جمهرة اللغة

 (حرف الْحَاء وأبوابه مَعَ سَائِر الْحُرُوف)

(بَاب الْحَاء وَالْخَاء مَعَ مَا يليهما من الْحُرُوف)

أهملت وُجُوه الْحَاء وَالْخَاء فِي الثلاثي الصَّحِيح.
(بَاب الْحَاء وَالدَّال مَعَ سَائِر الْحُرُوف)

(ح د ذ)

أهملت وجوهها.
(ح د ر)

حدرت الشَّيْء أحدره حدرا نَحْو السَّفِينَة وَغَيرهَا إِذا هَبَطت بهَا من أَعلَى وَاد أَو نهر إِلَى أَسْفَله. وَكَذَلِكَ كل شَيْء حططته من علو إِلَى سفل فقد حدرته.
وحدرت الثَّوْب أحدره حدرا إِذا فتلت أَطْرَاف هدبه. وَقَالَ أَبُو زيد: حدرته وأحدرته فَهُوَ محدر ومحدور.
والحدور: ضد الصعُود الحدور بِفَتْح الْحَاء مَا انحدرت مِنْهُ والصعود بِفَتْح الصَّاد مَا صعدت فِيهِ.
وحدرت الْقِرَاءَة حدرا إِذا أسرعت فِيهَا.
وأحدرت جلد الرجل إِذا ضَربته حَتَّى تُؤثر فِيهِ.
وَفِي جلده حدور أَي آثَار وواحدها حدر.
وحيدرة: اسْم من أَسمَاء الْأسد زَعَمُوا.
ورمح حادر وَغُلَام حادر: غليظ. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(وكل رديني إِذا هز أرقلت ... أنابيبه بَين الكعوب الحوادر)

أرقلت: أسرعت.
وَكَذَلِكَ غُلَام حادر وحبل حادر: غليظ أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(فَمَا رويت حَتَّى استبان سقاتها ... قطوعا لمحبوك من الليف حادر)

وَهَذَا حَيّ حادر أَي مُجْتَمع.
ومصدر الحادر الحدارة وَجمع حادر حدور.
وَعين حدرة بدرة: حادة النّظر. قَالَ الشَّاعِر - امْرُؤ الْقَيْس // (مُتَقَارب) //:
(وَعين لَهَا حدرة بدرة ... شقَّتْ مآقيهما من أخر)

وحدر الدَّوَاء بَطْنه إِذا أَمْشَاهُ. وكل دَوَاء أمشى فَهُوَ حدور وحادور.
والحويدرة: لقب شَاعِر مَعْرُوف وَيُقَال لَهُ الحادرة أَيْضا.
وَجمع حادر حدر.
[حرد] والحرد: الْقَصْد للشَّيْء بتسكين الرَّاء يُقَال: حردت

(1/500)


نَحوه حردا إِذا قصدته. قَالَ الراجز:

(أقبل سيل جَاءَ من أَمر الله ... )

(يحرد حرد الْجنَّة المغله ... )

والحرد أَيْضا بِسُكُون الرَّاء: الْغَضَب وتحريكها خطأ.
وَأسد حارد أَي غَضْبَان. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(لَعَلَّك يَوْمًا أَن تريني كَأَنَّمَا ... بني حوالي الْأسود الحوارد)

وحرد الْبَعِير يحرد حردا إِذا استرخى عصب إِحْدَى يَدَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُ يتلقف بهَا إِذا مَشى فَهُوَ أحرد وَالْأُنْثَى حرداء. وناقة حرداء هَكَذَا قَالَ الْأَصْمَعِي وبعير أحرد إِذا كَانَ ينفض إِحْدَى يَدَيْهِ فِي السّير. قَالَ أَبُو نخيلة - دعِي فِي بني تَمِيم سمي أَبَا نخيلة لِأَنَّهُ ولد تَحت نَخْلَة - قَالَه أَبُو بكر // (رجز) //:

(ضربا لكل جَاحد وملحد ... )

(جلدا كتلقيف الْبَعِير الأحرد ... )

وَقَالَ الآخر // (بسيط) //:
(بَين الْمرَافِق مبتل مآزرهم ... ذَوُو جآجئ فِي أَيْديهم حرد)

الجآجىء: جمع جؤجؤ وَهُوَ عظم الصَّدْر.
وكوكب حريد إِذا طلع فِي أفق السَّمَاء متنحيا عَن الْكَوَاكِب. قَالَ الراجز:

(يعتسفان اللَّيْل ذَا الكؤود ... )

(أما بِكُل كَوْكَب حريد ... )

قَوْله: ذَا الكؤود: ذَا الْمَشَقَّة والصعوبة من قَوْلهم: تكاءدني الْأَمر إِذا صَعب عَليّ.
وَرجل حريد الْمحل إِذا لم يخالط النَّاس وَلم ينزل مَعَهم. قَالَ الشَّاعِر // (مُتَقَارب) //:
(إِذا نزل الْحَيّ حل الجحيش ... حريد الْمحل غويا غيورا)

الجحيش: النَّاحِيَة.
وحاردت النَّاقة إِذا قل لَبنهَا حرادا. وَأنْشد الْأَصْمَعِي // (رجز) //:

(أيانق قد كفأت أرفادها ... )

(حرادها يمْنَع أَن نمتادها ... )

(نطعمها إِذا شتت أَوْلَادهَا ... )

أيانق: جمع على غير قِيَاس أرفاد: جمع رفد وَهُوَ الْقدح الَّذِي يحلب فِيهِ.
وَأنْشد الْأَصْمَعِي أَيْضا لرجل من أهل الْبَحْرين) //:
(وَلنَا باطية مملوة ... جونة يتبعهَا برزينها)

(فَإِذا مَا حاردت أَو بكأت ... فك عَن حَاجِب أُخْرَى طينها)

بكأت النَّاقة إِذا قل لَبنهَا وَهِي نَاقَة بكيء. البرزين: إِنَاء يتَّخذ من طلع الفحال يشرب فِيهِ وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه البصريون التلتلة هَكَذَا فسر عبد الرَّحْمَن عَن عَمه.
وَأما الَّذِي يُسَمِّيه البصريون الحردي من الْقصب فَهُوَ نبطي مُعرب.
وَالدَّابَّة الَّتِي تسمى الحردون قَالَ الْأَصْمَعِي: مَا أَدْرِي مَا صِحَّتهَا فِي الْعَرَبيَّة.
[دحر] والدحر: دفعك الشَّيْء عَن نَفسك من قَوْلهم: اللَّهُمَّ ادحر عَنَّا الشَّيْطَان دحرا والشيطان مدحور وَفِي التَّنْزِيل: {اخْرُج مِنْهَا مذؤوما مَدْحُورًا} أَي مُبْعدًا وَالله أعلم.
[درح] فَأَما الدرحاية الرجل الضخم فَإنَّك ستراه فِي بَابه إِن شَاءَ الله. واشتقاق الدرحاية من الدرح وَهُوَ فعل ممات. قَالَ الراجز:

(1/501)


(عكوك إِذا مَشى درحايه ... )

(يحسبني لَا أعرف الهدايه ... )

[ردح] والردح من قَوْلهم: ردحت الْبَيْت بالطين أردحه ردحا وأردحته إرداحا لُغَتَانِ فصيحتان إِذا كاثفت عَلَيْهِ الطين. قَالَ الراجز:

(بَيت حتوف مكفأ مردوحا ... )

يَعْنِي قترة صائد. وَقَالَ الآخر // (رجز) //:

(بِنَاء صَخْر مردح بطين ... )

(أَبُو جوَار أجلح الجبين ... )

وَامْرَأَة رداح: ثَقيلَة الْأَوْرَاك وَالْجمع ردح.
وجفنة رداح: عَظِيمَة. قَالَ الشَّاعِر - أُميَّة بن أبي الصَّلْت // (وافر) //:
(لَهُ دَاع بِمَكَّة مشمعل ... وَآخر عِنْد دارته يُنَادي)

(إِلَى ردح من الشيزى عَلَيْهَا ... لباب الْبر يلبك بالشهاد)

جمع شهد.
وكتيبة رداح: ثَقيلَة السّير من كَثْرَة من فِيهَا. قَالَ الشَّاعِر - لبيد // (رجز) //:

(يَا عَامِرًا يَا عَامر القداح ... )

(وعامر الكتيبة الرداح ... )

وَقد سمت الْعَرَب رديحا وردحان.
(ح د ز)

[حزد] أهملت إِلَّا فِي لُغَة من قَالَ الحزد فِي معنى الحصد حزدت الشَّيْء فِي معنى حصدت. وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ ذَلِك إِذا سكنت الصَّاد فَإِذا حركوها ردوهَا إِلَى أَصْلهَا.
(ح د س)

الحدس: الظَّن: حدست أحدس حدسا إِذا ظَنَنْت. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(فوقفت فِيهَا العنس أحدس فِي ... بعض الْأُمُور وَكنت ذَا حدس)

وحدس يحدس ويحدس. وَيُقَال: حدست بِالرجلِ أحدس بِهِ حدسا إِذا صرعته. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(ومعترك شط الحبيا ترى بِهِ ... من الْقَوْم محدوسا وَآخر حادسا)

الحبيا هَا هُنَا: مَوضِع وشطه: ناحيته.
وحدست فِي سبلة الْبَعِير إِذا وجأت لبته.
والحدس: السّير الشَّديد.
وَبَنُو حدس: بطن عَظِيم من الْعَرَب.
وحدست الشَّيْء برجلي إِذا وطئته.
[حسد] والحسد: مَعْرُوف حسدت أحسد حسدا. وَيُقَال: حسدتك على الشَّيْء وحسدتك الشَّيْء بِمَعْنى وَاحِد. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(فَقلت إِلَى الطَّعَام فَقَالَ مِنْهُم ... فريق نحسد الْإِنْس الطعاما)

(1/502)


وَرجل حَاسِد وحسود وحساد.
[دحس] والدحس: إدخالك يدك بَين جلد الشَّاة وصفاقها لتسلخها.
وداحس: اسْم فرس من خيل الْعَرَب كَانَ سطي على أمه وَهِي حَامِل فَسُمي داحسا وَله حَدِيث وَهُوَ الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ حَرْب داحس.
والدحس: الْفساد دحس بَين الْقَوْم: أفسد بَينهم والدحاس: دويبة تغيب فِي التُّرَاب وَالْجمع دحاحيس.
وَبَيت دحاس إِذا كَانَ ممتلئا نَاسا بِالْحَاء وَالْخَاء وَالْخَاء أَكثر.
وداحس: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(وأقفر مِنْهَا رحرحان فداحسا ... )

أَي أَصَابَهُ قفر.
[سدح] وَيُقَال: ضربه حَتَّى انسدح على الأَرْض أَي انبسط على الأَرْض وَقَالُوا بالشين أَيْضا وَلَيْسَ بالعالي.
(ح د ش)

[حشد] حشدت الْقَوْم أحشدهم وأحشدهم حشدا إِذا جمعتهم. والحشد: الْقَوْم المجتمعون. وَرُبمَا قَالُوا: حشد وتحاشد الْقَوْم إِذا اجْتَمعُوا على الشَّيْء وتعاونوا عَلَيْهِ والحاشد الْفَاعِل.
(ح د ص)

[دحص] الدحص: دحص الْمَذْبُوح بيدَيْهِ وَرجلَيْهِ إِذا فحص بهما. وَيُقَال مِنْهُ: دحص يدحص دحصا برجليه وَيَديه. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(رغا فَوْقهم سقب السَّمَاء فداحص ... بشكته لم يستلب وسليب)

[حصد] والحصد: الشَّيْء المحصود.
والحصد: مصدر حصدت الزَّرْع أحصده وأحصده حصدا وحصادا فَأَنا حاصد. وَجَاء زمن الْحَصاد والحصاد. وَالزَّرْع حصيد ومحصود. وَجمع حاصد حصاد وحصدة.
والمحصد: المنجل الَّذِي يحصد بِهِ وَالْجمع محاصد.
وأحصدت الْحَبل إحصادا فَهُوَ محصد إِذا فتلته.
وَرجل محصد الرَّأْي: سديده.
وَدرع حصداء: ضيقَة الْحلق.
وَقد سمت الْعَرَب حصيدا وحصيدة.
[صدح] وصدح الطَّائِر يصدح صدحا وصدوحا وصداحا إِذا صَوت فَهُوَ صادح وصدوح. وَرجل مصدح: إِذا كَانَ صياحا حسن الصَّوْت.
وصيدح: اسْم نَاقَة ذِي الرمة الْيَاء زَائِدَة. قَالَ الفرزدق // (طَوِيل) //:
(ودوية لَو ذُو الرميمة رامها ... لأقصر عَنْهَا ذُو الرميم وصيدح)

(قطعت إِلَى معروفها منكراتها ... إِذا خب آل بَينهَا يتضحضح)

وَقَالَ ذُو الرمة يمدح بِلَال بن أبي بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ // (وافر) //:
(رَأَيْت النَّاس ينتجعون غيثا ... فَقلت لصيدح انتجعي بِلَالًا)

(ح د ض)

[دحض] الدحض: الزلق دحض يدحض دحضا ودحوضا.
ودحضت حجَّته دحوضا ودحضا فَهِيَ داحضة وأدحضها الله إدحاضا.
وكل مَوضِع لَا تطمئِن فِيهِ الْقدَم فَهُوَ مدحض. قَالَ طرفَة // (طَوِيل) //:
(رديت ونجى الْيَشْكُرِي حذاره ... وحاد كَمَا حاد الْبَعِير عَن الدحض)

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله عز وَجل: {حجتهم داحضة} بِمَعْنى مدحوضة وَالله أعلم.

(1/503)


(ح د ط)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الظَّاء وَالْعين والغين.
(ح د ف)

[حفد] الحفد من قَوْلهم: حفد يحفد حفدا إِذا أسْرع فِي الْمَشْي.
وبعير حفاد: سريع الْمَشْي وَكَذَلِكَ الظليم.
فَأَما الحفدة فَاخْتلف فِيهَا أهل اللُّغَة فَقَالَ قوم: الحشم وَقَالَ آخَرُونَ: الْأخْتَان وَقَالَ آخَرُونَ: الخدم. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(حفد الولائد حَوْلهنَّ وَأسْلمت ... بأكفهن أزمة الأجمال)

فَأَما قَوْلهم فِي الْقُنُوت: إِلَيْك نسعى ونحفد فتأويله: نخدمك بِالطَّاعَةِ.
والحفدان: ضرب من سير الْإِبِل.
والمحفد والمحفدة: إِنَاء يُكَال بِهِ. والمحفاد أَيْضا: مكيال.
[فدح] وَيُقَال: فدحه الْأَمر فدحا إِذا أثقله وبهظه وَالْأَمر فادح وَالرجل مفدوح.
وفوادح الدَّهْر: خطوبه وأحواله.
فَأَما أفدحني الْأَمر فَلم يقلهُ أحد مِمَّن يوثق بِهِ.
(ح د ق)

الحدقة: حدقة الْعين وَهِي سوادها وَالْجمع حدق وأحداق وحداق.
وحدق الْقَوْم بِالرجلِ وَأَحْدَقُوا بِهِ إِذا أطافوا بِهِ لُغَتَانِ فصيحتان. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(المنعمون بَنو حَرْب وَقد حدقت ... بِي الْمنية واستبطأت أَنْصَارِي)

والحديقة: الْبُسْتَان من النّخل وَالشَّجر وَالْجمع حدائق.
وَقوم من أهل اللُّغَة يَقُولُونَ: الحندوقة والحنديقة: الحدقة وَمَا أَدْرِي مَا صِحَّته.
[دحق] والدحق أَن يخرج رحم النَّاقة بعد ولادها دحقت النَّاقة فَهِيَ داحق ودحوق.
وَرُبمَا قَالَت الْعَرَب للرجل الغضبان: داحق.
[حقد] والحقد: مَعْرُوف حقد يحقد حقدا وَالْجمع الأحقاد والحقود. وَرجل حاقد ومحقد إِذا أحقده غَيره.
[قحد] والقحدة: أصل السنام وَالْجمع قحد. وَكَذَلِكَ المقحدة.
وناقة مقحاد: عَظِيمَة السنام وَالْجمع مقاحيد.
وَبَنُو قحادة: بطن من الْعَرَب مِنْهُم أم يزِيد بن القحادية أحد فرسَان بني يَرْبُوع.
[قدح] والقدح: مصدر قدحت النَّار أقدحها قدحا من الزند وَغَيره.
وقدحت فِي نسب الرجل إِذا طعنت فِيهِ.
وقدحت الْعظم إِذا نقرته بحديدة لتخرج مَا فِيهِ من فَسَاد.
وقدح الْعود إِذا وَقع فِيهِ الأكال وَكَذَلِكَ السن. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(رمى الله فِي عَيْني بثينة بالقذى ... وَفِي الغر من أنيابها بالقوادح)

والقادح فِي الْأَسْنَان: سَواد يظْهر فِيهَا.
وقدحت الْعين إِذا أخرجت مَا فِيهَا من المَاء الْفَاسِد.
والقوادح: الوصوم فِي العيدان وَالْعِظَام.
وقدحت مَا فِي الْقدر إِذا اغترفته.
والمقدحة: المغرفة مَعْرُوفَة.
وركي قدوح: تغترف بِالْيَدِ.
والقدح: مَعْرُوف اسْم يجمع صغَار الأقداح وكبارها.
والقداح: أَطْرَاف النبت من الْوَرق الغض.
والقدح قدح السهْم: الْعود بِلَا نصل وَلَا قذذ.
والقدح الْوَاحِد من قداح الميسر.
وقدح الْفرس تقديحا إِذا ضمر حَتَّى يصير مثل الْقدح.
وقدحت عين الْفرس وَكَذَلِكَ عين الْبَعِير إِذا غارت فَهِيَ مقدحة وقدحت فَهِيَ قادحة. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(فالعين قادحة وَالْيَد سابحة ... وَالرجل ضارحة والإطل مقبوب)

(1/504)


الإطل بِكَسْر الْألف والأيطل وَاحِد وَهُوَ الخصر وَيُسمى الْقرب.
قَالَ أَبُو بكر: إِذا سمعتهم يَقُولُونَ فرس مقدح فَإِنَّهُم يُرِيدُونَ أَنه ضامر كالقدح وَإِذا سمعتهم يَقُولُونَ مقدح فَإِنَّهُم يُرِيدُونَ أَنه غائر الْعَينَيْنِ.
(ح د ك)

[كدح] كدح الرجل يكدح كدحا إِذا اكْتسب وكدح لدنياه وكدح لآخرته.
وتكدح جلده إِذا تخدش. وَفِي الحَدِيث:
يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة وَفِي وَجهه كدوح وخدوش.
وحمار مكدح إِذا كَانَت بِهِ آثَار من عض الفحول.
وَقَول الله عز وَجل: {إِنَّك كَادِح إِلَى رَبك كدحا} أَي عمله الَّذِي يعمله من خير أَو شَرّ لنَفسِهِ.
(ح د ل)

الحدل: تطأمن أحد الْمَنْكِبَيْنِ وَالرجل أحدل وَالْمَرْأَة حدلاء.
وقوس حدلاء ومحدلة إِذا تطأمنت سيتها.
وَأنْشد فِي الْمَرْأَة الحدلاء لأبي مُحَمَّد الفقعسي) //:

(لَهُ زجاج ولهاة فارض ... )

(حدلاء كالوطب نحاه الماخض ... )

[دحل] والدحل: خضرَة غامضة فِي الأَرْض تضيق من أَعْلَاهَا وتتسع من أَسْفَلهَا حَتَّى يمشى فِيهَا وَرُبمَا أنبتت السدر هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي. وَالْجمع دحول ودحال وأدحل. قَالَ الراجز:

(وَهِي على عذب رُوِيَ المنهل ... )

(دحل أبي المرقال خير الأدحل ... )

[دلح] والدلح: مشي الْبَعِير مُثقلًا. يُقَال: دلح بِحمْلِهِ إِذا أثقله حمله.
وسحائب دلح: تدلح بِمَا فِيهَا من المَاء. وَيُقَال: دلح ودوالح.
[لدح] واللدح: الضَّرْب بِالْيَدِ لدحه بِيَدِهِ يلدحه لدحا.
[لحد] واللحد: مَعْرُوف وَالْجمع لحود وألحاد. ولحدت الْمَيِّت وألحدت لَهُ فَهُوَ ملحد وملحود.
وألحد الرجل إلحادا إِذا مَال عَن الْقَصْد فَهُوَ ملحد.
وَسمي اللَّحْد لحدا لِأَنَّهُ ميل بِهِ فِي أحد جولي الْقَبْر.
وكل مائل عَن شَيْء لَاحَدَّ وملحد وَلَا يُقَال لَهُ لَاحَدَّ وَلَا ملحد حَتَّى يمِيل عَن حق إِلَى بَاطِل.
وَقد سمي اللَّحْد ملحدا وَالْجمع ملاحد وَرُبمَا سمي ملحدا.
(ح د م)

الحدم: أصل بنية احتدمت النَّار احتداما إِذا التهبت واحتدم الْمرجل إِذا غلى واحتدم عَليّ صَدره غيظا. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(ظلت صَوَافِن فِي الأرزان طاوية ... فِي ماحق من نَهَار الصَّيف محتدم)

واحتدم الدَّم إِذا اشتدت حمرته حَتَّى يسواد.
وحدمة قَالُوا: مَوضِع مَعْرُوف وَقَالُوا حدمة وَلَا يدْخلهُ ألف وَلَام.
وكل شَيْء حمي فقد احتدم. وَكثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: احتدم الشَّرّ بَينهم إِذا اشْتَدَّ.
[حمد] وَالْحَمْد: خلاف الذَّم حمدت الرجل أَحْمَده حمدا إِذا رَأَيْت مِنْهُ فعلا مَحْمُودًا واصطنع إِلَيْك يدا تحمده عَلَيْهَا.
وأحمدت الأَرْض أحمدها إحمادا إِذا رضيت سكناهَا أَو مرعاها.
وَتقول الْعَرَب: حماداك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا فِي معنى قصاراك وَهَذَا بَاب قد استقصيناه فِي كتاب الِاشْتِقَاق.
واشتقاق اسْم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنَّهُ حمد مرّة بعد أُخْرَى.
وَقد سمت الْعَرَب حامدا وحميدا ومحمودا وحمادا وحمدا.

(1/505)


وَإِنَّمَا سمت رجال من الْعَرَب أَبْنَاءَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة بِمُحَمد لإخبار الرهبان أَنه سَيكون نَبِي يُسمى مُحَمَّدًا. وَمِمَّنْ سمي فِي الْجَاهِلِيَّة مُحَمَّدًا مُحَمَّد بن حمْرَان الْجعْفِيّ وَهُوَ الشويعر سَمَّاهُ بِهَذَا الِاسْم امْرُؤ الْقَيْس بن حجر حَيْثُ يَقُول // (خَفِيف) //:
(أبلغا عني الشويعر أَنِّي ... عمد عين قلدتهن حريما)

وَمُحَمّد بن بِلَال بن أحيحة وَمُحَمّد بن سُفْيَان بن مجاشع وَمُحَمّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم مِمَّن قد ذَكرْنَاهُ فِي كتاب الِاشْتِقَاق.
فَأَما أَحْمد فقد سمي بِهِ جمَاعَة فِي الْجَاهِلِيَّة واكتنى [بِهِ] أَبُو أَحْمد بن جحش بن رِئَاب الْأَسدي لَا أعرف غَيره.
وَسمي يحمد وَهُوَ أَبُو بطن من الأزد ويحمد وَهُوَ أَبُو بطن أَيْضا.
[دحم] والدحم: الدّفع الشَّديد وَبِه سمي الرجل دحمان ودحيما وَسميت الْمَرْأَة دحمة ودحام وَهِي أحسبها بنت ثَعْلَبَة بن وَائِل. قَالَ أَبُو النَّجْم الراجز:

(لم يقْض أَن يملكنا ابْن الدحمه ... )

إِنَّمَا هِيَ دحمة فحركها احتياجا يَعْنِي يزِيد بن الْمُهلب.
[مدح] والمدح: ضد الهجاء يُقَال: مدحت الرجل أمدحه مدحا وامتدحته امتداحا. والمديح: اسْم مُشْتَقّ من الْمَدْح والمادح فَاعل والممدوح مفعول وَرُبمَا سمي الْمَدْح بِعَيْنِه مديحا وَرُبمَا سمي الممدوح بِعَيْنِه مديحا إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فِي الشّعْر كَأَنَّهُ فعيل معدول عَن مفعول وَمَا أقل مَا يسْتَعْمل ذَلِك.
وامدحت الأَرْض امداحا إِذا اتسعت ووضحت.
وَجَاء فِي الشّعْر الفصيح أماديح كَأَنَّهُ جمع مديح مثل حَدِيث وَأَحَادِيث وَيُمكن أَن يكون أماديح جمع أمدوحة مثل أحدوثة وَأَحَادِيث وأرجوحة وأراجيح. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(لَو كَانَ مِدْحَة حَيّ منشرا أحدا ... أَحْيَا أباكن يَا ليلى الأماديح)

(ح د ن)

[دحن] الدحن: أصل بنية الدحن وَهُوَ الْعَظِيم الْبَطن فِي غلظ جسم وَقَالُوا دحن أَيْضا.
وَامْرَأَة دحنة وبعير دحن. قَالَ الراجز:

(قَالُوا أَلا تخْطب قلت إِنَّه ... )

(فقربوا دعكنة دحنه ... )

والدحنة: الأَرْض المرتفعة لُغَة يَمَانِية جَاءَ بهَا أَبُو مَالك وَلم يعرفهَا سَائِر أَصْحَابنَا.
[دنح] والدنح: عيد من أعياد النَّصَارَى وَلَا أحسبها عَرَبِيَّة صَحِيحَة وَقد تَكَلَّمت بهَا الْعَرَب.
[ندح] والندح وَالْجمع أنداح وَهِي أَرض وَاسِعَة. وَمِنْه قَوْلهم: لَك عَن هَذَا الْأَمر مندوحة أَي متسع. وَقد قَالُوا ندح أَيْضا قَالَ أَبُو بكر: يُقَال ندح وندح.
وَقد سمت الْعَرَب نادحا ومنادحا.
وَبَنُو منادح: بطين مِنْهُم.
(ح د و)

الحدو: يُمكن أَن يكون مصدر حدوته أحدوه حدوا وَالِاسْم الحداء يَا هَذَا.
وحدواء: مَوضِع بِنَجْد.
[حود] وَبَنُو حاود: قَبيلَة من الْعَرَب.
[دحو] والدحو: مصدر دحا يدحو دحوا إِذا دحا بِهِ على وَجه الأَرْض وَقَالُوا: دحا يدحى دحيا وَلَيْسَ بالثبت وَقَالَ مرّة أُخْرَى: دحا يدحي دحيا. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:

(1/506)


(يَنْفِي الْحَصَى عَن جَدِيد الأَرْض مبتركا ... كَأَنَّهُ فاحص أَو لاعب داحي)

وسمت الْعَرَب دحْيَة ودحيا.
وَبَنُو دحي: بطن من الْعَرَب.
وأدحي النعام: الْموضع الَّذِي يبيض فِيهِ وَالْجمع الأداحي.
[دوح] والدوح الْوَاحِدَة دوحة وَهِي الشَّجَرَة الْعَظِيمَة من أَي الشّجر كَانَت هَكَذَا يَقُول بعض أهل اللُّغَة. وَيُقَال: رجل وحد: مُنْفَرد وَقوم أحدان. قَالَ أَبُو بكر: الْوَاو إِذا انضمت صَارَت همزَة. وَترى هَذَا فِي مَوْضِعه مستقصى إِن شَاءَ الله.
[وحد] وَالْوَاحد: أول الْعدَد والأحد مثل الْوَاحِد وَلَا يسْتَعْمل أحد فِي معنى وَاحِد وَتقول: رَأَيْت أحد الرجلَيْن وَلَا تَقول وَاحِد الرجلَيْن وَتقول: رَأَيْت أحد عشر وَلَا يسْتَعْمل وَاحِد هَا هُنَا إِلَّا أَن تُرِيدُ وَاحِدًا وَعشرَة. وَرجل وَاحِد: مُنْفَرد وَقوم أحدان وَرجل أوحد وَقوم وحدان.
وأحاد أحاد: وَاحِد وَاحِد. قَالَ الشَّاعِر - عَمْرو ذُو الْكَلْب الْهُذلِيّ // (وافر) //:
(أحم الله ذَلِك من لِقَاء ... أحاد أحاد فِي الشَّهْر الْحَلَال)

[ودح] والودح: أصل بنية ودحان وَهُوَ مَوضِع. وَقد سموا بِهِ رجلا.
(ح د هـ)

أهملت.
(ح د ي)

[حيد] الحيد: النَّادِر من الْجَبَل وَالْجمع حيود وأحياد.
والحيود أَيْضا: الْعُقُود فِي قرن الظبي والوعل.
وحاد عَن الشَّيْء يحيد حيادا.
[دحي] والدحي: مَوضِع.
وَقد سمت الْعَرَب دحْيَة ودحيا ودحية.
وَبَنُو دحي: بطن من الْعَرَب.
(بَاب الْحَاء والذال مَعَ بَاقِي الْحُرُوف)

(ح ذ ر)

الحذر: مَعْرُوف حذر يحذر حذرا وحاذر يحاذر حذارا ومحاذرة. وَقد قرئَ: {وَإِنَّا لجَمِيع حاذرون} أَي متأهبون وحذرون أَي خائفون.
والحذرية: فعلية الأَرْض الغليظة وَالْجمع حذار ممال وحذارى.
وَرجل حذريان: شَدِيد الْفَزع.
والحذاريات: الْقَوْم يحذرون أَو ينذرون.
والمحذورة: الْفَزع بِعَيْنِه. وَقَالَ قوم: بل الْحَرْب وأنشدوا للأعشى // (بسيط) //:
(قوم بُيُوتهم أَمن لجارهم ... يَوْمًا إِذا ضمت المحذورة القزعا)

والقزع يَعْنِي الْفرق من النَّاس يَنْضَم بَعضهم إِلَى بعض خوفًا القزعا والفزعا بِالْقَافِ وَالْفَاء جَمِيعًا. قَالَ أَبُو بكر: القزع: الْبيُوت المتفرقون وَيُقَال: قزع السَّحَاب الْوَاحِدَة قزعة وَهِي الْقطع الصغار من الْغَيْم.
وَقد سمت الْعَرَب محذرا وحذارا وحذيرا وحذرانا.
وَأَبُو مَحْذُورَة: أَوْس بن معير مُؤذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحد بني جمح هَكَذَا يَقُول الرياشي.
وَقَوْلهمْ حذار من كَذَا مَعْنَاهُ احذر. قَالَ الراجز:

(حذار من أرماحنا حذار ... )

(أَو تجْعَلُوا من دونكم وبار ... )

[حرذ] والحرذون: دويبة لَا أَقف على حَقِيقَة صفتهَا.
[ذرح] وذريح: اسْم وأحسب اشتقاقه من الذروحة وَهِي دويبة لَهَا سم قَاتل إِذا أكلت قتلت وَتجمع على ذرارح وذراريح. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(1/507)


(فَلَمَّا رَأَتْ أَن لَا يُجيب دعاءها ... سقيت على لوح دِمَاء الذرارح)

والذرحرح: سم قَاتل. قَالَ الراجز:
(قَالَت لَهُ وريا إِذا تنحنح ... )

(يَا ليته يسقى من الذرحرح ... )

(أَو ليته فِي رَأس رمح مطرح ... )

(ح ذ ز)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ السِّين.
(ح ذ ش)

[شحذ] شحذت السَّيْف أشحذه شحذا إِذا جلوته.
وشحذ الْجُوع معدته إِذا ضرمها وقواها على الطَّعَام.
(ح ذ ص)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الضَّاد والطاء والظاء وَالْعين والغين.
(ح ذ ف)

حذفت الأرنب بالعصا أحذفها حذفا إِذا رميتها بهَا.
وحذفت رَأسه بِالسَّيْفِ حذفا إِذا ضَربته بِهِ فَقطعت مِنْهُ قِطْعَة.
والحذف: غنم من غنم الْحجاز صغَار الجروم. وَفِي الحَدِيث:
لَا يتخللكم الشَّيَاطِين كَأَنَّهُمْ بَنَات حذف.
وَقد سمت الْعَرَب حذافة وَهُوَ كل مَا حذفته من شَيْء فَطَرَحته مِنْهُ نَحْو وشائظ الْأَدِيم وَمَا أشبهه. وَأما تسميتهم حُذَيْفَة فَهُوَ تَصْغِير حذفة وَهِي قِطْعَة تحذفها من لحم أَو غَيره أَو تَصْغِير حذفة والحذف ضرب من البط صغَار الجروم شبه بالحذف.
وحذفت الْفرس أحذفه حذفا إِذا قطعت بعض عسيب ذَنبه.
وحذفة: اسْم فرس خَالِد بن جَعْفَر بن كلاب وفيهَا يَقُول // (وافر) //:
(فَمن يَك سَائِلًا عني فَإِنِّي ... وحذفة كالشجا تَحت الوريد)

[فذح] وتفذحت النَّاقة وانفذحت إِذا تفاجت لتبول وَلَيْسَ بالثبت.
(ح ذ ق)

حذقت الشَّيْء إِذا قطعته.
وحذق الْغُلَام الْقُرْآن يحذق حذقا وحذاقا وحذاقة إِذا تعلمه.
وحذق الرِّبَاط يَد الشَّاة إِذا أثر فِيهَا.
وحذق فَاه الْخلّ إِذا حمزه أَي قَبضه.
وَرجل حذاقي: حَدِيد اللِّسَان فصيح.
وَبَنُو حذاقة: بطن من إياد رَهْط أبي دواد الْإِيَادِي وَكَعب بن مامة الْإِيَادِي. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(إِنِّي كفاني من جَار هَمَمْت بِهِ ... جَار كجار الحذاقي الَّذِي اتصفا)

اتّصف: افتعل من الْوَصْف.
[ذحق] والذحق: انسلاق اللِّسَان وانقشاره من دَاء يُصِيبهُ ذحق لِسَانه يذحق ذحقا إِذا أَصَابَهُ ذَلِك.
(ح ذ ك)

[كذح] كذحته الرّيح مثل كثحته إِذا ضَربته بالحصى وَالتُّرَاب.
(ح ذ ل)

الحذل: حمرَة وانسلاق فِي أجفان الْعين ومآقيها حذلت عينه تحذل حذلا إِذا أَصَابَهَا ذَلِك. قَالَ معقر بن حمَار الْبَارِقي // (وافر) //:
(فأخلفنا مودتها فقاظت ... ومأقي عينهَا حذل نطوف)

وَالْعين حذلاء كَمَا ترى وَرُبمَا قيل: رجل أحذل وَامْرَأَة

(1/508)


حذلاء. وَأنْشد للعجاج // (رجز) //:

(مَا بَال جاري دمعك المهلل ... )

(والشوق شاج للعيون الحذل ... )

وَقَالَ البغداديون: الخذل بِالْخَاءِ. قَالَ أَبُو حَاتِم: لَا أَدْرِي أَي شَيْطَان فسر لَهُم الْبَيْت قَالُوا: إِذا بَكَى أَصْحَابه خذلهم فَلم يبك مَعَهم.
وحذيلاء: مَوضِع.
والحذالة: مثل الحثالة وَهِي حطام التِّبْن وَنَحْوه.
والحذل: ضرب من حب الشّجر يختبز ويؤكل فِي الجدب. قَالَ الراجز:

(إِن بَوَاء زادهم لما أكل ... )

(أَن يحذلوا فيكثروا من الحذل ... )

وحذول الْمَرْأَة: حَاشِيَة إزَارهَا أَو ذيل قميصها.
والحذل: استدارة ذيل الْقَمِيص. قَالَ عمر بن الْخطاب رَحمَه الله لابنَة عَمْرو بن حممة لما زَوجهَا من عُثْمَان فَبعث إِلَيْهَا صَدَاقهَا أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ لَهَا: هَلُمِّي حذلك أَي ذيلك فصب فِيهِ المَال فقسمته فِي قَومهَا وتجهزت من مَالهَا وَهِي أم عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان.
[ذحل] والذحل: مثل الثأر سَوَاء وَالْجمع أذحال وذحول وَهُوَ الوغم.
(ح ذ م)

الحذم: الْمَشْي السَّرِيع الْخَفِيف.
وكل شَيْء أسرعت فِيهِ فقد حذمته وَبِه سميت الأرنب حذمة. وَفِي أَحَادِيث الْأَعْرَاب أَن الأرنب قَالَت: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي حذمة لذمة أسبق الطالع فِي الأكمة وَقَالَ اليربوع: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي أحوية وألوية وَاجعَل أَسْفَله عِنْد فِيهِ.
وَقَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ للمؤذن: إِذا أَذِنت فترسل وَإِذا أَقمت فاحذم أَي أسْرع.
وَقد سمت الْعَرَب حذيما وحذيما الْيَاء زَائِدَة.
[مذح] والمذح: احتراق الفخذين من الْمَشْي إِذا احتكتا مذح يمذح مذحا. قَالَ الْأَعْشَى // (رمل) //:
(فهم سرد دقاق سَعْيهمْ ... كالخصى أشعل فِيهِنَّ المذح)

وَقَالَ الراجز:

(إِنَّك لَو صاحبتنا مذحت ... )

(وحكك الحنوان فانفشحت ... )

(وَقلت هَذَا صَوت ديك تحتي ... )

انفشحت: توسعت.
(ح ذ ن)

رجل حذنة: صَغِير الْأُذُنَيْنِ خَفِيف الرَّأْس وهما الحذنتان يَعْنِي الْأُذُنَيْنِ الْوَاحِدَة حذنة. وَأنْشد // (رجز) //:

(كَأَنَّمَا حذنتاها بَاعَ ... )

[حنذ] والحنذ من قَوْلهم: حنذت اللَّحْم أحنذه حنذا وَهُوَ أَن تَشْوِيه على الْحِجَارَة حَتَّى ينضج وَاللَّحم حنيذ ومحنوذ.
وحنذت الْفرس أحنذه حنذا وحناذا وَهُوَ أَن تستحضره شوطا أَو شوطين ثمَّ تظاهر عَلَيْهِ الْجلَال حَتَّى يعرق فَيذْهب رهله وَالْفرس محنوذ وحنيذ.
وَقد سمت الْعَرَب حناذا.
(ح ذ و)

الحذو: مصدر حذوت النَّعْل أحذوها حذوا وحذاء.
والحذاء: النَّعْل بِعَينهَا يدل على ذَلِك حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هوامي الْإِبِل:
مَا لَك وَلها مَعهَا حذاؤها

(1/509)


وسقاؤها يُرِيد أَنَّهَا تقوى على الْمَشْي وتصبر على الْعَطش.
والحذوة: الْقطعَة من اللَّحْم حذوت لَهُ حذوة وحذوة وحذية وَهِي مثل الحزة وَقد رُوِيَ هَذَا الْبَيْت // (بسيط) //:
(تكفيه حزة فلذ إِن ألم بهَا ... من الشواء ويروي شربة الْغمر)

وحزة فلز بالزاي.
والحذيا: مَا أَعْطيته صَاحبك من غنيمَة أَو جَائِزَة.
وَمن أمثالهم: بَين الحذيا وَالْخلْسَة يضْرب مثلا للرجل الَّذِي يَسْأَلك فَإِن لم تعطه اختلسك. وَيُقَال: حذوته أحذوه حذوا وأحذيته أحذيه إحذاء وَالِاسْم الحذيا مَقْصُور.
[وذح] والوذح: مَا تعلق بأصواف الضَّأْن من أبوالها وأبعارها الْوَاحِدَة وذحة. والوذح فِي الْغنم كالعبس فِي الْإِبِل إِلَّا أَن ذَلِك من الْخطر وَهَذَا من التَّعَلُّق. قَالَ الْأَعْشَى // (رمل) //:
(وَترى الْأَعْدَاء حَولي شزرا ... خاضعي الْأَعْنَاق أَمْثَال الوذح)

ويروى: بسرا خضع الْأَعْنَاق.
(ح ذ هـ)

أهملت.
ح ذ ي)

موَاضعهَا فِي المعتل ترَاهَا إِن شَاءَ الله.
(بَاب الْحَاء وَالرَّاء مَعَ مَا بعده من الْحُرُوف)

(ح ر ز)

اسْتعْمل من وجوهها الْحِرْز: مَعْرُوف.
وكل شَيْء ضممته وحفظته فقد أحرزته إحرازا وَالشَّيْء مُحرز.
واحترزت: امْتنعت.
ومصدر أحرزت: إِحْرَاز.
والموضع الحريز: الَّذِي يحرز فِيهِ الشَّيْء.
وَقد سمت الْعَرَب محرزا وحريزا وحرازا.
[] وحزرت الشَّيْء أحزره حزرا إِذا عرفت مِقْدَاره أَو ظَنَنْت حزر يحزر ويحزر وَالضَّم أَكثر حزرا.
وحزر اللَّبن والنبيذ إِذا اشتدت حموضته فَهُوَ حازر. قَالَ الشَّاعِر // (رجز) //:

(يَا عمر بن معمر لَا منتظر ... )

(بعد الَّذِي عدا القروص فحزر ... )

أَي تجَاوز حَده وَقدره مثل اللَّبن الَّذِي تجَاوز القروص فحزر.
وحزرة المَال: خِيَاره وَالْجمع حزرات الْوَاحِدَة حزرة.
وَبِه سمي الرجل حزرة. وَفِي الحَدِيث:
لَا تَأْخُذُوا حزرات أنفس النَّاس يُرِيد خِيَار أَمْوَالهم.
[زرح] وَيُقَال: زرحه بِالرُّمْحِ زرحا إِذا زجه بِهِ وَلَيْسَ بثبت.
[رزح] والرزح من قَوْلهم: رزح الْبَعِير إِذا ألْقى نَفسه من الإعياء وإبل رزحى ورزاحى. وَبِه سمي الرجل رزاحا. قَالَ الْأَعْشَى // (رمل) //:
(قد تفتقن من الْعَيْش إِذا ... قَامَ ذُو الضّر هزالًا ورزح)

ويروى: من العسن وَهُوَ الشَّحْم الْعَتِيق.
[زحر] والزحر: تزحر الحبلى عِنْد الْولادَة. وَقد سموا زحرا. قَالَ الراجز:

(إِنِّي زعيم لَك أَن تزحري ... )

(عَن وافر الهامة عبل المشفر ... )

والزحير: دَاء يُصِيب الْبَطن مَعْرُوف والزحار أَيْضا.
وَيُقَال: زحره بِالرُّمْحِ زحرا إِذا زجه.
(ح ر س)

الحرس: الدَّهْر. قَالَ الراجز:

(1/510)


(فِي نعْمَة عِشْنَا بِذَاكَ حرسا ... )

والحرس: مصدر حرست الشَّيْء أحرسه حرسا وحراسة وحريسة.
وَفِي الحَدِيث:
لَا قطع فِي حريسة الْجَبَل أَي مَا امْتنع بِهِ فِي الْجَبَل.
والمحرس: الْموضع الَّذِي يحرس فِيهِ.
[حسر] والحسر من قَوْلهم: حسرت الْعِمَامَة عَن رَأْسِي حسرا إِذا كشفتها وَكَذَلِكَ النقاب وَمَا أشبهه.
وحسرت الرّيح السَّحَاب إِذا كشفته.
والحاسر فِي الْحَرْب: الَّذِي لَا درع عَلَيْهِ وَلَا مغفر.
وحسر الرجل يحسر حسرة وحسرا إِذا كمد على الشَّيْء الْفَائِت وتلهف عَلَيْهِ.
وحسرت النَّاقة حسورا إِذا أعيت وأحسرتها أَنا إحسارا إِذا أتعبتها.
وحسرت الْبَيْت إِذا كنسته والمحسرة: المكنسة فِي بعض اللُّغَات.
وحسر الْبَصَر إِذا كل عَن النّظر فَهُوَ حاسر وحسير.
[رسح] والرسح: خفَّة لحم الأليتين ولصوقهما رسح يرسح رسحا رجل أرسح وَامْرَأَة رسحاء والرسح والرصع والزلل وَاحِد. ويوصف الذِّئْب بالرسح.
[سحر] وَالسحر: الرئة وَمَا تعلق بهَا وَجمعه أسحار وسحور. وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا:
مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين سحرِي وَنَحْرِي أَي فِي مَوضِع السحر من ظَاهر.
وَفرس سحير: عَظِيم الْجوف.
وَيُقَال للرجل: انتفخ سحرك إِذا فزع وَجبن.
وَالسحر والسحرة وَاحِد قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُقَال: الْجوف نِصْفَانِ فنصفه الْأَعْلَى فِيهِ السحر بِضَم السِّين وَهُوَ مَا تعلق الْحلق والمريء وَالنّصف الْأَسْفَل فِيهِ الْقصب وَهُوَ الْبَطن. فَسَأَلت الْأَصْمَعِي فَلم يعرف السحر بِالضَّمِّ وَهُوَ مَعْرُوف. وَيُسمى السحر وَمَا تعلق بِهِ مِمَّا ينتزعه القصاب سحارة.
وَاخْتلف النَّاس فِي قَوْله جلّ وَعز: {إِنَّمَا أَنْت من المسحرين} فَقَالَ قوم: من المرزوقين الَّذين لَا بُد لَهُم من الْغذَاء وَقَالَ آخَرُونَ: كل مَا كَانَ لَهُ سحر فَهُوَ مسحر والمعنيان متقاربان. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ وَعز: {إِنَّمَا أَنْت من المسحرين} أَي مِمَّن لَهُ سحر يُرِيد المخلوقين. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(فَإِن تسألينا فيمَ نَحن فإننا ... عصافير من هَذَا الْأَنَام المسحر)

وَيُقَال: المسحر: المرزوق الَّذِي يَأْكُل الرزق. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس // (وافر) //:
(أرانا موضِعين لحتم غيب ... ونسحر بِالطَّعَامِ وبالشراب)

(عصافير وذبان ودود ... وأجرأ من مجلحة الذئاب)

وأسحر الْقَوْم إسحارا إِذا خَرجُوا فِي السحر والسحرة وَالسحر وَاحِد وَخرج الْقَوْم بسحرة ومسحرين.
واستحر الطَّائِر إِذا غرد فِي السحر. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس // (مُتَقَارب) //:
(كَأَن المدام وَصوب الْغَمَام ... وريح الخزامى وَنشر الْقطر)

(يعل بهَا برد أنيابها ... إِذا غرد الطَّائِر المستحر)

أَي الَّذِي يغرد فِي السحر.
والأسحار: جمع سحر وَكَذَلِكَ الأسحار جمع سحر وَيجمع السحر سحورا وَلَا يجمع السحر إِلَّا أسحارا.
وَتقول الْعَرَب: لَقيته بِأَعْلَى سحرين أَي فِي وَقت السحر. وَتقول الْعَرَب: أَتَيْته بِسحر وَلَا تَقول: أَتَيْته سحرًا. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: لَا تَقول الْعَرَب: خرجنَا سحرًا إِنَّمَا يَقُولُونَ: خرجنَا بِسحر ولقيته أَعلَى سحرين. وَفِي التَّنْزِيل: {نجيناهم بِسحر} .

(1/511)


والسحور: مَا أكل فِي السحر.
وَالسحر: مَعْرُوف سحر يسحر سحرًا وَالْفَاعِل سَاحر وسحار.
[سرح] والسرح: ضرب من الشّجر. وَقَالَ قوم: بل كل شَجَرَة طَوِيلَة سرحة. قَالَ عنترة // (كَامِل) //:
(بَطل كَأَن ثِيَابه فِي سرحة ... يحذى نعال السبت لَيْسَ بتوأم)

وسرحت الرَّأْس تسريحا إِذا خللت الشّعْر بالمشط. والمشط يُسمى المسرح فَأَما قَوْلهم الْمشْط فخطأ إِلَّا أَن يَقُولُوا ممشطا.
وَبَنُو سرح: بطن من الْعَرَب.
وَأعْطى فلَان فلَانا عَطاء سهلا سرحا. وَقَالَ رجل لرجل: إِن عطاءك لسريح وَإِن مَنعك لمريح.
والسرحان: الذِّئْب. وَأهل الْحجاز يسمون الْأسد سرحانا. قَالَ عَمْرو بن معديكرب // (وافر) //:
(بِهِ السرحان مفترشا يَدَيْهِ ... كَأَن بَيَاض لبته الصديع)

الصديع: الصُّبْح وَلَيْسَ فِي ألوان الذِّئْب بَيَاض.
وسرحان: اسْم رجل كَانَ من صعاليك الْعَرَب. وَمن أمثالهم: سقط الْعشَاء بِهِ على سرحان يعنون سرحان هَذَا وَله حَدِيث.
وسراح: اسْم فرس معدول.
وَيجمع سرحان سراحين وسراحا.
وسرحت الْمَاشِيَة إِذا غَدَوْت بهَا إِلَى المرعى. وَرُبمَا قيل: سرحت الْمَاشِيَة فَيجْعَل الْفِعْل لَهَا.
وَالْمَال سارح ومراح لَا يُقَال إِلَّا كَذَلِك. قَالَ الْأَعْشَى // (رمل) //:
(أم على الْعَهْد فعلمي أَنه ... خير من روح مَالا وسرح)

وسرحت العَبْد إِذا أَعتَقته لُغَة يَمَانِية.
وَبَنُو مسرح: بطن من الْعَرَب.
وَبَنُو سرح: قَبيلَة من الْعَرَب. والسرياح: الْجَرَاد.
والسريحة: الْقطعَة من قد تشد بهَا نعال الْإِبِل فِي أرساغها. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(وطرت بمنصلي فِي يعملات ... دوامي الأيد يخبطن السريحا)

قَوْله الأيد يُرِيد الْأَيْدِي.
وَكَذَلِكَ كل شَيْء قددته مستطيلا فَهُوَ سريح.
(ح ر ش)

اسْتعْمل من وجوهها: الحرش وَهُوَ أَن يعمد الرجل إِلَى جُحر الضَّب فيضربه بِيَدِهِ فَيرى الضَّب أَنه حَيَّة فَيخرج إِلَيْهِ مذنبا أَي بِذَنبِهِ فَرُبمَا قبض عَلَيْهِ فامتلخه أَي انتزعه وَرُبمَا استروح فخدع فَلَا يقدر عَلَيْهِ. وَمن أمثالهم: أَنْت أخدع من ضَب حرشته. يُقَال: حرشت الضَّب واحترشته بِمَعْنى.
وحرشت الْبَعِير بالعصا أَو بالمحجن إِذا حككته بطرفها ليمشي. وَبِه سمي الرجل حراشا.
والمحراش: المحجن الَّذِي يُحَرِّش بِهِ الْبَعِير.
وَمثل من أمثالهم: هَذَا أجل من الحرش وأصل ذَلِك أَن الْعَرَب كَانَت تَقول: قَالَ الضَّب لِابْنِهِ: يَا بني احذر الحرش فَسمع يَوْمًا وَقع محفار على فَم الْجُحر فَقَالَ: يَا أَبَت أَهَذا الحرش؟ قَالَ: يَا بني هَذَا أجل من الحرش.

(1/512)


وَيُقَال: حرشت بَين الْقَوْم وأرشت بَينهم إِذا نقلت كَلَام بَعضهم إِلَى بعض.
والحرشاء: حَبَّة نبت شَبيهَة بالخردل. قَالَ الراجز:

(وانحت من حرشاء فلج خردله ... )

(وَأَقْبل النَّمْل قطارا يَنْقُلهُ ... )

والحريش: دويبة أكبر من الدودة على قدر الإصبع لَهَا قَوَائِم كَثِيرَة. قَالَ أَبُو حَاتِم: هِيَ الَّتِي يسميها النَّاس: دخال الْأذن.
والحرش: مجامعة الْمَرْأَة وَهِي مستلقية.
وَقد سمت الْعَرَب حريشا ومحرشا وحراشا.
[حشر] والحشر: مَعْرُوف حشرتهم أحشرهم حشرا إِذا جمعتهم. والمحشر: مجتمعهم فِي الْموضع الَّذِي يحشرون فِيهِ.
وَسَهْم حشر: خَفِيف.
وَأذن حشرة: مؤللة أَي دقيقة.
وَيُقَال: حشرتهم السّنة إِذا أَصَابَهُم الضّر حَتَّى يهبطوا الْأَمْصَار. قَالَ الراجز:

(وَلَا نجا من حشرها المحشوش ... )

(وَحش وَلَا طمش من الطموش ... )

وحشرات الأَرْض: دوابها الصغار واحدتها حشرة مثل اليرابيع والضباب والقنافذ وَمَا دون ذَلِك.
ودابة حشورة إِذا كَانَ ملزز الْخلق شديده.
وَيُقَال للعظيم الْبَطن من الرِّجَال: حشور.
[رشح] وَرشح المَاء والعرق يرشح رشحا ورشحانا إِذا خرج من الْإِنْسَان أَو السقاء أَو الْقرْبَة وكل جلد راشح بالعرق.
والمرشحة: لبد أسماط يطْرَح من تَحت السرج ليقيه من رشح الْعرق.
ورشحت مَالِي إِذا أَحْسَنت الْقيام عَلَيْهِ.
ورشحت الْمَوْلُود إِذا أَحْسَنت غذاءه وتربيته. قَالَ الشَّاعِر // (مُتَقَارب) //:
(وطفل ترشحه أمه ... مَتى تدع تتركه قد أفردا)

وكل مَا دب على الأَرْض من خشاشها فَهُوَ راشح. وَفِي كَلَام بعض أهل التَّوْحِيد: فَمَا فِي الأَرْض مدب راشحة وَلَا مستن سابحة.
وَرشح الندى النبت إِذا رباه.
وأرشحت النَّاقة وَلَدهَا إِذا دنا من الْفِطَام وأرادت فطامه فَهِيَ مرشح وَوَلدهَا راشح. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(كَأَن فِيهِ عشارا جلة شرفا ... من آخر الصَّيف قد هَمت بإرشاح)

[شحر] والشحر أحسبها كلمة يَمَانِية يُقَال: شحر فَاه إِذا فَتحه فِي معنى شحا.
والشحر: مَوضِع بِالْيمن مَعْرُوف. وشحر عمان: مَوضِع بِالْيمن يُقَال شحر وشحر بِفَتْح الشين وَكسرهَا وَالْكَسْر أفْصح.
والشحير: ضرب من الشّجر وَلَيْسَ بثبت.
[شرح] وَالشَّرْح من قَوْلهم: شرحت لَك الْأَمر أشرحه شرحا إِذا أوضحته وكشفته.
والشريحة من اللَّحْم: الْقطعَة المرققة وَالْجمع شرائح.
وَبَنُو شرح: بطن من الْعَرَب.
وَشرح الله صَدره فانشرح إِذا اتَّسع لقبُول الْخَيْر.
وكل قِطْعَة من اللَّحْم فَهِيَ شرحة وشريحة.
وَرُبمَا سمي فرج الْمَرْأَة شريحا كِنَايَة.
وَقد سمت الْعَرَب شريحا.
(ح ر ص)

الْحِرْص: مَعْرُوف. وَيُقَال: حرص يحرص حرصا وحرص يحرص حرصا. وَقد قرئَ: {إِن تحرص على هدَاهُم} وَإِن تحرص وَالْكَسْر أَكثر.
وَيُقَال: رجل حَرِيص على الشَّيْء.
والحارصة: الشَّجَّة الَّتِي تحرص الْجلد أَي تقشره. يُقَال: حرصت رَأسه أحرصه حرصا وَمَا أَصَابَهُ إِلَّا بحريصة

(1/513)


وسحابة حارصة وحريصة والحارصة: السحابة تحرص الأَرْض أَي تقشر وَجههَا بِشدَّة الْمَطَر.
والحرصيان: لحْمَة حَمْرَاء بَين الْجلد والصفاق.
[حصر] والحصر: مصدر من قَوْلهم: حصرت الرجل أحصره وأحصره إِذا حَبسته. وأصل الْحصْر الضّيق وَمِنْه الْحصْر: احتباس النجو كِنَايَة عَن ضيق مخرج ذِي الْبَطن.
وَحصر الرجل فِي كَلَامه وخطبته إِذا عيي عَنْهَا.
والحصر: الَّذِي لَا يبوح بسره. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(وَلَقَد تسقطني الوشاة فصادفوا ... حصرا بسرك يَا أميم ضنينا)

والحصير: اللحمة المعترضة فِي جنب الْفرس ترَاهَا إِذا ضمر.
والحصير: الْملك كَأَنَّهُ حصر أَي حجب. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(ومقامة غلب الرّقاب كَأَنَّهُمْ ... جن لَدَى بَاب الْحَصِير قيام)

والمحصرة: قتب صَغِير يحصر بِهِ الْبَعِير وتلقى عَلَيْهِ أَدَاة الرَّاكِب واسْمه الْحصار أَيْضا وَالْبَعِير مَحْصُور.
والحصير الْمَعْرُوف عَرَبِيّ صَحِيح وَسمي حَصِيرا لانضمام بعضه إِلَى بعض. والحصير أَيْضا: الْمحبس وَكَذَا فسر فِي التَّنْزِيل فِي قَوْله عز وَجل: {وَجَعَلنَا جَهَنَّم للْكَافِرِينَ حَصِيرا} أَي محبسا.
وأحصرت الرجل إحصارا إِذا منعته من التَّصَرُّف فَكَانَ الْحصْر الضّيق والإحصار الْمَنْع وحصرت الرجل عَن وَجهه إِذا منعته عَنهُ. وَفِي التَّنْزِيل: {فَإِن أحصرتم} فَإِن منعتم من عِلّة أَو عائق كَذَا يَقُول أَبُو عُبَيْدَة.
وأحصر الرجل إِذا منع من التَّصَرُّف بِمَرَض أَو عائق.
وحصرت الْبَعِير أحصره وأحصره حصرا إِذا شددته بالحصار وَهُوَ كسَاء يطْرَح على ظَهره ثمَّ يكتفل.
[صحر] والصحرة والصحر: لون أَحْمَر يضْرب إِلَى الغبرة. وأتان صحراء. وَبِه سميت الصَّحرَاء للونها.
وصحر: اسْم أُخْت لُقْمَان بن عَاد. وَمن أمثالهم: مَا لي إِلَّا ذَنْب صحر.
والصحر: جمع صحرة وَهِي قطع من الأَرْض تنجاب عَن رقة.
وصحار: مَوضِع.
والصحار: عرق الْخَيل وَقَالُوا: حمى الْخَيل.
وابنا صحار: بطْنَان من الْعَرَب يعرفان بِهَذَا الِاسْم وسميا بذلك لِأَنَّهُمَا أول من أصحر من تهَامَة.
وَيُقَال: صحرته الشَّمْس كَمَا يَقُولُونَ صهرته سَوَاء إِذا آلمت دماغه.
وَرجل أصحر وَامْرَأَة صحراء إِذا كَانَ فِي شعرهما صحرة أَي حمرَة.
وأصحر الْقَوْم إِذا برزوا إِلَى الصَّحرَاء.
وَلبن صحير: مثل الوغير سَوَاء. وَهُوَ الَّذِي تحمى الْحِجَارَة وتطرح فِيهِ حَتَّى يخثر. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(ينش المَاء فِي الربلات مِنْهَا ... نشيش الرضف فِي اللَّبن الوغير)

الرِّوَايَة: الصحير.
[صرح] والصرح: الأَرْض المملسة وَيُقَال: بل الْقصر المملس صرح وَهَذَا خطأ لأَنهم يَقُولُونَ: صرحة الدَّار يُرِيدُونَ ساحتها. والتنزيل يدل على أَن الصرح الساحة لقَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: {صرح ممرد من قَوَارِير} قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مثلت الصرحة بالبحر فشمرت عَن سَاقهَا لتخوض. وَجمع صرح صروح.
وصرواح: حصن بِالْيمن كَانَ سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام أَمر الْجِنّ فبنوه لبلقيس بنت يلب شرح.

(1/514)


وصرحت الْأَمر تَصْرِيحًا إِذا كشفته وأوضحته.
وَأمر صراح وَهُوَ أَعلَى من صراح كَأَنَّهُ مصدر صارحه مصارحة وصراحا وَالْكَسْر أَعلَى من الضَّم وَإِن كَانَت الْعَامَّة قد أولعت بِالضَّمِّ.
والصراح: طَائِر كالجندب عَرَبِيّ صَحِيح.
وَمولى صَرِيح إِذا خلص وَلَاؤُه وَالْجمع صرحاء.
ولغة لقوم يسمون الْآنِية من أواني الْخمر صراحية وَلَا أَدْرِي مَا أَصْلهَا.
فَأَما قَوْلهم كَلمته صراحية أَي كلَاما مكشوفا فعربي صَحِيح.
وَمثل من أمثالهم: فِي التَّعْرِيض مندوحة عَن التَّصْرِيح.
وَاللَّبن الصَّرِيح: الَّذِي انحسرت عَنهُ رغوته. وَمثل من أمثالهم: تَحت الرغوة اللَّبن الصَّرِيح.
[رصح] والرصح: لُغَة فِي الرسح رجل أرصح وأرسح وَالْمَرْأَة رصحاء ورسحاء وَهُوَ الَّذِي لَا عجز لَهُ.
(ح ر ض)

الحرض: الأشنان وَقَالُوا إشنان والأشنان فَارسي مُعرب. والحراض: الَّذِي يحرق الخذراف فيتخذ مِنْهُ القلي. قَالَ الشَّاعِر // (خَفِيف) //:
(مثل نَار الحراض يجلو ذرى المزن ... لمن شامه إِذا يستطير)

والمحرضة: مَا جعل فِيهِ الأشنان من إِنَاء.
والإحريض: العصفر أَو صبغ أَحْمَر لُغَة لبني حنيفَة وَمن والاهم. قَالَ الراجز:

(ملتهب كلهب الإحريض ... )

(يزجي خراطيم غمام بيض ... )

وحرض الرجل يحرض حرضا إِذا طَال همه وسقمه. وَيُقَال: رجل حرض وَقوم حرض كَمَا يُقَال: رجل دنف وَقوم دنف الْوَاحِد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء. وَقد قرئَ: {حَتَّى تكون حرضا} وحرضا إِن شَاءَ الله.
والحارضة: الرجل الَّذِي لَا خير عِنْده وَرُبمَا سمي حرضا أَيْضا. قَالَ الراجز:

(يَا رب بَيْضَاء لَهَا زوج حرض ... )

(حلالة بَين عريق وحمض ... )

(ترميك بالطرف كَمَا يرْمى الْغَرَض ... )

والحرضة: الَّذِي يناول قداح الميسر وَهُوَ لَا يَأْكُل اللَّحْم بِثمن أبدا إِنَّمَا يَأْكُل مَا يعْطى وَسمي حرضة لِأَنَّهُ لَا خير عِنْده.
والأحراض: جمع حرض.
[حضر] والحضر: خلاف البدو.
والحاضر: خلاف الْغَائِب.
وَحَضَرت الْقَوْم أحضرهم حضورا إِذا شهدتهم.
وأحضر الْفرس يحضر إحضارا إِذا عدا عدوا شَدِيدا واستحضرته استحضارا.
والحضيرة: الْجَمَاعَة من النَّاس مَا بَين الْخَمْسَة إِلَى الْعشْرَة يغزى بهم. قَالَت الجهنية // (كَامِل) //:
(يرد الْمِيَاه حضيرة ونفيضة ... ورد القطاة إِذا اسمأل التبع)

وَقَالَ الْهُذلِيّ // (طَوِيل) //:
(رجال حروب يسعرون وحلقة ... من الدَّار لَا تمْضِي عَلَيْهَا الحضائر)

وحاضرت الرجل محاضرة وحضارا إِذا عدوت مَعَه.
وحاضرته إِذا جاثيته عِنْد السُّلْطَان أَو فِي خُصُومَة.
ومحضر الْقَوْم: مرجعهم إِلَى الْمِيَاه بعد النجعة وَالْجمع محَاضِر.
وَمن نَوَادِر كَلَامهم: فرس محضير وَلَا يكادون يَقُولُونَ محضار وَالْجمع محاضير.

(1/515)


وَأَلْقَتْ الشَّاة حضيرتها وَهِي مَا تلقيه بعد الْوَلَد من المشيمة وَغَيرهَا.
وَقد سمت الْعَرَب حَاضرا وحضيرا ومحاضرا.
وَحَضَرت الْقَوْم أحضرهم حضورا إِذا شهدتهم.
والحاضرة: الْقَوْم الْحُضُور. قَالَ الراجز:

(قَامَت تعنظي بك وسط الْحَاضِر ... )

(صهصلق شَائِلَة الجمائر ... )

ويروى: تحنظي بك وَمَعْنَاهُ: تسمع بك النَّاس والصهصلق: الحادة الصَّوْت. والجمائر: الذوائب بل هِيَ شعر الْمَرْأَة المرخى على وَجههَا واحدتها جميرة.
والحضر: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(فإليك أعملت المطية من ... سفلى الْعرَاق وَأَنت بالحضر)

وَحُضُور: مَوضِع بِالْيمن وَذكر ابْن الْكَلْبِيّ أَن شُعَيْب بن ذِي مهدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَيْسَ بشعيب مُوسَى بَعثه الله عز وَجل إِلَى أهل حُضُور فَقَتَلُوهُ فَسلط الله عَلَيْهِم بخت نصر وَهُوَ الَّذِي ذكر فِي التَّنْزِيل فِي قَوْله جلّ وَعز: {فَلَمَّا أحسوا بأسنا إِذا هم مِنْهَا يركضون} إِلَى قَوْله تبَارك اسْمه: {حصيدا خامدين} وَالله أعلم.
وَالْإِبِل الحضار: الْبيض لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا مثل الهجان سَوَاء. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب // (طَوِيل) //:
(مُعتقة صرف يكون سباءها ... بَنَات الْمَخَاض شومها وحضارها)

يَعْنِي سودها وبيضها.
وحضير الْكَتَائِب: رجل من سَادَات الْعَرَب مَعْرُوف. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(لَو أَن المنايا حدن عَن ذِي مهابة ... لَكَانَ حضير حِين أغلق واقما)

واقم: أَطَم بِالْمَدِينَةِ.
وحضار وَالْوَزْن: نجمان يطلعان قبل سُهَيْل.
وحضرة الرجل: فناؤه.
[ضرح] والضرح: الدّفع بِالرجلِ يُقَال: ضرحته الدَّابَّة برجلها ضرحا. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس // (بسيط) //:
(فاليد سابحة وَالرجل ضارحة ... وَالْعين قادحة والبطن مقبوب)

وَقَالَ أَبُو دَاوُد // (رجز) //:

(يضرح مَا يضرح مَا لَا يضرح ... )

يصف فرسا يَقُول: يضرح بقوائمه الْحِجَارَة فتضرح الْحِجَارَة الَّتِي ضرحتها حِجَارَة أُخْرَى.
وضارحت الرجل مضارحة وضراحا إِذا دافعته عَن أَمر.
وَسمي الضريح فِي الْقَبْر ضريحا لِأَنَّهُ انضرح عَن جالي الْقَبْر فَصَارَ فِي وَسطه وَسمي اللَّحْد لحدا لِأَنَّهُ مَال إِلَى أحد جالي الْقَبْر.
والمضرحي من النسور: الْأَبْيَض وَلَا أَظُنهُ إِلَّا اسْما عَاما.
والمضارح: مَوَاضِع مَعْرُوفَة.
وَقد سمت الْعَرَب ضراحا ومضرحا وضارحا.
والضراح زَعَمُوا: بَيت فِي السَّمَاء فَوق الْكَعْبَة تَطوف بِهِ الْمَلَائِكَة.
[رحض] والرحض: الْغسْل رحضته أرحضه رحضا وَقَالُوا أرحضه لُغَة حجازية. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(إِذا الْحَسْنَاء لم ترحض يَديهَا ... وَلم يقصر لَهَا بصر بستر)

(1/516)


وثوب رحيض ومرحوض أَي مغسول. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(مهامه أشباه كَأَن سرابها ... ملاء بأيدي الغاسلات رحيض)

والمرحاض: خَشَبَة يضْرب بهَا الثَّوْب إِذا غسل.
والرحضاء: الْعرق فِي أثر الْحمى.
وَقد سمت الْعَرَب رحضة ورحاضا.
[رضح] والرضح: دق النَّوَى بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يتفتت فتعلفه الْإِبِل. وَالْحجر الَّذِي يدق بِهِ مرضحة وَالْفِعْل الرضح والنوى رضيح ومرضوح.
(ح ر ط)

[طحر] طحرت الرّيح السَّحَاب تطحره طحرا إِذا فرقته فِي أقطار السَّمَاء. وكل شَيْء أبعدته فقد طحرته وَالرِّيح طحور.
وقوس طحور ومطحر: بعيدَة موقع السهْم وَذكروا على تذكير الْعود كَأَنَّهُمْ قَالُوا: عود مطحر.
والطحر والطحار: النَّفس العالي لُغَة يَمَانِية يُقَال: طحر يطحر طحرا وطحارا.
[طرح] والطرح: مصدر طرحت الشَّيْء أطرحه طرحا من الْيَد وَغَيرهَا.
وطرف مطرح: بعيد النّظر ورمح مطرح: طَوِيل.
وَالشَّيْء طريح ومطروح.
وَقد سمت الْعَرَب مطرحا وطراحا وطريحا.
وفحل مطرح: بعيد موقع المَاء فِي الرَّحِم.
ونخلة طروح: طَوِيلَة العراجين وَالْجمع طرح.
وَجَاء فلَان يمشي متطرحا إِذا جَاءَ يمشي مشيا متساقطا كمشي ذِي الكلال.
وسنام إطريح إِذا طَال ثمَّ مَال فِي أحد شقيه. وَفِي كَلَام بعض جواري الْعَرَب أَنه قيل لَهَا: مَا شجر أَبِيك؟ فَقَالَت: الإسليح رغوة وصريح وسنام إطريح.
(ح ر ظ)

[حظر] حظرت الشَّيْء أحظره حظرا فَهُوَ مَحْظُور إِذا حُزْته.
والحظار: مَا حظرته على غنم وَغَيرهَا بأغصان الشّجر أَو بِمَا كَانَ وَهِي الحظيرة والحظر أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(نزا حظرا أذرى بِهِ الْحَيّ عاضد ... )

وَيُقَال للكذاب: جَاءَ فلَان بالحظر الرطب إِذا جَاءَ بِالْكَذِبِ المستشنع. وَيُقَال للنمام: فلَان يُوقد الْحَظْر الرطب.
والمحظار: ضرب من الذُّبَاب.
(ح ر ع)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْغَيْن.
(ح ر ف)

حرف كل شَيْء: حَده وناحيته.
وناقة حرف: ضامر.
وَفُلَان على حرف من هَذَا الْأَمر أَي منحرف عَنهُ مائل.
وانحرفت عَن الشَّيْء انحرافا إِذا ملت عَنهُ.
والحرفة المكسب أَو الطعمة حِرْفَة فلَان من كَذَا وَكَذَا أَي مكسبه مِنْهُ.
والمحارف من هَذَا يُقَال: قد حورف كَسبه فميل بِهِ عَنهُ أَي ضيق عَلَيْهِ. وَقَالَ قوم: بل المحارف الْمُقدر عَلَيْهِ رزقه مَأْخُوذ من المحراف وَمِنْه سمي المحراف وَهُوَ الْميل الَّذِي تقاس بِهِ الْجراح. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(يزل قتود النسع عَن دأياتها ... كَمَا زل عَن رَأس الحجيج المحارف)

ويروى: الشجيج. الحجيج: الَّذِي قد حجت جراحته أَي استخرج مِنْهَا الْعِظَام.
والحرف: هَذَا الْحبّ الَّذِي يُسمى الثفاء عَرَبِيّ مَعْرُوف وأحسب أَن اشتقاق طعم الشَّيْء الحريف الَّذِي يلذع اللِّسَان مِنْهُ.
[حفر] والحفر: مصر حفرت الأَرْض أحفرها حفرا. والموضع المحفور: الحفير والحفرة. وَمَا أخرج من التُّرَاب من الشَّيْء

(1/517)


المحفور: حفر. قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا بَاب مطرد: حفرت الشَّيْء حفرا وَمَا أخرجته مِنْهُ حفر وهدمت الشَّيْء هدما وَمَا سقط مِنْهُ هدم ونقضت الشَّيْء أنقفضه نقضا وَمَا سقط مِنْهُ نقض.
والحفر والحفير: موضعان بَين مَكَّة وَالْبَصْرَة.
وَفِي أَسْنَان الرجل حفر وَقَالُوا حفر أَيْضا وَهُوَ نقد واصفرار حفرت أَسْنَانه حفرا.
وحفير: مَوضِع مَعْرُوف. قَالَ الشَّاعِر // (خَفِيف) //:
(لمن النَّار أوقدت بحفير ... لم تضئ غير مصطل مقرور)

وحافر الْفرس وَغَيره: مَعْرُوف وَإِنَّمَا سمي حافرا لِأَنَّهُ يُؤثر فِي الأَرْض.
والحفرى: ضرب من النَّبَات.
والحافرة من قَوْلهم: رَجَعَ فلَان على حافرته إِذا رَجَعَ على الطَّرِيق الَّذِي أَخذ فِيهِ.
وَرجع الشَّيْخ على حافرته إِذا خرف. قَالَ الراجز:

(فَإِنَّمَا قصرك ترب الساهره ... )

(حَتَّى تعود بعْدهَا فِي الحافره ... )

(من بعد مَا صرت عظاما ناخره ... )

وَقَوْلهمْ: النَّقْد عِنْد الْحَافِر أَي حَاضر. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: معنى قَوْلهم عِنْد الْحَافِر أَن الْخَيل كَانَت أكْرم مَا يتبايعونه بَينهم فَكَانُوا لَا يبيعونها بنسيئة فَيَقُول الرجل للرجل: النَّقْد عِنْد حَافره أَي لَا يَزُول حَافره حَتَّى آخذ ثمنه. وَقَالَ آخَرُونَ: لَا نَبْرَح من مقامنا حَتَّى نزن ثمن الْفرس. ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى صَار كل بيع بِنَقْد قيل: النَّقْد عِنْد الْحَافِر وَيُقَال أَيْضا: عِنْد الحافرة.
وكل حَدِيدَة حفرت بهَا الأَرْض فَهِيَ محفرة ومحفار.
والأحفار: مَوَاضِع مَعْرُوفَة. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(تغير الرّبع من سلمى بأحفار ... وأقفرت من سليمى دمنة الدَّار)

والحفير: مَوضِع مَعْرُوف.
[فَرح] والفرح: ضد الْحزن. وَيُقَال: فَرح يفرح فَرحا فَهُوَ فَرح وفرحان وفارح من قوم فراحى وفرحين.
والفرحة: المسرة. وَمن أمثالهم: الترحة تعقب القرحة.
وَالرجل المفرح: المثقل بِالدّينِ أفرح الرجل يفرح إفراحا فَهُوَ مفرح. وَفِي الحَدِيث:
لَا يتْرك فِي الْإِسْلَام مفرح وَقد رُوِيَ مفرج وَلكُل وَجه فالمفرج: الَّذِي لَا يعرف لَهُ وَلَاء وَلَا نسب. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: الْقَتِيل يُوجد بَين قريتين.
وأفرحني الشَّيْء مثل فدحني فَإِن كَانَت هَذِه مستعملة فَهِيَ من الأضداد.
وَقد قَالُوا: فرحان وفرحانة وَلَا أحسبها لُغَة عالية وَقَالُوا: امْرَأَة فرحى.
(ح ر ق)

حرق نَاب الْبَعِير يحرق وَصرف يصرف إِذا حك أحد نابيه على الآخر تهديدا ووعيدا من فحول الْإِبِل خَاصَّة وَهُوَ من النوق زَعَمُوا من الإعياء. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(أَبى الضيم والنعمان يحرق نابه ... عَلَيْهِ فأفضى وَالسُّيُوف معاقله)

وَيُقَال: فلَان يحرق عَلَيْك الأرم أَي يصرف بأنيابه تغيظا. قَالَ الراجز:

(نبئت أحماء سليمى إِنَّمَا ... )

(باتوا غضابا يحرقون الأرما ... )

وَحرقت الحديدة بالمبرد أحرقها حرقا إِذا بردتها.
وقرأت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: {لنحرقنه ثمَّ لننسفنه فِي اليم نسفا} .

(1/518)


وَحرق الرجل فَهُوَ محروق إِذا زَالَ حق وركه. قَالَ الراجز:

(يظل تَحت الفنن الوريق ... )

(أشول بالمحجن كالمحروق ... )

وأحرقت الشَّيْء بالنَّار إحراقا وحرقته تحريقا.
وَامْرَأَة حارقة قَالُوا: ضيقَة الْفرج. وَفِي حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: خير النِّسَاء الحارقة.
والحرقة: بطن من الْعَرَب.
ومحرق: لقب ملك من مُلُوكهمْ كَانَ حرق قوما فَسُمي محرقا وهما محرقان: محرق الْأَكْبَر امْرُؤ الْقَيْس اللَّخْمِيّ ومحرق الثَّانِي عَمْرو بن هِنْد مضرط الْحِجَارَة الَّذِي أحرق بني تَمِيم يَوْم أوارة هَكَذَا قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ. وَقَالَ آخَرُونَ: بل لتحريقه نخل ملهم.
وَقد سمت الْعَرَب حراقا وحريقا.
والحريق: اشتعال النَّار مَعْرُوف.
والحراق: مَا اقتبست بِهِ النَّار وَكَانُوا يتخذونه من الْعشْر إِذا وَقع فِيهِ السقط اشتعل.
وثوب فِيهِ حرق وَقَالَ قوم: حرق وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته من أثر دق الْقصار أَو غَيره كَلَام عَرَبِيّ
والمحرقة: بلد مَعْرُوف.
والحرقان: المذح فِي الفخذين من احتكاكهما فِي الْمَشْي.
والحرقتان: بطْنَان من الْعَرَب لقب وَقد ذكرهمَا الْأَعْشَى.
وَشعر وَرِيش حرق إِذا قل. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(حرق الْجنَاح كَأَن لحيي رَأسه ... جلمان بالأخبار هش مولع)

وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ // (كَامِل) //:
(ذهبت بشاشته فَأصْبح وَاضحا ... حرق المفارق كالبراء الأعفر)

الْبَراء مَمْدُود: مَا بري من الْقوس وَسقط تَحت المبراة. وحريق وحرقة: ابْن النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَابْنَته. قَالَ الشَّاعِر // (منسرح) //:
(نقسم بِاللَّه نسلم الحلقه ... وَلَا حريقا وَأُخْته حرقه)

وَمَاء حراق: ملح.
[حقر] والحقر: مصدر حقرت الرجل أحقره حقرا ومحقرة فَأَنا حاقر وَالرجل محقور وحقير. وَتقول الْعَرَب: استبت الْوَبرَة والأرنب فَقَالَت الْوَبرَة للأرنب: خطم وأذنان وسائرك أصلتان وَقَالَت الأرنب للوبرة: منكبان وَصدر وسائرك حقر نقر فَكَأَن نقرا إتباع لأَنهم يَقُولُونَ: حقير نقير. تَقول الْعَرَب: حقرا لفُلَان ومحقرة لَهُ وحقرة وحقارة. قَالَ الشَّاعِر // (مجزوء الْكَامِل المرفل) //:
(من مبلغ شَيبَان أَنا ... لم نَكُنْ أهل الحقاره)

[رحق] والرحق أصل بِنَاء الرَّحِيق: قَالُوا: هُوَ الصافي وَالله أعلم. وَفِي التَّنْزِيل: {من رحيق مختوم} . وخلط فِيهِ أَبُو عُبَيْدَة فَلَا أحب أَن أَتكَلّم فِيهِ.
وَقد قَالُوا: رحيق ورحاق وَقد جَاءَ رحاق فِي الشّعْر الفصيح فِي معنى رحيق وَلم أسمع لَهُ فعلا متصرفا.
[رقح] وَرجل رقاحي: قَائِم على مَاله مصلحه.
ورقح فلَان عيشه ترقيحا إِذا أصلحه. قَالَ الْحَارِث بن حلزة // (سريع) //:

(1/519)


(يتْرك مَا رقح من عيشه ... يعيث فِيهِ همج هامج)

وعيش مرقح ورقيح. وَقَالَ قوم من الْعَرَب فِي التَّلْبِيَة: جئْنَاك للنصاحة وَلم نأت للرقاحة أَي لإِصْلَاح الْمَعيشَة وَالتِّجَارَة.
[قحر] والقحر: الْبَعِير المسن وَكَذَلِكَ الشَّيْخ بعير قحر وقحارية مثل قراسية وَكَذَلِكَ رجل قحر وَامْرَأَة قحرة: مُسِنَّة. قَالَ رؤبة // (رجز) //:

(رتمي رُؤُوس القاحرات القحر ... )

(إِذا هوت بَين اللها والحنجر ... )

[قرح] والقرح: مَعْرُوف وَيُقَال الْقرح وَهُوَ الْجراح رجل قريح ومقروح من قوم قراحى وقرحى. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(لَا يسلمُونَ قريحا كَانَ وَسطهمْ ... تَحت العجاج وَلَا يشوون من قرحوا)

يَعْنِي أَنهم أَصَابُوا شواه يُقَال: أشواه إِذا أصَاب شواه وَهُوَ غير المقتل.
وَفرس قارح إِذا طلع نابه قرح يقرح قروحا وَفرس قارح وَالْأُنْثَى قارح أَيْضا وَقَالُوا قارحة وَالْأولَى أَعلَى. وَفرس أقرح وَالْأُنْثَى قرحاء وَهِي الْغرَّة المستديرة بَين الْعَينَيْنِ والجبهة إقراح الْفرس يقراح اقريحاحا واقرح اقرحاحا.
والقريحة: خَالص الطبيعة وَمِنْه اشتقاق المَاء القراح أَي الْخَالِص الَّذِي لم يمزج بِغَيْرِهِ. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(تعلل وَهِي ساغبة بنيها ... بِأَنْفَاسِ من الشبم القراح)

وَقَالَ قوم: القراح من الأَرْض من هَذَا لخلوص طينه من السبخ وَغَيره.
وقرحان: اسْم كلب وَله حَدِيث.
وَيُقَال: رجل قرحان من قوم قرحانين وَهُوَ الَّذِي لم يصبهُ جدري وَلَا حصبة وَلَا طاعون.
وَفِي الحَدِيث أَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى الشَّام وَهِي تستعر طاعونا فَقَالَ لَهُ رجل من الْمُسلمين: إِن أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قرحانون أَي لم يصبهم الطَّاعُون.
وَبَنُو قريح: بطن من الْعَرَب.
وناقة قارح: حَامِل.
واقترحت عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا إِذا اشْتهيت عَلَيْهِ.
ووشم مقرح تقريحا إِذا غرزته فِي الْيَد بالإبرة.
والقرحان: ضرب من الكمأة صغَار.
(ح ر ك)

الحرك: جمع حَرَكَة وَكَذَلِكَ الحركات. وَمَا بِالرجلِ حراك وَلَا حَرَكَة. وكل شَيْء أرغته ليزول فقد حركته تحريكا.
والحاركان: ملتقى الْكَتِفَيْنِ من الدَّابَّة من أَعلَى الْوَاحِد حارك وَالْجمع حوارك. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(أُصِيبَت تَمِيم غثها وسمينها ... بفارسها المرجو فَوق الحوارك)

والمحراك والمحراث سَوَاء وَهِي الْخَشَبَة الَّتِي تحرّك بهَا النَّار.
وَرجل حريك وَامْرَأَة حريكة وَهُوَ الَّذِي يضعف خصره فَإِذا مَشى رَأَيْته كَأَنَّهُ يتقلع من الأَرْض.
والحريك فِي بعض اللُّغَات: الْعنين.
وحرك فلَان فلَانا بِالسَّيْفِ إِذا ضرب عُنُقه أَو وَسطه.
[حكر] والحكر من قَوْلهم: رجل حكر وَقد حكر يحكر حكرا وَهُوَ المحتجن للشَّيْء المستبد بِهِ. يُقَال: احتكرت الشَّيْء احتكارا وَالِاسْم الحكرة. [ركح] والركح: ركح الْجَبَل وَهُوَ مَا علا من السفح واتسع وَالْجمع أركاح وركوح. قَالَ الراجز:

(أما ترى مَا ركب الأركاحا ... )

(لم يدع الثَّلج بهَا وجاحا ... )

(1/520)


وَيُقَال: لفُلَان ساحة يتركح فِيهَا أَي يتوسع.
وسرج مركاح إِذا تَأَخّر عَن ظهر الْفرس وَكَذَلِكَ الرحل على الْبَعِير.
وركحة الدَّار وركحتها: ساحتها.
وَفِي بعض اللُّغَات: ركح الرجل بَيته بِالْحِجَارَةِ إِذا نضدها عَلَيْهِ.
[كرح] وأحسب الكارحة والكارخة بِالْحَاء وَالْخَاء وَهُوَ حلق الْإِنْسَان أَو بعض مَا يكون فِي الْحلق من الْإِنْسَان.
(ح ر ل)

[رَحل] الرحل: مَعْرُوف رَحل الْبَعِير وَالْجمع رحال وَأدنى الْعدَد أرحل.
ورحلت الْبَعِير أرحله رحلا أَي جعلت عَلَيْهِ رحلا فَهُوَ مرحول وَأَنا راحل.
وبعير رحيل إِذا كَانَ قَوِيا على حمل الرحل صبورا عَلَيْهِ.
وَمَا أبين الرحلة فِي بعيرك أَي الصَّبْر على إغباط الرحل.
وَأَرَدْت الرحلة إِلَى مَوضِع كَذَا وَكَذَا أَي الارتحال.
فَأَما تسميتهم الْبَعِير رَاحِلَة فَهُوَ مقلوب فاعلة فِي مَوضِع مفعولة من قَوْله عز وَجل: {فِي عيشة راضية} أَي مرضية وَهَذَا كثير فِي كَلَامهم نَحْو قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: {حِجَابا مَسْتُورا} فِي معنى سَاتِر وَقَوله: {لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله} أَي لَا مَعْصُوم وَالله أعلم.
والمرحلة: الْموضع الَّذِي تنزل بِهِ من حَيْثُ ترتحل وكل مَوضِع نزلت بِهِ ثمَّ ارتحلت عَنهُ فَهُوَ مرحلة وَالْجمع مراحل.
ورحل الرجل: منزله وَيُقَال: فلَان وَاسع الرحل أَي خصيب الْمنزل.
وَمن أمثالهم: لَا يرحل رحلك من لَيْسَ مَعَك هَكَذَا جَاءَ الْمثل وَقَالَ قوم: لَا يرحلن رحلك من لَيْسَ مَعَك وَالْأول أَعلَى.
والرحيل: الارتحال رحلت الْبَعِير وارتحلته. قَالَ الراجز:

(إِذا سَمِعت الْقَوْم أرغوا فارتحل ... )

وَقد قيل: مَا لَهُ رحولة وَلَا ركوبة وَلَا قتوبة أَي لَيْسَ لَهُ مَا يرتحله وَلَا مَا يركبه وَلَا مَا يقتبه.
والرحيل: منزل بَين مَكَّة وَالْبَصْرَة.
وَفرس أرحل إِذا كَانَ فِي مَوضِع ملبده بَيَاض من البلق.
(ح ر م)

الْحرم: حرم مَكَّة وَمَا حولهَا. وَحرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْمَدِينَة.
وَالْحرَام: ضد الْحَلَال.
وَالْحرم: ضد الْحل. وَفِي التَّنْزِيل: {وَحرَام على قَرْيَة} وَحرم على قَرْيَة.
وَحُرْمَة الرجل: الَّتِي لَا تحل لغيره وَالْجمع حرم.
وَلفُلَان حُرْمَة ببني فلَان أَي تحرم.
وحريم الرجل: مَا يجب عَلَيْهِ حفظه وَمنعه.
وَأحرم الرجل إحراما من إِحْرَام الْحَج. وَقوم حرم وَحرَام أَي محرمون.
وَرجل حرمي: مَنْسُوب إِلَى الْحرم. قَالَ النَّابِغَة // (بسيط) //:
(لقَوْل حرمية قَالَت وَقد ظعنوا ... هَل فِي مخفيكم من يَشْتَرِي أدما)

ويروى: مخيفيكم يَعْنِي من نزل الْخيف.
وَرجل حرَام من قوم حرَام أَي محرمون. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(فَقلت لَهَا فيئي إِلَيْك فإنني ... حرَام وَإِنِّي بعد ذَاك لَبِيب)

أَي ملب وَيجوز أَن يكون من اللب وَهُوَ الْعقل.
وَقد سمت الْعَرَب حريما وَهُوَ أَبُو حَيّ مِنْهُم وحراما وَفِي الْعَرَب بطُون ينسبون إِلَى حرَام مِنْهُم بطن فِي بني تَمِيم ثمَّ فِي بني سعد وبطن فِي جذام: حرَام بن جذام وبطن فِي

(1/521)


ربيعَة فِي بكر بن وَائِل.
وَسمي الْمحرم محرما فِي الْإِسْلَام وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يُسمى أحد الصفرين لأَنهم كَانُوا ينسئونه فيحرمونه سنة ويحلونه سنة.
وَفُلَان محرم ببني فلَان أَي فِي حريمهم. قَالَ زُهَيْر // (طَوِيل) //:
(جعلن القنان عَن يَمِين وحزنه ... وَكم بالقنان من مَحل ومحرم)

أَي من بَيْننَا وَبَينه حلف لَا يحل لنا دَمه وَآخر يحل لنا قِتَاله.
وَأحرم الرجل إِذا دخل فِي الشَّهْر الْحَرَام وَإِن لم يَك محرما. قَالَ الرَّاعِي // (كَامِل) //:
(قتلوا ابْن عَفَّان الْخَلِيفَة محرما ... ودعا فَلم أر مثله مخذولا)

أَرَادَ أَنه قتل فِي الشَّهْر الْحَرَام. وَقَالَ آخر // (رمل) //:
(قتلوا كسْرَى بلَيْل محرما ... غادروه لم يمتع بكفن)

يُرِيد: قتل شيرويه أَبَاهُ أبرويز بن هُرْمُز أَرَادَ أَنه قتل فِي الشَّهْر الْحَرَام.
وَلفُلَان حُرْمَة ببني فلَان أَي تحرم.
وشَاة حرمى من غنم حرَام إِذا أَرَادَت الْفَحْل وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي المعزى.
وَحرمت الرجل أحرمهُ حرمانا وحرما إِذا سَأَلَك فمنعته وَرُبمَا سمي الْمَحْدُود الَّذِي لَا يُصِيب خيرا: محروما. قَالَ عَلْقَمَة // (بسيط) //:
(ومطعم الْغنم يَوْم الْغنم مطعمه ... أَنى توجه والمحروم محروم)

[حمر] وحمر الْفرس يحمر حمرا إِذا سنق أَي بشم فَأَنْتن فوه.
قَالَ امْرُؤ الْقَيْس // (طَوِيل) //:
(لعمري لسعد بن الضباب إِذا غَدا ... أحب إِلَيْنَا مِنْك فا فرس حمر)

أَرَادَ يَا فا فرس على النداء يعيره بالبخر.
وَفرس محمر وَهُوَ الهجين. قَالَ الشَّاعِر وَهُوَ زيد الْخَيل // (طَوِيل) //:
(أَفِي كل عَام مأتم تبعثونه ... على محمر مِنْكُم أثيب وَمَا رضَا)

ويروى: على محمر ثوبتموه. رضَا لُغَة لِطَيِّئٍ فِي معنى رَضِي وَقد تَكَلَّمت بهَا الْعَرَب تَقول طَيئ: بقى وفنى ورضى فِي معنى بَقِي وفني وَرَضي.
وَالْحمار من هَذَا اشتقاقه لهجنته وَثقله وَالْجمع حمر وحمير وأحمرة.
وحمار السرج والرحل: الَّذِي يوضع عَلَيْهِ.
والحماران: حجران يوضع عَلَيْهِمَا حجر رَقِيق يُسمى العلاة يجفف عَلَيْهِ الأقط. قَالَ الراجز:

(لَا ينفع الشاوي فِيهَا شاته ... )

(وَلَا حماراه وَلَا علاته ... )

الشاوي مَنْسُوب إِلَى الشَّاء.
وغيث حمر: شَدِيد.
وَبَنُو حمرى: بطن من الْعَرَب وَرُبمَا قَالُوا: بَنو حميري.
وحمير: حَيّ عَظِيم من الْعَرَب.
والحمائر: حِجَارَة عراض تُوضَع على اللَّحْد أَو على الْقَبْر والواحدة حمارة. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(إِن الَّذِي بَين الحمائر والسفى ... بالسي حَيْثُ يخط فِيهِ الظَّالِم)

السي: الفضاء من الأَرْض.
وَرجل أَحْمَر من قوم حمر وأحامر فَإِذا أردْت اللَّوْن

(1/522)


الْمَصْبُوغ بالحمرة لم يكن فِيهِ إِلَّا أَحْمَر بَين الْحمرَة من ثِيَاب حمر.
قَالَ أَبُو حَاتِم: خرج قوم من الْعَجم فِي أول الْإِسْلَام فَتَفَرَّقُوا فِي بِلَاد الْعَرَب فالأساورة بِالْبَصْرَةِ والأحامرة بِالْكُوفَةِ والجراجمة بِالشَّام والخضارمة بالجزيرة.
وحمارة القيظ: أَشد مَا يكون من الْحر.
وأحامر: مَوضِع.
وحامر: مَوضِع.
وَقد سمت الْعَرَب حمْرَان وأحمر وحميرا.
والأحمران: الذَّهَب والزعفران وَقَالُوا: اللَّحْم وَالْخمر.
والأحامرة: قوم.
والحمر: طَائِر والواحدة حمرَة وَرُبمَا خفف فَقيل حمر وَالْأَصْل التثقيل. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(قد كنت أحسبكم أسود خُفْيَة ... فَإِذا لصاف تبيض فِيهِ الْحمر)

لصاف مَبْنِيّ على الْكسر وَإِن رفعت فجيد وَإِن نصبت فَجَائِز. قَالَ أَبُو بكر: كَانَ الْأَصْمَعِي يخرج لصاف مخرج الْمُؤَنَّث فَيَقُول: هَذِه لصاف وَرَأَيْت لصاف ومررت بلصاف. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: هَذِه لصاف مَبْنِيّ على الْكسر أخرجه مخرج حذام وقطام وَمَا أشبهه.
وَابْن لِسَان الْحمرَة: أحد خطباء الْعَرَب.
وَتقول الْعَرَب: مَا يخفى ذَلِك على السَّوْدَاء والحمراء وعَلى الْأَحْمَر وَالْأسود يُرِيدُونَ الْعَرَب والعجم لِأَن الأدمة أغلب على ألوان الْعَرَب والحمرة والشقرة أغلب على ألوان الْعَجم.
وحمار قبان: دويبة شَبيهَة بالجرادة أَو أغْلظ مِنْهَا. قَالَ الراجز:

(يَا عجبا وَقد رَأَيْت عجبا ... )

(حمَار قبان يَسُوق أرنبا ... )

الأرانب: النبك فِي الأَرْض تعلو قَلِيلا مِقْدَار مَا يعثر فِيهِ عاثر إِذا مَشى. وأنشدوا // (طَوِيل) //:
(وَإِذ قَالَ سعد لِابْنِهِ إِذْ يَقُودهُ ... كَبرت فجنبني الأرانب صعصعا)

وَهَذَا لعب فِي كَلَامهم.
وَقَالَ قوم: الأرانب: الْمُلُوك وَاحْتَجُّوا بقول الشَّاعِر // (بسيط) //:
(الله يعلم والأقوام قد علمُوا ... أَن لم يكن لأبيكم أرنب السّلف)

والحمارة: حرَّة مَعْرُوفَة. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(سيبلغ مَا تحوي الحمارة وَابْنهَا ... قَلَائِص رسلات وشعث بلابل)

وحمراء الْأسد: مَوضِع مَعْرُوف.
واليحمور: طَائِر مَعْرُوف.
[رحم] وَالرحم: رحم الْمَرْأَة ثمَّ صَارَت أَسبَاب الْقَرَابَة أرحاما. وَكَذَا فسر فِي التَّنْزِيل: {وَاتَّقوا الله الَّذِي تساءلون بِهِ والأرحام}
بِالنّصب وَمن قَرَأَ عِنْد الْبَصرِيين بِالْجَرِّ فقد لحن.
وَتقول: جَزَاك الله وَالرحم خيرا الرّفْع وَالنّصب جَائِز وجزاك الله والقطيعة شرا النصب لَا غير.
وَالرحم وَالرحم وَاحِد. وَتقول: رَحمته رَحْمَة ورحما ومرحمة أَيْضا. وَالله عز وَجل الرَّحْمَن الرَّحِيم. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هما اسمان مشتقان من الرَّحْمَة مثل ندمان ونديم. قَالَ أَبُو بكر: خبرني عمي الْحُسَيْن بن دُرَيْد عَن أَبِيه عَن ابْن الْكَلْبِيّ عَن أَبِيه قَالَ: الرَّحْمَن اسْم لله تبَارك وَتَعَالَى لَا يدعى بِهِ غَيره والرحيم صفة لِأَن الْعَرَب تَقول: كن بِي رحِيما وَلم

(1/523)


تقل: كن بِي رحمانا. وَقد دلّ الْقُرْآن على ذَلِك بقوله عز وَجل: {قل ادعوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَن أيا مَا تدعوا فَلهُ الْأَسْمَاء الْحسنى} فَالله اسْم لَيْسَ لأحد فِيهِ شركَة وَكَذَلِكَ الرَّحْمَن وَلَيْسَ لأحد أَن يُسمى الرَّحْمَن إِلَّا الله.
وَقد سمت الْعَرَب مرحوما ورحيما.
وَيُقَال: نَاقَة رحوم إِذا اشتكت رَحمهَا فِي عقب الْولادَة وَقد رحمت ترحم رحما وَامْرَأَة رحوم أَيْضا.
[رمح] وَالرمْح: مَعْرُوف.
وَالرمْح: مصدر رمحته الدَّابَّة رمحا إِذا ركضته برجلها.
وَرجل رامح إِذا كَانَ مَعَه رمح ورماح.
وَقد سمت الْعَرَب رماحا.
والسماك الرامح: نجم من نُجُوم السَّمَاء نَظِيره السماك الأعزل يُقَال إنَّهُمَا ساقا الْأسد هَكَذَا يَقُول النجامون فَأَما الْعَرَب فَلَا تعرف إِلَّا السماكين وَالْقَمَر ينزل بالأعزل وَلَا ينزل بالرامح. وَقد غلط الْأسود بن يعفر فِي قَوْله // (طَوِيل) //:
(هنأناهم حَتَّى أعَان عَلَيْهِم ... سواقي السماك ذِي السِّلَاح السواجم)

ونوء السماك الأعزل عَزِيز وَلَا نوء للرامح.
وَجمع رمح رماح وأرماح فِي أدنى الْعلَا وَبَنُو الرماح: بطن من الْعَرَب.
والرماح بن ميادة: أحد شعراء قيس.
وَأَبُو رمح الْخُزَاعِيّ: أحد شعرائهم.
وَالْعرب تسمي اليربوع ذَا الرميح لطول ذَنبه.
وَتقول الْعَرَب للشَّيْخ إِذا اتكأ على الْعَصَا: أَخذ رُمَيْح أبي سعد وَأَبُو سعد مرْثَد بن سعد وَهُوَ أحد وَفد عَاد وَله حَدِيث. قَالَ الشَّاعِر // (منسرح) //:
(إِمَّا تري شكتي رُمَيْح أبي ... سعد فقد أحمل السِّلَاح مَعًا)

الشكة: السِّلَاح. وَقَوله إِمَّا فِي معنى إِن.
وَذُو الرمحين: رجل من قُرَيْش أَحْسبهُ جد عمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي. قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: سمي ذَا الرمحين لطوله وَقَالَ القرشيون: سمي بذلك لِأَنَّهُ قَاتل برمحين.
قَالَ الْأَصْمَعِي أَو غَيره: سَأَلت أَعْرَابِيًا فَقلت لَهُ: مَا النَّاقة القرواح؟ فَقَالَ: الَّتِي كَأَنَّمَا تمشي على أرماح يُرِيد طول قَوَائِمهَا.
[مرح] والمرح: النشاط مرح يمرح مرحا وَهُوَ المراح أَيْضا. وَرجل مرح من قوم مراحى ومرحى.
وناقة بَيِّنَة المرح أَي النشاط.
وَتقول الْعَرَب للرامي إِذا أصَاب: مرحى فَإِن أخطأوا قَالُوا: برحى.
وناقة ممراح إِذا كَانَت مرحة وَكَذَلِكَ الْبَعِير.
(ح ر ن)

حرن الدَّابَّة وحرن يحرن حرانا وحرانا وَهُوَ حرون كَمَا ترى وَهُوَ الَّذِي إِذا استدر جريه وقف فَلم يَتَحَرَّك.
والحرون: اسْم فرس مَعْرُوف.
وَسمي حبيب بن الْمُهلب بن أبي صفرَة الْأَزْدِيّ حرونا لِأَنَّهُ كَانَ يحرن فِي الْحَرْب فَلَا يبرح مَوْضِعه وَقَالَ قوم: بل مُحَمَّد بن الْمُهلب.
والمحارن من النَّحْل: اللواتي يلصقن بِالْأَرْضِ أَو بالعسل أَو بالخلية فَلَا يبرحن مِنْهَا حَتَّى ينزعن. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(كَأَن أصواتها من حَيْثُ تسمعها ... نبض المحابض ينزعن المحارينا)

المحابض: جمع محبض وَهِي خَشَبَة تكون فِي يَد المشتار يقْلع بهَا النَّحْل إِذا لصقت بالعسل.
وَقد سمت الْعَرَب حرينا.
وَبَنُو حرنة: بطن من الْعَرَب.

(1/524)


[رنح] والرنح أصل بِنَاء ترنح السَّكْرَان إِذا تمايل وكل شَيْء تمايل فقد ترنح ورنح ترنيحا.
[نحر] والنحر: مجَال القلادة من الصَّدْر وَمِنْه اشتقاق نحرت الْبَعِير لِأَنَّك تطعنه فِي نَحره.
وَيَوْم النَّحْر الَّذِي ينْحَر فِيهِ: مَعْرُوف.
والنواحر: عروق تقطع من نحر الْبَعِير كالفصد الْوَاحِد ناحر وَقَالُوا ناحرة.
وَدَار بني فلَان تنحر الطَّرِيق أَي تقابله.
وَأَقْبل فلَان فِي نحر الْجَيْش أَي فِي أَوله.
وَاللَّيْلَة تنحر الشَّهْر أَي أول لَيْلَة مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(ثمَّ اسْتمرّ عَلَيْهِ واكف همع ... فِي لَيْلَة نحرت شعْبَان أَو رجبا)

والنحيرة والمنحورة وَاحِد. وفسروا قَوْله عز وَجل: {فصل لِرَبِّك وانحر} قَالَ قوم: اسْتقْبل نحر النَّهَار أَي أَوله وَقَالَ آخَرُونَ: ضع يدك على نحرك وَالله أعلم.
(ح ر و)

[حور] الْحور: مصدر حَار يحور حورا إِذا رَجَعَ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: {إِنَّه ظن أَن لن يحور} أَي لن يحْشر.
وَمثل من أمثالهم: حور فِي محارة يضْرب للرجل المتحير الَّذِي لَا يعرف وجهة أمره. قَالَ الراجز:

(فِي بِئْر لَا حور سرى وَمَا شعر ... )

(من إفكه حَتَّى إِذا الصُّبْح جشر ... )

لَا هَا هُنَا لَغْو.
والحور: الرُّجُوع من صَلَاح إِلَى فَسَاد أَو من زِيَادَة إِلَى نُقْصَان.
وَمثل من أمثالهم: نَعُوذ بِاللَّه من الْحور بعد الكور يُرِيد النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة. وَقَالَ قوم: الْحور بعد الْكَوْن وَلَا أَدْرِي مَا وَجهه إِلَّا أَنهم زَعَمُوا أَنهم يَقُولُونَ: حَار بَعْدَمَا كَانَ.
والحور: جُلُود تشق ويتزر بهَا الصّبيان الْوَاحِدَة حورة.
والحور واحدتها حوراء.
والحور: نقاء بَيَاض الْعين وصفاء سوادها وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي الصّبيان. وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول: لَا يكون فِي النَّاس حور وَإِنَّمَا ذَلِك فِي الظباء.
والحور: أحد الْكَوَاكِب الثَّلَاثَة من بَنَات نعش وَقَالَ مرّة أُخْرَى: أحد النُّجُوم الثَّلَاثَة الَّتِي تتبع بَنَات نعش.
وحوران: مَوضِع.
وحوار النَّاقة: وَلَدهَا. وَمثل من أمثالهم: لَا يضر الحوار وَطْء أمه. وَجمع الحوار حيران وأحورة.
وَكلمت فلَانا فَمَا أحار جَوَابا وَمَا سَمِعت لَهُ حوارا وَلَا حويرا.
وحاورت فلَانا محاورة وحوارا وحويرا إِذا كلمك فأجبته.
واشتقاق الحواريين قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: كَانُوا قوما قصارين أجابوا عِيسَى بن مَرْيَم صلى الله عَلَيْهِمَا وَسلم فسموا حواريين لتحويرهم الثِّيَاب أَي غسلهم إِيَّاهَا.
والحواريات: نسَاء الْأَمْصَار سمين بذلك لبياضهن. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(فَقل للحواريات يبْكين غَيرنَا ... وَلَا يبكنا إِلَّا الْكلاب النوابح)

والدقيق الحوارى من هَذَا اشتقاقه لبياضه ونقائه.
وَبَعض الْعَرَب يُسَمِّي النَّجْم الَّذِي يُقَال لَهُ المُشْتَرِي: الأحور.
وحورت عين الْبَعِير إِذا أدرت حولهَا ميسما.
وحورت الخبزة إِذا دورتها والخشبة الَّتِي يحور بهَا تسمى المحور.
والمحور: الْخَشَبَة الَّتِي تَدور فِيهَا المحالة.
[روح] وَالروح من قَوْلهم: رجل أروح وَامْرَأَة روحاء وَهُوَ دون

(1/525)


الفحج وَزَعَمُوا أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ كَانَ أروح.
وَالروح: اسْم من قَوْلهم: مَكَان ريح أَي طيب الرّوح.
وَقد سمت الْعَرَب روحا ورواحا ورواحة.
وَرَاح الرجل يروح رواحا من رواح الْعشي.
وأراح مَاشِيَته إِذا روحها إِلَى المرعى.
والروحاء: مَوضِع.
وَبَنُو رَوَاحَة: بطن من الْعَرَب.
فَأَما الروحانيون من الْمَلَائِكَة فَلَا أَدْرِي إِلَى مَا نسبوا وَالله أعلم.
وَأما الرّوح فِي الْقُرْآن فَلَا يَنْبَغِي لأحد أَن يقدم على تَفْسِيره لِأَنَّهُ قَالَ عز وَجل: {ويسألونك عَن الرّوح قل الرّوح من أَمر رَبِّي} . وَذكروا أَن بعض أهل الْعلم سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ: أبهموا مَا أبهم الله.
وروح الْإِنْسَان مُخْتَلف فِيهِ فَقَالَ قوم: هِيَ نَفسه الَّتِي يقوم بهَا جِسْمه وَقَالَ آخَرُونَ: الرّوح خلاف النَّفس. وَقد قرئَ: {فَروح وَرَيْحَان} وروح وَرَيْحَان} . وَقَالَ قوم: الرّوح: الرَّاحَة وَالريحَان: الرزق وَالله أعلم. وَأما قَوْله عز وَجل: {نزل بِهِ الرّوح الْأمين} قَالُوا: جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام.
والرواح: الرَّاحَة أَيْضا. وَقَالَت امْرَأَة من بني تَمِيم وَقد عرضت على النَّار يَوْم بطاح يَوْم أحرقهم خَالِد بن الْوَلِيد // (مجزوء الرجز) //:

(يَا موت عَم صباحا ... )

(إِذا لم أجد رواحا ... )

(كافحته كفاحا ... )

ثمَّ أَلْقَت نَفسهَا فِي النَّار.
وَالرِّيح: مَعْرُوفَة وأصل هَذِه الْيَاء وَاو لِأَنَّك تجمعها أرواحا فتردها إِلَى الأَصْل فَإِذا قَالُوا ريَاح قلبوا الْوَاو يَاء لكسرة مَا قبلهَا.
وأراح الرجل إبِله يريحها إراحة وَأَصله الْوَاو كَأَنَّهُ كَانَ أروح إبِله فقلبوا الْوَاو ألفا.
وأرحت فلَانا من كَذَا وَكَذَا إراحة.
وراحة الْإِنْسَان: مَعْرُوفَة وَالْجمع رَاح.
[وحر] والوحرة: دويبة شَبيهَة بالوزغة تقع فِي الطَّعَام فتفسده وَرُبمَا قيل: طَعَام وحر إِذا وَقعت فِيهِ الوحرة.
ووحر صدر الرجل يوحر وحرا وَهُوَ الْغِشّ والغل وَالله أعلم. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
صَوْم شهر الصَّبْر وَثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر تذْهب وحر الصَّدْر.
(ح ر هـ)

اسْتعْمل مِنْهَا الْحرَّة وَقد مر ذكرهَا فِي الثنائي.
(ح ر ي)

رجل حري بِهَذَا الْأَمر وحر بِهِ مثل جدير سَوَاء.
[] وَمَال حير: كثير. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: رَأَيْت بِالْيمن امْرَأَة ترقص ابْنهَا وَهِي تَقول // (رجز) //:

(يَا رَبنَا من سره أَن يكبرا ... )

(فسق لَهُ يَا رب مَالا حيرا ... )

قَالَ أَبُو بكر: وَقَالَ مرّة أُخْرَى: فَهَب لَهُ يَا رب.
فَأَما قَول الْعَامَّة: الحير فخطأ إِنَّمَا هُوَ الحائر وَهَذَا الْبَاب نأتي عَلَيْهِ فِي المعتل إِن شَاءَ الله.
(بَاب الْحَاء وَالزَّاي وَمَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ز س)

مهمل.
(ح ز ش)

[شحز] أهملت إِلَّا فِي قَوْلهم الشحز وَهِي كلمة مَرْغُوب عَنْهَا يتَكَلَّم بهَا أهل الْجوف - والجوف مَوضِع بِالْيمن - يكنى بهَا عَن النِّكَاح.
(ح ز ص)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الضَّاد.

(1/526)


(ح ز ط)

[طحز] اسْتعْمل مِنْهَا الطحز وَلَيْسَ بعربي صَحِيح كَأَنَّهُ فِي معنى الْكَذِب طحز يطحز طحزا وَهِي كلمة مولدة وَرُبمَا اسْتعْملت فِي الْكَذِب.
(ح ز ظ)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْعين والغين.
(ح ز ف)

[حفز] الحفز: الإعجال حفزني عَن كَذَا وَكَذَا يحفزني حفزا أَي أعجلني وأزعجني. وَفِي كَلَام لأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يحفزه البدار عَن مُطَالبَة الأوتار. وَأَخْبرنِي الْحسن بن خضر أَن هَذَا الْكَلَام لأم كُلْثُوم بنت عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قالته فِي كَلَام لَهَا عِنْد منصرفهم من الشَّام إِلَى الْمَدِينَة بعد قتل الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلَام.
[زحف] والزحف لَهُ مَوَاضِع: زحف الرجل يزحف زحفا إِذا حبا على استه.
وتزاحف الْقَوْم فِي الْحَرْب إِذا تدانوا.
وفر من الزَّحْف إِذا فر من الْقِتَال.
والتقى الزحفان أَي الجيشان.
والمزحف: المعيي الَّذِي ألْقى نَفسه وَلَا حراك بِهِ.
وَقد سمت الْعَرَب زحافا وزاحفا ومزاحفا.
ومزاحف الْحَيَّات: آثارها على الأَرْض. قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ // (وافر) //:
(كَأَن مزاحف الْحَيَّات فِيهِ ... قبيل الصُّبْح آثَار السِّيَاط)

وأزحف الرجل إِذا كلت مطيته.
(ح ز ق)

الحزق من قَوْلهم: حزقت الْقوس أحزقها حزقا إِذا شددتها بالوتر الْفَاعِل حازق وَالْمَفْعُول محزوق.
وحازوق: اسْم رجل من فرسَان الْخَوَارِج لَهُ حَدِيث. قَالَت الْحَنَفِيَّة // (طَوِيل) //:
(أقلب عَيْني فِي الفوارس لَا أرى ... حزاقا وعيني كالحجاة من الْقطر)

أَرَادَت حازوقا فَلم يستقم لَهَا الْبَيْت فَقَالَت حزاقا. والحجاة: النفاخة من المَاء الَّذِي يقطر.
والحزقة من النَّاس وَغَيرهم: الْجَمَاعَة وَالْجمع حزق. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(دانية لشرورى أَو قفا أَدَم ... تسْعَى الحداة على آثَارهم حزقا)

وَرجل حزقة: قصير غليظ زري الْخلق. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس // (طَوِيل) //:
(وأعجبني مشي الحزقة خَالِد ... كمشي أتان حلئت عَن مناهل)

حلئت: منعت المَاء. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(لحائم حام حَتَّى لَا حيام بِهِ ... محلا عَن سَبِيل المَاء مطرود)

والحزيقة أَيْضا: جمَاعَة من النَّاس والنحل وَالْجمع حزائق.
وَقَالُوا: الحزقة: السَّيئ الْخلق الْبَخِيل.
[قحز] والقحز أَن يَرْمِي الرَّامِي بِالسَّهْمِ فَيَقَع بَين يَدَيْهِ يُقَال: قحز السهْم يقحز قحزا فَهُوَ قاحز. قَالَ الراجز:

(إِذا تنزى قاحزات القحز ... )

(عَنهُ وأكبى واقذات الرَّمْز ... )

والقحاز: دَاء يُصِيب الْغنم.
[قزَح] والقزح: أبزار الْقدر قزَح قدره تقزيحا إِذا ألْقى فِيهَا الأبزار وَمِنْه قَوْلهم: مليح قزيح كَأَن قزيحا إتباع.
وقزح: اسْم رجل. قَالَ الْأَعْشَى // (رمل) //:

(1/527)


(جَالس فِي أنفس قد يئسوا ... فِي محيل الْقد من صحب قزَح)

فَأَما الْقوس الَّتِي تسمى قَوس قزَح فقد نهي عَن ذَلِك. وَقَالُوا: قزَح اسْم شَيْطَان وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: القزح: الخطوط من الألوان الَّتِي فِيهِ.
وقزح الْكَلْب ببوله إِذا أخرجه دفعا وَقَالَ قوم: القزح: بَوْل الْكَلْب خَاصَّة.
(ح ز ك)

[زحك] الزحك: الدنو يُقَال: زحك يزحك زحكا إِذا دنا. وتزاحك الْقَوْم إِذا تدانوا وَقَالُوا: تزاحكوا إِذا تباعدوا وَيُقَال مِنْهُ: زاحكته إِذا باعدته كَأَنَّهُ من الأضداد عِنْدهم. قَالَ أَبُو بكر: وأهمل الْخَلِيل هَذِه الْكَلِمَة وأحسبها غَلطا من اللَّيْث.
(ح ز ل)

[زحل] الزحل: التباعد عَن الشَّيْء. يُقَال: زحل يزحل زحلا إِذا تبَاعد. وَيَقُول الرجل للرجل: ازحل عني أَي تبَاعد. والزحل من قَوْلهم: ازحل عَن هَذَا الْمَكَان أَي تَنَح عَنهُ. وَأَنا عَن هَذَا الْأَمر بمزحل أَي متنحى.
وزحل: نجم من النُّجُوم السَّبْعَة مَعْرُوف وَلَيْسَ مِمَّا تعرفه الْعَرَب.
[حلز] والحلز مِنْهُ اشتقاق حلزة وَقَالَ قوم: هِيَ دويبة مَعْرُوفَة وَقَالَ آخَرُونَ: بل هُوَ مُشْتَقّ من الحلز أَي الْبُخْل وَمِنْه الْحَارِث بن حلزة الْيَشْكُرِي.
[زلح] والزلح يُقَال: زلح يزلح زلحا وَهُوَ تُطْعِمُك الشَّيْء. يُقَال: تزلحت من هَذَا الطَّعَام إِذا ذقته.
وإناء زلحلح: قريب القعر.
وخبزة زلحلحة: رقيقَة. قَالَ الراجز:

(إِذا قداح كالأكف خمس ... )

(زلحلحات مائرات ملس ... )

[لحز] واللحز: البغيض الْبَخِيل الضّيق. يُقَال: رجل لحز من قوم ألحاز وَقد لحز يلحز لحزا وَهُوَ لاحز وملاحز.
والملاحز: المضائق.
والتلاحز: التعاوض فِي الْكَلَام تلاحز الْقَوْم إِذا تعاوصوا الْكَلَام بَينهم.
(ح ز م)

رجل حَازِم بَين الحزم والحزامة إِذا كَانَ محكما غير منتكث فِي رَأْيه وتصرفه.
والحزم: الغلظ من الأَرْض وَالْجمع حزوم وَهُوَ نَحْو الْحزن هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي وَقَالَ غَيره: الْحزن أغْلظ من الحزم.
وأحزم الْقَوْم إِذا سلكوا الحزم.
والأحزم من الأَرْض: مثل الحزم سَوَاء.
وكل شَيْء جمعته كالإضبارة فقد حزمته وَمِنْه سميت الحزمة من الْحَطب وَغَيره.
ومحزم الدَّابَّة: وَسطه حَيْثُ يَقع عَلَيْهِ الحزام.
والحزام: مَعْرُوف.
والحيزوم: الصَّدْر وَهُوَ الحزيم ايضا.
وشددت لهَذَا الْأَمر حزيمي وحيازيمي وحيزومي أَي وطنت نَفسِي عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث أَنه سمع يَوْم بدر قَائِل يَقُول من السَّمَاء: إقدم حيزوم فَذكرُوا أَنه فرس جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام. قَالَ أَبُو بكر: هَذَا لفظ الحَدِيث وَالصَّوَاب أقدمي.
والأحزم من الأَرْض: مثل الْحزن سَوَاء. قَالَ الشَّاعِر // (سريع) //:
(وَالله لَوْلَا قرزل إِذْ نجا ... لَكَانَ مأوى خدك الأحزما)

وروى أَبُو عُبَيْدَة: الأخرما أَرَادَ أَنه يقطع رَأسه فَيسْقط على أخرم كتفه. وقرزل: اسْم فرس طفيل أبي عَامر بن الطُّفَيْل.
وحزام الرحل: مَعْرُوف.
وحزام السرج: مَا شدّ على الدَّابَّة.

(1/528)


وَقد سمت الْعَرَب حزاما وحزما وحزيمة وحازما.
وحزيمة: اسْم فَارس من فرسانهم. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(تدارك إرخاء العرادة كلمها ... وَقد جَعَلتني من حزيمة إصبعا)

وحزمة: اسْم فرس مَعْرُوفَة. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(أَعدَدْت حزمة وَهِي مقربة ... تقفى بقوت عيالنا وتصان)

[حمز] وحمز هَذَا الْأَمر قلبِي إِذا امتعضت مِنْهُ. وَمِنْه اشتقاق حَمْزَة. قَالَ الشماخ // (طَوِيل) //:
(فَلَمَّا شراها فاضت الْعين عِبْرَة ... وَفِي الصَّدْر حزاز من الوجد حامز)

يرْوى حزاز وحزاز.
وَرجل حميز الْفُؤَاد: حديده.
وَيُقَال: حمز فَاه الْخلّ يحمزه حمزا إِذا قَبضه من شدَّة حموضته.
[زحم] والزحم: مصدر زحمت الرجل أزحمه زحما إِذا دَفعته فِي مضيق أَو حاككته فِيهِ.
وَرجل مزحم إِذا كَانَ فعالا لذَلِك.
والزحام: مصدر زاحمته مزاحمة وزحاما.
وتزاحم الْقَوْم تزاحما.
وَقد سمت الْعَرَب زحما ومزاحما.
[زمح] وَرجل زمح: ضيق بخيل من قوم زمامح وزماميح وزمحين.
والزماح: سهم يَجْعَل على رَأسه طين كالبندقة يرْمى بِهِ الطير وَاحْتَجُّوا برجز عَن رجل من الْجِنّ:

(هَل يبلغنيهم إِلَى الصَّباح ... )

(هيق كَأَن رَأسه زماح ... )

قَالَ أَبُو بكر: هَذَا غلط إِنَّمَا السهْم يُسمى الجماح فَأَما الزماح فطائر كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يَأْتِي الْمَدِينَة فيقف على أَطَم بني وَاقِف فَيَصِيح: حَرْب حَرْب فَرَمَوْهُ فَقَتَلُوهُ وَله حَدِيث وَحَدِيثه أَنه كَانَ من أكل من لَحْمه أَصَابَهُ حبن. قَالَ بعض الشُّعَرَاء // (خَفِيف) //:
(أَعلَى الْعَهْد أَصبَحت أم عَمْرو ... لَيْت شعري أم غالها الزماح)

أَي أكلت من لَحْمه فَهَلَكت وَقيل إِنَّه كَانَ يختطف الصَّبِي من مهده.
[مزح] والمزح: ضد الْجد والمزاح: مصدر مازحته ممازحة ومزاحا وَالِاسْم المزاح وَرجل مازح وممازح وَهُوَ مصدر مزحت أمزح مزحا.
(ح ز ن)

الْحزن: الغلظ من الأَرْض مثل الحزم سَوَاء. وَقد فصل قوم فزعموا أَن الْحزن أغْلظ من الحزم وَلَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ وَالْجمع حزون.
وأحزن الرجل إِذا ركب الْحزن.
والحزن: مَعْرُوف يُقَال: حزن يحزن حزنا وحزنا. وَقد قرئَ: {إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله} وحزني.
وحزنني هَذَا الْأَمر وأحزنني لُغَتَانِ فصيحتان أجازهما أَبُو زيد وَغَيره. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أعرف إِلَّا حزنني يحزنني وَالرجل محزون وحزين وَلم يَقُولُوا محزن.
وَجمع الْحزن أحزان.
وحزانة الرجل: أَهله الَّذين يحزن بحزنهم ويفرح بفرحهم.

(1/529)


[زحن] والزحن: الْحَرَكَة يُقَال: زحنه عَن مَكَانَهُ يزحنه إِذا أزاله عَنهُ.
[زنح] والزنح: الدّفع وَلَيْسَ بثبت يُقَال: زنحه يزنحه زنحا وأحسب أَن أَبَا مَالك ذكرهَا.
[نحز] والنحز من قَوْلهم: نحزت الشَّيْء أنحزه نحزا فِي الهاوون. قَالَ أَبُو بكر: قيس تَقول: هُوَ الهاوون وَلَا يعْرفُونَ الهاون أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن عَن عَمه الْأَصْمَعِي بذلك.
والنحاز: سعال يُصِيب الْإِبِل وَالْغنم. قَالَ الْقطَامِي // (وافر) //:
(ترى مِنْهُ رُؤُوس الْخَيل زورا ... كَأَن بهَا نحازا أَو دكاعا)

الدكاع: دَاء يَأْخُذ فِي الْجنب شَبيه بالتقبض وَالْبَعِير منحوز وَبِه ناحز.
وَيُقَال: نحزت الدَّابَّة برجلي إِذا حركتها لتستحثها.
وَتقول الْعَرَب للرجل إِذا شتموه: نحزة لَك ونحازا لَك.
وَيُقَال: فلَان من نحاز صدق كَمَا يُقَال: من نُحَاس صدق أَي من أصل صدق.
ونحيزة الرجل: طَبِيعَته وغريزته وَالْجمع نحائز.
وَيُقَال: فلَان من نحاز فلَان وَمن نحاسه إِذا كَانَ من ضربه وَشبهه.
والنحيزة: غلظ من الأَرْض ينقاد ويستطيل فِي سهولة وَالْجمع نحائز.
والنحيزة: سفيفة كالعرقة يشد بهَا الهودج وَتجمع نحائز أَيْضا.
[نزح] ونزحت الْبِئْر وَغَيرهَا أنزحها نزحا إِذا استقيت مَا فِيهَا أجمع. وَرُبمَا قَالُوا: أنزح المَاء إِذا نضب. وَيَقُول بعض الْعَرَب: أنزحت الْبِئْر إِذا وَجدتهَا منزوحة كَمَا يُقَال: أقفرت الْمَكَان إِذا وجدته قفرا. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(أُمَامَة حلت بعد عَهْدك راكسا ... وأقفرت مِنْهَا رحرحان فداحسا)

أَي أصبته قفرا.
ونزحت دَار بني فلَان إِذا تَبَاعَدت نزوحا.
والنازح: الْبعيد.
ونزحت الْعين الدمع نزحا.
وَالدَّار نازحة والبئر منزوحة وَالرجل نازح ونزيح.
والمنزحة: مَا نزحت بِهِ مَاء الْبِئْر من دلو أَو غَيرهَا.
(ح ز و)

حزا يحزو حزوا فَهُوَ حَاز والحازي: الَّذِي يتكهن فيخط فِي الأَرْض خطا ويطرق بالحصى الذّكر حَاز وَالْأُنْثَى حازية وَالْجمع حزاة.
والحزاء مَمْدُود: نبت مَعْرُوف.
[حوز] وحزت الشَّيْء أحوزه حوزا وحيازة إِذا استبددت بِهِ وملكته وحيازا أَيْضا. وَهَذِه الْيَاء الَّتِي فِي حياز انقلبت يَاء لكسرة مَا قبلهَا.
وَرجل أحوزي إِذا كَانَ جادا فِيمَا يَأْخُذ فِيهِ من عمل.
وَحَازَ الرَّاعِي إبِله يحوزها حوزا إِذا جمعهَا وساقها وَكَذَلِكَ الْحمار إِذا حَاز آتنه. قَالَ العجاج // (رجز) //:

(يحوزهن وَله حوزي ... )

(كَمَا يحوز الفئة الكمي ... )

ويروى: وَله حوذي كَمَا يحوذ. قَالَ أَبُو بكر: سَأَلت أَبَا حَاتِم عَن معنى قَوْله: وَله حوزي قَالَ: لَهُ حائز من قلبه أَي مزعج.
وَيُقَال: فلَان فِي حوزة فلَان أَي فِي ناحيته. وَمنع الْقَوْم حوزتهم أَي ناحيتهم.
وَقد سمت الْعَرَب أحوز وحوازا.
[زوح] وزحت الشَّيْء أزوحه زوحا إِذا أرغته عَن مَوْضِعه ونحيته.

(1/530)


وزاح الشَّيْء يزوح ويزيح زيحا وزيحانا إِذا زَالَ عَن مَكَانَهُ وزحته وأزحته أَنا إزاحة وَهُوَ مزوح ومزاح.
(ح ز هـ)

[حزز] أهملت إِلَّا فِي قَوْلهم حزه حزة مُنكرَة وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه.
(ح ز ي)

لَهَا مَوَاضِع فِي المعتل ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(بَاب الْحَاء وَالسِّين مَعَ مَا يليهما من الْحُرُوف فِي الثلاثي الصَّحِيح)

(ح س ش)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الصَّاد وَالضَّاد.
(ح س ط)

[سحط] السحط: الْغصَص يُقَال: أكل طَعَاما فسحطه أَي أشرقه. وَأهل الْيمن يَقُولُونَ: انسحط الشَّيْء من يَدي إِذا املس فَسقط وأكلت طَعَاما فسحطني أَي أشرقني. قَالَ ابْن مقبل يصف بقرة // (بسيط) //:
(كَاد اللعاع من الحوذان يسحطها ... ورجرج بَين لحييها خناطيل)

الرجرج: مَا ترجرج من لُعَابهَا وخناطيل: متلزج. قَالَ أَبُو بكر: كل بقلة لينَة إِذا أكلتها الْمَاشِيَة سَالَ لُعَابهَا. وَقَالَ قوم: السحط والشحط سَوَاء وَهُوَ الذّبْح.
[سطح] وسطح كل شَيْء: أَعْلَاهُ.
وانسطح الرجل إِذا امْتَدَّ على قَفاهُ فَلم يَتَحَرَّك وَبِه سمي المنبسط على قَفاهُ من الزمانة سطيحا.
وسطيح الكاهن: رجل من كهان الْعَرَب خلق سطيحا لَا عظم فِيهِ وَله أَحَادِيث كَثِيرَة وَهُوَ أحد بني ذِئْب من غَسَّان قَبيلَة من الأزد زعم ابْن الْكَلْبِيّ أَنه عَاشَ ثَلَاثمِائَة سنة خرج مَعَه الأزد أَيَّام سيل العرم وَمَات فِي أَيَّام شيرويه بن هُرْمُز وَقد كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة.
والسطاح: ضرب من النبت.
والمسطح بِفَتْح الْمِيم: الْموضع الَّذِي يجفف ويبسط فِيهِ التَّمْر وَقد قيل بِكَسْر الْمِيم أَيْضا وَكَذَلِكَ يُسَمِّيه أهل الْحجاز وَمن والاهم من أهل النّخل من الْعَرَب واسْمه بلغَة عبد الْقَيْس الْفِدَاء مَمْدُود.
والمسطح بِكَسْر الْمِيم: عَمُود من أعمدة الخباء. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(تعرض ضيطارو فعالة دُوننَا ... وَمَا خير ضيطار يقلب مسطحًا)

قَالَ أَبُو بكر: الرِّوَايَة: تعرض ضيطارو خُزَاعَة. والضيطار: الرجل الضخم الَّذِي لَا غناء وَلَا خير عِنْده وَالْجمع ضياطرة وضياطر.
والسطيحة: أديمان يتَّخذ مِنْهُمَا مزادة.
[طحس] والطحس والطحز يكنى بِهِ عَن الْجِمَاع طحس وطحز طحسا وطحزا.
(ح س ظ)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْعين والغين.
(ح س ف)

الحساف: حساف التَّمْر وَهُوَ الْفَاسِد الْمُتَغَيّر من التَّمْر المتناثر من الْقدَم.
وانحسف الشَّيْء فِي يَدي إِذا تفتت.
[حفس] وَقَالُوا: رجل حيفس وحيفساء: ضخم لَا خير عِنْده.
[سحف] والسحف من قَوْلهم: سحف رَأسه يسحفه سحفا إِذا حلقه. قَالَ زُهَيْر // (طَوِيل) //:

(1/531)


(فأقسمت جهدا بالمنازل من منى ... وَمَا سحفت فِيهِ المقاديم وَالْقمل)

وناقة سحوف إِذا كَانَت طَوِيلَة الأخلاف. والسحوف أَيْضا: السمينة الَّتِي يسحف الشَّحْم عَن جنبيها أَي يقشر. قَالَ الشَّاعِر // (سريع) //:
(من كل كوماء سحوف إِذا ... جَفتْ من الشَّحْم مدى الجازر)

ويروى: من شَحم كوم كالنصاب إِذا جَفتْ.
وَرجل سيحف: طَوِيل وَكَذَلِكَ نصل سيحف وَقَالُوا سيحف. قَالَ الشنفرى // (طَوِيل) //:
(لَهَا وَفِضة فِيهَا ثَلَاثُونَ سيحفا ... إِذا آنست أولى العدي اقشعرت)

الوفضة: شَبيه بالكنانة أَو الخريطة.
[سفح] والسفح: سفح الْجَبَل وَهُوَ حَيْثُ انسفح مَاء السَّيْل عَلَيْهِ.
وسفحت المَاء أسفحه سفحا إِذا صببته.
وسفحت الْعين الدُّمُوع سفحا إِذا صبتها.
والمسافحة: أَن يتسافح الرِّجَال وَالنِّسَاء مَاءَهُمْ فَيذْهب ضيَاعًا وَبِه سمي السفاح.
والسفاح: رجل من رُؤَسَاء الْعَرَب سفح مَاءَهُ فِي غَزْوَة غَزَاهَا قَالُوا: صبه وَقَالَ: لَا أحتاج إِلَيْهِ حَتَّى أصل إِلَى حَاجَتي. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(وأخوهم السفاح ظمأ خيله ... حَتَّى وردن جبا الْكلاب نهالا)

الجبا مَقْصُور: الْحَوْض الَّذِي يجبى فِيهِ المَاء وَإِذا كسر فَهُوَ المَاء بِعَيْنِه.
والسفيح: قدح من قداح الميسر لَا حَظّ لَهُ. [فسح] وفسحت للرجل فِي الْمجْلس إِذا أوسعت لَهُ.
وانفسحت الأَرْض إِذا اتسعت. وَمَكَان فاسح وفسيح ومنفسح.
وَلَك فِي هَذَا الْأَمر فسحة أَي متسع.
(ح س ق)

[سحق] سحقت الشَّيْء أسحقه سحقا إِذا دققته.
وأسحق الرجل إسحاقا إِذا بعد. وَقَالَ قوم: بل هَذَا فعل يتَعَدَّى: أسحقه الله إسحاقا مثل قَوْلهم: أبعده الله إبعادا.
وأسحقت النَّاقة إسحاقا إِذا ارْتَفع لَبنهَا وَقل. قَالَ لبيد // (كَامِل) //:
(حَتَّى إِذا يئست وأسحق حالق ... لم يبله إرضاعها وفطامها)

قَالَ أَبُو بكر: لما يئست الْبَقَرَة من وَلَدهَا أسحق ضرْعهَا أَي ذهب مَا فِيهِ من اللَّبن. والحالق: الضَّرع الَّذِي كَاد يمتلئ. يَقُول: لما حزنت تركت الرَّعْي حَتَّى أسحق الضَّرع الَّذِي كَانَ حالقا. .
وَقد سمت الْعَرَب مساحقا. فَأَما إِسْحَق فاسم أعجمي وَإِن كَانَ لَفظه لفظ الْعَرَبِيّ.
وَتقول الْعَرَب للرجل: بعدا لَهُ وَسُحْقًا أَي أبعده الله وأسحقه.
وانسحق الرجل انسحاقا إِذا بعد عَنْك.
وَمَكَان سحيق: بعيد وَإِن اضْطر شَاعِر فَقَالَ: مَكَان ساحق جَازَ إِن شَاءَ الله.
ونخلة سحوق: طَوِيلَة وَالْجمع سحق.
وأسحق الثَّوْب إِذا أخلق. وثوب سحق إِذا أخلق وَالْجمع سحوق.
وساحوق: مَوضِع.
وَيَوْم ساحوق: يَوْم من أيامهم مَعْرُوف.
[سقح] والسقحة: لُغَة يَمَانِية وَهِي الصلع. يُقَال: رجل أسقح

(1/532)


أَي أصلع من قوم سقح.
[قسح] والقسح: اليبس قسح الشَّيْء وأقسح. وَإِذا اشْتَدَّ نعظ الرجل قيل: قسح وأقسح. وَيُقَال: ذكر قاسح إِذا اشْتَدَّ نعظه. ورمح قاسح: صلب شَدِيد.
0 - ح س ك)

الحسك: ثَمَر نبت مَعْرُوف لَهُ شوك. قَالَ زُهَيْر // (بسيط) //:
(جونية كحصاة الْقسم مرتعها ... بالسي مَا تنْبت القفعاء والحسك)

وَفِي قلب فلَان على فلَان حسكة وحسيكة أَي غمر.
[كسح] والكسح: الزمانة. يُقَال: كسح الرجل يكسح كسحا وَرجل مكسوح وكسيح ومكسح إِذا زمن من يَدَيْهِ أَو رجلَيْهِ وَهُوَ فِي الرجل أَكثر. قَالَ الْأَعْشَى // (رمل) //:
(بَين مغلوب كريم جده ... وخذول الرجل من غير كسح)

وكسحت الْبَيْت أكسحه كسحا إِذا كنسته.
وكسحت الرّيح الأَرْض إِذا قشرت عَنْهَا التُّرَاب.
وكل مَا كسحته فَهُوَ كساحة مثل الكناسة سَوَاء.
وأغار فلَان على بني فلَان فاكتسح أَمْوَالهم إِذا استحفها أَي أَخذهَا كلهَا.
(ح س ل)

الحسل: ولد الضَّب. والضب يكنى أَبَا الحسل وَأَبا الحسيل. وَتقول الْعَرَب: لَا آتِيك سنّ الحسل لأَنهم يَقُولُونَ إِن للضب عمرا طَويلا. وَجمع الحسل حسلان وحسلة وحسول وأحسال.
والحسيل: ولد الْبَقَرَة الْأَهْلِيَّة خَاصَّة لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(فهن كأذناب الحسيل صوادر ... )

[حلْس] والحلس: كسَاء يطْرَح على ظهر الْبَعِير أَو الْحمار وَالْجمع أحلاس وحلوس.
وَيُقَال: فلَان حلْس بَيته إِذا لم يبرحه.
وَيُقَال: بَنو فلَان أحلاس الْخَيل إِذا ألفوا ظُهُورهَا. قَالَ الشَّاعِر فِي حلْس الْبَعِير // (بسيط) //:
(وَلَا تغرنك أحقاد مزملة ... قد يضْرب الدبر الدامي بأحلاس)

هَذَا مثل يضْرب للرجل الَّذِي يظْهر لَك بشرا ويضمر غير ذَلِك.
وَقد سمت الْعَرَب حليسا. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(يَوْم الْحُلَيْس بِذِي الفقار كَأَنَّهُ ... كلب بِضَرْب جماجم ورقاب)

يَعْنِي الْحُلَيْس بن عتيبة.
وَبَنُو حلْس: بطين من الْعَرَب وهم من الأزد ينزلون نهر الْملك وَقوم مِنْهُم ينزلون دو تبايا وماذرينبو من الْمُبَارك.
[سحل] والسحل: ثوب أَبيض وَالْجمع سحول وأسحال وَهِي ضرب من ثِيَاب الْيمن. وَلَا يسْتَحق الثَّوْب هَذَا الِاسْم حَتَّى يكون أَبيض. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(كَأَن بريقه برْقَان سحل ... جلا عَن مَتنه حرض وَمَاء)

وَسحُول: مَوضِع بِالْيمن نسبت إِلَيْهِ هَذِه الثِّيَاب السحولية. وَفِي الحَدِيث: كفن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ.
وسحلت الْعود وَغَيره أسحله سحلا بالمبرد وَيُسمى الْمبرد مسحلا.
والمسحلان: حديدتا اللجام اللَّتَان تكتنفان فكي الْفرس.

(1/533)


والإسحل: شجر مَعْرُوف يستاك بِهِ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس // (طَوِيل) //:
(وتعطو برخص غير شثن كَأَنَّهُ ... أساريع ظَبْي أَو مساويك إسحل)

وسحلته مائَة دِرْهَم إِذا عجلت لَهُ نقدها.
وسحلته مائَة سَوط إِذا ضَربته.
وسحل الْحمار يسحل سحيلا وسحالا إِذا شحج وَبِه سمي الْفَحْل من الْحمير مسحلا.
وكل مَا سقط مِمَّا سحلته فَهُوَ سحالة.
والسحيل: الْخَيط الَّذِي تفتله فَتلا رخوا. قَالَ زُهَيْر // (طَوِيل) //:
(يَمِينا لنعم السيدان وجدتما ... على كل حَال من سحيل ومبرم)

فالمبرم: الشَّديد الفتل والسحيل: الرخو.
وساحل الْبَحْر مقلوب فِي اللَّفْظ لِأَن المَاء سحله فَهُوَ مسحول فَقَالُوا سَاحل كَمَا قَالُوا عيشة راضية فِي معنى مرضية وحجابا مَسْتُورا} بِمَعْنى سَاتِر. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة فِي قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: {لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله} : أَي لَا مَعْصُوم وَالله أعلم.
ومسحلان: مَوضِع.
[سلح] وكل مَا رق من ذِي الْبَطن فِي النَّاس وَغَيرهم فَهُوَ سلح. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(كَأَن برفغيها سلوح الوطاوط ... )

الوطواط: ضرب من الطير ويروى: سلَاح الوطاوط.
وَالسِّلَاح رُبمَا خص بِهِ السَّيْف. قَالَ الشَّاعِر يصف السيوف // (كَامِل) //:
(تمسي كألواح السِّلَاح وتضحي ... كالمهاة صَبِيحَة الْقطر)

جمع سلَاح: سلح وسلح وسلحان.
وتسلح الْقَوْم إِذا لبسوا السِّلَاح.
والمسالح: مَوَاضِع الْقَوْم الَّذين مَعَهم السِّلَاح.
ومسلحة: مَوضِع. قَالَ جرير // (وافر) //:
(لَهُم يَوْم الْكلاب وَيَوْم قيس ... أراق على مسلحة المزادا)

أَرَادَ قيس بن عَاصِم.
[لحس] واللحس: التطعم بِاللِّسَانِ لحس يلحس ولحس يلحس لحسا.
ولحس الْكَلْب الْإِنَاء ولجذه بِمَعْنى وَاحِد.
وَرجل ملحس: حَرِيص. وَفِي الحَدِيث يصف رجلا: أهيس أَلَيْسَ أَلد ملحس فالأليس: الشجاع الَّذِي لَا يبرح مَكَانَهُ وَالْجمع لَيْسَ والألد: الشَّديد الْخُصُومَة.
وَيُقَال: مَا ذقت عِنْده لعقة وَلَا لحسة. وَمثل من أمثالهم: أسْرع من لحس الْكَلْب أَنفه.
(ح س م)

الحسم: استئصالك الشَّيْء قطعا ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا: حسمت الدَّاء إِذا كويته فاستأصلته.
وَسمي السَّيْف حساما لِأَنَّهُ يحسم الدَّم أَي يسْبقهُ فَكَأَنَّهُ قد كواه.
وَالْأَيَّام الحسوم: الدائمة فِي الشَّرّ والشؤم خَاصَّة وَكَذَلِكَ فسر فِي التَّنْزِيل وَالله أعلم: {سبع لَيَال وَثَمَانِية أَيَّام حسوما} أَي دائمة.
وَصبي محسوم: سيئ الْغذَاء.
[حمس] والحمس والحمس: التشدد فِي الْأَمر. وَبِه سميت الحمس قُرَيْش وخزاعة وَبَنُو عَامر بن صعصعة وَقوم من بني كنَانَة لأَنهم تحمسوا فِي دينهم أَي تشددوا فسموا الحمس وَله حَدِيث.
وحمس الشَّرّ إِذا اشْتَدَّ.
وَبَنُو حماس: بطن من الْعَرَب وَكَذَلِكَ بَنو الأحمس.
وَبَنُو حميس: بطن مِنْهُم أَيْضا.

(1/534)


والحمسة: دَوَاب الْبَحْر وَالْجمع حمس قَالَ قوم: هِيَ السلحفاة.
وَرجل أحمس وحمس إِذا كَانَ شجاعا.
[سحم] والسحمة: السوَاد رجل أسحم وَامْرَأَة سَحْمَاء.
وَقد سمت الْعَرَب سحيما وسحمان.
وَرجل أسحمان: شَدِيد الأدمة.
والسحام: السوَاد بِعَيْنِه.
وَبَنُو سحمة: بطن من الْعَرَب.
والسحماء يكنى بهَا عَن الدبر.
والسحم: ضرب من الشّجر.
[سمح] وَرجل سمح بَين السماحة من قوم سمحاء أجواد يُقَال: سمح سماحة إِذا صَار سَمحا.
والسماح: الْجُود.
وسمح لي بالشَّيْء إِذا جاد بِهِ فَهُوَ سمح.
وأسمح الدَّابَّة بقياده إِذا انْقَادَ بعد تصعب.
وَقد سمت الْعَرَب سَمحا وسميحا.
وَمن أمثالهم: اسمح يسمح لَك وَقطع قوم هَذِه الْألف فَقَالُوا: أسمح يسمح لَك.
[مسح] ومسحت الشَّيْء بيَدي وَغَيرهَا أمسحه مسحا.
ومسحت الْعُضْو بِالسَّيْفِ إِذا قطعته من قَوْله عز وَجل: {فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والأعناق} . وَقَالَ مرّة أُخْرَى: وَمسح فلَان الْقَوْم قتلا إِذا أوجع فيهم وَأَحْسبهُ من قَوْله جلّ وَعز: {فَطَفِقَ} .
والمسيح: الْعرق.
فَأَما الْمَسِيح عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام فاسم سَمَّاهُ الله عز وَجل بِهِ لَا أحب أَن أَتكَلّم فِيهِ.
وَقد سمت الْيَهُود الدَّجَّال مسيحا لِأَنَّهُ مَمْسُوح إِحْدَى الْعَينَيْنِ.
ومسحت الْإِبِل الأَرْض يَوْمهَا دأبا أَي سَارَتْ سيرا شَدِيدا.
وَالْمسح: مَعْرُوف عَرَبِيّ صَحِيح وَالْجمع مسوح وأمساح. قَالَ الراجز:

(فِي السَّلب السود وَفِي الأمساح ... )

وَقَالَ الآخر // (رجز) //:

(جون كَأَن الْعرق المسفوحا ... )

(ألبسهُ القطران والمسوحا ... )

وَأَرْض مسحاء: وَاسِعَة.
والمسحاة: مَعْرُوفَة وَلَيْسَ من هَذَا وَإِنَّمَا هِيَ مفعلة من سَحا يسحو وسحى يسحى.
وتماسح الْقَوْم إِذا تبايعوا فتصافحوا وتصافقوا.
وَرجل بِهِ مسحة من جمال.
والتمساح: الرجل الْكذَّاب وَهُوَ أحد مَا جَاءَ على تفعال.
والتمساح: هَذِه الدَّابَّة الْمَعْرُوفَة وأحسبها عَرَبِيَّة صَحِيحَة.
(ح س ن)

الْحسن ضد الْقبْح وَالْحسن ضد الْقَبِيح.
وَحسن الشَّيْء يحسن حسنا وَلَا يكادون يَقُولُونَ: رجل أحسن إِلَّا أَنهم يَقُولُونَ: امْرَأَة حسانة وَرجل حسان. وَقَالُوا: امْرَأَة حسانة جمالة.
والحسان: جمع حسن ألحقوها بضدها فَقَالُوا: قباح وَحسان كَمَا قَالُوا عجاف وسمان. قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: لَا نَعْرِف فِي الْجَاهِلِيَّة أحدا سمي حسنا وَحسَيْنا. وَهَذَا غلط لِأَن بطنين من طَيئ يُقَال لَهما بَنو حسن وَبَنُو حُسَيْن أَبنَاء ثعل بن عَمْرو بن الْغَوْث بن طَيئ.
وَالْحسن: كثيب مَعْرُوف بِنَجْد فِي بِلَاد بني ضبة وَهَذَا الْموضع الَّذِي قتل فِيهِ بسطَام بن قيس الشَّيْبَانِيّ قَالَ عبد الله بن عنمة الضَّبِّيّ // (وافر) //:
(لأم الأَرْض ويل مَا أجنت ... بِحَيْثُ أضرّ بالْحسنِ السَّبِيل)

ويروى: غَدَاة أضرّ.
وَقد سمت الْعَرَب حسان وَيجوز أَن يكون اشتقاقه من شَيْئَيْنِ فَإِن كَانَ من الْحسن فَهُوَ فعال وينصرف فِي الْمعرفَة والنكرة وَإِن كَانَ من الْحس وَهُوَ الْقَتْل الشَّديد فالنون فِيهِ

(1/535)


زَائِدَة وَهُوَ فعلان لَا ينْصَرف.
[سحن] والسحن من قَوْلهم: رَأَيْت فلَانا حسن السحنة والسحناء. وَجَاءَت فرسك مسحنة أَي حَسَنَة المنظر.
والمساحن: حِجَارَة رقاق يمهى بهَا الْحَدِيد نَحْو المسن.
وَيُقَال: سنح لي الْأَمر إِذا عرض لَك.
[سنح] والسانح والبارح يخْتَلف فيهمَا وَقد مر تفسيرهما فِي الثنائي.
وَقد سمت الْعَرَب سنيحا وسانحا وسنحان.
[نحس] والنحس: خلاف السعد.
والنحس: الْغُبَار فِي أقطار السَّمَاء إِذا عكف الجدب عَلَيْهَا.
وعام ناحس ونحيس.
والمناحس: المشائم.
وَفُلَان من نُحَاس صدق كَمَا قَالُوا: من نحاز صدق وكما قَالُوا من نجار صدق ونجر صدق أَي من أصل كريم. وَفسّر أَبُو عُبَيْدَة قَوْله عز وَجل: {يُرْسل عَلَيْكُمَا شواظ من نَار ونحاس} قَالَ: النّحاس هَا هُنَا: الدُّخان الَّذِي لَا لَهب فِيهِ. قَالَ النابعة الْجَعْدِي // (مُتَقَارب) //:
(يضيء كضوء سراج السليط ... لم يَجْعَل الله فِيهَا نُحَاسا)

والنحاس: الْقطر عَرَبِيّ مَعْرُوف.
وَقَوْلهمْ تنحس النَّصَارَى: عَرَبِيّ صَحِيح لتركهم أكل الْحَيَوَان وَلَا أَدْرِي مَا أَصله.
وَيُقَال: تنحس فلَان إِذا تجوع كَمَا قَالُوا توحش.
(ح س و)

الحسو: مصدر حسوت الشَّيْء أحسوه حسوا. وَقَوْلهمْ: نوم كحسو الطير أَي قصير. الحسو: مصدر والحساء: كل مَا حسوته.
والحسى مَقْصُور: جمع حسوة. قَالَ الراجز:

(فَشَام فِيهَا مثل محراث الغضى ... )

(تَقول لما غَابَ فِيهَا واستوى ... )

(لمثلهَا كنت أحسيك الحسى ... )

[حوس] والأحوس: الشجاع الَّذِي لَا يبرح مَكَانَهُ فِي الْحَرْب وَالْجمع حوس.
وحوس الرجل يحوس حوسا إِذا كَانَ شجاعا.
وناقة حوساء: شَدِيدَة النَّفس.
[سحو] والسحو: مصدر سحوت الشَّيْء أسحوه سحوا إِذا قشرته. وَمِنْه المسحاة لِأَن أَصْلهَا مسحوة وسأفسر لَك ذَلِك فِي الثلاثي المعتل وأشرحه شرحا شافيا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وأسحيت الْكتاب وسحيته إِذا جعلت عَلَيْهِ إسحاءة.
والسحا: الخفاش.
(ح س هـ)

أهملت وَقد استقصيناه فِي الثنائي.
(ح س ي)

الْحسي: مَاء فِي رمل تَحْتَهُ أَرض صلبة تَمنعهُ أَن يسوخ ويقيه الرمل من الشَّمْس والسموم فَإِذا بحثت الرمل نبع المَاء وَالْجمع أحساء وَإِذا استقيت مِنْهُ دلو جمت أُخْرَى.
[سيح] والسيح: مصدر ساح المَاء يسيح سيحا إِذا جرى على وَجه الأَرْض ثمَّ سمي المَاء بِالْمَصْدَرِ فَقيل: مَاء سيح وَالْجمع سيوح.
وَرجل سائح: يسيح فِي الْبِلَاد لَا يسْتَقرّ.
[حيس] والحيس: مَعْرُوف تمر يخلط بأقط وَسمن ثمَّ يدلك حَتَّى يخْتَلط. قَالَ الراجز:

(التَّمْر وَالسمن جَمِيعًا والأقط ... )

(الحيس إِلَّا أَنه لم يخْتَلط ... )

(1/536)


وَقَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ لي الرشيد: فطمت على الحيس والموز أَخْبرنِي بذلك عبد الرَّحْمَن عَن عَمه.
وَرجل محيوس إِذا وَلدته الْإِمَاء من قبل أَبِيه وَأمه. قَالَ أَبُو بكر: أخرجه على الأَصْل وَالْوَجْه أَن يكون محيسا مثل مخيط.
(بَاب الْحَاء والشين مَعَ بَاقِي الْحُرُوف فِي الثلاثي الصَّحِيح)

(ح ش ص)

[شحص] الشحص والشحص والجميع أشحاص وَهُوَ رَدِيء المَال وخثاره من الْإِبِل وَالْغنم.
(ح ش ض)

أهملت.
(ح ش ط)

[شحط] الشحط: الْبعد شحط يشحط شحطا.
ومنزل شاحط وشحيط أَي بعيد. قَالَ الراجز:

(والشحط قطاع رَجَاء من رجا ... )

(إِلَّا احتضار الْحَاج من تحوجا ... )

والشحط: الذّبْح شحطه يشحطه شحطا إِذا ذبحه.
(ح ش ظ)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْعين والغين.
(ح ش ف)

الحشف من قَوْلهم: حشف خلف النَّاقة إِذا ارْتَفع مِنْهُ اللَّبن.
وحشف التَّمْر: رديئه ويابسه الَّذِي لَا حلاوة فِيهِ.
وحشف الرجل عينه إِذا ضم جفونه وَنظر من خلال هدبها.
وَمن أمثالهم: أحشفا وَسُوء كيلة أَي وَكيل سوء.
والحشيف: الثَّوْب الْخلق.
والحشفة: حَشَفَة الذّكر.
والحشفة: صَخْرَة رخوة فِي سهل من الأَرْض.
[حفش] والحفش: وعَاء صَغِير نَحْو السفط الصَّغِير وَالْجمع أحفاش تجْعَل فِيهِ الْمَرْأَة دهنها ومشطها وَأَشْبَاه ذَلِك.
وحفش الْمَطَر الأَرْض يحفشها حفشا إِذا أظهر نباتها. قَالَ زُهَيْر // (طَوِيل) //:
(فتبع آثَار الشياه وليدنا ... كشؤبوب غيث يحفش الأكم وابله)

والحفش: بَيت صَغِير شَبيه بالمخدع. وَفِي الحَدِيث:
هلا قعد فِي حفش أمه قَالَه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رجل أهْدى لَهُ شَيْئا فَقَالَ رجل: هُوَ لي فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هلا قعد فِي حفش أمه.
وتحفشت الْمَرْأَة للرجل إِذا أظهرت لَهُ الود.
[شحف] والشحف: لُغَة يَمَانِية وَهُوَ أَن تقشر عَن الشَّيْء جلده.
[فحش] وَالْفُحْش: مَعْرُوف يُقَال: فحش الرجل يفحش ويفحش وأفحش يفحش لُغَتَانِ وأفحش أَعلَى وأفصح وَإِن كَانَت الْعَامَّة قد أولعت بقولِهَا: أَمر فَاحش.
وَجَاء الرجل بالفحش والفحشاء إِذا أفحش وَرُبمَا جعلُوا الْفَحْشَاء الْفُجُور. وَقد جَاءَ فِي التَّنْزِيل: {وَينْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر وَالْبَغي يعظكم} .
وَرُبمَا قَالُوا: جَاءَ فلَان بالفاحشة فِي معنى الْفَحْشَاء.
[فشح] والفشح من قَوْلهم: تفشحت النَّاقة إِذا تفاجت وانفشحت. قَالَ الراجز:

(إِنَّك لَو صاحبتنا مذحت ... )

(وحكك الحنوان فانفشحت ... )

المذح: تقرح الفخذين من الْمَشْي إِذا احتك أَحدهمَا بِالْآخرِ.
(ح ش ق)

[شقح] شقحت النَّخْلَة تشقيحا وأشقحت إشقاحا إِذا تغير الْبُسْر للاصفرار بعد الاخضرار وَهُوَ أقبح مَا يكون. وَنهي عَن بيع الثَّمر حَتَّى يشقح. وَكَذَلِكَ قَالُوا: قَبِيح شقيح وقبحة شقحة

(1/537)


وأقبح بِهِ وأشقح. قَالَ الراجز:

(أقبح بِهِ من ولد وأشقح ... )

(مثل جري الْكَلْب لَا بل أقبح ... )

(إِن شوى ذَلِك مَا لم ينبح ... )

يُقَال: أَمر شوى أَي سهل خَفِيف. وقبحه الله وشقحه.
وَتقول الْعَرَب: وَالله لاشقحنك شقح الْجَوْز أَي لأستخرجن مَا عنْدك.
والشقاح: ضرب من النبت يشبه الْكبر زَعَمُوا ذكره أَبُو مَالك وَلم يجِئ بِهِ أَصْحَابنَا.
وأشقاح الْكلاب: أدبارها وَقَالَ قوم: بل أشداقها. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:

(وَطعن مثل أشقاح الْكلاب ... )

(ح ش ك)

الحشك من قَوْلهم: حشكت الدرة تحشك حشكا إِذا امْتَلَأت. فَأَما قَول زُهَيْر // (بسيط) //:
(كَمَا اسْتَغَاثَ بسيئ فز غيطلة ... خَافَ الْعُيُون فَلم ينظر بِهِ الحشك)

فَإِنَّمَا حرك اضطرارا.
وحشكت السحابة تحشك حشكا إِذا كثر مَاؤُهَا.
ونخلة حاشك: كَثِيرَة الْحمل.
والحشاك: نهر أَو وَاد. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(أمست إِلَى جَانب الحشاك جيفته ... وَرَأسه دونه اليحموم والصور)

وَقَالُوا: هُوَ نهر بالجزيرة واشتقاق اسْمه من حشك الدرة.
والحشاك: الْخَشَبَة الَّتِي تشد على فَم الجدي لِئَلَّا يرضع وَيُقَال لَهَا الشبام.
[حكش] والحكش: مثل الحكر رجل حكش مثل حكر وَبِه سمي الرجل حوكشا الْوَاو زَائِدَة إِذا كَانَ يحتكر لُغَة يَمَانِية. وحوكش: اسْم رجل من مهرَة تنْسب إِلَيْهِ الْإِبِل الحوكشية.
[كشح] والكشح: الخصر.
والكشح: دَاء يُصِيب الْإِنْسَان فِي كشحه فيكوى كشح الرجل فَهُوَ مكشوح إِذا كوي من ذَلِك الدَّاء. وَبِه سمي المكشوح هُبَيْرَة الْمرَادِي أَبُو قيس بن مكشوح. قَالَ الشَّاعِر // (رمل) //:
(وَلَقَد أمنح من عاديته ... كلما يحمش من دَاء الكشح)

والكاشح: الَّذِي يطوي على الْعَدَاوَة كشحه. وطويت كشحي على الْأَمر إِذا أضمرته فِي قَلْبك وسترته. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(أَخ قد طوى كشحا وَأب ليذهبا ... )

أَب أَي تهيا لذَلِك. وَقَالَ قوم: بل الْكَاشِح الَّذِي يتباعد عَنْك من قَوْلهم: كشح الْقَوْم عَن الشَّيْء إِذا تباعدوا وَتَفَرَّقُوا عَنهُ. قَالَ الراجز:

(شلو حمَار كشحت عَنهُ الْحمر ... )

أَي تَفَرَّقت عَنهُ.
(ح ش ل)

[شلح] شلحى: لُغَة مَرْغُوب عَنْهَا وَهُوَ السَّيْف بلغَة أهل الشحر. فَأَما قَول الْعَامَّة: شلحه فَلَا أَدْرِي مِمَّا اشتقاقه.
(ح ش م)

حشمت الرجل أحشمه حشما إِذا أغضبته.
وحشم الرجل: أَتْبَاعه الَّذين يغضبون بغضبه.
فَأَما قَول الْعَامَّة: لَيْسَ بَيْننَا حشمة فَهِيَ كلمة مَوْضُوعَة فِي

(1/538)


غير موضعهَا وَلَا تعرف الْعَرَب الحشمة إِلَّا الْغَضَب والانقباض عَن الشَّيْء.
وَقد جمعُوا حشما على أحشام وحشم كلمة فِي معنى الْجمع لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا يُقَال: فلَان من حشم فلَان وهم من يغْضب لَهُ.
[حمش] وحمش الرجل يحمش حمشا إِذا كَانَ أحمش وَهُوَ دقة السَّاقَيْن وَامْرَأَة حمشاء وَرجل أحمش وَبِه حمش وحمشة.
ولثة حمشة إِذا كَانَت قَليلَة اللَّحْم وَهُوَ يستحسن.
وَيُقَال: تحمش بَنو فلَان لفُلَان إِذا غضبوا لَهُ أجمع.
والحمش: الْجمع مثل الْحَبَش حمشت الشَّيْء وحبشته إِذا جمعته. قَالَ الراجز:

(ألاك حبشت لَهُم تحبيشي ... )

أَي جمعت لَهُم ويروى: حمشت لَهُم تحميشي.
[شَحم] والشحم: مَعْرُوف شَحم الرجل يشحم شحما إِذا سمن.
وَرجل شَحم وشحيم.
وأشحم الرجل إِذا شحمت إبِله.
وَرجل شاحم لاحم إِذا كَانَ عِنْده اللَّحْم والشحم كَمَا قَالُوا: تامر وَلابْن.
وَرجل شَحم لحم إِذا قرم إِلَيْهِمَا.
وأشحم الرجل أَصْحَابه إِذا أطْعمهُم الشَّحْم.
[محش] وَيُقَال: محشته النَّار تمحشه محشا إِذا أحرقته.
وحر ماحش: محرق.
ومحاش الرجل: الَّذين يَجْتَمعُونَ إِلَيْهِ من قومه وَغَيرهم. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(جمع محاشك يَا يزِيد فإنني ... أَعدَدْت يربوعا لكم وتميما)

وهما بطْنَان من بني عذرة. يَقُوله النَّابِغَة ليزِيد بن الصَّعق لما عزاهُ إِلَى بني عذرة. وَخَالف الْأَصْمَعِي النَّاس فِي هَذَا وَقَالَ: إِنَّمَا سموا محاشا لأَنهم محشوا بَعِيرًا على النَّار أَي اشتووه واجتمعوا عَلَيْهِ فأكلوه وتحالفوا.
(ح ش ن)

[حَنش] الحنش: وَاحِد الأحناش وَهِي هوَام الأَرْض.
والحنش: ضرب من الْحَيَّات.
وَبَنُو حَنش: بطن من الْعَرَب.
[شحن] وشحنت الْبَيْت وَغَيره أشحنه شحنا إِذا ملأته.
وشحنت الثغر بالجند إِذا سددته بهم.
وشحنت السَّفِينَة إِذا ملأتها. وَفِي التَّنْزِيل: {فِي الْفلك المشحون} .
وشحنت على فلَان أشحن شحنا من الشحناء.
[حشن] وحشن السقاء إِذا تَغَيَّرت رَائِحَته من ترك الْغسْل.
[نشح] ونشحت الْإِبِل تنشح نشحا ونشوحا إِذا شربت دون الرّيّ فَهِيَ نواشح. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(فانصاعت الحقب لم يقصع صرائرها ... وَقد نشحن فَلَا ري وَلَا هيم)

(ح ش و)

حشوت الْفراش وَمَا أشبهه حَشْوًا. وكل شَيْء أدخلته فِي وعَاء فقد حشوت ذَلِك الْوِعَاء بِهِ.
وحشوة الْإِنْسَان وَالدَّابَّة: أمعاؤه وَمَا فِي جَوْفه.
وَفُلَان من حشْوَة بني فلَان أَي من رذالهم وأحسب أَن أحشاء الْجوف من هَذَا اشتقاقها.
[حوش] والحوش: إبل متوحشة. وَتقول الْعَرَب إِنَّهَا إبل الْجِنّ ويسمونها الحوشية.
وحشت الصَّيْد أحوشه حوشا أَي جمعته وَلَا يُقَال: أحشته وَإِن كَانَت الْعَامَّة قد أولعت بِهِ.
[شحو] والشحو: مصدر شحا فَاه إِذا فَتحه شحوا. وَفرس رغيب الشحوة: كثير الْأَخْذ من الأَرْض بخطوه.
وبئر وَاسِعَة الشحوة إِذا كَانَت وَاسِعَة الْفَم.
[وَحش] وكل دَابَّة توحشت فَهِيَ وحشية.
والوحشية: ضد الإنسية وَتَفْسِير الإنسية ذَوَات الْإِنْس كالخف والحافر وَمَا أشبه ذَلِك. وَتقول الْعَرَب إِذا أظلم اللَّيْل: استأنس كل وَحشِي واستوحش كل إنسي.

(1/539)


وَوَحْشِي الْإِنْسَان وَالدَّابَّة من أَعْضَائِهِ: مَا لم يقبل على جسده.
وَوَحْشِي الْقوس: مَا أدبر على الرَّامِي وإنسيها: مَا أقبل عَلَيْهِ مِنْهَا.
وَمَال الرجل لوحشيه إِذا مَال على شِمَاله. وَمَال لإنسيه إِذا مَال على يَمِينه وَهَذَا يخْتَلف فِيهِ.
[وشح] ووشحى: ركي مَعْرُوفَة. قَالَ الراجز:

(صبحن من وشحى قليبا سكا ... )

(يطمي إِذا الْورْد عَلَيْهِ التكا ... )

أَي ضيقا.
ووشاح وَالْجمع وشح: خرز تتوشح بِهِ الْمَرْأَة. وهذيل تَقول: إشاح فِي معنى وشاح.
[شوح] وَيُقَال: أشاح الرجل إشاحة إِذا حذر فَهُوَ مشيح. وهذيل تجْعَل المشيح الجاد فِي أمره.
(ح ش هـ)

أهملت.
(ح ش ي)

[حيش] الحيش: الْفَزع. قَالَ الشَّاعِر // (سريع) //:
(ذَلِك ديني واسأليهم إِذا ... مَا كفت الحيش عَن الأرجل)

كفت: ضم وَجمع من قَوْله عز وَجل: {ألم نجْعَل الأَرْض كفاتا} .
[شيح] والشيح: نبت مَعْرُوف.
وَأَرْض مشبوحاء: تنْبت الشيح.
(بَاب الْحَاء وَالصَّاد مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ص ض)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الطَّاء والظاء وَالْعين والغين.
(ح ص ف)

الحصف: بثر مَعْرُوف يخرج على الْجَسَد من الْحر حصف الْإِنْسَان يحصف حصفا. وَأهل الْيمن يسمونه الهرض هرض يهرض هرضا.
والإحصاف: مصدر أحصف الْحمار فِي إرته أَو فِي نشاطه يحصف إحصافا إِذا عدا عدوا شَدِيدا. قَالَ الراجز:

(إِذا تَلَقَّتْهُ العقاقيل طفا ... )

(وَإِن تمطى بالخبار أحصفا ... )

جمع عقنقل وَهُوَ الرمل المتعقد المتداخل بعضه فِي بعض وَبِه سمي عقنقل الضَّب والخبار: أَرض فِيهَا جحرة.
وَرجل حصيف الْعقل والرأي: سديده حصف رَأْيه حصافة واشتقاقه من أحصفت الْحَبل إِذا شددت فتله.
[حَفْص] والحفص: الزبيل الصَّغِير من أَدَم تنقى بِهِ الْآبَار وَالْجمع حفوص وأحفاص. وَبِه سمي الرجل حفصا.
وَحَفْصَة: اسْم من أَسمَاء الضبع زَعَمُوا وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته.
وَيُقَال: حفصت الشَّيْء أحفصه حفصا إِذا جمعته فَأَنا حافص وَالشَّيْء محفوص. وكل مَا جمعته بِيَدِك من تُرَاب أَو غَيره فقد حفصته فَأَنت حافص وَالشَّيْء محفوص وَالِاسْم الحفاصة.
[صحف] والصحف واحدتها صحيفَة وَهِي الْقطعَة من أَدَم أَبيض أَو رق يكْتب فِيهَا. وَفِي التَّنْزِيل: {وَإِذا الصُّحُف نشرت} وَالله أعلم بكتابه. وَتجمع صَحَائِف وَرُبمَا جمعُوا الصَّحِيفَة صحافا.
والصحفة: الْقَصعَة وَتجمع صحافا. قَالَ الشَّاعِر // (مجزوء الرمل) //:
(وَبَنُو نكد قعُود ... يتعاطون الصحافا)

(1/540)


والمصحف بِكَسْر الْمِيم لُغَة تميمية لِأَنَّهُ صحف جمعت فأخرجوه مخرج مفعل مِمَّا يتعاطى بِالْيَدِ. وَأهل نجد يَقُولُونَ: الْمُصحف بِضَم الْمِيم لُغَة علوِيَّة كَأَنَّهُمْ قَالُوا: أصحف فَهُوَ مصحف أَي جمع بعضه إِلَى بعض.
[صفح] وصفحت عَن الرجل أصفح صفحا إِذا عَفَوْت عَن جرمه.
وأضربت عَن هَذَا الْأَمر صفحا إِذا تركته.
وصفحة الْإِنْسَان وَالدَّابَّة: عرض جنبه إِذا اعترضته.
وَأبْدى فلَان لي صفحته إِذا أمكنك من نَفسه فِي خُصُومَة أَو حرد.
وأصفحت عَن الشَّيْء إصفاحا إِذا تركته مثل قَوْلهم أضربت عَنهُ إضرابا.
والمصفح: الممال. وَجَاء فِي الحَدِيث:
قلب الْمُنَافِق مصفح أَي ممال عَن الْحق.
وضربته بِالسَّيْفِ مصفحا ومصفوحا إِذا ضَربته بعرضه وَلم تضربه بحده وَإِذا ضَربته بحده قلت: ضَربته صَلتا.
والصفيحة: النصل العريض من السيوف وَالْجمع صَفَائِح.
والصفيحة: الْقطعَة من الصخر العريضة وَالْجمع صَفَائِح أَيْضا كَانُوا يجعلونها فِي الْقُبُور واللحود مَكَان اللَّبن فَلذَلِك ذكروها فِي أشعارهم فَقَالُوا:

(بَين الثرى والصفائح ... )

ويروى: تَحت الثرى. وَيُقَال لَهَا الصفاح أَيْضا والواحدة صفاحة. قَالَ النَّابِغَة الذبياني // (بسيط) //:
(وخيس الْجِنّ إِنِّي قد أَذِنت لَهُم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد)

وَرَأس مصفح إِذا كَانَت فِيهِ كالضغطة حَتَّى يستطيل قَلِيلا مَا بَين جَبهته وَقَفاهُ. وَرُبمَا قَالُوا: رجل مصفح وَلم يذكرُوا الرَّأْس. وَقَالَ الكلابيون: المصفح الَّذِي مسح جنبا رَأسه ونتأت جَبهته فَخرجت وَظَهَرت قمحدوته. وَرُبمَا جمعُوا الصفيحة صفاحا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء: وَيكرهُ فِي الْخَيل القنا والصفاح فَأَما القنا فَهُوَ أَن يحدودب الْأنف من وَسطه فتراه شاخصا فَإِذا أفرط ذَلِك ضَاقَ المنخر فَكَانَ عَيْبا وَأما الصفاح فشبيه بالمسحة فِي عرض الخد يفرط بهَا اتساعه فَذَلِك مَكْرُوه مستقبح.
وصفح الرجل عَن زلَّة صَاحبه فَهُوَ صفوح وصافح عَنْهَا.
وتصافح الرّجلَانِ بكفيهما إِذا ألصق كل وَاحِد مِنْهُمَا كَفه بكف صَاحبه. وَنهي عَن مصافحة النِّسَاء.
والتصفيح: التصفيق باليدين. وَفِي الحَدِيث:
التَّسْبِيح للرِّجَال والتصفيح للنِّسَاء وَهُوَ التصفيق. قَالَ الشَّاعِر يصف سحابا // (وافر) //:
(كَأَن مصفحات فِي ذراه ... وأنواحا بأيديها المآلي)

ويروى: عَلَيْهِنَّ والمآلي: خرق سود تُشِير بهَا النائحة واحدتها مئلاة.
وَفِي التَّنْزِيل: {أفنضرب عَنْكُم الذّكر صفحا} قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: نعرض عَنْكُم.
[فحص] وفحصت عَن الشَّيْء أفحص فحصا إِذا كشفت عَنهُ. وَبِه سمي أفحوص القطاة وَذَلِكَ أَنَّهَا تفحص الْحَصَى بصدرها حَتَّى تصير إِلَى لين الأَرْض فتبيض وَجمع الأفحوص أفاحيص. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(وَقد تخذت رجْلي إِلَى جنب غرزها ... نسيفا كأفحوص القطاة المطرق)

المطرق: الَّتِي قد عسر عَلَيْهَا الْبيض فَهِيَ تحك الأَرْض بصدرها حَتَّى تُؤثر فِيهَا. وَقَالَ الراجز:

(أَنْتُم بَنو كابية بن حرقوص ... )

(وكلكم هامته كالأفحوص ... )

[فصح] وأفصح الْعَرَبِيّ إفصاحا وفصح الأعجمي فصاحة إِذا تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ.
وأفصح اللَّبن إِذا انجلت رغوته فَهُوَ مفصح وفصح فَهُوَ

(1/541)


فصيح وَهُوَ حِينَئِذٍ الصَّرِيح. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(وَلم يخشوا مصالته عَلَيْهِم ... وَتَحْت الرغوة اللَّبن الصَّرِيح)

ويروى: الفصيح.
وأفصح الصُّبْح إِذا بدا ضوءه وكل شَيْء وضح لَك فقد أفْصح لَك.
والفصح: عيد النَّصَارَى وَقد تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب. قَالَ الشَّاعِر - حسان // (خَفِيف) //:
(قد دنا الفصح فالولائد ينظمن ... سرَاعًا أَكلَة المرجان)

(ح ص ق)

[صقح] رجل أصقح بِالسِّين وَالصَّاد بَين الصقح وَهُوَ الصلع لُغَة يَمَانِية يسمون الصلعة الصقعة. قَالَ أَبُو بكر: يُقَال: رجل أصلع بَين الصلعة.
(ح ص ك)

[كحص] الكحص: ضرب من حَبَّة النبت لَهُ حب أسود يشبه بعيون الْجَرَاد. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(كَأَن جنى الكحص اليبيس قتيرها ... إِذا نثرت سَالَتْ وَلم تتجمع)

ويروى: نثلت يصف درعا إِذا طرحت تفتحت وَلم تبْق مجتمعة.
(ح ص ل)

الحصل: البلح قبل أَن يشْتَد وَتظهر ثفاريقه الْوَاحِدَة حصلة. قَالَ الراجز:

(مكمم جبارها والجعل ... )

(ينحت مِنْهُنَّ السدى والحصل ... )

السدى: البلح الذاوي الْوَاحِدَة سداة.
وَيُقَال: مَا حصل فِي يَدي مِنْهُ شَيْء أَي مَا رَجَعَ. وَمِنْه اشتقاق الحوصلة الْوَاو زَائِدَة.
والحصيل: ضرب من النبت ذكره الحرمازي وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته.
وَحصل بَطْنه يحصل حصلا إِذا أَصَابَهُ اللوى لُغَة يَمَانِية. وَحصل الْفرس إِذا اشْتَكَى بَطْنه من أكل التُّرَاب.
[لحص] واللحص: الضّيق. قَالَ الْهُذلِيّ // (كَامِل) //:
(قد كنت خراجا ولوجا صيرفا ... لم تلتحصني حيص بيص لحاص)

وَيُقَال: التحصت الإبرة إِذا استد سمها.
[صَحِلَ] والصحل: بحوحة فِي الصَّوْت لَا تبلغ أَن تكون جشة صَحِلَ الرجل وَالْفرس يصحل صحلا وَهِي تستحسن. وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَنه كَانَ فِي صَوته صَحِلَ. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(وأسعدتها أكف غير مقرفة ... تثني أناملها شرع المزاهير)

المزاهير: العيدان وَالشَّرْع: الأوتار.
(من كل غيداء فِي تغريدها صَحِلَ ... كَأَن أعكانها طي الطوامير)

وَهَذَانِ البيتان للأقيشر الْأَسدي.
[صلح] وَالصَّلَاح: ضد الطلاح صلح الرجل صلاحا وصلوحا وَيُقَال: صلح أَيْضا. وَيُقَال: مَا بِهِ من الصّلاح والصلوح. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(1/542)


(وَكَيف بأطرافي إِذا مَا شتمتني ... وَمَا بعد سبّ الْوَالِدين صلوح)

ويروى: شتم الْوَالِدين.
وَصَلَاح فِي وزن حذام وقطام وَهُوَ اسْم مَكَّة. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(أَبَا مطر هَلُمَّ إِلَى صَلَاح ... فتكفيك الندامى من قُرَيْش)

وَقد سمت الْعَرَب صَالحا وصليحا ومصلحا.
(ح ص م)

الحصم: حصم الدَّابَّة وَهُوَ مَا خرج من دبره من الرّيح حصم يحصم حصما وَهُوَ الحصام والردام.
[حمص] والحمص من قَوْلهم: حمص الْجرْح حمصا إِذا سكن ورمه فَهُوَ حامص وحميص.
وحمص: مَوضِع وَلَا أَحْسبهُ عَرَبيا مَحْضا.
فَأَما الحمص هَذَا الْحبّ الَّذِي يُؤْكَل فأحسبه مولدا.
[صحم] والصحمة: سَواد تخلطه صفرَة حمَار أصحم وأتان صحماء. واصحام الْحمار اصحيماما مثل ادهام الْفرس ادهيماما وابلاق.
[صمح] وصمحته الشَّمْس إِذا آلمت دماغه تصمحه صمحا.
وَيَوْم صموح وصامح إِذا اشْتَدَّ حره.
والصماح: الْعرق المنتن. قَالَ الْحَارِث بن خَالِد المَخْزُومِي // (خَفِيف) //:
(يتضوعن لَو تضمخن بالمسك ... صماحا كَأَنَّهُ ريح مرق)

والمرق: الْجلد الَّذِي يبل ويثنى بعضه على بعض ليلين وَهُوَ جلد لم يستحكم دباغه.
والصمحاء: الأَرْض الغليظة وَالْجمع صماحي يَا هَذَا.
[مصح] ومصح الشَّيْء يمصح مصوحا إِذا ذهب.
ومصح الظل إِذا نسخته الشَّمْس مصوحا فَهُوَ ماصح.
ومصح مثل محص: عدا.
ومصح الله ذنوبك.
[محص] ومحص: ضرط.
(ح ص ن)

الْحصن: مَعْرُوف واشتقاقه من حصنت الشَّيْء تحصينا إِذا منعته وحظرته. وَمِنْه حصنت الْمَرْأَة إِذا زوجتها.
وكل شَيْء منعته فقد حصنته وحويته.
وَامْرَأَة حصان بِفَتْح الْحَاء: عفيفة. قَالَ حسان // (طَوِيل) //:
(حصان رزان لَا تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لُحُوم الغوافل)

يَقُول: تصبح جائعة من الْكَلَام فِي النَّاس. وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: الحواصن: الحبالى. وَأنْشد // (مُتَقَارب) //:

(تبيل الحواصن أحبالها ... )

وَفرس حصان بِكَسْر الْحَاء إِذا ضن بمائه فَلم ينز إِلَّا على حجر كَرِيمَة. وَكثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى سموا كل ذكر من الْخَيل حصانا.
وَمَكَان حُصَيْن: منيع.
وَيُسمى القفل فِي بعض اللُّغَات: الْمُحصن. وَذكر قوم أَن الزبيل أَيْضا يُسمى مُحصنا فِي بعض اللُّغَات وَلَا أعرف حَقِيقَته.
وَقد سمت الْعَرَب حصنا وحصينا ومحصنا.
وَامْرَأَة مُحصنَة: متزوجة وحاصن: عفيفة. قَالَ العجاج // (رجز) //:

(وحاصن من حاصنات ملس ... )

(عَن الْأَذَى وَعَن قراف الوقس ... )

(1/543)


قَالَ أَبُو بكر: الوقس: ابْتِدَاء الجرب.
وَأحْصن الرجل فَهُوَ مُحصن إِذا تزوج وَهَذَا أحد مَا جَاءَ على أفعل فَهُوَ مفعل.
وحصنان: مَوضِع مَعْرُوف وَالنّسب إِلَيْهِ حصني كَرهُوا ترادف النُّون فِيهِ أَن يَقُولُوا حصناني كَمَا قَالُوا بحراني.
فَأَما تكنيتهم الثَّعْلَب أَبَا الْحصين فشيء قد جرى على ألسن الْعَرَب قَدِيما.
[صحن] وصحن الدَّار: باحتها.
والصحن: إِنَاء قصير الْجِدَار نَحْو الْجَام والطاس وَمَا أشبههما.
وصحنته الْفرس برجلها إِذا ركضته وَالْفرس صحون إِذا كَانَت تصحن برجلها.
والصحن: الفجوة بباطن حافر الْفرس.
والمصحنة: إِنَاء نَحْو الصحفة زَعَمُوا.
[نحص] والنحص: مَا علا عَن السفح وَانْحَدَرَ عَن السَّنَد من الْجَبَل. وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لما رَجَعَ من أحد:
يَا لَيْتَني غودرت فِي أهل نحص الْجَبَل يَعْنِي الشُّهَدَاء هُنَاكَ.
[نصح] والنصح: بذل الْمَوَدَّة وَالِاجْتِهَاد فِي المشورة. ونصحته وَنَصَحْت لَهُ بِمَعْنى وَاحِد وَأَنا نَاصح ونصيح.
وَنَصَحْت الثَّوْب أنصحه نصحا إِذا خطته والإبرة المنصحة وَالْخَيْط النصاح - وَبِه سمي الرجل نصاحا - وَالشَّيْء الْمخيط منصوح.
وَقد سمت الْعَرَب ناصحا ونصيحا.
والنصاح: الْخياط.
والنصحاء: مَوضِع زَعَمُوا. وَذكر بعض أهل اللُّغَة أَنه يُقَال: ثوب نَاصح فِي معنى ناصع وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته.
(ح ص و)

[حوص] حصت الثَّوْب أحوصه حوصا إِذا خطته. وَفِي الحَدِيث أَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ اشْترى قَمِيصًا بأَرْبعَة دَرَاهِم فَلَمَّا لبسه رأى فِي كمه فضلا فقصه ثمَّ جَاءَ إِلَى خياط فَقَالَ: حصه.
وَيُقَال: حص عين صقرك حوصا إِذا ضم عَيْنَيْهِ بخيط حَتَّى يسْتَأْنس حاصه يحوصه حوصا.
والحوص من ضيق الْعين حوص يحوص حوصا. وَيُقَال: رجل أحوص وَامْرَأَة حوصاء من قوم حوص وَهُوَ صغر الْعين حَتَّى كَأَنَّهَا مخيطة. وَجمع حوص أحاوص.
والحوص: قَبيلَة من الْعَرَب ينسبون إِلَى الْأَحْوَص بن مَالك ابْن جَعْفَر وَلَيْسَ بِبَطن ينْسب إِلَيْهِ. قَالَ الشّعْر // (طَوِيل) //:
(أَتَانِي وَعِيد الحوص من آل جَعْفَر ... فيا عبد عَمْرو لَو نهيت الأحاوصا)

وَيُقَال: حصت عين الصَّقْر أَو الْجَارِح من الطير إِذا خطتها ليستأنس وَكَذَلِكَ حصت شقوقا فِي رجْلي إِذا خطتها.
[صوح] وصوح الْحر البقل: أيبسه. وتصوح البقل نَفسه: يبس.
والصواح: عرق الْخَيل وَلَا نَعْرِف لَهُ فعلا يتَصَرَّف.
[صحو] والصحو: ضد الدجن أصحت السَّمَاء إصحاء وصحا السَّكْرَان يصحو صحوا. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: أصحت السَّمَاء وأصحى يَوْمنَا إِذا لم يكن فِيهِ برد وَإِن كَانَ فِي السَّمَاء سَحَاب.
[وحص] والوحص: السحب عنفا وحصه يحصه وحصا لُغَة يَمَانِية زَعَمُوا.
(ح ص هـ)

[حصص] الْحصَّة: النَّصِيب.
[صحّح] وَالصِّحَّة: ضد السقم.
[صَحا] والمصحاة: إِنَاء يشرب فِيهِ المَاء من فضَّة أَو غَيرهَا. قَالَ الْأَعْشَى // (طَوِيل) //:

(إِذا صب فِي المصحاة خالط عِنْدَمَا ... )

(1/544)


(ح ص ي)

[حيص] وَقع فِي حيص بيص وحيص بيص وحيص بيص وحيص بيص إِذا وَقع فِي أَمر لَا يتَخَلَّص مِنْهُ. وَهَذَا الْبَاب يُفَسر فِي الثلاثي المعتل إِن شَاءَ الله.
(بَاب الْحَاء وَالضَّاد مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ض ط)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الظَّاء وَالْعين والغين.
ح ض ف)

[حفض] الحفض: الْبَيْت من الشّعْر بعمده وأطنابه وَهُوَ الأَصْل وَإِنَّمَا سمي الْبَعِير الذلول حفضا لأَنهم كَانُوا يختارون لحمل بُيُوتهم أذلّ الْإِبِل لِئَلَّا تنفر فَسُمي الْبَعِير حفضا. لذَلِك قَالَ الراجز:

(يَا ابْن قروم لسن بالأحفاض ... )

(من كل أجأى معذم عضاض ... )

فَجعل الْجمال المذللة أحفاضا.
وَمثل من أمثالهم: يَوْم بِيَوْم الحفض المجور وَله حَدِيث.
وَقد سمت الْعَرَب محفضا.
وَيُقَال: حفضت الْعود أحفضه حفضا إِذا عطفته. قَالَ الراجز:

(إِمَّا تري دهرا حناني حفضا ... )

(أخرج مني مرّة ونقضا ... )

الْمرة: الشدَّة والنقض: خلَافهَا.
[فحض] وفحضت الشَّيْء أفحضه فحضا إِذا شدخته وَأكْثر مَا يسْتَعْمل ذَلِك فِي الشَّيْء الرطب نَحْو القثاء والبطيخ وَمَا أشبهه.
[فَضَح] وأفضح الصُّبْح يفضح إفضاحا إِذا بدا فِي سَواد اللَّيْل وَقد قَالُوا: فَضَح الصُّبْح أَيْضا. وكل شَيْء كشفته فقد فضحته وَمِنْه افتضح فلَان إِذا انكشفت مساوئه.
وَمثل من أمثالهم: الظمأ الفادح خير من الرّيّ الفاضح يضْرب للرجل ينْهَى عَن المكاسب الدنسة.
والفضحة: لون بَين الغبرة والحمرة.
وأفضح النّخل يفضح إفضاحا إِذا نشمت فِيهِ الصُّفْرَة والحمرة أَسد أفضح وَالْأُنْثَى فضحاء وبعير أفضح أَيْضا.
وَيُقَال: خَافَ الْقَوْم الفضيحة والفضوحة والفضاح والفضوح كُله وَاحِد.
(ح ض ق)

أهملت.
(ح ض ك)

[ضحك] الضحك: مَعْرُوف.
والضحك: الْعَسَل الْأَبْيَض. قَالَ الْهُذلِيّ // (طَوِيل) //:
(فجَاء بمزج لم ير النَّاس مثله ... هُوَ الضحك إِلَّا أَنه عمل النَّحْل)

وَقَالَ أَبُو مَالك: الضاحك: قِطْعَة تنكسر من الْجَبَل عَن لون أَبيض فَكَأَنَّهَا تضحك إِذا رَأَيْتهَا من بعيد.
وَيُسمى الزّبد أَيْضا ضحكا وَرُبمَا سمي الطّلع إِذا تشقق ضحكا.
وَيُقَال: ضحك الرجل ضحكا فَكَأَن الضحك الْمصدر والضحك الِاسْم واللغة الْعَالِيَة: الضحك. قَالَ رؤبة // (رجز) //:

(1/545)


(وَاضِحَة الْغرَّة غراء الضحك ... )

(تبلج الزهراء فِي جنح الدَّلْك ... )

وَفِي التَّنْزِيل: {وَامْرَأَته قَائِمَة فَضَحكت} ذكر الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهَا حَاضَت وَالله أعلم. قَالَ أَبُو بكر: لَيْسَ فِي كَلَامهم ضحِكت فِي معنى حَاضَت إِلَّا فِي هَذَا.
والضواحك وَهِي أَرْبَعَة أَسْنَان بعد الأنياب اثْنَان من فَوق وَاثْنَانِ من أَسْفَل. وَرجل ضحوك: باش الْوَجْه. وأنشدوا بَيت العدواني وَقَالَ قوم إِنَّه لتأبط شرا // (مديد) //:
(تضحك الضبع لقتلى هُذَيْل ... وَترى الذِّئْب لَهَا يستهل)

وَقَالُوا: تضحك فِي هَذَا الْموضع: تحيض وَسَأَلت أَبَا حَاتِم عَن هَذَا فَقَالَ: مَتى صَحَّ عِنْدهم أَن الضبع تحيض؟ وَقَالَ: يَا بني إِنَّمَا هِيَ تكشر للقتلى إِذا رأتهم كَمَا قَالُوا: يضْحك العير إِذا انتزع الصليانة وَإِنَّمَا هُوَ يكشر. وتزعم الْعَرَب أَن الضبع تقعد على غراميل الْقَتْلَى إِذْ ورمت وَهَذَا كَالصَّحِيحِ عِنْدهم. وَقَالَ آخَرُونَ: بل قَوْله تضحك كَأَنَّهَا تستبشر بالقتلى إِذا أكلتهم فيهر بَعْضهَا على بعض فَجعل هريرها ضحكا. وَقَالَ قوم: أَرَادَ بقوله تضحك أَي تسر بهم فَجعل السرُور ضحكا. وَقَوله: ترى الذِّئْب بهَا يستهل أَي يَصِيح ويستعوي الذئاب إِلَى الْقَتْلَى.
وَرجل ضحكة: يضْحك مِنْهُ وضحكة: كثير الضحك.
وَقد سمت الْعَرَب ضحاكا.
والضاحك: حجر أَبيض يَبْدُو فِي الْجَبَل يُخَالف لَونه من أَي لون كَانَ الْجَبَل فَكَأَنَّهُ يضْحك.
(ح ض ل)

الحضل والحضل من قَوْلهم: حضلت النَّخْلَة وحظلت إِذا فسد أصُول سعفها فَإِذا أَرَادوا إصلاحها أشعلوا النَّار فِيهَا ليحترق مَا فسد من سعفها وليفها ثمَّ يجود بعد ذَلِك.
[ضحل] والضحل: المَاء الْقَلِيل يترقرق على وَجه الأَرْض وَالْجمع ضحول وضحال وأضحال.
وأتان الضحل: صَخْرَة تكون فِي بطن الْوَادي يجْرِي حولهَا المَاء فَهُوَ أَصْلَب لَهَا. وَهَذَا الْمَعْنى أَرَادَ امْرُؤ الْقَيْس بقوله // (طَوِيل) //:
(ويخطو على صم صلاب كَأَنَّهَا ... حِجَارَة غيل وارسات بطحلب)

قَوْله وارسات أَي كَأَنَّهَا قد صبغت بورس. والغيل: المَاء الَّذِي يجْرِي فِي بطن الْوَادي بَين الْحِجَارَة شبه حوافر الْفرس بهَا لصلابتها وامليساسها. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //: (عيرانة كأتان الضحل نَاجِية ... إِذا ترقص بالقور العساقيل)

العساقيل: أول مَا يجْرِي من السراب والقور: جمع قارة وَهِي أكمة فِيهَا حِجَارَة سود وطين أسود. وَقَالَ عَلْقَمَة بن عَبدة // (بسيط) //:
(هَل يلحقني بِأولى الْقَوْم إِذا شحطوا ... جلذية كأتان الضحل علكوم)

العلكوم: الصلبة.
(ح ض م)
[حمض] الحمض: مَعْرُوف وَهُوَ ضرب من النبت وَهُوَ ضد الْخلَّة. وَتقول الْعَرَب: الحمض خبز الْإِبِل والخلة فاكهتها. وَالْإِبِل تستريح من الْخلَّة إِلَى الحمض وَلذَلِك قيل للرجل إِذا جَاءَ متهددا متغضبا: أَنْت مختل فتحمض.
قَالَ الراجز:

(1/546)


(جاؤوا مخلين فلاقوا حمضا ... )

(طاغين لَا يزْجر بعض بَعْضًا ... )

والمحمض: الْموضع الَّذِي ينْبت الحمض. قَالَ الراجز:

(قريبَة ندوته من محمضه ... )

(كَأَنَّمَا ييجع عرقي أبيضه ... )

(وملتقى فائله وأبضه ... )

والمحمض أَيْضا: الْموضع الَّذِي ترعى فِيهِ الْإِبِل الحمض المندى: الْموضع الَّذِي ترعى فِيهِ الْإِبِل سَاعَة بعد الشّرْب ثمَّ يعرض عَلَيْهَا المَاء مرّة أُخْرَى.
والحماض: نبت لَهُ نور أَحْمَر. قَالَ رؤبة // (رجز) //:

(كثامر الحماض من هفت العلق ... )

فَشبه الدَّم بِنور الحماض. قَالَ الشَّاعِر - وَأنْشد أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: وَلَوْلَا أَن الْأَصْمَعِي أَنْشدني إِيَّاه لم أستحسن أَن أنْشدهُ // (بسيط) //:
(ماذ يؤرقني وَالنَّوْم يُعجبنِي ... من صَوت ذِي رعثات سَاكن دَاري)

(كَأَن حماضة فِي رَأسه نَبتَت ... من آخر الصَّيف قد هَمت بإثمار)

يصف ديكا الرعثات: القرطة شبه المتدلي على خدي الديك بالقرطة.
والحامض: ضد الحلو.
وَبَنُو حمضة: بطن من الْعَرَب من بني كنَانَة مِنْهُم بلعاء بن قيس.
وَيُقَال: فلَان حامض الرئتين إِذا كَانَ مر النَّفس.
وَبَنُو حميضة: بطين من الْعَرَب.
[مَحْض] والمحض: الْخَالِص من كل شَيْء عَرَبِيّ مَحْض الذّكر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء وَكَذَلِكَ الْجمع أَيْضا.
وَاللَّبن الْمَحْض: الَّذِي لم يخلطه شَيْء من المَاء وَلَا يُسمى اللَّبن مَحْضا إِلَّا إِذا كَانَ كَذَلِك.
وَيُقَال: محضت الرجل وأمحضته إِذا سقيته اللَّبن الْمَحْض وأمحضته الود لَا غير.
وامتحضت أَنا إِذا شربت الْمَحْض. قَالَ الراجز:

(امتحضا وسقياني ضيحا ... )

(وَقد كفيت صَاحِبي الميحا ... )

وَرجل ماحض أَي ذُو مَحْض كَمَا قَالُوا تامر وَلابْن.
وكل شَيْء أخلصته فقد أمحضته. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(قل للغواني أما فيكُن فاتكة ... تعلو اللَّئِيم بِضَرْب فِيهِ إمحاض)

ومحضت الرجل الود إمحاضا لَا غير إِذا أخلصته لَهُ.
[مضح] وَتقول: مضحت عرض الرجل أمضحه مضحا إِذا عبته وطعنت فِيهِ. قَالَ الراجز:

(تالله يَا ذَات الشتيت الْوَاضِح ... )

(مَا أَنا إِن مضحتني بماضح ... )

والمضيح: مَوضِع.
(ح ض ن)

الحضنان: ناحيتا الْإِنْسَان وَالْجمع أحضان. ونواحي كل شَيْء أحضانه. قَالَ الشَّاعِر // (سريع) //:
(شَككت حضنيه بمطرورة ... مثل قدامى النسْر لم تنأد)

لم تنأد: لم تتعوج. وَمن ذَلِك قَوْلهم: حضنت الدَّجَاجَة وَغَيرهَا من الطير الْبيض تحضنه حضنا إِذا كنفته بحضنيها والموضع: المحضن.
وَامْرَأَة حضون: بَيِّنَة الحضان وَكَذَلِكَ الشَّاة إِذا كَانَ أحد ثدييها أَصْغَر من الآخر.

(1/547)


وأحضنت الرجل عَن كَذَا وَكَذَا إِذا نحيته عَنهُ واستبددت بِهِ دونه. وَقَالَت الْأَنْصَار يَوْم السَّقِيفَة: أنحضن عَن هَذَا الْأَمر أَي يستبد بِهِ دُوننَا. وَفِي وَصِيَّة عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: لَا تحضن زَيْنَب عَن هَذِه الْوَصِيَّة أَي لَا تخرج مِنْهَا.
وحضن: اسْم جبل بِنَجْد مَعْرُوف. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(حلت سليمى بِذَات الْجزع من عدن ... وَحل أهلك بطن الحنو من حضن)

والحضن: العاج فِي بعض اللُّغَات وَهِي لُغَة مَشْهُورَة. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(تبسمت عَن وميض الْبَرْق كاشرة ... وأبرزت عَن هجان اللَّوْن كالحضن)

وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح // (بسيط) //:

(كَأَنَّهَا دمية بَيْضَاء من حضن ... )

[نحض] والنحض: اللَّحْم رجل نحض: كثير اللَّحْم ومنحوض ونحيض: قَلِيله. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس // (طَوِيل) //:
(يباري شباة الرمْح خد مذلق ... كصفح السنان الصلبي النحيض)

أَي الَّذِي قد رقق وأرهف.
ونحضت مَا على الْعظم من اللَّحْم وانتحضته إِذا اعرتقته
[نضح] ونضحت الشَّيْء بِالْمَاءِ إِذا رششته عَلَيْهِ.
والنضح والنضخ متقاربان وَكَأن النَّضْح أَكثر من ذَلِك. قَالَ الشَّاعِر // (منسرح) //:
(ينضح بالبول وَالْغُبَار على ... فَخذيهِ نضح العبدية الجللا)

جمع جلة وَقد رُوِيَ ينضح أَيْضا.
والنضيح: الْحَوْض الصَّغِير. قَالَ الراجز:

(يَا ريها حِين بدا مسيحي ... )

(وابتل ثوباي من النضيح ... )

(وَصَارَ ريح العنبلي ريحي ... )

العنبلي: يَعْنِي الزنْجِي الْمَعْنى: وَصَارَ ريحي كريح العنبلي.
والنضح: سقِِي الْبَعِير بالسانية. وَالْبَعِير الَّذِي يسقى عَلَيْهِ نَاضِح وَالْجمع نواضح وَهَذَا أحد مَا جَاءَ على فَاعل وَالْجمع على فواعل. وَفِي حَدِيث الْمَغَازِي: نواضح يثرب تحمل الْمَوْت الناقع. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: حج مُعَاوِيَة فَلَمَّا قرب من الْمَدِينَة تَلَقَّتْهُ قُرَيْش على اثْنَي عشر ميلًا وَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَار على ميلين فعاتبهم فشكوا الأثرة فَقَالَ: فَأَيْنَ أَنْتُم عَن النَّوَاضِح؟ فَقَالَ لَهُ قيس بن سعد: تركناها لقَوْمك عَام قتلنَا حَنْظَلَة. فَقَالَ مُعَاوِيَة: وَاحِدَة بِوَاحِدَة والبادئ أظلم.
وَيُقَال: نضح الرجل عَن نَفسه إِذا دفع عَنْهَا فِي حَرْب أَو خُصُومَة وانتضح أَيْضا.
وَجمع نضيح أنضاح وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من وزن فعيل على أَفعَال وَهِي قَليلَة. قَالَ الْهُذلِيّ // (بسيط) //:
(يجْرِي بجوته موج الْفُرَات كأنضاح ... الْخُزَاعِيّ حازت رنقه الرّيح)

وَقَالَ قوم: بل أنضاح جمع نضح وَهُوَ المَاء الْمُجْتَمع وَالْأول أعرف.
وسحاب نضاح: كثير الْمَطَر. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:

(منطق بسجال المَاء نضاح ... )

وكل مَا انتضحت بِهِ من طيب أَو غَيره فَهُوَ نضوح لَك.
(ح ض و)

حضوت النَّار أحضوها حضوا لمن خفف الْهمزَة وَقد قَالُوا: حضأتها أحضؤها إِذا حركت الْجَمْر بعد مَا يهمد.
والمحضأ: الْعود الَّذِي تحرّك بِهِ النَّار لمن همز وَمن لم يهمز قَالَ: محضى.
[حَوْض] والحوض: مَعْرُوف وأصل اشتقاقه من حِضْت المَاء أحوضه حوضا إِذا جمعته. وَمن هَذَا اشتقاق الْحيض وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع تَفْسِيره.

(1/548)


[ضحو] والضحو: لُغَة فِي الضُّحَى رَأَيْته ضحو النَّهَار وضحى النَّهَار.
(ح ض هـ)

أهملت.
(ح ض ي)

[حيض] الْحيض: مَعْرُوف.
[ضيح] والضيح: مصدر ضحت اللَّبن ضيحا إِذا مزجته بِالْمَاءِ. وَقد أميت ضحت فَقَالُوا: ضيحت اللَّبن تضييحا وَاللَّبن ضياح ومضيح وضيح. قَالَ الراجز - جاهلي:

(لَا تسقه مَحْضا وَلَا ضياحا ... )

(إِن لم تَجدهُ تئقا ممراحا ... )

وَهَذَا يستقصى فِي المعتل إِن شَاءَ الله.
(بَاب الْحَاء والطاء مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ط ظ)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْعين والغين.
(ح ط ف)

[طفح] طفحت الْإِنَاء تطفيحا وطفحته طفحا إِذا ملأته.
والطفاحة: مَا علا الْقدر إِذا غلت.
واطفحت الْقدر اطفاحا إِذا أخذت ذَلِك عَن رَأسهَا وَهِي الطفاحة.
[فطح] والفطح من قَوْلهم: فطحت الْعود فطحا إِذا بريته ثمَّ عرضته. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(مفطوحة السيتين توبع بريها ... صفراء ذَات أسرة وسفاسق)

ويروى: طرائق. السفاسق: الشَّيْء الَّذِي يَبْرق فِي الشَّيْء المصقول وَكَذَلِكَ الطرائق فِي السَّيْف أَيْضا سفاسقة.
وَدفع أَبُو حَاتِم قَول النَّاس: رَأس مفطح وأفطح وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ مفرطح بالراء. وَأنْشد // (كَامِل) //:
(خلقت لهازمه عزين وَرَأسه ... كالقرص فرطح من طحين شعير)

وَرجل أفطح: عريض الْوَجْه وَالْأنف.
ونصل أفطح: عريض.
(ح ط ق)

[حقط] الحقط زَعَمُوا: خفَّة الْجِسْم وَكَثْرَة الْحَرَكَة وَقد قيل للْمَرْأَة الْخَفِيفَة الْجِسْم النزقة: حقطة.
فَأَما الحنقط فَضرب من الطير وَزَعَمُوا أَنه الدراج وَلَا أحقه.
وَقد سمت الْعَرَب حنقطا وَهُوَ اسْم امْرَأَة. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(هَل سر حنقط أَن الْقَوْم سالمهم ... أَبُو شُرَيْح وَلم يُوجد لَهُ خلف)

أَبُو شُرَيْح: يزِيد بن القحادية مَنْسُوب إِلَى بني قحادة وَهُوَ أحد فرسَان الْعَرَب من بني تَمِيم.
والحيقطان بِفَتْح الْقَاف وَضمّهَا وَالضَّم أَعلَى: الدراج.
[قحط] والقحط: ضد الخصب قحطت الأَرْض وقحطت قحطا وقحطا وأقحطها الله إقحاطا.
وقحطان: اسْم أبي الْيمن وَقد نسبوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: قحطاني وأقحاطي على غير الْقيَاس.
وَضرب قحيط أَي شَدِيد.
والقحط: ضرب من النبت وَلَيْسَ بثبت.
(ح ط ك)

أهملت.

(1/549)


(ح ط ل)

[حلط] الحلط من قَوْلهم: أحلط الرجل فِي الْأَمر إِذا جد فِيهِ يحلط إحلاطا واحتلط احتلاطا إِذا جد فِيهِ بِسُرْعَة.
وأحلط الرجل إحلاطا إِذا أَخذ قضيب الْبَعِير فَجعله فِي حَيَاء النَّاقة.
[طحل] والطحل: لون كلون الطحال. يُقَال: كسَاء أطحل وَكَذَلِكَ كل شَيْء على لون الطحال فَهُوَ أطحل. قَالَ الشَّاعِر // (هزج) //:
(ونبلي وفقاها كعراقيب ... قطا طحل)

فقاها: جمع فَوق وَقَلبه هَذَا الشَّاعِر.
وأطحل: اسْم جبل مَعْرُوف يُقَال لَهُ: ثَوْر أطحل.
وَمَاء طحل: كثير الطحلب.
[طلح] والطلح: نبت مَعْرُوف لَهُ شوك الْوَاحِدَة طَلْحَة وَهُوَ من شجر العضاه.
والطلح: القراد. وَقَالَ قوم: هُوَ الْعَظِيم مِنْهَا.
وبعير طلح وطليح إِذا أعيا.
وطلح الْبَعِير طلحا وأطلحته أَنا إطلاحا.
والطالح: ضد الصَّالح.
وإبل طلح وطلائح وأطلاح إِذا أعيت.
وإبل طلحى وطلاحى إِذا اشتكت بطونها عَن أكل الطلح.
وَذُو طلوح: مَوضِع. قَالَ جرير // (وافر) //:
(مَتى كَانَ الْخيام بِذِي طلوح ... سقيت الْغَيْث أيتها الْخيام)

وطلح: مَوضِع فِي بِلَاد بني يَرْبُوع. قَالَ الشَّاعِر // (رمل) //:
(كم رَأينَا من أنَاس هَلَكُوا ... ورأينا الْمَرْء عمرا بطلح)

وَذُو طلح: مَوضِع.
ومطلح: مَوضِع.
فَأَما الطلح فِي التَّنْزِيل فَقَالَ بعض الْمُفَسّرين إِنَّه الموز وَالله أعلم.
والطلاح: نبت زَعَمُوا.
وَقد سمت الْعَرَب طَلْحَة وطليحة.
[لطح] واللطح: الضَّرْب بباطن الْكَفّ لطحته بيَدي لطحا إِذا ضَربته بهَا. وَفِي الحَدِيث: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلطح أفخاذ أغيلمة بني عبد الْمطلب.
(ح ط م)

حطمت الشَّيْء أحطمه حطما إِذا كَسرته. وَقد قرئَ: {لَا يحطمنكم سُلَيْمَان وَجُنُوده} . قَالَ: وَكَانَ أَبُو عَمْرو ابْن الْعَلَاء يعجب مِمَّن قَرَأَ: {لَا يحطمنكم} وَيَقُول: إِنَّمَا التحطيم للشَّيْء الْيَابِس نَحْو الزّجاج وَمَا أشبهه.
وكل شَيْء حطمته فكسارته حطام وَكَذَلِكَ اليبيس من النبت. قَالَ الله جلّ ذكره: {ثمَّ يهيج فتراه مصفرا ثمَّ يكون حطاما} .
والحطيم: مَوضِع بِمَكَّة كَانُوا يحلفُونَ فِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّة فيحطم الْكَاذِب. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:

(بموقف بَين زَمْزَم والحطيم ... )

وَسميت جَهَنَّم حطمة وَهِي فعلة من الحطم.
والحطم: رجل من ولد النُّعْمَان كَانَ أهل الْبَحْرين ملكوه فِي الرِّدَّة فَقتله أَصْحَاب أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ. وَقَالَ قوم: والحطم: رجل من عبد الْقَيْس تنْسب إِلَيْهِ الدروع الحطمية عرفه ابْن الْكَلْبِيّ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي إِلَى مَا نسبت. فَأَما الْملك الَّذِي سمي الحطم فَهُوَ الْمُنْذر بن النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَكَانَ يلقب الْغرُور فَلَمَّا هزم قَالَ: أَنا الْمَغْرُور

(1/550)


فَقتل يَوْمئِذٍ وَلَا يعد فِي مُلُوك الْحيرَة.
وَبَنُو حطمة: بطن من الْعَرَب.
وَبَنُو حطامة: بطن من الْعَرَب أَيْضا. وَقَالَ أَبُو بكر: هَذَا غلط إِنَّمَا هم بَنو خطامة مُعْجمَة من فَوق وهم قوم من طَيئ.
والحطمة: السّنة المجدبة.
[] والحمط من قَوْلهم: حمطت الشَّيْء أحمطه حمطا إِذا قشرته. وَهَذَا فعل قد أميت.
والحماط: ضرب من الشّجر الْوَاحِدَة حماطة تَقول الْعَرَب إِن الْحَيَّات تألفه. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(فَلَمَّا أتتة أنشبت فِي خشاشه ... زماما كثعبان الحماطة أزنما)

وحماطة الْقلب: دم الْقلب وَهُوَ خالصه وصميمه. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(لَيْت الْغُرَاب رمى حماطة قلبه ... عَمْرو بأسهمه الَّتِي لم تلغب)

يُقَال: سهم لغب إِذا كَانَ ضَعِيفا.
وحماطان: مَوضِع. وَأنْشد // (رجز) //:

(يَا دَار سلمى بحماطان اسلمي ... )

والحمطوط والحمطاط: دويبة تكون فِي العشب منقوشة بألوان شَتَّى. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(إِنِّي كساني أَبُو قَابُوس مرفلة ... كَأَنَّهَا ظرف أطلاء الحماطيط)

مرفلة: حلَّة سابغة.
[طحم] وَيُقَال: هَذِه طحمة اللَّيْل لأوله ومعظمه وَكَذَلِكَ طحمة الْجَيْش وطحمة السَّيْل للدفعة الْعَظِيمَة مِنْهُ.
والطحمة: ضرب من النبت وَقد قَالُوا الطحماء أَيْضا. قَالَ أَبُو بكر: أَحْسبهُ مَقْصُورا وَقد مده قوم.
وَرجل طحمة: شَدِيد العراك.
[طمح] وطمح الرجل بِعَيْنِه يطمح طمحا إِذا شخص بهَا متكبرا.
وطمح الْفرس طماحا وطموحا إِذا شخص بِعَيْنِه وَركب رَأسه فِي عدوه فَهُوَ طامح وطموح وَهُوَ عيب.
وَقد سمت الْعَرَب طماحا وطمحان.
وَبَنُو الطمح وَبَنُو الطماح: بطين من بني أَسد.
وكل مفرط فِي تكبر فَهُوَ طامح بَين الطماح.
[محط] والمحط: شَبيه بالمخط. يُقَال: امتحط سَيْفه وامتخطه إِذا سَله من جفْنه وَكَذَلِكَ أقبل فلَان إِلَى الرمْح مركوزا فامتحطه إِذا انتزعه.
[مطح] والمطح: الضَّرْب بِالْيَدِ. وَرُبمَا كني بِهِ عَن النِّكَاح فَقَالُوا: مطح الرجل الْمَرْأَة.
(ح ط ن)

[حنط] الحنط أميت فعله وَمِنْه قَوْلهم: رمث حانط إِذا أثمر وَكَذَلِكَ الْعلف وَمَا أشبهه من الشّجر. وَلَا يَقُولُونَ: حنط الرمث [إِنَّمَا] يَقُولُونَ أحنط ثمَّ يَقُولُونَ حانط تركُوا الْقيَاس. وَمِنْه اشتقاق الحنوط لِأَن الرمث إِذا أحنط كَانَ لَونه أَبيض يضْرب إِلَى الصُّفْرَة لَهُ رَائِحَة طيبَة.
وَالْحِنْطَة: الْبر عَرَبِيّ مَعْرُوف.
[طحن] والطحن: مصدر طحنت الشَّيْء أطحنه طحنا.
والطحن: الشَّيْء المطحون نَحْو الدَّقِيق وَغَيره.
والطحن: دويبة تَدور فِي التُّرَاب حَتَّى تغيب فِيهِ وَتخرج رَأسهَا. قَالَ الراجز:

(كَأَنَّمَا أَنْفك يَا يحيى طحن ... )

(إِذا تدحى فِي التُّرَاب واندفن ... )

ويروى: واكتمن.
وطحنت الأفعى إِذا تغيبت وأخرجت رَأسهَا.
والطحين والمطحون وَاحِد. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:

(1/551)


(فَنعم المرتجى ركدت إِلَيْهِ ... رحى حيزومها كرحى الطحين)

والطواحن من الأضراس: الَّتِي تسمى الأرحاء من الْإِنْسَان وَغَيره.
وَحرب طحون: تطحن كل مَا استولت عَلَيْهِ.
[طنح] وَيُقَال: طنحت الْإِبِل وطنخت إِذا بشمت فَهِيَ طوانح وطوانخ. وَأَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن عَن عَمه الْأَصْمَعِي قَالَ: يُقَال: طنحت الْإِبِل إِذا سمنت وطنخت إِذا بشمت.
[نحط] والنحط والنحاط: تردد الْبكاء فِي الصَّدْر من غير أَن يظْهر نَحْو بكاء الصَّبِي إِذا شَرق. قَالَ الشَّاعِر // (مُتَقَارب) //:
(من المربعين وَمن آزل ... إِذا جنه اللَّيْل كالناحط)

ويسب الرجل إِذا تكلم أَو سعل فَيُقَال لَهُ: نحطة وَهُوَ النحاط والنحيط.
[نطح] والنطح: مَعْرُوف نطح الرجل فَهُوَ منطوح ونطيح ومنطوح.
وَمَرَّتْ بفلان نواطح من الدَّهْر أَي شَدَائِد.
وَرجل نطيح: مشؤوم.
والناطح: الَّذِي يلقاك من الظباء وَالطير وَهُوَ الجابه أَيْضا يتشاءم بِهِ.
وَفرس نطيح إِذا مَالَتْ غرته حَتَّى تصير تَحت إِحْدَى أُذُنَيْهِ وَهُوَ يتشاءم بِهِ.
والنطح: منزل من منَازِل الْقَمَر وَهُوَ الشَّرْط يتشاءم بِهِ.
(ح ط و)

[حوط] الحوط: مصدر حطت الرجل أحوطه حوطا إِذا حفظته.
وَقد سمت الْعَرَب حوطا وحويطا.
وحوط الحظائر: رجل من النمر بن قاسط كَانَت لَهُ منزلَة من الْمُنْذر بن الْمُنْذر وَله حَدِيث.
[وطح] والوطح: فعل ممات وَهُوَ الدّفع باليدين فِي عنف يُقَال: وطحه يطحه وطحا.
والوطيح والسلالم: حصنان بِخَيْبَر.
(ح ط هـ)

[حطط] لم يجِئ فِيهِ إِلَّا مَا جَاءَ فِي التَّنْزِيل من قَوْله جلّ وَعز: {وَقُولُوا حطة} وَلَا أقدم على تَفْسِيره.
(ح ط ي)

[طيح] طاح الشَّيْء يطيح طيحا إِذا ذهب وَتلف. وَهَذَا بَاب مستقصى الشَّرْح فِي المعتل إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(بَاب الْحَاء والظاء مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ظ ع)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْغَيْن.
(ح ظ ف)

[حفظ] حفظت الشَّيْء أحفظه حفظا.
وحافظت على الرجل مُحَافظَة وحفاظا إِذا حفظته فِي مغيبه.
وأحفظني الشَّيْء إحفاظا إِذا أَغْضَبَنِي.
والحفيظة: الحمية. وَمثل من أمثالهم: إِن الحفائظ تنقض الأحقاد وَتَفْسِير هَذَا أَنه إِذا كَانَ بَيْنك وَبَين ابْن عمك عَدَاوَة وَعَلِيهِ فِي قَلْبك حقد ثمَّ رَأَيْته يظلم حميت لَهُ ونسيت مَا فِي قَلْبك ونصرته.
والحفظة نَحْو الحفيظة. قَالَ العجاج:

(وحفظة أكنها ضميري ... )

(مَعَ الجلا ولائح القتير ... )

(ح ظ ق)

أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ الْكَاف.
(ح ظ ل)

الحظل: غيرَة الرجل على الْمَرْأَة وَمنعه لَهَا من التَّصَرُّف

(1/552)


وَالْحَرَكَة. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(فَمَا يعدمك لَا يعدمك مِنْهُ ... طبانية فيحظل أَو يغار)

الطبانية: الفطنة ويروى أَيْضا: طبانته.
والحظل: الْمَنْع.
وَإِن يكن للحنظل اشتقاق مَعْرُوف فَمن هَذَا وَالنُّون زَائِدَة.
[لحظ] ولحاظ الْعين: مَا يَلِي الصدغ من كل عين.
واللحظ: النّظر لحظه يلحظه لحظا ولاحظه يلاحظه مُلَاحظَة ولحاظا إِذا نظر إِلَيْهِ بمؤخر عينه واللحاظ الْمصدر.
واللحاظ: مُؤخر الْعين. قَالَ الراجز:

(ونار حَرْب تسعر الشواظا ... )

(تنضج بعد الخطم اللحاظا ... )

(وَالْجد يَحْدُو قدرا ملظاظا ... )

(ح ظ م)

[حظي] أهملت وَكَذَلِكَ حَالهمَا مَعَ النُّون وَالْوَاو وَالْهَاء وَالْيَاء إِلَّا فِي قَوْلهم: حظي يحظى. وَهَذَا الْبَاب نأتي عَلَيْهِ فِي المعتل إِن شَاءَ الله.
(بَاب الْحَاء وَالْعين مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

أهملتا مَعَ سَائِر الْحُرُوف.
(بَاب الْحَاء والغين)

أهملتا مَعَ سَائِر الْحُرُوف.
(بَاب الْحَاء وَالْفَاء مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ف ق)

[حقف] الحقف: الْكَثِيب من الرمل إِذا اعوج وتقوس وَالْجمع أحقاف وحقوف. وَفِي الحَدِيث: مر بِظَبْيٍ حَاقِف فَرَمَاهُ وَله تفسيران: إِمَّا أَن يكون حَاقِف أَي فِي أصل حقف من الرمل أَو يكون حَاقِف قد انطوى وَتعطف. قَالَ الراجز:

(نَاجٍ طواه الأين مِمَّا شسفا ... )

(طي اللَّيَالِي زلفا فزلفا ... )

(سماوة الْهلَال حَتَّى احقوقفا ... )

سماوة كل شَيْء: شخصه الشسف: الهزال والضمور ويروى: وجفا. قَالَ أَبُو بكر: وَقد رووا: طي اللَّيَالِي وَالنّصب أَعلَى.
وكل شَيْء اعوج فقد احقوقف. [قحف] والقحف: جرفك مَا فِي الْإِنَاء من ثريد وَغَيره قحفت مَا فِي الْإِنَاء أقحفه قحفا.
والقحافة: مَا استخرجته مِمَّا تقحفه وكل مَا اقتحفت من شَيْء فَهُوَ قُحَافَة لَك.
وَبَنُو قُحَافَة: بطن من الْعَرَب وَقَالَ أَيْضا: بطن من خثعم.
وقحيف العامري: أحد شعراء الْعَرَب.
وقحف الرَّأْس: مَا انْضَمَّ على أم الدِّمَاغ. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: لَا نُسَمِّيه قحفا حَتَّى ينكسر أَو يقطع فَيسْقط عَن الدِّمَاغ وَالْجمع الأقحاف والقحفة والقحوف.
وَيُقَال: اقتحف مَا فِي الْإِنَاء إِذا شربه أجمع. وَلما بلغ امْرأ الْقَيْس قتل أَبِيه وَهُوَ يشرب قَالَ: الْيَوْم خمر وَغدا أَمر الْيَوْم قحاف وَغدا نقاف.
[فقح] والفقاح: فغو الشّجر من أَي شجر كَانَ وَهُوَ الْورْد.
والفقاحة والفقحة: الرَّاحَة لُغَة يَمَانِية وأحسبها سميت بذلك لانفتاحها. وَكَانَ بعض أهل اللُّغَة يَقُول: الفقحة: الدبر الْوَاسِع ثمَّ كثر ذَلِك فِي كَلَامهم حَتَّى سمي كل دبر فقحة.
وفقح الجرو إِذا فتح عينه. قَالَ الشَّاعِر // (رجز) //:

(1/553)


(أقبح بِهِ من ولد وأشقح ... )

(مثل جري الْكَلْب لم يفقح ... )

[قفح] والقفح: لُغَة يَمَانِية قفحت الشَّيْء أقفحه قفحا إِذا سففته كَمَا يسف الدَّوَاء.
وَيُقَال: قفحت نَفسه عَن الشَّيْء إِذا كرهته. وَقد جَاءَ فِي شعر الطرماح فِي القصيدة الَّتِي يمدح بهَا يزِيد بن الْمُهلب.
(ح ف ك)

[كفح] كافحت الرجل مكافحة وكفاحا وكفحته كفحا إِذا واجهته ولقيته. وكل شَيْء واجهته فقد كافحته. وَفِي الحَدِيث:
إِنِّي لأكفحها وَأَنا صَائِم أَي أقبلها يَعْنِي امْرَأَته. وَأَخْبرنِي الرياشي عَن ابْن أبي رَجَاء عَن الْوَاقِدِيّ قَالَ: لما خد خَالِد بن الْوَلِيد رَضِي الله عَنهُ الْأُخْدُود يَوْم بطاح لبني تَمِيم وأوقد عَلَيْهِ نَارا ليحرقهم جِيءَ بِامْرَأَة من بني تَمِيم فَلَمَّا أشرفت على الْأُخْدُود نكصت ثمَّ قَالَت // (مجزوء الرجز) //:

(يَا موت عَم صباحا ... )

(إِذْ لم أجد رواحا ... )

(كافحته كفاحا ... )

ثمَّ أَلْقَت نَفسهَا فِي النَّار.
والكفح والكثح متقاربان فِي الْمَعْنى كفحت الشَّيْء وكثحته إِذا كشفت عَنهُ غطاءه.
(ح ف ل)

الحفل: الْجمع الْكثير. وَيُقَال: احتفل الْقَوْم احتفالا إِذا اجْتَمعُوا.
وحفلت اللَّبن فِي خلف النَّاقة أَو ضرع الشَّاة أحفله تحفيلا إِذا تركتهَا أَيَّامًا لَا تحلبها.
وَهَذَا أَمر لَا أحفل بِهِ وَلَا أحفله أَي لَا أباليه.
والحفالة: مثل الحثالة وَهُوَ حطام التِّبْن وَرُبمَا قيل لعكر الدّهن أَو الطّيب: الحفالة والحثالة أَيْضا.
وَرجل ذُو حفلة إِذا كَانَ مبالغا فِيمَا أَخذ فِيهِ من الْأُمُور.
واحتفل لنا فلَان إِذا أحسن الْقيام بأمورهم.
وَجَاءُوا فِي جمع حفل أَي كثير.
والمحفل: الْجمع من النَّاس وَيجمع محافل.
وَجَاء بَنو فلَان بحفيلهم أَي بأجمعهم.
واحتفل الْوَادي بالسيل إِذا امْتَلَأَ.
وحفائل: مَوضِع.
[حلف] وَالْحلف من قَوْلهم: حَلَفت لَهُ أَحْلف حلفا وحلفا.
وتحالف الْقَوْم محالفة إِذا تحالفوا على النُّصْرَة وَأَنا حَلِيف لَهُم وَالْجمع حلفاء.
والحلفاء: هَذَا النبت الْوَاحِدَة حلفة. وَقَالَ آخَرُونَ: حلفة مثل طرفاء وطرفة.
وَرجل حلاف: كثير الْأَيْمَان.
وَرجل حَلِيف اللِّسَان إِذا كَانَ حَدِيد اللِّسَان فصيحا.
وَسنَان حَلِيف: محدد.
وَعلي حلفة أَلا أفعل كَذَا وَكَذَا أَي يَمِين.
وَقد سمت الْعَرَب حليفا وحليفا.
والحليفان: أَسد وغَطَفَان اسْم لَازم لهاتين القبيلتين. قَالَ زُهَيْر // (طَوِيل) //:
(إِذا حل أَحيَاء الحليفين حوله ... بِذِي لجب لجاته وصواهله)

لجاته: جمع لجة وَهُوَ اخْتِلَاط الْأَصْوَات واللجب: اخْتِلَاط الْأَصْوَات أَيْضا.
[فَحل] والفحل من الْإِبِل وَغَيره: الذّكر المستفحل.
واستفحل الْأَمر إِذا غلظ.
وفحال النّخل: الذّكر مِنْهَا وَلَا يُقَال: فَحل وَالْجمع فحاحيل. وَجمع فَحل فحول وفحولة.
وفحول الرِّجَال: ذَوُو النجدة مِنْهُم. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(وَنحن بَنو الشَّيْخ الَّذِي سَالَ بَوْله ... بِكُل بِلَاد لَا يَبُول بهَا فَحل)

وفحل: مَوضِع بِالشَّام.

(1/554)


والفحلاء: مَوضِع زَعَمُوا.
وَيُقَال: فَحل فحيل إِذا كَانَ نجيبا كَرِيمًا. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(كَانَت نَجَائِب مُنْذر ومحرق ... أماتهن وطرقهن فحيلا)

أَي الَّذِي طرق أمهاتهن كَانَ فحلا منجبا والطرق: الْفَحْل.
وَالْعرب تسمي سهيلا الْفَحْل تشبهه بفحل الْإِبِل لاعتزاله عَن النُّجُوم وعظمه لِأَن الْفَحْل يعتزل الشول إِذا قرعها فَيكون مِنْهَا حجرَة.
[فلح] والفلح والفلاح: الْبَقَاء. قَالَ الراجز:

(لَو كَانَ حَيّ مدرك الْفَلاح ... )

(أدْركهُ ملاعب الرماح ... )

وَقَالَ الآخر // (رمل) //:
(وَلَئِن كُنَّا كقوم هَلَكُوا ... مَا لحي يَا لقوم من فلح)

وَقَالَ عبيد بن الأبرص // (مخلع الْبَسِيط) //:
(أَفْلح بِمَا شِئْت فقد يبلغ بالضعف ... وَقد يخدع الأريب)

الْمَعْنى: عش بِمَا شِئْت من عقل أَو حمق فقد يرْزق الأحمق وَيحرم الْعَاقِل. وَيُقَال: أَفْلح وأنجح إِذا أدْرك مَطْلُوبه وَمِنْه حَيّ على الْفَلاح.
وفلحت الشَّيْء أفلحه فلحا إِذا شققته أَو قطعته. والمثل السائر: الْحَدِيد بالحديد يفلح. قَالَ الراجز:

(لقد علمت يَا ابْن أم صحصح ... )

(أَنا إِذا صِيحَ بِنَا لم نَبْرَح ... )

(حَتَّى ترى جماجما تطوح ... )

(إِن الْحَدِيد بالحديد يفلح ... )

وَسمي الأكار فلاحا لِأَنَّهُ يشق الأَرْض. وَجعله ابْن أَحْمَر المكاري فَقَالَ // (وافر) //:
(لَهَا رَطْل تكيل الزَّيْت فِيهِ ... وفلاح يَسُوق لَهَا حمارا)

ويروى: يَسُوق بهَا.
وَالرجل الْأَفْلَح: الَّذِي فِي شفته السُّفْلى شقّ فَإِذا كَانَ فِي الْعليا فَهُوَ أعلم. وَكَانَ عنترة الْعَبْسِي يلقب الفلحاء لِأَنَّهُ كَانَ فِي شفته شقّ. قَالَ أَبُو بكر: هَكَذَا جَاءَ لقبه بِلَفْظ التَّأْنِيث.
وَقد سمت الْعَرَب أَفْلح وفليحا ومفلحا.
وصناعة الْفَلاح الفلاحة.
[لحف] والحفت بِالثَّوْبِ التحافا ولحفت بِهِ غَيْرِي. قَالَ طرفَة // (رمل) //:
(ثمَّ راحوا عبق الْمسك بهم ... يلحفون الأَرْض هداب الأزر)

وكل ثوب التحفت بِهِ فَهُوَ ملحف وَمِنْه اشتقاق اللحاف.
وألحف السَّائِل يلحف إلحافا إِذا ألح وأبرم فِي الْمَسْأَلَة.
[لفح] واللفح من قَوْلهم: لفحته النَّار تلفحه لفحا ولفحانا إِذا أَصَابَهُ حرهَا وَكَذَلِكَ كل شَيْء أَصَابَك حره فقد لفحك لفحا ولفحانا.
ولفحت فلَانا بِالسَّيْفِ ونفحته بِهِ إِذا ضَربته بِهِ ضَرْبَة خَفِيفَة.
والسموم تلفح الْوَجْه لفحا إِذا غيرته.
وَهَذَا الثَّمر الَّذِي يُسمى اللفاح لَا أَدْرِي مَا صِحَّته إِلَّا أَن لَفظه عَرَبِيّ.

(1/555)


(ح ف م)

[فَحم] الفحم: مَعْرُوف وَلَا يُقَال فَحم بِإِسْكَان الْحَاء. قَالَ الراجز:

(إِن تميما معشر ذَوُو كرم ... )

(قد قَاتلُوا لَو ينفخون فِي فَحم ... )

(وصبروا لَو صَبَرُوا على أُمَم ... )

وَقَالَ النَّابِغَة // (بسيط) //:
(مولي الرّيح روقيه وجبهته ... كالهبرقي تنحى ينْفخ الفحما)

الهبرقي: الْحداد أَو الصيقل.
وفحم الْكَبْش إِذا صَاح فَهُوَ فَاحم وفحم.
وفحم الصَّبِي إِذا بَكَى حَتَّى يبح وَبِه فحام وَهُوَ مفحوم.
وَرجل مفحم إِذا كَانَ عييا. والمفحم: الَّذِي لَا يَقُول الشّعْر.
وَشعر فَاحم إِذا كَانَ شَدِيد السوَاد وفحيم أَيْضا.
وأفحمت الرجل إفحاما إِذا حاحجته فَخَصمته.
(ح ف ن)

حفنت الشَّيْء بيَدي حفنا إِذا جرفته بكلتا يَديك أَو بِإِحْدَاهُمَا وَلَا يكون إِلَّا من الشَّيْء الْيَابِس نَحْو الدَّقِيق وَمَا أشبهه وَمَا مَلأ الْكَفَّيْنِ من ذَلِك فَهُوَ حفْنَة.
وَبَنُو حفين: بطن من الْعَرَب.
والحفان: صغَار النعام الْوَاحِدَة حفانة ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى اسْتعْمل فِي صغَار كل جنس.
[حنف] والحنف: انقلاب الْقدَم حَتَّى يصير ظهرهَا بَطنهَا.
وحنف الرجل يحنف حنفا فَهُوَ أحنف وَالْمَرْأَة حنفَاء. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الحنف فِي الْقَدَمَيْنِ أَن تميل كل وَاحِدَة مِنْهُمَا بإبهامها على صاحبتها.
وَقد سمت الْعَرَب حَنِيفا.
وحنيف الحناتم: أحد أدلاء الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ من بكر بن وَائِل تزْعم الْعَرَب أَنه خرج يُرِيد وبار ليدل عَلَيْهَا فسفعته الْجِنّ فَعميَ فَكَانَ يشم تُرَاب الأَرْض فيستدل بِهِ.
والحنيف: الْعَادِل عَن دين إِلَى دين وَبِه سميت الحنيفية لِأَنَّهَا مَالَتْ عَن الْيَهُودِيَّة والنصرانية. قَالَ الْهُذلِيّ // (مُتَقَارب) //:
(كَأَن تواليه فِي الملا ... نَصَارَى يساقون لاقوا حَنِيفا)

قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: من أَيْن عرف فِي الْجَاهِلِيَّة الحنيف؟ قَالَ: لِأَنَّهُ كل من عدل عَن دين النَّصَارَى فَهُوَ حنيف عِنْدهم. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: كل من حج الْبَيْت فَهُوَ حنيف. قَالَ ثَابت قطنة عَن أَبِيه: حَدثنِي شَيْخَانِ منا قَالَا: كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّة بعمان إِذا أردنَا الْحَج قُلْنَا: هلموا نتحنف.
وَبَنُو حنيفَة: بطن من الْعَرَب وَإِنَّمَا سمي حنيفَة لِأَنَّهُ لَقِي جذيمة أَبَا حَيّ من عبد الْقَيْس فَضرب جذيمة حنيفَة فحنف رجله وضربه حنيفَة فجذم يَده فَسُمي هَذَا حنيفَة وَسمي ذَاك جذيمة.
وَبَنُو حنيف: بطن من الْعَرَب.
[نحف] والنحافة: مصدر نحف ينحف نحافة. وَرجل نحيف بَين النحافة من قوم نحاف مثل سمين من قوم سمان. وَقد قَالُوا: نحف ينحف فَهُوَ نحيف كَمَا قَالُوا: كرم يكرم.
والنحيف: القضيف الْقَلِيل اللَّحْم خلقَة لَا هزالًا.
[نفح] والنفح: نفح الطّيب نفح ينفح نفحا ونفحانا إِذا شممت رَائِحَته. وشممت نفحة الطّيب ونفاحة الطّيب ونفحان الطّيب. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(الْمخْرج الكاعب الْحَسْنَاء مذعنة ... فِي السَّبي ينفح من أردانها الطّيب)

والإنفحة وَقَالُوا إنفحة وَقد ثقل قوم الْحَاء فَقَالُوا إنفحة زَعَمُوا وَهِي كرش الْحمل والجدي قبل أَن يستكرش. وَقد جمعت إنفحة أنافح. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(1/556)


(وَإِنَّا لمن قوم على أَن ذممتهم ... إِذا أولموا لم يولموا بالأنافح)

وَقد جَاءَ تَخْفيف إنفحة فِي الشّعْر الفصيح // (رجز) //:

(كم قد أكلت كبدا وإنفحه ... )

(ثمَّ ادخرت ألية مشرحه ... )

وأنشدنا عبد الرَّحْمَن عَن عَمه // (بسيط) //:
(كم قد تمششت من قصّ وإنفحة ... جَاءَت إِلَيْك بِذَاكَ الأضؤن السود)

وشَاة نفوح إِذا مشت انتضح اللَّبن من ضرْعهَا.
ونفحت فلَانا بِالسَّيْفِ نَحْو لفحته إِذا ضَربته بِهِ ضَرْبَة خَفِيفَة.
ونفحت الرّيح إِذا تحركت أوائلها.
ونفحت عَن فلَان ونافحت عَنهُ إِذا خَاصَمت عَنهُ. وَكَذَلِكَ نافحت عَن نَفسِي مثل ناضلت عَنْهَا سَوَاء. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(وَكم مشْهد نافحت عَنْك خصومه ... وَكلهمْ عضب اللِّسَان منافح)

وطعنة نفاحة: تنفح بِالدَّمِ.
[فنح] وفنح الْفرس من المَاء إِذا شرب دون الرّيّ. قَالَ الراجز:

(وَالْأَخْذ بالغبوق والصبوح ... )

(مبردا لمقأب فنوح ... )

والمقأب: الْكثير الشّرْب للْمَاء وَاللَّبن.
(ح ف و)

الحفوة: بر الرجل بِالرجلِ. يُقَال: فلَان حفي بفلان ظَاهر الحفوة.
وحفوت شاربي أحفوه حفوا إِذا استأصلت أَخذ شعره. وَمِنْه الحَدِيث:
اُحْفُوا الشَّوَارِب وأعفوا اللحى.
[وحف] وَيُقَال: شعر وحف بَين الوحوفة إِذا كَانَ كثير النبت.
وواحف: مَوضِع مَعْرُوف. قَالَ رؤبة // (رجز) //:

(عفت عوافيه وَطَالَ قدمه ... )

(بواحف لم يبْق إِلَّا رممه ... )

ووحاف أَيْضا: مَوضِع.
والوحفاء: مَوضِع.
والموحف: مبرك الْإِبِل بَركت الْإِبِل فِي مواحفها أَي فِي مباركها.
[حوف] والحوف: جلد يشق ثمَّ يَجْعَل كَهَيئَةِ الْإِزَار يلْبسهُ الصّبيان.
والحوف: مَوضِع زَعَمُوا.
والحوف فِي لُغَة مهرَة بن حيدان: الثَّوْب.
(ح ف هـ)

[فحح] سَمِعت فحة الأفعى وفحيحها وَقد مر فِي الثنائي.
(ح ف ي)

[حيف] حاف يَحِيف حيفا إِذا جَار.
[فيح] والفيح: مصدر فاح يفيح فيحا وفيحانا. وَفِي الحَدِيث: إِن الْحمى من فيح جَهَنَّم. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(وعارضها يَوْم كَأَن أواره ... ذكا النَّار من فيح الفروغ طَوِيل)

فيح ويروى: فيح. الفروغ: جمع فرغ وَقَالَ قوم: هُوَ فرغ الدَّلْو يعنون النَّجْم قَالَ أَبُو بكر: هَذَا غلط لِأَن الفرغ لَا يطلع فِي الْحر الشَّديد وَإِنَّمَا أَرَادَ بالفروغ حَيْثُ تنفرغ الرّيح أَي كَأَنَّهَا تنصب شبهها بانصباب الدَّلْو. وَمن روى بِالْعينِ غير مُعْجمَة أَرَادَ أعالي الْحر.
(بَاب الْحَاء وَالْقَاف مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ق ك)

أهملت.
(ح ق ل)

الحقل: القراح الطّيب التُّرَاب. وَمن أمثالهم: لَا تنْبت

(1/557)


البقلة إِلَّا الحقلة. وَفِي الحَدِيث نهي عَن المحاقلة وَهُوَ أَن يشترى الزَّرْع غضا قبل أَن يستبين صَلَاحه.
وحقيل: مَوضِع. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(وأفضن بعد كظومهن بجرة ... من ذِي الأبارق إِذْ رعين حقيلا)

ويروى: ذِي الأباطل.
والحقيل: ضرب من النبت لَا أعرف صِحَّته. وَقَالَ مرّة أُخْرَى: إِمَّا من الْخلَّة وَإِمَّا من الحمض.
وحقل الْفرس حقلا إِذا أَصَابَهُ وجع فِي بَطْنه من أكل التُّرَاب وَهِي الحقلة والحقال.
وحوقل الشَّيْخ إِذا اعْتمد بيدَيْهِ على خصريه فِي مَشْيه وَهِي الحوقلة الْوَاو زَائِدَة.
وأحسب أَن حقالا مَوضِع.
[حلق] وَالْحَلقَة حَلقَة الْقَوْم وحلقة الْحَدِيد وَغير ذَلِك من الصفر بتسكين اللَّام لَا غير وَالْجمع حلق. قَالَ الْهُذلِيّ // (طَوِيل) //:
(رجال حروب يسعرون وحلقة ... من الدَّار لَا تمْضِي عَلَيْهَا الحضائر)

الحضائر: جمع حضيرة والحضيرة: سِتَّة نفر أَو سَبْعَة يغزى بهم. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ:
إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج فتحُوا من السد قدر حَلقَة وَعطف سبابته على إبهامه. وَاخْتلف أهل اللُّغَة فِي الْحلقَة الَّتِي يعْنى بهَا السِّلَاح لما جَاءَ فِي الحَدِيث أَن خَالِد بن الْوَلِيد صَالح بني حنيفَة على الصَّفْرَاء والبيضاء وَالْحَلقَة هَكَذَا يَقُول أَصْحَاب الحَدِيث وَقَالَ أهل اللُّغَة: لَا يُقَال إِلَّا حَلقَة بتسكين اللَّام إِلَّا أَن تُرِيدُ جمع حالق وحلقة كَمَا تَقول فَاعل وفعلة. فَأَما قَول الشَّاعِر // (منسرح) //:
(أقسم بِاللَّه نسلم الحلقه ... وَلَا حريقا وَأُخْته حرقه)

(حَتَّى يخر الكمي منجدلا ... ويقرع النبل طره الحدقه)

فَإِنَّمَا ذَلِك اضطرار لما احْتَاجَ إِلَى تحريكه كَمَا قَالَ: لماع الخفق وَكَقَوْلِه: لم ينظر بِهِ الحشك وَإِنَّمَا هُوَ الخفق والحشك بِالسُّكُونِ.
وَالْحلق: الْخَاتم بِكَسْر الْحَاء. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(ففاز بحلق الْمُنْذر بن محرق ... فَتى مِنْهُم رخو النجاد كريم)

وَحلق الطَّائِر فِي الْهَوَاء تحليقا إِذا ارْتَفع وَهوى من حالق أَي من علو إِلَى سفل. قَالَ الشَّاعِر // (سريع) //:
(فَخر من وجأته مَيتا ... كَأَنَّمَا دهده من حالق)
وَحلق ضرع النَّاقة إِذا ارْتَفع لَبنهَا فَهُوَ حالق.
وَحلق غرمول الْفرس وَالْحمار إِذا كَانَ فِيهِ بَيَاض شَبيه بالبرص.
وَيُقَال للسّنة المجدبة حلاق معدول نَحْو حذام.
والمنية أَيْضا تسمى حلاق معدول. قَالَ الشَّاعِر // (خَفِيف) //:
(لهف نَفسِي على أنَاس توَلّوا ... وفتو سقوا بكأس حلاق)

وَالْحلق حلق الْإِنْسَان وَغَيره: مَعْرُوف.
وَالْحلق أَيْضا: مصدر حلقت الشَّيْء أحلقه حلقا نَحْو الشّعْر وَمَا أشبهه.
وَجَاء فلَان بِالْحلقِ إِذا جَاءَ بِالْمَالِ الْكثير.
ورطبة حلقانة إِذا أرطبت من حلقها.

(1/558)


وَرَأس حليق فِي معنى محلوق فَأَما قَول الشَّاعِر // (وافر) //:
(وخيل قد دلفت لَهَا بخيل ... كَأَن زهاءها رَأس حليق)

فَإِنَّمَا يَعْنِي جبلا وحليق: لَا شجر فِيهِ.
والمحلق: رجل مَعْرُوف وَهُوَ الَّذِي مدحه الْأَعْشَى.
وَالْحَلقَة: وسم نعم لبني زُرَارَة.
وحلاقة كل شَيْء: مَا سقط مِنْهُ.
والحولق: وجع يُصِيب الْإِنْسَان فِي حلقه وَلَيْسَ بثبت.
[قحل] والقحل: مصدر قحل الشَّيْء قحلا إِذا يبس.
وقحل الشَّيْخ قحلا إِذا يبس جلده على عظمه فَهُوَ قاحل.
وَرجل قحل وإنقحل وَامْرَأَة قحلة وإنقحلة إِذا كَانَا مسنين. قَالَ // (رجز) //:

(لما رأتني خلقا إنقحلا ... )

وأديم قاحل: يَابِس.
والقحال: دَاء يُصِيب الْغنم فتجف جلودها حَتَّى تَمُوت.
[قلح] والقلح: صفرَة الْأَسْنَان من ترك السِّوَاك قلح الرجل يقلح قلحا فالرجل أقلح وَالْمَرْأَة قلحاء. قَالَ الْأَعْشَى // (رمل) //:
(قد بنى اللؤم عَلَيْهِم بَيته ... وَفَشَا فيهم مَعَ اللؤم القلح)

وَجمع أقلح قلح وقلحان. وَجَاء فِي الحَدِيث: لم تدخلون عَليّ قلحا.
[لحق] وَلَحِقت الشَّيْء ألحقهُ لَحقا ولحاقا وألحقته إِلْحَاقًا. وَقيل: إِن عذابك بالكفار مُلْحق وملحق جَمِيعًا.
وَقد سمت الْعَرَب لاحقا.
وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: لحقت الْقَوْم إِذا أدركتهم وألحقتهم إِذا تقدمتهم وَلَيْسَ بثبت.
وَرجل مُلْحق بِقوم إِذا كَانَ مُلْصقًا بهم.
[لقح] ولقحت النَّاقة تلقح لقحا ولقاحا إِذا حملت فَهِيَ لاقح ولقوح وألقحها الْفَحْل إلقاحا فَهِيَ ملقح وَالْجمع ملاقح والناقة لاقح ولقوح.
واللقحة بِكَسْر اللَّام: النَّاقة الَّتِي لَهَا لبن وَالْجمع لقاح ولقح. قَالَ الشَّاعِر // (رمل) //:
(لَا يشحون على المَال وَمَا ... عودوا فِي الْحَيّ تصرار اللقح)

وألقحت السَّحَاب الرّيح إلقاحا إِذا جمعته وألقته وَمَرَّتْ مَاءَهُ. وَتركُوا الْقيَاس فِي هَذَا الْبَاب فَقَالُوا: ريَاح لَوَاقِح وَلم يَقُولُوا ملاقح وَهُوَ الأَصْل كَمَا قَالُوا: أعقت الْفرس فَهِيَ عقوق وَلم يَقُولُوا: معق.
وألقح فلَان بَين بني فلَان شرا إِذا سداه بَينهم.
وَفِي الحَدِيث:
الملاقيح والمضامين فالملاقح من الْإِبِل: الَّتِي فِي بطونها أَوْلَادهَا وَهِي الملاقيح والمضامين فِي أصلاب الفحول وَلم يتكلموا لَهَا بِوَاحِد. قَالَ أَبُو بكر: الملاقيح أَن يشترى مَا فِي بطن النَّاقة والمضامين أَن يشترى مَا فِي صلب الْفَحْل.
ولقحت النّخل تلقيحا إِذا أَبرته.
وطلع اللقَاح يُسمى اللقَاح.
وَقَوْلهمْ: لقحت الْحَرْب فَهَذَا مثل.
وَقوم لقاح: لَا يدينون للملوك.
(ح ق م)

الحقم: ضرب من الطير يشبه الْحمام وَيُقَال: بل الْحمام بِعَيْنِه وَهِي لُغَة يَمَانِية صَحِيحَة. وَقَالَ رجل من الأزد // (مُتَقَارب) //:
(وَغير ثَلَاث على هامد ... لوابد كالحقم فِي الموقد)

الهامد: الرماد السَّاكِن الَّذِي لَيْسَ فِيهِ نَار. ولوابد: راكدة عَلَيْهِ يُقَال: لبد بِالْأَرْضِ وألبد لُغَتَانِ فصيحتان إِذا لصق بهَا.
[حمق] والحمق: مَعْرُوف. وَرجل محمق إِذا كَانَ يلد الحمقى وَامْرَأَة محمقة كَذَلِك. قَالَت امْرَأَة من الْعَرَب // (رجز) //:

(1/559)


(لست أُبَالِي أَن أكون محمقه ... )

(إِذا رَأَيْت خصية معلقه ... )

تَقول: لَا أُبَالِي أَن أَلد ابْنا وَإِن كَانَ أَحمَق.
وانحمق الرجل إِذا ضعف عَن الْأَمر. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(مَا زَالَ يضربني حَتَّى استكنت لَهُ ... وَالشَّيْخ يضْرب أَحْيَانًا فينحمق)

أَي يضعف.
والحمق: الْخَفِيف اللِّحْيَة وَبِه سمي الْحمق أَبُو عَمْرو بن الْحمق الْخُزَاعِيّ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم.
والحميقاء: شَبيه بالجدري يُصِيب النَّاس.
والبقلة الحمقاء: الَّتِي تسميها الْعَامَّة الرجلة وَهِي الفرفخ وَإِنَّمَا سميت بذلك لِضعْفِهَا وَهِي بالسُّرْيَانيَّة الفرفح بِالْحَاء.
والحماق: نبت أَيْضا ذكرته أم الْهَيْثَم.
والحميميق: طَائِر أعجمي مُعرب.
وَذكر بعض أهل اللُّغَة أَن الحمقيق نبت أَيْضا. قَالَ الْخَلِيل: هُوَ الهمقيق وَهُوَ عِنْده أعجمي مُعرب.
وانحمقت السُّوق إِذا كسدت.
[قحم] وَيُقَال: انقحم الرجل انقحاما واقتحم اقتحاما إِذا هوى من علو إِلَى سفل أَو دخل فِي شَيْء من غير هِدَايَة وَلذَلِك سميت المهالك قحما. وَقَالَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: إِن للخصومة قحما.
والمقحم: الْبَعِير الَّذِي يطْرَح سِنِين فِي سنّ وَهُوَ الَّذِي يثني ويربع فِي سنة أَو يربع ويسدس فِي سنة وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا كَانَ أَبَوَاهُ هرمين.
وأقحمت السّنة الْأَعْرَاب إِذا حطتهم من البدو إِلَى الْحَضَر والأعرابي مقحم.
وَالسّنة المقحمة: المجدبة وَقَالُوا قحمة وقحمة إِذا كَانَت مُجْدِبَة.
وَشَيخ قحم وعجوز قحمة إِذا أسنا.
[قَمح] والقمح: مصدر قمحت الشَّيْء مثل لعقت أقمحه قمحا إِذا سففته.
والقمحة من المَاء: مَا مَلأ الْفَم.
والقمح: الْبر اسْم يخص بِهِ دون غَيره من الْحُبُوب.
وشهرا قماح هما أَشد مَا يكون من الْبرد وَإِنَّمَا سميا بذلك لِأَن الْإِبِل إِذا وَردت المَاء آذاها برده فقامحت أَي رفعت رؤوسها. وَذكر أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله عز وَجل: {فهم مقمحون} أَي شاخصون بعيونهم رافعو رؤوسهم.
وَالْإِبِل قماح إِذا قامحت عَن المَاء. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(وَنحن على جوانبها قعُود ... نغض الطّرف كَالْإِبِلِ القماح)

فَهَذَا يُخَالف قَول أبي عُبَيْدَة لِأَنَّهُ قَالَ: نغض الطّرف فَكَأَن المقمح - وَالله أعلم - الرافع رَأسه شاخصا كَانَ أَو مغضيا.
[محق] والمحق: تلف الشَّيْء ونقصانه محق فَهُوَ ممحوق ومحقه الله وأمحقه عَن أبي زيد وأبى الْأَصْمَعِي إِلَّا محقه الله.
والمحاق: امحاق الْقَمَر ونقصان ضوئه وَيُقَال محاق ومحاق.
وَيَوْم ماحق: شَدِيد الْحر. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(ظلت سوافن بالأرزان صادية ... فِي ماحق من نَهَار الصَّيف محتدم)

أَي شَدِيد الْحر.

(1/560)


فَأَما قَول الشَّاعِر // (وافر) //:
(يقلب صعدة جرداء فِيهَا ... نَقِيع السم أَو قرن محيق)

فَلَيْسَ من هَذَا وَهُوَ من حقت الشَّيْء أحيقه وأحوقه إِذا دلكته فَهُوَ محيق: مدلوك وَهُوَ فعيل فِي معنى مفعول والصعدة: الْقَنَاة أَو قرن محيق: كَانُوا يَأْخُذُونَ الْقُرُون فيحدونها ويجعلونها مَوضِع الأسنة من الرماح.
ومحقت الْعود وَغَيره إِذا دلكته دلكا شَدِيدا حَتَّى يملاس.
(ح ق ن)

حقنت اللَّبن فِي السقاء أحقنه وأحقنه حَقنا إِذا صببت لَبَنًا حليبا فِي سقاء قد كَانَ فِيهِ رائب فَأخذ بعض طعمه. وَمن أمثالهم: أَبى الْحَقَّيْنِ الْعذرَة يَقُول: بَطل الْعذر مَعَ حُضُور اللَّبن.
وَتقول الْعَرَب: لألصقن حواقن فلَان بذواقنه فالحواقن: مَا سفل من الْبَطن والذواقن: مَا علا مِنْهُ. وَقد اخْتلف فِي هَذَا أهل اللُّغَة فَقَالَ قوم: الحاقنتان: الهزمتان بَين الترقوتين وَبَين حَبل العاتقين وَجَمعهَا الحواقن والذاقنتان: الذقن وَمَا تَحْتَهُ وَجَمعهَا الذواقن. وَقَالَ آخَرُونَ: بل الحواقن من الْبَطن مَا حقن فِيهِ الطَّعَام. وَقَالَ أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبَيْدَة: إِنَّهُم يَقُولُونَ: لألزقن حواقنك بلواقنك فحواقنه: مَا حقن فِيهِ الطَّعَام ولواقنه: أسافل بَطْنه وَركبَتَاهُ. وَقَالَ قوم: الحاقنتان: مَا تَحت الترقوتين وهما القلتان وَهُوَ القَوْل.
والحقنة من هَذَا اشتقاقها لِأَنَّهَا علاج مَا هُنَاكَ.
والمحقنة: إِنَاء يعالج بِهِ.
وكل شَيْء جمعته من لبن أَو شراب ثمَّ شددته فقد حقنته وَبِه سمي حَابِس الْبَوْل حاقنا.
وحقنت دم فلَان إِذا منعت من سفكه بدية أَو غَيرهَا.
[حنق] والحنق: الحقد حنق يحنق حنقا. وأحنقته إحناقا إِذا أحقدته وَالرجل حنق وحنيق ومحنق. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(تلاقينا بغينة ذِي طريف ... وَبَعْضهمْ على بعض حنيق)

حنيق: فعيل فِي مَوضِع محنق وَهُوَ قَلِيل والغينة شَبيهَة بالأجمة.
وأحنق الْفرس وَغَيره من ذَوَات الْحَافِر والخف فَهُوَ محنق إِذا ضمر ويبس. وخيل محانيق ومحانق إِذا وصفت بالضمر.
[قنح] وقنحت الْعود والغصن أقنحه قنحا وقنوحا إِذا عطفته حَتَّى يصير كالصولجان.
وَأهل الْيمن يسمون المحجن: القناح.
[نقح] ونقحت الْعظم أنقحه نقحا إِذا استخرجت مَا فِيهِ من المخ وَكَذَلِكَ نقخته فَكَأَن النقح بِالْحَاء غير مُعْجمَة اسْتِخْرَاج المخ واستئصاله وَكَأن النقخ بِالْخَاءِ مُعْجمَة تخليصه وكلا الْكَلِمَتَيْنِ يتعاقبان. قَالَ العجاج // (رجز) //:

(تالله لَوْلَا أَن تحش الطَّبْخ ... )

(بِي الْجَحِيم حِين لَا مستصرخ ... )

(لعلم الْجُهَّال أَنِّي مفنخ ... )

(لهامهم أرضه وأنقخ ... )

مفنخ: من فنخه إِذا ذلله.
ونقحت الْجذع إِذا شذبته من الليف. وَمن ذَلِك قَوْلهم: خير الشّعْر الحولي المنقح هَكَذَا كَلَامهم بِالْحَاء غير مُعْجمَة أَي المنقى.
(ح ق و)

الحقو: الخصر وَمَا تَحْتَهُ. وَقَالَ قوم: بل الحقو: مشد الْإِزَار وَالْجمع حَقي وأحق. قَالَ ذُو الرمة // (بسيط) //:

(1/561)


(تلوي الثنايا بأحقيها حَوَاشِيه ... لي الملاء بأثواب التفاريج)

وَرُبمَا سمي الْإِزَار حقوا. قَالَ الراجز:

(رفعن أذيال الحقي واربعن ... )

(مشي حبيات كَأَن لم يفزعن ... )

(إِن يمْنَع الْيَوْم نسَاء تمنعن ... )

والحقوة: وجع يُصِيب فِي الْبَطن حَقي الرجل فَهُوَ محقو.
[حوق] والحوق: مصدر حاقه يحوقه حوقا إِذا دلكه وملسه وَالشَّيْء محيق ومحيوق وَهُوَ الأَصْل. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(يقلب صعدة جرداء فِيهَا ... نَقِيع السم أَو قرن محيق)

قَالَ أَبُو بكر: كَانُوا إِذا أعوزهم الْحَدِيد أخذُوا قُرُون بقر الْوَحْش فركبوها مَوضِع الأسنة.
وحقت الْبَيْت إِذا كنسته.
والمحوقة: المكنسة.
والحوق: مَا أطاف بالحشفة حَشَفَة الذّكر وَالرجل أحوق إِذا كَانَ عَظِيم الحوق. قَالَ الراجز:

(يَا أَيهَا الشَّيْخ الْكثير الموق ... )

(أم بِهن وضح الطَّرِيق ... )

(غمزك بالكبساء ذَات الحوق ... )

(بَين سماطي ركب محلوق ... )

(أَعَانَهُ أَسْفَله بالضيق ... )

الكبساء: الفيشة الْكَبِيرَة. وَأنْشد // (رجز) //:

(فيشلة قهبلس كباس ... )

(لما رأوها خبزوا وحاسوا ... )

وَيُقَال: ذكر محوق إِذا عظم حوقه
[قوح] وَيُقَال: قاح الْجرْح يقيح قَيْحا ويقوح قوحا وأقاح يقيح عَن أبي زيد.
[وقح] والوقح: شدَّة حافر الْفرس: وقح يوقح وقحا ووقاحة وَالْفرس وقاح. قَالَ الشَّاعِر // (مجزوء الْكَامِل المرفل) //:
(وَالْحَرب لَا يبْقى لنجدتها ... التخيل والمراح)

(إِلَّا الْفَتى الصبار فِي النجدات ... وَالْفرس الوقاح ... )

وَمن هَذَا قَوْلهم للرجل الصلب الْوَجْه: وقح بَين القحة والقحة والوقاحة.
[قحو] وَيُقَال: طيب مقحو إِذا عمل بالأقحوان وثوب مقحو إِذا طيب بالأقحوان.
(ح ق هـ)

أهملت.
(ح ق ي)

[حيق] حاق بهم الشَّرّ يَحِيق حيقا وحيقانا وحيوقا.
[قيح] والقيح: مَا خرج من الْجرْح.
(بَاب الْحَاء وَالْكَاف مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ك ل)

الحكلة فِي اللِّسَان: الغلظ. يُقَال: فِي لِسَان فلَان حكلة أَي غلظ. وَجعله رؤبة اللِّسَان بِعَيْنِه. فَقَالَ // (رجز) //:

(لَو أنني أَعْطَيْت علم الحكل ... )

(علم سُلَيْمَان كَلَام النَّمْل ... )

(كنت رهين جدث أَو قتل ... )

(1/562)


وَيُقَال: رجل حنكل وَامْرَأَة حنكلة وَهُوَ الْقصير الْمُجْتَمع وَقَالَ آخَرُونَ: بل هُوَ الجافي الغليظ أَصله من الحكلة وَالنُّون زَائِدَة.
[حلك] والحلك: السوَاد. يُقَال: أسود حالك وحلكوك وحلكوك. وَيُقَال: هُوَ أَشد سوادا من حلك الْغُرَاب وحنك الْغُرَاب وَالنُّون مبدلة عَن اللَّام وَذهب قوم إِلَى حنك الْغُرَاب يُرِيدُونَ لحييْهِ ومنقاره وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء. قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت لأم الْهَيْثَم: كَيفَ تَقُولِينَ أَشد سوادا من مَاذَا؟ قَالَت: من حلك الْغُرَاب. قلت: أتقولينها من حنك الْغُرَاب؟ فَقَالَت: لَا أقولها أبدا.
والحلكاء: دويبة شَبيهَة بالعظاءة وَقد قَالُوا الحلكة أَيْضا.
وَمن أمثالهم فِي كَلَام لَهُم: يَا ذَا البجاد الحلكه وَالزَّوْجَة المشتركه لست لمن لَيْسَ لكه هَذَا فِي كَلَام للقمان بن عَاد فِي خبر طَوِيل.
وَيَقُولُونَ: احلولك اللَّيْل وَلم يَقُولُوا: احنونك.
[لحك] واللحك من قَوْلهم: لحك يلحك لحكا ولحكا إِذا تدَاخل بعضه فِي بعض. وَقد أميت هَذَا الْفِعْل فاكتفوا بقَوْلهمْ: تلاحك تلاحكا. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(لَهَا فخذان تحفزان محالها ... وزورا كبنيان الصَّفَا متلاحكا)

[لكح] ولكحه يلكحه لكحا إِذا ضربه بِيَدِهِ ضربا شَبِيها بالوكز. قَالَ الراجز:

(يلهزه طورا وطورا يلكح ... )

(حَتَّى ترَاهُ مائلا يرنح ... )

[كحل] والكحل: مَعْرُوف.
والكحل: سَواد أصُول هدب الْعين من خلقَة كحلت عينه تكحل كحلا وَالرجل أكحل وَالْمَرْأَة كحلاء.
وكحل: اسْم تخص بِهِ السّنة المجدبة معرفَة. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(قوم إِذا صرحت كحل بُيُوتهم ... ملجا الضريك ومأوى كل قرضوب)

ويروى: عز الضَّعِيف. القرضوب: الْفَقِير والضريك: البائس الْهَالِك. وَمثل لَهُم: باءت عرار بكحل وَقَالُوا عرار وَهُوَ الْوَجْه وهما بقرتان وَلَهُمَا حَدِيث قتلت كل وَاحِدَة صاحبتها يَقُولُونَ ذَلِك إِذا تباءى الرّجلَانِ فَقتل كل وَاحِد مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ. وَقَالَ أَيْضا: باءت من البواء وَهُوَ أَن يقتل الرجل بِالرجلِ يُقَال: بَاء بِهِ يبوء بَوَاء إِذا قتل بِهِ.
والكحيل: الخضخاض الَّذِي تهنأ بِهِ الْإِبِل مَبْنِيّ على التصغير هَكَذَا لَفظه وَهُوَ قطران وأخلاط.
والمكحل: الملمول الَّذِي يكتحل بِهِ وَهُوَ المكحال أَيْضا.
والمكحلة بِالضَّمِّ: مَعْرُوفَة وَهِي إِحْدَى الْكَلِمَات الشواذ مِمَّا جَاءَ مضموم الْمِيم مِمَّا يسْتَعْمل بِالْيَدِ.
والمكحالان: عظما الْوَرِكَيْنِ من الْفرس. وَقَالَ قوم: بل المكحالان عظما الذراعين.
والأكحل: عرق من عروق الْجَسَد عَرَبِيّ صَحِيح مَعْرُوف. وَرُوِيَ أَن سعد بن معَاذ رمي يَوْم الخَنْدَق فَقطع أكحله.
وَيُقَال: عين كحيل كَمَا قَالُوا: كف خضيب ذكر على معنى الْعُضْو من الْأَعْضَاء وَقَالَ النحويون: معدول عَن مفعول كَقَوْلِهِم: امْرَأَة جريح وقتيل.
وكحيلة: مَوضِع.
وكحيل: مَوضِع.
[كلح] والكلح: مصدر كلح يكلح كلحا إِذا تقلصت شفتاه من الكرب. وَفِي التَّنْزِيل: {وهم فِيهَا كَالِحُونَ} وَالله أعلم بكتابه. قَالَ لبيد يصف نبالا // (رمل) //:
(رقميات عَلَيْهَا ناهض ... تكلح الأروق مِنْهُم والأيل)

(1/563)


الاروق: الطَّوِيل الْأَسْنَان والأيل: الطويلها.
وَيُقَال: سنة كلاح إِذا كَانَت مُجْدِبَة. قَالَ الراجز:

(كَانَ غياث المرمل الممتاح ... )

(وعصمة فِي السّنة الكلاح ... )

(حِين تهب شمأل الرِّيَاح ... )

وَتقول الْعَرَب: قبح الله كلحته يُرِيدُونَ الْفَم وَمَا حوله.
(ح ك م)

الحكم: مَعْرُوف حكم يحكم حكما. وَالله عز وَجل الْحَاكِم الْعدْل وَالْحكم الْعدْل فِي حكمه. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(أقادت بَنو مَرْوَان قيسا دماءنا ... وَفِي الله إِن لم يعدلُوا حكم عدل)

وأحكمت الرجل وحكمته عَن كَذَا وَكَذَا أَي منعته عَنهُ. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ الْأَصْمَعِي: قَرَأت فِي بعض كتب الْخُلَفَاء الأول: فأحكم بني فلَان عَن كَذَا وَكَذَا أَي امنعهم. وَمِنْه اشتق حِكْمَة الدَّابَّة. وَأَجَازَ أَبُو زيد فِي الْمَنْع حكم وَأحكم وأبى الْأَصْمَعِي إِلَّا أحكم وَذكر أَنه لَا يجوز غَيره. فَأَما بَيت حسان // (وافر) //:
(فنحكم بالقوافي من هجانا ... ونضرب حِين تختلط الدِّمَاء)

فقد يرْوى فنحكم.
وَقد سمت الْعَرَب حكما وحكيما وحكيما وحكاما وحكمان.
وحكمت فلَانا فِي كَذَا وَكَذَا تحكيما إِذا جعلته إِلَيْهِ.
والكلمة من الْحِكْمَة: الَّتِي جَاءَت فِي الْخَبَر الْحِكْمَة ضَالَّة الْمُؤمن فَكل كلمة وعظتك وزجرتك ودعتك إِلَى مكرمَة أَو نهتك عَن قَبِيح فَهِيَ حِكْمَة وَحكم. وَهُوَ تَأْوِيل قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
إِن من الشّعْر لحكما وَإِن من الْبَيَان لسحرا.
[حمك] والحمك الْوَاحِدَة حمكة وَهُوَ صغَار الْحلم وَبِه سميت الْمَرْأَة القصيرة الدميمة حمكة.
[كمح] والكمح: لُغَة فِي الكبح كمحه باللجام وكبحه.
[كحم] والكحم:: لُغَة فِي الكحب وَهُوَ الحصرم لُغَة يَمَانِية صَحِيحَة الْوَاحِدَة كحمة وكحبة.
[محك] والمحك: مصدر محك الرجل يمحك محكا إِذا لج فِي الْأَمر وَهُوَ ماحك ومحك.
وتماحك الرّجلَانِ إِذا تلاحيا.
(ح ك ن)

[حنك] الحنك: حنك الْإِنْسَان وَالدَّابَّة وَهُوَ أَعلَى بَاطِن الْفَم حَيْثُ يحنك البيطار الدَّابَّة.
وحنكت الْمَوْلُود إِذا أدخلت إصبعك فِي أَعلَى فِيهِ وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحنك أَوْلَاد الْأَنْصَار بِالتَّمْرِ.
والحناك: حناك البيطار وَكَذَلِكَ المحنك وَهُوَ الْخَيط الَّذِي يحنك بِهِ الدَّابَّة.
وحنكت فلَانا الْأُمُور إِذا جربها وراوزها.
وَشَيخ محنك وَذُو حنكة إِذا كَانَ مجربا.
[نكح] وَالنِّكَاح: كِنَايَة عَن الْجِمَاع نَكَحَهَا وأنكحها غَيره. يُقَال: نكح ينْكح نكحا ونكاحا وأنكح فلَان فلَانا إنكاحا إِذا زوجه.
وأنكح فلَانا فِي بني فلَان مَاله إِذا زوجوه من أَجله.
وأنكح موت فلَان بَنَاته فِي بني فلَان إِذا زوجن بِغَيْر أكفاء. قَالَت القرشية // (رجز) //:

(إِن الْقُبُور تنْكح الْأَيَامَى ... )

(والصبية الأصاغر الْيَتَامَى ... )

(والمرء لَا تنقى لَهُ سلامى ... )

(1/564)


أَي لَا يبْقى فِيهَا نقي والنقي: المخ وَآخر مَا يبْقى النقي فِي الْعين والسلامى من الْإِنْسَان وَالدَّابَّة وَلذَلِك قَالُوا // (رجز) //:

(لَا يشتكين عملا مَا أنقين ... )

(مَا دَامَ مخ فِي سلامى أَو عين ... )

وَيُقَال: رجل نكحة: كثير النِّكَاح. وَكَانَت امْرَأَة من الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة قد ولدت فِي بطُون كَثِيرَة من الْعَرَب وَهِي أم خَارِجَة البجلية يجيئها الرجل فَيَقُول: خطب فَتَقول: نكح وَقَالَ قوم: خطب فَتَقول: نكح فَصَارَ مثلا على ألسنتهم: أسْرع من نِكَاح أم خَارِجَة.
والنكح: مثل الْخطب.
وَيُقَال: استكرم فلَان المناكح إِذا نكح العقائل وَهن الكرائم.
واستنكحت فِي بني فلَان إِذا تزوجت إِلَيْهِم.
(ح ك و)

[حوك] الحوك: ضرب من النبت أَحْسبهُ مولدا وَهُوَ الَّذِي يُسمى البقلة الحمقاء. فَأَما أهل نجد فيسمونها الفرفخ وَأما أهل الْيمن فيسمونها الرجلة وَهُوَ الباذروج ويسميها بَعضهم الْخلاف.
وحاك الحائك الثَّوْب يحوكه حوكا فَهُوَ حواك.
[كوح] وكاح يكوح كوحا كحت الرجل إِذا غططته فِي مَاء أَو تُرَاب.
وتكاوح الرّجلَانِ. إِذا تعالجا وتمارسا فِي حَرْب أَو خُصُومَة.
[وكح] والوكح: الْوَطْء الشَّديد زَعَمُوا وكحه بِرجلِهِ إِذا وَطئه.
وحفر الْحَافِر فأوكح إِذا صَار إِلَى أَرض صلبة. قَالَ الشَّاعِر // (سريع) //:
(أونوا فقد إِن على الطلح ... أَيّنَا كأين الْحَافِر الموكح)

(ح ك هـ)

أهملت.
(ح ك ي)

[حيك] حاك يحيك حيكا وحيكانا وَهُوَ مشي الْقصير إِذا حرك مَنْكِبَيْه مسرعا. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(أَبَد إِذا يمشي يحيك كَأَنَّمَا ... بِهِ من دماميل الجزيره ناخس)

الْأَبَد: المتباعد بَين الفخذين من كَثْرَة اللَّحْم. قَالَ الشَّاعِر // (جز) //:

(بداء تمشي مشْيَة النزيف ... )

وبداد السرج من هَذَا. وَرجل حيكانة وحياك إِذا كَانَ مَشْيه كَذَلِك.
[كيح] والكاح والكيح: عرض الْجَبَل الَّذِي يلقاك إِذا أسندت فِي السفح وَالْجمع كيوح وأكياح وَقَالُوا أكواح.
(بَاب الْحَاء وَاللَّام مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ل م)

حلم الرجل يحلم حلما والحلم: ضد الطيش وَالرجل حَلِيم.
وحلم فِي نَومه يحلم حلما إِذا رأى الأحلام.
وحلم أَيْضا إِذا أجنب.
وَغُلَام حالم إِذا بلغ الْحلم. وَفِي الحَدِيث:
غسل الْجُمُعَة وَاجِب على كل حالم.
وحلم الْأَدِيم يحلم حلما إِذا نغل وَوَقع فِيهِ الْحلم. قَالَ الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط // (وافر) //:
(فَإنَّك وَالْكتاب إِلَى عَليّ ... كدابغة وَقد حلم الْأَدِيم)

(1/565)


والحلمة: دودة تقع فِي الْأَدِيم فتأكله قبل الدّباغ فَإِذا وَقع لم ينْتَفع بِهِ.
والحلمة: وَاحِدَة الْحلم وَهِي القردان الْعِظَام.
وحلمتا الثدي: الناتئتان فِي طرفه وهما القرادان أَيْضا. قَالَ ابْن ميادة // (طَوِيل) //:
(كَأَن قرادى صدرها طبعتهما ... بطين من الجولان كتاب أعجما)

جولان: مَوضِع بِالشَّام.
وَبَنُو حلمة: بطن من الْعَرَب.
والحلمة: ضرب من النبت. وتحلمت الضباب إِذا سمنت وَكَذَلِكَ اليرابيع وَمَا أشبههَا. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(لحينهم لحي الْعَصَا فأجأنهم ... إِلَى سنة جرذانها لم تحلم)

وَبَنُو محلم: قَبيلَة من الْعَرَب.
والحلام: الجدي الصَّغِير وَهُوَ الحلان أَيْضا. قَالَ الراجز:

(كل قَتِيل فِي كُلَيْب حلام ... )

(حَتَّى ينَال الْقَتْل آل همام ... )

وَقَالَ // (رجز) //:

(كل قَتِيل فِي كُلَيْب حلان ... )

(حَتَّى ينَال الْقَتْل آل شَيبَان ... )

وَيَوْم حليمة: يَوْم مَشْهُور من أيامهم بَين مُلُوك الشَّام وملوك الْعرَاق قتل فِيهِ الْمُنْذر إِمَّا جد النُّعْمَان أَو أَبوهُ.
ومحلم: مَوضِع نهر.
والحالوم: شَبيه بالأقط يَتَّخِذهُ أهل الشَّام لُغَة شامية.
[حمل] وَالْحمل من الضَّأْن: مَعْرُوف وَهُوَ الْجذع فَمَا دونه. قَالَ الشَّاعِر // (رمل) //:
(وصلاه حر نَار جاحم ... مثل مَا باك مَعَ الرخل الْحمل)

ويروى: بَال. وَجمع حمل حملان وأحمال وَبِه سميت الْأَحْمَال بطُون من بني تَمِيم. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(أبني قفيرة من يورع وردنا ... أم من يقوم بِشدَّة الْأَحْمَال)

وهم إخْوَة الجذاع والجذاع بطُون أَيْضا.
وَالْحمل: السَّحَاب الْكثير المَاء وَإِنَّمَا سمي حملا لِكَثْرَة حمله للْمَاء. قَالَ الْهُذلِيّ // (سريع) //:
(كالسحل الْبيض جلا لَوْنهَا ... سح نجاء الْحمل الأسول)

الأسول: المسترخي من السَّحَاب لِكَثْرَة مَائه.
وَالْحمل: مَا كَانَ فِي الْبَطن وَالْحمل: مَا كَانَ على الظّهْر فَلذَلِك اخْتلفُوا فِي حمل النَّخْلَة فَكسر بَعضهم وَفتح آخَرُونَ.
وحمالة السَّيْف وحميلته: معروفتان وَالْجمع الحمائل. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(ترى سَيْفه لَا تنصف السَّاق نَعله ... أجل لَا وَإِن كَانَت طوَالًا حمائله)

وَقَالُوا: محامله يصف رجلا بالطول. وَقَالَ الآخر // (رجز) //:

(نَحن ضربنا مخلدا فِي هامته ... )

(1/566)


(حَتَّى كبا يعثر فِي حمالته ... )

(يَا ويل أُمِّيّه وويل خَالَته ... )

ويروى: يَا ثكل أُمِّيّه وثكل خَالَته.
والمحمل: محمل السَّيْف. وَقَالَ أَيْضا // (طَوِيل) //:
(فَفَاضَتْ دموع الْعين مني صبَابَة ... على النَّحْر حَتَّى بل دمعي محملي)

وَقَالَ الآخر // (كَامِل) //:
(أَفَمَن بكاء حمامة فِي أيكة ... فَارْفض دمعك فَوق متن الْمحمل)

فَأَما محامل الْحَاج فواحدها محمل وَأول من أحدثها الْحجَّاج. قَالَ الراجز:

(ومحملا أترص حجاجيا ... )

أترص: أحكم. وَقَالَ الآخر // (رجز) //:

(أول عبد أحدث المحاملا ... )

(أَخْزَاهُ رَبِّي عَاجلا وآجلا ... )

وَكَانَت الْعَرَب فِيمَا مضى تسمي المحامل الملابن الْوَاحِد ملبن. قَالَ الراجز:

(لَا يحمل الملبن إِلَّا الجرشع ... )

الجرشع: المنتفخ الجنبين من الدَّوَابّ.
والحمالة: مَا يحملهُ الْقَوْم من الدِّيات حَتَّى يؤدوها.
وَقد سمت الْعَرَب حملا وحميلا. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(فَمَا لَاقَى صديق من صديق ... كَمَا لاقيت من حمل بن بدر)

حمل بن بدر من بني فَزَارَة.
وَبَنُو حميل: بطن من الْعَرَب.
والحميل: الْكَفِيل [يُقَال] : أَنا حميل بذا أَي كَفِيل بِهِ وَقد حملت بِهِ حمالَة كَمَا قَالُوا: كفلت بِهِ كَفَالَة وَزَعَمت بِهِ زعامة.
والحميل أَيْضا: الْغَرِيب فِي الْقَوْم لَا يعرف نسبه فلَان حميل فِي بني فلَان.
وحميل السَّيْل: غثاؤه وَمَا حمله. وَفِي الحَدِيث:
مثل الْحبَّة فِي حميل السَّيْل أَو نَحْو هَذَا اللَّفْظ وَالله أعلم.
وَامْرَأَة حَامِل من نسْوَة حوامل وكل حُبْلَى من النَّاس وَغَيرهم فَهِيَ حَامِل وحوامل فِي الْجمع.
وحومل: مَوضِع الْوَاو زَائِدَة ذكره امْرُؤ الْقَيْس فَقَالَ // (طَوِيل) //:

(بَين الدُّخُول فحومل ... )

وحومل: امْرَأَة يضْرب بكلبتها الْمثل يُقَال: أجوع من كلبة حومل.
وحملت فلَانا على فلَان إِذا أرشته عَلَيْهِ يُقَال: أرشته وحرشته بِمَعْنى.
[لحم] وَاللَّحم: معرف رجل لحم شَحم إِذا كَانَ ضخما وَكَذَلِكَ شحيم لحيم. وَرجل شاحم لاحم إِذا كَانَ ذَا لحم وشحم كَقَوْلِهِم لِابْنِ تامر.
ولحمة الصَّقْر: مَا أطعمته.
ولحمة الثَّوْب بِضَم اللَّام وَفتحهَا: مَا خَالف السدى وَيُقَال الستى أَيْضا.
وألحمت بَين الْقَوْم شرا إِذا جنيته لَهُم.
وَجمع اللَّحْم لحام وَلُحُوم ولحمان.
وألحمت الرجل إِذا قتلته فالرجل ملحم ولحيم قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا أحد مَا جَاءَ عل فعيل فِي معنى مفعل. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(وَقَالُوا تركنَا الْقَوْم قد حدقوا بِهِ ... فَلَا ريب أَن قد كَانَ ثمَّ لحيم)

أَي قَتِيل قَالَ أَبُو بكر: روى قوم: قد حدقوا بِهِ بِالْكَسْرِ وَأنكر أَبُو حَاتِم الْكسر.

(1/567)


والملحمة: مَوضِع الْقِتَال وَالْجمع ملاحم.
وكل شَيْء لاءمته فقد لحْمَته وألحمته.
وَلحم الصَّائِغ الْفضة وَغَيرهَا إِذا لاءمها.
وَبَين بني فلَان لحْمَة نسب أَي قرَابَة.
وَأَبُو اللحام: أحد فرسَان الْعَرَب الْمَشْهُورين وَله حَدِيث طَوِيل.
وَرجل ملحم إِذا كَانَ مرزوقا من الصَّيْد.
[لمح] ولمح الْبَرْق وَغَيره يلمح لمحا ولمحانا وَرَأَيْت لمحة من الْبَرْق. وَمن أمثالهم: لأرينك لمحا باصرا أَي أمرا وَاضحا والبرق لامح ولموح ولماح.
[مَحل] وَالْمحل: ضد الخصب أَرض مَحل وأرضون محول وَقَالُوا: أرضون مَحل الْوَاحِد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء وأمحلها الله إمحالا.
ومحلت بفلان إِذا وشيت بِهِ وَأَنا ماحل.
وَمَكَان متماحل: متباعد.
وَرجل متماحل: طَوِيل فَاحش الطول.
وماحلت فلَانا مماحلة ومحالا إِذا عاديته.
والمماحلة من النَّاس: الْعَدَاوَة وَمن الله عز وَجل: الْعقَاب {وَهُوَ شَدِيد الْمحَال} أَي شَدِيد الْعقَاب.
وتمحلت لفُلَان حَقه إِذا تكلفته.
وَمَكَان ممحل وَمَاحِل عَن أبي زيد وَلم يعرفهُ الْأَصْمَعِي وَلم يتَكَلَّم فِيهِ.
والمحالة: فقرة الظّهْر وَالْجمع محَال.
والمحالة: بكرَة السانية شبهت بالفقارة.
وَاللَّبن الممحل: الَّذِي قد أَخذ طعما من الحموضة. قَالَ الراجز:

(مَا ذاق ثفلا مُنْذُ عَام أول ... )

(إِلَّا من القارص والممحل ... )

[ملح] وَالْملح: مَعْرُوف مَاء ملح ومليح ومياه ملح وملاح وأملاح وملحة. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(وَردت مياها ملحة فكرهتها ... بنفسي أَهلِي الْأَولونَ وَمَا ليا)

وَقَالَ الآخر // (كَامِل) //:
(ولجندب عذب الْمِيَاه ورحبها ... ولي الملاح وخبتهن المجدب)

قَالَ أَبُو بكر: يُقَال: مَوضِع رحب وَلَا يُقَال بِالضَّمِّ وَيَقُولُونَ: بالرحب وَالسعَة فيضمون.
ومليحة: مَوضِع.
وَرجل مليح وَامْرَأَة مليحة كَلَام عَرَبِيّ صَحِيح.
والملاح: ضرب من النبت. قَالَ الراجز:

(يخبطن ملاحا كذاوي القرمل ... )

القرمل: نبت ضَعِيف.
وَبَنُو مليح: بطن من الْعَرَب.
وملح: مَوضِع من بِلَاد بني جعدة بِالْيَمَامَةِ. قَالَ الْأَعْشَى // (رمل) //:
(وَاقِفًا يجبى إِلَيْهِ خرجه ... كل مَا بَين عمان فالملح)

وسمك ملح ومليح وَكَذَلِكَ مَاء ملح ومليح وَلَا تلتفتن إِلَى قَول الراجز:

(بصرية تزوجت بصريا ... )

(يطْعمهَا المالح والطريا ... )

فَإِنَّهُ مولد لَا يُؤْخَذ بلغته.

(1/568)


والتملح مثل التحلم سَوَاء. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(ينؤون بِالْأَيْدِي وَأفضل زادهم ... بَقِيَّة لحم من جزور مملح)

وَيُقَال: تحلمت الضباب إِذا سمنت وتملحت وَهُوَ مقلوب. وَأنْشد // (طَوِيل) //:

(جرذانها لم تحلم ... )

أَي لم تسمن.
وَالْملح: الرَّضَاع. قَالَ الشَّاعِر يُخَاطب قوما كفلهم فسقاهم اللَّبن ثمَّ أَغَارُوا على إبِله // (طَوِيل) //:
(وَإِنِّي لأرجو ملحها فِي بطونكم ... وَمَا بسطت من جلد أَشْعَث أغبرا)

وَقَالَت هوَازن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِنَّا لَو كُنَّا ملحنا لِلْحَارِثِ بن أبي شمر الغساني أَو للنعمان بن الْمُنْذر لنفعنا ذَلِك عِنْدهمَا وَأَنت خير المكفولين يعنون استرضاعه فِي بني سعد بن بكر.
والملحاء: لحْمَة مستطيلة فِي أصُول الأضلاع من أَعلَى.
والملحاء والشهباء: كتيبتان كَانَتَا لآل جَفْنَة.
وكبش أَمْلَح وَالِاسْم الملحة والملحة: لون يُخَالف لون الْكَبْش فَيكون فِي أَطْرَاف صوفه إِمَّا حمرَة فِي سَواد أَو بَيَاض شَبيه بالذرأة يَعْنِي بَيَاضًا فِي سَواد. وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم عق عَن الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله عَنْهُمَا بكبشين أملحين.
وعنب ملاحي إِذا كَانَ أَبيض. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(وَمن أَعَاجِيب خلق الله غاطية ... يخرج مِنْهَا ملاحي وغربيب)

قَالَ أَبُو بكر: كل شَجَرَة منبسطة على الأَرْض فَهِيَ غاطية يَعْنِي الْكَرم.
وملحان وشيبان: شَهْرَان من شهور الشتَاء وسميا بذلك لبياض الجليد السَّاقِط على الأَرْض.
وأملاح: مَوضِع.
والأميلح: مَوضِع.
وَقد سموا مليحا وملحان.
والملاح: ملاح السَّفِينَة: مَعْرُوف عَرَبِيّ. قَالَ النَّابِغَة // (بسيط) //:
(يظل من خَوفه الملاح معتصما ... بالخيزرانة بعد الأين والنجد)

النجد: الكرب وَإِنَّمَا سمي ملاحا من الْملح وَالْملح: سرعَة خفقان الطَّائِر بجناحيه. قَالَ الراجز:

(ملح الصقور تَحت دجن مغين ... )

الْغَيْن والغيم وَاحِد. قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: أتراه مقلوبا من اللمح؟ قَالَ: لَا يُقَال: ملح الْكَوْكَب إِنَّمَا يُقَال: لمح وَلَو كَانَ مقلوبا لجَاز أَن يُقَال: لمح الْكَوْكَب وملح.
وَالْملح: دَاء يُصِيب الْخَيل فِي قَوَائِمهَا ملح الْفرس يملح ملحا.
وَبَنُو مليح وَبَنُو ملْحَان: بطْنَان من الْعَرَب.
(ح ل ن)

[نحل] نحل جسم الرجل وَنحل ينْحل نحولا فَهُوَ ناحل إِذا تضعضع جِسْمه من مرض أَو عشق أَو غَيره.
والنحل: مَعْرُوف واحده نحلة.
وأنحل الرجل وَلَده مَالا إِذا خصّه بِشَيْء مِنْهُ فالمعطي منحل والمعطى منحل وَالِاسْم النحلة وَقد قيل النحلة وَقد قَالُوا: نحله فَهُوَ منحول فِي معنى أعطَاهُ وَقد سمي الشَّيْء الْمُعْطى: النحلان.

(1/569)


[لحن] واللحن: صرفك الْكَلَام عَن جِهَته لحن يلحن لحنا ولحنا عرفت ذَلِك فِي لحن كَلَامه أَي فِيمَا دلّ عَلَيْهِ كَلَامه. وَفِي التَّنْزِيل: {ولتعرفنهم فِي لحن القَوْل} وَالله أعلم. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم:
لَعَلَّ بَعْضكُم أَلحن بحجته من بعض أَي أَشد انتزاعا لَهَا وأغوص عَلَيْهَا هَذَا مَعْنَاهُ إِن شَاءَ الله.
فَأَما قَوْلهم: لحن فِي قِرَاءَته إِذا طرب فِيهَا وَقَرَأَ بألحان وَلُحُون فَهُوَ المضاهاة للتطريب والتغريد كَأَنَّهُ لاحن ذَلِك بِصَوْتِهِ أَي شبهه بِهِ.
فَأَما قَوْلهم: لحن فِي كَلَامه يُرِيدُونَ ضد الْإِعْرَاب فَكَأَنَّهُ مَال بِكَلَامِهِ عَن جِهَة الصَّوَاب وَالرجل لاحن ولحان إِذا لحن فِي كَلَامه وَإِذا لحن فِي كَلَامه فَصَرفهُ عَن جِهَته كالإلغاز فَهُوَ لاحن لَا غير وَلَا يُقَال: لحان كَمَا قَالَ الْعَنْبَري: حطوا عَن جملي الأصهب واركبوا نَاقَتي الْحَمْرَاء أَي ارتحلوا عَن الصمان والحقوا بالدهناء.
(ح ل و)

الحلو: مَعْرُوف حلا الشَّيْء يحلو حلاوة فَهُوَ حُلْو كَمَا ترى.
وَرجل حُلْو الشَّمَائِل: محمودها وَلَيْسَ الشَّمَائِل عِنْد الْعَرَب كَمَا تذْهب إِلَيْهِ الْعَامَّة الشَّمَائِل: الْخَلَائق وَاحِدهَا شمال. قَالَ صَخْر بن عَمْرو بن الشريد السّلمِيّ // (طَوِيل) //:
(أَبى الشتم أَنِّي قد أَصَابُوا كَرِيمَتي ... وَأَن لَيْسَ إهداء الخنى من شماليا)

وَقد تكون الْحَلَاوَة بالذوق وَالنَّظَر وَالْقلب إِلَّا أَنهم فصلوا فَقَالُوا: حلا الشَّيْء فِي فمي يحلو وحلي بعيني يحلى إِلَّا أَنهم يَقُولُونَ: هُوَ حُلْو فِي كلا الْمَعْنيين. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: لَيْسَ حلي من حلا فِي شَيْء هَذِه لُغَة على حدتها كَأَنَّهَا مُشْتَقَّة من الْحلِيّ الملبوس لِأَنَّهُ حسن فِي عَيْنك كحسن الْحلِيّ.
والحلاوى: نبت مَعْرُوف.
والحلواء: مَا أكل من شَيْء حُلْو مَمْدُود وَقد يقصر فَمن مد قَالَ حلواء وَالْجمع حلواوات مثل حمراوات وَمن قصر قَالَ حلوى مثل دَعْوَى وَالْجمع حلاوى مثل دعاوى.
وحلوت الكاهن أحلوه حلوا إِذا أَعْطيته جعلا لكهانته وَالِاسْم الحلوان. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(فَمن رَاكب أحلوه رحلي وناقتي ... يبلغ عني الشّعْر إِذْ مَاتَ قَائِله)

وَنهي فِي الحَدِيث عَن حلوان الكاهن.
[] وَحَال الشَّيْء يحول حولا وحؤولا إِذا تغير عَن حَاله.
وَكَذَلِكَ حَالَتْ النَّخْلَة تحول إِذا حملت عَاما وأخلفت عَاما.
وَحَال الظل يحول حؤولا مثل زَالَ يَزُول.
وَحَال فلَان عَن عَهده أَي زَالَ عَنهُ.
وحالت الشخوص فِي السراب تحول حؤولا إِذا رَأَيْتهَا كَأَنَّهَا تَزُول عَن موَاضعهَا.
وَلَيْسَ لفُلَان حول وَلَا حويل أَي لَيْسَ لَهُ حِيلَة. وَمِنْه لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. وَمَا لفُلَان حِيلَة وَلَا حويل وَلَا محَالة هَكَذَا قَالَ أَبُو زيد. وَأنْشد // (رجز) //:

(مرتبكا لَيست لَهُ محاله ... )

والمثل السائر: الْمَرْء يعجز لَا محَالة.
وَحَال علينا الْحول إِذا أَتَت علينا سنة وَالْجمع أَحْوَال.
وحولت الشَّيْء عَن الْموضع تحويلا وحويلا.
وحالت النَّاقة تحول حولا فَهِيَ حَائِل وَالْجمع حول وحوال. قَالَ عبيد الرَّاعِي // (كَامِل) //:
(طرقا فَتلك هماهمي أقريهما ... قلصا لَوَاقِح كالقسي وحولا)

وَيُقَال: حَالَتْ وأحالت النَّاقة والنخلة بِمَعْنى وهما لُغَتَانِ فصيحتان. قَالَ أحيحة بن الجلاح // (وافر) //:

(1/570)


(وَمَا تَدْرِي وَإِن أضربت شولا ... أتلقح بعد ذَلِك أم تحيل)

(وَمَا تَدْرِي وَإِن أزمعت أمرا ... بِأَيّ الأَرْض يدركك المقيل)

(وَمَا يدْرِي الْفَقِير مَتى غناهُ ... وَمَا يدْرِي الْغَنِيّ مَتى يعيل)

وَبَنُو حِوَالَة: بطن من الْعَرَب.
وَالْحوالَة: أَن تحيل رجلا بِحقِّهِ على آخر.
وحول الرجل يحول حولا إِذا صَار أحد سوَادِي عَيْنَيْهِ فِي موقه وَالْآخر فِي لحاظه.
وَرجل حول قلب: كثير الاحتيال والتقلب فِي الْأُمُور وَرُبمَا وصف بِهِ الدَّهْر لتحوله وتقلبه. وَقَالَ مُعَاوِيَة لابنته هِنْد وَهِي تمرضه: إِنَّك لتقلبين حوذلا قلبا إِن نجا من هول المطلع.
والحولاء: جلدَة رقيقَة تبرق تخرج مَعَ الحوار كَأَنَّهَا مرْآة فَإِذا وصفت الْعَرَب أَرضًا بِالْخصْبِ قَالُوا: تركنَا أَرض بني فلَان كالحولاء. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(على حولاء يطفو السخد فِيهَا ... فراها الشيذمان عَن الْجَنِين)

والسخد: مَاء أصفر يكون فِي الحولاء والشيذمان: الذِّئْب.
وَيُقَال: مَا لفُلَان حويل عَن هَذَا الْأَمر أَي تحول عَنهُ. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(أخذُوا حمولته فَأصْبح قَاعِدا ... لَا يَسْتَطِيع عَن الديار حويلا)

[لحو] ولحوت الْعود ألحوه وألحاه لحوا. وَقَالُوا: لحيته لحيا وَهِي اللُّغَة الْعَالِيَة إِذا قشرت عَنهُ لحاءه. فالرجل لَاحَ وَالْعود ملحو وملحي. قَالَ الراجز:

(ومعمل النَّاجِية الوقاح ... )

(حَتَّى ترَاهَا مثل غُصْن اللاحي ... )

وَمن ذَلِك قيل: تلاحى الرّجلَانِ إِذا تشاتما لحوا ولحيا وَأَصله من لحوت الْعود كَأَنَّهُمَا يتقاشران فِي الشتم وَمن ذَلِك أَيْضا قَالُوا: لحاه الله أَي قشره.
[لوح] واللوح: كل عظم عريض نَحْو الْكَتِفَيْنِ والذراعين وَمَا أشبههما وَالْجمع أَلْوَاح. قَالَ الشَّاعِر // (مُتَقَارب) //:
(ولوح ذراعين فِي بركَة ... إِلَى جؤجؤ رهل الْمنْكب)

وَسمي لوح الصَّبِي لوحا لعرضه تَشْبِيها بذلك لأَنهم كَانُوا يَكْتُبُونَ فِي أكتاف الْإِبِل وَالْجمع أَلْوَاح. وَفِي التَّنْزِيل ذكر اللَّوْح وَهُوَ قَوْله عز وَجل: {فِي لوح مَحْفُوظ} فَهَذَا مَا لَا نقف على كنه صفته وَلَا نستجيز الْكَلَام فِيهِ إِلَّا التَّسْلِيم لِلْقُرْآنِ واللغة. والألواح فِي قصَّة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا أقدم على القَوْل فِيهِ وَالله أعلم مَا هِيَ.
واللوح: مصدر لاحه الْعَطش يلوحه لوحا إِذا غَيره وَكَذَلِكَ لاحته السمُوم وَالنَّار تلوحه لوحا ولوحانا إِذا غَيره. ولواحة للبشر} قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ من هَذَا وَالله أعلم.
ولاح السَّيْف والبرق وَغَيرهمَا يلوح لوحا ولوحانا.
واللوح بِضَم اللَّام: الْهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. قَالَ ذُو الرمة يصف طائرا // (بسيط) //:
(وظل للأعيس المزجي نواهضه ... فِي نفنف اللَّوْح تصويب وتصعيد)

وَرجل ملواح: سريع الْعَطش وَكَذَلِكَ الْجمل وَالدَّابَّة ملواح أَيْضا وَالْجمع ملاويح.
والألواح: مَا لَاحَ من السِّلَاح وَأكْثر مَا يَعْنِي بذلك السيوف. قَالَ ابْن أحم // (كَامِل) //:
(تمسي كألواح السِّلَاح وتضحي ... كالمهاة صَبِيحَة الْقطر}
وألاح الرجل على الرجل يليح إِذا جزع عَلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:

(1/571)


(وَقد رَابَنِي من جَعْفَر أَن جعفرا ... يليح على قرصي ويشكو هوى جمل)

(فَلَو كنت عُذْري العلاقة لم تبت ... بطينا وأنساك الْهوى شدَّة الْأكل)

قَوْله: عُذْري الْهوى: لِأَن الْعِشْق فِي بني عذرة كثير وَقَوله يليح: يذهب بِهِ ويليح: يشفق أَيْضا.
[وَحل] والوحل: الطين الرطب خَاصَّة مَعْرُوف وَحل الرجل وَغَيره يوحل وحلا إِذا مَشى فِي الوحل فثقل عَلَيْهِ الْمَشْي حَتَّى لَا يُطيق التَّخَلُّص مِنْهُ وَرُبمَا أتْلفه يُقَال ذَلِك للْإنْسَان وَالدَّابَّة.
وأوحل فلَان فلَانا شرا إِذا أثقله بِهِ.
والموحل: الْموضع الَّذِي فِيهِ الوحل.
[ولح] والولائح: أعدال وغرائر يحمل فِيهَا الطّيب والبز وَنَحْوه الْوَاحِدَة وليحة وَتجمع وليحا أَيْضا.
(ح ل هـ)

[حلل] أهملت إِلَّا فِي قَوْلهم حلَّة وَهِي هَاء التَّأْنِيث والحلة: الْقَوْم الْحُلُول هَذِه حلَّة بني فلَان. والحلة: مَوضِع.
(ح ل ي)

الْحلِيّ والحلي والحلي والحلي: مَعْرُوف. وَقد قرئَ: {من حليهم} وحليهم. فَأَما حلي فَجمع حلي كَمَا قَالُوا ثدي وثدي وَسبي وَسبي.
والحلي: مَا لبس من ذهب أَو فضَّة أَو جَوْهَر.
والحلي: نبت ويبيسه النصي.
وَحلية الرجل: صورته بِكَسْر الْحَاء لَا غير وَكَذَلِكَ حلية السَّيْف وَلَا يُقَال: حلي السَّيْف فصلوا بَينهمَا.
والحلاوة: مَوضِع.
والحلاة أَيْضا: أَرض تنْبت ذُكُور البقل لُغَة يَمَانِية.
والحلاة أَيْضا: أَن يحك حجر على حجر أَو حَدِيدَة على حجر فتكحل بحكاكتهما عين الأرمد.
وَحلية: مَوضِع.
[حيل] والحيل: المَاء المستنقع فِي بطن وَاد وَالْجمع حيول وأحيال.
وَحَال الشَّيْء يحِيل حيولا إِذا تغير نَحْو حَال يحول.
والحيال: أَن تحيل النَّاقة حيالا وَهُوَ أَلا تحمل والناقة حَائِل وَجَمعهَا حول.
والحيال: حَبل يشد من بطان الْبَعِير إِلَى حقبه لِئَلَّا يَقع الحقب على ثيله وَهُوَ غلاف قضيبه.
[لحي] ولحي الْإِنْسَان وَالدَّابَّة: الْعظم الَّذِي تنْبت عَلَيْهِ اللِّحْيَة وَلكُل إِنْسَان أَو دَابَّة لحيان.
وَقد سمت الْعَرَب لحيا ولحيا ولحيان وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم.
ولحوت الْعود ولحيته سَوَاء.
(بَاب الْحَاء وَالْمِيم مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح م ن)

الحمنة وَالْجمع الحمنان وَهُوَ الْحلم الصغار وَقد قَالُوا حمنانة أَيْضا.
[محن] والمحن: فعل ممات وَاسْتعْمل مِنْهُ: امتحنته امتحانا. وأصابته محن من الدَّهْر أَي بلَاء وشدائد. وَفِي التَّنْزِيل: {امتحن الله قُلُوبهم للتقوى} كَأَن الْمَعْنى فِيهِ: ابْتَلَاهُم وَالله أعلم من قَوْلهم: بلوت الرجل إِذا اختبرته.
[منح] ومنحت الرجل أمنحه وأمنحه إِذا أَعْطيته. وأصل الْمنح أَن يُعْطي الرجل الرجل نَاقَة أَو شَاة فيشرب لَبنهَا ثمَّ يردهَا إِذا ذهب درها والناقة منيحة وَكَذَلِكَ الشَّاة وَكثر ذَلِك حَتَّى صَار كل من أعْطى شَيْئا فقد منح. وَدفع ذَلِك قوم فَقَالُوا: لَا تكون

(1/572)


الشَّاة منيحة فَسَأَلت أَبَا حَاتِم عَن ذَلِك فأنشدني عَن الْأَصْمَعِي // (طَوِيل) //:
(أعبد بني سهم السِّت براجع ... منيحتنا فِيمَا ترد المنائح)

ثمَّ قَالَ لي: يَعْنِي شَاة أَلا [أَتَرَى] أَنه يَقُول:
(لَهَا شعر داج وجيد مقلص ... وجرم خداري وضرع مجالح)

فَهَذِهِ صفة شَاة والمجالح: الَّتِي لَا ينقص لَبنهَا فِي الجدب والخداري: الْأسود الشَّديد السوَاد. والناقة منحة ومنيحة وَقَالَ مرّة أُخْرَى: منحة بِالْكَسْرِ.
وَقد سمت الْعَرَب مانحا ومناحا ومنيحا.
والمنيح: قدح من قداح الميسر لَا حَظّ لَهُ. قَالَ الشَّاعِر // (طَوِيل) //:
(وَكنت الْمُعَلَّى حِين ردَّتْ قداحهم ... وجال المنيح وَسطهَا يتقلقل)

ويروى: وَكنت الْمُعَلَّى إِذْ أجيلت قداحهم ويروى: وخر المنيح.
[نحم] والنحم: صَوت يتَرَدَّد فِي صدر الْإِنْسَان نحم ينحم نحما ونحمانا ونحيما إِذا سَمِعت صَوتا غير مَفْهُوم. وَمِنْه سَمِعت نحمة من فلَان. وَفِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم:
دخلت الْجنَّة فَسمِعت نحمة أَي حسا وَبِه سمي الرجل نحاما.
والنحام: فرس لبَعض فرسَان الْعَرَب الْمَشْهُورين. قَالَ أَبُو بكر: هُوَ سليك بن السلكة من بني سعد وَكَانَت السلكة أمه سَوْدَاء وَأَبوهُ عُمَيْر وَهُوَ أحد سودان الْعَرَب وَأحد رجلييهم والرجليون: الَّذين كَانُوا يغزون على أَرجُلهم: قَالَ فارسه يرثيه // (وافر) //:
(كَأَن حوافر النحام لما ... تروح صحبتي أصلا محار)

المحار: الصدف.
والنحمان: مثل النحيم سَوَاء. قَالَ الراجز:

(بيض عَيْنَيْهِ الْعَمى المعمي ... )

(من نحمان الْحَسَد النحم ... )

والنحام: طَائِر مَعْرُوف.
(ح م و)

الحمو: حمو الرجل: أَبُو امْرَأَته أَو أَخُوهَا أَو عَمها يُقَال: هُوَ حماها وحموها وحمؤها. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:
(إِذا مَا عد أَرْبَعَة فَسَالَ ... فزوجك خَامِس وحموك سادي)

الفسال: الضِّعَاف. وَيُقَال: هَذَا حمو الرجل. قَالَ الشَّاعِر // (مجزوء الْخَفِيف) //:
(هِيَ مَا كنتي وتزعم ... أَنِّي لَهَا حمو)

ويروى: وأزعم. وَقَالَ الآخر // (مجزوء الْكَامِل المرفل) //:
(حِين الفتاة إِلَى الفتاة ... أحب من أحمائها)

[حوم] والحوم: الْكثير من الْإِبِل وَغَيرهَا. وَاحْتَاجَ عَلْقَمَة بن عَبدة فضم اضطرارا فَقَالَ // (بسيط) //:

(1/573)


(كأس عَزِيز من الأعناب عتقهَا ... لبَعض أَرْبَابهَا حانية حوم)

أَرَادَ حوما والحوم: مصدر حام يحوم حوما وحياما وحومانا وحؤوما. وَحَام الطَّائِر فِي الْهَوَاء يحوم حوما وحياما إِذا دَار كالجولان. وَحَام الْبَعِير حول الْحَوْض أَو الْبِئْر يحوم حوما وحومانا وحؤوما وحياما.
وحومة الْحَرْب: مَوضِع الوقيعة.
وحومة الْقَوْم: مجتمعهم.
والحومانة: أَرض صلبة فِيهَا غلظ وَالْجمع حوامين.
[وحم] والوحم: شَهْوَة الحبلى الشَّيْء تولع بِهِ وحمت توحم وحما. قَالَ العجاج // (رجز) //:

(أَيَّام سلمى عَام سلمى وحمي ... )

وَرَوَاهُ أَيْضا:

(أزمان ليلى عَام ليلى وحمي ... )

أَي شهوتي الَّتِي أولع بهَا.
وَامْرَأَة وَحمى - مَقْصُور - من نسْوَة وَحَام ووحامى.
وَمن أمثالهم: وَحمى وَلَا حَبل.
[محو] والمحو من قَوْلهم: محوت الشَّيْء أمحوه محوا إِذا طمسته. وكل شَيْء طمسته فقد محوته. وَبِه سميت الشمَال محوة معرفَة غير مصروفة وَلَا تدْخلهَا الْألف وَاللَّام لِأَنَّهَا تمحو السَّحَاب هَكَذَا قَالَ أَبُو زيد وَقَالَ قوم: بل تمحو الْآثَار. قَالَ الراجز - أنْشدهُ أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد:

(قد بكرت محوة بالعجاج ... )

(فدمرت بَقِيَّة الرجاج ... )

الرجاج: الهزلى من الْمَاشِيَة الْإِبِل وَالْغنم واحدتها رجاجة. وَأنْشد // (رجز) //:

(فهم رجاج وعَلى رجاج ... )

(يَمْشين أَفْوَاجًا إِلَى أَفْوَاج ... )

(ح م هـ)

[حمو] الْحمة مُخَفّفَة: حرارة السم هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي وَلَيْسَت كَمَا تسمي الْعَامَّة حمة الْعَقْرَب إبرتها. وَسَأَلت أَبَا حَاتِم عَن الْحمة فَقَالَ: سَأَلت الْأَصْمَعِي عَن ذَلِك فَقَالَ: هِيَ فوعة السم أَي حرارته وفورته هَذَا لَفظه. قَالَ أَبُو بكر: وَيُقَال أَيْضا: فوعة الطّيب: حِدته.
[حمم] والحمة: مَعْرُوفَة وَقد استقصينا هَذَا الْبَاب فِي الثنائي.
(ح م ي)

[ميح] الميح: مصدر ماح يميح ميحا إِذا انحدر فِي الركي فَمَلَأ الدَّلْو فَهُوَ مائح. قَالَ الراجز:

(امتحضا وسقياني ضيحا ... )

(وَقد كفيت صَاحِبي الميحا ... )

وَقَالَ آخر // (رجز) //:

(يَا أَيهَا المائح دلوي دونكا ... )

(إِنِّي رَأَيْت النَّاس يحمدونكا ... )

(يثنون خيرا ويمجدونكا ... )

ومحت الرجل أميحه ميحا إِذا أَعْطيته. وَكَانَ فِي تَلْبِيَة بعض أَحيَاء الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة: اللَّهُمَّ إِنَّا أَتَيْنَاك للمياحة لَا للرقاحة الرقاحة من ترقيح المَال وَهُوَ إِصْلَاحه أَي أَتَيْنَاك نمتاح مِمَّا لديك وَلَا نرقح عيشنا أَي لَا نصلحه.
وَقد سمت الْعَرَب مياحا.
وَقد ماح الْعود يميح ميحا إِذا مَال فَهُوَ مياح وَكَذَلِكَ السَّكْرَان إِذا تمايل. قَالَ الشَّاعِر - امْرُؤ الْقَيْس // (طَوِيل) //:
(يغرد بالأسحار فِي كل سدفة ... تغرد مياح الندامى المطرب)

(1/574)


(بَاب الْحَاء وَالنُّون مَعَ مَا يليهما من الْحُرُوف)

(ح ن و)

حنو الْجَبَل: ناحيته وَالْجمع أحناء.
وحنو القتب والرحل: ناحيتاه. قَالَ الراجز:

(نبهت ميمونا باشمذين ... )

(فَقَالَ لي وَأَن أنتين ... )

(أما ترى مَا قد أصَاب عَيْني ... )

(من الشظاظ وَمن الحنوين ... )

الشظاظ: خَشَبَة يدقق رَأسهَا وَتجْعَل فِي عروتي الجوالق أَو العكم والمربعة: خَشَبَة يَأْخُذ الرّجلَانِ بطرفيها ويشال بهما الْحمل حَتَّى يَجْعَل على ظهر الْبَعِير.
وحنوت الشَّيْء أحنوه حنوا إِذا عطفته.
وحنت الْأُم على وَلَدهَا حنوا إِذا عطفت عَلَيْهِ وأشبلت.
وناقة حنواء: فِي ظهرهَا احديداب.
والحنوة: ضرب من النبت لَهُ رَائِحَة طيبَة.
[نَحْو] والنحو: الْقَصْد نحوت الشَّيْء أنحوه نَحوا إِذا قصدته. وكل شَيْء أممته ويممته جَمِيعًا فقد نحوته وَمِنْه اشتقاق النَّحْو فِي الْكَلَام كَأَنَّهُ قصد الصَّوَاب.
وَبَنُو نَحْو: قَبيلَة من الْعَرَب.
[نوح] وَالنوح: مصدر ناح ينوح نوحًا. وأصل النوح أَن يتقابل الرّجلَانِ أَو الشيئان. وَإِنَّمَا سميت النائحة نائحة لمقابلتها صواحبها.
وتناوح الشّجر إِذا تقَابل.
ودور بني فلَان متناوحة أَي متقابلة. قَالَ الشَّاعِر // (كَامِل) //:
(هلا فوارس رحرحان هجوتهم ... عشرا تناوح فِي سرارة وَادي)

أَي تقَابل وسرارة الْوَادي: خالصه وأكرمه تربة فَكثر هَذَا حَتَّى جعل ندب الْمَيِّت نوحًا فَقَالُوا: حَضَرنَا مناحة بني فلَان ونياحتهم ونوحهم.
[ونح] والونح: فعل ممات اسْتعْمل مِنْهُ وانحت الرجل موانحة مثل واءمته مواءمة وَلَيْسَ بثبت.
(ح ن هـ)

[حنن] حنة الرجل: امْرَأَته وَقد مر فِي الثنائي مستقصى.
(ح ن ي)

[حِين] الْحِين: مصدر حَان يحين حينا فَهُوَ حائن وَهُوَ التَّعَرُّض للهلاك وَالرجل حائن متعرض للحين. قَالَ الْحَارِث بن حلزة // (خَفِيف) //:
(وَفعلنَا بهم كَمَا علم الله ... وَمَا إِن للحائنين دِمَاء)

أَي من حَان فقد ذهب دَمه.
والحين: حقبة من الدَّهْر وَقد جَاءَ فِي التَّنْزِيل وَاخْتلف فِيهِ الْمُفَسِّرُونَ وَلَا أحب أَن أَتكَلّم فِيهِ.
[نحي] والنحي: نحي السّمن وَالْجمع أنحاء وَهُوَ الزق. قَالَ أَبُو بكر: وَاخْتلفُوا فِي هَذِه الْأَسْمَاء فَقَالُوا: السقاء للْمَاء والوطب للبن والنحي للسمن والحميت للدهن وَمَا أشبهه. والمسأب للعسل وَيُقَال السأب أَيْضا وَرُبمَا اسْتعْمل للخمر والزق يجمع هَذَا كُله.
[نيح] والنيح: فعل ممات اسْتعْمل مِنْهُ: مَا نيحته بِخَير أَي مَا أَعْطيته شَيْئا.
وَقد قَالُوا: ناح الْغُصْن ينيح نيحا ونيحانا إِذا تمايل ذكر ذَلِك أَبُو مَالك عَن الْعَرَب.
[حني] والحنية: الْقوس وَالْجمع حني وحنايا.
(بَاب الْحَاء وَالْوَاو مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح وه)

[حوو] أهملت إِلَّا فِي قَوْلهم: الحوة وَفرس أحوى وَلَيْسَ هَذَا موضعهَا وَقد مر فِي الثنائي.
(ح وي)

[وَحي] الوحى: لَهُ مَوَاضِع فِي اللُّغَة. يُقَال: وحى يحي وَحيا ووحيا إِذا كتب. قَالَ الراجز:

(1/575)


(لقد نحاهم جدنا والناحي ... )

(لقدر كَانَ وحاه الواحي ... )

أَي كتبه.
وَأوحى يوحي إيحاء فالوحي من الله عز وَجل إلهام وَمن النَّاس إِيمَاء. قَالَ الله عز وَجل: {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا} قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: إلهاما وَالله أعلم بكتابه. وَقَالَ فِي قصَّة زَكَرِيَّاء: {فَأوحى إِلَيْهِم أَن سبحوا} أَي أَوْمَأ إِلَيْهِم وَأَشَارَ وَالله أعلم. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَقد رُوِيَ بَيت العجاج // (رجز) //:

(وحى لَهَا الْقَرار فاستقرت ... )

(وشدها بالراسيات الثبت ... )

وَرُوِيَ: أوحى لَهَا الْقَرار. قَالَ أَبُو بكر: سَأَلت أَبَا حَاتِم عَن هَذَا فضجر عَليّ فَقَالَ: لَا تزَال تَسْأَلنِي عَمَّا أكره ثمَّ قَالَ: يَا بني قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وحى لَهَا الْقَرار أَي كتب لَهَا ذَلِك وَأوحى لَهَا لقَوْله جلّ وَعز: {ائتيا طَوْعًا أَو كرها قَالَتَا أَتَيْنَا طائعين} هَذَا لَفظه رَحمَه الله وَقَالَ مرّة أُخْرَى: {قَالَتَا أَتَيْنَا طائعين} قَالَ: أَي قَالَ لأهل السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَاكْتفى بِذكر السَّمَاوَات وَالْأَرْض.
(بَاب الْحَاء وَالْهَاء مَعَ الْيَاء مَعَ مَا بعدهمَا من الْحُرُوف)

(ح ي ي)

الْحَيَّة: مَعْرُوف يُقَال: حَيَّة ذكر وحية أُنْثَى. قَالَ الشَّاعِر // (بسيط) //:
(إِذا رَأَيْت بواد حَيَّة ذكرا ... فَاذْهَبْ وَدعنِي أمارس حَيَّة الْوَادي)
وَذكر الْأَصْمَعِي عَن الْعَرَب أَنهم يسمون الْحَيَّة الذّكر حيوتا وَأنْشد // (رجز) //:
(

(وَيَأْكُل الْحَيَّة والحيوتا ... )

وَهَذَا ترَاهُ فِي مَوْضِعه مشروحا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
انْقَضى حرف الْحَاء فِي الثلاثي الصَّحِيح وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وصلواته على سيدنَا مُحَمَّد نَبِي الرَّحْمَة وَآله الطاهرين

(1/576)