تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْحَاء والظاء
ح ظ ذ ح ظ ث: أهملت وجوهها. ح ظ ر
اسْتعْمل من وجوهها: حظر.
حظر: قَالَ اللَّيْث: الحِظَارُ: حائِطُ الحَضِيرَة، والحَظِيرَةُ
تُتَّخَذُ من خشبٍ أَو قصب، وصاحبُها مُحْتَظِر إِذا اتَّخَذَها
لنَفسِهِ، فَإِذا لم تَخُصَّه بهَا فَهُوَ مُحَظِّر، وكلُّ من حَال
بينكَ وَبَين شَيْء فقد حَظَرَهُ عَلَيْك.
قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}
(الإسرَاء: 20) ، وكلُّ شَيْء حَجَزَ بَين شَيئين فَهُوَ حِظَارٌ
وحِجَارٌ.
قلتُ: وسَمِعْتُ العربَ تَقول للجدار من الشَّجَر يُوضَع بعضُه على بعض
ليَكُون ذَرًى لِلمَالِ يَرُدُّ عَنهُ برد الشمَال فِي الشتَاء حَظَارٌ
بِفَتْح الْحَاء، وَقد حَظَّر فُلانٌ على
(4/262)
نَعَمِه، وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَنُذُرِ
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً} (القَمَر: 31) وقُرِىء
(كهَشِيم المُحْتَظَر) ، فَمن قَرَأَ المُحْتَظِر أَرَادَ كالهشيم
الَّذِي جمعه صاحبُ الحظيرَة، وَمن قَرَأَ المُحْتَظَر بِفَتْح الظَّاء
فالمحتظَر اسْم للحظيرة، الْمَعْنى كهشيم الْمَكَان الَّذِي يُحْتَظَرُ
فِيهِ الهشيمُ، والهشيمُ: مَا يَبِسَ من الحُظُرَاتِ فارْفَتَّ
وتَكَسَّر.
الْمَعْنى أَنهم بادوا وهَلكوا فصاروا كيَبِيس الشّجر إِذا تَحَطَّم.
وَقَالَ الفرّاء: معنى قَوْله: كهشيم المُحْتَظِر أَي كهشيم الَّذِي
يَحْتَظِر على هَشِيمِه، أَرَادَ أَنَّه حَظَّرَ حِظَاراً رَطْباً على
حِظَارٍ قديمٍ قد يَبِسَ.
وَيُقَال للحَطَبِ الرَّطْب الَّذِي يُحْظَرُ بِهِ الحَظِرُ. وَمِنْه
قَول الشَّاعِر:
وَلم تمشِ بينَ الحيِّ بالحظِر الرَّطْب
أَي لم تَمْشِ بَينهم بالنميمة.
وَفِي حَدِيث أُكَيْدِر دُومَة: (وَلَا يُحْظَرُ عَلَيْكُم النَّبَاتُ)
.
يَقُول: لَا تُمْنَعُون من الزِّرَاعَة حَيْثُ شِئْتُم، وَيجوز أَن
يكون مَعْنَاهُ: لَا يُحْمَى عَلَيْكُم المَرْتَعُ.
ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (لَا حِمَى
فِي الْأَرَاك) . فَقَالَ لَهُ رجلٌ: أَرَاكةٌ فِي حَظَارِي، فَقَالَ:
(لَا حِمَى فِي الأَرَاك) .
رَوَاهُ شَمِر وقَيَّدَهُ بخَطِّه فِي حِظارِي بِكَسْر الْحَاء.
وَقَالَ: أَرَادَ بِحَظَارِ الأَرْض الَّتِي فِيهَا الزَّرْع المحاط
عَلَيْهِ.
ح ظ ل
اسْتعْمل من وجوهه: حظل، لحظ.
حظل: قَالَ اللَّيْث: الحَظِلُ: المُقَتِّرُ، وَأنْشد:
طَبَانِيَةٌ فيَحْظُلَ أَو يَغَارا
قَالَ: والحاظِلُ: الَّذِي يَمْشي فِي شِقَ مهن شَكاة.
وَقَالَ: مَرَّ بِنَا فُلانٌ يَحْظُل ظالِعاً.
وَعَن ابْن الْأَعرَابِي أنَّه أنْشد:
وحَشَوْتُ الغَيْظَ فِي أَضْلاَعه
فَهُوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِر
قَالَ: والكَبْشُ النَّقِرُ الَّذِي قد التوى عِرْقٌ فِي عُرْقُوبَيْه
فَهُوَ يكُفُّ بعض مَشْيِه. قَالَ: وَهُوَ الْحَظَلاَنُ.
قَالَ: حَظَلَ يَحْظُلُ حَظَلاَناً.
وَقَالَ ابْن السّكيت: حَظَلَت النَّقِرَةُ من الشَّاء تَحْظُلُ
حَظْلاً أَي كَفَّتْ بَعْضَ مِشْيَتِها.
وَأما الْبَيْت الَّذِي احْتَجَّ بِهِ الليثُ فَإِن الروَاة رَوَوْهُ
مَرْفُوعاً:
فَمَا يُخْطِئْكِ لَا يُخْطِئْكِ مِنْهُ
طَبَانِيَةٌ فَيَحْظُلُ أَو يَغَارُ
يَصِفُ رجُلاً بِشدَّة الغَيْرَة، والطِّبَانَةِ لِكُل مَنْ نَظَرَ
إِلَى حليلَتِه فإمَّا أَن يَحْظِلَها أَي يَكُفُّها عَن الظُّهُور أَو
يَغَارُ فيغضب، وَرفع فيحظل على الِاسْتِئْنَاف.
وَقَالَ اللَّيْث: بَعيرٌ حَظِلٌ إِذا أكَلَ الحَنْظَلَ وقلَّما
يَأْكُلهُ يحذفون النُّون، فَمنهمْ من يَقُول: هِيَ زَائِدَة فِي
الْبناء، وَمِنْهُم من
(4/263)
يَقُول هِيَ أَصْلِيَّة، وَالْبناء رُباعي
وَلكنهَا أحَقّ بالطّرْح لِأَنَّهَا أخف الْحُرُوف، وهم الَّذين
يَقُولُونَ: قد أسبل الزرعُ بطرح النُّون، ولغة أُخْرَى قد سَنْبَلَ
الزَّرْع.
وَقَالَ شمر: حظَلْتُ على الرِّجُل وحظَرْتُ وعَجَرْتُ وحجَرْتُ
بِمَعْنى وَاحِد. سَمِعت ابْن الْأَعرَابِي يَقُوله، وأنشدنا:
أَلا يَا لَيْلَ إنْ خُيِّرْتِ فينَا
بعَيْشِكِ فانْظُري أَيْنَ الخِيَارُ
فَمَا يُخْطِئْكِ لَا يُخْطِئْكِ مِنْهُ
طَبَانِيَةٌ فَيَحْظُلُ أَو يَغَارُ
قَالَ الفرَّاء: يَحْظُل: يَحْجُر ويُضَيِّق.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الحِظْلاِنُ: المَنْعُ، وأَنْشَد:
تُعَيِّرُني الحِظْلاَنَ أُمُّ مُغَلِّس
لحظ: قَالَ اللَّيْث: اللِّحَاظُ: مُؤْخِرُ العَيْنِ. واللَّحْظَةُ:
النَّظْرَةُ من جانِب الأُذُن.
وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
فلمَّا تَلَتْه الخَيْلُ وهوَ مُثَابِرٌ
على الركْضِ يُخْفِي لَحظَةً ويُعِيدُها
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: اللِّحَاظُ: مِيسَمٌ من مُؤْخرِ العَيْنِ إِلَى
الأُذُن وهُو خَطُّ ممْدُود، وربْما كانَ لِحَاظَيْن من جانبين،
وَرُبمَا كانَ لِحَاظاً وَاحِدًا من جَانب وَاحِد، وَكَانَت سِمَةَ بني
سعد.
وجَمَلٌ مَلْحُوظٌ بلِحَاظَيْن، وَقد لَحَظْتُ البَعِيرَ ولَحَّظْتُه
تلْحِيظاً.
ولَحْظَةُ: مَأْسَدَةٌ بتهامة.
يُقَال: أُسْدُ لَحْظَة كَمَا يُقالُ: أُسْدُ بِيشَة. قَالَ
النَّابِغةُ الجَعْدِيّ:
سَقَطُوا عَلَى أَسَدٍ بِلَحْظَة مَشْ
بُوحِ السَّوَاعِدِ باسِلٍ جَهْمِ
وَأما قَول الهُذَلِيّ يَصِفُ سِهاماً:
كساهُنَّ أَلآماً كأنَّ لِحَاظَها
وتفصِيلَ مَا بَيْنَ اللِّحَاظ قَضِيمُ
أَرَادَ كساها رِيشاً لُؤَاماً.
ولِحَاظُ الرِّيشَةِ: بَطْنُها إِذا أُخِذَتْ من الجَنَاح فَقُشِّرَتْ
فأَسْفَلُها الأبيضُ هُوَ اللِّحاظُ. شَبَّه بَطْنَ الرِّيشة المقشُورة
بالقَضيم، وَهُوَ الرِّقُّ الأبْيضُ يُكْتَبُ فِيهِ.
وَقَالَ غير وَاحِد: المأْقُ: طَرَفُ العَيْنِ الَّذِي يَلِي الأَنْفَ.
واللِّحاظُ: مُؤْخِرُها الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ.
أَبُو زيد: لَحَظ فلَان يَلْحَظُ لَحَظاناً إِذا نَظرَ بمُؤْخِرِ
عَيْنِه.
وفلانٌ لَحِيظُ فلانٍ أَي نَظيرُه.
ح ظ ن
اسْتعْمل من وجوهه: نظح، حنظ.
نظح: قَالَ اللَّيْث: أَنْظَح السُّنْبُلُ إِذا رَأَيْت الدَّقِيق فِي
حَبِّه.
قلت: الَّذِي حَفِظْناه وسمعناه من الثِّقَات: نَضَحَ السُّنبُلُ
وأَنْضحَ وَقد ذكرته فِي بَاب الْحَاء وَالضَّاد، والظَّاء بِهَذَا
الْمَعْنى تَصْحِيف إِلَّا أَن يكون مَحْفُوظًا عَن الْعَرَب فَيكون
لُغَة من لغاتهم، كَمَا قَالُوا بَضْرُ الْمَرْأَة لِبَظْرِها.
حنظ: تَقول الْعَرَب: رَجُلٌ حِنْظِيانٌ وحِنْذِيان وخِنْذِيان
وعِنْظِيان إِذا كَانَ فَحَّاشاً.
(4/264)
وَيُقَال للْمَرْأَة: هِيَ تُحَنْظِي
وتُحَنذِي وتُعَنْظِي إِذا كَانَت بَذِيَّةً فحّاشةً.
قلت: وحنْظَى وعنْظَى ملحقان بالرُّبَاعي، وأصْلُها ثُلاثي، وَالنُّون
فِيهَا زَائِدَة، كأنَّ الأصلَ مُعْتَل.
ح ظ ف
اسْتعْمل من وجوهه: (حفظ) .
حفظ: قَالَ اللَّيْث: الحِفْظُ: نَقِيضُ النسْيَان، وَهُوَ التَّعاهُد
وقِلَّةُ الغفْلةِ.
والحَفيظُ: المُوكَّلُ بالشَّيْء يَحْفَظُه، يُقَال: فُلانٌ حَفِيظُنَا
عليْكُم وحافِظُنا.
قلت: والحَفيظُ من صِفَات الله جلّ وعزّ، لَا يَعْزُبُ عَن حِفظِه
الأشياءُ كُلُّها مثقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَات وَلَا فِي الأَرْض،
وَقد حَفِظَ على خَلْقِه وعباده مَا يعْمَلون من خَيْرٍ أَو شَرَ، وَقد
حفِظَ السمواتِ والأرضَ بقدرته وَلَا يَؤُودُه حِفْظُهما وهُو
العَلِيُّ الْعَظِيم.
وَقَالَ جَلَّ وعزَّ: {ء مُّحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ فِى
لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} (البروج: 21، 22) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أَي
الْقُرْآن فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ، وَهُوَ أُمُّ الكِتَاب عِنْد الله
جَلَّ وعزَّ، قَالَ: وقُرِئَتْ مَحْفُوظٌ وَهُوَ من نعت قَوْله: بل
هُوَ قُرْآن مَجِيدٌ مَحْفُوظٌ فِي لَوْحٍ.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ
الرَاحِمِينَ} (يُوسُف: 64) ، وقُرِىء (خَيْرٌ حِفْظاً) نَصبٌ على
التَّمْيِيز، ومَنْ قَرَأَ حافِظاً، جَازَ أَن يكون حَالا، وَجَاز أَن
يكون تمييزاً.
وَرَجُلٌ حَافِظٌ، وقَوْمٌ حُفَّاظٌ، وهُم الَّذين رُزقوا حِفْظ مَا
سَمِعوا، وقلَّما يَنْسَوْن شَيْئاً يَعُونه.
وَقَالَ بَعضهم: الاحْتِفَاظُ: خُصُوص الحِفْظِ، تَقول: احْتَفَظْتُ
بالشَّيْء لِنَفْسي.
وَيُقَال: اسْتَحْفَظتُ فُلاناً مَالا إِذا سَأَلته أَن يحفظه لَك
واستحفظتُه سِرّاً، وَقَالَ الله فِي أهل الْكتاب: {بِمَا
اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ} (المَائدة: 44) أَي استُودِعُوه
وأَتُمِنُوا عَلَيْهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: التَّحَفُّظ: قِلَّةُ الْغَفْلَة فِي الْكَلَام،
والتَّيَقُّظُ من السَّقْطة.
والمحافظةُ: المواظبةُ على الْأَمر.
قَالَ الله جلّ وعزّ: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ} (البَقَرَة:
238) أَي واظبوا على إقَامتها فِي مَواقيتها. وَيُقَال: حافَظ على
الْأَمر وَالْعَمَل وثابَرَ علَيه بمَعْنًى وحَارَضَ وبَارك إِذا داوم
عَلَيْهِ.
والحِفَاظ: المحافَظةُ على الْعَهْد، والمحَامَاةُ على الحُرَمِ
ومَنْعُها من العَدُوِّ، وَالِاسْم مِنْهُ الحَفيظَةُ، يُقَال: رَجُلٌ
ذُو حَفِيظة. وأهلُ الحَفَائِظ: أَهلُ الحَفَاظ، وهم المحَامون على
عَوْرَاتِهم الذَّابُون عَلَيْهَا، وَقَالَ العَجَّاجُ:
إنَّا أُنَاسٌ نَلزَمُ الحِفَاظا
والحِفْظَةُ: اسْم من الاحتفاظ عِنْدَمَا يُرَى من حَفِيظة الرَّجُل،
تَقول: أَحْفَظْتُه فاحْتَفَظَ حِفْظَةً، قَالَ العَجَّاجُ:
مَعَ الْجَلاَ وَلاَئحِ القَتِيرِ
وحِفْظَةٍ أَكَنَّهَا ضَمِيري
يُفَسَّر على غَضْبَةٍ أَجَنَّها قَلْبي، وَقَالَ الآخر:
(4/265)
وَمَا العَفْوُ إِلَّا لامرىء ذِي
حَفِيظَةٍ
متَى يُعْفَ عَنْ ذنْبِ امرىء السَّوْءِ يَلْجَجِ
وَقَالَ غَيْرُه: الحِفاظُ: المُحافَظَةُ على العَهْدِ، والوَفَاء
بالعَقْد، والتَّمسُّك بالوُدّ.
والْحَفِيظَةُ: الغَضَبُ لِحُرْمَةٍ تْنْتَهك من حُرَمَاتِكَ أَو جَارٍ
ذِي قَرابةُ يُظْلَمُ من ذَويك أَو عَهْدٍ يُنْكَث.
والمُحْفِظَات: الأمُورُ الَّتِي تُحفِظُ الرجلَ أَي تُغضِبه إِذا
وُتِرَ فِي حَميمه أَو فِي جِيرَانه، وَقَالَ القَطامِيُّ:
أخوكَ الَّذِي لَا يَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسَه
وتَرْفَضُّ عِنْد المُحْفِظاتِ الكَتَائفُ
يَقُول: إِذا استَوْحَشَ الرجلُ من ذِي قرَابَته فاضطغن عَلَيْهِ
سخيمةً لإساءَةٍ كَانَت مِنْهُ إِلَيْهِ فأوْحَشَتْه ثمَّ رَآهُ يُضامُ
زَالَ عَن قَلْبه مَا احْتَقَدَهُ عَلَيْهِ وغَضِبَ لَهُ فَنَصَره
وانْتَصَر لَهُ من ظالمِه.
وحُرَمُ الرَّجُل: مُحْفِظاتُه أَيْضا.
وَقَالَ النَّضْرُ: الطَّرِيق الحافِظُ هُوَ البَيِّن الْمُسْتَقيم
الَّذِي لَا يَنْقَطِع، فأمَّا الطَّرِيق الَّذِي يَبينُ مَرَّةً ثمَّ
يَنْقَطِع أَثَرُه ويمَّحى فَلَيْسَ بِحافِظٍ.
وَقَالَ اللَّيْث: احْفَاظَّت الجِيفَةُ إِذا انْتفَخَت.
قلت: هَذَا تَصْحِيف مُنكر، وَالصَّوَاب اجْفَأَظَّت بِالْجِيم، وروى
سَلَمَةُ عَن الْفراء أَنه قَالَ: الجَفيظُ: الْمَقْتُول المُنْتَفِخُ
بِالْجِيم، وَهَكَذَا قرأتُ فِي (نوادِر ابْن بُزُرج) لَهُ بِخَط أبي
الهيْثَمِ الَّذِي عَرفته لَهُ اجْفَأَظَّت بِالْجِيم، والحَاء
تَصْحيف، وَقد ذكر اللَّيْثُ هَذَا الحرفَ فِي كتَابِ الْجِيم
فَظَنَنْتُ أَنه كَانَ مُتَحَيراً فِيهِ فَذكره فِي موضِعين.
ح ظ ب
أهمل اللَّيْث هَذَا الْبَاب وَاسْتعْمل مِنْهُ: حظب.
حظب: أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه
قَالَ: الحُظُبًّى: صُلْبُ الرَّجل، وَأنْشد قَول الفِنْذِ
الزِّمَّانِي، واسْمه شَهْلُ بنُ شَيْبَان:
ولوْلا نَبْلُ عَوْضٍ فِي
حظَبَّايَ وأوْصالِي
أَرَادَ بالعَوْضِ الدَّهْرَ لَهُ، وحُظُبَّاهُ: صُلْبُه.
الحَرَّاني عَن ابْن السِّكِّيت قَالَ الْفراء: رَجُلٌ حُظُبَّة:
حُزُقَّةٌ إِذا كَانَ ضيِّقَ الْخُلُق، ورَجْلٌ حُظُبٌّ أَيْضا،
وَأنْشد:
حُظُبٌّ إِذا سَاءَلتِه أَو تَركْتِه
قَلاكِ وَإِن أعْرَضْت رَاءَى وسمَّعَا
أَبُو عُبَيْد عَن الأُمَوي: مِن أمْثالهم فِي بَاب الطَّعَام: (اعْلُل
تحْظُبْ) أَي كُلْ مَرَّةً بعد أخْرى تَسْمَن، يُقَال مِنْهُ قد حَظَب
يَحظِبُ حُظُوباً إِذا امْتَلأ، ومِثْلُه كَظَب يَكْظِبُ كُظُوباً.
وَقَالَ الفرَّاء: حَظَبَ بَطْنُه وكَظَبَ إِذا انتفَخَ.
أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن سَلَمَةَ عَن الْفراء قَالَ:
من أَمْثال بَنِي أسَد: اشْدُدْ حُظُبَّي قَوْسَك، يُرِيد اشْدُد يَا
حُظُبَّى قَوْسَك، وَهُوَ اسْم رجل، أَي هَيِّىءْ أمْرَك.
ابْن السّكيت: رَأَيْت فُلاناً حاظِباً ومُحْظَئِبا
(4/266)
ً أَي مُمتَلِئاً بَطِيناً.
ح ظ م
أهمل اللَّيْث وجوهه:
(حمظ) : وَقَالَ أَبُو تُراب: سَمِعت بعضَ بني سُلَيْم يَقُول:
حَمَزَهُ وحَمَظَه أَي عَصَرَهُ جَاءَ بِهِ فِي بَاب الظَّاء والزَّاي. |