تصحيح التصحيف وتحرير
التحريف حرف الواو
(ح) ويقولون: قَدِمَ الحاجُّ واحداً واحداً، واثنين اثنين، وثلاثةً
ثلاثةً، وأربعة أربعة.
والصواب: جاءوا أُحادَ، وثُناءَ، وثُلاث ورُباع، أو يقال: جاءوا
مَوْحَدَ، ومثْنَى، ومَثلَث ومَرْبَع، لأن العرب عدلتْ بهذه الألفاظ
الى هذه الصيغ لتستغني بها عن تكرار الاسم، ويدلّ معناها على ما يدلّ
مجموع الاسمين عليه، ولهذا امتنع أن يقال للواحد: هذا أُحاد، وللاثنين:
هما مَثْنى.
(ح) ويقولون: هذا واحد اثنان ثلاثة، فيعربون أسماء الأعداد المُرسَلة.
والصواب أن تُبْنى على السكون في حالة العدد، فيقال: واحدْ، بسكون
الدال، وكذلك حكم نظائره، اللهم إلا أن يوصَف أن يُعطَف بعضها على بعض
فيُعرب حينئذ بالوصف كقولك: تسعةٌ أكثر من ثمانية، وثلاثة نصف الستة.
(وص) ويقولون: واكَلْتُ فلاناً، بمعنى أكلتُ معه. والصواب آكلتُه.
(1/537)
(ص) ويقولون: وارَبْتُه. والصواب: آرَبْتُه
مؤارَبة، بالهمز، وهي المُخالَفة.
(ص) ويقولون: وازَيتُه، أي حازَيتُه، والأفصح آزَيتُه، لأنه من الإزاء،
فتقول: جلست بإزائه، ولا تقل بوِزائه.
(ص) ويقولون: واخَذْتُك بذنبك. والصواب آخذتك.
(ص) ويقولون: واتيتك على ما تريد. والصواب: آتيتك.
(و) العامة تقول: واجَرْته الدارَ. والصواب آجرته.
(ز) ويقولون: درهم وافٍ، إذا كان يزيد في وزنه، والوافي الذي
(1/538)
لا زيادة فيه ولا نقص، وهو الذي قد وَفَى
بزِنَته، وكذلك الوافي في العروض: هو الذي لم يذهب الانتقاص بجزئه.
(ز) ومما يوقعونه على الشيء خاصة وقد يشركه فيه غيره قولهم الوادِي
للنهر خاصة.
والوادي كُلّ بطْن من الأرض مطمئن، وربما استقر فيه الماء، والجمع
أودية، على غير قياس.
(و) العامة تقول: والَك. والصواب وَيْلك.
(ق و) العامة تقول واشَتْ. وليس بشيء. والصواب وَيْ، وهو كناية عن
الويل.
(ز) ويقولون: وَتْرُ القوسِ، فيخففون. والصواب وَتَر، والجمع أوتار،
ويقولون للبخيل: ما يَنْدَى للوَتَر.
(1/539)
(ز) ويقولون وَتَد، فيفتحون التاء. والصواب
وَتِد ومَنْ خفّف قال: وَتْدٌ، ولزمه الإدغام، لقرب مخرج التاء والدال،
فيصير على ودّ، فإن جمعت الوَدَّ قلت: أوتاد، فأظهرت ما كان مدغماً.
وتقول: وَتَدتُ والوَتِد أتِدُه، ووتَّده توْتيداً.
قلت: يريد أن الصواب وَتِد، بكسر التاء، وقال الشعر في لغة الوَدّ،
مُدْغماً:
ثم اضربي بالوَدّ مِرْفَقيها
يريد الوَتِد.
(و) العامة تقول وَثِئَتْ يدُه، بفتح الواو. والصواب ضمها.
(ص) ويقولون: مكان وَحِش، وبلد وَعِر. والأشهر والأفصح الإسكان.
(ص) ويقولون: خرجنا وُوحودَنا، وجاء القوم وُحودَهم. وذلك على غير
الصواب، وإنما يقال خرج زيدٌ وحْدَه، وخرجا وحْدَهما وخرجوا وحْدَهم،
هكذا على التوحيد والنصب.
(1/540)
(س) قال ابن دريد: سمعت أبا حاتم يقول: روى
البغداذيون من شعر الأعشى:
............ ... بَناهُ قُصيٌّ وحْدَه وابنُ جُرْهُمِ
ثم قال أبو حاتم: هذا والله الجهل! أيقول أحد: رأيتُ زيداً وحْدَه
وعمراً؟ وإنما الرواية:
............ ... بَناه قُصَيٌ والمُضاضُ بنُ جُرْهُمِ
(و) العامة تقول: الوِداع، بكسر الواو. والصواب فتحها.
(ص) ويقولون لما يتعلق بأصواف الغنم بن البعر والبول: ودَحٌ. والصواب
وَذَحٌ، بالذال معجمة، وصوف مُوَذَّح.
(ص) ويقولون الوَذْي. والصواب بالدال ساكنة غير معجمة.
(ق وص) ويقولون وَرَلٌّ، بتشديد اللام. والصواب وَرَل، بتخفيفها، على
وزن جمَل، وهو، على ما يقال، ولد التمساح إذا خرج الى البَرّ وأقام به.
(1/541)
(و) العامة تقول وَرَن، بالنون.
وقرأتُ على شيخنا أبي منصور قال لم تجتمع الراء واللازم في شيء من لغة
العرب إلا في أحرف يسيرة، هذا أحدها، وأُوُلٌ وهو جبل معروف، وغُرْلَة،
وهي القُلْفة، وجَرَل، وهي الحجارة المجتمعة.
(ز) ويقولون: فرس وَرْدَا. والصواب وَرْدَةٌ، والذكر وَرْد، والجمع
وِراد.
(م ز) ويقولون لِسامّ أبْرَص: وَزْغَة، فيخففون.
والصواب وَزَغَة، والجمع وَزَغ وأوزاغ.
قلت: الصواب فيه تحريك الزاي.
(ص) يقولون لسامّ أبرص: وِزْغَة. والصواب وَزَغَة.
قلت: أراد أنهم يقولونه بكسر الواو.
(ص) ويقولون لواحد الأوسُق: وِسْق.
والصواب: وَسْق، وقد وردت اللغتان: وَسْق ووِسْق.
(1/542)
قلت: الذي ذكره الجوهري: قال الخليل:
الوَسْق: هو حِمْل الجَمَل، والوِقْر: حِمْل البغل والحمار.
ورأيت في نسخة بالصحاح صحيحة موثوق بها: الوِسْق، بكسر الواو.
(ص) ويقولون: وقعتْ عليه وَسْمَة فيما فعَل.
والصواب وَصْمَة، بالصاد، والوَصْمة: العيب.
(ز) قولهم للثوب وِشاح.
والوِشاح، من حَلْي النساء، نظمان من لؤلؤ يُخالَفان ويُعطَف أحدهما
على الآخر، وتتوشّح به المرأة على كَشْحها.
ويقال وِشاح وإشاح، وروى الفراء أيضاً وُشاح. ويُسمّى الوشاح كَشْحاً،
لأنه على الكَشْح يكون، قال الهُذَليّ يصف سيْلاً:
كأنّ الظِّباءَ كُشوحُ النّسا ... ءِ يطفونَ فوقَ ذُراهُ جُنوحا.
(ص و) العامة تقول للماء الذي يُتوضّأ به: وُضوء، بضم الواو.
والصواب فتحها.
(ح) ونظير ذلك لفظة وَعَد تستعمل في الخير، قال عزّ اسمُه: وَعَد
(1/543)
الله الذين آمنوا منكُم وعَمِلوا
الصّالحاتِ ليَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأرض ... ) ، وتستعمل أيضاً في
الشر، قال الله عز وجل: (النّارُ وعَدَها اللهُ الذين كَفَروا) ، فأما
الوعيد والإيعاد فلا يستعملانِ إلا في الشر.
(و) العامة تقول: نحن على وَفاز. والصواب أوْفاز، فإن الواحد وَفَزٌ،
إذا لم يكن على طمأنينة.
(ك) حدثنا يعقوب بن بيان قال: حدثني علي بن الحسين الإسكافي قال:
أنشدتُ أبا محلم أبياتاً أنشدنيها ابن الأعرابي:
لأنتُم بالحبالِ مُدَفَّناتٍ ... أمام الحَيّ للرَّخَمِ الوَقوعِ
أحقُّ بكم وأجدرُ أنْ تصيدوا ... من الفُرسان ترفُلُ في الدُّروعِ
إذا صادوا بغاثاً شيطوه ... وكان وفاءَ شاتهم القَروعِ
فقال أبو محلم: صحف، والله، ابن الأعرابي، وإنما هو وقاء شاتهم القروع.
قلت: قاله ابن الأعرابي وفاء شاتهم، بالفاء، وصوابه بالقاف.
(1/544)
(ص) ويقولون لما بين الفريضتين: وَقْصٌ.
والصواب وَقَص، بفتح القاف، والجمع أوقاص، فأما الوقْصُ، بالإسكان،
فدَقُّ العُنُق، لا غير.
قلت: الوَقصُ: واحد الأوقاص في الصَّدَقة، وهو ما بين الفرضيضتين، نحو
أن تبلغ الإبل خمساً ففيها شاةٌ، ولا شيء في الزيادة حتى تبلغ عشراً،
فما بين الخمس الى العشر وَقَص، وكذلك الشَّنَق، وبعض العلماء يجعلون
الوَقَص في البقر خاصة والشَّنَق في الإبل خاصة، وهما جميعاً ما بين
الفريضتين.
(ص) يقولون بيت ذي الرمة:
وَقَفْتُ بها حتى ذوَى العودُ في الثّرَى ... وساقَ الثُريّا في
مُلاءَتِه الفَجْرُ
والصواب: أنه أقامتْ به حتى ذوَى العُودُ في الثرى.
قلت: ولم ينبه على وجه غلطهم الثاني في قولهم ذوى العود في الثرى، وذلك
أن الوجه أن يقال: حتى ذوى العودُ والثَّرى؛ لأن العود لا يذوي إذا كان
في الثرى، ولكن إذا جفّ الثرى وذوَى، ذَوى العود بعد ذلك.
(و) العامة تقول: الوُقود، بضم الواو. والصواب فتحها، وهو الحطب، وذاك
التّوَقُّد.
(1/545)
(ز) ويقولون: وَلَمْتُ الشيءَ بالشيء.
والصواب لأَمْتُ ولاءَمْت. قال الأعشى:
ودَأْياً تلاحَكْنَ مثلَ الفُئو ... سِ لاءَم منها الشَّليلُ الفِقارا
(ص) يقولون: كتاب الوَلا والمواريث، بالقصر.
والصواب الوَلاء، ممدود.
(و) العامة تقول: ما ومَّلْتُ فيك هذا.
والصواب: ما أمَّلْتُ.
(م ز) يقولون: وَهَبْتُ فُلاناً مالاً.
والصواب وهَبتُ لفلان مالاً. ولا يتعدى وهَبْتُ إلا بحرفِ جرٍّ، وإنما
هي في ذلك بمنزلة مَرَرْتُ، لا يتعدى إلا بحرف جر، هكذا ذكر سيبويه.
(1/546)
|