غريب الحديث للخطابي حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه
حَدِيثِ أَبِي مُوسَى أَنَّ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ: أَتَيْتُهُ
لَمَّا قتل عثمان فاستشرته فقال: "ارْجِعْ فَإِنْ كَانَ لِقَوْسِكَ
وَتَرٌ فاقطعه ... ".
...
حديث أبي موسى الأشعري عبد الله بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى أَنَّ زَيْدَ بْنَ
وَهْبٍ قَالَ: أَتَيْتُهُ لَمَّا قُتِلَ عثمان فاستشرته. فقال: ارْجِعْ
فَإِنْ كَانَ لِقَوْسِكَ وَتَرٌ فَاقْطَعْهُ وَإِنْ كَانَ لِرُمْحِكَ
سَنَانٌ فَانْصِلْهُ1.
حُدِّثْتُ بِهِ عَنِ ابْنِ أبي خيثمة أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس
أخبرنا زَائِدَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ.
قوله: أنصله أي انزعه يُقَالُ نصلت الرمح إذا جعلت له نصلا وأنصلته إذا
نزعت نصله وكانوا يسمون رجبا منصل الأسنة لأنهم يتحاجزون عَنِ القتال
في الأشهر الحرم.
وأخبرني أبُو عُمَر أَخْبَرَنَا أبو العَبَّاس ثعلب عن ابن الأعرابي
قَالَ أنصلت السهم إذا نزعت نصله فهو منصل ورجب منصل الأسنة ونصلته إذا
ركبت عليه النصل وسهم منصل قَالَ والمنصول2 أيضا إذا أخذت نصله ومثله
الناصل وأنشدنا:
ورميت في الهيجا بأفوق ناصل
فحاصل قول ابن الأعرابي أن أنصلت ونصلت بمعنى نزعت ونصلت مثقلة بمعنى
ركبت عليه النصل فأما المنصل فهو السيف.
__________
1 الفائق "نضل" "3/437" والنهاية "نضل" "5/67".
2 د, ح: "والمنصول أيضا ما أخذت نصله".
(2/364)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
أَبِي مُوسَي أَنَّهُ قَالَ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: مَا ثَبَّرَ
النَّاسَ مَا بَطَّأَ بِهِمْ قَالَ أَنَسٌ: الدُّنْيَا
وَشَهَوَاتُهَا1.
مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ.
قوله: ثبر الناس أصله من الثبرة وهو تراب شبيه بالنورة يكون بين ظهراني
الأرض فإذا بلغه عرق النخلة وقف ولم ينفذ يقولون عند ذلك2: بلغت النخلة
ثبرة الأرض فضعفت.
يريد أَبُو موسى والله أعلم هذا المعنى يقول ما الَّذِي صد الناس
ومنعهم عَنْ طاعة اللَّه ويشبه أن يكون هذا أصل الثبور الَّذِي هو
الهلاك.
يُقَالُ: ثبره اللَّه بمعنى أهلكه ومنه قول الله تعالى: {وَإِنِّي
لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً} 3 يقال: ثبره الله يثبره ثبرا
وثبورا.
__________
1 د: "ما بطأ" كمنع وأخرجه أبو نعيم في حايته "1/259" بلفظ: ما أبطأ
بالناس عن الآخرة وما ثبرهم عنهم؟ قال: قلت: الشهوات والشيطان".
2 د, ح: "بلغت النخلة ثبرة من الأرض".
3 سورة الاسراء: "102".
(2/365)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
أَبِي مُوسَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَتَاهُ يتَحَدَّثُ عِنْدَهُ
فَلَمَّا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ زَحَلَ وَقَالَ: مَا كُنْتُ أَتَقَدَّمُ
رَجُلا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ1.
حدثنيه عبد العزيز بن محمد حدثنا / ابن الجنيد أخبرنا سويد أخبرنا عبد
الله عَنْ عَمَّارِ بْنِ زُرَيْقٍ [137] عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ.
قوله: زحل معناه تأخر يُقَالُ مالي عنك مزحل قَالَ مالك بن الريب:
__________
1 الفائق "زحل" "2/195" والنهاية "زحل" "2/289".
(2/365)
فإن لنا عنكم مراحا ومزحلا ... بعيس إلى
ريح الفلاة صوادي1
وفيه من الفقه أن للرجل أن يؤم صاحب الدار في داره إذا أذن له.
__________
1 شعر أمويون "1/51" من قصيدة يهجو فيها الحجاج بن يوسف ومنها:
فماذا عسى الحجاج يبلغ جهده ... إذا نحن جاوزنا حفير زياد
(2/366)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
أَبِي مُوسَى أَنَّهُ قَالَ: "مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ
وَيَعْمَلُ بِهِ كَمَثَلِ الأُتْرَجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُهَا طَيِّبٌ
خَرَاجُهَا وَمَثَلُ الَّذِي يَعْمَلُ بِهِ وَلا يَقْرَأُهُ كَمَثَلِ
النَّخْلَةِ طَيِّبٌ خَرَاجُهَا وَلا رِيحَ لَهَا"1.
مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ الْجَرِيرِيِّ عَنْ
قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي مُوسَى.
قوله: طيب خراجها يريد طعم ثمرها وكل ما خرج من شيء وحصل من نفعه فهو
خراجه فخراج الشجر ثمرها وخراج الحيوان نسلها ودرها.
وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْخَرَاجُ
بِالضَّمَانِ" 2. وَالخراج والخرج3 أيضا بمعنى الأجرة والعمالة قَالَ
اللَّه تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ} 4
أي ثواب الله خير.
__________
1 أخرجه البخاري في التوحيد "9/198" عن أبي موسى مرفوعا: باختلاف يسير
وكذلك الترمذي في الأمثال "5/150" والنسائي في الإيمان "8/125" وابن
ماجة في المقدمة "1/77" والدارمي في فضائل القرآن "2/442" كلهم أتى به
مرفوعا عن أبي موسى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
2 تقدم تخريجه.
3 ساقط من ط.
4 سورة المؤمنون: "72".
(2/366)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أبي
موسى أن أبا وائل ذكره فَقَالَ: ما كان أنكره1 يرويه حماد بن زيد عَنْ
عاصم عَنْ أَبِي وائل.
قوله: ما كان أنكره يريد ما كان أدهاه وأفطنه من النكر مفتوحة النون
وهو الدهاء.
قَالَ يعقوب النكر أن يكون الرجل فطنا منكرا ويقال ما أشد نكره.
والنكر المنكر والنكراء المنكر أيضا قَالَ الشاعر:
قد كان عندك للمعروف معرفة ... وكان عندك للنكراء تنكير2
__________
1 الفائق "نكر" "4/25" والنهاية "نكر" "5/115".
2 هامش س: "تنكير أي تعيير".
(2/367)
|