جمهرة اللغة (بَاب مَا يُستعار فيُتكلّم بِهِ فِي غير
مَوْضِعه)
يَقُولُونَ للرجل إِذا عابوه: أَتَانَا فلَان حافياً متشقِّق الأظلاف.
قَالَ الشَّاعِر:
(سأمنعها أَو سَوف أجعَل أمرَها ... إِلَى مَلِكٍ أظلافه لم تَشَقَّقِ)
وَتقول الْعَرَب: جَاءَ ناشراً أُذنيه، إِذا جَاءَ متهدِّداً وجأء
لابساً أُذنيه، إِذا جَاءَ طامعاً.
وَتقول الْعَرَب: إِنَّه لغليظ المشافر، وغليظ الجَحافل وَإِنَّمَا
الجحافل لذوات الْحَافِر، والمشافر لذوات الخُفّ. قَالَ الحطيئة:
(سَقَوْا جارَكَ العَيْمانَ لما تركتَه ... وقَلَّصَ عَن بَرْد
الشَّرَاب مَشافِرُهْ)
وَقَالَ الفرزدق:
(فَلَو كنتَ ضَبِّيّاً عرفتَ قَرَابَتي ... ولكنَّ زَنْجيّاً عظيمَ
المَشافِرِ)
وَيُقَال للرجل: إِنَّه لَعَرِيض البِطان، وَلَيْسَ لَهُ بِطان،
وَإِنَّمَا يُرَاد بِهِ عَرْض الوَسَط.
وَيُقَال: حُرِّك خِشاشُه فَغَضب، وَإِنَّمَا يحرَّك خِشاش الْبَعِير،
فَأَرَادَ أَنه حُرِّك وَلَا خِشاشَ هُنَاكَ.
وَيُقَال: أَتَانَا فلانٌ فَأَقَامَ بأرضنا فغَرَزَ ذَنَبَه فَمَا
يَبْرَح، وَلَا ذَنَبَ لَهُ وَإِنَّمَا يَغْرِز أذنابَه الجرادُ.
وَيُقَال: لَوَى فلانٌ عنّا عِذارَيه، وَلَيْسَ عَلَيْهِ عِذاران،
إِنما أَرَادَ: لَوَى وجهَه.
وَيَقُولُونَ: وَالله لَو جاريتَني لجئتَ مُضْطَرب العِنان،
وَيَقُولُونَ: مسترخيَ العِنان، أَي مبلِّداً.
وَيُقَال: أَتَى فلانٌ فلَانا فَمَا زَالَ يَفْتِل فِي ذِرْوته وغاربه
حَتَّى صرفه، وَلَيْسَ هُنَاكَ ذِرْوة وَلَا غارب، وَإِنَّمَا هُوَ
خَتْلُه إِيَّاه. قَالَ الراجز: يصف إبِلا: تَسمعُ للْمَاء كصوت
المِسْحَلِ بَين وَرِيديها وَبَين الجَحْفَلِ المِسْحل: الْحمار الوحشي
الَّذِي يَسْحَل نُهاقَه كَأَنَّهُ يحسِّنه، نجْعَل لِلْإِبِلِ جحافل،
وَإِنَّمَا الجحانل لذوات الْحَافِر. وَقَالَ الآخر: والحَشْوُ من
حَفّانها كالحَنْظَل فَجعل صغَار الْإِبِل حَفّاناً، وَإِنَّمَا
الحَفّان صغَار النعام. وَقَالَ الآخر:)
(3/1312)
(لَهَا حَجَلٌ قد قرَّعَتْ عَن رؤوسه ...
لَهَا فَوْقه ممّا تَحَلَّبَ واشلُ)
يَعْنِي الْإِبِل، وَجعل أَوْلَادهَا حَجَلاً، وَإِنَّمَا الحَجَل إناث
القَبْج. وَقَالَ الآخر:
(لَهَا حَجَلٌ قُرْعُ الرؤوس تحلّبتْ ... على هامِه بالسَّحْف حَتَّى
تموَّرا)
السَّحْف: الحَلْق، وَهُوَ هَاهُنَا المَسْح بالأظلاف، يَعْنِي أَن
أَوْلَاد الْإِبِل تَجِيء لتُرضعها الْأُمَّهَات فتنهرها برؤوسها فيسيل
اللَّبن من الأخلاف على رؤوسها فَكَأَنَّهَا قُرْع. وَقَالَ الآخر:
(فَمَا رَقَدَ الوِلدانُ حَتَّى رأيتُه ... على البَكْر يَمريه بساقٍ
وحافرِ)
وَإِنَّمَا يصف ضيفاً فَجعل لَهُ حافراً. وَقَالَ الآخر:
(فبِتنا جُلوساً لَدَى مُهْرِنا ... ننزِّع من شَفَتَيْه الصَّفارا)
فَجعل للْفرس شفتين، والصَّفار: يبيس البُهْمى. وَقَالَ الآخر:
(وذاتُ هِدْمٍ عارٍ نواشرُها ... تُصْمِتُ بِالْمَاءِ تَوْلَباً
جَدِعا)
الجَدَع: سوء الْغذَاء، فَجعل ولد الْمَرْأَة تَوْلَباً، وَهُوَ ولد
الحِمار. وَقَالَ هُذلي:
(وذكرتُ أَهلِي بالعَرا ... ءِ وحاجةَ الشُّعْث التوالبْ)
التوالب، أَرَادَ أَوْلَاده.
وَفِي الحَدِيث: لَا تَحْقِرَنَّ إحداكنَّ لجارتها وَلَو فِرْسِنَ
شاةٍ، وَالشَّاة لَا فراسنَ لَهَا، وَإِنَّمَا الفراسن للبعير. وَقَالَ
أَيْضا: فِرْسِن الْبَعِير: خُفّه بِعَيْنِه.
(أَبْوَاب الْحُرُوف الَّتِي يقوم بعضُها مقَام بعض)
قَالَ الْأَصْمَعِي. قَالَ الشَّاعِر:
(أَمن آل ميَّ عرفتَ الديارا ... بِجنب الشقيقِ خلاءً قِفارا)
يَقُول إِنَّه فِي نَاحيَة آل ميَّ فاختصر هَذَا الْكَلَام وَقَالَ: آل
ميَّ. وَقَالَ الآخر: أَمنْكِ البَرْقُ أرقُبُه فهاجا أَي: أمِنْ
شِقِّكِ هَذَا البرقُ، فَقَالَ: أمنكِ، اختصاراً.
وَقَالَ زُهَيْر: أمنْ أُمّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لم تَكَلَّمِ أَرَادَ:
أمِنْ دِمَن أُمِّ أَوفَى دِمْنة لم تَكَلَّمِ. وَقَالَت أعرابية:
(فليتَ لنا من مَاء زَمْزَمَ شَرْبَةً ... مبرَّدةً باتت على طَهَيانِ)
) طَهَيان: مَوضِع، وَقَالُوا: جبل. يُرِيد: فليتَ لنا بَدَلا من مَاء
زَمْزَم. وَقَالَ تأبَّط شرّاً:
(يَا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإيراقِ ... ومَرِّ طَيْفٍ على
الْأَهْوَال طَرّاقِ)
يُرِيد: يَا أيّها الْمُعْتَاد، فَاكْتفى. وَقَالَ الشمّاخ:
(وَكَيف يُضيع صاحبُ مُدْفَآتٍ ... على أثباجهنَّ من الصقيع)
يُرِيد: كَيفَ تطيب نفس صَاحب هَذِه المُدْفَآت أَن يُضِيعهنّ. قَالَ
أَبُو بكر: إِن قلت المدفِئات بِالْكَسْرِ فَهِيَ الَّتِي تُدفىء
أربابَها بألبانها، وَإِن فتحت أردْت كَثْرَة الأوبار.
(3/1313)
(وَبَاب مِنْهُ آخر)
قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا مَا امْرُؤ وَلَّى عليَّ بوُدِّه ... وأَدْبَرَ لم يَصْدُرْ
بإدباره وُدّي)
عَليّ فِي هَذَا الْبَيْت فِي مَوضِع عنّي. وَقَالَ الآخر:
(إِذا رضيت عليَّ بَنو نُميرٍ ... لَعَمْرُ الله أعجبني رِضاها)
أَي رضيت عنّي. ويُروى: بَنو نُمير وَبَنُو تَميم وَبَنُو قُشَيْر.
وَقَالَ الآخر: أرمي عَلَيْهَا وَهِي فَرْغٌ أجمعُ وَهِي ثلاثُ أذرعٍ
وإصبعُ يُرِيد: عَنْهَا. وَقَالَ الآخر:
(رَمَت عَن قِسِيّ الماسخيّ رجالُنا ... بأحسنِ مَا يُبتاع من
نبعيثربِ)
أَرَادَ: بقِسِيّ. وَقَالَ الآخر:
(غَدَتْ مِن عَلَيْهِ بعد مَا تَمَّ ظِمؤها ... تَصِلُّ وَعَن قَيْضٍ
بزَيزاءَ مَجْهَل)
يَصِلّ جوفُها من الْعَطش فَتسمع لَهَا صليلاً وَقَوله: مِن عَلَيْهِ،
أَرَادَ: مِن فَوْقه. وَقَالَ الآخر:
(شَدّوا المطيَّ على دليلٍ دائبِ ... من أهل كاظمةٍ بسِيف الأبْحُرِ)
قَوْله: على دَلِيل، أَي بِدَلِيل، مثل قَوْلك: اركب على اسْم الله،
أَي باسم الله. وَقَالَ الآخر:
(وبُرْدانِ من خالٍ وَسَبْعُونَ درهما ... على ذَاك مقروط من الْجلد
ماعزُ)
قَوْله: على ذَاك، أَي مَعَ ذَاك. وَقَالَ الآخر:
(وكأنّهنّ رِبابةٌ وكأنّه ... يَسَرٌ يُفيض على القِداح ويَصْدَعُ)
أَي بالقِداحِ. وَقَالَ الآخر:)
(كأنّ مصفَّحاتٍ فى ذُراه ... وأنواحاً عليهنّ المَآلي)
أَرَادَ: معهنّ، أَرَادَ: النوائح. وَقَالَ ذُو الإصبع:
(لم تَعْقِلا جَفْرَةً عليَّ وَلم ... أُوذِ صديقا وَلم أَنَلْ طَبَعا)
عليّ أَي عنّي الجَفْرة أَصْغَر من الجَذَع مِن وَلَد الضَّأن،
وَالْمعْنَى: أَي لم تَغْرَما عنّي فِي دِيَة.
وَقَالَ النَّابِغَة:
(3/1314)
(على حينَ عاتبتُ المَشيبَ على الصِّبا ...
وقلتُ ألَمّا أصحُ والشيبُ وازعُ)
يُرِيد فِي هَذَا الْوَقْت الَّذِي أَنا فِيهِ وَقد شبتُ وعاتبتُ
نَفسِي.
(وَبَاب مِنْهُ آخر)
قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(وَهل يَنْعَمَنْ من كَانَ آخرُ عَهده ... ثَلَاثِينَ شهرا فِي
ثَلَاثَة أحوالِ)
أَي مَعَ ثَلَاثَة أَحْوَال ويُروى: أقربُ عَهده. وَقَالَ الْجَعْدِي:
(ولَوْحُ ذِراعين فِي بِرْكَةٍ ... إِلَى جُؤجُؤ رَهِلِ المَنْكِبِ)
أَي مَعَ. وَقَالَ الآخر: خَمْسُونَ بِسْطاً فِي خلايا أربعِ أَرَادَ:
مَعَ. وَقَالَ زُهَيْر:
(تمطو الرِّشاءَ وتُجري فِي ثِنايتها ... من المَحالة ثَقْباً رائداً
قَلِقا)
أرأد: مَعَ ثِنايتها. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(يَعْثُرْنَ فِي حدّ الظُّبات كَأَنَّمَا ... كُسِيَتْ بُرودَ بني
يزِيد الأذْرُعُ)
مَعْنَاهُ: يعثرن والظُّبات فِيهِنَّ، كَمَا قَالَ: صلَّى فِي خُفِّيه،
أَي وَعَلِيهِ خُفَّاه. قَالَ أَبُو بكر: يَعْنِي كلاباً تبِعت ثوراً
فنطحها فجرحها فَهِيَ تعثر فِي طَرَف قرنه، وَجعل لطرفه ظُبَةً، شبّهه
بالرُّمح وَبَنُو يزِيد قوم كَانُوا بِمَكَّة، أَي كَأَن أذرعها كُسيت
برودَ بني يزِيد. وَقَالَ الآخر:
(كَأَن رِيقتها بعد الكَرَى اغتبقت ... من مستسكِنٍّ نماه النحلُ فِي
نِيقِ)
أَي على نِيق. النِّيق: أَعلَى الْجَبَل، وَقَوله: نماه، من الرّفْعَة.
وَقَالَ الآخر:
(أَو طعمُ غاديةٍ فِي جوفِ فِي حَدَبٍ ... مِن سَاكن المُزْنِ تجْرِي
فِي الغرانيقِ)
أَي تجْرِي الغرانيق فِيهَا، وَهَذَا من المقلوب، وَيُمكن أَن يكون:
تجْرِي مَعَ الغرانيق،)
والغرانيق: ضرب من طير المَاء، الْوَاحِد غُرْنُوق، وَقَالُوا
غُرْنَيْق. وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب: نلوذُ فِي أُمٍّ لنا مَا تُغتصبْ
من الغَمام ترتدي وتَنتقبْ أَرَادَ: بأُمٍّ لنا، وَإِنَّمَا يُرِيد
سَلْمَى أحد جبلي طيّىء، وَجعلهَا أُمّاً لَهُم لِأَنَّهَا تجمعهم
وتضمّهم.
وَقَالَ الآخر:
(وخضخضن فِينَا البحرَ حَتَّى قَطَعْنَه ... على كلّ حَال من غِمارٍ
وَمن وَحْل)
أَرَادَ: بِنَا. وَقَالَ عنترة:
(بَطَلٍ كأنّ ثِيَابه فِي سَرْحَةٍ ... يُحْذَى نِعالَ السِّبت لَيْسَ
بتوأمِ)
أَرَادَ: كَأَن ثِيَابه على سَرْحة،، والسَّرحة: الشَّجَرَة
الطَّوِيلَة، وكل شَجَرَة طَالَتْ فَهِيَ سَرْحة، يُرِيد أَنه مَلِك
لَا يلبس نعلا
(3/1315)
مخصوفة وَإِنَّمَا يلبس نعلا أسماطاً،
والأسماط: النَّعْل الَّتِي هِيَ غير مخصوفة، وَمَا كَانَ طاقَين لم
يكن بدّ من خصفه. وَهَذَا معنى قَول النَّابِغَة: رِقاقُ النِّعال
طيِّبُ حُجُزاتُهم وَقَالَ الآخر:
(قِصار الخُطى فُسْءُ الظُّهُور قناعس ... يَحِكْنَ كمشي البطّ فِي
سُرَرٍ بُجْرِ)
الأفْسَأ: الَّذِي دخل ظهرُه وَخرج بطنُه، ويُروى: قُعْسُ الظُّهُور
وَيُقَال: جَاءَ فلَان يَحيك فِي مَشْيه حَيَكاناً، إِذا حرَّك كَتفيهِ
فِي مَشْيه. وَقَالَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ: ولأُصَلِّبَنَّكم فِي جُذوع
النّخل، أَي على جُذُوع النّخل. وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب:
(وَنحن صلبنا الرأسَ فِي جِذع نخلةٍ ... فَلَا عطستْ شيبانُ إلاّ
بأجْدَعا)
وَقَالَ الآخر:
(لم يمْنَع الشُّرْبَ مِنْهَا غيرَ أَن نطقتْ ... حمامةٌ فِي غصونٍ
ذاتِ أوقال)
أَي على غصون. وَقَالَ الآخر:
(رَبِذُ الخِنافِ إِذا اتلأبَّ ورِجلُه ... فِي وَقعها ولَحاقها
تجنيبُ)
ويُروى: الحِفاف. أَي مَعَ وقعها الخِناف: أَن يمِيل حافرُه أَو خُفه
إِلَى وَحْشيّه فِي السّير والتجنيب فِي الرِّجلين مثل الرَّوَح وأقلّ
مِنْهُ، وَهُوَ مَحْمُود مَا دَامَ خَفِيفا.
(وَبَاب آخر)
)
قَالَ الشَّاعِر:
(فقلتُ وَلم أمْلِكْ أمالِ بنَ مالكٍ ... لفِي جَمَلٍ عَوْدٍ عَلَيْهِ
أياصرُ)
ناداه بيا مالِ. قَوْله: لفِي جَمَلٍ، أَي لرجل سمّاه فا جَمَلٍ،
أَرَادَ فَم رجل، والأياصر: الأكسية يُجمع فِيهَا الْحَشِيش إِذا
جُزَّ. وَقَالَ النَّابِغَة:
(أتخذُل ناصري وتُعِزّ عَبْساً ... أيربوعَ بنَ غَيْظٍ للمِعَنِّ)
أَرَادَ: يَا يَربوع بن غَيظ. والمِعَنّ: الَّذِي يعْتَرض على النَّاس
فِيمَا لَا يعنيه. وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم:
(لِعَمْرَةَ إِذْ دَانَتْ بك الدِّينَ بَعْدَمَا ... تَلَفَّعَ من ضاحي
القَذال فُروقُ)
أَرَادَ: من أجل عَمْرة. وَقَالَ متمِّم:
(فلمّا تفرّقنا كَأَنِّي ومالكاً ... لِطول اجتماعٍ لم نَبِتْ لَيْلَة
مَعًا)
أَي مَعَ طول اجْتِمَاع. وَقَالَ الراجز: تَسْمَعُ للجَرْع إِذا
استُحِيرا للْمَاء فِي أجوافها خَريرا قَوْله استحير، أحارَتْه:
أدخلَتْه أجوافَها، أَي من أجل الجَرْع، كَمَا يَقُولُونَ: فعلت ذَلِك
لعيون النَّاس، أَي من أجل
(3/1316)
عُيُون النَّاس. وَقَالَ الرَّاعِي:
(حَتَّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائصٍ ... جُدّاً تَعاورَه الَرِّياحُ
وَبيلا)
أَي بعد تَمام خِمْس. وَقَوله خمس بائص: بعيد الْمطلب، والجُدّ:
الْبِئْر الْحَسَنَة الْموضع من الْكلأ. وَقَالَ الآخر:
( ... ... ... ... ... ... ... . . كَأَنَّهَا ... قَطاً باصَ أسرابَ
القطا المتواترِ)
باصَ: تقدّمَ وَخمْس بائص: سَابق مُتَقَدم.
قَالَ: وَيَقُولُونَ: سقط لِفيه، أَي على فِيهِ وَسقط لوجهه، أَي على
وَجهه. وَالْعرب تَقول إِذا دعوا على الرجل: لِلْيَدَيْنِ والفم، أَي
على يَديك وعَلى فمك.
(بَاب مَا يُتكلّم بِهِ بِالصّفةِ وتُلقى مِنْهُ الصّفة فيُفضي
الْفِعْل إِلَى الِاسْم)
قَالَ أَبُو زيد: تَقول الْعَرَب: بِتُّ بِهَذَا الْمنزل وبِتُّه.
وظفرتُ بِالرجلِ وظفرتُه. وأَوَيْت إِلَى الرجل وأَوَيتُه أُوِّيا،
إِذا نزلت بِهِ. وغاليتُ السِّلعة وغاليتُ بهَا. وثويتُ بِالْبَصْرَةِ
وثويتُها.)
واستيقنتُ الخبرَ وَعَن الْخَبَر وبالخبر كلّ هَذَا من كَلَام
الْعَرَب. وَقَالَ رجل من قيس:
(نُغالي اللحمَ للأضياف نِيئاً ... ونُرْخصه إِذا نَضِجَ القُدورُ)
وَقَالَ شَبيب بن البَرْصاء:
(وَإِنِّي لأُغْلي اللحمَ نِيئاً وإنّني ... لممّن يُهين اللحمَ وَهُوَ
نَضيجُ)
قَالَ: وَيُقَال: جَمَّل اللهّ عَلَيْك تجميلاً، أَي جمَّل الله أمرَك.
قَالَ: وَتقول الْعَرَب: ادْنُ ثونك، أَي ادْنُ مني.
قَالَ: وَيُقَال: جاورتُ فِي بني فلَان وجاورتهم.
قَالَ: وَيُقَال: صِف عليَّ مَا ذكرت وصِفْه لي.
قَالَ: وَيُقَال: تروَّحتُ أَهلِي ورُحْتُ أَهلِي، أَي قصدتهم
متروِّحاً.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: كِلْتك وكِلْت لَك، ووزنتكَ ووزنتُ لَك. قَالَ
الشَّاعِر:
(ويُحْضر فَوق جُهْدِ الحُضْرِ نَصّاً ... يصيدك قَافِلًا والمُخُّ
رارُ)
أَي يصيد لَك.
قَالَ: وَيُقَال: فلَان بلِزْق الْحَائِط وبلِصْق الْحَائِط، وَلَا
يُقَال بِغَيْر حرف الصّفة.
قَالَ: وَيُقَال: فلَان بطِلْع الْوَادي وطِلْعَ الْوَادي، وَلَا
أُطْلِعُك طِلْعَ ذَلِك الْأَمر.
قَالَ: وَيُقَال: فلَان بسِقْط الأكَمة وسِقْطَ الأكَمة وبلَبَب
الْوَادي، وَلَا يُقَال بِغَيْر حرف الصّفة.
قَالَ: وَيُقَال: هُوَ بقَفا الثنيّة، وَلَا يُقَال: هُوَ قَفا
الثنيّة.
قَالَ: وَيُقَال: حاطهم بقَصاهم وحاطهم قَصاهم. قَالَ بِشر بن أبي
خازم:
(فحاطونا القَصا وَلَقَد رأَونا ... قَرِيبا حَيْثُ يُستمع السِّرارُ)
أَي صَارُوا فِي أقاصيهم.
قَالَ: وَيُقَال: ضربه مَقَطَّ شراسيفه وعَلى مَقَطِّ شراسيفه، وشجَّه
قُصاصَ شَعَره وعَلى قُصاص شَعَره.
قَالَ: وَيُقَال: هُوَ عُلاوةَ الرّيح وبعُلاوة الرّيح، وسُفالةَ
الرّيح وبسُفالة الرّيح.
قَالَ: وَيُقَال: هُوَ بمِيداء ذَاك ومِيداءَ ذَاك وإزاءَ ذَاك وبإزاء
ذَاك وحِذاءه وبحذائه ووِزانَه وبوِزانه.
قَالَ: وَيُقَال: ساويتُ ذَاك وساويتُ بِذَاكَ.)
قَالَ: وَيُقَال: هُوَ بِصِماتِه، إِذا أشرف على قَصده. وَقَالَ مرّة
أُخْرَى: يُقَال: هُوَ بِصِمات حَاجته، إِذا دنا من قَضَائهَا.
وَقَالَ أَبُو زيد: جئتُ من الْقَوْم وجئتُ من عِنْدهم، ورُحْتُ القومَ
ورُحْتُ إِلَيْهِم. وتعرّضتُ معروفَهم وتعرّضتُ لمعروفهم
(3/1317)
ونأيتُهم ونأيتُ عَنْهُم، ورَهَنْتُ عِنْد
الرجل رَهْناً ورَهَنْتُه رَهْناً، وحَلَلْتُ بالقوم وحَلَلْتُهم،
ونَزَلْتُهم ونَزَلْتُ بهم، وأمللتُهم وأمللتُ عَلَيْهِم، إِذا أضجرتهم
ونَعِمَ الله بك عينا وأنعمَ بك عينا ونَعِمَك عينَاً وطرحتُ الشىءَ
وطرحتُ بِهِ ومَدَدْتُ الشَّيْء ومَدَدْتُ بِهِ.
قَالَ: وَيُقَال: خَذَلَ القومُ عنّي يخذُلون خِذْلاناً، وخَذَلوني
خَذْلاً وخِذْلاناً.
قَالَ: وَيُقَال: إلْهَ عَن ذَاك، وَقد لَهِيَ عَن ذَاك يَلْهى
لُهِيّاً. قَالَ أَبُو بكر: لم يعرف الْأَصْمَعِي لُهِيّاً فِي
الْمصدر، وَمن اللَّهْو: لَهَا يلهو لَهْواً.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال: الْمَوْت من ورائك، أَي قُدّامَك. وَفِي
التَّنْزِيل ومِن وَرَائه عذابٌ غليظ، أَي من أَمَامه. وَقَالَ
الفرزدق:
(أترجو بَنو مروانَ سَمْعي وطاعتي ... وقومي تميمٌ والفَلاةُ ورائيا)
أَي قُدّامي.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: جئتُ من مَعَ الْقَوْم، أَي من عِنْدهم.
وَقَالَ رجل من الْعَرَب: إِنِّي لأَكُون مَعَ الْقَوْم فأقوم من
مَعَهم. وَإِنَّمَا امْتنعت الْعَرَب، فِي مِن، من إدخالهم إيّاها على
اللَّام وَالْبَاء لِأَنَّهُمَا قلَّتا فَلم يتوهّموا فيهمَا
الْأَسْمَاء لِأَنَّهُ لَيْسَ من أَسمَاء الْعَرَب اسْم على حرف، وَقد
أدخلوها على الْكَاف لِأَن مَعْنَاهَا عُرِفَ فِي الْكَلَام، كَمَا
قَالَ الشَّاعِر:
(وَزعْتُ بكالهَراوةِ أَعوَجيٍّ ... إِذا وَنَتِ الجيادُ جرى وَثَابا)
أَرَادَ فرسا. وَقَوله: أعوجيّ، نسبه إِلَى أعْوَجَ، فرسٍ من خيل
الْعَرَب مَعْرُوف وَقَوله: ثاب، جَاءَ بجريٍ ثانٍ. قَالَ: وَإِنَّمَا
امْتَنعُوا من إدخالها فِي فِي لِأَن الدَّلِيل على كل محلّ أَنه
مُخَالف للاسم، فَلَمَّا كَانَت تذْهب على المحالّ مَعَاني الْأَسْمَاء
تنحّت فيعن مَذْهَب الِاسْم فَلم تقع عَلَيْهَا لهَذِهِ لعلّة. قَالَ:
وَأنْشد:
(على كالخَنيف السَّحْق يَدْعُو بِهِ الصَّدَى ... لَهُ صَدَدٌ وَرْدُ
التُّرَاب دَهينُ)
أَرَادَ: على طَرِيق كالخَنيف، فكفَّ عَن الطَّرِيق. وَأنْشد لجرير:
(جريءُ الجَنان لَا أُهالُ من الرَّدَى ... إِذا مَا جعلتُ السيفَ من
عَن شِماليا)
)
وَقَالَ أَبُو زيد: سَمِعت الْعَرَب تَقول: يَأْتِي عليَّ اليومان لَا
أَذوقهما طَعَاما، أَي لَا أَذُوق فيهمَا.
وَقد كنتُ آتِيك كلَّ يَوْم طَلَعَتْه الشمسُ. قَالَ: وَأنْشد: يَا
رُبَّ يَوْم لي لَا أُظَلَّلُهْ أَرمَضُ مِن تحتُ وأَضْحَى مِن عَلُهْ
أَي لَا أظلَّل فِيهِ. وَقد قَالَ بَعضهم: فِي سَاعَة يُحَبُّها
الطَّعَام، أَي يُحَبّ فِيهَا، وَهَذَا فِي الْمَوَاقِيت جَائِز.
وَأنْشد: قد صَبَّحَتْ صَبَّحَها السَّلامُ بكَبِدٍ خالطَها السَّنامُ
فِي ساعةٍ يُحَبُّها الطعامُ ثمَّ رأيتُ الْعَرَب قد ألغت المحالَّ
حَتَّى جرى الْكَلَام بإلغائهن فَقَالُوا: خرجتُ الشامَ وذهبتُ الكوفَة
وانطلقتُ الغورَ، فانفذتْ هَذِه الأحرفَ فِي الْبلدَانِ كلِّها
الْمُضمر فِيهَا وَمن قَالَ هَذَا لم يقل: ذهبتُ عبدَ الله وَلَا كتبتُ
زيدا وَمَا أشبهه لِأَنَّهُ لَيْسَ بِنَاحِيَة وَلَا محلّ، وَإِنَّمَا
جَازَ فِي الْبلدَانِ لِأَنَّهَا نواحٍ إِذْ كثر استعمالُهم إيّاها.
قَالَ: وأنشدني بَعضهم:
(تصيح بِنَا حَنيفةُ حِين جثنا ... وأيَّ الأَرْض تذْهب للصِّياحِ)
يُرِيد: إِلَى أيّ الأَرْض.
(3/1318)
وَقد قَالَت الْعَرَب: هَذَا الطَّعَام لَا
يَكيلني، أَي لَا يَكْفِينِي كيلُه. قَالَ الله جلّ ثَنَاؤُهُ: وَإِذا
كالُوهم أَو وزنوهم يُخْسِرون.
وَيَقُولُونَ: تعلّقتُك وتعلّقتُ بك، وكَلِفْتُك وكَلِفْتُ بك.
وَإِنَّمَا سَهُلَ فِي الْبَاء لِأَنَّهَا أصل لجَمِيع مَا وَقعت
عَلَيْهِ الأفاعيل إِذا كنيت عَنْهَا بفعلت، أَلا ترى أَنَّك تَقول:
ضربت أَخَاك، فَإِذا كنيت عَن ضربت قلت: فعلته. قَالَ الله عزّ وجلّ:
وزوّجناهم بحُورٍ عِينٍ، أَي حوراً عينا، وَهِي لُغَة لأزد شَنوءة
يَقُولُونَ: زوّجتُه بهَا، وَغَيرهم يَقُول: زوّجتُه إيّاها. وَلذَلِك
اجترأت الْعَرَب على المحالّ فأسقطوها من الْأَسْمَاء وأوقعوا الأفاعيل
عَلَيْهَا. قَالَ: وَأنْشد بَعضهم:
(نُغالي اللحمَ للأضياف نِيئاً ... ونرْخِصه إِذا نَضِجَ القُدورُ)
وَقَالَ الآخر:
(نجا سالمٌ والنفسُ مِنْهُ بشِدقه ... وَلم يَنْجُ إلاّ جفنَ سيفٍ
ومِئزرا)
)
ويُروى: نجا عَامر أَي نجا والنفسُ فِي شِدقه. وَزعم يُونُس أَن
مَعْنَاهُ فَلم يَنْجُ إلاّ بجفن سيف ومثزر، وَقد نصب هَذَا على
الِاسْتِثْنَاء. وَأنْشد:
(مَا شُقَّ جيبٌ وَلَا قامَتْك نائحة ... وَلَا بَكَتْكَ جيادٌ عِنْد
أسلابِ)
جمع سَلَب. وَكَانَ الْأَصْمَعِي يدْفع هَذَا وينشد: وَمَا ناحَتْك
نائحةٌ.
وَأنْشد أَبُو زيد عَن المفضَّل:
(إِن كنتِ أزمعتِ الفراقَ فَإِنَّمَا ... زُمَّت ركابُكمُ بليلٍ مظلمِ)
أَرَادَ: أزمعتِ على الْفِرَاق، وَلَا تكَاد الْعَرَب تَقول إلاّ أزمعت
على ذَلِك. قَالَ الشَّاعِر:
(وأيقنتُ التفرُّقَ يومَ قَالُوا ... تُقُسِّمَ مالُ أرْبَدَ
بالسِّهام)
وَقَالَ أَبُو زيد: كل فِقرة من فَقار الظّهْر طَبَق. قَالَ: وَيُقَال:
مرّ طَبَقٌ من اللَّيْل، أَي مَلِيّ. قَالَ أَبُو بكر: قَوْله مَلِيّ،
أَي قِطْعَة من اللَّيْل، من قَوْلهم: تملّيتَ حبيباً، أَي طَالَتْ
أيّامك مَعَه. وَقَالَ ابْن أَحْمَر:
(وتواهقتْ أخفافُها طَبَقاً ... والظِّلُّ لم يَفْضُلْ وَلم يُكْرِ)
أَي تسابقت.
وَقَالَ أَبُو زيد: الْخَال من الخُيَلاء وَالْخَال من قَوْلهم:
عَسْكَر خالٍ، وثوب خالٍ للرقيق. قَالَ الراجز فِي الْخَال من الكِبْر
والخُيَلاء: والخالُ ثوب من ثِيَاب الجُهّالْ والدهر فِيهِ غَفْلةٌ
للغُفّالْ وَالْخَالَة جمع خالٍ من الخُيَلاء. قَالَ النَّمِر بن
تَوْلَب:
(أودَى الشبابُ وحُبُّ الْخَالَة الخَلَبَهْ ... وَقد صحوتُ فَمَا
بِالنَّفسِ من قَلَبَهْ)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: والخالي: الَّذِي لَا زَوْجَة لَهُ. قَالَ
امْرُؤ الْقَيْس:
(كذبتِ لقد أُصْبي على الْمَرْء عِرْسَه ... وأمنعُ عِرْسي أَن يُزَنَّ
بهَا الْخَالِي)
وَرجل خالُ مالٍ وخائلُ مالٍ، إِذا كَانَ حَسَنَ الْقيام عَلَيْهِ.
قَالَ الشَّاعِر:
(3/1319)
(يُصَبُّ لَهَا نِطافُ الْقَوْم سرّاً ...
ويَشْهَدُ خالُها أمرَ الزعيمِ)
خالها يعْنى ربَّها وقيِّمها يعْنى فرسا، أَي يُسرق لَهَا مَاء
الْقَوْم وتُسقى من كرامتها.
قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: عرَّض الكاتبُ، أَي كتب. وَأنْشد:)
(كَمَا خَطَّ عبرانيةً بِيَمِينِهِ ... بتيماءَ حَبْرٌ ثمّ عَرَّضَ
أسْطُرَا)
وَيُقَال: هَذِه نَاقَة غرْضُ سَفَرٍ، إِذا كَانَت قَوِيَّة عَلَيْهِ.
وَأنْشد فِي ذَلِك:
(أَو مائَة يُجعل أولادُها ... لَغْواً وعُرْضُ الْمِائَة الجَلْمَدُ)
أَي هى عُرْضة للحجارة، أَي قَوِيَّة عَلَيْهَا. وَقَالَ حسّان:
(وَقَالَ الله قد يسَّرتُ جُنْداً ... هم الْأَنْصَار عُرْضَتُها
اللِّقاءُ)
وَقَوْلهمْ: عرَّضتُ لفُلَان بِكَذَا وَكَذَا، إِذا لم تبيّنه لَهُ.
وَقَالَ الآخر: تعرَّضتْ لي بمكانٍ حِلِّ تعرُّضَ المُهْرة فِي
الطِّوَلَ يُرِيد: تُريكَ عُرْضَها، أَي جَانبهَا. وَيُقَال: عرِّضونا
من مِيرتكم، أَي أطعِمونا مِنْهَا، وَهِي العُراضة. وَأنْشد: تَقدُمُها
كلُّ عَلاة عِلْيانْ حمراءُ من معرِّضات الغِربانْ العَلاة: الصلبة،
والعِلْيان: المرتفعة الطَّوِيلَة. يَقُول: هَذِه النَّاقة الَّتِي
وصفهَا عَلَيْهَا التَّمْر وَهِي متقدِّمة وَالْحَادِي لَا يصل
إِلَيْهَا لتقدّمها فالغربان يأكلن مَا عَلَيْهَا فَكَأَنَّهَا قد
عرّضتهن، أَي أطعمتهن العُراضة. وَقد يتعرّض فِي الْجَبَل، إِذا جعل
يَأْخُذ فِيهِ يَمِينا وَشمَالًا، فَهُوَ عَروض.
قَالَ الراجز: تعرَّضي مَدارجاً وسُومي تعرُّضَ الجَوزاء للنجوم هَذَا
أَبُو الْقَاسِم فاستقيمي يَقُول: خذي فِي هَذِه المدارج يَمِينا
وَشمَالًا حَتَّى تصعدي. وَقَوله: سومي، أَي مُرّي على سومك وطريقك، من
قَوْلك: خلَّيناه وسَوْمَه. وَقَالَ الآخر: هَل لكِ والعارضُ منكِ
عائضُ فِي هجمةٍ يُسْئرُ مِنْهَا القابضُ يَقُول: مَا عَرَضَ لي منكِ
عرّضتُكِ مِنْهُ، أَي مَا جَاءَنِي أعطيتُكِ مثله. والعَروض: النَّاقة
الَّتِي تعترضها فتركبها من غير رياضة. قَالَ الشَّاعِر:)
(ورَوْحَةِ دُنيا بَين حَيَّيْنِ رُحْتُها ... أَسِير عَروضاً أَو
عَسيراً أروضُها)
يُقَال: نَاقَة عسير، إِذا لم تستحكم رياضتُها، وَيُقَال: اعتسرتُ
الناقةَ، إِذا ركبتها فِي تِلْكَ الْحَال.
وَيُقَال: نَاقَة عُرْضيّة، إِذا كَانَت تعترض فِي سَيرهَا كَذَلِك.
قَالَ الشَّاعِر:
(ومنحتُها قولي عَليّ عُرْضيّةٍ ... عُلُطٍ أُداري ضِغْنَها بتودُّدِ)
والعَرْض: الْجَبَل. وَأنْشد: إنّا إِذا قُدْنا لقومٍ عَرْضا لم نُبْقِ
من بَغْي الأعادي عِضّا العِضّ: الرجل الشَّديد الْخُصُومَة، وَقَالَ
مرّة أُخْرَى: الْخَبيث الداهي. أَرَادَ جَيْشًا فشبّهه بِالْجَبَلِ.
وَقَالَ الآخر:
(3/1320)
كَمَا تَدَهْدَى من العَرْض الجلاميدُ
تَدَهْدَى مثل تَدَهْدَه، أَي وَقع بعضُه على بعض. والعارض: مَا بَين
الثنيّة إِلَى الضرس. قَالَ الراجز: وعارضٍ كجانب العراقِ أنْبَتَ
برّاقاً من البَرّاق الْعرَاق: عراق الْقرْبَة، وَهُوَ الخَرْز الَّذِي
فى أَسْفَلهَا، شبَّه بِهِ الدُّرْدُرَ. والعِراض: مِيسم فِي عُرض
الفَخِذ. والعِراض: أَن يُعَارض الفحلُ الناقةَ فيتنوّخها. قَالَ
الشَّاعِر:
(نجائبَ لَا يُلقحْنَ إِلَّا يَعارة ... عِراضاً وَلَا يُشرَيْنَ
إِلَّا غواليا)
وعارضني فلَان فِي حَدِيثي، إِذا اعْترض فِيهِ. قَالَ حُميد بن ثَوْر:
(مَدْحنَا لَهَا رَوْقَ الشَّبَاب فعارضتْ ... جَنابَ الصِّبا من كاتم
السّرِّ أَعجما)
وَقَوْلهمْ: عُلِّق فلَان فُلَانَة عَرَضاً، كَأَنَّهُ من الْأَعْرَاض
الَّتِي تعترض من غير طلب يُقَال: مَا كَانَ حُبُها إِلَّا عَرَضاً من
الْأَعْرَاض. قَالَ المتلمِّس:
(فإمَّا حُبُّها عَرَضاً وإمّا ... بشاشةُ كلِّ عِلقٍ مستفادِ)
وَيُقَال: اعترضت النَّاقة فى سَيرهَا من نشاطها. قَالَ الراجز:
يُصْبحْنَبالقَفْرِ أتاوِيّاتِ معترضاتِ غير عُرْضيّاتِ)
أَرَادَ: غريبات يُرِيد أَن اعتراضهن من نشاط لَيْسَ من صعوبه.
قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: عَرِّقْ فرسَك قَرْناً أَو قَرْنين، أَي
دُفعة أَو دُفعتين من العَرَق. قَالَ زُهَيْر:
(نعوِّدها الطِّرادَ فكلَّ يَوْم ... يُسَنُّ على سنابَكها القُرون)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المُعَيْديّ تَصْغِير مَعَدِّيّ فخفّفوا الدَّال
لِأَنَّهُ لَا يجْتَمع تَشْدِيد وَنسبَة.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: أَرض عَذاة: وَاسِعَة طيّبة التُّرَاب. وَمَكَان
عَذِيّ: رَيِّح. وزَرْع عِذْيٌ: يشرب من مَاء السَّمَاء. قَالَ
الشمّاخ:
(لَهُنَّ صليلٌ ينتظرنَ قَضَاءَهُ ... بِضاحٍ عَذاهُ مرّة فَهُوَ
ضامزُ)
وَرَوَاهُ: بضاحي عَذاةٍ، يَعْنِي حمَار الْوَحْش وآتناً ينتظرنه
ليوردهنّ. والضاحي: الأَرْض المستوية، والضامز: السَّاكِت الَّذِي لَا
يتحرّك وَلَا يَصِيح.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَمِعت صليلَ السِّلَاح، وَهُوَ صَوته. وصلَّ
الجوفُ يَصِلُّ صليلاً، إِذا جفّ من شدَّة الْعَطش، فَإِذا شرب
الدابّةُ سمعتَ صوتَ المَاء فِي جَوْفه. قَالَ الرَّاعِي:
(فسَقَوا صواديَ يَسمعون عشيّة ... للْمَاء فِي أجوافهنّ صليلا)
وَهَذَا الْمَعْنى أَرَادَ الراجزُ بقوله: تَسمعُ للْمَاء كصوت
المِسْحَلِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رَثَدْتُ المَتاعَ أرثِده رَثْداً،
إِذا نضّدتَ بعضه على بعض، فَهُوَ رثيد ونضيد.
وَيَقُولُونَ: تركتُ فلَانا مرتثِداً مَا تحمَّل، أَي ناضداً مَتاعَه.
قَالَ الشَّاعِر:
(3/1321)
(فتذكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعْدَمَا ...
ألْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فِي كافرِ)
يصف ظليماً ونعامة. والرَّثيد هَاهُنَا: البَيض وَالْكَافِر: اللَّيْل.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: ذُو بَقَر: مَكَان، وَذُو بَقَر: تُرس مَعْمُول
من جُلُود الْبَقر. قَالَ الشَّاعِر:
(وَذُو بَقَرٍ من صُنْع يَثْرِبَ مُقْفَلٌ ... وأسمرُ داناه الهِلاليُ
يَعْتِرُ)
قَوْله: ذُو بَقَر، يَعْنِي تُرساً هَاهُنَا، ومُقْفَل: يَابِس.
يَعْنِي تُرساً يَابسا.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الجِنْثيّ والجُنْثيّ: الحدّاد. وَقَالَ غَيره:
الجِنْثيّ: السَّيْف بِعَيْنِه. وَأنْشد:
(أحْكَمَ الجُنثيُّ من صَنْعَتِها ... كلَّ حِرْباءٍ إِذا أُكْرِهَ
صَلّ)
فَمن رفع الجِنْثيُّ وَنصب كلاًّ أَرَادَ الحدّاد، وَمن نصب الجِنْثيّ
وَرفع كلاًّ أَرَادَ السَّيْف. وَقَالَ أَبُو عُبيدة: الجِنْثيّ
والجُنْثيّ من أَجود الْحَدِيد سمعناه من بني جَعْفَر بن كِلاب.)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الذَّفَر، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة: حِدة
الرَّائِحَة من طِيب أَو نَتْن. والدَّفْر، بِالدَّال غير الْمُعْجَمَة
وتسكين الْفَاء: النَّتْن لَا غير.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: البَقّار: مَوضِع. والبَقّار: صَاحب البَقَر.
والبَقّار: الَّذِي يبقُر بطنَ النَّاقة وَغَيرهَا، أَي يشقّه فَعّال
من ذَلِك. قَالَ النَّابِغَة:
(سَهِكِين من صَدَأ الْحَدِيد كأنّهم ... تَحت السَّنَوَّر جِنَّةُ
البَقّارِ)
والبَقّار أَيْضا فِي غير هَذَا الْموضع: الَّذِي يلْعَب البُقَيْرَى،
وَهِي لعبة لَهُم.
قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: ممَّ اشتقاق هِصّان وهُصَيْص قَالَ:
لَا أَدْرِي. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: أَظُنهُ معرَّباً، وَهُوَ الصلب
الشَّديد لِأَن الهصّ الظَّهْر بالنبطية. فأمّا الهَضّ، بالضاد
الْمُعْجَمَة، فالكَسْر، مَعْرُوف.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: السَّخْت: الشَّديد بِالْفَارِسِيَّةِ، وَقد
تكلّمت بِهِ الْعَرَب. قَالَ الراجز: أَرض جِنٍّ تَحت حَرٍّ سَخْتِ
لَهَا نِعافٌ كهوادي البُخْتِ
(بَاب مَا تكلّمت بِهِ الْعَرَب من كَلَام الْعَجم حَتَّى صَار كاللغة)
من ذَلِك الدَّيابوذ، وَهُوَ دُوابُوذ بِالْفَارِسِيَّةِ، أَي ثوب
يُنسج على نِيرَين. قَالَ الشَّاعِر:
(كَأَنَّهَا وابنَ أيامٍ تُرَبِّبه ... من قُرّةً الْعين مجتاباً
دَيابُودِ)
يَعْنِي ظَبْيَة وولدَها أَنَّهُمَا فِي خِصْب وسَعَة فقد حَسُنَت
شَعرتُهما فَكَأَنَّمَا عَلَيْهِمَا ثوبٌ ذُو نِيرَين.
وَمن ذَلِك القُرْدُمانيّ، أَي الكَرْدَمانُذ، أَي عُمِلَ فبَقِيَ.
والمُهْرَق، وَهِي خِرَق كَانَت تُصقل ويُكتب عَلَيْهَا، وتفسيرها
مُهْرَ كرْد، أَي صُقلت بالخَرَز.
والَسَّبيجة: البَقيرة، وَأَصلهَا شَبيّ، وَهُوَ الْقَمِيص. وَأنْشد:
كالحَبَشيِّ التفَّ أَو تسَّبجا والكَرْد: العُنُق، وَهِي كَرْدَن
بِالْفَارِسِيَّةِ. قَالَ الفرزدق:
(3/1322)
(وكنّا إِذا الْقَيْسِي نَبَّ عَتُوده ...
ضَرَبْنَاهُ تَحت الأنثَيَيْن على الكَرْدِ)
والفَصافِص فارسية معرَّبة: إسْفِست، وَهِي الرَّطْبة.
والبُوصِيّ: السَّفِينَة، وَهِي بُوذيّ.
والأَرَنْدَج: الْجُلُود الَّتِي تدبغ بالعَفْص حَتَّى تسوادَّ
أرَنْدَه. قَالَ الراجز:)
كأنّه مُسَرْوَلٌ أَرندَجا كَمَا رأيتَ فِي المُلاء البَرْدَجا أَي
البَرْدَه، وهم العبيد.
وَقَالَ الراجز: عَكْفَ النَّبيطِ يَلْعَبُونَ الفَنْزَجا يُقَال: هُوَ
الفَنْجَكان. قَالَ أَبُو حَاتِم: وَهُوَ الدَّسْتَبَنْد. وَقَالَ
الراجز: يومَ خَراجٍ يُخْرِخ السَّمَرَّجا وَهِي سامرَّهْ، أَي ثَلَاث
مِرار.
وَقَالَ أَيْضا.
مياحةً تَميح مَيْحاً رَهْوَجا أَي رَهْوار، وَهُوَ الهِمْلاج.
وَقَالَ أَيْضا: وَكَانَ مَا اهتَضَ الجِحافُ بَهْرَجا اهتَضّ: افتعلَ
من هَضَضْتُ الشيءَ، إِذا كَسرته والجِحاف: مصدر جاحفة فِي الْقِتَال
وَقَالَ مرّة أُخْرَى: المزاحَمة، أَي زاحمونا فَلم يكن ذَلِك شَيْئا
والبَهْرَج. الْبَاطِل، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ نِبَهْرَهْ.
والكُرَّز: الطَّائِر الَّذِي يَحول عَلَيْهِ الحَول من طيور
الْجَوَارِح، وَأَصله كُرَّهْ، أَي حاذق، فعرِّب فَقيل: كُرَّز. قَالَ
الراجز: كالكرَّزِ المربوط بَين الأوتادْ وَقَالَ الآخر: لَو كنتُ بعضَ
الشاربين الطُّوسا مَا كَانَ إلاّ مثلَه مَسُوسا أَرَادَ إذْرِيطُوس،
وَهُوَ ضرب من الْأَدْوِيَة. وَقَالَ آخر: بارِكْ لَهُ فِي شُرْبِ
إذْرِيطُوسا وَقَالَ الراجز: فِي جسم شَخْتِ المَنْكِبين قُوشٍ)
أَرَادَ كُوجَك.
وَقَالَ آخر يصف طِيب رَائِحَة امْرَأَة:
(كأنّ عَلَيْهَا بالةً لَطَميّةً ... لَهَا من خلال الدّأْيتين أريجُ)
أَرَادَ الجُوالق فَقَالَ، بالَهْ، بِالْفَارِسِيَّةِ واللَّطَميّة:
العِير الَّتِي تحمل الطِّيب وَمَا أشبهه والدَّأيات: عِظَام الصَّدْر
من كل شَيْء، وَهُوَ من الدوابّ أَكثر.
وَقَالَ: أهل الْمَدِينَة يسمّون الأكارع: بالِغاء، أَي بايها ويسمّون
المُسوح: البُلْس، وَاحِدهَا بَلاس.
ويسمّي أهل الْعرَاق ضربا من الْحَرِير: السَّرَق، أَرَادوا سَرَهْ
(3/1323)
فأُعرِب. والدَّرابنة: البوّابون. قَالَ
المثقِّب:
(فأَبْقَى باطلي والجِدُّ مِنْهَا ... كدُكّان الدَّرابنة المَطينِ)
أَرَادَ المَّرَبان، وَقَالُوا: الدَيْدبان، يُرِيدُونَ الدِّيذَبان،
أَي الربيئة.
وَقَالُوا: البَهْرَمان: لون أَحْمَر، وَكَذَلِكَ الأرْجُوان، وَهُوَ
فارسيّ معرَّب. وَقَالُوا: قِرْمِز، إِنَّمَا هُوَ دود أَحْمَر يُصبغ
بِهِ.
وَقَالُوا: الدَّشْت، وَهِي الصَّحرَاء. قَالَ الْأَعْشَى:
(قد عَلِمَتْ حِمْيَر وفارسْ والأ ... عرابُ بالدَّشتِ أيُّهم نَزَلا)
وَقَالُوا: الْبُسْتَان، وَهُوَ معرَّب. قَالَ الْأَعْشَى:
(يَهَبُ الجِلَّةَ الجَراجرَ كالبُس ... تان تحنو لدرْدَقٍ أطفالِ)
الجَراجر: جمع جُمرجور، وَهِي الإبلُ الكثيرةُ الصِّلابُ الشِّدادُ
وَقَوله: كالبستان، أَي كَأَنَّهَا النّخل، تحنو: تعطف على صغارها
والدرْدَق: الصغار من كل شَيْء.
(وَمِمَّا أَخَذُوهُ من الروميّة)
قُومَس، وَهُوَ الْأَمِير. قَالَ الشَّاعِر:
(وعلمتُ أنّي قد مُنِيتُبنِئطِلٍ ... إِذْ قيل كَانَ من آل دَوْفَنَ
قُومَسُ)
دَوْفَن: قَبيلَة.
والسَّجَنْجَل روميّ معرَّب، وَهِي الْمرْآة.
والقَراميد: الآجُرّ، يسمّى بالرومية قِرْمِيدَى.)
والإسْفِنْط: ضرب من الْخمر فِيهِ أفاويه روميّ معرَّب.
والخَنْدَريس أَيْضا روميّ معرَّب.
والقُسْطاس: الْمِيزَان روميّ معرَّب.
والقَيْرَوان: الْجَمَاعَة، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كارَوان. قَالَ
امْرُؤ الْقَيْس:
(وغارةٍ ذاتِ قَيروانٍ ... كأنّ أسرابها الرِّعالُ)
والخُزرانِق: ضرب من الثِّيَاب، زَعَمُوا، فارسيّ معرَّب. وَقَالَ قوم:
الخُزرانِق: الوَبَر الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ الحَول.
والسَّراويل فارسيّ معرَّب.
(وممّا أُخذ من النبطية)
قَول الْأَعْشَى:
(وبَيداءَ تَحْسِب أرامَها ... رجالَ إيادٍ بأجيادِها)
وَهُوَ الجُودِياء، وَهُوَ المِدرَعة.
والمُسْتُقَة: المِدْرَعة الضيقة، وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ مُشْتَهْ.
(3/1324)
والقَمَنْجَر: القَوّاس، وَهُوَ
كَمانْكَرْ. قَالَ: مثلَ القِسِيّ عاجَها القَمَنْجَرُ قَالَ
الْأَصْمَعِي: كَانَت الْعرَاق تسمّى إيران شَهْر فعرّبوها فَقَالُوا:
العِراق.
قَالَ: والخَوَرْنَق كَانَ يسمّى خُرانكَه، مَوضِع الشّرْب، فَقَالُوا:
خَوَرْنَق. والسَّدير: سِدِلّى، أَي ثَلَاث قِباب بعضُها فِي بعض.
واليَلْمَق: القِباء المحشوّ، واسْمه بِالْفَارِسِيَّةِ يَلْمَهْ.
والبْرزيق: الْفَارِس بِالْفَارِسِيَّةِ، وَالْجَمَاعَة من الفرسان:
البَرازيق. قَالَ الشَّاعِر:
( ... ... ... ... ... ... . وخيلٌ ... بَرازيقٌ تصبِّح أَو تُغِيرُ)
(وممّا أَخذ من النبطية أَيْضا)
المِرْعِزَّى أَصله بالنبطية مِرِيزَى فَقَالَت الْعَرَب: مِرْعِزَى
ومِرْعِزاء.
وَقَالُوا: الصِّيق: الْغُبَار، وَأَصله بالنبطية زِيقا.
وَيَقُولُونَ: قُرْبُز، وَهُوَ بالنبطية والفارسية كُرْبُز.)
(وممّا أَخذ من السريانية)
التّامور، وربّما جَعَلُوهُ صِبغاً أَحْمَر، وربّما جَعَلُوهُ مَوضِع
السِّرّ، وربّما سُمّي دم الْقلب تاموراً.
والطَّيْجَن، وَهُوَ الطابِق بِالْفَارِسِيَّةِ والمِقلى
بِالْعَرَبِيَّةِ، تكلّمت بِهِ الْعَرَب. وَقَالَ مرّة أُخْرَى:
بِالْفَارِسِيَّةِ وَقد تكلَّمت بِهِ الْعَرَب.
والرَّزْدق: السطر من النّخل وَغَيره، وَالْفرس تسمّيه رَسْتَه، أَي
سطر. قَالَ الشَّاعِر يَعْنِي طَرِيقا:
(تضمَنها وَهْم رَكوبٌ كَأَنَّهُ ... إِذا ضَمّ جَنْبَيْهِ المخارمُ
رَزْدَقُ)
أَي تضمّن هَذِه الإبلَ الَّتِي سَارُوا عَلَيْهَا هَذَا الوهمُ،
وَهُوَ طَرِيق قديم.
والخَنْدَق معرَّب، أَصله كَنْدَه، أَي محفور.
والجَوْسَق فارسيّ معرَّب، وَهُوَ كُوشَك، أَي صَغِير.
والجَرْدق من الْخبز كِرْدَه.
والأبُلّة كَانَت تسمّى بالنبطية بِامْرَأَة كَانَت تسكنها يُقَال
لَهَا هُوب، خمّارة، فَمَاتَتْ فجَاء قوم من النبط فطلبوها فَقيل
لَهُم: هُوب لَيْكا، أَي لَيْسَ، فغلطت الْفرس فَقَالُوا: هًوب لَتْ
فعرّبتها الْعَرَب فَقَالُوا: الأُبُلّة.
والنُمِّيّ بالرومية: الفَلس. قَالَ أَوْس بن حجر:
(وقارفتْ وَهِي لم تَجْرَب وباعَ لَهَا ... من الفَصافص بالنُّمَيّ
سِفسيرُ)
قارفتْ: قاربتْ أَن تَجْرَب، وباعَ لَهَا: اشْترى لَهَا، والفَصافص
وَاحِدهَا فِصْفِص، وَهُوَ القَتّ الرَّطب، والنُّمِّيّ: فلوس رصاص
كَانَت تُتّخذ أَيَّام مُلك بني الْمُنْذر يتعاملون بهَا والسِّفسير:
الفَيْج أَو الْخَادِم أَو الرَّسُول.
والطَّسْت والتَّوْر فارسيان.
والهاوَن فارسيّ، وَالْعرب تسمّيه الهاوون إِذا اضطرّوا إِلَى ذَلِك،
وَهُوَ المِهراس والنِّحاز يكون من خشب وَيكون من حِجَارَة.
(3/1325)
والقُمْقم بالرومية.
والجُدّاد: الخيوط المعقّدة، وَهُوَ بالنبطية كُدَادى. قَالَ الأ عشى:
(أَضَاء مِظلَّتَه بالسِّرا ... ج والليلُ غامرُ جُدّادها)
)
والباريّ فارسيّ مُعرب، وَهُوَ البُورِياء بِالْفَارِسِيَّةِ. قَالَ
الراجز:
(فَهُوَ إِذا مَا اجتافَه جُوفيُّ ... كالخُصِّ إِذْ جلَّله الباريُّ)
والعَسْكَر فارسيّ معرَّب، وَإِنَّمَا هُوَ لَشْكَر، وَهُوَ اتِّفَاق
فِي اللغتين.
وفُرانِق الْبَرِيد: فَرْوانَهْ.
والبَرَق: الحَمَل، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ فَرَهْ.
والمُوزج: المُوق، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ مُوزَه، وَهُوَ الخُفّ.
والإسْتَبْرَق إسْتَرْوَهْ: ثيابُ حريرٍ صفاق نَحْو الديباج.
وبَرْنَكان، وَهُوَ الكساء بِالْفَارِسِيَّةِ، بَرانكاه. |