شرح الكافية الشافية

باب: الاختصاص المشابه للنداء
"ص"
والاختصاص كالندا لفظا وما ... يعني به ذو النطق شخصا كلما
بل نفسه مشاركا أو مفردا ... لكن أبوا إيلاءه حرف ندا
كـ"اغفر لنا أيتها العصابه" ... و"أنا أيها الفتى نسابه"
ومنه قول راجز1 قد ارتجل2 ... "نحن بني ضبة أصحاب الجمل"
925-
__________
1 ع "رجل".
2 ع ك "ارتحل".
925- هذا بيت من الرجز نسب في ديوان الحماسة مع أبيات أخرى إلى الأعرج المعنى قالها في موقعة الجمل "شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 291" والرواية:
نحن بنو ضبة أصحاب الجمل

(3/1373)


وقد يلي المخاطب اختصاص1 ... نحو "بك الله لنا الخلاص"2
"ش" قد يجاء بكلام على صورة هي لغيره توسعا عند امن الالتباس فمن ذلك:
ورود الخبر بصورة الأمر.
ورود الأمر بصورة الخبر.
ورود الخبر بصورة الاستفهام.
ورود الاستفهام بصورة الخبر.
ومن ذلك ورود الاختصاص بصورة النداء كقولهم: "اللهم اغفر لنا أيتها العصابة".
و"نحن معاشر الأنبياء لا نورث" 3 و"أنا أيها الفتى أفعل كذا"4 ومراد الناطق بـ: "أيها الفتى" نفسه.
__________
1 ع "اختصاصا".
2 ع "الخلاصا".
3 أخرجه البخاري خمس1، فضائل أصحاب النبي 12، المغازي 14، 38، النفقات3، الفرائض3، الاعتصام5.
ومسلم في الجهاد 49، 52-54-56.
وأبو داود في الإمارة 19، والترمذي سير، والنسائي الفيء 9، 16، والموطأ كلام 27.
وأحمد 1/ 4، 6، 9، 10، 25، 47، 48، 49.. 2/ 463، 6/ 145، 262.
4 ع ك سقط "كذا".

(3/1374)


ومراد الناطق بـ"أيتها العصابة" نفسه وعشيرته.
ولم يقع المختص مبنيا إلا بلفظ "أيها" و"أيتها". وإنما وقع منصوبا مضافا، أو معرفا بالألف واللام نحو:
"نحن معشر1 الصعاليك لا قوة بنا على المروءة" و"نحن العرب/ أقرو الناس للضيف".
فمع موافقته للمنادى في اللفظ قد خالفه فيه من ثلاثة أوجه.
أحدها: أنه لا يستعمل مبدوءا به.
الثاني: أنه لا يستعمل معه "يا"، ولا غيرها من حروف النداء.
الثالث: أنه استعمل معرفا بالألف واللام.
وقد يقع مرادا به المخاطب كقولهم: "بك الله نرجوا2 الفضل".
__________
1 ع "معاشر".
2 هـ "يرجو".

(3/1375)