المفتاح في الصرف

" الحذف "*
حذفت الهمزة في نحو: الله (1) ، لكثرة الاستعمال، أصله: اَلإلة،
فأدغم اللاّم في اللاّم وفخّم للتعظيم. وفي نحو: ناس تخفيفاً، أصله: أناس (2) ،
وفي نحو: خُذْ وكُلْ ومُرْ، تخفيفاً، أصلها: أؤْخذْ وأؤْكُلْ وأؤْمُرْ (3) . وفي نحو: أكْرِمُ وأحْسِنُ، أصلهما: أَأَكْرِمُ وأُأَحْسِنُ، [حذفت] (4) الثانية لاجتماع الهمزتين.
__________
* في التصريف حذف قياسي وآخر غير قياسي، والمذكور هنا في هذا الباب هو الحذف غير القياسي. (شرح الملوكي 333، الممتع 2 / 615) .
(1) انظر: سر صناعة الإعراب 1 / 133، ونزهة الطرف 40، الممتع 2 / 619. وذكر ابن عصفور أنّ الحذف على غير قياس يكون في هذه الحروف الإحدى عشرة المذكورة في هذه المخطوطة. وانظر شرح الملوكي في تفصيل القول في لفظ "الله " 356.
(2) المصادر السابقة.
(3) يقول ابن عصفور: لأنها من الأخذ والأكل والأمر، فلما حذفت الهمزة استغني عن همزة الوصل لزوال الهمزة الساكنة. (الممتع 2 / 619) .
وذكر سيبويه أنهم قد يثبتون فيقولون: أوخُذْ، أوكُلْ، أومُرْ. (سيبويه 1 / 266، وانظر 4 / 279) .
(4) زيادة يقتضيها المعنى، سقطت من الأصل.
وأضاف ابن جني في باب حذف الهمزة قولهم: يابا فُلان، يريدون: يا أبا فلان، وَيرَى مضارع رَأَى. (شرح الملوكي 369) .

(1/100)


حذف الألف: أمَ واللهِ لأفعلن، يريد /: أمَا (5) . [ظ 16]
حذف الواو في: هِبَة وعِدَة وزِنَة، أصلها: الوِهْبَة والوِعْدَة والوِزْنَة في المصادر، نقلت الكسرة إلى ما بعدها لاستثقالها (6) عليها، فحذفت تخفيفاً، إلا في الوِجْهَة (7) لئلا يلتبس بالجِهَة.
وفي: غَدٍ وحَمٍ وأبٍ وأخٍ وهَنٍ، أصلها: غَدْوٌ، وحَمَوٌ، وأبَو، وأخَوٌ، وهَنَوٌ (8) ، فحذفت لاجَتماع الساكنين، وهما: التنوين والواو.
حذف الياء، في نحو: يَدٍ ودَمٍ وذُو، أصلها: يَدْيٌ، ودَمْي (9) وذَوَيٌ، لما مرّ آنفاً.
__________
(5) في الأصل أمّا بتشديد الميم.
وأضاف المازني أن الألف تحذف في قوله تعالى: يا أبَتَ، أراد: يا أبَتَا. (شرح الملوكي 383) .
(6) في الأصل: لاستقلالهما، وهو تحريف.
(7) في الأصل: لا في الوجه، وهو تحريف.
وفي سيبويه: فأما فِعْلَة إذا كانت مصدراً. فإنهم يحذفون الواو من فعلها، لأن الكسر يستثقل في الواو، فاطرد ذلك في المصدر. . .، فإذا لم تكن الهاء فلا حذف، لأنه ليس عوض (كذا) ، وقد أتموا فقالوا: وِجْهة في جِهة. . . فإن بنيت اسماً من وَعَدَ على فِعْلَة، قلت: وِعْدة، وإن بنيت مصدراً قلت: عِدَة.
(سيبويه 4 / 336 - 337، 3/ 449) .
(8) الممتع 2/ 622، وانظر تفصيل ما حدث في هذه الأسماء في اللسان / أخ، وشرح الملوكي 393 وما بعدها.
(9) ومنهم من يقول: دَمَوان - أي أن أصل المحذوف واو لا ياء، وهو قليل، وهو على هذه اللغة من باب ما حذف منه الواو. وقال بعضهم: دمان. (الممتع 2/ 624، وانظر سيبوبه 3/ 451) .

(1/101)


حذف الهاء، في نحو: شَفَة وسَنَة وشَاة تخفيفاً، أصلها: شَفْهَة وسَنَهَة وشَوْهَة (10) .
حذف النون في نحو: مُذْ وَيوْمَئِذْ، أصلهما: مُنذ (11) وَيوْمَئِذِنٍ.
حذف الباء، في نحو: ربَ مُخَفَّفة، أصلها: رُبَّ مُشَدَّدة (12) .
حذف الحاء، في نحو: حِرٍ، أصله: حِرْح (13) .
حذف الخاء، في نحو: بَخٍ بَخٍ، أصله: بَخّ مشدّدة (14) .
حذف [الفاء] ، في نحو: "أفْ " مخفّفة، أصله: أفّ مشدّدة، وفيها ثمان لغات (15) .
__________
(10) نستدلّ على الأصل المحذوف بالتحقير والتكسير. (الممتع 2 / 624 - 625) وانظر سيبويه 3/ 451 - 452، وأضاف إليها فَم، ومُويه.
(11) قال المبرد: فأما "مُذْ" فدلّ على أنها اسم أنها محذوفة من "مُنْذُ" التي هي اسم، لأنّ الحذف لا يكون في الحروف، إنما يكون في الأسماء والأفعال، نحو: يد، ودم، وما أشبهه. (المقتضب 3/ 31) . والممتع 2 / 626، وزاد كلمة دَدٌ وأصله على قولٍ: دَدَنٌ، وقالوا: فُل وأصله فُلان، والدّدَن والدّد: اللهو واللعب، وهي محذوفة اللام وهي النون. (اللسان / ددن) .
وانظر في مُذْ ومُنذ: سيبويه 3/ 450، 452، وأضاف: إنْ المخففة من إنَّ.
والمقتصد في شرح الإيضاح لعبد القاهر الجرجاني 2 / 853 - 855، وأسرار العربية 270، وشرح المفصل 8/ 46.
(12) سيبويه 3/ 452، الإنصاف في مسائل الخلاف (م 121) ، الممتع 2 / 626.
(13) سيبويه 3/ 451، سر صناعة الإعراب 1 / 198، الممتع 2 / 627.
والحِر: فَرْج المرأة. ودليل حذف حائه أنك تقول في تحقيره: حرَيْح وفي تكسيره: أحْراح. (شرح الملوكي 431) .
(14) سيبويه 3/ 452، والممتع 2/ 627، وهي كلمة تقال عند استلطاف شيء. أو استحسانه بمعنى المدح أو الفخر، وفيه لغات خمس. (شرح الملوكي 436) .
(15) شرح الملوكي 437، والممتع 2 / 628، وأضاف ابن جني وابن عصفور: سَوْ مِن سَوْفَ، وهو مذهب البغداديين، ويقصد بهم الكوفيين عن ثعلب كما في الممتع، وشرح الملوكي 437. =

(1/102)


حذف الطاء، في نحو: قَط مَخَففَة، أصله قَطّ مشدّدة (16) .
***
__________
وينسب إلى الكسائي. وفي مغني اللبيب / بحاشية الأمير، يقال فيها: سَفْ، وسَوْ، وسي. (المغني بحاشية الأمير 2 / 122 - 123) .
وذكر الشيخ خالد الأزهري أنّ في أف أربعين لغة. (شرح التصريح 2 / 197) .
أما ابن منظور فقال: فيها عشرة أوجه. (اللسان / أفّ) .
(16) قال سيبويه فيها: وأظن قَطْ كذلك -يعني محذوفة الطاء مخففة-، لأنها يعنى بها انقطاع الأمر أو الشيء، والقَطّ قَطْع، فكأنها من التضعيف. (سيبويه 3/ 453، وشرح الملوكي 440) . وانظر الممتع 2/ 628، وقد ذكر في نهاية باب الحذف: أن هذه جملة كافية من المحذوف على غير قياس. .

(1/103)


[العقد]
[وهي عشر مسائل متفرقة في أحكام إعلال بعض الكلمات والأمثلة]
[1]- عقدة: [قلب الواو ياء للإدغام] (1) :
متى اجتمعت الواو والياء، وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، نحو: سَيَّد ومَيِّت وجَيَد وهَيِّن وحَيِّز وطَيِّىء، أصلها (2) : سَيْودِ ومَيْوِت وجَيْوِد (3) وهَيْوِن وحَيْوِز وطَيْوِىء (4) .
__________
(1) هذا العنوان زيادة، وما جاء تحته في هذه العقدة مطابق - تقريبا - لما ذكره ابن جني. (شرح الملوكي 461) .
(2) يعني: أصل حرفي العلة الواو والياء، وقد تكون: أصلها، يعني أصل الكلمات. ذكر سيبويه حكم هذه العقدة في 4/ 365 تحت عنوان:
هذا باب ما تقليب الواو فيه ياء إذا كانت متحركة، والياء قبلها ساكنة، أو كانت ساكنة والياء بعدها متحركة.
وقال: وذلك قولك في فَيْعِل: سَيدَ وصَيَب، وإنما أصلهما سَيْوِد وصَيْوِب، وكان الخليل يقول: سَيَد: فَيْعِل. . .
وانظر المسألة في (نزهة الطرف 34، والممتع 2 / 498 - 499) . وزعم البغداديون أنّ وزن هذه الكلمات فَيْعَل بفتح العين، ثم غُيّر على غير قياس. (المنصف 2/ 16، الممتع 2 /499، وشرح الشافية 3/ 152 - 154، وأوضح المسالك 3/ 330) .
(3) في الأصل واو العطف مكررة.
(4) في الأصل: "وطي و"، وهو تحريف.

(1/104)


[2]-عقدة: [قلب الواو التي هي لام فُعول ياء] :
كل جمع على [فُعول] ولامه واو قلبت ياء تخفيفاً، في نحوه:
عُصِيّ [ودُلِيّ] وحُقِيّ (6) ، أصلها: عُصُووٌ ودُلُوو وحُقُووٌ، إلا في نُحُو،
ونُجُوّ (7) /وصُوم وعُتُو، وقيل قلبت ياء في: صُوم وعُتُو، تقول: صِيَّم [و 17]
وعُتِيّ (8) .
وإذا كان الجمع على "أفْعُل " قلبت ياءً أيضاً، في نحو: أدْلٍ وأحْقٍ (9) ، أصلهما: أدْلُوٌ وأحْقُوٌ.
[3]- عقدة: كل جمع على "فُعُول " ولامه صحيح، كقُوُوس، قُدّم اللاّم على العين، [فَـ] صار: قُسُوْو، فاجتمعت الواوان طرفاً، فانقلبتا ياء مدغما، فصار قُسِيّاً، فكسر القاف إتباعاً لما بعدها [فصارت: قِسِي] (10) ، فوزنها " فِلِيع " لا " فِعِيل " (11) .
__________
(5) في الأصل: وفي، وهو تحريف.
(6) مفرده: حِقو، بفتح الحاء وكسرها: وهو الخصر أو معقد الإزار، (اللسان / حقا) .
(7) النُحو: جمع نَحْو للجهات، والنُجو: السحاب جمع نَجْو، وهما من الشاذ (شرح الملوكي 478، 480) ، وفي نزهة الطرف 35:"حُو"بدلاً منهما، وهي جمع أحْوى:
ما كان به حُوة (حُمرة إلى سواد أو سواد إلى خُضرة) .
(8) تفصيل ذلك في (سيبويه 4/ 362، ونزهة الطرف 34 - 35، 43، والممتع 2 / 497 - 498) .
(9) في الأصل: أدلي وأحقي. وانظر: (نزهة الطرف 36، الممتع في التصريف 2/ 558، 742، شرح الشافية 2/ 116) ، وأصلهما أنْ الواو وقعت متطرفة مضموماً
ما قبلها، قلبوا الضمة كسرة، ثم قلبت الواو ياء. (انظر المصدرين السابقين) .
(10) زيادة يقتضيها المعنى.
(11) تفصيل ذلك في نزهة الطرف تحت باب (فصل في القلب الشاذ) ص 37- 38، والممتع 2 / 616، وسيبويه 4 / 380، وشرح الشافية 1 / 21 وما بعدها.

(1/105)


[4]- عقدة: متى كان لام الكلمة واواً وانكسر ما قبلها، قلبت ياءً لانكسار ما قبلها، في نحو: غازية ودالية (12) ، أصلهما: غَازِوَة ودالِوَة، من الغزو والدّلو.
وكذا كلّ جمع على "فِعَال "، والواو ساكنة في الواحد، وبعدها ألف، واللاّم صحيح، كسِيَاط وحِيَاض وثيَاب (13) ، بخلاف: طِوَال، لتحرّك الواو في الواحد، وثوَرَة (14) ، لفقد ألف، وخُوان (15) لفقد الجمع، ورِواء (16) ، لأنّ اللاّم حرف علة.
وتقلب الياء واواً إذا انضمّ ما قبلها، كَـ: مُوْسِر في مُيْسِر (17) .
__________
(12) لعلها: ودانية، وكلتاهما مناسبة في هذا الموضع.
والدالية: المنجنون، والناعورة يديرها الماء، أو الأرض تسقى بالدلو (اللسان / دلا) ، وانظر حكم هذه العقدة في نزهة الطرف 36، وشرح الملوكي 472.
(13) اشترط ابن جني - في الملوكي - والميداني لقلبها في هذا الموضع اجتماع خمس شرائط، أحدها: أن يكون ما قبلها مكسوراً، وأن يكون عيناً في جمع، وأن تكون ساكنة في الواحد، وأن يكون بعدها ألف، ويكون لام الفعل حرفاً صحيحاً، أمّا "طِوال " فلم تقلب واوها، لأن الواو متحركة في الواحد وهو طويل، وذكر الأمثلة نفسها المذكورة في هذا الكتاب. (نزهة الطرف 35، وشرح الملوكي 473، 475 وانظر الممتع 2 / 495، وأوضح المسالك 3/ 328) .
(14) ثِوَرة: جمع ثور- من الأقط: وهو اللبن المجفّف اليابس. ومثلها زِوَجة، (المنصف 1/ 346، شرح الملوكي 475، الممتع 2/ 472، 496) .
(15) الخِوان بالكسر والضم - الذي يؤكل عليه، معرب، وجمعه أخْوِنة، وخُون. . (اللسان / خون) . ويجوز أن تكون الحوار: ولد الناقة (الممتع 2 / 494 - هامش 1) .
(16) في الأصل زراو، وهو خطأ، ورواء: جمع ريّان أو رويّ (الممتع 2 / 496، وأوضح المسالك 3/ 329) . وأضاف ابن عصفور أن "طويل " قد تجمع على "طيال " بقلب واوها ياء، ولكن ذلك في الشعر ولا يقاس عليه. (الممتع 2/ 496) .
(17) ذكر ابن هشام أنْ إبدال الواو من الياء في أربع مسائل، أولاها: أن تكون ساكنة مفردة في غير جمع، نحو: موقن وموسر. (نزهة الطرف 36، شرح الملوكي 497، أسرار العربية 93، أوضح المسالك 3/ 334) .

(1/106)


ويعكس إِذا انكسر ما قبل الواو، كَـ: إِيعاد في: إِوْعَاد، وإِيجاد في إوْجاد (18) .
[5]- عقدة: كل مصدر على "فِعَال " تقلب الواو ياء، في.نحو: صِيام وقِيام، لوقوعها بعد كسرة، وبعدها ألف، بخلاف: جَوار (19) ، وزَوال (20) ،
لأنها (21) لا تقع بعد كسرة.
[6]- عقدة: قلبت الواو همزة في الجمع، في نحو: أوائِل (22) ،
أصلها: أواوِل، فلما اكتنفت (23) الألف / الواوان، وقربت الأخيرة من [ظ 17]
__________
(18) ذكر الميداني أن الواو تقلب ياء لوقوعها ساكنة غير مدغمة - مفردة- بعد كسرة، نحو ميزان وميعاد وميقات. (نزهة الطرف 34، أسرار العربية 92، شرح الملوكي 474، 497، 499، أوضح المسالك 3/ 329) .
(19) لم تقلب الواو فيها ياء لصحّة عين الفعل، ومثلها أيضاً حال: حِوَلاً لأنه ليس بعد الواو ألف، لأن الشرط أن تقلب الواو ياء وهي عين في المصدر أعلت فيه، ويكون قبلها كسرة. (نزهة الطرف 35، وأوضح المسالك 3/ 327) . (وانظر هامش 21 التالي) .
(20) لم تقلب الواو ياء فيها لأنه ليس ما قبل الواو كسرة، ومثلها راح: رَواح.
(نزهة الطرف 35، أوضح المسالك 3/ 327) .
(21) في الأصل: لأنهما، وهو تحريف، وبعني الواو، وتصحُ على اعتبار الواو في الكلمتين حرفين اثنين.
وفي الممتع 2/ 554: جَوار بفتح الجيم، فإن كانت كذلك، فعلة عدم قلب واوها ياء هي العلة في زوال، لأنه لم يقع قبلها كسرة، فتكون عبارة الأصل "لأنهما لا تقع -الواو- بعد كسرة" صحيحة غير محرفة.
(22) ذكر الميداني: أن واوها قلبت همزة، لما اكتنفت الألف الواوان، وقربت الآخرة من الطرف. (نزهة الطرف 43، وقال ابن عصفور: والقلب لم يسمع إلا في الواوين نحو قولهم: أوائل، فلا يقاس عليه ما ليس من رتبته من الثقل. (الممتع 1 / 345، وشرح الملوكي 486 وما بعدها) .
(23) في الأصل: التقت ألف الواوين، وهو تحريف، صوابه من نزهة الطرف 43، وشرح الملوكي 486.

(1/107)


الطرف قلبت الواو همزة (24) ، بخلاف: طواويس ونواويس (25) ، لبعد الأخيرة من الطرف بحاجز، أما عَوَاوِر فأصلها: عَوَاوِير، حذفت الياء ضرورة (26) .
[7]- عقدة: كلّ واوين اجتمعتا في أوّل الكلمة قلبت الأولى همزة، في نحو: أواعد (27) ، وأواصل (28) ، وإنما تقلب همزة لكراهة اجتماع واوين في أولها (29) ، بخلاف: وُورِيَ وهُووِيَ، لأنَّ الواو الثانية مدّة (30) .
__________
(24) يذكر ابن جني أن قلب الواو همزة هو مذهب سيبويه، أما أبو الحسن الأخفش فيخالفه.
(شرح الملوكي 486) .
(25) نواويس: جمع ناووس، وهو صندوق من خشب أو نحوه يضع فيه النصارى جثة لميت. (المعجم الوسيط / نوس) ، أو مقبرة النصارى (اللسان / نوس، والمعجم الوسيط) . وانظر سيبويه 4 / 371، نزهة الطرف 43، وشرح الملوكي 486 وما بعدها، والممتع 1 / 339، وذكرا طواويس وعواوير جمع عُوار، وهو الرمد.
(26) انظر سيبويه 4/ 370، وابن جني في شرح الملوكي 487، ونزهة الطرف 43، وأوضح المسالك 3/ 316 - 317.
(27) في الأصل: أو اعداه.
(28) في الأصل: واصل، وصوابه في شرح الملوكي 482، والممتع 1 / 332، وأوضح المسالك 3/ 319، وهي جمع واصلة.
(29) انظر ذلك في نزهة الطرف وشرح الملوكي والممتع وأوضح المسالك، ومثل لها ابن جني والميداني بقول الشاعر، وهو مهلهل:
ضَربَت صدّرَها إلي وَقالَتْ. . . يا عَدِياً لقد وَقَتْكَ الأواقِي
والشاهد في "الأواقي " جمع واقية، وأصلها: وَواقي. (شرح الملوكي 482، نزهة الطرف 42) .
(30) في الأصل: لمدة، وصوابه في نزهة الطرف. (وانظر توضيح ذلك في نزهة الطرف 42، وشرح الملوكي 485. وقال ابن هشام في أوضح المسالك 3/ 320) : في "وُوريَ " إِن الواو الثانية ساكنة منقلبة عن ألف فاعل.

(1/108)


وإن اجتمعتا في وسط الكلمة بياء النسبة صحّتا في نحو: نَوَوِيّ وهَوَوِيّ (31) .
[8]-عقدة: متى اعتلّت عين "فَعَلَ " في الماضي فوقعت بعد ألف "فاعِل " همزت (32) البتة، في نحو: قَائِم وسَائِر وهَائِب. فإِن صحّت عين "فَعَلَ " فيه لم تهمز، في نحو: عَاوِر وصَايِد (33) .
[9]- عقدة: الأشياء جمع شَيْء، أصلها: أشْيِئَاء كأصْدِقَاء، على وزن أفْعِلاء (34) قدّمت الهمزة التي هي لام الكلمة، فصار وزنها: لَفْعَاء.
__________
(31) خرج باشتراط التصدير- تصدّر الواوين في أول الكلمة - نحو هَوَوِي ونَوَوِيّ، المنسوب إلِى هَوىً ونَوىً. (أوضح المسالك 3/320) ، وأضاف الميدانى وابن يعيش في هَوَويّ ونوَويّ وما أشبه ذلك: لأن الواوين توسطتا فقد صحّتا، ولتقوّيها بياء النسب (نزهة الطرف 42، وشرح الملوكي 485) .
(32) في الأصل: همزة، بالتاء المربوطة.
(33) ذكر الميداني ذلك وقال: فإن صحت الواو في الماضي صحت في اسم الفاعل، نحو: عَوِرَ فهو عاوِر، وصَيِدَ فهو صايِد، غير مهموز. (نزهة الطرف 43) .
ويبدو التشابه كبيراً بين كلام ابن جني في الملوكي وما أورده عبد القاهر هنا. (شرح الملوكي 491) .
(34) يبدو أن كلاماً سقط بعد هذه الكلمة. فتكاد تجمع المصادر أنّ "الأشياء" جمع شيء، أصلها: أشْيِئاء على وزن أفْعِلاء، هو رأي الأخفش والفراء، وعبد القاهر يتصل بمذهب الأخفش عن طريق أبي علي الفارسي عن طريق أبي الحسين محمد بن الحسين ابن عبد الوارث الفارسي - ابن أخت أبي علي - (إنباه الرواة 2 / 188، شذرات الذهب 3/ 340) .
وتتمة الكلام: والأصل أشْيِياء، فحذفت الهمزة التي هي لام الكلمة من وسط "أشياء" لكثرتها، وانفتحت الياء لأجل الألف، فصار وزنها أفْعاء. والأخفش والفراء متفقان في الوزن والأصل، لكنهما مختلفان في المفرد شيء، هل هو فَعْل أو فَيْعَل (شيئ) . (معاني القرآن للفراء 1 / 321، المنصف 2 / 94 وما بعدها، الممتع 2 / 513، والإنصاف (م 118) ، والتبيان في إعراب القرآن للعكبري 1 / 463

(1/109)


وقال الكسائي: أفْعال (35) ، وقال الفرّاء: أفْعَاء (36) .
__________
شرح الشافية 1 / 21، 30، اللسان والقاموس / شيء) . ويجب أن يأتي بعدها الكلام الأتي، حتى يستقيم الكلام، وهو: "وأصلها عند الخليل وسيبويه شَيْئاء وزنها فَعْلاء، وهي اسم جمع كقَصْباء وطَرْفاء، لا جمع ". (سيبويه 4/ 380، ابن الحاجب - شرح الشافية 1 / 29) . والذي يكون حدث في رأيهما هو: قلب مكاني، والقلب كثير في كلامهم كما قال ابن عصفور (الممتع 2/ 516) ، فقلبوا الهمزة قبل الشين كراهة الهمزتين بينهما ألف خصوصاً بعد الياء، وأبدلوا مكان الياء الواو، فصار وزنها لَفْعاء. (سيبويه 4 / 380 - 381، إعراب القرآن للنحاس 1 / 521، الإنصاف - م 118 -، الممتع 2 / 513، التبيان للعكبري 1 / 463، شرح الشافية 1 / 29، القاموس واللسان / شيء) .
(35) في الأصل: أفْعاء، وهو تحريف، وصوابه ما أثبتناه بإجماع المصادر.
(36) في الأصل: أفْعال، وهو تحريف، وقد ذكرنا رأي الفراء، وأنه مطابق رأي الأخفش. (انظر هامش 34 السابق) .
وعلى هذا يكون ملخص الآراء فيها:
1 - أصلها أشْيِياء على وزن - أفْعِلاء - ثم حذفت الهمزة - لام الكلمة - فصارت أفْعاء وهو رأي الأخفش والفراء، ويبدو أن عبد القاهر قد اختار مذهب الأخفش لتقديمه إياه.
2 - أصلها شَيْئاء على وزن فَعْلاء، وهو مذهب الخليل وسيبويه، ثم قدمت الهمزة الأولى (لام الكلمة) ، أي حدث قلب مكاني، فصار وزنها لَفْعاء.
3- ومذهب الكسّائي هو الثالث، وهو أنْ وزنها: أفْعال، فأشبهت فَعْلاء، فلم تصرف، كما لم تصرف حمراء، أي أنه منع صرفها لكثرة الاستعمال، شذوذاً بلا سبب، وهو رأي أضعفه كل اللاحقين.
ويميل اللاحقون إلى تأييد رأي الخليل وسيبويه لأن القلب أوسع في اللغة من الحذف على غير قياس، وهو رأي الفراء والأخفش. (الممتع 2 / 513 - 516، وشرح الشافية 1 / 29) .
وعندى أن تعليل الفراء قد يكون مقبولاً، أي أن العرب أحسوا في مفردها تضعيف الياء، فنطقوها شَيء على وزن فَيعَل، بتخفيف الياء كَمَيْت وهَيْن، فجمعوها هذا الجمع ومنعوها من الصرف، وعلى أي حال فهي ممنوعة من الصرف مهما كانت علّة ذلك بإجماع

(1/110)


[10]- عقدة: تقلب ياء "فُعْلَى" اسماً، واواً في نحو: طُوْبَى وكُوسَى (37) .
ولا تقلب في الصفة، ولكن يكسر ما قبلها، فتسلم الياء، نحو: مِشية حِيْكَى، وقِسمة ضِيْزَى (38) .
***
تمّ الكتاب بعون الملك الوهّاب.
__________
المصادر، وقد أكد ذلك العكبري في قوله: ولم يسمع - أشياء- منصرفة البتة. (التبيان 1 / 464) .
ومن شواهد منعها من الصرف في الشعر، قول المقنع الكندي (الأمالي للقالي 1/280) :
يُعاتِبُني في الدّيْنِ قَومي وإنما. . . دُيوني في أشياءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدا
(37) في الممتع 2/ 493: كُوهى، وهو طائر، ولعل هذه الكلمة "كُوهى" أنسب في هذا الموضع لأنها اسم لا صفة، وهو يتكلم عن الاسم. أما طوبى: فهي فُعْلَى من الطيب، أنثى الأطيب، شجرة في الجنة (إعراب ما ينصرف وما لا ينصرف 26) .
وذكر ابن عصفور أن قلب الياء- إن كانت عين فُعْلى - واواً في الأسماء على القياس، لأنها بعيدة من الطرف. (الممتع 2/ 493) 0 أما ابن هشام فذكر كُوسَى وقال هي مؤنث أكْيَس. (أوضح المسالك 3/ 335) .
(38) حِيكَى: مشية يتحرك فيها المنكبان. وقسمة ضِيزَى: أي جائرة. وأجاز ابن مالك وابنُه في فُعْلَى صفة، الوجهين، فنقول: الضُّوقَى، والضيقَى. (أوضح المسالك 3 / 335، واللسان / كيس) .
وفي الأصل: وقسمت، وهو تحريف.

(1/111)