تهذيب اللغة (أَبْوَاب الْكَاف وَالسِّين)
ك س ز ك س ط: مهملان وَيُقَال:
كسط: القُسْطُ والكُسْطُ لهَذَا العودِ البحري.
ك س د
كسد، كدس، سدك، دكس: مستعملة.
كسد: قَالَ اللَّيْث: الكَسَادُ: خِلافُ النَّفاقِ ونقيضُهُ، والفعلُ:
يكْسُدُ. وسوقٌ كاسدةٌ: بائرةٌ.
كدس: قَالَ اللَّيْث: الكُدْسُ: جماعةُ طعامٍ وَكَذَلِكَ مَا يجمعُ من
دراهمَ وَنَحْوه، يُقَال: كُدْسٌ مكَدَّسٌ.
(أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الكَدْسُ: إسراعُ الإبلِ فِي سيرِها، وَقد
كدَستْ تَكدِسُ كَدْساً.
وَقَالَ شمر، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَدْسُ الْخَيل: ركوبُ بَعْضهَا
بَعْضًا، والتكدُّسُ: السرعةُ فِي الْمَشْي أَيْضا.
وَقَالَ عَبِيد أَو مُهَلْهِل:
وخَيْلٌ تَكَدَّسُ بالدّارِعِين
كمشْيِ الوُعولِ على الظّاهِرَهْ
ويقالُ: التّكَدُّس: أَنْ يُحَرِّكَ مَنكِبَيه ويَنصَبَّ إِلَى مَا
بَين يَدَيْهِ إِذا مَشَى.
وَقَالَ أَبُو عبيد: التَّكدُّس: أَنْ يُحَرِّكَ
(10/28)
مَنكِبَيه وكأنّه يَركب رأسَه، وَكَذَلِكَ
الوُعولُ إِذا مَشت.
(أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة) أَنه قَالَ: الكَوادسُ: مَا تُطُيِّرَ
مِنْهُ مِثل الفأْل والعُطاس ونحوِه. يُقَال مِنْهُ: كَدَس يَكدِس.
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فلَوْ أَنَّني كُنْتُ السَّليمَ لَعُدْتَنِي
سَرِيعا وَلم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكوادِس
وَقَالَ اللَّيْث: الكادِسُ: القَعِيدُ مِن الظِّبَاء الَّذِي
يُتَشاءَمُ بِهِ، وَهُوَ الجائي مِن خَلْفُ.
وَقَالَ النَّضْر: أَكداسُ الرّمل وَاحِدهَا كُدْسٌ وَهُوَ المتراكِبُ
الْكثير الَّذِي لَا يُزايلُ بعضه بَعْضًا.
قَالَ ابْن السّكيت فِي قَول المتلمس:
هَلُمَّ إِليه قد أُبيثتْ زرُوعُه
وعادت عَلَيْهِ المَنجَنونُ تَكَدَّسُ
قَالَ: يُقَال: جَاءَ فلَان يتكدس، وَهِي مشْيَة من مشْيَة الْغِلَاظ
الْقصار.
قَالَ، يُقَال: أَخذه فكدَس بِهِ الأَرْض.
سدك: (أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) سَدِكَ بِهِ سَدَكاً، ولَكِيَ بهِ
لَكىً إِذا لزمَهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: رَجُلٌ سَدِكٌ: خفيفُ العملِ بيديهِ.
يُقَال: إِنه لَسَدِكٌ بالرُّمْحِ أَي رَفيقٌ بِهِ سَريعٌ، وسَمِعتُ
أَعْرَابيّاً يَقولُ: سَدَّكَ فلانٌ جِلالَ التَّمْرِ تَسْدِيكاً إِذا
نَضَدَ بَعْضهَا فَوق بعضٍ فَهِيَ مُسَدَّكةٌ.
دكس: اللَّيْث: الدَّوْكَسُ من أَسماءِ الأسَدِ. وَهُوَ الدَّوسَكُ
لُغةٌ فِيهِ.
(قلت) : لم أَسمع الدَّوكَسَ، وَلَا الدَّوْسَكَ فِي أَسماءِ الأسَدِ
والعربُ تَقول: نَعَمٌ دَوْكَسٌ، وَشَاءٌ دَوكَسٌ: كثيرةٌ. وَأنْشد
بَعضهم:
مَنِ اتقَى الله فلمَّا يَيْأَسِ
مِنْ عَكَرٍ دَثْرٍ وشَاءٍ دَوْكَسِ
وَقَالَ اللَّيْث: الدِّيَكْساءُ: قطعةٌ عظيمةٌ من النَّعَمِ
والغَنَمِ.
وَيُقَال: نَمٌ دِيَكْساءُ، قَالَ: ودَكَسْت الشيءَ إِذا حَشَوْتَهُ.
شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَعمٌ دَوْكَسٌ ودَيْكَسٌ أَيْ كثيرٌ.
ودَيْكَسَ الرجلُ فِي بَيته إِذا كَانَ لَا يَبرزُ لحَاجَة الْقَوْم،
يَكْمُنُ فِيهِ.
ك س ت
اسْتعْمل من جَمِيع وجوهها: (سكت) .
سكت: قَالَ اللَّيْث يُقَال: سَكتَ الصَّائتُ يَسكُتْ سُكُوتاً إِذا
صَمتَ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله جلَّ وعزّ: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن
مُّوسَى الْغَضَبُ} (الْأَعْرَاف: 154) معناهُ: وَلما سَكَنَ.
قَالَ وَقَالَ بَعضهم: معنى قَوْله: {وَلَمَّا
(10/29)
سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ} : لما
سَكَتَ مُوسَى عَن الغَضَبِ عَلَى القَلْبِ كَمَا قَالُوا: أَدْخَلتُ
القَلنْسُوةَ فِي رَأْسي، وَالْمعْنَى أَدخلتُ رَأْسيَ فِي
القَلَنْسُوَةِ.
قَالَ: وَالْقَوْل الأولُ الَّذِي مَعْنَاهُ سَكَنَ هُوَ قولُ أهْلِ
العربيَّةِ.
قَالَ وَيُقَال: سَكتَ الرجل يَسكُتُ سَكْتاً إِذا سَكنَ، وسَكتَ
يَسْكُتُ سكُوتاً وسَكْتاً إِذا قطع الكلامَ، ورجلٌ سِكِّيتٌ: بَيِّنُ
السَّاكُوتَةِ والسُّكُوتِ إِذا كَانَ كثير السكُوتِ، وأَصابَ فلَانا
سُكاتٌ إِذا أَصابهُ دَاء مَنعه من الْكَلَام.
وَقَالَ: والسُّكَيْتُ، والسُّكَّيْتُ بالتَّخْفيفِ والتَّشدِيدِ:
الَّذِي يجيءُ آخرَ الخَيْلِ.
وَقَالَ اللَّيْث: السكَيْتُ خَفِيف: العَاشِرُ الَّذِي يجيءُ فِي آخر
الْخَيل إِذا أُجْرِيَتْ بَقِيَ مُسكِتاً.
قَالَ وَيُقَال: ضَربْتُهُ حَتَّى أَسكت، وَقد أَسكَتَتْ حَرَكتُهُ.
قَالَ: فَإِن طَالَ سُكُوتُه مِنْ شَرْبَةٍ أَوْ دَاءٍ قيل: بِهِ
سُكاتٌ.
قَالَ: والسَّكْتُ: من أصُولِ الألْحَانِ شِبْهُ تَنَفُّسٍ بَينَ
نَغْمَتَين من غير تَنفُّسٍ يُرَادُ بذلك فَصْلُ مَا بَينهمَا.
قَالَ: والسَّكْتَتَانِ فِي الصلاةِ تُسْتَحَبَّانِ: أَن تَسكُتَ بعد
الافتتَاح سَكْتَةً ثمَّ تَفْتَحَ القراءَة، فإِذا فَرَغْتَ من
الْقِرَاءَة سَكتَّ أَيْضا سَكْتَةً ثمَّ تفتح مَا تَيَسَّرَ مِنَ
الْقُرْآن.
(أَبُو عبيد عَن أبي أَزِيد: صَمَتَ الرّجُلُ، وأَصْمَتَ وسكَتَ
وأَسْكَتَ) .
قَالَ وَقَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال: تَكلَّمَ الرجلُ ثمّ سَكَتَ
بِغَيْر أَلف، فإِذا انقطَعَ وَلم يتكلَّمْ قيل: أَسْكَتَ وَأنْشد:
قد رَابَنِي أَنّ الكَرِيَّ أَسْكَتَا
لَو كانَ مَعْنِيّاً بِنَا لهَيَّتَا
(غَيره) : حَيَّةٌ سُكاتٌ إِذا لم يَشعرْ بهِ المَلْسُوعُ حَتَّى
يَلْسَعَهُ. وَأنْشد:
فمَا تَزْدَوِي من حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ
سُكاتٍ إِذا مَا عضَّ لَيْسَ بأوردا
ورجلٌ سَكْتٌ وسِكِّيت، وسَاكُوتٌ، وسَاكوتَةٌ إِذا كَانَ قليلَ
الْكَلَام من غَيرِ عِيَ وإِذا تكلَّم أَحسَنَ.
(أَبُو زيد) : سَمِعتُ رجلا من قيسٍ يَقُول: هَذَا رجلٌ سِكْتِيتٌ
بِمَعْنى سِكِّيت.
ك س ظ ك س ذ ك س ث
أهملت.
ك س ر
كسر، كرس، ركس، سكر، سرك: (مستعملة) .
كسر: قَالَ اللَّيْث يُقَال: كَسَرْتُ الشيءَ أَكْسِرُهُ كَسْراً،
ومُطاوعُهُ: الانكسَارُ، وكلُّ شيءِ فَتَرَ عَن أَمْرٍ يَعْجَزُ عَنهُ
يُقَال فِيهِ: انْكَسَرَ، حَتَّى يُقَال. كَسَرْتُ من بَرْدِ الماءِ
فانْكَسَرَ.
(10/30)
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) الكِسْرُ:
أَسفلُ الشُّقَّةِ الَّتِي تَلي الأرضَ من الخِبَاءِ.
قَالَ وَقَالَ الأَحمرُ: هُوَ جَارِي مُكاسِرِي ومُؤاصِري أَي كِسْرُ
بَيتهِ إِلَى جَانِبِ كِسْرِ بَيْتي.
وَقَالَ اللَّيْث: كِسْرَا كلَّ شيءٍ: نَاحِيَتَاهُ، حَتَّى يُقَال
لِنَاحِيَتي الصّحَراءِ: كِسْرَاهَا.
وَقَالَ أَبُو عبيد: فيهِ لُغتَانِ: الكَسْرُ والكِسْرُ.
(أَبُو عبيد عَن اليزيدي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء) : يُنْسَبُ
إِلَى كِسْرَى وَكَانَ يَقُوله بكسْرِ الكافِ فإِذا نَسبَ إِليهِ:
قَالَ: كِسْرِيّ بتشديدِ اليَاءِ وكَسْرِ الكافِ، وكِسْرَويُّ بِفَتْح
الرّاء وبتشديدِ اليَاءِ.
وَقَالَ: الأمويُّ: كِسْرِيٌّ بالكسْرِ أَيْضا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: كِسْرَى مُعَرّبٌ، وأَصْلُه خُسْرَى فَعرّبتْه
العَرَب فَقَالُوا: كِسْرَى.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال كِسرَى وكَسرَى، ويقولونَ فِي الجمعِ:
أَكاسرةٌ وكَساسرَةٌ، وكِلاَهما مُخَالفٌ للْقِيَاس. إِنَّمَا
القِيَاسُ كَسرَوْنَ كَمَا يُقَال: عِيسَوْنَ.
(أَبُو عبيد عَن الْفراء) : يُقَال: رجل ذُو كَسَرَاتٍ وهَزَرَاتٍ
وَهُوَ الَّذِي يُغبَنُ فِي كل شَيْء.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للْأَرْض ذاتِ الصعُود والهبوط: أرضٌ ذاتُ
كُسور.
قَالَ: وكُسورُ الْجبَال والأودية لَا يُفرد مِنْهُ الْوَاحِد، لَا
يُقَال: كِسر الْوَادي.
قَالَ: والكَسْر من الْحساب: مَا لم يكن سَهْما تامّاً، والجميع:
الكسور.
وَقد كَسَرَ الطائرُ يكسِر كُسوراً، فإِذا ذكرْت الجناحين قلت: كسرَ
جناحيه كسْراً وَهُوَ إِذا ضم مِنْهُمَا شَيْئا فَهُوَ يُرِيد
الْوُقُوع أَو الانقضاض، يُقَال: بازٌ كاسر، وعُقابٌ كاسر، وَأنْشد:
كأَنّها كاسِرٌ فِي الجوِّ فَتْخَاءُ
طرحوا الْهَاء لِأَن الْفِعْل غَالب.
والكَسِيرُ من الشاءِ: المنكسرةُ الرِّجْلِ.
وَفِي الحَدِيث: لَا يجوزُ فِي الْأَضَاحِي الكسير البيِّنةُ الكسرِ.
وَقَالَ غَيره: يُقَال للرجُل إِذا كَانَت خِبرَتُه محمودة: إِنه
لطيِّبُ المَكْسِرِ (وصُلْبُ المكسِر كَمَا يُقَال للشَّيْء الَّذِي
إِذا كُسر عُرف بباطنِه جودتُه: إِنه لجيِّدُ المكسرِ) ومكسِرُ
الشَّجَرَة: أصلُها حَيْثُ يكسر مِنْهُ أَغْصَانهَا، وَقَالَ
الشُّوَيعِرُ:
فمَنَّ واسْتَبْقَى ولمْ يَعْتصِرْ
مِنْ فَرْعِه مَالاً وَلَا المَكْسِرِ
وَقَالَ غَيره: يُقَال: فلَان يكسرُ عَلَيْهِ الفُوقَ إِذا كانَ غضبانَ
عَلَيْهِ، وَفُلَان يكسِر عَلَيْهِ الأَرْعاظَ غَضبا.
والمُكَسِّرُ: لقَب رجُل. قَالَ أَبُو النَّجْم:
(10/31)
أَوْ كالْمُكَسِّرِ لَا تؤوبُ جيَادُه
إِلاَ غَوَانِمَ وهْيَ غيرُ نِوَاء
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كسَرَ الرجلُ إِذا بَاعَ مَتَاعه
ثوْباً ثوبا، وكَسِرَ إِذا كسل، والكاسور، بَقَّالُ القُرَى،
والصَّيْقَبَانيُّ: صَيْدَنانيُّ القُرَى.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: يُقَال لكل
عظمٍ: كِسْرٌ وكَسْرٌ، وَأنْشد:
وَفي يَدِها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ
(أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : يُقَال لعَظم الساعد مِمَّا يَلِي
النّصْف مِنْهُ إِلَى الْمرْفق: كِسرُ قبيحٍ، وَأنْشد شمر:
لوْ كنتَ عَيْرا كُنْتَ عَيرَ مَذَلّةٍ
أَوْ كنُتَ كِسرا كنْتَ كِسْرَ قَبِيح
(ابْن السّكيت) : يُقَال فلَان هَشُّ المكسِر، وَهُوَ مدحٌ وذمٌّ،
فَإِذا أَرَادوا أَن يَقُولُوا: لَيْسَ بمُصْلِد القِدْح فَهُوَ مدحٌ
وإِذا أَرَادوا أَن يَقُولُوا هُوَ خوَّار الْعود فَهُوَ ذمُّ.
وَجمع التكسير: مَا لم يُبْنَ على حَرَكَة أَوله، كَقَوْلِك: دِرْهَم
ودراهمُ، وبطنٌ وبطونٌ، وقِطْفٌ وقطوفٌ، وَأما مَا يجمع على حَرَكَة
أَوله فَمثل: صَالح وصالحين، وَمُسلم ومسلمين.
كرس: قَالَ اللَّيْث: الكِرْسُ: كِرْسُ الْبناء، وكرْسُ الحَوض حَيْثُ
تقف النَّعمُ فيتلبد، وَكَذَلِكَ يكرَّسُ أُسُّ الْبناء فيصلُبُ،
وَكَذَلِكَ كِرْس الدِّمنَة إِذا تلبدت فلزِقت بِالْأَرْضِ.
(أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : يُقَال: إِنه لكريم الكِرْس، وكريم
القِنْس، وهما الأَصْل.
قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الكِرْسُ: الأبوال والأبعارُ يتلبَّد
بَعْضهَا فَوق بعض فِي الدَّار.
قَالَ: والدِّمَن: مَا سوَّدوا من آثَار البعر وَغَيره.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأكاريس: الأَصْرام من النَّاس،
وَاحِدهَا: كِرْس وأكراسٌ ثمَّ أَكاريسُ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ
السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ} (الْبَقَرَة: 255) فِيهِ غيرُ قَول.
قَالَ ابْن عَبَّاس: كرسيه: عِلُمه.
وَرُوِيَ عَن عَطاء أَنه قَالَ: مَا السمواتُ وَالْأَرْض فِي الكرسيِّ
إِلَّا كحلقة فِي أَرض فلاةٍ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَهَذَا القَوْل بَيِّنٌ، لِأَن الَّذِي نعرفه
من الكرسيّ فِي اللُّغَة: الشَّيْء الَّذِي يُعتمد ويُجلسُ عَلَيْهِ،
فَهَذَا يدل على أَن الْكُرْسِيّ عظيمٌ دونه السمواتُ وَالْأَرْض.
قَالَ: والكرسي فِي اللُّغَة والكُرَّاسة إِنَّمَا هُوَ الشَّيْء
الَّذِي قد ثَبت وَلزِمَ بعضه بَعْضًا.
(10/32)
قَالَ: وَقَالَ قوم: كرسيهُ: قدرته الَّتِي
بهَا يمسك السَّمَوَات وَالْأَرْض. قَالُوا: وَهَذَا كَقَوْلِك: اجْعَل
لهَذَا الْحَائِط كرْسيّاً أَي اجْعَل لَهُ مَا يعتمدُه ويمسكه
وَقَرِيب من قَول ابْن عَبَّاس، لِأَن علمه الَّذِي وسع السَّمَوَات
وَالْأَرْض لَا يخرج من هَذَا، وَالله أعلم بِحَقِيقَة الكُرسيّ، إِلا
أنّ جُملته أمرٌ عَظِيم من أَمر الله جلّ وَعز.
وروى أَبُو عَمْرو عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ: الْكُرْسِيّ: مَا تعرفه
الْعَرَب من كراسيِّ الْمُلُوك. وَيُقَال: كِرسي أَيْضا.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي طَالب أَنه أنْشدهُ:
يَا صاحِ هَل تعرفُ رَسْماً مُكْرَسَا
قَالَ: المُكْرَسُ: الَّذِي قد بعرتْ فِيهِ الإِبلُ وبَوَّلَتْ فركبَ
بعضه بَعْضًا، وَمِنْه سميت الكُرَّاسَةُ.
قلت: والصحيحُ عَن ابْن عَبَّاس فِي الكُرْسِيّ مَا رواهُ الثَّوْريُّ
وغيرهُ عَن عمارٍ الدُّهْنِي عَن مُسْلمٍ البَطِينِ عَن سعيد بن
جُبَيْرٍ عَن ابْن عباسٍ أَنه قَالَ: الكُرْسِيُّ: موضعُ القدمينِ،
وأَما العَرْشُ فإنَّهُ لَا يُقدرُ قدرهُ، وَهَذِه روايةٌ اتفقَ أَهْلُ
العلمِ على صِحتها، وَالَّذِي رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس فِي الكُرْسيّ
أنَّهُ العِلمُ، فَليسَ ممّا يُثبتُه أَهلُ المعرِفةِ بالأخبارِ.
أَبُو بكر: لُمْعَة كَرْساءُ للقطعة من الأَرْض فِيهَا شجرٌ، تدانتْ
أُصُولهَا والتفتْ فروعها.
وَقَالَ اللَّيْث: الكِرْسُ من أَكْرَاسِ القَلائد والوُشُحِ
وَنَحْوهَا.
يُقَال: قلادةُ ذاتُ كِرْسَيْنِ، وذاتُ أكْرَاسٍ ثلاثةٍ إِذا ضُمَّت
بَعْضهَا إِلَى بعض وَأنْشد:
أَرِقتُ لِطَيْفٍ زَارَنِي فِي المَجَاسِدِ
وأَكْرَاسِ دُرَ فُصِّلَتْ بالفرائدِ
والكَرَوَّس: الرجُلُ الشديدُ الرَّأْس، والكاهل فِي جِسْمٍ. قَالَ
العجَّاجُ:
فِينَا وَجَدْتَ الرجُلَ الكَرَوَّسَا
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الكَرَوَّس: الشديدُ، رجلٌ كَرَوَّسٌ.
وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب الأنصاريّ أَنه قَالَ: (مَا أَدْري مَا
أَصنَعْ بِهَذِهِ الكَرَاييسِ، وَقد نهَانَا رسولُ الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم أنْ نستقبلَ القبلةَ بغائطٍ أَو بولٍ) .
قَالَ أَبُو عبيد: الكَرَاييسُ واحدُها: كِرْياسٌ، وَهُوَ الكَنِيفُ
الَّذِي يكون مشرفاً على سطحٍ بقناةٍ إِلَى الأرضِ، فإِذا كَانَ أسفلَ
فليسَ بكِرْياسٍ.
قلت: يسمَّى كِرْياساً لما يعلقُ بِهِ من الأقذارِ والعَذِرَةِ فيركَبُ
بعضه بَعْضًا مثل كِرْسِ الدمنِ والوأْلةِ وَهُوَ فِعيالٌ من الكِرْسِ
مثل جِريالٍ.
(أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي) : يقالُ للرجُلِ إِذا وَلَدَتهُ أَمَتَانِ
أَو ثلاثٌ: مُكَرْكَسٌ.
(10/33)
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أَبي الْهَيْثَم
أَنه قَالَ: المكَرْكَسُ: الّذِي أُمُّ أُمّهِ، وأُمُّ أبيهِ، وأُمُّ
أُمِّ أمّهِ، وأمُّ أمِّ أبيهِ: إِماءٌ.
وَقَالَ الليثُ: المُكَرْكَسُ: المقَيَّدُ، وَأنْشد:
فهلْ يَأكُلَنْ مالِي بنُو نَخَعِيَّةٍ
لَهَا نسبٌ فِي حَضْرَمَوْتَ مُكَرْكَسُ
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : كَرِسَ الرجُلُ إِذا ازدحمَ علمهُ
على قلبِهِ.
(أَبُو عبيد عَن الْفراء) : انكَرَسَ فِي الشَّيْء إِذا دخلَ فيهِ.
سكر: قَالَ اللَّيْث: السُّكْرُ: نَقيضُ الصَّحْو قَالَ: والسُّكْرُ:
ثلاثةٌ: سكْرُ الشَّرَاب، وسكْرُ المَال، وسكر السلطانِ.
وَقَالَ الله جلّ وَعز: {لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا}
(الْحجر: 15) ، قرىء: (سُكِّرَتْ) ، (وسُكِرَتْ) بالتَّشْديدِ
والتخفيفِ، ومعناهُ سُدَّتْ وَأُغْشِيتْ بالسِّحْرِ، فَيتخايَلُ
لأبصارنا غيرُ مَا نرى.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سَكَرْتُهُ: مَلأْتُهُ.
وَقَالَ الليثُ: السَّكْرُ: سَدُّ البَثْق ومُنْفَجَرِ المَاء،
والسِّكْرُ: اسمُ ذَلِك السِّدادِ الَّذِي يجعلُ سدّاً لِلْبثقِ
وَنَحْوه.
وَقَالَ مُجَاهِد: سُكِّرت أبصارُنا: أَي سدت.
قَالَ أَبُو عبيد: يذهب مُجَاهِد إِلَى أَن الْأَبْصَار غشيها مَا
منعهَا من النّظر كَمَا يمْنَع السِّكْرُ المَاء من الجري.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سُكِّرت أبصار الْقَوْم إِذا دِيرَ بهم
وغشيهم كالسَّمادير فَلم يبصروا، وَيُقَال للشَّيْء الحارِّ إِذا خَبَا
حرُّه، وَسكن فورُه: قد سَكَر يسكُرُ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: سكّرت أبصارنا مأخوذٌ منْ سُكْرِ
الشرابِ كأنّ الْعين لحقها مَا يلحقُ شاربَ المُسْكِرِ إِذا سَكر.
وَقَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ حُبِسَت ومنعت من النّظر.
وَقَالَ ثَعْلَب: سُكِرَت وسُكِّرَت: حبست، وَيكون بِمَعْنى أُغشِيت،
وهما متقاربان.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَكِرَ من الشَّرَاب يسكَرُ سُكْراً،
وسكِرَ من الغَضَبِ يَسكَرُ سَكَراً إِذا غضبَ. وَأنْشد:
فجاءُونا بهمْ سكَرٌ علينا
فأَجْلَى اليومُ والسكْرَانُ صاحِي
وَقَالَ الزجاجُ يُقَال: سكَرَتْ عينُهُ تَسكُرُ: إِذا تحيَّرَتْ،
وسكَنَتْ عَن النَّظَرِ وسكَرَتِ الرّيحُ تسكُرُ: إِذا سكَنَتْ، وسكَرَ
الحَرُّ يَسكُرُ. وَأنْشد:
جاءَ الشتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ
وجعلتْ عينُ الحَرُورِ تسكُرُ
قَالَ أَبُو بكر: اجثألّ: مَعْنَاهُ اجْتمع وتقبّض.
(10/34)
(أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : ليلةٌ
ساكِرَةٌ: لَا ريح فِيهَا. قَالَ أوسٌ:
خذَلْتُ على ليلةٍ ساهرهْ
فليسَتْ بِطلْق وَلَا ساكِرَهْ
(أَبُو زيد) : الماءُ الساكِرُ: الساكِنُ الَّذِي لَا يجْرِي، وَقد
سكَرَ سكُوراً.
وَقَالَ الله جلّ وَعز: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم
بِسُكَارَى} (الْحَج: 2) وقرىء (سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى) .
التَّفْسِير: إنكَ تَرَاهم سُكَارَى من الْعَذَاب والخوفِ وَمَا هم
بُسكَارَى من الشَّرابِ، يدلُّ عَلَيْهِ قَوْله: {وَلَاكِنَّ عَذَابَ
اللَّهِ شَدِيدٌ} وَلم يقرأْ أحدٌ من القُرّاءِ سَكَارَى بِفَتْح
السِّينِ، وَهِي لُغةٌ، وَلَا يجوزُ القراءةُ بهَا لأنّ الْقِرَاءَة
سُنةٌ.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: النعْتُ الَّذِي على فَعْلانَ يُجمَعُ على
فُعَالَى وفَعالى مثل أَشرانَ وأُشارَى وأَشارَى، وغيرانَ وقومٌ
غُيارَى وغَيارى، وَإِنَّمَا قَالُوا سَكْرَى وفَعْلَى أَكثرُ مَا
تجيءُ جَمعاً لفعيلٍ بِمَعْنى مفعولٍ مثل قتيلٍ وقَتْلى وجريجٍ وجرحى
وصريعٍ وصرعَى لِأَنَّهُ شُبه بالنّوْكَى والحمقى والهلكى لزوَال عقل
السكْرَانِ، وأَما النَّشوانُ: فَلَا يقالُ فِي جمعِه غير النَّشَاوَى.
وَقَالَ الْفراء: وَلَو قيل: سكْرَى على أنّ الجمعَ يَقع عَلَيْهِ
التّأْنيثُ فَيكون كالواحدَة كَانَ وَجها. وأنشدني بَعضهم:
أضحَتْ بنُو عامرٍ غَضْبَى أُنوفهُمُ
إِنِّي عفَوْتُ فَلَا عارٌ وَلَا باسُ
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا
حَسَنًا} (النَّحْل: 67) .
قَالَ الفراءُ يُقَال: إِنه الخمرُ قبلَ أَن تحرمَ، والرِّزقُ الحسنُ:
الزّبيبُ وَالتَّمْر، وَمَا أَشبههمَا.
وَقَالَ أَبُو عبيد: السَّكَرُ: نقيعُ التَّمْر الَّذِي لم تمسهُ
النارُ وَكَانَ إبراهيمُ والشعبيُّ وَأَبُو رَزِين يَقُولُونَ:
السَّكَر: خَمْرٌ.
وَرُوِيَ عَن ابْن عمر أَنه قَالَ: السكَرُ من التمرِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة وحدَه: السكَرُ: الطعامُ، وَاحْتج بقول الآخر:
جعلتَ أَعْرَاضَ الكِرَامِ سكَرا
أَي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لَك.
وَقَالَ الزّجاجُ: هَذَا بِالْخمرِ أشبهُ مِنْهُ بِالطَّعَامِ،
الْمَعْنى جعلتَ تتخمَّرُ بأَعراض الناسِ وهوَ أبينُ مَا يُقَال للذِي
يَبتَرِكُ فِي أَعراض النَّاس.
وَحدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن المَخْزُومِي عَن سفيانَ عَن
الْأسود بن قيس عَن عَمْرو بن سُفْيَان عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله:
{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} (النَّحْل: 67)
قَالَ: السَّكَرُ: مَا حرِّم من ثَمَرَتهَا، والرِّزقُ الحسنُ: مَا
أُحِلّ من ثَمَرَتهَا.
(10/35)
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) :
السَّكَرُ: الغضبُ، والسَّكَرُ: الامتلاءُ، والسَّكَرُ: الخمرُ،
والسَّكَرُ: النَّبيذُ. قَالَ جرير:
إِذا رَوِينَ عَلَى الخِنْزِيرِ من سَكَرٍ
نادَيْنَ يَا أعظمَ القِسِّينَ جُرْدانَا
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {عَتِيدٌ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ
بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ} سكرة الْمَوْت: غَشْيَتُهُ
الَّتِي تَدُلُّ الإِنسانَ على أَنه ميت، وقولهُ بالحقِّ أَي
بِالْمَوْتِ الحقِّ.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: السَّكْرَةُ: الغَضْبَةُ، والسَّكْرةُ:
غَلبةُ اللَّذَّةِ على الشَّبَاب.
اللَّيْث: رجلٌ سِكِّيرٌ: لَا يزالُ سكرانَ، والسَّكْرةُ: الْوَاحِدَة
من السُّكْر.
ورُوِي عَن أبي مُوسَى الأشعريّ أَنه قَالَ: السُّكْركَةُ: خَمرُ
الحبشةِ.
قَالَ أَبُو عبيد: وَهِي من الذُّرَة.
قلت: وَلَيْسَت بعربية.
وقيَّده شمر بِخَطِّهِ: السُّكْرُكَةُ: الجَزْمُ على الْكَاف،
والرَّاءُ مَضْمُومَة.
ركس: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُو صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - اْ} (النِّسَاء: 88) .
قَالَ الفرّاء، يَقُول: رَدَّهُمْ إِلَى الْكفْر.
قَالَ: ورَكَسَهم: لغةٌ.
وَفِي الحَدِيث: (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِيَ
بِرَوْثٍ فِي الاستنجاءِ، فَقَالَ: إِنه رِكْسٌ) .
قَالَ أَبُو عبيد: الرِّكْسُ: شبيهُ الْمَعْنى بالرَّجيع.
يُقَال: ركَسْتُ الشيءَ وأَرْكَستُه: لُغتانِ إِذا رَدَدْتَهُ.
وَفِي حَدِيث عديّ بن حاتمٍ أَنه أَتى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَقَالَ لَهُ النبيُّ: (إِنكَ من أهْلٍ دينٍ يقالُ لَهُم
الرَّكُوسِيَّةُ) .
قَالَ أَبُو عبيد: يُرْوَى فِي تَفْسِير الرَّكُوسِيَّة عَن ابْن
سِيرين أَنه قَالَ: هُوَ دينٌ بَين النَّصارى وَالصَّابِئِينَ.
وَقَالَ اللَّيْث: الرّاكِسُ: الثَّوْرُ الَّذِي يكونُ فِي وسطِ
البَيْدَرِ حِين يُداس، والثِّيرانُ حواليه فَهُوَ يَرْتكِسُ
مَكَانَهُ، وإِن كَانَت بقرة فَهِيَ راكسةٌ.
قَالَ: وإِذا وقعَ الإِنسانُ فِي أمرٍ بعدَ مَا نجا مِنْهُ قيل:
ارْتَكَسَ فِيهِ.
قَالَ: والرَّكْسُ: قْلبُ الشيءِ على رأسهِ، أَو ردُّ أوَّله إِلَى
آخِره.
(أَبُو عبيد عَن أبي زيد) قَالَ: الرِّكْسُ: الكثيرُ من النَّاس.
وَقَالَ مُجَاهِد: الارْتكاسُ: الارتداد.
وَقَالَ شمر: بَلغنِي عَن ابْن الأعرابيّ، أَنه قَالَ: المَنْكُوسُ
والمَرْكُوسُ: المُدْبِرُ عَن حَاله.
وَسُئِلَ عَن حَدِيث عديِّ بن حاتمٍ، قيل لَهُ: إِنَّكَ رَكُوسِيٌّ،
فَقَالَ: هَذَا من نَعْتِ النَّصَارَى، وَلَا يُعَرَّبُ.
(10/36)
قَالَ: وأَرْكَسَتِ الجاريةُ إِذا طلعَ
ثَدْيُها، فَإِذا اجتمعَ وضخُمَ فقدْ نَهَدَ.
سرك: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سَرِكَ الرجلُ إِذا ضعف بدنُهُ
بعد قُوَّةٍ.
قَالَ ابْن السّكيت: تَسَاَركْتُ فِي الْمَشْي وتَسَرْوَكْتُ، وهما
رَدَاءةُ المشيِ من عَجَفٍ أَو إِعياءٍ.
ك س ل
كسل، كلس، سلك: مستعملة.
كسل: قَالَ اللَّيْث: الكَسَلُ: التَّثَاقُلُ عَمَّا لَا يَنْبَغِي أَن
يُتَثَاقَلَ عَنهُ. والفعلُ: كَسِلَ يَكْسَل كَسَلاً، ورجلٌ كَسْلاَنُ،
وامرأةٌ كَسْلَى، وكسْلانةُ: لُغةٌ رَدِيئَة.
وَيُقَال للفَحْلِ الفَاتِرِ كَسِلَ وأكْسَلَ.
وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة عَن العجاج:
أَظَنَّتِ الدَّهْنَا وظَنَّ مِسْحَل
أنَّ الأميرَ بالقضاءِ يعجل
عَن كَسَلاتي والحِصانُ يكْسل
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَسمعت رؤبة ينشدها:
... والجَوادُ يُكْسِلُ
وسمعتُ غَيره من ربيعةِ الجُوعِ يرويهِ: ... يَكَسَلُ.
وَقَالَ العجاج أَيْضا:
قد ذَادَ لَا يَستكسِلُ المَكاسلا
أَرَادَ بالمكاسل: الكَسَل، أَرَادَ لَا يكسل كسلا.
وَفِي اللَّيْث: وللإِكسالِ معنى آخر، يقالُ للرجلِ إِذا عَزَلَ وَلم
يُرِدْ ولدا: أَكسلَ.
قَالَ وَيُقَال: فلانٌ لَا تُكسله المكاسلُ، يَقُول: لَا تُثْقِلُهُ
وُجوهُ الكسلِ، وامرأةٌ مِكْسالٌ، وَهِي الَّتِي لَا تكَاد تبرحُ
مجلسها.
قلتُ: وَفِي الحَدِيث: (أنَّ رجلا سأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَآله فَقَالَ: إِنَّ أحدَنا يجامعُ فَيُكْسِلُ) مَعْنَاهُ أَنه
يَفْتُرُ ذَكرُهُ قبلَ الْإِنْزَال وَبعد الْإِيلَاج، وَعَلِيهِ
الغُسلُ إِذا فعل ذَلِك لالتقاء الخِتانَيْنِ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكِسْلُ: وَتَرُ قوسِ النَّدَّافِ
إِذا خُلِع مِنْهَا.
والكَوْسَلَةُ: الحوْثرَةُ: وَهِي رأسُ الأدافِ، وَبِه سُمِّيَ الرجلُ
حَوْثَرَة.
المِكْسَلُ: وترُ قَوْسِ النَّدَّافِ إِذا خُلِعَ مِنْهَا.
كلس: قَالَ اللَّيْث: الكِلْسُ: مَا كَلَسْتَ بهِ حَائِطا أَو باطنَ
قصرٍ شبهُ الجِصِّ من غير آجُرَ.
قَالَ: والتَّكلْيسُ: التَّمْلِيسُ فإِذا طُلِيَ ثَخيناً فَهُوَ
المُقَرْمَدُ.
(أَبُو عبيد) : الكِلْسُ: شِبْهُ الصّارُوجِ يُبْنَى بِهِ.
وَقَالَ أَبُو ترابٍ، قَالَ الأصمعيّ: كَلَّسَ على القومِ وكَلَّلَ
وصَمّمَ إِذا حمَلَ.
(10/37)
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: كَلَّسَ فلانٌ
عَن قِرْنِهِ وهَلَّلَ إِذا جَبُنَ وفرّ عَنهُ.
(قلتُ) : وَهَذَا أَصحُّ مِمَّا روى أَبُو ترابٍ.
سلك: قَالَ اللَّيْث: السِّلْكُ: الخيوط الَّتِي يخاطُ بهَا الثِّيابُ،
الْوَاحِدَة: سِلْكةٌ، والجميع: السُّلُوك.
قَالَ: والسُّلُوكُ: مصدرُ سَلَكَ طَرِيقا، والمَسْلكُ: الطريقُ،
والسَّلْكُ: إِدخال الشَّيْء تَسْلُكُهُ فِيهِ كَمَا يطعنُ الطاعنُ
فيَسْلُكُ الرُّمْحَ فِيهِ إِذا طعنه تِلْقاءَ وجههِ على سَجيحَتِهِ.
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
نَطَعَنُهُمْ سُلْكَى ومخلوجةً
كَرَّكَ لأَمَيْنِ على نابلِ
قَالَ: وصفهُ بسرعةِ الطعْن وشَبّهَهُ بِمن يَدْفعُ الرِّيشةَ إِلَى
النَّبَّال فِي السُّرْعة، وَإِنَّمَا يحتاجُ فِيهِ إِلَى السُّرْعة
والخفَّة لِأَن الغِراء إِذا بَرَدَ لم يَلزق فيستعملُ حارّاً.
(أَبُو عبيد) : الطَّعْنَةُ السُّلْكَى هِيَ المستقيمة، والمخلوجةُ:
الَّتِي فِي جَانب.
قَالَ: ويُرْوَى عَن أَبي عَمْرو بن الْعَلَاء أَنه قَالَ: ذهبَ مَن
كَانَ يُحْسِنُ هَذَا الكلامَ يَعْنِي سُلْكَى ومخلوجةً.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن الحرّانيّ عَن ابْن السّكيت أَنه قَالَ:
يُقَال: الرّأْي مَخْلُوجَةٌ وَلَيْسَ بُسلْكَى أَي لَيْسَ
بِمُسْتَقِيم.
وَقَالَ اللَّيْث: اللَّهُ يُسْلِكُ الكُفَّارَ فِي جَهَنَّم أَي
يدخلهم فِيهَا وَقَالَ ابْن أَحْمَر:
حَتَّى إِذا سَلَكُوهُم فِي قُتَائِدَةٍ
شَلاًّ كَمَا تَطرَدُ الجمَّالةُ الشُّرُدا
(أَبُو عبيد) : سلَكْتُه فِي الْمَكَان وأَسلكتُه بِمَعْنى وَاحِد.
قَالَ: والسُّلَكُ: وَلدُ الحَجَل، وَجمعه: سِلْكانٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: السِّلْكانُ: فِراخُ القَطَا، الْوَاحِد: سُلَكٌ.
قَالَ: وَمِنْهُم مَن يَقُول للْوَاحِد: سِلْكانة وَأنْشد:
تَضِلُّ بِهِ الكُدْرُ سِلكانها
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : سلكْتُ الطريقَ، وسَلكْتُه غَيْرِي،
وَيجوز أَسْلكتُه غَيْرِي.
ك س ن
كنس، سكن، نسك، نكس، سنك: (مستعملة) .
سنك: أهمله اللَّيْث: ورَوى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أنّه
قَالَ: السُّنُكُ: المَحَاجُّ اللَّيِّنة، وَلم أسمعهُ لغيرِه؟ .
كنس: قَالَ اللَّيْث: الكَنْسُ: كَسْحُ القُمامِ عَن وَجه الأَرْض،
والكُنَاسةُ: مُلْقاها، والكِناسُ: مَوْلِجٌ للوحْش من الْبَقر تَسكنُ
فِيهِ من الحرِّ.
يُقَال: كنَسَتِ الظِّبَاءُ، وتَكَنَّسُوا. وَقَالَ
(10/38)
لبيد:
شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ حِين تحمَّلوا
فتَكنَّسُوا قُطُنْاً تَصِرُّ خِيَامُها
أَي دخلُوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بِثِيَاب قُطْنِ.
وَقَالَ الله: { (أَحْضَرَتْ فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ}
{بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} (التكوير: 15، 16) .
قَالَ الزّجاج: الكُنَّسُ: النجومُ تَطْلُعُ جَارِيَة، وكُنوُسها: أَن
تَغِيب فِي مغاربها الَّتِي تغيبُ فِيهَا.
قَالَ وَقيل: الكُنَّسُ: الظِّبَاءُ والبقرُ تَكنِسُ أَي تدخل فِي
كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ. قَالُوا: والكُنّسُ: جمعُ كانِسٍ
وكانسةٍ.
وَقَالَ الفرّاءُ فِي الخُنّسِ والكُنَّسِ: هِيَ النُّجوم الْخَمْسَة
تَخنِسُ فِي مجْراهَا وتَرجِع، وتَكنِس: تَسْتَتِر كَمَا تَكنِس
الظِّباءُ فِي المَغارِ، وَهُوَ الكِنَاسُ، والنُّجوم الْخَمْسَة:
بَهْرَامُ، وزُحَلُ، وعُطارِدُ، والزُّهَرَةُ، والمُشْتَرِي.
وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ النجومُ الَّتِي تَسْتسِرُّ فِي مجاريها فتَجري
وتَكنِسُ فِي مجاريها فيَتحَوَّى لكلِّ نَجم حَوِيٌّ يقف فِيهِ ويستدير
ثمَّ ينصرفُ رَاجعا، فكُنوسُه: مُقامُه فِي حَوِيِّهِ، وخُنوسُه: أَن
يَخنسَ بِالنَّهَارِ فَلَا يُرَى.
وَيُقَال: فِرْسِنٌ مكْنوسةٌ، وَهِي الملساءُ الجرداءُ من الشَّعر.
(قُلت) : الفِرْسِنُ المَكنوسة: المَلساء الباطنِ، تُشبِّهها الْعَرَب
بالمرايا لِمَلاستِها.
وكنيسَةُ اليهودِ، وَجَمعهَا كَناَئسُ، وَهِي مُعرَّبةٌ.
والمِكْنَسة جمعهَا: مكانسُ، ومكانسُ الظِّبَاءِ وَاحِدهَا مَكْنِسُ.
سكن: قَالَ اللَّيْث: السَّكْنُ: السُّكَّان، والسُّكْنُ: أَن تُسْكِنَ
إِنساناً منزلا بِلَا كِرا. قَالَ والسَّكْن: العيالُ، وأهلُ الْبَيْت،
الْوَاحِد: ساكنٌ.
(الحرَّانيُّ، عَن ابْن السكت) : السَّكْنُ: أهلُ الدَّار. وَقَالَ
سلامةُ بن جَندل:
يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ
قَالَ والسَّكَنُ: مَا سَكَنْتَ إِليه.
والسَّكَن: النَّار. وَأنْشد:
أقامَها بِسَكَنٍ وأَدْهان
يَعْنِي قناةً ثقفها بالنَّار والدُّهْن. وَأنْشد:
ألجأني اللَّيْل وريح بلّه
إِلَى سَواد إبل وثلَّه
وسَكَنٍ توقَد فِي مِظَلّهْ
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: الأَسْكان: الأقْوات، واحِدها:
سُكْنٌ.
وَقَالَ غَيره: قيل للقوتِ: سُكْنٌ لأنَّ الْمَكَان بِهِ يُسْكَن.
وَهَذَا كَمَا يُقَال: نُزُلُ العَسكر لإِرزاقهم المُقدَّرة لَهُم إِذا
أُنزِلوا منزلا.
وَيُقَال: مَرْعًى مُسْكِنٌ إِذا كَانَ كثيرا لَا
(10/39)
يُخرج إِلَى الظّعْن عَنهُ، وَكَذَلِكَ
مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ.
وسُكْنَى الْمَرْأَة: المَسكَن الَّذِي يُسْكِنها الزَّوجُ إيَّاه.
تَقول: لكَ دَاري هَذِه سُكْنَى إِذا أَعارَه مَسكناً يَسكنه.
وَتقول: سَكنَ الشيءُ يَسكُنُ سكوناً إِذا ذهبَت حركتُه، وسكنَ فِي
معنى سكتَ، وسكنتِ الرِّيح، وسكنَ الْمَطَر، وَسكن الْغَضَب.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِى الَّيْلِ وَالنَّهَارِ}
(الْأَنْعَام: 13) .
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَعْنَاهُ وَله مَا حَلَّ فِي اللَّيْل
وَالنَّهَار.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذِه الْآيَات اْحتِجَاجٌ على المُشْرِكِين،
لأَنهم لم ينكروا أنَّ مَا استقرَّ فِي اللَّيْل وَالنَّهَار للَّهِ
أَي هُوَ خالقُه ومُدَبِّرُه، فَالَّذِي هُوَ كَذَلِك قادرٌ عَلَى
إِحياء الْمَوْتَى.
قَالَ أَحْمد بن يَحيى فِي قَوْله: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِى الَّيْلِ
وَالنَّهَارِ} (الْأَنْعَام: 13) : إِنَّمَا السَّاكِن من النَّاس
والبهائم خاصَّةً.
قَالَ: وسَكَنَ: هَدَأَ بعد تحرُّكٍ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ وَالله أعلم
الخَلْق.
وَقَوله: {أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن
رَّبِّكُمْ} (الْبَقَرَة: 248) .
قَالَ الزَّجَّاج مَعْنَاهُ: فِيهِ مَا تسكنون بِهِ إِذا أَتَاكُم.
وَقيل فِي التَّفْسِير: إِنَّ السكينَة لَهَا رأسٌ كرأسِ الهِرِّ مِن
زَبَرْجَدٍ وياقوتٍ، وَلها جَناحان.
وَقَالَ اللَّيْث: قَالَ الحَسَن: جعَل الله لَهُم فِي التابوت سكِينةً
لَا يَفرُّون عَنهُ أبدا وتطمئنُّ قُلُوبهم إِليه.
وَقَالَ مقاتلٌ: كَانَ فِيهِ رأسٌ كرأس الهرّةِ إِذا صَاح كَانَ
الظّفَرُ لبني إِسْرَائِيل.
والمِسِكين قد مرّ تَفْسِيره فِي بَاب الْفَقِير وَهُوَ مِفْعِيلٌ من
السّكُون مِثل المنطيق من الْمنطق.
وَقَالَ اللَّيْث: المَسكَنَة: مصدر فعل المِسكين، وإِذا اشْتَقُّوا
مِنْهُ فعلا قَالُوا: تَمَسْكنَ الرجل أيْ صَار مِسكيناً.
وَيُقَال: أَسْكنُه الله، وأَسْكَنَ جَوْفَهُ أَي جَعلهُ مِسكيناً.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : أَسْكنَ الرَّجلُ وسَكَنَ إِذا كانَ
مِسكيناً، وَلَقَد أَسْكنَ.
وَقَالَ غَيره: تَمَسْكَنَ إِذا خَضَعَ لله، وَهِي المَسْكنةُ
لِلذّلَّةِ.
قَالَ: وَهُوَ قَول ابْن السّكيت، والمِسْكينُ أَسْوَأُ حَالا من
الفَقير.
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي قَالَ يُونُس: الفَقيرُ: الَّذِي لَهُ بعض
مَا يُقيمُه.
(10/40)
قَالَ: وَرُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي أَنه
قَالَ: المِسْكينُ أَحسنُ حَالاً من الْفَقِير، قَالَ وَإِلَيْهِ ذهبَ
أَحْمد بن عبيد، قَالَ: وَهُوَ القَوْل الصحيحُ عندنَا، لِأَن الله
تَعَالَى قَالَ: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ}
(الْكَهْف: 79) فأَخبرَ أَنهم مَساكينُ وَأَن لَهُم سَفينةً تَسَاوِي
جُمْلةً.
وَقَالَ: {لِلْفُقَرَآءِ الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لاَ
يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الاَْرْضِ} الآيةَ إِلَى قولهِ
{إِلْحَافًا} (الْبَقَرَة: 273) . فَهَذِهِ الْحَال الَّتِي أَخبَرَ
بهَا عَن الْفُقَرَاء هِيَ دونَ الحالِ الَّتِي أَخبَرَ بهَا عَن
المسَاكينِ.
وَفِي الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ
لِلْمصَلِّي: (تَبْأَس وتَمَسْكنُ وتقنع يَديك) قَوْله تَمَسْكنُ أَي
تَذِلُّ وتخضعُ.
قَالَ القُتيبيُّ: أَصْلُ الحَرْفِ: السُّكونُ، والمَسْكَنةُ: مَفعلةٌ
مِنْهُ، وَكَانَ الْقيَاس تُسَكَّنَ كَمَا يُقَال: تَشَجَّعَ وتحلَّمَ،
إِلا أَنه جَاءَ فِي هَذَا الحَرْفِ تَمَفْعَلَ، وَمثله: تَمدْرَعَ من
المِدْرَعَةِ، وأَصلُهُ: تَدَرَّعَ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: كلُّ مِيمٍ كانتْ فِي أَوَّلِ حَرْفٍ فَهِيَ
مَزيدةٌ إِلاَّ مِيمَ مِعْزَى، وَمِيمَ مَعَدَ، تَقول: تَمَعْدَدَ،
وميمَ مَنْجَنِيق وَمِيمَ مَأْجَجٍ، ومِيمَ مَهْدَدَ.
(قلت) : وَهَذَا فِيمَا جاءَ عَلَى مَفْعَلٍ أَو مِفْعَلِ أَو
مِفْعِيل، فأَمَّا مَا جاءَ عَلَى بنَاءِ فَعْلٍ أَو فِعَالٍ فالميمُ
تكونُ أَصْلِيَّةً مثل المَهْدِ والمِهَادِ والمَرْدِ وَما أَشْبَهَهُ.
سَلمَة عَن الْفراء من الْعَرَب من يَقُول: أنزل الله عَلَيْهِم
السِّكِّينة للسَّكِينةِ.
قَالَ: وَحكى الْكسَائي عَن بعض بني أَسد المَسْكِينُ بِفَتْح الْمِيم
للمِسكِين.
وَقَول الله تَعَالَى: {فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ}
(الْمُؤْمِنُونَ: 76) أَي فَمَا خضعوا، كَانَ فِي الأَصْل (فَمَا
اسْتَكَنُوا) فمدت فَتْحة الْكَاف بِأَلف كَقَوْلِه:
لَهَا مَتْنَتَانِ خَظَاتَا، أَرَادَ: خَظَتَا.
فَمد فَتْحة الظَّاء بِأَلف.
يُقَال: سَكَنَ، وأَسْكن، واسْتَكن وتمسكن، واستكان أَي خضع وذل.
وَقَالَ:
يَنْبَاعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ
أَي يَنْبَع فمُدَّت فَتْحة الْبَاء بِأَلف.
وَقَالَ الزّجاج: فِي قَوْله تَعَالَى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ
صَلَوَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التَّوْبَة: 103) أَي يَسْكُنونَ بهَا.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الخَيْزُرَانة: السُّكّانُ، وَهُوَ الكَوْثَلُ
أَيْضا.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخَدْفُ: السُّكّانُ، وَهُوَ الكوثَلُ أَيْضا.
وَقَالَ اللَّيْث: السُّكّانُ: ذَنَبُ السَّفينَةِ الَّذِي بِهِ
تُعدَلُ، وَقَالَ طَرَفة:
(10/41)
كَسُكَّانِ بُوصِيَ بدجْلَةَ مُصْعِدِ
قَالَ: وسُكّان السَّفِينَة: عَرَبِيّ، سمى سكاناً لِأَنَّهَا تسكن
بِهِ عَن الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب.
قَالَ: والسِّكِّينُ تُؤَنَّثُ وتُذكَّرُ، ومُتّخِذُ السكّين يقالُ
لَهُ: سَكّانٌ وسَكاكِينيّ.
قَالَ ابْن دُرَيْد: السكين: فِعِّيل من ذبحت الشَّيْء حَتَّى سكَن
اضطرابه.
قَالَ الْأَزْهَرِي: سمي سكيناً لِأَنَّهَا تُسكِّن الذَّبِيحَة أَي
تسكنها بِالْمَوْتِ، وكل شَيْء مَاتَ فقد سَكَن، وَمثله غِرِّيد
للْمُغني لتغريده بالصوت، وَرجل شِمِّير لتشميره إِذا جد فِي الْأَمر
وانكمش.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) التَّسْكينُ:
تَقويمُ الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ وَهُوَ النَّارُ، والتَّسكِينُ: أنْ
يَدُومَ الرَّجلُ عَلَى رُكُوبِ السُّكَينِ وَهُوَ الحمارُ الخفيفُ
السَّريعُ، والأتانُ إِذا كَانَت كَذَلِك: سُكَيْنَة، وَبِه سُمّيَتِ
الجاريةُ الخفيفةُ الرُّوحِ سُكيْنَةَ.
قَالَ: والسُّكَيْنَةُ أَيضاً: البَقَّةُ الَّتِي دخلت فِي أَنْفِ
نُمْرودَ الخاطِىء فأَكلَتْ دِماغَهُ.
(أَبُو عبيد عَن الْفراء) : الناسُ على سَكِنَاتِهم ونزلاتهم
ورَباعتهمْ ورَبعاتهم، يَعْنِي عَلى اسْتِقَامتهمْ.
وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: الناسُ عَلَى سَكِناتهمْ، وَقَالُوا: تركْنا
النَّاس على مَصاَباتهم. على طبقاتهم ومَنازلهم.
وَقَالَ غَيره: سُكّانُ الدَّارِ هُمُ الجنُّ المقيُمونَ بهَا، وَكَانَ
الرجلُ إِذا اطَّرَفَ دَاراً ذَبحَ فِيهَا ذبيحَةً يَتَّقِي بهَا أَذى
الجِنِّ فنهَى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَبائح الجنّ.
وَفِي حَدِيث قَيْلةَ أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ
لَهَا: (يَا مِسكِينَة عليكِ السكِينَةَ) أرَادَ عليكِ الوَقارَ
والوَداعة والأَمْنَ، يُقَال: رجلٌ وَدِيعٌ أَي سَاكِنٌ هادِىءٌ
وَيُقَال لِلْموضِعِ الَّذِي تسكُنُهُ: مَسكَنٌ.
ومَسْكِنٌ: مَوضعٌ بعيْنهِ.
والسَّكُونُ: قبيلةٌ بِالْيمن.
وأَمَّا المُسْكانُ بِمَعْنى العَرَبُون فَهُوَ فُعلانٌ، والميمُ
أَصليّة، وجَمعُه: المساكِينُ، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي.
نكس: قَالَ اللَّيْث: النَّكْسُ: قلبُكَ شَيْئا عَلَى رأْسِهِ
تَنْكُسهُ، والولدُ المنْكُوسُ: أَن يخرجَ رِجْلاهُ قبل رأسِه.
والنُّكْسُ: العَودُ فِي المرَض.
يُقَال: نُكِسَ فِي مَرَضهِ نُكْساً.
والنِّكْس من الْقَوْم: المُقصِّرُ عَن غايةِ النّجدةِ والكرمِ،
والجميعُ: الأنْكاسُ. وإِذا لم يَلْحق الفرَسُ بِالْخَيْلِ السوابق
قيلَ: نَكَّس.
وَأنْشد:
إِذا نَكسَ الكاذِبُ المحْمَرُ
قَالَ أَبُو بكر: نُكِس المريضُ مَعْنَاهُ قد
(10/42)
عاودته العلةُ.
يُقَال: نَكَسْت الخِضابَ إِذا أَعَدْتَ عَلَيْهِ مرَّة بعد مرّة،
وَأنْشد:
كالوَشْم رُجّع فِي اليَدِ المنكوس
وَفِي الحَدِيث: أَنه قيل لِابْنِ مسعودٍ: إِن فُلاناً يقرأُ الْقُرْآن
مَنْكُوساً، قَالَ: ذَاك منكوسُ القْلبِ.
قَالَ أَبُو عبيد: يَتَأَوَّله كثيرٌ من النَّاس أَنه أَن يبدأَ
الرَّجلُ من آخر السُّورَةِ فيقرأَها إِلَى أوَّلها. قَالَ: وَهَذَا
شيءٌ مَا أَحسِبُ أَحداً يطيقُه، وَلَا كَانَ هَذَا فِي زمن عبد الله
وَلَا أعرفهُ. وَلَكِن وَجهه عِندي أَن يبْدَأ من آخر الْقُرْآن من
المعوذتين ثمَّ يرْتَفع إِلَى الْبَقَرَة كنحو مِمَّا يتَعَلَّم
الصّبيان فِي الكُتّابِ، لِأَن السُّنة خلاف هَذَا، يُعلم ذَلِك
بِالْحَدِيثِ الَّذِي يحدِّثه عُثْمَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم (أَنه كَانَ إِذا أُنزلت عَلَيْهِ السُّورَة أَو الْآيَة قَالَ:
ضعوها فِي الْموضع الَّذِي يُذكر كَذَا وَكَذَا) أَلا ترى أَن
التَّأْلِيف الْآن فِي هَذَا الحَدِيث من رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ كُتبت الْمَصَاحِف على هَذَا. قَالَ: وَإِنَّمَا
جَاءَت الرُّخصة فِي تعلم الصبيِّ والعجميِّ مِنَ المُفَصَّل لصعوبة
السُّوَر الطوَال عَلَيْهِمَا. فَأَما مَن قَرَأَ الْقُرْآن وحفِظه
ثمَّ تعمّد أَن يقرأه مِنْ آخِره إِلَى أَوله فَهَذَا النَّكْسُ
الْمنْهِي عَنهُ، وإِذا كرِهنا هَذَا فَنحْن للنَّكْسِ مِن آخر السورةِ
إِلَى أَولهَا أشدُّ كَرَاهَة، إِن كَانَ ذَلِك يكون.
وَقَالَ شمر: النَّكْسُ فِي أَشْيَاء. وَمَعْنَاهُ يَرْجع إِلَى قلبِ
الشَّيْء وردِّه وجعلِ أَعْلَاهُ أسفلَه، ومقدَّمِه مؤخَّرَه.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: نكَسْتُ فلَانا فِي ذَلِك الْأَمر أَي رَدَدتُه
فِيهِ بَعْدَمَا خرج مِنْهُ.
وَقَالَ شمر: النُّكَاسُ: عوْدُ الْمَرِيض فِي مَرضه بعد إِفراقِه.
وَقَالَ أُميَّة بن أبي عائذٍ الْهُذلِيّ:
خَيَالٌ لِزَيْنَبَ قَدْ هَاجَ لي
نُكاساً مِنَ الحُبِّ بَعْدَ انَدِمَالِ
قَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى: {ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَى
رُءُوسِهِمْ} يَقُول: رجعُوا عَمَّا عرفُوا من الْحجَّة لإِبْرَاهِيم
عَلَيْهِ السَّلَام.
وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَلاَ يَرْجِعُونَ وَمَن نّعَمِّرْهُ
نُنَكِّسْهُ فِى الْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ} (يس: 68) .
قَالَ أَبُو إِسحاق: مَعْنَاهُ: مَن أطلْنا عُمْرَه نكَّسْنا خلقه،
فَصَارَ بدلُ الْقُوَّة الضعفَ وبدلُ الشَّبَاب الهرمَ.
وَقَالَ الْفراء: قرأَ عاصمٌ وَحَمْزَة: {نُنَكِّسْه فِي الخَلْقِ
وَقَرَأَ أهل الْمَدِينَة: نَنْكُسْهُ بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ
قَتَادَة: هُوَ الهرمُ.
وَقَالَ شمر: يُقَال: نكَّسَ الرجلُ إِذا ضَعُف وَعجز.
وأنشدني ابْن الْأَعرَابِي فِي الانتكاس:
وَلَمْ يَنْتَكِسْ يَوْماً فَيُظْلِمَ وجْهُهُ
لِيمَرَضَ عَجْزاً أَوْ يضارعَ مَأثما
(10/43)
أَي لم ينَكِّسْ رأْسَهُ لأمر يأنف مِنْهُ.
قَالَ: ونكَسَ رأسَه إِذا طأطأَه من ذُلَ وَأنْشد:
وإِذا الرِّجَالُ رَأَوْا يَزِيدَ رَأَيتَهُمْ
خُضْعَ الرِّقَابَ نَوَاكِسَ الأبْصَارِ
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا كَانَ الفِعْل لغير الْآدَمِيّين جُمِع عَلَى
فواعل لِأَنَّهُ لَا يجوز فِيهِ مَا يجوز فِي الْآدَمِيّين منَ الْوَاو
وَالنُّون فِي الِاسْم وَالْفِعْل فضارَعَ الْمُؤَنَّث، تَقول: جِمالٌ
بَوَازلُ وعَوَاضِهُ، وَقد اضطُر الفرزدق فَقَالَ:
خُضْعَ الرِّقابِ نَوَاكِسَ الْأَبْصَار
لِأَنَّك تَقول: هِيَ الرِّجَال، فشُبِّه بالجِمال.
(قلت) : وروى أَحْمد بن يحيى هَذَا الْبَيْت:
... نَوَاكِسي الأبصَارِ
وَقَالَ: أَدخل الْيَاء لِأَنَّهُ رَدَ النوَاكِس إِلَى الرِّجَال
وإِنما كَانَ وإِذا الرِّجَال رأيتَهم نواكِسَ أبصارُهم، فَكَانَ
النواكِسُ للأبصار فنُقِلت إِلَى الرِّجَال، فَلذَلِك دخلت الْيَاء،
وَإِن كَانَ جَمعَ جمْع، كَمَا تَقول: مَرَرْت بِقوم حَسَنِي
الْوُجُوه، وحِسانٍ وجوهُهم، لما جعلتهم للرِّجَال جئتَ بِالْيَاءِ،
وَإِن شئتَ لم تأتِ بهَا. قَالَ: وَأما الْفراء وَالْكسَائِيّ
فَإِنَّهُمَا رويا الْبَيْت: نواكِسَ الْأَبْصَار. بِالْفَتْح، أقرَّا
نواكسَ على لفظ الْأَبْصَار.
قَالَ: والتذكيرُ: ناكِسِي الْأَبْصَار.
وَقَالَ الْأَخْفَش: يجوز نواكِسِ الْأَبْصَار بِالْجَرِّ لَا
بِالْيَاءِ كَمَا قَالُوا جُحْرُ ضَبَ خَرِبٍ.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : النِّكْسُ من السِّهَام: الَّذِي
يُنكَس فيُجْعل أَعْلَاهُ أَسْفَله، وأنشدني الْمُنْذِرِيّ للحطيئة:
قَدْ ناضَلونَا فَسَلّوا مِن كِنَانتهمْ
مَجْداً تليداً وعزًّا غَيرَ أَنكاس
قَالَ: الأنكاس: جمْع النِّكْس من السِّهَام، وَهُوَ أضعفها. قَالَ:
وَمعنى الْبَيْت: أَن الْعَرَب كَانُوا إِذا أسرُوا أَسِيرًا خيَّرُوه
بَين التخلِية وجزِّ الناصية أَو الأسْرِ. فَإِن اخْتَار جز الناصية
جَزُّوها وخلَّوا سَبيله، ثمَّ جعلُوا ذَلِك الشَّعر فِي كِنانتهم،
فإِذا افتخرُوا أَخْرجُوهُ وأَرَوْه مَفاخرَهم.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ: الكُنُس: والنُّكُس ميادين
بقر الوحْش، وَهِي مأواتها.
قَالَ: والنُكُسُ: المُدْرَهِمُّون من الشُّيُوخ بعد الْهَرم.
نسك: قَالَ اللَّيْث: النُّسْك: الْعِبَادَة، رجل ناسكٌ: عابدٌ، وَقد
نسَكَ ينسُكُ نسْكاً.
(10/44)
قَالَ: والنُسْكُ: الذَّبِيحَة، يَقُول: من
فعل كَذَا وَكَذَا فعَليه نسْكٌ أَي دَمٌ يهرِيقه بِمَكَّة، واسمُ
تِلْكَ الذَّبِيحَة: النسيكة، والمنسك: الموضعُ الَّذِي يذبحُ فِيهِ
الذبائحُ.
قَالَ: وَالمَنْسَك: النُّسْك نَفسه.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ: النُّسُك: سَبائك الْفضة،
وكل سبيكةٍ مِنْهَا: نسيكة، وَقيل للمتعبِّد: ناسِكٌ، لِأَنَّهُ خلَّص
نَفسه وصفَّاها من دنَسَ الآثام كالسبيكة المخلَّصة مِن الخبَثِ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: قرىء: لِكلِّ أمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً}
(الْحَج: 34) و (منسِكاً) .
وَقَالَ: والمنْسَك فِي هَذَا الْموضع يَدُل على معنى النَّحْر
كَأَنَّهُ قَالَ: جعلنَا لكل أُمَّةٍ أَن تتقرَّب بِأَن تذبحَ الذبائحَ
لله.
قَالَ، وَقَالَ بَعضهم: المَنْسِكُ: الْموضع الَّذِي تُذبَح فِيهِ.
فَمن قَالَ: مَنسِكٌ فَمَعْنَاه مكانُ نُسْكٍ مثل مجلسٍ: مكانُ جُلُوس.
وَمن قَالَ: مَنسَكٌ فَمَعْنَاه المصْدر نحوُ النُّسُك والنُّسُوك.
شمرٌ: قَالَ النَّضر: نَسَكَ الرجل إِلَى طريقةٍ جميلَة أَي داوَم
عَلَيْهَا، ويَنْسُكون الْبَيْت: يأتونه.
قَالَ الفرّاء: المَنْسِك فِي كَلَام الْعَرَب الْموضع الْمُعْتَاد
الَّذِي يَعتادُه.
يُقَال: إِنَّ لفلانٍ مَنسِكاً يعتاده فِي خير كَانَ أَو غَيره، وَبِه
سُمِّيَت المَناسك.
ك س ف
كفس، كسف، سكف، سفك: (مستعملة) .
كفس: (ابْن دُرَيد) : الكَفَسُ: الحَنَفُ، وَقد كَفِسَ كفَساً.
قَالَ الْأَزْهَرِي: وَلم أسمعهُ لغيره.
كسف: قَالَ اللَّيْث: الكَسْفُ: قطْع العُرقوب. يُقَال: استَدبر فرسَه
فكسَف عُرْقوبيْه.
قَالَ: وكَسَفَ القمرُ يَكسِف كُسوفاً، وَكَذَلِكَ الشَّمْس.
قَالَ: وبعضٌ يَقُول: انكسفَ وَهُوَ خطأٌ.
(قلت) : ورَوى يحيى القطَّان، عَن عبد الْملك ابْن أبي سُلَيْمَان عَن
عطاءٍ، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: انكَسفت الشَّمْس على عهْد رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حديثٍ طَوِيل، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ
أَبُو عبيد: انكسفَتْ.
وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا
زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} (الْإِسْرَاء: 92) .
الكِسْفُ، والكِسَف: وَجْهان، والكسَف: جِماعُ كِسْفة.
سمعْت أعرابيّاً يَقُول: أَعْطِنِي كِسْفةً، يُرِيد قِطعةً كَقَوْلِك:
خِرقةً، وكِسف: فِعْلٌ. وَقد يكون الكِسْف جِماعاً للكِسْفة مِثل
دِمْنةٍ ودِمْنٍ.
(10/45)
وَقَالَ الزّجاج: فِي قَوْله: {أَوْ
تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} (الْإِسْرَاء:
92) ، و (كِسْفاً) ، فَمن قَرَأَ كِسَفاً جعلهَا جمعَ كِسْفة، وَهِي
القِطعة. وَمن قَرَأَ: كِسْفاً قَالَ: أَو تُسْقِطها طَبَقاً علينا،
واشتقاقُه من كسفْت الشيءَ إِذا غطَّيتَه.
(الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت) قَالَ: وَيُقَال: كسَفَ أَمَلُه،
فَهُوَ كاسفٌ إِذا انْقَطع رجاؤه مِمَّا كَانَ يأْمُل وَلم يَنبسِطْ.
قَالَ أَبُو الْفضل: وسألْتُ أَبَا الْهَيْثَم عَن قَوْلهم: كسفتُ
الثوبَ أَي قطَعته. فَقَالَ: كلُّ شيءٍ قطعته فقد كسفتَه.
قَالَ، وَيُقَال: كَسفَتِ الشمسُ إِذا ذهب ضوءُها، وكسَف الْقَمَر إِذا
ذهب ضوءُه، وكسَف الرَّجلُ إِذا نَكَسَ طرْفَه، وكسفَت حالُه إِذا
تغيرَتْ.
قَالَ: وكسَفت الشمسُ وخسَفَت بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ شمرٌ: قَالَ أَبُو زيد: كسفَت الشمسُ تَكسِفُ كسوفاً إِذا
اسْودَّت بِالنَّهَارِ، وكسفَت الشمسُ النُّجومَ إِذا غَلَبَ ضوءُها
النجومَ فَلم يَبْدُ مِنْهَا شيءٌ، والشمسُ حِينَئِذٍ كاسِفَةٌ للنجوم.
قَالَ جريرٌ:
فالشمسُ طَالعةٌ لَيست بكاسفةٍ
تَبْكِي عليكَ نجومَ اللَّيْل والقَمرا
قَالَ. وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا طالعةٌ تبْكي عَلَيْك ولمْ تَكْسف النجومَ
وَلَا القمرَ لِأَنَّهَا فِي طُلُوعهَا خاشعةٌ لَا نُورَ لَهَا.
قَالَ: وَتقول: خَشَعَت الشَّمْس وكسَفَتْ وَخسَفَتْ بِمَعْنى وَاحِد.
وَرَوَاهُ اللَّيْث:
الشمسُ كاسفةٌ ليستْ بِطَالعةٍ
تَبْكي عليكَ نجومَ اللَّيْل والقمرا
وَقَالَ: أَرَادَ مَا طلعَ نجْمٌ وَمَا طلع الْقَمَر، ثمَّ صرَفه
فنصَبَه، وَهَذَا كَمَا تَقول: لَا آتِيك مَطْرَ السماءِ: أَي مَا
مَطَرتْ السَّمَاء، وطلوعَ الشَّمْس أَي مَا طلَعَت الشمسُ، ثمَّ
صرَفْته فنصَبَتْه.
قَالَ شمر: سَمِعت ابْن الأعرابيّ يَقُول فِي قَوْله:
تَبكي عليكَ نجومَ اللَّيْل والقمرا
أَي مَا دامتِ النجومُ وَالْقَمَر. وحُكِيَ عَن الْكسَائي مِثلُهُ.
قَالَ: وَقلت للفراء: إِنَّهُم يَقُولُونَ فِيهِ: إِنَّه على معنى
المُغالبة: باكَيْتُه فبكَيتُه، فالشمس تغلبُ النجومَ بكاء فقالَ: إنَّ
هَذَا الْوَجْه حَسَنٌ، فقلتُ: مَا هَذَا بحَسَن وَلَا قريبٍ مِنْهُ.
وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ كاسِفُ الْوَجْه: عابسٌ من سوء الْحَال.
يُقَال: عَبَسَ فِي وجْهِي وكَسَف كسوفاً.
(عَمْرو عَن أَبِيه) : يُقَال لِخرَق الْقَمِيص قبل أَن يُؤَلَّفَ:
الكِسَف والكِيَف والخِدَف واحدتُها كِسْفةٌ وكِيفَةٌ وخِدْفةٌ.
(10/46)
قَالَ شمر: الكُسوفُ فِي الوجْهِ:
الصُّفرةُ والتغير، ورجلٌ كاسِفٌ: مهمومٌ تغير لوُنه وهُزِلَ من
الحُزْن، وكَسَفَ: ذهب نُورُه، وتغيَّر إِلَى السَّوَادِ، قَالَه ابْن
شُمَيْل.
وَقَالَ أَبُو زيد: كَسَفَ بالهُ إِذا حَدَّثَتهُ نَفسه بالشَّرِّ،
قَالَ أَبُو ذُؤَيب:
يَرْمي الغُيُوبَ بعينيْهِ، ومَطْرِفُهُ
مُغضٍ كَمَا كَسفَ المستَأْخِذُ الرَّمِدُ
وَقيل: كُسُوفُ باله: أَن يضيقَ عَلَيْهِ أَمله.
سكف: قَالَ اللَّيْث: الأُسكُفَّةُ: عَتَبَةُ الْبَاب الَّتِي يوطأُ
عَلَيْهَا. والإسكافُ: مصدرُه السِّكَافةُ، وَلَا فِعلَ لَهُ، وَهُوَ
الأَسْكَفُ.
وَقَالَ النَّضر: أُسْكُفَّةُ الْبَاب: عَتبتُه الَّتِي تُوطَأُ،
والساكِف: أَعْلَاهُ الَّذِي يَدور فِيهِ الصائِرُ، والصائرُ: أَسْفلُ
طرَف الْبَاب الَّذِي يَدور أَعْلاه.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) قَالَ: أَسْكَفَ الرجلُ إِذا صَار
إِسكافاً.
قَالَ: والإسكافُ عِنْد الْعَرَب: كلُّ صانعٍ غيرِ مَن يعْمل
الْخِفافَ، فإِذا أَرَادوا معنى الإسكافِ فِي الحَضَر قَالُوا: هُوَ
الأَسْكَفُ. وَأنْشد:
وَضَعَ الأسكَفُ فِيهِ رُقَعاً
مِثل مَا ضَمَّدَ جَنْبَيْه الطَّحِلْ
(أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر) : الإسكافُ: الصَّانِع.
وَقَالَ الشماخ:
لم يَبْقَ إِلَّا منطقٌ وأطرافْ
وشَجَرَامَيْسٍ بَرَاها إِسكاف
ابْن السّكيت: جعل النجارَ إِسكافاً على التَّوَهُّم، أَرَادَ براها
النجار.
وَقَالَ شمر: سَمِعت ابنَ الْفَقْعَسِيِّ يَقُول: إنَّكَ لإسكافٌ
بِهَذَا الْأَمر أَيْ حاذِقٌ.
وَأنْشد:
حَتَّى طَوَيْناها كطيِّ الإسكاف
يصِفُ بِئْرا. قَالَ الإسكاف: الحاذقُ. وَيُقَال: رجلٌ إسكافٌ
وأُسكُوفٌ للخَفّافِ.
وَقَالَ أَبُو سعيد يُقَال: لَا أَتسكَّفُ لَك بَيْتا، مَأخوذٌ من
الأُسكُفَّةِ أَي لَا أَدخلُ لَهُ بَيْتا.
وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:
تُجِيلُ عَينْاً حالكاً أُسْكُفُّها
قَالَ: أُسكفُّها: منَابتُ أَشْفارِها. وَأنْشد:
حَوراء فِي أُسكُفِّ عَينيها وَطَفْ
وَفِي الثَّنايا البِيضِ مِن فيهَا رَهَفْ
قَالَ: رَهَف: رِقة.
سفك: قَالَ اللَّيْث السَّفْكُ: صَبُّ الدَّمِ، ونَثْرُ الكلامِ،
ورَجلٌ سَفَّاكٌ للدِّماءِ، سفَّاكٌ بالْكلَام يَسْفِكُ سَفْكاً.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : السُّفْكَة: مَا يُقَدَّمُ إِلَى
الضَّيف مِثْل اللُّمْجَةِ. يُقَال: سَفِّكُوه ولَمِّجُوه.
(10/47)
أَبُو زيد: مِن أَسمَاء النفْسِ:
السَّفُوكُ والجائشةُ والطَّمُوعُ.
ك س ب
كسب، كبس، سكب، سبك، بكس: (مستعملة) .
كسب: قَالَ اللَّيْث: الكَسْبُ: طلبُ الرِّزق، تَقول: فلانٌ يَكْسِبُ
أهلَه خيرا، ورجلٌ كَسُوبٌ.
قَالَ: وكَسَابِ اسْم للذئب. وَرُبمَا جَاءَ فِي الشِّعر كُسَيْباً.
قَالَ: وكَسَابِ من أَسمَاء إناث الْكلاب. والكُسْبُ: الكُنْجَارَقُ.
قَالَ: وبعضُ السَّوَادِيِّينَ يُسمُّونه الكُسْبَجَ.
قلت: الكُسْبَجُ مُعرَّبٌ، وَأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ كُشْب فقُلبت
الشين سيناً كَمَا قَالُوا: سَابُور، وَأَصله: شاه بُور أَي مَلِكُ
بورَ، وبور: الابْن بِلِسَان الفُرس والدَّشْتُ أُعرِب فَقيل:
الدَّسْتُ للصحراء.
وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: كلُّ النَّاس يَقُولُونَ: كَسَبكَ فلانٌ خيرا
إِلَّا ابْن الْأَعرَابِي فَإِنَّهُ يَقُول أَكْسبكَ فلانٌ خيرا.
كبس: فِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : جَاءَ فلانٌ مُكَبِّساً وكابساً
إِذا جَاءَ شادًّا، وَكَذَلِكَ جَاءَ مُكلِّساً. قَالَ: والأكْبَاسُ:
بيوتٌ من طينٍ، وَاحِدهَا: كِبْسٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: الكَبْسُ: طَمُّكَ حُفرةً بِتُرابٍ، كبسَ يكبِسُ
كبْساً. وَاسم التُّرَاب: الكِبْسُ. يُقَال: الهواءُ والكِبْسُ،
فالكِبْسُ: مَا كَانَ من نَحْو الأَرْض مِمَّا يَسُدُّ من الْهَوَاء
مَسَدًّا.
قَالَ: وَالْجِبَال الكُبَّسُ هِيَ الصِّلاب الشّدَادُ.
والأرنبةُ الكابِسَةُ: المُقْبِلَةُ على الشَّفَةِ العُليا، والناصِيةُ
الكابسةُ هِيَ المُقبلة على الْجَبْهَة، تَقول: جَبْهةٌ كَبَستها
الناصِيةُ، والتكبيس: الاقتحام على الشَّيْء تَقول: كَبَّسُوا
عَلَيْهِم.
قَالَ: وكابوسٌ كلمة يُكنَى بهَا عَن البُضْع، يُقَال: كبَسَها إِذا
فعلَ بهَا مرَّة.
(عَمْرو عَن أَبِيه) : الكابوسُ: النِّيدِلاَنُ وَهُوَ الباروكُ
والجاثومُ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) ، قَالَ: الكِبْسُ: الكَنْزُ.
والكِبْسُ. الرَّأْس الْكَبِير.
وَقَالَ اللَّيْث: الكِبَاسَةُ: العِذْقُ التامُّ بِشمارِيخِهِ
وبُسْرِه.
قَالَ: وعامُ الكَبِيسِ فِي حِسَاب أهل الشَّام المأْخوذ من أهل الرّوم
كل أَربع سِنِين يزِيدُونَ فِي شهر شُبَاط يَوْمًا وَفِي ثَلَاث سِنِين
يعدُّونه ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا، يقوِّمُون بذلك كسور حِسَاب
السّنة، يسمُّون الْعَام الَّذِي يزِيدُونَ فِيهِ ذَلِك الْيَوْم عامَ
الكَبِيسِ.
وَقَالَ غَيره: رجلٌ كُبَاسٌ وَهُوَ الَّذِي إِذا سَأَلته حَاجَة
كَبَسَ برأسِه فِي جيب قَمِيصه.
(10/48)
يُقَال: إِنَّه لكُباسٌ غير خُباسٍ.
وَقَالَ الشَّاعِر يمدح رجلا:
هُو الرُّزءُ المُبَيّنُ لاَ كُباسٌ
ثقيلُ الرَّأسِ يَنْعِقُ بالضَّئِينِ
وَقَالَ شمر: الكُبَاسُ: الذَّكَرُ، وَأنْشد قَول الطِّرِمَّاح:
وَلَو كُنْتَ حُرّاً لم تَنَمْ لَيْلَةَ النَّقَا
وجِعْثِنُ تُهْبَى بالكُبَاسِ وبالْعَردِ
تُهْبَى: يُثار مِنْهَا الغبارُ لشدَّة الْعَمَل بهَا.
وَقَالَ شمرٌ: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رجلٌ كُباسٌ: عَظِيم الرَّأْس.
وَقَالَت خنساءُ:
فذاكَ الرُّزْءُ عَمْرُكَ لاَ كُباسٌ
عظيمُ الرأْسِ يَحْلُمُ بالنَّعِيقِ
قَالَ: والكُبَاسُ: الَّذِي يَكْبِسُ رَأسه فِي ثِيَابه وينام.
ورُوِي عَن عَقِيل بن أبي طَالب أَنه قَالَ: إِن قُريشاً أَتَت أَبَا
طَالب فَقَالَت لَهُ: إِن ابْن أَخِيك قد آذَانا فانْههُ عَنَّا.
فَقَالَ: يَا عَقيلُ انْطلق فأْتني بمحمدٍ فانطلقتُ إِلَيْهِ فاستخرجته
من كِبْسٍ.
قَالَ شمر: من كِبسٍ أَي من بَيت صَغِير، والكِبْسُ اسْم لما كُبِسَ من
الْأَبْنِيَة، يُقَال: كِبسُ الدَّار، وكِبسُ الْبَيْت، وكلُّ بنيانٍ
كُبِسَ، فَلهُ كِبْسٌ. قَالَ العجاج:
وإنْ رأَوْا بُنْيَانَهُ ذَا كِبْسِ
تطارَحُوا أركانهُ بالرّدْسِ
والكابسُ من الرِّجال: الكابسُ فِي ثَوْبه المُغَطَّى بِهِ جسده
الداخلُ فِيهِ.
قَالَ شمر: وَيجْعَل الْبَيْت كِبْساً لما يُكْبَسُ فِيهِ أَي يدْخل
كَمَا يَكْبِسُ الرجلُ رَأسه فِي ثَوْبه، وَيُقَال رأسٌ أَكْبَسُ إِذا
كَانَ مستديراً ضخماً، وهامةٌ كَبْساءُ وكُباسٌ، ورجلٌ أكْبَسُ بَيِّنُ
الكَبَسِ إِذا كَانَ ضخم الرَّأْسِ، وَيُقَال: قِفافٌ كُبْسٌ إِذا
كَانَت ضِعافاً.
قَالَ العجاج:
وُعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبسَا
سكب: قَالَ اللَّيْث: السَّكْبُ: صَبُّ الماءِ. يُقَال: سَكَبْتُ
الماءَ فانْسَكَبَ، ودَمْعٌ سَاكِبٌ. وَأهل الْمَدِينَة يَقُولُونَ:
اسْكُبْ عَلَى يَدِي.
قَالَ: والسَّكْبَة: الكُرْدَةُ العُليا الَّتِي يُسْقَى مِنْهَا
كُرْدُ الطبَابةِ من الأَرْض، والسَّكْبُ: ضربٌ من الثِّياب رقيقٌ
كَأَنَّهُ غبارٌ من رِقَّتِه، وَكَأَنَّهُ سَكْبُ ماءٍ من الرِّقة.
والسَّكْبَةُ من ذَلِك اشتُقت. وَهِي الخِرْقَةُ تُقَوَّرُ لِلرأْسِ
تُسمِّيها الفُرْسُ: الشَّسْتَقَةَ.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) ، قَالَ: السَّكَبُ: ضربٌ من
الثِّيَاب، مُحَرَّكُ الْكَاف.
قَالَ: والسَّكَبُ: الرَّصاصُ.
ورَوَى ابْن الْمُبَارك عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن
عُرْوَة عَن عَائِشَة أنَّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله كَانَ
يُصَلِّي فِيمَا بَين
(10/49)
العِشاء إِلَى انصداع الْفجْر إِحْدَى
عشرَة رَكْعَة، فَإِذا سَكَب المؤذّن بِالْأولَى من صَلَاة الْفجْر
قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خفيفتين.
قَالَ سُوَيد: سَكَبَ يُرِيد: أَذَّن، وَأَصله من سَكَبَ الماءَ،
وَهَذَا كَمَا يُقَال: أَخَذَ فِي خُطْبَةٍ فَسَحَلها.
(أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي) : من نباتِ السَّهل: السكَبُ.
وَقَالَ غَيره: السَّكَبُ: بَقلةٌ طيِّبة الرّيح، لَهَا زهرةٌ صفراءُ.
وَهِي من شجرِ القيظ. والإِسْكابَةُ: خشبةٌ على قدرِ الفَلْسِ إِذا
انشقَّ السقَاء جعلوها عَلَيْهِ ثمَّ صرُّوا عَلَيْهَا بسيرٍ حَتَّى
يَخْرُزُوهُ مَعَه فَهِيَ الإسْكابةُ.
يُقَال: اجعلْ لي إِسْكابَةً فيتخذ ذَلِك.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : فرسٌ سَكْبٌ إِذا كَانَ جواداً.
وَكَذَلِكَ فرسٌ فيْضٌ وبَحْرٌ وغَمْرٌ، وغُلاَمٌ سَكْبٌ إِذا كَانَ
خَفِيف الرّوح نشيطاً فِي عمله.
وَيُقَال: هَذَا أمرٌ سَكْبٌ أَي لَازم.
وَيُقَال: سُنَّةٌ سَكْبٌ.
وَقَالَ لَقِيط بن زُرَارَة لِأَخِيهِ مَعْبَدٍ لمّا طلب إِلَيْهِ أَن
يَفْدِيَهُ بمائتين من الْإِبِل، وَكَانَ أَسِيرًا: مَا أَنَا بِمُنْطٍ
عَنْك شَيْئا يكونُ على أهلِ بَيْتك سُنَّةً سَكباً، وتدْرَبُ النَّاس
لَهُ بِنَا دَرْباً.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للسكَّةِ من النَّخلِ: أُسْكُوبٌ
وأُسْلُوبٌ، فإِذا كَانَ ذَلِك من غيرِ النَّخلِ قيل لَهُ: أُنْبُوبٌ
ومِدَادٌ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا رَوَى شمر عَنهُ يُقَال: ماءٌ
أُسْكُوبٌ، وسَحَابٌ أُسْكُوبٌ.
وَأنْشد:
بَرْقٌ يُضِيءُ خلالَ البَيتِ أُسْكُوبُ
سبك: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: السَّبْكُ: تَسبيكُ السَّبِيكةِ من
الذَّهبِ والفضةِ تُذَابُ فَتُفْرَغُ فِي مِسْبَكَةٍ من حديدٍ
كَأَنَّهَا شِقّ قَصَبَةٍ.
بكس: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : بَكَسَ خَصْمَه إِذا قهره.
قَالَ: والبُكْسَة: خَزَفَةٌ يُدَوِّرُها الصِّبيان، ثمَّ يَأْخُذُونَ
حجرا فيُدَوِّرُونَهُ كأنَّه كُرَةٌ، ثمَّ يتقامرونَ بهما، وَتسَمى
هَذِه اللعبةُ الكُحَّةَ.
وَيُقَال لهَذِهِ الخَزَفَةِ أَيْضا: التُّونُ والآجُرّةُ.
ك س م
كسم، كمس، سمك، سكم، مسك، مكس: (مستعملة) .
سمك: قَالَ اللَّيْث: السّمَكُ الواحدةُ: سمكةٌ. قَالَ: والسَّمَكةُ:
بُرْجٌ فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ: الْحُوت. قَالَ. والسِّمَاكُ: مَا
سمكْتَ بِهِ حَائِطا أَو سقفاً، والسقْف يُسمى سَمْكاً، وَالسَّمَاء
مَسموكةٌ، أَي مَرْفُوعَة كالسَّمْكِ.
وَجَاء فِي حَدِيث عليَ: (اللهمَّ بارِىءَ المَسْمُوكاتِ السَّبْعِ
ورَبَّ المَدْحُوَّاتِ) ،
(10/50)
والمَسْمُوكاتُ: السمواتُ السبعُ،
والمَدْحُوَّاتُ: الأرَضُونَ، وسَنَامٌ سَامِكٌ تَامِكٌ: مرتفعٌ
تَارٌّ، والسِّمَاكانِ: نَجْمَان، أَحدهمَا: الأعزل، وَالْآخر:
الرَّامِحُ، وَالَّذِي هُوَ من منَازِل الْقَمَر: الأعزلُ، وَبِه
يَنزِلُ القمرُ، وَهُوَ شآمٍ. وسُمِّي أعزلَ لِأَنَّهُ لَا شيءَ بَين
يَدَيْهِ من الْكَوَاكِب؛ كالأعزل الَّذِي لَا رُمْحَ مَعَه.
وَيُقَال: سُمِّي أعزلَ لِأَنَّهُ إِذا طلعَ لَا يكونُ فِي أيامهِ ريحٌ
وَلَا بردٌ، هُوَ أعزلُ مِنْهَا.
والسّمْكُ: القامةُ من كل شَيْء بعيدٍ طَوِيل السَّمْكِ. قَالَ ذُو
الرُّمَّة:
نَجَائِبَ من نِتَاجِ بني غُرَيْرٍ
طِوَالَ السّمْكِ مُفْرَعَةً نِبَالاَ
والمِسْماكُ: عمودٌ من أعمدةِ الخِباء، وَمِنْه قَول ذِي الرُّمَّة:
كأَنَّ رجليهِ مِسْماكانِ من عُشَرٍ
سَقْبَانِ لم يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ
كسم: قَالَ اللَّيْث: الكَيْسُومُ: الكثيرُ من الْحَشِيش.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : الكَسْمُ: الكَدُّ على الْعِيَال من
حرامٍ أَو حَلَال.
وَقَالَ: كَسَمَ وكسَب: واحدٌ.
وَأنْشد:
وحامِلُ القِدْرِ أَبُو يَكْسُومِ
يُقَال: جَاءَ يَحْمِلُ القِدْرَ إِذا جَاءَ بالشَّرِّ.
ابْن دُرَيْد الكَسْمُ: فَتُّكَ الشيءَ بِيَدِك، وَلَا يكون إلاّ من
شيءٍ يَابِس، كسَمْتُه كسَمْاً.
وكَيْسَم: أَبُو بَطْن من الْعَرَب.
وَقَالَ إِسْحَاق بن الفرجِ قَالَ الْأَصْمَعِي: الأكاسِمُ: اللُّمَعُ
من النَّبْتِ المتراكِبَةُ.
يُقَال: لُمْعَةٌ أكْسُومٌ أَي متراكمة.
وَأنْشد:
أكاسِماً للطَّرْفِ فِيهَا مُتّسَعْ
وللأبُول الآبل الطبِّ فَنَعْ
وَقَالَ غَيره: رَوْضةٌ أُكْسُومٌ ويَكْسومٌ أَي نَدِيَةٌ كثيرةٌ،
وأَبُو يَكْسوم من ذَلِك، وكَيْسومٌ: فَيْعُولٌ مِنْهُ.
كمس: (قلتُ) : لم أجدْ فِيهِ من مَحْضِ كَلَام الْعَرَب وصريحه شَيْئا.
وَأما قَول الأطباءِ فِي الكيْمُوسَاتِ: إِنَّهَا الطبائعُ الأربعُ
فَلَيْسَتْ من لغاتِ الْعَرَب، وأحسبها يونانية.
مسك: (ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : المَسْكُ الجِلدُ.
قَالَ: وَالْعرب تَقول: نَحن فِي مُسوكِ الثعالِبِ إِذا كَانُوا
مذعورين. وَأنْشد الْمفضل:
فيَوْماً تَرَانَا فِي مُسُوك جيَادِنَا
وَيَوْماً تَرَانا فِي مُسُوك الثعالب
وَقَوله: فِي مُسُوك جيادِنا مَعْنَاهُ أَنّا أُسِرْنا فكُتِّفنَا فِي
قِدَ قُدَّ مِن مَسْك فرس ذُبِحَ أَو
(10/51)
أُصِيب فِي الْحَرْب فمَات فقُدَّتْ مِن
مسكه سيورٌ غُلّوا بهَا وأسِروا.
وَقَالَ غَيره: معنى قَوْله فِي مسوك جيادنا أَي على مسوك جيادنا أَي
تَرَانَا فُرْسَاناً نغير على أَعدائنا، ثمَّ يَوْمًا تَرَانَا
خَائِفين غير آمِنين.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَسَكُ: الذَّبْلُ مِن العَاج كَهَيئَةِ
السِّوار تَجْعَلهُ المرأَةُ فِي يَديهَا فَذَلِك المَسَكُ، والذبلُ:
الْقُرُون. فَإِن كَانَ من عاج فَهُوَ مَسَكٌ وعاجٌ ووقْفٌ، وَإِذا
كَانَ مِن ذَبْل فَهُوَ مَسَك لَا غير.
(أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو) : المَسَك: مثل الأسْوِرة من قرونٍ أَو
عاج. وَقَالَ جريرٌ:
ترى العَبَسَ الْحَوْلِيَّ جَوناً بكُوعها
لهَا مَسَكاً مِن غير عاج وَلَا ذَبْلِ
وَقَالَ اللَّيْث: المِسْكُ: معروفٌ إلاَّ أَنه لَيْسَ بعربي مَحْض.
(ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي) : قَالَ المِسْكُ: الطِّيبُ، وأَصله
مِسكٌ محركة.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(خذي فِرْصَةً فتمَسَّكي بهَا) . قَالَ بَعضهم: تمسَّكي أَي تطيَّبي
مِنَ الْمسك.
وَقَالَت طائفةٌ: هُوَ مِن التمسُّك بِالْيَدِ.
قَالَ اللَّيْث: سِقَاءٌ مَسِيكٌ: كثيرُ الأخذِ للْمَاء.
وَيُقَال: فِي فلانٍ إِمْسَاكٌ ومَسَاكٌ ومِسَاكٌ ومَسَكةٌ، كلُّ ذَلِك
مِن الْبُخْل والتمسك بِمَا لَدَيْهِ ضَنًّا بِهِ.
قَالَ: والمُسْكَةُ مِن الطَّعَام والشرابِ: مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ،
تقولُ: أَمسكَ يُمسكُ إِمساكاً. والتَّمسُّكُ: استمساكُكَ بالشَّيْء.
تقولُ: مَسَكْتُ بِه، وتمسَّكتُ بِهِ واستمْسكت بِهِ. وَقَالَ أَبُو
الْعَبَّاس:
صبحتُ بهَا القَوْمَ حتَّى امتسكْ
تُ بِالْأَرْضِ أَعْدِلُها أَنْ تَميلاَ
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله أَنه قَالَ: (لَا
يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ بشيءٍ فَإِنِّي لَا أُحِلُّ إلاّ مَا أَحَلَّ
الله، وَلَا أحرِّمُ، إلاَّ مَا حرَّمَ الله) قَالَ الشَّافِعِي،
مَعناهُ إنْ صَحَّ أَن الله تَعَالَى أَحَلَّ للنَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم أَشْيَاء حظرها على غَيره من عدد النِّسَاء، والموهوبة
وَغير ذَلِك وَفرض عَلَيْهِ أَشْيَاء خففها عَن غَيره فَقَالَ: لَا
يمسكن الناسُ عليَّ بشيءٍ يَعْنِي بِمَا خُصِصْت بِهِ دونهم، فَإِن
نِكَاحي أكثرَ من أَربع لَا يحل لَهُم أَن يبلغوه لِأَنَّهُ انْتهى بهم
إِلَى أَربع، وَلَا يجب عَلَيْهِم مَا وَجب عليَّ من تَخْيِير
نِسَائِهِم لِأَنَّهُ لَيْسَ بفَرْضٍ عَلَيْهِم.
وَقَالَ اللَّهُ جلَّ وعزَّ: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ}
(الْأَعْرَاف: 170) قَرَأَ عاصمٌ (يُمْسِكون) بِسُكُون الْمِيم، وسائرُ
القُرَّاء (يمسِّكون) بالتَّشْديد، وَأما قَوْله: {أُجُورَهُنَّ وَلاَ
تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ} (الممتحنة: 10) فإنّ
(10/52)
َ أَبا عَمْرو وابنَ عَامرٍ ويْعقُوبَ
الحَضْرَمِيَّ قَرَأُوا: (وَلاَ تُمَسِّكُوا) بتَشْديد السِّين خففها
البَاقُونَ وَمعنى قَوْله: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ}
(الْأَعْرَاف: 170) أَي يُؤمنُونَ بِهِ ويحكمونَ بِمَا فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو زيد: مسَّكتُ بالنَّار تمسيكاً، وثقَّبْتُ بهَا تثقيباً،
وَذَلِكَ إِذا فحصت لَهَا فِي الأَرْض ثمَّ جَعلتَ عَليها بعْراً أَو
خشباً أَو دفنتها فِي التُّرَاب.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: المَسَكُ: الواحدةُ: مَسَكةٌ، وَهُوَ أَن يحفِرَ
الْبِئْر فِي الأَرْض فَيبلغ الموضعَ، الَّذِي لَا يحتاجُ إِلى أَنْ
يطوى فيقالُ: قد بلُغوا مَسَكةً صُلْبةً، وإنَّ بِئَارَ بني فُلاَنٍ
فِي مَسَكٍ، وَأنْشد:
اللَّهُ أَرْوَاكَ وعَبْد الجَبَّارْ
ترسُّمُ الشَّيخِ وضَرْبُ المنقارْ
فِي مَسَك لَا مُجْبِلٍ وَلاَ هَارْ
والعربُ تَقول: فلَان حَسَكَةٌ مَسَكَةٌ أَي شُجَاعٌ كأَنهُ حَسَكٌ فِي
حَلْق عَدوِّه، وَوصف بَعضهم بَلحَارثِ بن كَعْبٍ فَقَالَ: حَسَكٌ
أَمْراسٌ ومَسَكٌ أَحَمَاسٌ، تَتَلظِّى المنايَا فِي رِماحهم، وَأما
المَسَكةُ والمسيكُ فالرجلُ البخيلُ، قَالَ ذَلِك ابْن السكِّيت،
وَفُلَان لَا مُسْكَة لَهُ أَي لَا عقل لَهُ، وَمَا بفلان مُسكة أَي
مَا بِهِ قُوَّة وَلَا عقلٌ.
وَيُقَال: بَيْننَا مَاسكةُ رَحِم، كَقَوْلِك: ماسّةُ رحم، وواشِجَة
رحمٍ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الماسكةُ: الجلدةُ الَّتِي تكون على رأْس
الْوَلَد وعَلى أَطْرَاف يَدَيْهِ فَإِذا خرج الْوَلَد من الماسكة
والسَّلَى فَهُوَ بقيرٌ، وَإِذا خرج الْوَلَد بِلَا ماسكة وَلَا سَلًى
فَهُوَ السَّلِيل.
والمُسْكان: العُرْبَانُ، وَيجمع مَسَاكِين، يُقَال: أعْطه المسكان.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأرضُ: مَسَكٌ وطرائقُ، فمسكةٌ كَذَّانَهٌ،
ومسكةٌ مُشاشةٌ، ومَسكةٌ حجارةٌ، ومُسكةٌ لينةٌ، وَإِنَّمَا الأرضُ
طرائقُ، فكلُّ طَريقَة: مسكةٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِذا كَانَ الفرسُ محجَّل الْيَد والرِّجل من
الشقِّ الْأَيْمن. قَالُوا: هُوَ مُمْسَك الأيامنِ مطلقُ الأياسر، وهم
يكرهونه، فَإِذا كَانَ ذَلِك من الشِّقِّ الْأَيْسَر قَالُوا: هُوَ
مُمسكُ الأياسرِ مُطلق الأيامن، وهم يستحبُّون ذَلِك.
قَالَ: وكلُّ قائمةٍ بهَا بياضٌ فَهِيَ مُمسَكةٌ، والمطلقُ: كلُّ
قائمةٍ لَيْسَ بهَا وضَحٌ.
قَالَ: وقوْمٌ يجعلونَ الْبيَاض إِطلاقاً، وَالَّذِي لَا بَيَاض فِيهِ
إمْساكاً. وَأنْشد:
وَجَانبٌ أُطْلِقَ بالبياضِ
وَجَانبٌ أُمْسِكَ لَا بياضُ
وَفِيه مِن الاختِلاَف عَلَى القلْبِ كمَا وصفتُ فِي الإمْساك، وَفِي
صفة النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه بادن متماسك) أَرَادَ أَنه
مَعَ بدانته
(10/53)
متماسك اللحمِ لَيْسَ بمسترخيهِ وَلَا مُنفَضِجه.
وَالْعرب تَقول للتَّنَاهِي الَّتِي تمسكُ مَاء السَّمَاء: مَسَاكٌ
ومَسَاكةٌ ومَساكاتٌ، كلُّ ذَلِك: مسموعٌ مِنْهُم.
(أَبُو زيد) : المَسِيك من الأساقِي: الَّذِي يَحبِسُ المَاء فَلَا
ينضح، وأرضٌ مَسيكةٌ: لَا تُنَشِّفُ المَاء لصلابتها، وأرضُ مَسَاكٌ
أَيْضا.
وَيُقَال للرجلِ يكونُ مَعَ القومِ يَخُوضون فِي الْبَاطِل: إِن فِيهِ
لَمُسْكَةً عَمَّا هم فِيهِ.
مكس: قَالَ اللَّيْث: المَكْسُ: انتقاص الثّمن فِي البياعة، وَمِنْه
أُخِذَ المَكَّاسُ لِأَنَّهُ يستنقصه. وَأنْشد:
وَفِي كلِّ مَا بَاعَ امْرُؤ مَكْسُ دِرْهَم
أَي نقصُ دِرهم بعد وُجُوبِ الثَّمن.
وَقَالَ غَيره: المكْس: مَا يأخُذُهُ العَشَّارُ.
يُقَال: مَكَسَ فَهُوَ ماكسٌ إِذا أَخذ.
(أَبُو عبيد عَن أبي زيد) : المكْس: الجِبَايةُ.
يُقَال: مَكَسَه فَهُوَ ماكسٌ إِذا نقص.
وَقَالَ شمر: المكْسُ: النَّقْصُ كَمَا قَالَ اللَّيْث.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المكْسُ دِرهمٌ
كَانَ يَأخذُهُ المصدِّق بعد فَرَاغِهِ.
وَفِي الحَدِيث (لَا يَدخُل صَاحبُ مَكْسٍ الجَنّةَ) .
وَقَالَ الأصمعيّ: الماكسُ: العَشَّارُ، وَأَصله: الجِبايَةُ، وَأنْشد:
وَفِي كلِّ مَا بَاعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهم
سكم: مُهمل.
وَقَالَ الدُّرَيديُّ: السَّيْكمُ: الَّذِي يُقَارب خَطوَهُ فِي
ضَعْفٍ.
والسَّكْم: فِعْلٌ مُماتٌ. |