غريب الحديث للخطابي

حديث علي بن الحسين
حديث علي أنه قال: "المستلاط لا يرث، ويُدعى له ويُدعى به"
...
حديث علي بن الحسين
* قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ علي أنه قال: "المستلاط لا يرث، ويُدعى له ويُدعى به"1.
أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، نا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا ابن مهدي، عن عبد الله بن بُديل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حسين.
المستلاط: اللقيط المستلحق النسب، أُخِذ من اللوط, وهو اللصوق, يقال: قد لاط بالشيء إذا لصق به, قال عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة بن مسعود:
شققتِ القلب ثم ذررتِ فيه ... هواك, فلاط, فالتَأَمَ الفُطُورُ2
أي لصق به ورسخ فيه, ومن هذا قولك: ما يلتاط هذا بصَفَرِي: أي لا يلصق هذا بقلبي, ومثله لا يليق هذا بصَفَرِي.
وقوله: يدعى له، يريد الطفل ينسب إليه، فيقال: فلان بن فلان.
وقوله: يدعى به، يريد الملتقط، يكنى به: أي باللقيط فيقال: أبو فلان.
__________
1 أخرجه ابن معين في: تاريخه: 103/3, رقم النص 422.
2 اللسان والتاج: "ذرر", "فطر", دون عزو, برواية: "فَلِيمَ" بدل "فلاط", وجاء في اللسان: ليم هنا، إما أن يكون مغيِّراً من لُئِمَ, وإما أن يكون فُعِلَ من اللوم؛ لأن القلب إذا نُهِي كان حقيقاً أن ينتهي.

(3/33)


وقال رجل, وكانت كنيته أبا عمرو، مات له ولد اسمه عمرو:
كيف السلو, وكيف صبري بعده ... وإذا دعيت فإنما أُكْنَى بِه
وأما مذهب1 العلماء في هذا, فلست أعلم خلافا في أن الطفل المجهول النسب إذا ادعاه رجل ولداً، ثم لم ينازعه أحد فيه, فإن نسبه لاحق به: يرثه ويدعى إليه, فأما إذا التقط لقيطًا وادعاه2 ولداً، فإن عامة أهل الفتوى على أن يلحقه نسبه, ويرثه إذا مات إلا في قول بعض أهل المدينة، فإنه قال: لا يلحقه إلا ببينة تشهد له, أو سبب يدل عليه.
__________
1 ح: "وأما مذاهب العلماء".
2 س: "أو ادعاه ولداً".

(3/34)


*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ علي بن الحسين أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "اللهم صلِّ على محمد عدد الثرى والبرى والورى."1.
البَرَى: التراب، وبه سمي البرية، ومعناه المخلوقة من التراب.
__________
1 الفائق: "بري": 103/1, والنهاية: "برى": 123/1.

(3/34)