الأصول في النحو ذكر ما يكون المنصوب
فيه في اللفظ غير المرفوع والمنصوب بعض المرفوع وهو المستثنى
مدخل
...
ذكر ما يكون المنصوب فيه في اللفظ غير المرفوع, والمنصوب بعض المرفوع
وهو المستثنى:
المستثنى يشبه المفعول إذا أتي به بعد استغناء الفعل بالفاعل, وبعد
تمام الكلام. تقول: جاءني القوم إلا زيدًا, فجاءني القوم: كلام تام وهو
فعل وفاعل فلو جاز أن تذكر "زيدًا" بعد هذا الكلام بغير حرف الاستثناء
ما كان إلا نصبًا. لكن لا معنى لذلك إلا بتوسط شيء آخر فلما توسطت
"إلا" حدت معنى الاستثناء ووصل الفعل إلى ما بعد إلا, فالمستثنى بعض
المستثنى منهم ألا ترى أن زيدًا من القوم فهو بعضهم فتقول على ذلك:
ضربت القومَ إلا زيدًا ومررت بالقومِ إلا زيدًا فكأنك قلت في جميع ذلك:
أستثني زيدًا فكل ما أستثنيه/ 320 "بإلا" بعد كلام موجب فهو منصوبٌ
وألا تخرج الثاني مما دخل فيه الأول فهي تشبه حرف النفي فإذا قلت: قام
القوم إلا زيدًا فالمعنى: قام القوم لا زيد, إلا أن الفرق بين
الاستثناء والعطف, أن الاستثناء لا يكون إلا بعضًا من كلّ, والمعطوف
يكون غير
(1/281)
الأول, ويجوز أيضًا في المعطوف أن تعطف على
واحد نحو قولك: قام زيد لا عمرو ولا يجوز أن تقول في الاستثناء: قام
زيد إلا عمرو1.
لا يكون المستثنى إلا بعضًا من كل وشيئًا من أشياء و"لا" إنما تأتي
لتنفي عن الثاني ما وجب للأول, و"إلا" تخرج الثاني مما دخل فيه الأول
موجبًا كان أو منفيا, ومعناها الاستثناء والاسم المستثنى منه مع ما
تستثنيه منه بمنزلة اسم مضاف ألا ترى أنك إذا قلت: جاءني قومك إلا
قليلًا منهم فهو بمنزلة قولك: جاءني أكثر قومك فكأنه اسم مضاف لا يتم
إلا بالإِضافة فإن فرغت الفعل/ 321 لما بعد إلا عمل فيما بعدها, لأنك
إنما تنصب المستثنى إذا كان اسمًا من الأسماء وهو بعضها, فأما إذا فرغت
الفعل لما بعد إلا عمل فيما بعد إلا, وزال ما كنت تستثني منه2, وذلك
نحو قولك: ما قام إلا زيد وما قعد إلا بكر فزيد مرتفع بقام وبكر مرتفع
بقعد وكذلك: ما ضربت إلا زيدًا وما مررت إلا بعمرو ولما فرغت الفعل لما
بعد إلا عمل فيه. فإذا قلت: ما قام أحد إلا زيد فإنما رفعت لأنك قدرت
إبدال زيد من "أحد". فكأنك قلت: ما قام إلا زيد وكذلك البدل من المنصوب
والمخفوض تقول: ما ضربت إلا أحدًا إلا زيدًا وما مررت بأحد إلا زيد
فالمبدل منه بمنزلة ما ليس في الكلام وهذا يبين في باب البدل فإن لم
تقدر البدل وجعلت قولك: ما قام أحد كلامًا تاما لا ينوي فيه الإِبدال
من "أحد" نصبت فقلت: ما قام أحد إلا زيدًا3,
__________
1 في الأصل "لا".
2 انظر الكتاب 1/ 360.. فأما الوجه الذي يكون فيه الاسم بمنزلته قبل أن
تلحق "إلا" فهو أن تدخل الاسم في شيء تنفي عنه ما سواه وذلك قولك: ما
أتاني إلا زيد، وما لقيت إلا زيدا. وما مررت إلا بزيد، تجري الاسم
مجراه إذا قلت: ما أتاني زيد، وما لقيت زيدا، وما مررت بزيد، ولكنك
أدخلت "إلا" لتوجب الأفعال لهذه الأسماء وتنفي ما سواها.
3 فإن لم تقدر البدل, وجعلت قولك "ما قام أحد" كلاما تاما, لا تنوي فيه
الإبدال من "أحد" ثم استثنيت، نصبت فقلت: ما قام أحد إلا زيدا فعلى هذا
يكون للزوم النصب بعد النفي شيئان التراخي وعروض الاستثناء. وانظر
التذييل والتكميل لأبي حيان 4/ 247.
(1/282)
والقياس عندي إذا قال قائل: قام القوم/ 322
إلا أباك, فنفيت هذا الكلام, أن تقول: ما قام القوم إلا أباك؛ لأن حق
حرف النفي أن ينفي الكلام الموجب بحاله وهيئته, فأما إن كان لم يقصد
إلى نفي هذا الكلام الموجب بتمامه وبني كلامه على البدل قال: ما قام
القوم إلا أبوك, فإن قدمت المستثنى لم يكن إلا النصب نحو قولك: ما لي
إلا أباك صديق, وما فيها إلا زيدًا أحدًا, لأنه قد بطل البدل فلم يتقدم
ما يبدل فيه لأن البدل كالنعت, إنما يجري على ما قبله, فإن أوقعت
استثناء بعد استثناء قلت: ما قام أحد إلا زيد إلا عمرًا. فتنصب عمرًا,
لأنه لا يجوز أن يكون لفعل واحد فاعلان مختلفان يرتفعان به بغير حرف
عطف فهذا مما يبصرك أن النصب واجب بعد استغناء الرافع بالمرفوع. ولك أن
تقول: ما أتاني أحد إلا زيد إلا عمرًا, وإلا زيدًا إلا عمرو, فتنصب
أيهما شئت وترفع الآخر. وتقول: ما أتاني إلا عمرًا إلا بشرًا أحد. فإن
استثنيت/ 323 بعد الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين نحو: أعطيتُ زيدًا
درهمًا قلت: أعطيتُ الناس الدراهم إلا زيدًا ولا يجوز أن تقول: إلا
عمرًا الدنانير؛ لأن حرف الاستثناء إنما تستثني به واحدًا, فإن قلت: ما
أعطيتُ أحدًا درهمًا إلا عمرًا دانقًا1 وأردت الاستثناء أيضًا لم يجز
فإن أردت البدل جاز فأبدلت عمرًا من أحد ودانقًا من قولك: درهمًا فكأنك
قلت: ما أعطيت إلا عمرًا دانقًا.
واعلم: أنهم قد يحذفون المستثنى استخفافًا نحو قولهم: ليس إلا وليس غير
كأنه قال: ليس إلا ذاك وليس غير ذلك.
__________
1 ذهب ابن السراج في: ما أعطيت أحدا درهما، إلا عمرا دانقا إلى إبدال
المرفوع من المرفوع والمنصوب من المنصوب أو هو على أن تجعل أحدهما
بدلا، والثاني معمول عامل مضمر، فيكون "إلا زيدا" بدلا من "أحد" وانظر:
التذييل والتكميل لأبي حيان 4/ 247.
(1/283)
واعلم: أيضًا: أنهم ربما يحملون في هذا
الباب الاسم على الموضع وذلك قولهم: ما أتاني من أحد إلا زيد, وما رأيت
من أحد إلا زيدًا؛ لأنه يقبح أن تقول: ما أتاني إلا من زيد. فإذا قلت:
لا أحد فيها إلا عبد الله فلا بد من إجرائه على الموضع ورفعه؛ لأن
أحدًا مبني مع "لا" وسنذكره في بابه إن شاء الله.
ولا يجوز أن يعمل ما بعد "إلا" فيما قبلها, لا يجوز ما أنا زيدًا/ 324
إلا ضارب, تريد, ما أنا إلا ضاربٌ زيدًا, وقد جاءت ألفاظ قامت مقام
"إلا" وأصل الاستثناء "لا لا" ونحن نفرد لها بابًا إن شاء الله.
ولا يجوز أن تستثني النكرة من النكرات في الموجب, لا تقول: جاءني قوم
إلا رجلًا؛ لأن هذا لا فائدة في استثنائه, فإن نَعَتَّه أو خَصَصْتَه
جاز, وهذا امتناعه من جهة الفائدة, فمتى وقعت الفائدة جاز.
(1/284)
هذا باب ما جاء من
الكلم في معنى إلا:
اعلم: أنه قد جاء من الأسماء والأفعال والحروف ما فيه إلا:
أما الأول من ذلك: فما جاء من الأسماء نحو: غير وسوى, وقوم يحكون: سوى
وسواء1 ويضمون إليها: بيد, بمعنى: غير, وحكم "غير" إذا أوقعتها موقع
إلا أن تعربها بالإِعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إلا, تقول: أتاني
القوم غير زيد, لأنك كنت تقول: أتاني القوم إلا زيدًا, وتقول: ما جاءني
أحد غير زيد؛ لأنك كنت/ 325 تقول: أتاني القوم إلا زيدا. وتقول ما
جاءني أحد غير زيد؛ لأنك كنت تقول: ما جاءني أحد إلا زيد, وما رأيت
أحدًا غير زيد, كما تقول: ما رأيت أحدًا إلا زيدًا, وما مررت بأحد غير
__________
1 في الكتاب 1/ 377 وأما أتاني القوم سواك، فزعم الخليل: أن هذا كقولك:
أتاني القوم مكانك. وما أتاني أحد مكانك إلا أن في سواك معنى
الاستثناء. وقال المبرد 4/ 249 في المقتضب: ومما لا يكون إلا ظرفا،
ويقبح أن يكون اسما سوى وسواء ممدودة بمعنى "سوى".
(1/285)
الموضع الذي ضارعت فيه إلا, ألا ترى أنك
تقول: مررت برجل غيرك, ولا تقع إلا في مكانها, لا يجوز أن تقول: جاءني
رجل إلا زيد, تريد غير زيد على الوصف, والاستثناء ههنا محال, ولكن
تقول: ما يحسن بالرجل إلا زيد أن يفعل كذا, لأن الرجل: جنس, ومعناها
بالرجل الذي هو غير زيد, كما قال لبيد:
إنما يُجزَى الفتى غَيرُ الجَمَل1
وكذلك: مررت بالقوم إلا زيد, كما قال:
أُنيخَتْ فألقَتْ بَلْدَةً فَوْقَ بَلْدَة ... قَلِيل بها الأَصْوَات
إلا بُغَامُها2
__________
1 من شواهد سيبويه 1/ 370 على نعت "الفتى" وهو معرفة "بغير" وإن كانت
نكرة، والذي سوغ هذا أن التعريف بالألف واللام يكون للجنس، فلا يخص
واحدا بعينه، فهو مقارب للنكرة، وإن غيرا مضافة إلى معرفة فقاربت
المعارف لذلك وإن كانت نكرة.
والشاهد عجز بيت صدره:
وإذا أقرضت قرضا فاجزه ... وإنما يجزى الفتى ليس الجمل
ويروى:
وعلى هذه الرواية استشهد البغداديون على أن ليس عاطفة وانظر: المقتضب
4/ 410، ومجالس ثعلب/ 515، والصاحبي/ 141 وشرح السيرافي 3/ 116، وحماسة
البحتري/ 252 والأمثال للميداني/ 24، والعيني 4/ 176، والديوان/ 12
طبعة فيينا.
2 من شواهد سيبويه 1/ 370، على وقوع "إلا" صفة. قال الأعلم: والمعنى:
قليل بها الأصوات غير بغامها، أي: الأصوات التي هي غير صوت الناقة.
وأصل البغام للظبي فاستعاره للناقة. ويجوز أن يكون البغام بدلا من
الأصوات على أن يكون "قليل" بمعنى النفي، فكأنه قال: ليس بها صوت إلا
بغامها. ولما كانت "إلا" التي تقع صفة في صورة الحرف الاستثنائي نقل
إعرابها الذي تستحقه إلى ما بعدها فرفع "بغامها" إنما هو بطريق النقل
من "إلا".
وأنختها: أبركتها. والبلدة الأولى الصدر، والثانية: الأرض. أي: بركت
فألقت صدرها على الأرض. وبغام الظبية: صوتها، وكذا بغام الناقة صوت لا
تفصح به. والبيت لذي الرمة في وصف ناقة بركت بصدرها على الأرض. وانظر
المقتضب 4/ 409. وشرح السيرافي 1/ 71. والمغني 1/ 75، والمسلسل 199،
واللسان 4/ 81، والديوان 638.
(1/286)
وذكر سيبويه قولهم: أتاني القوم سواك, وحكى
عن الخليل أن هذا كقولك: أتاني القوم مكانك, إلا أن في سواك معنى1 /
328 الاستثناء وسواء تنصب في هذا كله, لأنها تجري مجرى الظروف وتخفض ما
بعدها. وأما الثاني: فما جاء من الأفعال في موضع الاستثناء وهي: لا
يكون وليس وعدا وخلا فإذا جاءت وفيها معنى الاستثناء ففيها إضمار وذلك
قولك: أتاني القوم ليس زيدًا وأتوني لا يكون عمرًا وما أتاني أحد لا
يكون زيدًا كأنه قال: ليس بعضهم زيدًا. وترك "بعضًا" استغناءً بعلم
المخاطب والخليل يجيز في ليس ولا يكون أن تجعلهما صفتين وذلك قولك: ما
أتاني أحد ليس زيدًا وما أتاني رجل لا يكون عمرًا فيدلك على أنه صفة أن
بعضهم يقول: ما أتاني امرأة لا تكون فلانة وما أتتني امرأة ليست
فلانة2.
وأما "عدا" و"خلا" فلا يكونان صفة, ولكن فيهما إضمار كما كان في "ليس".
ولا "يكون" وذلك قولُك: ما أتاني أحد خلا زيدًا وأتاني القوم عدا عمرًا
فإن أدخلت "ما" على عدا وخلا وقلت: / 329 أتاني القومُ ما عدا زيدًا,
وأني ما خلا زيدًا "فما" هنا اسم وخلا وعدا صلة له, قال: ولا توصل إلا
بفعل3.
قال سيبويه: وإذا قلت: أتوني إلا أن يكون زيد, فالرفع جيد بالغ وهو
كثير في كلامهم و"أن يكون" في موضع اسم مستثنى والدليل على أن "أن
يكون" هنا ليس فيها معنى الاستثناء أن ليس وخلا وعدا لا يقَعْنَ هنا,
__________
1 انظر: الكتاب 1/ 377.
2 المصدر السابق 1/ 376-377.
3 انظر: الكتاب 1/ 377.
(1/287)
ومثل الرفع قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ
تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} 1, وبعضهم ينصب على وجه
النصب في لا يكون2.
وأما الثالث: فما جاء من الحروف في معنى "إلا" قال سيبويه: من ذلك
"حاشا" وذكر أنه حرف يجر ما بعده كما تجرُّ "حتى" ما بعدها وفيه معنى
الاستثناء قال: وبعضُ العرب يقول: ما أتاني القوم خلا عبدِ الله فيجعل
خلا بمنزلة حاشا, فإذا قلت: ما خلا فليس فيه إلا النصب؛ لأن "ما" اسم
ولا يكون صلتها إلا الفعل وهي "ما" التي في قولك: أفعل ما3 فعلت4.
وحكى أبو عثمان المازني عن أبي زيد5: قال: سمعتُ أعرابيا/ 330 يقول:
اللهم أغفر لي ولمن سَمِعَ حاشا الشيطان وأبا الأصبع, نصب بـ"حاشا"6.
__________
1 النساء: 39، وقراءة رفع "تجارة" ونصبها من السبعة، فعاصم وحده نصب
"تجارة". "فكان" ناقصة واسمها ضمير مستتر. أي: المبايعة، والباقون
بالرفع. النشر 2/ 237، والبحر المحيط 2/ 353.
2 انظر: الكتاب 1/ 377.
3 "ما" هنا بمعنى الذي.
4 انظر: الكتاب 1/ 377.
5 أبو زيد: هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري الخزرجي من تلاميذ أبي
عمرو بن العلاء، كما كان أيضا من تلاميذ المفضل الكوفي، وله كتاب
النوادر في اللغة، توفي سنة "214هـ" أو "215هـ"، ترجمته في تاريخ بغداد
9/ 77، ونزهة الألباء/ 173، والإرشاد لياقوت 4/ 138، وبغية الوعاة/
254، وأخبار النحويين البصريين/ 41.
6 أنكر سيبويه فعلية "حاشا" وقال بحرفيتها خلافا للمبرد الذي يجيز
الأمرين في "حاشا" فقد جاء في المقتضب: أما ما كان من ذلك اسما فغير
وسوى وسواء. وما كان حرفا سوى إلا فحاشا وخلا، وما كان فعلا فحاشا
وخلا، وإن وافقا لفظ الحروف. انظر الكتاب 1/ 359، والمقتضب 4/ 491.
(1/288)
قال أبو العباس: إنما حاشا بمنزلة خلا,
ولأن خلا إذا أردت به الفعل إنما معناه جاوزه من قولك: خلا يخلو, وكذلك
حاشا يحاشي, وكذلك قولك: أنت أحب الناس إليّ ولا أُحاشي أحداُ, أي: ولا
أستثني أحدًا, وتصييرها فعلًا بمنزلة خلا في الاستثناء قول أبي عمر
الجرمي, وأنشد قول النابغة:
وَلاَ أَرَى فَاعِلًا في النَّاسِ يُشبِهُهُ ... ولا أُحَاشِي مِنَ
الأَقْوَامِ مِنْ أَحَد1
والبغداديون أيضًا يجيزون النصب والجر بـ"حاشا".
واعلم: أن من الاستثناء ما يكون منقطعًا من الأول, وليس ببعض له وهذا
الذي يكون "إلا" فيه بمعنى لكن. ونحن نفرد له بابًا يلي هذا الباب إن
شاء الله.
__________
1 استشهد بهذا البيت لمذهب الجرمي والمبرد من أن "حاشا" كما تكون حرفا
تكون فعلا بدليل تصرفها في مثل هذا البيت.
والضمير البارز المتصل في قوله: يشبهه راجع إلى النعمان بن المنذر
ممدوح النابغة، والبيت من قصيدة له يمدحه ويعتذر له. وانظر مجالس ثعلب/
504 وشرح السيرافي 3/ 129، وابن يعيش 2/ 85، والمغني 1/ 130، وأمالي
ابن الشجري 2/ 85، والإنصاف/ 278، والديوان / 42.
(1/289)
|