تاج العروس

(فصل الشين مَعَ الظاءِ)

ش ظ ظ
{شَظَّهُ الأَمْرُ: شَقَّ عَلَيْه،} شَظَّا، {وشُظُوظاً.
(و) } شَظَّ القَوْمَ شَظَّاً: فَرَّقَهُمْ، أَو طَرَدَهُمْ، وهذِهِ من نَوَادِرِ الأَعْرَابِ، {كشَظَّظَهُمْ تَشْظِيظاً، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. وشَظَّ الرَّجُلُ: أَنْعَظَ حَتَّى يَصِيرَ مَتَاعُهُ} كالشِّظاظ.
(و) {شَظَّ الوعاءَ} يَشُظُّه {شَظَّاً: جَعَلَ فِيه} الشَّظاظَ، {كأَشَظَّ، فِي الكُلِّ، غَيْرِ الأَوَّلِ، يُقَالُ:} أَشَظَّ القَوْمَ {إِشْظاظاً، إِذا فَرَّقَهُمْ، قَالَ البَعِيثُ:
(إِذا مَا زَعانِيفُ الرِّبَابِ أَشَظَّهَا ... ثِقَالُ المَرَادِى والذُّرَا فِي الجَمَاجِمِ)
} وأَشَظَّ الرَّجُلُ: أَنْعَظَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَهَذَا أَكْثَرُه، وأَنْشَدَ لِزُهَيْرٍ:
(إِذا جَنَحَتْ نِسَاؤُهُمُ إِلَيْهِ ... {أَشَظَّ كَأَنَّهُ مَسَدٌ مُغَارُ)
وأَشَظَّ الجُوَالِقَ: جَعَلَ لَهُ} شِظَاظاً، نقلهُ الجَوْهَرِيّ.
! والشَّظُّ: بَقِيَّةُ النَّهَارِ، وكَذلِكَ الشَّفَافَةُ، نَقَلَُه الأَزْهَرِيُّ.

(20/231)


ويُقَالُ: طَارُوا {شَظَاظاً وشَعَاعاً، بِفَتْحِهِمَا: إِذا تَفَرَّقُوا عَن الأَصْمَعِيّ، وأِنْشَدَ لِرُوَيْشِدٍ الطَّائِيّ يَصِفُ الضَّأْنَ:
(طِرْنَ شَظَاظاً بَيْنَ أَطْرَافِ السَّنَدْ ... لَا تَرْعَوي أُمٌّ بِهَا عَلَى وَلَدْ)
كَأَنَّما هَايَجَهُنَّ ذُو لِبَدْ (و) } شِظَاظٌ، كَكِتَابٍ: لِصٌّ ضَبِّيٌّ. م مَعْروفٌ، كانَ فِي الجاهِلِيّةِ فصُلِبَ فِي الإسْلامِ، وَكَانَ مُغِيراً نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ، قُلتُ: وَهُوَ القائِلُ:
(رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَةً ... عَلَّمْتُهَا الإِنْقَاضَ بَعْدَ القَرْقَرَهْ)
)
ومِنْهُ المَثَلُ: أَسْرَقُ من {شِظَاظٍ، وأَلَصُّ من شِظَاظٍ. قَالَ:
(اللهُ نَجّاكَ من القَضِيمِ ... ومِنْ شِظَاظٍ فاتِحِ العُكُومِ)
ومالِكٍ وسَيْفِهِ المَسْمُومِ (و) } الشِّظاظِ: خَشَبةٌ عَقْفَاءُ محددا الطَّرَفِ تُجْعَلُ فِي عُرْوَتَي الجَوَالِقَيْن إِذا عُكِمَا على البَعِيرِ، وهُمَا {شِظَاظَانِ ج:} أشِظَّةٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّاجِز
(أَيْنَ {الشِّظاظَان وأَيْنَ المِرْبَعَهْ ... وأَيْنَ وَسْقُ النَّاقَةِ الجَلَنْفَعَهْ)
وَقَالَ الفَرّاءُ:} الشَّظِيظُ، كَأَمِيرٍ العُودُ المُشَقَّقُ.
والشَّظِيظُ: الجُوَالِقُ المَشْدُودُ عَنهُ أَيْضاً. {والشَّظْشَظَةُ: فِعْلُ زُبِّ الغلاُمِ فِي البَوْل نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْثِ. وَقَالَ ابنُ فَارِسٍ:} أَشَظَّ البَعِيرُ: مَدَّ ذَنَبَهُ. وقالَ أَبو عَمْرٍ و: جَاءَ! مُشَظَّظاً، كمُعَظَّمٍ، وضَبَطَهُ فِي التَّكْمِلَةِ كمُحَدِّثٍ، أَي جَاءَ وأُدَافُهُ مُتْمَهِلٌّ من الشَّبَقِ. نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

(20/232)


ش ق ظ
الشَّقِيظُ، بالقَافِ، كأَمِيرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ الفَخّارُ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: جِرَارٌ مِنْ خَزَفٍ. قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَمِنْه قَوْلُ ضَمْضَمِ بنِ جَوْسٍ الهفَّانِيّ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَشْرَبُ مِنْ ماءِ الشَّقِيظِ. قُلْتُ: وقَدْ سَبَقَ ذلِكَ أَيْضاً فِي ش ق ظ، وَفِي س ق ط.
ش م ظ
والشَّمْظُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ المَنْعُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: شَمَظَهُ عَن الأَمْرِ يَشْمِظُهُ شَمْظاً: مَنَعَهُ، وأَنْشَدَ:
(سَتَشْمِظُكُمْ عَنْ بَطْنِ وَجٍّ سُيُفُنَا ... ويُصْبِحُ مِنْكُمْ بَطْنُ جِلْذَانَ مُقْفِراً)
والشَّمْظُ: الخَلْطُ، يُقَال: شَمَظْتُ مالِي بَعْضَهُ ببَعْضٍ، أَيْ خَلَطْتُ حَلالِي بِحَرَامِي، نَقَلهُ الخَارْزَنْجِيّ. والشَّمْظُ أَيْضاً: أَخْذُ الشَّيْءِ قَلِيلاً قَلِيلاً، عَنْهُ أَيْضَاً. وَقَالَ أَيْضَاً: الشَّمْظُ: اسْتِحْثاثٌ وتَحْرِيكٌ دُونَ العُنْفِ. قالَ: والشَّمْظُ أَيْضاً: أَنْ يَشْمِظَ الإِنْسانُ بكَلامٍ يَخْلِط لَهُ لِيناً بشِدَّةٍ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: شَمْظَةُ: اسمُ مَوْضِعٍ، نَقَلُه الأَزْهَرِيُّ. وأَنْشَدَ لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(كمَا انْقَضَبَتْ كَدْرَاءُ تَسْقِي فِرَاخَها ... بشَمْظَةَ رِفْهاً والمِيَاهُ شُعُوبُ)

ش ن ظ
شُنْظُوَةُ الجَبَلِ، كقُنْفُذَةٍ: أَعْلاهُ وناحِيَتُه وطَرَفُه. وشِنَاظُهُ، بالكَسْرِ: أَعْلاهُ، هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ ونَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، ولَوْ قالَ كشِنَاظِهِ بالكَسْرِ لأَصَابَ. ج: شَنَاظٍ، كثَمانٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للطِّرِمّاح:

(20/233)


(فِي شَنَاظِي أُقَنٍ دُونَهَا ... عُرَّةُ الطَّيْرِ كصَوْمِ النَّعَامْ)
ورَوَى أَبُو تُرَابٍ: امْرَأَةٌ شِنْظِيَانٌ بِنْظِيانٌ بالكَسْرِ فيهمَا، أَيْ سَيِّئَةُ الخُلُقِ صَخّابَةٌ.
وقالَ اللَّيْثُ: امْرَأَةٌ ذَاتُ شِنَاظٍ، ككِتابٍ، أَي مُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ كَثِيرَتُهُ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقَالُ: شَنْظَى بِهِ، إِذا أَسْمَعَهُ المَكْرُوهَ.

ش وظ
{الشَّوَاظُ، كغُرابٍ، وكِتَابٍ: لَهَبٌ لَا دُخانَ فِيهِ. وَفِي الصّحاح: لَا دُخانَ لَهُ، وأَنْشَدَ لأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ يَهْجُو حَسّانَ بنَ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
(أَلَيْسَ أَبُوكَ فِينَا كَانَ قَيْناً ... لَدَى القَيْنَاتِ فِسْلاً فِي الحِفَاظِ)

(يَمَانِيَّاً يَظلُّ يَشُدُّ كِيراً ... ويَنْفخُ دَائِباً لَهَبَ الشُّواظِ)
وسيأْتي جَوَابُ حَسّانَ لَهُ فِي ع ك ظ. وقَرَأَ ابنُ كَثِيرٍ: يُرْسِلُ عَلَيْكُمَا} شِوَاظٌ بِكَسْر الشّين. قَالَ الفَرَّاءُ: وَهُوَ مِثْل صُوَارٍ، وصِوَارٍ، لجَمَاعَةِ البَقَرِ. أَو الشّوَاظُ: دُخَانُ النّارِ وحَرُّها عَن ابنِ شُمَيْل. قَالَ: وحَرُّ الشَّمْسِ {شُوَاظٌ أَيْضَاً. يُقَالُ: أَصَابَنِي شُوَاظٌ مِنَ الشَّمْسِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الشَّواظُ: الصِّيَاحُ، وَهُوَ مَجَازٌ.
قالَ: (و) } الشَّوَاظُ: شِدَّةُ الغُلَّةِ، وهُوَ مَجَازٌ أَيْضاً. وَفِي الأَسَاسِ: جَمَلٌ بِهِ {شُوَاظٌ، أَي هَيَمْانُ (و) } الشِّوَاظُ: المُشَاتَمَةُ. ويُقَالُ:! تَشَاوَظَا، إِذا تَسَابَّا، كتَشَايَظَا.

(20/234)


وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {شَاظَ بِهِ الغَضَبُ، كشَاطَ.} وشَاظَ بِهِ {يَشُوظُ} شَوْظاً، إِذا سابًَّهُ وقَذَعهُ.
{وشَاظَتْ بِهِ} شوْظَةٌ من مَرَضٍ، أَي وَخْزَةٌ، كَمَا فِي العُبَاب.
ش ي ظ
{الشَّيْظَانُ، كشَيْطانٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَهُ. وَفِي العُبَابِ عَن ابنِ عَبّادٍ: هُوَ الشَّكِسُ الخُلُقِ، الشَّدِيدُ النَّفْسِ، لَا يَنْثَنِي عَنْ شَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ وَعَن الكَلْبِيّ: شَاظَتْ فِي يَدِي مِنْ قَنَاتِكَ شَظِيَّةٌ،} تَشِيظُ {شَيْظاً: دَخَلَتْ فِيها.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ:} تَشَايَظَا، إِذا تَسَابَّا، كتَشاوَظَا.