تهذيب اللغة (أَبْوَاب الشين وَالنُّون)
ش ن ف
شفن، شنف، نشف، نفش، فنش، فشن.
شنف، شفن: أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ: شَفَنتُ إِلَى الشَّيْءِ،
وشنَفتُ، إِذا نظرت إِلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فِي الشَّفْنِ والشنَفِ مِثله. وَأنْشد:
وقَرَّبُوا كُلَّ صِهْمِيمٍ مَناكِبُه
إِذا تَدَاكَأَ مِنهُ دَفعُهُ شَنَفَا
وَقَالَ الأخطل:
وإذَا شَفَنَّ إِلَى الطَّرِيقِ رَأَيْتَهُ
لَهَفاً كَشاكِلَةِ الحِصَانِ الأبلَقِ
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّطُونُ: الْغَيُورُ الَّذِي لَا يَفْتُرُّ بصرُه
عَن النّظَر من شِدَّة الْغَيرة والْحَذَرَ، وَأنْشد:
حِذَارهُ مُرْتَقِبٌ شَفُونَا
وَقَالَ العجاج:
أزمانُ غَرَّاءُ تروقُ الشُّنَّفَا
أَي تُعْجِبُ من نَظَر إِلَيْهَا.
وَفِي حَدِيث مُجالد بن مَسْعُود، أَنه نظر إِلَى الأَسْودِ بن سَريع
يَقُصُّ فِي نَاحيَة المَسْجد، فشَفَن النَّاسُ إِلَيْهِم.
قَالَ أَبُو عُبيد، قَالَ أَبُو زيد: الشَّفْنُ: أَنْ يَرْفَعَ
الإنْسان طَرْفَهُ ناظِراً إِلَى الشّيْء كالمتعجّبِ مِنْهُ، أَو
كالكارِهِ لَهُ، وَمثله: شَنَفَ.
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّنَفُ: شِدَّةُ الْبُغْضِ، يُقَال: شَنِفَهُ،
أَي أَبْغَضَهُ، وَأنْشد:
ولَنْ أَزَالَ وإنْ جَامَلْتُ مُحْتَسِباً
فِي غَيْرِ نَائِرَةٍ ضَبّاً لَهَا شَنِفَا
أَي مُبْغِضاً.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ قَالَ: الشَّنْفُ بفَتْحِ الشين: فِي
أَعْلَى الأُذن، والرَّعْثَةُ: فِي أَسْفَل الأُذُن، وَجمعه: شُنُوف.
وَقَالَ اللَّيْث: الشَّنْفُ: مِعْلاَقٌ فِي قُوفِ الأُذُن.
أَبُو عُبيد، عَن الأُمويّ: الشَّفْنُ، ساكِنُ الْفَاء: الكَيِّس.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشَّفْنُ: رَقِيبُ الْمِيراث.
عَمْرو، عَن أَبِيه: الشَّفْن: الانتِظَار، وَمِنْه قَول الْحسن:
(تَمُوتُ وتَتْرُكُ مالَكَ للشافِنِ) .
والشَّفْنُ: الْبُغْض.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَنِفْتُ: فَطِنْتَ، وَأنْشد فِي ذَلِك
قَوْله:
وتَقُولُ: قَدْ شَنِفَ الْعَدُوُّ فَقُلْ لهَا
مَا لِلْعَدُوِّ لغَيْرهَا لَا يَشنَفُ
أَبُو زيْد: من الشِّفاه والشَّنْفَاءُ، وَهِي
(11/257)
الْمُنْقَلبة الشفَةِ الْعليا من أَعْلَى،
وَالِاسْم الشَّنَفُ.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: شَنِفْتُ لَهُ وَعَدِيتُ لَهُ، إِذا
أَبْغَضْتَه.
قَالَ: وَيُقَال: مَالِي أراكَ شانِفاً عَنِّي وخَانِفاً، وقَدْ خَنَفَ
عَنِّي وَجْهَه، أَي صَرَفَه.
نفش: قَالَ اللَّيْث: النَّفْشُ: مَدُّك الصّوفَ حَتَّى يَنْتَفِشَ
بعضُه عَن بعض، وكلّ شَيْء ترَاهُ مُنْتَبِراً رِخْوَ الْجَوْفِ،
فَهُوَ مُنْتَفِشٌ ومُتَنَفِّشٌ. وَقد يُقَال: أَرْنَبَةٌ متنفِّشة،
إِذا انْبَسَطَت على الْوَجْه، وَقد تنَفّشَ الضِّبعَانُ، أَو بَعْض
الطّير، إِذا نَفَضَ رِيشه كأَنَّه يخَاف أَو يُرْعَد.
وَيُقَال: أَمَةٌ مُتَنَفِّشةٌ.
الحرانيّ، عَن ابْن السِّكيت، قَالَ: النَّفَش: أَنْ تنتشِرَ الإبلُ
باللَّيل فَتَرْعَى، وَقد أَنفَشتُها، إِذا أرسَلْتَها بِاللَّيْلِ،
فَتَرعَى بِلَا راعٍ وَهِي إبلٌ نُفَّاشٌ، وَأنْشد:
أجْرِسْ لَهَا يَا بْنَ أبي كِبَاشِ
فَمَا لَهَا اللَّيْلة من إنْفاش
غير السّرى وسائِقٍ نَجَّاش
إلاّ بِمَعْنى غير السُّرى كَقَوْلِه: {لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ
إِلاَّ اللَّهُ} (الْأَنْبِيَاء: 22) أَرَادَ غير الله.
قَالَ المنذريّ: أَخْبرنِي ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: قَالَ:
يُقَال: نفِشت الإبلُ تَنَفش ونفَشتْ تَنفُش، إِذا تَفَرَّقت، فرعت
بِاللَّيْلِ من غير عِلم راعيها، وَالِاسْم: النَّفَش، وَلَا يكون
إِلَّا باللَّيل، وَيُقَال: باتت غَنَمُه نَفَشا، وَهُوَ أَن تَفَرَّقَ
فِي المرْعى من غير علم صاحِبها، وَقد نَفِشتْ نَفَشا.
أَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي طَالب، أَنه قَالَ فِي قَوْلهم: إنْ لم
يكن شحمٌ فَنَفَشٌ، قَالَ: قَالَ ابْن الأعرابيّ مَعْنَاهُ: إِن لم يكن
فِعْلٌ فَرِياءٌ، قَالَ: والنَّفَش: الصُّوفُ.
فشن: قَالَ اللَّيْث: فَيْشون: اسمُ نَهر.
فنش: قَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعت السُّلَمِيّ يَقُول: بَنّش الرجلُ فِي
الأَمر وفَنّشَ، إِذا اسْتَرْخَى فِيهِ، وَأنْشد أَبُو الْحسن:
إنْ كُنْتَ غَيْرَ صائِدِي فَنَبِّشِ
قَالَ: ويروى: (فَبَنِّش) أَي اقعُد.
وَقَالَ أَبُو تُرَاب: سَمِعتُ العَبْسِيِّين يَقُولُونَ: فَنّش الرجلُ
عَن الْأَمر، وفَيَّش إِذا خَامَ عنْه.
نشف: قَالَ اللَّيْث: النَّشْفُ: دخولُ المَاء فِي الأَرْض، والنشْفُ:
حِجَارَة على قَدْر الأَفهار ونَحْوها سُودٌ كَأَنَّهَا مُحْتَرِقَة،
تُسمى نَشْفه ونشَفاً، وَهُوَ الَّذِي يُنَقِّي بِهِ الوَسَخُ فِي
الحمامات، سُميت نَشْفة لتَنشفُّها الماءَ.
وَقَالَ آخَرُونَ: سُمِّيت نَشْفَةً لانتِشافها الوسَخَ عَن مَواضِعِه،
والجميع النَّشْفُ. والنَّشْفَةُ: الصُّوفة الَّتِي يُنْشفُ بهَا
المَاء من
(11/258)
الأَرْض.
الحرانيّ، عَن ابْن السّكيت: النَّشْفُ: مَصدر نَشِفَ الحوضُ الماءَ
يَنْشَفُه نشفَاً، وَيُقَال: أَرضٌ نَشِفَةٌ بَيِّنَةُ النَّشَف، إِذا
كَانَت تَنْشَفُ المَاء.
وَقَالَ فِي بَاب فَعِلَ: وَهُوَ الفصيح الَّذِي لَا يُتَكَلَّمُ
بِغَيْرِهِ، وَمن العَرب من يَفتَح نَشِف الحوضُ مَا فِيهِ من المَاء،
يَنشفُه، ونَفِذَ الشَّيْء يَنْفَذُ.
أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: النِّشْفُ والنَّشَفَة: حِجَارَة الحَرَّة
وَهِي سودٌ كَأَنَّهَا مُحتَرقة.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّشْفَةُ: الْحِجَارَة الَّتِي يُدلَكُ بهَا
الأقْدام. وَقَالَ الأمويّ مِثلَه، إِلَّا أَنه قَالَ: النِّشْفَةُ،
بِكَسْر النُّون.
اللّحيانيّ: انْتُسِف لونُه، وانْتُشفَ لَونه، بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ ابْن السّكيت: هِيَ الرُّغْوَةُ والنُّشافَةُ لما يَعْلُو
أَلْبان الْإِبِل والغنمَ إِذا حُلِبَت.
وَيُقَال انتَشفتُ، إِذا شرِبْت النُّشَافَةَ، وَيَقُول الضبيّ:
أنشفْني، أَي أعْطني النُّشافَة أَشرَبُها. وَيُقَال: أَمْست إبلكم
تُنَشِّفُ وتُرَغِّي، أَي لَهَا نُشَافَةٌ ورُغْوَة.
وَقَالَ اللّحيانيّ: النُّشافَة والنُّشْفَةُ: مَا أَخَذته بمغْرَفةٍ
من القِدر، وَهُوَ حارٌّ فَتَحَسَّيْتَهُ.
وَقَالَ النَّضر: نَشَّفَت النَّاقة تَنشيفاً، وَهِي ناقةٌ مُنَشِّفٌ،
وَهُوَ أَن ترَاهَا مَرَّة حافِلاً، وَمرَّة لَيْسَ فِي ضَرْعِها
لَبَن، وَإِنَّمَا تَفعل ذَلِك حِين يدنو نَتَاجها، والنُّشافَةُ:
الرُّغْوة، وَهِي الجُفَالَة.
ش ن ب
شنب، نشب، نبش، بنش، شبن.
شبن: الشابِنُ والشَّابِلُ: الْغُلَام الثّار الناعم، وَقد شَبَنَ
وشَبَلَ.
شنب: شمر: قَالَ ابْن شُمَيْل: الشَّنَب فِي الْأَسْنَان أَن ترَاهَا
بَيْضَاء مُسْتَشْرِبة شَيْئا من سَواد، كَمَا ترى الشَّيْء من
السَّوَادِ فِي البُرُد. وَقَالَ بَعضهم يصف الْأَسْنَان:
مُنَصَّبُها حَمْشٌ أَحَمُّ يَزِينُه
عوارضُ فِيهَا شُنْبَةٌ وغُروب
والغروب: مَاء الْأَسْنَان، والظَّلَمُ: بياضها كَانَ يعلوه سَواد.
قَالَ اللَّيْث: الشَّنَبُ: ماءٌ ورِقَّةٌ تجْرِي على الثَّغْر.
عَمْرو، عَن أَبِيه: المشانِبُ: الأفواه الطّيبة.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: المِشْنَبُ: الغلامُ الحَدث المحزَّزُ
الْأَسْنَان المُؤَشَّرُها فَتَاءً وحَدَاثَةً.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: اخْتَلَفَوا فِي الشَّنَب، فَقَالَت
طَائِفَة: هُوَ تَحْرِيزُ أَطْرَاف الْأَسْنَان، وَقيل: هُوَ صفاؤُها
ونقَاؤُها، وَقيل هُوَ
(11/259)
تَفْلِيجُهَا، وَقيل: طِيبُ نَكْهتِها.
وَقَالَ الأصمعيّ: الشَّنَبُ: البَرْدُ والعذُوبَةُ فِي الْفَم.
وَقَالَ اللَّيْث: رُمَّانَةٌ شنْبَاء، وَهِي المَلِيسَةُ، وَلَيْسَ
فِيهَا حَبّ، وَإِنَّمَا هُوَ ماءٌ فِي قِشْرٍ على خِلْقَة الحَبّ من
غير عَجَم.
نشب: عَمْرو، عَن أَبِيه: المنَاشِبُ: بُسْرُ الخَشْوِ.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المِنْشَبُ: الخَشُوُ، أَتَوْنَا بخِشْوِ
مِنْشَبٍ يَأْخُذُ بالحلْقِ.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّشَبُ: المالُ الأصيلُ.
أَبُو عبيد: من أسماءِ المَال عِنْدهم النَّشَب.
يُقَال: فلَان ذُو نشبٍ، وَفُلَان مَاله نَشب.
وَقَالَ اللَّيْث: نَشِبَ الشَّيءُ فِي الشَّيْء نَشَباً، كَمَا
يَنْشَبُ الصَّيد فِي الْحِبالة. وأَنشبَ البازِيّ مخالبه فِي
الأَخِيذة، ونَشِبَ فلَان مَنشِبَ سوء، إِذا وَقع فِيمَا لَا مَخْلَصَ
لَهُ مِنْهُ، وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب:
وَإِذا المِنيّةُ أَنشبَتْ أَظفارَهَا
أَلْفَيْتَ كلَّ تميمةٍ لَا تَنْفَعُ
والنُّشَّابُ: جمع النُّشَّابة، والنَّاشِبَةُ: قومٌ يرْمونَ
بالنُّشَّابِ، والنَّشَّاب: مُتَّخِذه، وأُشْبَة ونُشْبَة: من أَسمَاء
الذِّئبِ.
وَقَالَ غَيره: انتشبَ فلَان طَعَاما، أَي جمعه، وَاتخذ مِنْهُ
نَشَباً، وانتشبَ حطباً: جَمَعه.
قَالَ الْكُمَيْت:
وأَنْفَدَ النَّمْلُ بالصَّرَائِم مَا
جَمَّعَ والحاطِبُونَ مَا انتَشَبُوا
أَبُو عبيد، عَن أبي زيد: أَنْشَبَتِ الرّيحُ، وأَسْنَفَت، وأَعَجَّتْ،
كلُّ هَذَا فِي شِدَّتِها وسَوْفِها التُّرَاب.
نبش: قَالَ اللَّيْث: النَّبْشُ: نبشكَ عَن الميّت، وَعَن كلِّ دَفِين،
وأَنابيشُ العُنْصُل: أُصُوله تَحت الأَرْض، وَاحِدهَا أُنْبُوشة،
وَأنْشد:
بأَرْجائِهِ القُصْوَى أَنابيشُ عُنْصُلِ
بنش: قَالَ اللحياني: بنَّشَ: قَعَدَ.
ش ن م
شنم، نَشُمُّ، نمش، مشن.
نَشُمُّ: أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: من أَشجَار الْجبَال النَّبْعُ
والنَّشَمُ.
وَقَالَ غَيره: يُتَّخَذُ من النَّشَم القِسِيّ العَرَبيَّة.
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
عارِضٍ زَوْرَاءَ من نَشَمٍ
غيرِ باناةٍ على وَتَرِهْ
وَفِي حَدِيث مقتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ: أَنه لما نَشَّمَ
النَّاس فِي أمره، قَالَ أَبُو عُبيد: مَعْنَاهُ: طعنوا فِيهِ ونالوا
مِنْهُ.
(11/260)
قَالَ: وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي
عَمْرو ابْن الْعَلَاء، أَنه كَانَ يَقُول فِي قَول زُهَيْر:
تَفَانَوا ودَقُّوا بَينَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ
قَالَ: هُوَ من ابْتِدَاء الشرّ، يُقَال: قد نَشَّمَ القومُ فِي
الأمْرِ تنشيماً إِذا أَخَذُوا فِي الشَّرّ، وَلم يكن يذهب إِلَى أنَّ
مَنْشَمَ امْرَأَة كَمَا يَقُول غَيره.
قَالَ أَبُو عُبيد، وَأَخْبرنِي ابْن الكلبيّ فِي قَوْله: عِطْر
مَنْشَم، قَالَ: مَنْشَم: امرأةٌ من حِمْيَر، كَانَت تبيع الطِّيب،
فَكَانُوا إِذا تَطيّبوا بِطيبها اشْتَدَّت حربُهم، فصارَتْ مَثلاً فِي
الشَّرِّ.
وَقَالَ شمِر: قَالَ ابْن الأعرابيّ: تَنَشَّمَ فِي الشيءِ، ونَشَّمَ
فِيهِ، إِذا ابْتَدَأ فِيهِ وَأنْشد:
وَقَدْ أَغْتَدِي واللَّيلُ فِي جَرِيمِه
مُعَسْكِراً فِي الْغُرِّ من نُجومِه
والصُّبْحُ قد نَشمَّ فِي أَدِيمِه
يَدُعُّه بِضِفَّتَيْ حَيْزُومِه
دَعَّ الرّبيبِ لَحْيَتَيْ يتيمه
قَالَ: نَشَّمَ فِي أديمه، يُرِيد تَبدَّى فِي أَوَّل الصُّبح، قَالَ:
وأديم اللَّيل: سَوادُه وجَرِيمُه: نفْسُه.
أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: نَشَّمَ اللَّحْم تَنْشِيماً، إِذا
تَغَيَّرَتْ رِيحه لَا من نتْنٍ وَلَكِن كَراهةً.
شمِر عَن ابْن الأعرابيّ: التنْشِيمُ الابتداءُ فِي كلِّ شيءٍ.
قَالَ: والْمَنْشَمُ: شيءٌ يكون فِي سُنْبُل العِطْر، يُسَمِّيه
العطَّارون رَوْقٌ وَهُوَ سَمٌّ ساعَة.
وَقَالَ بَعضهم: هِيَ ثمرةٌ سوداءُ مُنْتِنَة.
وَقد أكثرت الشُّعراء ذكر مَنْشَم فِي أشعارها، قَالَ الْأَعْشَى:
أَرَانِي وعَمْراً بَيْننَا دَقُّ مَنْشَم
فَلم يَبْقَ إِلَّا أَنْ أُجَنَّ ويَكْلَبَا
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الْمُنَشَّمُ: الَّذِي قد ابْتَدَأَ
يَتَغيَّر، وَأنْشد:
وقَدْ أُصاحِبُ فِتْياناً شَرَابُهم
خُضْرُ المَزادِ ولحمٌ فِيهِ تَنشيمُ
قَالَ: وخُضْرُ المزادِ الْفَظَ، وَهُوَ ماءُ الكَرِش، وَيُقَال:
أَرَادَ أَن المَاء بَقِيَ فِي الأدَاوَى، فاخْضَرَّت من الْقَوْم.
اللِّحْيانيّ: تَنَشَّمْتُ مِنْهُ عِلماً، وتَنَسَّمْتُ مِنْهُ علما،
إِذا اسْتَفَدْتَ مِنْهُ عِلما.
نمش: قَالَ اللَّيْث: النَّمَشُ: خطوطُ النُّقوش من الوَشي وَنَحْوه،
وَأنْشد:
أَذَاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْيِ أَكْرُعُه
مُسَفَّعُ الخدِّ غادٍ ناشِطٌ شَبَبُ
قلت: نَمِشٌ: نعتٌ للأكْرع مُقَدَّم، أَرَادَ: أَذاك أم ثَوْرٌ نَمِشٌ
أَكْرُعُه؟
وَقَالَ اللَّيْث: النَّمْشُ: النَّمِيمةُ والسِّرَارُ. والنَّمْشُ:
الالْتِقَاطُ للشيءِ، كَمَا يَعْبَثُ الإنسانُ بالشَّيْء فِي الأَرْض.
وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن أبي الْهَيْثَم أَنه أنشدَه:
(11/261)
يَا مَنْ لِقَوْمٍ رَأْيُهُمْ خَلْفَ
مُدَنْ
إِن يَسْمَعُوا عَوْراء أَصْغَوْا فِي أَذَنْ
ونَمَشوا بكَلِمٍ غيرِ حَسَن
قَالَ: نَمَشُوا: خلَطوا، وثوْرٌ نمِشُ القَوائم؛ فِي قوائمه خُطوط
مُختلفة، أَرَادَ خَلطوا حَدِيثا حَسَناً بقبيح.
قَالَ: ويُروَى نمسوا: أَي أَسَرُّوا، وَكَذَلِكَ هَمَسوا، وعَنْزٌ
نَمْشَاءُ، أَي رَقْطَاء.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقال فِي الْكَذِب: نَمَشٌ، ومَشَّ،
وفَرَشَ، وقرَشَ ودبشَ.
أَبُو تُرَاب، عَن وَاقع: بَعيرٌ نمِشٌ ونَهشٌ، إِذا كَانَ فِي خُفِّه
أَثَرٌ يَتَبيَّن فِي الأَرْض من غير أثْرِه.
مشن: قَالَ اللَّيْث: المَشْنُ: ضربٌ من الضَّرب بالسِّياط، يُقَال:
مَشنَهُ ومَتَنَه، مَشنَاتٍ، أَي ضَربَات. وَيُقَال: مَشنَ مَا فِي
ضَرعِ النَّاقة ومَشْقَه، إِذا حَلَبه.
أَبُو تُراب: إِن فلَانا ليمتَشُّ من فلَان ويَمتَشنُ من فلَان، أَي
يُصيب مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت، عَن الكلابيّ: مَرَّتْ بِي غِرَارَةٌ
فمَشَنْتني. وأَصَابَتْني مَشْنة: وَهُوَ الشَّيْء لَهُ سَعَة لَا
غَوْرَ لَهُ؛ مِنْهُ مَا بَضَّ مِنْهُ شَيْء، وَمِنْه مَا لم يَجْرح
الجِلد.
قلت: وسمعتُ رجلا من أهل هَجَر يَقُول لآخر: مَشِّن اللِّيف،
مَعْنَاهُ: مَيِّشه وانْفُشْه للتَّلْسِين.
وَقَالَ ابْن السّكيت: امْرأة مِشانٌ: سَلِيطة وَأنْشد:
وهَبْتُه من سَلْفَعٍ مِشَانِ
كَذِئْبَةٍ تَنْبَحُ بالرُّكْبَانِ
وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن جُنَيْد، عَن مُحَمَّد ابْن هَارُون، قَالَ:
سَمِعت عُثمان بن عبد الْوَهَّاب الثَّقفيّ يَقُول: اخْتلف أبي وَأَبُو
يُوسُف عِنْد هَارُون، فَقَالَ أَبُو يُوسُف: أَطْيَبُ الرُّطَب
المُشانُ، وَقَالَ أبي: أَطْيَب الرُّطب السُّكر. فَقَالَ هَارُون:
يُحْضران. فَلَمَّا حضرا تنَاول أَبُو يُوسُف السُّكر، فقلتُ لَهُ: مَا
هَذَا؟ فَقَالَ: لما رأيتُ الْحق لم أَصْبِرْ عَنهُ.
وَمن أَمْثَال أهلِ الْعرَاق: بِعِلَّةِ الوَرَشَان تَأْكُل الرُّطَب
المُشانَ.
أَبُو عَمرو: والمَشْنُ: الخدْشُ. وَقَالَ الكلابيّ: امْتَشَنْتُ
النَّاقة وامْتَشَلْتُها، إِذا حَلَبْتَها.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: المَشْنُ: مَسحُ الْيَد بالشَّيءِ الخَشن.
وَأَخْبرنِي المنذريّ، عَن ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ، قَالَ:
مَشقتُه عِشْرِين سَوْطاً ومَتَحْتُهُ ومَشنْتُهُ. وَقَالَ: كأَنَّ
وجْهَه مُشِنَ بقَتَادَة، أَي خُدِش بهَا، وَذَلِكَ فِي الْكَرَاهَة
والعُبوس والغَضب.
شنم: ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: الشنْمُ:
(11/262)
الخَدْش، والشُّنْم، الرِّجالُ
الْمُقَطَّعو الآذان.
وَقَالَ: رَمَي فَشَنَم: إِذا خَرقَ طرف الجِلْد.
(ش ف ب) ش ف م: مُهمل.
(بَاب الشين وَالْبَاء مَعَ الْمِيم)
ش ب م
شبم، بشم.
شبم: قَالَ اللَّيْث: الشبَمُ: بَرْدُ الماءِ، يُقَال: ماءٌ شَبِمٌ،
ومطرٌ شَبِم.
وَقَالَ اللِّحيانيّ: قيل لابنَة الْخُسِّ: مَا أَطْيَبُ الأشْياءِ؟
فَقَالَت: لَحْمُ جَزُورٍ سَنِمَة، فِي غَداةٍ شبِمة، بشِفارٍ خَدِمَة،
فِي قُدورٍ هَزِمَة. أرادَتْ: فِي غَداةٍ بارِدَةٍ، والشفارُ
الخَذِمَة: القاطِعة، والقُدور الْهَزِمَة: السريعةُ الغَليان.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الشبامُ: عودٌ يُجْعَلُ فِي فَم الْجَدْي
لِئَلَّا يَرْضِعُ، فَهُوَ مَشْبُوم.
وَقَالَ عدِيّ:
لَيْسَ للمرْءِ عَصْرَةٌ من وِقاعِ الدَّ
هر تُغْنِي عَنهُ شِبَامَ عَناقِ
وشِبام: حيٌّ من الْيمن.
وَالْعرب تسمي السّمّ شبِماً، وَالْمَوْت شبِماً، لبَرْده.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: يقالُ لرأس البُرْقُع، الصَّوقَعَة،
ولِكَفِّ عَيْن البُرْقع: الضّرْس، ولخَيطِه: الشِّبامَان.
بشم: قَالَ اللَّيْث: البَشمُ: تُخمَةٌ على الدَّسَم؛ وَرُبمَا بَشِمَ
الفَصيلُ من كَثْرَة اللَّبن حَتَّى يَدْقَى سَلْحاً فَيهْلك، يُقَال:
دَقِيَ: إِذا كَثُرَ سَلْحة.
أَبُو عبيد، عَن الأصمعيّ: البَشامُ: شجرُ طَيِّبُ الرِّيح يُسْتَاكُ
بِهِ، وَأنْشد:
أَتَذْكُرُ إذْ تُوَدِّعُنَا سُلَيْمَى
بِفَرْعِ بَشَامَةٍ سُقِيَ البَشام
آخر الثلاثي الصَّحِيح من حرف الشين.
(11/263)
|