جمهرة اللغة

 (بَاب النَّوَادِر فِي الْهَمْز)

(بَاب الْألف فِي الْهَمْز)
أنتَ الرجل يأنِت أنيتاً، وَهُوَ أشدّ من الأنين. وأنَأتُ اللحمَ إناءة، مثل أنَعْتُ إناعة، إِذا تركته نِيئاً، وأنهأته إنهاءً، فَهُوَ: مُنْهَأ، مثل مُنْهَع، ومُنْأَء، مثل مُنْعَع. وانتسأتُ عَنْك انتساءً، إِذا تَبَاعَدت. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا انتسأوا فَوْتَ الرِّماح أتتهمُ ... عوائرُ نبْل كالجَراد نُطِيرها)
وأنسأتُ الرجلَ فِي الدَّين إنساءً، إِذا أخّرته، وأنسأ الله أجَله، والنَّسِيئة من هَذَا اشتقاقها. وَأَجَازَ أَبُو زيد: نَسَأ الله أجلَه، بِغَيْر ألف. والمثل السائر: عَرَفَتْني نَسَأها الله، يَعْنِي فرسا بَاعهَا فَلَمَّا رَأَتْهُ بعد زمَان ميزته فَقَالَ ذَلِك. وَتقول: أبْدَأتُ من أَرض إِلَى أُخْرَى أُبدي إبداءً، إِذا خرجت مِنْهَا الى غَيرهَا. وأوبأتِ الأرضُ إيباءً فَهِيَ مُوبِئة ووَبِئة، إِذا كثر مَرضهَا، ووُبئت فَهِيَ موبوءهّ، وَالِاسْم الوَباء. وأبأتُ على فلَان مالَه أُبيئه إباءةً، إِذا أرحت عَلَيْهِ إبِله وغنمه، وأبأتُ القومَ منزلا إباءة مِنْهُ. وبوّأتُهم تبويئاً، إِذا نزلت بهم إِلَى سَنَد جبل أَو شاطىء نهر. وَالِاسْم المَباءة والبِيئة، وَهِي الْمنزل. وأبّنتُ الرجل تأبيناً، إِذا ذكرت محاسنه بعد مَوته. قَالَ متمِّم بن نُويرة:
(لَعَمري وَمَا دهري بتأبينِ هالكٍ ... وَلَا جَزَعاً مِمَّا أصَاب فأَوْجَعا)
وَقَالَ الراجز: فامدَحْ بِلالاً غيرُ مَا مؤبَّنِ أتراه كالبازي انْتَمَى فِي المَوْكِنِ يَقُول: غيرَ هَالك يحْتَاج إِلَى الْبكاء عَلَيْهِ. وأبّنتُ الأثرَ، إِذا قَفَوْته، تأبيناً. وأرجأتُ الأمرَ إرجاءً، إِذا أخّرته، وَأهل النِّحلة يسمّون المُرجئة أهل الإرجاء. وأرفأتُ السَّفِينَة إرفاءً، إِذا كلأّتها وأدنيتها من الأَرْض. وأرأمتُ الجرحَ إرآماً: داويته حَتَّى يبرأ فيلتئم، وَقد رَئمَ الْجرْح رِئْماناً، إِذا التأم. وأردأتُ الرجلَ إرداءً، إِذا كنت لَهُ رِدْءاً، وَهُوَ العَون. وأَرِنَ البعيرُ يأرَن أرَناً، إِذا نشط ومرح.
وأرَرْتُ الْمَرْأَة أؤرُّها أرّاً، إِذا نكحتها. وَرجل مِئرّ: كثير النِّكاح.

(2/1086)


وأَرِبَ الرجلُ فِي الْحَاجة أَرَباً ومَأرُبةً ومَأرَبة، وأرُب يأرُب إرْباً وإرْبَةً فِي الْعقل. وازرأمّ)
الرجلُ فَهُوَ مزرئمّ، إِذا غضب. وأزَمتُ يدَ الرجَل آزِمها أزْماً، وَهُوَ أشدّ العضّ. وأزَمَ علينا الدهرُ يأزِم أزْماً، إِذا اشتدّ وقلّ خيرُه. وَكَذَلِكَ أزَمَ علينا عيشُنا يأزِم أَزماً، إِذا اشتدّ. وأزَمتُ الخيطَ آزِمه أزْماً، إِذا فتلته، والأزْم: ضرب من الفتل. وَسنة أَزُوم: شَدِيدَة مُجْدِبَة. وأزَلتُ الرجل آزِله أزْلاً، إِذا حَبسته. وازلأمَّ القومُ ازليماماً، إِذا ركبُوا فانتصبت بهم إبلهم.
وازلأمّ الضُّحى، وَهُوَ ارْتِفَاع النَّهَار. وأزَّيتُ الحوضَ تَوزئةً وتَوزيئَاً. وآزيته إيزاءً، إِذا جعلت لَهُ إزاء، وَهِي صَخْرَة أَو مَا جعلته وقاية على مصبّ المَاء عِنْد مَفرَغ الدَّلْو. وَتقول: أذأرتُ الرجل بِصَاحِبِهِ إذآراً فذَئر، إِذا حرَّشته عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث: ذئرَ النِّساءُ على أزواجنّ. قَالَ عَبيد بن الأبرص:
(وَلَقَد أَتَانِي عَن تميمٍ أنّهم ... ذَئروا لقتلَى عامرٍ وتغضّبوا)
وَمِنْه اشتقاق نَاقَة مُذائر، وَهِي الَّتِي تنفر عَن وَلَدهَا وَلَا تَرْأمه.
وَتقول للرجل إِذا اتّهمته: قد أَدْوَأْتَ إدواءً، وأَدَأْتَ إداءةً مسموع من الْعَرَب، أَي قد صرت كَأَن بك دَاء. وَتقول: آدني الحِملُ يؤودني أَوْداً، إِذا أثقلك، وَمِنْه قَوْله عزّ وجلّ: وَلَا يَؤودُه حِفظُهما. وَبِه سُمّي الرجل أَوْداً. وَتقول: آد الرجلُ يَئيد أيْداً، إِذا اشتدّ وقَوِيَ. والقوّة: الآد والأيْد والأدّ. فَأَما الْأَمر الإدّ فالشديد الغليظ. قَالَ الراجز: لمّا رأيتُ الأمرَ أمرا إدّا وَلم أَجِدْ من الفِرار بُدّا ملأتُ جِلدي وعظامي شَدّا وَتقول: أدرأتِ الناقةُ بضَرعها إدراءً فَهِيَ مُدْرِىء، إِذا أنزلت اللَّبن. وَتقول: أسأرتُ فِي الْإِنَاء أُسْئر إسئاراً، إِذا تركت فِيهِ سُؤراً، أَي بقيّة من الطَّعَام وَالشرَاب وَغَيرهمَا، وَالِاسْم السُّؤر، وَجمعه الأسآر. قَالَ الشَّاعِر:
(صَدرْنَ بِمَا أَسْأَرْنَ من ماءِ مُقْفِرٍ ... صَرىً لَيْسَ فِي أعطانه، غيرَ حَائِل)
الصَّرَى: المَاء الَّذِي يطول مكثه فيتغيّر، يُرِيد: أَتَى عَلَيْهِ الحَوْل.
وأساء الرجل يسيء إساءةً. وَتقول: أكمأتِ الأرضُ فَهِيَ مُكْمِئة، إِذا كثرت بهَا الكَمْأة. وأكفأتُ فِي الشِّعْر إكفاءً، إِذا خَالَفت بَين قوافيه. وأكفأتُ فِي مَسيري، إِذا جُرْت عَن الْقَصْد. قَالَ ذُو الرمّة:)
(عَلَوْتُ بهَا أَرضًا ترى وجهَ رَكْبها ... إِذا مَا عَلَوْها مُكْفَأً غيرَ ساجعِ)
الساجع: القاصد، والمُكْفَأ: الجائر. وأكفأتُ الرجلَ إبلي إكفاءً، إِذا أَعْطيته كُفْأتها، وَهِي أَلْبَانهَا وأوبارها، سنة. واستكفأ زيدٌ عمرا نَاقَة، إِذا سَأَلَهُ أَن يَجْعَل لَهُ وَلَدهَا ولبنها ووبرها سنة.
وَتقول: اصمأكّ الرجلُ فَهُوَ مصمئكّ اصميكاكاً، إِذا انتفخ من غضب. قَالَ الراجز: حَتَّى أصمأكّ كالحميت المُوكَرِ واجثألّ النبتُ فَهُوَ مجثئلّ، إِذا كثر، وَكَذَلِكَ شَعَرٌ مجثئلّ اجثئلالاً. قَالَ الراجز: معتدلُ الْقَامَة مُحْزَئلُّها

(2/1087)


موفَّر اللِّمَّة مُجْثئلُّها واجثألّ الرجلُ، إِذا انتصب قَائِما، فَهُوَ مجثئلّ. قَالَ الراجز: جَاءَ الشتاءُ واجثألَّ القُبَّرُ وطَلَعَتْ شمسٌ عَلَيْهَا مِغْفَرُ وَرُبمَا قيل: شَعَر مجثئلّ، إِذا تنصّب. واحزألّ الرجل، إِذا انتصب.
وَيُقَال: أجفأتِ القِدْرُ بزَبَدها إجفاءً، إِذا ألقته من نَوَاحِيهَا. وَمِنْه اشتقاق الجُفاء، وَالله أعلم.
وَتقول: أجزأتُ السكينَ إِجْزَاء، إِذا جعلتَ لَهُ مَقْبِضاً، وَهُوَ الجُزْأة. وَتقول: اجتزأتُ السكينَ اجتزاءً، من الجُزْأة. وَتقول: أَجِمْتُ الطعامَ آجَمه أجَماً فَأَنا آجِم وَالطَّعَام مأجوم، إِذا كرهته من المداومة عَلَيْهِ. وَتقول: أجبأتِ الأرضُ وَهِي مُجْبئة، إِذا كثرت جَبْأتُها، وَهِي الكَمْأة الْحَمْرَاء.
وأجبأتُ، إِذا اشْتريت زرعا قبل أَن يَبْدُو صَلَاحه أَو يدرِك. وَفِي الحَدِيث: من أَجبَأَ فقد أَرْبَأَ.
وأجبأتُ على الْقَوْم، إِذا أشرفت عَلَيْهِم. وَتقول: أجِرتْ يدُ الرجل تأجُر أُجراً، إِذا جُبرت على غير اسْتِوَاء. وأجَرَه الله أجْراً. وأجرتُ المملوكَ فَهُوَ مأجور أجْراً، وآجرتُه أوجِره إيجاراً.
وأجرتُ الرجلَ إِجَارَة، إِذا كَانَ لَك جاراً. وَقد آجرتُ المملوكَ مواجرةً أَيْضا. وَتقول: أهجأَ طعامُكم غَرَثي، إِذا قطعه، إهجاءً. قَالَ الشَّاعِر:
(فأخزاهمُ ربّي ودلَّ عليهمُ ... وأطعَمَهم من مَطْعَمٍ غيرِ مَا مُهْجي)
وأَجَنَ الماءُ يأجُن ويأجِن أُجوناً، إِذا تغيّر، وأجِنَ يأجَن أُجُوناً وأَجَناً، والمصدر وَاحِد، وَالْمَاء آجِن وأَجْن ومياه أُجون. وَتقول: اختتأتُ من الرجل اختتاءً، إِذا اخْتَبَأْت مِنْهُ. وَتقول: استخذأتُ للرجل استخذاءً، إِذْ ذَللْتَ لَهُ. وَتقول: أَخْطَأت أُخطىء خِطْأَ وخَطَأً وإخطاءً، وَالِاسْم الخَطَأ،)
مَهْمُوز مَقْصُور. وَتقول: أحلأتُ للرَّجل إحلاءً، إِذا حككت لَهُ حُكاكة بَين حجرين أَو بَين حجر وحديد فداوى بِهِ عينَه إِذا رَمِدَت. وَتقول: أحكأتُ العقدةَ إحكاءً، إِذا شددتَ عقدهَا، وحَكَأتُها حَكْأً أَيْضا، لُغَتَانِ فصيحتان. قَالَ الشَّاعِر:
(إجْلَ إنّ اللهّ قد فضَّلكم ... فَوق من أحكأَ صُلْباً بإزارْ)
وَتقول: احبنطأتُ احبنطاءً، إِذا انتفخت كالمتغيِّظ أَو من وجع. وَفِي الحَدِيث: فيظلّ محبنطئاً على بَاب الجَنَّة. وَقَالَ بَعضهم: المحبنطىء: الَّذِي قد ألْقى نَفسه منبطحاً. قَالَ أَبُو زيد: قلت لأعرابيّ: مَا المحبنطىء قَالَ: المتكاكىء. قلت: مَا المتكأكىء فَقَالَ: المتازِّف. قلت: مَا المتازِّف. قَالَ: أَنْت أَحمَق.
وَتقول: اضمأكَّ النبتُ اضميكاكاً، إِذا رَوِيَ واخضرّ. وَتقول: اطلنفأتُ اطلنفاءً، إِذا لصقت بِالْأَرْضِ، فَأَنا مطلنفىء. وَتقول: أوطأتُ فِي الشَعر إيطاءً، إِذا أعدت قوافيَه. قَالَ الشَّاعِر فِي المطلنفىء:
(مطلنفئاً لونُ الْحَصَى لونُه ... يَحْجُزُ عَنهُ الذَّرَّ ريشٌ زَمِرْ)
الزَّمِر: الْقَلِيل.
وأطَرْتُ القوسَ آطِرها وآطُرها أَطْراً، إِذا حنيتَها، وكل شَيْء عطفتَه فقد أطرتَه. قَالَ الشَّاعِر:

(2/1088)


(أَقُول لَهُ والرمحُ يأطِرُ متنَه ... تأمّلْ خُفافاً إنّني أَنا ذلكا)
وأطَرْتُ السهمَ أَطراً، إِذا لففت على مَجْمَع الفُوق عَقَبَة، وَاسْمهَا الأُطْرَة. وأفأتُ على الْقَوْم إفاءةً، إِذا أخذت لَهُم فَيئاً أُخذ مِنْهُم أَو أخذت لَهُم سلب قوم آخَرين فجئتهم بِهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(ألم تَرَني أفأتُ على ربيعٍ ... تِلاداً فِي مَباركها وَجُونا)
وَتقول: أقرأتِ النجومُ، إِذا تدلّت لتغرب. قَالَ الشَّاعِر: إِذا مَا الثُّريا أقرأتْ لأُفولِ وَتقول: قد أقثأتِ الأرضُ فَهِيَ مُقْثِئة، إِذا كثر القِثّاءُ بهَا، وَهِي أرضِ مَقْثَأة أَيْضا. وَيُقَال: أَمْأَتْ غنمُ بني فلَان إمْاءً، إِذا صَارَت مائَة، وأمأيتُها لَك، إِذا جَعلتهَا مائَة. وَتقول: أهرأتُ اللحمَ إهراءً، إِذا طُبخ حَتَّى يسْقط عَن الْعظم. وَتقول: أهرأْنا فَنحْن مُهْرِئون، كَقَوْلِك: أبردْنا فَنحْن مُبْرِدون. وَتقول: هَرَأه البردُ وأهرأه، إِذا قَتله.
وَاللَّحم هَريء ومهروء، إِذا أفرط نضجاً. وَتقول: أبِتَ يومُنا يأبَت أَبْتاً، إِذا اشتدّ حَرُّه وغَمُّه فِي)
القَيظ، فَهُوَ آبِت، وَيَوْم أَبْتٌ أَيْضا.
واسمألَّ الظِّلُّ، إِذا تقاصر. قَالَ الشَّاعِر:
(يَرِدُ المياهَ حضيرةً ونَفيضةً ... وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسمَألَّ التُبَّعُ)
التُّبَّع: الظلّ، واسمِيلاله أَن يرجع إِلَى أصل الْعود. وَتقول: احزألّ عَلَيْهَا، إِذا ارْتَفع. وازبأرّ النبتُ والوَبَرُ والشَّعَرُ ازبئراراً، إِذا تنفَّش، وَمِنْه الزِّئبِر، وثوب مُزأْبِر. وَتقول: قد اقسأنّ الرجلُ اقسئناناً، إِذا غلظ وجسا. قَالَ الراجز: إِن تكُ لَدْناً لَيِّناً فَإِنِّي مَا شئتَ من أَشْمَطَ مُقْسَئنِّ وَقد اصمأّل الرجلُ اصمئلالاً، إِذا اشتدّ وَغلظ، وَمِنْه اشتقاق المصمئلّة، وَهِي الداهية. وَأنْشد:
(نَبَأٌ مَا نابَنا مُصْمَئلٌّ ... جَلَّ حَتَّى دَقَّ فِيهِ الأَجَلُّ)
وَقد اسمَأدَّ رأسُ الرجل ووجهُه وسائرُ جسده، إِذا ورم اسمئداداً.
وَتقول: قد ارفأنَّ الناسُ ارفئناناً، إِذا سكنوا بعد جَولة. قَالَ الراجز: حَتَّى ارفَأنَّ الناسُ بعد المَجْوَلِ المَجْوَل مَفْعَل، أَي مَوضِع جَوَلانهم. وَقد اتلأبّ الرجلُ اتلئباباً، إِذا استوسق واستوى. واتلأبّ لنا الطَّرِيق، إِذا وضح. وَقد اطمأنّ الرجلُ اطمئناناً، إِذا سكن، وَهِي الطُّمأنينة. وَقد ائتزّت القِدرُ فَهِيَ مؤتزّة ائتزازاً، إِذا اشْتَدَّ غَلَيانُها. وَتقول: أزأمتُ الرجلَ على أَمر لم يكن من شَأْنه إزآماً، إِذا أكرهته عَلَيْهِ. وَتقول: اكلأزّ الرجلُ اكلئزازاً، إِذا تقبّض. قَالَ الراجز: وكلُّ كزِّ الْوَجْه مكلئزِّ وَتقول: قد ائترَّ الرجل يأتَرُّ ائتراراً، إِذا استعجل. وَتقول: أثْأَتِ الخارزةُ الخرزَ تُثْئيه إثآءً، إِذا خرمته، وَقد ثَئي الخرزُ يَثْأى ثأىً شَدِيدا. قَالَ ذُو الرُّمّة:
(وَفراءَ غُرْفيّةٍ أَثْأَى خوارزُها ... مشلشِلٌ ضيّعتْه بَينهَا الكُتَبُ)

(2/1089)


وَالِاسْم الثَّأَى مثل الثَّعا. وأثأيتُ فِي الْقَوْم إثاءً، إِذا جرحت فيهم. قَالَ الراجز: يَا لكَ من عَيْثٍ من إثاءِ يُعْقِبُ بِالْقَتْلِ وبالسِّباءِ وَتقول: أثا بِهِ يأثو أَثْواً، إِذا وشى بِهِ، وأثيتُ بِهِ آثي أَثْياً وإثاوةً أَيْضا، وأقرشتُه إقراشاً، وَهُوَ أَن)
تخبر بعيوبه. قَالَ الشَّاعِر:
(فإنّ امرَأً يأثو بسادة قومه ... حَرِيٌّ لَعَمري أَن يُذَمَّ ويُشتما)
وَقَالَ الآخر: وَلَا أكون لكم ذَا نَيْرَبٍ آثِ النَّيْرَب أَصله النميمة، ثمَّ صَار كالداهية. وَتقول: أثِرْتُ أَن أَقُول الحقَّ آثَر أَثَراً. وَتقول: أَثَرْثُ الحَدِيث آثُره أَثْراً فَهُوَ مأثور. وَمِنْه قَوْله عزّ وَجل: سِحْرٌ يُؤثَر. وَقد استثأر الرجلُ فَهُوَ مستثئر، إِذا اسْتَغَاثَ. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا جَاءَهُم مستثئرٌ كَانَ نصرُه ... دُعاءً أَلا طِيرُوا بكلّ وَأىً نَهْدِ)
واتّكأتُ اتّكاءً، وَالِاسْم التُّكَأة، وَهَذِه التَّاء قُلبت من الْوَاو. وَتقول: أُلْتُ الْإِبِل أؤولها أوْلاً وإيالاً، إِذا أَحْسَنت الْقيام عَلَيْهَا. وَآل اللبنُ يؤول أَوْلاً، إِذا خَثَرَ. وآلَ العسلُ والقَطِرانُ يؤول أَوْلاً، إِذا عقدته بالنَّار حَتَّى يَخْثُر. قَالَ الشَّاعِر:
(وَمن آئلٍ كالوَرْس نَضْحاً كسونَه ... متونَ الصَّفا من مضمحلٍّ وناقعِ)
يَعْنِي إبِلا قد جَزَأت فبالت بولاً خاثراً فاصفرّ ولصق على أفخاذها، والنَّضْح: الْخَالِص، شبّهها بالصَّفا، والمضمحلّ: الَّذِي قد درس.
وأُلْتُ القومَ أؤولهم أَوْلاً، إِذا أَحْسَنت سياستَهم. وَمثل من أمثالهم: قد أُلْنا وإيلَ علينا، أَي سُسنا وساسنا غيرُنا. وَتقول: آدني الأمرُ يؤودني فَأَنا مَؤود مثل مَعُود وَالْأَمر آئد، إِذا أثقلني. والآئد: الرَّاجِع إِلَى الشَّيْء. قَالَ الشَّاعِر: يراقب ضوءَ الشَّمْس هَل هُوَ آئدُ وآمتِ المرأةُ تَئيم أيْمَةً، إِذا صَارَت أيِّماً، وَهِي الَّتِي قد مَاتَ عَنْهَا زوجُها فَبَقيت بِغَيْر زوج، وَكَذَلِكَ الرجل إِذا بَقِي بِغَيْر زَوْجَة.
وأمَتُّ الشَّيْء، إِذا قدّرته، آمِته أَمْتاً فَهُوَ مأموت. وَكَذَلِكَ المَاء إِذا قدّرت كم بَيْنك وَبَينه. قَالَ الراجز: رَأْيُ الأدلاّءِ بهَا شِتِّيتُ هيهاتَ مِنْهَا مَاؤُهَا المأموتُ أَي المقدَّر. وَتقول: أُفِن الطعامُ يُؤفن أَفْناً فَهُوَ مأفون، إِذا قلّت بركتُه. وأفِنَت النَّاقة، إِذا قلّ لبنُها)
فَهِيَ أفِنَة، مَقْصُور. وأَبِيَ التيسُ يأبَى أَبى شَدِيدا فَهُوَ آبٍ، وتيس آبَى، مثل أعمى، وعنز أَبْواء من تيوس أُبْو، وَذَلِكَ أَن يشَمّ بولَ الأُرويّة أَو يطَأ فِي موطئها فَيَأْخذهُ دَاء فِي رَأسه فيَرِم حَتَّى يَمُوت وَلَا يكَاد يُقدر على لَحْمه من مرارته. وَرُبمَا أَبِيَت الضَّأن، غير أَنه فِي الْمعز أَكثر. قَالَ الشَّاعِر لراعٍ لَهُ:
(أقولُ لكَنّازٍ توكَّلْ فَإِنَّهُ ... أَبى لَا أظُنّ الضأنَ مِنْهُ نواجيا)

(

(2/1090)


فَمَا لكِ من أَرْوَى تعاديتِ بالعَمَى ... ولاقيتِ كَلاّباً مُطِلاًّ وراميا)

(فَإِن أخطأتْ نَبْلاً حِداداً ظُباتُها ... على الْقَصْد لَا تُخطىءْ كلاباً ضواريا)
وَتقول للرجل: قد أَنَى لَك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا يأني إنىً، مَقْصُور، أَي حَان وقتُه. وَقد أَنَى للطعام يأني لَهُ إنىً، مَقْصُور. وَقوم يَقُولُونَ: أنال يُنيل إنالة، وَبَعض الْعَرَب يَقُول: آن لَهُ يَئين أَيّنَا، وَالْمعْنَى وَاحِد. وَتقول: قد أرأت الشاةُ فَهِيَ مُرْءٍ ومُرئية، إِذا استبان حملُها. وَتقول: آلَفَتِ الغنمُ فَهِيَ مُؤلِفة، إِذا صَارَت ألفا، وَقد آلفتُها إيلافاً، إِذا جَعلتهَا ألفا. وألِفتُ المكانَ إلْفاً وآلفتُه إيلافاً، إِذا استأنستَ بِهِ واعتدتَه. قَالَ الشَّاعِر:
(من المؤلِفات الرملَ أدماءُ حُرَّةٌ ... شعاعُ الضُّحى فِي لَوْنهَا يتوضّحُ)
وَتقول: ألّفت بَين الْقَوْم تأليفاً، إِذا جمّعتهم بعد تفرّق. وَتقول: أُنْتُ فِي السّير أَوْناً، إِذا رفقتَ.
قَالَ الراجز: وسَفَرٌ كَانَ قليلَ الأَوْنِ وإنْتُ أَئين أيْناً، إِذا أعييت، مثل عِنْت أَعين. وَأنْشد: أَقُول للضَّحّاك والمُهاجرِ إنّا ورَبِّ القُلُصِ الضَّوامرِ وَتقول: أَسَنَ الماءُ يأسِن أَسْناً، إِذا تغيَر. وأَسِنَ الرجلُ يأسَن أَسَناً، إِذا غُشي عَلَيْهِ من ريح خبيثة، وَرُبمَا مَاتَ مِنْهَا. قَالَ زُهَيْر:
(التاركُ القِرْنَ مصفرّاً أناملُه ... يَميل فِي الرمْح مَيْلَ المائح الأَسِنِ)
وَتقول: ألمأتُ على الشَّيْء إلماءً، إِذا احتويت عَلَيْهِ. واتمأرّ الرجلُ اتمئراراً، إِذا غلُظ، وَكَذَلِكَ الرمْح إِذا اشتدّ وصلُب. واتمأرَّ الذَّكَرُ، إِذا اشتدّ إنعاظُه. وَتقول: أَبَرْتُ النخلَ آبِره أَبْراً فَهُوَ مَأْبُور، إِذا لقّحته. وأبرتْه العقربُ تأبِره أَبْراً، إِذا ضَربته بإبرتها. وأَشِرَ الرجلُ وغيرُه أَشَراً،)
وأرِنَ أَرَناً، إِذا نشط. وَتقول: أهجأتُ الإبلَ والغنمَ، أَي كففتها لترعى. وألزأتُ غنمي، أَي أشبعتها. وَتقول: أَدِرَ الرجلُ يأدَر، إِذا امْتَلَأَ صَفَنُ خُصييه من الرّيح، وَهُوَ جلدتهما.
وأَفَرَ الرجلُ يأفِر أَفْراً، إِذا وثب وعَدا، وَبِه سُمّي الرجل أفّاراً. قَالَ الراجز: ومرّ يَذْآها ومرَّت عُصَبا روّادةٌ تأفِر أفْراً عَجَبا ويُروى: شِهدارة. وَكَذَلِكَ أَبَزَ يأبِز أَبْزاً، إِذا عدا. وأَكَرَ الرجلُ يأكِر أَكْراً، إِذا احتفر أُكْرَة فِي الغدير فيجتمع فِيهَا ماءُ السَّمَاء فيغترفه صافياً. وَتقول: أشطأتِ الشجرةُ بغصونها إشطاءً، إِذا انتشرث أغصانُها، وَالْوَاحد شَطْء. وأَلَبَ الرجلُ يألِب ألْباً، إِذا مَال عليّ، من قَوْلهم: خاصمتُ فلَانا فَكَانَ ألْبُكَ عليّ مَعَه، أَي ميلك. وألَّب تأليباً، إِذا ألَّبَ عَلَيْك القومَ وحرَّشهم. وألبَّ بِالْمَكَانِ إلباباً، وأربَّ إرباباً، وأبَنَّ إبناناً، إِذا أَقَامَ بِهِ. وألجَّ القومُ إلجاجاً، إِذا سمعتَ لَهُم لَجَّةً، أَي صَوتا.
وأرنُّوا إرناناً، إِذا سَمِعت لَهُم رنيناً. وأزننتُ الرجل بالشَّيْء إزناناً، إِذا اتّهمته. وأتَّبتِ المرأةُ تؤتِّب تأتيباً فَهِيَ مؤتِّبة، إِذا لبست الإتْب، والإتب: قَمِيص صَغِير، وَجمعه الآتاب. وأصَّدَتْ إيصاداً، إِذا لبست المؤصَّد والإصْدة، وَهِي

(2/1091)


بَقيرة صَغِيرَة يلبسهَا الصّبيان. قَالَ الشَّاعِر:
(وعلِّقتُ ليلى وَهِي ذاتُ مؤصَّدٍ ... صبيّاً ولمّا يلبس الإتْبَ رِيدُها)
أَي لِدَتها، الرِّيد: اللِّدَة. وَتقول: قد أزّ الشيطانُ الرجلَ أزّاً، إِذا أغواه، فَهُوَ مأزوز. وأزَّت القِدْرُ أزّاً، إِذا غلت غَلَياناً شَدِيدا.
وأزَزْتُ الرجلَ على صَاحبه أزّاً، إِذا حرّشته عَلَيْهِ. وأتأرتُ القومَ بَصرِي إتاراً، إِذا أتبعتهم بصرَك. قَالَ الشَّاعِر:
(أتْأرتُهم بَصَري والآلُ يرفعهم ... حَتَّى اسمدَرَّ بطَرْف الْعين إتاري)
وَتقول: أَفَقَ الرجلُ على الْأَمر يأفِق أَفْقاً، إِذا غلب عَلَيْهِ، والأَفْق: الغَلَبَة. وأُلق الرجل ألْقاً فَهُوَ مألوق، إِذا أَخذه الأوْلَق، والأُلاق، مثل العُلاق: نَحْو الْجُنُون. قَالَ الشَّاعِر:
(وتُصبح عَن غِبِّ السُّرَى وكأنّما ... ألمَّ بهَا من طائف الجنِّ أوْلَقُ)
وَقَالَ آخر:
(تراقب عَيناهَا القطيعَ كأنّما ... يخالطها مِن مَسِّه مَسُّ أُوْلَقِ)
وَتقول: أسأدتُ السيرَ أُسئده إسئاداً، إِذا دأبت عَلَيْهِ. وآسدتُ الكلبَ أُوسده إيساداً، إِذا أغريته.)
وَتقول: ائتنفتُ الكلامَ ائتنافاً، إِذا ابتدأته ابْتِدَاء. وَبَدَأَ الله الخلقَ وأبدأهم إبداءً، وهما سَوَاء. وَفِي التَّنْزِيل: يُبْدِىُ اللهُ الخَلْقَ ثمّ يُعِيدُه وَفِيه: كَيفَ بَدَأَ الخَلْقَ.
وَتقول: ازدأبَ الرجلُ ازدئاباً، إِذا حمل مَا يُطيق. قَالَ الراجز: فازدأبَ القِربةَ ثمّ شَمَّرا وَتقول: اكتلأتُ من الرجل اكتلاءً، إِذا احترستَ مِنْهُ. واكتلأتْ عَيْني اكتلاء، إِذا سهرتْ لخوف. وارتبأت ارتباءً، إِذا أوفيتَ على شَرَف، مثل رَبَأتُ سَوَاء. وأقرأتِ المرأةُ إقراءً فَهِيَ مُقْرىء. وَاخْتلفُوا فِي ذَلِك، فَقَالَ قوم: هُوَ الطُّهر، وَقَالَ قوم: هُوَ الْحيض، وكلٌّ مُصِيب لِأَن الإقراء هُوَ الِانْتِقَال من حَال إِلَى حَال فَكَأَنَّهُ انْتِقَال من حَيض إِلَى طُهر أَو من طُهر إِلَى حَيض. وَجعله الْأَعْشَى طُهراً فَقَالَ:
(مورِّثةً مَالا وَفِي الأَصْل رِفْعَةً ... لِما ضَاعَ فِيهَا من قُروء نسائكا)
ويُروى: وَفِي الْمجد رفْعَة. وَقَالَ الآخر يصف غَزْوَة: إِذا مَا الثريّا أَقرَأت لأُفولِ فَجعل إقراءها انتقالها من الشرق إِلَى الغرب. وأَدَوْتُ لَهُ آدو أَدْواً، إِذا خَتَلته. قَالَ الشَّاعِر:

(2/1092)


(أَدَوْتُ لَهُ لآخذَه ... وهيهاتَ الْفَتى حَذِرا)
وَتقول: أسبأتُ على الْأَمر إسباءً، إِذا أخْبَتَ لَهُ قلبُك. واتّكأتُ الرجلَ اتّكاءً، إِذا وسَّدته.
وأصبأتُ على الْقَوْم إصباءً، إِذا هجمت عَلَيْهِم وَأَنت لَا تَدْرِي. قَالَ الراجز: هَوَى عَلَيْهِم مُصْبِئاً منقضّا فغادر الجمعَ بِهِ مرفضّا قَالَ أَبُو بكر: هَذَانِ البيتان جَاءَ بهما أَبُو مَالك، وليسا فِي كتاب أبي زيد. وأفأتُه عَن الْأَمر إفاءةً، إِذا أَرَادَ أمرا فعدلته عَنهُ إِلَى أَمر خير مِنْهُ. وأكأتُ الرجلَ إكاءةً، إِذا أَرَادَ أمرا ففاجأته على بَغْتَة ذَلِك فهابك وَرجع عَنهُ. وأنأتُ الرجلَ إناءةً، إِذا أنهضته وَعَلِيهِ حِمل حَتَّى ينوء بِهِ.
وأبأتُ الرجلَ إباءةً، إِذا خوّفته حَتَّى يبوء على نَفسه بالذنب. وأكفأتِ الإبلُ إكفاءً، إِذا كثُر نِتاجها بعد حِيال. والكُفْأة: نِتاج حَلوبتك من الْإِبِل. قَالَ الشَّاعِر:
(ترى كُفْأتَيْها تُنْفِضان وَلم يجد ... لَهَا ثِيلَ سَقْبٍ فِي النِّتاجَين لامسُ)
الكُفْأة: وَقت النِّتاج، وَأَرَادَ أَن وَقتهَا قد تقضّى، أنفض القومُ، إِذا نفد زادهم، والثِّيل: قضيب)
الْبَعِير. يَقُول: فَهَذِهِ الْإِبِل نُتجت إِنَاثًا كلُّها فَلم يجد لامسٌ لَهَا حجمَ ثِيل، والسَّقْب: الذّكر من أَوْلَاد الْإِبِل إِذا كَانَ صَغِيرا. يُقَال: كُفأتها وكَفأتها، بضمّ الْكَاف وَفتحهَا. وَيُقَال: أنهأتُ الأمرَ إنهاءً، إِذا لم تُبرمه، وَالْأَمر مُنْهَأ وَأَنا مُنهِىء.
(بَاب الْبَاء فِي الْهَمْز)
بَسَأتُ بِالرجلِ أَبْسَأ بِهِ بَسْأً وبُسوءاً، وبَهَأتُ بِهِ أبهأ بِهِ بَهْأً وبُهوءاً، وهما وَاحِد، وَهُوَ استئناسك بِهِ. وبَرَأتُ من الْمَرَض أبرَأ بُرْءاً، وَهَذِه لُغَة أهل الْحجاز، وسائرُ الْعَرَب يَقُولُونَ: برِئت من الْمَرَض أبرَأ، والمصدر فيهمَا البُرْء. وبرِئتُ من الدَّين أبرَأ بَراءةً. وبارأتُ الكريَّ، إِذا فاصلته. وبارأ الرجلُ امرأتَه، إِذا باينها. وبارأتُ الرجلَ مبارأةً، إِذا ذكر محاسنه فعارضته بِذكر محاسنك. فَأَما بارَى الرِّيحَ جوداً فَغير مَهْمُوز. وبرأ الله الخَلْقَ يَبرؤهم. وبُدِىء الرجلُ فَهُوَ مبدوء بِهِ، إِذا أَخذه الجُدَري أَو الحصبة. قَالَ الشَّاعِر:
(فَكَأَنَّمَا بُدئت ظواهرُ جلدِها ... مِمَّا تُصافح من لهيب سَهامِها)
السَّهام: الرّيح الحارّة. وَتقول: بدأت بِالْأَمر بَدْءاً. وَتقول: بَكَأتِ الشاةُ والناقةُ تبكَأ بَكْأً، وبكُؤت تبكُؤ بكاءةً، إِذا قلّ لبنُها، وَهِي شَاة بَكيئة وبَكيء. وبَذَأتُ الرجلَ أبذَؤه بَذْءاً، إِذا ذممته. وباذأت الرجل، إِذا خاصمته. وبَأَرْتُ بُؤرةً فَأَنا أبأَرها بَأْرًا، إِذا حفرت بُؤرة يُطبخ فِيهَا، وَهِي الإرَة.
وَتقول: بَؤل الرجل يَبْؤل بَآلةً، إِذا صغر. وَتقول: بُؤتُ بالذَّنْب فَأَنا أَبُوء بِهِ، إِذا اعْترفت بِهِ.
وباء الرجل بِصَاحِبِهِ بَواءً، إِذا قُتل بِهِ. وبَأوتُ على الْقَوْم أبأَى بَأواً، إِذا فخرت عَلَيْهِم. وبِيئة الرجل، مثل بِيعة: الْموضع الَّذِي يتبوّأ فِيهِ. وبَؤُسَ الرجلُ يبؤس بَأْسا، إِذا كَانَ شَدِيد الْبَأْس.
وَمن الْبُؤْس قد بئس يَبأس بُؤساً وبئيساً. والبَأساء اشتقاقها من البَأس. والبُؤسى، مثل الطُّوبى، اشتقاقها من الْبُؤْس.

(2/1093)


(بَاب التَّاء فِي الْهَمْز)
تلكّأتُ تلكّوأ، إِذا اعتللت على صَاحبك فامتنعت عَلَيْهِ. وتجشّأتُ تجشّؤاً، وَالِاسْم الجُشْأة. وتَنَأتُ بِالْبَلَدِ تُنوءاً، إِذا أوطنتَه. وتبوَّأتُ منزلا تبوّءاً، إِذا اتّخذته منزلا. قَالَ الشَّاعِر:
(لَيْتَني كنتُ قبلهُ ... قد تبوّأتُ مَضْجَعا)
وَيَقُولُونَ: تملأَّت من الْأكل، إِذا شبعت مِنْهُ، وامتلأت أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(حَتَّى تملأّ وامتدت حَواقنُه ... وَكَاد يَنْقَدُّ من رِيٍّ وَمن شِبَعِ)
وترأّمتِ الناقةُ على وَلَدهَا تَرَؤّماً، إِذا أرزمت وحنّت. وتأمَّيتُ الأَمَةَ تأمِّياً، إِذا اتخذتَها أَمَةً. قَالَ الراجز: يرضَون بالتعبيد والتأمّي لنا إِذا مَا خَنْدَفَ المسمّي يَعْنِي: إِذا قَالَ: يَا لَخِنْدِف. وتأيَّيتُ بِالْمَكَانِ تأيِّياً، إِذا أَقمت بِهِ.
وَتقول: قد تلمّأتِ الأرضُ على فلَان تلمُّؤاً، إِذا اسْتَوَت عَلَيْهِ فَوارَتْه. قَالَ الشَّاعِر:
(وللأرض كم من صالحٍ قد تَلَمّأت ... عَلَيْهِ فَوارَتْه بلمّاعةٍ قَفْرِ)
وتزأزأتُ من الرجل تزأزؤاً، إِذا تصاغرت لَهُ وفَرِقت مِنْهُ. وتأتّيتُ لِلْأَمْرِ، إِذا تلطّفت لَهُ.
وتأرّيتُ فِي الْأَمر تأرّياً وتأرّيت على الشَّيْء تأرّياً، إِذا تحبّست عَلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(لَا يتأرّى لِما فِي القِدْر يَطْلُبهُ ... وَلَا يَعَضُّ على شُرْسُوفه الصَّفَرُ)
وَمِنْه اشتقاق آريّ الدابّة، وَهُوَ مَحْبِسها. وتفيّأت بفَيئك، إِذا صرت فِي ناحيته. وتراءى لي الأمرُ ترائياً. وتنأنأتُ عَن الْأَمر: ضعفت عَنهُ. وَفِي الحَدِيث: لَيْتَني مِتُّ فِي النأنأة الأُولى، أَي فِي أول الْإِسْلَام قبل أَن يقوى. وتكأكأتُ عَنهُ: توقفت. وتجأجأتُ عَنهُ، إِذا تحبّست. وتفاءلتُ بالشَّيْء، إِذا تبرّكت بِهِ أَو تشاءمت بِهِ. وتلاءم الجرحُ تلاؤماً، إِذا برأَ. وتلاءم أمرُ الْقَوْم، إِذا اسْتَوَى. وتثاءبتُ تثاؤباً، وَهِي الثُّؤَباء. وَمن أمثالهم: أعدَى من الثُّؤَباء. وتودّأتْ عَلَيْهِ الأرضُ، إِذا اسْتَوَت.
(بَاب الثَّاء فِي الْهَمْز)
ثَمَأتُ رَأس الرجل بِالْحجرِ والعصا أثمَؤه ثَمْأً، إِذا شدخته. وثَمَأتُ الخبزَ فِي الْإِنَاء، إِذا كَسرته فِيهِ. وثأرتُ بِالرجلِ، إِذا قتلت قَاتله.
وثَأجَتِ الغنمُ ثُؤاجاً، إِذا صاحت. وثأثأتُ غضبَك، إِذا سكّنتَه.
وَمَا ثأثأتُ قدميّ، أَي لم أحرّكهما.
(بَاب الْجِيم فِي الْهَمْز)
جَسَأتْ يدُ الرجل جَسْأً وجُسوءاً، إِذا يَبِسَتْ. وَكَذَلِكَ النبت فَهُوَ جاسىء، إِذا يبس. وجَنَأ الرجلُ جُنوءاً على الشَّيْء، إِذا أكبَّ عَلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(أغاضرُ لَو شَهِدْتِ غَداةَ بِنْتُم ... جُنوءَ العائدات على وِسادي)

(2/1094)


وجَنِىءَ جَنَأً، إِذا كَانَت خِلقتُه الجَنَأ. وجَبَأتُ عَن الرجل جُبوءاً، إِذا خَنَسْتَ عَنهُ. قَالَ الشَّاعِر فِي جَبَأتُ عَن الرجل خَنَسْتُ عَنهُ:
(وَهل أَنا إلاّ مثلُ سَيِّقة العِدَى ... إِن استَقدمت نَحْرٌ وَإِن جَبَأت عَقْرُ)
وجَبَأت عليّ الضَّبُعُ، إِذا خرجت من جُحْرها جَبْأً وجُبوءاً أَيْضا.
والجَبء: الكَمْأة. والجَبْو، غير مَهْمُوز: نَقر يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء.
وجَئزَ الرجلُ يجأَز جَأْزاً، إِذا غَصّ، والجَأَز: الغَصَص. قَالَ الراجز: نسقي العِدَى غَيظاً طويلَ الجَأْزِ وَتقول: جأجأتُ بِالْإِبِلِ جأجأةً، إِذا سقيتها فَقلت لَهَا: جِىءْ جِىءْ.
وجَلأَتُ بِالرجلِ أجلأَ جَلأْ، إِذا صرعته. وجَلأَ بِثَوْبِهِ جَلأْ، إِذا رمى بِهِ. وَتقول: جَفَأتُ الرجل جَفْأً، إِذا صرعته. وجَزَأتِ الْإِبِل بالرُّطْب عَن المَاء تجزَأ جَزْءأ، والجُزء الِاسْم. وجزّأتُ المالَ بَين الْقَوْم تجزيئاً، إِذا قسمته بَينهم. وجَرُؤتُ أجرُؤ جُرْأةً وجَراءةً وجَرايَةً، غير مَهْمُوز.
وجَشَأتْ نَفسِي جُشُوءاً، إِذا نهضت إِلَيْك نفسُك. قَالَ عَمْرو بن الإطنابة:
(وقَولي كلّما جَشَأتْ وجاشَتْ ... رُويدَكِ تُحْمَدي أَو تستريحي)
والجَشْء: الْقوس الَّتِي يمْلَأ عِجْسُها كفَّ الرَّامِي. وَقَالَ آخَرُونَ: بل الْخَفِيفَة العُود. وَقد جَئيَ الفرسُ يَجأَى جُؤْوَةً، والجُؤوة: حُمرة فِي سَواد، وَمِنْه كَتِيبَة جَأْواء للون صَدَأ الْحَدِيد. والجِثة، وَالْجمع جِأىً، وَأكْثر الْعَرَب لَا يهمزها، وَهِي جِفار وَاسِعَة. وَيُقَال: جَأَرَ الثورُ يجأَر جُؤاراً)
وجُؤورةً، إِذا صَاح. وجئر الرجل، بِالْهَمْز، إِذا أَصَابَهُ الجائر، وَهُوَ جَيَشان النَّفس. قَالَ الشَّاعِر:
(فلمّا سمعتُ القومَ نادَوا مُقاعِساً ... تَعَرَّضَ لي دون الترائب جائرُ)

(بَاب الْحَاء فِي الْهَمْز)
حَلَأتُ الأديمَ أحلَؤه حَلْأ، إِذا أخرجت تِحْلِئتَه، والتِّحلئة: الشَّعَر الَّذِي فَوق الْجلد. وَمن أمثالهم: حَلأتْ حالئةٌ عَن كُوعها. وحَلأَتُ المرأةَ، إِذا نكحتها. وحَلأتُه بالسَّوط حَلأ، إِذا جلدته بِهِ.
وحَلأته بِالسَّيْفِ حَلْأ، إِذا ضَربته بِهِ. وحلَّأتُ الإبلَ عَن المَاء تحلئةً وتحليئاً، إِذا حبستها عَنهُ.
قَالَ الراجز: لطال مَا حلّأتماها لَا تَرِدْ فخلِّياها والسِّجالَ تبترِدْ تشفي بِبرد المَاء مَا كَانَت تَجِدْ من حَرِّ أيامٍ وَمن ليلٍ وَمِدْ وحَطَأتُ الرجلَ حَطْأً، إِذا صرعته. وحَطَأتُه بيَدي، إِذا ضربت رَأسه أَو ظَهره. وحنّأتُ رأسَه بالحِنّاء تحنئةً وتحنيئاً مثل تفعلة وتفعيلاً، إِذا خضبته. وحَشَأتُ الرجل بِالسَّهْمِ أحشَؤه حَشْأً، إِذا أصبت بِهِ جَنْبَيْهِ وبطنه.

(2/1095)


وحَشَأتُ المرأةَ يُكنى بِهِ عَن النِّكَاح. وَكَذَلِكَ حشأتُ بطنَه بالعصا.
وحَزَأتُ الإبلَ أحزَؤها حَزْءاً، إِذا جمعتها وسُقتها. وحَمِئتِ الركيَّةُ حَمْأً، إِذا كثرت حَمْأتُها. وَقد قُرى: فِي عَينٍ حَمِئةِ، أَي ذَات حَمْأة، وَالله أعلم، وأحمأتُها، إِذا جعلتَ فِيهَا الحَمْأة. وحَضَأتُ النارَ حَضْأً، إِذا أوقدتها. والمِحْضأ: الْخَشَبَة الَّتِي يُحرَّك بهَا الْجَمْر. وَتقول الْعَرَب: حَصَأ الصبيُّ من اللَّبن حَصْأً، إِذا ارتضع حَتَّى تمتلىء معدته، وَكَذَلِكَ الجدي حَتَّى تمتلىء إنْفَحَتُه.
وحدِئتُ إِلَى الرجل، إِذا لجأت إِلَيْهِ، وحدئت إِلَيْهِ أَيْضا، إِذا نصرته، وحدئتُ بِالْمَكَانِ حَدْءاً، إِذا أَقمت بِهِ فَلم تُفَارِقهُ.
(بَاب الْخَاء فِي الْهَمْز)
خَفَأتُ الرجلَ خَفْأً، إِذا صرعته. خَلَأتِ الناقةُ خِلاءً وخُلوءاً، إِذا حَرَنَت فَلم تَبْرَح من مبركها.
قَالَ الشَّاعِر:
(بارزة الفَقارة لم يَخُنْها ... قِطافٌ فِي الرِّكاب وَلَا خِلاءُ)
وخَبَأتُ الشيءَ أخبَؤه خَبْأً. والخَبْء: الشَّيْء المخبوء. والخَبْو فِي التَّنْزِيل: الْمَطَر، ذكر ابْن الْكَلْبِيّ أَنَّهَا لُغَة حِميرية، وَالله أعلم.
وَجَارِيَة خُبَأَة، وَقَالُوا: خُبَأَة طُلَعَة، إِذا كَانَت تختبىء وتطّلع.
وَقَالُوا: خَسَأتُ الكلبَ أخسَؤه خَسْأً، فَهُوَ خاسىء، إِذا طردته وأبعدته، وخَسَأ هُوَ خَسْأً. وخَسَأ بصرُه خَسْأً وخُسوءاً، إِذا سَدِرَ.
وخَرىء الرجلُ يخرَأ خِراءةً وخَرْءاً وخُروءاً، وجِماعه الخُرْان والخُرّاء يَا هَذَا، وَرجل خارىء. قَالَ جرير:
(كأنّ بني طُهَيّةَ رَهْطَ سلمى ... حجارةُ خارىءٍ يَرمي كِلابا)
ونَبَز قَبيلَة: خُروء الطير. قَالَت دَختنوس بنت لَقيط بن زُرارة:
(فرّت بَنو فُعَلٍ خُرو ... ءَ الطير عَن أربابِها)
قَالَ ابْن دُرَيْد: فَعَلْتُه ففَعَلَ سَبْعَة أحرف: غاض الماءُ، وَسَار الدابّةُ، ووقف الدابّةُ، وخسأ الكلبُ، وجبر العظمُ، وعارت عينُه وَيُقَال فِي هَذَا كلّه: فعلته ونزف البئرُ ونزفتُه، وَرجع ورجعتُه، وسعر وسعرتُه. وخَذِئتُ للرجل خَذْءاً، إِذا استخذأت لَهُ. وخَطِئتُ من الْخَطِيئَة.
وخَجَأتُ المرأةَ خَجْأً، كِنَايَة عَن النِّكاح. وَرجل خُجَأة: كثير النِّكَاح، وَكَذَلِكَ الْفَحْل من الْإِبِل.
(بَاب الدَّال فِي الْهَمْز)
دَنَأ الرجلُ يدنَأ دناءةً، ودَنُؤ يدنُؤ دَناءة، إِذا كَانَ دنيئاً لَا خير فِيهِ. وَتقول: دَأَلتُ أدأَل دَأْلاً ودَأَلاً ودَأَلاناً، وَهِي مِشية فِيهَا شَبيه بالخَتْل، وَكَذَلِكَ دأيتُ لَهُ أدأَى دَأْياً، إِذا ختلتَه. والدَّأَيات: الفَقار، الْوَاحِدَة دَأْيَة. وداءَ الرجلُ، مثل شاءَ الرجلُ، إِذا أَصَابَهُ الدَّاء، يَديء. والذِّئب يَدأَى ويَدأَل ويَذَأَل أَيْضا بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، إِذا ختل. قَالَ الراجز: والذئبُ يَدْأَى للغزال يَخْتِلُهْ ودَفِىء الرجلُ يدفَأ دَفْأً. والدِّفء: الشَّيْء الَّذِي تَدْفَأ بِهِ، رجل دفآنُ وَامْرَأَة دَفْأى، وَبَيت دَفيء وغرفة دَفيئة. وَيُقَال: دارأتُ الرجلَ مدارأةً، إِذا دافعته. ودَرَأتُه عنّي أدرَؤه دَرْءاً، إِذا دَفعته.
وَجَاء السيلُ دَرْءاً، إِذا جَاءَ من بلد بعيد.

(2/1096)


وَيُقَال: داكأتُ القومَ مداكأةً، إِذا زاحمتهم. ودَأبتُ أدأب دَأْباً ودُؤوباً. ودَرَأتُ عَنهُ الحدَّ وغيرَه أدرَؤه دَرْءاً، إِذا أخّرته عَنهُ. ودَأظتُ المَتاعَ فِي الْوِعَاء أدأظه دَأْظاً، إِذا ملأته. قَالَ الراجز: وَقد فَدَى أعناقَهنَّ المَحْضُ والدَّأْظُ حَتَّى لَا يكونَ غَرْضُ أَرَادَ: سقَوهم أَلْبَانهَا حَتَّى سقَوها المَاء، والدَّأْظ: الامتلاء، والغَرض: مَوضِع مَا تركته فَلم تجْعَل فِيهِ شَيْئا. وَتقول: دأدأتُ دأدأةً، وَهُوَ العَدْو الشَّديد. وَتقول: دبَّأتُ الشيءَ تدبيئاً وَأَنا أُدبّئ عَلَيْهِ، إِذا غطّيت عَلَيْهِ وواريته.
(بَاب الذَّال فِي الْهَمْز)
ذَرِئتُ أذَرأ ذَرْءاً، إِذا شِبْتَ، وَالِاسْم الذُّرْأة. قَالَ الراجز: وَقد عَلَتْني ذُرْأةٌ بَادِي بَدي ورَثْيَةٌ تنهض فِي تشدُّدي وذَؤبَ الرجلُ يَذؤب ذآبةً، إِذا صَار كالذئب خُبثاً ودهاءً. واشتقاق الذُّؤابة من التذؤّب، وَإِن شِئْت من التذاؤب، وَهُوَ كَثْرَة الْحَرَكَة.
وَالذِّئْب مَهْمُوز فِي بعض اللُّغَات. وذَأمت الرجلَ أذأَمه ذَأْماً، إِذا ذممته، وَهُوَ الذَّأْم يَا هَذَا، فَهُوَ مذؤوم. وذيّأتُ اللحمَ تذيّؤاً، إِذا أنضجته حَتَّى يسْقط عَن عظمه. وذَئِجْتُ من اللَّبن وَغَيره أذأَج ذَأْجاً، إِذا أكثرت مِنْهُ. قَالَ الراجز: يشربنَ بَرْدَ المَاء شُرْباً ذَأْجَا لَا يتعيَّفنَ الأُجاجَ المَأْجا وذَأبْتُ الإبلَ أذأَبها ذَأْباً، إِذا سُقتها. وَتقول: ذَأَلَتِ الناقةُ تَذأل ذَأْلا وذَأَلاناً، وَهُوَ ضرب من الْمَشْي. وَأنْشد: مَرَّتْ بِأَعْلَى السَّحَرَيْن تَذْأَلُ وذَأَلان الذِّئْب كَذَلِك، وَبِه سُمّي الذِّئْب ذُؤالة. وَفِي بعض اللُّغَات ذَأَى العودُ يَذأَى ذَأْياً، إِذا يبس وَفِيه بعض الرُّطُوبَة، وَلَيْسَ باللغة الْعَالِيَة. والذابل والذاوي وَاحِد. قَالَ ذُو الرمّة:
(أَقَامَت بِهِ حَتَّى ذَوَى العودُ والتوى ... وساقَ الثُرَيّا فِي مُلاءته الفَجْرُ)
وتذاءبت الرّيح. وذُئر الرجل، إِذا سَاءَ خُلقه.
(بَاب الرَّاء فِي الْهَمْز)
رَزَأتُ الرجل أرزَؤه رُزءاً ومرزِئةً، إِذا أصبت مِنْهُ خيرا. ورُزىء فلانٌ مالَه، إِذا أُصِيب بِهِ، وَمِنْه الرَّزيّة. وربأتُ القومَ أربَؤهم رَبْأً، إِذا كنت لَهُم طَلِيعَة. ورَبَأتُ بك عَن هَذَا الْأَمر أربَأ بك، أَي عظَمتك وأجللتك عَنهُ. ورَفَأتُ الثوبَ أرفَؤهَ رَفْأً. ورفّأتُ المُمْلَك أرفّئه ترفئةً وترفيئاً، إِذا قلت لَهُ: بالرِّفاء والبنين، وَكَأن معنى قَوْلهم بالرِّفاء، أَي بالالتئام، مَأْخُوذ من رَفأتُ الثَّوْب إِذا لاءمته. ورافأني الرجلُ فِي البيع وَفِي السّعر مرافأةً، إِذا حاباك فِيهِ. ورَمَأَتِ الإبلُ بِالْمَكَانِ ترمَأ رَماءً ورُموءاً، إِذا أَقَامَت بِهِ. ورَثَأتُ اللبنَ أرثَؤه رَثْأً، إِذا حلبت حليباً على حامض.
والرَّثيئة: اللَّبن الخاثر. وَأهل الْيمن يَقُولُونَ: رَثَأتُ الميّتَ، فِي معنى رَثَيْتُه.
ورَقَأت عَيْني ترقَأ رَقْأً ورُقوءاً، إِذا جفّ دمعها. ورَدُؤ الشيءُ رَداءةً، إِذا صَار رديئاً فَاسِدا.
وروّأت فِي الْأَمر تروئةً وترويئاً، إِذا نظرت فِيهِ وَلم تعجل

(2/1097)


بِالْجَوَابِ، وَمِنْه اشتقاق الرَّويّة.
ورَأَبتُ القدَحَ أرأَبه رَأْباً، إِذا شَعَبته. ورَؤفتُ بِالرجلِ أرؤف رَأْفةً، ورَأَفتُ بِهِ أرأَف، كلٌّ من كَلَام الْعَرَب، ورَأَفَ رَأْفةً. وَتقول: رَهْيَأتُ رَأْيِي رَهْيَأةً، إِذا لم تُحكمه. وتَرَهْيَأتِ السحابةُ، إِذا سَارَتْ سيراً رويداً. وَفِي الحَدِيث: فَإِذا سحابةٌ تَرهْيَأ. قَالَ الشَّاعِر:
(فَتلك غَيايةُ النَّقِمات أضحت ... تَرَهْيَأ بالعِقاب لمُجرمينا)
قَالَ أَبُو بكر: رُوي عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ: جَاءَ يَرْنَأ فِي مَشيه، إِذا جَاءَ يتثاقل. ورابأت الشيءَ مرابأةً، إِذا اتّقيته. وراءيت الرجل مراآة، والإسم الرِّياء. وَالرَّاء: نبت. وَتقول: رأّيت الرجلَ مثل رعّيت ترئيةً، إِذا أَمْسَكت لَهُ الْمرْآة لينْظر فِيهَا. وَتقول: رأرأتْ عينُ الرجل رأرأةً، إِذا كَانَت لَا تستقرّ من الإدارة، وَالرجل رأراء وَالْأُنْثَى رأراءة.
(بَاب الزَّاي فِي الْهَمْز)
زَنَأتُ فِي الْجَبَل أزنَأ زنُوءاً وزَنْأً. وَأنْشد لقيس بن عَاصِم: وارْقَ إِلَى الْخيرَات زَنْأً فِي الجبلْ وزَكَأتِ الناقةٌ بِوَلَدِهَا تزكَأ بِهِ زَكْأً، إِذا رمت بِهِ عِنْد رِجْلَيْهَا. وَإِن فلَانا لَزُكاءُ النَّقْد، إِذا كَانَ حَاضر النَّقْد. وَتقول: زأدتُ الرجلَ أزأده زَأْداً، إِذا رعبته، فَهُوَ مزؤود، وَالِاسْم الزُّؤاد والزُّؤود. وزَأبتُ القِربةَ أزأَبها زَأْباً، إِذا حملتها مَلأى ثمَّ أَقبلت بهَا مسرعاً، وكل ثقيل حَملته فقد زأبته وازدأبته. وزَأرَ الأسدُ يزأَر ويزئر زئيراً، وَالِاسْم الزَّأْر. قَالَ الشَّاعِر:
(نُبِّئتُ أنّ أَبَا قابُوسَ أوْعَدَنِي ... وَلَا قرارَ على زَأْرٍ من الأسَدِ)
وَقَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: زَكَأتُ إِلَى فلَان، فِي معنى لجأتُ إِلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(وَكَيف أرهبُ أمرا أَو أُراعُ بِهِ ... وَقد زَكَأتُ إِلَى بِشر بن مروانِ)

(فَنِعْمَ مَزْكَأُ من ضَاقَتْ مذاهبُه ... ونِعْمَ من هُوَ فِي سر وإعلانِ)

(بَاب السِّين فِي الْهَمْز)
سَأبتُ الرجلَ أسأَبه سَأْباً وسَأدتُه سَأْداً، إِذا خنقته خَنِقاً. قَالَ أَبُو بكر: لم يجىء فِي الْكَلَام فَعَلَ فَعِلاً إِلَّا حرفان: خَنَقَ خَنِقاً وضَرَطَ ضَرِطاً. وَتقول الْعَرَب: سَئبتُ من الشَّرَاب أَسأب سَأَباً، إِذا شربت مِنْهُ، وَتقول للزِّقّ الْعَظِيم: السَّأْب، وَجمعه السُّؤوب، والمِسْأب أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا ذُقْتَ فاها قلتَ عِلْقٌ مدمَّسٌ ... أريدَ بِهِ قَيْلٌ فغُودرَ فِي سَأْبِ)
المدمَّس: المخبوء. وسَبَأتُ الخَمر أسبَؤها سَبأً، إِذا اشْتَرَيْتهَا. قَالَ الأخطل:

(2/1098)


(بَعَثْتُ إِلَى حانوتها فاستبأتُها ... بِغَيْر مِكاسٍ فِي السِّوام وَلَا غَصْبِ)
وَالْخمر سبيئة ومسبوءة، أَي مشتراة. قَالَ الشَّاعِر:
(وسبيئةٍ ممّا تعتِّق بابلٌ ... كَدمَِ الذبيحِ سلَبْتُها جِرْيالَها)
وسَبَأتُه بالنَّار أسبَؤه سَبْأً، إِذا أحرقته بهَا. وَقَالَ قوم: سَبَأتُه مائةَ سوطٍ، إِذا ضَربته. وَتقول: سَرَأَتِ الجرادةُ سَرْءاً، إِذا أَلْقَت بَيضها، وَالْبيض السَّرْء، ورزَّته رَزّاً كَذَلِك، والرَّزّ: أَن تُدخلِ ذَنَبَها فِي الأَرْض فتُلقي رَزَّها، وَهُوَ بَيضها. وَتقول: سَرَأتِ المرأةُ، إِذا كثر ولدُها، فَهِيَ تسرَأ سَرْءاً، وسَرُوَت، إِذا كَانَت سَرِيّة. وَتقول: سُؤتُ الرجلَ أسوءه، إِذا لاقيته بِمَا يكره، سُوءاً ومساءةً. وَتقول: سَلَأتُ السمنَ أسلَؤه سَلْأ، وَالِاسْم السِّلاء، مَمْدُود. قَالَ الشَّاعِر:)
(وَنحن منعناكم تميماً وأنتمُ ... سَوالىء إلاّ تُحْسِنوا السَّلْءَ تُضربوا)
وَقَالَ النَّمِر بن تَوْلَب:
(لَعَمْرُ أَبِيك مَا لحمي بُربِّ ... وَلَا لَبَني عليّ وَلَا سِلائي)
وسَلأتُه مائَة سَوط، وسَلَأته مائةَ دِرْهَم. وَتقول: سئمتُ الشيءَ أسأمه سآمةً وسَأْماً وسَأَماً، إِذا مللته. وَتقول: سأسأتُ بالحمار، إِذا قلت لَهُ: سَأْ سَأْ. وساءني الأمرُ يَسوءني مَساءةً. قَالَ الشَّاعِر:
(إِن لم يكن ساكَ فقد سَاءَنِي ... تَرْكُ أُبَيْنِيك إِلَى غير راعْ)
وسَأَوْتُ الثوبَ سَأْواً وسَأَيْتُه سَأْياً، إِذا مددته إِلَيْك فانشقّ، وتساءى القومُ الثوبَ، إِذا تمادُّوه بَينهم.
(بَاب الشين فِي الْهَمْز)
شَأَوْتُ القومَ شَأْواً، إِذا سبقتهم. وَجرى الفرسُ شَأْواً أَو شَأْوَين، أَي طَلَقاً أَو طَلَقين. وأخرجتُ من الْبِئْر شَأْواً أَو شَأْوَين، وَهُوَ ملْء الزَّبيل من التُّرَاب، والزَّبيل: المِشآة. قَالَ يُونُس: إِذا كَانَ من خُوص فَهُوَ مِشْآة، وَإِذا كَانَ من أَدَم فَهُوَ حَفْص. وشِئتُ ذَلِك الشيءَ أشاؤه، إِذا أردتَه.
وَتقول: شَئسَ مكانُنا يشأَس شَأَساً وَكَذَلِكَ شَئزَ شَأَزاً، إِذا غلُظ وخشُن. وشَطَأْتُ: مشيتُ على شاطىء النَّهر. وشَنِئتُ الرجلَ أشنَؤه شَنْأً وشَنَآناً وشُنوءاً ومَشْنَأةً، إِذا أبغضته. وَبِه سُمّي شَنوءة أَبُو هَذَا الحيّ من الأزد، وَهُوَ أَبُو كَعْب بن الْحَارِث بن كَعْب بن عبد الله. وَرجل مشنوء: مبغوض. وشاءني، مثل شاعني، إِذا شاقني. قَالَ الْحَارِث بن خَالِد:
(مرَّ الحُدوجُ وَمَا شَأَوْنَكَ نَقرةً ... وَلَقَد أراكَ تُشاءُ بالأظعانِ)
وَتقول: شَيّأ الله وجهَه، إِذا دعى عَلَيْهِ بالقبح والتغيير. وَرجل مشيَّأ: قَبِيح الخِلقة لَو رَأَيْته تَقول: شَيّأ الله وَجهه. قَالَ الراجز: إنّ بني فَزارةَ بن ذُبيانْ قد طَرَّقَتْ قَلوصُهم بإنسانْ مُشَيَّأٍ أَعْجِبْ بخَلْقِ الرَّحمنْ قَوْله: طرّقت، أَي عسر عَلَيْهَا خُرُوج وَلَدهَا، يَعْنِي أَنهم كَانُوا يأْتونَ الْإِبِل.

(2/1099)


وَيُقَال: شأشأتُ بالحمار، إِذا دَعوته فَقلت لَهُ: تُشُؤْ تُشُؤْ، وَيُقَال: تُشَأْ تُشَأْ. وَيُقَال: شَئفتُ لَهُ أشأَف شَأَفاً، إِذا)
أبغضته.
وَتقول: شَقَأَ نابُ الْبَعِير يشقَأ شَقْأً وشُقوءاً، إِذا طلع. قَالَ الراجز: الشّاقئُ النابِ الَّذِي لم يَعْصَلِ وَتقول: شَقَأتُ رأسَه بالمُشط شَقْأً، إِذا فرّقته. والمَشْقَأ: المَفْرِق، والمِشْقَأ: المُشط. قَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ المتحذلقون فِي شعر ذِي الإصبع:
(يَا عَمْرو إلاّ تَدَعْ شتمي ومَنْقَصتي ... أضربْك حَيْثُ تَقول الهامةُ آشْقوني)
وَهَذَا خطأ، وَإِنَّمَا الرِّوَايَة: حَيْثُ تَقول الهامة اسقوني، لِأَن الْعَطش فِي الهامة. واستأصل الله شَأْفَتَه، أَي أَصله.
(بَاب الصَّاد فِي الْهَمْز)
صَأى الفَرْخُ يَصئي صِئِيَّاً، إِذا صوّت. وصَيّأ الرجلُ رأسَه تصييئاً، إِذا ثوَّر وسخَه. والصّاءة: المَشِيمة. وصَئبَ الرجلُ من المَاء يصأَب صَأَباً، وصَئمَ مِنْهُ، وَهُوَ شربه من المَاء وَغَيره من الْأَشْرِبَة. وَتقول: صَبَأ نابُ الْبَعِير يصبَأ صُبوءاً، إِذا طلع، فَهُوَ صابىء كَمَا ترى، والناب حِينَئِذٍ صَبيء يَا هَذَا. قَالَ الشَّاعِر:
(كِنازٌ تُطاوي البِيد أَو حَدُّ نابها ... صَبيءٌ كخُرطوم الطَّليعة فاطرُ)
شبّه نابه أول مَا طلع بِرَأْس الشَّعيرة. وَتقول: قد صَدئ السيفُ يصدَأ صَدَأً، وَالِاسْم الصَّدَأ، وَأما الصُّدأة فِي الْخَيل فَلَا تقال إلاّ بِالْهَاءِ. وَتقول: صأصأتُ من الرجل صأصأةً، إِذا فَرِقْتَ مِنْهُ. وَتقول: صَئكَ الرجلُ يصأَك صَأَكاً، إِذا عرق فهاجت مِنْهُ رَائِحَة مُنْتِنَة، وَبَعض الْعَرَب يسميها الزَّهْمَقَة. وَتقول صَؤلَ البعيرُ يَصؤل صآلةً، إِذا خبط بيدَيْهِ وَرجلَيْهِ. فَأَما صال يصول فَهُوَ من الصِّيال، غير مَهْمُوز.
(بَاب الضَّاد فِي الْهَمْز)
ضَؤلَ الرجلُ ضآلةً، إِذا فال رأيهُ، أَي فسد وَضعف، وضَؤلَ ضآلةً وضُؤولة، إِذا صغر جِسْمه. وضَبَأتُ فِي الأَرْض أضبَأ ضَبْأً وضُبوءاً، إِذا اخبتأت فِيهَا أَو لَطئت بهَا. قَالَ الراجز يصف صائداً: وضابئٌ ذِمْرٌ لَهَا فِي المَرْصَدِ مُرَعْبَلُ الثَّوْب خَفِيُّ المَقْعَدِ وضُئد الرجل فَهُوَ مضؤود ضُؤاداً وضُؤودةً، والضُّؤاد: الزُّكام.
وضَنَأتِ الْمَرْأَة ضَنْأً وضُنُوءاً، إِذا كثر وَلَدهَا. والضَّنْء: الأَصْل والمعدِن، وَكَذَلِكَ الضَّنْء أَيْضا. والضِّنْء: النَّسل. قَالَ الشَّاعِر:
(أمحمّدٌ ولأَنتَ ضِنْءُ نجيبةٍ ... فِي قَومها والفحل فحلٌ مُعْرِقُ)
والضَّئضِىء: الأَصْل، فلَان من ضِئضىءِ صِدْقٍ وضؤضؤ صِدْقٍ. والضَّأْن: مَعْرُوف، ويُجمع ضِئيناً وضَئيناً.
(بَاب الطَّاء فِي الْهَمْز)
طَأطأتُ رَأْسِي طأطأةً وطِيطاءً.

(2/1100)


والطَّأْطاء من الأَرْض: المنهبَط الَّذِي يغيب مَا فِيهِ. قَالَ الشَّاعِر:
(مِنْهَا اثْنَتَانِ لِما الطَّأطاءُ يحجُبه ... والأُخْرَيان لِما يَبْدُو بِهِ القَبَلُ)
وطأطأتُ يَدي بعِنان الفَرَسْ: إِذا أرسلتها ليُحْضِر. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(كأنّي بفَتخْاء الجَناحين لِقْوَةٍ ... صَيُودٍ من العِقبان طأطأتُ شِملالي)
وطَسئتُ طَسَأً، إِذا اتّخمتَ عَن أكل الدسم. وطَفئتِ النارُ طُفوءاً، وأطفأتُها أَنا إطفاءً. وطَرَأتُ على الْقَوْم طُروءاً، إِذا أتيتَهم من غير أَن يعلمُوا بك.
(بَاب الظَّاء فِي الْهَمْز)
ظَمئتُ أظمَأ ظَمَأً، وَرُبمَا مدّوا فَقَالُوا: ظَماءً، إِذا عطشتَ. والظِّمء من أظماء الْإِبِل، وَهُوَ بَين الشّربتين. وظَمئتُ إِلَى لقائك، إِذا اشتقتَ إِلَيْهِ. وَتقول: ظاءرتُ مظاءرةً وظِئاراً، إِذا اتّخذت ظِئراً.
وظَأرتُ الناقةَ ظَأْراً، إِذا عطفتَها على ولد غَيرهَا، والظَّؤور مثلهَا، وَالْجمع الظُّؤار. وَهَذَا ظَأْم الرجل وظَأْبه، وَهُوَ سَلِفه. وظاءمني وظاءبني وَاحِد، إِذا تزوّجتَ امْرَأَة وتزوّج هُوَ أُخْتهَا.
والظَّأْب: صَوت التيس عِنْد النزو. قَالَ الشَّاعِر:
(يَصُوعُ عُنوقَها أَحْوَى زَنيمٌ ... لَهُ ظَأْبٌ كَمَا صَخِبَ الغَريمُ)

(بَاب الْعين فِي الْهَمْز)
عَبَأتُ الطِّيب أعبَؤه عَبْأً، إِذا صَنعته وخلطته. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا باكرتْ عَبْءَ الْبَعِير بكفِّها ... بَكَرْتِ على عَبْءِ المنيئة والنَّفْسِ)
وعَبَأتُ المَتاعَ عَبْأً، إِذا هيّأته، وعبّأته تعبئةً. وعبَّيتُ الخيلَ تعبيةً، غير مَهْمُوز. وَتقول: مَا عَبَأتُ بفلان عَبْأً، أَي مَا صنعت بِهِ شَيْئا. والعِبْء: وَاحِد الأعباء، وَهُوَ الثِّقْل. قَالَ الشَّاعِر:
(الْحَامِل العِبْءَ الثقيلَ عَن ال ... جاني بِغَيْر يدٍ وَلَا شُكْرِ)
والعَباءة: الكِساء، وَهُوَ العَباء أَيْضا. وَرجل عَباء، مثل العَبام سَوَاء، وَهُوَ العَيِيّ الثقيل.
(بَاب الْغَيْن فِي الْهَمْز)
أهملت.
(بَاب الْفَاء فِي الْهَمْز)
فَأوتُ رأسَ الرجل فَأْواً وفَأيتُه فَأْياً، إِذا فلقته بِالسَّيْفِ. والفَأْو: متّسع من الأَرْض بَين جبال أَو رمل. قَالَ الشَّاعِر: فأْوٌ من الأَرْض محفوفٌ بأعلامِ وكل مَا اتّسع فقد انفأى. قَالَ الشَّاعِر: حتَى انفأى الفَأْو عَن أعناقها سَحَرا وفَقَأتُ عينَه فَقْأً فَهِيَ مفقوءِة. والفَقْء: نَقر فِي حجر أَو غلظٍ يجْتَمع فِيهِ المَاء، وَالْجمع فُقْآن.
والفَقْء: مَوضِع أَيْضا. وفَثَأت القدِر أفثَؤها. فَثأً، إِذا كسرت غليانها بِالْمَاءِ الْبَارِد. قَالَ الشَّاعِر:

(2/1101)


تَدور علينا قِدْرُهم فنُديمهُا ونَفْثَؤها عنّا إِذا حَمْيُها غلا وفَثَأتُه عني، إِذا كففته عَنْك. وفَجَأتُه فَجْأً وفَجِئتُه فُجاءة، إِذا لَقيته وَهُوَ لَا يشْعر بك. وفَطَأتُ الرجلَ أفطَؤه فَطْأً، إِذا ضَربته بعصاً أَو ضربت برجلك ظَهره. وفَطَأتُ على الدابّة، إِذا حملت عَلَيْهِ حملا ثقيلاً حَتَّى تفزر ظهرَه. وفأفأ الرجلُ فأفأةً، إِذا ردّد كلامَه، وَالرجل فأفاء كَمَا ترى.
قَالَ الشَّاعِر:
(يَقُولُونَ فَأْفاءٌ فَلَا تَنْكِحِنّه ... ولستُ بفأفاءٍ وَلَا بجبانِ)
وفَسَأتُه بالعصا أفسَؤه فَسْأً، إِذا ضَربته بهَا. وفَسَأتُ الثوبَ أفسَؤه فَسْأً، إِذا مددته حَتَّى يتفزّر.
وَأخْبر الْأَصْمَعِي عَن يُونُس قَالَ: رَآنِي أَعْرَابِي مُحْتَبِيًا بطيلسان فَقَالَ: علامَ تَفْسَؤ ثوبَك وَذكر بعض أهل اللُّغَة أَنه سمع أَعْرَابِيًا يَقُول: تفسّأ أمرُ الْقَوْم، إِذا تشعّب. وَتقول: فِئتُ إِلَى كَذَا وَكَذَا فَيْئاً، أَي رجعت، وَفَاء الفَيءُ، إِذا رَجَعَ. قَالَ الشَّاعِر:
(تيمّمتِ العينَ الَّتِي جنبَ ضارجٍ ... يَفيء عَلَيْهَا الظِّلُّ عَرْمَضهُا طامِ)
وفَيء الْغَنِيمَة من هَذَا لِأَن الله جلّ ثَنَاؤُهُ أفاءه عَلَيْهِم وردّه. وَتقول: مَا فتأتُ أذكرهُ، وفَتِئت أذكرهُ، أَي مَا زلت أذكرهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(وَمَا فَتِئتْ خيلٌ تثوب وتدّعي ... ويَلْحَقُ مِنْهَا لاحقٌ وتَقطَّعُ)
)
وَفِي التَّنْزِيل: تَفْتَؤ تَذْكُرُ يوسُفَ. وفَأدتُ الصَّيد، إِذا أصبتَ فؤادَه.
وفَأدتُ الخُبزة، إِذا مَلَلْتَها. وفَأدتُ اللحمَ، إِذا دفنتَه فِي الْجَمْر، وَاللَّحم فئيد. والمِفْأد: حَدِيدَة يُشوى بهَا اللَّحْم. قَالَ الشَّاعِر:
(ويجيبه فِي الْأَمر كلُّ مقلَّصِ ... عاري الأشاجع لونُه كالِمْفأدِ)
والمفتأَد: الْموضع الَّذِي يُشتوى فِيهِ اللَّحْم.
وفَشَأ المرضُ فِي الْقَوْم فُشوءاً، مَهْمُوز، وتفشَّأ تفشُّؤاً، إِذا انْتَشَر فيهم. قَالَ الشَّاعِر:
(تفشّأ إخوانَ الثِّقاتِ فعمَّهم ... وأسكتُّ عنّي المُعْوِلاتِ البواكيا)

(بَاب الْقَاف فِي الْهَمْز)
تَقول: قَنَأتْ أطرافُ الْأَصَابِع بالحِنّاء قُنوءاً، إِذا احمرّت احمراراً شَدِيدا. قَالَ الشَّاعِر:
(يسْعَى بهَا ذُو تُومَتَيْن كأنّما ... قَنَأتْ أناملُه من الفِرصادِ)
وَكَذَلِكَ قَنَأَ الشَّعَرُ بالحِنّاء فَهُوَ قانئ كَمَا ترى. وَتقول: قَمَأتِ الإبلُ قُموءاً وقَمُؤت قَماءً، إِذا سمنت. وقَمَأتِ المرأةُ تقمَأ قَماءةً، إِذا صغر جسمُها. وقرأتُ القرآنَ والكتابَ قِرَاءَة. وقُفئت الأرضُ قَفْأً، إِذا مُطرت وفيهَا نبت فَحمل المطرُ على النبت الترابَ فَلَا تَأْكُله الْمَاشِيَة حَتَّى ينجليَ عَنهُ. وَتقول: قَضئت القِربةُ تقضَأ قَضَأً فَهِيَ قَضئة، مثل فَعِلَة، وَهِي الَّتِي قد عفِنت وتهافتت، وَالثَّوْب يقضَأ من طول الطيّ. وَقد قَضئت عينُ الرجل، إِذا احمرّت ودمعت. وَقد قَضئ حَسَبُ الرجل قَضَأً وقُضوءاً وقُضْأةً، وَذَلِكَ إِذا دخله عيب وَلم يكن صَحِيحا، وَإِن فِي حَسَبه لقُضْأةً، أَي عَيْبا، وَيَقُول الرجل: لَا أفعل ذَاك فإنّ فِيهِ قُضْأةً عليّ.

(2/1102)


وَتقول: قاء الرجلُ يَقيء قيئاً، إِذا قذف. وَتقول: قَئبتُ من الشَّرَاب أقأب قَأْباً، إِذا شربت مِنْهُ فَأَكْثَرت.
وَإِن فلَانا لَقَؤوب ومِقْأَب، إِذا كَانَ كثير الشّرْب.
(بَاب الْكَاف فِي الْهَمْز)
كلأّ القومُ سفينتَهم تكليئاً، إِذا حبسوها وقرّبوها إِلَى الأَرْض. وكلأّتُ فِي الطَّعَام، إِذا أسلفت فِيهِ.
وَمَا أَعطيتَ من الدارهم نَسِيئَة فَهِيَ الكُلْأة. وَتقول: كافأتُ الرجل مُكَافَأَة، إِذا صنعت بِهِ مثل مَا صنع بك. وَلَا كِفاءَ لهَذَا الْأَمر عِنْدِي، أَي لَا أقدر على مكافأته. وَتقول: كَدَأ النبتُ يكدَأ كُدوءاً وَقَالُوا: كَدِئ أَيْضا، إِذا أَصَابَهُ البَرْد فلبّده أَو عطشَ فَأَبْطَأَ فِي النَّبَات. وَتقول: كَثَأتْ أوبار الْإِبِل فَهِيَ تكثَأ كَثْأً، إِذا نَبتَت. وكَثَأتِ القِدْرُ، إِذا غلت. وخذوا كُثْأة قِدركم، أَي طُفاحتها الَّتِي تغلي.
وكَثَأ اللَّبن كَثْأً، إِذا ارْتَفع فَوق المَاء وَصفا الماءُ من تَحْتَهُ. وَتقول: كَشَأتُ الطعامَ أكشَؤه كَشْأً، إِذا أَكلته كَمَا تَأْكُل القِثّاء وَنَحْوه. وَتقول: كَشَأتُ وَسَطَه بِالسَّيْفِ كَشْأً، إِذا ضَربته فقطعته.
وَتقول: كَأَصْنا عِنْد فلَان مَا شِئْنَا، وَتَقْدِيره كَعَصْنا، أَي أكلنَا. وَفُلَان كُؤْصَة وكُؤَصَة، أَي صبور على الشَّرَاب وعَلى غَيره، وَالْفَتْح أَكثر. وَرجل كَوَأْلَل، وَهُوَ الْقصير، وَقد اكْوَألّ فَهُوَ مكوئلّ. وَتقول: كِئتُ عَن الرجل أكيء كَيْئاً، إِذا هِبته، وَرُبمَا قَالُوا: كِئتُ كَيْأةً. وَتقول: كَئب الرجلُ يَكْأب كَآبةً، إِذا حزن. وَتقول: كَفَأتُ الإناءَ، إِذا كببته. وَتقول: كَلَأتُ القومَ، إِذا حفظتهم.
وَتقول: كَفَأتُ القومَ، إِذا أَرَادوا وَجها فصرفتهم عَنهُ. وأعطيتُ فلَانا كَفْأةَ إبلي وكُفْأةَ إبلي، وَهُوَ نتاج عامها. قَالَ الشَّاعِر:
(ترى كُفْأتَيها تُنْفِضان وَلم يَجِدْ ... لَهَا ثِيلَ سَقبٍ فِي النِّتاجَين لامسُ)

(بَاب اللَّام فِي الْهَمْز)
لَكَأتُ الرجلَ لَكْأً، إِذا ضَربته بالسَّوط.
ولَبَأتُ اللِّبَأَ، مَقْصُور، ألبَؤه لَبْأً، ولَبَأتُ القومَ ألبَؤهم لَبْأً، إِذا صنعت لَهُم لِبَأً. ولَفَأتُ اللحمَ عَن الْعظم، إِذا قشرته عَنهُ. واللَّفية: البَضْعَة من اللَّحْم الَّتِي لَا عظمَ فِيهَا. وَتقول: لَا افْعَل ذَلِك مَا لألأتِ العُفْرُ، أَي مَا حرّكت أذنابها، وَكَذَلِكَ: مَا لألأَ الفُورُ، وَهِي الظِّباء، لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا. وَتقول: رأيتُ لألاءَ الصُّبْح ولألاءَ السِّلَاح، وَهُوَ تلألؤه. واللَّأى مثل اللَّعَى، وَالْأُنْثَى لآة مثل لَعاة، وَهُوَ الثور الوحشي. واللؤلؤ: مَعْرُوف، وبَيِّعُه اللأآل، مثل اللَّعّال، ولُؤلُؤة ولآلئ.
وَرِيش لؤام، وَهِي القُذَذ الملتئمة. واللَّأمة: السِّلَاح.
واستلأم الرجلُ، إِذا لبس لأْمَتَه. ولؤمَ الرجلُ يلؤم لؤماً ومَلْأمةً فَهُوَ لئيم.
(بَاب الْمِيم فِي الْهَمْز)
قد مَسَأ الرجلُ مَسْأً، إِذا مَرَن على الشَّيْء، والماسئ: المارن. وَقَالَ أَبُو بكر: قَالَ الْأَصْمَعِي: مَسَأتَ بعدِي، أَي تنحّيت، وَقَالَ: بل مَسَأتَ: أَبْطَأت. ومَأستُ بَين الْقَوْم أمأَس مَأْساً، إِذا أفسدت بَينهم، وَالْفَاعِل

(2/1103)


مائس وَالْمَفْعُول ممؤوس. ومَنَأتُ المنيئةَ مَنْأً فَأَنا أمنؤها، إِذا جعلت الْجلد فِي الدِّباغ، فَإِذا أُخرجت فَهِيَ الأفيق والأديم. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا باكرتْ عَبْءَ العبير بكفِّها ... بَكَرْتِ على عَبْءِ المَنيئة والنَّفْسِ)
والمَأْنَة، وَالْجمع مُؤون، وَهِي حوايا الْبَطن الَّتِي عَلَيْهَا الشَّحْم. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا استُهديتِ من لحم فأهدي ... من المَأْنات أَو طَرَف السَّنامِ)

(وَلَا تُهدي الأمَرَّ وَمَا يَلِيهِ ... وَلَا تُهْدِنَّ معروقَ العظامِ)
والمَأْنَة أَيْضا: مَا بَين السُّرَّة والشُّرْسُوف، ومَأَنتُ الرجلَ أمأَنه مَأْناً، إِذا أصبتَ مَأْنته. وَتقول: مأرتُ بَينهم وماءرتُ بَينهم مماءرةً ومِئاراً، إِذا عاديتَ بَينهم، وَالِاسْم المِئْرَة. وَوَقع القومُ فِي أَمر مَئير، أَي شَدِيد. وَطَعَام مريء. وَلَقَد مَرُؤ الطَّعَام مراءةً. ومَأَوْتُ السِّقاء مَأْواً ومأيته مَأْياً، إِذا وسَّعته. وَقد تماءى يتماءى تمائياً، إِذا مددته فاتّسع، وتمأّى يتمأّى تمئّياً. ومَرُؤ الرجلُ مُرُوءَة. وَقد مَلُؤ الرجلُ ملاءةً، إِذا صَار مليئاً. وملأت الحُبَّ والإناء أملَؤه مَلْأ فَهُوَ ملآن، وجَرَّة مَلأْى مثل فَعْلَى. ومالأت الرجلَ على الْأَمر ممالأةً، إِذا ساعدته عَلَيْهِ. وَقَالَ عليّ رَضِي اللهّ عَنهُ: مَا قتلتُ عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَلَا مالأتُ عَلَيْهِ. وَيُقَال: مَرْء ومَرْأة وامرُؤ وَامْرَأَة.)
(بَاب النُّون فِي الْهَمْز)
نُؤتُ بالحِمل أنوء بِهِ نَوْءاً، إِذا نهضت بِهِ، وناء بالحِمل، إِذا نَهَضَ بِهِ. وناء النجمُ ينوء نَوْءاً، إِذا سقط فِي الْمغرب ونهض رقيبُه من الْمشرق. وَجمع النَّوء نُوآن. قَالَ الشَّاعِر:
(ويثربُ تعلم أنّا بهَا ... إِذا أقحطَ القطرُ نُوآنُها)
والنُّؤْي: الحاجز حول الْبَيْت لئلاّ يدْخلهُ ماءُ الْمَطَر، وَالْجمع أناء.
ونأَيْتُ أنْأَى نَأْياً، إِذا بَعدت فَأَنت ناءٍ يَا هَذَا. وناوأتُ الرجلَ مناوأةً ونِواءً، إِذا فعلتَ كَمَا يفعل، وَهِي المناوأة يَا هَذَا. وَتقول: نَأَتَ الرجلُ ينئِت وينأَت نَأْتاً، وَالِاسْم النَّئيت. وَقَالُوا أَيْضا: نَئتَ ينئت، فَهُوَ نائت ونَؤوت، وَهُوَ صَوت شَبيه بالزئير أَو الزِفير. قَالَ الراجز: لَهُم نَئيتٌ خَلْفَنا وهمهمهْ لم تَنطِقي باللَّوم أدنى كَلِمَهْ ونأم الرجلُ يَنئم نَئيماً، وَهُوَ مثل الأنين، وَكَذَلِكَ نأم الأسدُ يَنئم نَئيماً، إِذا زأر. قَالَ أَبُو زيد: النئيم أَهْون من الزئير. والنَّأآم مثل النَّعّام: الفَعّال من النئيم. وأسكتَ الله نَأْمَتَه، أَي حركته.
وَهَذَا لحم نِيء، وَقد قَالُوا: ناء اللحمُ يَنيء نَيْئاً. ونسأتُ اللَّبن أنسَؤه نَسْأً، إِذا صببت على الحليب مَاء، وَاسم ذَلِك اللَّبن: النَّسيء يَا هَذَا، على مِثَال فعيل، وَهُوَ النَّسء يَا هَذَا. قَالَ الشَّاعِر:
(سَقَوْني النَّسْءَ ثمَّ تكنَّفوني ... عُداةَ الله من كَذِبٍ وزُورِ)
ونسأتُ الْإِبِل فِي ظِمئها فَأَنا أنسَوءها نَسْأً إِذا زدتها فِي ظِمئها يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ. ونَسَأتُ الإبلَ عَن الْحَوْض أنسَؤها نَسْأً، إِذا أخّرتها عَنْهَا. ونَسَأتِ الإبلُ تنسَأ نَسْأً، إِذا سمنت، وكل سمينِ ناسئ. ونُسئت المرأةُ تُنسأ نَسْأً فِي أول حملهَا فَهِيَ نَسْء كَمَا

(2/1104)


ترى، يَعْنِي أول مَا تحمل، ونَسَأَتْ تنسَأ أَيْضا. والنَّسيئة: البيع بِتَأْخِير، وكل متأخّر فَهُوَ نَسيء يَا هَذَا. والنَّسيء والنَّسِيّ فِي التَّنْزِيل: شَيْء كَانَ يُفعل فِي الْجَاهِلِيَّة، يقدَّم المحرَّم سنة ويُنسأ سنة، أَي يؤخَّر. قَالَ ابْن دُرَيْد: لم يكن المحرَّم مَعْرُوفا فِي الْجَاهِلِيَّة، وَإِنَّمَا كَانَ يُقَال لَهُ وللصفر، الصَّفَران. وَكَانَ أول الصَّفَرين من الْأَشْهر الحُرم يحرَّم الْقِتَال فِيهِ، وَإِذا احْتَاجَت الْعَرَب إِلَى الْقِتَال أنسأته فحاربت فِيهِ فحرّمت الثَّانِي مَكَانَهُ. وَتقول: نَدَأتُ اللحمَ أندَؤه نَدْءاً، إِذا مَلَلْتَه بالجمر، وَهُوَ النَّدي، مثل الطبيخ. وَتقول للحُمرة الَّتِي تكون فِي الْغَيْم نَحْو الشَّفَق: النُّدْأة، وَكَذَلِكَ يُقَال لحُمرة قوسِ قُزَحَ.)
وَتقول: نَبَأتُ على الْقَوْم أنبَأ نَبْأً ونُبوءاً، إِذا طلعت عَلَيْهِم. ونبأتُ من أَرض إِلَى أُخرى فَأَنا أنبَأ نَبْأً ونُبوءاً، إِذا خرجت مِنْهَا إِلَى غَيرهَا، وَبِه سُمّي الرجل نابئاً. ونبّأتُ فلَانا بِكَذَا وَكَذَا، إِذا أخْبرته بِهِ. ونَتَأتُ فَأَنا أنتَأ نَتْأً ونُتوءاً، إِذا ارْتَفَعت، وكل مرتفعٍ ناتئٌ. وَتقول: نكأتُ القَرح فَأَنا أنكَؤه نَكْأً، إِذا قشرته. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلم تُنْسِني أوْفَى المُصيبات بعده ... ولكنّ نَكْءَ القَرْح بالقَرْح أوجَعُ)
والنُّكْأة: لُغَة فِي النُّكْعَة، وَهُوَ ضرب من النبت نَحْو الطُّرثوث.
وَتقول: نَزَأتُ بَينهم أنزَأ نَزْأً، إِذا حرّشت بَينهم. وَتقول: نَصَأتُ النَّاقة أنصَؤها نَصْأً، إِذا زجرتها. ونَشَأَتُ أنشَأ نَشْأً، إِذا شَبَبْتَ.
ونَشَأتِ السحابة تنشَأ، وَهَذَا نَشْء حسن، يَعْنِي السَّحَاب. والنَّشْء من النَّاس: الأيفاع وَمَا فَوْقهم.
وَتقول: نئفتُ من الطَّعَام أنأف نَأَفاً، إِذا أكلت مِنْهُ. وَتقول: نأنأت رَأْيِي نأنأةً، إِذا ضعّفته، وَرجل نَأنَأ: ضَعِيف. وَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ: لَيْتَني متُّ فِي النَّأنأة الأولى، أَي فِي أول الْإِسْلَام قبل أَن يقوى. وَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ لِسُلَيْمَان بن صُرَد: تنأنأتَ وتربّصتَ فَكيف رأيتَ اللهّ صنع.
(بَاب الْوَاو فِي الْهَمْز)
وَأَيْتُ وَأْياً، إِذا وعدت موعداً، وَهُوَ الوَأْيُ يَا هَذَا. وحافر وَأْبٌ، إِذا كَانَ حسن القَدْر. ووَزَأتُ الرجلَ، إِذا دَفعته. ووَزَأتُ من الطَّعَام، أَي امْتَلَأت مِنْهُ. وَفرس وَأىً: شَدِيد صلب، وَالْأُنْثَى وَآة. قَالَ الأسعر:
(راحوا بصائرُهم على أكتافهم ... وبصيرتي يَعدو بهَا عَتَدٌ وَأَى)
ووُبِئت الأرضُ فَهِيَ موبوءة، وَالِاسْم الوَباء يَا هَذَا. ووَأرتُ الرجلَ أئِره وَأْراً، إِذا أفزعته. قَالَ الشَّاعِر:
(تَسْلُبُ الكانسَ لم يُوأَرْ بهَا ... شُعْبَةَ الساقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ)
والوُؤْرَة، مثل الوُعْرَة: حُفْرَة غامضة شَبيهَة بالإرَة، وَالْجمع وُأَر ووِئار. ووَضُؤ الرجلُ فَهُوَ وَضيء. ووَطُؤ الدابةُ فَهُوَ وَطيء.
ووألَ الرجلُ يئل وَأْلاً، إِذا نجا. والوَأْلَة: الدِّمنة من الأَرْض، يُقَال: لَا تنزل بِتِلْكَ الوَأْلَة.
وواءلتُ الرجلَ مواءلةً ووِئالاً، إِذا حاذرته، وَيُقَال: إِذا بادرته إِلَى لَجَأ، وَهُوَ أَعلَى الْجَبَل، وَهِي المواءلة. والوَأْل: الْموضع المنيع من الْجَبَل، مِنْهُ اشتُقّ مَوْأَلَة، وَهُوَ اسْم.
والوائل: النَّاجِي، وَبِه سُمّي الرجل وائلاً.

(2/1105)


(بَاب الْهَاء فِي الْهَمْز)
هَنَأتُ البعيرَ أهنَؤه هَنْأً، إِذا طليتَه بالهِناء، وَهُوَ القَطِران. فَأَما الهُناءة فَمَا يبْقى من القَطِران، وَبِه سُمّي هُناءة أَبُو بطن من الْعَرَب. وهَنَأني الطَّعَام يَهْنِئني ويَهْنَؤني، وَكَذَلِكَ هَنَأتُ البعيرَ أهنَؤه هُنوءاً، وهَنُؤ هَذَا الطعامُ هناءةً. وهَنَأتُ الرجل، إِذا أَعْطيته. قَالَ الشَّاعِر:
(هنأناهمُ حَتَّى أعَان عليهمُ ... سواقي السِّماك ذِي السِّلاح السواجمُ)
وهَرَأني القُرُّ يهرَؤني هَرْءاً وهراءةً، إِذا اشتدّ عَلَيْك. فَأَما أهرأتُ اللحمَ فبالألف، إِذا أنضجته.
وَفِي خبر عنترة: فهبَّت نافحةٌ، يَعْنِي ريحًا بَارِدَة، فهَرَأت الشيخَ، أَي قتلته، وطيّىء ادّعت قَتله وَزَعَمت أَن الْأسد الرَّهيص قَتله، وَهُوَ أحد المعمَّرين وَفد إِلَى النَّبِي صلّى اللهّ عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَلم يُسلم. وَتقول: هِئتُ لِلْأَمْرِ أَهيء لَهُ هَيئةً، وتهيّأتُ لَهُ تهيُّؤاً. وهدئ الرجلُ يهدأ فَهُوَ أهدأ يَا هَذَا، إِذا كَانَ أَجْنَأَ. قَالَ الراجز: أَهْدَأُ يمشي مِشيةَ الظَّليمِ وهَدَأ الرَّجُلُ هدوءاً، إِذا سكن. وأتيتُك بَعْدَمَا هَدَأت العينُ وهَدَأت الرِّجْلُ، وَبعد هَدْأة من اللَّيْل.
وَتقول: هَرَأ الرجلُ فِي مَنْطِقه يهرَأ هَرْءاً، وَالِاسْم الهُراء يَا هَذَا. قَالَ الشَّاعِر:
(لَهَا بَشَرٌ مثلُ الْحَرِير ومَنْطِقٌ ... رخيمُ الْحَوَاشِي لَا هُراءٌ وَلَا نَزْرُ)
وَتقول: هُؤت بِالرجلِ أَهُوء بِهِ خيرا، إِذا زننته بِهِ. وَتقول: إِنَّه لذُو هَوْءٍ، إِذا كَانَ ذَا رَأْي. قَالَ الراجز: لَا عاجزَ الهَوْءِ وَلَا جَعْدَ القَدَمْ يَقُول: لَيْسَ بكزّ. وَفُلَان يَهُوء بِنَفسِهِ إِلَى الْمَعَالِي، إِذا كَانَ يسمو إِلَيْهَا، والهَوْء: الهِمّة. وَتقول: هَذَأتُ اللَّحْم بالسكّين هَذْءاً، إِذا قطعته. وَتقول: هَنئتِ الماشيةُ تهنَأ هَنْأً، إِذا أَصَابَت حظاً من البَقْل من غير أَن تشبع مِنْهُ. وهَذَأتُ العدوَّ هَذءاً، إِذا أَبَرْتَهم. وهَذَأتُه بلساني، إِذا أسمعته مَا يكره.
تمّ هَذَا النَّوْع من الْهَمْز
(بَاب اللفيف فِي الْهَمْز)
تَقول: وزّأت الإناءَ توزيئاً، إِذا ملأته. وَتقول: أسبأتُ لأمر الله إسباءً، إِذا أخْبَتَ لَهُ قلبُك.
(وَمِمَّا جَاءَ من الْمَقْصُور المهموز)
الرَّشأ: الظبي. قَالَ الشَّاعِر: جَارِيَة كالرَّشَأ الأكحلِ والفَرَأ: ولد الْحمار الوحشي. قَالَ الشَّاعِر: فصرتُ كأنّني فَرَأٌ مُتارُ أَرَادَ مُتْأراً فخفّف الْهَمْز. والحَفَأ: البَرْديّ. قَالَ الشَّاعِر:
(كالأيم ذِي الطُّرَّة أَو ناشىء ال ... بَرْديّ تَحت الحَفَأ المُغْيِلِ)
والكَلأ: كَلَأ الأَرْض من النبت. والمَلَأ من الْقَوْم: معظمهم. والصَّدَأ: صَدَأ الْحَدِيد. والظَّمأ: الْعَطش.

(2/1106)


والهَدَأ: اطمئنان فِي الْعُنُق، رجل أهدأُ وَامْرَأَة هَدْاءُ. قَالَ الراجز: جَوَّزَها من بُرَقِ الغميمِ أهدأُ يمشي مِشيةَ الظَّليمِ وسَبَأ: اسْم رجل. وَقد جَاءَ فِي التَّنْزِيل، قَالَ تَعَالَى: لقد كَانَ لِسَبَأٍ فِي مسكنهم. وَذكروا عَن يُونُس أَن رجلا سَأَلَهُ عَن سَبَأ فأنشده:
(من سَبَأِ الْحَاضِرين مَأْرِبَ إِذْ ... يَبنون من دون سَيلها العَرِما)
وَقد صُرف فِي الْقُرْآن وَلم يُصرف، فَمن صرفه جعله اسْم الرجل، وَمن لم يصرفهُ جعله اسْم الْقَبِيلَة. والحَدَأ: جمع الحَدَأة، وَهِي الفأس. قَالَ الشَّاعِر: نواجذُهنّ كالحَدَأ الوقيعِ والحِدَأة جمعهَا حِدَأ، وَهُوَ هَذَا الطَّائِر الْمَعْرُوف. قَالَ الراجز: فخفَّ والجنادلُ الثُّوِيُّ كَمَا تَدانَى الحِدَأُ الأُوِيُّ والنَّبَأ من الأنباء. والنَّبَأ: العلوّ والارتفاع.
(وَمن غير هَذَا الْوَزْن)
الفئة: الْجَمَاعَة من النَّاس. وسِئة الْقوس، مَهْمُوزَة عِنْد رؤبة، وَسَائِر النَّاس لَا يهمزون. ورئة)
الْإِنْسَان والدابّة. وَالْمِائَة من الْعدَد خُفِّف فِيهَا الْهَمْز لكثرتها على ألسنتهم. والصِّيئة: الْوَسخ، صَيّأَ الرجلُ رأسَه، إِذا غسله فَلم يُنْقِه وَتَركه لَزِجاً.
(وَمن غير هَذَا الْوَزْن)
الجؤجؤ: جؤجؤ الطَّائِر، وَهُوَ الصَّدْر. والبؤبؤ: الأَصْل، فلَان من بؤبؤ صدق، أَي أصل كريم.
والضّؤضؤ: طَائِر يُقَال هُوَ الأَخْيَل.
واليؤيؤ: عَرَبِيّ مَعْرُوف.
(وَمن غير هَذَا الْوَزْن)
الضِّئضىء: الأَصْل. والزِّئزِىء: نبت، زَعَمُوا.
(وَمن غير هَذَا الْوَزْن)
السَّأْو: الهِمَّة. قَالَ الشَّاعِر: بعيدُ السَّأوِ مهيومُ والفَأْو: الأَرْض الفضاء المنجاب بَين غِلَظ وجبال. والمَأْو: جمع مَأْوة، وَهِي أَرض منخفضة ليّنة، ذكرهَا أَبُو مَالك وَأَبُو عُبيدة. والجَأْو فِي بعض اللُّغَات مثل الجِواء سَوَاء، وَهِي أَرض غَلِيظَة.
(وَتقول فِي غير هَذَا)
بأبأتُ الرجلَ، إِذا قلت لَهُ: بِأبي. قَالَ الراجز: وَأَن يُبأبأن وَأَن يفدَّيْنْ وزأزأتِ المرأةُ، إِذا حرَّكت مَنْكِبيها فِي مِشيتها، وَهُوَ من مشي الْقصار. وصأصأ الجِرْوُ، إِذا فتح عَيْنَيْهِ. وسأسأتُ بالحمار، إِذا دَعوته ليشْرب فَقلت لَهُ: سَأْ سَأْ. وَمن أمثالهم: قِف الحمارَ على الرَّدْهدة وَلَا تَقُلْ لَهُ سَأْ. وكأكأتُ بِالْإِبِلِ، إِذا رددتَها عَن وجهتها.

(2/1107)


(وَمن غير هَذَا)
الدأدأة: السَّير التَّعِب، نَحْو الْحَقْحَقَةُ. قَالَ الشَّاعِر: دأدأةٌ صمعاءُ وافْتُلاها والدأداءة: آخر لَيْلَة من الشَّهْر. والدِّيداء: السّير الشَّديد. والدِّيداء: الفضاء من الأَرْض وَكَذَلِكَ الدأداء. والوأوأة: اخْتِلَاط الْأَصْوَات.)
(وَمن غير هَذَا)
الشَّنْء: البغض، وَهُوَ الشَّنَآن والشَّنْآن أَيْضا، لُغَتَانِ فصيحتان. والدَّأْم: كلّ مَا غطاك، من قَوْلهم: تدأّمتُ الدابّةَ، إِذا علوتها. وَمِنْه دأماء اليربوع. وَبَنُو تَمِيم يهمزون أحرفاً مِمَّا كَانَ على وزن فَعْل فِي مَوضِع الْعين من الْفِعْل ألف سَاكِنة نَحْو الفأس والكأس وَالرَّأْس والبأس والرأل.
(وَمن غير هَذَا النَّوْع)
النَّؤور، وَهُوَ مَا قُرِّحت بِهِ العُمور من إثمد أَو غَيره. قَالَ الشَّاعِر:
(وسوَّد ماءُ المَرْد فاها فلونُه ... كلون النَّؤور فَهِيَ أدماءُ سارُها)
ونَأرت نائرةٌ فِي النَّاس، أَي هَاجَتْ هائجة.
(وَمن غير هَذَا)
الفِئرة: حُلبة وتمر يُطبخ وتُسقاه النُّفَساءُ، وَهِي الفُؤارة أَيْضا.
والذَّأْف: الإجهاز على الجريح. والذِّئفان يُهمز وَلَا يهمز، وَهُوَ السمّ. والفَيئة من قَوْلهم: جئْتُك بعد فَيئة، أَي بعد حِين. والفَيئة من قَوْلهم: فَاء فَيئة حَسَنَة. والباءة بالمدّ: النِّكاح، مَعْرُوف، وَهُوَ الَّذِي تسمّيه العامّة الباه. قَالَ أَبُو حَاتِم: أَصله بَاء يبوء بِيئةً، إِذا رَجَعَ إِلَى أَهله. ودابة وأىً، وَالْأُنْثَى وَآة، إِذا كَانَ صلباً شَدِيدا. وَالرَّاء: ضرب من النبت، الْوَاحِدَة راءة. وَيَقُولُونَ: سَماء الْبَيْت وسَماءة الْبَيْت وسَماوة الْبَيْت، كل ذَلِك يُرِيدُونَ بِهِ السّقف. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا كوكبُ الخَرْقاء لَاحَ بسُحْرَةٍ ... سُهيلٌ أذاعت غزلَها فِي القرائبِ)

(وَقَالَت سَماءُ الْبَيْت فَوْقك مُنْهَجٌ ... وَلما تُيَسِّرْ أحْبُلاً للرَّكائبِ)

(وَمن غير هَذَا)
سمعتُ نبأةَ الشَّيْء، إِذا أحسست بِهِ. وَجَاء فلَان وَمَا مأنتُ مَأْنَه وَلَا شأنتُ شَأْنَه. والشّأن من الشؤون من قَوْله تَعَالَى: كلَّ يومٍ هُوَ فِي شَأن والشّأن من شؤون الْجَبَل مَهْمُوز، وَهِي خطوط تخَالف لَونه.
والقَأْن: ضرب من الشّجر، يُهمز وَلَا يُهمز. والضِّئبِل: اسْم من أَسمَاء الداهية، مَهْمُوز، مثل الضِّعْبِل. والمِيضأة: إِنَاء يُتوضّأ فِيهِ، مَهْمُوز. والتَّأْلَب: ضرب من الشّجر، مَهْمُوز. والسَّأْسَم: ضرب من الشّجر، مَهْمُوز. والثَّأْد: النَّدَى، مَهْمُوز، وثئدتِ الأرضُ، إِذا نَدِيَت. والثَّأْط: الحَمأة الرقيقة. والوَأْد من قَوْلهم: وَأدتُ المولودَ وَأْداً. والآء، فِي وزن العاع: ضرب من النبت،)
مَهْمُوز مَمْدُود.

(2/1108)


والألاء: ضرب من الشّجر مَهْمُوز، الْوَاحِدَة ألاءة. قَالَ الشَّاعِر:
(فخرّ على الألاءة لم يوسَّدْ ... كأنّ جبينَه سيفٌ صقيلُ)
والألاء: شجر زَعَمُوا أَن الجنّ تستظلّ تَحْتَهُ وَلَا يسْقط ورقه صيفاً وَلَا شتاءً. والمأوى: حَيْثُ تأوي إِلَيْهِ. ويَمؤود: مَوضِع، مَهْمُوز.
وَرجل يَأفوف: ضَعِيف أَحمَق. والنّأموس يُهمز وَلَا يُهمز، وَهِي قُترة الصَّائِد. فَأَما الناؤوس فَإِن كَانَ عَرَبيا فَهُوَ فاعول من نَاس ينوس غير مَهْمُوز، أَو يكون من نوّس فِي الْمَكَان تنويساً، إِذا أَقَامَ بِهِ، وَلَا يَخْلُو أَن يكون من أَحدهمَا إِن كَانَ عَرَبيا.
(وَمن بَاب آخر)
اليَأس، زَعَمُوا: السِّلّ. قَالَ الشَّاعِر:
(بيَ اليأسُ أَو داءُ الهُيام أصابني ... فإيّاكِ عنّي لَا يَمَسُّكِ دائيا)
والأَوْس: العطيّة، أُسْتُ الرجلَ أؤوسه أَوْساً، إِذا أَعْطيته. والأَوْس: الذِّئْب أَيْضا. والمستَآس: المستعطَى المستعاض. وَأنْشد: وَكَانَ الإلهُ هُوَ المستَآسا هَذَا آخر الْهَمْز وَللَّه الْحَمد قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن رَحمَه الله: قد مَضَت جملَة من جُمْهُور الْهَمْز الْمُتَّصِل بِأَبْوَاب الثلاثي وَهَذِه أَبْوَاب الرباعي السَّالِم من حُرُوف اللين تتصل بِهِ إِن شَاءَ الله

(2/1109)