غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الْوَاو
بَاب الْوَاو مَعَ الْهمزَة
نهَى عَن وأد الْبَنَات وَهِي الْبِنْت تدفن حَيَّة
فِي الحَدِيث كَانَ درع عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام صَدرا بِلَا مُؤخر فَقيل لَهُ لَو احترزت من ظهرك فَقَالَ إِذا أمكنت من ظَهْري فَلَا وألت أَي نجوت
وَقَالَ لرجل أَنْت من وألة فَلَا تقربني قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هَذِه قَبيلَة خسيسة سميت بالوألة لخستها
بَاب الْوَاو مَعَ الْبَاء
فِي الحَدِيث لَا توبروا آثَاركُم قَالَ الرياشي: التوبير التعفية ومحو الْأَثر
فِي الحَدِيث فِي الْوَبر شَاة الْوَبر سَاكِنة الْبَاء قَالَ الْخطابِيّ

(2/449)


هِيَ دويبة يُقَال إِنَّهَا تشبه السنور وأحسبها تُؤْكَل وَلِهَذَا وَجَبت فِيهَا الْفِدْيَة فَأَما قَول أبان بن سعيد لأبي هُرَيْرَة وَاعجَبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضَأْن فَفِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا أَنه يُشِير إِلَى هَذِه الدويبة الَّتِي وصفناها وَيكون مَعْنَى تدلى علينا أشرف وقدوم ضَأْن وتروى ضال بِاللَّامِ اسْم مَوضِع إِمَّا جبل أَو ثنية فشبهه بِهِ لاحتقاره هَذَا اخْتِيَار الْخطابِيّ
وَالثَّانِي أَن يكون المُرَاد بالضأن الشاه وَيكون مَعْنَى تدلى عَلَيْهِ أشرف أَو وَقع من رَأس الشَّاة وَيكون الْوَبر مثل الدُّود وَهَذَا مَذْهَب بعض الْعلمَاء
فِي الحَدِيث إِن قُريْشًا وبشت لِحَرْب رَسُول الله أَو باشا أَي جمعت لَهَا جموعا من قبائل شَتَّى وهم الاوباش والاوشتات قَالَ كَعْب أجد فِي التَّوْرَاة أَن رجلا أوبش الثنايا يحجل فِي الْفِتْنَة أَي ظَاهر الثنايا قَالَ ابْن شُمَيْل الوبش الْبيَاض الَّذِي يكون فِي الاظفار
فِي الحَدِيث رَأَيْت وبيص الطّيب فِي مفارق رَسُول الله وَهُوَ محرم اي بريقه وَقد وبص الشَّيْء يبص وبيصا

(2/450)


قَالَ الْحسن لَا تلقي الْمُنَافِق إِلَّا وباصا أَي: براقا
قَوْله وَمِنْهُم الموبق بِذَنبِهِ أَي الْمَحْبُوس
فِي الحَدِيث أهْدَى رجل إِلَى الْحسن وَالْحُسَيْن هَدِيَّة وَكَانَ مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة جَالِسا فانكسر قلبه فَأَوْمأ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى وابلة مُحَمَّد وَقَالَ
(وَمَا شَرّ الثَّلَاثَة أم عَمْرو ... بصاحبك الَّذِي لَا تصحبينا)
الوابلة طرف الْكَتف
بَاب الْوَاو مَعَ التَّاء
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَا بَأْس بِقَضَاء رَمَضَان تترى أَي متقطعا قَالَ الْأَصْمَعِي لَا تكون المواترة متواصلة حَتَّى يكون بَينهمَا شَيْء
قَوْله من فَاتَهُ الْعَصْر فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله أَي نقص أَهله وَمَاله فَبَقيَ فَردا
فِي الحَدِيث فَلم يزل عَلَى وتيرة وَاحِدَة أَي عَلَى حَالَة يَدُوم عَلَيْهَا
قَوْله وَإِذا استجمرت فأوتر أَي اجْعَل الْحِجَارَة وترا
فِي الحَدِيث لَا تقلدوا الْخَيل الاوتار فِيهِ أَرْبَعَة أَقْوَال أَحدهَا لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الذحول الَّتِي وترتم بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَه النَّضر وَالثَّانِي لَا

(2/451)


تقلدوها أوتار القس فتختنق قَالَه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وَالثَّالِث لَا تقلدوها أوتار القس لِئَلَّا تصيبها الْعين فَأَمرهمْ بقطعها يعلمهُمْ أَن الأوتار لَا ترد من أَمر الله شَيْئا قَالَه مَالك بن أنس وَالرَّابِع لأَنهم كَانُوا يعلقون فِي الاوتار الجرس ذكره الْخطابِيّ
قَالَ زيد فِي الوترة ثلث الدِّيَة يَعْنِي الحاجز بَين المنخرين وَهِي الوتيرة أَيْضا
وَكتب هِشَام بن عبد الْملك إِلَى عَامله وَكَانَ بِهِ فتق اختر لي نَاقَة مواترة وَأَصلهَا من الْوتر وَهُوَ أَن تضع قَوَائِمهَا بالارض وترا وترا وَلَا تزج بِنَفسِهَا عِنْد البروك فتشق عَلَى راكبها
فِي الحَدِيث فَإِنَّهُ لَا يوتغ إِلَّا نَفسه أَي لَا يهْلك
وَمِنْه الحَدِيث الآخر حَتَّى يكون عمله يُطلقهُ أَو يوتعه
فِي الحَدِيث أما خَيْبَر فماء واتن الواتن الدَّائِم
بَاب الْوَاو مَعَ الثَّاء
دخل عَامر بن الطُّفَيْل عَلَى رَسُول الله فوثبه وسَادَة أَي أجلسه عَلَيْهَا وَأَلْقَاهَا لَهُ والوثاب الْفراش بلغَة حمير وهم يسمون الْملك إِذا كَانَ لَا يَغْزُو موثبان يُرِيدُونَ أَنه يُطِيل الْجُلُوس
ووفد رجل عَلَى بعض مُلُوك حمير فألفاه عَلَى جبل مشرف فَقَالَ لَهُ الْملك ثب يُرِيد اجْلِسْ فَظن الرجل أَنه أمره بالوثوب من الْجَبَل فَوَثَبَ من الْجَبَل فَهَلَك فَسَأَلَ الْملك عَن شَأْنه فَأخْبر فَقَالَ من دخل ظفار

(2/452)


حمر وظفار الْمَدِينَة الَّتِي كَانَ بهَا وإليها تنْسب الْجزع الظفاري وَأَرَادَ من دَخلهَا فليتعلم الحميرية
وَنَهَى عَن ميثرة الأرجوان قَالَ أَبُو عبيد الميثرة من مراكب الْعَجم أحسبها من حَرِير أَو ديباج فَنَهَى عَنْهَا لذَلِك والأرجوان صبغ أَحْمَر
فِي الحَدِيث وَالَّذِي أخرج النَّار من الوثيمة وَهِي الْحِجَارَة الْمَكْسُورَة
بَاب الْوَاو مَعَ الْجِيم
قَوْله فَإِن الصَّوْم لَهُ وَجَاء قَالَ أَبُو عبيد يُقَال للفحل إِذا رضت انثياه قد وجىء وَجَاء أَرَادَ أَنه يقطع النِّكَاح وَقَالَ غَيره الوجاء أَن توجىء الْعُرُوق والخصيان بحالهما والخصاء شقّ الخصيتين واسئصالهما والجب أَن تحمى الشَّفْرَة ثمَّ تستأصل بهَا الخصيتان
وَعَاد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَعْدا فوصف لَهُ الوجيئة يَعْنِي التَّمْر يبل بِلَبن أَو سمن حَتَّى يلْزم بعضه بَعْضًا
وَمِنْه فليأخذ سبع تمرات فليجأهن أَي فليدقهن
قَوْله آخر وَطْأَة وَطئهَا الله بوج الْوَطْأَة الْوَقْعَة وَوَج هِيَ الطَّائِف وَعَاد رَسُول الله مَرِيضا فَقَالَ للنسوة إِذا وَجب فَلَا تبكين

(2/453)


أَي مَاتَ وَالْوَاجِب الْمَيِّت
فِي الحَدِيث من فعل كَذَا فقد أوجب إِن جَاءَ فِي فعل شَرّ فَالْمَعْنَى وَجَبت لَهُ النَّار وَإِن جَاءَ فِي فعل خير كَانَت الْجنَّة وَمن الأول قَول بَعضهم إِن صاحبا لنا قد أوجب أَي أَتَى كَبِيرَة يسْتَحق بهَا النَّار وَالْمُوجِبَات الْأُمُور الَّتِي أوجب الله عَلَيْهَا النَّار أَو الْجنَّة
وَمِنْه أَسأَلك مُوجبَات رحمتك
فِي الحَدِيث سمع وجبة الوجبة السقطة من علو إِلَى أَسْفَل بِصَوْت مزعج
قَوْله لي الْوَاجِد الْمُحب
وقَالَ بعض السّلف فِي صفة عَجُوز مَا بَطنهَا بوالد وَلَا زَوجهَا بواجد أَي لَا يُحِبهَا
قَالَ عمر من اسْتَطَاعَ مِنْكُم فَلَا يصل موجحا الموجح الملجأ إِلَى غَائِط وَبَوْل وَرَوَاهُ بَعضهم بِفَتْح الْجِيم قَالَ شمر: يُقَال ثوب موجح غليظ كثيف كَأَنَّهُ شبه مَا يجده الحاقن من الامتلاء بذلك قَالَ والموجح بِكَسْر الْجِيم الَّذِي يستر الشَّيْء ويخفيه والموجح أَيْضا الَّذِي يمسك الشَّيْء ويمنعه من الوجح وَهُوَ الملجأ.

(2/454)


فِي حَدِيث فوجرته بِالسَّيْفِ قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي طعنته قَالَ وَيُقَال أوجرته بِالرُّمْحِ بالألاف وَلم أسمع بوجرته فِي الطعْن فَأَما فِي الدَّوَاء فَيُقَال وجرته وأوجرته جَمِيعًا
والوجور أَن تسقى من وسط الْفَم
فِي الحَدِيث إِذا قلت فأوجز أَي أسْرع
قَالَ الْحسن كَانُوا يكْرهُونَ الوجس وَهُوَ أَن يكون الرجل مَعَ جَارِيَته والاخرى تسمع حسه وَهُوَ الفهر أَيْضا والوجس الصَّوْت الْخَفي
فِي الحَدِيث مَالِي أَرَاك واجما أَي مهتما قَالَ ابْن الاعرابي وجم أَي حزن وأجم إِذا قل وَقَالَ اللَّيْث الوجوم السُّكُوت عَلَى غيظ
وَقَالَ أَبُو عبيد إِذا اشْتَدَّ حزنه حَتَّى يمسك عَن الْكَلَام فَهُوَ الواجم وَذكر فتنا كوجوه الْبَقر أَي أَنَّهَا يشبه بَعْضهَا بَعْضًا
فِي الحَدِيث كَانَ لعَلي وَجه من النَّاس حَيَاة فَاطِمَة أَي جاه
قَالَت أم سلمه لعَائِشَة لَو أَن رَسُول الله عارضك وَقد وجهت سدافته أَي أخذت وَجها هتكت السّتْر فِيهِ
فِي حَدِيث عَن أهل الْبَيْت لَا يحبنا الأحدب الموجه قَالَ ثَعْلَب هُوَ صَاحب الحدبتين من خلف وَقُدَّام

(2/455)


بَاب الْوَاو مَعَ الْحَاء
فِي صفة عمر نَسِيج وَحده شبه بِالثَّوْبِ الَّذِي لَا ينسج عَلَى منواله غَيره فِي شعر أبي طَالب
(حَتَّى يجالدكم عَنهُ وحاوحة ... )
الوحاوح السَّادة
قَوْله صَوْم ثَلَاثَة من كل شهر يذهب وحر الصَّدْر وَهُوَ غشه ووساوسه وغلة وأضل هَذَا دويبة كالعضاءة تلزق فِي الأَرْض يُقَال لَهَا الوحرة فَشبه الغل والكدر لتشبثه بِالْقَلْبِ بهَا
وَمن هَذَا فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة إِن جَارِيَة مثل الوحرة وَهِي الَّتِي ذَكرنَاهَا
فِي الحَدِيث بتنا وحشين أَي مقفرين مالنا طَعَام يُقَال رجل وَحش إِذا لم يكن لَهُ طَعَام من قوم أَو حاش

(2/456)


فِي الحَدِيث فنجد أَن الْمَدِينَة وحوشا أَي خَالِيَة وَالْوَاو مَفْتُوحَة
فِي الحَدِيث وحشوا برماحهم أَي رموا بهَا عَلَى بعد وَفِي لفظ وحشوا بأسلحتهم واعتنق بَعضهم بَعْضًا
وَأعْطَى رَسُول الله سَائِلًا تَمْرَة فوحش بهَا
فِي الحَدِيث لَا تحقرن من الْمَعْرُوف شَيْئا وَلَو أَن تؤنس الوحشان وَهُوَ المغتم
فِي الحَدِيث فَجعلت توحم فَهِيَ وَحمى بَيِّنَة الوحام
فِي الحَدِيث الوحاء الوحاء أَي السرعة قَالَ الْأَزْهَرِي وتمد وتقصر
بَاب الْوَاو مَعَ الْخَاء
فِي الحَدِيث فَإِنَّهُ وخز إخْوَانكُمْ من الْجِنّ الوخز طعن لَيْسَ بنافذ
فِي الحَدِيث وَإِن قرن الْكَبْش مُعَلّق فِي الْكَعْبَة قد وخش أَي يبس فتضاءل
فِي الحَدِيث فَسمع وَخط نعالنا أَي خفقها
فِي الحَدِيث فَدَعَا بمسك وَقَالَ أَو خُفْيَة فِي نور أَي اضربيه

(2/457)


بِالْمَاءِ والوخيف الحظمي الْمَضْرُوب وَقد أوخفته
فِي الحَدِيث استوخموا الْمَدِينَة أَي لم توافقهم
فِي حَدِيث فتوضيا ثمَّ اسْتهمَا أَي اقصدا الْحق فِيمَا تصنعان
بَاب الْوَاو مَعَ الدَّال
فِي الحَدِيث انتفخت أوداجه إِنَّمَا هما ودجان وهما العرقان اللَّذَان يقطعهما الذَّابِح فإمَّا أَن يكون جَمعهمَا عَلَى مَذْهَب من يرَى الْإِثْنَيْنِ جمعا أَو لِأَن كل قِطْعَة من الودج تسمى ودجا
فِي الحَدِيث وأيبست الأَرْض الوديس يَعْنِي السّنة والوديس مَا اخرجته الارض من النَّبَات يُقَال أودست الأَرْض وَمَا أحس ودسها
قَوْله غير مُودع رَبِّي أَي غير مَتْرُوك الطَّاعَة
قَوْله لينتهين أَقوام عَن ودعهم الْجُمُعَات أَي تَركهم

(2/458)


فِي الحَدِيث إِذا لم يُنكر النَّاس الْمُنكر فقد تودع مِنْهُم أَي أَسْلمُوا إِلَى مَا استحقوه من الْعقُوبَة لَهُم وَأَصله من التوديع وَهُوَ التّرْك
فِي حَدِيث طهفة لكم ودائع الشّرك يَعْنِي العهود يُقَال توادع الْفَرِيقَانِ إِذا أعْطى كل وَاحِد مِنْهُمَا الآخر عهدا أَلا يغزوه يُقَال أَعْطيته وديعا أَي عهدا
فِي الحَدِيث أعْطى رجلا ثوبا وَقَالَ ودعه بخلقك الَّذِي عَلَيْك التوديع أَن تجْعَل ثوبا وقاية ثوب وَهُوَ ثوب ميدع أَي مبتذل
فِي قصَّة فِرْعَوْن فتمثل لَهُ جِبْرِيل عَلَى فرس وديق وَهِي الَّتِي تشْتَهي الْفَحْل
فِي الحَدِيث إِن النَّاس يجملون الودك الودك الدّهن الْخَارِج من الشَّحْم الْمُذَاب
فِي حَدِيث ذِي الثدية مودن الْيَد وتروى مودون أَي نَاقص الْيَد
فِي حَدِيث وَعَلِيهِ نمرة قد وَصلهَا بإهاب قد ودنه أَي بله

(2/459)


يُقَال خبز وَدين إِذا كَانَ مبلولا
وَمِنْه الحَدِيث أَن وجا كَانَت لبني فلَان غرسوا ودانه وذنبوا خشانة ورعوا قريانه الودان مَوَاضِع الندى وَالْمَاء الَّتِي تصلح للغراس من وَدنت الشَّيْء إِذا بللته وَأَرَادَ بالخشان مَا خشن من الارض وبالقريان مجاري المَاء الْوَاحِد قري
فِي الحَدِيث مَاتَ الودي وَهُوَ فسيل النّخل
بَاب الْوَاو مَعَ الذَّال
قَامَ رجل فنال من عُثْمَان فوذأه ابْن سَلام فاتذأ أَي زَجره فانزجر
فِي حَدِيث أم زرع إِنِّي أَخَاف أَلا أذره قَالَ ابْن السّكيت إِنِّي أَخَاف أَن لَا أذر صفته وَلَا أقطعها من طولهَا وَقَالَ أَحْمد بن عبيد مَعْنَاهُ إِنِّي أَخَاف أَلا أقدر عَلَى فِرَاقه لِأَن أَوْلَادِي مِنْهُ
فِي الحَدِيث يَا ابْن شامة الوذر قَالَ أَبُو زيد أَرَادَ القلف قَالَ أَبُو عبيد هِيَ كلمة مَعْنَاهَا الْقَذْف والوذرة الْقطعَة من اللَّحْم مثل الفدر وَإِنَّمَا أَرَادَ يَا ابْن شامة المذاكير كَأَنَّهَا تشم كمرا مُخْتَلفَة
فِي الحَدِيث فأتينا بثريد كَثِيرَة الوذر أَي كَثِيرَة بضع اللَّحْم
فِي حَدِيث الْحجَّاج فَقَامَ يتوذف فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا يسْرع قَالَه ابو عُبَيْدَة وَالثَّانِي يتبختر قَالَه أَبُو عبيد
فِي الحَدِيث نزل بِأم معبد وذفان مخرجه إِلَى الْمَدِينَة أَي

(2/460)


حدثان وسرعان مخرجه
قَالَ عَمْرو لمعاوية مَا زلت أزم أَمرك بوذائله الوذائل جمع وذيلة وَهِي السبيكة من الْفضة
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَئِن وليت بني أُميَّة لأنفضنهم نفض القضاب الوذام التربة الوذام وَاحِدهَا وَذمَّة وَهِي الخزة من الكرش أَو الكبد
وَمِنْه قيل لسيور الدلاء الوذم لِأَنَّهَا مقدودة طوال وَالتُّرَاب الَّتِي سَقَطت فِي التُّرَاب فتتربت والقصاب ينفضها فَأَرَادَ أَمِير الْمُؤمنِينَ لأطهرنهم من الدنس ولأطيبنهم بعد الْخبث هَذَا قَول أبي عبيد والأصمعي وَقد رَوَاهُ بَعضهم نفض القصاب التُّرَاب الوذمة وَكَانَ الْأَصْمَعِي يرَاهُ غَلطا وَحَكَى الْأَزْهَرِي فِي تَفْسِيره أَن أصل التُّرَاب ذِرَاع الشَّاة والسبع إِذا أَخذ شَاة قبض عَلَى ذَلِك الْمَكَان فنفض الشَّاة وَرَوَاهُ بَعضهم نفض التُّرَاب جمع ترب وَسُئِلَ أَبُو هُرَيْرَة عَن كلب الصَّيْد فَقَالَ إِذا وذمته وأرسلته وَذكرت اسْم الله عَلَيْهِ فَكل قَالَ الْأَزْهَرِي توذيم الْكَلْب أَن يشد فِي عُنُقه سير يعلم بِهِ أَنه معلم وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة وذمته أَي شددته وأمسكته وَالْأَصْل فِيهِ الوذام وَهِي سيور تقد طولا واحدتها وَذمَّة وَإِنَّمَا أَرَادَ بتوذيمه أَنه لَا يطْلب الصَّيْد بعد إرْسَال وَلَا تَسْمِيَة

(2/461)


وَفِي حَدِيث عمر أَنه ربط كميه بوذمة وَهِي سير
فِي الحَدِيث أريت الشَّيْطَان فَوضعت يَدي عَلَى وذمته يُرِيد عَلَى قلادته وَهِي السّير الَّذِي يكون فِي عُنُقه وَيُقَال وذمت القرد وَالْكَلب إِذا جعلت ذَلِك فِي أعناقها
بَاب الْوَاو مَعَ الرَّاء
فِي الحَدِيث أَتَى بكتف مؤربة وَهِي الموقرة الَّتِي لم ينقص مِنْهَا شَيْء
فِي الحَدِيث وَإِن بايعتهم واربوك أَي خادعوك من الإرب وَهُوَ الدهي
وَبعث رَسُول الله إِلَى أهل عَرَفَة فَقَالَ اثبتوا عَلَى مشاعركم فَإِنَّكُم عَلَى إِرْث من إِرْث إِبْرَاهِيم قَالَ أَبُو عبيد أَصله من الْمِيرَاث وَأَصله ورث فقلبت الْوَاو ألفا مَكْسُورَة لكسرة الْوَاو وَالْمعْنَى إِنَّكُم عَلَى بَقِيَّة من شرائع إِبْرَاهِيم
فِي الحَدِيث فَإِذا نَار تؤرث أَي توقد
فِي دُعَاء رَسُول الله اللَّهُمَّ أمتعني بسمعي وبصري واجعلهما الْوَارِث مني

(2/462)


حَكَى فِيهِ الازهري قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَن الْمَعْنى أبقهما معي حَتَّى أَمُوت قَالَه النَّضر وَالثَّانِي أَنه أَرَادَ بِالسَّمْعِ وعي مَا يسمع وَالْعَمَل بِهِ وبالبصر الِاعْتِبَار بِمَا يرَى وَنور الْقلب الَّذِي يخرج بِهِ من الْحيرَة والظلمة إِلَى الْهدى
وَأمْسك أَبُو بكر لِسَانه وَقَالَ هَذَا أوردني الْمَوَارِد أَي موارد الهلكات وأصل الْمَوَارِد الطّرق إِلَى المَاء
وَمِنْه الحَدِيث اتَّقوا البرَاز فِي الْمَوَارِد
وَكَانَ الْحسن وَابْن سِيرِين يكرهان الأوارد قَالَ أَبُو عبيد كَانُوا قد أَحْدَثُوا أَن الْقُرْآن أَجزَاء وكل جُزْء مِنْهَا فِيهِ سور مُخْتَلفَة من الْقُرْآن عَلَى غير التَّأْلِيف جعلُوا السُّورَة الطَّوِيلَة مَعَ أُخْرَى دونهَا حَتَّى يتم الْجُزْء بسور تامات فكرها مَا فعلوا
قَوْله لَا صِيَام لمن لم يورص الصّيام فِي اللَّيْل أَي لم ينْو يقل ورضت الصَّوْم وأرضته إِذا نويته
قَوْله لَا خلاط وَلَا وراط قَالَ أَبُو عبيد الوراط الخديعة والغش قَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي الوراط أَن يَجْعَل غنمه فِي هوة من الأَرْض ليخفى مَوْضِعه عَلَى الْمُصدق مَأْخُوذ من الورطة وَهِي الهوة فِي الأَرْض يُقَال وَقَعُوا فِي ورطة أَي فِي بلية تشبه الْبِئْر الغامضة يُقَال

(2/463)


تورطت الْغنم إِذا وَقعت فِي الورطة ثمَّ يُقَال للرجل إِذا وَقع موقعا صعبا تورط واستورط
قَالَ عمر ورع اللص وَلَا تراعه يَقُول إِذا رَأَيْته فِي مَنْزِلك فاكففه بِمَا اسْتَطَعْت وَلَا تراعه أَي لَا تنْتَظر مِنْهُ شَيْئا وكل شَيْء كففته فقد ورعته
وَقَالَ عمر لرجل ورع عني فِي الدِّرْهَم وَالدِّرْهَمَيْنِ يَقُول كف عني الْخُصُوم بِأَن تنظر فِي ذَلِك وتقضي بَينهم يَقُول تنوب عني فِي ذَلِك
فِي الحَدِيث كَانَ أَبُو بكر وَعمر يوارعان عليا عَلَيْهِ السَّلَام أَي يستشيرانه وَقَالَ ثَعْلَب الموارعة المناطقة
فِي حَدِيث عرْفجَة فَاتخذ أنفًا من ورق يَعْنِي فضَّة وَحَكَى ابْن قُتَيْبَة عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ إِنَّمَا اتخذ أنفًا من ورق بِفَتْح الرَّاء كَأَنَّهُ أَرَادَ الرّقّ الَّذِي يكْتب فِيهِ فَأَنْتن قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَكنت أَحسب أَن قَول الْأَصْمَعِي أَن الْوَرق لَا ينتن صَحِيحا حَتَّى أَخْبرنِي بعض أهل الْخِبْرَة أَن الذَّهَب لَا يبليه الثرى وَلَا يصدئه الندى وَلَا تنقصه الأَرْض وَلَا تَأْكُله النَّار وقليله يلقى فِي الزئبق فيرسب ويلقى الْكثير من غَيره فِيهِ فيطفو فَأَما الْفضة فَإِنَّهَا تنتن وتصدأ وتبلى من الحماة
وَقد كتب عمر بن عبد الْعَزِيز فِي الْيَد إِذا قطعت تحسم بِالذَّهَب فَإِنَّهُ لَا يقيح
قَوْله فِي الرقة ربع الْعشْر وَهِي الْوَرق

(2/464)


فِي الحَدِيث قَالَ لعمَّار أَنْت طيب طيب الْوَرق أَرَادَ بالورق نَسْله وَأَوْلَاده شبهوا بالورق
قَوْله ضرس الْكَافِر مثل ورقان ورقان جبل مَعْرُوف من جبال الْعَرَب
فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ أَوْرَق الأورق الَّذِي لَونه بَين السوَاد والغبرة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأورق مَا كَانَ لَونه لون الرماد
وَمِنْه بعير أَوْرَق وَمِنْه قيل للحمامة وَرْقَاء
فِي الحَدِيث كره أَن يسْجد الرجل متوركا أَي أَن يرفع وركه إِذا سجد حَتَّى يفحش فِي ذَلِك وَقيل التورك أَن يلصق إليتيه بعقبيه فِي السُّجُود قَالَ الْأَزْهَرِي التورك فِي الصَّلَاة ضَرْبَان أَحدهمَا سنة وَالْآخر مكروة فَأَما السّنة فَأن ينحي رجلَيْهِ فِي التَّشَهُّد الْأَخير وَيلْزق مقعديه بِالْأَرْضِ وَأما الْمَكْرُوه فَأن يضع يَدَيْهِ عَلَى وركيه فِي الصَّلَاة وَهُوَ قَائِم وَهَذَا مَنْهِيّ عَنهُ
فِي الحَدِيث أُتِي بِإِبِل أوارك أَي مُقِيمَة فِي الْأَرَاك تَأْكُله
فِي الحَدِيث نهَى أَن يَجْعَل فِي وَرَاك صَلِيب الوراك ثوب يخف بِهِ الرجل
قَالَ النَّخعِيّ من حلف مَظْلُوما فورك التوريك نِيَّة ينويها الْحَالِف غير مَا نَوَاه مستحلفة
وَذكر فتْنَة فَقَالَ يصطلح النَّاس عَلَى رجل كورك عَلَى ضلع أَي عَلَى أَمر واه لَا نظام لَهُ لِأَن الورك لَا يَسْتَقِيم عَلَى الضلع ولَا يتركب عَلَيْهِ

(2/465)


قَالَ أَبُو بكر وليت خَيركُمْ فكلكم ورم أَنفه أَي امْتَلَأَ غيظا
وَكَانَ رَسُول الله إِذا أَرَادَ سفرا وَرى بِغَيْرِهِ أَي وهم غَيره وَأَصله من الوراء أَي ألْقَى التَّبْيِين وَرَاء ظَهره وَقَالَ أَبُو عَمْرو التورية السّتْر يُقَال وريت الْخَيْر إِذا سترته وأظهرت غَيره
قَوْله لَئِن يمتلىء جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه وَهُوَ من الوري وَهُوَ أَن يدوى جَوْفه يُقَال رجل موري
فِي الحَدِيث وَفِي الوري حق وَهُوَ السمين وَذكر رَسُول الله فَقَالَ عَلّي حَتَّى أورى قبسا لقابس أَي أظهر نورا من الْحق
بَاب الْوَاو مَعَ الزَّاي
قَالَ الْحسن لَا بُد للنَّاس من وزعة وَهُوَ الَّذِي يكف النَّاس عَن الشَّرّ وَأَشَارَ إِلَى السُّلْطَان
فِي الحَدِيث كَانَ موزعا بِالسِّوَاكِ أَي مُولَعا بِهِ
خرج عمر وَالنَّاس أوزاع الأوزاع جماعات مُتَفَرِّقَة
حَكَى الحكم بن أبي الْعَاصِ رَسُول الله من خَلفه فَعلم بذلك فَقَالَ كَذَا فلتكن فَأَصَابَهُ مَكَانَهُ وزع لم يُفَارِقهُ الوزع الارتعاش
نهَى عَن بيع الثِّمَار قبل أَن توزن أَي تحرز بالخرص
بَاب الْوَاو مَعَ السِّين
ذكر رجل عِنْد رَسُول الله فَقَالَ ذَاك رجل لَا يتوسد الْقُرْآن

(2/466)


ظَاهِرَة الْمَدْح وَالْمعْنَى لَا ينَام فيتوسد فَيكون الْقُرْآن متوسدا مَعَه وَيحْتَمل الذَّم لِأَنَّهُ إِذا لم يحفظ مِنْهُ شَيْئا لم يتوسده وَالْأول أظهر
قَوْله إِذا وسد الْأَمر إِلَى غير أَهله فانتظر السَّاعَة أَي أسندت الْإِمَارَة وَالْولَايَة
قَوْله لَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوسق صَدَقَة الوسق سِتُّونَ صَاعا بِصَاع رَسُول الله وَهُوَ خَمْسَة أَرْطَال وَثلث
فِي الحَدِيث استوسقوا أَي اجْتَمعُوا
قَوْله سلوا الله الْوَسِيلَة وَهِي الْقرْبَة والمنزلة عِنْد الله تَعَالَى والمنزلة الَّتِي ذكرهَا فِي الْجنَّة ثَمَرَة الْقرب
قَوْله تنْكح الْمَرْأَة لميسمها يَعْنِي الْحسن
بَاب الْوَاو مَعَ الشين
فِي الحَدِيث أرَى مَعَك أَو شَابًّا الأوشاب الأوباش الأخلاط من النَّاس
فِي الحَدِيث وأفنت أصُول الوشيج يَعْنِي السّنة والوشيج مَا التف من الشّجر وَمِنْه يُقَال رحم واشجة أَي مشتبكة بَاب

(2/467)


قَالَت عَائِشَة كَانَ رَسُول الله يتوشحني أَي يعانقني
وَلعن الواشرة وَهِي الْمَرْأَة تشر أسنانها أَي تحددها أسنانها أَي تحددها حَتَّى تكون لَهَا أشر وَهُوَ تحدد ورقة وَذَلِكَ يكون فِي أَسْنَان الْأَحْدَاث
قَالَ الشّعبِيّ إيَّاكُمْ والوشائظ يَعْنِي الدخلاء فِي الْقَوْم
فِي الحَدِيث وَالْمَسْجِد يَوْمئِذٍ وشيع الوشيع شريحة من السعف تلقى عَلَى خشب السّقف وَالْجمع وشائع والوشيع عَرِيش يُبْنَى للرئيس فِي الْعَسْكَر يشرف مِنْهُ عَلَى عسكره وَكَانَ أَبُو بكر يَوْم بدر فِي الوشيع
فِي الحَدِيث فَأتي بوشيعة يابسة وَهِي اللَّحْم يُؤْخَذ فيغلى إغلاءة وَيحمل فِي الْأَسْفَار وَقيل هُوَ المقدد
فِي حَدِيث جَيش الْخبط من لحْمَة وشائق الوشائق مَا قطع من اللَّحْم ليقدد
فِي الحَدِيث فتواشقوا بِأَسْيَافِهِمْ أَي قطعوه كَمَا يقطع اللَّحْم إِذا قدد
قَوْله توشك الوشيك الْقَرِيب قَالَ ثَعْلَب أوشك يُوشك لَا غير قَالَ ابْن السّكيت يُقَال عجبت من سرعَة ذَلِك الْأَمر وَسُرْعَة وَمن وَشك ذَلِك ووشكه ووشكانه ووشكانه ووشكانه

(2/468)


وَقَالَ الْحجَّاج لحفار أوشلت الوشل المَاء الْقَلِيل
قَوْله لعن الله الواشمة الوشم فِي الْيَد أَن يغرز كف الْمَرْأَة ومعصمها بإبرة ثمَّ بكحل فيخضر والموتشمة الَّتِي يفعل بهَا ذَلِك
فِي الحَدِيث رَأَيْت سترا موشيا الْمُوشى المخطط بألوان تَشِنْ وكل منسوج عَلَى لونين فَصَاعِدا فَهُوَ موشى
وَكَانَ الزُّهْرِيّ يستوشي الحَدِيث أَي يَسْتَخْرِجهُ بالبحث وَالْمَسْأَلَة
وَمثله وَكَانَ ابْن أبي يستوشي بِحَدِيث الْإِفْك
فِي الحَدِيث فدق عُنُقه إِلَى عجب ذَنبه فائتش محدودبا أَي أَنه برأَ من الْكسر الَّذِي أَصَابَهُ والتأم يُقَال ائتش الْعظم إِذا برأَ من كسر كَانَ بِهِ
بَاب الْوَاو مَعَ الصَّاد
قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي مَرضه مَا أجد إِلَّا توصيبا أَي فتورا قَالَ رجل لشريح إِن هَذَا اشْتَرَى مني أَرضًا وَقبض مني وصرها وَهُوَ كتاب شِرَائهَا وَالْأَصْل أصرها وَهُوَ الْعَهْد
فِي الحَدِيث فيتواضع لله حَتَّى يصير مثل الْوَصع وَبَعض الروَاة بِفَتْح الصَّاد وَالْأول اخْتِيَار أبي عبيد قَالَ هُوَ الصَّغِير من أَبنَاء العصافير

(2/469)


قَالَ وَيُقَال هُوَ طَائِر شَبيه بالعصفور الصَّغِير فِي صغر جِسْمه وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنه يُقَال وصع ووصع وصعو فالصعو صغَار العصافير
وَنَهَى عَن بيع المواصفة قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ أَن يَبِيع مَا لَيْسَ عِنْده ثمَّ يبتاعه فيدفعه إِلَى المُشْتَرِي وَقيل لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ بَاعَ بِالصّفةِ من غير نظر وَلَا حِيَازَة ملك
فِي حَدِيث عمر إِلَّا يشف فَإِنَّهُ يصف أَي إِن الثَّوْب الرَّقِيق يصف
قَوْله حَتَّى يكون الْبَيْت بالوصيف الْبَيْت الْقَبْر يكون بِعَبْد من كَثْرَة الْمَوْتَى
فِي الحَدِيث من اتَّصل فأعضوه الِاتِّصَال دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ أَن يَقُول يالفلان
قَالَ ابْن مَسْعُود إِذا كنت فِي الوصيلة فاعط راحلتك حظها الوصيلة الْعِمَارَة وَالْخصب وَإِنَّمَا قيل لَهَا وصيلة لاتصالها واتصال النَّاس فِيهَا
وَقيل الوصيلة أَرض مكلئة تتصل بِأَرْض ذَات كلأ
قَالَ عَمْرو لمعاوية مَا زلت أصل أَمرك بوصائله الْمَعْنى مَا زلت أزمه وأحكمه
فِي الحَدِيث كسا تبع الْكَعْبَة الوصائل وَهِي ثِيَاب حبر يَمَانِية

(2/470)


وَنَهَى عَن الْوِصَال وَهُوَ أَن يصل اللَّيْل بِالنَّهَارِ فِي الصَّوْم
فِي الحَدِيث وَلَا توصيم فِي الدَّين أَي لَا تفتروا فِي إِقَامَة الْحَد وَلَا تحَابوا فِيهِ والوصم الكسل والتواني وَفِي حسب فلَان وصمة أَي غميزة
فِي الحَدِيث وَلعن الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة يَعْنِي الَّتِي تصل شعرهَا بِشعر آخر
بَاب الْوَاو مَعَ الضَّاد
توضأوا مِمَّا غيرت النَّار ظَاهره الْوضُوء الشَّرْعِيّ ثمَّ يسح وَقَالَ قوم مَعْنَاهُ نظفوا أَيْدِيكُم من الزهومة وَالْوُضُوء بِضَم الْوَاو والتوضؤ بِالْفَتْح اسْم المَاء
فِي الحَدِيث الْمِيضَاة وَهِي مطهرة يتَوَضَّأ مِنْهَا مفعلة من الْوضُوء
فِي الحَدِيث أَن يَهُودِيّا قتل جَارِيَة عَلَى أوضاح لَهَا يَعْنِي حليا من فضَّة وَالْمعْنَى قَتلهَا ليَأْخُذ ذَلِك
وَفِي الشجاج الْمُوَضّحَة وَهِي الَّتِي تبدي وضح الْعظم أَي بياضه

(2/471)


فِي الحَدِيث كَانَ الصّبيان يَلْعَبُونَ بِعظم وضاح وَهِي لعبة لصبيان الْأَعْرَاب يَعْمِدُونَ إِلَى عظم أَبيض فيرمونه بَعيدا بِاللَّيْلِ ثمَّ يتفرقون فِي طلبه فَمن وجده مِنْهُم ركب صَاحبه
فِي الحَدِيث أَمر بصيام الأواضح يَعْنِي أَيَّام الْبيض
فِي الحَدِيث من وضح إِلَى وضح أَي من الْهلَال إِلَى الْهلَال وأصل الوضح الْبيَاض
وَفِي حَدِيث غيروا الوضح أَي بَيَاض الشيب
وَرَأَى بِعَبْد الرَّحْمَن وضرا من صفرَة أَي لطخا من خلوق أَو طيب لَهُ لون وَذَلِكَ من فعل الْعَرُوس إِذا بنى بأَهْله وَيكون الوضر من الصُّفْرَة والحمرة وَالطّيب
فِي الحَدِيث وأوضع فِي وَادي محسر الإيضاع سير مثل الخبب
فِي الحَدِيث لكم وضائع الْملك يَعْنِي الْوَظَائِف الَّتِي يوظفها عَلَى الْمُسلمين فِي الْأَمْوَال الْمَمْلُوكَة لَا تزيد عَلَيْكُم فِيهَا
فِي حَدِيث أَن اسْم رَسُول الله وَصورته فِي الوضائع قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ كتب تكْتب فِيهَا الْحِكْمَة قَالَ الْأَزْهَرِي والوضائع شبه الرهائن كَانَ كسْرَى يرْهن أَقْوَامًا ويسكنهم بعض بِلَاده
فِي حَدِيث من رفع السِّلَاح ثمَّ وَضعه فدمه هدر أَي قَاتل بِهِ فِي الْفِتْنَة

(2/472)


قَوْله من أنظر مُعسرا أَو وضع لَهُ أَي حط عَنهُ من أصل المَال شَيْئا
وَقَالَت أعرابية فِي وَلَدهَا مَا حَملته وضعا قَالَ ابْن السّكيت الْوَضع أَن تحمل الْمَرْأَة فِي آخر ظهرهَا فِي مقبل الْحيض وَهُوَ التضع أَيْضا
قَوْله إِنَّمَا النِّسَاء لحم عَلَى وَضم قَالَ الْأَصْمَعِي الْوَضم الْخَشَبَة أَو البارية الَّتِي يوضع عَلَيْهَا اللَّحْم يَقُول فِيهِنَّ فِي الضعْف مثل ذَلِك اللَّحْم الَّذِي لَا يمْتَنع من أحد إِلَّا أَن يذب عَنهُ
فِي الحَدِيث
إِلَيْك تعدو قلقا وضينها
قَالَ القتيبي الْوَضِين بطان منسوج بعضه عَلَى بعض وَمِنْه قيل للدروع موضونة أَي مداخلة الْحلق فِي الْحلق
بَاب الْوَاو مَعَ الطَّاء
قَوْله اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك عَلَى مُضر أَي خذهم أخذا شَدِيدا وَمِنْه آخر وَطْأَة وَطئهَا الله بوج أَي آخر وقْعَة وَوَج هُوَ الطَّائِف وَكَانَت غَزْوَة الطَّائِف آخر غزوات رَسُول الله

(2/473)


فِي الحَدِيث الموطأون أكنافا التوطئة التذليل والتمهيد يُقَال فرَاش وطيء وثير لَا يُؤْذِي جنب النَّائِم
فِي الحَدِيث قيل للخراص احتاطوا لأهل المَال فِي النائبة والواطئة فِي الواطئة قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم الْمَارَّة السابلة سموا بذلك لوطئهم الطَّرِيق الْمَعْنى استظهروا فِي الْخرص لما ينوبهم من الضيفان وَغَيرهم وَالثَّانِي أَن الواطئة سقاطة التَّمْر تقع فتوطأ بالأقدام فَاعل بِمَعْنى مفعول
فِي الحَدِيث إِن رعاء الْإِبِل ورعاء الْغنم تفاخروا فأوطأوا رعاء الْإِبِل عَلَيْهِ أَي غلبوهم وقهروهم بِالْحجَّةِ
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ موطأ الْعقب أَي كثير الأتباع
فِي حَدِيث صَلَّى بِهِ جِبْرِيل الْعشَاء حِين غَابَ الشَّفق واتطأ الْعشَاء يُقَال وطأت الشَّيْء فاتطأ أَي هيأته فتهيأ وَأَرَادَ كمل ظلام الْعشَاء وواطأ بعض الظلام بَعْضًا
فِي الحَدِيث ووطب الوطب سقاء اللَّبن وَجمعه وطاب وأوطاب وَأَتَى رجل ابْن مَسْعُود فوطده إِلَى الأَرْض وَلم يتْركهُ حَتَّى أَجَابَهُ عَن مَسْأَلَة أَي غمزه وأثبته
قَالَ الْبَراء لخَالِد طدني إِلَيْك أَي ضمني
فِي صفته فِي أَشْفَاره وَطف أَي طول

(2/474)


قَوْله الْآن حمي الْوَطِيس حَكَى أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي أَن التَّنور يُقَال لَهُ الْوَطِيس وَالْخَمِيس وَقَالَ فِي مَوضِع آخر الْوَطِيس شَيْء مثل التَّنور يختبر فِيهِ شبه حر الْحَرْب بِهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي الْوَطِيس حِجَارَة مُدَوَّرَة فَإِذا أحميت لم تمكن أحدا الوطأ عَلَيْهَا يضْرب مثلا لِلْأَمْرِ الشَّديد وَقَالَ الْأَعرَابِي الْوَطِيس الوطأ الَّذِي يطس النَّاس ويدقهم ويقتلهم وأصل الوطس الوطأ من الْخَيل وَالْإِبِل
وَسُئِلَ عَطاء عَن الوطواط يُصِيبهُ الْمحرم فَقَالَ ثلثا دِرْهَم وَفِيه قَولَانِ أَحدهمَا الخفاش قَالَه الْأَصْمَعِي وَالثَّانِي أَنه الخطاف وَاخْتَارَهُ أَبُو عبيد
بَاب الْوَاو مَعَ الظَّاء
فِي الحَدِيث إِذا ذبحت الذَّبِيحَة فاستوظف قطع الْحُلْقُوم والمريء والودجين أَي استوعب ذَلِك
بَاب الْوَاو مَعَ الْعين
فِي الحَدِيث إِن النِّعْمَة تستوعب جَمِيع الْعَمَل أَي تَأتي عَلَيْهِ فَإِذا استؤصل الشَّيْء فقد استوعب
وَمِنْه إِذا استوعبت جدع الْأنف فَفِيهِ الدِّيَة وَيروَى أوعب وَيروَى استوعي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي استوعي بِمَعْنى استوعب

(2/475)


قَالَ حُذَيْفَة فِي الْجنب ينَام قبل أَن يغْتَسل هُوَ أوعب للْغسْل أَي أَحْرَى أَن يخرج مَا بَقِي من مَائه
فِي الحَدِيث كَانَ الْمُسلمُونَ يوعبون فِي النفير أَي يخرجُون بأجمعهم
وَمِنْه أوعب الْأَنْصَار مَعَ عَلّي إِلَى صفّين أَي لم يتَخَلَّف عَنهُ أحد مِنْهُم
قَوْله أعوذ بك من وعثاء السّفر يَعْنِي شدته ومشقته وَأَصله من الوعث وَهُوَ الدهس وَهُوَ الرمل الدَّقِيق وَالْمَشْي فِيهِ يشْتَد عَلَى صَاحبه فَجعل مثلا لكل مَا يشق
فِي حَدِيث أم زرع عَلَى جبل وعر أَي غليظ حزن يصعب الصعُود إِلَيْهِ شبهته بِلَحْم لَا ينْتَفع بِهِ وَلَا يطْلب
فِي الحَدِيث يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان يسْتَحل فِيهِ الْقَتْل بِالْمَوْعِظَةِ أَي أَن يقتل الرجل ليتعظ بِهِ الْمُرِيب
وَذكر عمر بعض الصَّحَابَة فَقَالَ وعقة لقس والوعقة واللقس والشرس الشَّديد الْخلق وَقَالَ أَبُو زيد الوعقة الَّذِي يضجر ويتبرم مَعَ كَثْرَة صمت وَسُوء خلق
قَوْله إِنِّي أوعك أَي أقلب فِي الْمَرَض

(2/476)


فِي حَدِيث لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تهْلك الوعول يَعْنِي الْأَشْرَاف والوعل الشَّاء الجبلبة يُقَال وعول وأوعال
قَوْله لَا يعذب الله قلبا وعى الْقُرْآن قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي مَعْنَاهُ عقل الْقُرْآن إِيمَانًا بِهِ وَعَملا فَأَما من حفظ أَلْفَاظه وضيع حُدُوده فَإِنَّهُ غير واع يدل عَلَى ذَلِك حَدِيث الْخَوَارِج يقرأون الْقُرْآن وَلَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ
بَاب الْوَاو مَعَ الْعين
قَالَ الْأَحْنَف إيَّاكُمْ وحمية الأوغاب الأوغاب والأوغاد اللئام الْوَاحِد وغب وَفِي لفظ الأوقاب وهم الحمقى الْوَاحِد وَقب
فِي حَدِيث الْهَدِيَّة تذْهب وَعز الصَّدْر أَي كدره
فِي الحَدِيث الْإِفْك لولوا موغرين الوغرة شدَّة الْحر قَوْله فأوغل فِيهِ بِرِفْق الإيغال الدُّخُول فِي الشَّيْء
قَالَ عِكْرِمَة من لم يغْتَسل يَوْم الْجُمُعَة فليستوغل يَعْنِي ليغسل الغوابن والبواطن
بَاب الْوَاو مَعَ الْفَاء
فِي الحَدِيث أَمر بِصَدقَة تُوضَع فِي الأوفاض قَالَ أَبُو عبيد هم الْفرق من النَّاس والأخلاط وَقَالَ الْفراء هم الَّذين مَعَ كل وَاحِد مِنْهُم

(2/477)


وَفِضة يلقِي فِيهَا طَعَامه وَهِي مثل الكنانة الصَّغِيرَة وَحَكَى أَبُو عبيد أَن المُرَاد بهم أهل الصّفة لأَنهم كَانُوا من قبائل شَتَّى قَالَ وَقد يُمكن أَن يكون مَعَ كل وَاحِد مِنْهُم وَفِضة
فِي الحَدِيث وَمن زنَى من بكر فاصقعوه أَي اضْرِبُوهُ والصقع الضَّرْب واستوفضوه عَاما أَي عربوه وانفوه وَأَصله من قَوْلك استوفضت الْإِبِل إِذا تَفَرَّقت فِي رعيها
فِي الحَدِيث لَا يُحَرك وافه عَن وفهيته قَالَ اللَّيْث الوافه الْقيم الَّذِي يقوم عَلَى بَيت النَّصَارَى الَّذِي فِيهِ صليبهم والمحدثون يَرْوُونَهُ بِالْكَاف وَالصَّوَاب بِالْفَاءِ وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي واهف وَكَأَنَّهُ مقلوب
قَوْله إِنَّكُم وفيتم سبعين أمة أَي تمت الْعدة بكم
فِي الحَدِيث وافية آذانها أَي تَامَّة
وَمثله كلما فرضت شفاههم وفت أَي تمت وطالت
بَاب الْوَاو مَعَ الْقَاف
فِي الحَدِيث لما رَأَى الشَّمْس قد وَقَبَتْ أَي غَابَتْ
فِي حَدِيث العنبر فاغترفنا من وَقب عَيْنَيْهِ الوقب كالنقرة فِي الشَّيْء
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا كَانَ وَقيد الجوانح أَي محزون الْقلب فقد ضعفت الجوانح الَّتِي تحتوي عَلَى الْقلب لحزن الْقلب

(2/478)


وَقَالَت فواقد النِّفَاق أَي دَفعه وكسره
فِي الحَدِيث ووقير كثير الرُّسُل قَالَ ابْن قُتَيْبَة الوقير الْغنم
قَوْله دخلت الْجنَّة فَسمِعت وقشا خَلْفي فَإِذا بِلَال الوقش الْحَرَكَة فوقصت بِهِ نَاقَته الوقص كسر الْعُنُق
وَقَضَى عَلّي فِي الواقصة أَي الموقصة وَهِي الَّتِي اندقت عُنُقهَا
وَأتي معَاذ بوقص فِي الصَّدَقَة وَهُوَ مَا بَين الفريضتين
فِي الحَدِيث فَركب فرسا فَجعل يتوقص بِهِ أَي ينزو بِهِ وَيُقَارب الخطو
قَالَ جَابر كَانَت عَلّي بردة فخالفت بَين طرفيها ثمَّ تواقصت عَلَيْهَا لِئَلَّا تسْقط أَي أَمْسَكت عَلَيْهَا بعنقي وَهُوَ أَن يحني عَلَيْهَا عُنُقه والأوقص الَّذِي قصرت عُنُقه
فِي الحَدِيث كَانَ إِذا أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي وقط فِي رَأسه أَي أدْركهُ الثّقل فَوضع رَأسه يُقَال ضربه فوقطه أَي صرعه
قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة اجعلي وقاعة السّتْر قبرك وقاعة السّتْر موقعه عَلَى الأَرْض إِذا أَرْسلتهُ

(2/479)


فِي الحَدِيث مَا هِيَ إِلَّا إبل موقع ظُهُورهَا الْموقع ظُهُورهَا الْموقع الَّذِي تكْثر آثَار الدبر بظهره
قَالَ أبي لرجل لَو اشْتريت دَابَّة تقيك الوقع الوقع أَن تصيب الْحِجَارَة الْقدَم فتوهنها وَفِي الْمثل كل الْحذاء تحتذي الحافي الوقع
وَفِي الحَدِيث إِنَّه وَقع أَي وجع
فِي الحَدِيث الْمُؤمن وقاف وَهُوَ المتأني لينْظر الْمصلحَة
فِي الحَدِيث وَلَا وَاقِفًا من وقيفاه الْوَاقِف خَادِم الْبيعَة لِأَنَّهُ وقف نَفسه عَلَى خدمتها والوقيفي الْخدمَة
فِي حَدِيث أم زرع لَيْسَ بلبد فيتوقل التوقل الْإِسْرَاع
وَمِنْه فتوقلت بِنَا القلاص
فِي حَدِيث جَابر أَنه اشْتَرَى مِنْهُ جمله بأوقية الْأُوقِيَّة عِنْد الْعَرَب أَرْبَعُونَ درهما وَجَمعهَا أواقي مَفْتُوحَة الْألف مُشَدّدَة الْيَاء غير مصروفة والعامة تَقول أَوَاقٍ ممدودة الْألف بِغَيْر يَاء
قَوْله لَيْسَ فِيمَا دون خمس أواقي صَدَقَة يَعْنِي مِائَتي دِرْهَم
بَاب الْوَاو مَعَ الْكَاف
فِي الحَدِيث كَانَت وكتة فِي قلبه الوكتة الْأَثر الْيَسِير وَمِنْه قيل للبسر إِذا وَقعت نُكْتَة من الإرطاب قد وكت

(2/480)


وَمِنْه حَدِيث حُذَيْفَة كأثر الوكت
فِي الحَدِيث قلب وَكِيع أَي متين يُقَال سقاء وَكِيع أَي مُحكم الخرز
قَوْله من منح منحة وكوفا وَهِي الغزيرة اللَّبن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ الَّتِي لَا يَنْقَطِع لَبنهَا سنتها جَمِيعًا
فِي الحَدِيث أَنه تَوَضَّأ فاستوكف ثَلَاثًا يُرِيد غسل يَدَيْهِ ثَلَاثًا وَهُوَ استفعل من وكف الْبَيْت إِذا قطر كَأَنَّهُ أَخذ ثَلَاث دفع من المَاء
فِي الحَدِيث أهل الْقُبُور يتوكفون الْأَخْبَار أَي يتوقعونها
فِي الحَدِيث خِيَار الشُّهَدَاء عِنْد الله أَصْحَاب الوكف قيل وَمن أَصْحَاب الوكف قَالَ قوم تكفأ عَلَيْهِم مراكبهم فِي الْبَحْر قَالَ شمر أصل الوكف الْميل والجور يُقَال إِنِّي أخْشَى وكف فلَان أَي جوره
فِي الحَدِيث وَكفوا عَن علمهمْ أَي قصروا عَنهُ ونقصوا وَيُقَال لَيْسَ عَلَيْك وكف أَي منقصة
فِي الحَدِيث الْبَخِيل التخيل من غير وكف الوكف النَّقْص يُقَال لَيْسَ عَلَيْك وكف أَي منقصة
فِي الحَدِيث فتواكلا الْكَلَام أَي اتكل كل وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى الآخر فِيهِ

(2/481)


فِي الحَدِيث نهَى عَن المواكلة وَهُوَ أَن يكون للرجل عَلَى الرجل دين فيهدي لَهُ فيؤخره
فِي الحَدِيث لَا عَاجز ولَا وكل الوكل البليد
فِي حَدِيث ابْن الزبير كَانَ يوكي بَين الصَّفَا الْمَرْوَة سعيا أَي يسكت كَأَنَّهُ يوكي فَاه قَالَ الْأَزْهَرِي الإيكاء يكون عِنْد الْعَرَب بِمَعْنى السَّعْي الشَّديد وَهَذَا أصح من الأول لِأَنَّهُ قَالَ يوكي سعيا
قَوْله أوكوا أسقيتكم الإيكاء الشد وَاسم الْخَيط الَّذِي يشد بِهِ السقاء الوكاء
وَمِنْه فَلْيحْفَظ وكاءها
بَاب الْوَاو مَعَ اللَّام
فِي الحَدِيث ولث لَهُم عُثْمَان ولثا أَي أَعْطَاهُم عهدا غير مُحكم وَلَا موثق وَقَالَ عمر للجاثليق لَوْلَا ولث عقد لَك
قَالَ ابْن مَسْعُود ظهر الطَّرِيق منزل الوالجة يَعْنِي السبَاع والحيات سميت والجة لولوجها بِالنَّهَارِ واستتارها
فِي حَدِيث رقيقَة فيهم الطَّاهِر لداته أَي موالده
فِي الْإِنْجِيل أَنا وَلدتك أَي ربيتك
اشْتَرَى رجل جَارِيَة وَشرط أَنَّهَا مولدة فَوَجَدَهَا تليدة قَالَ ابْن

(2/482)


قُتَيْبَة التليدة الَّتِي ولدت بِبِلَاد الْعَجم وحملت فَنَشَأَتْ فِي بِلَاد الْعَرَب والمولدة الَّتِي ولدت فِي الْإِسْلَام
وَبعث رَسُول الله عليا ليدي قوما قَتلهمْ خَالِد بن الْوَلِيد فَأَعْطَاهُمْ ميلغة الْكَلْب وعلبة الحالب وَأَعْطَاهُمْ بروعة الْخَيل ميلغة الْكَلْب الطّرف الَّذِي يشرب مِنْهُ وعلبة الحالب العلبة الَّتِي يحلب فِيهَا وَأَعْطَاهُمْ لما فزعهم بمجيء الْخَيل
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لرجل ولقت أَي كذبت والولق الْكَذِب
قَوْله أولم الْوَلِيمَة الطَّعَام الَّذِي يصنع عِنْد الْعرس
قَوْله لَا توله وَالِدَة عَن وَلَدهَا وَهُوَ أَن يفرق بَينهمَا فِي البيع وكل أُنْثَى فَارَقت وَلَدهَا فَهِيَ واله
قَوْله من كنب مَوْلَاهُ أَي وليه وَقد سبق
وَمثله أَنما امْرَأَة نكحت بِغَيْر إِذن مَوْلَاهَا وَفِي لفظ وَليهَا
وَأسلم وغفار موَالِي الله وَرَسُوله
وَمثله أَسأَلك غناي وغنى مولَايَ أَي ولي
فِي الحَدِيث فَمَا أبقت السِّهَام فَلأَوْلَى رجل ذكر أَي أدنَى وَأقرب فِي النّسَب

(2/483)


فِي الحَدِيث وَكَانَ الرجل يقوم لِابْنِ عمر من لية نَفسه فَلَا يقْعد مَكَانَهُ أَي من قبل نَفسه
وَنَهَى أَن يُصَلِّي عَلَى الولايا واحدتها ولية وَهِي البراذغ سميت بذلك لِأَنَّهَا تلِي ظهر الدَّابَّة وَإِنَّمَا نهَى لِأَشْيَاء مِنْهَا تتَعَلَّق بالدواب وَمِنْهَا مَا يتَعَلَّق بالجالسين فَأَما الَّذِي يتَعَلَّق بالدواب فَإِنَّهُ لَا يُؤمن أَن تقمل فَيضر ذَلِك بالدواب وَلَا يُؤمن أَن تبسط فيعلق بهَا الشوك والحصى فيعفر ذَلِك ظُهُور الدَّوَابّ وَمِنْهَا يتَعَلَّق بالجالس فَإِنَّهُ إِن جلس عَلَى مَا يَلِي ظهر الدَّوَابّ لم يَأْمَن أَن يُصِيبهُ من دم عقورها أَو من نَتن رِيحهَا
وَنَهَى عَن بيع الْوَلَاء الْوَلَاء كالنسب فَلَا يَزُول بالإزالة
بَاب الْوَاو مَعَ الْمِيم
فِي الحَدِيث هلا أَوْمَضْت إِلَيّ أَي أَشرت إِشَارَة خَفِيفَة
بَاب الْوَاو مَعَ الْهَاء
قَوْله لقد هَمَمْت أَن لَا أتهت أَي لَا أقبل الْهَدِيَّة
فِي الحَدِيث فَإِذا النَّاس يهزون الأباعر أَي يحثونها يُقَال وهزته إِذا دَفعته
فِي الحَدِيث حماديات النِّسَاء قصر الوهازة أَي قصر الخطى
قَالَ عمر من تكبر وهصه الله إِلَى الأَرْض
وَمِنْه لما أهبط الله آدم وهصه الله إِلَى الأَرْض

(2/484)


قَوْله عَلَى أَن لَهُم وهاصها وَهِي الْمَوَاضِع المطمئنة
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا قَلّدهُ رَسُول الله وهف الدَّين أَي الْقيام بشرف الدَّين تُشِير إِلَى الصَّلَاة
فِي عهد عمر وَيتْرك الواهف عَلَى وهافته وَهُوَ قيم الْبيعَة وَقيل وفهيته وَقد سبق
فِي الحَدِيث كلما وهف لَهُ شَيْء أَخذه أَي عرض لَهُ
فِي الحَدِيث وَانْطَلق الْجمل يواهق نَاقَته أَي يباريها فِي السّير
فِي الحَدِيث كَيفَ أَنْت إِذا أَتَاك ملكان فتوهلاك يُقَال توهلت فلَانا أَي عرضته لِأَن يهل أَي يغلط
وَقَول ابْن عمر وَهل أنس أَي غلط
فِي الحَدِيث لَقيته أول وهلة يُقَال وهلت من كَذَا أَي فزعت فَكَأَنَّهُ قَالَ لَقيته أول فزعة فزعتها بلقاء إِنْسَان
فِي الحَدِيث فقمنا وهلين أَي فزعين
فِي الحَدِيث أوهم فِي صلَاته أَي أسقط مِنْهَا شَيْئا
وَمِنْه سجد للوهم أَي للغلط
فِي الحَدِيث وهم ابْن عَبَّاس فِي تَزْوِيج مَيْمُونَة قَالَ الْخطابِيّ

(2/485)


الْهَاء مَفْتُوحَة وَمَعْنَاهُ ذهب وهمه فَأَما وهم بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاه الْغَلَط
فِي حَدِيث كَأَنَّك وهمت قَالَ كَيفَ لَا أَيهمْ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الأَصْل أوهم بِفَتْح الْألف فكسروها
فِي الحَدِيث رَأَى عَلَى رجل خَاتم صفر فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ من الواهنة قَالَ أما أَنه لَا يزيدك إِلَّا وَهنا الواهنة مرض عرق يَأْخُذ فِي الْمنْكب وَفِي الْيَدَيْنِ فيرقى وَرُبمَا عقدوا عَلَيْهِ جِنْسا من الخرز يُقَال لَهُ خرز الواهنة
بَاب الْوَاو مَعَ الْيَاء
قَوْله وَيْح عمار وَيْح كلمة رَحْمَة نقال لمن وَقع فِي هلكة لَا يَسْتَحِقهَا يرثى لَهُ قَالَ الْأَصْمَعِي الوبل قبوح والويح ترحم وويس تصغيرها قلت وَقد ترد كلمة الويل لَا فِي مستقبح قَالَه رَسُول الله فِي حق رجل ويل إِنَّه مسعر حَرْب يصفه بالإقدام ويتعجب مِنْهُ

(2/486)