائِض و (المِيرَاثِ: مَوْتُ
وَرَثَةٍ، بَعْدَ وَرَثةٍ وأَصْلُ المِيرَاث قائمٌ لم يُقْسَمْ) وَهُوَ
مَجاز، (و) كذالك (تَناسُخُ الأَزْمِنَة) ، وَهُوَ (تَدَاوُلُهَا) ،
وَفِي الحَدِيث (لم تكن نُبُوَّةٌ إِلاّ تَنَاسَخَتْ) ، أَي تَحوَّلتْ
من حالٍ إِلى حالٍ، أَي أَمْر الأُمّةِ وتغايُر أَحوالِها، وَهُوَ
مَجاز. (أَو انقراضُ قَرْنٍ بَعْدَ قَرْنٍ آخَرَ. وَمِنْه) الفِرقَةُ
(التَّنَاسُخِيَّةُ) ، وَهِي طائفةٌ تقولُ بتناسُخِ الأَرواحِ وأَنْ
لَا بَعْثَ، وَهُوَ مَجاز.
(وبَلْدَةٌ نَسِيخَةٌ ونُسَخِيَّةً كجُهَنِيَّة: بعيدةٌ) .
(7/356)
(والنُّسُوخ بالضّمّ: ة بالقَادِسِيَّة) .
نضخ
: (نَضَخَه، كمَنَعَه: رُشَّه، أَو كَنَضَحَهُ) ، قَالَ أَبو زيد:
النَّضْخُ الرّشّ، مثْل النَّضْح، وهما سَواءٌ تَقول: نَضَخْت أَنضَخْ،
بالفَتْح، قَالَ الشَّاعِر:
بِهِ مِن نِضَاخ الشَّوْلِ رَدْعٌ كأَنّه
نُقَاعَةُ حِنَّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبرِ
وَقَالَ القُطَاميّ:
وإِذَا تَضَيَّفُنِي الهُمُومُ قَرَيْتُهَا
سُرُحَ اليَدَيْن تُخَالِسُ الخَطَرَانَا
حَرَجاً كأَنّ مِن الكُحَيلِ صُبَابَةً
نُضِخَتْ مَغَابِنُهَا بهَا نتَضَخَانَا
(أَو) النَّضْخ (دُونَه) ، أَي دون النّضْح، وَقيل: النَّضْخ: مَا
كَانَ على غيرِ اعتمادٍ، والنَّضْح: مَا كَانَ على غيرِ اعتمادٍ،
والنَّضْح: مَا كَانَ على اعتمادٍ. قَالَ الأَصمعيّ: مَا كَانَ مِن
فعْل الرَّجُل فَهُوَ بالحَاءِ غَير مُعْجمَة وأَصابه نَضْخٌ، بالخَاءِ
مُعجمةً، وَهُوَ أَكبَرُ من النَّضْحِ. قَالَ أَبو عُبيد: وَهُوَ
أَعجَبُ إِليَّ من القَول الأَوّل. وَقَالَ أَبو عُثمانَ التَّوّزيّ:
قد اختُلِف فِي أَيّهما أَكثرُ، والأَكثرُ أَنّه بِالْمُعْجَمَةِ
أَقلُّ من الْمُهْملَة. وَفِي حَدِيث النَّخَعيّ (لم يَكُنْ يَرَى
بنَضْخِ البَوْلِ بَأْساً) ، يَعْنِي نَثْره وَمَا تَرشَّشَ مِنْهُ،
ذَكَرَه الهَرويّ بِالْمُعْجَمَةِ.
(و) نَضَخَ (المَاءُ: اشتَدَّ فَوَرَانُهُ) فِي جَيشَانه وانفجارِه
(مِنْ يَنْبوعِه. أَو) النضْخ (مَا كَانَ مِنْهُ من سُفْلٍ إِلى
عُلْوٍ) ، قَالَه أَبو عليّ.
وعَيْنٌ نضَّاخةٌ: تَجِيش بالماءِ، وَفِي التَّنْزِيل: {فِيهِمَا
عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} أَي فوَّارَتان. وَفِي قصيدة كَعْب:
مِن كلِّ نَضّاخَةِ الذِّفْرَى إِذا عَرِقَتْ
يُقَال: عَين نضاخةٌ، أَي كثيرةُ الماءِ فَوّارَة. أَراد أَنَّ ذِفْرَى
الناقَةِ كثيرُ النَّضْخ بالعَرَق.
(7/357)
(و) نَضَخَ (النَّبْلَ) وَبِه (فِي
العَدُوِّ: فرَّقَهَا) فيهم.
(والنَّضْخُ: الأَثَرُ يَبْقَى فِي الثَّوْبِ وغَيرِه) كالجسَد (من
الطِّيبِ) وَنَحْوه، وَهُوَ الرَّدْعُ واللَّطْخ. وَقَالَ أَبو عَمْرو:
النَّضْخ مَا كَانَ من الدّمِ والزّعفرانِ والطِّين وَمَا أَشبه،
والنَّضْح بالماءِ وبكلِّ مَا رَقَّ، مثْل الخَلِّ وَمَا أَشبهَه.
(والنَّضَّاخُ، ككتّان: الغَزِيرُ من الغَيْث) . قَالَ جِرانُ
العَوْدِ:
ومنْه علَى قَصْرَيْ عُمَانَ سَحِيفَةٌ
وبالخَطِّ نَضّاخُ العَثَانِينِ واسعُ
السَّحِيفة: المَطْرةُ الشَّدِيدَة: وعُثْنونُ المطَرِ: أَوّلُه.
(والنَّضْخَة المَطْرَة) ، يُقَال: وَقعَتْ نَضْخةٌ بالأَرض، أَي
مَطْرة. وأَنشد أَبو عَمرو:
لَا يَفرَحُون إِذا مَا نَضْخةٌ وَقَعَتْ
وهمْ كِرامٌ إِذا اشتَدَّ المَلازِيبُ
وأَنشد:
فقُلْتُ لعَلَّ اللَّهَ يُرْسِلُ نَضْخَةً
فيُضْحِي كِلانَا قَائِما يَتَذمَّرُ
(والنِّضَاحُ: المُنَاضَخة) .
(وانتَضَخَ الماءُ: تَرشَّشَ) .
(والمِنْضَخَة: الزَّرّافَة، والعَامّة تَقول النَّضَّاخَة) . وأَكثرُ
مَا وَرَدَ فِي هاذا الْبَاب بالحاءُ والخاءِ الْمُعْجَمَة، وَقد
تقدَّم ذِكْر نضح.
وانضَحَّ الماءِ وانْضَاخَ: انْصَبَّ. وَقَالَ ابْن الزُّبيرِ (إِنَّ
الموتَ قد تَغشَّاكُم سَحَابَتهُ فَهُوَ مُنْضَاخٌ عَلَيْكُم بوَابِلِ
البَلاَيَا) ، حَكَاهُ الهَرويّ فِي الغريبين.
نطخ
: (هُوَ نِطْخُ شَرَ، بِالْكَسْرِ وبالطّاءِ الْمُهْملَة، أَي صاحبُ
شَرَ) .
نفخ
: (نَفَخَ بفَمه) يَنفُخُ نَفْخاً إِذا
(7/358)
(أَخْرَجَ مِنْهُ الرِّيحَ) ، يكون ذالك
فِي الاستِرَاحَة والمعالَجة وَنَحْوهمَا، قَالَه ابْن سَيّده.
(كنَفَّخَ) تَنفيخاً. قَالَ شَيخنَا: استعملوا نَفَخ لَازِما وَهُوَ
الأَكثر، وَقد يَتعدَّى، كَمَا قَالَه جمَاعَة، وقُرِىء بِهِ فِي
الشواذّ، كَمَا أَشار إِليه الخَفاجيُّ فِي العِنَايَةِ أَثناءَ
الأَنبياءِ، فَلَا يُعتَدُّ بقولِ أَبي حَيّان أَنّه لَا يَتعدَّى
وَلَا يكون إِلا لَازِما، بعد وُروده فِي الْقُرْآن، وَلَو شاذًّا،
انْتهى.
وَمَا بالدَّار نافخُ ضَرَمَةٍ، أَي أَحدٌ وَيُقَال: نَفَخَ الصُّورَ
ونفَخَ فِيهِ، قَالَه الفرَّاءُ وَغَيره، وَقيل: نَفَخَه لغةٌ فِي
نفَخَ فِيهِ.
(و) نفَخَ (بهَا ضَرَطَ) .
(والنَّفِيخُ) ، كأَمِيرٍ: (الموكَّلُ بنَفْخِ النّارِ) . قَالَ
الشَّاعِر:
فِي الصُّبْح يَحكِي لونَه زَخيخُ
مِنْ شُعْلةٍ ساعَدَهَا النَّفِيخُ
قَالَ: صَار الّذي يَنْفُخ (نَفِيخاً) مثلَ الجَليس، لأَنّه لَا يَزال
يتعهَّده بالنَّفْخ.
(والمِنْفَاخُ) ، بِالْكَسْرِ: (آلَتُه) ، أَي الّذي يُنْفَخ بِهِ
النارُ وغيرُها ككِير الحدّادِ.
(والنَّفْخُ: ارتِفَاعُ الضُّحَى) . وانتفَخَ النّهارُ: عَلاَ قبل
الانتصاف بساعةٍ، وَهُوَ مَجاز. (و) النَّفْخ: (الفَخْر والكِبْر) ،
يُقَال رجلٌ ذُو نَفْخٍ، ونَفْج، بِالْجِيم، أَي صاحبُ فخرٍ وكِبْر.
ورَجلٌ مُنتفِخٌ: ممتلىءٌ كِبْراً وغَضَباً. وَفِي قَوْله: (أَعوذ بك
من نَفْثِه ونَفْخِه) أَي كهبْره.
ونَفَخَ شِدْقَيْه: تَكَبَّر، وَهُوَ مَجاز.
(ورجُلٌ أَنْفَخُ) بَيِّنُ النَّفَخ: الّذي (فِي خُصْيَتِه نَفْخٌ)
وَفِي حَدِيث عليّ: (نافخُ حِضْنَيه) ، أَي مُنتفِخٌ مُستعِدٌّ لأَنْ
يَعْمل عملَه من الشَّرِّ.
(و) نَفَخَه الطَّعامُ يَنفُخه نَفْخاً فانتَفَخَ: مَلأَه فامتَلأَ،
يقالُ: (بِهِ
(7/359)
نَفْخَةٌ، ويثلّث، أَي انتفاخُ بَطْنٍ) من
طَعَامٍ ونحوِه.
(والنَّفْخَاءُ) من الأَرضِ: مثْل (النَّبْخَاءِ) ، وَقيل هِيَ أَرضٌ
مرتفِعة مَكْرَمةٌ لَيْسَ فِيهَا رَملٌ وَلَا حِجَارَة، تُنبِت قَلِيلا
من الشَّجَر وَمثلهَا النَّهْدَاءُ، غير أَنّهَا أَشدّ اسْتِوَاء
وتصوُّباً فِي الأَرض. وَقيل: النَّفخاءُ: أَرضٌ لَيِّنَةٌ فِيهَا
ارتفاعٌ. وَالْجمع النَّفَاخي. (و) النَّفْخَاءُ: (أَعْلَى عَظْمِ
السَّاقِ) .
(و) عَن ابْن سَيّده: يُقَال (رجُلٌ أُنفَخَانٌ وأُنْفَخَانيٌّ،
(وإِنْفِخَانٌ وإِنْفِخَانيٌّ) بضمّها وبكسرهما، ويه بهاءٍ) أَي
(امتَلأَ سمَناً) ، نَفَخَهما السِّمَنُ فَلَا يكون إِلا سِمَناً فِي
رَخَاوَة. وكذالك رَجلٌ منفوخٌ وقَومٌ منفوخُون.
(والنُّفُخُ، بضمَّتين) ، الفَتَى (الممتلِىءُ شَبَاباً) ، وكذالك
الْجَارِيَة، بِغَيْر هاءٍ.
(و) فِي (التَّهْذِيب) : النُّفَّاخ (كرُمّانٍ: نَفْخَةُ الوَرَمِ مِن
داءٍ يَحدُث) يَأْخذ حَيْثُ أَخذَ.
(و) النّفَّاخة، (بهاءٍ: الحَجاةُ) الَّتِي تَرتفع (فَوْقَ الماءِ. و)
النُّفَّاخة: (هَنَةٌ مُنْتَفِخةٌ تكونُ فِي بَطْنِ السَّمَكِ هِيَ
نِصَابُهَا) فِيمَا زَعموا، (وَبهَا تَستقِلُّ فِي الماءِ وتَترَدّدُ)
.
(والمَنْفُوخُ: البَطِينُ) ، أَي العظيمُ البَطْنِ. (و) من الْمجَاز:
المنفوخُ والمنتفُخُ (: السَّمِينُ) . وقَوم مَنفوخون.
(وككَتّابٍ: د، بالمغرِب) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نَفَخَتْ بهم الطَّرِيقُ، أَي رَمَتْ بهم بغْتةً، من نَفَخَت الرِّيحُ،
إِذا جاءَت بَغتةً.
ونَفَخَ الإِنسانُ فِي اليَرَاعِ وَغَيره.
والنَّفْخة: نَفْخَةُ يومِ القيامةِ.
وَقَالَ أَبو حنيفَة: النَّفْخَة: الرَّائِحَة الخَفيفةُ اليسيرةُ.
والنَّفْخَة: الرَّائِحَة الْكَثِيرَة. قَالَ ابْن سَيّده: وَلم أَر
أَحداً وَصَفَ الرائحةَ بالكَثْرةِ وَلَا القِلّةِ غير أَبي حنيفَة.
(7/360)
وبالدَّابَّةِ نَفْخٌ، وَهُوَ رِيحٌ تَرِمُ
مِنْهُ أَرساغُهَا فإِذا مَشَت انفَشَّت.
والنَّفَخ: داءٌ يُصيبُ الفَرَسَ تَرِمُ مِنْهُ خُصْياه، نَفِخَ
نَفَخاً فَهُوَ أَنفَخُ.
وَفِي حديثِ أَشراط السَّاعَة (انتفَاخُ الأَهِلَّة) ، أَي عِظَمُها.
وانتفَخَ عليّ: غَضِبَ.
ونَفْخَةُ الشَّبَابِ: مُعْظَمُه.
وأَتَانَا فِي نَفْخةِ الرَّبِيعِ، أَي حِين أَعشَب وأَخصَبَ. وَقَالَ
أَبو زيد: هاذه نفخَةُ الرّبيع، ونَفْحَتُه: انتهاءُ نبْتَتِه، وَهُوَ
مَجَاز.
والمَنفوخ: الجَبَان، على التَّشْبِيه بعَظيمِ البَطْن، لأَنّه انتفَخَ
سَحْرُه.
ومَنافِخُ الشَّيْطَانِ: وَسَاوِسُه. وَيُقَال للمُتطاوِلِ إِلى مَا
لَيْسَ لَهُ: نَفَخَ الشّيطانُ فِي أَنْفِه.
نقخ
: (النُّقَاخُ، كغُرابٍ: الماءُ الباردُ العَذْبُ الصَّافِي،
والخالِصُ) ، وسقَطَ الْوَاو من بعض النسخُ. أَي الّذي يكَاد يَنقَخ
الفُؤادَ ببَرْدِه. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ الماءُ الطَّيِّب فَقَط،
وأَنشد للعَرُجيّ.
فَإِنْ شِئتِ حرَّمتُ النّساءَ سِواكمُ
وإِنْ شِئتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً وَلَا بَرْدَا
وَفِي (التَّهْذِيب) النُّقَاخ: الخالصُ، وَلم يُعيِّن شَيْئا. وَعَن
الفرّاءِ: هَذَا نُقَاخُ العربيَّةِ، أَي خالِصُهَا، وَهُوَ مَجاز.
وروى عَن أَبي عُبيدة: النُّقَاخ: الماءُ العَذْبُ. وأَنشد شَمِرٌ:
وأَحمَقُ ممَّنْ يَلْعَق الماءَ قَالَ لي
دَعِ الخمرَ واشْرَبْ من نُقَاخٍ مُبَرَّدِ
وَقَالَ ابْن شُميل: النُّقاخ الماءُ الْكثير يَنْبِطه الرَّجلُ فِي
المَوضع الذِي لَا ماءَ فِيهِ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه شرِبَ من
رُومَةَ فَقَالَ: (هاذا النُّقَاخُ) ، هُوَ الماءُ العَذْبُ الَّذِي
يَنقَخ العَطَشَ، أَي يَكْسِرُهُ ببردِه. ورُومَةُ: بئرٌ
بِالْمَدِينَةِ. (و) قَالَ أَبو العبّاس: النُّقَاخ: (النَّوْمُ فِي
العافيَةِ والأَمْنِ. و) النُّقَاخُ: الضَّرْبُ على الرَّأْس بِشيْءٍ
صُلْبٍ.
(7/361)
(نَقَخَ) رأْسَه بالعصَا وبالسّيف،
(كمَنَع: ضَرَبَ. و) قيل: هُوَ الضَّربُ على الدِّماغِ حتّى يَخرجَ
مُخُّه، يُقَال: نَقخَ (دِمَاغَهُ) ونَقَفَه (: كَسَرَه) . قَالَ
العجّاج:
لعَلِمَ الأَقوامُ أَنِّي مِفْنَخُ
لِهَامِهِم أَرُضُّهُ وأَنقَخُ
(وانْتَقَخَ المُخَّ) ونَقَخَه: (اسْتَخْرَجَه) .
(و) عَن أَبي عَمرو: (ظَلِيمٌ أَنقَخُ) ، إِذا كَانَ (قَلِيل
الدِّمَاغِ) . وأَنشد لطَلْق بن عَديّ:
حتَّى تَلاقَى دَفُّ إِحدَى الشُّمّخِ
بِالرُّمْحِ من دُونِ الظّلِيمِ الأَنقخِ
(وناقةٌ نَقَخَةٌ، محرّكةٌ: تَثَّاقلُ فِي مَشْيِها سِمَناً) .
(و) النُّقَّاخ، (كرُمّانٍ: مُقدَّمُ القَفَا من الأُذُنِ والخُشَّاءِ)
.
نكخ
: (نَكَخَه فِي حَلْقِهِ) نَكْخاً (كمَنَعَهُ: لَهَزَه) ، يمانيَة.
نوخ
: (تَنَوَّخَ الجَمَلُ النّاقَةَ: أَبَركَها للسِّفادِ) والضِّرَاب،
(كأَناخهَا) ليَركَبها، (فاستناخَتْ) : بَرَكتْ، (و) نَوَّخهَا
(فتَنوَّخَتْ) ، واستناخ الفحْلُ النَّاقةَ وتَنوَّخَها: أَبرَكهَا
ثمَّ ضرَبَها. (و) عَن ابْن الأَعرابيّ: تَنوّخَ: تَنوّخَ الفحلُ
النَّاقةَ فاستَنَاخَتْ وتَنوَّخَت. (وَلَا يُقَالُ نَاخَتْ وَلَا
أَنَاخَتْ) ، قَالَ شَيخنَا: وحكَى أَربابُ الأَفعالِ أَنَخْت الجَملَ:
أَبرَكْته فأَنَاخَ الجَملُ نفسُه، وَفِيه استعمالُ أَفْعَل لَازِما
ومتعدّياً، وَهُوَ كثير، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ يُقَال: أَناخَ
رُباعيًّا، وَلَا يُقَال ناخ، ثُلاثيًّا.
(والنَّوْخَة: الإِقَامَة) .
(والمُنَاخُ، بالضَّم: مَبْرَكُ الإِبلِ) ، وَهُوَ المَوضع الّذي
تُنَاخ فِيهِ الإِبلُ. وَفِي الحَدِيث (مِنًى مُنَاخٌ، منى مَنزِل) .
ورَوِيَ بِفَتْح الْمِيم أَيضاً. قَالَ شيخُنَا:
(7/362)
ويأْتي مَصدَراً كالإِناخَة، وَاسم مفعول على حَقِيقَته، واسمَ زمَان،
لأَنّ الْمَفْعُول من المَزيد يأْتي للوجوه الأَربعة على مَا عُرِف فِي
مبادىء الصَّرْف.
(والمُنِيخُ: الأَسَد) .
(والنَّائِخَة: الأَرضُ البَعِيدَة) ، أَو هِيَ النّابخة بالموحّدة،
وَقد سبقَ.
ونَوّخَ اللَّهُ الأَرضَ طَروقةً للماءِ، أَي جَعَلَهَا مِمَّا تُطيقه،
وَهُوَ مَجاز.
(وذُو مَنَاخٍ كَمَنَارٍ: لَهِيعَةُ بنُ عبدِ شَمْسِ، قَيْلٌ) من
الأَقيال.
(وتَنُوخُ) قبيلةٌ ذُكرَ (فِي تنخ، ووَهِمَ الجوهريُّ) ، وَقد مرَّ فِي
الفوقيّة فلينظَرْ هُنَاكَ.
وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز أَناخَ بِهِ البَلاءُ والذُّلّ، وهاذا
مُنَاخُ سَوءٍ، للمكانِ غير المرضيّ. |