اللمع في العربية نَائِب الْفَاعِل
10 - واعْلَم أَن الْمَفْعُول بِهِ فِي هَذَا الْبَاب يَرْتَفِعُ من
حَيْثُ يرْتَفع الْفَاعِل لِأَن الْفِعْل قبل كل وَاحِد مِنْهُمَا
حَدِيث عَنهُ ومسند إِلَيْهِ وَذَلِكَ قَوْلك ُضرًبَ َزْيٌد وشُتٍمَ
بكر
من الْمُتَعَدِّي إِلَى مفعولين
فَإِن كَانَ الْفِعْل يتَعَدَّى إِلَى مفعولين أَقمت الأول مِنْهُمَا
مقَام الْفَاعِل فَرَفَعته وَتركت الثَّانِي مَنْصُوبًا بِحَالهِ تَقول
أُعْطيتُ زيدا درهما فَإِن لم تسم الْفَاعِل قلت أُعْطٍيَ زيدٌ درهما
من الْمُتَعَدِّي إِلَى ثَلَاثَة مفعولين
فَإِن كَانَ الْفِعْل يتَعَدَّى إِلَى ثَلَاثَة مفعولين أَقمت الأول
مِنْهُمَا مقَام الْفَاعِل فَرَفَعته ونصبت المفعولين بعده تَقول أعلم
الله زيدا
(1/33)
عمرا خيرَ الناسٍ فَإِن لم تسم الْفَاعِل
قلت أعلم زيدٌ عمرا خيرَ النَّاس
من اللَّازِم
فَإِن لم يكن الْفِعْل مُتَعَدِّيا لم يجز إِلَّا أَن تذكر الْفَاعِل
لِئَلَّا يكون الْفِعْل حَدِيثا عَن غير مُحدث عَنهُ وَذَلِكَ نَحْو
قَامَ زيد وَقعد عَمْرو لَا تَقول قيم وَلَا قعد ِلما ذكرت لَك فَإِن
اتَّصل بِهِ حرف جر أَو ظرف أَو مصدر جَازَ أَن تقيم كل وَاحِد
مِنْهُمَا مقَام الْفَاعِل تَقول سرت بزيد فرسخين يَوْمَيْنِ سيرا
شَدِيدا فَإِن أَقمت الْبَاء وَمَا عملت بِهِ مُقام الْفَاعِل قلت سير
بزيد فرسخين يَوْمَيْنِ سيرا شَدِيدا فالباء وَمَا عملت فِيهِ فِي
مَوضِع رفع فَإِن أَقمت الفرسخين 10 ظ مقَام الْفَاعِل قلت ِسيرَ بزيد
فرسخان يَوْمَيْنِ سيرا شَدِيدا فَإِن أَقمت الْيَوْمَيْنِ مقَام
الْفَاعِل قلت سير بزيد فرسخين يَوْمَانِ سيرا شَدِيدا فَإِن أَقمت
الْمصدر مقَام الْفَاعِل قلت سير بزيد فرسخين يَوْمَيْنِ سيرٌ شديدٌ
ترفع الَّذِي تُقِيمهُ مقَام الْفَاعِل لَا غير
(1/34)
فان كَانَ هُنَاكَ مفعول بِهِ صَحِيح لم
يقم مقَام الْفَاعِل غَيره تَقول ضربت زيدا يَوْم الْجُمُعَة ضربا
شَدِيدا فَإِن لم تسم الْفَاعِل قلت ضرب زيد يَوْم الْجُمُعَة ضربا
شَدِيدا ترفع زيدا لَا غير
(1/35)
بَاب كَانَ وَأَخَوَاتهَا
وَهِي كَانَ وَصَارَ وَأمسى وَأصْبح وظل وَبَات وأضحى وَمَا دَامَ
وَمَا زَالَ وَمَا انْفَكَّ وَمَا فتئ وَمَا برح وَلَيْسَ وَمَا تصرف
مِنْهُنَّ وَمَا كَانَ فِي معناهن مِمَّا يدل على الزَّمَان الْمُجَرّد
من الْحَدث
عمل كَانَ وَأَخَوَاتهَا
فَهَذِهِ الْأَفْعَال كلهَا تدخل على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر فَترفع
الْمُبْتَدَأ وَيصير اسْمهَا وتنصب الْخَبَر وَيصير خَبَرهَا وَاسْمهَا
مشبه بالفاعل وخبرها مشبه بالمفعول تَقول كَانَ زيد قَائِما وَصَارَ
محمدٌ كَاتبا وَأصْبح الأميرُ مَسْرُورا وظل جعفرُ جَالِسا وَبَات
أَخُوك لاهيا 11 ووَمَا دَامَ سعيدٌ كَرِيمًا وَمَا زَالَ أَبوك
عَاقِلا وَمَا انْفَكَّ قاسمُ مُقيما وَمَا فتئ عمرُو جَاهِلا وَلَيْسَ
الرجلُ حَاضرا وَكَذَلِكَ مَا تصرف مِنْهَا تَقول يكون أَخُوك
مُنْطَلقًا وليصبَحَنَّ الحديثُ شَائِعا
فَإِذا اجْتمع فِي الْكَلَام معرفَة ونكرة جعلت اسْم كَانَ الْمعرفَة
(1/36)
وخبرها النكرَة تَقول كَانَ عَمْرو
كَرِيمًا وَلَا يجوز كَانَ كريم عمرا إِلَّا فِي ضَرُورَة الشّعْر
قَالَ الْقطَامِي
(قفي قبل التَّفَرُّق يَا ضباعا ... وَلَا يَك موقف مِنْك الوداعا) //
الوافر //
فَجعل موقف وَهُوَ نكرَة اسْمهَا والوداع وَهُوَ معرفَة خَبَرهَا
فَإِن كَانَا جَمِيعًا معرفتين كنت فِيهَا مُخَيّرا أَيهمَا شِئْت
جعلته اسْم كَانَ وَجعلت الآخر الْخَبَر تَقول كَانَ زيد أَخَاك وَإِن
شِئْت قلت كَانَ أَخُوك زيدا
تَقْدِيم خبر كَانَ
وَيجوز تَقْدِيم أَخْبَار كَانَ وَأَخَوَاتهَا على أسمائها وَعَلَيْهَا
أَنْفسهَا تَقول كَانَ قَائِما زيد وَقَائِمًا كَانَ زيدُ وَكَذَلِكَ
لَيْسَ قَائِما زيد وَقَائِمًا لَيْسَ زيد
كَانَ التَّامَّة
وَتَكون كَانَ دَالَّة على الْحَدث فتستغني عَن الْخَبَر الْمَنْصُوب
تَقول قدْ كانَ زيدُ أَي قد حدث وَخلق كَمَا تَقول أَنا
(1/37)
مذ كنت صديقُك أَي أَنا 11 ظ صديقك مذ خلقت
قَالَ الشَّاعِر
(إِذا كَانَ الشتاءُ فأدفئوني ... فَإِن الشَّيْخ يهدمُه الشتَاء) //
الوافر //
أَي إِذا حدث الشتَاء وَوَقع وَكَذَلِكَ أَمْسَى زيد وَأصْبح عَمْرو
وكقولك أمسينا وأصبحنا
إِضْمَار اسْم كَانَ
وَقد يضمر فِيهَا اسْمهَا وَهُوَ ضمير الشَّأْن والْحَدِيث فَتَقَع
الْجمل بعْدهَا أَخْبَارًا عَنْهَا تَقول كَانَ زيد قَائِم أَي كَانَ
الشَّأْن والْحَدِيث زيد قَائِم قَالَ الشَّاعِر
(إِذا مت كَانَ الناسُ نِصْفَانِ شامتٌ ... وَآخر مثنٍ بِالَّذِي كنت
أصنع) // الطَّوِيل //
أَي كَانَ الشَّأْن والْحَدِيث النَّاس نِصْفَانِ
كَانَ الزَّائِدَة
وَقد تزاد كَانَ مُؤَكدَة للْكَلَام فَلَا تحْتَاج إِلَى خبر مَنْصُوب
تَقول مَرَرْت بِرَجُل كَانَ قَائِم أَي مَرَرْت بِرَجُل قَائِم
وَكَانَ
(1/38)
زَائِدَة لَا اسْم لَهَا وَلَا خبر وَتقول
زيد كَانَ قَائِم قَالَ الشَّاعِر
(سراة بني أبي بكر تسامى ... على كَانَ المسومة العراب) // الوافر //
أَي على المسومة العراب وألغى كَانَ
وأخبار كَانَ وَأَخَوَاتهَا كأخبار الْمُبْتَدَأ من الْمُفْرد
وَالْجُمْلَة والظرف تَقول فِي الْمُفْرد كَانَ زيد قَائِما وَفِي
الْجُمْلَة كَانَ زيد وجههُ حسنٌ وَفِي الظّرْف كَانَ زيد فِي الدَّار
زِيَادَة الْبَاء فِي خبر لَيْسَ
وتزاد الْبَاء فِي خبر لَيْسَ مُؤَكدَة فَيُقَال لَيْسَ زيد بقائم 12
ووَلَيْسَ مُحَمَّد بمنطلقٍ أَي لَيْسَ مُحَمَّد مُنْطَلقًا
مَا الحجازية
وتشبه مَا ب لَيْسَ فِي لُغَة أهل الْحجاز فَيَقُولُونَ مَا زيدٌ
قَائِما وَمَا عَمْرو جَالِسا وَأما بَنو تَمِيم فيجرونها مجْرى هَل
(1/39)
وبل فَلَا يعملونها فَيَقُولُونَ مَا زيدٌ
قائمٌ فَإِن قدمت الْخَبَر أَو نقضت النَّفْي ب إِلَّا لم يجز فِيهِ
إِلَّا الرّفْع تَقول مَا قائمٌ زيد ُوما زيدُ إِلَّا قائمُ ترفع فِي
اللغتين جَمِيعًا
(1/40)
بَاب إِن وَأَخَوَاتهَا
عمل إِن وَأَخَوَاتهَا
وَهِي إِن وَأَن وَكَأن وَلَكِن وليت وَلَعَلَّ فَهَذِهِ الْحُرُوف
كلهَا تدخل على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر فتنصب الْمُبْتَدَأ وَيصير
اسْمهَا وترفع الْخَبَر وَيصير خَبَرهَا وَاسْمهَا مشبه بالمفعول
وخبرها مشبه بالفاعل تَقول إِن زيدا قائمٌ وَبَلغنِي أَن عمرا منطلقٌ
وَكَأن أَبَاك الْأسد وَمَا قَامَ زيد لَكِن جعفراً قَائِم وليت أَبَاك
قادم وَلَعَلَّ أَخَاك وَاقِف
معنى إِن وَأَخَوَاتهَا
ومعاني هَذِه الْحُرُوف مُخْتَلفَة فَمَعْنَى إِن وَأَن جَمِيعًا
التَّحْقِيق وَمعنى كَأَن التَّشْبِيه وَمعنى لَكِن الِاسْتِدْرَاك
وَمعنى لَيْت التَّمَنِّي وَمعنى لَعَلَّ التوقع والرجاء
تَقْدِيم خبر إِن
وأخبار 12 ظ إِن وَأَخَوَاتهَا كأخبار الْمُبْتَدَأ من الْمُفْرد
وَالْجُمْلَة والظرف وَلَا يجوز تَقْدِيم أَخْبَارهَا على أسمائها
إِلَّا أَن يكون الْخَبَر
(1/41)
ظرفا أَو حرف جر تَقول إِن فِي الدَّار
زيدا وَلَعَلَّ عنْدك عمرا
اللَّام المزحلقة
وَتدْخل اللَّام الْمَفْتُوحَة فِي خبر إِن الْمَكْسُورَة دون سَائِر
أخواتها زَائِدَة مُؤَكدَة تَقول إِن زيدا لقائم وَلَو قلت لَيْت زيدا
لقائم أَو نَحْو ذَلِك لم يجز
إِن وَأَن
وتكسر إِن فِي كل مَوضِع لَو طرحتها مِنْهُ لَكَانَ مَا بعْدهَا
مَرْفُوعا بِالِابْتِدَاءِ تَقول إٍنَّ أخاكَ قائمٌ فتكسر إِن لِأَنَّك
لَو طرحتها من هُنَاكَ لَقلت أَخُوك قَائِم وتفتح أَنَّ فِي كل مَوضِع
لَو طرحتها مِنْهُ وَمَا عملت فِيهِ لصلح فِي مَوضِع الْجَمِيع ذَاك
وَمعنى الْكَلَام الْمصدر تَقول بَلغنِي إِن زيدا قَائِم فتفتح أَن
لِأَنَّك لَو طرحتها وَمَا عملت فِيهِ لَقلت بَلغنِي ذَاك وَمعنى
الْكَلَام بَلغنِي قيام زيد
إِن بِمَعْنى نعم
وَتَكون إِن بِمَعْنى نعم فَلَا تَقْتَضِي اسْما وَلَا خَبرا قَالَ
الشَّاعِر
(1/42)
(بكر العواذل فِي الصبوح ... يلمنني وَأَلُومُهُنَّهْ)
(وَيَقُلْنَ شيب قد علاك ... وَقد كَبرت فَقلت إِنَّه) // مجزوء
الْكَامِل //
13 - وأَي نعم هُوَ كَذَاك وَالْهَاء لبَيَان الْحَرَكَة وَلَيْسَت
اسْما |