الأصول في النحو ذكر جمع التكسير
مدخل
...
ذكر جمع التكسير:
هذا الجمع يسمى مكسرًا؛ لأن بناء الواحد فيه قد غُير عما كان عليه
فكأنه قد كسر؛ لأن كسر كل شيءٍ تغييره عما كان عليه, والتكسير يلحق
الثلاثي من الأسماء والرباعي ولا يكادون يكسرون اسمًا خماسيا لا زائد
فيه, فمتى كسروه حذفوا منه وردوه إلى الأربعة, ويكسرون ما يبلغ
بالزيادة أربعة أحرف فأكثر من ذلك؛ لأنه يسوغ لهم حذف الزائد منه،
(2/429)
والذي يحذف على ضربين: ضرب يحذف ويعوض من
الحذف الياء تعويضًا لازمًا وضرب التعويض فيه وتركه جائزان, وسنذكر كل
واحد من ذلك في موضعه إن شاء الله, وأبنية هذه الجموع تجيء أيضًا على
ثلاثة أضربٍ: ضرب يكون اسمًا للجمع, ومنها ما بني للأقل من العدد وهي
العشرة فما دونها, ومنها ما هي للأكثر, والكثير ما جاوز العشرة ويتسعون
فيها, فمنها ما يستعمل في غير بابه, ومنها ما يقتصر به على بناء القليل
عن الكثير, والكثير منها ما يستغنى فيه بالقليل عن الكثير, فالذي
يستغنى فيه بناء الأقل عن الأكثر فتجده كثيرًا, والاستغناء بالكثير عن
القليل نحو ثلاثة شسوعٍ1، وثلاثة قُروءٍ, وإذا أردت أن تعرف ما يكون
اسمًا للجمع فهو الذي ليس له باب يكسر فيه, وتطرد الأسماء المجموعة
المكسرة على ضربين: أحدهما عدته ثلاثةُ أحرفٍ والآخر عدتهُ أربعةُ أحرف
والثلاثة على ضربين: أحدهما مذكر لا هاء فيه أو على لفظ المذكر, والآخر
فيه هاء التأنيث وكذلك ما كان على أربعة أحرفٍ, ونبدأ بالاسم الثلاثي
الذي لا زائد فيه, وهو يجيء على عشرة أبنيةٍ: فُعْلٌ, فِعْلٌ, فَعْلٌ,
فَعَلٌ, فَعِلٌ, فَعُلٌ, فِعُلٌ, فِعِلٌ, فُعَلٌ, فُعُلٌ. وأبنية
الجموع على ثلاثة عشَر بناءً: فَعْلٌ, فُعُلٌ, فُعْلَةٌ, فِعُلَةٌ,
أَفعُلٌ, فَعيلٌ, فَعَالٌ, فُعُولٌ, فِعَالةٌ, فُعُولةٌ, فُعْلان,
فِعْلانٌ, أَفعالٌ, فأَفعلُ وإفعالُ بناءانِ للقليل, وفِعَالُ وفُعولٌ
أخوان وهما للكثير, وفِعالةٌ وفعُولة ومؤنثاهما يجريان مجراهما,
والثلاثي يجيء أكثره على بناء هذه الأربعة, وفُعولٌ وفِعالٌ أخوان,
وليس أَفعل وإفعال أخوينِ؛ لأن ما يجيء على فِعال يجيء فيه بعينه
كثيرًا فَعولٌ, وفُعلانٌ وفِعلانٌ أيضًا للكثير وما لم يخص القليل ولا
الكثير فيهما فهو اسم للجمع, وأسماء الجمع منها: فُعلٌ وفَعْلٌ إلا أن
يكون مقصورًا من فُعُولٍ وفِعْلةٍ وفِعَلَةٍ إن لم تكن مقصورة من
فَعلةٍ وفَعيلٍ.
__________
1 قال سيبويه 2/ 179: فأما القردة فاستغنوا بها عن أقراد، كما قالوا:
ثلاثة شسوع, فاستغنوا بها عن أشساع. وانظر ابن يعيش 2/ 25 وانظر البحر
المحيط 2/ 187.
(2/430)
الأول: من أبنية الجموع فُعْلٌ:
فُعْلٌ كسروا "فَعَل" على "فُعْل" وهو قليل قالوا: أسدٌ وأُسْدٌ, وقد
جاء في "فَعَل" "فُعْل" وهو قولهم: الفَلْكُ للواحدِ وللجمع الفُلْكُ
وهو اسم للجميع لا يقاس عليه, وقالوا: أركن وركْنٌ, وبعض العرب يقول:
نَصَفٌ ونُصْفٌ وقد جاء في "فَعْلٍ": رَهْنٌ وَرَهَنٌ, فَفُعْل: اسم
للجميع ولمتأولٍ أن يتأولَ أنَّ "فُعْل" مخفف "فُعَلٍ" وأن "فَعَل"
مقصور من "فُعولٍ" وكيف كان الأمر فهو بمنزلة اسم للجمع لا يقاس عليه,
وقالوا فيما أعلت عينهُ: دارٌ ودورٌ, وساقٌ وسوقٌ, ونابٌ ونيبٌ فهذا في
الكثير.
الثاني: فَعَلٌ:
قالو: أَسَدٌ وأُسْدٌ, فهذا مما يدل على أن "فُعُل" في ذلك الباب مخفف
من "فُعْلٍ" وكسروا "فَعِل" عليه, قالوا: نمرٌ ونُمُرٌ, قال الراجز:
فيها عَياييلُ أُسودٌ ونُمُرْ1
وهو عندي مقصور عن فُعولٍ حذفت الواو وبقيت الضمة، والذين قالوا:
أُسْدٌ وفُلْكٌ ينبغي أن يكون خففوا "فُعُل" والقياس يوجب أن يكون لفظ
الجمع أثقل من لفظ الواحد.
الثالث: فَعْلَةٌ:
جَمعوا "فَعُل" عليه قالوا: رَجُلٌ وثلاثةُ رَجْلَةٍ استغنوا بها عن
أَرجال.
__________
1 من شواهد سيبويه 2/ 179 على جمع "نمر على نمر" كما جمع: أسد على أسد،
والرجز لحكيم بن معية, راجز إسلامي معاصر للعجاج, وصف قناة نبتت في
موضع محفوف بالجبال والشجر.
وانظر: المقتضب 2/ 203, والصاحبي 382, وشرح السيرافي 6/ 187, وابن يعيش
5/ 18 و10/ 92.
(2/431)
الرابع: فِعْلَةٌ:
كسروا عليه ثلاثة أبنية: فَعْلٌ وفِعْلٌ وفُعْلٌ, وذلك قولهم: فَقعٌ1
وفِقْعَةٌ، وجَبٌّ2 وجِبْأَةٌ وهو اسم جمع, وقالوا في المعتل: عُودٌ
وعِودَةٌ, وزَوجٌ وزِوجَةٌ, وثَورٌ وثِورَةٌ, وبعض يقول: ثِيرَةٌ فأما
فِعْلٌ فنحو: حِسْل3 وحِسْلَةٌ, وقِرْد وقِرْدَة للقليل والكثير,
وقالوا فيما اعتلت عينه: دِيكٌ ودِيكَةٌ وكِيسٌ وكِيسَةٌ وفيل
وفِيلَةٌ. وأما فُعْلٌ فنحو حُجْرٍ4 وحِجْرَة وخُرجٍ5 وخِرْجَة وكُرْز6
وكِرْزَة, وهو كثير ومضاعفهُ حُب وحِبْبَة.
الخامس: فَعيلٌ:
جاء فَعْلٌ على فَعيلٍ، قالوا: كَلْبٌ وكَليبٌ، وهو اسم للجمع لا يقاس
عليه، وعَبْد وعَبيدٌ، وجاء فيه فِعْلٌ قالوا: ضِرْسُ وضَريسٌ.
السادس: أَفعُل:
وهو يجيء جمعًا لخمسة أبنية: فَعْلٌ، فَعَلٌ، فَعِلٌ, فِعْلٌ, فُعْلٌ,
فأما فَعْلٌ فنحو كَلْبٍ وأَكلُب وفَلْس وأَفلُس, وأَفْعلٌ في الثلاثي
إنما يكون لأقل العدد وأقل العدد العشرة فما دونها والمضاعف يجري هذا
المجرى, وذلك ضَبٌّ وأَضب وبنات الياء والواو بهذه المنزلة تقول:
ظَبْيٌ وأَظْب, ودَلْوٌ وأَدْلٍ, كان الأصل: أَظبو وأدلو, ولكن الواو
لا تكون لامًا في الأسماء
__________
1 فقع: وفقع بالكسر والفتح، الأبيض الرخو من الكمأة وهو أردؤها.
2 الجب: الكمأة الحمراء.
3 حسل: ولد الضب حين يخرج من بيضته. انظر الحيوان 1/ 212.
4 حجر: الفرس الأنثى، ولم يدخلوا فيه الهاء لأنه اسم لا يشركه المذكر
فيه.
5 خرج: نوع من الأوعية "جوالق".
6 كرز: ضرب من الجوالق أو الجوالق الصغيرة.
(2/432)
وقبلها متحرك فقلبوها ياء وكسروا ما قبلها.
وجاء في المعتل العين: ثَوْبٌ وأَثوُبٌ، وقَوْس وأَقْوُسٌ وذلك قليل.
وقالوا: أَيْرٌ وآيَرٌ, وقد جاء أَفعُلٌ في الكثير أيضًا جمع فَعْلٍ,
قالوا: أكفّ.
الثاني: فَعَلٌ نحو زَمَنٍ وأَزْمُن، وقالوا في المعتل: عَصا وأَعص
بدلا من أَعصاء.
الثالث: فِعَلٌ نحو ضِلَع وأَضْلُع.
الرابع: فِعْلٌ.
نحو ذِئْبٍ وأَذْؤُب, وقِطْعٍ وأقْطُع, وجِرْوٍ وأَجْرّ, ورِجْل
وأَرْجُل, إلا أنهم لا يجاوزون "أَفْعُل" في القليل والكثير.
الخامس: فُعْلٌ:
ركْنٌ وأَركُنٌ, وجاء في "فُعْل" مما اعتلتْ عينه: دَارٌ وأَدْوُرٌ,
وسَاقٌ وأَسوُقٌ, ونار وأَنوُرٌ, وقال يونس: وما جاء مؤنثًا من "فُعْل"
من هذا الباب فإنه يكسر على أَفْعُل1, وقال سيبويه: لو كان هذا صُحَّ
للتأنيث لما قالوا: رَحا وأَرحاء, وقَفًَا وأَقفاء, في قول من أنثَ
القَفَا وقال في جمع قَدَم: أَقدام2، وأَفْعُلٌ إنما هو مستعار في
فُعْلٍ, وإنما حقه "أَفعال" في القليل ولكنهم قد يدخلون بعض هذه الجموع
على بعض؛ لأن جمعها إنما هو جمع اسمٍ ثلاثي.
السابع من أبنية الجموع: فِعَالٌ:
وهو جمعُ خمسة أبنية: فَعْلٌ, فَعَلٌ, فَعِلٌ, فَعُلٌ, فُعْلٌ. فأما
فَعْلٌ فهو كلْبٌ وكِلابٌ, وربما كان في الحرف الواحد لغتان قالوا:
فَرخٌ وفُروخٌ وفِراخٌ؛ لأن فُعولًا أختُ فِعَالٍ, والمضاعف يجري هذا
المجرى, قالوا: ضَبٌّ وضِبَابٌ, وصَكٌّ وصِكَاكٌ, والمعتل مثله وقالوا:
ظَبْيٌ وظِبَاءٌ, ودَلْوٌ ودِلاءٌ, وقالوا فيما اعتلت عينهُ: سَوْطٌ
وسِيَاطٌ, ولم يستعملوا فُعولًا حينما
__________
1 انظر الكتاب 2/ 187.
2 انظر الكتاب 2/ 187.
(2/433)
اعتلت عينه من ذوات الواو, وقد يجيء خَمسةُ
كِلابٍ يراد به خمسة من الكلاب أي: من هذا الجنس, وكان القياس خَمسة
أَكْلُبٍ؛ لأن "أَفْعُل" للقليل وفِعَالًا للكثير, وأما فَعَلٌ فيجمع
في الكثير على فِعالٍ أيضًا نحو جَمَلٍ وجِمَالٍ وهو أكثر من فُعُولٍ,
وأما فَعُلٌ فنحو رَجُلٍ ورِجَالٍ, وسَبُعٍ وسِبَاعٍ, وأما فِعْلٌ فنحو
بِئْرٍ وبِئَارٍ وذِئْبٍ وذِئَابٍ, ومضاعفهُ زِقٌّ وزِقاقٌ والمعتل نحو
رِيحٍ ورِياحٍ, وأما فُعْلٌ فنحو جُمْد وجِمَادٍ وقُرْطٍ وقِراطٍ
ومضاعفه خُصٌّ وخِصَاصٌ وعُشٌّ وعِشَاشٌ والمضاعف فيه كثير.
الثامن من الجموع: فُعُولٌ:
وقد جاء جمعًا لستة أبنية: فَعُلٌ وفَعَلٌ وفَعِلٌ وفِعَلٌ وفِعْلٌ
فُعْلٌ, فأما فَعْلٌ فإذا جاوز العشرة فإنه قد يجيء على "فُعُول" قال:
نَسْرٌ ونُسُورٌ وبَطْنٌ وبُطُونٌ والمضاعف مثله: صَكٌّ وصُكُوكٌ،
وبَتٌّ1 وبُتُوتٌ، وبنات الياء والواو مثله قالوا: ثَدْيٌ وثُدُي,
ودَلْوٌ ودُلُي, فهو فُعُولٌ وذلك يبين في التصريف, وفَوْجٌ وفُئُوجٌ
وبَحْرٌ وبُحُورٌ وبَيْتٌ وبُيُوتٌ, ابتزتْ فُعُول الياء كما ابتزت
فِعَالٌ الواو, فأما "فَعَلٌ" فيجمع في الكثير على فُعُولٍ نحو أَسَدٍ
وأُسُودٍ وذكَرٍ وذُكُورٍ وهو أقل من فِعَالٍ والمضاعف فيه قياسه
فُعُولٌ, فالذي جاء على أفعالٍ نحو لبَب2 وأَلبابٍ، والمعتل: نحو
قَفًَا وقُفُيٌّ وقِفيٌّ, وعَصا وعُصُيٌّ وعِصِيٌّ, وإنما كسرت الفاء
من أجل الياء والكسرة, والمعتل العين نحو نَابٍ ونُيُوبٍ, وقال بعضُهم
في سَاقٍ: سُئُوقٌ3 فهمزوا، وأما فَعِلٌ فنحو نَمرٍ ونُمُورٍ ووَعِلٍ
ووُعُولٍ وأما فِعَلٌ فنحو ضِلَعٍ وضُلُوعٍ وإرَمٍ وأُرُوُمٍ, وأما
فِعْلٌ فنحو حِمْلٍ وحُمُولٍ وعِرْقٍ وعُرُوقٍ،
__________
1 بت: ضرب من الطيالسة غليظ أخضر، والبت: القطع المستأصل.
2 لبب: ما يشد على صدر الدابة أو الناقة.
3 في الكتاب 2/ 187، وقال بعضهم: سئوق، فيهمز كراهية الواوين والضمة في
الواو.
(2/434)
وشِسْعٍ وشُسُوعٍ، استغنوا فيها عن بناء
أدنى العدد, والمضاعف: لِصّ ولُصُوصٌ والمعتل: فِيلٌ وفُيُولٌ ودِيكٌ
ودُيُوكٌ, وأما فُعْلٌ فنحو بُرْجٍ وبُرُوجٍ وخُرْجٍ وخُرُوجٍ.
التاسع من أبنية الجموع: فِعَالةٌ:
جاء في فَعْلٍ فُعُولةٌ وفِعَالةٌ، وزعم الخليل: إنما أرادوا أن يحققوا
التأنيث نحو الفِحَالةِ1, يعني تأنيث الجمع، وجاء في فَعَلٍ: جَمَلٌ
وجِمَالةٌ وحَجَرٌ وحِجَارةٌ وقالوا: أَحجارٌ.
العاشر من أبنية الجموع: فَعُولةٌ:
جاء في فَعْلٍ فُعُولةٌ, نحو بَعْلٍ وبُعُولةٍ، وعَمٍّ وعُمُومةٍ، وجاء
فيما اعتلت عينه: عَيْرٌ وعُيُورٌ وخَيْطٌ وخُيُوطٌ.
الحادي عشَر: فِعْلان:
وهو لأربعة أبنية: فَعَلٌ وفَعْلٌ وفِعْلٌ وفُعْلٌ؛ فأما فَعْلٌ فنحو
خرْب2 وخرْبان، وبَرْقٌ وبَرقَان في الكثير, وفي المعتل: جَارٌ وجِيران
وقاعٌ وقِيعانٌ وقل فيه فِعَالٌ, وألزموهُ "فِعْلان" وقد يستغنى فيه
بأَفعالٍ نحو مَال وأَموال. وأما فَعَلٌ فنحو جَحَلٍ وجِحْلانٍ،
ورَألٍ3 ورِئْلانٍ وفيما اعتلت عينهُ نحو ثَورٍ وثِيرانٍ وقَوزٍ
وقِيزانٍ وهو قطعة من الرمل. وأما فِعْلٌ فنحو رِئْدٍ4 ورِئْدانٍ وهو
فَرْخُ الشجرة وصِنْوٍ وصنوان وقِنْوٍ وقنوانٍ, وأما فُعْلٌ فنحو خُشٍّ
وخُشان وقالوا: خُشّانٌ لأن
__________
1 انظر الكتاب 2/ 176.
2 الخرب: ذكر الحبارى. وانظر حياة الحيوان 1/ 263.
3 رأل: ولد النعام.
4 رئد: ترب أو فرخ الشجرة.
(2/435)
"فِعْلان" و"فُعْلان" أُختان وجاء في
المعتل من بنات الواو التي هي عين فِعْلان انفردت به فِعْلان نحو عُودٍ
وعِيدانٍ وغُولٍ وغِيلانٍ وكُوزٍ وكِيزانٍ وحُوتٍ وحِيتَانٍ ونُونٍ
ونينَانٍ.
الثاني عشر: فُعْلان:
وهو لأربعة أبنية: فَعَلٌ وفَعْلٌ وفِعْلٌ وفُعْلٌ جاء في الكثير جمعًا
لِفَعَلٍ نحو جَمَلٍ وجُمْلانٍ وسَلَقٍ وسُلْقانٍ, وجاء فَعْلٌ على
فُعْلانٍ نحو ثَغْبٍ وثُغْبانٍ وبَطْنٍ وبطنانٍ وظَهْرٍ وظُهرانٍ, وجاء
في فِعْلٍ نحو ذِئْبٍ وذئبانٍ وفي مضاعفه: زقٌّ وزُقانٌ وجاء في
"فُعْلٍ" في المضاعف نحو خُشٍّ وخشَّانٍ جميعًا.
الثالث عشر: أَفعالٌ جاءت جمعًا لعشرة أبنية:
فَعَلٌ, فَعِلٌ, فُعُلٌ, فُعَلٌ, فِعَلٌ, فِعِلٌ, فَعْلٌ, فُعْلٌ,
فُعِلٌ.
فأما فَعَلٌ فنحو جَمَلٍ وأَجمالٍ وجَبَلٍ وأَجبالٍ وأَسَدٍ وآسادٍ
وهذا لأدنى العدد, وفي المعتل: قاعٌ وأَقواعٌ وجارٌ وأَجوارٌ ويستغنى
به عن الكثير في: مَالٍ وأَموالٍ وبَاعٍ وأبواع, وأما فَعْلٌ فقد جاء
جمعه "أفعال" وليس ببابه فقالوا: زَنْدٌ وأزنادٌ, وقال الأعشى:
وزَنْدُكَ أَثْقَبُ أَزنَادِها1
__________
1 من شواهد سيبويه 2/ 176 على جمع "زند" على أزناد وهو جمع شاذ، لأن
باب "فَعْل" حكمه أن يكسر في القليل على "أفعل" وهو عجز بيت صدره:
وجدت إذا اصطلحوا خيرهم ... وزندك أثقب.......
وهو من قصيدة يقولها لقيس بن معد يكرب الكندي، أي: إذا اصطلحت القبائل
كنت خيرها وأدعاها إلى الصلح واجتماع الكلمة, وضرب ثقوب زنده مثلًا
لكثرة خيره وسعة معروفه. وانظر: المقتضب 2/ 196, والديوان 73, والموجز
104.
(2/436)
وقالوا في المضاعف: جدٌّ وأجدادٌ وفيما
اعتلت عينه لأدنى العدد: سَوْطٌ وأسواطٌ وقد يقتصرون عليها للقليل
والكثير نحو لَوْحٍ وألواحٍ ونَوْعٍ وأنواعٍ وبَيْتٍ وأبياتٍ للقليل.
ومما جاء أَفعالٌ لأكثر العدد وذلك نحو قَتَبٍ وأقتابٍ ورسنٍ وأرسانٍ
وقد جاء في فَعِلٍ للكثير قالوا: أرآدٌ1، ومضاعف "فَعَلٍ" أفعالٌ لم
يجاوزوه في القليل والكثير نحو لَبَبٍ وألبابٍ ومَدَدٍ وأمدادٍ وفَنَن
وأفنانٍ كما لم يجاوزوا الأَقدامَ والأرسانَ2، والمعتل اللام من فَعَلٍ
نحو صَفًا3 وأصفاء وصُفِيٍّ وقَفًَا وأقفاء, وقالوا: أَرْحاء في القليل
والكثير. قال أبو بكر: ومن ذكري قَتَبٍ إلى هذا الموضع فهو في الصنف
الأول في باب فَعَلٍ, وأما فَعِلٌ فنحو كَبِدٍ وأكباد وفَخذٍ وأفخاذٍ
ونَمرٍ وأنمارٍ, وقلما يجاوزُ بِفَعِلٍ هذا الجمع. فأما فِعَل فنحو
ضِلَعٍ وأضلاعٍ وإرَمٍ4 وأَرماءٍ، وأما فَعُلٌ فنحو عَضُدٍ وأَعضادٍ
وعَجُزٍ وأعجازٍ, اقتصروا على أفعالٍ في "عَضُدٍ" وأما فُعُلٌ فنحو
عُنُقٍ5 وأعناقٍ، وطُنُبٍ6 وأَطنابٍ, مقتصرا عليه في جمع "طُنُبٍ" وأما
فُعَلٌ فنحو رُبَعٍ وأرباعٍ ورُطَبٍ وأرطابٍ وأما فِعِلٌ فنحو إبِلٍ
وآبالٍ وأما فِعْلٌ فنحو حِمْلٍ وأحمالٍ وجِذْعٍ وأجذاعٍ, ومما استعمل
فيه للقليل والكثير: خِمْسٌ وأخماسٌ وشِبْرٌ وأشبارٌ وطِمْرٌ وأطمارٌ,
والمعتل نحو نِحيٍ وأنحاءٍ وفيما اعتلت عينه: فِيلٌ وأفيالٌ وجِيدٌ
وأجيادٌ ومِيلٌ وأميالٌ في القليل, وقد يقتصر فيه على أَفعال.
قال سيبويه: وقد يجوز أن يكون أصل "فِيلٍ" وما أشبهه فُعْلًا, كسر
__________
1 أرآد: جمع رئد، وهو الترب.
2 أي: لم يجاوزوا الأفعال كما لم يجاوزوا الأقدام والأرسان.
3 صفا: يقال صفا: خلص من كل شيء فهو "صفي".
4 إرم: حجارة تنصب علمًا في المغارة.
5 عنق: وعنق، وصلة ما بين الرأس والجسد.
6 طنب: وطنب, حبل الخباء والسرادق ونحوهما.
(2/437)
من أجل الياء كما قالوا: أبيضُ1 وبِيضٌ,
قال أبو الحسن الأخفش: هذا لا يكون في الواحد إنما للجميع. وإنما
اقتصارهم على أفعالٍ كقولهم: أَميالٌ وأَنيابٌ وقالوا: ريحٌ وأرواحٌ2،
فأما فُعْلٌ فَجُنْدٌ وأَجنادٌ، وبُرْدٌ وأَبرادٌ في القليل, وربما
استغنوا به في الكثير نحو رُكْنٍ وأركانٍ وجُزْءٍ وأَجزاءٍ وشُفْرٍ
وأشفارٍ ومضاعفه: حُبٌّ وأَحبابٌ, والمعتل: مُدْيٌ وأمدادٌ لا يجاوز
به3، وفيما اعتلت عينه: عُودٌ وأعواد وغُول وأغوالٌ وحُوتٌ وأحواتٌ
وكُوزٌ وأكوازٌ في القليل.
__________
1 زيادة من سيبويه 2/ 187 لإيضاح المعنى.
2 هذا في بنات الواو من "فعل".
3 أي: لقلته في هذا الباب لا يجاز به.
(2/438)
باب جمع الثلاثي
الذي فيه هاء التأنيث في الجمع:
فَعْلٌ, فَعَلٌ, فَعِلٌ, فُعُولٌ, فَعُولٌ, فِعَالٌ, فَعْلانٌ,
فِعَلانٌ, فِعْلانٌ, فَعُلاتٌ, فَعُلاتٌ, فَعْلاء, أَفْعَل, وإنما يقع
فَعْلٌ في الباب الثاني وهو ما الفرق بين جمعه وواحده الهاء فقط.
هذه أبنية الجمع فيه:
فأما أبنية الأسماء المجموعة فستة: فَعْلَةٌ, وفَعَلةٌ, وفُعَلَةٌ,
وفُعْلَةٌ, وفِعْلَةٌ, وفَعِلَةٌ.
الأول: فَعْلَةٌ: جمعها بالتاء في أدنى العدد, وتفتح العين فتقول:
فَعَلاتٌ نحو جَفْنَةٍ وجَفَناتٍ فإذا جاوزت أدنى العدد صار على فعَالٍ
مثل قِصَاعٍ وقد جاء على فُعُولٍ وهو قليل مثل: مأنةٌ ومُئونٌ والمأنةُ
أسفل البطن وقد يجمعون بالتاء وهم يريدون الكثير, وبنات الياء والواو
بهذه المنزلة, وكذلك المضاعف فالمعتل نحو ركوةٍ ورِكاءٍ وقَشوةٍ
وقِشَاءٍ وركواتٍ وقَشَواتٍ وظَبيةٍ وظَبياتٍ, والمضاعف نحو سَلَّةٍ
وسَلاتٍ, فأما ما اعتلت عينه فإذا أردت أدنى العدد ألحقت التاء ولم
تحرك العين وذلك نحو عَيبةٍ وعَيباتٍ وعِيابٍ, وضَيْعَةٍ وضَيْعَاتٍ
وضِياعٍ, ورَوْضَةٍ ورَوْضات ورياضٍ, وقد قالوا: نَوْبةٌ ونُوبٌ
ودَولةٌ ودُولٌ وجَوبة1 وجُوبٌ، ومثلها: قَرْيةٌ وقُرًى، ونَزوَةٌ
ونُزًى, وفَعْلَةٌ من بنات الياء على "فِعَلٍ" نحو خَيْمَةٍ وخِيَمٍ.
__________
1 جوبة: حفرة مستديرة، والفرجة في السحاب وفي الجبال.
(2/439)
الثاني: فَعَلةٌ، وهو بمنزلة فَعْلَةٍ، وإن
جاء شيء من بنات الواو والياء والمضاعف أجري مجرى الضرب وهو عزيز, وذلك
قولك: رَحَبةٌ ورَحبَاتٌ ورَقَبَةٌ ورَقباتٌ ورِقابٌ, ولم يذكر سيبويه
مثالًا لما اعتلت لامه1، فأما ما اعتلت عينه فيكسر على "فِعَالٍ"
قالوا: نَاقةٌ ونِياقٌ وقد كسر على "فِعَلٍ" قالوا: قَامةٌ وقِيَم,
وتَارَةٌ وتِيَرٌ. قال الراجز:
يَقومُ تاراتٍ ويمشي تِيرا2
فكأنَّ "فِعَل" في هذا الباب مقصورة من فِعَالٍ.
الثالث: فُعْلَةٌ، تجمع [على] 3 فُعُلاتٍ، نحو رُكْبةٍ ورُكُباتٍ،
وغُرفَةٍ وغُرُفاتٍ, فإذا أردت الكثير كسرته على "فُعَلٍ" قلت: رُكَبٌ
وغُرَفٌ, وقد جاء: نُقرةٌ ونِقارٌ وبُرْمَةٌ وبِرامٌ، ومن العرب4 من
يفتح العين فيقول: رُكباتٌ، وغُرفاتٌ، وبنات الواو بهذه المنزلة نحو
خُطْوة وخُطُواتٍ وخُطًى ومن العرب5 من يسكن فيقول: خُطْواتٌ, وبناء
الياء نحو كُليةٍ وكُلًى ومُديةٍ ومُدًى, اجتزءوا ببناء الأكثر، ومَن
خفف قال: كُلْياتٌ ومُدْياتٌ، والمضاعف يكسر على "فُعَلٍ" مثل ركبة
ورُكَب, وقالوا: سُرّات وسُرَرٌ ولا يحركون العين لأنها كانت مدغمةً،
والفِعالُ في المضاعف كثير نحو جِلالٍ وقِبابٍ والمعتل العين نحو
دَولةٍ ودُولاتٍ ودُولٍ.
الرابع: فِعْلَةٌ، نحو ما في القليل بالألف والتاء وتكسر العين، نحو
__________
1 انظر الكتاب/ 188.
2 من شواهد سيبويه 2/ 188 على جمع "تارة" على "تير" والقياس "تيار"
بالألف؛ لأن تارة "فعلة" في الأصل كرحبة، وجمع رحبة رحاب، إلا أن
المعتل من "فعال" قد تحذف ألفه، كما قالوا: ضيعة وضيع؛ طلبًا للخفة
لثقله بالاعتلال، ومعنى يقوم: يثبت قائمًا غير ماشٍ, ولم ينسب هذا إلى
قائل معين. وانظر: كتاب إيضاح شواهد الإيضاح 171, والصحاح 1/ 292,
والموجز 108.
3 أضفت "على" لإيضاح المعنى.
4 انظر الكتاب 2/ 182.
5 انظر الكتاب 2/ 182.
(2/440)
سِدرةٍ وسِدراتٍ وكِسْرةٍ وكِسراتٍ. ومن
العرب من يفتح العين [فيقول] 1: سدراتٌ وكَسراتٌ2، فإن أردت الكثير
قلت: سِدرٌ. ومن قال: غُرْفاتٌ فخفف قال: سِدْراتٌ, وقد يريدون الأقل3
فيقولون: كِسَرٌ وفِقَرٌ في القليل لقلة استعمالهم التاء في هذا الباب.
والمعتل اللام فيه نحو لِحيةٍ ولِحًى وفِريةٍ وفِرًى ورِشوةٍ ورِشا,
اجتزءوا بهذا عن التاء, ومن قال: كِسْراتٌ قال: لِحْيَاتٌ والمضاعف:
قِدّةٌ4 وقِدّاتٌ وقِدةٌ ورِبَّةٌ ورِبَّاتٌ ورِببٌ, وقد جاء
"فِعْلَةٌ" على "أَفْعُل" قالوا: نِعْمَةٌ وأنْعُمٌ, وشِدّةٌ وأشَد,
ولم تجمع رِشوةٌ بالتاء ولكن من أسكن قال: رِشْواتٌ؛ لأنَّ الواو لا
تعتل في الإِسكان هنا, والمعتل العين: قِيمةٌ وقِيماتٌ ورِيبةٌ,
وقِيَمٌ ورَيبٌ.
الخامس: فَعِلَةٌ، نحو نَعمة ونَعمٍ ومَعِدةٍ ومَعِد, وذلك أن تجمع
بالتاء ولا تغير.
السادس: فُعَلةٌ، نحو تُخَمةٍ وتُخَمٍ وتُهَمةٍ وتُهَمٍ, وليس هذا
كرُطَبةٍ ورُطَبٍ, ألا ترى أن الرطب مذكرٌ كالبُرّ وهذا مؤنث
كالظُّلَمِ والغُرَفِ.
__________
1 "فيقول" أضيفت لإيضاح المعنى.
2 انظر الكتاب 2/ 182.
3 في الأصل "الأول" ولا معنى لها.
4 قدة: القدة: القطعة من الشيء، والفرقة، والطريقة من الناس.
(2/441)
باب ما يكون من بنات الثلاثة واحدًا يقع
على الجميع:
ويكون واحدا على بنائه من لفظه إلا أنه [مؤنث] 1 تلحقه الهاء للفصل,
وهذا الباب حقه أن يكون لأجناس المخلوقات وهي تجيء على تسعة أبنية.
الأول: فَعْلَةٌ: نحو طَلْحَة وطَلْحٍ، وتَمْرةٍ وتَمرٍ، ونَخْلَةٍ
ونَخلٍ، وصَخْرَةٍ وصخرٍ، وإذا أردت القليل جمعت بالتاء، وربما جاءت
الفَعْلَةُ على فِعَالٍ نحو سَخْلَةٍ وسِخَالٍ، وبهمةٍ وبِهَام وهم
شبهوها بالقِصَاعِ2. وقال بعضهم: صَخْرةٌ وصُخورٌ، وبنات الياء والواو
نحو مَرْوةٍ3 ومَروٍ، وسَروةٍ4 وسَرْو. وقالوا: صَعْوةٌ5 وصِعَاءٌ،
وشَريةٌ6 وشَرْي, والمضاعف نحو حَبَّةٍ وحَبٍّ, والمعتل العين نحو
جَوْزةٍ وجُوزٍ، وبَيْضَةٍ وبَيْضٍ وبَيضاتٍ، وقد قالوا: روضَةٌ
ورِياضٌ.
الثاني: فَعَلةٌ: وهي مثل فَعْلَةٍ، قالوا: بَقَرةٌ وبَقَرٌ وبَقراتٌ،
وقالوا:
__________
1 زيادة من سيبويه 2/ 183 لإيضاح المعنى.
2 القصاع: جمع قصعة، وهي الضخمة تشبع العشرة.
3 المروة: حجارة بيضاء براقة، تكون فيها النار وتقدح منها النار.
4 السروة: تقع في النبات فتأكله.
5 صعوة: صغار العصافير، ويقال: صعوة واحدة وصعو كثير، والأنثى: صعوة.
6 الشرية: الحنظل، وقيل: شجر الحنظل، وقيل: ورقه, وجمعها: شري.
(2/442)
أكمَةٌ وإكَامٌ وبنات الياء والواو نحو
حَصًى وحَصاةٍ، وقَطاةٍ وقَطًا وقَطواتٍ، وقال: أَضاةٌ1 وأَضًى, وإضاءٌ
مثل إكَامٍ وأَكمٍ، وقالوا: حَلَقٌ وفَلَكٌ ثم قالوا: حَلْقَةٌ
وفَلْكَةٌ, فخففوا في الواحد حيث ألحقوه الزيادة وغيروا المعنى، هذا
لفظ سيبويه، قال: وزعم يونس عن أبي عمرو أنهم يقولون: حَلقَة2,
والمعتل3 العين: هام وهَامَةٌ وهَاماتٌ، وراحٌ وراحَةٌ وراحاتٌ،
وسَاعةٌ وساع وسَاعاتٌ.
الثالث: فَعِلَةٌ: نحو نَبِقَةٍ ونَبِقَاتٍ ونَبِق، فلم يجاوزوا هذا.
الرابع: فِعَلَةٌ: نحو عِنَبَةٍ وعِنَبٍ، وإبَرةٍ وإبَراتٍ، وهو فسيلُ
المُقل.
الخامس: فَعُلَةٌ: نحو سَمُرَةٍ وسَمُرٍ وسَمُراتٍ.
السادس: فُعُلَةٌ: نحو بُسُرةٍ وبُسُرٍ.
السابع: فُعَلَةٌ: نحو عُشَرٍ وعُشَرةٍ, ورُطَبٍ ورُطَبَة ورُطَباتٍ،
ويقول ناس4 للرطب: أرطابُ مثل عِنَبٍ وأعنابٍ، وهذا عندي إنما يجوز إذا
اختلفت أنواعه، ونظيره من الياء: مُهاة ومُهي وهو ماء الفحل في رحم
الناقة.
الثامن: فِعْلَةٌ: نحو سِلْقَةٍ وسِلْقٍ وسِلْقاتٍ. وقد قالوا: سِدْرةٌ
وسِدْرٌ، وقالوا: لِقْحَةٌ ولِقَاحٌ، وفي المضاعف: حِقَّة وحِقَاق،
وقالوا: حِقَقٌ، قال المسيب بن علس:
قَد نالني منهم على عَدَمٍ ... مثْلُ الفسيلِ صغارُها الحِقَقُ5
__________
1 الأضاة بفتح الهمزة: المستنقع من سيل وغيره.
2 انظر الكتاب 2/ 183.
3 أضفت كلمة "والمعتل" لإيضاح المعنى.
4 انظر الكتاب 2/ 184.
5 من شواهد سيبويه 2/ 184، على جمع حقة على حقق والمستعمل تكسيرها على
"حقاق" والحقة التي استحقت أن تركب, ويضربها الفحل من النوق. مدح قومًا
وهبوا له أذوادًا من الإبل، شبه صغارها بفسيل النخل، والفسيل صغار
النخل، واحدها: فسيلة. وانظر اللسان 11/ 339, وشرح السيرافي 5/ 45,
والمخصص 7/ 21.
(2/443)
والمعتل العين نحو تِينةٍ وتينٍ وتِيناتٍ،
وطِين وطِينَةٍ وطِينَاتٍ، قال سيبويه: وقد يجوز أن يكون هذا
"فُعْلًا"1.
التاسع: فُعْلَةٌ: نحو دُخْنَةٍ ودُخْنٍ ودُخْنَانٍ، ومن المضاعف:
دُرَّةٌ ودُرٌّ ودُرّاتٌ، وقالوا: دُرَرٌ كما قالوا: ظُلَمٌ، ومن
المعتل العين: تُومةٌ2 وتُومٌ وتُوماتٌ، وصُوفَةٌ وصُوفَاتٌ وصُوفٌ.
__________
1 انظر الكتاب 2/ 189.
2 تومة: اللؤلؤة, والتومة: القرط فيه حبة.
(2/444)
باب ما جاء لفظ
واحده وجمعه سواء:
وقالوا: حَلْفاءُ للجميع، وحَلْفاءُ واحده، وطَرْفاءُ مثله، وهذا عندي
إنما يستعملُ فيهما ليحقر الواحدُ منهُ، قال أبو العباس: حدثني أبو
عثمان المازني عن الأصمعي1، قال: واحدُ الطرْفاء طرفَة، وواحدُ
القُصْباءِ قَصِبةٌ، وواحدُ الحَلْفاءِ حَلِفَة تكسر اللام مخالفة
لأختيها.
__________
1 في اللسان 1/ 402 قال الأصمعي: حلقة، بكسر اللام.
(2/445)
باب ما كان على
حرفين وليس فيه علامة التأنيث:
اعلم: أن ما كان أصلهُ "فَعْلًا" كسر على "أَفْعِلٍ" نحو يدٍ وأَيدٍ،
وفي الكثير على "فِعَالٍ" و"فُعولٍ" وذلك: دِمَاءٌ مدمي، فإن كان
"فَعَلٌ" كسر في القليل على "أفعالٍ" وذلك أبٌ وآباء. وزعم يونس أنه
يقول: أخ وآخاءٌ, وقال: إخوانٌ1, وبنات الحرفين تكسر على قياس نظائرها
التي لم تحذف. وأما ما كان من بنات الحرفين وفيه الهاء للتأنيث، فإنهم
يجمعونها بالتاء وبالواو والنون, كأنه عوضٌ، فإذا جمعت بالتاء لم
[تغير] 2 وذلك: هَنَةٌ وهَناتٌ، وشِيَةٌ وشِياتٌ، وفِئَةٌ وفِئاتٌ،
وثُبَةٌ وثُبَاتٌ، وقُلةٌ وقُلاّتٌ، وربما ردوها إلى الأصل إذا جمعوها
بالتاء فقالوا: سَنَواتٌ وعضَواتٌ, فإذا جمعوا بالواو والنون كسروا
الحرف الأول وذلك نحو: سِنُونَ، وقِلُونَ، وثِبُونَ، ومِئُونَ، فرقوا
بين هذا وبين ما الواو له في الأصل نحو قوله: هَنُونَ، ومَنُونَ،
وبَنُونَ، وبعضهم يقول: قُلونَ3 فلا يغير، وأما هَنَةٌ ومَنَةٌ، فلا
يجمعان إلا بالتاء؛ لأنهما قد ذكرا. وقد يجمعون الشيء بالتاء فقط
استغناءً وذلك نحو قولهم: ظُبَةٌ وظُباتٌ, وشِيةٌ وشِياتٌ, والتاء تدخل
على ما دخلت فيه الواو والنون لأن الأصل لها، فقد يكسرون هذا النحو على
بناء يرد ما ذهب من الحرف،
__________
1 انظر الكتاب 2/ 190.
2 في الأصل: "لم يعرف" ولا معنى لها, والمقصود أنه لم يغير البناء.
3 انظر الكتاب 2/ 191.
(2/446)
وذلك قولهم: شَفَةٌ وشِفَاهٌ، وشَاةٌ
وشِيَاهٌ، واستغنوا عن التاء حيث عنوا بها أدنى العدد، وتركوا الواو
حيث ردوا ما يحذف منه، وقالوا: أمَةٌ وآم وإماءٌ وهي "فَعَلةٌ" لأنهم
كسروا "فَعَلة" على "أَفعُلٍ" ولم نرهم كسروا "فَعْلَةً" على "أَفعُلٍ"
وقالوا: بُرَةٌ وبراتٌ وبُرونَ وبُرى, ولُغَةٌ ولُغًى, وقد يستغنون
بالشيء عن الشيء وقد يستعملون فيه جمع ما يكون في بابه، وقالت العرب:
أَرْضٌ وأرضاتٌ وأرضونَ, فجمعوا بالواو والنون عوضًا من حذفهم الألف
والتاء, وتركوا الفتحة على حالها. وزعم يونس أنهم يقولون: حَرَّةٌ
وحَرُّون1، وقالوا: إوَزّةٌ وإوَزون وزعم يونس أيضا أنهم يقولون:
حَرّةٌ وإحرون يعنونَ الحِرارَ كأنه جمع إحَرَّة ولكن لا يتكلم بها2.
وقد يجمعون المؤنث الذي ليست فيه هاءُ التأنيث بالتاء وذلك قولهم:
عُرُساتٌ3، وأَرضاتٌ، وقالوا: سَمواتٌ استغنوا بالتاء عن التكسير،
وقالوا: أهلاتٌ فشبهوها بصَعْباتٍ، وقالوا: أهَلاتٌ4، وقالوا: إمْوان
جماعةُ أمةٍ.
__________
1 انظر الكتاب 2/ 191.
2 انظر الكتاب 2/ 191.
3 في الأصل "عرسيات" وهو خطأ.
4 الذين قالوا: أهلات ثقلوا كما قالوا: أرضات.
(2/447)
باب تكسير ما عدة
حروفه بالزيادة أربعة أحرف للجمع:
الأسماءُ المكسرةُ في هذا الباب ستةٌ: فِعَالٌ، فَعَالٌ، فُعَالٌ،
فَعِيلٌ، فُعُولٌ، فَاعلٌ.
فالأول: فِعَالٌ: جاء في القليل على "أَفْعَلةٍ" نحو حِمَارٍ
وأَحْمَرةٍ، والكثير "فُعُلٌ" نحو حُمُرٍ ولك أن تخفف في لغة بني
تميمٍ1، فتقول: حُمْرٌ، ورُبما عنوا ببناء أكثر العدد أدناه وذلك
قولهم: ثلاثةُ جُدُرٍ، وثلاثةُ كُتُبٍ, والمضاعف لا يجاوز به أدنى
العدد, وإن عنوا الكثير, وذلك: جِلالٌ وأَجلةٌ، وعِنَانٌ وأَعنّةٌ،
وكِنَانٌ وأَكنةٌ، وكذلك المعتل نحو رِشَاءٍ وأَرشيةٍ وسِقَاء
وأَسقيةٍ. وما اعتلت عينهُ فيكسر على "أَفعِلَةٍ" نحو خِوانٍ2
وأَخونةٍ، ورِواقٍ وأروقَةٍ، فإن أردت الكثير جاء على "فُعْلٍ" وذلك
نحو خُونٍ وروقٍ وبونٍ, وذوات الياء، عِيَانٌ وعُيُنٌ, والعِيَانُ:
حديدةٌ تكون في مَتاعِ الفَدان, فثقلوا لأن الياء أخفُّ من الواو كما
قالوا: بَيُوضٌ وبُيُضٌ, وزعم يونس: أن من العرب من يقول: صَيُودٌ،
وصِيدٌ3.
والثاني: فَعَالٌ: يجيء على "أَفْعِلَةٍ" في القليل نحو زَمانٍ
وأزْمنَةٍ, وقَذالٍ
__________
1 انظر الكتاب 2/ 192.
2 خوان: يجوز فيه ضم الخاء وكسرها, وكذلك "رواق".
3 انظر الكتاب 2/ 192.
(2/448)
وأقذَلةٍ، والكثير "فُعُلٌ" نحو قُذُلٍ،
وقد يقتصرون على أدنى العدد فيه1.
وبنات الواو والياء على "أَفعِلَةٍ" نحو سَمَاءٍ وأَسمِيةٍ, وكرهوا
بناء الأكثر2.
الثالث: فُعَالٌ: يجيء على "أَفْعِلَةٍ" في القليل: غُرابٌ وأَغْرِبةٌ،
والكثير "فِعْلانٌ" نحو غِرْبانٍ وغِلْمَانٍ، ولم يقولوا: أَغْلِمَةٌ،
استغنوا بغِلْمَةٍ والمضاعف: ذُبابٌ وأذبةٌ في القليل وذِبَّانٌ في
الكثير, وقالوا في المعتل في أدنى العدد: أحْوِرةٌ والذين يقولون:
حِوارٌ يقولون: حِيران. وأما سُوارٌ وسُورٌ فوافق الذين يقولون: سُوارٌ
للذين يقولون: سِوارٌ كما اتفقوا في الحُوار3 وقال قوم: حُوران وربما
اقتصروا على بناء أدنى العدد فيه كما فعلوا ذلك في غيره وقالوا:
فُؤَادٌ وأَفْئدةٌ, وقالوا: قُراد وقُرُدٌ, وذُبَابٌ وذُب.
الرابع: فَعيلٌ: يجمع في القليل على "أَفْعِلَةٍ" والكثيرُ فُعُلٌ
وفُعْلان، مثل رَغيفٍ وأرْغفَةٍ ورُغُفٍ ورُغْفَانٍ، وربما كسروه على
"أفْعِلاء" نحو أَنْصباء. وقد قال بعضهم4 فيه: "فِعْلان" قال: فصِيلٌ
وفِصلانٌ، والمعتل نحو قَريٍّ وأقريةٍ وقُريَانٍ، ولم يقولوا في
صَبِيٍّ وأَصْبِيةٍ, استغنوا بِصبيةٍ، وقالوا في المضاعف: حزيز5 وأحزةٌ
وحُزَّانٌ، وقال بعضهم: حِزَّانٌ وقالوا: سريرٌ وأسِرةٌ وسُرُرٌ
وقالوا: فَصِيلٌ وفصالٌ حيث قالوا: فَصِيلةٌ وتوهموه الصفة فشبهوه
بظَريفةٍ وظِرافٍ حيث أنثوا, وكان هو المنفصل من أبٍ, وقد قالوا:
أَفِيلٌ وأَفَائل وهو حاشية الإِبل. وقالوا: إفَالٌ شبهوها بِفصَالٍ
حيث قالوا في الواحد: أفْيلة فأشبه الصفة.
الخامس: فَعولٌ: ويذكر في باب المؤنث.
__________
1 كما فعلوا ذلك في بنات الثلاثة وهو أزمنة وأمكنة.
2 الاعتلاء بالياء؛ لأنها أقل الياءات احتمالًا وأضعفها, وانظر الكتاب
2/ 193.
3 أي: يجوز في الحوار ضم وكسر الحاء.
4 انظر الكتاب 2/ 193.
5 حزيز: رجل شديد السوق والعمل، والمكان الغليظ المنقاد.
(2/449)
السادس: فَاعِلٌ وفَاعَلٌ: يكسران على
فَواعلَ, ويكسرونَ الفَاعِلَ أيضًا على "فُعلانٍ" نحو حَاجرٍ1
وحُجْرانٍ وعلى فِعْلانٍ في المعتل نحو حائِطٍ وحِيطاَنٍ وكان أصله
صفةً, فأجري مجرى الأسماء فيجيء على "فُعْلانٍ" نحو راكبٍ ورُكْبَانٍ
وفارسٍ وفُرْسانٍ. وقد جاء على فِعَالٍ نحو صِحَابٍ, ولا يكون فيه
فواعلُ؛ لأن أصله صفةٌ وله مؤنث, فيفصلونَ بينهما إلا في فَوارس.
تم الجزء الثاني.
ويليه الجزء الثالث.
__________
حاجر: الحاجر من مسائل المياه ومنابت العشب ما استدار به سند أو نهر
مرتفع.
(2/450)
|