تصحيح التصحيف وتحرير
التحريف الهمزة والواو
(ح) يقولون: في جمع أوقيّة: أواقٌ، على وزن أفعال، فيغلطون فيه؛ لأن
ذلك جمع أوْقٍ وهو الثِّقَل. فأما أوقيّة فتجمع على أواقيّ بتشديد
الياء، كما تجمع أمنيّة على أمانيّ، وقد خفَّف بعضهم فقال: أواقٍ كما
قال في صحاري: صحارٍ.
(ح) ويقولون في التأوُّهِ: أوَّه، والأفصح أن يقال: أوْهِ بكسر الهاء
وضمها وفتحها، والأغلب الكسر، وعليه قول الشاعر:
فأوْهِ لذكراها إذا ما ذكرتها ... ومن بعد أرضٍ بينَنا وسماءِ
وقد قلَبَ بعضُهم الواوَ ألفاً فقال: آهِ، وشدّد بعضهم الواو وسكّن
الهاء فقال: أوَّهْ، وفيهم مَنْ حذف الهاء وكسر الواو فقال: أوِّ
والمصدر الأهَّةُ.
(ص) ويقولون: أوْجَزْتُه الرمح. والصواب: أوجَرته، بالراء، ومعناه جعلت
له في جسمه وِجاراً كوِجار السباع، ويقال: هو من
(1/138)
الوَجور، يريد طعنته في فمه، قال شاعر من
الخوارج:
أقتلُهم ولا أرى عَلِيّا
ولوْ بَدا أوْجَرْتُه الخَطّيّا
(و) والعامة تقول: هذه النعمة الأوَّلة. والصواب الأُولَى.
(ز) ويقولون: ما رأيتُه مُذْ أوّل أمْس، يعنون اليوم الذي قبل أمس.
والصواب: ما رأيته مُذْ أوّل مِن أمس، قال ابن السكيت: تقول ما رأيته
مُذْ أمس، فإن لم تره يوماً قلت: ما رأيته من أوّل من أوّل من أمس. قال
أحمد بن يحيى: فإن لم تره يومين قلت: ما رأيته مذ أوّل من أول من أمس،
قال: والعرب لا تزيد على هذا.
قال الزبيدي: فأما قول العامة: مُذْ أوّل أمس فهو بمنزلة مذ أمس؛ لأن
أول أمس: صدرُ النهار، فكأنه قال: مِن صدرِ نهارِه، فإذا قلت: أوّل مِن
أمس كان معناه النهار الذي فيه قبل أمس.
(1/139)
(ص) ويقولون: أوهبتك كذا، وأحرمتك كذا، والصواب: وهَبْتُ وحَرَمْتُ.
(ص) ومن ذلك: الأوْباش عندهم أنهم السَّفِلة، وليس كذلك. إنما الأوباش
والأوشاب: الأخلاط من الناس من قبائل شتى، وإن كانوا رءوساً وأفاضل،
وفي الحديث: وقد وَبّشتْ قريشٌ أوباشاً، أي جمعتْ جُموعاً.
(ص) ويقولون: هذا أوانُ قَطَعَتْ أبْهَري. بضم النون، والصواب فتحها.
(و) العامة تقول: أوقفتُ دابتي، والصواب: وَقَفْتُ. وحكى الكسائي ما
أوقفك ها هنا، أي: أي شيء صيّرك الى الوقوف. |